رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول بقلم ايمان شلبي

رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول بقلم ايمان شلبي

رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايمان شلبي رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول

رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول بقلم ايمان شلبي

رواية بنتين من امريكا كاملة جميع الفصول

-بنت عمك جايه من امريكا بكره يافارس يابني عايزك تروح تجيبها من المطار هي واختها
رد باستغراب :
-بنت عمي !
جايين يزورونا يعني
عصام وهو بيتنهد بحزن:
-لا هيعيشوا معانا هنا
رفع حاجبه بتساؤل:
-يعيشوا معانا ليه مش فاهم
هو مش امهم عايشه
ضحك عصام بسخريه:
-اه بس اتجوزت بعد موت عمك ب اربع شهور
رد بذهول :
-معقوله؟!
عصام وهو بيهز رأسه بتأكييد:
-اتجوزت حته عيل صايع قد عيالها مفكره نفسها لسه شابه!
فارس بصدمه :
-مجنونه ديه ولا ايه ازاي تعمل كده افرض طلع مش كويس هي مش خايفه علي بناتها
-بنتها الكبيره كلمتني من كام يوم وهي منهاره قالتلي انها هترجع علي مصر هي واختها بسببه
فارس وهو بيقفل نص عينه بشك:
-بسبب جوز امها؟
-للاسف طلع شخص مش كويس زي ما بتقول والبنات قالولها بس هي مصدقتهمش عشان كده هما عايزين يرجعوا علي مصر يعيشوا هنا ،قولتلهم بيتي مفتوح لحد ما نقدر ندبرلهم مكان قريب مننا يعيشوا فيه
فارس وهو بيتنهد بضيق :
-تمام يابابا ينوروا بس انا مش فاضي بكره عندي شغل كتير اوي معلش خلي آسر يروح يجبهم هو
آسر ببرود وهو بياكل :
-مش فاضي عندي تمرين
فارس بغضب وهو بيهبد علي الصُفره :
-يأخي ايه البرود اللي فيك ده!!
آسر وهو بيشاورله بغيظ:
-احترم نفسك يافارس متنساش اني اخوك الكبير
-الكبير مش بالسن يا استاذ الكبير بمقامه وتصرفاته
لو انت الكبير زي ما بتقول كان زمانك واقف جنبي وشايل عني الحمل في الشغل شويه بدل مانا واقف بطولي كده!
بس ازاي هو حضرتك فاضي كفايه عليك البنات ال*زب*اله اللي تعرفها والأماكن الح*رام اللي بتروحها كل ليله
آسر بغيظ وغضب وهو بيقوم يقف وبيهبد علي الصُفره:
-قولتلك احترم نفسك ومتتكلمش معايا بالاسلوب ده بدل واقسم بالله اض*ربك
قام وقف هو كمان وهو بيميل بنص جسمه وبيبص في عيونه بتحدي :
-طب وريني كده هتعملها ازاي
جز علي أسنانه وهو بيكور أيده :
-يابني متستفزنيش متخلنيش ازعلك
رفع حاجبه بتحدي اكبر :
-انا عايزك تزعلني وريني هتعملها ازاي و….
عصام وهو بيقف وبيهبد علي الصُفره :
-بس اخررس منك ليه والله عال اوي اللي بيحصل ده
علي آخر الزمن هتضربوا بعض وانا قاعد في وسطكم اومال لما اموت هتعملوا ايه هتخصلوا علي بعض؟!!
فارس بغيظ :
-يعني حضرتك مش شايف يابابا اللي هو بيعمله يعني مش كفايه أنه عاطل لا شغله ولا مشغله وصايع وبتاع بنات وكل يوم مع واحده شكل بيغيرهم زي الهدوم اللي عليه!
مش حرام اللي هو بيعمله ده ،حضرتك مدلع آسر زياده عن اللزوم وده مش صح و….
آسر بنبره غليظه:
-ملكش دعوه انا حر في حياتي مش انت اللي هتتحاسب مكاني خليك في حالك ياسيدي ايه اللي مزعلك انت دلوقتي
فارس وهو بيبصله بحزن ونبره مكسوره:
-اللي مزعلني أن انت اخويا
اللي مزعلني اني بحبك وعايز مصلحتك
اللي مزعلني اني مش عايزك تفضل مكمل في الذنب اللي بتعمله
اللي مزعلني انك مش قريب مني زي زمان يا آسر
اللي مزعلني أن آسر اخويا بتاع زمان بقي واحد تاني كل تصرفاته غلط في غلط
حتي النصيحه مش قادر يتقبلها مني!
اللي مزعلني انك محسسني اني عدوك
بالرغم اني معملتش حاجه تستحق كل الكره ده
كل اللي عملته كان لمصلحتك
نفخ آسر بضيق وهو بيقعد علي الكرسي وبيبصله بملل:
-اسطوانه كل يوم المشروخه بقولك ايه بلاش نفتح في اللي فات أفضل ليك لأن صدقني لو اللي فات اتفتح هتزعل مني أضعاف مضاعفه
بصله فارس بحزن وعيونه بتلمع بالدموع والندم
اتنهد تنهيده طويله واخد الفون والمفاتيح بتاعته ولف جسمه وخرج من البيت من غير ما ينطق ولا حرف زياده
آسر بغل وحقد :
-في داهيه
عصام بحزم وهو بيبصله بقرف :
-اعمل حسابك انت اللي هتروح بكره تجيب بنات عمك من المطار
قال جملته ومشي من قدامه من غير ما يسمع رده
نفخ بضيق وهو بيهمس بغيظ:
-كانت ناقصه بنات عمي دول كمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العاشره والنصف صباحاً في مطار القاهره الدولي
بص علي الساعه بضيق وهو بيجز علي أسنانه
-مش فاهم انا ايه كل التأخير ده مش ام الطياره المفروض توصل الساعه ١٠!
الفون بتاعه اتهز برقم عصام فرد بنبره متعصبه
-الو
-انت فين يابني؟
رد باستغراب :
-هو ايه اللي فين مانا متنيل واقف في المطار بقالي تلت ساعه والهوانم لسه مشرفوش
-لسه مشرفوش ازاي بنت عمك لسه مكلماني وقالتلي انها وصلت من بدري وانت مش موجود
رد بعصبيه وهو بيشد علي شعره :
-مش موجود ازاي يعني أومال خيالي هو اللي واقف في المطار!
-يابني دور كويس
سكت لحظه وهو بيبص حواليه بعدها رد ببلاهه:
-بابا
-ايه
-بابا احنا اصلا منعرفش شكلهم
عصام وهو بيفتح بوقه بذهول :
-ايه ده صحيح احنا بقالنا كتير مشوفنهمش!
-طب والحل ؟
-استني يا آسر هكلمهم اسألهم لابسين ايه
رد بسخريه :
-طيب
قفل معاه وفضل يبص حواليه
كان في ناس كتير جدا وبنات كتير جدا
لمح بنتين واقفين في رُكن بيدورا بعيونهم علي حد
كانوا بنتين قمه في الجمال والرقه
بنت طويله وجسمها رشيق ،شعرها اصفر وطويل وعيونها زرقا ورموشها طويله وفي نمش في وشها
لابسه بنطلون جينز وجاكيت جلد اسود وبوط طويل ولابسه بورنيته علي شعرها ومعاها شنطه سفر كبيره وبتتكلم في الفون مع حد
والبنت التانيه مكانتش بنفس جمال الأولي إلا أنه اول ما بصلها اتخطف!
قصيره شويه عنها ،رشيقه ،عيونها عسلي ،شعرها بني ،قمحيه ،جمالها جمال مصري
كانت لابسه بنطلون اسود وبالطو اسود طويل وسيفتي اسود وعامله شعرها علي هيئه كحكه عشوائيه
عماله تبص يمين وشمال وهي بتنفخ بضيق
فجأه بصتله بلهفه وقربت منه هي واختها
-انت آسر؟
بلع ريقه ورمش بعيونه اكتر من مره :
-ا أ وعي تقولي أن انتوا؟
البنت الكبيره وهي بتمدله ايديها بلطف:
-ازيك يا آسر انا دنيا وديه اختي جميله
سلم عليها وهو بيبص في عيون جميله بهيام :
-فعلا جميله
رفعت حاجب ونزلت التاني وهي بتبصله من فوق لتحت بقرف
-مالك ياعسل ما تظبط كده بدل ما ارزعك كف خماسي الابعاد يعميك!
فتح بوقه بذهول وهو بيبص لدنيا:
-ايه ده ياغاليه!
-ايه مالك ؟
-انتوا متأكديين ان انتوا كنتوا عايشين في امريكا!
دنيا وهى بتضحك وبترد بصوت رقيق :
-والله اه
يعني مكنتوش عايشين في بولاق!
-توء توء امريكا
بصلها وهو بيضرب كف فوق التاني بذهول :
-سبحان الله ويخلق ما لا تعلمون
جميله وهي بتهزه من أكتافه :
-بقولك ايه ياكابتشن الله يخليك وقفلنا تاكسي ولا ميكروباص ولا اي حاجه عشان نروح الواحد من كتر الوقفه رجله ورمت والله
-ميكروباص!!!!
