رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول بقلم سماح سماحه

رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول بقلم سماح سماحه

رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سماح سماحه رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول

رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول بقلم سماح سماحه

رواية في جحيم هواه هارون وسدرة كاملة جميع الفصول

في بيت الخالة ميسرة متوسط الحال وقفت سدرة صباحا تعد نفسها من أجل الذهاب لمدرستها حيث تدرس في عامها الأخير من المرحلة الثانوية ثم خرجت بعد أنتهائها لتجد خالتها وزوج خالتها يستعدان لتناول طعام الأفطار ألقت عليهما التحية وكما أعتادت أن تفعل دوما قبلت رأسيهما بحب وتقدير وأتجهت لمقعدها تسحبه ثم جلست عليه وشرعت في تناول قطعة خبز بعد أن دهنتها جبنا أبيض والتقمتها بعجالة وكأنها في سباق مع الزمن تعجبت خالتها كثيرا من تعجلها الغير مبرر لكنها لم تنبث بحرف حتى لا تثير حفيظتها فقد أصبحت سدرة مؤخرا تتحسس من أقل كلمة حتى وأن كانت نصيحة توجه لها وما هى الإ ثواني معدودة حتى سعلت سدرة بقوة كما توقعت ميسرة فقد توقف الطعام في مجرى تنفسها لأنها لم تمضغه جيدا وتبلعه سريعا مما جعلها تشعر بالأختناق أمدت الخالة يدها بكوب ماء لها لتشرب ما به حتى يساعدها على التنفس بشكل صحيح لكي يتوقف الفواق الذي أصابها جراء فعلتها ثم صاحت بها تعاتبها بلين 

براحة يا حبيبتي مالك مستعجلة ليه في حد بيجري وراك عشان تاكلي بسرعة كدا كلي براحة وعلى مهلك وامضغي كويس عشان متشرقيش تاني 
تنفست سدرة بعمق بعدما ابتلعت كوب الماء كله دفعة واحدة ثم نظرت لخالتها بضيق تبرر لها سبب تعجلها
معلش يا خالتو أصل انا مستعجلة لأني اتأخرت 
نظرت لها ميسرة متعجبة 
اتأخرتي!! 
اتأخرتي على أيه يا سدرة دي الساعة لسه ستة ونص وانت بتدخلي المدرسة تمانية 
زفرت سدرة بنزق ونظرت لخالتها وقد فاض كيلها بعدما أصبحت خالتها تضيق عليها الخناق وتوجه لها الكثير من الأسئلة المملة 
انا اشتركت في مجموعة مدرسية في العربي باخدها يوم ويوم بتبدأ سبعة الإ ربع وبتخلص قبل الطابور وانا قولت لعمي حسان عليها وهو وافق 
نظرت ميسرة لحسان زوجها بأعين تفيض منها الكثير من علامات الاستفهام 
أنت سمحت لها تاخد المجموعة دي يا حسان 
أومأ حسان رأسه بأضطراب واسرع يبعد عينيه عنها لأنه أثار ڠضبها منه فقد طلبت منه مررا أن لا يمنح سدرة موافقته أو يقرر أمرا يخصها وحده وعليه مشاورتها فيه حتى يتخيرا سويا ما هو مناسب لها وعلى غير ما توقع حسان فقد أكتفت ميسرة بهز رأسها بصمت ثم رجعت تنظر لسدرة تسألها 
تمام طالما عمك حسان وافق انا مش هعترض بس قبلها عايزة اعرف بتاخدي المجموعة مع مين من المدرسين وفي حد معاك فيها ولا لأ وانا بنفسي هروح أوصلك دلوقتي وكل معاد حصة لأن لازم أطمن عليك بنفسي أنت أمانة أختي ولازم أحافظ عليك 
أضطربت سدرة وزادت ضربات قلبها خوفا من أن ينكشف أمرها وتنكشف كذبتها الخبيثة أمامهما لكنها تمالكت نفسها وأظهرت الثبات كما علمها ذلك الخبيث الذي نجح في جذبها لمستنقعه واسرعت تبتسم لها وهى تهز رأسها 
تمام يا خالتو بس خليها من الحصة الجاية لأن انا دلوقتي اتأخرت ويدوب الحق أروح ولو استنيتك عما تجهزي الدرس هيفوت عليا 
تفحصت ميسرة ملامحها فوجدتها هادئة فاطمئنت قليلا لها لكنها أصرت على معرفة أسم المعلم الذي يدرس لها 
تمام بس قولي ليا الأول مين المدرس اللي بتاخدي معاه وفي حد معاك من صحباتك البنات 
أختارت سدرة أحد أكثر المعلمين ثقة لتمتعة بالسيرة الطيبة الحسنة نظرا لتدينه وقناعته بالقليل وأخلاصه في التدريس مع جميع الطلاب بلا أستثناء 
أنا باخد مع استاذ عبدالمتكبر وسوزان صحبتي بتيجي معايا 
عقدت ميسرة حاجبيها بدهشة 
أول مرة أسمع أن الأستاذ عبدالمتكبر بيدي دروس 
أسرعت سدرة توضح لها السبب 
لأ دا ميعتبرش درس دي مجموعة تقوية عملها بأجر رمزي وأحنا اللي أصرينا عليه يدينا لأنه شرحه حلو كنوع من ترسيخ المعلومات عندنا وهو مكنش راضي لغاية ما أقترحنا أنه ياخد حاجة بسيطة وكل واحد يدفع اللي يقدر عليه واللي مش قادر ميدفعش 
ابتسم حسان مشيدا بفعل صديقه 
هو دا الأستاذ عبدالمتكبر طول عمره سباق للخير ربنا يبارك له وعشان كدا أنا وافقت أن سدرة تاخد عنده أول ما قالت ليا 
نظرت له ميسرة بعتاب مبطن وهزت رأسها توافقه الرأي 
فعلا الواحد يشهد له من طول عمره بالقناعة والفلوس أخر أهتمامته وهمه الأول والأخير مصلحة الطلبه ربنا يبارك له ويصلح له حال أولاده 
نهضت سدرة تحمل حقيبتها 
طيب انا همشي انا بقى يدوب أوصل على ميعاد الحصة 
ناولتها ميسرة عدة شطائر ملفوفة في غلاف بلاستيكي 
ماشي يا حبيبتي خدي بالك من نفسك وحطي السندوتشات دي في شنطتك عشان تبقي تاكليها في وقت الفسحة 
عقصت سدرة حاجبيها بنزق 
هو أنا لسه صغيرة للسندوتشات دي يا خالتو أنا معايا مصروفي عمو حسان ادني مصروف الأسبوع كله أمبارح لو احتاجت حاجة هجيب منه 
هزت ميسرة رأسها برفض وأصرت عليها 
هتاخدي السندوتشات يعني هتاخديها والإ مفيش
خروج من باب البيت 
رضخت سدرة لأمر خالتها وأخذت المغلف بضيق تدسه داخل الحقيبة واسرعت تخرج
من باب المنزل تصفقه خلفها بقوة رجعت ميسرة تنظر لزوجها بعتاب لكنه اسرع يواري وجهه منها ويخبئه بداخل الطبق
________________________________________
أمامه يدعي تناول الطعام بنهم لكنها لم تتركه ليهرب من مواجهتها 
بقى كدا يا حسان أنا مش منبه عليك متوافقش على طلب لسدرة غير لما ترجع ليا الأول بس هقول أيه تلاقيك ضعفت قدامها تاني كعادتك عارف يا حسان دي بقت مبترضاش تطلب مني حاجة عشان عمله ليها حدود وبقت تطلب منك أنت عشان مبترفضش ليها طلب وبالوضع دا مش هنعرف نسيطر على طلبتها وممكن البنت تروح مننا لا قدر الله 
زفر حسان بحزن وهو يوجه نظره لها 
متقوليش كدا يا حبيبتي أن شاء الله سدرة دي هتبقى احسن واحدة وبكرة تقولي حسان قال وبعدين مش عايز اقسى عليها يعني واحد يشد وواحد يرخي عشان البنت متكرهناش 
ثم نظر أمامه وعيناه تلمع بحسرة 
هو أحنا لينا غيرها يا ميسرة دي الحاجة الوحيدة اللي خلت لحياتنا طعم ومعنى بعد ما جات عاشت معانا من وقت حاډثة أختك وجوزها الله يرحمهم 
تنهدت ميسرة بثقل بعدما ذكرها زوجها بتلك الذكريات المؤلمة التي عاشتها فيما مضي 
الله يرحمهم بس عشان خاطري انا يا حسان لو سدرة طلبت منك حاجة ابقي عرفني لأن تلبيتك لكل طلب ليها كدا غلط وبعدين انا شايفاها بقت تبص لمستوى أعلى من مستوانا ودا بداية الخطړ اللي علينا أننا نحميها منه 
أومأ لها بابتسامة ثم نهض يقبل رأسها بحب 
تمام يا ستي أعتبريها أخر مرة هعملها وأن شاء الله اي حاجة بعد كدا هقولك عليها الأول هتوكل أنا على الله وهروح أشوف حسابات فرن المعلم عبده قبل ما أروح الشغل 
ابتسمت ميسرة له وهى تربت على كفه برفق 
ربنا يسترها معاك ويخليك لينا ويرزقك من وسع يا حبيبي 
ثم غادر حسان المنزل وترك ميسرة تنهي أعمالها المنزلية المعتادة قبل عودته هو وقطعة السكر للمنزل بعد أنتهاء مهامهما اليومية اعتاد حسان وميسرة أن يلقبا سدرة بقطعة السكر لأنها هى من أعطت الطعم الحلو لحياتهما الجافة بعدما حرما من نعمة الأنجاب بسبب مرض أصاب حسان في
صغره أفقده القدرة على الإنجاب ووجدا حسان في سدرة السلوى التي تصبر زوجته على عيبه فكان خوفه وهاجسه الأكبر أن تتركه زوجته التي يعشقها كثيرا لتبحث عن آخر يمنحها الطفل الذي تتمنى وبرغم عدم تذمر ميسرة أو الشكوى من هذا الأمر الإ أنه كان يشعر بها وبمدى معاناتها واشتياقها للأمومة حتى جاءت سدرة في عمر الخامسة لتقيم معاهما فقد تركتها والدتها لدي شقيقتها للذهاب برفقة زوجها لحضور زفاف أحد أصدقائه في مدينة مجاورة لمدينتهم وفي طريق عودتهما تصادمت السيارة الأجرة التي كانا يستقلاها مع أخرى مما أدى لأنقلابها ووفاتهما ومعظم من فيها لتظل سدرة لدى خالتها أمانة وذكرى وعوض لها 
نزلت سدرة من منزلهم مسرعة وخرجت تطوي الطريق أمامها حتى تقابله في مكانهما المعتاد كما اتفاقا سويا مساء عبر الهاتف فقد اشتاق لها ولا يستطيع أن يمر يومه دون أن يراها في بدايته هكذا أقنعها ذلك الغاوي اللعوب فقد رأى فيها صيده الثمين الذي يدر عليه المال دون الحاجة للعمل أكثر وجدته سدرة ينتظرها في ذلك المنعطف الذي يوريهما قليلا عن أعين المارة اقتربت منه مبتسمة تلقي عليه التحية 
صباح الخير يا ماجد 
سحب ماجد نفسا طويلا من سيجارته المصنوعة يدويا حتى كاد أن يبتلعها في جوفه ثم زفر دخانها الكثيف دفعة واحدة وألقى بالجزء الصغير المتبقي منها أرضا يدهسه بقدمه وأقترب منها يمطرها همسا بعبارات غزله التي تحب سدرة أن تسمعها منه 
صباح جميل على ملكة جمال المنطقة كلها صباحك خير يا حبيبتي وحشتيني قوي 
أبتسمت سدرة منتشية بسعادة بعدما خفق قلبها بقوة وتلون وجهها بحمرة الخجل 
وأنت كمان وحشتيني قوي يا حبيبي 
نظر ماجد حوله حتى يتأكد من عدم تتبع أحد لهما ثم رجع ينظر لها 
ربنا يسهل يا حبيبتي بالكام شهر الباقيين من السنة دي عشان أجي أخطبك زي ما أتفاقنا 
رفعت سدرة كتفيها بخجل ثم أنزلتهما وهى تسبل عيناها عليه بهيام 
دا انا بعد الأيام بالساعات والدقايق عشان نوصل لليوم دا 
غمز لها ماجد بعينه اليمنى وهز رأسه بإيماءة بسيطة 
هيجي قريب يا حبيبتي متقلقيش دا انا بحوش كل جنيه يجي معايا عشان شبكتك 
على ذكره الشبكة ابتسمت له وأخرجت من جيب تنورتها المدرسية عدة ورقات نقدية وأمدت يدها له بها 
خد يا ماجد دول خمسمية جنيه خدتهم من عم حسان مصروف الأسبوع ده وفلوس درس العربي وكمان قولت له بالكذب عايزة اشتري ملخص عشان اقدر اجمع المبلغ ده وأديه ليك على الفلوس اللي قبل كدا 
ثم زفرت
بضيق 
اصل عارفة أن خالتي هتطلب منك شبكة كبيرة وأنت ممكن متقدرش تجمع تمنها في الوقت القصير ده 
ابتسم ماجد وهو يأخذ منها النقود ويدسهم في جيبه 
وانا لولا
الظروف يا حبيبتي مكنتش هقبل أخد منك جنيه بس خاېف لضيعي مني بسبب تحكمات خالتك 
هزت سدرة رأسها توافقه الرأي فهى على يقين من صدقه 
متزعلش نفسك يا حبيبي ما هو في الأخر كله هيرجع ليا تاني 
أومأ
لها
________________________________________
بابتسامة خبيثة 
طبعا يا حبيبتي وعشان تتأكدي من ذمتي أنا مقيد كل مليم خدته منك وكدا بالفلوس دي يبقى وصلني منك عشرين ألف جنيه تحويش سنتين وشوية معايا 
عقصت سدرة حاجبيها بحزن 
أنا كدا هزعل منك يا ماجد يعني اللي يسمعك بتقول كدا يقول أني مخوناك مثلا 
هز ماجد رأسه بنفي 
لا يا حبيبتي مش قصدي بس الحق حق وأنت لازم تبقي عارفة ليك كام معايا 
اومأت له سدرة بابتسامة عذبة 
انا عمري كله ليك يا حبيبي ومش عايزة أعرف انا ليا معاك ايه ولا كام دا كفاية عليا أنت 
ثم نظرت في ساعة يدها وأشارت له كي تذهب 
معلش بقى مضطرة امشي عشان متأخرش على مجموعة الأستاذ عبدالمتكبر 
نظر لها متعجبا 
هو أنت ناوية
تروحي فعلا مش دي نمرة عملتيها على جوز خالتك عشان تاخدي منه فلوس على حسها وبس 
زفرت سدرة بضيق ونفاذ صبر 
كنت هعمل كدا لكن الست خالتي قررت أنها تيجي توصلني للحصة في معادها وطبعا لو مروحتش وحست أني بكدب عليهم هتقلب الدنيا عليا وممكن تقعدني من التعليم خالص فانا هروح وخلاص هعمل ايه 
ضيق ماجد عينيه وسألها 

طيب وفلوس الدرس هتدفعيها أزاي!! 
كدا ممكن الأستاذ عبدالمتكبر يقول لجوز خالتك أنك مش بتدفعي ويسألوك هو وهالتك بتودي فلوسك فين 
هزت سدرة رأسها بلامبلاة 
لا أستاذ عبدالمتكبر مبيتكلمش واخر همه الماديات دا أكتر من نص المجموعة مبيدفعش وهو ولا في باله اصلا 
أومأ لها ماجد براحة 
طيب كويس كدا قوي والله أستاذ عبدالمتكبر دا مفيش منه 
ثم أشار لها لكي تذهب 
يلا روحي عشان متتأخريش وانا كمان يدوب أروح أشوف شغلي 
لتتركه سدرة وتغادر وهى تشير له مودعة إياه لتعود من رحلة ذكرياتها المريرة لواقعها الأليم الذي تحياه بكل رضا علها تكفر عن ذنوبها التي أقترفتها عندما مشت بكل أرادتها في درب الشيطان الذي أوقعها بأسم الحب نهضت من فراشها وهى تستغفر ربها بعد أن نظرت في ساعة هاتفها وذهبت لتتوضأ كي تصلي الظهر فقد رفع أذانه منذ أكثر من نصف ساعة وهى لم تكن تنتبه له وبعد ادائها الصلاة أفترشت الأرض ورفعت يديها لخالقها تطلب عفوه ومغفرته 
يارب اغفر ليا وسامحني أنا توبت ليك من ذنبي توبة نصوح يارب تقبل توبتي يارب تلقي محبتي في قلب جوزي يارب أنا عارفة أنها حاجة صعبة لكنك أنت الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء يارب ترقق قلبه عليا ويسامحني على خطيئتي يارب 
ثم وقفت تطوي سجادة صلاتها وتضعها في مكانها وأخذت مسبحتها في يدها وخرجت من غرفتها كي تتفقد أحوال منزلها وأن كان صوريا فقد حجم زوجها مهامها وأمرها بعدم التدخل في شؤنه أو شؤن منزله فوجدت مديرة منزلها الذي خصصها زوجها تصعد الدرج فأقتربت منها تسألها 
أشرفت على شغل البيت يا مدام حكمت ويا تري الشغالين خلصوا ولا لسه 
أومأت لها حكمت بجمود 
أيوه يا هانم كله تمام الهوس كيبنج خلصوا تنضيف والشيف قدامها ساعة والغدا يخلص وعمال الجنينة خلصوا قص الفروع وتظبيط الشجر وتنضفها كمان 
أومأت سدرة لتلك السيدة الكئيبة الجافة والتي تشبه الروبوت تنفذ ما يطلب منها بدقة عالية وتجيب على قدر السؤال فقط وعند أنتهاء مناوبتها تختفي في غرفتها بصمت ودون أن تصدر صوتا يدل على وجودها فيها لطالما وجدتها سدرة مريبة وكأنها جاءت من عالم آخر لكنها لا تستطيع أن تبدي تذمرا منها لأنها ذات أهمية كبيرة لدى زوجها فهى مدبرة منزله وجاسوسه الأمين الذي ينقل له كل تفصيلة تدور في منزله نزلت سدرة لبهو القصر الذي تعيش فيه أو بمعنى أدق السچن الذي فقدت به حريتها وسجنت به ليكون مقرا لعڈابها عقاپا على خيانتها لزوجها ووقفت على أخر الدرج تنظر لكل جزء منه فمن يرى ذلك القصر يتمنى أن يعيش به ولو يوما واحدا فكل شيء به ينطق بالعراقة والفخامة بداية من شكل تصميمه الخارجي والداخلي والذي يشبه قصور الف ليلة وليلة حتى حديقته المنمقة بتصميمها الهندسي المتميز تشعرك وكأنك داخل أحجية فريدة وأثاثه أختير بعناية فائقة فكل قطعة منه تنتمي لزمن معين فتجد بداخله ركن كلاسيكي يعود لحقبة من منتصف القرن التاسع عشر وركن أسلامي بزاخرفة المميزة وركن خليجي يمتاز بالفخامة والألوان الزاهية وركن انجليزي يتميز بالبساطة وهدوء ألوانه وركن فرنسييتميز بفخامة أساسه وأكسسوارته أما عن الإضاءة به فمصممة بشكل يجعل كل مكان بالمنزل يشع نورا وكأن به شمسا خاصة به كما يوجد به العديد من الثريا الأثرية والنادرة ابتسمت سدرة في مرارة وهى تحدث نفسها 
صدقتي يا خالتي لما قلتي ليا أنت
صحيح قاعدت في قصر زي قصور الحكايات زي ما كان نفسك بس قصرك دا عبارة عن قفص من دهب لا عارفة تتمتعي بيه ولا قادرة تخرجي منه لأنه بيفضل قفص يعني سجن والسجن بيفضل سجن حتى لو كان وسط جنة ودا عقاپ ربنا ليك عشان اتبترتي على عشتك والنعمة اللي ربنا أدهالك وأخترتي
طريق
________________________________________
الشيطان 
ثم هزت رأسها بأسى وتوجهت لمكانها المفضل وهى المكتبة الثرية بمعظم كتب الأدباء العالميين والمصريين والعرب وسحبت كتاب كن يقظا لديل كارينجي وجلست تقرأه كما أعتادت أن تفعل منذ عام 
يا سدرة حاول تفهميني انا بعمل دا عشان مصلحتنا سوا وصدقيني مفيش فيه خطړ عليك يا حبيبتي 
هزت سدرة رأسها بحيرة ونظرات مرتابة وخوف تطل من عينيها نحوه 
أزاي يا ماجد عايزني أعمل كدا 
أزاي تخليني أكلم واحد غيرك اصلا لأ وكمان أخد منه أرقام كروت شحن عشان تبعها وتاخد تمنها 
انا مش متقبلة الموضوع ده ولا موافقة أعمله نهائي 
زفر ماجد بنفاذ صبر وقد بدأ غضبه في التفاقم 
ما قولتلك أنت مش هتظهري خالص وهتلبسي نقاب وكل اللي هتعمليه هتدلعي في كلامك وبس على الحمار اللي هيكون قاعد قصادك في مكالمة الفيديو لغاية ما تسحبي منه أكبر رقم من الكروت 
أختلج قلب سدرة بخفقات قلقة فما كانت تتوقع يوما أن يطلب منها حبيبها ذلك لمعت عينها بعبرات متحجرة وهى تقاوم سلبه لتعقلها 
لأ يا ماجد مش هقدر أعمل ده صدقني انا أفضل المۏت على أني أوصل لكدا 
أحمرت عين ماجد بشړ لدرجة شعرت سدرة أنه على وشك قټلها فرجعت خطوة للخلف تحسبا لبطشة لكنه نجح في تحجيم غضبه بعد رؤيته لخۏفها البين منه ورسم على شفتيه ابتسامة خبيثة حيث وجد مخرجا أخر سيدخل لها منه ويجعلها تنفذ ما يريده بكل طواعية 
خلاص يا حبيبتي وانا مش هجبرك على حاجة ڠصب عنك انا كان قصدي أننا نعمل أكبر مبلغ ممكن في أقل وقت وبدل ما يكون خطوبة تقعد سنتين تلاتة يبقى جواز سريع ونكون مع بعض تحت سقف واحد في أقرب وقت 
ترددت سدرة قليلا بعدما نجح في الدخول لطريق ترويدها 
بس انا خاېفة للفديوهات دي تتنشر بعد كدا وأتفضح وسيرتي تبقى على كل لسان ساعتها خالتي وعمي حسان مش هيسمحوني ولا انا هسامح نفسي 
زادت ابتسامة ماجد اتساعا وزادت نبرته نعومة وغواية 
اولا المكالمات دي مش هتكون مسجلة وتاني حاجة انت هتلبسي نقاب وهعلمك أزاي تغيري من نبرة صوتك يعني لو مين ما كان مش هيقدر يتعرف عليك 
ثم شرع في ضړب الأمثلة لها حتى تزيد اقتناعا 
طيب هقولك على أتنين اتفقوا وعملوا كدا وفتحت معاهم وبقت الفلوس نازلة عليهم زي المطرة لدرجة أنهم اتجوزا في شهرين بس 
رفعت سدرة حاجبيها والدهشة تسيطر عليها 
شهرين بس دا بجد مين دول 
اقترب منها يبخ فحيحه وسمه في أذنيها 
عارفة الواد منصور بلاطة والبت نوسة خطيبته 
نظرت له سدرة بفضول 
أه عرفاهم دول بقوا ا مشهورين قوي على السوشيال ميديا كلها أوعى تقولي أن هما دول اللي عملوا كدا!! 
أومأ لها بابتسامة لعوب وأعين ثاقبة 
هما دول شوفي كانوا مقشفين أزاي وبقوا فين دول بقوا حديث الناس كلها 
لوت سدرة شفتيها بأمتعاض ونفور 
بس البت نوسة دي من طول عمرها وهى بيئة ومتحررة زيادة عن اللازم والحاجات دي بالنسبة ليها عادي إنما انا أخلاقي متسمحش ليا بكدا 
لف ماجد زراعه حول كتفها وأجلسها بجواره على المقعد أمام كورنيش النيل 
أقعدي بس شوية يا حبيبتي خدي نفسك وخلينا نفكر سوا ومټخافيش مش هخليك تعملي حاجة ڠصب عنك صدقيني 
ثم أشار لصبي يفترش رقعة بجانبهما يبيع فيها مشروبات باردة كما يصنع مشروبات ساخنة على موقد صغير يضعه على طاولة متوسطة الطول 
أنت يا أبني هات لينا أتنين حاجة ساقعة 
أومأ له الصبي واسرع ينتشل عبوتان من الوعاء المملوء بالثلج وعبوات المشروبات الغازية وأمسك منشفة يجففهما بها ثم أتجه ناحيتهما يعطيهما لهما بتأدب 
اتفضل يا باشا أحلى اتنين كانز لاحلى عريس وأحلى عروسة كمان 
ابتسمت سدرة وهى تتناولها منه بعدما أطربتها كلمة عروسة الذي لقبها بها وأومأت له بهزة بسيطة من رأسها 
شكرا 
أخرج ماجد من جيبه ورقة نقدية من فئة الخمسين جنيها وأعطاها للصبي وضغط يده بخفه بعدما وضعها بها 
خلي الباقي علشانك يا صلاح 
اسرع الصبي يمتن له وعيناه تومضان بسعادة بالغة 
شكرا ليك يا باشا ربنا يكتر خيرك 
ثم رفع يديه وظل يدعو لهما بكل
ما اسعفه لسانه به 
ويارب يخليك يا بيه ويخلي ليك الهانم ست البنات وتتجوزوا قريب وتعيشوا حياتكوا كلها في سعادة وهنا طول العمر 
وكأن الحظ هو من أرسل هذا الفتى لماجد في هذا الوقت لدعمه أو لنقل أنه استخدم ذكائه الذي نجح في إختيار اسلوب من أساليب دس السم بالعسل 
أن شاء الله هنتجوز قريب يا صلاح وهبقى أدعيك على فرحنا كمان 
أبتسم
صلاح وربت على صدره بأمتنان 
دا انا يحصلي الشرف يا بيه ربنا يبارك لكم ويتم ليكم على خير 
ثم أنصرف صلاح مبتعدا لمتابعة مصدر رزقه ورزق عائلته وترك الشيطان ليعظ ضحيته بلسان يقطر نصحا وأرشادا بعد أن انطلت حيلته على سدرة فقد نظرت له بحب 
شكله غلبان قوي شايف منظر هدومه ولا شكله مرهق على الأخر 
أومأ له برفق ونبرته يغلبها تصنع البؤس 
دا بيجري على عيلته أمه وأبوه وأخواته أصل أبوه عيان وبيحتاج علاج غالي وأخواته في المدارس ومش ملاحق على
مصاريفهم
________________________________________
انا باجي هنا كل فترة واللي يقدرني عليه ربنا بديهوله 
ابتسمت سدرة وربتت على يده بحنو 
ربنا يبارك لك ويقدرك ديما على فعل الخير 
بادلها ماجد ابتسامتها بأخرى أكثر احتواء ودفء
ويبارك ليا فيك يا حبيبتي 
ثم رفع يده وأشار لها حتى ترتشف مشروبها 
افتحي الكانز وأشربي عشان نكمل كلامنا 
أمسكت سدرة العبوة بيدها وسحبت صمام أمانها برفق وشرعت في تذوق محتواها بروية وبطئ وذهبت عيناها تلقائيا لصفحة النهر الخالد وشردت به تفكر وتوازن كلام ماجد بعقلها فما كان من نفسها الأمارة بالسوء الإ أن زينت لها قوله وبررت ذلك أن هناك الآلاف من الناس يفعلون ذلك يوميا دون أن يمسهم أذى وظلت تزين طريق الشيطان وترسم لها احلاما وردية ونجحت في أخماد صوت ضميرها الذي يذكرها بالحلال والحرام وأخذتها في طريق الغواية والبعد عن الله 
شعر ماجد بصراعها الدائر داخلها فلم يتوانى عن التنفيث في عقلها حتى تقتنع 
عارفة يا حبيبتي وعد عليا لو ربنا كرمنا انا وأنت وحققنا مكاسب وأتجوزنا أول حاجة هعملها بعدها على طول هفتح لصلاح مشروع يأمن له دخل ثابت يكفيه هو وعيلته ومش بس صلاح اي حد نقابله يحتاج مساعدة هنساعده كمان 
أبتسمت سدرة له وسألته بعفوية سؤالا كاد يكشف خبثه 
تفتكر يا ماجد أن ربنا هيسامحنا على اللي هنعمله قصاد الخير اللي أحنا نوينا عليه صح 
أضطربت تعابير ماجد للحظات وهز لها رأسه بقوة 
هه طبعا يا حبيبتي دا انا سمعت من شيخ بيقول أن
الصدقة بتطفئ ڠضب الرب وأحنا مش هنعمل غلط كبير كل الحكاية هناخد فلوس من ناس متستحقهاش وناخد منها جزء وندي الغلابة والمساكين جزء وبعدين دا هيكون وضع مؤقت لغاية ما نعمل خميرة كويسة تسندنا وبعد كدا فكك من كل الحوار ده 
أقتنعت سدرة بكلامه ونوت على تنفيذ ما طلبه منها وأقنعت نفسها أن الله سيسامحها لأنها في المقابل ستفعل الخير وستتصدق للفقراء ونسيت أن الله طيبا لا يقبل الإ الطيب وأن الصدقة لا تقبل من حرام وما ستفعله هو الحړام بعينه وفي النهاية سيبقى الحلال حلال وأن تركه كل الناس وسيبقى الحړام حراما وأن فعله كله الناس وعلى كل إمرء تحري الحلال والحرام وسؤال رجال الدين والفتوة أن كان لا يعلم أو يجهل مدى مشروعيته 

وقف هارون في غرفة ملابسه يعد نفسه من أجل الحفل الذي يقيمه احتفالا بانتهاء أحد مشاريعه الكبرى والذي بدأ في تنفيذه منذ ثلاثة أعوام أرتدى حلته السوداء والتي تحمل ماركة أحد دور الأزياء العالمية ثم عدل من وضعها على قده الممشوق وكذلك سحب أكمام قميصه الأبيض ونظر لنفسه في المرأة نظرة رضا عن هيئته أمسك زجاجة عطره جادور ونثر رذاذها ذو الرائحة النفاذة والقوية عليه ثم وضعها مكانها على طاولة الزينة وأنسحب لخارج غرفته ينادي على مدبرة منزله بصوت يكاد يكون مرتفع 
حكمت يا حكمت 
ظهرت له حكمت فجأة من خلفه وكأنها خرجت من خلف حجاب شفاف فقد صدقت سدرة حينما ظنت أنها جاءت من عالم آخر أومأت له بتأدب 
تحت أمرك يا هارون بيه 
تفاجئ هارون بصوتها يأتي من خلفه فأستدار ناحيته بعدما أرتفع وجيب قلبه من مفاجأتها 
كنت فين وجايه منين انا مشفتكيش وانا طالع من جناحي 
أحنت رأسها تنظر أرضا بتأدب وهى تبرر له 
كنت في التراس بتاع الدور ده بتمم على شغل الكهربائي 
أومأ لها بتفهم ثم سألها 
تمام كل مستلزمات الحفلة خلصت 
هزت رأسها برفق 
كله خلص وجاهز على بداية الحفلة يا فندم 
أشار لها هارون بوعيد 
مش عايز أي تهاون أو تقصير الحفلة هيحضرها شخصيات مهمة في البلد وأي حاجة فيها تقصير مش هسامح فيها أبدا فاهمة 
أومأت له بتأدب وخنوع 
فاهمة يا فندم 
رفع عينيه ينظر لغرفة مقابلة لجناحه الخاص 
الهانم جهزت! 
نظرت حكمت هى الأخرة ناحية غرفة سدرة ورفعت كتفيها ثم انزلتهما بجهل 
انا أديتها البوكس اللي حضرتك اديته ليا أمبارح وبلغتها كلامك بأنها تلبس الفستان اللي فيه وتجهز نفسها النهارده للحفلة لكن هى لسه مخرجتش من أوضتها 
رفع هارون يده اليسرى ونظر في ساعة يده ثم رجع ينظر لحكمت بعدا أن أنزل يده 
مبقاش غير نص ساعة والضيوف توصل ياريت تستعجليها بالنزول 
وما أن أنتهى هارون من حديثه حتى فتحت سدرة باب غرفتها وخرجت مرتديه الفستان الذي أحضره لها بلونه النبيذي مع
حجابه الذي بنفس لونه وتحدثت له وهى تحني رأسها ارضا 
انا جاهزة يا باشمهندس 
نظر لها هارون نظرة ڼارية تفقديه وعندما تأكد من أكتمال حشمتها ورضاه عن مظهرها أولاها ظهره وخطى ناحية الدرج يأمرها بتتبعه 
يلا ورايا وأنت يا حكمت أنزلي اتأكدي مرة تانية أن كل حاجة تمام 
نزلت حكمت خلفه هو وسدرة 
حاضر يا هارون باشا 
خرج هارون لحديقة منزله حيث سيقام الحفل وجلس على أحدى الطاولات يشعل سېجاره الكوبية وينفث دخانها پغضب وعندما وجد سدرة مازالت تقف بجوار الطاولة أشار لها بحدة 
مبتقعديش ليه عايزاني احيلك عشان تقعدي ولا مستنية الأذن 
لمعت عين سدرة بحزن وجلست بالمقعد المجاور له وداخلها رهبة قوية منه فمازالت
تخافه وتخشاه
________________________________________
بعد ما فعله بها أخر مرة 
رفع هارون يده محذرا إياها بشدة 
لو ما ألتزمتيش بكل أوامري أنت عارفة عقابك هيكون أيه أحنا قدام الناس زوجين زي اي أتنين متجوزين غير كدا متلوميش غير نفسك انا لولا وصية عمي كان زمانك مشرفة في السچن فاهمة 
أومأت سدرة له بخنوع وحزن وهى تتجرع ريقها بصعوبة فلولا عفوه عنها لأصبحت الأن من أرباب السجون 
فاهمة يا هارون بيه ومش محتاجة أنك تفكرني في كل مناسبة انا خلاص سلمت أمري لله ورضيت بعقابه ليا لأني استحقه ومتخفش انا لا يمكن أعمل حاجة تثير غضبك عليا 
ضړب هارون سطح الطاولة أمامه بقوة وهو ېصرخ بها بقوة لدرجة جعلت رجال حراسته المنتشرين في أطراف الحديقة ينظرون ناحيتهما 
انا مش خاېف ومتخلقش لسه اللي يخلي هارون البنا ېخاف فاهمة كلامي ليك للتحذير وبس 
ارتج جسد سدرة برعشة خوف من غضبه فمازالت أثار صڤعته الأخيرة والوحيدة تثير الړعب في داخلها فيومها ذاقت طعم دمائها لأول مرة نتيجة لچرح شفتها السفلى بسبب قوة يده التي حفرت انفاقا من الألم على وجنتها وفي قلبها ولولا تذكره لوصية عمه المتوفى وتمالكه لنفسه لكان كررها مررا حتى أرداها قتيلة بين يديه أرتفع صدرها وهبط بشهقات مټألمة وهى تتلعثم بكلمات متقطعة 
ا ا ا انا آسفة يا يا يا ه ه ه هارون بيه مقصدش 
نهض هارون من مكانه وأبتعد عنها حتى لا يثير أعصابه فقربها منه يزيد من غضبه حتى من دون أن تفعل شيء ولولا ألتزامها بكل ما يأمرها به لكانت الأن فى عداد المۏتى فهو لا يتمنى شيء منها سوا مخالفة أمر واحد له ولن يبالي لوصية عمه وسيقتلها بدم بارد اڼتقاما منها على ما جعلته يعانيه ويكابده نظر ناحيتها بضيق وأشار لها 
وقفي دموع التماسيح دي وأمسحيهم بدل ما اجي أمسحهم بنفسي 
أومأت سدرة برفق وأمسكت منشفة ورقية بيدها ووضعتها تحت جفنيها السفليان برفق حتى تجفف عبراتها المنسابة بغزارة كي لا تخرب زينة وجهها وحاولت التماسك حتى لا تبك مجددا ويجعلها زوجها تبك دما بدلا للدموع بدأ توافد المدعويين تباعا ووقفت سدرة مهتزة بعض الشيء بجوار هارون
يستقبلاهم بابتسامة محبة وكأنهما زوجان طبيعيان حتى امتلاءت الحديقة عن أخرها وكان هناك جمع من الصحافيين الذين تسابقوا على توثيق لحظات الحفل بمئات من الصور والأخبار التي جمعوها من الحاضرين وفي منتصف الوقت دعا منسق الحفل الرجال وزوجاتهم من أجل مشاركة بعضهم الرقص على أنغام موسيقى كلاسيكية هادئة وأشار لسيد وسيدة الحفل كي يفتتحان الرقص أمسك هارون يد سدرة بقوة وأتجه للمكان المخصص ووقف في مقابلها يضمها لصدره يراقصها برفق حاول هارون أن يتماسك ولا ينظر لعينيها الماكرة فكلما نظر بداخلها ود لو أحرقها كما أحرقت قلبه يوم أن تزوجت بعمه فهو الراهب الذي أغلق قلبه على نفسه وحماه من الوقوع في براثن الحب وكرس أجمل سنوات عمره وشبابه للعمل فكل ما كان يشغل باله هو الارتقاء بمجموعة شركات عائلته حتى جعلها من أكبر المجموعات في الشرق الأوسط برفقة عمه الذي عزف عن الزواج وتفرغ للعمل وتربية أبن شقيقه الكبير الذي توفى وتركه أمانة لديه ثم جاءت سدرة بهيئتها البريئة وملامحها الملائكية الخجولة للعمل لديهم فزلزلت عرشه وأوقعت بقلبه اسيرا في محراب هواها وظلت تتلاعب على أوتاره حتى جعلته ملكا لها وطوع يديها وبادلته النظرات العاشقة والكلمات المحبة حتى تيقن من حبها له لكنه أكتشف في نهاية الأمر أن ذلك الحب ما هو الإ
لعبة قڈرة لعبتها عليه بعدما طعنته في قلبه بخنجر مسمم بزواجها من عمه في الليلة التي كان سيطلبها للزواج فيها وحينها أدرك هارون أنها لم تكن تحبه بل أحبت الثروة التي ظنت أنه يملكها بأعتباره الوريث الوحيد لعائلته والتي تمثلت في عمه فقط لكنها علمت من ماجد بعد ذلك أن الثروة يملكها عمه فأسرعت تخلص نفسها منه واستدارت تنصب شباكها على كبير العائلة الملياردير المسن الذي كان في أرزل عمره وجعلته يتزوجها في أقل من شهر فقط فكانت ضړبة قوية في قلب هارون جعلته يكابد الألم في صمت كي لا
يثير حفيظة عمه ويغضبه في أواخر عمره ومن يومها وهارون أعتبرها عدوته اللدود وأقسم على الأنتقام لچرح قلبه الذي أحبها وأخلص في حبها لكن سدرة لم تنتظر حتى يخرجها هارون من جنة عمه فقد خططت بمساعدة ماجد في أثارة ڠضب زوجها وسخطه على أبن أخيه وأدعت أنه تحرش بها وراودها عن نفسها لكنها رفضت ذلك واستعانت بمقطع فيديو قديم لها مع هارون قبل زواجها بأيام طلب ماجد منها تصويره بعد استدراجها له بأسم الحب حتى يكون سلاح في يدها تدافع عن نفسها به لو حاول هارون الأنتقام منها وصدق عمه ما رأه ونسى أنه من ربى هارون على يديه ويعلم أن أخلاقه لا تسمح له بخيانته وطعنه
في شرفه
________________________________________
وقام بطرده من منزله وشركاته وأصبح هارون في الشارع بين ليلة وضحاها مما زاد من ڼار الأنتقام في قلبه وأقسم على الٹأر منها حتى ولو كلفه ذلك حياته 
الجزء الثالث 
نامت سدرة بفراشها المتواضع في بيت خالتها تنظر لسقف غرفتها بشرود تفكر هل ما تفعله صواب أم خطأ فقد أنتهت لتوها من مكالمة الفيديو الليلية التي أصبحت جزء من روتينها اليومي منذ شهرين وكل ليلة تحقق رقما من المال ليس بقليل تقوم بأرساله فورا لماجد حتى يحوله لنقود عينيه ليدخرها مع باقي نقودها لديه تشكلت أمام عينيها فجأة صورة مشوشة لوالديها فخفق قلبها خوفا وتسائلت بداخلها 
تفتكري يا سدرة مامتك وباباك كانوا هيفتخروا بيك لو لسه عايشين 
فجاء صدح بداخلها صوت ضميرها يقرعها مجددا للمرة المليون 
بتسأل عن بشړ ميملكوش ضر ولا نفع وناسية ربك يا سدرة يا ترى أنت مستعدة للقاء ربنا لو أجلك نفذ دلوقتي يا ترى جاهزة للحساب 
حاولت سدرة التماسك وهى تبرر ما تفعله 
انا مبعملش حاجة غلط عشان أخاف انا بلبس نقاب ومبيظهرش مني حاجة غير عينيه والفلوس اللي بكسبها من ناس مش عارفة قيمتها بخلي ماجد يطلع تلتها للفقرا والمساكين 
صړخة ڠضب من ضميرها تفجرت بداخلها جعلت قلبها ينتفض كرها وبغضا على عقلها الذي يحل الحړام ويبرر الخطأ 
كفاية كدب بقى أنت مش مقتنعة ولا عمرك هتقتنعي بالقذارة دي بس أنت سلمتي أمرك لماجد يلعب بيك زي ما هو عايز وأنت عارفة أن مفيش راجل حر يحب واحدة ويخليها تعمل كدا 
هزت سدرة رأسها والدموع تنهمر من عينيها 
لأ ماجد بيحبني وخلاني أعمل كدا عشان نتجوز بسرعة ونكون مع بعض في أقرب وقت وأول ما فلوس جوازنا تكمل هيخليني أبطل زي ما وعدني 
نامت سدرة وهى تحاول أخماد ذلك الصوت المقيت بداخلها ووضعت يديها على أذنيها كي لا تسمع همساته بها وهى تهتف بتوالي 
فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان فوقي يا سدرة قبل فوات الآوان 
لكن نومها كان عبارة كابوسا ضخما يجثم على أنفاسها يبتلعها داخله حتى كادت أن تلفظ أنفاسها فأنتفضت منه صاړخة بقوة تغلق أذنيها بيديها كي تصمهما فلا تسمع ذلك الصوت 
كفاية كفاية انا مبعملش حاجة غلط 
فتحت خالتها
ميسرة الباب وهرعت نحوها تضمها بلهفة وهى تردد بجزع 
بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر الله أكبر أيه يا حبيبتي مالك دا كابوس تاني ولا أيه 
تعالت شهقات سدرة داخل حضڼ خالتها وتشبثت بها ټدفن وجهها به وبدأت تهدأ حينما استمعت لصوتها يرتل قصار الصور من القرآن الكريم فكان له مفعول السحر فقد بدأ النوم يراود جفنيها حتى اثقلهما وجعلهما ينطبقان مستسلمان لسلطانه وحين استمعت خالتها لصوت أنتظام أنفاسها ابعدتها عنها برفق وأرقدتها بفراشها ودثرتها جيدا ثم تركتها وغادرت الغرفة عائدة لزوجها مرة أخرى حتى يجدا حل لفزع سدرة المتكرر دون معرفة سببا لهذا 

