رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول بقلم ريحانة الجنة

رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول بقلم ريحانة الجنة

رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ريحانة الجنة رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول
رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول بقلم ريحانة الجنة

رواية بين يدي الابد حذيفة وجويريه كاملة جميع الفصول

في احدي المناطق المتوسطة في منزل الحاج بلال والد حذيفة.
حذيفة راجع من كليته مستعجل دخل البيت بسرعة وقابلته والدته الحاجة فريدة.
حذيفة دخل وباس فريدة من دماغها بسرعة.
حذيفة: السلام عليكم يا امي. معلش حضريلي هدومي بسرعة متأخر على الحاج.
فريدة: وعليكم السلام يا حبيبي. طيب حتى كلك لقمة هتنزل كدة من غير اكل.

حذيفة بيغير هدومه ومستعجل: لا يا امي انا النهاردة كان عندي محضرات كتيير واتأخرت كمان في الطريق والحاج لوحده في الورشة هو مش حمل القعدة دي كل الوقت ده. انا هدخل اخد حمام وبالله عليكي تجهزي الهدوم مش الاكل ماشي. علشان انا عارفك.
فريدة لوت شفايفها بغيظ: الحق عليا اني قلبي مش بيطاوعني اسيبك تنزل من غير اكل.

حذيفة ابتسم وقرب منها وباس ايديها: يا ست الكل عارف والله ان قلبك ده احن واطيب قلب. بس الحاج تعبان وانا بتأنب لما بتأخر عليه واروح الاقيه قاعد بيتألم من وجع ظهره ورجله. انا اتحمل الجوع ولا اتحمل اشوف حد منكم تعبان. ويا ستي هبقي اكل في الورشة مش مشكلة. ماشي.
فريدة اتنهدت: ماشي يا نور عيني. ربنا يا ابني يباركلنا فيك ولا يحرمنا منك.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تضحكي بقي و والله هاكل ما تقلقيش.

فريدة ابتسمت: طيب هجهزلك الهدوم والاكل علشان تاخده معاك ماشي.
حذيفة: ماشي يا امي. ياللا انا داخل الحمام.
دخل حذيفة اخد حمام وفريدة والدته جهزتله لبسه وكمان الاكل بتاعه. وهو خرج وبدأ يلبس هدومه. وهي دخلتله.
فريدة: حبيبي الاكل جهزته بس كنت عايزة اسألك على حاجة قبل ما تنزل.
حذيفة اتنهد بتعب هو عارف ايه اللي بيحصل ويتقال كل يوم والتاني.
خذيفة بنفاذ صبر: اتفضلي يا أمي تحت امرك.

فريدة بتأثر: عارف ام عفاف جارتنا جوزها الله يسامحه بقي رمي عليها يمين الطلاق قال ايه قالها لو روحتي عند امك تبقي طالق راجل ناقص صحيح عايز يقطع صلة الرحم. المهم بقي هي راحت لامها و عايزة تعرف كدة الطلاق وقع وبقت طالق ولا ايه.
حذيفة غمض عنيه بيأس واتنهد: طيب يا أمي انا مالي ودخلي ايه ان ام عفاف اتطلقت مش فاهم.

فريدة بثقة: الله! اومال مال مين الست عايزة تعرف اومال تعيش معاه في الحرام. اصل يا ابني دي كانت الطلقة 3 فلازم تعرف راسها من رجليها. ثم هنسال مين غيرك واحنا معانا الشيخ حذيفة.

حذيفة هينفجر من الغيظ: يا أمي يا ست الناس حرام عليكي انا مش شيخ والله ماشيخ. الشيخ ده لقب كبيير اوي ومش اي حد يستاهله. ثم انا كل اللي عملته اني التزمت واطلقت لحيتي لكن لسة بدري اوي علشان اتعلم و دراستي للعلوم الشرعية دي علشاني انا علشان اعبد ربي على علم بجانب دراستي العلمية. لكن مش معني كدة اني بقيت فقيه ومفتي وافتي للناس.

فريدة بتأفف: يوووو بقي. هو انت كدة غاوي تقلقل من نفسك. طيب ده مافيش حد مابيجيش يسألني على سؤال علشان ابلغك بيه وترد عليهم.
حذيفة بخوف من الفتنة اللي بتخبط على بابه والحمل الكبير اللي مش اي حد يقدر يشيله استغرب.
حذيفة بدهشة: ليه يا امي! كنت الشيخ ابن عثيمين. أمي الله يباركلك انتي بتفتحي عليا باب انا مش قده. انا زي ما قولتلك لو بدرس علم شرعي علشان نفسي واهلي مش علشان افتي للناس.

فريدة بضيق: طيب الخلاصة كدة ام عفاف تبقي طالق بالثلاثة ولا ايه!
حذيفة مسك راسه بعصبية: وانا مالي يا أمي تروح دار الافتاء وتسأل هناك. بس على فكرة مش الست اللي تتسأل عن يمين الطلاق. الراجل هو اللي يتسأل لان اليمين في يد الرجل مش المرأة وهو ادري حد بنيته. لو سألت ماحدش هيرد عليها لازم زوجها هو اللي يسأل.
ممكن بقي تسبيني انزل للحاج. اتأخرت عليه.

فريدة بقلة حيلة: خلاص اتفضل انزل وانا هبلغ الغلبانة دي تتصرف. وانت يارب تكون مبسوط وانت بتصغر امك كدة وسط الناس. الناس تتعشم فينا واحنا نصدهم.
حذيفة قرب من امه بهدوء: يا أمي الفتوي دي حمل تقيل مش سهل. و الفتوي بغير علم ده ذنب كبير يرضيكي علشان الناس افتي بغير علم واتحاسب انا واغضب ربنا علشان خاطر الناس!؟

فريدة بلهفة: حبيبي الف بعد الشر. لا ماتقولش كدة. انت طوى عمرك تعرف ربنا. وربنا ان شاء الله يكون راضي عنك.
حذيفة ابتسم: ربنا بيرضي عننا لما نمتثل لأوامره ونتجنب نواهيه ومعاصيه.
واتنهد بتعب. ممكن بقي انزل.
فريدة ابتسمت: بالسلامة يا نور عيني.
حذيفة كمل لبسه بسرعة وفتح الباب علشان ينزل.
فريدة بصوت عالي: يا ابني الاكل استني.
حذيفة رجع تاني بغيظ هو مستعجل بس مش عايز يزعلها.

مشي خطوتين وامه ندهت عليه تاني وهو بينزل على السلم.
فريدة بصوت عالي: حذيفة، حذيفة استني نست اقولك.
حذيفة كان نزل بسرعة عايز يهرب من اسالتها وبصوت عالي.
حذيفة: لما ارجع يا امي بالليل اتاخرت سلام.
فريدة لوت شفايفها بغيظ منه: ااااخ منك انت واد مناكف. بس والله كنت عايزة اقولك على السكان الجداد. بس ياللا ابوك يقولك.
دخلت فريدة شقتها وقفلت الباب.
في ورشة الحاج بلال.

حذيفة دخل الورشة لقي والده خارج من مكتبه ووراه الدكتور الصيدلي. حذيفة مسح وشه بغضب من نفسه وتأنيب بسبب شكل والده المجهد والتعب الواضح عليه وعلشان كدة كان بياخد حقنة المسكن.
الحاج بلال ابتسم بتعب وهو بيقعد على الكرسي: اهلا بشيخنا حمد لله على سلامتك حبيبي.
حذيفة اتنهد بضيق من نفسه وقرب منه وباسه من راسه باسف وقعد جنبه وباس ايده.

حذيفة: حقك عليا يا حاج والله كان عندي محاضرات كتيير واتاخرت في الطريق. انا السبب في تعبك ده.
انور الصيدلي: يا شيخنا الحاج زي الفل مافهوش حاجة. ده صحته احسن مني ومنك.
الحاج بلال ضحك بتعب: هههههههه. يا دكتور انور خلاص بقي ده كان زمان الصحة خلاص ولت.
حذيفة ضحك: ماتقولش كدة يا حاج الدكتور انور عنده حق انت لسة شباب.

الحاج بلال: يا ابني هو احنا هناخد زمنا وزمن غيرنا الحمد لله ربنا بس يديم عليا شوية الصحة دول لحد ما اموت مش عايز ابقي حمل عليك اكتر من كدة.
حذيفة بعصبية: حمل! حمل ايه يا حاج ده. انا اشيلك فوق راسي اوعي تقول كدة.
انور فضل يمشي ويسيبهم: احممم. طيب استأذن انا علشان علا لوحدها في الصيدلية وهي كمان عندها مذاكرة دي لسة بتقول يا هادي يادوب اولي صيدلة.
حذيفة اتنهد بضيق: ربنا يخليهالك يا دكتور اتفضل انت.

خرج انور وحذيفة قعد جنب ابوه: ينفع اللي بتقوله ده. طب دي للبنت اللي لسة ما طلعتش من البيضة بتساعد ابوها في الصيدلية اهو وبتروح جامعتها وتذاكر. يبقي لما تلمحلي بكلامك ده ابقي في عينك مش راجل ولا قد الحمل والمسؤلية.

الحاج بلال بنفي: لا لا لا يا ابني اقسم بالله ما اقصد. انا بس حاسس ان الحمل عليك تقيل جامعة ومذاكرة والورشة وشغلها وكمان دكاترة ومشاوير ليا ولامك. يعني وانت لسة شاب من حقك تعيش سنك. انا حاسس اني كبرتك قبل اوانك.

حذيفة ابتسم: يا حاج انت عملت معايا احسن معروف في حياتي ربتني اني ابقي راجل وقد المسؤلية اللي كتيير في سني ويمكن اكبر مايقدروش عليها. ثم شغلي في الورشة ده بيفدني في دراستي اكتر انت ناسي اني هندسة ميكانيكا ولا ايه يعني ده بالنسبة ليا العملي اللي بساعدني في الدراسة. اما بقي وانت وامي انا مش اتمشور علشانكم انا اموت نفسي علشانكم. يا حاج انا مش بس بحبكم علشان اللي عملتوه معايا من صغري وحبكم وحنيتكم لا انتم وصية ربنا ليا ربنا وصاني عليكم. عايزني اخالف وصية ربنا. يرضيك ابنك يدخل النار.

الحاج بلال حضنه: لا يا حبيبي ربنا يحرمها عليك وينعمك في جنته انت ونعم الابن وانا وامك راضين عليك من قلبنا ونشهد ربنا على كدة.
حذيفة ابتسم: طيب ممكن تريحني بقي وتطلع البيت ترتاح وتنام شوية. انا خلاص جيت.
الحاج بلال بتعب: لا لسة هقعد شوية علشان الاستاذ عماد جاي يستلم عربيته ومدام سحر كمان هتيجي.
حذيفة بيشمر اكمام قميصة ونفخ بضيق من سيرة سحر.

حذيفة: بصراحة يا حاج انا مش بطيق الست دي. انا نفسي اعرف فين اهلها ولا جوزها اللي يسبها تخرج متبرجة بالشكل ده. اعوذوا بالله. لا وتحسها عندها جراة كدة وتتكلم وهي عنيها في عنيك. يعني الواحد يغض بصره وهي ابدااا مبحلقة بببقي عايز ارزعها قلمين وارميها برا الورشة بس بعمل حسابك انت مش عايز ازعلك. ونفسي ما نخدش منها شغل تاني من اصله.

الحاج بلال: يا ابني احنا مالنا تلبس تقلع هي حرة. احنا اللي بينا وبينها الشغل. وبعد كدة بتروح لحال سبيلها وبعدين هي جيالي من طرف واحد غالي عندي مش عايز ازعله.
حذيفة بضيق: اللي تشوفه يا حاج هتمم على عربياتهم وبعد كدة هكمل شغل عايز مني حاجة.
الحاج بتذكر: اااااه. والله ابن حلال فكرتني كنت عايز اقولك اني اجرت الشقة اللي قصادنا.

حذيفة بغضب: ايه! ليييييه يا حاج بس. ما احنا متفقين الشقة دي بالاخص بلاش تتأجر دي جارحانا واحنا جارحنها وانا ما بحبش كدة ليييه بس كدة.
الحاج بلال: معلش يا ابني والله ما كان في نيتي بس اصل اللي حصل قدر وجه بسرعة.
حذيفة بعصبية: وايه اللي حصل بقي يخليك تأجرها.
الحاج بلال: طيب بس اقعد هفهمك.
حذيفة قعد بضيق: اتفضل يا حاج فهمني.

الحاج بلال: الصبح وانا قاعد كدة لقيت شاب ابن حلال زيك كدة معاه مراته بنت زي الورد بنت حلال وكمان حامل وشكلها كدة في شهورها الاخيرة. ماشي بيسأل عن شقق ايجار وكل مايسأل يلاقي الايجار عالي يمشي والبنت في ايده فرهدت من الحر والتعب كانت هيغمي عليها ندهت عليه وقعدتهم وجبتلهم ليمون والبنت يا دوب بدأت تاخد نفسها والكلام جاب بعضه وعرفت انه منقول من بور سعيد لهنا علشان شغله وبيدور على شقة تكون حنينة كدة ظروفه ما تسمحش.

بيني وبينك انا قلبي وجعني عليهم وخصوصا مراته تخيلتها بنتي كنت هسيبها كدة تتبهدل في اللف والدوران وهي حامل. فقولتله اني عندي شقة فاضية فوق في البيت اللي قصاد الورشة ومش هغلي عليه اللي يدفعه. وبعتهم للحاجة فوق واخدوا المفتاح. وهو ساب مراته فوق وراح يجيب باقي حاجاتهم.

حذيفة بضيق: يا حاج، يا حاج عايز تساعده ساعده بس مش على حسابنا ثم هو ايه اللي يخليه يلف ومعاه مراته ما ينزل هو لوحده وبعد كدة يجبها ليه يمرمتها معاه.
الحاج بلال: يا ابني هو بيقول البنت يتيمة ومالهاش حد غيره ومايقدرش يسيبها لوحدها. خلاص بقي نتحمل بعض ايه يا شيخنا فين الرحمة.

حذيفة اتنهد: يا حاج الرحمة موجودة. بس انا كنت شايف كدة افضل لينا بس اللي انت شايفه صح اعمله انت حر. بس يا حاج اتأكدت انهم متجوزين!؟
الحاج بلال بتاكيد: طبعااااا يا ابني ودي تفوتني وراني القسيمة وشوفت بطاقاتهم.
حذيفة قام يكمل شغله: طيب عن اذنك يا حاج هروح اشوف شغلي.
في شقة حذيفة.

والدته كانت بتفتح. الشباك وبصت قصادها لقت الشباك بتاع الشقة اللي قصادها الساكنة الجديدة قاعدة على الارض وهي اصلا اخدت بالها منها انها حامل وواضح انها في شهورها الاخيرة. صعبت عليها خصوصا انها بتتألم وكمان قاعدة على الارض الشقة مش مفروشة ومافيهاش اي حاجة. وبدون تردد قفلت الشباك وراحت خبطت عليها. والبنت اخدت وقت لحد ما قدرت تقوم علشان تفتح وفتحتلها.
فريدة: ازيك يا حبيبتي.

دنيا بتعب: اهلا بحضرتك. مش قادرة اقولك اتفضلي حضرتك شايفة لسة مافيش عفش.
فريدة بتأثر من شكلها المرهق: لا يا حبيبتي انتي اللي هتتفضلي معايا.
دنيا بإستفهام: اتفضل فين. وبخوف. ههوو ههو انتم رجعتم في كلامكم ومش هتأجرلنا الشقة، احنا زعلناكم في حاجة.

فريدة بنفي: لا يا حبيبتي مش ده قصدي، انا اقصدي انك تيجي تقعدي معايا لحد ما جوزك يجيب عفشكم ما ينفعش قعدتك على الارض دي كدة خصوصاا وانتي بحالتك دي. قوليلي انتي في الشهر الكام.
دنيا اتنهدت براحة كانت خايفة ترجع تتبهدل تاني علشان تلاقي شقة: انا في الشهر السابع.
فريدة ابتسمت: ماشاء الله ربنا يقومك بالف سلامة هو انتي اسمك ايه انا اصلي بنسي. السن بقي ليه حكم.

دنيا ضحكت: ههههههه. ماتقوليش كدة حضرتك ماشاء الله بدون حسد زي القمر ولسة صغيرة.
فريدة: هههههههههه. والله انتي اللي قمر هاه فكريني.
دنيا: دنيا. اسمي دنيا.
فريدة: ربنا يجعل دنيتك هنا وفرح تعالي بقي يا دنيا معايا انتي شكلك تعبان خالص.
دنيا بإحراج: بببس اااصل انا مش معايا فون اكلم اسامة ابلغه.

فريدة: يا ستي هو لما يعرف انك كنتي عندي وايه السبب مش هيقول حاجة هيقدر ويفهم. تعالي يا ضنايا ده انتي وشك زي الليمونة تعالي اعملك حاجة تشربيها.
دنيا ابتسمت من حنية فريدة وطيبتها قفلت باب شفتها ودخلت مع فريدة شقتها.

فريدة قعدتها ودخلت جهزتلها اكل وعصير وفضلت جنبها تأكلها اكنها بنتها وهي امها فريدة حبت دنيا بسرعة وجواها احساس بالعطف ناحيتها. يمكن لانها شايفاها لوحدها او لانها كان نفسها في بنت بس ربنا آراد ليها ترزق بحذيفة بس. مهما اختلفت الاسباب او كترت النتيجة هي ارتباط وراحة غريبة وسريعة حصلوا بين فريدة ودنيا.

دنيا كمان كانت مبسوطة ومرتاحة من حنية فريدة وطبيتها معاها اللي هي مفتقداهم من يوم وفاة والدتها و والدها. اول حد غير اسامة زوجها يكون بالحنية دي معاها ومن غير سبب ولا مصلحة.
دنيا بشبع بتترجا فريدة وتاخد نفسها: خلاص يا طنط ربنا يخليكي كفاية كدة شبعت.
فريدة بتصميم: لا لا كملي انتي لازم تاكلي كويس شكلك ضعيف كمان يا بنتي انتي حامل وانا متأكدة انك بتنسي تاكلي والغلبان اللي في بطنك ده متعذب معاكي.

دنيا ابتسمت: والله معاكي حق انا فعلا بنسي اكل مش بفتكر الاكل ولا اكل الا لما اسامة يكون موجود.
فريدة سابت الاكل وبتأنيب: يا نههار ابيض وده ينفع يا دنيا يا بنتي حراام عليكي واللي في بطنك ده ذنبه ايه تعذبيه معاكي.
دنيا بحزن: اللي في بطني بياخد اللي يكفيه مني حتى لو ما اكلتش. لو انا نسيته ربنا مش هينساه.

فريدة حاست ان دنيا حزينه وجواها هم كبيير. طبطبت عليها بحنية: بس يا حبيبتي لو انتي ما اكلتيش واهتميتي بنفسك هو هيجي عليه وقت ما يلاقيش عندك اللي يكفيه. وربنا امرنا ناخد بالاسباب ونتوكل عليه. عارفة انا طول عمري كنت نفسي ربنا يرزقني ببنت تبقي حبيبتي وبنتي وونسي واخاوي حذيفة بس ربنا ما أرادش بقي الحمد لله.
دنيا بتساؤل: هو حضرتك مش مخلفة غير ولد واحد.

فريدة ابتسمت: اه يا حبيبتي حذيفة، الشيخ حذيفة هو اللي ربنا رضاني بيه الحمد لله عقبال ماتشوفي النونو اللي بطنك ده زيه. ونعم الذرية ربنا يباركلنا فيه ويحميه. اصل انا بعد ما ولدته جاني نزيف وتعبت وكان لازم وقتها اشيل الرحم وشلته والحمد لله على كل حال.
دنيا دمعت: ااااانا. ااانا اسفة والله بب.

فريدة ابتسمت: اسفة على ايه بس. دي حاجة عدت عليها سنييين يجي 19 سنة وانا الحمد لله راضية وبصراحة بقي انا حبيتك ودخلتي قلبي واهو هعتبرك بنتي ولا ما ترضيش تبقي بنتي.
دنيا بدموع حضنتها: هتصدقيني ان انا كمان حبيتك من اول ما شوفتك حنيتك دي مش طبيعية. يمكن ربنا عاليم بيا واني محتجالك بجد.
فريدة ضمتها بحنية وقلق: قوليلي يا دنيا انتم مالكوش اهل هنا كلهم في بور سعيد.

دنيا اتنهدت وخرجت من حضنها وبمسح دموعها: انا واسامة مالناش حد هنا خالص احنا نزلنا القاهرة بعد جوازنا.
فريدة بتساؤل: انتي حزينة ليه كدة فضفضي يا حبيبتي مالك.

دنيا بتبكي: انا بابا وماما ماتوا وانا عندي 8 سنين بابا كان عنده محلات وفلوس خاصة بيه بعيد عن ورثه مع عمامي من جدي، لما بابا مات عمامي لقه انه كاتبلي كل المحلات ومعظم الفلوس ودايع بإسمي في البنك. وقتها اتجننوا و طلعوا غلبهم وغضبهم فيا. احنا وعمامي كنا كلنا ساكنين في عمارة واحدة، كل واحد منهم كان بياخدني عنده يومين...
ودنيا كملت بدموع وقهرة اكتر...