بصت لاختها وهي بتسألها باستغراب :
-هو ماله تعبان في دماغه ولا حاجه!
دنيا وهي بتهز رأسها بنفي :
-لا مستغرب حضرتك والمصطلحات الغريبه اللي لا تليق ببنت كانت عايشه في امريكا!
هزت راسها بفهم:
-ااااااه قولتيلي اومال لو عرف اني بعرف اعمل محشي ورق عنب هيعمل ايه
دنيا بيأس:
-هيغمي عليه
آسر وهو بيشاورلهم بأيده:
-اتفضلوا يلا عربيتي برا
جميله بفرحه وهي بتجري علي برا :
-ويلكم ياوطني الحبيب
آسر وهو ماشي جنب دنيا وبيبص لآثرها بذهول :
-هي ديه اختك متأكده ولا هما بدلوها في المطار ولا ايه !
هزت راسها بيأس :
-للاسف هي
-سالخير ياعمي سالخير يامرات عمي سالخير يابن عمي
قالتها جميله وهي بتقرب من كل واحد فيهم وبتاخده بالأحضان بكل تلقائيه وعشم
فضلوا يبصوا لبعض بدهشه وذهول وهما فاتحيين بوقهم ببلاهه من تصرفات البنت اللي المفروض جايه من امريكا مش من حي السيده زينب!
اتنهدت بتعب وهي بترمي نفسها علي الكنبه وبترفع عيونها لكوثر مرات عمها:
-عندكوا اكل ايه ياطنط انا واقعه من الجوع
اتدخلت دُنيا وهي بتبصلها بت*حذير وإحراج :
-جميله عيب كده
بصلها عصام وعيونه بتلمع بالدموع :
-دُنيا كبرتي ماشاء الله وبقيتي زي القمر
قربت منه دُنيا بخجل وهي بتمد ايديها عشان تسلم عليه
-ازي حضرتك ياعمو
شدها لحضنه وهو بيبكي بصمت
في البدايه استغربت وانكمشت في نفسها بس بعد كده حست بدفا غريب عمرها ما حسته في يوم إلا في وجود باباها!
غمضت عيونها وهي بتحاوط وسطه وبتبكي هي كمان بصمت
وكأن بالحضن ده رجعت كل الذكريات اللي كانت بتحاول متفتكرهاش
كانت ريحته ،الدفا اللي في حضنه ،نبره صوته الحنونه ،كلها اشياء تشبه باباها اللي فقدته ومن وقتها فقدت كل شئ كان حلو
كان الصمت هو سيد المكان في اللحظه ديه
آسر وفارس واقفين بيبصولها بشفقه
مامتهم بتحاول تداري دموعها
جميله حاطه وشها في الأرض وحابسه دموعها جواها
اخدت نفس عميق وهي بتبص ل نجلاء ام آسر وقالتلها بصوت مبحوح :
-طنط لو سمحتي ممكن اعرف طريق الحمام
نجلاء بلهفه:
-طبعا ياحبيبتي اتفضلي
قالتها وهي بتروح نحيه الحمام وجميله ماشيه وراها وحاطه وشها في الأرض
-شكراً ياطنط
طبطبت نجلاء علي كتفها بأبتسامه كلها حنان :
-عيطي يابنتي طلعي كل اللي جواكي
بصيتلها لحظه وحاولت متعيطش لكن دموعها وضعفها خانوها كالعاده!
اترمت في حضن نجلاء وفضلت تعيط وجسمها كله بيتهز
اللي يشوفها ويشوف تصرفاتها يقول قد ايه البنت ديه مش شايله هم حاجه يستغرب انها مش حزينه ودائماً بتضحك وتهزر وتتعامل بلا مبالاه وكأن شيئاً لم يكن
لكن اللي محدش يعرفه انها اكتر واحده حزينه في الدنيا
يمكن اكتر من دُنيا كمان
اللي محدش يعرفه انها كانت متعلقه جدا ب باباها ويوم وفاته هي لحد اللحظه ديه مش قادره تستوعبه
اللي محدش يعرفه انها دائماً بتقنع نفسها انها في حلم أو كابوس وهتفوق منه
دايما بتقنع نفسها أن باباها عايش بس هي مش بتشوفه لانه مسافر في مكان بعيد
عمرها ما قدرت تتقبل فكره موته
هي من جواها عارفه ومتأكده أن اللي راح مش بيرجع
من جواها عارفه أن مهما طال الانتظار باباها مش راجع تاني لكن بتحاول تتمسك بأي امل حتي لو كان كذاب!
“ماما حضري الغداء بابا بيقولك”
قالها “آسر” بصوت عالي وهو بيقرب من المكان اللي هما واقفين فيه
بعدت عنها جميله ومسحت دموعها بسرعه ودخلت الحمام وقفلت عليها الباب وهي بتسند ظهرها وبتتنفس بسرعه
ردت بحزن وهي بتتنهد:
-حاضر يا آسر يابني
-ماما مالك انتي كويسه؟!
طبطبت علي كتفه بابتسامه باهته وحزينه :
-انا بخير ياحبيبي ادخل انت اقعد معاهم وانا هحضر الغداء
خرجت جميله في اللحظه ديه من الحمام وهي بتقول بمرح
-طنط حبيبتي قولي انك عامله محشي
نجلاء باستغراب من تحولها المفاجئ:
-هه
-قولي أنه ورق عنب كمان عشان احبك بجد
آسر بسخريه وهو بيشاور عليها وبيبص لنجلاء:
-بقي بالله عليكي ديه منظر واحده جايه من امريكا يا ماما؟
حطت ايديها في وسطها وهي بترفع حاجب وبتنزل التاني :
-مالي بقي يا استاذ شايفني ناقصه دراع ولا رجل ولا اكونش محروقه!
رد بذهول :
-اكونش!
قلبت عينيها بملل وهي بتبص لنجلاء:
-ماله ابنك ياطنط تعبان في دماغه
نجلاء وهي بتهز رأسها بضحكه مكتومه:
-معلش يابنتي فكك منه يلا اسيبكم انا واروح اعمل الغداء
مشت من قدامهم وهي بتضحك ب*خ*بث
كانت لسه جميله هتمشي بس هو وقف قدامها ونزل رأسه يبص في عيونها بغمزه ووقاحه:
-شوفي رغم اني من ساعه ما شوفتك وانتي بتقولي مصطلحات غريبه وعجيبه متلقش بكونك كنتي عايشه في امريكا بس احب اقولك أنك عسل والله ما تقوليلي كده واحده يا بيبي!
ابتسمت ابتسامه صفراء وهي بتحط ايديها تحت دقنها:
– ياكوووتي عايزني اقولك يابيبي؟!
هز رأسه بحماس :
-اه بس بصوت ناعم وكيوت كده
شمرت دراعاتها وهي علي وشها نفس الابتسامه :
-ياسلام من عنيا ده انت تؤمر
قالت كلامها من هنا وضر*بته بوكس في وشه من هنا وهي بتبتسم ابتسامه بارده
-ها يابيبي ايه رأيك عجبتك؟!
حط أيده علي وشه بصدمه ممزوجه بوجع وفجأه اتحولت لون عيونه من العسلي الفاتح للون الاحمر وعروق رقبته هتنط من مكانها ،وصوت انفاسه العاليه غطت علي المكان
اما عن جميله اخدت نفس عميق وبصتله بق*رف وعدت من جنبه بس هو مسك ايديها وضغط عليها جامد
اتوجعت بس حاولت متبينش ده وجزت علي أسنانها:
-ابعد ايدك القذره دي عني
مال بنص جسمه وهو بيهمس جنب ودنها بنبره كلها غيظ وشر
-صدقيني هتندمي أشد ندم علي اللي حصل ده هتتمني لو مكنتيش عملتي كده من اللي هتشوفيه مني
رفعت عيونها في عيونه بتحدي وقوه :
-مبندمش ولو يرجع بيا الزمن هعمل كده واكتر من كده كمان
هز رأسه بابتسامه لا تمس للمرح بصله :
-تمام هنشوف مين اللي هيعيط في الآخر
نفضت ايديها من أيده وهي بتبصله بقرف واحتقار:
-عيطوا عليك أن شاء الله
قالت كلامها ومشت من قدامه وهو واقف بيبص لآثرها بغيظ وبيتوعدلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
برا كانت قاعده دُنيا جنب عصام وفارس قاعد في الوش وباصص في الأرض
اما عن دُنيا كانت بتبصله بج*راءه غريبه لاول مره في حياتها!