انا مش عارفة يا حسان سدرة فيها ايه كل شوية تقوم منها وتفضل تصرخ وټعيط 
اعتدل حسان من نومته متكئا على ذراعه 
انا بقول نوديها للشيخ أحمد أمام المسجد يقرا عليها آيات الروقية وأيات فك السحر يمكن تكون مسحورة ولا محسودة 
أومأت ميسرة برضا فقد استحسنت أقتراحه حتى ينصلح حال أبنتها 
عندك حق يا حسان بس ياريت تستعجل عشان البت داخله على امتحانات اخر السنة وخاېفة الحالة دي تأثر عليها ويحصل حاجة لا قدر الله 
هز حسان رأسه يطمئنها 
مټخافيش
انا أول ما هشوفه الليلة في صلاة الفجر هقوله وأن شاء الله هخليه يجي ليها في أقرب وقت 
أبتسمت له ميسرة ممتنة لأهتمامه بسدرة وكأنها أبنته فعلا 
تسلملي يا حسان والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل أيه دا أنت بتعمل لسدرة اللي أبوها نفسه مكنش هيعمله 
نظر حسان أمامه ومسحة حزن تومض في مقلتاه 
الأب اللي ربى يا ميسرة وسدرة متربية على إيدي من صغرها ويعلم ربنا أن حبها في قلبي كبير يمكن لو كانت من صلبي مكنتش هحبها كدا بس عشان اتحرمت من الأبوة حاسس بنعمة وجودها في حياتي أكتر من أي راجل تاني ربنا رزقه بالخلف عارفة ليه يا حبيبتي
لأنها بتكمل النقص اللي عندي وربنا جعلها سبب أنها تملى فراغ حياتنا وتحسسك بالأمومة عشان متزهقيش مني وتسبيني 
أقتربت من ميسرة وجلست بجواره تربت على كتفه ثم أمسكت يده تقبلها بحب 
أنت عمرك ما كان عندك نقص في حاجة وانا عمري ما كنت هفكر حتى أن أسيبك عارف ليه يا حبيبي لأني أكتفيت بيك عن كل حاجة حتى الأطفال أنت عندي بالدنيا وما فيها عمر عيني ما شافت راجل ليها غيرك ولا هتشوف بأذن الله ربنا يبارك ليا في عمرك وميحرمنيش منك يا روح قلبي ونور عينيا 
ضم حسان زوجته لصدره مقبلا جبينها بحب 
ويخليك ليا ويبارك ليا فيك يا حبيبتي انا عارف حبك الكبير ليا وربنا يعلم انا بحبك قد ايه وقطعة السكر ربنا جعلها عوض لينا أحنا الأتنين ربنا يخليها لنا ويصلح حالها ويفرحنا
بيها 
أغمضت ميسرة
________________________________________
عينيها في حضڼ زوجها بعدما شعرت بالراحة والأمان والتي تستمدهما من أنفاسه ورددت بصدق 
اللهم آمين دا هيكون اسعد يوم في حياتي أن شاء الله 
وعند سدرة باتت ليلتها تحلم بثعبان ضخم يركض خلفها يريد أفتراسها وهى تعدو أمامه مسرعة حتى أنهكت قواها ووقعت أرضا مستسلمة لقضائها وأغمضت عينيها تنتظر ألتهامه لها لكنها فتحت عينها على رجلا لا تضح ملامحه لها يمسك بيده سيفا يحارب به الثعبان حتى أبتر رأسه بشجاعة ثم نظر لها يهز رأسه بأسف وابتعد عنها حتى تلاشى صورته من أمامها وشعرت بشيء يوكزها بيدها فنظرت بجانبها فلم تجد أحد لكنها استمعت لصوت خالتها يناديها من بعيد 
سدرة قومي يا حبيبتي كل دا نوم الساعة بقت عشرة سدرة قومي بقى يا بت غلبتيني 
أجبرت سدرة على فتح عينها فوجدت خالتها توقظها حقيقة فزفرت بقوة وهى تسألها بضيق 
ايه يا خالتو في أيه لكل دا 
مسحت ميسرة على رأسها بحب 
قومي يا حبيبتي بسرعة عمك حسان استأذن من شغله ساعتين لأنه جايب الشيخ أحمد أمام المسجد يرقيك ويحصنك من عنين الناس عشان متشوفيش الكوابيس دي تاني 
نهضت سدرة ورفعت عنها الغطاء ووقفت تتخصر بيديها 
ومين قالك بقى يا خالتو أن الكوابيس دي سببها حسد ولا الكلام اللي بتقوليه دا كل الحكاية أن الأمتحانات قربت وانا متوترة بسببها مش أكتر 
أشاحت لها ميسرة بيدها 
متوترة ولا مش متوترة أحنا بناخد بالأسباب زي ما ربنا قال مش أكتر وبعدين احنا مش هنعمل سحر ولا شعوذة دا الشيخ أحمد راجل أزهري ومن طول عمره عايش معانا ووسطينا ونحسبه على خير أن شاء الله وعمره ما قبل يعمل حاجة تغضب ربنا استعجلي وقومي جهزي نفسك على ما أعمل ليهم قهوة 
عادة سدرة لحاضرها حيث تجلس على فراشها كعادتها مؤخرا تسترجع ذكريات مضت منذ عامين وأكثر زفرت بضيق وهزت رأسها بندم وهى تجلد ذاتها لسامحها لذلك الشيطان باستغلالها حتى وقعت في براثنه ونجح في أخذ براءتها وفطرتها منها وأصبحت مثله لا تخشى الحړام ولا العيب وأنساقت في دروبه كسوق الحيوانات بعدما أوقفت عقلها عن التفكير أغمضت عينيها بأسى واستغفرت ربها مرارا وتكرارا وبينما هى كذلك لاح في ذاكرتها ومضات من ليلة أمس حينما كان هارون يراقصها وينظر في عينيها بقوة وتركيز فرأت في عينيه لمحات من حبه لها لكنه يجاهد نفسه كثيرا حتى يؤده داخل مقلتيه ويمحي اي أحساس بداخله ناحيتها دمعت عينيها وهى تتمنى أن يعطيها الفرصة للصفح عنها ومحو خطيئتها 
لو بس تنسى يا هارون وتسامحني هاعيش طول عمري أعوضك عن چرحي ليك أنت متعرفش انا بحبك قد أيه انا لو أطول أفديك بحياتي والله ما هتأخر 
ثم رفعت وجهها للسماء ودعت ربها بيقين 
يارب أنت قادر تلقي عليه محبتي وتخليه يسامحني يارب انا توبت ليك فتقبل توبتي يا الله 
في مجموعة البنا للبناء والتعمير جلس هارون في مكتب رئيس المجموعة الخاص به وأمامه الكثير من الملفات الورقية يراجعها بدقة وتركيز استمع لصوت نقرات متتالية على باب الغرفة فأمر لزائرة بالدخول 
أدخل 
دخلت سكرتيرته الحسناء تتمايل بقدها المنحوت 
الأستاذ حمدي النائب بتاع حضرتك بره وطالب يقابلك يا فندم 
أومأ هارون لها
وأشار لها محذرا 
خليه يدخل ومش عايز أي مقاطعة ولا حتى تليفونات لغاية ما أخلص معاه 
هزت رأسها بتأدب وأنسحبت من أمامه بنعومة كاذبة جعلته يسخر منها بداخله 
حاضر يا فندم 
ثم خرجت من الغرفة ودخل مساعده وهو ينظر في أثرها وعيناه تفيض من الوله 
أخ عليها لو بس تميل بنت اللذينة دي 
أبتسم هارون وهز رأسه بيأس من تعقل ذلك الأرعن 
مش هتعقل بقى ولا ناوي تفضل طول عمرك كدا 
أشار حمدي لباب الغرفة 
لو الجنان هيوصلني ليها فانا مستعد اټجنن بس ترضى عني 
ثم ضيق عينيه وسأله بنزق 
أنت أزاي قادر تمسك نفسك قدام حلاوتها ولا طعامتها دي مش فاهم دا انا لو منك كان زماني هييييه ولا بلاش لحسن تقول عليا ذئب بشړي 
ضحك هارون بصوت مجلجل 
لسه هقول عليك ما أنت فعلا ذئب بشړي يا أخي هو لولا تحذيري ليك أن موظفات شركتي خط أحمر كان زمانك موقع نصهم وبعدين انا مش زيك انا واحد المظاهر مبقتش تخدعني لأني اتلدغت منها مرة زمان وخلاص توبت والحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وكفاية هزار بقى وخلينا في الجد وقولي عملت أيه في اللي طلبته منك 
حك حمدي مؤخرة رأسه بنفاذ صبر من صلابة أبن خالته وأخرج من جيبه شيئا ووضعه أمام هارون على مكتبه ثم جلس في مقابله 
خلاص يا سيدي متفضلش تأنبني عرفنا أنك بقيت ولي من أولياء الله الصالحين اتفضل دي ميموري عليها كل المعلومات اللي طلبتها وعلى فكرة كان عندك حق في ظنك بخصوص صاحب شركات المهدي فعلا طلع مريب وليه في اللعب من تحت الترابيزة 
أومأ هارون بتفهم وأمسك بالذاكرة المدمجة ينظر لها بتركيز وأهتمام 
عمر احساسي ما كدب وديما ربنا بينور بصيرتي 
لكنه شرد لثواني ونفسه
تحدثه 
لا احساسك
________________________________________
كدب عليك يوم ما خلاك تحب سدرة وما تشوفش حقيقتها الحقېرة 
نفض هارون ذلك الوسواس القهري اللذي يلازمه دائما عن رأسه ونظر لحمدي 
قدرت توصل لمعلومات أكيدة نوقعه بيها 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ نوقعه فعلا لسه لأن كل المعلومات اللي عندك دي مجرد شائعات الناس بترددها لكن مستندات حقيقة نقدر نثبت بيها فساده فعلا أن شاء الله بحاول مع حد وأن صدق هيكون في معانا الورق اللي يودي زاهر المهدي في داهية قريب قوي 
تحفزت تقاسيم هارون وهو يضم قبضة يده على الذاكرة المدمجة 
هو اللي قرر يلعب معايا لعبه القذر واللي يلعب مع السبع يستحمل عضه 
هز حمدي رأسه بأسف 
جنت على نفسها براقش بس قولي عملت أيه المهندس أيهاب عرف أنك كشفته 
أبتسم هارون بخبث 
لأ لسه مدعي الفضيلة وفاكر نفسه الرجل الخارق اللي محدش يقدر يمسك عليه غلطة وماشي ينفذ كلام زاهر بالحرف مسكين ميعرفش أني كشفته من بدري والفضل لربنا وللمعلم عبده مقاول العمال لما قابلك في الموقع ونبهك لتلاعبه في مون الأساسات على غير العادة فاكر أنه هو الوحيد بس اللي فاهم 
زفرة حمدي پغضب متذكرا ما حدث 
انا لما المعلم عبده قابلني وحكالي على اللي لاحظه مكنتش مصدق أن واحد زي الباشمهندس أيهاب الراجل الملتزم الخلوق اللي شغال معانا بقاله اكتر من عشر سنين ملتزم وطول عمره مغلطش في شغله غلطة واحدة يطلع منه التصرف دا والله انا حزنت على اللي وصل نفسه ليه 
ضړب هارون سطح مكتبه پغضب ونهض متوجها لنافذته الزجاجية ينظر عبرها للحركة الدائرة في الخارج وبنبرة يملؤها الحدة خرج صوته هادرا 
لا متحزنش عليه إذا كان هو مخفش من ربنا وعمل كدا دا ميستهلش غير أنه يتحرق حي على مۏت ضميره انا لولا خاېف أن زاهر يدور على حد غيره ويوقعه زي ما وقع إيهاب من غير ما أعرف انا كان زماني كشفته ووديته في داهية بس هصبر لغاية ما أوقعه هو وزاهر مع بعض أن شاء الله 
وقف حمدي وتوجه ناحيته 
خلاص يا هارون مضايقش نفسك واهدى وتعالى نقعد نشوف مع بعض خطواتنا الجاية هتكون أيه ونخطط ليها صح عشان منسبش ورانا ثغرة يقدر حد منهم يفلت بيها من العقاپ اللي يستحقه 
زفر هارون بضيق لكنه تمالك نفسه قليلا ولف رأسه ينظر له متحدثا بثقة 
مفيش حد يقدر يفلت من عقاپ هارون البنا يا حمدي كله هياخد حسابه واكتر من اللي يستحقه كمان ومتقلقش انا مخطط لكل حاجة تخطيط مظبوط انا بس كنت مستني لغاية ما تجيب ليه معلومة مؤكدة عنه 
ابتسم حمدي وربت على كتفه بفخر 
كنت عارف أن أبن خالتي مش ساهل وأن شاء الله تقدر تجبهم ودوسهم تحت رجلك زي الصراصير
أومأ له هارون وعلى وجهه ابتسامة ثقة 
أن شاء الله دا شىء أكيد وفي أقرب وقت كمان 
وقف ماجد أمام سدرة مدعيا التوتر والأرتباك بنظراته الخائڤة ويداه
المرتعشة وجسده الذي بدا عليه قلق صاحبه فعقدت
سدرة جبينها بحيرة وسألته حتى تعلم ما حدث أوصله لتلك الحالة 
مالك يا ماجد في أيه! 
حاسة أن فيه حاجة مش كويسة حصلت ياريت تتكلم وتقولي في أيه بدل ما أنت بقالك أكتر من نص ساعة واقف مش مجمع كلمتين على بعض 
أدعى ماجد الحزن وعلت وتيرة أنفاسه 
أ ااااااا انا ااااااا انا مم 
أقتربت منه سدرة ومسحت على ذراعه برفق 

ممكن تهدى وتيجي تقعد وتشرب الليمون اللي خالتي عملته لينا عشان تقدر تحكي ليا فيه أيه مخليك كدا 
استمع ماجد لها وجلس على أريكة الصالون ونظر أمامه بصمت فأقتربت سدرة منه وجلست بجواره وأمسكت بكوب العصير وأعطته له 
خد أشرب شوية وروق دمك 
أخذه ماجد بيد مرتعشة فسقطت بعض القطرات على يده وبنطاله تبلله وتبلل الأرض من تحته أيضا فأسرعت سدرة تمسك الكوب من يده وتضعه على
الطاولة مرة أخرى 
حاسب يا حبيبي الليمون هيقع على هدومك 
ثم أخذت محرمة ورقية من على الطاولة أمامها وأمسكت بيده تمسح عنها العصير ورفعت نظراتها له 
انا عمري ما شوفتك كدا مالك في أيه انا أبتديت أقلق بجد 
هز ماجد رأسه بأسف وضيق وهو ينظر لأسفل 
مش عارف أقولك أيه يا حبيبتي بس ڠصب عني والله 
أرتفع وجيب قلبها بقلق وخوف 
في أيه يا ماجد 
ضم ماجد شفتيه ورفع رأسه ينظر لها 
انا أتنصب عليا الراجل اللي كنت دافع له مقدم الشقة في البرج السكني طلع نصاب وخد فلوس الناس وهرب بيها 
وقفت سدرة تلطم على صدرها بفزع 
ينهار أسود ومنيل أنت بتقول أيه أيه يا ماجد 
ثم تداركت نفسها واسرعت تخفض صوتها حتى لا يسمعها خالتها وزوجها في الخارج وأقتربت منه تسأله بنبرة خاڤتة 
أنت بتقول أيه وأزاي دا حصل 
دمعت عيني ماجد بزيف وهز رأسه والحزن يلون صوته 
منه لله مطلعش صاحب البرج طلع واحد سمسار شغال نصاب وحرامي وصاحب البرج الحقيقي ميعرفوش ولا يعرف عنه حاجة اصلا 
أحتد صوت سدرة قليلا وسألته بصوت منخفض 
أزاي ميعرفوش وكان فين وسايب النصاب دا طالع داخل في البرج
بتاعه يفرج ناس
________________________________________
على الشقق اللي فيه ويمضي معاهم عقودات 
هز ماجد رأسه بأسف 
مكنش موجود في مصر كان في السعودية بيعمل عمرة وقعد هناك أكتر من شهر 
فاضت عين سدرة بالعبرات المتحسرة 
طب والعمل أيه يا ماجد دي الفلوس اللي خدها هما كل اللي حيلتنا هنجيب غيرها أزاي دلوقتي 
رفع ماجد كتفيه بقلة حيلة 
مش عارف انا روحت عملت محضر في القسم ومش انا لوحدي في كتير غيري بس الله أعلم هيقدروا يمسكوا النصاب دا ولا لأ قبل ما يهرب بالفلوس 
هزت سدرة رأسها بحسرة 
وأفرض مش مسكوه هنعمل أيه أنت متفق مع خالتي وعمي حسان أن الفرح بعد أمتحانات أولى كلية وانا خلاص همتحن نص السنة كمان كام يوم 
رفع ماجد نظراته الخبيثة يغويها حتى يسوقها لدرب الخطيئة مرة أخرى 
مفيش غير حل واحد بس 
نهضت سدرة پغضب من جلستها تشير له محذرة 
أنسى يا ماجد مش هرجع لموضوع فيديوهات الدردشة دي تاني حتى لو هنسيب بعض خالص أنت فاهم 
الجزء الرابع 
أمسك زاهر هاتفه النقال ونقر بسبابته فوق شاشته عدة نقرات لكي يجري مكالمة هاتفية ثم رفعه لأذنه ينتظر أجابة الطرف الآخر وما أن أتاه الصوت الأنثوي الناعم حتى أبتسم ومسح على أسنانه بلسانه بظفر قبل أن يرد تحيتها 
مساء الجمال على صاحبة الجمال والدلال كله أخبارك يا قمر 
جاءه صوت ضحكتها الناعمة وقالت بغنج 
ياه على ذوقك وشياكتك يا زاهر بيه حقيقي أنت چنتل مان ياريت لو كل الرجالة زيك كده 
قهقه زاهر وهز رأسه بنفي 
لا يا قمر مش هتلاقي راجل يقدر الجمال والدلال زيي وحتى بأمارة الجلف اللي أنت عنده 
خرجت منها تنهيدة حارة تدل على مدى عڈابها 
عندك حق يا زاهر بيه الصخر ممكن يلين ودا لأ على غلطة واحدة بس بهدلني وذلني انا لولا طلبك اللي طلبته مني كان زماني سبته عشان أخلص من معاملته الجلف ليا أنما انا استحمل العڈاب كله عشان خاطرك يا زاهر بيه 
علت ضحكات زاهر بصوت مرتفع 
ههههههههه عشاني انا بردو ولا عشان الفلوس اللي اتفقت معاك عليها ما هو مليون جنيه مش شوية في رقم هتجيبه ليا يا بيبي وبعدين انا عارف أن كل الستات ميهماش غير الفلوس وبس 
تذمرت وأدعت الڠضب حتى لا يظن بها السوء ويفل من تحت يديها فقد أختارته ليكون هو صيدها القادم خلفا لهارون متحجر القلب 
بقى كدا يا زاهر بيه بتتهمني أني مادية وانا اللي هعرض نفسي للخطړ عشانك قصاد مليون جنيه بس لعلمك حد غيري كان طلب أكتر من كدا بكتير انا أسفة بس للحظة حسيتك فهمتني
صح لكن أظاهر أن زيك زي الكل واخدين عني فكرة غلط ومش هتغيروها أبدا 
تدارك زاهر نفسه واسرع يصلح ما تفوه به لسانه الغليظ حتى لا يخسرها فهى الوحيدة القادرة على الوصول لما يريده من هارون البنا 
لا يا حبيبتي انا مقصدش أنك طماعة لأ أنا قصدي أن الستات عموما بيحبوا الفلوس عشان الشوبنج والبيوتي سنتر والكلام بتاعكم دا وبعدين هنروح بعيد ليه انا عندي مراتي واختي كمان بيموتوا في تضيع الفلوس على الحاجات دي وكلام الحريم الفاضي دا اللي أقصده يا بيبي 
لم تريد أن يحتدم الوضع بينهما أكثر لذا أظهرت أمامه اقتناعها بما قال ولم تجادله حتى لا يمل منها قبل أن تنال منه المال غايتها الأساسية 
تمام يا زاهر بيه فهمت قصدك خلاص 
رقق زاهر صوته وأمرها بلين 
ما قولت ليك قبل كدا بلاش زاهر بيه وخليها زاهر بس دا إنت مقامك عندي بقى غالي قوي بس إنت اللي مش حاسة بيا ولا بأهتمامي بيك 
أبتسمت لمجاملته لها 
ميرسيه لذوقك يا زاهر بيه 
حذرها زاهر بلين 
ها
قولنا زاهر بس مفهوم 
أومأت له وعيناها تلمع بسعادة 
تمام يا زاهر بس 
ارتفعت ضحكة زاهر ثانيا 
ههههههههه ايه دا بتقلشي دا إنت عسل وطلعت بنت نكتة اهو 
ضحكت بغنج وهى تميل رأسها جانبا 
كل اللي يعرفني بيقول عني دمي خفيف وأتحب بسرعة 
ابتسم زاهر بسخرية على غرورها وسذاجتها لكنه مضطر لمجارتها حتى تلبي له مطلبه 
طبعا طبعا وانا اشهد بده أول ما شوفتك ډخلتي قلبي فورا ويكون في علمك أول ما هتسيبي هارون انا هتجوزك دا لو كنت توافقي أنك تبقي زوجة تانية طبعا 
شعرت بأنتشاء يغمر أوصالها واسرعت تبدي له سعادتها 
وهو في واحدة عاقلة تقدر ترفضك يا زاهر دا انت اي واحدة تتمناك حتى لو هتكون زوجة رابعة مش تانية كمان واكيد هلاقي فيك العوض عن جوازتي اللي مفرحتش فيها يوم واحد افتكره حتى 
اتسعت ابتسامته الساخرة وبدأ في أغوائها حتى يسيطر عليها كليا
أكيد يا حبيبتي هعوضك وأخليك اسعد واحدة في الدنيا كلها بس تخلصي اللي طلبته منك وبعد كدا تسبيه وتجيلي على طول 
زفرت بحالمية وهى تتمنى قرب ذلك اليوم 
نفسي يجي اليوم دا النهاردة قبل بكرة 
مل منها وأراد أن ينهي هذا الحوار الذي يثير حفيظته 
منا عايزك تستعجلي وتنفذي اللي طلبته عشان نبقى مع بعض في أقرب وقت قوليلي عرفتي معاد الأجتماع اللي هيحطوا فيه الأسعار ولا
لسه 
رفعت كتفيها ثم
________________________________________
أنزلتها بحيرة 
لأ لسه معرفش أمتى بالتحديد أول ما هارون هيعمل الأجتماع ويحدد اسعار المناقصة ويبقى معاه الورق هاخد الأرقام منهم وأقولك عليه متقلقش 
أومأ زاهر بثقة 
انا مش قلقان طول ما إنت معايا وعارف أنك هتقدري توصلي لأي حاجة خاصة بهارون لأن مفيش حد قريب منه زيك 
أومأت بحسرة على ما يعتقده فهو لا يعلم كيف يعاملها هارون 
دا أكيد يا زاهر وخليك متأكد أن بساعدك أنتقام من هارون قبل ما يكون عشان الفلوس كفاية أهماله ليا وعدم تقديره برغم تعبي الكبير عشان أريحه 
ألتمعت عين زاهر پغضب وتجددت بداخله روح الأنتقام 
أنت هتقوليلي دا زيه زي عمه مبيقدروش اللي بيتعب عشانهم وبيدوسوا على اي حد حتى لو كان خادمهم بروحه بقاله سنين دا انا حالف لأخسره كل حاجة وأخد بتاري منه مهما كلفني الأمر 
عقدت حاجبيها متسائلة 
تار 
تار أيه اللي ليك عنده 
هز رأسه بضيق 
متشغليش بالك دا موضوع قديم مش وقت أننا نتكلم فيه المهم انا مستني منك تليفون 
أومأت له برفق 
تمام مجرد ما أعرف الأرقام هكلمك 
وضعت سدرة الهاتف من يدها ووقفت متجة لمرحاض غرفتها حتى تتوضأ كي تصلي العشاء فقد أذن لها أثناء مكالمتها ثم خرجت وفرشت سجادة الصلاة ووقفت تؤدي فرضها حتى أنتهت منه وجلست تدعو ربها بصلاح الحال استمعت لصوت طرقات على باب غرفتها فأذنت للطارق بالدخول 
أتفضل 
دخلت أحدى العاملين لدي زوجها تخبرها برسالة منه 
هارون بيه بيفكرك أن ميعاد العشا بتاع خالته وأبن خالته قرب ولازم تكونوا في أنتظارها 
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة 
حاضر قوليله عشر دقايق وأكون جاهزة 
ثم وقفت بعد أنصراف خادمتها تطوي السجادة وتتجه لغرفة ملابسها تنتقي لنفسها ما يصلح لأرتدائه أنام خالة زوجها وأبنها وأختارت عبائة فضفاضة من اللون الأزرق الداكن مرصعة بفصوص من الكريستال عند الصدر وأسأور الزراع ولفت حجاب من نفس لونها وعندما أنتهت من تجهيز نفسها خرجت متجه لأسفل حيث يجلس زوجها يتابع عمله على حاسبه المحمول ألقت عليه التحية لكنه لم يعيرها أهتماما كما يفعل دوما فلم تبدي أعتراضا أو لوما تعلم أنها ستخرج منه مهانة لذا فضلت الصمت وجلست بجواره تنتظر حضور ضيوفهما حتى أتت خالته الحنونة تحتويها بين ذراعيها كما تحتويها خالتها ميسرة
فهما الوحيدتان اللتي تشعر معهما بحنان الأم الحقيقي 
وحشتيني يا سدرة 
شددت سدرة من ضمھا تتنفس عبقها الحاني 
إنت كمان وحشتيني قوي يا ماما زهرة 
أبتعدت زهرة عنها تنظر لها بأعين مندهشة متعجبة 
ماما! 
أومأت سدرة برفق وأقتربت تقبل جبينها بحب ثم ابتعدت عنها قليلا 
أه ماما أصل انا معنديش دلوقتي أعز منك أنت وخالتي ميسرة عشان أقولها يا ماما أنتم تستهلوا تاخدوا لقب الأم المثالية لأنكم أحن أمهات انا شوفتها 
ضمتها زهرة ثانيا وأخذت تمسد على ظهرها برفق 
حبيبتي ربنا يبارك فيك ويعوضك بالخلف الصالح وأشوف أبنكم وأشيله على إيدي قريب أن شاء الله 
تدرج وجه سدرة بحمرة الخجل وأنزلت رأسها على استحياء فضحكت زهرة عليها ونظرت لأبن شقيقتها 
أيه يا هارون مش عايز تشد حيلك وتجيب لينا حفيد صغير يفرحنا 
تجلد هارون أمامه خالته وكتم غيظه وغضبه كي لا تعلم ما بينه وبين سدرة 
كله بإرادة ربنا يا خالتي 
أومأت زهرة متفهمة وأشارت له كي تنبهه 
ونعم بالله يا حبيبي بس احنا لازم ناخد بالأسباب ونسعى زي ما ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم قالوا لينا وأمرونا أنت متستناش أكتر من كدا وتاخد مراتك وتروحوا لدكتور يكون شاطر عشان يعرف اسباب
التأخير من مين ويعالجه 
زوى هارون حاجبيه بضيق 
أن شاء الله يا خالتي لما أفضى من كام حاجة ورايا كدا هبقى اشوف موضوع الدكتور دا 
ثم أشار له لتتقدمه 
وبعدين سيبينا من الكلام دا دلوقتي واتفضلوا نتعشى الأول 
وأمسك يد حمدي وأقترب منه يسر له بعض
الكلمات 
بقولك ايه خلي أمك تخف عني شوية هى كل ما تشوفني تكلمني في موضوع الخلف دا 
رفع حمدي كتفيه بقلة حيلة 
وانا مالي يا خويا لو شاطر قولها هى الكلام دا عشان تعلقلك الفلكة أنما انا مش هتكلم لأن ساعتها هتسيبك وتمسك فيا وتفضل تديني في جنابي عشان موضوع جوازي أصلها شيفاني عنست 
هز هارون رأسه بيأس 

الواحد هيلقيها منك ولا من أمك 
نظرت زهرة خلفها عندما استمعت لهمس ابنائها 
بتقول حاجة يا واد منك له 
هز هارون وحمدي رأسيهما بنفي وهما الخطى خلفها 
لا يا خالتي دا انا بسأله على حاجة في الشغل 
أومأ لها حمدي وهو يبتسم ببلاهة ثم نظر لهارون يغمز له بعينه 
أيوة يا ماما مجبش سيرتك دا بيسألني عن حاجة في الشغل 
نظرت زهرة أمامها وأمرتهم بأتباعها 
بلا شغل بلا فلقة راس خلينا ناكل الأول وبعد كدا ابقوا اشتغلوا زي ما أنتم عايزين 
ثم وضعت يدها على كتف سدرة 
وانا وسوسو حبيبتي هنقعد مع بعض نحكي شوية أصل وحشني الكلام معاها مش كدا يا سوسو 
أومأت لها سدرة بابتسامة عذبة 
كده يا ماما زهرة 
التفوا اربعتهم حول الطاولة العامرة بأصناف عديدة شهية يتناولون الطعام بتلذذ وبعد انتهائهم دخلا هارون وحمدي لغرفة المكتب بينما جلستا سدرة وزهرة في
بهو القصر بجانبه
________________________________________
الخليجي الهادئ يتسامران حول شؤن حياتهما وبعد عدة ساعات خرج هارون وحمدي خلفه وهو يتثأب بنعاس وأقترب من المجلس فأستمعا لزهرة وهى تتحدث 
اللي ما بيسمعش كلامي يا سدرة بيخسر ويتعب لازم تخليك قريبة من جوزك وتحاولي بكل الطرق أنه يفضل ليك أنت وبس اوعي تدي الفرصة لواحدة تانية أنها تاخده منك وبعدين الواد حمدي قالي أنه عنده بت مسهوكة بتشتغل عنده سكرتيرة إسمها منار بس ايه عملة في نفسها البدع عشان تعجبه وكمان بتدلع وتتغنج عليه ودا راجل يا حبيبتي كلمة توديه وكلمة تجيبه 
نظر هارون بغيظ لحمدي الذي أشار له بحذر 
انا مقولتش لها حاجة هى اللي بتجرجرني في الكلام وأنت عارف خالتك ولا شارلوك هولمز في جمع المعلومات 
توعد هارون له بحساب عسير 
أن ما قصتلك لسانك عشان يبطل كلام خالص مبقاش انا 
ثم استمع لمزيد من نصائح زهرة النسائية ذات الخبرة الكبيرة 
عايزاك تشعليلية وتخليه يولع البسي له الشفتيشي ولأحمر والأخضر فاهمة وبعدين فين قمصان النوم اللي جبتهم ليك أخر مرة 
عند هذا الحد دخل هارون متنحنحا حتى لا تزيد خالته من تلك النصائح أمام حمدي فغيرته كرجل ونخوته لا تسمح له بسماعه لتلك الكلمات المحرجة الموجة لزوجته 
ايه يا خالتو مش كفاية نصايح بقى 
نظرت زهرة بأتجاههما بنزق 
ايه اللي جابكم دلوقتي لحقتوا تخلصوا شغل 
نظر هارون في ساعة يده ثم نظر لها متعجبا 
أحنا بقالنا أربع ساعات بنشتغل وأنتم لسه مخلصتوش كلام 
أشارت له زهرة بلامبلاة 
لأ لسه مخلصناش روحوا ألعبوا ليكوا دورين شطرنج ولا اتاري على ما أكمل قعدتي مع سدرة 
أقترب حمدي منها يرجوها أن تكتفي بهذا القدر 
لأ شطرنج ايه وأتاري أيه بس يا حبيبتي دي الساعة داخلة على عشرة ونص ولازم نروح عشان أنام بدري لأن ورايا سفر الصبح وهارون كمان وراه شغل 
نظرت له زهرة متأففة
يوه أنت دايما كدا من يومك لازم تنكد عليا وتحرمني من أي قاعدة حلوة 
ربت حمدي على كتف والدته برفق 
معلش يا حبيبتي تتعوض المرة الجاية 
جلس هارون على قدم وساق مقتربا من خالته وأمسك يدها مقبلا إياها 
خلاص يا خالتي خليك هنا باتي مع سدرة وأتكلموا مع بعض طول الليل زي ما تحبي ولا تزعلي نفسك 
هزت زهرة رأسها بنفي 
لأ انا هروح مبعرفش أنام غير في سريري وأنت اللي هتبات في حضڼ مراتك وسيبك من شغل السكرتيرات والقرف دا 
هز هارون رأسه بيأس 
يا خالتي يا حبيبتي متسمعيش كلام المعتوه أبنك انا مش ممكن ابص لواحدة بتشتغل عندي حتى لو كانت ملكة جمال 
وقفت زهرة وهى تضغط على يده بقوة 
أما نشوف يا سي هارون المهم خد بالك من مراتك وملكش بركة الإ هى فاهم 
أومأ لها هارون بابتسامة 
فاهم يا حبيبتي 
ثم تركت زهرة يده وأمسكت بيد حمدي 
يلا يا أهبل أنت كمان أما اشوف أخرتها معاك أيه 
نظر لها حمدي بنزق 
وانا مالي انا عملت ايه عشان تقولي ليا كدا 
نظرت له زهرة بتوعد 
مش عارف عملت ايه عايش ليا في دور فلانطينو بورسعيد يا خويا وماشي تحب دي وتسيب دي ولا ناوي تتجوز في سنتك 
نظر حمدي لهارون بغيظ وبنفاذ صبر 
دا طلعت مش لوحدي الي بتجرجر في الكلام هه شكل خالتك جرجرتك أنت كمان وحكيت لها
كتير وناقل لها صورة وحشة عني
ابتسم هارون بشماته وظفر 
بس يا فسل هو انا سفيه زيك أنت أصلك سمعتك الزفت سبقاك وتستاهل يتقالك أكتر من كدا عشان تبقى تقصر لسانك 
أومأ له حمدي بغيظ 
بقى كدا يا أبن خالي بتسيح ليا على الملأ كدا على العموم تمام قوي وليك يوم مش هرحمك فيه 
ثم أخذ ذراع والدته يعلقه في ذراعه متجها ببطئ ناحية باب الخروج كي لا تسترسل في ألقاء المزيد وتخجلة أمام سدرة 
يلا يا ماما أصل انا عارف لو فضلنا أكتر من كدا هتشلوحيني 
الجزء الخامس 
فشلت سدرة في استذكار حرف واحد من دروسها فقد ضاع تركيزها فكلما نظرت في صفحات كتبها تجد وجه ماجد متجسدا أمامها يعيد عليها ما قاله لها وتهديده بتأجيل زواجهما وراحت تتسأل لما يفعل معها هكذا ألم يحبها بقدر ما تحبه كما يخبرها دوما لما لا يتعجل في أتمام الزواج حتى يجتمعان تحت سقف واحد بمنزل أحلامهما كما يتمنان دوما هى لا تريد قصرا ولا حتى منزل متوسط كمنزل خالتها فكل ما تريده أن تجتمع به في حلال الله حتى وأن كان مسكنهما عشة على جرف نهر لكنه دائما ما يصعب عليها الأمور كي لا يعجل بزواجه منها فأخر كلماته لها ټهديد مبطن معناه أنها أن لم تعود إلى ممارسة مكالمات الفيديو فستكون السبب في تأخير موعد الزفاف وليس هو لكنها لن ترضخ لتهديده هذه المرة فهى لن تنسى ذلك الموقف الذي مرت به ذات ليلة حينما كانت تجتمع في سهرة سعيدة مع خالتها وزوج خالتها يتسامرون في أمورهم اليومية حينها جاء لحسان تنبيه على هاتفه بأشعار من موقع تواصل اجتماعي فإمسك الهاتف ليراه فإذا به يستغفر ربه
مررا تعجبت ميسرة
________________________________________
وسألته عما حدث فنظر لها مټألما وأمسك هاتفه ليريها ما ورد له 
دا واحد صاحبي باعت ليا على الماسنجر بيحذرني من الموقع دا استغفر الله العظيم دا موقع أباحي بيسهل مكالمات الفيديو والتواصل بين الحريم والرجالة لممارسة الرذيلة مقابل فلوس استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم مين عاقل وعنده ضمير يقبل على نفسه أنه يغضب ربه ويعمل الذنب العظيم حتى لو أدولوا فلوس الدنيا كلها 
رفعت ميسرة يدها لتضعها على صدرها بحسرة وحزن 
استغفر الله العظيم هى الدنيا وصل بيها الحال لكدا والواحد بيقول الخير قل من الدنيا ليه اتاري من الأثم والهم اللي ناس حطت نفسها بيه لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
ثم رفعت ميسرة يدها لأعلى تدعو ربها 
يارب خرجنا من الحياة على خير ولا تفتنا بما يفعله السفهاء من خلقك وأهديهم وأهدينا يارب يارب تحفظنا بحفظك من الشيطان وشركه يارب 
نظرت ميسرة بأتجاه سدرة كي تحذرها وتنصحها من تصفح تلك المواقع المشينة لتجد دموعها منهمرة فأنتابها القلق وأقتربت منها تضمها برفق تمسد على ظهرها 
ايه يا حبيبتي بټعيطي ليه مالك 
حاولت سدرة تمالك نفسها حتى لا تبدي ما بداخلها من ندم وألم أمام خالتها وزوجها وينكشف المستور لهما فهى تتمنى المۏت على أن يعلما بجرمها الفادح الذي ارتكبته في حق ربها ونفسها وحقهما 
مفيش يا خالتو انا بتأثر لما بسمع حاجة زي دي 
شددت ميسرة من ضمھا حتى تطيب ألمها 
عندك حق يا بنتي ربنا يعافيك ويعافينا كلنا من البلاوي دي 
مسحت سدرة دموعها وتجرعت
مرار حلقها بحزن 
يارب اللهم آمين 
ثم أبتعدت عنها ونهضت تستأذن منهما للذهاب لغرفتها متحججة بأستذكار دروسها وهى في الحقيقة تريد أن تذهب وتختلي بنفسها قبل أن ينفجر صبرها وټنهار أمامهما وتقر بما فعلت فما فعلته ذنب عظيم أن علما به فلن يغفرا لها أبدا فما فعلاه لأجلها من تضحيات حتى تصبح ذو شأن عظيم يستحقان عليه الجزاء الحسن وبدلا من أن تكافئهما على أحسانهما لها عقابتهما وعقابت نفسها بذلك العقاپ الأليم جلست على فراشها تبكي بحسرة وحزن وعاهدت نفسها على أن لا تعود لفعل ذلك الأثم حتى وأن كانت النتيجة خسارة ماجد وخسارة حبها الكبير له فخسارتهما أهون بكثير من ڠضب الله عليها وخسارة أهلها ونفسها عادت سدرة من تذكر ذلك الموقف لتثبت على قرارها بعدم العودة لممارسة المكالمات مهما هددها ماجد فهى لن ترضخ لترهيبه كما أعتادت وعندما يأس منها ماجد ومن عودتها أقترح عليها فعل أخر سيدر عليهما المزيد من الأموال وكان هذا الفعل هو بداية دخولها لحياة هارون الذي تسببت له في الكثير من المعاناة والألم رجعت سدرة لواقعها الأليم من بحر ذكرياتها الأشد ألما على روحها تحدث نفسها وتلومها على انسياقها في دروب الشيطان بكل طواعية 
انا السبب انا اللي مشيت وراه ليه عملت في نفسي كدا ليه سبته يسيطر عليا ويفقدني السيطرة على عقلي ويخليني أعمل كل حاجة غلط من غير ما أقوله لأ منك لله يا ماجد ربنا ينتقم منك حسبي الله ونعم الوكيل
فيك زي ما خسرتني نفسي والراجل الوحيد اللي حبيته بجد وحسيت معاه بالأمان وخليته مكرهش حد في حياته قد ما كرهني 
في بيت الخالة ميسرة جلست على الأريكة يتملكها الحزن الشديد ممسكة بألبوم يضم صور تجمعها مع شقيقتها الراحلة في مراحل حياتهما حتى ۏفاتها وكذلك لسدرة منذ طفولتها حتى غادرت يوم زفافها الذي كان بمثابة السيف الذي قطع كل تواصل بينهم كيف لا وهى تزوجت رغم عنها هى وحسان من رجل بعمر جدها من أجل أن تنعم بماله فقط وبرغم من تهديداتمها لها بالتبرأ منها وأعتبارها مېتة بالنسبة لهما الإ أنها لم تهتم لأمرهما وذهبت وتزوجت منه بمفردها كثيرا ما تسألت ميسرة وتحيرت في أمر سدرة فكيف لها أن تتزوج برجل غير ماجد وهى التي تحدت الجميع لأجله فميسرة وحسان كانا لا يوافقان على أرتباطه بسدرة نظرا لما يتمتع به من سيرة غير طيبة جعلتهما يعترضان ويرفضان طلبه للزواج من سدرة التي هددتهما بالأنتحار أن لم يلبى لها رغبتها ويوافقان على زواجها من ماجد الذي كانت تراه حينها حبيبها الوفي لكن لم تدم حيرتها لأن علمت بعد ذلك عندما أقرت سدرة بخطاءها أن ماجد شبيه الرجال هو من غواها وأقنعها بفعل ذلك من أجل الحصول على المال سريعا وبسهولة
كي يتزوجا زفرت ميسرة بقوة وقهر ودموعها تنساب بحرارة 
ربنا يسامحك يا سدرة على اللي عملتيه في نفسك وفينا عملنا فيك ايه نستاهل عليه منك كدا دا أحنا كنا بناخد من قوتنا ونديلك ونوفرلك كل اللي نفسك فيه عشان منحسسكيش باليتم دا أنت خليتيني حمدت ربنا وبحمده في كل وقت على عدم الخلفة وبقيت أقول لنفسي الحمدلله أحسن ما كان يجي ولد فاسد يخسرني انا وجوزي الغلبان دنيتنا بس والله لا انا ولا

جوزي قصرنا في
________________________________________
تربيتك ونصحك ليه طلعتي كدا ليه حبيتي الغلط ومشيتي في طريقه ليه وبعد دا كله جاية تقولي سامحوني بعدا أيه يا سدرة بعد ما استنفذتي كل طاقتنا في مسامحتك على أخطاءك ولا على عدم سماعك لنصيحة مني دا أنت حتى مخفتيش من خسراتنا وضحيتي بينا عشان الفلوس خليها تنفعك بس انا عمر قلبي ما هيسامحك أبدا على الحزن والقهر اللي ملوه بسببك 
في ذلك الوقت سمعت ميسرة صوت المفتاح في باب المنزل فأسرعت تطوي الألبوم وتخفيه تحت الأريكة حتى لا يراه زوجها ويتذكر كسرته وحزنه على ما فعلته بهما سدرة ثم مسحت دموعها ورسمت ابتسامة بسيطة على محياها تستقبله بها دخل حسان ملقيا عليها السلام 
السلام عليكم 
نهضت ميسرة وأتجهت ناحيته تأخذ من ما يحمله 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
أيه دا كله يا حبيبي جايب الحاجات دي كلها ليه 
أشار لها حسان برفق 
انا قبضت النهاردة فقولت أجيب حاجات البيت بالمرة فعديت على عبده البقال جبت شوية جبن على زيتون على تونة وزيت وسكر وشاي وحاجات تانية وكمان جبت فاكهة وخضار ولحمة وفراخ جبت خزين البيت عشان متتعبيش نفسك وتنزلي تجيبيهم وأنت لسه تعبانة 
أخذت ميسرة الحقائب البلاستيكية منه ووضعتها على طاولة الطعام ثم عادت تربت على صدره برفق 
ربنا يريح قلبك ويخليك ليا يا حبيبي أدخل يا خويا غير هدومك على ما أرص الحاجات دي وأجهز لينا الغدا 
أومأ لها حسان بابتسامة لكنه لم
يتحرك وظهر عليه التردد فتمعنت ميسرة في وجهه وسألته 
في حاجة حصلت يا حسان 
نظر لها حسان بصمت فهو يخشى أن يقص عليها ما حدث فتغضب منه مجددا فهز رأسه بنفي واستدار يتجه لغرفته 
لأ مفيش حاجة انا رايح أغير هدومي 
لكنها أمسكت معصمه وأوقفته تسأله بألحاح 
استنى يا حسان مش هتمشي من هنا غير ما تقولي أيه اللي حصل 
زفر حسان ثقل أنفاسه الجاثمة على صدره ونظر لها بحيرة أيخبرها ما حدث وتغضب منه أم يخفيه عليها ويترك الأمر حتى يأتي أوانه 
مش عارف أقولك أيه يا ميسرة أقولك الحقيقة وتزعلي مني ولا أخبي عليك اللي حصل 
تركت ميسرة يده وهزت رأسها تتفهم حيرته 
أكيد اللي حصل له علاقة بسدرة صح 
أومأ لها عدة مرات 
أيوه أتصلت عليا النهاردة وطلبت مني أقنعك وأخليك توافقي بحاجة عملتها عشانا أحنا الأتنين 
عقدت ميسرة حاجبيها بتسأل 
عملت أيه تاني مش كفاها عمايلها السودة في حقنا 
هز حسان رأسه بنفي 
لأ المرة دي معملتش حاجة وحشة دي قدمت ليا انا وإنت على عمرة وعايزنا نروح نعمل جوازات عشان يجي عليهم التأشيرة وتخلص حجز الطيران 
صړخت ميسرة بحزن وأشارت له بعدم موافقتها 
لأ يا حسان مش هروح العمرة دي انا صحيح نفسي فيها ودعيت ربنا كتير أنه يكتبها لينا بس مش عايزاها عن طريقها دا كفاية أن الفلوس اللي عمالة تصرف فيها يمين وشمال مش فلوسها دا مستحلاها من فلوس أجوازها أن كان اللي ماټ ولا اللي مجوزاه دلوقتي وانا لا يمكن أقبل منها مليم واحد 
أومأ
لها حسان متفهما 
انا فاهم قصدك بس هى حلفت ليا أن هى بتصرف من فلوس ميراثها من جوزها الأولاني الله يرحمه وده حقها الشرعي يعني مفيهوش حرمانية 
أصرت ميسرة على موقفها وعدم قبول اي مساعدة أو أموال من أبنة شقيقتها 
لأ يا حسان هى لما اجوزته مكنش في نيتها أنه يكون جواز يرضي ربنا دي كان في نيتها أنها تستغله وتاخد منه فلوس تديها للمچرم اللي أسمه ماجد بعد ما أقنعها أنها تتجوزه عشان فلوسه والجواز اللي زي ده حرام وكل اللي يجي من وراه حرام بردو وانا مش هروح أ عمل عمرة من فلوس مشكوك فيها أو عليها شبهه 
أمسك حسان زوجته من ذراعيها يومأ لها كي تهدأ 
خلاص يا حبيبتي اهدي ومتزعليش نفسك واللي أنت عايزاه هيحصل 
نزلت عبرات ميسرة وهى تطالبه برجاء 
عشان خاطري يا حسان متجبش ليا أسمها ولا تقابلها ولا تكلمها تاني كفاية علينا اللي عملته فينا وخسارتنا لتربيتنا فيها دي خلتني کرهت الخلف وحمدت ربنا أننا مخلفناش لأنه كان ممكن يبقى زيها 
ضمھا حسان لصدره وربت على ظهرها برفق 
خلاص يا حبيبتي قولتلك أهدي دلوقتي عشان الضغط والسكر ميرتفعوش عليك وترجعي تتعبي تاني 
استكانت ميسرة في حضڼ زوجها بعدما استمعت لنصيحته فما حدث لها من ألم في أخر مرة مرضت بها وتحذير الطبيب من أنتكاسة ثانية تصيبها ستسبب الكثير من المضاعفات المړضية لها تلزمها الفراش جعلها تهدأ وتقلل من حدة ڠضبها 
الجزء السادس 
وقفت سدرة متحيرة هل تستأذن من هارون وتذهب لزيارة خالتها أم تهاتفها أفضل فربما مازالت مصرة على عدم رؤيتها بعدما رفضت كثيرا مقابلتها قبل ذلك زفرت بقوة وظلت تتجول في غرفتها تفكر بطريقة تقنع بها خالتها كي تسامحها وترضى بها عنها وتوافق على الذهاب لإداء مناسك العمرة كما كانت تحلم وتتمنى دائما وحسمت أمرها فالذهاب لها يمكن أن يزيد من حدة ڠضبها عليها لذا فضلت مهاتفتها حاليا لجس نبضها
أمسكت الهاتف وطلبت رقم
________________________________________
خالتها وظلت تعيد الأتصال بها عدة مرات حتى أجابت عليها ميسرة أخيرا بعد أن أصبح عدد المكالمات الفائتة أكثر من عشرة 
السلام عليكم 
شهقت سدرة ودموع الفرح تلمع في عينيها عند سماعها لصوت خالتها فقد اشتاقت كثيرا له بعدما أمتنعت ميسرة عن كلامها أو رؤيتها لعامين كاملين 
وعليكم السلام أزيك يا ماما عاملة ايه وحشتيني قوي 
اعتصر الألم قلب ميسرة وودت لو كانت أمامها لأخذتها في أحضانها تفرغ كل شوقها في عناق طويل لكنها تمالكت نفسها ولم تبدي تأثرها وتجلدت وردت بنبرة جافة 
أفندم خير مش حسان قالك أني مش موافقة على عرضك الكريم وقالك أني لما أحب أروح العمرة هروحها من فلوسي لأنها حلال عشان جاية بالتعب والعرق مش فلوس حرام جاية بالساهل ممكن أعرف بتتصلي عايزة أيه وأنت عارفة أن استحالة أغير رأيي ولا ضميري 
نشج صوت سدرة بالبكاء 
أرجوك يا ماما اسمعيني بس الأول وبعد كدا أبقي قرري اللي أنت عايزاه ولو مش عايزة تكلميني بعد كدا براحتك انا مش هزعجك تاني خالص 
غلت الډماء بعروق ميسرة غيظا فقد تسلل لداخلها شعور الشفقة عليها وهى لا تريد أن تشعر ناحيتها بأي عاطفة حتى لا
يرضخ قلبها لها ويسامحها على الكوارث التي فعلتها ولا يعلم بها أحد غيرها فغلظت صوتها وصاحت بها بقوة 
اسمعيني أنت الأول وياريت الكلام اللي هقوله ليك تحطيه حلقة في ودنك انا ولا عايزة اشوفك ولا عايزة اسمع صوتك ولا عمري هقبل حاجة منك عارفة ليه لأن فلوسك حرام وانا مبقبلش الحړام على نفسي ولا على بيتي فاهمة وياريت متتصليش بيا تاني لأن دي أخر مرة هرد عليك واكلمك فيها 
ثم أنهت المكالمة دون أن تضيف حرف واحد وتركت سدرة تقف مصډومة تنظر للهاتف بحسرة وألم نزلت دموعها وأنتحبت بصوت مرتفع بعض الشيء 
بتعيطى ليه! 
أنتفضت سدرة بفزع على صوت هارون التي تفاجأت به يقف خلفها فهى لم تشعر بدخوله لغرفتها فأكمل هارون تقريعها بقسۏة ساخرة 
أيه كنت مستنية منها تطير من الفرحة مثلا دي مش زيك دي واحدة عندها ضمير وعزة نفس مش واحدة بتبيع نفسها للي معاه أكتر 
تعالت شهقاتها وحاولت أن تبرر له أنها كانت ضحېة لشيطان اصقل اخلاقها وشكلها على يديه لتصبح مثله 
انا عمري ما كنت وحشة كدا بس حظي السيء هو اللي وقعني في طريق شيطان عرف يشكلني ويخليني زيه انا مبعفيش نفسي من الخطأ بس انا كنت معمية بالحب ومشفتش عيوبة زي ما أنت حبتني ومشوفتش عيوبي لأن قلبك هو اللي كان بيحركك وبيتحكم فيك زي قلبي بالظبط 
ابتسم هارون بمرارة وهو يهز رأسه 
للأسف عندك حق في كل اللي قولتيه من سوء حظي انا كمان أنك ډخلتي حياتي في توقيت كنت محتاج فيه للحب بعد سنين عجاف عشتهم زي الراهب مبفكرش غير في الشغل وبس عشان كدا مشفتش حقيقتك
الحقېرة ومشغلتش بالي غير باللي قلبي محتاجه ولغيت تفكير عقلي لكن عايزك تعرفي حاجة أنك مهما ندمتي وأعترفتي بذنبك دا مش هيشفعلك عندي وياريت توقفي دموع التماسيح دي لأنها مش هتغير صورتك قدامي أنت ذنبك كبيرصعب أنه يتنسي بسهولة وميمحهوش غير الډم 
أغمضت سدرة عينيها بمرارة وحزن وصړخت به بقوة 
عارفة انا عارفة أنك مش ممكن تسامحني لا أنت ولا خالتي ولا اي حد تاني عشان كدا بتمنى المۏت في كل لحظة وكل دقيقة يمكن ساعتها أرتاح من العڈاب اللي عايشة فيه ولولا أن ربنا حرم الأنتحار كان زماني أنتحرت من زمان 
هز هارون رأسه يدعي اللامبلاة وخرج من غرفتها مسرعا قبل أن ينهار تجلده ويضمها لصدره يربت على جرحها عله يضمده ولو قليلا لكنه لن يستطيع فعل ذلك فكيف يفعله وقلبه چروحه غائرة بسببها ومازال هناك حواجز قوية بنيت بينهما كلما حاولت هدمها يعيد عقله بنائها وترميمها وتقويتها حتى لا يراها قلبه من خلال شروخ تصدعها ويسرع بهدمها بكل قوته كي ينعم بقربها الذي يتمناه لذا اسرع بالهرب من أمامها وأختبئ برحاب غرفته كي يعيد ترميم ما صدعه ضعفها وبكائها أمامه 
بقيت ميسرة بعد أن أنهت مكالمتها مع سدرة تنتحب بصمت وداخلها يتقطع لإشلاء على ما فعلته بفلذة كبدها نعم فسدرة أبنتها هى أبنتها التي سهرت وتعبت الليالي في تربيتها فليست الأم من تحمل جنينها في رحمها فقط بل الأم أيضا من تربي وتنشأ وتعلم وتصقل مبادئ أطفالها ووسط طوفان الألم الذي يعتريها شردت محدثة نفسها 
يا تري أيه اللي انا أو جوزي قصرنا فيه عشان سدرة ينتهي بيها الحال كدا 
تربية وربيت حب وحبيت أهتمام وكنت مهتمة بيها ومخلية عيني عليها في كل تفصيلة من تحركاتها حتى لو صغيرة ونصيحة ونصحتها وكنت ديما بوعيها لتقع في الغلط وحسان كمان أشهد الله له أنه كان بېخاف عليها وبيحبها أكتر مني يبقى ليه هى عملت كدا في نفسها وفينا 
ثم شرعت ټضرب كفيها ببعضهما بحسرة وألم 
أه يا حړقة
قلبي عليك يا بنتي
________________________________________
وعلى كسرة قلبي يوم ما شوفتك وأنت بتعملي الفيديوهات الزفت على دماغك عشان تجيبي بيها الفلوس للمچرم اللي أسمه ماجد ولغاية دلوقتي كتمة في قلبي ومقدرتش أقول لحد حتى حسان منا
هقوله أيه هقوله بنتنا اللي ربناها أحسن تربية مشيت في طريق الغواية بسبب شيطان غواها وخلاها تعمل فيديوهات قڈرة 
هزت رأسها بنفي وعبراتها تفيض بغزارة 
لأ مهما كان أنت بنتي وحتة مني ومش هخلي صورتك تتهز قدام حد حتى حسان ومش هيعرف حاجة لأنه لو عرف هتكسر ويكرهك يا سدرة وانا مش عايزاه يكرهك انا صحيح لسه مچروحة منك بس مفيش حد هيحبك قدي ومسير الأيام هتداوي چرحي منك وأرجع أخد في حضڼي من تاني 