كانت مرات كل واحد بتعتملني اني الخدامة بتاعتها اليومين دول انضف واسادها في كل حاجة واخدم ولادها كانوا كمان عايزين يقعدوني من المدرسة بس خالي رفض. وطلب منهم يا خدني عنده واعيش معاه. طبعااا رفضوا خايفين على الورث، عمي كان بيقولهالي في وشي تتمي بس السن القانوني وانا هاخد كل حاجة وارميكي لخالك.
خالي كان حنين وطيب بس ظروفه على قده ومش قد عمامي وجبروتهم.
فريدة بدموع وحزن: وبعدين يا ضنايا كملي...

دنيا بتبكي: فضلت على الحال ده سنين لحد ما خلصت الثانوية العامة وعمامي رفضوا اني اكمل وخالي ما قدرش يساعدني. وكل ما يتقدملي عريس عمامي يرفضوه مش عايزين يجوزوني الا لما ياخدوا كل اللي مستنينه مع انهم بقالهم سنين مشغلين المحلات والفلوس السايلة للشغل و الشغل كبر والمحلات وبقت كل حاجة بتاعتهم هما وانا ما اعرفش عنها حاجة ولما كنت اطلب حاجة اكني بشحت منهم. فضلت كدة سنين لحد ما في يوم كنت بجيب حاجات وقابلت اسامة.

وهنا دنيا ابتسمت من بين دموعها. من اول ما عنيا جات في عنيه وانا حسيت ان ده طوق النجاه اللي ربنا.

بعتهولي. يومها شوفته جنب الشغل بتاعه كان نازل في وقت الراحة بتاعته يشرب قهوة وقابلته في كافيه جنب الشغل. وانا كنت داخلة اشرب حاجة سخنة كان يومها الجو برد وبتشتي برا. وانا كنت الاول ما بصدق اخرج اشتري حاجات علشان اروح المكان ده واقعد لوحدي بعيد عن البيت واللي فيه واللي بيجرالي هناك. بس لما شوفت اسامة يومها كل حاجة اتغيرت بقيت بروح علشانه علشان اشوفه. فضلنا فترة بينا نظرات بس. بس ما كنتش مجرد نظرات قلنا كلام كتيير اوي كنت بشكيله حالي وانا عنيا في عنيه.

واتنهدت دنيا براحة: لحد ماهو في يوم قرب مني وكلمني وكل واحد عرف التاني مين واسمه ايه. ومرة في مرة بقينا نحكي كل حاجة لبعض وبنتكلم في الفون كتيير تقريبا طول الليل. لحد ماحبينا بعض وبقي صعب نبعد عن بعض واسامة اتقدم لعمامي علشان يتجوزني. وطبعا رفضوا وقالوله. ان ابن عمي كان عايز يتجوزني واتفاجأت انهم محددين ومقررين كل حاجة. واسامة مشي وهو هيتجنن مش فاهم اني ماكنتش اعرف حاجة. وانا بعدها ولاول مرة اتكلم رفضت ابن عمي وصممت اتجوز اسامة. بس طبعاا كان نصيبي والرد عليا الضرب والاهانة. وقتها كنت خلاص تميت السن اللي يسمحلي امضي على التوكيل. وقتها عمي الكبير قالي لو عايزة تتجوزيه امضي على التوكيل وانا اجوزهولك. بقيت قصاد حلين امر من بعض اخسر كل ورثي من ابويا واتجوز اسامة ولا اتجوز ابن عمي وتفضل كل حاجة بإسمي وهما بيديروها، روحت لخالي وسألته. قالي اياكي تفرطي في حقك وتعب ابوكي. وانا هجوزك اسامة انا زمان ماكنتش عارف اعملك حاجة بس مش هقدر اشوفهم بيضيعوا حياتك كمان واقف اتفرج. وهربت منهم وسيبت البيت وخالي جوزني اسامة ونزلنا القاهرة واسامة نقل نفسه فرع الشركة هنا، وقعدنا في شقة ايجار جديد زي هنا كدة بس صاحبها لقالها بيعة وطلب مننا نسيبها قبل نهاية المدة. وجينا هنا. بس دي حكايتي.

فريدة اتنهدت: طب لما انتي معاكي ورث اهلك ليه شقة ايجار جديد. مش احسن تشوفوا حاجة احسن ودايمة بدل المرمطة دي؟

دنيا اتنهدت بتعب: اعمل ايه بس في اسامة عرضت عليه اننا نشوف محامي يخلصلي اجرائات ورثي وكمان اقدر اسحب فلوس من فلوسي. رفض قالي اولا انا مش عايز منك فلوس وانا مش هعيش على حساب مراتي واتجوزتك علشان بحبك مش علشان تصرفي عليا. كمان انا مش مستعد اجازف واعرفهم طريقك مش ضامن يعملوا ايه او يحاولوا ياخدوكي مني. وده مستحيل اقبله وهندخل في متاهة...
فريدة بتعجب: طب واهل اسامة وافقوا على بعد ابنهم كدة.

واهلك ماهم ممكن يعرفوا طريقوا عن طريقهم.
دنيا اتنهدت بحزن: اسامة زي حالاتي يتيم ومالوش غير جده من امه بس. وده عايش هنا في القاهرة اهلي مايعرفوش عنه حاجة.
فريدة ابتسمت: ربنا يا بنتي يسعدكم ويبعد عنكم شرهم. وان شاء الله اسامة ربنا هيوسعها عليه ويجبلك اللي نفسك فيه.

دنيا ابتسمت بسعادة: والله انتي ماتعرفيش انا بحبه ازاي وراضية بأي حاجة معاه واي وضع. هو عندي بالدنيا. كمان انا لو حتى اخدت ورثي. هو عمره ماهيخليني اصرف منه ولا اساعده. هو قالي مادمتي حبتيني ترضي بظروفي. وانا مش ممكن اجرحه واضايقه. بس كمان مش هتنازل عن حقي وورثي ماحدش عارف بكرة مخبي ايه.
فريدة بقلق: طب يا بنتي مش عمامك ممكن يعرفوا طريقك من خالك.؟

دنيا بتعب: لا ماتقلقيش هما مايعرفوش ان خالي جوزني سألوا وانكر واتفقنا انه ما يزورنيش خالص لحد ما يهدوا وينسوني خالص. كمان انا بتطمن عليه في الفون دايما واعرف اخباره.
فريدة بحنية: انا بصراحة مبسوطة انك وثقتي فيا وحكتيلي كل حاجة عنك وماتقلقيش ثقتك في محلها ماحدش هيعرف حاجة.
دنيا: انا متاكدة لاني حبيتك ودخلتي قلبي.
فريدة: طيب ينفع بقي ماتقوليش طنط دي و تبقي تقوليلي يا ماما.

دنيا ابتسمت: اكيد طبعااا ياريت يا ماما.
فريدة ابتسمت: طيب تعالي بقي نامي جوا شوية شكلك تعبان ولازم ترتاحي.
دنيا بإحراج: بلاش يا ماما اانا كدة مرتاحة.
فريدة: لا طبعااا انتي محتاجة ترتاحي ولا انتي مكسوفة. ياللا ياللا يقومي معايا. كمان دي اوضة فاضية لا بتاعتي انا والحاج ولا بتاعة حذيفة. تعالي حبيبتي.

وفعلا دنيا نامت عند فريدة ومن التعب ماحستش بالوقت اللي جري والليل جه. وفريدة سمعت صوت دوشة في شقة اسامة ودنيا عرفت انه وصل هو والعمال وفتحت لقته فعلا واقف بس متوتر والعمال بتطلع العفش. ندهت عليه.
فريدة: اسامة، اسامة تعالي يا حبيبي.
اسامة خرج من شقته وراح لقصاد شقة فريدة: نعم يا حاجة اؤمري.
فريدة: مالك شكلك متضايق خير.

اسامة بقلق وتوتر: دنيا مراتي سبتها وروحت الشقة القديمة جبت حاجتنا رجعت مش لاقيها ومش عارف راحت فين. ومش معاها فون اكلمها واعرف هي فين. هتجنن دي تعبانة وماتعرفش حد هنا.
فريدة ابتسمت: ماتخفش حبيبي. مراتك في عنيا نايمة عندي جوا. انا اللي خبطت عليها وطلبت منها تقعد عندي لحد ما انت ترجع انت شوفت الشقة فاضية وهي على الارض صعبت عليا.

اسامة اتنهد براحة واتطمن: الحمد لله كنت هموت من الخوف. ربنا يخليكي لينا يا حاجة. بس ياريت تخاليها عندك لحد ما افرش الشقة ممكن.
فريدة: يا سلام دي في عنيا خلص انت بس وماتشغلش بالك. وهعملكم شاي كمان ياللا حبيبي.
اسامة ابتسم ربنا عوضه ببلال وفريدة اكنهم ام واب ناس طيبة وحنينة. ومعاهم هو ودنيا حاسوا بالامان، وفعلا راح هو وكمل مع العمال.
في ورشة حذيفة.

حذيفة كان جوا الورشة بيصلح عربية ومشغول. ووصلت مدام سحر. وسلمت على الحاج بلال. وسلمها العربية بس هي كالعادة اتلككت بأي عيب علشان حذيفة يخرجلها، وفعلا والده نده عليه، وهو خرج وشافها اتعصب واتضايق.
حذيفة بضيق وهو بيغض نظره عنها: نعم يا حاج اؤمرني.
الحاج بلال: مدام سحر بتشتكي من حاجة في الصيانة تعالي شوفها قبل ما تستلم العربية...

حذيفة بغيظ منها بيجز على سنانه قرب من عربيتها وهي فتحاها وقف وبص على العربية وبزهق: خير مالها ماهي تمام انا بنفسي مجربها.
سحر قربت منه علشان والده مايشوفهاش والعربية حاجبهم عنه. : لا العربية مش تمام انت مش طايقها خالص مع انها والله لطيفة وانت. بتتعمد تصدها وهي بتحبك ومعجبة بيك بس انت اللي راسك ناشفة...
حذيفة بيحاول يمتلك اعصابه وغضبه منها ومن بجاحتها.

حذيفة بيجز على سنانه بغيظ: العربية دي عايزة تولع يمكن تنضف وتتعدل وقسما بربي لولا اني بخاف ربنا كنت كسرتها وولعت فيها وخلصت منها وريحت البشرية منها. بس هقول ايه لو كان ليها صاحب عارف يلمها ويغطيها كانت اتعدلت بس للأسف صاحبها زيها بجح وفاجر.
سحر بضيق: على فكرة انت فيه غيرك كتيير. بس انت بالنسبة ليا اكبر تحدي في حياتي. وانا وراك لحد ما تيجي راكع وهفكرك.

حذيفة بثبات وبثقة: ده انتي بتحلمي. انا مش بركع غير لربي وبس وانتي لو مابعدتيش عن طريقي والله ليكون ليكي نصيب في علقة موت تربيكي وتعرفك حدود ربك ودينك. علشان انا مش طايق اشوف وشك تاني ولو عربيتك جبيها هنا تاني انا هولعلك فيها فاهمة.

سحر ابتسمت بشر وتوعد: تمام وانا مصممة اثبتلك ان تدينك ده واللي انت فيه زيف ومش حقيقي واللي بتقنع بيه الناس ده كله على الفاضي. انت بس بتقاوح لكن مافيش شاب زيك مش بيتمني يعرف ست زي. وبكرة افكرك يا...
وكملت بسخربة، يا شيخ...
حذيفة بيستغفر ربه بيحاول يتماسك من عصبيته وغضبه هو عمره ما فكر فيها ولا هي قدرت تغريه بس هو عارف ان ده ابتلاء من ربنا بيختبر بيه دينه واخلاقة هيتماسك ولا لا...

سحر اخدت عربيتها ومشيت وحذيفة مخنوق وعصبي. والده لاحظ ده وندهله وقعده.
الحاج بلال: مالك يا شيخنا زعلان ليه كدة وقرفان. روق كدة واستهدي بالله.
حذيفة بضيق بيمسح وشه بنرفزة: مافيش يا حاج انا تمام.
الحاج بلال: لا مش تمام مالك قول لأبوك.

حذيفة اتنهد بغضب: هو يا حاج ازاي واحد يثق في واحدة ست وهي تخونه. ازاي ياتمنها على شرفه وعرضه وهي تبيحه للغريب، هي الستات دي ايه مافيش عندها دين ولا حياء ولا اخلاق، الواحد بقي عنده فقدان ثقة في كل الناس. وخصوصا البنات والستات. انا بشوف حاجات في الجامعة تشيب بنات بتيجي الجامعة بلبس وتغيره وتلبس غيره طول اايوم وترجع تلبس لبسها تاني وتفضل قصاد اهلها واللي حاوليها محترمة وهي بتعمل بلاوي طول اليوم. طب قولي انا اثق في واحدة ازاي وافكر اتجوزها، انا بجد قرفان وزهقان مش عارف زمن ايه ده اللي احنا فيه.

الحاج بلال فاهم انه متعصب من سحر ولبسها وطريقتها: يا ابني ماحدش معصوم هو انا اللي هفهمك برضوا. كمان كل واحد بيتحاسب عن نفسه مش عن غيره، اما بقي اللي بتشوفه ده والرعب اللي جواك من الستات والبنات وعدم الثقة دي مالكش حق فيه، البيوت الطيبة كتيير والبنات المتربية اكتر والملتزمة اكتر واكتر انت بس انوي كدة وتوكل على الله وانا اجوزك ست البنات كلها، وعلى ضمانتي.

حذيفة اتنهد بهدوء وسرح: عارف يا حاج انا نفسي في ايه؟
الحاج بلال ابتسم: قول يا حبيبي.
حذيفة ابتسم: نفسي في واحدة اربيها على ايدي انا اللي اعلمها وانا اللي افهمها. ابقي اول راجل تعرفه اول راجل تشوفه. اول راجل يلمس ايديها اول واحد ابص في عنيها، عايز زوجة تفصيل على مزاجي، وضحك بسخرية: ههههههههههه. عايز معجزة من الاخر عندك طلبي يا حاج،!

الحاج بلال اتنهد من جنون ابنه: لا اله الا الله، اجبلك طلبك ده منين يا ابني. ربنا يبعتلك معجزة يا سيدي...
حذيفة: ههههههههههه. يارب يا حاج. بقولك ايه انت كدة حلو عليك اوي بقي اطلع البيت وارتاح وانا ساعتين كدة واقفل واحصلك.
الحاج بلال قام بتعب: ااااه والله عندك حق انا خلاص مش قادر افرد ظهري. ياللا انا طالع بس ماتتأخرش علشان امك مش بتعشيني الا لما انت بتطلع فاهم.

حذيفة: ههههههههههه. فاهم بتغير مني انت انا عارف.
الحاج بلال: ههههههههههه. لا يا حبيب ابوك ده انت نور عنينا. وهي يعني لو ما دلعتش الشيخ بتاعنا هتدلع مين...
حذيفة اتنهد بيأس: يا حاج ابوس ايدك بلاش شيخ ده انا مش شيخ يا جماعة اغنيها...
الحاج بلال: ههههههه لا ما تغنيهاش الغنا حرام، بس هتفضل شيخنا برضوا. حد يكره ده كرم من ربك محبة الناس واحترامهم. ياللا متتأخرش. سلااام.
حذيفة ابتسم بقلة حيلة: سلاام يا حاج.

مشي والده وهو كمل شغله وجاله مصعب صاحبه...
مصعب: السلام عليكم يا شيخ.
حذيفة خرجله وهو بيضحك: حتى انت يا ابني ارحمني ابوس ايدك.
مصعب: ههههههههههه. ياعم احمد ربنا الناس بتقولك يا شيخ وبتحبك احسن ما يكرهوك. المهم عامل ايه واخبار الجامعة ايه معاك عايش انت في هندسة بنات هندسة حاجة تفرح. لكن عندنا في حقوق بقي قضاه ماشين عساكر امن مركزي مافيش اي دلع. حاجة غريبة...

حذيفة ضربه في كتفه بغيظ: انت ربنا مش هيتوب عليك من العته ده ما تغض بصرك يا فاسد انت هتتحاسب انت على كل نظرة من دول. ثم يعني بتوع هندسة شايفهم بالمايوهات. المحترمين هنا او هنا واحد واللي انت بتتكلم عنهم دول برضوا في كل حته. وبصراحة يا خويا انا مش ببص ولا اعرف حد واللي بيقع عليه نظري بالغلط بغضه على طول مش بطول زي حلاتك.

مصعب براءة: ياعم انت فاهم ايه والله انا كمان بغض بصري بس هي النظرة الاولي بس مش الاولي ليك يا شيخ.
حذيفة بيجز على سنانه: دي الاولي اللي بالغلط مش التتنيحة اللي بتنحها انت دي دي خمسين نظرة في نظرة، اتلم وتوب خالي ربنا يباركلك.
مصعب: يوووووه. ياعم انت محسسني اني منحرف والله انا تمام مش مقضيها يعني ما تقلقش، وعلى فكرة انا الحمد لله انتظمت في الصلاه افرح بقي...

حذيفة: ههههههههههه. مبارك عليك اخيرااااا. الحمد لله يا اخي ده انت طلعت روحي، عقبال بقي ما تقدم معايا وندرس العلوم الشرعية هتفرق معاك بجد...

مصعب: لا لا ياعم عندك، انا الحمد لله كدة، مش لدرجة علوم شرعية بقي وفقه وشريعة وكدة، كفاية الحاجات اللي بدرسها في ااكلية خاصة بالشريعة دي حاجات صعبة اوي وعايزة حد ليه دماغ ليها، انا كدة حلو اهم حاجة انتظمت في الصلاه دي كانت اكتر حاجة مضايقاني من نفسي. لكن زيادة عن كدة لا كفاية انت ابقي استفايك انت.

حذيفة هز راسه بيأس منه: مافيش فايدة فيك ربنا يهديك. بس لعلمك انا مابفتيش حد ما تعملش زي امي انا تعبت منكم والله...
مصعب: ههههههه انت خلاص لزقت فيك المشيخة. ارضي بالامر الواقع بقي واتعامل ماشي، قولي عندكم عشا. امي قالبة عليا ومش عايزة تعشيني. هاجي اتعشا معاكم.
حذيفة: ههههههههههه. والله امك دي ليها الجنة علشان متحملاك يا جدع. ياللا اقعد شوية معايا وهقفل كدة ونطلع نتعشي مع ابويا وامي.

مصعب قعد: تمام هستناك، وغمزه قولي صحيح ايه اخبار الدكتورة علا. لسة بتسبلك في الراحة والجاية وتنحلك لما تروح الصيدلية.
حذيفة بعصبية: ماتتلم يا بني آدم انت عيب كدة. دي اعراض بنات ما تتكلمش عنها كدة. دي بنت متربية.
مصعب: بيكتم ضحكته، اسف بس اصل انا شوفت بعيني ماحدش قالي. هو انا انسي لما كنا بنجيب لابوك الدواء وهو تعبان وبيفرفر وهي سايبة الروشته ومسبلة في عنيك...

حذيفة ابتسم غصب عنه: تعرف انك بايخ. ثم دي عيلة يعني وطايشة دي يا دوب اول سنة في صيدلة. بكرة تكبر وتعقل.
مصعب ضحك بقوة: ههههههههههه. يارب مرزق انا والله.
حذيفة عقد حاجبه: في ايه يا ابني انت مجنون.
مصعب غمزه وشاورله براسه برا الورشة: بص كدة مين جاي علينا...
حذيفة بص لقي علا معدية وبتبص لحذيفة وتبتسم. بص لمصعب لقاه بيكتم ضحكته: انت ربنا يهديك مش هتعقل ابدااا...

مصعب: الله وانا عملت ايه. هي اللي عدت وكانت بتسبل والله انا مالي، بقولك ايه يالاا انا جعااان اخلص بقي وقفل.
حذيفة: ههههههههههه. يارب صبرني عليه دونااا عن البشر يبقي ده صاحب عمري.
مصعب ابتسم بإستفزاز: ده انا اكبر هدية ربك بعتهالك. بكرة تعرف قيمتي...

مر تقريبا 3 شهور. حذيفة بدأ يتقبل وجود دنيا واسامة في بيتهم. وخصوصا اسامة لاقاه انسان محترم وخلوق وحبه وبقوا يتكلموا كتيير. وفي يوم حذيفة نازل يصلي الفجر. وهو خارج من شقته سمع صوت صريخ في شقة اسامة ودنيا. ولقي اسامة بيفتح باب شقته بسرعة وشكله خايف ومتوتر
حذيفة بقلق: خير يا اسامة مال مدام دنيا بتصرخ ليه؟

اسامة برغب وخوف: دنيا بتولد شكلها وانا مش عارف اعمل ايه كلمت الدكتورة قالتلي هاتهالي بسرعة هنزل اشوف تاكسي بسرعة واجي انزلها.
حذيفة بقلق: تاكسي ايه دلوقتي انا هنزل اجهز العربية بتاعتي وانت نزلها وهدخل اصحي الحاجة تيجي معانا.
اسامة بشكر: مش عارف اقولك ايه متشكر اوي.
حذيفة: يا اخي الله يرضي عليك روح هات مراتك دي هتصحي الشارع كله مش وقت شكر بسرعة.