ملامحه كانت وسيمه بشكل يخطف القلب والعقل في الحقيقه
ملامح مصريه اصيله
بالرغم من أنها كانت عايشه في امريكا وبتشوف اشكال والوان ويمكن ملامح اجمل منه بكتير لكن هي طول عمرها بتحب الملامح المصريه
عصام بابتسامه :
-وانتي بتدرسي ايه بقي يا دُنيا
ابتسمت وفركت صوابعها في بعض بأحراج وهي بتبعد عيونها عنه :
-ا احم انا متخرجه من كليه الطب يا عمي
-ماشاء الله زي فارس وزي يعني وعلي كده اشتغلتي بقي ولا لسه
هزت راسها بنفي :
-لا للاسف ماما مكانتش بترضي تخليني اشتغل
رد باستغراب
-طب ليه؟
اخدت نفس عميق وهي بتبتسم بوجع:
-كانت دائماً تقولي ازاي تنزلي تشتغلي وانا جوزي رجل اعمال كبير جدا ومعروف في امريكا انتي عايزه تفضحينا!
رد فارس باستغراب وهو بيرفع حاجبه:
-وايه علاقه ده بالشغل مش فاهم؟
رفعت عيونها في عيونه وهي بترد بحزن :
-ملهوش علاقه بس كان كلام بتحاول تقنعني بيه عشان منزلش اي مكان
-برضو ليه مش فاهم ؟
-عشان هي كانت عايزه تخليني اشتغل معاها
-وهي بتشتغل ايه؟
-سيده اعمال كبيره
-وانتي مش بتفهمي في الشغل ده طبعا
-الحكايه مش حكايه كده يا فارس كل الحكايه انها كانت عايزه تخليني وجهه للبراند بتاعها وانا رافضه فكانت بتعاقبني
-والبراند ده عباره عن ايه؟
حطت وشها في الأرض وردت بصوت مبحوح :
-ا احم ل لبس بنات ب بس
هز رأسه بفهم وإحراج:
-اه فهمت
عصام بفرحه :
-كويس انك رفضتي يابنتي
-اكيد ياعمو لانه حرام طبعا
بابا الله يرحمه علمني الصح من الغلط انا وجميله وعلمنا شويه حاجات في الدين وحافظه شويه قرءان كمان الحمد لله
-ماشاء الله ياحبيبتي ربنا يبارك فيكي يارب
فارس وهو بيبصلها فجأه:
عايزه تشتغلي
ردت بحماس:
-ياريت بجد نفسي جدا
-تنزلي تشتغلي معايا في المستشفى بتاعتنا
ردت بذهول :
-انتوا عندكوا مستشفي؟
رد عصام :
-اه عندنا اكتر من فرع ليها كمان
فارس بجديه:
-شوفي حابه تنزلي من أمتي وانا تحت امرك
بصيتله بأمتنان وهي بتبتسم ابتسامه رقيقه خلت قلبه ميبقاش في مكانه:
-شكراً يافارس
اتوتر وحط وشه في الأرض والعرق اتكون فوق جبينه :
-ا العفو علي ايه ا انتي اختي الصغيره
“اُختشك بعد كل ده اُختشك!”
قالتها جميله بمرح وتلقائيه وهي بتقرب منهم
عصام بضحك :
-تعالي هنا يابلوه ياصغيره انتي
قربت منه واترمت في حضنه وهي بتسند رأسها علي صدره
-قلبي والله ياعمو حبيبي كده لو هشحت محبش قدك
ضحك جامد علي كلامها وهو بيضمها لصدره بفرحه وحب
فارس بابتسامه بسيطه :
-انتي جايبه المصطلحات ديه منين؟
ردت بحماس :
-من علي الفيس طبعا اصل انا كل اصدقائي مصريين
-اصلاً؟
-اصلا
“عشان كده انتي دماغك لاسعه زيهم”
قالها آسر وهو بيدخل الصالون بخبث ومن جواه عارف انها هتت*عصب
جميله بغيظ:
-عمي خلي الكائن ده يحط لسانه جوا بوقه عشان انا مش طيقاه
دُنيا وهي بتبصلها بتحذير:
-جميله
-ياستي بلا جميله بلا بتنجان بقي انتي مش شايفه هو مستفز ازاي؟!
عصام بجديه:
-عملك ايه ياجميله اتكلمي ياحبيبتي
بصيتله بقرف وغيظ شافته متوتر وبيحاول يداري خوفه عنها
اخدت نفس عميق وهي بتبتسم بهدوء :
-ولا حاجه ياعمو انا بهزر …آسر زي ابويا برضو
رد بتشنج:
-ابوكي؟؟
ليه شيفاني عندي خمسين سنه قدامك
بصيتله من فوق لتحت بابتسامه مستفزه:
-لا شيفاك عندك كرش قد كده
كتم فارس ضحكته وهو بيبص لأخوه:
-مش قولتلك ابقي انزل الجيم اهو ضحكت عليك الناس
جز علي أسنانه وهو بيبصله بغيظ :
-متدخلش
فارس بضيق :
-طب لم الدور يا آسر وبلاش تعمل اللي بتعمله ده قدام البنات
رد بغضب:
-مش انت اللي تقولي اعمل ايه ومعملش ايه أنا حر
ضرب كف فوق التاني وهو بيجز علي أسنانه :
-استغفر الله العظيم واتوب إليه
كان لسه هيرد بس نجلاء كانت بتنادي عليهم
-يلا ياجماعه الاكل جاهز
شويه وكان الكل متجمع علي السفره في حاله من الصمت التام والتوتر
كان آسر قاعد في وش جميله وفارس بيوزع نظراته ما بينهم بكل غيظ وكُره وغيره!
دُنيا وهي بتحاول تلطف الجو :
-وانت بقي يا آسر شغال ايه؟
رد فارس واللقمه في بوقه:
-عواطلي
هبد علي الصُفره بعصبيه:
-لااااااا ده انت زودتها اوي بقي!
فارس ببرود :
-طب اقعد يا آسر مكانك بلاش فضايح
-لا مش هقعد وتاني مره تحترم نفسك وانت بتتكلم مع اخوك الكبير
جميله وهي بتقوم تقف:
-ياجماااااعه ياجماعه استهدوا بالله مش كده والله ده ش*يطان ودخل ما بينكم قوم يافارس يابني اديله علقه هو ابن حلال ويستاهل ده بيزعقلك وبيشوحلك بأيده كدهو انا لو مكانك مش هسكت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-ممكن افهم ايه اللي انتي عملتيه النهارده ده؟!
قالتها دُنيا بعصبيه لجميله اللي كانت فارده ظهرها علي السرير وحاطه رجل فوق التانيه وبتاكل في ظوافرها
رفعت حاجبها ببرود :
-عملت ايه؟
-جميله بطلي اسلوبك المستفز ده قولتلك ميه مره!
اتنهدت بضيق وهي بتقعد وبتربع رجلها :
-عايزه ايه يا دُنيا؟
قعدت علي طرف السرير وهي بتبص في عيونها بشك :
-عايزه اعرف انتي ليه مش طايقه آسر بالشكل ده
-عشان هو انسان مش محترم
ردت باستغراب :
-عملك ايه؟
-نظراته ليا مش مريحاني ده غير أنه قالي انتي عسل ما تقوليلي كده واحده يابيبي
-هو طلب منك كده؟
-اه
-وانتي عملتي ايه
ابتسمت ابتسامه صفراء :
-قولتله طبعا انتي عارفه مبحبش ارفض لحد طلب
قفلت عينيها نص قفله بشك :
-عملتي ايه ياجميله؟
رفعت أكتافها ببرود :
-ضربته
حطت دُنيا ايديها علي بوقها بصدمه وذهول :
-ضربتيه يامفتريه!
ردت بغيظ :
-يستاهل عشان هو شخص مش محترم
دُنيا بجديه:
-جميله مينفعش اللي انتي بتعمليه ده
احنا هنا مش في امريكا احنا في مصر
يعني الرجاله اللي هنا طبعها غير وميقبلوش أن اي بنت مهما كان تمد ايديها عليهم أو تتطاول عليهم بالكلام ،ارجوكي ياجميله خلي بالك من تصرفاتك ومتدخلناش في مشاكل احنا مش قدها
ردت بعصبيه:
-يعني أسيبه يقل أدبه واسكتله يعني؟؟
هزت راسها بنفي:
-انا مقولتش تسكتي روحي اشتكي لعمك وهو هيتصرف انما انتي اللي تتصرفي من دماغك ده ميصحش أبداً انتي متعرفيش ممكن يعمل فيكي ايه
ردت بعند وتحدي :
-ميقدرش يعمل حاجه
-لا يقدر ارجوكي ياجميله عشان خاطري أعقلي شويه وبلاش جو الولاد اللي انتي عايشه فيه ده مش لايق عليكي ولا لايق علي بنت كانت عايشه طول عمرها في امريكا
اتنهدت بضيق وهي بتفرد ظهرها علي السرير مره تانيه :
-ان شاء الله
دُنيا وهي بتهز رأسها بيأس:
-مفيش فايده فيكي انا داخله اوضتي تصبحي علي خير
قالت كلامها وخرجت من الاوضه وهي متضايقه من تصرفات جميله اللي تشبه تصرفات الولاد!