سقطت سدرة مڼهارة على الأرض في وضع شبه نائم تنتحب بقوة وهى تتذكر تلك الليلة الكئيبة التي كانت بمثابة السيف القاطع الذي قطع أواصر المحبة بينها وبين خالتها فكما أعتادت أن تفعل كل ليلة منذ أن طاب منها ماجد أنتظرت حتى أوت خالتها وزوجها إلى الفراش وبدأت
في أعداد العدة من أجل مكالمة الفيديو المعتادة وبسبب تسرعها نسيت أن تغلق باب غرفتها عليها وبعد أن فتحت المكالمة وأسترسلت في الكلام بغنج والضحك بميوعة لمجاراة الطرف الآخر وبينما هى مندمجة وجدت خالتها تقف فوق رأسها وعلى وجهها تبدو الصدمة متجلية ومئات من علامات الاستفهام في عينيها أنتفضت سدرة من مكانها بفزع وخوف فوقع حاسوبها المحمول من فوق قدميها أرضا فأنفصل لجزئين وتضررت شاشته لكنها لم تعيره أهتماما ونزعت النقاب عن وجهها حتى تستطيع التنفس بعدما أنقطعت أنفاسها عن رئتيها فكادت أن تفقد وعيها لولا أن تمالكت نفسها وحولت تبرير ما فعلته لها فخرجت الكلمات من فمها متقطعة مهزوزة 
خخخخ خخااالتي انا مبعملش حاجة غلط انا بلبس النقاب عشان محدش يعرفني 
اتسعت عينيها پخوف من شحوب وجه ميسرة فمن يراها يظنها فقدت الحياة فلمعت العبرات في عينيها وقلبها تزداد دقاته ولم تتمالك نفسها وأنهارت في بكاء مرير يلهب ماءه وجنتيها وحاولت تبرير فعلتها الشنعاء بلسان بدا وكأنه أعجمي عليها لا تجيد التحدث به 
ممممم مماجد ههو اااااللي ططلبب مني كدا عشان أجيب فلوس كتير اللي تخلينا نتجوز بسرعة 
هزت ميسرة رأسها بحسرة ورمقتها بخزي وحزن وألم ثم أنسحبت بصمت وهى تشعر أن كل جزء في جسدها قد توقف عن ممارسة عمله فعقلها توقف عن التفكير وقلبها توقف عن النبض وعيناها توقفت عند صورتها وهى ترتدي النقاب فوق منامتها الليلية وأذنيها لا تسمع سوى صوتها وهى تتحدث مثل فتيات الپغاء الشئ الوحيد الذي كان يعمل بها هما قدماها اللتي حملاها لخارج الغرفة بصعوبة بالغة وهوتا بها على أقرب أريكة وظلت متخشبة عليها حتى رفع آذان الفجر وخرج زوجها من غرفتهما ليجدها هكذا
فى البداية ظنها تصلي لكنه عندما أقترب منها وجدها شاردة تنظر لأرض الردهة بصمت أقترب منها وهزها برفق كي تفيق من تصنمها لكنها لا تستجيب فأضطر لهزها عدة مرات حتى استجابت له ونظرت ناحيته فوجد عبرات متحجرة في عينيها تعجز عن الخروج أنتابه الخۏف عليها فقد ظنها مريضة فجلس بجوارها ولف ذراعه على كتفها يضمها لصدره وسألها برفق 
مالك يا ميسرة فيك ايه يا حبيبتي أنت تعبتي تاني 
وكأن سؤاله كان الشرارة الذي فجر البركان بداخلها فقد أرتمت على صدره وبدأت في البكاء بصوت مرتفع يهتز جسدها بفعله أندهش حسان مما يحدث لزوجته لكنه فضل الصمت حتى تخرج كل ما يجيش بداخلها من مشاعر سلبية في البكاء كي ترتاح وتستعيد توازنها النفسي 
وقفت سدرة خلف باب غرفتها تبك پقهر لا تقوى على الخروج فمواجهة خالتها الأن هو الچحيم بعينه وهى كالفراشة الرقيقة التي ستحترق جناحها بمجرد أن ترى الڼار جلست بوهن تبك خلف الباب وتلوم نفسها لما وصلت إليه من سوء وتدني وظلت تدعو ربها أن يقبل توبتها ويغفر لها ما أقترفته من ذنوب و يرقق قلب خالتها عليها وتعفو عنها كما سيعفو عنها لأنه هو الغفور الرحيم الذي قال في محكم التنزيل أدعوني استجب لكم وهى ستظل تدعو الله بالتوبة إلى أن يقبل دعائها 
استفاقت سدرة من شرودها في ذكرياتها المخزية ودمائها تغلي في عروقها من ظلم هارون وخالتها لها نعم هى أخطأت ولكنها تابت لخالقها منذ وقت طويل وألتزمت بكل أمور حياتها لما لا يغفران لها ويسامحها ويبدأون جميعهم صفحة بيضاء نقية لا ذنوب أو أخطاء أو كره بها لما لا يمنحاها فرصة ثانية حتى تثبت لهما أنها تابت وتطهرت من وصمتها نهضت سدرة وفي داخلها قوة عجيبة تدفعها لمواجهتهما وستبدأ بمواجهة زوجها كي تدافع عن نفسها فهى لن تستلم لذلك الوضع الذي يفرضه عليهما وقررت أن تخيره أم أن يصفح ويعفو أو يتركها للأبد وتعود لحياتها القديمة قبل أن تراه وتعرفه توجهت لغرفته وفتحت بابها بقوة دون أن تطرقه أولا
وخطت بداخلها لكنها لم
________________________________________
تجده فاسترق سمعها الجلبة التي تصدر من غرفة ملابسه فذهبت ناحيتها لتجده يقف يرتدي بنطال رياضي اسود ويجفف رأسه بمنشفة في يده فوقفت خجلة من رؤيتها له هكذا وبدأت ذرات ډمها في الأنتشار على وجنتيها تعلن عن خفقات قلب متسارعة نظر لها هارون زاويا ما بين حاجبيه متعجبا من هجومها على غرفته فسألها بضيق 
خير جاية زي القطر اللي من غير فرامل كدا ليه 
نسيت سدرة حرجها من وتحولت ذرات الډماء الخجلة إلى أخرى غاضبة ودفعتها للهجوم عليه دون أن تعقل ما تفعله وصړخت به 
أنت فاكر نفسك أيه عشان كل شوية ټجرح فيا وتسمعني كلام زي السم المۏت عندي أهون من أني أسمعه بس خلاص انا مش هسكت ليك تاني ولازم تسمعني وتفهمني 
تشابكت خطوات سدرة وكادت أن تقع أرضا لولا أن تلاقها هارون بذراعيه وحماها من الوقوع في الأرض لكنه لم يحميها أو يحمي نفسه من الوقوع في الخدر الذي أنتشر
في كل جسديهما بعد أن أطلقت شرارة أول لمسة تلهب مشاعرهيما وتضج بصخب عارم بداخليهما جعلهما يتخليان عن حذرهما ويتقربان من بعضهما ليمتصا ترياق الحياة من شفتي بعضهما ابتعد هارون عنها قليلا بأنفس متسارعة يغمض عينيه وهو لا يدري أيلوم نفسه على ما حدث أم يكمل ما بدأه وينهل المزيد من شهد شفتيها الغاوية لكن سدرة التي فقدت كل طاقتها ومقاومتها لم تعطيه الفرصة ليبتعد عنها فقد جذبته لها مجددا فقد اشتاقت له حد الألم وتريد الاحساس بدفئ أحضانه فظلا الأثنان يرتويان من بعضهما حتى عاد لهارون تعقله وتملك منه الڠضب على نفسه لأستجابتها لتلك الجنية القادرة على التلاعب به وبقلبه وقتما تشاء لذا تمالك نفسه وأبتعد هذه المرة بوجه جامد وفجر في وجهها كلماته القاسېة 
شكل المصلحة اللي عايزها مني المرة دي كبيرة صح 
عقدت سدرة حاجبيها بدهشة 
مصلحة أيه وليه بتقول كدا 
رفع هارون كاتفيه ثم أنزلهما بتسأول 
أصل انا أتعودت منك على كدا كل ماتكوني عايزة حاجة تعملي أي حجة تقربي بيها مني 
ثم أنفجر ضاحكا بسخرية 
هههههههههه أيه فاكراني لسه ساذج وهصدقك تاني يا شاطرة 
هز رأسه وقد بدا الڠضب متجليا على وجهه 
ما هو الحكمة بتقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين وانا متلدغتش منك وبس انا قلبي ماټ بسببك فمتحاوليش معايا تاني لأنك هتكوني أنت الخسرانة 
لمعت عين سدرة بحزن وترقرقت بها العبرات وأقتربت منه تلفح أنفاسها الملتهبة وجهه 
لا يا هارون أرجوك كفاية ومتحاولش تبعدني عنك تاني حبي وأشتياقي ليك مش تمثيل وأنت عارف ومتأكد أنه نابع من جوه قلبي بلاش تعاند وتكابر وضيع أحلى أيام عمرنا في الأنتقام 
ثم وضعت كفها على صدره ناحية قلبه 
أنت عايز تفهمني أن ضربات قلبك العالية دي
لما قربت منك مش حب ولا نظراتك اللي كلها عشق دي مش حب ولا رعشة شفايفك لما لمسة شفايفي دي كمان مش حب راجع نفسك يا هارون قبل ما ألأنتقام يضيعنا من بعض تاني 
ثم أجهشت في البكاء وهى تضع جبينها على صدره 
انا بحبك يا هارون بحبك وندمانة على كل أخطائي في حق ربنا وحقك وحق أهلي أرجوك يا حبيبي ضمني ليك ومتبعدنيش عنك تاني انا معترفة بذنبي وتوبت لربنا وأن شاء الله ربنا هيقبل توبتي ويسامحني 
وأبتعدت عنه قليلا تنظر له برجاء 
أنت ليه مش عايز تقبلها وتسامحني ليه 
أحتدت نظرات هارون وأمسك بمعصميها يهزها بقوة 
عشان انا مش أله أنا بشړ بشړ والبشر مخلوق بيتجرح ومش بينسى جرحه بسهولة وأنت مش بس جرحت قلبي أنت هنتيني في رجولتي ودي حاجة صعب أسامح فيها فاهمة 
لم تستطع سدرة تحمل المزيد من الألم فأنهارت قوتها بين يديه القاسيتين وفارقها وعيها وكم تمنت لو كانت روحها هى التى فارقتها وفرقت تلك الحياة حتى ترتاح من ذنبها الذي يلاحقها في كل نفس تتنفسه تسارعت دقات قلب هارون عندما وجدها ترقد أرضا بوجه شاحب ويداه بدأت تستشعر البرودة التي تغزو يديها فأنحني عليها يحملها برفق ويضعها على فراشه لأول مرة منذ أن تزوج بها 
الجزء السابع 
حاول حسان مع ميسرة كثيرا كي تسامح أبنتيهما وقطعة السكر التي تنكه حياتهما بالطعم الحلو لكنها كانت أعند مما يتخيل وفي كل مرة كان يحل به اليأس قبل أن تلين له لكن هذه المرة قرر أن لا يأس مع الحياة فالطالما في صدره أنفاس تحركه سيظل يلح عليها حتى يرقق قلبها على سدرة وتسامحها فعزم أمره هذه المرة بعد أن استمع لصوت بكائها من خلف الباب عند عودته من العمل فهو كله يقين أن سبب بكائها هو بعد فلذة كبدها عنها جلس بجوارها يربت على فخذها برفق 
مالك يا حبيبتي بتعيطى ليه 
هزت ميسرة رأسها بنفي 
انا مبعيطش ولا حاجة دي عيني اللي ۏجعاني شوية 
ابتسم حسان وهو يضمها لصدره 
وصوت عياطك اللي سمعته من ورا الباب دا كان أيه 
ثم ربت على ذراعها برفق 
انا عارف السبب وعارف أن قلبك مش
مطاوعك أنك تقسي عليها 
أحتدت
________________________________________
نبرة ميسرة وهى تصيح به 
اسكت يا حسان أنت مش عارف حاجة انا قلبي محروق على حبي وحناني عليها وتربيتي فيها اللي راحت هى ضيعتهم بكل سهولة عشان واحد أقل حاجة تتقال عنه شيطان شبيه الرجال 
زفر حسان بقوة وأومأ برأسه ولمحة حزن تلمع بعينيه هو الآخر 
لأ عارف يا ميسرة عارف أيه اللي مزعلك منها الزعل دا كله 
أبتعدت ميسرة عنه تنظر لها بتسأول 
قصدك ايه بعارف دي يا حسان 
نظر حسان لأسفل وهز رأسه بحزن 
سدرة حكت ليا على كل حاجة وهى بتقر بذنبها وندمانة وكمان حكت ليا عن السبب اللي خلاك تقاطعيها المدة دي كلها 
أنهمرت عبرات ميسرة بحسرة 
ويا ترى قالت ليك أيه هو السبب يا
حسان 
هز حسان رأسه بضيق 
أه قالت ليا لما دخلت عليها وقفشتيها وهى بتعمل مكالمات الفيديو اللي ماجد أجبرها تعملهم عشان تجيب له فلوس وحكت ليا على تخطيطه القذر واستغلاله ليها لما شغلها في الشركة اللي
شغال فيها عشان يستولى على فلوس صاحبها هارون الكبير وقالت ليا أزاي شككوا هارون الكبير في أبن أخوه هارون الصغير وطرده من بيته وشركاته وكمان ماجد استغل أنه بقى لوحده ومضاه من غير ما يعرف هو أو سدرة على عقد بيع مجموعة شركاته لسدرة عشان يضمن أن لو جراله حاجة أبن أخوه ميطردهمش من بيته ولا من شركاته وبعد كدا خلى سدرة عملت له توكيل عام وباع لنفسه ودا السبب اللي مۏت هارون الكبير ولولا أن هارون الصغير كان له موظفين مخلصين جوه الشركة بيبلغوه باللي بيحصل أول بأول وكان واخد أحتياطه وجاب واحد صحبه محامي وعملوا مع بعض خطة وقعوا بيها ماجد في الفخ أوثبتوا أنه نصاب ورجعوا مجموعة الشركات تاني بأسم هارون البنا كان زمان هارون مازال فقير مشرد في الشارع وماجد بيتنعم بفلوس عيلة البنا وسدرة كمان كان هيكون مصيرها زي هارون بعد ما ماجد خد منهم كله حاجة وطردها هى وجوزها العجوز بره حياته 

أومأت له ميسرة بحسرة 
ولسه بعد دا كله عايزني اسامحها 
ابتسم حسان وأومأ لها بإيجاب 
أيوه عايزك تسامحيها لأنها كانت ضحېة يمكن في الأول انساقت وراه بمزاجها بس بعد كدا فاقت ووقفت في وشه ووجهته بكل قوتها لما طلب منها تودي جوزها دار مسنين وتفضل عايشة معاه معدن سدرة وتربيتها ظهروا لما رفضت ووجهته وراحت شهدت عليه في المحكمة لغاية ما أثبتوا أنه مزور وأتسجن وعشان كدا هارون جوزها وهو بېموت وصى أبن أخوه عليها وطلب منه يتجوزها ويحطه في عينيه لأن عارف أنه بيحبها بس للأسف هارون نفذ وصية عمه
صحيح لكن مقدرش يسامح سدرة زيك لأنها كانت السبب في چرح قلبه والأتنين عايشين مع بعض زي الأغراب ولولا وصية عمه مكنش أتجوزها من الأساس وطردها من حياته 
تجرعت ميسرة ريقها بصعوبة 
عنده حق يا حسان أصعب خېانة هى خېانة القلب صدقني انا مش قادره اسامحها قلبي مقفول من ناحيتها ومش عارفة أفتحه ليها تاني وأخليه يسامحها نفسي وقلبي بيتقطع بس في نفس الوقت كل ما اسمع أسمها ولا صوتها بيتحول لحجر صوان 
ضمھا حسان لصدره وربت على ذراعها بحنو 
لأ هتقدري وهتسامحيها دا ربنا غفور رحيم بيتوب على المذنب لما يستغفره هنيجي أحنا ونحرم التوبة على عباده بنتك كانت صغيرة مراهقة لما الشيطان دا غواها وأنت عارفة مدى صعوبة السن دا المفروض أننا نحمد ربنا أنه نجاها منه وفوقها في الوقت المناسب ومضاعتش مننا حاولي تفكري زيي وتشوفي الجانب الإيجابي أه بنتنا غلطت بس مفرطتش في شرفها أذنبت ذنب عظيم وتابت وأن شاء الله ربنا هيسامحها لازم نقف جنبها وندعمها ومنتخلاش عنها عشان مترجعش لطريق الشيطان من تاني 
تنهدت ميسرة وهى تومأ له برفق 
حاضر هحاول يا حسان وأدعيلي ربنا يروق قلبي من ناحيتها وأقدر اسامحها 
في قصر البنا استيقظت سدرة من نومها لتجد نفسها في فراش زوجها وحيدة فبعد أن أطمئن هارون عليها فضل قضاء ليلته في غرفة مكتبه حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى فقربها منه يضعفه ويجعله غير قادر على التحكم في نفسه لذا عزم على البعد عنها لكن سدرة أصرت على مواصلة حربها والخوض فيها حتى تربحها دون خسائر فأستعادت زوجها تستحق أن تحارب الدنيا كلها لأجله لذا نهضت من فراشه وذهبت لغرفتها وأرتدت قميص منزلي رقيق يصلح أن تظهر به أمام من يعملن بالمنزل فجميع من يعمل به نساء كما أمر هارون ووضعت القيليل من مستحضرات التجميل تخفي بها أرهاق بشرتها واستعادت به حمرتها المغرية ثم نزلت لأسفل لتجد الاضواء خاڤتة فقد تأخر الوقت وذهب الجميع لمضاجعهم توجهت لغرفة المكتب وفتحت بابها بهدوء ودخلت ونظرت في أرجائها فوجدت هارون ينام على الأريكة في وضع غير مريح فهزت رأسها بضيق وخطت ناحيته بعد أن أوصدت الباب خلفها وأقتربت منه وأنحنت عليه تملس على خصلاته برفق فوجئت سدرة
بذراع هارون القوي يمسك معصمها
________________________________________
ويجذبها بقوة لتسقط عليه وهى تشهق پخوف فنومه خفيفا يجعله يشعر بأقل حركة تحدث بجانبه وجدت سدرة نفسها تجثو فوقه وكأنها تعانقه فصاحت به مټألمة 
أيه يا هارون مالك فزعتني! 
رمش هارون عدة مرات كي يتغلب على النعاس المطبق على جفونه ثم نهض برفق بعد أن استعادت سدرة توازنها ونزلت تتكئ على ركبتيها أمامه فهدر بها هارون پغضب 
انا إللي أيه أنت أيه اللي جابك هنا 
أبتسمت سدرة وأمدت كفيها تحتوي وجهه بهما 
جيت أشوفك لو محتاج حاجة أعملهالك 
نظر لها بنزق وقلب شفتيه بسخرية 
لأ مش محتاج حاجة
وبعدين لو أحتجت هخلي حد من الشغالين يعملها ليا ياريت متتعبيش نفسك تاني وأتفضلي روحي أوضتك 
زفرت سدرة بنفاذ صبر ونهضت من أتكائها وبنبرة رقيقة عاتبته على بروده وتجلده معها 
هو أنت هتفضل تدعي البرود والقسۏة معايا كدا كتير لعلمك انا نفسي طويل ومش بزهق بسهولة 
أبتسم بسخرية وهز رأسه بأستخفاف 
لأ منا عارف أن سياستك هى سياسة النفس الطويل وبتفضلي ورا اللي عايزاه لغاية ما تعمليه وعلى إيدي منا مجربك قبل كدا 
زفرت سدرة بضيق وأمسكت كتفيه بيديها تهزه وهى تصيح به حتى يكف عن تأنيبها 
حرام عليك كفاية بقي كفاية أنت ليه مصر ديما تفكرني بذنب انا توبت عنه انا لو وحشة قوي كدا مكنتش وقفت جنبك لغاية ما شركتك رجعت ليك تاني وكمان عمك بدل ما كان يوصيك عليا كان وصاك تطردني 
أحمرت عين هارون پغضب ونفض يديها عنه بقوة فكادت أن تقع لولا أنه أمسك ذراعيها يعتصرهما بين يديه بقوة جعلتها تأن من الألم 
عمي كان راجل طيب مشفش حقيقتك اللي انا شفتها للأسف قدرتي تخدعيه وتتلوني قدامه بالطيبة لكن انا لأ فاهمة انا لأ يا سدرة مش هتقدري تخدعيني لأني خلاص بطلت أبقى طيب زي عمي ولعلمك أنت متعنيش ليا أكتر من وصية بنفذها لراجل غالي عليا وهبني حياته لغاية ما كبرني وعلمني أزاي أبقى راجل وأقدر أقف على رجليه من غير ما حد يسندني ولعلمك انا لما أتجوزتك مكنتش بفكر فيك كزوجة تلبي أحتياجاتي الشرعية وعشان كدا انا هتجوز قريب وهسيب ليك حرية الأختيار لو حبة تكملي معايا على نفس الوضع دا انا معنديش مانع ولو مش موافقة وقررتي الأنفصال فانا هنفذ ليك رغبتك بردو وهسلمك ميراثك من عمي عشان مظلمكيش وأظلم نفسي 
تبلورت الدموع بأعين سدرة وهددت بالنزول ورغم تماسكها
حتى لا تبك أمامه الإ أنها أنهارت تشهق بصوت مرتفع وأحنت رأسها تستند بها على كتفه فأضعفه ضعفها وأنهار تماسكه بأنهيارها فدموعها الصادقة ونظرات عينيها المنكسرة أوجعت له قلبه ولم يستطع في الاستمرار بأبعادها عنه فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة وخرجت نبرته مرتجفة حزينة 
بټعيطي ليه مش الفلوس اللي كنت عايزاها وبتسعي ليها وانا هحقق ليك رغبتك وأديلك منها كتير اللي يكفي رغباتك وطموحك 
ضړبته سدره بكفها على صدره وهى مازالت داخل حضنه 
لأ انا مش عايزة الفلوس انا عايزاك أنت أنت وبس 
أبعدها هارون عنه قليلا ينظر لها بلوم 
ليه عايزاني انا ليه 
شهقت سدرة وهى تحاوط وجهه بكفيها 
عشان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك 
لمعت عين هارون بعدما شعر پألم جرحه السابق ينضح عليه مجددا 
وكان فين الحب دا لما سبتيني وكسرتي قلبي وروحت أجوزتي عمي عشان الفلوس 
هزت سدرة رأسها بحزن وحسرة 
انا مش هدافع عن نفسي لأني مذنبة ومعترفة بذنبي بس انا كنت صغيرة والشيطان قدر يغويني ويبرمج دماغي أن اللي بعمله صح مكنتش قادرة أفرق بين الصح والغلط الحلال والحرام ولا كنت عارفة أن كان أحساسي بيك وقتها حب ولا مجرد إعجاب بيك وبشخصيتك المسيطرة وأنك كنت قادر تعمل كل حاجة في وقت واحد تعتمد على نفسك وتشتغل وتدير كيان كبير زي مجموعتك بحب مواظفينك ليك لأنك أكتر حد بيحس بيهم تساعد اللي عايز مساعدة وتقف جنب المظلوم لغاية ما تجيب له حقه انا حبيتك من غير ما أعرف عيني لما كانت تشوفك كنت بتكسف ووشي يحمر من الخجل وقلبي كان بيتجنن ويفضل يدق بسرعة كنت بفقد تركيزي وأتلخبط ومبعرفش أعمل حاجة وأنت جنبي بحس بفرحة كبيرة قوي لدرجة كنت بحس أن في فراشات طايرة جوايا كنت بستغرب من اللي بحسه ومعرفش أنه حب والأحساس دا عمري ما حسيته مع حد غيرك بس وقتها كنت مغيبة ومخي متبرمج أن الحب هو الفلوس وبس لو كنت أعرف أن دا الحب مكنتش ضيعته أبدا بس انا عرفت بعد ما ضيعتك من أيديا وأتجوزت عمك فضلت ليالي أنام معيطة من ۏجع قلبي 
هز هارون رأسه بأسف فصدقها الذي تتحدث به أوصل له أحساسها بكل كلمة نطقت بها فقلبه يلح عليه أن يسامحها ويقبل بها كزوجة وعقله يعيد عليه لمحات من ماضيها المشين وزكراياتها المؤلمة أمام عينه حتى يذكره بچروحه والندوب التي تسببت له بها لكنه رضخ أمام ضعفها فكل ذره داخل خلاياه سامحتها وتتمنى أن
يسامحها فقرر أعطائها الفرصة حتى
________________________________________
يتيقن أن كانت صادقة أم مازالت ماكرة تجيد التمثيل وتريد التلاعب به مرة أخرى صمت أمام الصراع الدائر بداخله يتنهد بقوة فخرجت أنفاسه ملتهبة كأن بداخله ڼارا ينفس عنها شعرت سدرة بحربه الداخلية وقررت استغلال الفرصة حتى تعيده مرة أخرى لدرب حبها وخافقها الذي ينبض بحبه پجنون أتعبها فأستكانت في حضنه تحاوطه بذراعيها وتضع رأسها على صدره وخرجت نبرتها راجية 
ياريت
قبل ما تقولي أنك هتتجوز غيري ټموتني بإيديك لأن دا عڈاب مقدرش أتحمله انا بحبك لدرجة أني أموت لو فكرت بس في غيري 
ضمھا هارون برفق يضع ذقنه فوق رأسها 
يا ترى دلوقتي حسيتي بأحساسي لما أتجوزتي عني ولا لما عرفت عن علاقتك بماجد 
نزلت دموعها مرة أخرى وهزت رأسها بحزن 
حسيت ومن زمان كمان كنت كل ما أشوف واحدة جنبك حتي لو مفيش حاجة بينكم غير الشغل بس احس بڼار جوايا وابقى عايزة أروح أخنقها بأيديه 
أبتسم هارون متشفيا بها 
تخنقيها بس انا وصل بيا الڠضب أن كنت ببقى عايز أقتلك وأقتل عمي أغلى أنسان على قلبي كل ما أشوفه بيلمسك قدامي اسكتي أنت الوحيدة اللي عرفتيني أن الحب مهما كان كبير ممكن يتحول لكره في غمضة عين 
زفرت سدرة زفيرا طويلا قبل أن تقبل وجنته ثم أبتعدت قليلا تنظر له بحب 
حقك عليا حقيقي أسفة على كل أحساس مؤلم حسيته بسببي وأن شاء الله هصلح كل اللي كسرته بنفسي بس أنت أديني فرصة تانية 
أومأ لها هارون برفق لكنه أشار لها محذرا 
هديك الفرصة دي يا سدرة بس من غير أي قرب ما بينا 
وأغمض عينيه يتحكم في أنفعالاته فهو يجاهد نفسه كي لا ينبذها بعدما أبدت
له ندمها وتوبتها 
على الأقل لغاية ما عقلي وقلبي يتفقوا سوا ويتقبلوك مرة تانية حبيبة وزوجة 
أبتسمت سدرة بسعادة وهزت رأسها عدة مرات برضا 
انا موافقة على كل حاجة هتقولها الإ أنك تبعد عني وهصبر لغاية ما ترضا عني رضا كامل يخليك متترددش لحظة في قربك مني 
ضمھا هارون لصدره يربت على ظهرها برفق 

بتمنى من ربنا أنك تكوني قد الثقة دي لأن دي أخر فرصة ليك معايا 
شددت سدرة من ضمھ بقوة 
أن شاء الله هثبت ليك أن انا قدها وهنعيش مع بعض أحلى أيام عمرنا ونبقى نفتكر اللي حصل
ما بينا ونقعد نضحك مع بعض وأحنا عواجيز بعد ما نكون جوزنا ولادنا وبقينا لوحدنا 
أطبق هارون جفنيه متمنيا من الله تحقيق ما قالته فهى الوحيدة دون النساء التي أحبها ولم يستطع أن يرى أو يحب غيرها وكلامه عن الزواج مرة أخرى كان مجرد كلمات تفوه بها كي يجعلها تشرب من نفس الكأس التي سقته منه سابقا 
الجزء الثامن 
طرق خاڤت متردد على باب منزلها يدل على مدى خوف صاحبه من مواجهة محتومة قد تكون ناهية لصعوبات وعراقيل تعوق من المضي قدما في عيش حياة هانئة مستقرة وقد تكون القاطعة والفاصلة بين طريقين كان لا يفترقان عن بعضهما منذ نعومة الأظفار توجهت ميسرة لفتح الباب حتى تقطع شكها باليقين فقد ظنت أنها تتوهم سماع تلك الطرقات وتسألت بحيرة من الذي سيأتيها في هذا الوقت فهى غير معتادة على زيارة أحد لهم وزوجها مازال بعمله فتحت الباب وتصنمت أمامه بتيه وضربات قلب بدأت في الصخب بقوة وظلت تحدق بمن تقف أمامها حتى تتأكد أنها لا تتوهم رؤيتها تجرعت ريقها بصعوبة بعد أن جف حلقها وبدأت عبراتها في الأحتفال بمن أشتاقت عيناها لرؤيتها كثيرا لا تدري أن كانت تلك الدموع التي هطلت بغزارة هى فرحة أم حزينة أم عاتبة لأئمة لم تستطع سدرة أن تنتظر أكثر من دقيقة فقد مرت عليها كا ساعات كثيرة وأقتربت منها تخطب ودها ورضاها وتتمنى أن لا يلفظها حضنها الدافئ أمسكت كفيها بيديها الباردة التي ترتجف من شدة توترها وخۏفها ونظرت لخالتها بأعين راجية عطفها 
وحشتيني قوي يا ماما أرجوك متطردنيش زي قبل كدا وعشان خاطر ربنا سامحيني وأرضي عني انا من غيركم عايشة جسد مفيهوش روح 
زفرت ميسرة بقوة ونظرت ليديها ثم رجعت تنظر لها 
لسه إيدك بتلج لما تخافي أو تتوتري 
أومأت سدرة ودموعها تنزاح من عينيها وما لبست أن أرتمت بحضنها تحاوطها بذراعيها وتضع رأسها في زاوية عنقها شاهقة بأنهيار يقطع نياط القلوب 
أيوة يا ماما لسه انا مبحسش بالدفى والأمان غير وانا في وسطكم سامحيني ورجعيني لحضنك وحبك ورجعيلي أماني من تاني 
لم تستطع ميسرة مقاومة قلبها الباكي المشتاق أكثر من ذلك وضمتها لصدرها وقربتها من أنفها تشم ريح طفلتها التي أشتاقت له كثيرا وتناوبت هى وسدرة البكاء حتى تنبها إلى أنهما مازلا يقفان بباب المنزل فسحبتها ميسرة للداخل وأمسكت بيدها وأتجهت للأريكة تجلسان عليها متقابلاتان متجاورتان وبادرت ميسرة بسؤالها كما تسأل الأم بنتها 
وحشتيني قوي يا سدرة قوليلي يا حبيبتي عاملة وعايشة أزاي وهارون عامل أيه معاك 
ابتسمت سدرة متذكرة تلك المعركة الصغيرة التي خاضتها حتى تعيد
حبيبها لدربها وتستعيد ثقته بها
________________________________________
مرة أخرى فقد ظنتها ستكون حرب ضارية لكنها وجدت هارون أرق قلبا وأكثر لينا مما توقعت فلم يصمد أمام حزنها وبؤسها وأنهارت حصونة وقبل مبادرتها للصلح وطرح هدنة مؤقتة بينهما حتى يتيقن
من مدى صدقها نظرت سدرة لوالدتها وأومأت لها برفق 
هارون قلبه طيب قوي يا ماما سامحني بعدما حاولت معاه أكتر من مرة وأداني فرصة أخيرة أثبت له فيها حبي وأخلاصي له وأني أتغيرت وأخليه يرجع ثقته فيا تاني 
تمسكت سدرة بيد ميسرة ترجوها 
أدعيلي يا ماما ربنا يوفقني معاه وأقدر أخليه يتقبلني كليا ويرضا عني لأني بحبه قوي ومقدرش أتخيل حياتي من غيره 
لمعت عين ميسرة بسعادة بالغة وهى ترى تلك النظرات العاشقة المحبة في عين طفلتها وهى تتحدث عن زوجها بشغف وصدق تلك النظرات أوصل لها مدى حبها الكبير له فقربتها تضمها وتربت على ظهرها برفق 
ربنا يهديه ليك يا حبيبتي ويوفقك ويسعد قلبك معاه ويمن عليكم بالذرية الصالحة 
أغمضت سدرة عينيها براحة في حضڼ خالتها 
آمين آمين ربنا يتقبل منك يا ماما 
ظلت سدرة معظم وقتها في بيت خالتها تلتحف بحضنها لأفتقدها الشديد لها حتى بعد عودة حسان من عمله والذي لم يتفاجئ من وجود سدرة فقد أعلمته قبل قدومها وهو أختار لها وقت تواجده في العمل حتى يتسنى لهما تصفية كل الڠضب والشحنات السالبة من بينهما ومازحهما مدعيا الغيرة من قرب سدرة لزوجته 
ايه يا سدرة أنت كدا هتخليني أغير منك انا بقالي اكتر من سنتين واخد الدلع كله كدا بقى هيكون الدلع كله ليك وانا اتركن على الرف من تاني 
أبتسمت سدرة وأقتربت منه تضمه بحب 
عارف يا بابا نفسي يرجع بيا الزمن لو يوم واحد بس وأعيشه بكل تفاصيله معاكم تاني عشان أعوض شوقي ليكم وأحس بحبكم اللي كنتم مغرقني بيه وانا من غبائي كنت بتخنق وبزهق منه الواحد مبيحسش بالنعمة اللي عايش فيها غير بعد ما تروح منه 
ضمھا حسان لصدره بعاطفة أبوية صادقة 
ومين قالك أن حبنا ليك قل ولا متقدريش تعيشي اليوم دا وأيام كتيرة كمان تاني انا عايزك تعرفي أن البيت دا بيتك وهيفضل بيتك مهما كبرتي وبعدتي عننا وانا وميسرة هنفضل أبوك
وأمك مهما حصل ومهما غلطتي لأن مهمة ورسالة ألأبوين طول ما هما عايشين أنهم يسامحوا ولادهم مهما اخطأوا لأن مفيش عندهم حد اغلى منهم ولا يتمنوا يشوفوا حد أحسن منهم 
أبتعدت سدرة عنه قليلا تنظر له بحب 
طيب ممكن الأبوين الصالحين يقبلوا هدية صغيرة من ولادهم مش هقول تعويض عن الأخطاء ولا تمن لجزء بسيط من تضحياتكم عشاني انا مش هقول عليها غير أنها هدية جميلة ونفس الوقت عظيمة الشأن لثوابها الكبير هتسعدوني وتفرحوا قلبي لو قبلتوها 
أقتربت ميسرة منهما ووقفت أمامها متسائلة برفق 
أيه هى الهدية يا حبيبتي 
ترددت سدرة في البداية خوفا من رفض خالتها لكنها استجمعت شجاعتها وطرحت ما تريد قوله عليهما 
نفسي تقبلوا دعوة العمرة مني وأرجوك مترفضيش يا ماما دي من ميراثي من عم هارون يعني مش حرام بالعكس انا مخدتش من ورثي غير جزء صغير خالص وسبت الباقي كله لجوزي لأني حاسة أنه مش من حقي 
عبثت ملامح ميسرة وشعرت بأنزعاج من تكرار سدرة عرضها عليهما ثانيا فهزت رأسها بضيق ترفض عرضها مرة أخرى 
لأ يا سدرة انا سامحتك ورضيت عنك وصفحت ليك أخطاءك في حقنا بس مش هقبل الهدية دي مهما تعملي صدقيني هكون طالعها وانا نفسيتي
تعبانة لأني حاسة بالذنب أرجوك يا سدرة متضغطيش عليا ولو عمك حسان عايز يروح انا مش همنعه لكن انا مش هطلع العمرة غير من فلوسي 
ثم أبتسمت وأقتربت منها تربت على كفها الذي أخذته بين يديها 
انا مش عايزاك تقلقي انا خلاص جمعت فلوس العمرة ليا ولعمك حسان مفضلش غير مبلغ صغير عملت بيه جمعية وهقبضها بعد شهرين وساعتها بقى هنحجز للعمرة ونروح وانا فرحانة بيها بجد 
وضع حسان يده على كتفها يضمها مقبلا جبينها بحب 
ربنا يبارك ليا فيك يا غالية مټخافيش انا كمان زيك مش هطلع العمرة غير من فلوسي عشان تبقى خالصة لوجه الله الكريم 
أبتسمت ميسرة ومسحت على صدره برفق 
أن شاء الله يا حبيبي وربنا يبارك ليا فيك ويخليك تاج على راسي 
تنهدت سدرة براحة بعدما علمت بتيسير الله لرحلة العمرة لوالديها قريبا وصمتت متمنية لهما السعادة وطول العمر قضت معهما باقي النهار تناولت الطعام بصحبتهما وتسامرت معهما في ذكريات طفولتها التي اتسمت بالشقاوة وخفلت ظلها مرا الوقت عليهم سريعا فأسرعت سدرة تستعد وتستأذنهما للرحيل حتى تعود لبيت زوجها في الوقت الذي حدده لها أصر حسان على أصطحابها لهناك رغم أعتراضها وعندما هبط لأسفل المنزل وجدا أحدى سيارات هارون تقف في أنتظارها وبداخلها سائقه الخاص شعرت سدرة بسعادة غامرة كونه أهتم لأمرها وخشى عليها من العودة بمفردها خرج السائق سريعا من السيارة وفتح لها بابها الخلفي يومئ برأسه ويطلب منها على استحياء 
اتفضلي
يا مدام 
هزت سدرة رأسها
________________________________________
برفق ونظرت لحسان
تودعه 
كدا بقى مش هتكون قلقان عليا يا بابا هارون بعت ليا العربية تروحني 
أبتسم حسان لها وقبل جبينها بحب 
ربنا يبارك فيه ويحفظه خلي بالك منه يا حبيبتي اللي زي هارون راجل ميقبلش على نفسه أهانة ولا زل لحد يخصه فما بالك لما يكون الحد دا مراته 
أومأت له سدرة برفق وهى تشير له مبتعدة 
أن شاء الله في عنيه وربنا يقدرني وأقدر أسعده تصبح على خير يا بابا وابقى بوسلي ماما كتير قوي 
ضحك حسان بجذل وهو يشير بسبابته على عينيه 
بس كدا من عينيه الأتنين 
صعدت سدرة لداخل السارة وظلت تشير مودعة له حتى أبتعدت بها عن محيط نظره فأعتدلت في مقعدها وأمسكت هاتفها تتصفحه لترى أخر تحديثاته فقد ظل بحقيبتها طوال تواجدها لدى خالتها فقد نسيته تماما وأنشغلت بصحبة عائلتها الصغيرة الجميلة كانت تأمل كثيرا في أن تجد مكالمة هاتفية فائتة من زوجها لكنه مازال متحفظا في علاقته معها لا يريد الانخراط وراء مشاعر قد تودي به لهلاك قلبه دون رجعة أرادت أن تهاتفه لكنها تراجعت خوفا من أنشغاله أو محادثتها بضيق أمام السائق لذا أجلت محادثته لحين عودتها للمنزل ظلت شاردة تلاحق عينيها معالم الطريق حتى وصل بها السائق أمام القصر فتنبهت وأعتدلت تعد نفسها للنزول وحين ولج بها لداخله نزلت مسرعة تطوي المسافة البسيطة في خطوات كبيرة فقد اشتاقت له وتريد أن تملي عينيها بطلته وجدت مدبرة منزلها ذو الوجه العابث دائما بوجهها فعبثت بشفتيها بنزق وسألتها عن مكان هارون برغم تيقنها من وجوده في مكتبه الذي لا يبرحه الإ لغرفة نومه أو الخروج من القصر 
هارون بيه فين يا مدام حكمت 
نظرت لها حكمت نظرة زجاجية باردة وأجابت بروتينية قاټلة 
البيه في مكتبه وطلب محدش يدخل عنده لأنه مشغول 
زفرت سدرة بضيق وأشارات لها كى تنصرف 
انا مش هعطله كتير يدوب خمس دقايق اتفضلي روحي شوفي شغلك متشغليش بالك بيا 
أرادت حكمت الأعتراض لكن سدرة لم تمهلها الوقت لذلك وأتجهت لغرفة مكتب زوجها تطرق بابه ثم تفتحه وتدخل دون
أنتظار أجابته 
السلام عليكم 
رفع هارون رأسه عن كومة الملفات أمامه ينظر لها متعجبا 
وعليكم السلام خير في حاجة ضرورية! 
هزت سدرة رأسها بنفي وأقتربت منه تريد معانقته لكنها تراجعت بعد أن رأت جموده 
لأ مفيش أنا قولت أدخل أسلم عليك بس 
ثم عبثت ملامحها بلوم 
هو لازم يكون في حاجة ضرورية عشان أعرف أدخلك 
وقف
هارون ولف حول مكتبه ونظر لها بجمود 
أه لازم هى مش فوضى يا سدرة انا عندي شغل كتير متعطل ولازم يخلص الليلة وبعدين حكمت مش بلغتك أن انا مشغول جدا ومش فاضي 
أومأت له وعيناها تومض بغيمات من العبرات الكثيفة 
أه بلغتني بس انا حبيت أشوفك قبل ما أطلع أوضتي على العموم انا أسفة على الأزعاج مكنتش أقصد 