وفعلا حذيفة دخل قال لولدته وكلهم راحوا بدنيا المستشفي علشان تولد، وبعد ما ولدت وفاقت حذيفة كان قاعد برا بيقرأ في مصحفه وهما في اوضة دنيا، اسامة خرجله وندهله...
اسامة: شيخ حذيفة تعالي.
حذيفة قام بهدوء: خير في حاجة.؟
اسامة ابتسم: لا ابدااا عايزك بس علشان تشوف الهانم اللي شرفت ووقعت قلبنا كلنا.
حذيفة ابتسم: ربنا يخليهالك بس بلاش علشان مدام دنيا تاخد راحتها انا مستني الحاجة هنا.

اسامة بتصميم: لا والله دنيا خلاص لبست حجابها وهي مصممة تشكرك. ثم احنا بقينا اهل. كفاية وقفتكم معانا من يوم ما جينا عندكم. تعالي بس.
حذيفة ابتسم ودخل معاه وسلم على دنيا وهو بيغض بصره عنها: مبارك عليكي يا مدام دنيا والف سلامة عليكي. ربنا يحفظهلكم.
دنيا ابتسمت بتعب: الله يبارك فيك يا شيخ حذيفة عقبالك يارب.
فريدة بتدعي بفرحة: يارب يسمع منك ربنا...

اسامة شال بنته وقربها من حذيفة يشيلها: اتفضل بقي الهانم المتعبة دي واختارلها اسم.
حذيفة شالها بحرص وابتسم اول ما بصلها وهو بيتعجب من جمالها: تبارك الله. اللهم بارك دي جميلة اوي. دي تتسمي ايه دي. لا انتم اولي سموها انتم.
اسامة بتصميم هو ودنيا: والله ابدااا احنا مصممين انت اللي لحقتها في الوقت المناسب وانت اللي هتسميها.

حذيفة بصلها بحنان وقلبه مالها بشكل غريب دي اول طفلة يحبها كدة اول ما يشيلها وابتسم بقوة: چويرية. هسميها چويرية، على اسم زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام.
كلهم: عليه الصلاة والسلام.
اسامة: جميل الاسم. خلاص دي هتبقي جويرية...
دنيا: هو انتم مش ملاحظين حاجة الهانم دي كانت بتعيط بس اول مادخل الشيخ حذيفة وشالها وهي ساكته؟

كلهم ضحكوا وحذيفة باس جويرية: ههههههههههه. عجبك كدة هيحسدونا من دلوقتي، بس سيبك انتي انا وانتي شكلنا هنبقي صحاب. ايه رئيك ولا اقولك انا هتجوزك. ايه رئيك يا اسامة جوزهالي بقي واربيها على ايدي.
كلهم ضحكوا واسامة كمان: ههههههههههه. وانا موافق هات انت البامبرز بس واتوصي وانا موافق. اهو تشيل من عليا حمله...
دنيا: ههههههههههه. اه وياريت كام علبة لبن كمان ربنا يخليك احلي مهر ده صدقني.

حذيفة: ههههههههههه. كدة بتتريأوا. ماشي. وبص لچويرية. عجبك كدة. طب عندنا فيكم هتجوزها...
فريدة: ربنا يبعتك بنت الحلال وتتجوز وتفرح قلبي بقي.
حذيفة: اولا بقي بنت الحلال جات اهي جويرية حبيبتي. ثم انا مش هتجوز غير لما اخلص الكلية واظبط نفسي. ريحي نفسك يا حاجة.
اسامة: ربنا يفرحنا بيك. انت راجل مافيش زيك.

حذيفة: ياعم قول يارب انا كلي ذنوب ربنا يسترنا جميعااا. يللا بقي خد عروستي ونيمها وانا هاخد الحاجة واروح وهجيلك بالليل النهاردة علشان ارجعكم البيت واياك ترجع في تاكسي. انا بقولك.
اسامة ابتسم واخد منه جويرية: ربنا يخليك يا حذيفة. ماشي هستناك، تعبناكم.
اول ما اسامة اخدها من حذيفة بدأت تبكي بصوت عالي...
دنيا: شوفته مش قولتلكم دي بنت متعبة اول ما سابها عيطت.

حذيفة: ههههههههههه. لا كدة كتير هو انا هبقي الدادا بتاعتك يا هانم ولا ايه.
اسامة بيسكتها مش بتسكت فريدة كمان مش بتسكت معاها. حتى دنيا اخدتها فضلت تبكي لحد ما حذيفة شالها تاني سكتت.
حذيفة اخدها في حضنه وبصلها بحنان وهو مستغرب ليه اتعلق بيها كدة وهي اتعلقت بيه ولقاها غمضت عنيها وبتنام: لا بقي ده كدة حب من اول نظرة. حوش بنتك عني يا عم اسامة انا راجل بخاف ربنا وبنتك كدة بتغرر بيا وانا اخاف اضعف.

اسامة: ههههههههههه. عندك حق دي بترسم على تقيل من اولها كدة تنام في حضنك.
حذيفة اتنهد ونيمها في سريرها بهدوء وبص عليها بحنان: شكلك. هتتعبينا معاكي يا چويرية. بس اعملي حسابك انتي خلاص بقيتي بتاعتي حقي انا ومش هسيبك.
اسامة: بجد تعبناكم معانا
حذيفة اخد والدته علشان يمشوا وعنيه عليها حاسس انها بنته هو وهتوحشه: مافيش تعب خالي بالك بقي من عروستي ياللا سلام.
مرتقريبا 6شهور كانت چويرية بتكبر كل يوم عن يوم قصاد حذيفة اتعلق بيها جدااا وهي كمان اتعلقت بيه كان ارتباط بينهم غريب وعجيب. كمان اسامة ودنيا كانوا مرتبطين بعيلة حذيفة ووالده ووالدته جداااا. كانت تقريبا العلتين يوميا مع بعض والشقتين طول اليوم كأنهم بيت واحد. مع المحافظة طبعااا على الحرمات والاداب...

وفي يوم حذيفة كان راجع من كليته كالعادة بسرعة ولهفة. ورن الجرس تحسبا تكون دنيا موجودة، بس امه اذنتله يفتح ويدخل، ودخل لقي والدته لوحدها...
حذيفة بتساؤل ولهفة: الله اومال فين چوري مش سامع صوتها هي نايمة؟
فريدة ابتسمت: ههههههههه. لا يا شيخ دي مش هنا. مع دنيا في شقتهم...
حذيفة بخيبة امل: كنت فاكرها هنا. طب ما تجبيهالي العب معاها شوية قبل ما انزل الورشة.

فريدة بتعجب: سبحان مغير الاحوال، ده انت كنت بترجع تتكعبل على وشك كل يوم علشان تلحق تنزل الورشة. دلوقتي عندك وقت تقعد؟ لا وكمان تلعب مع الست چوري. اومال دي لو بنتك كنت هتعمل ايه!
حذيفة ابتسم: مش عارف يا امي انا حبيت البنت دي بشكل غريب. حاسس انها بنتي اختي. حته مني. بتوحشني جدااا، وهي كمان متعلقة بيا ولا انتي مش واخدة بالك،؟

فريدة: لا طبعااا هو انا انسي من يومين لما نامت في حضنك جوا للفجر وابوها وامها راحوا شقتهم وناموا وهي معاك حتى ما صحيتش تاكل. فضلت نايمة جنبك لحد ما انت صحيت للفجر، سبحان الله يا ابني ربك كريم اوي. شوف انت كنت رافض ومانع تأجير الشقة دي ازاي واي حد بتمشيه وهما اول ما وصلوا انت كنت متضايق. اهم دلوقتي بقي بقوا الاتنين اكنهم من العيلة ونسونا وماله علينا البيت، وخصوصا لما شرفت تمر الحنة. چوري الجميلة ملت الببت صوت وضحك وعياط، زي ما تكون نورت البيت بجد.

حذيفة: ههههههههههه. ايوة فعلا لعل كل ده يكون خير. ربنا بيدبر الكون ده بحكمة وقدر. فعلا اسامة ودنيا ونعم الجيران والاهل ربنا يسعدهم ويباركلهم في چوري حبيبتي، عروستي هههههههه.
فريدة: ههههههههههه، ايوة صح عروستك، عقبال ما اشوف بنتك...
حذيفة برجاء: بالله عليكي يا امي روحي هاتيها وحشتني اوي. بسرعة بس.

فريدة ضحكت: ههههههههههه. خلاص مابقتش تقدر على بعدها، طيب يا سيدي ادخل خد حمام كدة وانا هروح اجبها بس يارب تكون صاحية...
حذيفة بتصميم: بصي صاحية نايمة تجبيها مش مهم. المهم اشوفها قبل ما انزل.
فريدة ضحكت بإستغراب من حذيفة. الشيخ حذيفة! ازي هيتجنن عليها كدة، هو ايوة بيحب الاطفال وليه طولة بال ليهم. بس مش للدرجة دي. جويرية علقته بيها جداااا. بيتلهف عليها اكتر من اسامة ابوها كمان...

دخل هو ياخد حمامه وراحت فريدة جابتله جويرية وجات وخرج من حمامه ولبس لقاها قاعدة مع والدته بتلعب، فرح بيها جدااا وابتسم براحة واخدها من امه وحضنها وباسها بهدوء من خدها...
حذيفة بسعادة: ازيك يا حبيبتي وحششتتيني. كدة ما اشوفكيش قبل ما انزل الكلية كنتي مؤدبة الصبح ونايمة وانا نزلت من غيرك ينفع كدة.؟!

جويرية بتبتسم ببراءة. الاطفال سبحان الله هبة ربنا بيرزقهم بيها بيحسوا بالانسان الحنين عليهم واللي بيتلهف ليهم، وحذيفة كانت حنيته في حضنه ونظرة واحتواءه ليها، بقي بالنسبة ليها حد قريبة اوي زي ابوها وامها. مش بتقلق ولا تخاف منه بالعكس بتحس بالآمان معاه...
حذيفة ابتسم للبراءة اللي بتشع من عنيها. واخدها وقعد معاها هو ووالدته وفضل يلعب معاها كتيير ويضحكها لحد ما همدت من اللعب ونامت كالعادة في حضنه...
دخل اسامة ولقي جويرية نايمة في حضن حذيفة وهو بيتأمل فيها ببراءة وبيملس بنعومة وحنان على شعرها، قرب منهم بهدوء
اسامة: ههههههههههه، خلاص الهانم دي خطفت عقلك.
حذيفة: ههههههههههه. انت بتقول فيها. دي حبيبتي، سبحان الله اكنها بنتي انا بقولك ايه تاخد كام وتسيبها.
اسامة: ه‍هههههههه. لا ياشيخ من غير اي حاجة. حلاااااال عليك انا موافق.

فريدة ابتسمت لحاال حذيفة: طيب ياللا بقي يا حبيبي. نيمها في اللسرير علشان تاخد راحتها اكتر.
حذيفة بصلها وابتسم: حاضر يا امي بس هنيمها في اوضتي ماشي. ويارب ارجع بالليل الاقيها صاحية.
اسامة: ههههههههههه. طب ماتخدها معاك الورشة احسن اهو تسليك.
حذيفة: ههههههههههه. والله فكرة بس المشكلة لو حد عاكسها هقيم عليه الحد. الا دي دي بتاعتي.
فريدة: ههههههههههه. يا عيني عليكي يا چوري عمك حذيفة هيوقف حالك.

اسامة: ااااااه. كدة البت هتبور ومش هتتجوز منك.
حذيفة: ههههههههههه. لا ما انا قولتلك بقي دي عروستي. يا انا للا هنيمها وانزل...
في بور سعيد في منزل اعمام دنيا...
فاروق عمها الكبير: يعني ايه بقي البنت فص ملح وداب بقالها اكتر من سنة مش عارفين نوصلها هنعمل ايه. البنت دي لازم ترجع ولازم تمضي على التوكيل انتم فاهمين ولا لا.

عصام عمها الصغير: ده انا هقتلها بس اعتر فيها. الفاجرة فضحتنا وهربت وضحكت علينا الناس.
خالد ابن عمها فاروق: والله قتلها يبقي على ايدي انا علشان انا اللي اتفضحت واتعرف انها هربت علشان ماتتجوزنيش مش تحمد ربنا اني بصتلها، والاخر راحت لحتة عيل مايسواش وهربت معاه، بس يا بابا ما انت واصي عليها حاول تاخد اللي تقدر عليه لحد ما نعرف راسنا من رجلينا.

فاروق بغيظ: كل حاجة واقفة مش عارف حتى اتصرف في المحلات انا كنت واصي عليها بس هي خلاص عدت السن القانوني وهتسأل عن كل حاجة. ومش هقدر ابيع حاجة، انا هتجنن واعتر فيها بنت ال...
عزة مرات فاروق: اااااه يا مين يطولني رقبتها اقطمها بسناني دول، البت تفضحنا كلنا لا وكمان عايزة تدي شقانا وتعبنا لحتة عيل طمعان فينا...

حكمت مرات عصام: دي بت ناكرة للجميل ده احنا عملنا معاها كل خير وربنها وعلمناها ده كنت لسة عروسة لما ابوها وامها ماتوا وهي كانت حتة عيلة لا راحت ولا جات. وربينا وكبرنا وفي الاخر يجي الواد ده وياخدها بورثها على الجاهز.
فاروق جاله فون ورد: ايوة، وبفرحة.
انت بتتكلم جد. معقول عترت فيها، طيب بسرعة ابعتلي العنوان، ايوة، هاه، تمام كدة اوي تشكر انت لحد كدة وحسابك جاهز سلام.

عصام بترقب: هاه الكلام ده على دنيا صح.
حكمت: هاه قول وريحنا.
فاروق بتوعد: ايوة هي وهجبها قريب وهاخد كل حقنا اللي الواد ده طمعان فيه.
خالد بغيظ: والاهم الواد ده لازم يطلقها لازم ترجع هنا مزلولة وانا حسابي معاها لازم اخلصه واعرفها ازاي ترفضني انا وتتجوزه هو.
فاروق: خالد جهز نفسك انت وعمك هننزل القاهرة دلوقتي.
في ورشة حذيفة.
حذيفة بيشتغل وجات علا وسلمت عليه.
علا بخجل: السلام عليكم ازيك يا بشمهندس.
حذيفة بثبات وهو بيغض بصره عنها: وعليكم السلام. اهلا يا دكتورة انا بخير انتي كويسة والدكتور انور يارب كلكم بخير.
علا بخجل: اااه ايوة الحمد لله. المهم انت كويس والحاج بلال وماما الحاجة كويسة.
حذيفة: الحمد لله كلنا بخير.
علا: ماتنساش تسلملي عليها اوي.
حذيفة: ان شاء الله يوصل سلامك. الله يسلمك.

تليفون الورشة رن.
حذيفة: عن اذنك ارد على التليفون
علا بحرج: اتفضل ااانا كنت ماشية سلام عليكم.
حذيفة بادب: وعليكم السلام ورحمة الله اتفضلي.
حذيفة رد: السلام عليكم، مين؟
سحر بتمثيل الانهيار والدموع: ايوة يا بشمهندس حذيفة الحقني.
حذيفة سمع صوتها وعرفها واتعصب: نعم خير. مش قولتلك تنسي هنا خالص ايه ناوية تفهمي امتي؟!

سحر بمكر وزيف: مش وقته الكلام ده، انا واقعة في مشكلة. عملت حدثة واتبهدلت ولوحدي. من فضلك ممكن تجيني انا مش عارفة اتصرف.
حذيفة بتفكير: وجوزك فين ماتكلميه هو اولي مني؟!
سحر بكذب: وانا مستنياك تقولي لو كان هنا كنت كلمته. بس مسافر.
حذيفة بضيق: ايوة يعني باقي العيلة فين انا مالي مش فاهم ما تكلمي اخوكي ابوكي اي حد. انا مهما كان غريب ياريت تكلمي حد من اهلك احسن.

سحر بغيظ: هو ده الدين اللي بتتداري فيه. انك تعرف ان واحدة في مصيبة وتسبها دي الرجولة يا شيخ. علشان تعرف انك كذاب ومدعي...
حذيفة بغضب: انتي مالك انتي بديني وبيا خاليكي في حالك انا. ديني اللي عاجبك هو اللي قالي ما اعرفش ست مش حلالي ولا ليا بيها شأن ولو فعلا كنتي في مشكلة انا كنت ححس. بس قلبي بيقولي انك شر واي حاجة تيجي من وراكي شر زيك. ولو فعلا انتي عملتي حدثة ربنا معاكي احسن مني. عن اذنك سلام.

قفل حذيفة الفون وهو بيغلي من سحر وتصميمها انها تغويه كان بيستغفر ربه بيحاول يهدي...
حذيفة: استغفر الله العظيم ايه الست دي يارب. يارب اعصمني منها ومن كل الفتن اللي من شكلها...
مصعب دخل الورشة ولقي حذيفة متعصب ومتضايق: يا ستير مالك يا شيخ شكلك زي القطر اللي ماشي مولع ليه كدة.؟!

حذيفة بضيق قعد على كرسية: مافيش. انا كويس. بس الدنيا مالينا فتن والشيطان قاعد لينا بالمرصاد، الواحد كل يوم بيجاهد نفسه والمعاصي والذنوب بمقاتلة، الحمد لله ربنا يعفوا عنا...
مصعب عقد حاحبه: اممم هو انا مش فاهم انت تقصد ايه. بس مش مهم المهم. اللهم امين يا شيخ ربنا يعفوا عنا ويحمينا. بس يعني لو افهم يبقي تمام من كرمك.
حذيفة اتنهد بهدوء: لا ماتشغلش بالك انت قولي راجع من الكلية لسة.؟

مصعب قعد بتعب: اااه لسة راجع وعندي مذاكرة الليلة وصايا. ربنا يقويني بقي، بقولك صح انا نفسي تديني الوصفة بتاعتك...
حذيفة عقد حاحبه بعدم فهم: وصفة ايه مش فاهم؟
مصعب بحسد حميم مش خبيث: يعني انا عايز يوم على يومي علشان اخلص اللي ورايا، وانت ماشاء الله اللهم بارك مش بحسدك، بتروح الكلية وترجع الورشة وتطلع تذاكر وتنام وتصحي ويومك يبتدي وقت الفجر، ومش بتشتكي.
حذيفة ابتسم من قلبه: هههههه. كل ده ومش بتحسد يا شيخ حرام عليك ربنا يستر منك، بس بجد والله الحمد لله ربنا بيباركلي في وقتي وكل حاجة بعملها يمكن ده من رضا ابويا وامي. وربنا بيغفرلي ويباركلي بسببهم، عارف انا لو نمت بس 3 ساعات بيبقوا ببركة اليوم كله، فا انا ما عنديش وصفة ليك غير انك تتقي ربك وترضي اهلك وتبرهم وربنا هيبارك ان شاء الله.

مصعب ابتسم بإعجاب من صاحب عمره: سبحان الله. انت يا حذيفة ونعم الصديق والصاحب والاخ، فعلا الواحد. لما يصاحب الطيب ينوله منه ريح طيب ونسمة خير، والصديق الشر عياذا بالله مش بيجي من وراه غير الريح الوحشة والدنيا الضيقة والنفس الساخطة، ربنا يباركلنا في صحبيتنا دي ونفضل اخوات العمر كله.

حذيفة ابتسم: اللهم امين. بس ماشاء الله عليك. تحس انك واحد عاقل كدة، ماكنتش عارفك وانت بتتكلم، ايه العقل ده يا مصعب يا اخي...
مصعب بغرور: احممم. طبعا انت فاكر ايه انت بس اللي شيخ. لا انا ممكن الصبح اربي لحيتي وانافسك وافتي في قضايا المرأة واتجوز 4. ههههههههههه.

حذيفة ضحك وهز راسه بيأس من مصعب: هههه. لا اله الا الله مافيش فايدة مش هتتغير مش ممكن تثبت عاقل دقيقتين على بعض، سبت الدين كله ومسكت في قضايا المرأة لا وكمان تتجوز 4، ربنا يهديك بطل تتريأ سبت ايه للجاهل بدينه يقوله...

مصعب ببراءة: الله وانا قولت ايه، دي امنيه يعني تخيل كدة انك تتحوز 4 ستات واحدة بيضة وواحدة سمرا وواحدة قمحي. امم فاضل ايه تاني في الالوان. اممم اه ممكن شقراء كدة، ويا سلام بقي الوان عين مختلفة وكل ليلة عند واحدة دي تبقي الجنة على الارض يا شيخ.