تشتم في ده وتضرب ده وتحرج ده وتلبس لبس ولادي وكأنها مش بنت زي باقي البنات
دخلت اوضتها وغيرت هدومها لبيجامه شتوي بينك ولمت شعرها لفوق علي شكل كحكه عشوائيه ومسحت الميك اب بتاعها وراحت نحيه السرير عشان تنام
مرت حوالي ربع ساعه كانت بتحاول تنام بس مقدرتش
مش متوعده تنام في مكان غير أوضتها
قامت من مكانها وهي بتنفخ بضيق وبتبص حواليها بخنقه وملل
نزلت من علي السرير وراحت نحيه الباب وخرجت من الاوضه
كانت حاسه بالعطش
راحت نحيه المطبخ ولسه هتدخل بس شهقت بفزع ورجعت خطوه لورا أما ظهر فارس مره واحده قدامها
فارس وهو بيشاورلها بأيده :
-اهدي اهدي ده انا
حطت ايديها علي قلبها وهي بتتنهد براحه:
-سوري بجد ب بس بس كنت عطشانه
هز رأسه بابتسامه لطيفه :
-ولا يهمك اتفضلي
دخلت وهي بترتجف وبتبص في الأرض بتوتر
اما عن فارس خرج وراح نحيه البلكونه وفجأه سمع صوت دُنيا وهي بتصرخ
في ايه انتي كويسه ؟
قالها فارس بلهفه وقلق وهو بيدخل المطبخ علي صوت دُنيا اللي فزع كل اللي في البيت
نجلاء بفزع وهي بتخرج من اوضتها وبتربط الروب بتاعها :
-في ايه ياولاد
خرج آسر من أوضته بنعاس :
-مين اللي بيصوت في ايه
هزت أكتافها بحيره :
-مش عارفه تعالي نشوف يابني لحسن يكون حد من البنات حصله حاجه
اما عن دُنيا
كانت واقفه لازقه في الحيطه وبترتجف وهي مغمضه عيونها
قرب منها فارس بملامح كلها قلق وتوتر
-دُنيا ايه اللي حصل؟
فتحت عيونها ببطئ واول ما شافته اترمت في حضنه وهي بتعيط وبتترعش بين ايديه
في البدايه أتصدم من رد فعلها والعرق اتكون فوق جبينه في لحظه!
دقات قلبه تكاد تكون مسموعه من كتر التوتر والمشاعر الغريبه اللي حس بيها في قربها
اخد نفس عميق وهو بيغمض عيونه وبيستغفر ربنا في سره وبيبعدها عنه ببطئ وهدوء
-في ايه احكيلي؟؟
قالها بصوت دافي وهو بيبص في عيونها اللي كانت مليانه خوف
كانت لسه هترد بس دخلت نجلاء ومن وراها آسر
-فارس في ايه ؟
بعد خطوه لورا وهو بيتنهد بحيره :
-مش عارف ياماما كنت واقف في البلكونه وفجأه سمعت صوتها بتصوت
آسر وهو بيوزع نظراته ما بينهم بشك :
-انتوا قريبين من بعض كده ليه؟؟
فارس برفعه حاجب :
-تُقصد ايه يا آسر!
ابتسم ابتسامه خبيثه وهو بيقرب منه وبيبص في عيونه بتحدي
-اقصد اللي فهمته ياخويا
انت استغليت أن الكل نايم ودخلت وراها المطبخ و….
علق كلامه في الهواء مع ابتسامه عابثه تزامناً مع خروج التاني عن شعوره!
شده من طرف قميصه وهو بيجز علي أسنانه :
-ليه هو انا حي*وان زيك
نفض آسر أيده بع*نف وزقه من صدره لدرجه كان هيقع بس لحق نفسه في لحظه
-تاني مره ايدك متتمدش عليا احسن اقطعهالك انت سامع؟!
-بس اخرس منك ليه مش عايزه اسمع نفس حد فيكم
صرخت فيهم نجلاء بعصبيه وحده وهي بتبص لكل واحد فيهم بتحذير وقدام نظره عيونها واحتراماً ليها كأم تم تنفيذ رغبتها ومحدش نطق بحرف زياده!
قربت من دُنيا اللي كانت واقفه تبصلهم ودموعها بتزيد علي خدها
أخدتها نجلاء في حضنها وهي بتطبطب علي ظهرها وبتحاول تهديها وبحنان اموي وصوت دافي اتكلمت :
-اهدي ياحبيبتي اهدي واحكيلي ايه اللي حصل
غمضت عيونها مع احساسها للمره التانيه بأمان ودفا غريب عمرها ما حست بيه في حضن مامتها!
واخيراً خرج صوتها مبحوح وواطي وهي بتشاور علي كلب صغير كان واقف في رُكن بيبصلهم بخوف :
-ك كان في كلب و وانا خوفت منه
آسر بتشنج وعصبيه :
-ياسلام بقي الص*ريخ ده كله عشان كلب انتي مجنونه؟
نجلاء بتحذير :
-آسررر
شوح بأيده بضيق :
-بلا آسر بلا زفت بقي الهانم فزعت اللي في البيت كله عشان حته كلب لسه مولود ايه دلع البنات الماسخ ده و
“ده مش دلع بنات حضرتك دُنيا عندها فوبيا من الكلاب عشان في كلب عضها وهي صغيره ”
قالتها جميله بغيظ وهي واقفه علي باب المطبخ وبتبص لآسر اللي متعصب ويكاد يهدم المكان باللي فيه
بصلها بسخريه من فوق لتحت :
-حتي لو متصرخش بالشكل ده وكأنه عفريت
اتجاهلت كلامه وقربت من دُنيا واخدتها في حضنها وهي بتبوس رأسها بهدوء
-اهدي ياحبيبتي اهدي مفيش حاجه خلاص
دُنيا وهي بتبصلهم بأحراج :
-ا انا اسفه
فارس بهدوء :
-حصل خير المهم انك كويسه
آسر بسخريه وهمس :
-ياحنين
بصله فارس بغيظ وبعدها بص لدُنيا بجديه
-حضري نفسك بكره أن شاء الله هتنزلي معايا الشغل
قال جملته وخرج من المكان وهو بياخد نفس عميق وجواه مشاعر غريبه ومختلفه!
نجلاء بابتسامه :
-يلا يابنات تصبحوا علي خير
-وحضرتك من أهله ياطنط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاني يوم
الساعه الثامنه صباحاً
في اوضه دُنيا
مكانتش لسه نامت
كانت قاعده فوق السرير وضامه رُكبها الاتنين في بعض
بتفكر في شخص معين
فارس
واه من فارس اللي خطفها من اول ثانيه
طول الوقت كانت بتدور علي الحب في كل مكان وكل وقت وحتي فى قلبها لكن للاسف مكانش ليه اي آثر جواها!
فجأه اول ما شافته الموازيين اتشقلبت
المشاعر اتبدلت
الحب فجأه دق علي بابها من غير اي مقدمات
النوم طار من عينيها
كان جواها طاقه رهيبه وفضول انها تتعرف علي كل رُكن في البلد اللي هتعيش فيها الباقي من عمرها
طق في دماغها قرار مجنون شويه ومش مترتبله علي الاطلاق لكن قررت تنفذه
لبست وخرجت من البيت من غير ما حد يحس وانطلقت في الشارع زي الطير اللي كان محبوس وفجأه اتفتحله القفص
-لو سمحتي هو فين شارع فؤاد؟؟
سألها شخص تايه في العنوان علي اساس انها علي درايه بالمكان
ابتسمت بلطف وردت برقتها المعتاده:
-اسفه بس معرفش والله
-تمام مُتشكر
كانت ماشيه في الشارع بتبص يمين وشمال بأنبهار ومش واخده بالها انها بعدت عن البيت بمسافه كبيره جداً
شافت مطعم مفتوح دخلته عشان ترتاح شويه من الطريق
مكانش في غير اتنين تلاته تقريباً
-صباح الخير يافندم طلباتك
-في مشروبات ؟
-ايوه حضرتك
-تمام عايزه قهوه ساده
-قهوه ساده علي الريق يافندم لا يجوز
رفعت حاجبها بضيق:
-افندم؟
ابتسم بأحراج:
-ا احم اسف علي التدخل بس القهوه الساده علي الريق بتسبب مشاكل كتير جدا ايه رأيك لو تفطري الاول ؟؟
كان اقتراح مُغري في الحقيقه
وخاصه انها كانت جعانه جداً
ابتسمت وهزت رأسها بحماس :
-تمام عندكم ايه؟
-فول وفلافل وبتنجان مقلي وبيض وبسطرمه و….