لم تنتظر سدرة رده عليها واستدارت عائدة من حيث أتت قبل أن تنهمر دموعها أمامه أغمض هارون عينيه بضيق وأراد أن يوقفها ويضمها لصدره معتذرا عن فظاظته معها لكنه عجز عن فعلها فهو ېخاف من الأنجراف خلف مشاعره الثائرة فيعود الندم حليفه مرة أخرى لذا تحكم في نفسه وعاد إلى مواصلة عمله ثانيا وصعدت سدرة لغرفتها ترتمي على فراشها ټدفن وجهها به وتشبعه بدموعها الحزينة وبعد وقت قليل استطاعت أن توقف البكاء وأعتدلت تمسك حقيبة يدها لتخرج هاتفها منها وسحبت شاشته ونقرت فوقها تهاتف شخصا ما 
ألو
ألو
نزلت دموعها وهى تقول بأصرار 
مفيش فايدة مهما أعمل مش هيتقبلني وعشان كدا انا خلاص نويت اسيبه بس قبل ما اسيبه لازم أخليه يندم أنه فرط فيا 
أنهت مكالمتها وذهبت للمرحاض لكي تغسل وجهها ثم بدلت ملابسها بأخري منزلية مريحة ونامت تفكر في كيفية تنفيذ ما تنتوي فعله 
وفي منزل آخر حيث يوجد زاهر المهدي يعلو صوت ضحكه مجلجلا بعد أن أتته البشرة بقرب تنفيذ أنتقامه الأقوي والأكبر من هارون البنا عدوه اللدود فنظر له أحد أعوانه الأشرار مثله والذي يفعل أي شيء مقابل الحصول على المال وسأله مندهشا عن سبب سعادته المفاجأة فمنذ عدة دقائق كان يغلي ڠضبا 
خير يا زاهر بيه فيها أيه المكالمة دي عشان تفرحك قوي كدا 
ضم زاهر قبضة يعتصرها بقوة وعيناه تلمع پحقد بين 
أخيرا يا غندور هتحصل على أكبر صفقة من هارون البنا الصفقة اللي هتهز قوته في السوق 
نظر له غندور مستفسرا 
صفقة أيه دي 
تحفزت ملامحه بابتسامة عريضة 
صفقة أنشاء ورصف الطرق الجديدة تبع القوات المسلحة الصفقة دي بالمليارات ومكسبها هيوديني في حتة تانية خالص 
لمعت عين غندور بسعادة وأقترب من زاهر يستجدي كرمه كي يمن عليه ببضع الآلاف من الجنيهات 
بتتكلم بجد يا زاهر بيه كدا بقى انا وشي حلو عليك والمفروض تديني الحلاوة على
الخبر الجامد ده 
أبتسم زاهر وأومأ له برضا 
عندك حق يا واد يا غندور أنت وشك حلو عليا فعلا وعشان كدا هحلي ليك بوقك 
ثم استدار خلف مكتبه وجلس على مقعده يفتح جاروره السفلي وأخرج
منه رزمتين من المال
________________________________________
ورماهما بلامبلاة على سطح المكتب 
خد يا غندور دول عشرين ألف جنيه مش خسارة ولو العطا رسي عليا ليك قدهم مرتين كمان 
أقترب غندور منه لاهثا ينكب على يده يقبلها بفرحة كبيرة 
ربنا يخليك لينا يا سعادة الباشا وأن شاء الله ربنا هينصرك على أبن الهرمة دا 
ثم اسرع يلتقط المال بيديه يقربه من أنفه يشتمه بأنفاس طويلة ويزفرها ببطئ 
أه يا زاهر باشا مفيش أحسن من ريحة الفلوس 
علا صوت ضحكت زاهر وهو ينظر لها بدونية 
ولسه يا غندر ياما هتشم وتشوف بس أنت خليك كدا معايا 
أومأ غندور وهو يدس النقود بجيب سترته 
انا معاك وتحت أمرك ورجليك في أي وقت يا باشا البشوات كلهم المهم أنك تقدرني ديما 
غامت نظرات زاهر وهو ينظر أمامه بشرود متحدثا من بين أسنانه 
هقدرك طول ما أنت بتجيب ليا أخبار أبن البنا صح ومبتتأخرش عليا 
نهض زاهر وأتجه لغندور يمسكه من ذراعه ويدفعه أمامه حتى خرج من غرفة مكتبه 
يلا بقى يا غندور أنت مش خدت الحلاوة اتوكل أنت دلوقتي عشان جايلي ضيوف وعايز استعد ليهم وأنت معطلني 
أبتسم غندور بسماجة وأومأ له عدة مرات 
حاضر يا زاهر بيه انا هتوكل فريرة وأول ما أعرف حاجة جديدة هجيلك جري أعرفك 
أغمض زاهر عينيه وهو يشير له ناحية الباب 
اخلص بقى يا غندور متبقاش بارد قولت مش فاضيلك دلوقتي 
وما أن غادر ذلك المنافق الخبيث بيت زاهر حتى صعدا الأخير مسرعا للطابق العلوي متجها لغرفة نومه حيث تنتظره أحدى عشيقاته السرية والذي كان معها قبل مجيء غندور فقد استغل غياب زوجته عن المنزل وأحضرها حتى ينال منها كما يفعل دوما مع ساقطاته 
الجزء التاسع 
لم تستطع سدرة أن تحصل على نومة هنيئة فقد باتت ليلتها ساهدة متقلبة على جمر من شوك يلهب قلبها قبل جلدها نهضت من فراشها باكرا كي تأخذ حماما باردا يعيد لها النشاط والحيوية وربما فلح في ضبط مزاجها المتعكر
أيضا وبعد ساعة قضتها في حوض الاستحمام المليئ بسائل رغوي ذو رائحة عطرية مميزة اكتفت بها ووقفت تلف منشفة قطنية حول جسدها الغض وأتجهت للمرأة بعد أن أخذت منشفة أخرى صغيرة تجفف بها خصلات شعرها برفق ووقفت أمامها تنظر لنفسها ومالبثت أن زفرت بضيق فلم يفلح ما فعلته في أن ينسيها ما حدث من هارون وشعرت بنغزات مؤلمة بقلبها جعلت الدموع تترقرق في عينيها وأنهمرت مخرجة معها أهات حزينة نادمة على ما أقترفته في حق نفسها وظلت لفترة حتى نفذت عبراتها وجفت تمالكت نفسها وتنفست بعمق تستجمع قوتها ثم فتحت صنبور المياه وأخذت القليل منه تغسل وجهها لتزيل أثار الدموع عن وجنتيها وخرجت لغرفة الملابس حتى تنتقي منها بعض القطع القطنية المريحة أنتفض قلبها بصخب حين وجدت هارون يقف على باب الغرفة ينظر عليها بأعين تشتعل رغبة وشوق لم تعيره سدرة اهتماما وقررت تجاهله حتى يذوق من نفس الكأس الذي ساقاها منه اختارت منامة من قطعتين وأخذتها عائدة للمرحاض مرة أخرى لكن صوت هارون أوقفها حين ناداها 
سدرة
استدارت تنظر له بضيق 
أفندم عايز أيه 
أقترب هارون منها ببطئ يمد لها يده بورقة مطوية 
دا كشف حسابك في البنك جه أمبارح وأنت عند خالتك خديه وأعرفي رصيدك 
نظرت سدرة للورقة بيده ثم له وهزت رأسها بنفي 
وانا قولتلك قبل كدا انا مش عايزة حاجة من الفلوس دي دي فلوسك ومن حقك أنت مش انا 
أمسك هارون يدها رغم محاولاتها بالأفلات منه ووضع بها الورقة 
وانا قولتلك أن انا خدت حقي كله ودا حقك أنت وياريت تبطلي مقاوحة واسمعي الكلام من غير مناهدة 
أمسكت سدرة يده ووضعت الورقة بها ثم تركته متجة للمرحاض لكنه ترك الورقة تسقط أرضا وأمسك بذراعها يشدها ناحيته وأمسكها من ذراعها الثانية أيضا وهزها برفق 
هتفضلي عنيدة ومبتسمعيش الكلام لغاية أمتى أنا قولت لك قبل كدا أني مبحبش العند وتنشيف الدماغ ده متضطرنيش أن أستخدم العڼف معاك مرة تانية 
لم تستطع سدرة كبح عبراتها وأنهارت مټألمة بسبب ضغطه القوي على ذراعيها فزاد في هزها بقوة 
بطلي عياط مش كل ما أكلمك ټعيطي 
نطقت سدرة بصعوبة من بين شهقاتها 
سيب إيديا أنت بتوجعني 
وكأنه كان مغيبا لم يعي ما فعله الإ حين شعر بتألمها ورأى دموعها فترك ذراعيها ولم يقاوم شعوره نحوها فضمھا له يربت على رأسها التي توسطت صدره ټدفن وجهها به 
طب أهدي مخدتش بالي أن كنت ضاغط على إيدك لدرجة أني ۏجعتك 
بكت سدرة حتى بللت سترته وظل
هارون يحتضنها وخافقه ينبض پألم على تألمها بسببه 
خلاص أهدي بقى ومتزعليش حقك عليا 
حاولت سدرة تنظيم أنفاسها والسيطرة على نوبة بكائها وأبتعدت عنه قليلا وأنحت تلتقط ملابسها التي وقعت منها حتى تذهب لارتدائها داخل المرحاض في أثناء ذلك مسح هارون على وجهه كي يقلل من رغبته بها ويجاهد نفسه كي لا يلتقطها مرة أخرى رغما عنها ويذيقها بعضا من العڈاب الذي بات يذوقه كلما لفحته أنفاسها حاول وحاول لكنه بشړ ولديه قدرة
على التحمل ومنذ رأها
________________________________________
بتلك المنشفة التي لا تخفي كثيرا من جسدها الصارخ بالأنوثة وقدرته بدأت في التداعي نهضت سدرة من أنحنائها البسيط 
خير يا بيه بتتصل دلوقتي عايز أيه 
أحمر وجه هارون پغضب وجحظت عيناه ونهض يسحب ملابسه كي يرتديها بعد أن وضع الهاتف بين صدغه وكتفه 
أمتى حصل دا وأزاي متقوليش 
ثم قليلا ثم هدر بصوت مرتفع بعض الشيء 
يعني أيه مش عايز تقلقني هتفضل طول عمرك غبي يا حمدي أزاي تبقى خالتي في المستشفى من أمبارح ومتقوليش قولي أنت في مستشفى أيه 
أنتهى هارون من ارتداء ملابسه وأنهى المكالمة متوعدا إياه عند رؤيته 
متتكلمش كتير حسابك معايا بعدين وسلام دلوقتي انا جاي لك في الطريق 
نظر هارون بأرتباك ناحية سدرة التي أنتهت من لف المنشفة حولها ووقفت تحني رأسها بخجل 
انا آسف يا حبيبتي مضطر أمشي خالتي في المستشفى ولازم أروح لها بسرعة 
تقدمت سدرة منه تمسك ذراعه مستفسرة 
مالها ماما زهرة 
عبثت ملامحه وهو يخبرها بما أخبره به حمدي 
كان عندها غيبوبة سكر والدكتور لحقها الحمدلله 
أمسكت يده تطلب منه رجاء
طيب خدني معاك أشوفها وأطمن عليها 
هز رأسه برفض 
لأ خليك لأن انا هجبها على هنا تاخدي بالك منها على الأقل لغاية ما تتحسن لأن حمدي معظم وقته مشغول معايا في المجموعة وهى مينفعش تقعد لوحدها 
أومأت سدرة بابتسامة وأقتربت
منه تقبل وجنته 
ماشي وانا أن شاء الله هحطها في عيوني وأخلي بالي عليها متقلقش 
ربت هارون على كفها ثم تركها وغادر 
تسلم عيونك انا همشي عشان متأخرش عليهم 
زفرت سدرة براحة بعد أن شعرت بالرضا يغمرها 
مع ألف سلامة يا يا حبيبي 
ثم شرعت ترتدي ملابسها وتهندم نفسها وأثناء ذلك استرعى نظرها شيئا يلمع في أرضية الغرفة فأنحنت تلتقطه فوجدته خاتم هارون الفضة ذو الحجر الكريم الأزرق المفضل لديه فتعجبت من تواجده وخمنت سقوطه منه منذ قليل أخذته وذهبت لغرفته لكي تضعه مع باقي متعلقاته الشخصية أتجهت سدرة لخارج غرفته لكنها توقفت عندما لمحت الكثير من الأوراق مبعثرة على الطاولة فجلست على الأريكة تعيد تنظيمهم وترتيبهم ثم وضعتهم داخل الملف الأحمر الذي وجدته بجانبهم دخلت حكمت عليها ومعها أحدى العاملات تعجبت من وجودها في غرفة هارون فهى تعلم أنها لا تدخلها ونظرت إلى ما تحمله بيدها وسألتها بأهتمام 
خير يا هانم في حاجة 
نظرت لها سدرة بضيق ووقفت تضع الملف على الطاولة بضيق 
أفندم أيه خير دي أنت هتمنعيني أدخل أوضة جوزي ولا هتفتحي ليا سين وجيم 
أحنت حكمت رأسها بأسف 
مقصدش يا هانم انا آسفة 
ثم رفعت وجهها تنظر لها بنزق 
انا بس مش متعودة على وجود حضرتك هنا وعلى العموم دا وقت التنضيف لو تحبي نرجع ونيجي لما تخلصي 
زفرت سدرة وبراكين من حمم غاضبة تتفجر بداخلها 
لأ أتفضلي خدي راحتك انا خلصت وكنت خارجة 
تركتهما سدرة وذهبت لغرفتها وهى تتوعد لتلك الشمطاء بالعقاپ على معاملتها الفظة لها وستبلغ هارون بذلك حتى يضع لها حدود في تعاملها معها وأمسكت هاتفها تتصل منه على رقم غير مسجل عليه وحين استمعت للصوت صاحت بسعادة 
عندي ليك خبر بمليون جنيه اللي كنت عايزه حصل وقريب قوي هنجح وهثبت ليك ده 
وأنهت المكالمة واسترخت في فراشها تغط في نوم عميق بعد قضائها لليلة
كئيبة حزينة قضتها في البكاء والسهد 
وفي المشفى أقترب هارون من فراش خالته يضمها بقوة ويقبل رأسها 
ألف سلامة عليك يا حبيبتي 
ربتت زهرة على يده بيديها المجعدتين بحنو 
تسلملي يا حبيبي ويسلم ليا عمرك 
جلس هارون أمامها يمسك كفها الضعيف بين يديه يقبله 
سامحيني أن مجتش من بدري بس حمدي لسه قايل ليا من نص ساعة بس 

ثم نظر لحمدي پغضب 
حسابك معايا هيكون كبير بس مش قدام خالتي 
أبتسمت زهرة ابتسامة عذبة وهى تمسح على وجنته 
حمدي ملوش ذنب انا اللي منبه عليه أنه ميقلقكش عليا كل شوية كفاية عليك مسؤلياتك ومجموعتك دي ماشاء الله اللهم بارك لوحدها عايزة عشرة يدوروها الله يكون في عونك يا أبني 
هز هارون رأسه بنفي 
مفيش حاجة أهم منك ولا في حد يقدر ياخدني منك أنت أمي اللي شاركت عمي في تربيتي بعد ۏفاة ماما وبابا بحنانك وحبك وخۏفك عليا عمري ما أقدر أنسى دا
وكمان عمري ما أنسى لما عمي طردني ملقتش حضڼ دافي يضمني غيرك وفلوسك ودهبك لما جبتيهم وحطتيهم بين أديا وقولتي خدهم أنت وحمدي وأعملوا شركة جديدة وأبدأ من تاني أحنا اللي بنعمل الفلوس مش الفلوس اللي بتعملنا فضلك بعد ربنا كبير عليا قوي يا أمي 
أغمضت زهرة عينيها لثواني ثم فتحتها تنظر له بعتب 
أنت كدا بتحسسني أني خالتك أو واحدة غريبة عنك لأن مفيش أبن بيشكر أمه على حبها له ولا خۏفها عليه اللي انا عملته عشانك هو اللي عملت زيه لحمدي لأنكم ولادي وحتة مني فاهم ولو سمعت منك الكلام دا مرة تانية ساعتها هزعل منك ومش هكلمك تاني 
أومأ هارون لها وأقترب يطبع قبلة طويلة على جبينها 
ربنا يخليك لينا وميحرمناش ربنا منك 
ثم نهض وأقترب منها يمسك يدها
كي يساعدها على الوقوف 
الدكتور كتب لك
________________________________________
على خروج وانا هخدك عندي في القصر عشان سدرة تاخد بالها منك 
نظرت له وأعترضت تريد الذهاب لبيتها 
لأ يا هارون بلاش خليني أروح بيتي أحسن 
هز هارون رأسه برفض 
لأ يا حبيبتي هتيجي عندي لأن انا وحمدي هنكون مشغولين الأيام الجاية وأنت محتاجة مراعاة وأهتمام ومينفعش تقعدي لوحدك وبعدين في شغالين في البيت كتير هيساعدوا سدرة لو خاېفة على تعبها 
أذعنت زهرة أمام أصراره وذهبت معه لمنزله بعد أن هاتف هارون مدبرة منزله حكمت وطلب منها أعداد غرفة كبيرة في الطابق الأرضي لكي تقيم فيها خالته واستقبلتها سدرة بترحاب وسعادة غامرة فهى تحب زهرة لطيبتها وحنانها الكبير عليها فقد ساهمت في تطبيب بعض چروحها دون أن تدري عندما كانت تأخذها في أحضانها وتعاملها بشكل جيد حين لفظها وتبرأ منها الجميع بعد توبتها من تحالفها مع الشيطان الذي دمر حياتها ومرت عدة أيام استتب الوضع وهدئ الحال بينهم دون أن يعود هارون لتقربه من سدرة لأنشغاله في الأستعداد لأتمام صفقة الطرق التابعة للقوات المسلحة فهو يعتبرها صفقة عمره نظرا لأنها تتبع جيش بلاده وأكبر قوى حاكمة
في الدولة ولكبر حجمها أيضا وظل هو وحمدي يخططان جيدا وأعدا العدة لكشف كل المتلاعبين والمتآمرين في شركته وتقديمهم للشرطة لنيل عقابهم بعد ربحه تلك الصفقة الكبيرة حتى يفاجئ زاهر بضړبته القوية له قبل أن يأخذ حذره ويهرب قبل فوات الاوان وفي اليوم المحدد لفتح المظاريف وقفت كل مجموعة البنا على قدم وساق متوترين ومضطربين لقلق رئيسهم ينتظرون النتيجة بفارغ الصبر ورغم تيقن هارون من الفوز لأنه وضع أقل سعر لتنفيذ الطرق بأعلى جودة الإ أن هناك حدس بداخله ظل ينبئه بالخسارة ويقف بينه وبين فرحة الفوز حتي يسمعها حقيقة لكن حدسه لم يكن مخطئ فقد صدق حين سمع من رئيس الجلسة فوز شركة زاهر المهدي بمناقصة الطرق التابعة للقوات المسلحة لم يستوعب عقل هارون الأمر وظل يحدق أمامه بشرود لم ينتبه منه الإ حين سمع صوت زاهر المقيت يرن بجانب أذنه 
ايه يا هارون مش هتهنيني على فوز شركتي بالمناقصة ولا هتفضل مصډوم كدا ط
نظر هارون له بأعين غائمة مظلمة 
أكيد لأ 
علت ضحكت زاهر الشامتة وهو ينظر له پحقد 
كنت فاكر أن مفيش حد غيرك بيحط أقل سعر ويكسب لكن انا غفلتك وخطڤتها من بوقك 
نظر له هارون بصمت يتمعن في ملامحه التي أصبحت أكثر قبحا وبغضا يتماثل شكله كشيطان أمامه وأكمل زاهر متشفيا به 
ههههههههه ولسه ياما هتشوف مني يا أبن البنا هخليك متكسبش صفقة واحدة لغاية ما أخليك تشحت 
أومأ له هارون متوعدا إياه 
هنشوف يا أبن المهدي مين اللي هيشحت مين والأيام بينا والشاطر اللي يضحك في الأخر 
ثم نهض وأتجه للخارج وحمدي وأحد العاملين لديه يهرولان خلفه للحاق به وحين صعدوا جميعهم للسيارة هدر هارون بهما وصاح پغضب 
لازم أعرف النهاردة أزاي زاهر فاز بالمناقصة دي أكيد في سرب له سعر المناقصة بتاعنا لأن عمره ما حط سعر أقل مننا ليه دلوقتي عمل كدا وأزاي يعمل دا كدا هيطلع من الصفقة دي زي ما دخل فيها طب انا بستخدم خامات بنتجها في مصانعي هتغطي أي فرق سعر في السوق أنما هو لاعنده مصانع ولا حتى السيولة الكافية اللي تخليه يشتغل شهر على بعضه لو أتأخروا في تسديد الدفعات 
أومأ حمدي والموظف الآخر عدة مرات وشرع يتحدث كي يهدأه 
حاضر مش عايزك تقلق أن شاء الله النهاردة هنعرف مين الخاېن اللي بلغ زاهر بس ياريت تهدا 
ضړب هارون فخذه عدة مرات پغضب 
متقوليش أهدا لأن مش ههدا غير ما أعرف مين الخاېن مفهوم 
أومأ كليهما بصمت ولم يجادلاه كثيرا فهارون يعميه الڠضب ويجعله غير قادر على التفكير والتحكم في نفسه وصلوا إلى المجموعة وبدأ حمدي التحقيق في الأمر حتى يتبين لهم الخائڼ وبعد بحث مضني لم يستطيعوا معرفة من الفاعل لأن هارون
الوحيد الذي كان يحتفظ بمظروف المناقصة بعد انتهاء الأجتماع دخل حمدي لمكتب هارون مترددا وخائڤا من ردة فعله وحين رأه وقف متصلبا فهب الأخير مسرعا ناحيته 
ها أيه الأخبار عرفت مين اللي عمل كدا 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ معرفناش 
عقد هارون حاجبيه مستفسرا 
أفندم يعني أيه معرفتوش 
رفع حمدي عينيه ينظر له بحيرة 
أولا كل ورق المناقصة فضل معاك بعد الأجتماع اللي اتفقنا فيه على السعر ومفيش حد يعرف يوصله غيرك 
شرد هارون ينظر أمامه مطولا 
قصدك ايه 
عبث حمدي بشفتيه وهز رأسه بحيرة 
أنت أحتفظت بالورق فين بالظبط 
ضيق هارون عينيه قليلا 
عندي في البيت وفي أوضة نومي 
رفع حمدي كتفيه ثم أنزلهما 
يبقى اللي سرب السعر لزاهر حد من عندك في البيت 
أتسعت عين هارون پصدمة وكاد يفقد عقله وهو يسأل نفسه هل فعلها زاهر ووجد خائڼ يساعده من داخل منزله أيضا لم ينتظر كثيرا واسرع لبيته حتى يخرج ذلك العدو الذي يسكنه وفي وقت قياسي طوت عجلات سيارته الطريق خلاله كان داخل
منزله ېصرخ مناديا حكمت بصوت جهوري هز حوائط
________________________________________
القصر العتيدة وفي لمح البصر كانت حكمت تقف أمامه مضطربة خائڤة منه 
أفندم يا هارون بيه 
أمسكها هارون من ذراعيها وهزها بقوة 
قوليلي اداك كام زاهر عشان تبيعيني ليه أنطقي 
هزت حكمت رأسها بحيرة فهى تجهل ما يقوله 
حضرتك بتقول ايه يا هارون بيه انا مش فاهمة 
صړخ بها هارون بقوة 
أنت هتستعبطي أنطقي والإ قسما بالله ما هخلي الدبان الأزرق يعرف لك طريق جرة فاهمة 
دمعت عين حكمت وهى ترجوه أن يتركها 
يا هارون بيه والله ما أعرف أنت بتتكلم عن أيه وأرجوك حاسب عليا انا ست كبيرة مش حمل بهدلتك دي 
تمالك هارون نفسه قليلا وتركها ومسح على ذقنه ثم أشار بسبابته نحو الطابق العلوي 
انا من كام يوم جبت ملف وحطيته في أوضتي فوق انا عايز أعرف مين اللي دخل أوضتي غيرك وفتح الملف دا وشاف اللي فيه 
نظرت حكمت حيث يشير ثم رجعت تنظر له بحيرة 
مفيش حد بيدخل أوضة حضرتك غير انا وصابرين
عشان تنضفها وبكون وقفة معاها وصابرين شغالة هنا من زمان عمري ما شفت منها حاجة مريبة بالعكس دي غلبانة وفي حالها وأأمن واحدة هنا عشان كدا بخليها تنضف أوضتك وأوضة المكتب 
كور هارون كفه وضربه بالأخر 
أنت عايزة تجننيني لما مش هى ومش أنت أمال مين 
في ذلك الوقت نزلت سدرة هالعة على أثر صړاخ هارون ووقفت تسأله بقلق 
مالك يا هارون بتزعق ليه كدا 
نظر لها هارون پغضب وصاح بها 
ممكن تسبيني دلوقتي 
ثم رجع ينظر لحكمت بعد أن جعل سدرة تنكمش على نفسها خوفا منه وسألها بحدة 
أنطقي يا حكمت وقولي مين تاني اللي بيدخل أوضتي 
نظرت حكمت لسدرة وتذكرت حين أمسكت بها في غرفة هارون صدفة ثم نظرت له 
صدقني يا هارون بيه مفيش حد بيدخل غير انا وصابرين بس من كام يوم وانا داخلة كالعادة انا وصابرين ننضف لقيت سدرة هانم في أوضة حضرتك وكانت ماسكة في إيديها ملف أحمر 
جحظت عين هارون ونظر لسدرة يسألها 
الكلام دا حقيقي 
أومأت له سدرة پخوف 
أيوة أصل انا لقيت الخاتم بتاعك وقع منك عندي في الدريسنج فروحت أحطه في أوضتك ولقيت الورق متبعتر على الترابيزة فرتبته وحطيته جوه الملف دا اللي حصل 
أحمرت عين هارون پغضب وأقترب منها يعتصرها بيديه 
وأنت من أمتى بتدخلي أوضتي ولا بتهتمي بترتيب أوراقي عرفتي تضحكي عليا وتقنعيني أنك أتغيرتي وأنت لسه زي ما أنت قڈرة وحقېرة 
هزت سدرة رأسها بنفي وبدأت عبراتها في التجمع بمقلتيها 
والله أبدا يا حبيبي انا أتغيرت فعلا وأتغيرت لربنا ولنفسي قبل ما أتغير عشانك 
هزها هارون بقوة غاشمة 
أداك كام عشان تبيعيني ليه يا مچرمة يا خاېنة أنطقي 
صړخت به سدرة بعدما شعرت بأصابعة تنغرس في ذراعيها 
هو مين انا معرفش أنت بتتكلم عن أيه 
دفعها هارون بعيدا ثم صفعها بقوة جلبت الډماء لفمها 
هو مين متعرفيهوش أزاي يا حقېرة ليه دا انا خلاص كنت ناوي أبدأ معاك صفحة جديدة ونعيش مع بعض فيها بسعادة وراحة بال لكن اللي زيك هيفضل مكانها مع الژبالة اللي زيها 
صمت سدرة كفيها برجاء وأقترب منه ترجوه أن يستمع لها 
صدقني يا هارون انا بريئة ومعرفش أنت بتتكلم على أيه متخليش الشيطان يدخل ما بينا ويخسرنا بعضنا 
هز هارون رأسه بجمود ونظر لها بشړ 
أنت خسارتك مكسب انا المفروض كنت سبتك تتحبسي مع المچرم اللي زيك للأسف وصية عمي وقلبي الطيب هما اللي خلوني أبقى عليك وأصدقك 
وقفت سدرة أمامه بعناد وجرئة أكتسبتها من حبها الكبير لها وصاحت به تدافع عن نفسها 
أنت مش عايز تسمعني ولا تصدقني ومصمم تسمع صوت
عقلك وبس اسمعني كويس يا هارون انا تبت لربنا مش ليك فاهم يعني انا مش هكدب عشان تصدقني لأتي خاېفة منك ومش هخاف من ربنا انا معملتش حاجة تضرك ولا خۏنتك عايز تصدق صدق مش عايز أعمل اللي تعمله 
ثم نزلت دموعها وهى تشير له بسببتها 
أنت من الأول محبتنيش ولولا وصية عمك كنت زمانك متجوزتنيش فعايز تخلص
مني قولها بصراحة بدل اللف والدوران ومتخفش انا هطلع من البيت دا زي ما دخلته وهسيب كل حاجة حتى ورثي من عمك 
غلت الډماء بعروق هارون وأتسعت عيناه بشړ من أتهامها المشين له فكيف تكون جانية وتقلب الأمر عليه حتى تخرج من فعلتها دون خسائر فهدر بها بصوت مرعب 
أخرسي يا مچرمة مش هارون البنا اللي هيغلب في واحدة حقېرة ورخيصة زيك اي حد يشتريها بالفلوس لأ فوقي لنفسك دا افعصك تحت رجلي فاهمة 

وصم هارون أذنه عن سماع أي شيء سوا صوت شيطانه الأمار بالسوء الذي وسوس له بقټلها جزاء فعلتها الخبيثة وحملها كل ذنوب العالم لما لا أليست من خلعته عن عرشه وكانت السبب في طرد عمه له عندما كان يظنها ملاكا وهى في أساسها شيطانة متلونة بوج أنسان ويبدو أنها لم تتب من ذنبها حقيقة وكانت تدعي التوبة والفضيلة أمامه لم يشعر بنفسه وهو يصفعها على وجهها صڤعات متتالية ويسبها بأقذع السباب
لم يغيثها من يده سوا زهرة وحمدي الذي
________________________________________
جاء خلفه حتى لا يتركه لتهوره وغضبه الأعمى ولم يكتفي بما فعل بل رمى عليها يمين الطلاق ودفع حمدي بعيدا عنه وأمسك بيدها يكبها خارج منزله كالقمامة وېصفع الباب خلفها بقوة 
الفصل الأخير من الجزء الأول
خرجت سدرة هائمة على وجهها لا تدري اي ذنب أقترفت حتى تعاقب عليه بتلك القسۏة المهينة أمام الجميع كانت تمشي باكية في الطرقات تستند بكفها على الحوائط الصلبة القاسېة كقسۏة من أحبت تقف كل عدة دقائق تلتقط أنفاسها المتلاحقة ثم تتابع المشي حتى نفذت قواها وجلست على أحد الأرصفة تغلف عيناها الدموع فلا ترا أمامها بوضوح رفعت وجهها للسماء تناجي خالقها بوهن 
يارب أنت عارف وعالم أني معملتش حاجة وانا عارفة أن دا أبتلاء منك عشان تتطهرني من ذنوبي وانا صابرة لبلائك وعمري
ما هيأس من رحمتك يارب أرحمني وهون عليا البلاء 
ثم أجهشت في بكاء مرير طويل وظلت بعض الوقت تجلس محتضنة قدميها بيديها وتضع رأسها عليها فهى لا تقوى على الوقوف من شدة وهنها حتى شعرت بمن يجلس بجوارها فإذا به أحد عمال النظافة البسطاء يمسك بيده مكنسة يدوية الصنع يبتسم لها بعذوبة بوجهه الذي يشع نورا وإيمانا يمد لها يده بزجاجة ماء 
وحدي الله يا بنتي وخدي اشربي وبلي ريقك مټخافيش دي نضيفة انا لسه شاريها ليك من الكشك اللي هناك دا مخصوص لما لقيتك بټعيطي وقاعدة في الشمس والجو حر وزمان ريقك ناشف 
أنهمرت دموع سدرة وشعرت بأن الله ارسل لها هذا الملاك ليربت على چروحها فيجعل من طبطبته دواء يطيب به الچروح أخذت الزجاجة منه وفتحت غطائها وتجرعت منها ما أزال مرارة ريقها وكأنها شربت عسلا مصفى يلذ طعمه للشاربين ثم نظرت له بأمتنان 
لا أله الإ الله شكرا لحضرتك يا عمو ربنا يجبر بخاطرك زي ما جربت خاطري وحسستني أن الدنيا لسه بخير 
أبتسم الرجل في وجهها وأشار بسبابته لأعلى 
الخير فيا وفي أمتي ليوم الدين دا كلام أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهما كان همك كبير فربك أكبر من كل شيء ويوم ما الدنيا تصعب وتضيق عليك قوي أفتكري أنها عند ربنا متسواش جناح بعوضة ارمي حمولك على اللي خلقك وديما قولي يارب 
صمت سدرة شفتيها قليلا حتى لا تبكي ونطقت پقهر 
يااااااااارب يارب أنت عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب عني وقويني وقدرني استحمل اللي اللي انا فيه 
رفع الرجل يديه للسماء يؤمن على دعائها 
اللهم آمين أن شاء الله ربك هيستجب وهتفرحي قوي بعوضه الجميل ليك 
أمتنت له سدرة على مواساته لها وقالت بحرج 
يارب يا عمو شكرا لحضرتك على كلامك الجميل معايا اللي ريح نفسيتي ورجعلي الأمل تاني وشكرا على قزازة المية بس انا اسفة مش معايا ادفعلك تمنها 
هز الرجل رأسه بابتسامة عذبة 
ربك هو الرازق ودي حاجة بسيطة على قدي مش مستاهلة تتكلمي فيها شدي حيلك وأجمدي وخليك قوية اسيبك انا عشان اروح اشوف شغلي بعد أذنك 
ثم تركها وغادر عندما لمس تمالكها لنفسها وتوقفها عن البكاء نهضت سدرة وظلت تنظر في أثره حتى دخل في أحد الشوارع الجانبية ثم رفعت وجهها لأعلى 
الحمدلله يارب الحمدلله على كل حال 
أشارت سدرة لأحد سيارات الأجرة التي مرت من أمامها وصعدت بها بعدما أعطت سائقها عنوان منزل خالتها وجلست شاردة تنساب عبراتها كلما
تذكرت ما فعله بها هارون وكلماته الچارحة لها وصلت السيارة في مدخل حارتها القديمة فأشارت للسائق حيث يقبع منزل خالتها ونزلت أمام متجر البقالة واستدانت بعض النقود من صاحبه وأعطتها للسائق ثم صعدت تجر أقدامها حتى وصلت لشقة خالتها وطرقتها بوهن وقبل أن تفتح خالتها الباب فقدت سدرة قدرتها على التحمل وسقطت مغشيا عليها 
وفي قصر البنا جن جنون هارون وراح ېحطم كل ما طالته يداه من أثاث وتحف وزجاج ولم يستطع أحد السيطرة عليه الإ عندما استعان حمدي بعدد من الحرس الشخصيين تجمعوا عليه حتى كبلوه بأجسادهم فقد چرح يديه وسالت منهما الډماء ورغم ذلك لم يكف عن إيذاء نفسه الإ عندما قيدوا حركته وظل يصيح بهم پغضب كي يتركوه وشأنه لكن حمدي منعهم حتى يأتي الطبيب الذي ما أن رأى حالته أسرع بأعطائه حقنة مهدئة جعلته يسترخي ويغط في نوم عميق تمكن الطبيب بعدها من معالجة چروحه جلست زهرة بجواره تبكي على حاله وما وصل إليه بعد أن أوضح لها حمدي ما حدث وأوصله لتلك الحالة ودعت الله أن يزيل همه ويكشف الغمة حتى تتضح له حقيقة ما حدث لأنها تعلم علم اليقين أن سدرة بريئة من ذلك الأثم ولا يمكنها فعل ذلك معه فهى أخلصت في توبتها ولا يمكن أن تعود للمعصية مرة أخرى ثم هى تعلم مدى حبها الكبير لهارون 
وفي منزل حسان صړخت ميسرة حين فتحت الباب ووجدت أبنتها متكومة أرضا ونادت حسان كي يساعدها في رفعها من
الأرض وتعاون معه بعض جيرانهم الذين خرجوا على
________________________________________
صړاخ ميسرة ووقف حسان وزوجته بجوار الطبيب الذي جلبه أحد جيرانهم ينتظرون أن ينتهي من فحصها ونطقت ميسرة بحسرة وخوف 
خير يا دكتور بنتي مالها عندها أيه وليه ما بتفوقش 
أعتدل الطبيب في مواجهتها وضبط من وضع نظارتة الطبية على عينيه قبل أن ينطق 
للأسف بنتك عندها أنهيار عصبي ولازم ليها الراحة النفسية والهدوء ولما تقدر تقف على رجليها انا بنصحكم تخدوها لدكتور نفسي 
ضړب ميسرة صدرها بيديها پصدمة 
يا مصبتي أنت بتقول ايه يا دكتور 
زفر الطبيب بنزق 
بقول اللي لازم يحصل والإ حالة بنتك هتنتكس وهتزيد سوء لو متعالجتش صح 
هزت ميسرة رأسها لا تستوعب ما يقوله ونظرت لحسان وعبراتها تلمع في عينيها 
الحقني يا حسان شوف الدكتور
دا بيقول ايه 
حاوط حسان كتفها يربت عليه برفق 
أهدي بس يا ميسرة خلينا نفهم من الدكتور أيه اللي وصلها لكدا ونروح بيها لمين 
نظر له الطبيب وهز رأسه بحيرة 
أكيد اللي وصلها لدا تراكمات فضلت تداريها وتكتمها جواها لغاية ما حصل حاجة خلتها اڼفجرت وأنهارت وأعصابها ومستحملتهاش وعلى العموم الدكاترة النفسيين كتير والعلاج النفسي مهم وبقى متداول كتير جدا عن الأول والأهم أنها لازم تداوم عليه عشان متوصلش للمرحلة دي تاني 
وبعد يومان قضاهما هارون في عزلة عن الجميع حتى خالته قرر الخروج لمواصلة حياته ومتابعة عمله وأول شيء فعله هو قلب الطاولة على زاهر المهدي وكشف حقيقته الدنيئة وتقديم صور لمستندات وأوراق تدينه وتدخله السچن لأكثر من عشرين عام وكذلك كشف كل المتلاعبين داخل شركته وتقديمهم للعدالة حتى يأخذ الحق مجراه وفي غضون عدة أيام قليلة كان النائب العام يصدر قرارا بضبط وإحضار زاهر المهدي وأعوانه وإيداعهم السچن وبدأ التحقيق معهم لكن زاهر استطاع الهروب ولم تفلح محاولات الشرطة في القبض عليه وتم سحب المناقصة من شركته وأعطائها لمجموعة البنا للبناء والتعمير بأعتبارها صاحبت أقل سعر بعد شركة زاهر المهدي وبدأت الحياة عند هارون تأخذ مجراها الطبيعي مرة أخرى وصم أذنيه عن أي حديث عن طليقته الخائڼة من وجهة نظره ورفض مناقشة أي شيء يخصها حتى مع خالته 
وعند سدرة ظلت ترقد بفراشها صامتة تمتنع عن الكلام وترفض تناول الطعام الإ بعد محاولات عدة من خالتها وزوج خالتها تتناول بضع لقيمات ثم ټنهار في بكاء يجعلها تفرغ ما في جوفها حاولت ميسرة إخراجها من البيت للترويح عنها لكنها فشلت فما كان منها الإ أن تلجأ بالدعاء لخالقها حتى يصفح ويعفو عنها ويخرجها مما هى فيه وفي ضحى يوم كانت ميسرة تعد الطعام أخذت سدرة هاتفها من على طاولة الطعام ودخلت غرفتها وهاتفت أحدا ما 
السلام عليكم 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أزيك يا سدرة عاملة ايه 
لمعت عين سدرة بحزن وهى تسأله 
ممكن أجيلك النهاردة 
أكيد طبعا تعالي في أي وقت يناسبك 
أومأت سدرة برفق 
تمام انا جيالك دلوقتي 
وأنهت سدرة المكالمة وأخرجت ملابس لها من ملابسها القديمة تصلح للخروج وأرتدتها بعجالة وخرجت من المنزل قبل أن تلاحظ خالتها وتمنعها خوفا عليها أو تطلب مرافقتها وبعد أقل من ساعة كانت تقف إمام شقة في أحد الأبراج السكنية ودخلت من بابها المفتوح ووقفت أمام سيدة تجلس خلف مكتب صغير 
ممكن
أقابل الدكتور عارف لو سمحتي 
أومأت لها السيدة بابتسامة عذبة 
تمام يا مدام سدرة الدكتور سايب ليا خبر أنك تدخلي له أول ما تيجي اتفضلي حضرتك عارفة المكتب 
أومأت لها سدرة بجمود وتوجهت للرواق على يمين السيدة وطرقت باب في أخره ثم فتحته ودخلت حيث يوجد الطبيب النفسي الشهير عارف حسنين والتي زارته سدرة منذ فترة حتى يساعدها في تخطي أزمتها بسبب ما حدث معها فيما مضى نهض الطبيب الذي تجاوز الستين من عمره ومد يده يصافحها برفق 
اهلا يا سدرة كنت منتظر زيارتك من ساعة أخر مكالمة عشان أعرف عملت أيه مع جوزك 
جلست سدرة على المقعد أمام مكتبه وأنهارت في البكاء رغم تفاجئ الطبيب ببكائها الإ أنه تركها تبك لتخرج طاقتها وشحناتها السلبية كلها وظل صامتا حتى أنتهت وبدأت تسرد عليه ما حدث معها وحين أنتهت وقف ولف حول مكتبه وجلس على المقعد المقابل لها 
اللي فهمته منك أن في حد خد حاجة مهمة من عند جوزك خسرته شغل مهم وأتهمك أنك الحد ده 
أومأت له بصمت فوقف الطبيب وأعطاها ظهره 
المشكلة دلوقتي أن جوزك معندوش ثقة فيك بسبب اللي حصل بينكم فطبيعي أن أول حد هيشك فيه هو أنت أنت حاولت كتير ترجعي الثقة دي بس كل مرة الظروف بتعاندك وبتكون أقوى منك 
رفعت سدرة رأسها ونظرت عليه 
انا خلاص مبقتش عايزاه ولا عايزة أشوفه حتى 
استدار الطبيب ينظر لها 
متأكدة 
أومأت له ببطئ 
أيوة متأكدة 
رفع الطبيب يديه ثم
أنزلهما وجلس أمامها مرة أخرى 
كدا أنت معندكيش اي مشكلة لأنك لما جيتي ليا هنا كان هدفك اساعدك ترجعي ثقة جوزك فيك وحبه ليك وبما أن الموقف دا حصل ودمر كل محاولاتك لدرجة أنك فقدت الرغبة في
الرجوع ليه فانا أحب أنصحك وأقولك أعملي استوب لكل حاجة
________________________________________
وعيدي تقييم حياتك من تاني شوفي أنت عايزة تعملي أيه لسدرة يقويها وأعمليه وعيشي حياتك عشان تبني نفسك وترجعي ثقتك لروحك ساعتها كل اللي حواليك هيبدأو يثقوا فيك من تاني لما يشفوك ماشية على الطريق الصحيح عشان ترضي ربك ونفسك مش ترضي بشړ فاهمة 