حذيفة بضيق من هزاره: يا اخي ربنا يهديك بطل هزار في الجنان ده، هو انت متخيل انت الزواج بأكتر من واحدة للمتعة بس. ايوة ممكن يكون ده سبب ومش هنقول انه حرام بس، لازم اللي يقدم على الخطوة دي يقدر يعدل، العدل المعنوي والمادي لازم يكون متوفر اما القلبي ده بتاع ربنا بس بردوا ما يجيش على واحدة علشان واحدة ولا يظلمها ويقهرها، انا شايف الجواز لاكتر من ست لازم ليه ضوابط مش بالسهولة دي لانك لو ماوعدلتش هتقابل ربك يوم الحشر بشقك مائل من ظلم زوجة ليك، ده دنيا ودين وآخرة يا مصعب مش دنيا ومتعة وبس.

مصعب عقد حاجبه بضيق: ربنا يسامحك هدمت احلامي وطموحاتي هادم
اللذات انت كدة دايما، ما تسبني احلم يا اخي هو الحلم حرام...
حذيفة: لو هيغضب ربك يبقي حرام. لو هتظلم غيرك يبقي حرام لو هتظلم نفسك يبقي حرام، وانا بحبك وحقك عليا اتبهك لاي ضرر حتى لو كنت بتهزر وبتتكلم عن غيب. يمكن في يوم تفكر تعمل كدة وتفتكر كلامي ده ويرن في ودنك وما تظلمش حد لا انت ولا غيرك...

مصعب ابتسم: مش ممكن شايل همي حتى لسنين قدام، مش بقولك، ربنا يخليك لاهلك وليا، قولي صحيح ايه اخبار عروستك، البت دي حلوة حلاوة يا سبحان الله تتاكل اكل كدة انا بقطعها بوس...
حذيفة ابتسم: ههههههههههه. دي حاجة كدة جميلة بقت احلي حاجة في يومي بعد عبادتي بتحلي الوقت كدة وصحكتها بترن تسسعدني، بس ابقي خف بقي من البوس ده علشان ما ازعلكش. دي عروستي وانا بغير...
مصعب: ههههههههههه. لا كله الا كدة. دي هي تحس انها اتولدت علشان تحرض على البوس يالهههوي هو فيه جمال كدة، ولا عنيها جميلة، ااااه لو كانت بس اكبر شوية كنت خطبتها واستنها والله بس يالا انا علشان استناها هعنس...
حذيفة: ههههههههههه. لا انت اتجوز انا هستناها، ماوريش حاجة.

مصعب: قولي صح والدتك مش بتفاتحك في موضوع الجواز. انا امي قالبة دماغي عايزاني اجوز بنت خالتي. بتقولي اخطبها دلوقتي. و اول ما اخلص الكلية اتجوزها. وده سبب خناقتنا كل يوم والتاني.

حذيفة اتنهد بتعب: ااااااه يا مصعب. ليه بس كدة. دي الحاجة فريدة مش بتتكلم عن حاجة غير الموضوع ده، لو عليها كانت جوزتني وانا في ثانوي، بس انا شايف انك تفكر لو فعلا بنت خالتك مناسبة ليك. اخطبها على الاقل دي بنت خالتك وعارفها كويس.
مصعب بسخربة: مافيش حد بيعرف حد كويس كل واحد بيظهرلك اللي عايزك تشوفه وبس، مش بسهولة تعرف حد على حقيقته في كام مرة تشوفه ولا تكلمه، ااجواز ده يا نعمة يا ابتلاء...

حذيفة مسح وشه بإيده واتنهد: اااااه يا اخي، ده الواحد زمان كان متخيل الجواز ده حاجة سهلة. لما كبر وفهم وعرف لقي انه اصعب من كل اللي فات، المهم دلوقتي انا شوية وهقفل ونطلع سوا ونتعشي وبالمرة تسلم على چوري بس من غير بوس. فاهم...
مصعب: ههههههههههه. لا هبوس ده اذا ما اكلتهاش اصلا هي بت جميل وتتحب يارب تجيني بنت زيها كدة وربنا ما اجوزها. ده انا ححنطها واخليها تعنس جنبي...

حذيفة: ههههههههههه. طيب استناني بقي ذاكراك كلمتين احد ما اخلص واجيلك...
في بيت حذيفة.
فريدة ودنيا في المطبخ.
فريدة: يا بنتي يا حبيبتي انتي كل يوم والتاني تقوليلي نفس الكلام. وبعدين قولنا احنا بقينا اهل خلاص مافيش فرق.
دنيا بخجل: والله يا ماما انا عارفة بس كل يوم يا غداء او عشاء. انا واسامة بنحس اننا بنتقل عليكم كدة، كمان الشيخ حذيفة كدة مش هيبقي على راحته...

فريدة ابتسمت: يا دنيا. والله ولا ليكي عليا حلفان. انتي بقيتي بنتي وحبيتك اوي واسامة كمان بقي زي حذيفة. ومالين علينا البيت والله والا بقي حبيبة ماما الحاجة جويرية يا قلبي عليها دي أكنها نورت البيت. تصدقي اليوم اللي بتتأخري علينا فيه بنبقي كلنا هنتجنن عليها، ولا حذيفة يا نهههاري بينزل الجامعة وهو اكنه مضروب علقة علشان ما صبحش عليها. متعلق بيها اوي، تقومي انتي عايزة تمنعي نفسك عننا ده انا ازعل منك اوي.

دنيا ابتسمت و قربت من فريدة وباستها من جبينها: ربنا يخليكم لينا. انا لو قولتلك انا واسامة سعادتنا شكلها ايه بسببكم مش هتصدقوا ابداااا، احنا اكن ربنا بعتنا هنا علشان يبقي لينا عيلة بدل اللي اتحرمنا منها...
فريدة ابتسمت: شوفتي بقي ربنا بيعوض كل واحد باللي ناقصة. ياللا بقي نجهز العشاء علشان خلاص كلهم على وصول وكمان الواد مصعب صاحب حذيفة طالع معاه. وهنتعشا كلنا سوا ياللا ايدك معايا.

دنيا: حاضر يا ماما خلاص تقريبا خلصت كل حاجة هجهز الاكل برا...
وبعد وقت مش طويل الكل اتجمع والاكل جهز وبدأوا يتعشوا وطبعااا وكالعادة جويرية مكانها مع حذيفة مقعدها في حضنه. مش راضي ياكل من غيرها...
اسامة: يا شيخ حذيفة هاتها بالله عليك انا مش بحس انك بتاكل كويس بسببها.
حذيفة ابتسم وباس جويرية من خدها: لا مش هتاخدها هي هتقعد جنبي ناكل سوا. اصلا مش بحس بطعم الاكل غيىر وهي جنبي. خاليكم في حالكم.
مصعب: ههههههههههه، طب والله دي تفتح النفس للأكل. وبص لچويرية ولا عبها، بذمتك مش انتي احلي من فاتح الشهية، بس انتي المفروض نحلي بيكي بعد الاكل...
حذيفة: مصعب اكلك خلص قوم روح، انت هتاكل البت كمان. روح الله لا يسيأك...
الحاج بلال: ههههههههههه. ااااه منك يا چويرية خطفتي الشيخ بنفسه كدة، سبحان الله...

حذيفة: الله يا جماعة سبوني اشبع منها. كلها كام سنة وتكبر وتتحرم عليا ولا هعرف اكلمها ولا اشوفها سبوني بقي اخد حقي. دي يوم ولادتها اخرت صلاة الصبح بسببها دي هتفضل تسدد الفاتورة دي سنين.
كلهم ضحكووا وفجأة سمعوا صوت خبط على الباب بقوة غريبة تخض.
الحاج بلال بتعجب: بسم الله مين بيخلط بالشكل ده.
حذيفة قام واخد جويرية يفتح: مش عارف بس دي قلة زوق في حاجة اسمها آداب استأذان...

حذيفة فتح لقي 2 رجالة كبار ومعاهم شاب من سنه...
حذيفة بتسأؤل: خير مين حضراتكم وازاي تخبطوا بالشكل ده...
فاروق بص جوا الشقة وشاف دنيا واسامة: انا جاي اخد بنت اخويا
دنيا. اسامة بصدمة: عمي؟!
الصدمة لسة مسيطرة على الجميع سواء دنيا واسامة وعيلة حذيفة اللي طبعااا عارفين الحكاية كلها. او أعمام دنيا وخصوصا وخالد ابن عمها.
حذيفة بشكل طلقائي وفطري لما عرف ان دول اعمام دنيا لقي ايده بتضم چويرية بقوة اكنه خايف لتبعد عنه. بس الغالب عليه الغضب اتجاههم.
حذيفة بثبات: اهلا وسهلا اتفضلوا. بس ياريتها تكون زيارة لبنت اخوكم مش اكتر من كدة.

عصام عم دنيا: انت تبقي مين اصلا. ويخصك ايه اذا كانت زيارة ولا لا.
اسامة بتماسك وقوة قرب منهم: على فكرة هو يخصوا الشيخ حذيفة زي اخويا تمام ومافيش حاجة عندنا نخبيها، واتمني زي ما قالكم تكون زيارتكم دي بريئة لبنت اخوكم. وعموما أهلا وسهلا بيكم بيتنا موجود هنا شرفتونا...

فاروق بعصبية مسك اسامة من هدومه بغيظ: انت ياللا انت هتسوق الهبل ولا ايه، انت تفضحنا وتخلي بنتنا تهرب وتتجوزك وتقول زيارة بريئة. ده انا هشرب من دمك.
الحاج بلال تدخل يفك التشابك ده: يا جمااعة استهدوا بالله. مش كدة ده انتم اهل وبينكم نسب، اتفضلوا يا جماعة نقعد ونتكلم بهدوء وبالمعروف...
عصام بعصبية: لا في هدوء ولا معروف. احنا جاين ناخد بنت اخونا ونمشي والواد النصاب ده هيطلقها دلوقتي حالا.

حذيفة بيحاول يتملك غضبه لانه بيخاف يغلط او يسئ لالتزامه بأي تصرف. اخد چويرية واداها لامه بهدوء وقرب من عصام بثقة وعقل.

حذيفة بثقة: اولا من وقت ما دخلتم وانتم بتغلطوا وتهددوا. وكلنا بنطلب منكم بالادب والعقل نقعد ونتكلم وانتم مصممين تفضلوا تغلطوا بشكل مستفز. فما فيش غير حل من اتنين، يا ايما نقعد زي اي ناس خلقها ربنا محترمة، يا ايما تتفضلوا تاخدوا بعضكم كدة وبالسلامة. ومالكوش عندنا حاجة. دي واحدة بالغة واتجوزت بولي مأاجرمتش. وهي حاليا في عصمة راجل هو الوحيد اللي له حكم وكلمة عليها، يعني لو الدنيا اتهدت مدام دنيا مش هتتحرك خطوة واحدة من هنا، هاه تتفضلوا تقعدوا ولا نقول شرفتونا الشوية دول.

خالد بعصبية قرب من حذيفة ومد ايده يزقه بقوة. بس قبل ما يعمل ده لقي ايد حذيفة ضغطت على ايده بقوة وهو غضبان: ايدك جنبك علشان انا بحاول اكون هادي معاكم بس انت كدة هتخليني اتعامل معاك بإسلوب مش هيعجبك...
عصام بغيظ: هو فيه ايه انتم بتهددونا ولا ايه. احنا في ثانية ممكن نخليها دم ومش هتفرق معانا حاجة.
مصعب قرب من عصام وبغرور: لو فاكر اننا هنخاف من الكلام ده تبقي غلطان انت هنا في منطقة رجالة مش خرفان ومافيش واحد مننا هيسبكم تخرجوا من هنا بيها ولا تاذوها هي ولا اسامة. دول مش لوحدهم المنطقة كلها معانا ومش هتعرفوا تعملوا حاجة. ولو حابين تجربوا جربوا. ونشوف الدم هيسيل من مين فينا بالظبط.

فاروق بص لعصام وخالد اكنه بيقولهم اهدوا. ورجع بص لدنيا بغيظ وتوعد. ونده عليها. ايه مش ناوية تيجي تسلمي على عمامك ولا ايه. هتفضلي واقفة بعيد كدة؟!
دنيا بصت لأسامة برعب وهي بتبكي وخايفة واسامة هز راسه يطمنها. قربت من عمها ووقفت قصاده بخوف...

فاروق بغيظ منها: انا عايز اقولك اني اقدر اخادك دلوقتي ولو فيها دبحك بس مادمتي خرجتي عن طوعنا تبقي ما تلزميناش. انا اللي يلزمني ان تعبنا وشقانا ومالنا مايروحش للغريب ولا للطمعان ده.
دنيا بتردد ودموع: لا يا عميى. ااااسامة مش طمعان ولا عمره كان غريب ده اقرب ليا من نفسي، الله يخليك يا عمي سبنا في حالنا كمان احنا دلوقتي مابقناش لوحدنا. اااحنا ربنا رزقنا بچويرية...

فاروق بدهشة بص على چويرية بغصب: هي دي بنتك!؟..
دنيا هزت راسها بخوف: ااايوة دي چويرية بنتنا.
خالد بغيظ: قرب من دنيا ومسكها من ايديها بعصبية: انتي كمان خلفتي منه طب هيطلقك غصب عنه وعنك.
بس قبل ما اسامة يتحرك لقي لكمة قوية من حذيفة لخالد وقعته في الارض.

حذيفة بغضب: انت بني آدم مش محترم ولا عندك اخلاق. علشان تمد ايدك على واحدة ماتحلش ليك وكمان متجوزة. لو فكرت تمد ايدك عليها تاني ماحدش هيسكتلك واحنا قبل جوزها انت فاهم.
خالد قام بسرعة ولسة هيقرب من حذيفة مصعب وقف قصاده...

مصعب بعصبية: وبعدين معاكم بقي انتم جاين ناوين شر ولا ايه، قسما بالله انا بس لو بصيت من الشباك ده هي كلمة واحدة بس وهتلاقي البيت ده ملغم رجالة تخرجكم من هنا على ظهركم وسايحين في دمكم.
أسامة بغل و هو حاضن دنيا وهي خايفة وبتعيط: من الاخر كدة انتم عايزين ايه؟!
فاروق بتصميم: دنيا تمضي على التنازل وتغور بيها...

أسامة بص لدنيا بثبات ودنيا بتبصله برجاء ما يضيعش حقها وحق ابوها وتعبه وبقوة رد على فاروق: انا لما حبيت دنيا و اتجوزتها عمري ما فكرت في فلوس ولا املاك. وربنا يعلم انها لو عندها مال الدنيا عمر عنيا ما هتشوفه ولا ايدي هتتمد عليه. وانا لو عليا اخليها تتنازل هي وبنتي عندي بالدنيا ومالها.

بس عمري ما هغصبها زي ماوانتم غصبتوها. هي مش عايزة تتنازل عن حقها ومال ابوها وانا جنبها ومش هسيبها وهقف جنبها قصاد اي حد مهما كان، ومن بكرة هشوف محامي يخلص كل اجراءات ورثها ومراتي هتاخد حقها منكم برضاكم او غصب عنكم، وده اخر كلام عندي. وشرفتونا اوي وكفاية بقي سيبونا في حالنا...

حذيفة كان فرحان من موقف اسامة ومواجهته ليهم وانه بيدافع عن مراته بكل قوة بص لاعمامها وخالد بقوة وغرور: اظن الكلام واضح والرسالة وصلت شرفتونا.
فاروق بص لعصام وخالد بصدمة من رد اسامة وموقفه وحس انه مستقوي بوجوده وسط عيلة حذيفة...

فاروق قرب من اسامة ودنيا وبتوعد وشر: ورحمة اخويا وابوكي لحرق قلبك عليه. وهرجعك تعيشي تحت رجلينا وهربيكي من اول وجديد علشان ابوكي وانا معرفناش نربيكي. وهتشوفي يا بنت اخويا. ياللااااا بينا يا عصام.

خرجوا وخذيفة قفل الباب وبصلهم لقي دنيا منهارة وخايفة واسامة كمان واضح عليه الخوف والرعب بس بيتماسك ويمثل الثبات والقوة قصادهم وخصوصا دنيا، وشاف جويرية في حضن امه قرب واخدها منها وحضنها جواه احساس بالقلق من انها تبعد عنه او تتأذي هي او اسامة ودنيا.
فريدة قربت من دنيا وبحنان: بس يا بنتي ما تخفيش كلنا اهلك وهما مش هيقدروا يعملوا حاجة ابدااا. انتم مش لحدكم.
دنيا حضنتها وعيطت وبدموع ورجاء وقلب مقبوض: بالله عليكي يا ماما الحاجة لو جرالي حاجة خدي بالك من چويرية اوعي تخليهم ياخدوها، بنتي هتتبهدل وتشوف امر من اللي انا شوفته على ايديهم...
فريدة بقلق وعتاب: اخس عليكي ليه بتقولي كدة. هزعل منك ربنا كبير وهما مش ممكن ياذوكي ابدااا الدم يابنتي عمره مايهون للدرجة دي.

اسامة اخد حذيفة بعيد عنهم وبهدوء: حذيفة انت برغم انك اصغر مني بس انا بحسك اخويا الكبير وبثق فيك وفي دينك وعقلك، انا مش عارف ربنا كتبلي ايه. بس لو ليا نصيب في اي حاجة انا راضي. بس دنيا وجويرية آمانة عندك. عارف اني كدة ممكن اكون بحرجك. او بعملك مشكلة. وانك مالكش ذنب في كل اللي احنا فيه، بس هتصدقني لو قولتلك عمري ما هاتمن مخلوق عليهم غيرك، توعدني.

حذيفة بص لچويرية وزاد خوفه ومسؤليته ناحيتها واتنهد وهز راسه: اوعدك. بس قبل ما تودعني اهلك. استودعهم عند ربنا هو ربنا كلنا وهو اللي بإيده يحفظنا ويضرنا، ادعي ربك واستودعه زوجتك وبنتك. وربنا حفيظ ولازم تعرف ان كل شئ بيحصلنا بقدر. حياة وموت. جواز وخلفة، مال ورزق، كل شئ، ربنا يحفظك ليهم ويحفظهم ليك، وماتقلقش توكل على ربنا ثم اعتمد عليا وعلينا كلنا احنا ممكن ما نكنش اهل ودم واحد بس احنا بقينا اقرب من الدم كمان وانت اخي بجد ومدام دنيا زوجة اخي وابتسم وچوري حبيبتي اعتبرها بنتي زي ما هي بنتك مش ممكن اخلي حد ياذيها. اتطمن.

مر تقريبا شهرين في هدوء اعمام دنيا بعيد واسامة ودنيا مش عارفين هما بيدبروا لإيه ولا ناوين على ايه، بس كانوا بيحاولوا يطمنوا نفسهم انهم نسيوهم وسلموا بالامر الواقع، وفعلا اسامة طلب من محامي يتابع ورث دنيا ويخلصه علشان تاخد حقها، وخلال الفترة دي كانت القضية بدأت وبدأت الاجراءات الرسمية لمراجعة اعمامها ومراجعة الحسبات من وقت ما استلم فاروق عمها الوصاية عليها، وبدأت تظهر كل حاجة، وقتها هما قررروا انهم مش هينفع يضحوا بكل ده فجأة كدة وان لازم ينفذوا اللي هما بيجهزوا ليه.

عصام بعصبية: عجبك كدة فضلت تقولي نستني نستني، اهو كل حاجة بتروح من ايدينا. لا وكمان هنتحاسب عن كل جنيه دخل وخرج، انت مستني ايه انا مش فاهم.!؟

فاروق بخبث: كنت مستني الوقت المناسب، ماهو علشان انفذ اللي اتفقنا عليه. لازم يكونوا الاتنين مع بعض وبعيد عن البييت والمنطقة كلها. واحنا لازم نبقي بعيد تماما وكمان نكون ماشين في اجراءات تسليم الورث رسمي علشان يوم ما ينجبهم هنا ماحدش يشك فينا ونبقي بعيد عن الشبهة وكمان يوم ماحد منهم يشتكي كل ده هيكون في صالحنا لاننا لو لينا نية نهددها ماكناش مشينا في اجراءات الورث وسايبن المحاسبين يقلبوا في الحسابات وفي حقها بالعقل كدة، فهمت...

خالد بتفكير: طيب يا بابا ماهي لما تسلم ورثها لينا وتتنازل هننكشف...
فاروق بمكر: ومين قالك هتسلم وتمشي. دي هتتعذب وهي بتشوف جوزها الطمعان ده بيموت قصاد عنيها. وغصب عنه هيطلق وهي هتتحبس هنا لحد عدتها ماتخلص وانت هتكتب عليها. وبعدها كله هيبقي بينا مش برانا، الصبر انتم بس وكل حاجة هترجع في ايدينا. انا مرتب كل حاجة.
في بيت اسامة ودنيا خارجين من شقتهم ونازلين وقابلوا حذيفة.

حذيفة ابتسم: السلام عليكم. ازيك يا اسامة. واخد حبيبتي ورايح فين مش تستني لما تستأذن مني.
اسامة ودنيا ضحكوا: ههههههههههه.
اسامة: عندك حق مش تستاذني منه يا هانم.
حذيفة اخدها من اسامة وهي اتعلقت بيه وضحكت وهو حضنها: انتي تعملي حسابك ماعنديش بنات تخرج وتتأخر ترجعي بدري فاهمة...
چويرية ضحكت ببراءة وحذيفة باسها من خدها: ياللا روحي بقي ماتأخريش بابا وماما...
أسامة اخدها منه ونزل خطوتين ونده لحذيفة. : حذيفة.