قاطعته بتساؤل وحيره:
-ايه كل ده
ابتسم ابتسامه سمجه وهو بيشاورلها بصباعه:
-شكل حضرتك مش مصريه
هزت راسها بتأكييد وهي بتسند ايديها علي خدها
-يبقي فطارك عندنا يافندم سبيلي نفسك
بعد شويه
خرجت من المكان وهو بيقولها بنفس الابتسامه السمجه
-نورتينا يافندم
هزت راسها بابتسامه بسيطه وهي حاسه بوجع في معدتها لكن حاولت متبينش ده
رجعت البيت واول ما خبطت الباب اتفتح وظهر فارس بلهفه وقلق:
-انتي كنتي فين ؟
رجعت خطوه لورا بفزع وهي بتبص لفارس اللي كان واضح القلق علي ملامحه
بلعت ريقها بتوتر:
-ك كُنت ك كُنت بتمشي شويه
صرخ في وشها فجأه:
-ومقولتيش ليه انك نازله
استغربت تحوله المفاجئ وردت بتوتر :
-ع عشان ع عشان الكل كان نايم محبتش أزعج حد
-والله وحضرتك يعني كده مأزعجتيش حد!
ردت بضيق :
-انا عملت ايه لكل ده
-لما حضرتك تحبي تنزلي تاني مره ياريت تعرفي اكياس الجوافه اللي انتي عايشه معاهم هي مش وكاله من غير بواب هي
اتضايقت من أسلوبه وبصيتله بغيظ من غير ما تنطق حرف واتخطته عشان تدخل البيت بس هو مسكها من دراعها وهو بيهمس بنبره حاده:
-انا لسه مخلصتش كلامي
رفعت عيونها وملامحها مكشره وبغيظ طفولي
-وهو لسه في كلام تاني؟!
بصلها ورد بقوه :
-اه في كنتي فين بالظبط
ردت بصوت مبحوح وهي بتغمض عينيها بألم بعد ما زاد وجع معدتها :
-ك كنت مخنوقه شويه نزلت اتمشي وفطرت
-وليه مقولتيش انك نازله
ردت بضيق :
-قولتلك عشان انتوا كنتوا نايمين ومازال الكل نايم محدش صاحي غيرك اصلاً!
رد بعصبيه وهو بيبص في عيونها :
-ايوه ولما صحيت لقيت باب اوضتك مفتوح وانتي مش جوا قلقت
اتوترت
قلبها دق بفرحه
العرق اتكون فوق جبينها
حست مشاعر لاول مره تحس بيها
اما عن فارس
مكانش فاهم هو بيعمل ايه ولا حتي فاهم مشاعره!
ازاي كان متوتر ،قلقان ،ملهوف بالشكل ده
مشاعر كتير متلغبطه جواه
بعد ما كان مقرر أنه عمره ما يسيب قلبه للحب مره تانيه
فجأه كل شئ اتغير في لمح البصر
فجأه قلبه اتحرر
فجأه قراره اتغير
هي حياتنا كده مفيش فيها قوانين أو حتي قرارت ثابته!
ناخد قرار وفجأه الحياه تفرض علينا اننا ناخد غيره
نتعلق بحد ونحب وجوده ونرسم معاه مستقبل وحياه كامله فجأه القدر يعلقنا بغيره !
مشاعرنا ،قلوبنا ،قرارتنا ،منطقنا
كلها اشياء بتتغير مع مرور الوقت
اخد نفس عميق وساب ايديها وهو بيقولها بجديه
-ادخلي
دخلت وهي حاطه ايديها علي بطنها وتعبيرات وشها بتقول انها بتتألم
فجأه وقفت في مكانها وهي بتغمض عينيها جامد :
-ااااه
فارس بقلق :
-ايه مالك في ايه
ردت بوجع وهي بتعيط :
-ااااه بطني بتوجعني اوي
“دُنيا مالك ”
قالتها جميله اللي خرجت من اوضتها وشافت اختها واقفه بتعيط
-ااااه جميله الحقيني بطني بتوجعني مش قادره
خرج آسر من اوضته في الوقت ده وهو بيفرك عيونه وبيتاوب بنعاس
اول ما شاف دُنيا بتعيط ضم حواجبه باستغراب
-في ايه تاني
قعدت علي الارض وهي بتتلوي من التعب وبتعيط جامد وجميله قاعده بتعيط جنبها
قرب من فارس اللي كان واقف زي الصنم ومش عارف يعمل ايه
-في ايه يابني؟
هز رأسه بحيره وقلق :
-مش عارف هي كانت برا ولسه راجعه وفجأه بطنها وجعتها
برق بصدمه :
-هي أكلت حاجه من برا !
-هي قالتلي انها فطرت برا
آسر وهو بيسألها بقلق :
-احيه فطرتي ايه؟
ردت بوجع ودموع :
-فول وفلافل وطعميه وبتنجان و…
لطم علي خده بطريقه مسرحيه :
-ياصباح التسمم شكلك اكلتي من عبده صواريخ
فارس بصدمه :
-احيييه هنعمل ايه
بص لفارس وهو بيصرخ فيه :
-انت بتسألني هو انا اللي دكتور ولا انت
-انا
رد بغيظ :
وواقف بتعمل ايه عندك ساعدني ندخلها اوضتها عشان تكشف عليها
كانت جميله قاعده علي طرف السرير وماسكه ايد دُنيا اللي كانت مغمضه عيونها وملامحها خاليه من اي تعبير للألم اللي كان مسيطر عليها من ربع ساعه بالتقرب!
مالت علي ودنها وهي بتهمس بنبره كلها دموع :
-دُنيا انتي كويسه ياحبيبتي صح ؟!
انتي كويسه ومش هتسبيني وتمشي زي بابا
عشان خاطري خفي بسرعه واوعي تسبيني انا مليش غيرك يا دُنيا والله مليش غيرك
قالت جملتها وهي بترمي نفسها في حُضن دُنيا وبتبكي بصوت مكتوم
فارس بشفقه:
-متقلقيش ياجميله اختك كويسه والله انا اديتلها مُسكن وشويه وهتبقي بخير
رفعت عيونها وهي بتسأله بتوتر :
-ه هي فعلا حصلها ت”سم*م؟!
هز رأسه بنفي وابتسامه طمنتها :
-لا والله مفيش اي حاجه انا لحقتها قبل ما يحصل حاجه
اخدت نفس عميق وهي بتهز رأسها بصمت
نجلاء وهي بتطبطب علي رأسها بحنان :
-قومي ياحبيبتي نطلع برا خليها ترتاح
هزت راسها بنفي وإصرار :
-لا انا مش هسيبها هنا لوحدها و….
قاطعها آسر بجمود :
-هو ايه اللي مش هسيبها لوحدها هو انتي هتسبيها في الشارع ؟
بصيتله بغيظ وقرف ومنطقتش حرف لأنها مش حمل خناقه في الحقيقه
فارس بهمس :
-عندك كلمه حلوه قولها معندكش اسكت خالص عشان كلامك بيعمل مشاكل بجد
رد عليه بنفس الهمس وبكل غيظ :
-انا حر اتكلم وقت ما أنا عايز واقول اللي انا عايزه برضو
ضرب فارس كف فوق التاني وهو بيتنهد بضيق :
-لا حول ولا قوه الا بالله
علي طول قرفان من نفسك وبتتخانق مع دبان وشك
نجلاء وهي بتقرب منهم :
-يلا ياشباب اخرجوا
طلعوا هما الاتنين وجميله أصرت أن هي تفضل مع اختها لحد ما تفوق وتتطمن عليها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ساعه
كان واقف آسر في البلكونه بيدخن وقدامه فنجان قهوه دافئ
كان الجو مغيم
وفي لسعه هواء بتخبط في وشه وبتطير خصلات شعره
-شكلها هتمطر
لف لمصدر الصوت لقاها جميله
مهتمش ولف وشه وكأنها مش موجوده من الأساس
اخدت نفس عميق وقربت منه ووقفت جنبه بصمت
طال الصمت لدقائق وهما الاتنين واقفين وساندين أيديهم علي السور وكل واحد غرقان في افكاره
قطع الصمت آسر وهو بيسألها من غير ما يلف وشه نحيتها
-اختك عامله ايه دلوقتي
ابتسمت ابتسامه بسيطه وهي بترد بهدوء :
-احسن الحمد لله فاقت واكلت واخدت العلاج ونامت تاني
هز رأسه بجمود وهو بينفخ الدخان من بوقه:
-حمدلله علي سلامتها
-الله يسلمك
اتنهدت وهي بترفع رأسها بتساؤل:
-انت ليه بتكره اخوك بالشكل ده؟
نزل رأسه وبص في عيونها وياريته ما بص!
حس برعشه في قلبه
تزامناً مع صوت المطر اللي بدأ ينزل بغزاره شديده
بلع ريقه وهو بيهز رأسه بهدوء :
-ليه بتقولي كده
هزت أكتافها بحيره :
-تصرفاتك بتقول كده
انا من وقت ما شوفتك وانت مش طايق اخوك ولا طايق نفسك حتي ،انت علي طول وشك مكشر وشايل حمل الدنيا فوق كتافك مع أن الدنيا ابسط من كده بكتير!
ليه تضيع عمرك في اكتئاب
ليه تكره الناس فيك بأسلوبك وتكشيره وشك
ليه مش عايش الدنيا ببساطه زي فارس اخوك و….