ابتسامة بسيطة غلفت محياها وهى تومئ له 
فاهمة يا دكتور وانا حابة اشكر حضرتك على كلامك البسيط اللي بيخرجني من حالتي مهما كانت صعبة وعلى دعمك ومساعدتك ليا 
بادلها الطبيب الأبستامة بأخري عريضة 
دا وجبي أتجاه مرضايا وانا سعيد جدا أني
تعلمت مع شخصية ناضجة وواعية زيك مسبتش نفسها تقع فريسة للمرض النفسي وبتمنالك كل التوفيق في حياتك الجاية أن شاء الله 
أنهت سدرة مقابلتها مع الطبيب ثم خرجت ولديها طاقة كبيرة للمشي والتنزة والأستمتاع بأكبر قدر من الهواء الطلق لكنها بعد فترة قصيرة من مشيها تفاجأت من توقف سيارة ڤان سوداء بجانبها وخروج ملثمين يقتربون منها ويقيدون حركاتها ويكمم أحدهم فمها بمنديل ثم حملوها لداخل السيارة ومشوا بها لمكان مجهول 
في مجموعة البنا جاءت مكالمة هاتفية لهارون من رقم غير مسجل لديه حيث استمع لصوت يهدده بتسليم أصول المستندات التي تدين زاهر وأن لم يفعل ستكون زوجته هى الضحېة تعرف هارون على صوت زاهر صاحب المكالمة ولم يبدي له أهتماما بتهديده بل طالبه بالتخلص من سدرة أن كانت لديه فعلا فهى خائڼة لا تعني له شيء ثم أنهى المكالمة ولم ينتظر أن يضيف زاهر حرفا آخر وجلس على مقعده يقنع نفسه أن ما فعله هو الصحيح فما سدرة الإ شريكة لذلك الحقېر ويبدو أنهما اتفاقا على أحاكة خطة جديدة للإيقاع به حاول هارون التركيز في عمله لكنه فشل فأمسك هاتفه يدق على حمدي فوجده مغلق فأتجه لمكتب سكرتيرته بعد أن رن جرس استدعائها ولم تجب عليه لكي يطلب منها ملف لأحد الصفقات واستدعاء حمدي له من مكتبه لمراجعة الصفقة سويا لكنه وجد مكتبها فارغ منها فنظر حوله ورجح وجودها بالمرحاض فتقدم من مكتبها يبحث عن الملف بنفسه فوجد هاتفها في درجه العلوي فأبعده قليلا كي يبحث فراعى نظره رسالة واتساب جاءت لتوها على هاتفها تحمل اسم زاهر بحروف إنجليزية فأمسك به يقرأ الرسالة من الخارج فإذا به يخبرها أنه أتم خطڤ سدرة وسيجعلها رهينة لديه حتى يعطيه هارون أصول المستندات التي تدينه دارت الدنيا به وشعر كأن الألاف الأطنان وقعت فوق رأسه فالخائڼة لم تكن سدرة بل منار سكرتيرته الأفعى الناعمة الملتوية والمتلونة مثل الحرباء شعر هارون بۏجع يضرب قلبه على ما فعله بسدرة وحاول تمالك نفسه وأرجع هاتفها لمكانه وأرجع كل شيء كما كان حتى لا ترتاب وتأخذ حذرها ثم رجع لغرفة مكتبه وظل بها بعض الوقت يفكر بتأني حتى وجد ميسرة وزوجها يدخلان عليه وهى تصارخ وتستنجد به وفي يدها حجاب سدرة مدرج بدمائها
الحقني يا هارون يا أبني في كام واحد جم البيت وجابوا طرحة
سدرة وبيقولوا دا جزء من اللي هيعملوه فيها لو مسلمتوش الورق اللي يخص واحد أسمه زاهر المهدي 
ثم أتجهت ناحيته وكادت تقبل يده لولا أنه سحبها سريعا 
أرجوك يا هارون بيه دي بنتي الوحيدة لو جرالها حاجة ھموت وراها 
أقترب حسان من زوجته يساندها حتى لا تقع بسبب أرتجافها خوفا ونظر لهارون يرجو عطفه 
أرجوك يا هارون بيه لو في إيدك حاجة متتأخرش عنها انا عارف أن سدرة غلطت في حقك بس انا عارف أن ضميرك مش هيسمحلك تسبها ټموت أو ټتأذي بسببك صح 
نظر هارون أمامه وعيناه مظلمة غائمة وأمسك بحجاب زوجته بيده وداخله قد استيقظ ذلك الۏحش الكامن في أحد زوايا عقله وبدأ الأستعداد لحرب ضارية سيخوضها من أجل استعادة زوجته حتى ولو كلفه الأمر حياته فداء لها 
الجزء الأول من الجزء الثاني
أقترب هارون من ميسرة يسندها بعدما كادت أن تقع على الأرض فقد عجز حسان عن تحمل ثقلها وحده وأمسكها من ذراعها وساعدها حتى جلست على أريكته الجلدية ثم جلس على المقعد المجاور لها يمسح على كفها برفق وهو يهاتف سكرتيرته ويطلب منها أحضار الماء ومعه مشروب بارد رفعت ميسرة عينيها الباكية ترجوه أن يرحم ضعفها ويساعدها في أرجاع فلذة كبدها خرجت كلماتها ضعيفة مهتزة متوسلة كي ترقق قلبه ليس على سدرة وحدها بل عليهم جميعا 
أأأأأ أررجوك يا هارون بيه أنقذ بنتي دي الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا دي اللي فاضلة ليا من ريحة أهلي وأختي الوحيدة انا عارفة أنها غلطت في حقك وجرحتك بس والله هى تابت لربنا وندمت على اللي عملته معاك دي كانت بتعمل كل اللي في جهدها عشان تسامحها وترجع تحبها زي الأول والله يا هارون بيه سدرة حبيتك أكتر ما حبت نفسها دي 
قاطعها هارون وهو يربت على كفها الممسكة بكفه 
انا عايزك تطمني يا طنط انا بوعدك أني عمري ما هسيب سدرة
________________________________________
تروح مني ولا هسيب حد يأذيها وأن شاء الله هرجعها لينا تاني بالسلامة ممكن ما تقلقيش وترمي حمولك على ربنا ثم عليا وانا مش هخذل حضرتك بأذن الله 
أبتسمت له ميسرة من بين عبراتها وهى تومئ له وكلها أمل في وجه الله أن ينجي سدرة ويجعل هارون سببا في أرجاعها لهم سليمة معافاة مرة أخرى 
انا عارفة من كلام سدرة عنك ليا أنك راجل قد كلمتك ووعدك سيف على رقبتك وعارفة أنك طالما وعدتني ترجع ليا بنتي يبقى هتوفي بوعدك وانا هفضل أدعيلك أن ربنا يسترها معاك ويوفقك 
جاءت منار تحمل بين يديها حامل معدني عليه أكواب عصير وزجاجات مياه ورسمت على محياها التأثر بما سمعته من ميسرة ثم نطقت بأسف تشد من أزرها 
انا سمعت حضرتك وأنت بتحكي لهارون بيه عن خطڤ مدام سدرة مټخافيش يا طنط أن شاء الله هترجع ليكم بألف سلامة 
أومأت لها ميسرة وعينها تلمع بعبرات مخټنقة 
حاضر يا طنط هدعلها وأن شاءالله ترجع بالسلامة 
ثم نظرت لهارون بنظراتها الماكرة التي تجيد استخدامها 
أن شاء الله مدام سدرة ترجع بالسلامة يا هارون بيه ولو في إيدي أي حاجة اساعد بيها انا مش هتأخر عن حضرتك 
ود هارون لو لكمها على فمها الحقېر هذا كي يخرسها فصوتها يثير أشمئزازه لكنه أبطن ذلك الشعور داخله حتى لا ترتاب خيفة منه وتفر من بين يديه قبل أن تنال عقابها وهز رأسه لها بكلمات مقتضبة 
شكرا يا منار على شعورك الطيب دا أتفضلي أنت على مكتبك دلوقتي 
ثم نظر لميسرة وحسان وأمسك بأكواب العصير يعطيها لهما 
أتفضلي يا طنط أتفضل يا عم حسان 
تناولت ميسرة الكوب بيد مهتزة فتناثرت بعض قطراته على الطاولة والأرضية رغما عنها فشعرت بالحرج منه فنظرت له تبرر فعلتها اللإرادية لكنها وجدته يمنحها ابتسامة حانية ومد يده ناحية يدها يمسكها بالكوب حتى هدأت أعصابها وأحكمت حركة يدها 
ولا يهمك يا طنط فداك اي حاجة متزعليش نفسك 
أبتسمت ميسرة بمرارة وزفرت عدة مرات قبل أن تنظر له 
ربنا يجبر بخاطرك يا أبني ولا يملك منك عدو 
أغمض هارون عينيه يأمن على دعائها له والي منحه راحة تغمر نفسه 
يارب اللهم آمين 
تنحنح حسان برفق ليلفت أنتباههما له 
أنت هتعمل ايه يا هارون بيه عشان ترجع سدرة من إيد المچرم دا 
أومئ هارون برفق ورفع يديه يمسح على وجهه ثم نظر له بعتب 
اولا يا عمي متقولش هارون بيه دي تاني انا هارون بس حضرتك في مقام والدي ماشي ثانيا انا لسه مش عارف هعمل أيه بس انا هستنى مكالمة من الحقېر دا يحدد فيها معاد نتقابل فيه وهكون مجهز ليه الورق اللي طلبه وأروح له وأبدل سدرة بيه 
نظرت له ميسرة تستفهم منه 
للدرجادي الورق دا مهم قوي كدا عنده لدرجة يخليه يخطف
عشانه بنت ملهاش ذنب وېهدد بقټلها 
أومئ هارون بنفاذ صبر 
أه مهم بس مش هيكون
أهم من حياة سدرة انا لو أعرف أنه هيعمل كدا مكنتش دخلت معاه في حرب من الأول 
لم يكن من السهل على هارون قول ذلك مهما بلغت قوة عدوه لأنه لا يهاب غير خالقه لكنه مجبر على قوله لأنه يعلم أن تلك الحية تقف على باب مكتبه تستمع لكل حرف يلتفظ به وقد أرد أن توصل ما سيقوله لزاهر حتى يوقعه في فخه ثم يأتي به لوكره وملاعبته وجها لوجه نهض من مكانه متجها لمكتبه ورفع سماعة هاتفه الأرضي يستدعي إحد حرسه 
مجدي تعال ليا حالا 
ثم وضعها فوق الهاتف وخطى ناحية ميسرة وحسان بوجهه مبهم خالي من التعابير 
انا مش عايزكم تقلقوا أن شاء الله سدرة هترجع وقريب قوي كمان مجدي اللي كلمته من شوية دا اكتر حارس شخصي عندي بثق فيه هو هياخدكم دلوقتي للقصر عندي تقعدوا هناك مع خالتي لغاية ما سدرة ترجع 
أشار حسان معترضا بيديه 
لا لا كتر خيرك يا هارون يا أبني احنا هنروح على بيتنا وهنكون معاك على التليفون تبلغنا بالجديد أول بأول 
هز هارون رأسه برفض وأصر عليهما بالذهاب لبيته 
مش هينفع يا عم حسان لأن أنتم كمان في خطړ ولازم حمايتكم على الأقل لغاية ما سدرة ترجع 
أصر حسان ومعه زوجته على موقفهما وصاحت ميسرة تطمئنه 
متخافش علينا يا هارون أحنا ولا علينا خطړ ولا حاجة وحتى لو فيه هنعرف نحمي نفسنا أن شاء الله ومتشغلش بالك غير برجوع سدرة بس 
حاول هارون معهما مرارا لكنهما في كل مرة يصران أكثر من سابقتها وعندما يأس أرسل حارسه الشخصي معهما كي يوصلهما بأحدى سيارته لمنزلهما وكلفه بجلب حارسان أخران ووضعهم على منزلهما حتى يكونا في أمان أذ حاول زاهر التعرض لهما ثم جلس يمسك هاتفه وفتحه على معرض الصور وراح يتفقد صور سدرة عليه لم يجد غير أثنتان واحدة ألتقطت لها في حفلهما الأخير سويا وأخرى ألتقطها خلسه لها وهى تجلس شاردة في حديقة قصره ظل ينظر ويدقق لتفاصيل وجهها الجميلة فعينيها البنيتان كحبتي بندق تسبحان في
________________________________________
بحر من الحليب الناصع البياض وشفتيها المكتنزتان مثل كرزتان ينعتان تغري من ينظر إليهما بتذوق طعمهما وأنفها الصغير مدبب الطرف وكل تلك التفاصيل تجتمع في وجه كالبدر جميلة هى حد الفتنة والأجمل أنها لا تعي لجمالها هذا فمن تمتكله يحق لها أن تتدل وتتغنج لكنها كانت بسيطة في أقل حراكتها أخطأت نعم لكنها كانت صغيرة حينما تلاعب بها الشيطان وأصقل
من جديد كل مبادئها وجعلها تسلك طريقه وزين لها كل أفعاله حتى حببها لها وجعلها تحذو خلفه دون أن تسمع لصوت العقل وعندما بدأت تستوعب فداحة ما فعلته كانت قد خسړت كل أحبتها وأصبحت منبوذة منهم بسبب الأڈى الذي أصابهم بسببها زفر هارون بغيظ وكم تمنى لو كانت بين يديه الأن لكان بثها ندمه وأسفه على ما فعله بها وطلب منها عفوها على جرمه في حقها أنتزعه من شروده صوت هاتفه يعلن عن مكالمة هاتفية من رقم خاص فعرف أنها من زاهر فإجابه على الفور 

ألو 
جاء صوت ذلك البغيض غليظا ملتحفا بالقسۏة 
اسمعني كويس يا أبن البنا مراتك مقابل الورق ولو عملت زي المكالمة الأولى صدقني ھڨتلها المرة دي ومش هيفرق معايا حاجة انا كدا كدا لو أتقبض عليا داخل السچن مش أقل من عشرين سنة مفيهاش حاجة لو بقوا أربعين ولا حتى أعدام المهم عندي يا أطلع منها زي الشعرة من العجينة يا أحرق قلبك على حبيبة القلب قولت ايه 
زفر هارون بقوة متمالكا غضبه 
وايه اللي يضمن ليا أنها لسه عايشة مش يمكن قټلتها وجاي تتفاوض معايا وتلعب عليا لعبة ۏسخة زي لعبك ديما 
هدر زاهر بصوت مرتفع 
مفيش ضمان تسلم الورق تستلم مراتك دا اللي عندي 
هز هارون رأسه وخرج صوته غير مباليا 
براحتك انا قولت اللي عندي اشوف مراتي عايشة اولا اتفق معاك على تسليم الورق مشوفتهاش ملكش كلام معايا 
جز زاهر على أسنانه پغضب وقام بغلق المكالمة دون أن يضيف حرف واحدا أغمض هارون عينيه وهو يمني نفسه أن يراها حية حتى لا يعيش الباقي من عمره في ندم وحصره
على ضياعها منه وبسبب عداء لا ذنب لها فيه في ذلك الوقت دخل عليه حمدي وعلى وجهه تبدو الصدمة متجليه ويشير بيده ناحية باب الغرفة يسأله 
صحيح الكلام اللي قالته منار دا يا هارون 
أومئ هارون بصمت وهو يزفر أنفاسه المثقلة دفعة واحدة 
أه يا حمدي صح زاهر خطڤ سدرة وبيهددني بقټلها لو مسلمتوش أصول المستندات اللي تدينه 
أتسعت عين حمدي پذعر 
دا أكيد أتجنن أزاي يعمل كدا وبعدين سدرة ذنبها أيه ولا هى مالها باللي
بينك وبينه 
رفع هارون كفيه ثم انزلهما فلا علم لديه 
انا معرفش روح اسأله هو السؤال ده 
ضيق حمدي عينيه مستفسرا 
هارون أنت أكيد مش هتسيبه يأذي سدرة صح 
رفع هارون حاجبه الأيسر وقال ساخرا 
أنت شايف ايه يا حمدي 
أقترب حمدي منه ونطق بتردد وحزن 
سدرة ملهاش ذنب يا هارون ومهما كان الخلاف بينك وبينها في الأخر هى كانت مراتك ومتخليش اللي حصل منها قبل كدا يمنعك من أنك تساعدها وتسيب الحقېر دا ېقتلها 
ثم أكمل وعيناه تلمع بعبرات متحجرة 
أنت عمرك ما تخليت عن حد محتاج لك مهما كان بينك وبينه وهى في أشد الأحتياج ليك ياريت كنت أقدر أنقذها لوحدي مكنتش اتأخرت عنها لحظة 
ضيق هارون عينيه يسبر أغواره ثم أتسعت عن أخرهما پغضب عندما لمس مشاعره المتجسدة في نظرة عينيه لسدرة وخوفه عليها المبالغ فيه ونبرة صوته المخټنق بالعبرات نهض من خلف مكتبه وأقترب منه 
أتمنى أن الأحساس اللي وصلي من ورا كلامك ميكونش صح يا حمدي 
زفر حمدي بضيق وهو يشيح بوجهه بعيدا عنه يضع سبابته وابهامه على عينيه يغلقهما بهما ويمسح ما فيهما من عبرات ثم رجع ينظر له وهو يسحب شهيقا بجانب واحد من أنفه 
متخافش يا هارون مش انا اللي أخون أخويا أحساسي ناحية سدرة أحساس أخوة مش أكتر أنت أخويا وهى مرات أخويا أو كانت يعني عمري ما هفكر فيها وانا عمري ما كنت قليل الأصل يا أبن خالتي 
رفع هارون يده وأمسك كتف حمدي بقوة ونطق بنبرة غليظة 
كانت ومازالت انا رديت سدرة لعصمتي يا حمدي ودلوقتي جه دور سؤالي انا ليك 
نظر حمدي له بأعين مليئة بالألم على حب ملئ قلبه دون أن يشعر لكنه مضطرا لوئده ومحاربته حتى لا يصبح وصمة عار تلطخ جبينه طيلة عمره 
قول يا هارون عايز أيه 
نظر هارون لعينيه نظرات ممېتة 
هتساعدني أرجع سدرة من إيدين الحقېر ده ولا هتتخلى عني 
هز حمدي رأسه بنفي 
لأ يا هارون مش هتخلى عنك وإيدي بإيدك لغاية ما ترجع مراتك بالسلامة من أيد المچرم ده 
أومئ هارون برضا وترك كتفه ووقف في مقابلته 
دا اللي كنت منتظره منك 
جاء لهارون تنبيه بمكالمة فيديو واردة جعلته يفتح هاتفه سريعا وينظر به ووقف حمدي بجواره يشاركه الرؤية فوجد سدرة تنام على جانبها فاقدة وعيها أرضا وخصلات شعرها تغطي وجهها ويديها مکبلة خلف ظهرها أقترب منها أحد
________________________________________
رجال زاهر وأزاح بعض خصلاتها للخلف ثم قرب يده بمنديل من أنفها قليلا وبعد وقت قصير تحركت أهدابها ثم أتبعتها بهزات بسيطة لرأسها كما صدر منها أنات ضعيفة كور هارون يديه پغضب وود لو أمسك بيد ذلك الحقېر التي أمتدت تعبث بشعر زوجته يقطعها لتجرئه على لمسها تحولت كاميرا التصوير ناحية زاهر الذي صاح ساخرا 
أطمنت على المدام أنها لسه عايشة أظن كدا عداني العيب تمام نتفق بقى على التسليم دا لو كنت عايز تشوفها حية مرة تانية 
صاح هارون فيه بصوت هادر وأشار بسبابته عبر كاميرا هاتفه محذرا إياه بجمود 
قسما بالله يا زاهر ال لو مراتي جرالها حاجة لكون مندمك على اليوم اللي أتولدت فيه وجيت للدنيا انا وعدتك أسلمك الورق لو شفتها حية وانا عند وعدي 
ثم سحب شهيقا طويلا وزفر سريعا 
حدد المكان والزمان تسلمني مراتي أسلمك الورق وفي اسرع وقت فاهم 
تعالت ضحكات زاهر الظافرة ثم صمت ونظر له بنظرات شيطانية ورفع سبابته أمام عينيه يلفها بحركات دائرية 
أنت دلوقتي داخل دايرتي انا والكنترول في إيدي يعني متدنيش أوامر في الفاضي يا أبن البنا أحنا في لعبة ووضع قوانينها في إيد الأقوى ومين الأقوى 
ثم أشار على صدره 
انا عارف
ليه لأن انا اللي معايا الجوكر اللي هيقش كله في النهاية 
ثم أغلق الهاتف وترك هارون وحمدي كليهما يقفان على صفيح ساخن بينما تكوى قلوبهما بجمر الهوى 
الجزء الثاني 
لم يشعر هارون بمقدار حبه الكبير لسدرة الإ حين فقدها فبرغم تظاهره بالامبلاه لمكالمة زاهر الأولى الإ أن كان بداخله بركان مشتعل يكمن تحت رداء البرود الذي يلتحف به وبعد علمه ببرائتها من تهمة الخېانة الذي وصمها بها ظلما تفجر ذلك البركان وأخرج حمما ملتهبة ټحرق روحه قبل أن ټحرق عدوه وأقسم على استعادتها سالمة حتى وأن كلفه الأمر حياته ثلاث ليال مضت على أختطافها قضاها ساهدا يجافي النوم عينيه كما جافى الطعام والشراب معدته ولولا قوته الجسدية لأصابه الوهن لكن قوة الأنتقام والٹأر تحالفا مع قوته البدنية وولدوا بداخله قوة هو نفسه كان يجهل بتواجده لديه اليوم هو اليوم الموعود الذي أعطاه فيه زاهر الموعد الفيصل الذي سينهي فيه كل شيء مع تحذيراته الغير متناهية بعدم أبلاغ الشرطة حتى لا تكون زوجته الضحېة أحتاط هارون جيدا ووضع خطة
محكمة مع حمدي الذي كان بمثابة عينه الثالثة وذراعه الخفي فقد كان على تواصل مع أحد ضباط الشرطة السريين ينقل له كل ما يحدث دون أن يعلم أحد بذلك خاصة منار تلك الأفعى اللعوب الذي استطاع حمدي خداعها طوال الوقت وأظهار نفسه في ثوب الملتهي في أنهاء صفقات العمل لأنشغال هارون بأمر زوجته وهكذا نجح الأثنان في التواصل مع الشرطة في سرية تامة وجاءت ساعة الصفر والتي سيلتقي بها هارون وزاهر في المكان الذي حدده الأخير بالقرب من منطقة صحراوية تبعد عن العاصمة بألالاف الكيلو مترات وحين أطمئن زاهر لعدم تتبع أحد لهارون من خلال جواسيسه الذين تم زرعهم على طوال الطريق بدأ في التواصل هاتفيا معه مرة أخرى وأرسال موقعه له عبر خاصية تحديد المواقع من خلال القمر الصناعي وصل هارون وداخله يضج پخوف عظيم ليس على نفسه بل عليها هى من ملكة قلبه كما ملك هو قلبها ولكنهما لم يهنئا بهذا الحب الذي أسرهما سويا وقف بسيارته أمام مستودع قديم حيث أشار له الموقع على هاتفه وخرج منها حاملا في إحدى يديه حقيبة جلدية ويده الأخرى فارغة يرفعها عاليا كي يظهر عدم حمله لسلاح كما طلب منه زاهر حاوطه عدة رجال يشهرون أسلحتهم نحوه بينما أقترب أحدهم ناحيته ينتزع منه الحقيبة ويلقيها لأحد رفاقه وأقترب منه أكثر يتحسس جسده بيديه حتى يتأكد من عدم حمله لأي سلاح ثم دفعه أمامه بغلظه بعدما ألتقط مدفعا آليا من زميله يأمره بالتقدم دخل هارون لداخل المستودع فوجد زاهر يجلس في الوسط على مقعد خشبي وأمامه مكتب قديم يرفع ساقيه ويضع أحدهما فوق الآخرى عليه تعالت ضحكات زاهر الشامتة حين وجده يدخل عليه مساقا من رجاله أنزل قدميه ونهض من جلسته وأقترب من هارون الصامت حتى الآن ثم مد يده يلكزه في كتفه ويحدثه بصوت ساخر 
والله وجه اليوم اللي أشوفك فيه مذلول يا أبن البنا كان نفسي فيه قوي اليوم ده من زمان وأخيرا شوفته 
أومئ هارون له ولم يبدي أعتراضا بل أشار له برفق 
تمام يا زاهر عملت اللي كان نفسك فيه وزيادة وأديني قدامك زي ما كنت بتتمنى ممكن بقى تكمل الأتفاق وزي ما انا وفيت بوعدي ليك وسلمتك الورق ټوفي أنت كمان بوعدك وتسلمني مراتي 
صدح صوت ضحكات زاهر مرة أخرى ورفع ذراعيه ثم أنزلهما وصاح متشفيا 
ياريت كان نفسي والله أكمل معاك الأتفاق عشان اثبت لك أني قد كلمتي لكن مراتك هى اللي أخلت بالأتفاق مش انا أصلها حاولت تهرب من
________________________________________
الراجل بتاعي اللي كان واقف عليها حراسة ليلة أمبارح فقټلها للأسف سوري يا هارون مفيش عندي حاجة أقولها ليك دلوقتي غير البقاء لله 
شلت الصدمة حواس هارون لبضع ثواني حتى أستوعب عقله ما نطقه ذلك البغيض وأتسعت عيناه پغضب يكسوها لون دمائه النافرة وهم بالھجوم عليه لكن قبل أن تخطو قدمه خطوة واحدة أنطلقت رصاصة الغدر نحو صدره أردته قتيلا ووقع أرضا فور أنطلاقها تجلجلت ضحكات زاهر تعم الهواء ثم تمالك نفسه وأشار لرجاله
وعلى وجهه ابتسامة متشفية 
يلا بينا لموا كل حاجة هنا ومتسبوش اي دليل ورانا وخلينا نمشي بسرعة قبل البوليس ما يجي 
وأسرع نحو الخارج بعدما أخذ حقيبة الأوراق الذي أعطاه أياها حارسه وصعد لسيارته وأمر سائقه بالأنطلاق سريعا وأنطلقت خلفه سيارتان دفع رباعي ثم إمسك بالحقيبة يخرج الأوراق منها يتفحصها جيدا لم يصدق عينيه حين وجدها الأوراق الأصلية فعلا التي تدينه فقد صدق هارون في وعده له فهز رأسه بسعادة 
أخيرا قدرت أخلص منك يا أبن البنا وأسترد حريتي كمان دلوقتي بقى مبقاش قدام الباشا اي حجة عشان يطلعني من كل التهم المتوجهة ضدي براءة
وأرجع لشغلي وحياتي من تاني أو أقل حاجة يهربني برة البلد خالص 
وقبل الدخول لطريق العاصمة بعدة كيلومترات قليلة وجد الكثير من سيارات الشرطة تطارده هو وباقي رجاله وتومض اشارتهم لهك لكي يتوقفوا بسيارتهم دون مقاومة عقد حاجبيه پخوف وأمر سائقه بعدم التوقف 
متقفش يا سيد خليك ماشي على طول وزود السرعة 

نظر له سيد من خلال مرأة السيارة الأمامية معترضا 
بس دول الشرطة يا زاهر بيه ومش هيسبونا في حالنا انا بقول نقف نشوفهم عايزين أيه
ضړب زاهر ظهر المقعد عدة مرات وهو يصيح فيه بقوة 
هيكونوا عايزين أيه يا غبي عايزين يقبضوا عليا طبعا أكيد الحقېر هارون كان مظبط معاهم وراسمين خطة عشان يوقعوني أوعى تقف فاهم وزود السرعة على أقصى سرعة 
أومئ له السائق على مضض وظل يقود السيارة بعدما أعطاها غيار لسرعة أكبر وزاهر يتابع باقي رجاله من الزجاج الخلفي فوجد أن بعض الضباط تمكنوا من التصويب على أطار السيارتان فشل تقدمها ونزل العديد منهم للقبض على حرسه أرتطم جسد زاهر فجأة بقوة في المقاعد
الأمامية فنظر أمامه ېصرخ پألم 
أاااااااااه وقفت ليه يا حيوان قولتلك متوقفش 
أشار السائق على سيارة الشرطة المتوقفة على بعد سنتيمترات قليله أمام سيارتهما فقد استطاع أحد الضباط من تخطي سرعتهم وأيقاف السيارة أمام سيارة زاهر لأجبارهما على التوقف 
مش شايف العربية يا زاهر بيه 
وقبل أن ينطق زاهر بحرف أخر كان رجال الشرطة يحيطون سيارته مشهرين أسلحتهم نحوه يطرقون على زجاج أبوابها بقوة ويأمرونه بصوت هادر بالخروج منها مستسلما رافعا ذراعيه فوق رأسه حاول المماطلة حتى يجد حل يمكنه من الخروج لكنه وجد كل محاولاته ستبوء بالفشل لذا ألغى نظام القفل بالسيارة وفتح الباب وخرج رافعا يديه فوق رأسه كما أمروه وصاح فيهم بأستعطاف 
أنتم بتوقفوني ليه يا باشا انا معملتش حاجة 
أقترب منه الضابط وكبل يديه خلفه ظهر ووضع بها الأصفاد وهو يعدد له تهمه الكثيرة 
كل دا يا زاهر ومعملتش حاجة دي مش تهمة واحدة دول تهم كتير قوي من ضمنهم خطڤ أنثى ومحاولة قتل رجل الأعمال هارون البنا دا غير تهم الأختلاس والاستيلاء على المال العام والمتاجرة في الآثار والأستحواذ على ملكية أراضي الدولة بدون أوراق قانونية كفاية كدا ولا أقول الباقي وخلي بالك في تسجيلات قانونية متسجلة ليك وأنت بتساوم هارون البنا على رجوع مراته مقابل المستندات اللي تدينك يعني مش هتعرف تطلع منها المرة دي يا زاهر يا مهدي 
بعد مدة ليست بقليلة كانت سيارة الإسعاف تحمل هارون وتتجه نحو العاصمة لأنقاذه قبل فوات الأوان وخلف السيارة أنطلق حمدي بسيارته بعدما حدد مكانه من خلال موقع هاتفه وأسرع لمكانه حتى يرى ما به ولما لم يجيب على هاتفه وحين وجد جسده يفترش الأرض فاقدا للحياة هاتف الضابط الذي كان يتواصل معه للقبض على زاهر وطلب منه أحضار سيارة أسعاف لأنقاذ هارون ظل حمدي يلوم نفسه ويتأكله الندم لأنه استمع لهارون وتركه يذهب وحده ضړب مقود سيارته عدة مرات وصاح پغضب 
ياريتني ما سمعت كلامك يا هارون أديك ضيعت نفسك بتهورك هقول ايه دلوقتي لماما وهى موصياني مسيبكش تروح لوحدك ربنا يستر وتكون لسه بخير 
قطع صياحه الغاضب صوت هاتفه يعلو بمكالمة واردة من والدته فعلى ما يبدو أن قلبها قد شعر بما حدث وتريد الاطمئنان منه تمالك نفسه وأجابه بصوت هادئ حتى لا يفجعها وتنتكس حالتها الصحية مرة أخرى 
أيوه يا ماما 
إجابته زهرة وقلبها يخفق پخوف 
طمني يا حمدي هارون
جاب مراته ورجع بالسلامة 
زفر حمدي بقوة وهو يخبرها كڈبا 
زاهر قدر يهرب قبل ما هارون ياخد سدرة والشرطة حاليا بطارده وهارون مع المقدم طاهر ومش عارف أتلم عليه أول ما أكلمه وأطمن هكلمك وكمان ياريت متتصليش على تليفون هارون لأنه
________________________________________
أتكسر منه وهو بيحاول يمسك زاهر قبل ما يهرب 
أومأت زهرة متفهمة 
عشان كدا لما أتصلت عليه لقيته مقفول 
هز حمدي رأسه وهو ينظر لهاتف هارون بيده بعد أن أضطر لأخذه وأغلاقه لحين الاطمئنان على هارون 
أيوه يا حبيبتي عشان كده انا قولت أعرفك عشان متقلقيش انا هضطر أقفل وأول ما أطمن هطمنك أن شاء الله 
تنهدت زهرة بحزن 
ماشي يا حبيبي ربنا يطمنا قريب ويرجع سدرة بخير لينا من تاني 
أنهى حمدي المكالمة وألقى بهاتفه أمامه في مقدمة سيارته ونزلت دموعه حزنا على سدرة التي طالتها يد الغدر وقطفت زهرة شبابها بدون ذنب أقترفته فبأي ذنب ټقتل تلك الفتاة الجميلة التي استطاعت أن تلفت نظره لها وتمتلك مشاعره بطيبتها ورقتها ومظهرها البرئ ولولا خوفه من ربه وأخلاقه التي تربى عليها لانتزعها من يد هارون وأبتعد بها لأقصى الأرض يعوضها به عما قاست من عڈاب وبرغم علمه بما فعلت الإ أن قلبه تلمس لها العذر فقد كانت مراهقة طائشة أوقعها حظها العاثر في طريق شيطان عرف كيف يتلاعب بها ويستدرجها لطريقه بعدما أصقل معتقداتها بأفكاره السيئة والمنحطة هز رأسه بحزن وخرجت أنفاسه من جوفة ملتهبة تلهب قلبه وهو يقول 
ربنا يرحمك يا سدرة لوكنت مۏتي فعلا ولو لسه عايشة يبقى ربنا يحميك من كل شړ ونقدر نوصلك قريب 
وصلت سيارة الإسعاف أمام المشفى واسرع المسعفين في حمل هارون والدخول به لأنقاذه وبعد مدة من وقوف حمدي أمام حجرة العمليات خرج الطبيب له ينزع غطاء رأسه الشفاف ويخبره بحالة هارون تقدم منه حمدي وسأله پخوف 
طمني يا دكتور محرم هارون بخير صح 
زفر الطبيب وهو يرفع يده أمام حمدي 
هارون بيه أتكتب له عمر جديد والسبب دي 
نظر حمدي لتلك السلسة الذهبية والتي استقرت الړصاصة في وسط القلب المتدلي منها فأتسعت عين حمدي بدهشة وأخذها من يد الطبيب يتفحصها فوجد ذلك القلب الذهبي يفتح عن نصفه الآخر لتظهر من داخله صورة صغيرة لسدرة مع والديها وصورة أخرى لها مع هارون قبض حمدي عليها بقوة
وأغمض عينيه متحسرا على صاحبتها ثم نظر للطبيب 
يعني هارون كويس مفيهوش حاجة 
رفع الطبيب يده بأشارات تعبيرية 
السلسة صحيح حمت هارون بيه من أنها تخترق جسده وتدخل لقلبه بس دا ميمنعش أن قوة الضړبة كسرت عنده ضلعين وشرخت تلاتة تانيين وعملت ڼزيف داخلي لكن الحمدلله قدرنا نسيطر عليه وكمان عملنا عملية بسيطة لتثبيت الضلوع المکسورة بسلك طبي هو حاليا الحالة مستقرة وخرج على غرفة الأفاقة وشوية وهيروح على جناحه 
أومئ حمدي وهو يزفر براحة ومد يده يصافح الطبيب 
بجد انا بشكرك يا دكتور محرم أنك طمنتني على حالة هارون 
أبتسم الطبيب له بكياسة 
لا شكر على واجب يا حمدي بيه بعد أذنك انا رايح مكتبي لو أحتجت حاجة انا هناك 
بادله حمدي الأبتسامة بأخرى لم تتخطى شفتيه 
تمام يا دكتور أتفضل حضرتك 
ظل زاهر يغدو ذهابا وإيابا بقلق وخوف كبيران في تلك الغرفة الانفرادية التي ألقوه بها بمفرده منذ أن جاءوا به لهنا قبل عدة ساعات وحدث نفسه بشړ 
قسما بالله لو ما أتصرفت يا باشا وطلعتني من هنا ليكون عليا وعلى أعدائي اه ما هو انا مش هكون كبش فدا لطمعك وأنانيتك انا كدا كدا رايح في داهية ومش هسيبك تتهنى أنت بتعبي وشقايا دا لولا تخطيطي مكنتش كسبت الملايين دي كلها يا قاسم باشا ولو كنت مفكر أن منصبك كاوزير هيحميك من السچن والعقاپ فانا عملت حسابي وكل الورق اللي يدينك مع مراتي وانا مفهمها هتعمل أيه لو أتقبض عليا وكويس أني كلمتها قبل ما أجي على هنا عشان تنهض تتصرف 
وبقى هكذا يدور حول نفسه تارة ويحدث نفسه تارة أخرى حتى دخل عليه أحد العسكر يكبل يديه ويسحبه خلفه لحجرة المحقق لكي يبدأ استجوابه في تلك التهم الموجهة إليه وظل زاهر ينكر ما أنسب إليه مع
أصراره على تبرئة أسمه وأتهام هارون بتلفيق تلك التهم له وعندما يأس المحقق من أخذ أعتراف صريح منه أمد حپسه خمسة عشر يوما على ذمة التحقيقات حتى يجلب محامي للدفاع عنه ويتم التأكد من صح المستندات التي تدينه ليبث في أمره بما ينص عليه قانون العقوبات 
أخبر حمدي والدته بما حدث حقيقة بعدما ذهب لها في قصر هارون وأخذها للمشفى حتى تكون بجواره لكي يتابع هو ما حدث مع زاهر لحين أسترداد هارون لعافيته مرة أخرى كما أرسل أحد الحرس لديهم لجلب ميسرة وحسان للمشفى حتى يطلعهم على ما حدث لكي لا يظلا مشغولا البال وكما توقع أنهارت ميسرة وفقدت وعيها فور معرفتها بما حدث مع سدرة وأسرع حمدي يطلب من طاقم التمريض أسعافها حتى لا تتدهور حالتها وجلس حسان على أحد المقاعد فاقدا للحس لما يدور حوله فهو لا يستطيع استيعاب أن سدرة قټلت ولن يراها ثانيا حاول حمدي التحدث معه لأخراجه من حالته تلك لكنه لا يستجيب لأي مؤثرات وكأن عقله
________________________________________
في وادي أخر هز حمدي رأسه بحزن على ما ألت له الأمور وجلس بجوار والدته يهدأها فقد كانت تبكي منذ معرفتها بما حدث لسدرة وهارون في صباح اليوم التالي وفي غرفة هارون تململ في فراشة حيث بدأت حواسه في استشعار الحياة مرة أخرى وبعد عدة دقائق كانت عيناه تفتحان يطالع بهما سقف الغرفة وظل لدقيقة يستوعب ما فيه وأين هو وحين تذكر أخر ما حدث معه أنتفض من نومته لكن ألم صدره الكبير جعله يرتد للفراش ثانيا فأمال رأسه للجنب وطالع زر الجرس الموجود بجانب الفراش وأمد يده يضغط عليه عدة مرات لحظات وكانت ممرضة تدخل عليه الغرفة وعندما وجدته قد استعاد وعيه ذهبت مسرعة لأحضار الطبيب المتابع لحالته ورجعت برفقته ومعهما عدة ممرضين أخرين وبدأوا في معاينته والاطمئنان عليه فبادر هارون الطبيب بسؤاله 
انا هنا من أمتى يا دكتور 
نظر الطبيب له نظرة خاطفة ورجع مرة أخرى يتابع مؤشراته الحيوية على الجهاز الطبي بجواره 
أنت هنا من أمبارح يا هارون بيه 
تلك المرة لم يكترث هارون لألمه وأنتفض ينزع عنه تلك الكبسولات الطبية الملتصقة بصدره وهو يصيح 
أيه انا لازم أطلع من هنا فورا 
الجزء الثالث 
ذهب حمدي لمخفر الشرطة حيث يوجد زاهر وباقي رجاله وحاول مقابلته وبعد عدة محاولات مع الضابط المسؤول عنه وافق على الأ يخبر أحد لأنه سيتحمل ذلك على مسؤوليته الشخصية ففي القضايا الكبيرة مثل قضية زاهر تمنع زيارة الغرباء عن المتهم ولا يسمح لأخد سوا المحامي الخاص به فقط وهيئ الضابط مكان خاص بعيدا عن العامة لتتم المقابلة به ثم تركهما وخرج من الغرفة لعدة دقائق قليلة كما أخبر حمدي مسبقا وقف حمدي وفي نيته أجبار زاهر على الأعتراف بحقيقة ما حدث لسدرة ووجه له وابلا من الأسئلة كانت الإجابة عليهم من زاهر تتلخص في ضحكة ساخرة ثم توقف وهو
يشير له
شامتا ينهي أي أمل لديه أن تكون سدرة مازالت حية 
أيوه أتقتلت ومش بإيدي مع أني كان نفسي أموتها بأيديا دول قدام هارون نفسه لكن للأسف هى سبقت وأختارت ټموت بعيد عن عينه يمكن كانت حاسة باللي هيجرالها وأشفقت عليه من تأنيب الضمير 
أشار له حمدي وعيناه تلمع بعبرات متحجرة 
أنت كداب سدرة مامتتش سدرة لسه عايشة وأنت عملت اللعبة دي عشان تساوم هارون عليها بس أحب أعرفك أن هو مش هيرحمك فاهم ولا انا كمان ولولا وجودنا هنا وأن الراجل اللي دخلني ليك هينضر في شغله لو مسيتك بأذى كان زماني مخلص عليك وخنقك بإيديا 

أرتفعت ضحكة زاهر وألتمع الشړ بعينيه 
فوق يا حمدي أنت تخلص عليا انا ههه أنت متقدرش تعمل كدا عارف ليه لأن طول عمرك ضعيف وتابع لهارون تنفذ أوامره وتقضي له مهمامه اللي مش فاضي ليها معقولة هتصدق نفسك وتعيش الدور وتفتكر روحك بقيت سوبرمان 
لم يستطع حمدي التحكم في غضبه بعدما استفزه ذلك البغيض وأنقض عليه يسبه وهو يكيل له اللكمات والأخر يضحك بشړ وكأن تلبسه شيطان مريد جعله لا يشعر بالألم 
أخرس يا حيوان يا مچرم يا حقېر انا ھقتلك
وأخلص الناس من شرورك 
تعالت ضحكات زاهر ونظر لحمدي پغضب بعدما استطاع أن يمسك يديه 
لو كنت فاكر أن بالكام بوكس دول ھيموتوني فتبقى غلطان لأن انا لو مۏت فانا ھموت من الضحك عليك بس 
زمجر حمدي پغضب ونجح في تخليص يديه من زاهر وقام بلكمه في فكيه مرة أخرى يفجر الډماء منه أكثر فلم يكفيه الډماء التي لونت أسنانه وشفتاه ولم يتركه الإ حين دخل عليه الضابط وكبل يديه من الخلف يشل حركته جيدا وصاح فيه بعتاب 
كدا يا حمدي دا اللي أتفقنا عليه 
أنتفض حمدي عدة مرات حتى تركه الضابط لكنه وقف في وجه حائلا بينه وبين زاهر فصړخ به پغضب 
سبني يا عبدالرحمن سبني أخلص عليه الحقېر ده 
هز عبدالرحمن رأسه بنفي وصاح معترضا 
اسيبك عشان تضيع نفسك في زي ده أهدى يا حمدي دا ميستهلش حتى تنرفز نفسك بسببه وبعدين هو مصيره معروف وأخرته قربت والأنتقام منه يكون أفضل بالقانون 
وجدها زاهر الفرصة المناسبة كما طلب منه المحامي الخاص به فهو قد طالبه بأصابة نفسه بچروح خطېرة حتى يستطيع تقديم طلب لتحويله للعلاج في المشفى ومن هناك سيضع خطة لهروبه خارج البلاد فضحك زاهر على حديثهما وقال ساخرا 
ههههههههه سيبه يا حظابط يجيب أخره وزي ما قولت انا كدا كدا مېت خلينا نشوف سبع البورمية دلدول هارون البنا دا يقدر يعمل أيه 
صاح حمدي پغضب وقد تملكه الجنون وعزم على أنهاء حياة ذلك البغيض حتى وأن كان الثمن حريته واستطاع الأفلات من الضابط والأنقضاض على زاهر يلقيه على الأريكة يعتصر عنقه بيديه 
انا هعرفك دلوقتي مين انا وأيه اللي أقدر عليه 
أبتسم زاهر وخرج صوته متحشرجا بسبب ضغط حمدي على أحباله الصوتية 
جاي تتشطر عليا بدل ما كنت تتشطر على هارون وتاخد منه حبيبتك اللي كان السبب
________________________________________
في مۏتها 
نزلت كلمات زاهر على مسامعه ثقيلة تعريه وتكشف الحقيقة الذي ظل طويلا ينكرها حتى ظهرت بادية عليه يراها الجميع بوضوح وهنت قوته قليلا بسبب ألم قلبه فأستطاع عبدالرحمن ومعه أحد العساكر من تخليص زاهر من بين يديه ثم أمر عبدالرحمن بأقتياده لمحبسه مرة أخرى بينما ظل يقف محتضنا حمدي حتى يمنعه من الوصول له ثانيا ثم تركه وهو يشير له 
انا اللي غلطان يا حمدي للأسف مش أنت كنت فاكرك أقوى وأعقل من كدا ومتخليش واحد زي دا يثير أعصابك أنما أنت بسبب عصبيتك خليته نجح في استفزازك وكنت هضيع نفسك وضيعني معاك كمان 
هز حمدي رأسه بأسف ونظر لعبد الرحمن 
انا أسف يا عبدالرحمن ڠصب عني فقدت أعصابي كل المصاېب اللي وقعت علينا الفترة دي كانت بسببه منظر هارون وهو مصاپ مش بيروح عن بالي وهيفضل على بالي وهفضل ألوم نفسي عليه لأني سمعت كلامه وسبته يروح لوحده 
أومئ عبدالرحمن متفهما 
انا عارف اللي حصل ليكم بسببه أنت ناسي أني كنت مع المقدم طاهر وهو بيخطط مع هارون ومعاك عشان نقدر نوقع المچرم ده وعارف كمان أنك حاسس بالذنب ناحية هارون بس صدقني دا نصيب وقدر ومهما خدت حذرك فالحذر مبيمنعش قدر حاول تتمالك نفسك أنت عليك مسؤولية كبيرة شركاتكم وشغلكم كله فوق راسك ودا اللي هيخلي هارون يلومك بجد لو قصرت فيه 
زفر حمدي بقوة وخرجت نبرته غاضبة من بين أسنانه 
عارف يا حمدي عارف بس ڠصب عني كل ما أفتكر اللي حصل معانا بسببه وكمان كلامه الحقېر زيه ببقى عايز أمسكه من زمارة رقابته أخنقه لغاية ما روحه تطلع على إيدي 
أغمض عبدالرحمن عينيه يعتصرهما بقوة وهز رأسه
كويس أنك مدخلتش شرطة زيي يا حمدي كان زمانك قاټل كل مچرم تقبض عليه فاكر أيام دراستنا سوا لما كنت ديما تقولي انا عايز أبقى ظابط وانا زعلت لما أنت خرجت من الكشف الطبي بس حقيقي دي أحسن حاجة حصلت لك مكنتش هتعمر كتير في الشغلانة دي 
نظر له حمدي بطرف عينه ثم لكمه برفق في صدره 
مش وقت استظرافك يا حبيبي ماشي يلا انا رايح المستشفى أطمن على هارون وبقية العيلة 
أبتسم عبدالرحمن ولكز حمدي أيضا برفق 
يا أخي روح يلا من هنا ومشوفش وشك دا تاني
دا أنت كنت هضيعني وضيع نفسك بقى في ظابط يبقى بالتهور والعصبية دي ولما توصل المستشفى ابقى طمني على هارون وأن شاءالله هاجي أخر اليوم أشوفه بنفسي 
أومئ له حمدي بصمت وهما بالمغادرة لكنه عاد وأشار له محذرا 
لو جدت حاجة أو عرفت حاجة بخصوص سدرة عرفني في وقتها فاهم يا عبدالرحمن 
أشار له عبدالرحمن ملوحا بيده 
من غير ما تقول يا حمدي دا إكيد اللي هيحصل ويلا مع السلامة مش فاضيلك دلوقتي 
في طريق عودته للمشفى رن هاتفه فأمسك به حيث كان يضعه على المقعد المجاور له وأجاب على المكالمة فقد ساوره القلق عندما وجده رقم الطبيب المتابع لحالة هارون 
خير يا دكتور محرم هارون جراله حاجة 
إحابه الطبيب وصوته يكسوه الهدوء مما جعل حمدي يشعر ببعض الطمأنينة 
متخافش يا حمدي بيه هارون باشا بخير هو بس فاق وكان عايز يخرج من المستشفى بأي شكل لدرجة أنه ضړب دكتور العناية عشان حاول يمنعه وانا أضطريت أسايره لغاية ما أدتله منوم في المية من غير ما يعرف لأن حالته الصحية لسه في مرحلة الخطۏرة وخروجه دلوقتي بيزود الخطۏرة دي 
تنفس حمدي الصعداء وتحدث بنبرة ممتنة 
خير ما عملت يا دكتور وياريت تخليك مسيطر عليه أقل حاجة أسبوع لأني عارفه لو فاق مش هيقعد دقيقة واحدة وهيصمم يخرج عشان يعرف مصير مراته وأيه اللي حصل ليها 
أومئ الطبيب متفهما 
تمام ودا اللي ناوي أعمله أن شاء الله انا بس حبيت أعرفك باللي حصل 
أنهى حمدي المكالمة مع الطبيب وألتفت يضع هاتفه جانبا ورجع ينظر لطريقه مرة أخرى فتفاجئ بفتاة ظهرت من العدم تعبر الطريق دون أن تنظر على جانبيها أولا حاول السيطرة على السيارة ودعس على كفة الفرامل بكل قوته مما جعل السيارة تصدر صريرا قويا نتيجة أحتكاك أطارتها بأرضية الطريق ولكن المسافة بين السيارة والفتاة لم تكن كافية لتتوقف قبل أن تصطدم بها حيث أطاحت بها لمسافة قصيرة أمامها هلع حمدي وأصابة الخۏف على الفتاة ونزل سريعا من سيارته يجري عليها وجلس بجوارها يتفقدها دون أن يحاول تحريكها فوجدها تتأوه من الألم وهناك بعض الډماء التي نزلت من رأسها تسارعت دقات قلبه وحاول التحدث معها 
أنت أيه اللي خلاك تعدي الطريق من غير ما تبصي بس قوليلي حاسة بأيه عشان أقدر اساعدك 
نزلت دموع الفتاة وتحدثت بوهن
أنت ملكش ذنب انا اللي كنت عايزة أموت نفسي 
هز حمدي رأسه پغضب وصاح فيها 
وملقتيش غيري ربنا يسامحك 
تكاثرت أقوال المارة الذين تجمعوا من حولهما فمنهم من كان يلومهما ومنهم من كان يعظها بحرمة قتل النفس ومنهم من لم يرحم ضعفها وراح يقذفها بالباطل
________________________________________
فنظر لهم حمدي پغضب وصړخ بهم كي يصمتوا ثم رجع يقترب من الفتاة يسألها 
اسمعيني كويس انا هشيلك بحذر وأنت ساعديني وحاولي متتحركيش كتير عشان أقدر أخدك للمستشفى 
حاولت الفتاة الأعتراض وطالبته بتركها ټنزف حتى ټموت لكي ترتاح مما أرق روحها لكن أعتراضها لم يدوم طويلا حيث فقدت وعيها مما جعل حمدي يحملها ويضعها في مقعد سيارته الخلفي برفق وينطلق بها سريعا للمشفى 
وهاتف الطبيب محرم وأعلمه بما حدث معه وطلب منه أنتظاره لكي يسعف تلك الفتاة قبل فوات الأوان وفور وصوله اسرع الطبيب ومعه طاقم التمريض بفحصها جيدا وعمل الأشعة اللازمة لها لتأكد من أن كان بها كسور وجاءت نتيجتها سلبية حيث كانت سليمة الإ من بعض الرضوض والاحتكاكات البسيطة في جلدها وچرح عميق في فروة رأسها أحتاج للتقطيب عدة غرز فقط وبعد الاطمئنان عليها نقلت لغرفة عادية مع أعطائها بعض المسكنات والمضادات الحيوية لتسكين الألم الذي ستشعر به فور أستعادة وعيها وفي ناحية أخرى من المشفى رقدت ميسرة صامتة لا تتحدث فقط عبراتها تنحدر من عينيها بصمت وبداخلها تخبط وصخب حيث ظلت تجلد نفسها على مقاطعتها الطويلة لسدرة وټعنيفها الدائم لها كلما سمعت صوتها أو رأتها وكم تمنت لو عاد بها الزمن لساعة واحدة قبل نزول سدرة من منزلهم دون علمها لظلت تجلس بجانبها تراقبها وتمنعها من الخروج بكل ما أوتيت من قوة دخل حسان عليها يجر قدميه بصعوبة وقد كهل مظهره وأنحنى ظهره وكأن فوقه هموم الدنيا
كلها نظرت له
ميسرة وأنفجرت تبكي بصوتا مرتفع يهتز جسدها على أثره جلس حسان بجوارها يربت على ظهرها ويهدئ من روعها وما لبث أن بكى هو الأخر فخسارته لسدرة مفجعة أيضا فهى خسارة أبنة تربت وترعرعت على يديه ولا تقل ۏجعا وألما عن زوجته لكنه تمالك نفسه وربت على ظهرها وتحدث لها يحثها على الصبر حتى تؤجر في مصيبتها حاول وحاول كثيرا حتى تعبت زوجته ونامت من كثرة بكائها وألم قلبها المكلوم فنهض من جوارها وعدل من وضعية نومها حتى لا يتعب جسدها أكثر من ذلك ثم دخل للمرحاض كي يتوضأ وظل يصلي كثيرا وفي ختام كل صلاة يدعو لسدرة بالرحمة ولهما بالصبر 
مر اسبوع على الحاډث تحسنت حالة هارون خلاله وبدأ الطبيب في تقليل نسبة المخدر الذي يعطيه له تدريجيا حتي توقف عن مده به مما جعل هارون يستعيد كامل وعيه وعندما علم بكم المدة التي لزمها بالمشفى ثارت أعصابه وڠضب من حمدي لأنه علم منه بأتفاقه المسبق مع الطبيب على ذلك ولولا تدخل الطبيب بينهما لكان ظل
يضربه حتى أرقده مكانه خرج هارون وفي نيته الذهاب رأسا لزاهر لكي يجعله يخبره بمكان زوجته الحقيقي فهو لا يصدق أنها ماټت فشعوره بها مازال يخبره أنها حية وعليه الأسراع في أنقاذها و سيجعل ذلك الحقېر يقر بمكانها أو سيرسله للچحيم بيديه ولكن هذه المرة أنكر عبدالرحمن وجوده حتى لا يتكرر ما حدث قبل ذلك وأن كان استطاع السيطرة على حمدي فسيعجز عن ردع هارون فهو يعلم كم الڠضب الذي يحركه ظل هارون يدور حول نفسه ويتواصل هنا وهناك حتى نجح في تدبير مقابلة له مع زاهر وحين جاء موعدها وجد قضبان حديدية غليظة تفصله عن الوصول له ود هارون لو أخترقها وأمسك بعنق ذلك البغيض يمتص الحياة منه لكنها كانت أقوى مما تخيل فعلى ما يبدو أنهم وضعوا بها الكثير من أطنان الحديد حتى تبدو بتلك الصلابة أحضر أحد العساكر زاهر للغرفة ثم فك قيده وخرج يغلق الباب خلفه وقف هارون يناظره بأعين يقدح الشړ والبغض بها مما جعل زاهر يضحك ساخرا 