حذيفة لفله قبل ما يدخل شقته بإهتمام: نعم يا أسامة.
أسامة ابتسم بهدوء: اوعي تنسي الامانة اللي انتهالك فاكرها.؟!
حذيفة قلبه انقبض وبتساؤل: ايوة فاكر، ليه بتقول كدة دلوقتي.!
اسامة ابتسم بخوف مداري: مافيش بس بفكرك، ياللا سلام عليكم.
حذيفة اتنهد بقلق: وعليكم السلام ورحمة الله. ربنا يحفظكم...
دنيا بهمس وفضول: خير آمانة ايه دي!؟

ادأسامة باسها من جبينها وابتسم: مافيش حبيبتي. ماتشغليش بالك انتي. ياللا بينا علشان نلحق نشتري لبس الكتوكوتة دي، وكمان هنجيب حاجة لحبيبتي...
دنيا ابتسمت برضا: بس حبيبتك مش عايزة حاجة عندي كتير. كفاية هنجيب لچوري.
أسامة بحنان: تؤتؤتؤ حبيبتي قبل چوري.
دنيا اتنهدت بحب: بس حبيبي بجد كفاية كدة، انا اصلا متأنبة اني حملتك فلوس المحامي. وانا عارفة الظروف.
أسامة حاوطها بإيده بحنان وباسها من جبينها: حبيبتي مافيش حمل ولا حاجة. كمان انا عملت سلفة من شغلي علشان اتعاب المحامي، ماتشليش هم.
دنيا بصتله بحب الدنيا. قد ايه حبها واتحمل علشانها. قد ايه بيحرم نفسه علشان يشوف بس البسمة مرسومة على ملامحها: انا بحبك اوي اوي يا اسامة...
اسامة ابتسم: وانا كمان بحبك وماعنديش اغلي منك ولا من چوري انتم عليتي واهلي ربنا يحميكم ليا...

دنيا جواها قلق على اسامة وچوري ومش عارفة ده سببه ايه، مشيت معاه وفعلا راحوا يجيبوا لبس لدنيا وچوري وهما راجعين ومبسوطين الشارع كان هادي والوقت اتأخر. اتفاجاوا بعربية كبيرة وقفت وتزل منها اشخاص ملثمين وشهم وملامحهم مخفية وكتفوهم ودخلوهم العربية، طبعااا كان المخدر انسب حل علشان الثلاثة ماحدش يسمع صوتهم. وبعد ما وصلت العربية للمكان اللي هي قصداه كان بور سعيد. في بيت قديم مهجور على البحر يخص اعمام دنيا، فاق أسامة ودنيا على صريخ چويرية وعياطها وهي في ايد فاروق...

دنيا بدموع ورعب: عمي؟، عمي ابوس ايدك بنتي لا بنتي لا ربنا يخليك.
فاروق ابتسم بشر: دلوقتي بتترجيني وخايفة عليها. مش كان قلبك قوي ومستقوية بالحرامي اللي جاي يقش مالنا.
مش كنتي رافعة قضية على عمك وعايزة تدخليه المحاكم، مش ده جوزك اللي فضلتيه علينا، اهو داوقتي قصادك هو وبنتك وهتشوفيهم بيموتوا قصاد عنيكي. علشان تبقي تعرفي تقفي قصادي تاني وتتحتمي في الغرب.

اسامة متكتف ومكتوم انفاسه مش عارف ينطق ولا يتكلم، وبيموت وهو كدة ومش عارف يحمي مراته وبنته دموعه نزلت وعنيه في عنيها بيعتذرلها عن شئ فوق طاقته واحتماله...
دنيا كانت بتبكي بحرقة ورعب وبرجاء: طب انا اسفة حقك عليا اطلب اللي يعجبك بس سيب اسامة وچويرية وحياتي وحياة كل يوم عشت فيه في بيتك ما تأذيهم. اااانا هتننازل. هههتنازل عن كل حاجة بس سيبنا في حالنا الله يخليك.

فاروق بخبث ماكر: لا خلاص مابقاش ينفع الكلام ده. دلوقتي انتي وهو مافيش قصادكم حل غير حل واحد بس...
دنيا واسامة بصوا لبعض بترقب. ودنيا سألته: حل ايه يا عمي ده.؟!
فاروق: اسامة يطلقك وحالا وعلى يد مأذون، وهيفضل هنا قصادنا لحد العدة ما تخلص وتتجوزي خالد. وبعدها هنسيبه. يمشي. غير كدة. هيموت بالبطئ كل يوم هنا قصادك...

دنيا بكت اكتر من قسوة الدنيا عليها، من مرار الايام، من ضعفها وقلة حيلتها، من كسرة زوجها قصادها وهو بيطلب منه يتخلي عن مراته لراجل غريب، بكت بقهرة قلب وروح على دموع زوجها اللي بتنزل بوجع عليها وعلى نفسه...
فاروق بضيق: هاه هتخليه يطلقك ولا اموتلك بنتك دي وهو وراها.

دنيا صرخت بخوف لانه مش بيهدد بس اللي زيه الشيطان عماه وخلال يستحل حق مش حقه بالاستماتة دي يخليه يعمل اي شئ وهو مغيب مش شايف غير الفلوس وبس.
دنيا بخوف: لا لا حرام عليك ذنبها ايه دي في كل ده...
فاروق شاور لخالد يفك انفاس أسامة وفكه واسامه نطق بجنون بعلو صوته.
أسامة: انت راجل مفتري وظالم وربنا هينتقم منك اشد انتقام، انت عايزني اسيب مراتي لإبنك ده بعدك مستحيل اطلقها مستحيل، ولو فيها موتي...

چويرية بتصرخ من الصوت والصريخ والخوف من اشخاص غريبة عنها وامها اللي شايفاها بس بعيدة مش في حضنها طفلة بريئة مش عارفة ولا فاهمة اي شئ بيجري حاوليها...
فاروق: ههههههههههه. ايه الرجولة وقوة القلب دي طيب انا وانت وهتشوف ان ما كنت تطلقها غصب عنك ما ابقاش المعلم فاروق. خالد فك البت دي تاخد بنتها تسكتها خوتتلي دماغي.
خالد فك دنيا وهي قامت تجري على چويرية وحضنتها بقوة ودموع.

عصام بشر: اظن بقي تسبهولي افش غلي منه. والينله دماغه دي علشان يطلق ونخلص...
فاروق قعد باشفي: وماله نلينله دماغه فش غلك وغلي بقي...
وبدأ عصام يضرب أسامة بغل وكره وغيظ، واسامة متكتف مش عارف حتى يدافع عن نفسه ولا يرد ضربة واحدة من ضربات عصام. وعصام كان بيضربه ضرب قاتل ضرب انتقام. كل ده وسط صريخ دنيا وچويرية. ورجاءها انهم يرحموه ويرحموها معاه هي كل ضربة ليه بترد في قلبها هي، بتوجعها هي، بتموتها هي...

فاروق بضيق: يوووووه خاااالد. خد الزفتة دي ارميها جوا هي وبنتها لحد ما نشوف اخرتها ايه مع الزفت ده كمان...
خالد اخد دنيا بالغصب ودخلها اوضة وقفل عليها بس سامعة صوت الضرب وصريخ اسامة بيمزعها بيقتل كل ذرة تماسك واحساس فيها...
عصام تعب من ضربه وأسامة كانت حالته صعبة وبيموت، خالد متغلظ منه وعايز يشغي غليله هو كمان...
خالد بغيظ: انا كمان عايز اربيه واعرفه انه اخد حاجة بتاعتي انا. غصب عني بس مش انا اللي يسيب حقه، وبدأ خالد يضرب اسامة بغل وجنون، وعصبية.
خالد: طلقها، انطق وطلق احسنلك...
أسامة روحه بتتسحب: مش هطلقها، موتني احسن...
خالد استفز من تصميمه وعنده فضل يضرب فيه بغيظ اكبر وغل اققوي وجنون رهيب، لحد ما أسامة انفاسه وقفت ودقات قلبه سكتت. خالد انصدم وبعد
خالد: بابا ده مات.
فاروق بصدمة: ايه!؟ مات. يا دي المصيبة...

دنيا لقت صوتهم سكت ومافيش اي صوت. قربت من للباب وسمعت لقت عصام بيزعق لخالد
عصام: الله يخربيتك ياوغشيم. قالته. هنعمل ايه دلوقتي في المصيبة دي. دي مات. مات عارف يعتي ايه، مااات.
دنيا وقعت على الارض بصدمة ودموع مالهاش آخر، بضياع اخر امل واخر حاجة حلوة في دنيتها، بكت بحرقة وجنون وعدم استيعااب، وصرخت بكل صوتها وقلبها وروح بتموت بالحيا...

دنيا: ااااااااااه. لا. لا، اسامة لا، ليييية قتلتوه ليييه. ليييية. اسامة رد عليا، رد وقولي انك عايش رد علشان خاطري، رد. رد...
انتهت الحلقة. وعارفة انها مؤلمة بس الواقع فيه امر من كدة كتيير.
حذيفة صلي الصبح في المسجد ورجع وهو لسة مقبوض وقلقان من تأخير اسامة ودنيا وچويرية، حاسس ان في حاجة سيئة حصلت وفضل يستعيذ من الشيطان ومن الظنون السيئة...
حذيفة قاعد مهموم: استغفر الله. يارب سلم. هما اتاخروا ليه كدة. معقول ده تأخير طبيعي...
فريدة خلصت صلاة وشافت حذيفة قلقان وهي كمان قلقانة من تأخيرهم قربت منه تطمنه: مالك يا حبيبي. قلقان من تأخيرهم مش كدة...

حذيفة اتنهد: ربنا يستر يا أمي، تأخيرهم مش طبيعي، اسامة كمان قابضني وهو خارج...
فريدة بإستفتهام: لا اله الا الله. ليه كدة ماله اسامة بس.
حذيفة مسح وشه بتعب: مش عارف يا أمي، وهو نازل مع دنيا وچوري، أكد عليا وصيته وآمانته بشكل يقلق ويقبض، وتأخيرهم ده مش مريحني...
فريدة عقدت حاحبها: هو اسامة كان موصيك على دنيا وچوري امتي ده؟!

حذيفة اتنهد: فاكرة يوم ما اعمام دنيا جم هنا وحصلت المشكلة، بعد ما مشيوا هو أمني وقالي انه لو جراله حاجة دنيا وچويرية وصيتي وامانة عندي وما اخليش اعمامها يأذوها، وامبارح بالليل وهما خرجين اكد عليا وزي ما يكون، وغمض حذيفة عنيه بضيق...
فريدة بقلق: زي ما يكون ايه يا ابني.!
حذيفة بحزن: اكنه بيودعني، ربنا يكدب ظني واحساسي ده، أسامة ده يجد انا خلاص اعتبرته اخويا زي مصعب، مش مجرد جار وخلاص...

فريدة دمعت: ودنيا كمان دي، دي جاتني عوضتني عن عن البنت اللي اتمنيتها تتولد من بطني بس مش رايد، وهي انا حبتها اوي، وحاسة ان چوري دي حفيتي، ودعت بخوف، يارب. يارب رجعهم بالسلامة، يارب...
حذيفة قام وقعد جنب امه وباس ايديها: طب بطلي عياط، ان شاء الله خير.
فريدة بدموع: تفتكر اهلها ممكن يأذوهم، ربنا مش هينصر الظلم صح، طمني يا ابني...

حذيفة اتنهد: بصي يا أمي، مش معني ان الظالم والظلم ينتصر على الخير ان ده رضي من ربنا عليه لا، اي حد بيأذي حد بيأءيه بإذن من ربنا ربنا يعلم كل شئ قبل ما يحصل ولو ماحصلش لو كان حصل كان هيجري ايه، ربنا بيمهل الظالم حتى اذا اخذه. اخذه عزيز مقتدر...

يعني ربنا مش بينصر الشر ابدااا بس حكم ربنا احنا ما نعامهاش، احنا مش في ايدينا غير ناخد بالاسباب باللي نقدر عليه وكمان ندعي، الدعاء والقدر يتعارچان حتى يوم القيامة، قولي يارب. ان شاء الله خير...
فريدة برجاء: يارب. يارب ينجيهم، دول كام ساعة بس وجعوا قلبي عليهم...
في بور سعيد...
دنيا قاعدة في الارض مقهورة وبتبكي بحرقة وچويرية نايمة على الارض جنبها من التعب والعياط والخوف من صريخ دنيا...
دنيا بوجع: حرقوا قلبي عليك، قتلوك ليه. ليه، ياريتك كنت طلقتني، ياريتك، بس كنت تعيش، قولي انت اعيش ازاي من بعدك قولي، ااااه ياربي، ياربي انت ليه غضبان عليا كدة. هو انا زمان اتحرم من امي وابويا يموتوا واتيتم واعيش في مرار سنين، ويوم الدنيا تضحكلي وتبعتلي اسامة، تاخده مني ليييه، طب. طب انا اعيش ازاي. يارب خدني، خدني عنده وريحني، انا مش هتحمل اعيش مع غيره، مش هتحمل يلمسني غيره، مش هتحمل، يارب، يارب خدني بقي عنده، خدني...

فجأة سمعتهم بيتكلموا انهم هياخدوا اسامة ويرموه على الطريق.
فاروق: اسمعوا. احنا هناخده ونرميه على الطريق السريع، وهيتقال انه حد طلع عليه علشان يسرقوا ولا حاجة اتخانقوا ضربوه ومات هتتفهم كدة.
عصام بخوف: والزفته اللي جواه دي هنعمل معاها ايه. افرض قالت حاجة. هنروح في داهية كلنا. دي جريمة قتل. عارف يعني ايه قتل...

فاروق بعصبية: يووووه. ايوة متهبب عارف وعلشان كدة هي مش هتقدر تنطق هنهددها ببنتها لو فكرت تتكلم وتقول اننا لينا علاقة بيه ولا بموته بنتها هتحصله...
خالد بخوف: طب هي هنعمل فيها ايه...
فاروق: هنرميه الاول ونرجع ناخدها البيت ونبعد كدة نبلغ انها كانت معاه. وجاين عندنا وطلع عليهم ناس وضربوه وهي قدرت تهرب وجاتلنا، وبس...

عصام برعب: طيب. ياللا يا خالد بسرعة شيل معايا قبل ما الرجل تزيد وحد يشوفنا الشمس طلعت...
وبدأ خالد وعصام يشيلوا اسامة وخرجوا ومعاهم فاروق ودنيا سمعت صوت العربية، قامت وفتحت الشباك وشافتهم مشيوا. بصت لتحت لقت المسافرة مش بعيده اوي من الارض. بس كمان قريبة، بصت على چويرية وبكت...
دنيا: لازم اخدك ونهرب مش هقأدر اسيبك ليهم ولا انا هقدر ارجعلهم. ولا يمكن حد يحل محل ابوكي ابدااا ويبقي جوزي...

وقفت دنيا ونطت تحت بس كانت المسافة كبيرة شوية، وقعت ورجلها اتلوت وانجرحت وصرخت بوجع في كل مكان. قلب. وروح، وجسم، وكل مكان بينزف قهرة. وآلم. وفراق، اتحاملت على نفسها، وجابت حجارة وحطيتها فوق بعض وطلعت تاني علشان تجيب چوري وتنزل، خافت تنط بيها اول مرة تأذيها. فضلت تتأذي هي بدالها، وفعلا اخدوها ونطت ومشيت بصعوبة والم، بتتوجع وتبكي، وهي ماشية تايهة ومهمومة من هموم وحزن يكفي بلاااد. لقت عربية قصادها فوجأت بيها وخبطتها. ووقعت. نزل صاحبها، يشوفها خايف تكون جرالها حاجة، لقاها بتنزف وچوري بتبكي...

صاحب العربية بخوف: انتي يا ست. ردي عليا الله يخليكي، يا ربي انتي طلعتيلي منين بس، انتي يا ست. ردي...
دنيا مش بترد وغابت عن وعيها. اخدها هي وچويرية على المستشفي، وهناك اسعفوها بس حالتها حرجة يادوب فاقت.
الدكتور: حمد لله على سلامتك...
دنيا بضياع: هو انا فين، وبرعب. بنتي. بنتي فين.
الدكتور بتحذير: من فضلك اهدي. انتي حالتك حرجة اوي، بنتك برا مع الشخص اللي خطبك على فكرة هو هيتعمله محضر. ومنتظرين اقوالك...

دنيا ببكاء: مالوش لازمة المحضر. انا اللي غلطانة. المهم بنتي. عايزها.
الدكتور: طب انا هسمحلك تشوفيها وكمان تقولي للشخص ده انك متنازلة عن المحضر.
دخل صاحب العربية ومعاه چويرية ودنيا متجبسة مش عارفة تشيلها بكت اكتر.
صاحب العربية: والله انا فوجأت بيكي...
ما كنش قصدي اخبطك ولا ااذيكي، ااانا هتكفل بكل مصارف علاجك هنا، بس مش عارف اكلم اهلك او حد من طرفك...

دنيا ببكاء: انا مسمحاك وهتنازل عن المحضر. بس، بس ممكن اطلب منك طلب...
صاحب العربية: اؤمري تحت امرك...
دنيا بتعب: همليك رقم تليفون تتصل تسأل عن الشيخ حذيفة وتقوله اني في المستشفي وتنبه عليه مايبلغش اي حد من طرفي هو هيفهم. وتديله عنوان المستشفي هنا. وتقوله يجي بسرعة، من فضلك ممكن.
صاحب العربية: طبعااا ممكن قولي الرقم...

دنيا بإجهاد: . الرقم، وكمان رقم تاني بتاع الورشة، اي حد يرد عليك اسأل عن الشيخ حذيفة، بسرعة الله يخليك.
صاحب العربية: حاضر. حاضر هروح اهو اتصل بيه.
دنيا بحزن: طب هات چوري.
صاحب العربية: بس انتي مش هتعرفي تشيليها، حالتك ماوتسمحش. خاليها معايا لحد قريبك ما يوصل ما تقلقيش عليها انا هاخد بالي منها.
خرج صاحب العرببة واتصل بحذيفة فعلا. وحذيفة كان بيجهز نفسه علشان يروح الكلية. ساب كل حاجة ونزل بجنون علشان يسافر لدنيا وهو بيركب عربيته قابل مصعب. مصعب شافه مستعجل وعصبي قرب منه.
مصعب بقلق: خير يا حذيفة مالك على الصبح شكلك كدة. الحاج او الحاجة فيهم حاجة!؟
حذيفة بيركب عرببته بخوف وعصبية: مصعب انا مستعجل بعدين الله يرضي عليك ههحكيلك. ابعد دلوقتي.

مصعب بتصميم وقلق زايد: مش هسيبك الا لما اعرف مالك والسبب في حالتك دي...
حذيفة بضيق: يا الله. مصعب دنيا واسامة تقريبا عملوا حدثة وحد كلمني اروحلهم المستشفي. وانا لازم امشي حالا.
مصعب لف بسرعة وركب معاه: طب اطلع انا جاي معاك...
حذيفة بتعجب: وكليتك.؟! لا روح انت وانا هبقي اطمنك...

مصعب بتصميم: قولتلك اطلع ياللا بسرعة انت رايح مكان مش عارف انت رايح لمين، ويمكن يكون ده فخ ولا حاجة ماحدش يأمن لحد في الزمن ده، انت ناسي اهل دنيا. وانت محاميلهم وهما ممكن ياذوك، انا معاك مش هسيبك. واطلع بقي وبطل رغي نكمل كلام في الطريق...

حذيفة برغم قلقه على اسامة ودنيا وچويرية الا انه اتنهد براحة من كرم ربنا ليه انه في حياته صاحب وصديق واخ زي مصعب يكون جنبه من غير ما يطلبه يشوف اللي هو مش شايفه في لحظة خطر، ويخاف عليه.
سافر حذيفة ومصعب لدنيا ووصلوت المستشفي وسألوا عنها وقابلهم صاحب العربية اللي خبطها واخد حذيفة منه چويرية اللي كانت هتموت من العياط والصريخ، واللي اول ما شافته اترمت في حضنه واتعلقت بيه وهو كمان حضنها بقوة وخوف.

حذيفة ضاممها بخوف: حبيبتي مالك شكلك متبهدل كدة وايه كل الدموع دي...
صاحب العربية: مش عارف انا حكتلكم اللي حصل وولدتها جوا ادخلولها، والبنت اصلا مابطلتش عياط مش عارف اعملها ايه...
چويرية مسكت في حذيفة اكنها لقت امان بعد خوف واتعلقت بيه بقوة وبطلت عياط وبدأت تأن بهدوء...
مصعب صعبت عليه: حبيبتي دي مفلوقة من العياط يا تري حصل ايه. تعالي بسرعة نشوف دنيا ونفهم منها...