قاطعها بصوت هادي ممزوج بوجع وقهر:
-لأن اخويا هو السبب في أن البنت اللي بحبها تسيبني
بصيتله بذهول وهي بترد بحزن :
-ايه ازاي؟
اخد نفس عميق وهو بيبص قدامه وبدأ يحكيلها بصوت هادي وحزين ومكسور!
-كنت بحب بنت زميلتي في الكليه وهي كمان كانت بتحبني ،هي البنت الوحيده اللي غيرتني ياجميله ،هي اللي خليتني اقرب من ربنا ،هي اللي خلتني مبسوط ،وجودها كان خفيف علي قلبي زي الريشه ،ابتسامتها كانت بتهون عليا كل حاجه صعبه ،حُبها اللي ملوش حدود وقفتها جنبي وقت امتحاناتي تشجيعها ليا ،كل حاجه معاها كانت غير!
كنت بعد الايام والثواني عشان اتخرج واتقدملها ،كنت بشتغل مع الكليه عشان اكون فلوس واجيب شقه،فعلا قدرت اعمل كل ده ،اتخرجت وجبت الشقه وروحنا عشان نتقدم كل حاجه وقفت بسببه
بلعت جميله ريقها بحزن :
-قصدك بسبب فارس ؟؟
هز رأسه والدموع بتلمع في عينه:
-ايوه
-ليه؟
-سأل عليها ناس كتير قالتله انها مش كويسه
ردت بتوتر :
-ط طب ما يمكن فعلا هي مش كويسه
هز رأسه بنفي وشراسه:
-لا لاااا أنا متأكد انها كويسه هو اللي كذاب
-وايه مصلحه فارس أنه يشوه سمعة بنت وخاصه أنه عارف انك بتحبها
هز رأسه بحيره :
-معرفش صدقيني معرفش
ردت بعقلانيه :
-طب انت ليه محاولتش تثبتلهم انها كويسه؟؟
ابتسم بسخرية :
-ومين قال إني محاولتش
حاولت كتير اوي ،حاولت اثبت للكل بس محدش صدقني كلهم صدقوا كلام فارس كلهم رفضوا يجوا معايا حتي لما ه*ددت*هم اني هسيب البيت وهمشي رفضوا
سندت ايديها علي خدها وهي بتبتسم ابتسامه باهته :
-للدرجادي بتحبها
اتنهد وهو بيرفع رأسه للسما وبنبره مكسوره:
-عمري ما حبيت غيرها
-حتي لو طلع الكلام اللي بيتقال عليها صح؟
بصلها بتوهان وسكت لحظه بيفكر في اجابه علي سؤالها اللي عمره ما جه في باله في الحقيقه!
غمض عيونه وهو بيبتسم بحزن :
-حتي لو الكلام اللي بيتقال صح ياجميله
ردت بأندفاع:
-بس وقتها الحب مش هيفيد لو هي مش كويسه
-مش هيفيد بس خلاص فات الاوان وحبيتها
حطت ايديها علي أيده وهي بتبتسم ابتسامه مهزوزه:
-ربنا يريح قلبك
بص علي ايديها وبعدها بص في عيونها وهو بيبتسم بهدوء لاول مره من وقت ما شافته
-شكراً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الخارج
كانت قاعده دُنيا علي الكنبه وجنبها نجلاء وعصام وفي وشها فارس اللي كان بيبصلها بين اللحظه والتانيه بطرف عينيه
عصام بابتسامه حنونه :
-بقيتي احسن يابنتي ؟
هزت راسها بابتسامه رقيقه :
-الحمد لله ياعمو
نجلاء وهي بتبص لفارس بخبث:
-ربنا يباركله فارس لولاه كان زمانك في المستشفي
بصيتله بخجل ووشها احمر من الكسوف :
-ش شكراً يافارس
اتنحنح ورد بجديه:
-العفو علي ايه حمد لله علي سلامتك
عصام وهو بيغمز لنجلاء بخبث :
-نجلاء عايزك ثواني
بصيتله بابتسامه وهزت رأسها وهي بتبصلهم
-طب ياولاد هشوف الحج عايز ايه وجايه علي طول
ثواني والمكان مكانش فيه غيرهم
بص فارس يمين وشمال بتوتر بعدها قام من مكانه وقرب منها
برقت عيونها ولزقت في الكنبه بخوف :
-ا ا انت بتقرب ليه
قعد علي الطرف الكنبه وهو بيشاورلها بأيده:
-اهدي متخافيش
كانت بتتنفس بسرعه وهي بتبصله بتوتر وخوف
حط وشه في الأرض وهو بيفرك في أيده بتوتر :
-ا احم ا أنا آسف
فتحت بوقها ببلاهه وهي بترمش بعيونها أكثر من مره :
-هه
اخد نفس عميق وهو بيرفع عيونه في عيونها :
-انا اسف اني زعقتلك ب بس ا أحم ب بس انا قلقت عليكي لما صحيت ملقتكيش في اوضتك
ه هو عموما تصرف مكانش لطيف مني بس انا فعلا قلقت عليكي اتمني تقبلي اعتذاري
ابتسمت بفرحه وهي بتهز رأسها :
-اعتذارك مقبول يادكتور فارس
ابتسم ابتسامه لطيفه وهو بيبص في الساعه
-انا مضطر امشي عشان اتأخرت علي الشغل
لو سمحتي خدي العلاج في مواعيده
-حاضر
-محتاجه حاجه ؟
ردت بابتسامه رقيقه :
-سلامتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فات يوم ورا التاني لحد ما فات شهر علي وجودهم في مصر
فارس ودُنيا علاقتهم اتطورت بشكل ملحوظ وخاصه بعد ما نزلت تشتغل معاه في المستشفي
تدريجياً بدأ فارس يحب وجودها
كان وجودها خفيف علي قلبه بشكل ميتوصفش!
بدأت الغيره تنهش قلبه كل ما كان يشوفها واقفه تتكلم مع دكتور وتهزر معاه
كل ما كان يشوف حد بيبصلها يطربق المكان باللي فيه بالرغم أن دي مش شخصيته ولا حتي من طبعه العصبيه
وفي لحظه اعترف لنفسه أنه حبها وأنه لازم يعترفلها في اقرب وقت قبل ما تضيع من بين ايديه
-دُنيا
كانت معديه من قدامه واول ما سمعته بينادي عليها وقفت وهي بترد ببرود
-نعم
-ا احم ا انتي لسه زعلانه مني
رفعت حاجبها بذهول :
-والله!
بص في الأرض بأحراج :
-انا اسف
ردت بضيق :
-فارس انت كل مره تعمل مشكله وتزعقلي وتفرج عليا المستشفي وترجع تقولي اسف!
اخد نفس عميق ورد بثبات :
-بعمل كده من غيرتي عليكي يا دُنيا
برقت بذهول وصدمه :
-غيرتك!
بص في عيونها ورد بحب :
-دُنيا انا بحبك وعايز اتجوزك
كانت لسه هترد بس الفون بتاعها رن
بلعت ريقها بتوتر وطلعته من جيب البالطو وردت علي جميله
-الو
-دُنيا انا هرجع علي امريكا
ردت بصدمه :
-نعم!!!
-بقولك انا هرجع علي امريكا
انا مش عايزه اكمل في اللعبه ديه
-بس….
قاطعتها بأصرار:
-آسر عمره في حياته ما حب حد زي البنت ديه
عمره ما هيفكر فيا ولا هيحبني في يوم
وجودي هنا مفيش منه فايده
سكتت لحظه وبعدها اتنهدت وهي بتكمل بصوت مبحوح :
-ياريتني ما سمعت كلامك ولا كلام عمي ياريتني ما جيت علي مصر
ياريتني ما شوفته ولا حبيته
وفي الخلفيه صوت الست بتقول
يامعلمني الحب ياريتني ما اتعلمت معاك ولا شوفته …ليه بتخدعني ليه خلتني انسي الدنيا واعيش بحلاوته!
-عايزه تمشي ليه ياجميله؟
سألها عصام بجديه وهما قاعدين كلهم علي الصُفره ماعدا آسر اللي كان سهران برا كالعاده
اخدت نفس عميق وهي بترد بثبات :
-عشان وجودي هنا مفيش منه اي فايده ياعمو
عصام بلهفه وأمل:
-بس انا حاسس ان وجودك مهم عند آسر
ابتسمت بسخرية وردت عليه بنبره حزينه:
-مهم ازاي ياعمي بقول لحضرتك وجودي مفيش منه اي فايده، آسر عمره ما تفكيره يجيبه أنه يحبني ،آسر بيحب البنت زميلته وطول ما هي في قلبه صعب يحب غيرها
نصيحه لحضرتك ياريت تفكر في الموضوع وتروح معاه وتطلبوا ايديها
سكتت لحظه وبعدها هزت أكتافها بحيره :
-مين عالم جايز البنت تتغير وتبقي احسن
فارس وهو بيهبد علي التربيزه بعصبيه :
-تتغير ايه دي بنت ….