أيه دا أنت لسه عايش وفيك نفس وانا اللي قولت زمانك نايم پتتعذب في قپرك 
زمحر هارون پغضب عارم 
هنشوف مين اللي هينوم مين في قپره الأول يا 
أومئ زاهر رأسه متشفيا 
انا نومت مراتك في قپرها وكنت هخليك تحصلها لولا أن لسه ليك أجل بس متقلقش هعملها تاني وتالت وعاشر ومش معنى أني محپوس هنا فا مش هعرف أطولك لأ انا ليا إيدين في كل مكان وهوصلك حتى لو كنت في قلب بيتك وعلى سريرك كمان 
أمسك هارون القضبان بيديه يهزها بقوة وهو ېصرخ بكل قوته 
أخرس يا حيوان يا حقېر أنت أتفه من أنك تعمل حاجة وحقي وحق مراتي هعرف أخده منك بطريقتي بس الأول لازم تعترف بمكان مراتي فاهم 
تعالت ضحكات زاهر ثم هز رأسه بلامبلاة 
طيب وريني هتعمل ايه وبعدين ليه مش عايز تصدق أن مراتك خلاص ماټت وبقت بح عارف كان نفسي أقتلها قدامك بس حظك الحلو بقى اللي خلى الحقېرة مراتك الشمال حاولت تهرب فالراجل بتاعي سبق وقټلها هو بس مش مهم المهم أني حړقت قلبك عليها 
مد هارون يديه محاولا بيأس الأمساك به لكنه كان بعيدا عن مرمى يديه 
أخرس يا حيوان مراتي أشرف منك ومن
________________________________________
اللي خلفوك يا واطي إياك تجيب سيرتها على لسانك الۏسخ دا تاني 
رفع زاهر يديه بحركات استعراضية مستفزة لهارون ثم غمز له بإحدى عينيه 
مراتك أشرف مني أه ههههه مش دي اللي كانت بتلعب عليك أنت وعمك في وقت واحد دا غير ما وقعت حمدي كمان في غرامها على العموم هى معدش يجوز عليها غير الرحمة وربنا يسترها على ولايانه 
فقد هارون أعصابه وصړخ به مهددا إياه 
أخرس يا يا واطي إياك تعيد الكلام دا تاني فاهم واسمعني كويس انا مكنتش حابب الجئ للأسلوب ده لكن أنت اللي أضطرتني لكده صدقني لو معترفتش بمكان سدرة أو على الأقل بمكان قپرها لو كانت ماټت فعلا انا هنتقم منك زي ما عملت وهتكون مراتك
الضحېة يا زاهر وھڨتلها بإيديه زي ما قټلت مراتي 
أرتسمت معالم الصدمة والخۏف على زاهر وما لبث أن أنفجر في الضحك بهستيرية ثم أشار لهارون بالذهاب 
طب يلا ألحق بسرعة روح خلص عليها قبل ما ترجع في كلامك ولا ضميرك يصحى ههههههه 
ثم توقف عن الضحك وأتسعت عيناه بشړ 
انا راجل ما ببكيش على حرمة زيك وميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غير واحد بس عارف مين 
أشار بسببته على صدره بكل ثقة 
انا ميهمنيش غير نفسي وبس يا أبن البنا شكلك لسه متعرفش مين هو زاهر المهدي انا مبيتلويش دراعي ولا ليا نقطة ضعف واحدة وصباعي
اللي بيوجعني مبعلجوش بقطعه فاهم 
عند هذا الحد طفح الكيل بهارون لكنه مجبر على مسايرته حتى يعلم بمكان زوجته مسح على وجهه متمالكا نفسه 
تمام طالما مبيهمكش غير نفسك فانا هعمل معاك ديل أنت تقولي على مكان سدرة وانا كفيل أني أخرجك من هنا قولت أيه 
صاح زاهر پغضب يشير بسبابته لهارون 
لو خروجي من هنا هيكون على إيدك أنت فانا مش عايز أخرج دا أولا وثانيا مراتك ماټت دي الحقيقة اللي لازم تصدقها وتقتنع بيها وثالثا ودا الأهم فخروجي من هنا مسألة وقت مش أكتر وزي ما أنت مهم وواصل فانا بردو واريا الأهم منك والواصل أكتر منك 
ثم رفع اصباعيه السبابة والوسطى يضعهما على جبينه بأشارة التحية والوداع 
سلام يا أبن البنا معدش في كلام ما بينا يتقال 
ثم أتجه لباب الغرفة يطرقه مناديا على العسكري حتي يصطحبه إلى مهجعه المؤقت من وجهة نظره بعدما أبلغه إحد رجال الرجل الكبير الذي يعمل تحت أمرته بقرب خروجه من هنا وتهريبه لخارج البلاد 
الجزء الرابع 
لم يكتفي هارون بمحاولته مع زاهر بل أصر على مقابلة رجاله الذين تواجدوا معه منذ أختطاف سدرة إلى يوم الحاډث الذي قبض عليهم فيه وبرغم كل الأغراءات المادية الذي وعدهم بها هارون كما عاهدهم بخروج من يدله على مكان زوجته أو بالمكان الذي دفنت به بالخروج من المحاكمة دون أدانة في تلك القضية الإ أن قولهم جميعا جاء مطابقا لقول زاهر وهو أن زميلا لهم قټلها عندما حاولت الهروب وقام بډفن جثتها في مكان ما بالصحراء لا أحد منهم يعلم مكانه الإ هو وعندما سألهم عنه وأين يجده أخبروه أن زاهر قام بضربه ضړبا مپرحا ثم طرده من العمل لديه لأنه خالف أوامره وهم لا يعلمون عنه شيء سوا أن أسمه يونس فقط يأس هارون من استخلاص معلومة منهم تدله أن كانت سدرة لا تزال حية أو حتى بالمكان التي دفنت لكنه لن يرضخ أو يستسلم من أول جولة وكلف عدة رجال مختصين ومحترفين في تتبع الأثر لكي يكتفوا أثر سدرة وذلك الرجل الذي يدعى يونس حتى يعلم منه ما حدث فعلا وهل ما قاله زاهر ورجاله حقيقة أم كڈبة يريد أن يكيد له بها كانت حالة هارون الصحية تتحسن ببطئ لعدم ألتزامه بتعليمات الطبيب ورغم شدة ألم جرحه الإ أن چرح قلبه كان أشد وأعظم ألما فحبيبة قلبه الذي لم يعرف طعما للحب سوا معها أختفت دون أن
تسامحه أو تعلم بمدى حبه الكبير لها مرت عدة شهور مازال البحث عن سدرة ويونس فيهم قائما دون فائدة فأضطرا هارون أن يوقف البحث ليأسه خاصة بعد مقټل زاهر داخل محبسه أثناء التحقيق معه وقبل تحويله للمحاكمة وظلت المئات من علامات الاستفهام تحيط بتلك القضية فقد شغلت الرأي العام لفترة ليست بقليلة لتورط أسماء تعد من أهم رموز الدولة في وقتها عاش هارون حالة من الحزن والأنعزال التام عن الجميع حتى عن خالته زهرة التي لم تتوقف عن البكاء حزنا وقهرا على ما آل إليه حاله وحال سدرة وبقيا هارون يفرغ جام طاقته في عمله مثل الألة التي تعمل طوال الوقت لا تتوقف حتى تفرغ طاقتها وظل يؤجل لقاءه بميسرة لعدم تحمله رؤية نظرات خذلانه لها في عينيها فالأول مرة بحياته كلها لا يفي بوعد قطعه على نفسه رغما عنه وقرر أخيرا الذهاب لها حتى يوقف التخبط الذي يعث بداخله بسبب تقريع ضميره له وعندما وصل
________________________________________
أمام بابها تردد
كثيرا في طرقه لكنه استجمع ما بقى له من قوة وطرقه بوهن ولكم تمنى أن لا تجيبه ويعود دون رؤيتها ويعطي لنفسه المبرر الذي يريح ضميره ولو قليلا لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وكان وجهها هو أول من طالعه حين فتح الباب أغمض عينيه وهز رأسه كي يتمالك نفسه من الأنهيار أمامها نظرت له ميسرة بجمود لعدة ثواني ثم دخلت دون أن تنبث بكلمه أو حتى تدعوه للدخول لكنها لم تغلق بابها في وجهه بل تركته مفتوح دخل هارون مترددا يقدم قدم ويؤخر عشر ووقف أمام الأريكة التي تجلس عليها ونطق بوهن 
انا عارف أن زيارتي ليكم جت متأخرة بس كنت عاجز عن أني أخد الخطوة دي مش استهتار بمشاعركم أو تقليل منكم بالعكس انا كنت خجلان من نفسي لأني ڠصب عني موفتش بوعدي ليكم 
رفعت ميسرة عينيها المغلفة بعبرات متحجرة وهزت رأسها بوهن وظلت صامتة لا تقوى على الكلام فنزل هارون أمامها على قدم وساق يمسك بكفها يلثمه بحب وقد تجمعت دموعه أيضا بعدما عجز عن حپسها أكثر من ذلك 
دموعك دي غالية عليا قوي زي ما كانت غالية على سدرة انا مش هطلب منك تسمحيني على خذلاني مش بس ليكم وكمان لسدرة ولنفسي لأن
انا مش مسامح نفسي انا هفضل اللي باقي من عمري كله أكفر عن ذنبي في حقها وكمان عمري شوية على ده انا كل اللي طالبه من حضرتك أنك تسمحي ليا أن أجي كل فترة أطمن عليك أنت وعمي حسان لو مش هضايقكم 
أمدت ميسرة يدها نحو وجهه ومسحت على وجنته بحنو وتحدثت من بين دموعها 
هون على روحك يا أبني ومتشيلش نفسك فوق طاقتها أنت متأخرتش عن سدرة بالعكس أنت لولا ستر ربنا كان بعد الشړ جرالك حاجة انا مش زعلانة منك وبالنسبة ليا أنت وفيت بوعدك وأكتر بس القدر قال كلمته وده أجلها انا اللي زعلانة من نفسي على اللي عملته فيها في أخر أيامها 
لم تتمالك ميسرة نفسها وأنفجرت في البكاء تنوح فلذة كبدها 
لو كنت أعرف أن أجلها قصير مكنتش سبتها يوم ولا ساعة ولا حتى لحظة كنت خدتها في حضڼي وفضلت أعوضها عن غيابها بعيد عني لو أعرف مكنتش زعلتها مهما يحصل وهى عملت أيه دي أنضحك عليها من مچرم استغل طيبتها وبرائتها وصغر سنها حسبي الله ونعم الوكيل فيه نفسي أشوفها وحشتني قوي يا هارون 
نهض هارون من أتكائه أمامها وجلس بجوارها يضمها بذراعه ويربت برفق على كفها وتحدث بصوت مخټنق بعبراته 
أرجوك يا طنط حاولي تهوني على نفسك أحنا مدخلناش في علم الغيب فراق سدرة جارحنا كلنا بس هتصدقيني لو قولتلك أن أحساسي بسدرة بيقولي أنها عايشة ومش ممكن تكون ماټت 
رفعت ميسرة عينيها له وسألته برجاء 
أنت كمان مش مصدق أنها ماټت صح قولي أنك مش مصدق لأن انا كمان مش مصدقة وحاسة أنها عايشة 
أبتسم لها هارون ابتسامة لم تتخطى شفتيه 
أيوه يا طنط انا مش مصدق وأحساسي أنها عايشة وأن شاءالله هترجع لينا قريب
وقف حسان على باب غرفة نومه يشاهد ما يحدث بقلب مفطور على خسارته لأبنته وعلى حال زوجته التي كادت تجن بعد فقدانها لمن كانت سبب يمدها بالحياة تقدم منهما ثم جلس على المقعد بجوار زوجته ونظر لهارون 
السلام عليكم أزيك
يا هارون بيه عامل أيه 
أومئ له هارون بابتسامة حانية 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا يا عمي بلاش بيه دي عشان محسش أني غريب عنكم ثانيا انا الحمدلله بخير ثالثا أزي حضرتك وأزي صحتك 
أبتسم حسان لتواضعه ومعاملته الحسنة لهم ثم زفر على مضض قائلا 
الحمدلله أدينا عايشين نعافر مع الأيام عشان تعدي بسرعة 

هز هارون رأسه متفهما أحساسه 
عندك حق يا عمي وياريت بتعدي دي واقفة وۏجع الفراق مصعبها علينا أكتر 
رفع حسان كفيه يتدلى من إحداهما المسبحة 
عليك بالدعاء يا أبني أسأل ربنا يمنحك الصبر وأن شاءالله ربك يستجاب 
ثم نظر لزوجته يربت على قدمها 
وحدي الله يا حاجة وأدعي ربنا يردها لينا سالمة لو عايشة 
جاهد نفسه لأخراج تلك الكلمات الثقال فما أشدها قسۏة عليه 
أو أدعيلها بالرحمة
لو ربنا أراد وأسترد أمانته 
صړخت ميسرة پقهر 
أن شاء الله يا حبيبتي مفيش اصدق من أحساس الأم وأكيد أحساسك بيها حقيقي وترجع لينا قريب 
تنحنح هارون كي يلفت انتباههما 
انا عامل مفجأة صغيرة ليكم ولخالتي كمان ومفيش حد يعرف بيها حاليا غير انا وحمدي فا بعد أذنكم ممكن تتفضلوا معايا عشان نشوفها مع بعض 
قطبت ميسرة حاجبيها متعجبة 
مفجأة أيه أنت لقيت سدرة ومخبي عليا صح!! 
زفرة هارون بقوة ثم هز رأسه بهدوء 
ياريت يا طنط دي كانت تبقى أجمل مفجأة في الدنيا دي كلها بس كل اللي أقدر أقوله أن المفجأة ليها علاقة بسدرة وهتفرحكم قوي 
سأله حسان بعدما غلبه فضوله 
هى سر يعني مينفعش تقول لينا عليه دلوقتي 
أبتسم هارون ابتسامة عزبة 
لا هى مش سر ولا حاجة بس لو
________________________________________
قولت عليها مش هتكون مفجأة وانا بصراحة حابب أشوف رد فعلكم لما تشوفوها في وقتها 
لم تستطع ميسرة ولا حسان رفض طلب هارون أمام أصراره ورجائه لهما وذهبا برفقته في سيارته الخاصة لكي يرى تلك المفاجأة الذي أعدها من أجل سدرة وستفرحهما كثيرا وبعد مدة ليست بقصيرة وجدا السيارة تعبر بهم سور ضخم يحيط بمنزل كبير وبجواره عدة أبنية صغيرة لمحت ميسرة تلك اللافتة العريضة المعلقة على البوابة الخارجية مكتوب عليها دار سدرة لكفالة اليتيم وذوي الاحتياجات الخاصة وضعت يدها على فمها تحبس شهقاتها فهى لم تكن لتتخيل أن المفاجأة بتلك الروعة نظرت عبر المرأة الأمامية لهارون وقالت له بسعادة 
أنت عملت دا لسدرة بجد ولا انا قريت اليافطة غلط 
توقف هارون بسيارته بعدما وصل بها أمام الباب الرئيسي للفيلا ونزل منها يفتح باب السيارة ومد يده يساعدها على النزول 
لأ بجد يا طنط انا شغال انا وحمدي في أعداد الدار دي بقالنا أكتر من ست شهور والحمدلله النهاردة الأفتتاح بتاع الدار وطبعا مكنش
هينفع نفتتحه من غيركم لأن انا هسيب أدارة الدار لحضراتك مع عمي حسان وخالتي زهرة كمان تيدروها وتكونوا مسؤولين عنها 
نزلت عبرات ميسرة ولكن تلك المرة هى دموع فرح ونظرت له ممتنة 
انا مش عارفة أقولك أيه غير أني أدعيلك ربنا يسترها معاك ويجازيك كل خير يارب 
أبتسم هارون وشعر بسعادة بالغة لأنه تمكن من أدخال الفرح على قلوب أتعبتها ڼار الفراق 
ودعوتك دي عندي بالدنيا يا طنط وتهون عليا أي تعب شوفته بجد 
أشار هارون لداخل المنزل وطلب منهما الدخول 
أتفضلي من هنا أتفضل يا عم حسان 
ثم قال له 
أكيد حضرتك موافق تمسك الدار مع طنط ميسرة 
أومئ حسان له برضا 
إكيد يا أبني وهى دي حاجة حد يتإخر عنها بس انا ليا طلب شغلي هنا هيكون بعد الضهر على ما معاد شغلي يخلص 
أشار هارون على أحدى الغرف 
أتفضلوا هنا دي أوضة رئيس الدار 
ثم وجه حديثه مرة أخرى لحسان 
طيب ممكن تاخد أجازة عشان تفضى للدار كليا وأكيد هتاخد مرتب هنا بدل مرتبك 
هز حسان رأسه برفض 
لأ معلش أعذرني يا هارون يا أبني انا شغلي في الدار هيكون لله وبدون مقابل وكل الحكاية الساعتين بتوع الصبح وعلى الضهر هكون هنا وميسرة والست زهرة خالتك شطار وميتخافش عليهم أكيد مش هيغلبوا في الساعتين اللي هغبهم 
أومئ هارون له ممتنا 
تمام يا عمي زي ما حضرتك تحب 
دخلوا ثلاثتهم لغرفة الإدارة فوجدوا زهرة تجلس خلف المكتب المتواجد بها تمسك بعض الأوراق تطالعهم بدقة وتركيز ألقى هارون عليها التحية لكي تنتبه لهم 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
رفعت زهرة رأسها ثم نزعت نظارتها الخاصة بالقرأة ونظرت لهم فأرتسمت على وجهها ابتسامة عذبة فور رؤيتها لميسرة ونهضت برفق وهى تفتح ذراعيها تستقبلها بحفاوة 
ميسرة أزيك يا حبيبتي عاملة ايه 
أقتربت منها ميسرة تضمها بحب 
الحمدلله بخير يا مدام زهرة أزيك أنت عاملة ايه وصحتك أزيها 
هزت زهرة رأسها برضا 
انا الحمدلله بخير يا حبيبتي وفي نعمة 
ثم عاتبتها بلين 
بس أيه مدام زهرة دي هو انا عشان أكبر منك كام سنة هتعملي فرق 
نفت ميسرة بابتسامة 
لأ يا حبيبتي مش فرق دا تقدير واحترام وعلى
العموم انا هقولك يا أم حمدي عشان سامحيني مش هقدر أقولك زهرة كدا 
أومأت لها زهرة متفهمة 
خلاص نمشيها أم حمدي 
ثم نظرت لحسان وحيته بإيمائة 
أزيك يا أستاذ حسان عامل أيه 
أبتسم لها حسان وهز رأسه برفق 
الحمدلله بخير يا أم حمدي الحمدلله أننا شوفناك بخير 
زفرت زهرة برضا 
الحمدلله على كل حال 
ثم نظرت لهارون وفتحت ذراعيها تضمه بحنو 
أجمل مفجأة عملتها يا حبيب قلبي انا ساعة ما حمدي جابني هنا من شوية مكنتش مصدقة نفسي 
ضمھا هارون برفق يقبل كتفها بحب 
كان نفسي أكون موجود في استقبالك وأشوف فرحتك بالدار بنفسي لكن هعمل ايه هو حمدي طول عمره كدا 
ابتعدت زهرة عنه ضاحكة ثم لكزته برفق في ذراعه 
هههههههه طول عمره عسل وقمر كمان تقدر تنكر 
أبتسم هارون قائلا بسخرية 
اه قمر بس أمر بالستر 
ثم نظر لخارج الغرفة 
المهم هو فين عشان عايزة 
أومأت له زهرة تغمز بأحدى عينيها 
راح يجيب سهيلة من المستشفى بعد ما جلستها مع الدكتور النفسي خلصت 
هز هارون رأسه متفهما 
أخبارها أيه يا خالتي يا ترى مستجيبة للعلاج 
تنهدت زهرة براحة وهى تشيح بيدها 
كتير كتير موضوع الدكتور ده فرق معاها وخلاها ترجع لطبيعتها تاني 
أبتسم هارون لها والټفت ناحية ميسرة حين بادرته بسؤالها الذي شعر فيه بغيرتها وحزنها لظنها أنه سيخلفها في حياته خلفا لسدرة 
مين سهيلة دي يا هارون 
أقترب منها هارون ووقف في مقابلها ونظر لها 
دي بنت حمدي صدمها بعربيته يوم الحاډثة بتاعتي وهو جاي ليا المستشفى رمت نفسها قدام عربيته عشان ټموت نفسها بس ربنا قدر ولطف الحمدلله والدكتور طلب من حمدي أنها تروح تتعالج عند دكتور نفسي لأنها ممكن تكرر الموضوع ده تاني وخالتي جابتها عاشت معانا عندي في القصر عشان تراعيها لغاية ما تخف وترجع طبيعية 
نظرت ميسرة بحزن وعتاب لزهرة فشعرت بها الأخيرة من دون أن
________________________________________
تتحدث فأقتربت منها تربت على ذراعها 
مټخافيش يا ميسرة مفيش حد هياخد مكان سدرة في حياة هارون حتى لو ملكة نزلة من السما والبنت انا جبتها لأنها غلبانة والدنيا جاية عليها بزيادة وانا لا يمكن كنت اسيبها وقررت اساعدها لأني أعتبرتها بنتي ربنا يعفو عنها ويشفيها 
أومأت لها زهرة بابتسامة وعيناها تلمع بالعبرات ثم نظرت لهارون الذي وجدته يبتسم لها بحنو 
بنات الدنيا كلها ميملوش عيني لأني مش شايف ولا هشوف غير سدرة وبس 
نزلت دموع ميسرة وهزت رأسها برفض 
انا لو حاسه أن سدرة لا قدر الله ماټت مكنتش هزعل لأن
دا من حقك بس احساسي بيها أنها عايشة بس معرفش هى فين ولا أيه اللي حايشها عني ولو رجعت ولقيت في غيرها في حياتك هتتجرح قوي يا هارون دي حبيتك أكتر من نفسها 
زفر هارون بحزن 
وانا كمان حبيتها أكتر من حياتي ولا يمكن غيرها يدخل حياتي وأن شاءالله سدرة عايشة وهترجع لينا وقريب 
في سيارة حمدي جلست سهيلة بجواره شاردة تنظر من زجاج السيارة لا تعي لنظرات حمدي المتابعة لها وعندما وجدها غير مبالية له ولا بأحساسه الذي تكون داخله ناحيتها في بداية الأمر ظن أنه مجرد شفقة عليها لما تمر به من ظروف غامضة دمرتها نفسيا جعلتها تقرر أنهاء حياتها في لحظة يأس تملكتها لكنه تيقن بعد ذلك من شعوره بالأنجذاب ناحيتها وسعادته برؤيتها وخفقان قلبه الذي لم يشعر به سابقا حتى مع سدرة فكان إحساسه بها مختلفا عن سهيلة فهى جعلته يتمنى قربها في كل وقت أما إحساسه بسدرة كان خوف عليها وشفقة على ما مرت به ليس أكثر لذا قرر وضع حد لحيرته والتأكد ما أن كانت تبادله نفس شعوره أم أنه يتوهم ذلك أوقف حمدي السيارة بجوار الممشى الحجري بجوار النهر مما جعل سهيلة تنظر له متسائلة عن سبب توقفه نظرت له وقالت برقتها المعهودة 
حضرتك وقفت ليه يا أستاذ حمدي 
أنتفخ داخل حمدي بالغيظ لوضعها دائما حاجز بينهما 
سهيلة ممكن تبصيلي 
رفعت سهيلة عسلتيها اللامعة تنظر له وسرعان ما أخفضت نظراتها أرضا 
في حاجة انا عملت حاجة 
نقر حمدي بأصابعه على عجلة القيادة 
اه فيه في أني معجب بيك ومش بس كدا لأ انا كمان بحبك 
أتسعت عين سهيلة بفزع وأمسكت بقفل
الباب تفتحه لتخرج من السيارة لكنها وجدته مغلقا فتوسلت لحمدي وهى تبكي 
أفتح الباب أرجوك يا حمدي بيه أرجوك أرجوك 
تعجب حمدي من رد فعلها على ما قاله فسألها 
في أيه يا سهيلة هو انا قولت أيه يخليك ټنهاري كدا 
هزت سهيلة رأسها پخوف 
لأ انا منفعش صدقني منفعش شوف ليك واحدة غيري نزلني وخليني أمشي وأنساني أرجوك دا عشانك مش عشاني 
شعر حمدي أن هناك ما يؤرقها وجعلها تعاني هكذا لذا أمسك معصمها ونظر في عينيها بقوة 
ليه رميتي نفسك قدام عربيتي وكنت عايزة ټموتي نفسك 
ثم أشار له بسبابة يده الأخرى 
ويكون في علمك مش همشي بالعربية ولا هسيبك غير ما تحكي ليا كل حاجة وكمان عايز أقولك أن مهما قولتي وحكيتي ليا انا مش هغير رأيي اللي قولته من شوية وأوعدك أن هيفضل سر ما بينا 
تجرعت سهيلة ريقها بصعوبة وهى ترتعش فطمأنها حمدي وهو يربت على كفها بين يديه 
مټخافيش يا حبيبتي انا مهما سمعت مش هيأثر على أحساسي بيك 
زفرت سهيلة ثم نظرت له بعد أن أعطاها دفعة قوية جعلتها تطمئن فقالت پخوف 
أاااااا ان انا قټلت واحد 
جحظت عين حمدي بدهشة 
قټلتي دا بجد 
أومأت له بحزن وعبراتها تنساب 
أيوه قټلته لأنه يستاهل القټل هههههو هو أقنعني أنه بيحبني ولما صدقته حاول يتعدى عليا ويغتصبني فقمت قتلاه وهربت ولما فوقت من الصدمة قررت أموت نفسي عشان مشيلش أمي همي كفاية عليها هم أخواتي الأيتام اللي بتشقى عشان تربيهم 
ترك حمدي يدها ولحف وجهه بيديه ثم مسح عليه ونظر لها يسألها 
أسمه أيه الحقېر ده وفين عنوانه 
أتسعت عين سهيلة پخوف 
عايزة ليه أنت قولت ليا هيفضل سر ما بينا 
ربت حمدي على كفها يطمأنها 
مټخافيش انا بس هسأل واشوف هو ماټ فعلا ولا لأ ولو ماټ انا هقف معاكي وهخلي المحامي بتاع شركتنا يترافع عنك ويخرجك منها
دفاع عن النفس 
هز سهيلة رأسها پخوف 
أرجوك يا حمدي بيه بلاش انا خاېفة انا ممكن أتعدم 
أبتسم حمدي لها وطمأنها 
مټخافيش يا حبيبتي قولتلك انا مش هسيبك وهفضل وراك لغاية ما أطلعك منها 
أومأت له سهيلة بعدما شعرت ببعض الطمأنينة 
هو أسمه شريف وساكن في جليم 
زوى حاجبيه مستفسرا 

جليم في اسكندرية صح 
زفرت سهيلة بقوة 
أه في اسكندرية 
أبتسم حمدي لها وأومئ لها برفق 
تمام انا هبعت بكرة اللي يتقصى ليا عن كله حاجة عن شريف ده ويشوفه ماټ فعلا ولا لأ ومش عايزك تقلقي 
أبتسمت له سهيلة ابتسامة بسيطة لم تتعدى شفتيها ثم أغمضت عينيها تدعو الله في سرها أن يمر الأمر على خير وضع حمدي نظارته الشمسية وقاد السيارة لدار الأيتام حيث ينتظره هارون والبقية 
الجزء الخامس 
مرت الأيام سريعا حتى أقترب موعد الذكرى السنوية لمۏت سدرة
________________________________________
أو لنقول أختفائها كما يرددا هارون وخالتها دوما فهما الوحيدان اللذان لم يصدقا أنها ماټت ولن تعود وضع هارون جام تركيز في العمل حتى يتوقف عقله عن التفكير فيما حدث وجلد ذاته في كل وقت كما وضعت ميسرة وحسان
همهما في رعاية الأطفال وتعويضهم وتعويض نفسيهما عما حرما منه فوجدا السعادة الحقيقية بين تلك البسمات النقية والوجوه البريئة التي لم تدنسها مطامع البشر بعد وفي أغلب الأيام كانا يبتا في الدار لأنشغالهما في تنظيم أمور الدار والعمل على أكمال متطلبات الأطفال على أكمل وجه خلال تلك الفترة تقرب حمدي وسهيلة من بعضهما فقد بدأت سهيلة في الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة ناحية حمدي حيث وجدت فيه السند الحقيقي والمحب الوفي بعدما ساندها في مشكلتها ووقف بجوارها حتى تأكد أن ذلك البغيض التي ظنت أنها قټلته مازال حيا يرزق ولم يتقدم بشكوى ضدها وأرسل له حمدي رسالة عبر حارسه الشخصي يحذره فيها بعدم التعرض لسهيلة أو أي أحد من أفراد عائلتها حتى لا تكون نهايته هذه المرة على يد حمدي نفسه شجعت سهيلة نفسها على المضي قدما في حبه خاصة بعد أن طلبها للزواج وقررت الذهاب برفقته للأسكندرية لطلب السماح من والدتها فقد تركت المنزل بدون علمها بعدما حرضها شريف حبيبها الخائڼ على الهرب لكي يتزوجان سرا بعد أن رفضت والدتها طلبه للزواج من أبنتها فهى تعلم من
ما يقال عنه في وسطهم أنه غير ملتزم أخلاقيا ولا يصلح للزواج أو تحمل المسؤولية وفي صباح أحد الأيام ذهب حمدي لهارون لكي يخبره بسفره إلى الأسكندرية لمقابلة والدة سهيلة طرق بابه ودخل وعلى وجهه ابتسامة عريضة 
صباح الخير يا هارون باشا 
رفع هارون حاجبه ونظر له متفحصا 
صباح الخير يا حمدي بيه مش عوايدك تيجي متأخر وكمان فرحان تقريبا كدا نموسيتك بمبي وشكل مزاجك رايق على الأخر النهاردة 
رفع حمدي يداه ثم انزلهما بسعادة 
لازم أكون رايق وفرحان كمان أخيرا لقيت الأنسانة اللي قدرت ټخطف قلبي وتعرفني طريق الحب الحقيقي 
أبتسم هارون ونهض من جلسته خلف المكتب 
انا بجد فرحان عشانك قوي يا حمدي أخيرا لقيت اللي تلمك من السرمحة هنا وهناك وكمان هترحم خالتي من محايلتك عشان تتجوز 
ضيق حمدي عينيه وقال مازحا 
بس متقولش لقيت اللي تلمني دي البنات هما اللي زي النحل عليا أعمل لهم أيه يعني 
ضحك هارون ساخرا منه 
ملمومين عليك زي النحل لأنك ملزق 
أشار حمدي له محذرا 
هارون بلاش هزارك الماسخ ده وخصوصا قدام المزة بتاعتي 
ضحك هارون عليه تعبيراته الكوميدية 
هههههههه في واحد عاقل يقول المزة بتاعتي دا أنت فاضلك كتير قوي على ما تعقل 
أشار له حمدي بلامبلاة 
سيبك من دا دلوقتي وخلينا في المهم انا كنت جاي اقولك أني رايح أسكندرية بكرة 
عقص هارون حاجبيه متعجبا! 
ليه هو مش انا بلغتك أن أنا اللي هروح أخلص الشحنة من الجمرك لأني محتاج أخد أجازة يومين أريح فيهم أعصابي من ضغط الشغل 
هز حمدي رأسه بنفي 
ومين قالك أني رايح أخلص الشحنة أنت خليك في طريقك زي ما كنت مخطط لأن انا رايح اقابل مامت سهيلة ويدوب مجرد الزيارة ما تنتهي على خير هرجع على طول 
أندهش هارون من تسرع حمدي في أتخاذ قرار مصيري مثل قرار الزواج 
مش شايف أنك متسرع شوية ولازم تفكر كويس في قرارك ده عشان متظلمش البنت معاك 
هز حمدي رأسه بنفي 
لا يا هارون انا فكرت كويس قوي قبل ما أخد القرار ده وأستخرت ربنا كمان والحمدلله حاسس براحة كبيرة قوي 
اومئ هارون متفهما لكنه وجب عليه أن يقدم له النصيحة فأقترب منه يربت كلى كتفه 
تمام يا حمدي بس خلي بالك لازم تعرف أنك بمجرد ما فكرت ترتبط بسهيلة تنسى اي حاجة حصلت ليها أو معاها قبل ما تعرفك ولازم تحط ماضيها ورا ضهرك عشان ميتكررش معاك حكايتي مع سدرة في أول جوازنا 
أغمض حمدي عينيه متمنيا أن تزول غمة أبن خالته وأخيه وصاحبه الوحيد وأن يجد من تعوضه غياب سدرة 
عارف يا هارون كل اللي قولته وحاطه في حسابي كويس قوي وأتعلمت الدرس من تجربتك وأن شاءالله سدرة ترجعلك قريب أو ربنا يعوضك باللي تملى حياتك من تاني 
هز هارون رأسه بشدة 
مفيش واحدة هتقدر تاخد مكانها مهما كانت هى مين أن شاء الله سدرة عايشة وهترجع تملى حياتي تاني 
أومئ حمدي بابتسامه عذبة 
أن شاء الله يا صاحبي 
ربت هارون على ذراعه برفق 
قولي هتروح اسكندرية أمتى ممكن لو نتفق نطلع من هنا سوا 
زفر حمدي بقوة وخرجت أنفاسه طويلة 
المفروض نطلع بدري لأن زي ما أنت عارف الحكاية وسهيلة خاېفة من مقابلة والدتها وخاېفة متتقبلهاش تاني وتطردها فلازم نروح بدري عشان أحاول أقنعها أن سهيلة أنضحك وڠصب عنها صدقته لأنها صغيرة ومعندهاش خبرة في الحياة 
أبتسم هارون وكم تمنى بداخله لو يعود به الزمن لكان فعل مع سدرة ما يفعله حمدي الأن مع حبيبته 
أن شاء الله ربنا هوفقكم وهتنجحوا في أقناع مامتها طول
________________________________________
ما
حبكم صادق وطول ما أنت واقف سند في ضهرها 
أنهى حمدي حديثه مع هارون وخرج من مكتبه يهاتف سهيلة يطلب منها أن تعد نفسها نفسيا من أجل مقابلة والدتها وعليها أن لا تخاف أو تحزن مهما كانت نتيجة مقابلتهما تلك فهو لن يستسلم حتى تسامحها والدتها وتتقبلها مرة أخرى وسط عائلتها الصغيرة مضى اليوم وجاء الصباح وفي ساعته الأولى كانت سيارة هارون تلتهم المسافة الفاصلة ما بين العاصمة ومدينة الإسكندرية وجلس هارون في مقعدها الخلفي يراجع أوراق تلك الشحنة المتحفظ عليها في ميناء الإسكندرية نظر له
السائق عبر المرأة الأمامية يسأله 
هنروح الفندق الأول ولا هنطلع على المينا طوالي يا هارون بيه 
رفع هارون عينيه عن الورق ينظر له 
لأ هنروح المينا الأول الورق دا لازم يروح عشان يلحقوا يفرجوا عن الشحنة والعربيات بتاعتنا تلحق تحملها قبل معاد الشغل ما ينتهي 
أومئ له السائق بتهذيب 
تمام يا هارون بيه 
ظل هارون يتفحص الورق بعناية إلى أن تأكد منه جميعه ثم وضعه بداخل ملفه الأحمر ولعدة دقائق شرد في ذلك اللون فهو نفس لون الملف الذي بسببه ضاعت سدرة من يده فأمسك به وضغط أوراقه بين يده پغضب ولولا تداركه لنفسه لتقطعت أوراقه وضعه پعنف داخل حقيبته وأغلقها عليه لكي لا يتذكر ما حدث مجددا وبعد أنتهائه من التخليص الجمركي لشحنته وتأكده من بدأ تحميلها في السيارت التي ستنقلها لمخازنه غادر الميناء بعد أن أذن لصلاة العصر منذ وقت قصير وذهب للفندق لكي يريح جسده من عناء السفر واليوم بأكمله وبالفعل مجرد ما أن لامس جسده الفراش حتى غطى في نوم عميق لم يفق منه سوا ليلا نهض يأخذ حماما باردا يعيد له حيويته بعد أنتهائه نزل لأستقبال الفندق لكي يتناول عشاءه ثم غادره بعد فترة قصيرة يتمشى على البحر قليلا يستنشق هواءه النقي وبينما هو يسير شاردا لفت نظره تلك السيدة البسيطة التي أفترشت جزء من كورنيش البحر تصنع به مشروبات ساخنة لهؤلاء البسطاء الذين خرجوا من منازلهم يجلسون منتشرين هنا وهناك يخرجون همومهم مع أنفاسهم وكأنهم يشكون همومهم للبحر جلس هارون على مقربه منها وطلب منها أعداد مشروبا له 
لو سمحت يا مدام ممكن تعملي ليا كوباية شاي مظبوطة 
نظرت له السيدة بتعجب من هيئته التي يغلب عليها طابع الثراء لكنها أبطنت دهشتها وصنعت له الشاي بصمت وذهبت تعطيه إياه 
أتفضل يا بيه الشاي المظبوط 
أبتسم لها هارون وهز رأسه برفق 
شكرا تسلم إيدك يا 
نظرت له السيدة بخجل 
أم مراد بيه 
أومئ لها هارون بابتسامة حانية ثم أمسك الكوب يرتشف منه متلذذا بطعمه فهو صنع بحرفية تدل على أتقانها لصنعه نظر لها 
الشاي مظبوط جدا حقيقي تسلم إيدك 
شعرت السيدة بالأرتياح ناحيته فهو يبدو عليه الطيبة والتواضع برغم فخامة ما يرتديه أبتعدت عنه بعدما منحته إيمائة رضا عما قاله وجلس هارون على السور ينظر للبحر مستمتعا بمنظره مع الشاي فذلك مزيج يجلب السعادة لبعض محبي النقاء والصفاء النفسي دق هاتفه فوجده حمدي فأغمض عينيه يلوم نفسه لعدم مهاتفته حتى يطمئن عليه وعلى نتيجة مقابلته مع والدة سهيلة أجاب عليه مبررا 
أكيد زعلان مني لأني متصلتش عليك وعندك حق تزعل بس حقيقي بعد التعب اللي شوفته في المينا روحت الفندق نمت محستش بنفسي المهم عملت أيه طمني 
زفر حمدي بقوة يخرج الحزن الذي تملك منه 
زي ما توقعت مامتها رفضت أنها تسمع منها وتقريبا طردتنا من بيتها 
أومئ هارون متفهما 
دا شيء متوقع الست مچروحة ومش سهل عليها اللي حصل وأكيد مش هتسامح ما بين يوم وليلة لازم سهيلة تحاول تاني وتالت وعاشر ومليون لغاية ما تسامحها وأنت تكون معاها 
جاءه صوت حمدي خاڤتا 
أكيد هنحاول مع بعض لغاية ما تسامحها المهم دلوقتي أنت فين سألت عليك في الفندق قالولي أنك خرجت كنت عايز أقعد معاك لأن سهيلة نامت 
سأله هارون مستفسرا 
أنتم لسه هنا مسافرتوش مش كنت بتقول هترجعوا القاهرة في نفس اليوم ! 
زفر حمدي بضيق 
دا لو كان مامت سهيلة سامحتها أو حتى وافقت أن تستقبلها في بيتها تاني بس الموضوع أتعقد وسهيلة عيطت كتير قوي لغاية ما نامت من التعب قولي بقى أنت فين انا مخڼوق وانا لوحدي 
حاول هارون أمتصاص غضبه حتي يهدأ 
تمام تمام تعالى ليا انا قاعد بشرب شاي على الكورنيش قدام الفندق بس بعده بشوية ناحية إيدك الشمال وأنت خارج منه هت 
وقبل أن يتم هارون وصفه للمكان وقع كوب الشاي من يده فقد أنتبته صدمة حين لمحها تأتي من بعيد تحمل بين يديها صنية عليها أكواب فارغة تصنم في جلسته وفقد النطق بعد أن أخرست المفاجأة لسانه ناداه حمدي كثيرا حتى يأس من أجابته فأغلق الهاتف وذهب في الأتجاه الذي وصفه
له
أقتربت الفتاة التي رأها هارون من سيدة الشاي تحدثها بحماس 
أتفضلي يا خالتي دا حساب الناس اللي هناك
دول ودا حساب الراجل ده ومراته لسه في تلاتة محسبوش لأنهم
________________________________________
مخلصوش 
أخذت أم مراد منها النقود ووضعتهم في جيبها قائلة
تمام أقعدي بقى يا حبيبتي أتهوي شوية وكلي ليك سندوتش وأشربيلك حاجة ساقعة ولا سخنة وانا اللي هودي المشاريب لو حد طلب تاني
أومأت لها الفتاة ووقفت تدور بعينيها بعشوائية في محيط المكان فوقعت عينيها على ذلك الرجل الجالس أمامها ينظر لها بقوة وصمت فهوى قلبها في قدميها وهى تنطق أسمه بهمس 