حذيفة هز راسه ودخلوا لدنيا، وهي حكت لهم كل حاجة حصلت بقهرة ودموع وتعب واجهاد، كانت كل كلمة بتخرج معاها حته من روحها...
حذيفة بغضب: حسبي الله فيهم. دول ولا الشياطين. في كدة، للدرجة دي. وصلت لازهاق نفس وقتل الروح اللي ربنا حرم قتلها، ومسك دمعة حزن منه على اسامة، وبحزن، الله يرحمك يا اسامة ويفغرلك ويتجاوز عنك، وينتقم من اللي قتلك.

مصعب بغضب وحزن: المشكلة اننا مافيش اي اثبات على االي حصل، ودنيا مش هتقدر تقف قصادهم اللي يقتل مرة يقتل الف مرة.
دنيا بدموع: انا مش هثبت ولا وهقف قصادهم، ااانا اصلا حاسة اني مش هعيش، قلبي بيقولي هروح لحبيبي قريب...
حذيفة بلوم: استغفر الله يا دنيا. اهدي لو سامحتي احنا جنبك اخوتك والله امي هتتجنن عليكي. انتي بس تقومي بالسلامة واحنا معاكي في اي شئ تطلبيه.

دنيا: شيخ حذيفة بتعتبرني اختك بجد، ولو طلبت منك حاجة حتى لو صعبة وحمل عليك تعملها.
حذيفة بتأكيد: طبعاا. يا دنيا اختي اطلبي.
دنيا: انا بوصيك على چويرية انا دلوقتي متأكدة اني بموت، اوعي تفرط فيها خاليها معاك ومع ماما فريدة، ربيها انت اوعي تسبها ليهم هيبهدلوها اكتر ما عملوا فيا، بنتي مش عايزها تشوف اللي شوفته. ابوس ايدك اوعدني تنفذ وصيتي...

حذيفة غصب عنه دمع وبص لچويربة اللي نامت في حضنه بعد ماهديت واتطمنت وضمها بحنان: اسامة الله يرحمه امني نفس امانك ووصاني نفس وصيتك، وده كدة رسالة من ربنا ان چويرية دي بقت امانتي وفي حمايتي. ووعد احافظ عليها. ومن النهاردة چويرية دي هتبقي اختي هربيها وهتعيش في قلبي قبل بيتي. اطمني.

دنيا ارتاحت وهديت وابتسمت: انا كدة ارتاحت، اموت وانا متطمنة ان بنتي ربنا بعتلها قلب يحن عليها وتتربي بحنان. ومش هتعيش وتتربي زيي، ابقي سلملي على ماما فريدة. قولها انها ربنا بعتها ليه علشان اعيش واجرب حنان الام اللي اتحرمت منه، والحاج بلال. كان زي بابا، قربلي چوري عايزة احضنها وابوسها...
حذيفة ليجاهد دموعه ومصعب ماقدرش وبكي في صمت، وقرب حذيفة چوري وهي نايمة من دنيا وباستها.

دنيا ابتسمت وهي بتبكي: هتوحشيني، على عيني اموت واسيبك، بس الشيخ حذيفة معاكي ومش هيسيبك، انا متطمنة عليكي معاه.
بعد دقايق دنيا ماتت وحذيفة ومصعب، كانوا في منتهي الحزن، واخدوها علشان يدفونها، وبعد ما خلصت كل حاجة حذيفة قاعد في البيت مع امه وابوه، وجويرية نايمة في حضنه، وجو البيت كله حزن ووجع.

فريدة بدموع وحزن: قلبي عليكي يا بنتي وعلى شبابك، منهم لله منهم لله. ربنا ينتقم منهم. ويرضهلهم في اغلي ما عندهم...
حذيفة بيلمس شعر چويرية بحنان ويتأمل ملامحها البريئة بحزن: ذنبها ايه البنت البريئة دي تتحرم من ابوها وامها وتتيتم بسبب الغدر من اقرب الناس، لييه بس ذنبها ايه...
الحاج بلال بحزن: الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته. يارب بس يكونوا ارتاحوا ويشبعوا بالفلوس.
حذيفة بعصبية: دول لو ما اتكتبش ليهم توبة من عند ربنا. وتابوا لربنا. عقابهم عند ربنا كبير. ده اكل مال اليتيم. وقتل نفس
دول ذنوب كبيرة وثقيلة، ربنا ان شاء الله هينتقم منهم وياخد حق اسامة ودنيا، وچويرية كمان، اتحرمت من اهلها بسببهم...
فريدة: حذيفة انت صحيح هتقدر تاخد چوري منهم. هتقدر يا ابني تقف قصادهم، دول ناس شر انا خايفة عليك منهم...

بلال: بصراحة يا ابني انا كمان قلقان عليك دول عملوا كدة في اللي منهم. انت هيعملوا معاك ايه.
حذيفة بتصميم: معلش يا حاج انا لو الدنيا كلها وقفت قصادي مش هسيب چويرية. دي من الليلة بقت حتة مني بقت بتاعتي انا. واقسم بالله ما هخلي حد يلمس شعرة منها. لو فيها موتي. مش هتتربي بعيد عني.
فريدة: ربنا يعميهم عنك. ويبعد عنك شرهم...

في الوقت ده الباب كان بيخلط. حذيفة قام واخد چوري ونيمها في حضن فريدة. وراح يفتح الباب. فتح لقي فاروق وعصام وخالد. حذيفة بغضب وكره.
حذيفة بكره: انتم جاين هنا ليه.!؟ مالكوش حد هنا. خلاص بنتكم ماتت وجوزها اتقتل على ايديكم، يارب بس تشبعكم الفلوس وتسد جوعكم...
فاروق: انا عايز بنتها. هتتربي في بيت عممها زي امها.

حذيفة بغضب: لو حد منكم فكر ياخد چويرية ياخدها على جثتي. مش وانا عايش. چويرية هتتربي هنا امها وابوها وصوني عليها ومش هخون الوصية. ولو انا عارف انكم بني آدمين تعرف ربنا وبتتقيه وهتعاملوها بما يرضي ربنا كنت ادتهالكم، بس انتم مش ممكن حد يأتمنكم، انتم قاتلين. وووالله لو فكرتكم تأذوها انا هبلغ عنكم واتهمكم بقتل أسامة.
عصام وخالد خافوا وبصوا لفاروق.

فاروق بخوف متداري: واحنا مالنا بأسامة. هو ودنيا ناس طلعت عليهم وموتوه وهي دخلت المستشفي احنا مالنا. ثم انت اللي مالكش صفة انك تتكلم. انت كمان اخدت دنيا من المستشفي ودفنتها من غير ما تبلغنا وانت مين اصلا علشان تعمل كدة. وكمان عايز بنتها ليه. مش من حقك...

حذيفة بثقة وثبات: اظن انتم عارفين كل حاجة ومش محتاجة لف ودوران. دنيا الله يرحمها قالتلي كل حاجة قبل ماتموت. وعارف اللي انتم عملتوه مع اسامة ومعاها، ومن الاخر كل ده كان علشان الفلوس والمحلات. اشبعوا بيهم بس چويرية لا. ماحدش هيمسها ولا ياخدها...
فاروق: قول انك طمعان انت كمان في ورثها تربيها وترجع تخليها تطلب ورثها زي ما ابوها عمل، اتجوزها وقال مش عايز حاجة. ورجع شجعها وخلاها تقف قصادنا وتطلب الورث.

حذيفة بتمالك نفسه وعصبيته: انا مش هتكلم كتيير، والفلوس والورث حلال عليكم. انا مش عايز حاجة غير چويرية بس. واضح.
عصام: واحنا هناخدها غصب عنك.
حذيفة بثقة: جرب كدة تفكر تعملها وشوف هعمل ايه.
فاروق بتفكير: انا هسيبهالك تربيها بس لو في يوم قليت عقلك وفكرت تقويها تطلب جنيه واحد، هتحصل ابوها وامها.
خالد بعصبية: كلام ايه ده يا بابا. انت هتسبهاله ازاي هو هيهددنا.

فاروق بتعقل: بعدين هفهمك يا خالد، كل حاجة. المهم الشيخ يكون فهم.
حذيفة بصله وابتسم بسخرية من طمعه: الشيخ فاهم، نورتونا...
دخل حذيفة وقفل الباب ورجع اخد چويرية من امه.
فريدة بخوف: الله يستر انا قلبي كان واقع في رجلي، ناس شر. ربنا ينجيك منهم.
حذيفة باس چويرية من جبينها وابتسم: اي حاجة تهون علشان چوري. خلاص ما بقاش لينا غير بعض. هنعيش سوا انا وانتي، ويا ويلك لو ما سمعتيش كلامي، انا وبس.

فريدة بعتاب: وانا لا اخس عليك. ما تسمعيش كلامه يا چوري...
حذيفة ابتسم وضمها اكتر: تسمع كلامك وماله. بس بردوا دي بتاعتي انا لوحدي، صح يا چوري. انتي حبيبة مين.
چوري ابتسمت. وحذيفة ابتسم اكتر، ايوة كدة. انتي حبيبتي. هنعيش نناكف في بعض وربنا يقويني عليكي ويقويكي عليا، انا صعب وهتعبك وانتي بنت شقية وهتجننيني معاكي...

فريدة ابتسمت: ههه. دي حته سكر. والله برغم حزني على امها وابوها الا اني مش مصدقة روحي انها هتفضل معانا وتملي علينا البيت. دي حبيبتي.
حذيفة: يا حاج قول حاجة للحاجة. مش لسة قايل حبيبتي انا وبتاعتي انا الله.
بلال: ههه. لا بقي دي حبيبتنا كلنا. ربنا يطرح فيها البركة وتكبر ونشوفها عروسة، وتجوزها ابنك اينعم هتبقي اكبر منه بس مش مهم يضحي بقي.
حذيفة: هههه. دي تتجوز اصغر منها لييه. دي اميرة تتجوز واحد ملك يحبها ويصونها بس ده انا هعمل عليه حما واجننه. هبقي حما مفتري.
كلهم ضحكوا: هههههههه.
حذيفة: ياللا بقي انا هاخد چوري وننام تصبحوا على خير...
بلال وفربدة: وانت من اهل الخير.
ومن هنا تبدأ حياة جديدة لحذيفة وچويرية، احداث. مواقف...
حكايات. غيرة، حب، صدمات...
مفاجأت، لسة هنعيشها سوا معاهم.
مرت شهور وايام وحذيفة بيتعلق بچوري اكتر، بقت مسؤليته هو طول ماهو في البيت هو اللي متولي امرها وكل حاجة تخصها، حتى لو تعبت هو اللي بيراعيها هو اللي بيسهر بيها، هي كمان بقت ما بترتاحش غير معاه، بقي هو كل حاجة في حياتها، وفي يوم حذيفة بيذاكر في أوضته بالليل. وچوري جنبه بتلعب، دخلت فريدة تدخله شاي واكل لچوري.

فريدة بتأثر من تعب ومجهود حذيفة: يا ابني انت هتفضل على حالك ده لامتي بس، انت يادوب بتنام ساعتين اتنين بس. طول الليل مذاكرة وسهر بچوري ويادوب تغمض الفجر ياذن وتقوم تصلي. ومن وقتها تفضل مابين الكلية والورشة والمشاوير، حرام ده بس ولا حلال.

حذيفة اتنهد وقام وباسها من جبينها وابتسم: يا ست الكل هو انتي بتزعلي علشاني مجاملة. اذا كنت انا نفسي زي الفل ومرتاح ومافيش اي تعب، ثم حتى لو تعبت هي الدنيا كدة، كلها منغصات. ربنا قال ولقد خلقنا الانسان في كبد، يعني تعب وارق. حتى اسعد لحظات بتمر بينا بيبقي قبلها تعب مؤلم ومرهق، هاتيلي فرحة بتيجي من غير تعب، الام اللي بتولد. بتفرح بس قبل الفرح ده فيه حمل 9 شهور وهنا على وهن. وولادة والم مايتحملوش بشر، النجاح في الشغل مش بيجي غيىر من شقي وتعب وسهر وحرمان، وانا يا امي عايز انجح وافرحك وافرح ابويا ونفسي ويبقي ليا مستقبل، وده مش هيجي وانا قاعد اتدلع وانام وارتاح، المهم والاهم رضاكي ورضي الحاج. ده هيرضي ربنا عليا ويكرمني من غيركم كل ده ولا ليه لازمة.

فريدة ابتسمت: وهو اللي عنده ابن زيك مايرضاش عنه، ده انت من يومك مريح قلبي وقلب ابوك. وربنا ينجحك واشوفك اكبر مهندس في الدنيا حبيبي، بس كمان انت اتلخمت بچوري. بتسهرك معاها.

حذيفة بص لچوري وابتسم: چوري اجمل حاجة حصلتلي، ببص في عنيها بنسي اي تعب، عارفة من وقت ما اتولدت وانا ربنا بيسرلي حاجات كتير، خصوصا بعد موت اسامة ودنيا. مع انها بتشغل وقت كبير عندي. بس كل حاجة احسن مذاكرتي وشغلي، كل حاجة متوفق فيها، بالله عليكي يا امي ما تجيش عليها كفاية القدر حرمها من اهلها، هي مالهاش ذنب في اي حاجة، وبعدين ما انتي بتساعديني في تربيتها. هي معاكي طول اليوم وانا برا. انا بس بريحك واخد بالي منها بالليل لحد. الصبح علشان انتي تنامي وترتاحي وتقدري تواصلي معاها بالنهار...

فريدة ابتسمت: ربنا يجزيك كل خير عنها. دي يتيمة، ويارب تكبر ونشوفها عروسة...
حذيفة ابتسم: عارفة همووت وتنطق اسمي ويا سلام لو تقولي يا بابا...
فريدة ملامحها اتغيرت وبان عليها الضيق: لا يا ابني مش للدرجة دي.
حذيفة عقد حاحبه: ليه يا امي ما انا هبقي زي ابوها وهربيها.

فريدة بعصبية: ايوة تربيها بس لما تكبر وتقولك يا بابا والناس تفتكرها بنتك، حالك هيقف كل واحدة تفتكر انك كنت متجوز ودي بنتك، وهنقعد بقي كل حد نشرحله ونفهمه. لا الموضوع بالشكل ده صداع ويجيب مشاكل، تقولك يا ابيه تبقي زي اختك مش بنتك.
حذيفة اتنهد وبص لچوري: بس كان نفسي اعوضها عن ابوها وتقولي الكلمة دي ما تكبرش محرومة منها.

فريدة بتصميم: حذيفة ربنا يكرمك ما تعصبنيش، ده انا بستني يوم جوازك بفارغ الصبر، نفسي تتجوز بسرعة اول ما تخلص جامعتك، عايزني اقول للناس دي بنته طب ازاي بس، هي ابيه ومش هتتغير نقول قريبتنا وبنربيها مش بنتك اسمع كلامي...
حذيفة بضيق: حاضر يا امي اللي تشوفيه. المهم تكوني مرتاحة، ياللا تصبحي على خير. روحي نامي انتي بقي...
خرجت فريدة وحذيفة اخد چوري في حضنه وقعد يأكلها واتنهد.
حذيفة: كان نفسي اعوضك عن اي حرمان زكل حاجة وحشة حصلت، كنت عايز ابقي ليكي كل حاجة. بس معلش مهما كانت علاقتي بيكي هكون ليكي كل حاجة، مش هخليكي تحتاجي لحد ابدااا. اوعدك.

مرت الشهور اسرع و حذيفة اتخرج واتفرغ للورشة وكبرها وغيرها ونجح اكتر في شغلة وعلاقاته، والسنين مرت اكتر وكل يوم حذيفة بيرتبط بچوري. علمها كل حاجة آداب وتربية ومذاكرة، وخصوصا القرآن صمم هو اللي يحفظها. وكبرت چوري وبقت عندها 10سنين. خلال الفترة دي كانت فريدة كل يوم في مشكلة مع حذيفة بسبب تأخيره الزواج ورفضه ليه، وفي يوم كان بيتكلم مع فريدة.

حذيفة بعصبية: يا امي. يا امي افهم انتي متعصبة ليه ماكل شئ نصيب. ربنا لسة مأردتش اني اتجوز اعمل ايه بقي قوليلي. اتجوز اي واحدة وخلاص...
فريدة بدموع: لا تفضل كدة حارق قلبي اللي قدك اتجوز وخلف وانت زي ما انت شغل وبس واخرتها ايه. ده حتى مايرضيش ربنا.

حذيفة بيهديها: يا امي اهدي علشان خاطري، ماانا لحد دلوقتي ما ارتاحتش لعروسة من اللي جبتيهم بروح واشوفها واتقبض مش قادر اكمل وانا كدة افهميني، الزواج على الاقل محتاج قبول.
فريدة: طب وعلا مالها بنت ناس ودكتورة وشارياك من زمان ولامحتلي كتير. دي فاضل تطلب ايدك.
حذيفة مسح وشه بتعب: يا امي علا زي اختي مش عارف افكر فيها كدة، مش مرتاح...

فريدة برجاء: طب علشان خاطري بالله عليك تحاول تتكلم معاها دي بنت حلال وانا بحبها. بص هي جايالي بعد شوية تديني الحقنة ابقي بس كدة ارمي السلام وكلمها كلمتين...
حذيفة بضيق: حاضر يا امي هرمي السلام، ممكن بقي نتغدا ولا ارجع الورشة من غير اكل!؟
فريدة: لا حالا الاكل يكون جاهز.
حذيفة عقد حاجبه: هي چوري فين لسة ماجتش من المدرسة!؟
فريدة: لا جات من بدري ودخلت تلاقيها بتذاكر.

دخلت فريدة وحذيفة لمح چوري بتتسحب وترجع اوضتها عرف انها كانت بتسمعهم جز على سنانه بغيظ من شقاوتها وندهلها...
حذيفة بعصبية: تعالي يا مصيبة هنا، شوفتك.
چوري لفت ليه وهي بتبلع ريقها بخوف وقربت ببراءة: ااانا، ااانا ككنت داخلة الحمام.
حذيفة قرب منها ومسك ودنها بتحذير: كام مرة اقولك بلاش نتصنط على حد وان ده عيب وحرام. واسمه ايه، ردي اسمه ايه.
چوري بتتألم وتتنطط: اي، اي، اسمه تجسس. والله مش هعملها تاني.

حذيفة بغيظ: وربنا نهانا عن ايه انطقي يا اخرة صبري...
چوري بتتألم: ولا تجسسوا
وانا ماكنش قصدي سمعتكم قدرااا كدة، خلاص يا ابيه ربنا يخليك وداني هتطلع في ايدك.
حذيفة سابها بغيظ: ودانك دي هريحك منها. انتي مافيش فايدة فيكي، عادة مهببة...
چوري بغضب: اعمل ايه بقي. انا بسمع اسم علا دي بتعصب. سبحان الله مش بحبها رخمة...

حذيفة بغيظ: مش قولت تتأدبي في الكلام. عيب كدة. دي اكبر منك وكمان مش موجودة يبقي تتكلمي عنها بأدب ومن غيرما تسئي ليها فاهمة...
چوري بعصبية: انت بتدافع عنها ليه، انت هتسمع كلام ماما الحاجة وتتجوزها...
حذيفة عقد حاجبه: وانتي مالك بكلام الكبار ده اتجوزها او لا انتي زعلانة ليه!؟

چوري اتعصبت اكتر: كدة قولتلك مش بحبها هاه. وهغلط بقي. رخمة وسخيفة وبتقعط تتكلم عنك كتيير وتسأل عنك، وبدأت چوري تقلد علا بسخافة، والله يا ماما الحاجة انا بحبك اوي، والله يا ماما الحاجة الشيخ حذيفة ده مافيش منه، والله يا ماما الحاجة الشيخ حذيفة ونعم الرجالة، وبغضب كملت هي، ايييه بقي كل شوية الشيخ الشيخ. دي غلاسة بقي.

حذيفة بيكتم ضحته من طريقتها وتقليدها علا: انتي مصيبة بجد، ايه ده هي علا بتتكلم كدة...
چوري بصتله بعصبية: اه بتتكلم كدة وانت عارف. صح ولا لا. قول هتدخل النار لو كدبت.
حذيفة ضحك بقوة: ههههههههههه. هتدخليني النار علشان علا يا مفترية، طب تعالي هنا اقعدي.
قعدت چوري جنبه بزهق: نعم.
حذيفة: انتي ليه واخدة موقف من علا كدة. ليه مش بتحبيها هي بتحبك.
چوري بضيق: لا مش بتحبني، هي بتعاملني كدة علشانك علشان تتجوزها.

حذيفة بحنان: چوري مالك انتي بنت كويسة ليه بتعملي كدة، وعلا دي عشرة عمر وبنت كويسة وحقيقي بتحبك...
چوري عيطت وقامت بعصبية: ماشي هي كويسة وانا بنت وحشة خلاص، روح اتجوزها بقي، وبكرة هتكرهك فيا ومش بعيد تخليك تمشيمي من هنا، اعمل اللي يعجبك.
وسابته ودخلت اوضتها تعيط. حذيفة مصدوم مش فاهم مالها وليه الحالة دي. دخل وراها لقاها بتعيط صعبت عليه قرب منها وطبطب عليها...
حذيفة: انتي ايه اللي قولتيه ده، انا!؟ انا يا چوري امشيكي من هنا!؟ طب ازاي. حد بيمشي من بيته،!؟
چوري بصتله بحزن وهي بتعيط: ااانا سمعتها بتقول لمامتها وهي هنا وماما فريدة بتعمل الشاي، انها لما تتجوزك هتخليك ترجعني لأهلي. انت مش مجبر تربيني اكتر من كدة، وووو. وانا حمل تقيل عليك، هو انا صحيح يا ابيه حمل تقيل، انا تعباك...