كان هيشتم بس مسك لسانه وهو بيستغفر في سره
عصام وهو بيتنهد بحزن :
-للاسف ياجميله البنت عامله فيها ملاك برئ قدام آسر لكن هي في الحقيقه مش كده انا اتأكدت بنفسي لما شوفتها ماشيه مع واحد بلبس خليع وبشعرها
جميله بأستغراب:
-مش فاهمه ايه الدليل في كده
ما جايز تكون هي لبسها كده بس ….
قاطعها فارس بجديه :
-كانت مفهمه فارس انها مختمره!
ردت بذهول :
-معقوله؟!
-وكانت بتروح تقابله كل مره بالخمار وتعمل فيها الخضره الشريفه عشان كده هو اتخدع فيها وحبها
بصت قدامها بشرود وحزن :
-ليه عملت فيه كده
نجلاء بحزن والدموع بتلمع في عينيها :
-منها لله ضحكت علي ابني وكسرت قلبه
فارس وهو بيبصلها برجاء :
-متمشيش ياجميله
عيونها لمعت بالدموع وهي بتهز رأسها وبنبره مكسوره :
-لازم امشي يافارس مش هقدر اكمل في لعبه عارفه اني هخسر فيها قلبي ومشاعري ونفسي!
نجلاء بلهفه :
-جايز تكسبي في النهايه
جايز تكسبي قلبه وتخليه ينسي
بصيتلها يتساؤل وابتسامه باهته :
-جايز!
لكن مش اكيد ياطنط
ليه اهدر مشاعري مع آسر وانا عارفه أنه بيحب غيري
اخدت نفس عميق وقامت وقفت وهي بتبصلهم بأسف
-انا أسفه بس انا مش هكمل في اللعبه ديه
انا هسافر بعد بكره امريكا
دُنيا بدموع :
-هتسبيني لوحدي؟
-بس انتي مش لوحدك يا دُنيا انتي معاكي فارس وعمو عصام وطنط نجلاء
-ب بس انا مش هقدر اعيش في مكان انتي مش موجوده فيه
-وانا مش هقدر اعيش في مكان آسر موجود فيه
دُنيا بنبره مهزوزه:
-هترجعي تعيشي مع ماما وجوزها تاني!
هزت أكتافها ببرود مصطنع :
-ومالهم ماما وجوزها متنسيش أن وجودنا هنا سببه الأساسي هو اني أوقع آسر في حبي عشان ينسي حبيه القلب!
انما جوز ماما ده مقدور عليه متقلقيش مش هيقدر يأذيني
فارس بعصبيه:
-لا يقدر يأذيكي لانك لوحدك دلوقتي
اتنهدت وهي بتبتسم ابتسامه بارده ومصطنعه :
-خلاص هعيش في بيت لوحدي
-بس….
قاطعتهم بحزم وإصرار :
-تصبحوا علي خير عن اذنكم
قد ايه الكتمان بشع
كتمان المشاعر ،الدموع ،الحزن ،الألم
كانت جميله حاسه بكل ده دُفعه واحده
مشاعرها جواها متقيده
دموعها رافضه تنزل لكبريائها
حُزنها وضعفها رافض يظهر قدام الجميع
الألم بينهش في قلبها لكنها بتتعامل بكل برود وكأن شيئاً لم يكن!
قعدت علي طرف السرير وهي بتبص قدامها بشرود ودموعها اتحررت في الوقت ده
اوقات كتير بنتمني
لو مكُناش أخدنا قرار مُعين
قرار اخدناه في لحظه ضعف قصاد مشاعرنا اللي بتغلب كل اصوات العقل والمنطق
بنتمني لو مكُناش قابلنا شخص وقلبنا حبه
بنتمني لو الزمن يرجع عشان نصلح أخطاء ونرجع عن قرارات ونحسن اختيار الأشخاص!
لكن مين فينا يقدر يمنع القدر؟!
كان لازم نختار شخص معين
كان لازم ناخد قرار بعينه
كان لازم نعمل أخطاء
كان لازم عشان نتعلم ومنكررش أخطائنا او قرارتنا
كلها دروس
كلها حكم من عند ربنا لينا
وقتها بنصبر ونرضي بالمكتوب
حتي لو مش فاهمين
حتي لو مش قادرين نتعايش
حتي لو مش متقبلين كل اللي بيحصلنا
لكن في النهايه بيكون جوانا يقين أن ربنا بيرتب حياتنا للأحسن 🖤
سندت ظهرها علي السرير وهي بتغمض عيونها وثواني وراحت في النوم اللي بتهرب فيه من الواقع الظالم القاسي الكئيب
*******************************
الساعه الثالثه فجراً
كانت دُنيا واقفه في البلكونه وبتعيط بصوت مكتوم عشان محدش يسمعها
-دُنيا
مسحت دموعها بسرعه وهي بتلف لمصدر الصوت وبترد بصوت مبحوح
-ن نعم يافارس
اتنهد بحزن وقرب منها وهو حاطط أيده الاتنين في جيوبه
-بتعيطي ليه مش بابا قالك أنه هيتصرف ومش هيخليها تمشي من هنا
ردت بدموع :
-عشان عارفه أن جميله دماغها ناشفه وطالما اخدت قرار استحاله تتراجع عنه
-صدقيني كل حاجه هتبقي كويسه متقلقيش
حطت وشها في الأرض وانف*جرت في العياط وهي بترد بوجع وقهر :
-انا مش هقدر اعيش من غيرها يا فارس احنا الاتنين ملناش إلا بعض
بصلها بشفقه وهو مش عارف يعمل ايه عشان يهديها
كان يتمني لو يقدر ياخدها في حضنه ويطمنها لكن للاسف مكانش ينفع
غمض عيونه وهو بيهمس بحزن :
-دُنيا لو سمحتي ارجوكي متعيطيش والله جميله مش هتسافر اكيد هنلاقي حل
“فااارس”
قالها آسر بلهفه وهو بيفتح باب الشقه وبيدخل علي اوضته لكن مكانش موجود
فارس باستغراب :
-ده آسر
مسحت دُنيا دموعها :
-تعالي نشوف في ايه
اول ما خرج من باب البلكونه لقي آسر بيندفع في حضنه بكل قوته لدرجه كان هيقع!
-انا اسف حقك عليا يا خويا
صدمه احتلت كيانه وكيان دُنيا اللي بالرغم من صدمتها لكن ابتسمت بفرحه وأمل
فارس مكانش فاهم حاجه!
لكن ده ميمنعش أنه يبادله الحضن لانه فعلاً كان مشتاقله
ضمه بكل قوته وهو بيتنهد براحه وبيغمض عيونه
حس بيه وهو بيتهز بين ايديه
-آسر بتعيط ليه؟
سأل بلهفه وهو بيبعده عنه وبيمسكه من دراعاته
آسر وهو بيعيط بحرقه:
-انا اسف يافارس اسف اني ظلمتك
اسف علي اهانتي ليك طول الوقت
اسف علي نظرات الكُره اللي كنت بتشوفها في عيوني
اسف علي كل لحظه ظنيت سوء فيك
اخده فارس من ايديه وهو بيروح نحيه الكنبه وبكل هدوء
-انا عمري ما زعلت منك يا آسر
بس لو سمحت احكيلي حصل ايه
اخد نفس عميق وهو بيمسح دموعه وبيبتسم ابتسامه باهته :
-اتأكدت أن كلامك صح
-ازاي ؟
حط وشه في الأرض وهو بيغمض عيونه ورد بهمس :
-شوفتها يافارس ،شوفتها وهي مع واحد في عربيته
شوفتها علي حقيقتها
فارس بتوتر :
-وبعدين؟
فتح عينه وهو بيبصله بكسره:
-بعدين ،ب بعدين نزلت من عربيتي وروحت كسرت العربيه باللي فيها وهي ه هي يافارس ه هي خرجت بكل بجاحه وقالتلي امشي كفايه فضايح
فارس بلهفه :
-وبعدين كمل ؟
-م مكنتش مصدق ل لحد آخر لحظه مكنتش مصدق أن هي لما سألتها ليه كذبتي عليا ليه علقتيني بيكي
سكت لحظه وهو بيحط وشه في الأرض وبياخد نفس عميق وبيضغط علي أيده
-كمل يا آسر ردت قالتلك ايه ؟
رد بهمس :
-قالتلي عشان فلوسك يا فارس
قالتلي انا عملت كل ده عشان فلوسك
بص فارس و دُنيا لبعض بحزن وشفقه ومحدش فيهم كان قادر ينطق بحرف علي الاطلاق!