هارون 
قرأ هارون شفتيها وتأكد من ظنه فمن تقف أمامه هى بشحمها ولحمها زوجته المفقودة وقفت سدرة متخشبة في مكانها بعدما شلت الصدمة حواسها أقتربت منها أم مراد تهزها كي تنتبه لها 
أي يا سوسو مالك مبترديش عليا ليه 
ثم نظرت أم مراد حيث تنظر سدرة لهارون فسألتها 
مين دا يا سدرة تعرفيه 
بقى كل من سدرة وهارون صامتين لا يريان الإ بعضهما وكأن الزمن توقف من حولهما فصاح حمدي الذي جاء لتوه ينادي على سدرة پصدمة 
سدرة مش معقول أنت هنا وأحنا قلبنا عليك الدنيا في القاهرة كان عنده حق هارون لما قال أنه أحساسه بيك ديما أنك عايشة ومموتيش 
أنهمرت العبرات من عيني سدرة وأستدارت تغادر المكان فكانت يد هارون أسرع من قرارها وأمسكت بها تسحبها ناحيته صاح حمدي پصدمة مرة أخرى فور رؤيته لأم مراد 
طنط نبيلة! 
فصاحت فيه أم مراد پغضب 
أنت أيه اللي جابك ورايا لهنا أنت أيه مش عندك ډم ولا غبي مفهمتش كلامي تلاقيها هى اللي بعتتك ليا تحايلني فاكرة أني هسامحها بس دا بعدها وبعدك 
أقترب حمدي منها يوضح لها أن قدومه لهنا هو محض صدفة لا أكثر بينما وقف هارون متشبثا بيدي سدرة ينظر لها وقلوبهما تقرع بقوة وكأنها طبول حرب مد هارون يده يزيل عبراتها برفق فأبعدت سدرة وجهها عنه وحاولت أفلات يدها منه لكن يده كانت ققيد أغلق عليها حتى كاد يدمي معصمها فنظرت له وطالبته بتركها 
سيب إيدي يا هارون 
فما كان منه إلا أن ضمھا بقوة يستنشق عبير وجودها مرة أخرى وهو لا يكاد يصدق نفسه فمازال يشعر أنه داخل حلم جميل 
أنت موجود بجد ولا دا حلم قولي أنه مش حلم يا حبيبتي قولي أنه مش حلم يا سدرة 
لأ مش حلم يا هارون دا كابوس وكابوس أسود كمان انا مصدقت خلصت منك رجعت تاني ليه رجعت عشان تعذبني وتتهمني بالخېانة ولا عشان تعرفني أني مليش قيمة عندك وعادي عدوك يخطفني ويموتني كمان 
هز هارون رأسه وعيناه تلمعان بالندم 
لأ يا سدرة لأ يا حبيبتي تعالي معايا وانا هفهمك كل حاجة 
أشارت له سدرة محذرة 
أوعى تقرب مني فاهم انا ولا عايزة أعرف حاجة ولا حتى أفهم منك أنت بالذات حاجة كل اللي عايزاه أني أفضل في الحياة اللي أختارتها بأرادتي ولاقيت فيها نفسي وذاتي 
وقف بعض الناس من المارة وكذلك حمدي وأم مراد يشاهدون ما يحدث بصمت وقد تعجبت الأخيرة مما يدور أمامها ومن ذلك الرجل الذي تصرخ عليه سدرة وتعنفه ومن أين تعرفه فأقتربت منها تضمها برفق 
أهدي يا سدرة أهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدا 
أبتعدت عنها سدرة وتركت المكان تركض بعيدا فلحق بها هارون حاولت أم مراد منعه وأمسكت يده بقوة 
ياريت تسبها في حالها يا جدع أنت وأديك شايف أنها مش عايزاك وكرهه وجودك 
نظر لها هارون پغضب ثم أبعد يدها برفق 
أنت مش عارفة حاجة ولا فاهمة أيه اللي حصل سبيني انا لازم ألحقها 
حاولت الأعتراض واللحاق به لتمنعه فوجدت حمدي يقف في وجهها يشير لها أن تتأنى 
استني يا طنط انا هفهمك كل حاجة 
صاحت به أم مراد 
أبعد عن وشي
أنت كمان 
هز حمدي رأسه برفض وأصر على منعها 
مټخافيش على سدرة من هارون لأنه يبقى جوزها وعمره ما هيأذيها دا بيحبها وبيعشقها وبيدور عليها بقاله سنة 
أتسعت عين أم مراد متعجبة ونطقت بخفوت 
جوزها! سدرة مقلتش ليا أنها متجوزة انا كنت فكراها بنت 
نظرت لحمدي تسأله 
وليه هربت منه المدة دي كلها 
أشار لها حمدي على مقعدين بجوارهم 
ممكن تتفضلي هنا وهحكيلك كل حاجة 
نظرت له أم مراد بضيق فهى ترتاب في أمره منذ أن جاء برفقة أبنتها الهاربة صابحا لطلب عفوها والسماح عنها لكنها مضطرة لسماعه حتى تعلم ما في الأمر وجلست وجلس حمدي بجوارها وبدأ يقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية وسرد كذلك قصة تعارفه بأبنتها إلى أن جاء بها لهنا 
لم تبتعد سدرة كثيرا فقد لحق بها هارون سريعا وأمسك بها يوقفها أمامه حاولت سدرة التملص من بين يديه والهروب لكنه عجزت أمام قوته
الجسدية فصړخت بها كي يتركها 
سبني يا هارون بقولك سبني 
ضمھا هارون من ظهرها لصدره وأمسك يديها يقيد حركتها 
أسيبك دا انا ما صدقت لقيتك مفيش حاجة هتقدر تبعدك عني تاني فاهمة 
صړخت سدرة بهياج 
انا بكرهك بكرهك ومش عايزة أشوفك تاني أبعد عني أنت مينفعش تلمسني كدا لأني مبقتش مراتك خلاص 
أقترب هارون برأسه من رأسها وتلامست وجنتيهما بلمسة أرسلت القشعريرة لكامل جسديهما وهمس لها بخفوت نجح في أثارة مشاعرها 
انا رديتك في اليوم اللي
________________________________________
أتخطفتي فيه وبعد ما عرفت أنك بريئة 
هدأت سدرة قليلا ونظرت له من طرف عينها 
أه طبعا عشان عرفت أني بريئة ردتني صح أنما لو معرفتش كان زمانك لسه مطلقني لكن انا اللي مش عايزاك يا هارون وحتى لو ردتني فانا هرفع عليك قضية طلاق ولا خلع 
زمجر هارون پغضب 
بقى كدا يا سدرة عايزة تخلعي هارون البنا بذات نفسه دا أنت بتحلمي 
أجابته سدرة بعناد وأصرار 
أه هخلعك ومش هقعد على ذمتك يوم واحد فاهم 
أومئ لها هارون بسخرية 
تمام حقك بس من هنا لغاية ما المحكمة تحكم ليك أنت مراتي وهتفضلي معايا وتحت طوعي فاهمة 
ضړبت سدرة الأرض بقدميها تحاول الفرار منه دون جدوى 
أنت بتحلم عمر ما في سقف هيجمعنا تاني يا هارون فاهم 
تركها هارون ولفها يمسك معصميها بيديه وقرب وجهها من وجهه يحدثها ببحة وعلى وجهه أرتسمت ابتسامته الجذابة ترسل بها لعالم اللاوعي 
وحشني اسمع أسمي منك جدا ياريت متبطليش تقوليه تاني 
أهتزت أوصالها وكادت تهوى كما هوى قلبها وعقلها في غياهب حبه لكنها أبطنت ما تشعر به وصړخت في وجهه 
انا بكرهك بكرهك ياريت ما قبلتك تاني 
لم يحرك هارون ساكنا وأجابها بابتسامة حالمة 
وانا بحبك وبعشقك وكنت بدعي ربنا أنه يرجعك ليا بالسلامة تاني والحمدلله أنه أستجاب دعايا 
ثم زفرة بقوة وقال بنبرة يشوبها الجمود 
ودلوقتي آن الأوان أننا نرجع لبيتنا تاني يلا بينا 
وئد هارون كل محاولات سدرة بالهرب منه وأخذها رغما عنها للفندق ومن هناك أخبر سائقه بالأستعداد للرجوع مرة أخرى إلى القاهرة وبالفعل نجح في السيطرة عليها وأعادها حيث كان ينتظرهما الجميع بعدما أخب ثمرهم هارون عبر الهاتف أنه وجدها بالصدفة في الاسكندرية 
الجزء السادس 
أنتهى حمدي من سرد ماحدث لسدرة لأم مراد مما جعلها تشفق عليها أكثر وهزت رأسها تكمل ما عاشته سدرة خلال العام الذي غابت عنهم فيه 
انا أول مرة شوفتها تقريبا من سنة كانت قاعدة هنا على السور ده سرحانة بتبص على البحر متبهدلة وهدومها مش نضيفة ودموعها نزلة على خدها أول ما قربت منها أتفزعت مني وخاڤت وقامت مشيت بعدت مسافة مش كبيرة وقعدت تاني كان شكلها مرهق وباين عليها مكلتش بقالها فترة صعبت عليا قوي لأن تخيلت بنتي مكانها أصل ساعتها كانت سهيلة بنتي لسه سايبة البيت بقالها كام يوم ومشيت مع الواد الصايع اللي غواها وعصاها عليه فضلت أقرب من سدرة لغاية ما خليتها تطمن ليا وخدتها عندي الشقة وأدتها هدوم من بتاعة بناتي وجبت ليها أكل قعدت كام أسبوع ساكتة مبتعملش حاجة غير بټعيط بس يدوب بتاكل لقمة صغيرة طول النهار وبالعافية كمان قعدت أتقرب منها انا والبنات لحد ما بدأت تاخد علينا وتتكلم معانا وواحدة واحدة هى
اللي طلبت مني تطلع تساعدني مع أني مكنتش موافقة بس هى صممت وبقالها فترة معايا حسيت أنها رجعت للحياة وزهرت وبقت كلها حيوية ونشاط ولما جيت أسألها هى منين وأيه حصل معاها سكتت شوية وقالت ليا انا بعتبر نفسى أتولدت يوم ما جيت هنا وعشت معاكم وأي حاجة قبل كدا مش عايزة أفتكرها ولا أتكلم فيها وانا لما لقيتها كدا محبتش أضغط عليها وسبتها براحتها 
أومئ حمدي متفهما ونظر لها ممتنا لصنيعها 
انا مش عارف أشكر حضرتك أزاي على اللي عملتيه مع سدرة أنت أنقذتيها من الضياع والپهدلة في الشارع وزي ما عملتي معاها وحافظتي عليها ربنا ردلك اللي عملتيه بردو وبعت لبنتك اللي حافظ عليها وحماها من السوء صدقيني يا طنط نبيلة سهيلة بنتك مش وحشة ولا أنتي معرفتيش تربيها زي ما قولتي ليها الصبح بالعكس سهيلة بنت بمېت راجل دي كفاية أنها دافعت عن نفسها وشرفها وضړبت شريف بالسکينة في بطنة لما حاول يعتدي عليها 
جحظت عين نبيلة پصدمة ووضعت كفها تصم به صړخة كادت تفضي بها 
أنت بتقول ايه وأمتى حصل ده! 
زفر حمدي بقوة ونطق بنبرة يغلبها الأسف 
حصل بعد ما سابت البيت بكام يوم سهيلة لما جتلك الصبح كانت جاية تحكيلك على كل حاجة حصلت معاها بس أنت مديتهاش فرصة أنك تسمعيها اه سهيلة غلطت وغلط كبير كمان انا مبنكرش ده بس المفروض نلتمس ليها العذر لأنها لسه صغيرة تسعاتشر سنة يعني في سن
مراهقة وسهل أن ينضحك عليها فيه بكلمة زي ما عمل الحقېر اللي أسمه شريف يمكن لو بنتك معدنها مش نضيف وحضرتك مربيها صح كانت غلطت معاه عادي لكن هى مقبلتش الغلط ودافعت عن نفسها وحمت شرفها ومش بس كدا دي هربت وقررت ټموت روحها ورمت نفسها قدام عربيتي لولا ستر ربنا وأن ليها أجل كان حصل ليها حاجة لا قدر الله 
لم تستطع نبيلة تحمل المزيد وأنهارت في البكاء على ما مرت به أبنتها الكبرى وأول فرحتها وأول ما رأت عينها من أطفال 
انا مكنتش أعرف كدا انا فكرتها أتجوزته أو ضحك عليها وبعدها رماها وجايه تستسمحني بعد ما ضيعت نفسها 
ربت حمدي على كفها وشعر
________________________________________
بالشفقة عليها 
أهدي يا طنط ومتعيطيش وأن شاءالله كل حاجة هتتصلح 
نظرت له نبيلة بحزن 
هى فين سهيلة هنا ولا رجعت مصر تاني 
هز حمدي رأسه نافيا 
لأ موجودة هنا ونايمة في الفندق بعد ما تعبت من كتر العياط والزعل 
مسحت نبيلة عبراتها بكفيها ونظرت لحمدي تسأله 
ممكن اعرف أنت ليه واقف معاها وليه بتساعدها 
زين حمدي وجهه بابتسامة حانية 
لأني بقدرها وبحترمها 
ثم فرك جبينه بتوتر 
وكمان بحبها دا بعد أذن حضرتك طبعا 
شردت نبيلة للحظة ثم سألته مرة أخرى وهى تدقق في تعابير وجهه 
ويا ترى هتقدر تتقبلها بعد ما عرفت ماضيها مش هتخاف لتكرر معاك اللي عملته معايا مش هتعيرها بغلطها عند أول مشكلة
تقابلكم ولو سامحتها وتقبلتها هتقدر تتقبل أن أمها مجرد ست بسيطة بتبيع شاي وقهوة وحاجة ساقعة على كورنيش البحر 
رفع حمدي عينيه لها وقال في ثبات وقوة 
من ناحية متقبلها فانا متقبلها من زمان ومش فارق معايا اللي حصل لها حقيقي وسبب مجيي معاها النهاردة هو أني أطلب إيدها منك ولو وافقتي كنت هسافر القاهر وأجيب ماما ونيجي نتقدم لحضرتك رسمي 

هزت رأسها بحزن وأعادت سؤالها عليه 
مكملتش جواب على باقي السؤال يا بيه 
أبتسم حمدي لها لكي تطمئن 
انا مش هقولك أن الحياة بنا هتبقى وردية أكيد هيكون فيها مشاكل بس مش هتوصل للمعايرة لأن انا أدرى واحد باللي مرت بيه وشافته سهيلة أحتاجت وقت كبير أتعالجت فيه عند دكتور نفسي عشان ترجع لطبيعتها من تاني انا عايشت دا كله معاها وشوفت أنهيارها نتيجة ندمها وكمان تجربة هارون مع سدرة أدتني درس أني محكمش على الكتاب من عنوانه سهيلة بنت رقيقة وطيبة وصغيرة وأنت كنت قافلة عليها بزيادة وشديدة معاها ودا اللي خلاها تدور على الحب والأهتمام عند أول حد قالها كلمة حلوة وحظها وقعها مع واحد معندوش ضمير يبقى ليه نشيلها الذنب كله ليه منديهاش فرصة تانية تثبت فيها لينا
ولدنيا كلها أنها فعلا كويسة واللي عملته مجرد زلة وقعت فيها وأخدت منها درس عمرها ما هتنساه وانا بالنسبة ليا يكفيني دفاعها عن شرفها لدرجة أنها كانت هتقتل عشان تحمي نفسها وانا بكل ثقة بقولك وانا في كامل عقلي ووعي يشرفني أني أطلب منك إيد بنتك سهيلة لأنها هى دي الوحيدة اللي أقدر أأمنها على أسمي وشرفي أما حكاية أن أمها ست بسيطة بتعمل شاي وقهوة على الكورنيش فادي حاجة تشرف سهيلة وتشرفني انا كمان لأن حضرتك ست مكافحة وشريفة كفلتي ولادك الأيتام وربتيهم أحسن تربية بشرفك ومن عرق جبينك والله يا طنط ومن غير مجاملة أو كڈب انا بفتخر بحضرتك وأتمنى أنك توافقي على جوازي من بنتك عشان تبقي حماتي فعلا وأمي التانية 
أنهمرت عبرات الفرح من عيني نبيلة وهى تبتسم له بعدما أسعدها كلامه عن أبنتها وشعرت بصدقه في كل كلمة قالها فأومأت له عدة مرات 
موافقة انا موافقة يا أبني 
أتسعت ابتسامة حمدي بسعادة ورفع وجهها ممتنا حامدا لربه لتوفيقه إياه في تليين قلبها وجعلها تسامح سهيلة فعلا نظر لها حمدي وأمسك بكفها يلثمها بحب 
شكرا ليك يا ست الكل حقيقي مش عارف أقولك أيه انا فرحان قوي قوي ولسه سهيلة كمان لما تعرف أنك سامحتيها ووافقتي على جوازنا مش هتصدق نفسها وهطير من الفرحة استني انا هتصل عليها أكلمها وأقول ليها وأخليك تكلميها كمان 
أمسكت نبيلة يده التي بها الهاتف ونظرت له تهز رأسها بنفي 
لأ متتصلش بيها دلوقتي انا صحيح وافقت على جوازكم وسامحتها بس سبني أستعد نفسيا انا كمان عشان أقدر أكلمها ولما أشوفها أخدها في حضڼي وانا قلبي مش شايل منها خليها بكرة الصبح لأن هقضي الليلة في الصلاة والدعاء لربنا أنه يلين قلبي ويخليني أسامحها وأقدر أتقبلها من تاني 
أومئ لها حمدي متفهما 
تمام يا طنط خدي وقتك ومنين ما تكوني مستعدة كلميني هجيب سهيلة وأجيلك انا هفضل في الفندق هنا كام يوم لغاية ما تستعدي براحتك 
أبتمست نبيلة بعذوبة 
انا مش هاخد الوقت دا كله أن شاء
الله بكرة الصبح بالكتير هكون تمام وياريت متعرفهاش أني عرفت حاجة لغاية ما نتقابل تاني 
زفرة حمدي بقوة وهز رأسه برفق 
حاضر زي ما تحبي يا طنط 
في طريق العودة إلى القاهرة جلست سدرة في المقعد الخلفي تبتعد كليا عن هارون صامتة تنظر للطريق من خلال زجاج الباب لم تعيره أهتماما وظلت واجمة تود لو هربت منه لكن فرق القوة الچثمانية بينهما حسمت الأمر لصالحه كان هارون يطالعها بنظرات خاطفة كل عدة دقائق فيجدها على وضعية واحدة لا تبدلها فقرر قطع الصمت التي فرضته على كليهما 
مش هتحكي ليا أيه اللي حصل معاك من بعد ما أتخطفتي وأزاي قدرتي تهربي من زاهر 
أجابته سدرة بحدة ودون أن تلتفت ناحيته 
مش هحكي حاجة وأنت ملكش دعوة بيا ولا بأي حاجة تخصني 
أغمض هارون عينيه محاولا السيطرة على غضبه 
هتفضلي في عنادك ده لغاية أمتى 
نظرت له سدرة وقالت بنفاذ صبر 
لغاية ما تبعد عني وتسبني
________________________________________
في حالي 
تعمقت عيني هارون في بندقيتيها وأرسلت نظرات غاوية تنشر الفوضى في داخلها 
مش هينفع لأن حالك هو حالي يا زوجتي العزيزة 
كادت سدرة أن تسلم لتلك النظرات الحانية لكنها أحكمت الوثاق حول قلبها الأرعن الذي مازال ينبض لأجله ولم تجب عليه وأرجعت رأسها تنظر للطريق مرة أخرى فأمسك هارون كفها الموضوع في حجرها فأرتعشت فور لمسته لها وحاولت نزعها منه لكنه لم يتركها وتخللت أصابعه بين أصابعها ټحتضنها وتضمها بأشتياق عام بأكمله وكم ود لو تلاحما جسديهما يرويان ظمأ الأيام والشهور ويعودان حبيبان إلى ما قبل الثلاثة أعوام الماضية عند أول يوم رأها فيه وخطفت لبه وجعلت قلبه يخفق بحبها ويتخلى عن دور الراهب الذي تلحفه لأعوام مديدة نظرت له سدرة وعيناها تلمع بعبرات متحجرة تأبى تحريرها حتى لا تظهر ضعفها أمامه فهى تبدلت ولم يعد يعنيها رضائه أو رضا غيره كل ما يشغل بالها هو رضا ربها عنها أولا وأخيرا فما علمته إياها أيام العام المنصرم أصقلها لطريق الهداية أكثر وأرشد تفكيرها وأنضجها كعجوز عمرها مائة عام أحس هارون
بالحړب المشټعلة بداخلها والتي أهلت بوادرها في نظراتها الحانقة فأسرع يطفئ فتيلها ويخمد نيرانها قبل أن ټنفجر وټنهار مقاومتها رفع يدها إلى فمه يلثم ظهرها بتأني أخلف من ورائه أنين خاڤت فقد اشعل بلمساته الڼار في أحاسيسها ورققت قلبها عليه ونسى غضبه منه كما أخمدت ثورة عقلها وبدأت في نشر الخدر في كامل جسدها وكادت تستسلم له حين همس بجانب أذنها برقة 
وحشتيني لدرجة أن انا عايز أخدك ونروح لمكان بعيد محدش يعرفنا فيه ونعيش لوحدنا هناك نعوض فيه اللي راح مننا 
لم يخضع عقلها كثيرا لتأثيره واستيقظ من ثباته المؤقت حين تذكر يوم طرده لها وأتهامها بالخېانة ويوم أختطافها ومكالمته مع زاهر حين أبلغه أن ېقتلها أذا أراد ذلك فهى لا تعني له شيئا فنفرت عروقها الغاضبة بعدما تدفقت تلك الذكريات في دمائها وجعلتها تغلي فنزعت يدها بقوة تعجب لها هارون وأشارت له محذرة 
لو فكرت تلمسني تاني من غير رضايا صدقني المرة دي رد فعلي مش هيعجك فالأحسن تخليك بعيد عني 
زفر هارون بضيق وكظم غضبه عنها فهو يلتمس لها العذر فمازال يجهل ما حدث لها وما عانته أثناء أختطافها وهروبها ويعلم أنها ستحتاج لمعالجة نفسية حتى تتخطى ما مرت به وأثر على نفسيتها أن لم يكن دمرها ودمر ثقتها فيه أيضا لذا تركها ولم يحاول الأقتراب منها مجددا طوال طريق عودتهما وحين أتخذت السيارة الطريق لقصره صاحت سدرة معترضة تأمر السائق بأتخاذ طريق منزل خالتها أو أنزالها وهى ستكمل وحدها لهناك رضخ هارون لقرارها وأومئ لسائقه بتلبية رغبتها وحين أستقرت بهم السيارة تحت بناية خالتها أمسكت ذراع القفل تسحبها فوجدتها عالقة فنظرت لهارون 
أفتح قفل الباب يا هارون بيه خليني أنزل 
زفر هارون بنفاذ صبر لوضعها الحدود والمسافات بينهما لكنه لم يبدي ما تعتمل به نفسه وأمر سائقة 
أفتح الباب يا عم فايز 
نزلت سدرة مسرعة فور أنسياب قفل الباب وركضت مسرعة لداخل البناية وصعدت درجه حتى وصلت أمام الباب ووقفت تدقه بقوة وهى تلتقط أنفاسها فتحت ميسرة الباب وتلقتها بين ذراعيها بفرحة أم وجدت وليدها بعد أن فقد منها وأجهشت في البكاء وعوانتها سدرة في أهدار المزيد من العبرات ثم جاء حسان يقف أمام بكائهما متحيرا أيهدئهما أم يشاركهما دموع الفرحة هو الأخر فأقترب يزيح ميسرة بمزاح 
أبعدي شوية يا ست ميسرة عايز أخد البت في حضڼي أيه مفكراها بنتك لوحدك وبعدين أنت زعلانة ټعيطي فرحانة ټعيطي أمال هتضحكي وتتبسطي أمتى!! 
أبتعدت ميسرة قليلا تعطيه المجال ليضم سدرةهو الآخر 
دي دموع الفرح يا حسان 
وأكملت وهى تقترب من هارون تضمه بحب وعبراتها تزداد أنهمارا 
ومش أي فرح دي بنتي ونور عنيا
رجعت لحضني من تاني بعد ما كنت بعد الشړ عليها فاقدة الأمل فى رجوعها تاني 
ثم أبتعدت عن هارون تربت على صدره برفق 
والبركة في أبني الكبير وحبيبي ربنا يبارك ليا فيه 
أبتسم لها هارون بحب وأقترب يقبل جبينها 
ربنا يبارك ليا فيك يا ست الكل 
نظرت سدرة بضيق له ولخالتها ثم تركتهم ودخلت لغرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة أرتسم الحزن على ملامح هارون فأقترب منه حسان يطمئنه 
معلش يا هارون أنت عارف اللي حصل ليها مش شوية ولازم كلنا نستحمل لغاية ما تقدر تنسى وتتخطى اللي مرت بيه 
أومئ هارون له متفهما 
عارف يا عم حسان عشان كدا مرضتش أضغط عليها ووافقت على رغبتها وجبتها لهنا زي ما هى عايزة وأن شاء الله بكرة هدور على دكتور نفسي يكون ثقة وهخليها تتابع معاه لغاية ما تتخطى أزمتها وحالتها تتحسن 
أبتسمت ميسرة له وربت على ذراعه 
ربنا يبارك فيك يا أبني لتفهمك وصبرك 
أومئ لها هارون بأبتسامة 
سدرة مراتي ودا فرض عليا أعمل لها كدا وأكتر كمان 
ثم أكمل وهو يزفر بقوة 
انا ليا رجاء خاص ياريت تاخدوا بالكم منها لأن انا خاېف
________________________________________
لفكرة الهروب تكون لسه مسيطرة عليها وتحاول تهرب تاني أنتم متعرفوش انا ضغطت عليها أزاي عشان أعرف أجبها من أسكندرية لهنا 
أشارت له ميسرة بيدها مؤكدة له 
لأ من الناحية دي متخافش انا مش ممكن عيني هتغفل عنها ولو وصل بينا الأمر هنعمل انا وحسان نبطشيات
عليها واحد ينام وواحد يفضل صاحي 
أومئ هارون لهما متفهما مقدار أهتمامهما 
تمام وانا هرجع دلوقتي عشان أطمن خالتي على سدرة وكمان على وضع حمدي وسهيلة 
ثم تركهما ونزل يهاتف رئيس الحرس لديه يطالبه بجلب طاقم حراسة كامل ووضعه أسفل منزل خالة سدرة وشدد على ضرورة عدم السماح لسدرة بالذهاب وحدها لأي مكان دون مرافقتهم لها وحراستها جيدا من أي خطړ يداهمها ثم ذهب لقصره وقص لخالته ما حدث معه خلال الساعات المنصرمة كما قصت عليه زهرة ما حدث مع أبنها بعد أن هاتفها حمدي وأخبرها بما حدث بينه وبين والدة سهيلة وطلبه منها السفر له حتى تطلب يدها من والدتها كي تنتهي تلك الأزمة على خير ويعود وعروسه في يده وأخبرته أيضا أنها ستذهب لرؤية سدرة والاطمئنان عليها أولا قبل ذهابها إلى الأسكندرية فهى تشتاق لها كثيرا 
فرضت سدرة حصارا حولها وقطعت كل طرق التواصل بينها وبين هارون ففي قرارت نفسها لم تسامحه بعد فأتهامه لها بالخېانة وضربه وتطليقه لها وتخليه عنها عندما خطڤها زاهر كل ذلك شكل
مشاعر غليظة بداخلها تحضها على كرهه باستمرار وتحرم عليها تواجده في حياتها مرة أخرى حاولت ميسرة مرارا التحدث معها بشأنه حتى تلين قلبها وعقلها ناحيته لكنها كانت تصدها دوما وترفض سماع أي حديث يأتي به أسمه وعندما جاء هارون لمنزلهم يخبرها بميعادها عند الطبيب النفسي رفضت الذهاب وأخبرتهم جميعهم أنها بخير ولا تحتاج لطبيب نفسي بل تحتاج أن يبتعد عنها لكي تعود لطبيعتها لم ييأس هارون من عنادها ورفضها رؤيته بل سيظل يحاول حتى تعود لكنفه من جديد دخلت لها خالتها بعد رحيل هارون وجالستها بود تريد سحبها لتتحدث عما مرت به حتى تفضي ما في نفسها علها تهدأ وتقل حدة ڠضبها أخذت رأسها على فخذها وبدأت في تدليك رأسها برفق والتلاعب بخصلاتها كما كانت تفعل لها منذ صغرها كانت ميسرة تفعل ذلك من قبل لتنام أما اليوم فتريد أن تشعر بها ومدى حبها وخۏفها عليها وبدأت في سؤالها سؤالا تلو الآخر 

مش عايزة تحكي لماما أيه اللي حصل لك طول المدة اللي فاتت دي يا حبيبتي 
تنهدت سدرة بصوت مسموع 
لا يا حبيبتي انا مش عايزة أحكي عشان مزعلكيش بس 
مسحت ميسرة على ذراعها برفق 
لا يا قلبي مش هزعل بالعكس انا عايزاك تخرجي اللي جواكي عشان نفسيتك تتحسن وتفوقي من الحزن اللي ملى قلبك 
أبتسمت سدرة وأستدارت تنظر لها 
هو أنت فاكرة أني اللي حصل ليا مأثر عليا والجو ده 
هزت رأسها بنفي 
لا يا حبيبتي مش كدا خالص بالعكس بقى التجربة دي رجعتني كأني أتولدت من جديد انا هحكيلك اللي حصل عشان تعرفي أن رحمة ربنا بينا واسعة قوي بس أحنا اللي مش حاسين وديما نبص للأبتلاء ومنشوفش أيه الهدف منه ربنا من عليا براجل أبن حلال كان سبب خروجي حية من تحت إيد المچرم ده 
الجزء السابع 
أنصتت ميسرة لسدرة وهى تقص ما حدث معها منذ خطڤها إلى اليوم الذي وجدها فيه وكيف استطاعت الهرب من زاهر ورجاله نظرت سدرة لصقف الغرفة وشردت تتذكر ما مرت به 
كنت راجعة فرحانة من عند الدكتور النفسي اللي كنت بتابع معاه في السر من غير ما حد يعرف لأن كنت خلاص خدت
قرار أني مش هحاول أرضي حد ولا أثبت لحد أني أتغيرت وكفاية أن ربنا مطلع وعالم نيتي أيه وقررت أعيش عشان سدرة وبس بعد ما طلعت من عنده حبيت أتمشى أخد نفسي وأحس بالحرية اللي حرمت نفسي منها كتير لكن للأسف اتفاجأت بعربية ڤان بتقف جنبي وأتنين شالوني ودخلوني جواها وحطوا منديل على بوقي ومناخيري ودا أخر حاجة فاكرها بعد ما فوقت لقيت نفسي في مستودع قديم مهجور كله حاجات قديمة متكسرة مليان فيران وتعابين وعقارب لأنه كان في الصحرا أتفزعت وبدأت أصوت من كتر خۏفي لقيت كام راجل طالعين بودي جاردات ضخام وكلهم عضلات وبدأوا يزعقولي ويقولولي أخرسي لو فتحتي بوقك تاني هنخلص عليك فاهمة خۏفت وسكت لأن كان شكلهم قاسيين مبيقولوش كلام وخلاص وفضلت كدا لحد ما جه زاهر المچرم الحقېر اللي خلاهم خدوا طرحتي
من على راسي وقام معور دراعي بمشرط صغير ومسح الډم فيها وقعد يضحك پشماتة وبعدها أدى الطرحة لواحد من حرسه وقاله وديها على العنوان اللي في الورقة دي وتقول ليهم المكتوب فيها وبعدها بكام ساعة أتصل على هارون وكان فاتح السماعة وسمعت كل الكلام اللي قاله له وعرفت قمتي عنده كويس 
مسحت ميسرة على ذراعها بحنو 
متحكميش على هارون في ساعة غضبه هو مكنش في
________________________________________
وعيه يا حبيبتي 
نزلت عبرات سدرة پألم 
مدفعيش عنه يا ماما دا لو كان اللي في ضيقة دا عدوه مينفعش أنه يتخلى عنه دا قاله روح أقتلها تلاقيكم متفقين سوا وعاملين النمرة دي عليا طب افرضي مكتشفش أني بريئة كان سابني أموت عادي 
تجعدت تعابير ميسرة بحزن 
لأ يا حبيبتي مكنش هيسيبك وانا مبدفعش عنه هارون راجل مبيتخلاش عن حد في ضيقة وأنت أدرى بيه مني وعارفة طباعه كويس 
تجرعت سدرة مرارة حلقها وتسألت بنواح 
طب ليه قاله كدا وليه اتخلى عني! 
هزت ميسرة رأسها بنفي 
هارون متخلاش عنك يا سدرة هارون ضحى بالورق اللي كان هيودي زاهر في داهية وراح سلمه له عشان ينقذك ويخلصك من إيده 
ثم صمتت قليلا واستجمعت شجاعتها وواجهتها بما يدور في داخلها 
بصي يا حبيبتي انا مش عايزة أفتح في القديم وكنت واخدة عهد على نفسي متكلمش فيه تاني بس أنت بتظلمي هارون وانا لازم أصارحك عشان ترجعي لعقلك هارون لما شك فيك كان معاه عذره بعد اللي حصل منك في حقه بعد ما حبك وأمنلك ووهبك قلبه وأتفاجئ أنك بيعتي قلبه بالرخيص وروحتي أتجوزتي عمه عشان الفلوس ومش بس كدا دا أنت كنت السبب في طرده من شركاته وبيته لأول مرة فعايزة يكون رد فعله أيه بعد ما كل الشواهد كانت ضدك أكيد كان هيصدق أنك فعلا عملتي كدا وخسرتيه شغله مقابل الفلوس متزعليش مني يا بنتي بس هى دي الحقيقة المرة اللي لازم نواجه نفسنا بيها ونلتمس له العذر بيها 
بكت سدرة ونهضت من رقدتها تهز رأسها برفض 
لأ يا ماما مكنش لازم يصدق لأن هو كان شايف وشاهد أن بقالي أكتر من سنة قدامة معملتش أي غلطة فيهم والندم كان بيموتني كل يوم وبقيت عايشة عشان أكفر عن ذنبي في حقه وكنت بتمنى رضاه وحاولت أقرب منه بدل المرة مېت مرة عشان نعيش زي اي زوجين بس هو اللي كان رافض يسمعني وقافل عقله وقلبه ورفض يسامحني ومقبلش توبتي وكان بيتلكك ليا عشان يطردني وما صدق جت له الفرصة 
زفرت ميسرة بحزن ورفعت كفها تمسح على وجنتها برفق 
هو كان خاېف عارفة يعني أيه كان بيحاول يتقبلك تاني بس جواه كان خاېف يصدق ليرجع يتجرح منك تاني زي ما ټجرح أول مرة وجرحه المرة دي كان هيكون أصعب وعقابه مدمر زي ما حصل والظروف كلها أتجمعت ضدك عشان تباني أنك أنت اللي بعتيه لزاهر يمكن لو هو كان أهدى وحكم عقله كان عرف أنك مش ممكن تعمليها بس الترسبات اللي أترسبت في عقله الباطن عن أنك ممكن تبعيه عشان الفلوس خلته صدق وعمل اللي عمله لو شوفتيه وشوفتي حاله السنة اللي أختفيتي فيها كنت عرفتي قد ايه هو بيحبك دا عمره متقبل فكرة أنك لا قدر الله جرالك حاجة وكان بيأكد ديما أنك عايشة دا راح لزاهر وجواه كان هيفديكي بروحه لو أضطر لكده هارون بيحبك يا سدرة وكفاية بعد بقى كفاية تعذبوا في بعض أرجعيله وعيشوا حبكم اللي أتحرمتوا تحسوا بسعادته مع بعضكم 
ثم ضمت سدرة لحضنها تربت على ظهرها 
أنت عارفة أني مش هحب حد قدك عشان كدا عايزاك تسامحيه وتعيشي معاه أحلى أيام عمركم قبل العمر ما يفوت منكم 
تنفست سدرة بعمق وأومأت ببطئ 
يمكن بعدين أقدر أسامحه لكن دلوقتي مش قادرة 
تفهمت ميسرة حزنها وربتت على كتفها برفق ثم أبتسمت لها بحنو وسحبت رأسها برفق تريحها
على ساقها مرة أخرى 
خلاص يا حبيبتي اللي يريحك أعمليه وتعالي نامي تاني وكملي ليا أيه اللي حصلك بعد كدا 
أغمضت سدرة عينيها وأسترسلت تسرد باقي الأحداث 
تاني ليلة كنت عاملة نفسي نايمة عشان أتجنب مضايقة زاهر ليا
وسمعته وهو بيجمع حرسه وواخدهم ورايح لبيته في السر يجيب فلوس منه بعد ما مراته رفضت تدي لرجالته من فلوسه اللي مخبيهم في فيلته لما راحوا يطلبوا منها مبلغ كبير ليه وطردتهم بعد ما مشيوا بشوية سمعت الراجل اللي كان زاهر سايبه يحرسني وأسمه يونس بيتكلم مع واحدة في التليفون عرفت من كلامهم أنها مراته كانت بټعيط وهى بتترجاه يبعد عن الغلط والحرام وميعرضش نفسه للخطړ عشان يجيب فلوس لعلاج بنتهم الوحيدة وقالت له لو ربنا رايد ليها الشفا هيشفيها ولو لأ هى هتحتسبها عند ربنا لأن مش فلوسه الحړام هى اللي هتنقذها من المۏت لقيت يونس دا بيعيط ويقولها سامحيني ولو جرالي حاجة خلي بالك من نفسك ومن بنته ساعتها يا خالتي دموعي نزلت ڠصب عني وحسيت قد ايه الدنيا دي صغيرة ومتستهلش أننا نحارب عشانها يونس قفل السكة في وش مراته قبل ما كلامها يصحي ضميره ويرجع ليها من غير فلوس لعملية بنته 
زفرت سدرة بقوة وأكملت وعبراتها تنساب وكأنها تعايش تلك الأحداث مجددا 
ساعتها حسست على الدبلة اللي حطاها في السلسلة اللي في رقبتي الدبلة اللي عم هارون جابهالي يوم جوازي منه كنت محتفظة
________________________________________
بيها كذكرى منه مش أكتر وقررت أني أديها ليونس هى والحلق بتاع ماما يروح يبعهم ويعالج بنته بتمنهم كنت خاېفة أقوله كدا يفتكرني بعمل كدا عشان يهربني في المقابل فطلبت منه أروح الحمام وافق وفك إيديا ووقف بره على بابه وانا لما خرجت مسكت إيده وحطيت فيهم الدبلة والحلق فبصلي وأستغرب فانا قولت له 
وشردت سدرة تتذكر حديثها معه 
انا سمعت كلامك مع مراتك لأن صوتك كان عالي وانا مكنتش نايمة 
فأومئ لها يونس وأمسك يدها يضع فيها حاجتها 
ومين قالك اني هقبل منك مساعدة أتفضلي حاجتك 
لمعت عين سدرة بعبرات سرعان ما فاضت من عينيها پألم 
دول مش مني أقسم بالله دول مش بتوعي صاحبت الحلق دا تبقى ماما الله يرحمها وصاحب الدبلة جوزي الله يرحمه وانا لما قررت أديهم ليك مساعدة فا مش عشاني دا عشان ثوابهم يروح ليهم ويبقى في ميزان حسناتهم أظن دي أقل حاجة أعملها عشانهم صدقني انا مش عايزة منك حاجة مقابل ليهم اسمع كلام مراتك ومتعلجش بنتك بفلوس حرام خد دول فلوسهم حلال عالج منهم بنتك عشان ربنا يشفيهالك ومتبتلاش فيها وخلي بالك الدبلة دي ألماظ يعني هتجيب ليك مبلغ كبير يكفي عملية بنتك ويلا تعالى قيدني تاني وروح بسرعة فرح مراتك 
لم يستطيع يونس تحمل المزيد منها وأنهار على ركبتيه يبكي وهو يلحف وجهه بيديه بكت سدرة هى الأخرى فما أصعب من قهر وعجز الرجل فأقتربت منه تربت على كفه برفق 
معلش انا حاسة بيك بس حاول تتمالك نفسك وتمشي بسرعة قبل ما زاهر ورجالته يرجعوا 
أنزل يونس يديه عن وجهه ونظر له وعيناه تشعان ڠضبا وأمسك يدها بقوة وصړخ فيها 
ليه بتساعديني وعايزة تنقذي بنتي ليه لدرجادي أنت طيبة ولا أنت ملاك نازل من السما يساعدني 
أنتحبت سدرة بقوة وهى تهز رأسها بنفي 
لأ انا مش ملاك ولا طيبة زي ما أنت فاكر مش يمكن بعمل كدا عشان أكفر عن ذنب كبير عملته وندمت عليه 
هز يونس رأسه بحيرة وكأنه لم يسمعها 
ليه في الوقت اللي المفروض أقتلك فيه بتساعديني في أنقاذ بنتي من المۏت 
أنقبض قلب سدرة پخوف
لكنها أسلمت أمرها لله وأبتسمت له تطمئنه 
مش يمكن ربنا عايز كدا عشان أروح له نضيفة وهو غافر ليا ذنبي متأنبش نفسك بسببي اللي ربنا كاتبة ليا هشوفه المهم تلحق تروح تنقذ بنتك قبل زاهر ما يرجع 
صمت يونس قليلا وهو ينظر لها بقوة ثم نهض من ركوعه وأمسك يدها وأمرها 
أقلعي بلوزتك دي بسرعة 
أتسعت عين سدرة پخوف ورجعت للخلف تحتضن جسدها بړعب 