حذيفة بغضب وغيظ حضنها: بس. بس، اوعي تقولي كدة، انتي حتة مني. انتي عمرك ما كنتي حمل ابدااا. انتي هنا قبل اي واحدة تيجي البيت ده، فاهمة
چوري بدموع في حضنه: اوعي تمشيني يا ابيه انا ما اعرفش حد غيركم. وانت بالذات مش هقدر اعيش مع حد غيرك. ربنا يخليك.
حذيفة ضم وشها بحزن ومسح دموعها: انتي مجنونة اسيبك ازاي، انتي اتربيتي على ايدي كبرتي قصاد عنيا، مستحيل اتخلي عنك ابداااا فاهمة ابداااا.

چوري حضنته واتعلقت بيه: انا بحبك اوي يا ابيه اوي...
حذيفة ابتسم وخرجها من حضنه: بصي بقي انا فيه موضوع مهم عايز اكلمك فيه. انتي كبرتي وهتفهمي صح.!؟
چوري مسحت دموعها وبصتله بإهتمام: ايوة طبعااا هفهم.

حذيفة اتنهد: انا فهمتك قبل كدة انك يتيمة وامك وابوكي توفوا اهلك بعيد ومش هقدر احكيلك عنهم حاجة دلوقتي بس. المهم اني عايز افهمك اني في كل الاحوال مش محرم ليكي، يعني مش ابوكي الحقيقي ولا اخوكي ولا عمك ولا خالك، يعني انتي بدأتي تكبري وتعاملنا سوا هيبدا يحصله شوية تغير، وده لضوابط شرعية مجبرين عليها، انا بفهمك ده علشان ماتفهمهوش اني ببعد عنك او زهقت منك او الكلام الاهبل ده اللي بينط في دماغك.

چويرية بفهم وحزن: فهمت ببس. ببس يعني ايه. مش هنقعد سوا ولا نتكلم ولا نضحك!؟
حذيفة ابتسم: لا يا حبيبتي طبعاا هنتكلم ونضحك بس مش هنقدر نبقي لوحدنا زي الاول، وبتردد، وكمان، كمان مش هينفع تحضنيني تاني، اينعم انتي لسة ما بلغتيش بس ده. افضل. علشان تتعودي ماحدش يلمسك ابدااا. ومش انا بس اي راجل غريب يلمسك تقطعي ايده فاهمة...
چوري بحزن ودموع: فاهمة. يعني مش هتحضني تاني. ليييه طيب ويعني ايه ما بلغتش!؟

حذيفة بحرج: ايه، احممم بصي كل حاجة بوقتها هفهمك او ماما الحاجة هتفهمك، المهم النظام الجديد ده هنمشي عليه مفهوم.
چوري اتنهدت ببراءة: مفهوم، بس انت بتحبني صح واكتر من علا.!؟
حذيفة ابتسم بحنان: طبعااا بحبك واكتر من علا ومن اي حد في الدنيا، انتي چوري بتاعتي فاهمة يا چوري...
چوري ضحكت: فاهمة يا ابيه، وانا كمان بحبك اااااااااد كدة...
حذيفة: طب نروح نتغدا ولا ايه انا جعاان.

چوري: ماشي بس بقولك ايه، تاكل وتنزل قبل الازقة دي ما تيجي.
حذيفة ضربها على دماغها: وبعدين يا مصيبة قولت عيب، وماتخفيش انا هنزل. ولعلمك الكلام اللي قالته ده لوالدتها مش هعديه. الا حبيبتي ماحدش يزعلها. مبسوطة كدة.
چوري حضنت دراعه بسعادة وفخر: طبعااااا مبسوطة وسعيدة. خاليها تموت بغيظها كبا عليها.
حذيفة: ههههههههههه. مش ممكن اعمل فيكي ايه، ثم انا لسة قايل ايه مش قولت مافيش لمس سيبي ايدي يا انسة.

چوري: ههههههههههه. انا انسة، حلوة اوي قولي كدة على طول.
حذيفة: انا هكلك لو ما اكلتش دلوقتي، بطلي رغي بقي جعان.
چوري كتمت انفاسها وهزت راسها. وصوتها مش طالع: حاضر اهو...
مصعب في مكتب المحكاه اللي بيشتغل فيه، مشغول وقربت منه زميلته ايمان.
ايمان بإهتمام: احممم. ايه يا مصعب. مش ناوي تريح نفسك شوية. على فكرة القصية دي صعبة ومتعبة فامتتعبش نفسك زيادة كدة...

مصعب بصلها وابتسم بثقة: مافيش حاجة صعبة على مصعب. انا ابو الصعاااب احفظيها يا ايمان...
ايمان ابتسمت: ماشي يا سيدي. واثق من نفسك انت اوي. عقبالي كدة زيك...
مصعب: انتي خلصتي شغلك!؟
ايمان اتنهدت بضيق: اوففف. هو الشغل ده ليخلص. ربنا يخلصني منه بقي زهقت...
مصعب عقد حاجبه: انتي مش عايزة تكملي شغل. يعني ممكن تقعدي في البيت!؟
ايمان بتأكيد: ممكن ده اكيد طبعاا. بس اهو.

بشغل نفسي لحد ما ربنا يسهل واتجوز. وقتها اكيد هتفرغ للبيت واسيب الشغل.
مصعب بتفكير: امممم. طب ماوانتي ممكن تتجوزي وتكملي شغل عادي وتوفقي بينهم.
ايمان بتصميم: لا لا يا مصعب، انا لازم اخد بالي من بيتي وجوزي يعني انا لو اتجوزت لازم اهتم بيه هو اهم من الشغل...
مصعب ابتسم: امممممم. ايمان انتي مش مرتبطة بأي علاقة مش كدة!؟

ايمان بنفي: لا لا طبعااا علاقة ايه. ااانا ماليش في الكلام ده، اللي عايزني يدخل الباب من بابه...
مصعب ابتسم بمكر: هو عارف انها بتتعمد تظهر الكلام والافعال اللي هو بيحبها او اللي بترضيه، هو مش بيحبها. بس مش هينكر انها عجباه، وخصوصا تصميمها انها تهتم بيه.
مصعب: طب عموما ربنا يبعتلك ابن الحلال اللي يسعدك، ويبعتلي انا كمان بنت الحلال اللي تدخل دماغي...
ايمان بسعادة: يارب. يارب يبعتلنا سوا. يكون نصيبنا في الخير، عن اذنك بقي لو عذت حاجة ابقي اطلبها مني ماشي.
مصعب: ماشي. اتفضلي روحي انتي...
في بور سعيد. داخل مستشفي تخصصي. فاروق نايم في سريره وكلهم حاوليه...
عزة بتاثر: انا مش عارفة كان مستخبي لينا فين ده كله بس. بقي حد يقول ان المعلم فاروق يرقد كدة، منهم لله اللي بيحسدونا...

حكمت: اااه. ناس تندب في عنيها رصاصة. باصين لينا في كل حاجة، ربنا يطمنك عليه يا حبيبتي.
عصام بفرحة من تعب فاروق المفاجئ. واللي هيخليه يتحكم هو في كل حاجة.
عصام بتمثيل الزعل: الف سلامة عليك يا خويا، معلش شدة وتزول.
خالد قاعد جنب ابوه وزعلان: سلامتك يا بابا ايه اللي حصلك بس.

فاروق بيبكي على حاله، كان واقف وكويس بيظلم ويفتري سنين ومتخيل انه في مأمن من العقاب وقصاص ربنا، بس ربنا يمهل ولا يهمل ومش بيهمل الظالم الا لحكمة، فاروق تعب فجأة وجاله جلطة وسببتله شلل لا بيتكلم ولا بيتحرك، بيسمع ويشوف ويراقب ومش قادر يرد ولا يتكلم، احساس بالعجر وقلة الحيلة، اوقات ربنا بيمرضنا بلاء واوقات ابتلاء، كل واحد ودرجته وحكمة ربنا من تعبه ومرضه...

عصام قام وقرب من فاروق: انا هروح بقي اشوف الشغل. انا اتطمنت عليك ما ينفعش نسيب الشغل كدة. هيبقي موت وخراب ديار، ياللا لو عزتوني ابقيدوا كلموني...
خالد قام: خدني معاك يا عمي. سلام يا بابا لو عايز حاجة خالي ماما تكلمني...
عزة بزنق: وهي المضروبة مراتك ماجتش ليه. مستنية مين يكلمها. قولها تيجيني عايزاها.
خالد بضيق: حاضر يا ماما. حاضر.
حكمت: بقولك ايه يا عصام خد امجد معاك روحه البيت عنده مذاكرة.

امجد ابنها وابن عصام عنده 15 سنة: هو انا صغير مش هعرف اروح لوحدي ما تسبيني. انا عندي درس هروحه. ابقي اروح...
عصام: لمض زي امك. اتفلق. سلااام.
حكمت بتعب من عناده: انت ياواد مش هتتهد بقي ما تسمع الكلام.
امجد: يووووه انا ماشي مش ناقص وجع دماغ...
حكمت بغيظ: شايفة ياختي الواد. ادي اخرة تربيتي فيه...
عزة بضيق: قطعوا كلهم تربية ناقصة. ان مافيهم حد متربي ويريح القلب. بلا وكسة.

في ورشة حذيفة بيشتغل وجاله مصعب كالعتدة...
مصعب: السلام عليكم يا شيخ
حذيفة ابتسم: وعليكم السلام ورحمة الله. اهلا يا سيادة المستشار، نورت.
مصعب: حياة الحاج والدك ما ناقص تريقة انا اللي فيا مكفيني...
حذيفة: ههههههههههه. ليه كدة بس مالك.
مصعب قعد بتعب: الشغل واقضايا وكدة وحاجات كتيرر.
حذيفة: ايوة ايه الحاجات الكتير دي بقي. في حاجة كدة تفرح.

مصعب: انت هتعمل زي امي محسساني اني عنست والقطر هرسني مش فاهم انا فيه ايه...
حذيفة ضحك: الحاال من بعضه ده انا هضحكك ضحك على چوري بنت كارثة...
مصعب ابتسم: صحيح عاملة ايه البت دي وحشتني والله، الواحد بيشوفها الدنيا تنور جميلة جمال يا حذيفة مش لو كانت كبيرة حبة كنت طلبت ايديها منك...

حذيفة ملامحه اتغيرت وغضب والغيرة وضحت عليه: مصعب. چوري بتكبر والهزار ده مش مقبول. ولعلمك سلام عليها بالايد تاني مافيش، ولا كلام كتير ولا هزار واضح...
مصعب عقد حاجبه: مالك يا حذيفة انا بهزر ثم دي انا وانت مربينها سوا...

حذيفة بعصبية: انا نفسي ححرمها على روحي لان ده الصح، چوري مش من محارمنا ولعلمك اول ما تبلغ انا هنقل الشقة التانية مش هقعد معاهم في نفس الشقة، يبقي انت ايه بقي. لو فعلا مش عايز تزعلني تجنب چوري خالص ممكن...
مصعب هز راسه بتفكير وقلبه قاله شئ بس هو مش مستوعبه: حاضر يا حذيفة المهم تكون مرتاح، قولي بقي ايه اللي حصل...
حذيفة اتنهد وحكاله: بس مجنونة البنت دي متخيلة اني ممكن ارجعها لأهلها...

مصعب بيضحك: اموووت واشوفها وهي بتقلد علا، بنت عسسل اوي.
حذيفة بصله بغبظ: اه مافيش فايدة
مصعب: احممم. لا ماهو بص كله بالتريج انا لسة كنت بشوفها اهزر واقولها يا عسل وتتجوزيني. تيجي انت عايز تمنع عني ميا ونور مرة واحدة لا سبني اخدها براحة علشان اتعود...
حذيفة بغيظ: خد براحتك بعيد عني وعنها فاهم...
مصعب: فاهم ربنا يستر. دي البنت دي هتشوف معاك ايام. ربنا يعينها عليك.

حذيفة: ويقوينا عليها. دي هتعملي مشاكل كتيير بجمالها ده، ربنا يستر
مصعب: اقولك جوزهالي واخلص...
حذيفة بصله بغضب ومصعب كتم نفسه: اسف، خلاص سبها تعنس احسن...
حذيفة بدأ يتغير ويغير عليها لييه الكل طمعان فيها، ليييه هو مش متحمل عليها كلمة، هيعمل ايه لو حد بصلها تاني، هيتصرف ازاي مع كل تللي بيحصل والتغيرات دي، هيقدر فجأة يتغير معاها ويبعد عنها، ازاي تبقي قصاده ومايخدهاش في حضنه، غمض عنيه بضيق واتنهد...

حذيفة: يارب. قويني على اللي بعتهولي وكتبته عليا، انا بشر، ازاي هتحرم منها بس ازاي
مصعب شايفه ساكت ومتضايق: مالك يا حذيفة. ساكت ليه.
حذيفة اتنهد: مافيش، انا كويس قولي بس اعمل ايه مع امي في موضوع علا ده. انا كمان زعلان منها بسبب اللي قالته في حق چوري.
مصعب: طبعااا تنهي الموضوع. وفهم الحاجة، وعلا اصلا انا مش براحتلها. خاليها
تبعدها عنك. وتشوفلك عروسة تانية. وانت حاول تفرحها وتوافق بقي.
حذيفة اتنهد: مش عارف حاسس اي واحدة هتيجي مش هتريح چوري وهتضايق من وجودها. وده انا مش هوافق عليه.
مصعب: هو لو ده سبب اوطلب كل عروسة. انك ترجع جويرية لاهلها هتعمل ايه!؟
حذيفة بعصبية ويقين: انت مجنون ارجع مين انت اللي بتقول كدة. ده عليةجثتي.
مصعب: انا بقول لو، والناس مش انا. افهم هتعمل ايه...
حذيفة: چويرية قبل اي عروسة. بلاها جواز مش عايز يغور الجواز ده اللي هيحرمني منها.

مصعب ابتسم: امممم. ربنا يخليهاالك. وتجوزها وتفرح بيها.
حذيفة بعصبية: بص احسن حل لا انا اتجوز ولا هي تتجوز. خالينا كدة.
مصعب: ههههههههههه. مجنون
في بيت حذيفة.
چويرية قاعدة مش طايقة علا ولا وجودها.
چوري بزهق: ايه يا طنط علا هتفضلي سايبة الصيدلية لوحدها، ماما خلاص اخدت الحقنة بقت كويسة. ولا تحبي تتعشي معانا. بسى خسارة ابيه حذيفة مش راجع بدري هيتاخر...

فريدة بإحراج بتغمز چوري تسكت: ههههه. مصيبة البنت دي دمها شربات، بتحب تهزر...
چوري بلا مبالاه: لا مش بهزر. احنا عايزين ننام.
علا بإحراج وغيظ من چوري: اانا همشي بقي يا ماما الحاجة، الصيدلية لوحدها، وانتي وقت ما تتعبي كلميني.
فريدة بصت لچوري بتوعد: طييب. اقعدي شوية حذيفة يطلع ونتعشي سوا...
چوري: ابيه هيتاخر خاليها تروح ما تاخرش تفسها.
علا بغيظ: معلش يا ماما الحاجة، هبقي اعدي عليكي وقت تاني عن اسنك...

وهي خارجة مالت على چوري بغيظ: قريب هقطعلك لسانك ده، اللي اطول منك يا شبر ونص انتي...
خرجت علا وچوري بتقلدها: . قريب هقطعلك لسانك، هاهاها. قال شبر ونص قال. غتيتة ورزيلة...
فريدة: انتي يا مصيبة مش هتبطلي بقي شقاوة عيب كدة. والله لقول حذيفة يكسر دماغك...
چوري حضنتها بشقاوة وضحكت: هههههههه انا مش ههون عليكي صح.
فريدة بتداري ضحكتها: لا هتهوني، بس انتي وحشة وبتحرجيني قصاد الناس.

چوري باستها من خدها: حقك عليا ي ست الكل، انا اسفة. بس وحياتي شوفي لابيه عروسة تانية دي رخمة اوي...
فريدة: ااااه منك انتي وابيه هتموتوني...
چوري ابتسمت: ابيه. ده حبيبي ابيه ده، وانا لازم اوافق على عروسته. ومش هيتجوز علا. بس هاه.
فريدة بتعب: يارب، يارب. ارحمني منهم انا صاحبة عيا...
چوري: ههههههههههه. تعالي اعمليلي كيكة.
فريدة: مش كنتي عايزة تنامي من شوية.

چوري: لا لا. كنت عايزة اوزعها تعالي بس انا عايزة كيكة...
فريدة ضحكت وحضنتها: ههههههههههه. تعالي يا قلبي نعمل كيكة للست چوري العسل وانا عندي كام چوري قومي بينا.
الايام بتمر كل يوم بحكاية وكل ساعة بموقف، الليالي كتييرة فيها السعيدة وفيها المؤلمة...

كل سنة بتمر چويرية بتكبر، جمالها يزيد، روحها بتحلي، شخصيتها محبوبة، ربنا زي ما حرمها كتيير نعم. نعمة وجود اب. وام. وعيلة، ودفا، رزقها بحاجات تانية، رزقها شخصية محبوبة بدم خفيف وروح شفافة، تدخل القلب. كان كل الناس بتحبها وتحب قعدتها. بس المشكلة كانت بتكبر يوم عن يوم، كل يوم بتكبر حذيفة يخاف عليها اكتر. كل سنة بتمر كانت غيرته عليها تزيد، كان بيشوف جمالها اللي يفتن يخاف عليها من عيون الناس، عيون حاسدة، عيون طامعة، عيون جعااانة، فاتت 3 سنين وچويرية بقت في المرحلة الاعدايدية، بس برغم براءتها الا ان ملامحها كانت بتشع انوثة سابقة سنها، حذيفة كان بيشوف نظرات الاعجاب من كل واحد يبصلها دمه يفور ويتعصب. بقي الفترة دي دايما متوتر، دايما غضباان، دايما اعصابه بتفلت، طول الوقت. في صدام معاها. داوما بيزعق ومجنون، كمان تقريبا تجاهل موضوع جوازه نهائي. كل ما والدته تفتحه معاه او يشوف عروسة يتراجع ويتحجج بأي سبب للرفض والتأجيل، كان فكره كله واللي بيشغله هي چوري الشقية اللي خايف عليها، اللي بيغمض عنيه بصعوبة من قلقه عليها. وفي يوم كالعادة رايح ياخدها من المدرسة لانه طبعااا ممنوع تخرج او ترجع لوحدها هو اللي بيوصلها الصبح ويرجع ياخدها بعد المدرسة...

حذيفة قاعد في عربيته منتظر چويرية تخرج من المدرسة وشافها جاية عليه بس ملامحه اتغيرت، شكلها متوتر وخايف وبتتلفت حاوليها. وبتظبط هدومها بشكل غريب. كمان الكارثة اللي جننته اكتر مش هي دي چيب المدرسة بتاعتها اللي هو شاريها بإيده وحافظها وخرجت بيها الصبح، ولما ركبت جنبه شاف عنيها فيها أثر دموع ووشها احمر وخايف وتعبان. ملامح مش طبيعيه هو حافظها عن ظهر قلب. عقله صورله الف سبب وسبب لاحالة دي كل سبب اوسوء من اللي قبله كلهم يقتلوه من الغيرة والجنون. بس مش قادر يصبر.
حذيفة بغضب: مالك انتي فيكي ايه!؟
چويرية بخوف وتوتر: مممم. ممافيش. ممافيش حاجة اانا كويسة. ياريت يا ابيه نروح بسرعة من فضلك...
حذيفة دمه بيغلي من الغيرة والغضب: انا سالتك مالك وايه اللي مشقلب حالك كدة. وشك متغير ومعيطة. كمان الچيب دي بتاعة مين دي مش بتاعتك، انتي من امتي بتاخدي حاجة حد. ولا اصلا من امتي بتغيري في المدرسة. انطقي احسن ليكي بدل ما اكسر دماغك. انطقي، فيكي ايه!؟

چويرية بخجل ودموع: مافيش والله. اانا بس تعبانة شوية مافيش حاجة، بالله عليك يا ابيه رجعني البيت بسرعة. اانا بجد تعبانة. وچويرية غصب عنها مسكت بطنها بألم ودموعها زادت...
حذيفة بعصبية مش متمالك نفسه. نسي اي شئ مسكها من دراعها وهزها بعنف: مالك يا چويرية انطقي حد عملك حاجة!؟ حد لمسك.!؟ حد ازاكي!؟ انطقي بالله عليكي ما تزوديش جنوني انا ممكن ارتكب جريمة دلوقتي وادخل اقلب المدرسة دي. انطقي فيكي ايه!؟

چويرية بدموع والم مسكت بطنها: والله ماحد عمل حاجة. انا بقولك تعبانة، تعبانة يا ابييه. ارجوك انا عايزة ماما فريدة، روحني الله يخليك...
حذيفة شافها بتتألم وماسكة بطنها بتتوجع بدأ يجمع كل ده وأخيرا وصل للسبب وغمض عنيه واتنهد براحة لما فهم سبب اللي هي فيه، بصلها بحنان وابتسم ومد ايده شال خصل شعرها اللي متلخبطة وهي بصتله بضعف وعيون دامعة وخايفة.