بعد فتره من الصمت طبطب فارس علي أيده بابتسامه خفيفه:
-متزعلش نفسك يا آسر ربنا عشان بيحبك كشفلك حقيقتها عشان ميفضلش قلبك متعلق بيها
مسح دموعه وهو بيهز رأسه بهدوء :
-الحمد لله
دُنيا بابتسامه حزينه:
-اكيد ربنا شايلك الاحسن
رفع رأسه وهو بيبتسم لدُنيا ابتسامه لطيفه :
-ان شاء الله
دُنيا وهي بتمسح دموعها :
-تصبحوا علي خير
وقبل ما تتحرك نداها آسر
-دُنيا
-نعم يا آسر
-انتي كنتي بتعيطي ليه ؟
بصت هي وفارس لبعض بتوتر وحيره وسكتوا
آسر بقلق :
-حصل حاجه؟
فارس وهو بيتنهد بضيق :
-جميله هترجع علي امريكا بعد بكره
رد بصدمه :
-نعمممم ليه؟؟
دُنيا بتوتر :
-م معرفش ه هي اخدت القرار فجأه
-وانتي هتسافري معاها
دُنيا بنفي وقوه :
-لا طبعا استحاله ارجع تاني واعيش مع الحقير جوز ماما
-يعني هي هتسافر لوحدها!
فارس بخبث:
-للاسف حاولنا نقنعها انها تفضل بس هي رفضت
بص قدامه بعموض وابتسامه خبيثه:
-بس انا هقدر أقنعها
دُنيا بلهفه :
-ازاي !
-هقولكم
*************************
-نعم بتهزري صح ؟
دُنيا بفرحه:
-والله بتكلم بجد فارس عرض عليا الجواز
جميله بتوتر :
-ط طب وانتي قولتيله ايه
ردت بهيام:
-وافقت طبعا
جميله بابتسامه حزينه :
-بتحبيه؟
دُنيا وهي بتهز رأسها بصدق :
-اوي
حضنتها بفرحه وحب وعيونها بتلمع بالدموع
-ربنا يسعدك ويفرح قلبك يارب
دُنيا وهي بتضمها بقوه وبدموع :
-اكيد مش هتمشي وهتحضري كتب الكتاب صح ؟
ردت باستغراب :
-كتب الكتاب
-اه
-هو امتي
-يوم الخميس
ردت بتوهان :
-يعني بعد اسبوع
دُنيا بتوسل:
-عشان خاطري ياجميله خليكي معايا في اليوم ده انا مليش غيرك
بلعت ريقها بتوتر :
-ه هتعملوا الفرح أمتي ؟
-انا شاء الله بعد شهر لما فارس يشطب الشقه بتاعته
جميله بابتسامه وهي بتحاوط وشها :
-هحضر كتب الكتاب وهسافر وعلي الفرح هتلاقيني قدامك اكيد مش هسيبك في يوم زي ده لوحدك!
دُنيا وهي بتحضنها:
-ربنا يخليكي ليا
-ويخليكي ليا
-صحيح كنت عايزه اقولك علي حاجه حصلت
-ايه!
-آسر
قلبها دق مجرد ما سمعت اسمه وردت بتوتر
-ماله سي زفت
-عرف الحقيقه
-حقيقه ايه ؟؟
-حقيقه البنت اللي كان بيحبها
ردت بفرحه مقدرتش تخفيها :
-بجد ازاي
حكيتلها اللي حصل امبارح وهي قاعده تسمعها بفرحه لكن اتلاشت بالتدريج لما افتكرت أنه كان بيحبها ومازال لانه سبق وقالها حتي لو الكلام صحيح فأنا بحبها وفات الاوان!
*************************
الساعه الواحده بعد منتصف الليل
كانت قاعده جميله في الصالون قدام التلفزيون والكل نايم ماعدا آسر كان برا
شويه وسمعت صوت الباب بيتفتح وبيدخل آسر وهو معاه أكياس كتير مكانتش قادره تحدد جواها ايه
اول ما شافها ابتسم ابتسامه واسعه وهو بيقرب من الصالون
-سالخير يابت عمي
رفعت حاجبها بذهول :
-سالخير!
قعد علي الكرسي وهو بيغمزلها بمرح :
-ايه مش دي كلمتك
-انت مين يابني؟؟
-انا آسر ابن عمك يابنتي
-متأكد والله ؟
بص في عيونها ورد بهمس :
-وربنا انا آسر بس الحقيقي
-واللي كان عايش معانا الجرافيك يعني
هز رأسه بضحك :
-باين كده يلا ربنا يصلح حاله وميرجعش تاني الراجل الكئيب ده
ردت بأشمئزاز :
-فعلا كان شخص غلس بشكل
حط ايده علي صدره وكأنها بتمدحه:
-الله يخليكي تسلمي
ابتسمت ابتسامه بسيطه وهي بتهز رأسها يمين وشمال
-سمعت انك راجعه امريكا
اتلاشت ابتسامتها وقلبها دق بسرعه وهي بتهز رأسها بتوتر
-ا أه
-ليه؟
هزت أكتافها بلا مبالاه:
-ع عادي مش حابه افضل هنا
-وهتسيبي اختك لوحدها
-بس هي مش هتبقي لوحدها فارس معاها
اتنهد وسكت لحظه بعدها ابتسم ابتسامه لطيفه خطفت قلبها
-هتمشي بعد ما اتعودنا علي الصداع بتاعك؟
ردت بذهول:
-صُداع!
-ياااه ياجدع قنبله صداع والله
رفعت حاجبها بعيظ:
-والله؟؟
حط أيده تحت دقنه :
-امممم بس بصراحه عامله حِس للبيت
اتوترت ومعرفتش ترد تقول ايه
قامت وقفت وهي بتجري من قدامه
-تصبح علي خير
رد بخبث :
-وانتي من أهل الخير ياقمر القمرات
حطت ايديها علي قلبها اللي كان بيدق جامد وهي بتقفل باب الأوضه وبتسند عليه
-هو الواد ده اتلبس ولا ايه
ده بيقول كلام حلو
نهار اسود إلا يكون اتلبس بجد!
********************************
يوم الخميس
الساعه السابعه مساءً
“بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير وعلي خير ”
قالها المأذون بيعلن عن إتمام جواز فارس ودُنيا اللي كانوا طايرين من الفرحه
فارس وهو بيبوس رأسها برقه :
-مبروك
دُنيا بخجل وهي بتحط وشها في الأرض :
-الله يبارك فيك
مارلين ام دُنيا بقرف :
-مبروك
فارس بهمس :
-هي امك مالها قرفانه من نفسها ليه؟
دُنيا بتوتر :
-م معلش يافارس استحملها الله يخليك عشاني انا
فارس وهو بيتنهد بقله حيله:
-يعني عزمتها علي كتب الكتاب عشان افرحك مش هستحملها يعني ؟؟
كله يهون عشانك
شبكت صوابعها في صوابعه بحب:
-ربنا يخليك ليا
في رُكن بعيد كانت قاعده جميله منعزله عن الجميع وغرقانه في التفكير لدرجه محستش أن الكتاب اتكتب
فجأه اقتحم المكان وهو بيقول بمرح :
-عقبالنا
رفعت حاجبها ببرود :
-تقصد عقبالك*
-توء توء عقبالنا انا وانتي
فتحت بوقها ببلاهه:
-انا وانت ازاي يعني؟
-زي السكر في الشاي ياعسل
لفت وشها النحيه التانيه بسخريه:
-هزار بايخ زيك
رد بجديه:
-بس انا مش بهزر انا بتكلم بجد
لفت وشها مره تانيه وهي بتبصله باستغراب :
-ده اللي هو ازاي يعني
-جميله انا عايز اتجوزك
اتنفضت من مكانها وهي بتردد كلامه بذهول
-تتجوزني؟
هز رأسه بتأكييد:
-اه
-ب بس….
قاطعها بجديه اكبر:
-مبقتش بحبها خلاص
ردت بحزن :
-انت بتضحك عليا ولا بتضحك علي نفسك
-صدقيني زي ما ربنا زرع حُبها في قلبي زي ما نزعه من يوم ما عرفت حقيقتها
بصتله بتساؤل وحيره :
-يعني مبقتش بتحبها
اتنهد وهو بيهز راسه بنفي :
-صدقيني لا
-وعايز تتجوزني ليه
-عشان بحبك
ابتسمت بذهول :
-نعم بتحبني انا!!
طب ازاي وامتي
-من اول يوم شوفتك وقتها قلبي دق لاول مره في حياتي وقتها حسيت بمشاعر عمري ما حسيت بيها مع حد تاني حتي معاها
اوقات بنوهم بنفسنا اننا بنحب حد لكن الحقيقه أنه مش بيكون حب يمكن تعلق لكن الحب اكتشفت أن ليه معني تاني معني مختلف ولذيذ معاكي انتي وبس
عيونها لمعت بالدموع وهي بتتنفس بسرعه وبترد بنبره مهزوز
-ا انا ك كمان بحبك يا آسر ب بحبك اوي
اخد نفس عميق وهو بيبتسم براحه وبيسألها بلطف:
-نتجوز؟!
هزت راسها بلهفه :
-نتجوز
وجودك مش يدوب فرصة عشان القى لمشاعري مكان
وجودك راحة ومحبة وفرحة لكل شيء زعلان
عيون لما ببصلها بحس هدوء ونور وامان ♥️
تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-