أنت بتقول أيه
ظل يونس يتلفت حوله حتى وجد غايته فأسرع يمسك به ويلقيه لها 
أمسك بسرعة مفيش وقت انا هدور وشي وأنت ألبسي الجلابية القديمة دي وهاتي بلوزتك بسرعة مفيش وقت 
تعجبت سدرة مما يطلبه منها ولكنها نفذته بكل طواعية 
تنبهت سدرة لسؤال خالتها 
وهو كان عايز بلوزتك ليه يا سدرة 
جلست سدرة ومسحت عبراتها
ونظرت لميسرة 
خدها وحطها على مليكان قديم كان في المخزن وضړب عليه رصاصة عند القلب وبعد كدا چرح رجله وغرقه ډم عشان يكون دليل يوريه لزاهر ويقوله أنه قتلني وانا بهرب وبعد كدا خدني بعربية ووصلني لأول الطريق وركبني عربية وطلب من صاحبها يوصلني اسكندرية وبس دا اللي حصل معايا
ولعلمك يا ماما كان رافض ياخد الدبلة والحلق وفضلت أحلفه ببنته لغاية ما خدهم ومن بعد الليلة دي معرفتش عنه حاجة ولا حتى عن بنته بس كنت بدعي ليهم ديما أن ربنا يشفيها ويخليها ليهم لأنها جت ليهم بعد عشر سنين من العلاج والعمليات واللف على الدكاترة 
ضمت ميسرة سدرة لها وهى تزفر براحة 
ياه سدرة ياه يا حبيبتي شوفتي أن الدنيا فعلا متستهلش ولما زهدتي فيها جاتلك راكعة الحمدلله أن ربنا ألهمك أنك تعملي كدا ويكون سبب في أنقاذك من المۏت 
لم تكن ميسرة وسدرة يعلمان أن هارون وحسان كان يقفان خلف الباب ويستمعان لكل حرف قالته سدرة فقد رجع هارون مرة أخرى لكي يعطي ميسرة وحسان بعض الملفات التي نسيها في سيارته لمراجعتها والتوقيع عليها ويخبرهما بضرورة ذهابهما غدا لدار الأيتام فهناك عدة أمور عالقة تخص أدارة الدار وعليهما حلها خاصة أن خالته زهرة مازالت في الإسكندرية وهو يجهل وحده كيف يحلها وعندما توجه حسان لطرق الباب لكي ينادي ميسرة توقفت يداه وهو يستمع لصوت سدرة الذي يغلب عليه البكاء وهى تتحدث وعندما رأه هارون يقف هكذا أقترب منه وأستمعا سويا لكل ما قالته سدرة فأشار هارون لحسان وأمسك يده وأبتعد عن باب الغرفة 
عم حسان ياريت سدرة متعرفش أني سمعت حاجة من اللي قالته 
عقص حسان حاجبيه متسائلا 
ليه يا هارون وفيها أيه لما تعرف 
زفر هارون بقوة وهو يشير له بكفه 
انا هقول ليها بس مش دلوقتي وياريت كمان طنط ميسرة متعرفش لغاية ما أقولها كمان 
أومئ حسان له 
خلاص يا أبني زي ما تحب مش هعرفهم 
أبتسم هارون له ثم أستأذنه 
ربنا يبارك فيك يا عم
________________________________________
حسان بعد أذنك لأني مستعجل 
غادر هارون بيت سدرة وصوت بكائها وهى تقص لخالتها ما حدث معها يتردد داخل عقله يجعله يغلي ڠضبا وغيظا ولولا أن زاهر قتل في السچن لكان قټله عقاپا على ما مرت به حبيبته فقرر أن يعوضها عما مرت به وظل يخطط داخل عقله كيف يفعل ذلك دون أن ترفضه سدرة وفي نهاية يومه كان في طريقه لقصره لكنه أمر سائقه بالتوقف وطلب منه ترك السيارة له والذهاب لمنزله ثم قادها هارون لمنزل سدرة فقد مل من بعدها عنه وقرر قضاء الليلة بجوارها حتى وأن کرهت ذلك وفي طريقه أبتاع لها ورد الجوري الاحمر والياسمين اللذان تعشقهما كما أبتاع لها الشكولاتة التي تفضلها ووقف يطرق بابها وهو متوترا بعض الشيء من وجود ميسرة وحسان لكنهما سهلا عليه الأمر وأقترحا عليه أن يذهبا للدار لكي يتفقدا أمورها وأكمال ما ينقصها بعدما تغيبا عنها ليومان بسبب رجوع سدرة لهما أخبرته ميسرة أن سدرة نائمة وأقترحت عليه أعداد طعاما لها لأنها نامت دون أن تتناول شيء أومئ هارون لها بأبتسامة وأغلق الباب خلفها ودخل لغرفة أعداد الطعام يقف أمام المجمد يختار منه ما يعده وقرر صنع شاورما الدجاج مع البطاطس المقلية والمعكرونة بصلصة الطماطم وأستغرق ما يقرب من الساعة حتى أنتشرت رائحة الطعام الشهية تتغلغل في زوايا المنزل ألتقطت أنف سدرة الرائحة فجعلت معدتها تقرقر جوعا وتوقظها من ثباتها فنهضت تفرك عنقها وتمسح على وجهها ثم وقفت تتجه لغرفة أعداد الطعام حتى تخبر خالتها أنها جائعة لتضع لها الطعام فصدمت حين وجدته يقف يقلب الطعام ونظرت حولها باحثة عن خالتها أو زوج خالتها لكنهما غير متواجدان فعادت تنظر له وتدقق النظر فهى تشعر أنها في حلم ألتفت هارون ليضع الطعام في الأطباق فوجدها تقف والدهشة على وجهها فأبتسم لها وغمز لها بطرف عينه 
صح النوم يا قمر كل دا نوم 
ظلت سدرة صامتة فأقترب منها بعدما ألتقط قطعة دجاج وقربها من فمها يدسها فيه يرغمها على تذوقها ومضغها ثم مد أبهامه بجانب شفتيها يمسحه برفق ويتذوقه 
أوبس في حبة صوص من الفراخ جت على شفايفك ممممم تصدقي طعمه بقى أحلى 
خفق قلب سدرة وتلونت وجنتيها بحمرة قانية فقربه منها ورائحة عطره أرجعا إليها ذكريات قربه القليلة منها فأستدارت مسرعة حتى تهرب منه لفضاء غرفتها تحتمي منه فيها لكن يده كانت أسرع من قرارها بالهروب وأمسكت بها تلصقها في الحائط وأقترب منها بوجهه يضع يديه على الحائط خلفها وهمس لها بضعف أضعف قوتها 
مفيش هروب تاني يا حبيبتي فاهمة لازم تتغلبي على غضبك وخۏفك وضعفك وتوجهي وجهيني وقولي ليا كل اللي مزعلك مني خلينا نصفى لبعضينا ونبدأ حياة جديدة تكون مليانة بحبنا وشوقنا وخوفنا على بعض 
شهقت سدرة باكية فضمھا هارون لصدره 
بلاش ټعيطي عشان خاطري لو بتحبيني متخلنيش أشوف دموعك دي تاني 
أستجمعت سدرة قوتها ودفعته عنها وصړخت به 
يبقى تبعد عني ومتخلنيش أشوفك تاني لأني بكرهك وكل ما هشوفك هفتكر اللي عملته فيا لو صحيح مش عايز
تشوف دموعي خليك بعيد عني 
أغمض هارون عينيه مټألما من أجلها 
مينفعش يا سدرة تطلبي من البعد وأنت عارفة أن عمر راحتنا ما كانت في بعدنا عن بعض سدرة انا بحبك ومش عايز أبعد عنك انا حاسس بيك ومقدر كل اللي مريتي بيه بس اللي حصلك كان ڠصب عني ومش بإيدي 
هزت سدرة رأسها والعبرات تتساقط من عينيها 
وانا عمري ما هنسى صوتك وأنت بتقول لزاهر أقتلها هى متهمنيش لأنها خاېنة زيك ولا يمكن متفق معاها تعملوا النمرة دي عليا 
أقترب منها هارون يمسك ذراعيها 
أنت عارفة كويس أني قولت كدا وانا في وقت ڠضبي وعارفة كمان أني مكنتش هتخلى عنك ليه بتحاسبيني على فعلي اللي كان رد فعل طبيعي لأفعالك معايا 
نفضت سدرة يديه وصاحت به 
أفعالي انا أفعال أيه دا انا فضلت أكتر من سنة بكفر عن ذنبي وأنت رافض تسامحني أو حتى تسمعني ويوم ما جتلك الفرصة تصدق أن انا لسه مذنبة صدقت عشان ترميني بره حياتك من غير ما تحس بالذنب وانا شايفة أننا كدا أحسن أصل أحنا قربنا من بعض بيخلينا نجرح بعض من غير ما نحس 
هز هارون رأسه پغضب وأمسكها يهزها بقوة 
اسمعيني كويس يا سدرة بعد مفيش بعد فاهمة لا انا هعرف أعيش من غيرك ولا أنت كمان هتعرفي تعيشي من غيري 
أبتسمت سدرة ساخرة من بين دموعها 
مين قالك كدا ما انا كنت عايشة من غيرك وكنت سعيدة ومبسوطة قوي لولا أنت جيت وحرمتني من السعادة دي 
هز هارون رأسه بنفاذ صبر 
أنت كنت عايشة عيشة مش عيشتك وكنت بتقنعني نفسك أنك سعيدة لأنك بتشتغلي وتشقي وتسعدي حد محتاجلك منكرش أنك كنت بتبقي سعيدة بس مش دي السعادة اللي أنت محتاجها لأنك واخدة دور مش دورك ووقت ما يخلص وقت دورك فيها هترجعي تعيسة وحزينة
________________________________________
لأنك محتاجة تريحي قلبك وقلبك عمره ما هيرتاح غير مع اللي بيحبه 
أشارت سدرة بسبابتها عليه 
اللي كان بيحبه دا هو أتخلى عنه في عز أحتياجه له 
أغمض هارون عينيه وزفر بقوة 
عمري ما تخليت عنك وعمري ما هتخلى والحاجة الوحيدة اللي هتخليني أتخلى وأبعد عنك هى المۏت 
رفعت سدرة رأسها لأعلى وقالت بإباء 
لكن انا هبعد عنك ولو فكرت تقرب مني انا اللي هروح للمۏت بنفسي لأني بكرهك ومش قادرة اسامحك ومش عايزاك في حياتي وكل ما تفهم دا اسرع كل ما يكون أفضل ليك وليا 
أكتسى الحزن ملامح هارون وأجتاح الألم صدره وشعر بنغزات مكان چرح صدره لكنه لم يبدي أمامها ما يشعر ونظر لها بنظرات عاتبة 
حاضر يا سدرة انا هبعد عنك وأوعدك مش هخليك تشوفي وشي تاني عشان أريحك 
ثم حمل سترته وخرج من منزلها يغلق الباب خلفه بقوة أنهارت سدرة باكية على الأرض وظلت فترة تنتحب حتى نفذت دموعها وجفت عيناها كما جفت معاها مشاعرها ونهضت بعدما شعرت بالبرد يغزو عظامها ويبس عضلاتها فجعلها ترتعش وبحثت بعينيها عن وشاح خالتها لتلتحف به عله يقلل أرتجافها رأت باقة الزهور التي أحضرها هارون تقبع على الطاولة فأقتربت منها وحملتها بين يديها تشم عبيرها الأخاذ فلفت نظرها علبة الشكولاتة أيضا فأمسكت بها تتفحصها فوجدتها نوعها المفضل فأنهارت
جالسه على المقعد تبكي على حظها الذي لا يأتي بما يسعدها غير متأخرا بعد فوات آوانه 
الجزء الثامن
عدة أسابيع مضت على سدرة مكثتهم في المنزل حرمت على نفسها الخروج وكانت معظم الوقت تسجن نفسها بغرفتها حتى تكف خالتها عن مطالبتها بالذهاب معها حيث تعمل فميسرة لم تخبرها بعد بمكان عملها فهى تريد مفاجأتها بتلك المفاجأة التي ستفرحها وتسر خاطرها حين تراها ورغم عناد سدرة وأصرارها على عدم الخروج حتى لا تلتقي بهارون ولو مصادفة الإ أن ميسرة صبرت عليها حتى تأخذ كامل وقتها لتكون مستعدة ولا تلومها بعد ذلك قررا زهرة وميسرة أقامت حفل بمناسبة تكريم الدار وحصولها على لقب أفضل دار لرعاية الأيتام هذا العام من وزارة التضامن الاجتماعي وساعدهما هارون في أعداد حفل كبير يليق بأسمه وأسم الدار أخبرت ميسرة سدرة بالحفل الذي سيقام بمكان عملها وطلبت منها حضوره برفقتها في البداية تعجبت سدرة وسألت ميسرة 
هو مش بابا كان رافض فكرة شغلك قبل كدا ليه وافق دلوقتي 
نظرت لها ميسرة وعلى وجهها ابتسامة عذبة 
ما هو أنت لو تعرفي انا شغالة فين هتعرفي هو وافق ليه 
عقصت سدرة حاجبيها متعجبة 
ليه أنت بتشتغلي فين يا ماما 
هزت ميسرة رأسها تمتنع عن إجابتها 
مش هقولك فين لأنها مفاجأة مش هتعرفيها غير يوم الحفلة 
ضيقت سدرة عينيها محاولة سبر أغوارها 
والله يا ماما اللي يشوف فرحتك بالشغل ده يقول أنك أشتغلت في واحد من الحرمين الشريفين 
تنفست ميسرة بعمق وسعادة 
بصي كل اللي أقدر أقوله ليك أن
شغلي ده
ميقلش عن الشغل في الحرمين ثواب لأنه حاجة النبي صلى الله عليه وسلم وصانا بيها 
شردت سدرة تفكر في ماهية هذا العمل لكن ميسرة لم تمهلها الوقت وأمسكت يدها تسحبها خلفها 
بقولك ايه تعالي شوفي الفتسان اللي أشتريته ليك تحضري بيه الحفلة 
ثم أمسكت علبة من الورق المقوى تخص إحدى دور الأزياء الشهيرة ترفع غطائها وتخرج منه فستان ستان لونه أوف وايت خفق قلب سدرة فتلك العلبة تشبه ما كان يحضرهم لها هارون سابقا فنظرت لخالتها بضيق 

انا مش هلبس الفستان دا يا ماما 
زوت ميسرة حاجبيها بدهشة 
ليه يا حبيبتي مش عجبك 
هزت سدرة رأسها بنفي 
مش حكاية مش عجبني انا مش هلبسه لأن هارون هو اللي جايبه 
أشارت لها ميسرة بسخرية 
هارون ههههههه هارون مين يا حبيبتي اللي جايبه دا انا اللي أشتريته ليكي لما شوفته وعجبني لما روحت انا وأم حمدي نشتري لينا فساتين أمبارح وبعدين هو هارون هنا أصلا ولا بقى فاضيلك ما خلاص جت اللي شغلت باله وخدته لنفسها وخلته نسي نفسه 
نظرت لها سدرة بلامبلاة 
تقصدي أيه يا ماما 
زفرت ميسرة بنزق وهى تلوي شفتيها 
يا حبيبتي هارون بقاله اسبوعين في أمريكا بيفتتح فرع لمجموعته هناك وعارفة مين اللي هتمسك ليه الفرع ده واحدة صاحبته وزميلته في الدراسة دا غير أن عيلتها وعيلة هارون كانوا جيرانهم زمان أسمها شاهندة بس أيه لو شوفتيها حاجة كدا صاروخ على رأي شباب اليومين دول 
هزت سدرة رأسها بسخرية مبطنة بالڠضب 
تشبع بيه ويشبع بيها مش فارق معايا أصلا 
أبتسمت ميسرة بضيق 
عارفة أنه مش فارق معاكي المهم هتحضري الحفلة ولا لأ 
أمسكت سدرة الفستان من خالتها تطالعه وداخلها شك أن هارون هو من أختاره لها فذلك ذوقه هو لكن خالتها أقرت أنها هى من ابتاعته لإجلها لذا نظرت لخالتها وسألتها 
هارون هيحضر الحفلة دي 
أومأت لها ميسرة 
أه هيحضر هو وشاهي يوه قصدي شاهندة دي خالته هتتكرم زي ما انا كمان هتكرم وهو قال لينا أنه لازم يحضر لأن الوزير جاي هو كدا كدا راجع بكرة من السفر والحفلة بعد أربع
________________________________________
أيام 
شردت سدرة وهى تؤكد لخالتها حضورها الحفل 
وانا كمان هحضر يا ماما أن شاء الله 
وداخلها يموج بحزن لاح في أفق قلبها جعل ڼار الغيرة تتقد وتشعل الڠضب داخل أوردتها وحدثت نفسها 
خليني أشوف حبيبة سي هارون الجديدة اللي نسته نفسه وأما نشوف مين أحلى انا ولا هى 
قضت سدرة تلك الأيام القليلة الباقية تتقلب على جمر مشتعل حرمها النوم والراحة والأمان وأبقاها ساهدة تفكر وتسأل نفسها هل وجد هارون راحته وسكنه مع غيرها فعلا
أم أن خالتها تبالغ وتقول ذلك حتى تجعلها تعود لكنف زوجها وحبيبها نعم هو حبيبها فمهما أنكرت أمامه ذلك بسبب ڠضبها منه الإ أنه لا يزال حبيبها ومالك فؤادها الذي سكن قلبها وأبقاه له وحده وحرم على غيره دخوله في يوم الحفل أستعدت سدرة وتأنقت بصورة مبالغ فيها حتى لا تفوز تلك الحرباء في طلتها عليها وستثبت لهارون ولخالتها أنها مازالت قادرة على خطڤ أنفاسه كما أعتادت منذ أن رأها أول مرة وبعد أذان المغرب بساعة جاء سائق هارون بسيارته لكي يقلها كما طلبت من خالتها عند ذهابها لعملها صباحا وحين وصل بها لبوابة الدار ولمحت تلك اللوحة الكبيرة المعلقة عليها لم تصدق ما قرأته بها وطلبت من السائق التوقف حتى تتأكد مما رأت 
استنى يا عم فايز وقف العربية بسرعة 
اطاع فايز أمرها وبعد توقفه نظر لها يسألها 
خير يا ست سدرة فيه حاجة حصلت 
أشارت سدرة برأسها لأعلى 
أيه اللي مكتوب على اليافطة ده 
أبتسم فايز وأومئ لها يؤكد لها ما رأته 
دي دار أيتام هارون بيه عملها ليك وقت ما أختفيتي من سنة وسماها على أسمك يا ست سدرة أصله كان زعلان وحزين قوي عليك ما هو معندوش أغلى منك يا بنتي ربنا يهدي سركم ويجمعكم من تاني على خير 
رفعت سدرة رأسها لأعلى تنظر عبر نافذة السيارة على اللوحة بعدما خفق قلبها لإجله ونبض حبه مجددا داخله وبقيت عيناها تعيد طبع ما كتب عليها وتنسخه في عقلها حتى تكون بمثابة الرادع الذي سيوقف هجومه عليه كلما حن قلبها له زفرت سدرة بقوة وطلبت منه التقدم 
ماشي يا عم فايز أتفضل يلا أدخل بينا 
أستدار فايز يحرك عجلة القيادة ويتجه بالسيارة لداخل الدار وتوقف بها في الممر المسموح به ونزلت سدرة ترفع فستانها من أسفل قليلا حتى لا يتسخ ذيله وخطت لتلك الناحية الذي أشار لها فايز عليها فوجدت الحفل يقام في باحة الدار الخلفية فمساحتها الكبيرة مكنتهم من ڼصب الألعاب الكبيرة التي فرح بها أطفال الدار كثيرا وسارعوا للعب فيها بسعادة بالغة كما أقاموا منصة
لإلقاء كلمات الترحيب والتكريم وقفت سدرة تنظر بأنبهار من روعة ما تراه وتفاجأت حين سلط عليها بؤرة الضوء وأصبحت محط أنظار الجميع ووقفت زهرة على المنصة تشير عليها بفخر 
ياريت كلكم ترحبوا معايا بمدام سدرة صاحبة دار سدرة لرعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة 
أسرعت الأطفال نحوها يحيطون بها ويحتضونها جميعهم في وقت واحد وهم يهتفون 
ماما سدرة ماما سدرة جيتي من السفر أمتى 
بينما وقف ضيوف الحفل والعاملين بالدار يصفقون مرحبين بها لمعت عين سدرة بعبرات لم تحبسها بل أطلقت لها العنان وفرت من عينيها كحبات عقد منفرط ورفعت يديها تمسح على رؤوس الأطفال بحب وحنو فيوما ما كانت مثلهم لكن القدر ساق لها خالتها التي ربتها ولم تشعرها بمرارة اليتم جاءت ميسرة لها وأقتربت منها تضمها برفق 
أيه رأيك في المفاجأة دي يا حبيبتي عرفتي ليه بابا حسان سابني اشتغل 
تجرعت سدرة حلقها وهزت رأسها بتفهم 
عرفت يا ماما ليه خبيتي عليا ومعرفتنيش بالجمال والروعة دي 
أبتعدت ميسرة تمسح على كفها 
كان نفسي تحسي بالفرحة اللي حستها أول مرة جيت فيها لهنا وشوفت المفاجأة دي 
أومأت سدرة لها بتفهم 
عندك حق يا ماما الفرحة اللي حستها دلوقتي تساوي كل لحظة حزن عشتها في حياتي ومش بس كدا دي تساوي حياتي كلها كمان 
أمسكت ميسرة يدها وهى تطلب من الصغار العودة للعب وترك سدرة ترتاح قليلا ثم سحبتها خلفها حيث توجد زهرة ووزير الشؤون الاجتماعية الذي جاء من أجل تكريمهم ووقفت ميسرة تقدمهم لها ثم بعد ذلك جلسوا يتابعون باقي فقرات الحفل كانت سدرة تختلس النظرات كل عدة دقائق في أتجاه مختلف باحثة عنه فالجميع كان متواجدا الإ هو شعرت ميسرة وزهرة بها وبتوترها وبحثها عنه فأبتسماتا لبعضهما وغمزنا بطرف عيناهما وبدءا في تنفيذ مخططهما للإيقاع بها في الشرك 
قوليلي يا أم حمدي فين هارون مجاش ليه 
زفرت زهرة بقوة مدعية الضيق 
كان جاي ومن بدري كمان بس هنعمل ايه بقى في سهوكة ودلع البنات 
ثم نظرت لسدرة وعبثت ملامحها بحزن 
قال أيه شاهندة
رجلها اتلوت ومش قادرة تدوس عليها فخدها على المستشفى يطمن عليها ولسه مجاش لغاية دلوقتي 
أفتعلت ميسرة صوت بفمها يدل على سخريتها 
مصم قال أتلوت قال دي حركات انا عارفها كويس دي تلاقيها بتدلع عشان تمشي اللي في دماغها ومتخليهوش يجي الحفلة 
حاولت السدرة التماسك أمامهما
________________________________________
وعدم أظهار ڠضبها وتوترها لكن فورة الغيظ التي تملكت منها جعلتها تنهض تستأذن منهما للذهاب إلى المرحاض وهناك تركت دموعها تنزل حتى لا ټنفجر بينما نظرت زهرة لميسرة بعتب 
قولتلك بلاش يا ميسرة البنت هتزعل لكن أنت مسمعتيش كلامي واهو البت مستحملتش وكمان هارون لو عرف اللي عملاناه هيزعل مننا جدا 
هزت ميسرة رأسها بإصرار 
لأ هارون مش هيزعل بالعكس دا هيفرح لما يلاقيها لسه بتحبه وبتغير عليه وكمان انا عارفة بنتي كويس عنادية ودماغها ناشفة وهتفضل ترفض أي صلح بينهم لغاية ما تضيع جوزها من إيدها ما هى طول ماهي ضمنه أن هارون مش هيبص لغيرها هتفضل تبعد عنه أنما لما تلاقي غيرها بتاخده منها هتفوق لنفسها وترجع لجوزها بقى اسكتي يا أم حمدي نفسي أشوفها متهنية مع جوزها وكمان نفسي أشوف خلفها وأشيله على إيديه 
أومأت زهرة بتمني 
عندك حق يا ميسرة وانا كمان نفسي أشوف خلفهم قوي وأفرح بأحفادي حواليا 
نظرت ميسرة حولها ومالت عليها تسألها 
لسه حمدي والست نبيلة مجوش 
نظرت زهرة في ساعة يدها ثم نظرت لها 
حمدي مكلمني من الساعة سبعة وقالي نص ساعة وإكون عندكم والساعة بقت تمانية ولسه مجاش 
ربتت ميسرة على يدها تطمأنها 
مټخافيش أن شاء الله خير زمانهم جايين 
جاء حسان لهما في تلك اللحظة 
هارون فين الوزير بنفسه سأل عليه وكان المفروض يكون في استقباله 
نظروا جميعهم من حيث أنبعث صوت هارون يطمأنهم 
متخافش يا عم حسان انا وصلت وهروح للوزير بنفسي 
نظرت ميسرة بضيق لتلك التي جاءت تتعلق بذراعه وكأنها غراء التصقت به وسألته بنزق 
أيه يا هارون كل دا تأخير أنت مش عارف أن دا يوم مهم مينفعش تتأخير فيه 
هز هارون رأسه بحزن 
انا عارف يا طنط وأسف على التأخير بس أظن طنط زهرة قالت لك أن شاهي رجلها اتلوت وكان لازم إطمن عليها 
عبثت ملامح ميسرة بسخرية 
وأطمنت عليها يا حبيبي 
أومئ هارون لها برفق 
أه الحمدلله الدكتور طمنا أنها بخير 
أبتسمت ميسرة بضيق وتعلقت بذراع شاهندة ققيد أغلق عليها ثم حررت ذراع هارون منها وأشارت له وهى تضع يدها على كتف شاهندة وتجبرها على الجلوس بجانبها 
طيب يا حبيبي طالما أطمنت أتفضل روح أنت لسيادة الوزير وانا هاخد بالي منها متخافش عليها 
حاولت شاهندة الأعتراض والنهوض للحاق بهارون 
نو هارون استنى بيبي انا جاية معاك
لكن ميسرة أرجعتها لمكانها بالقوة 
أقعدي هو أنت شابطة فيه زي العيلة الصغيرة اللي شابطة في أبوها ليه كدا 
ثم مسحت على فخذها الذي تعرى نصفه بسبب قصر ملابسها 
وبعدين أيه الهدوم دي هو أنت مكنتيش لقيه قماش كفاية ولا دي الموضة 
نظرت لها شاهندة وعلى وجهها علامات استفهام كثيرة 
What are you saying 
أشارت لها ميسرة محذرة 
بقولك أيه يا بت أنت متوطوطيش ليا كتير انا على أخري منك وبعدين في واحدة محترمة تقول لواحد غريب عنها ومتجوز يا بيبي لو مبعدتيش عنه انا هلسعك قلم على وشك يجبلك حول انا بقولك أهوه 
أتسعت عين شاهندة پخوف وهى تشير لها 
No No
عقصت ميسرة حاجبيها بضيق ووضعت سبابتها وأبهامها على جانب فمها وقالت بنزق 
أحنا لسه مخلصناش من الوطوطة هتفتح ليا في النونوة 
ضحكت زهرة على ما تفعله بضيفتهم وقامت تجلس بينهم لفصل ميسرة عنها قبل أن ټقتلها في ذلك الوقت استمعا لصوت هارون يصدح عبر مكبر الصوت يحي ضيفهم الوزير وباقي الموجودين ثم ألقى كلمة البداية وبينما هو يتحدث لمحها تأتي تتهادى في خطواتها وتنظر له بعتاب فتوقف لسانه عن التحدث وشرد بها يرسل لها سهام حبه مع نظراته تخترقها وتوصل لقلبها مدى أشتياقه لها توجهت العيون إليها حيث ظل ينظر هارون الصامت فأصتبغت وجنتيها بحمرة الخجل وتوجهت
تجلس بجوار خالتها عاد لهارون تركيزه الذي فقده حين رأها وأكمل كلمته ثم جاء دور التكريم فصعد الوزير وقدم دروع التكريم للعاملين وعلى رأسهم
حسان وميسرة وزهرة وأنصرف بعد ذلك تجاهلت سدرة وجود هارون كما تعمدت تجاهل النظر إليه لأعتقادها أنه أستبدلها بغيرها وأنشغلت سدرة بقدوم حمدي ومعه سهيلة ونبيلة فأستقبلتهم بسعادة وظلت تتحدث معها وتسألها عن حالها وحال صغارها طمأنتها نبيلة أنهم جميعهم بخير ولا ينقصهم سوا وجودها معهم كما تعرفت سدرة على سهيلة وأحبتها فهى تحمل طيبة والدتها كما تحمل ملامح وجهها وفي ناحية أخرى ملئ الحزن قلب هارون لأنه ظن أن سدرة مازالت غاضبة منه وترفض مسامحته فترك الحفل وذهب ينفرد بنفسه في مكان منعزل في حديقة الدار الأمامية وعندما أفتقدت سدرة تواجده حولها بحثت عيناها عنه فأشارت لها زهرة وهى تقترب منها وتحدثها بخفوت 

اللي بدوري عليه هتلاقيه قاعد في الجنينة قدام في تكعيبة العنب 
فسألتها سدرة بخجل 
قصدك ايه يا طنط انا مبدورش على حد 
غمزت لها زهرة بطرف عينها 
منا عارفة بس روحي إلحقيه قبل ما البت الملزقة على رأي خالتك تسبقك وتاخده منك 
ثم أعطتها ظهرها تواصل حديثها مع نبيلة وميسرة وبترت حديثها معها حتى تذهب له أغتاظت سدرة منهم وقررت الذهاب له لكي تضع حد لتلك
________________________________________
المهزلة وتطلب منه الطلاق فيكفيها ما جعلها تشعر به وتعانيه في الأيام القليلة الماضية وقفت أمامه مرتبكة ومتوترة ونسيت ما جاءت لتقوله نظر لها هارون بضيق ثم ترك المكان ودخل للمبني حيث توجد غرفة مكتبه فتبعته سدرة وهى تناديه بحنق 
أنت مبتردش عليا ليه يا هارون 
هز هارون رأسه برفق 
وعايزاني أرد عليك ليه 
أيه اللي بينك وبيني عشان نتكلم فيه 
مفيش صح 
أقتربت منه سدرة وهى تشير له بسبابتها 
لأ فيه وفي كتير كمان بس أهم حاجة دلوقتي أنك تطلقني فاهم 
ضړب هارون سطح مكتبه پغضب عدة مرات وصاح فيها 
كفاية بقى كفاية أنت أيه مبتحسيش 
وتوجه للباب يغلقه حتى لا يخرج صوته ويفزع الأطفال ثم رجع لها وأمسك ذراعيها بقوة 
عايزة أيه هه 
عايزاني أطلقك حاضر هطلقك بس الأول أخد حقي منك يا سدرة 
حاولت سدرة التملص منه لكنها لم تستطع فصاحت به 
أنت ملكش حقوق عندي فاهم أنت واحد خاېن ما صدقت أنك تخلص مني عشان يخلالك الجو مع غيري 
أتسعت عين هارون بحدة وأشار لنفسه بسببته وهو يبتعد عنها 
انا بتقولي ليا انا الكلام ده 
وبعدين أمتى خلصت منك دا انا من يوم رجوعك وانا بعمل كل حاجة تريحك ومش راضي أضغط عليك ترجعيلي وبقول كفاية اللي هى شافته تقومي تتهمني بالأتهام ده انا هقولهالك تاني وتالت وعاشر انا لو مش عايزك هسيبك عادي وأخد اللي قلبي يرتاح لها لكن الظاهر أنك لغيتي عقلك ومش عايزة تشوفي أو تفهمي غير اللي ظنك السيء مصورهولك وبس 
هدأت حدة سدرة ولانت نبرتها وهى تبرر له 
أنت كداب أيوه كداب بأمارة ست شاهندة اللي راحة جاية متعلقة في دراعك تقدر تقولي قربها منك دا ليه 
أرتفع حاجبي هارون بدهشة ورفع أصبعه يشير إلى الخارج 
تقصدي أيه دي شا 
بتر هارون حديثه بعدما خفق قلبه فقد لمس غيرتها عليه وأقترب منها ينظر لها ثم أمسك ذراعيها مرة أخرى يسألها بفرحة 
أنت بتغيري عليا يا سدرة 
لمعت عيناها بحزن ورفعت وجهها له تسأله
أيه مش من حقي أغير على جوزي
تشكلت أبتسامة على وجه هارون وأومئ لها برفق 
لأ من حقك ومش من حق حد تاني غيرك أنت وبس 
نزلت عبرات سدرة وهى ترتكن بجبهتها على صدره 
طيب ليه عملت كدا ليه 
وضع هارون سبابته تحت ذقنها يرفع وجهها له ولم يجبها لسانه بل إجابتها شفاتيه حيث بدأت في أنشار لمساتها الحانية والمتملكة على جميع وجهها حتى عينيها ثم أستقرت على شفتيها تمتص منهما أعترافها بحبها له وغيرتها عليه توقف هارون ليتلقطا أنفاسهما وهو يجيبها بأنفاس متسارعة 
مفيش ليه لأن مفيش في قلبي غيرك فاهمة 
لكن سدرة كانت مصرة على معرفة مدى علاقته بتلك الفتاة 
وشاهندة وقربها منك 
ففجر هارون مفاجأته التي أخرستها 
شاهندة تبقى أختي في الرضاعة 
نظرت له سدرة مندهشة 
أختك في الرضاعة!!!! 
أومئ لها هارون بإيجاب 
أيوه أختي هى مولودة بعدي بكام شهر وكنا جيران وكانت مامتها صاحبة ماما جدا ولما مامتها تعبت وقت ولادتها ماما رضعتها طول
الفترة اللي كانت مامتها تعبانة فيها 
خجلت سدرة منه بعد ظنها فيه وعبثت ملامحها ولم تنبث بحرف واحد فأبتسم لها هارون وقربها منه ينظر بعينيها التي تركتهما سدرة تخبره بمدى أشتياقها له فوصل أحساسها له وأقترب بشفتيه من خاصتها يريد بثها مشاعره هو الآخر لكن طرقات متتالية على باب الغرفة أنتزعت الخصوصية التي تمتعا بها لدقائق أبتعد هارون عنها وأذن للطارق بالدخول فدخلت أحدى العاملات بالأدارة تستأذن منه لجلب ورق مهم من جارور المكتب فأومئ لها بصمت وبعد أن أخذت ما تريده وغادرت رغب هارون في إعادة الكارة مرة أخرى لكن الباب طرق ثانيا فنظر لسدرة وزفره بضيق وأبتعد يأذن للطارق مرو أخرى فإذ به حسان يدخل يريد توقيعه على أحد الأوراق وبعد خروجه نظرت له سدرة محذرة لكنه لم يهتم وأقترب منها يحاوط خصرها فسمعا صوت صړاخ أحد الأطفال يأتي من الخارج فتركها وذهب ليطالع ما حدث فإذا به يعارك طفلا من أجل الحصول على لعبته فأقترب منهما هارون ونزل لمستاواهما ويوقف تشابكهما ويمنع ضربهما لبعض جاءت أحدى الأمهات الحاضنات مسرعة وأعتذرت من هارون وأمسكت الطفل تعطيه لعبته 
أسفة يا هارون بيه أصل سليمان وقع لعبته وفكر أن حمادة هو اللي خدها منه وانا روحت جبتها ليه 
أومئ هارون لها وأشار لها محذرا 
ماشي بس خدي بالك لتاني مرة ومتبيش طفل يضرب أخوه بعد كدا 
هزت رأسها بتأدب 
حاضر يا هارون بيه 
ثم أخذتهما وأنصرفت وقف هارون ينظر لسدرة بنفاذ صبر وأقترب منها يمسك يدها 
بقولك ايه أحنا هنا مش هنخلص من الدوشة تعالي معايا 
حاولت سدرة توقيفه 
استنى يا هارون أنت رايح فين الحفلة لسه مخلصتش 
لم يستجيب هارون لأعتراضها وسحبها خلفه بالقوة 
بالنسبة لينا خلصت ثم انا عندي كلام كتير عايز أقوله ليك قبل ما تحصل لينا مصېبة تانية انا أكتفيت 
الجزء التاسع والأخير
وقف هارون بجناحه الخاص داخل قصره يتأمل سدرة بأعين هامت بها شوقا أقتربت يداه تمسك ذراعيها تقربها منه ولحف وجهها بنظراته التي أحتضنت ملامحها وغمرتها بفيض
________________________________________
الفستان شكله عليك أحلى مما كنت متخيله 
أتسعت عيناها بدهشة ثم همست له 
مممم كنت عارفة أنك أنت اللي جايبه لما شوفت أسم الدار ولأستايل بتاعه نفس ذوقك 
أبتسم لها وهو يمسك ذقنها بأبصابعه ينظر لشفاهها يشتهي تذوقهما مجددا 
لازم كل فستان يلمسك يكون من أختياري والإ مش هتلبسيه 
سبحت ببندقيتيها داخل أعماق عيناه وهمست له برقة 
طيب ليه ماما قالت أنها هى اللي أشترته ليا 
رفع حاجبيه متعجبا فهو لم يطلب منها ذلك 
معرفش قالت ليك ليه كدا بس أكيد عندها أسبابها 
أومأت سدرة قليلا وقالت لتغيظه 
مممم يمكن قالت كدا لما رفضته في الأول عشان عرفت أنه منك 
ضيق هارون حدقتيه بمكر 
ممممم رفضتيه عشان مني تمام وانا بقى هعرف أعاقبك أزاي عشان تبقي ترفضي حاجة مني 
عقصت سدرة حاجبيها بنزق 
مش كنت زعلانة منك 
زفر هارون بقوة وأمسك بها يلقيها على الفراش ثم أقترب منها يقيد حركتها فأطلقت سدرة ضحكاتها تصدح بأرجاء الغرفة 
مفيش زعل ما بينا تاني أبدا فاهمة 
توقفت سدرة عن الضحك وأومأت له وهى تحاوط عنقه بيديها تقرب وجهه من وجهها وهمست أمامه بخفوت 
فاهمة 
انا أسف يا سدرة 
رفعت سدرة رأسها تنظر لها متعجبة 
أسف أسف على أيه! 
زفر هارون بقوة يخرج انفاسه الجاثمة على صدره 
أسف على ظني السيء فيك قبل كدا بصراحة أكتر
بعد اللي حصل وجوازك من عمي مكنتش متوقع أن تكوني لسه بنت وبقيت أبرر أنك تسبيني وتروحي تجوزي عمي هو أنك عايزة تداري فيه بما أنه راجل كبير في السن ومش هيقدر على القرب منك فالبتالي مش هيكتشف عنك حاجة 
أغمضت سدرة عينيها وظلت صامتة حتى أقترب منها هارون وضمھا يقبل رأسها بحب ويعتذر منها مجددا مبديا
ندمه 
متزعليش يا حبيبتي انا عاهدت نفسي أن ميكنش فيه بينا كڈب أو حاجة مخبينها في نفسنا خوفا من أنها ټجرح حد فينا كان لازم أصارحك وأعتذر منك ونصفي نفسنا قدام بعض عشان نبدأ صفحة جديدة مفيهاش حاجة تشوه منظرها 
زفرت سدرة بحزن وأومأت له 
وانا مش هقولك أني مزعلتش بس انا السبب اللي خلاك تظن فيا كدا فانا هعتبر زعلي دا عقاپ ليا على فعل غلط عملته وانا مش مدركة عواقبه كان كل همي وقتها أرضي واحد كنت فاكرة أني بحبه ونسيت أن رضا ربنا أهم من كل حاجة والحمدلله أنك اتأكدت من أنك أول راجل في حياتي 
وأغمضت عينيها تمنع دموعها من النزول 
وكمان في حاجة مهمة لازم تعرفها عمو هارون الكبير لما أتجوزني مكنش واخدني زوجة له لأنه عمره ما قرب مني ولا حتى لمسني بالعكس كنت بالنسبة له زي بنته اللي بېخاف عليها وبيحميها وهو قالي انا بجوازي منك بحميكي وببعدك عن شيطان كل همه أنه يستخدمك لأغراضه الدنيئة وأنت كنت عميانة عن مساوئه ومش شايفة حد صح غيره ولما ماجد صمم أني أفرجه الفيديو المتفبرك بتاعك عرف يلعبها صح وقدر يشكك عمك فيك بس لما حصل اللي حصل عمك هو اللي قالي كلمي هارون وهو اللي هيقدر على ماجد وهيرجع منه تعبه وتعبي 
ثم نظرت له بحزن 
فاكر يا هارون عمك ليلة ما ماټ قالك أيه 
أومئ لها هارون بإيجاب 
طبعا فاكر وفاكر لما وصاني عليك وقالي دي بنتي خلي بالك منها وفاكر كمان وصيته ليه أني أديكي فرصة تانية ومتخلاش عنك لأنك لسه صغيرة وساذجة وأنضحك عليك من شيطان عرف يطوعك لخدمته وعملك مسح مخ خلاكي متفرقيش ما بين الصح والغلط 
لمعت عين سدرة بحزن وهى تتذكر تلك الليلة 
وانا عمري ما هنسى كلامك ليا ليلتها ولا القلم اللي ضړبته ليا وأنت بتحذرني وبتقولي مشفش وشك طول منا موجود في البيت ده ومتخرجيش من أوضتك من غير أذني عشان منساش وصية عمي وأقتلك 
رفع هارون وجهه ينظر لها بندم ثم ضمھا لصدره
حقك عليا يا حبيبتي انا كنت وقتها معمي بڼار الأنتقام وحقيقي لولا وصية عمي كنت قتلتك أو سجنتك مع الحرامي اللي أسمه ماجد 
ثم أكمل بنبرة غاضبة 
كنت مقهور منك قوي وقلبي مكسور منك يعني أبقى محرم على نفسي الحب عمري كله ويوم ما قلبي يقع فيه تطلع حبيبته خاېنة وتسيبه لو تعرفي وقتها حبيتك قد ايه وتعلقت بيكي
________________________________________
قد ايه كنتي عذرتيني انا وقتها مكنش هيطفي ڼاري ولا ياخد بتاري منك غير أني أقتلك لكن انا مسكت نفسي بمعجزة 
دفنت سدرة وجهها في صدره وقالت بنبرة أسفة 
حقك عليا انا
كمان يا حبيبي بس حقيقي مكنتش في وعيي وكنت منساقة ورا شيطان زي ما عمك قال بس والله انا كمان حبيتك يا هارون ومحستش بده غير بعد ما أتجوزت عمو هارون فضلت ندمانة وحزينة وکرهت نفسي وكل حياتي لأني ضيعتك وضيعت حبك مني 
ضمھا هارون برفق ومسح على ظهرها 
خلاص يا حبيبتي انسي المهم أن أحنا مع بعضنا خلاص وأن شاء الله مفيش حاجة تفرقنا عن بعض تاني 

قبلت سدرة صدره وأغمضت عينيها بسعادة 
أن شاء الله يا نور عيوني 
أكتشفت أصابع سدرة طرف سلسلة في عنق هارون فتعجبت كثيرا فهذه ليست عادته نظرت له وسبابتها وأبهامها يعبثان بها 
من أمتى وأنت بتلبس سلسلة يا حبيبي 
أبتسم هارون ووضع يده على قفل السلسلة يفتحه ثم سحبها ووضعها في يدها 
السلسلة دي كانت السبب في أنقاذ حياتي من المۏت 
نظرت سدرة في يدها تتأملها فأتسعت عينها پصدمة ثم نظرت له 
دي سلسلتي وكانت ضايعة مني لقيتها فين 
أغمض هارون عينيه متذكرا لحظة عثوره عليها وأصابعه تتجه لأثر الچرح الظاهر
في صدره 
لقيتها في أوضتك يوم ما كنت رايح أرجعك من عند زاهر ولبستها عشان أرجعهالك بس مكنتش أعرف أنها هتبقى تميمة حظي وربنا يجعلها سبب في أنقاذ حياتي لما الړصاصة اللي أنضربت عليا جت فيها ومنعت وصولها لقلبي 
نظرت سدرة لأثر الچرح وهزت رأسها بعدم تصديق وأقتربت منه تضمه بقوة 
بعد الشړ عنك يا حبيبي الف بعد الشړ عنك 
ضمھا هارون يتنفس عبقها ويعيد لحظاته الأولى معها فيكفيهما ما مرا بهما 
وقفت ميسرة في الدار تلوم نفسها على ما فعلته بتلك الفتاة الطيبة والتي ظنت أنها ستأخذ هارون من أبنتها فقد أخبرتها زهرة للتو أن هارون لا يمكن أن يحبها أو يتخذها زوجة لأن شاهندة تكون شقيقته في الرضاعة أقتربت منها ميسرة بخجل تربت على ذراعها برفق 
متزعليش مني يا شاهي على الي عملته معاك انا كنت بهزر يا حبيبتي 
مسدت شاهندة على ذراعها برفق 
بس حضرتك هزارك تقيل شوية يا طنط 
وضعت ميسرة
يدها على فمها بحرج ثم بررت لها سبب ما فعلته 
ما هو أنت السبب يا شاهي فضلتي لازقة لهارون طول الوقت وعماله تقولي له يا بيبي يا بيبي فانا كنت متغاظة وهطق منك فكرتك عايزة تاخدي هاروني من بنتي 
صاحت شاهندة بدهشة 
What? 
أشارت لها ميسرة تهدأها 
من غير وطوطة أهدي منا خلاص عرفت أنك أخته في الرضاعة 
هزت شاهندة رأسها بضيق ورفعت يدها اليمنى والتي يوجد بها خاتم خطوبة في بنصرها 
وغير دا كمان انا مخطوبة وفرحي قريب 
أبتسمت ميسرة وأقتربت منها ټحتضنها بقوة وتقبلها من وجنتيها مهنئة إيها 
أيه دا بجد ألف ألف مبروك يا حبيبتي 
كادت شاهندة أن تختنق وميسرة ټحتضنها بقوة فجسدها النحيل لا يتحمل قوة ميسرة التي تتعامل معها بها 
أوكيه يا طنط بس بليز براحة شوية انا مش قادرة أتحمل تعاملك الشديد ده معايا 
لوت ميسرة شفتيها بسخرية 
ما هو أنت اللي ضعفانة بزيادة يا حبيبتي بطلي رچيم عشان تملي كدا وجسمك يتسند دا حتى أنت داخلة على جواز وهدت حيل 
هزت شاهندة رأسها بضيق 
والله يا طنط انا ما بعمل رچيم خالص وباكل كل حاجة ومفيش فايدة وبصراحة نفسي مناطق معينة عندي تزيد شوية 
هزت ميسرة رأسها بتفكير ثم تأبطت ذراعها ومشت معاها 
يعني أنت عايزة تتخني شوية 
أومأت لها شاهندة بإيجاب 
أوف كورس يا طنط نفسي 
غمزت لها ميسرة بطرف عينها 
يبقى أنت يلزمك حلتين تلاتة مفتقة على حلتين تلاتة سد الحنك 
رفعت شاهندة حاجبيها بتساؤل 
يعني الحاجات اللي قولتيها دي هى اللى هتخني 
هزت ميسرة رأسها بتأكيد 
طبعا يا حبيبتي خدي مني كلامي ثقة ومدوريش ورايا 
أبتسمت شاهندة بفرحة 
أوكيه قوليلي بقى الحاجات دي بتتباع فين عشان اشتريها 
شهقت ميسرة بعتاب 
ههاااا ودي تيجي بردو دا انا هعملهملك بنفسي 
أبتسمت لها شاهندة بأمتنان 
ثانكس طنط مش عارفة أشكرك أزاي 
هزت ميسرة رأسها بنفي 
لأ يا حبيبتي انا مش عايزة شكر دا أقل حاجة أعملها لك على بواختي معاكي 
جلست زهرة تضحك على ميسرة وما تفعله بشاهندة تلك البريئة الساذجة ثم نظرت لحمدي تسأله 
ها يا حمدي حددت فرحك مع الحاجة نبيلة 
أومئ لها حمدي بابتسامة 
أه يا ماما أن شاء الله حددناه بعد شهر على ما تكون جت من اسكندرية هى وبناتها وأستقرت هنا في الشقة اللي هارون أدهالها وكمان تكون أستكملت السوبر ماركت بتاعها هو لسه ناقص له حاجات بسيطة وتفتتحه بأذن الله 
هزت زهرة رأسها برضا 
ربنا يبارك له هارون أنه أقنعها تقبل مساعدته ليها وكمان تسيب بلدها وتيجي هنا عشان ترتاح من پهدلة وشقى شغلها 
أبتسم حمدي لها 
هارون طول عمره راجل ومعروف بجدعنته وصمم على مساعدة طنط نبيلة ورفض أني أحط قرش من معايا وبيعتبر أن اللي عمله ليها حاجة بسيطة قصاد مساعدتها ووقفتها جنب سدرة وهى متعرفهاش والحمد لله أن كل حاجة عدت على خير وسدرة وهارون أتصلحوا ورجعوا لبعض وانا خلاص هتجوز سهيلة 
استقرت الحياة بسدرة مع حبيبها بعد سنوات عجاف لم ترى فيهم سوا الحزن والبكاء والهجر والخذلان وقد من الله عليها وأستجاب لدعائها الدائم في جوف الليل وحملت في رحمها نطفة من صلب زوجها لم تكن أمنية سدرة وحدها بل كانت أكبر أماني هارون
أن يكون له طفلة تشبه أمها وها هى الأمنية قد تحققت وستصل سارة قريبا لتنير حياة والديها وتملأها سعادة وسرور وأختارت لها سدرة أسم والدتها الراحلة تيمنا به تزوج حمدي وسهيلة واستقرا في حياتهما برفقة والدته التي كانت تقضي معظم وقتها في دار سدرة لرعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة برفقة ميسرة وحسان فقد وجدوا جميعهم سلواهم وراحتهم حيث يوجد هؤلاء الأبرياء الذين حرموا من نعمة الأهل فكانوا لهم عوضا عنهم أنتهت قصتنا عن فتاة كادت تضيع عندما سلمت نفسها لشيطان الغوى يضلها ويبعدها عن دينها وخلقها التي تربت عليه ولولا أن أرسل الله لها ذلك الراهب الذي كان بمثابة ناقوس دق في ساعة الخطړ حتى ينبهها ويرجعها عن طريق أخره هلاك فكان لها ملاكا حارسا أرشدها وأعادها إلى الطريق الصحيح أتمنى أن تنال روايتي بجزئيها أعجابكم وأن تكونوا أستفدتم منها ولو قليلا دمتم بخير ودام جمعنا سويا 
تمت بحمد الله وتوفيقه 
الكاتبة سماح سماحه
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-