حذيفة جواه حزن وفرح بيتصارع: طب خلاص اهدي حبيبتي هنروح بس بطلي عياط. انا اسف انفعلت عليكي، حقك عليا.
چويرية بتمسح دموعها وبصتله بعتاب: طب خلاص قبلت اسفك روحني بقي بسرعة.
حذيفة ابتسم من لماضتها دي واتحرك بالعربية بس قبل ما يروح البيت وقف قصاد صيدلية.
حذيفة: چوري ثواني هجيب حاجة وراجع مش هتأخر.
چوري بضيق وتأفف: يووووه بقي بقولك عايزة اروح وانت لسة هتتسوق ما بعدين. روحني وابقي ارجع هات اللي يعجبك.

حذيفة بيجز على سنانه من طولة لسانها: اهو لسانك ده سبب مشاكلك ربنا يريحك منه و يهديكي اتهدي مش هتأخر.
چوري ربعت ايديها بزهق وعقدت حاجبها بعصبية: لسانك. لسانك. ماله لساني. ما هو كويس اهو، ومسكت بطنها بألم، ااااه يا بطني عجبك كدة. اهي بطني وجعتني تاني وانت كمان عايز لساني يتخرس. اااه يا چوري يا غلبانة ماحدش طايقك حتى ابيه حذيفة، اااه ياني ربنا يسماحكوا كلكوا. دايما ظالمني كدة...

حذيفة رجع ليها وفتح بابها ونزلها بهدوء: تعالي معايا...
چويرية نزلت معاه بضيق وهي مش فاهمة: على فين!؟، ابيه لو سامحت روحني ااانا حالتي صعبة. مش عارفة افهمك بس لازم اروح...
حذيفة ابتسم وهز راسه: ماتخفيش مش هنتاخر. انا عارف انك تعبانة تعالي بس وبطلي لماضة. ياللا.

چويرية دخلت معاه الصيدلية ولقت الدكتورة بتبتسم ليها واخدتها لمكان جواه الصيدلية، چويرية مش فاهمة حاجة عقدت حاجبها وبصت لحذيفة هز راسه بتأكيد انها تدخل معاها وتطمن، دخلت معاها والدكتورة ادتلها حقنة، من غير ولا كلمة، في الاخر بس ابتسمت ليها.
الدكتورة مبتسمة: مبروك يا انسة خلاص بقينا انسات كبار، عقبال الجواز كدة.

خرجت الدكتورة وچوري مصدومة ومتنحة، هي عرفت منين، حذيفة اللي قالها يبقي عرف وفهم، انكسفت وخجلت وخبت وشها بخجل: يا نهههاااري. يبقي فهم يالههوي، ط ططب اقوله ايه، ولا ابصله ازاي. يالههوي. ربنا يسامحك يا ابيه على الموقف ده.

چوري سمعت صوت حذيفة بينده عليها. اخدت نفس وخرجت وهي مكسوفة ومش عارفة تبصله، والدكتورة ادتلها شنطة فيها حاجات خاصة بالفترة اللي هي فيها. اخدتها وخرجت معاه. من غير كلام، وركبوا العربية في سكون، حذيفة بيكتم ضحكته من شكلها وسكوتها وخجلها...
حذيفة بمزاح: ايييه هي الحقنة دي بتقصر السان ولا ايه فين صوتك ولسانك الفتاك، مش بعادة يعني الهدوء ده.

چويرية بغيظ: لا لساني بخير على فكرة، انت اللي احرجتني، تقدر تقولي عرفت منين.!؟
حذيفة ضحك: ههههههههههه. احمم. عادي.
فهمت وخلاص بقي. المهم انك دلوقتي احسن مش كدة!؟
چويربة بعصبية: وايه الحقنة دي بقي.
حذيفة ابتسم وبصلها بحنان: دي مسكن علشان الالم اللي كان عندك، واحفظي التاريخ ده علشان كل شهر هجيبك تاخديها علشان ماتتألميش بالشكل ده تاني. انا مش بقدر اشوفك بتتألمي.
چوري ابتسمت بخجل وبصتله بسعادة، مهما كانت الدنيا حرمتها من وجود اب. وحنان ام، بس عوضها بحذيفة الحنان، والامان، وكل معاني السعادة بتشوفها فيه، بس استغربت لما شافته ملامحه حزينة...
چوري: مالك يا ابيه. شكلك زعلان...
حذيفة اتنهد بتعب وحيرة: مافيش حبيبتي انا كويس، احنا خلاص وصلنا البيت، ياللا اطلعي انتي عن ماما الحاجة وانا شوية وهطلع نتغدا...

چوري هزت راسها ونزلت: حاضر يا ابيه بس ما تتأخرش. ولفت علشان تمشي.
حذيفة بص عليها بلهفة اكنه بيودع ملامحها وندهلها: چوري.
چويرية لفت ليه: نعم يا ابيه.
حذيفة ابتسم: تاخدي حمام دافي وحاولي تنامي ولما اطلع هخلي ماما تصحيكي نتغدا. انتي تعبتي اوي النهاردة ارتاحي شوية.
چوري بخجل ابتسمت وهزت راسها: حاضر يا ابيه ربنا يخليك ليه...

مشيت چوري وحذيفة اتنهد: ويخليكي ليا يا حتة مني، ازاي حتحرم منك نهائي بعد كدة، ده انا كنت بجاهد نفسي السنين اللي فاتت علشان بس اعودك واعود نفسي، دلوقتي بقي اجبار مش بمزاجنا، لازم ابعد عنك، كبرتي يا چوري، خلاص معقولة چوري اللي كانت بتلعب على ايدي وبعلمها تمشي وتتكلم. كبرت وبقت انسة. بقت ست مكلفة بكل شئ، يعني مش بس جمالك وانوثتك زادت وسبقت سنك. لا كمان بقيتي. بقيتي، غمض عنيه بحزن، ااااه يا ربي قويني بقي. هتعامل معاها ازاي، هعيش معاها ازاي، كل ده ما كنش في بالي. وحتى لما جه على بالي، ماكنتش عارف انه صعب بالشكل ده، ماكنتش عارف اني هتعب. واتعذب كدة...

في شقة حذيفة، چوري اخدت حمام و فريدة قاعدة بتسرحلها شعرها ومبسوطة: والله وكبرنا وبقينا عرايس، ههههههههههه. السنين بتجري يا چوري. ده انتي كنتي لسة من كام سنة بيبي صغيرة...
چويرية بخجل: ههههه. ااه يا ماما لو شوفتيني وانا هموت من الكسوف من ابيه كنت مش عارفة ابص في عنيه، واتنهدت براحة، ااااه يا ماما ابيه حذيفة ده حنين اوي. اانا بحبه اوي. ربنا يخليه ليا.

فريدة اتنهدت بحزن: ابيه حذيفة ده بخته قليل، الكل بيحبه وبيحسده، وهو مش عارفة هيفضل وحداني كدة لحد امتي بس مش عارفة، اااه بس لو يسمع كلامي ويتجوز. والله لو كان اتجوز بعد ما خلص جامعة زمانه دلوقتي ابنه ولا بنته حصلوكي. بس هقول ايه ربنا يهديله نفسه، واعيش واشوفه عريس واشوف ولاده...
چويرية مش عارفة ايه سبب غضبها من مجرد سيرة جواز حذيفة. بتغير وتتعصب. مش متقبلة فكرة وجود واحدة في البيت وتبقي مراته.

چويرية عقدت حاجبها بعصبية: ممكن بقي تميلي شعري بسرعة عايزة اكل جعاانة. مش لازم ضفيرة يعني.
فريدة: ما تصبيري الدنيا مش هتطير، ثم اه لازم تضفيرة ايه هتكبري عليها خلاص.
چويرية بضيق: والله انا اصلا كبرت عليها من زمان بس انتي مش واخدة بالك، وبعدين ريحي نفسك. انا وانتي اهو وابيه هيطلع يقولي من بكرة هتخرجي بالحجاب يا چوري علشان خلاص انا بغلت كدة وبقيت مكلفة، انا عارفة اصبري بس.

فريدة بتضحك: هههههه. اااه منك ومن لسانك، قولي هو انتي مش عايزة تتحجبي ولا ايه.!؟
چوري ابتسمت: لا طبعاااا. مش عايزة ايه عايزة طبعااا. ولو تفتكري انا كنت عايزة اتحجب من اكتر من سنة بس انتي وابيه قولتولي مش دلوقتي صح فاكرة، قولي فاكرة...
فريدة: ههههههههههه، ايوة فاكرة، ماهو حذيفة برضوا ماكنش عايز يجبرك عليه وانتي لسة صغيرة قال يسيبك براحتك لحد ماجي معادك. علشان تعيشي سنك.

چويرية وقفت بفخر: وادي معادي جه وكبرت. وبقيت الانسة چويرية. وما اسمعش حد يقولي انتي لسة صغيرة تاني. انا خلاص كبرت اهو وفاهمة كل حاجة، ماشي
فريدة رفعت حاجبها: اممم. تمام يا ست الكبيرة انتي. اتفضلي بقي حضري الغدا انتي.
چوري مسكت بطنها بتمثيل: ااااه ياااني بطني بتوجعني، هو ابيه قالي نامي وانا ماسمعتش كلامه، ااااه يابطني...
فريدة بغيظ ضربتها على رجلها: قومي يا ممثلة. خلاص انا هجهزه خسارة تربيتي فيكي...

چوري قامت وضحكت وحضنتها: ههههههههههه، حبيبتي يا مامتي انتي كنت بهزر والله. طبعاا هجهزه ارتاحي انتي بس وانا في ثواني هجهز الترابيزة. وبدلع. بس كلمي ابيه يطلع بسرعة علشان نتغدا...
فريدة: ههههههه. طيب يا ستي لما اشوف الشطارة، هكلمه يطلع وكمان هصحي الحاج على بال ماهو يطلع.
دخلت چوري تجهز الغداا وهي مبسوطة وسعيدة. وفعلا حذيفة طلع واتجمعوا كلهم على الاكل، وچوري لاحظت ان حذيفة بيتجنب يبصلها نهائي كمان ما اتكلمش معاها خالص.
چوري: مالك يا ابيه انت كويس، هو انت زعلان مني في حاجة.
حذيفة بهدوء من غير ما يبصلها: لا ابداا ما فيش حاجة. على فكرة عايزك تشوفي الشنطة اللي جبتهالك وانا طالع فيها طرح وحجاب ليكي. كمان لبسك الفترة اللي جاية هيتغير علشان يناسب حجابك ووضعك الجديد...

چويرية ابتسمت: والله انا كنت عارفة وقولت لماما اني من بكرة هلبس الحجاب، واكيد الحاجات هتبقي حلوة انت طول عمرك يا ابيه زوقك حلو، بس بردوا شكلك متضايق.
حذيفة ساب الاكل وغمض عنيه واخد نفس وبص لوالده: كنت عايزك يا حاج بعد الاكل في موضوع مهم.
الحاج بلال: قول يا شيخ انا خلصت اكل خلاص.

حذيفة بحزن: انا بعدت حد ينضف الشقة التانية وهنقل فيها من الليلة وهبقي معاكم دايما. بس. ببس خلاص مابقاش ينفع افضل هنا ولا ابات معاكم.
الحاج بلال بص لفريدة وچوري واتنهد: فاهمك يا ابني ومقدر. عموما انت مش هتروح بعيد يعني. الباب في الباب ولو حصل حاجة لقدر الله هتلحقنا بسرعة.

چويرية حست انها سبب في فرقتهم وبعد حذيفة. كمان واضح عليه ان بعده السنين اللي فاتت واللي كانت بتشتكي منه ماكنش بعد، البعد الحقيقي هو اللي بدأ وهيبدأ، فهمت ان حذيفة مش هيكون زي زمان.
ولا حتى زي من ساعات، ده حتى النظرة مش عايز يبصها في عنيها، دموعها نزلت بزيادة وعياطها صوته علي. فريدة طبطبت عليها.
فريدة: مالك يا نور عيني ليه العياط.!؟

چويرية بدموع وهي بتبص لحذيفة: ابيه خلاص هيبسبنا لوحدنا مش هيقعد معانا وانا السبب، ابيه مش هيتكلم معايا تاني...
حذيفة قلبه بيتعصر من حزنه على دموعها. كل اللي نفسه فيه دلوقتي يضمها لحضنه ويحسسها بحنانه. حضنه اللي حرمها منه وحرم نفسه منه من 3سنين فاتت بس كان عوضه انها لسة قصاده ومعاه. لسة بيبص في عنيها. لسة بيتابع شقاوتها وضحكتها لكن دلوقتي خلاص كل ده انتهي، وهو ساكت مش عارف يرد ولا يوعدها بحاجة.

فريدة ابتسمت: مين قال كدة بس يا ست البنات، ابيه هيفضل معانا. ده يا دوب هينقل الشقة اللي قصادنا. وبعدين مين قال انه مش هيكلمك. لييه بقي هيقاطعك، بس يعني في حاجات بس صغيرة هتتغير مش كل حاجة، وبصت لحذيفة وغمزته، ما تقولها حاجة يا حذيفة هتفضل ساكت كدة.

حذيفة اخد نفس وبثبات من غير ما يبصلها: چوري اهدي وبطلي عياط، انا مش هسافر. انا جنبكم هنا. ثم مين قال مش هكلمك. طبعاا هكلمك واي وقت عايزاني كلميني. بس يعني زي مافهمتك كتيير في حدود بس. دي كل الحكاية.
چوري قامت وبصتله بعتاب وحزن: اعمل اللي يعجبك يا ابيه، عن اذنكم. انا عايزة انام.

حذيفة غمض عنيه ودفن وشه بين ايديه وبينه وبين نفسه: ااااه يا چوري اعمل ايه بس يا رتني كنت محرم ليكي. بس للأسف انا مش كدة، وده شرع ربنا قبلي وقبلك يا حبيبتي. يارب حن عليها واشرح صدرها. دي مالهاش غيري وانا مش في ايدي اعملها حاجة...

فريدة بحنان طبطبت عليه وابتسمت: معلش حبيبي. عيلة ومش مستوعبة. بكرة تتعود، وبعدين ماهو ده كان المفروض يحصل من سنين انت كان لازم تتجوز وتنقل الشقة التانية. وهي كانت هتفهم وتتعود. بس انت اللي عمال تأخر وتأجل...
خذيفة قام بعصبية: يا امي بالله عليكي ده وقته بس، احنا في ايه ولا ايه، انا نازل الورشة عندي شغل كتير. وانتي معلش ابقي كلميها وفهميها، ماتخلهاش تنام معيطة.

فريدة اتنهدت بتعب من عناده: طيب حاضر اتكل على الله انت.
حذيفة بص على اوضتها بحزن: امي امنتك ماتخليها تنام معيطة بالله عليكي قوميلها دلوقتي...
فريدة: يا ابني حاضر والله حاضر روح انت بس.
حذيفة نزل بضيق وتعب ودخل ورشته وفضل تايه وسرحان. ودخله مصعب. وكلمه كتيرر وهو سارحان
مصعب بقلق: حذيفة، حذيفة مالك يا ابني شكلك متغير كدة. ومش حاسس بيا حصل حاجة!؟
حذيفة انتبه ليه واتنهد: اهلا يا مصعب. اقعد. مافيش انا كويس بس شوية دوشة في دماغي كدة، طمني عنك انت عامل ايه خلاص جهزت نفسك يا عريس.
مصعب ابتسم: ههههههههههه. ايوة يا عم جهزت نفسي ادخل القفص بإرادتي وانا خارج قواي العقلية.
حذيفة ابتسم: هههه خارج قواك. ليه ضحكت عليك ولا شربتك بنج.

مصعب اتنهد بحيرة: مش عارف يا حذيفة. برغم ان ايمان بنت ناس وكويسة وعجباني مش هنكر. بس مش اللي هي يعني سارقة النوم من عيني، ولا هبقي هموت واشوفها. اللي هي يعني جوازة عادية تعود. زمايل في نفس الشغل ومجرد اختيار عقلاني مش اكتر...

حذيفة عقد حاحبه: انت بتهزر صح. ده انت وهي مش مبطلين رغي وكلام بقالكم سنتين ومخطوبين بقالكم سنة ايه بقي ربنا بهديكم ده انتم مفورين دمي من علاقتكم دي، وجاي وانت خلاص هتتجوز بحلال ربنا تقولي مش حاسس ومش عارف ايه، ايه يا مصعب استهدي بالله كدة وقول هديت.

مصعب سند راسه على الكرسي: عارف يا حذيفة انا كنت مأخر جوازي كل السنين اللي فاتت دي ليه، يمكن انت متأخر بتقول مش لاقي قبول. انا بقي كان طموحي اكبر بكتير. كنت عايز احب، احب واعشق. وابتسم وحذيفة بيتابع تعبيراته بفضول، نفسي اشوفها عنيها تخطفني، ابصلها ما ابقاش عايز ولا قادر اشيل عنيا من عليها، نفسي استناها تفتح شفايفها وتتكلم، واسمع صوتها يرن يطرب قلبي، نفسي لما تقول اسمي جسمي يقشعر اكني اول مرة اسمعه، نفسي لما تكون معايا يتحبس النفس وقلبي يدق، نفسي لما لمس ايديها كل ذرة فيه تتحرك وتندهالها. ااااه يا حذيفة كان نفسي احب، احب حب بجد، مش مجرد بنت حلوة ومناسبة وخلاص...

حذيفة كان بيسمع كلام مصعب وقلبه بيدق ياتري هو كمان كان مستني كدة، بس السؤال هو حس بكل ده بس مع واحدة بس، وفي اللحظة دي اكنه لدغه عقرب اتنفض وقام زي المجنون...
مصعب قام بقلق: مالك يا ابني حصل ايه!؟
حذيفة بتوهان وضياع: ااانا، اانا. لا لا اانا. رايح الحمام...

حذيفة دخل بسرعة الحمام وقفل الباب وقلبه بيدق بعنف وعقلة بيرفض الفكرة، فتح المياه وفضل يغسل وشه بجنون واكنه بيغسل عقله من جواه ويطرد اللي فكر فيه. وبص لنفسه في المرايا بيسألها ويعاتبها ويعنفها...

خذيفة بأنفاس سريعة اكنه كان بيجري امتار كتيير: انت مجنون صح.!؟ قولي انك اتجننت، لييه هي اللي جات على بالك اول ما سمعت كلام مصعب، لا لا دي تبقي كارثة، انت كدة محتاج تعقل. دي، دي، دي متربية على ايدك، دي. دي اتولدت على ايدك، لا لا، اانت بيتهيألك، ااانت بس متأثر من اللي حصل النهاردة. ومن الموقف بتاع الصبح، ايوة، ايوة صح، ووبقوة ماهو مش معقول اخرتها وبعد كل ده يوم ما تحب تحب چوري، انت مجنون يا حذيفة. مجنون...

مصعب قلق وخبط عليه: حذيفة. انت كويس طمني عنك...
حذيفة بتماسك: ااااايو، ايوة كويس يا مصعب ما تقلقش. اانا خارج حالا اهو.
حذيفة بص في المرايا وهو غضبان من نفسه. وبغيظ. اانت شطانك وسوسلك اكيد، ايوة انا هتوضي، ايوة هتوضي واخرج اصلي، والفكرة البشعة دي لازم تخرج من راسي لازم...
حذيفة فعلا اتوضي و خرج وصلي ركعتين ومصعب قاعد مش فاهم هو فيه ايه ولا ايه اللي حصل خلاه يتغير كدة. قرب منه بهدوء.

مصعب: هو انا زعلتك في حاجة، على فكرة كلامي ده كان عاي سبيل الاماني انا مش قصدي اني اتغزل في حد معين، كمان ايمان خلاص هتبقي مراتي يعني لو انت شايف اننا تجاوزنا في اي حاجة ايام الخطوبة.

حذيفة هدي شوية بعد. صلاته بس لسة اللي خطر في باله موجود وده مخليه متوتر ومتلخبط: لا يا مصعب مافيش حاجة، كل ابن آدم خطاء. وان كنت تجاوزت في شئ من كلمة او نظرة وقت الخطوبة توب وربك تواب رحيم. وان شاء الله يتم زواجكم على خير وربنا يرزقكم الفعاف يارب.
مصعب ابتسم: طيب انا همشي بقي وماتنساش الفرح الخميس اللي جاي بلغ الحاج والحاجة وچوري. الا صحيح هي عاملة ايه. واخبار المدرسة ايه!؟

حذيفة قلبه دق بقوة من اسمها وسؤال مصعب عنها: كويسة، كويسة والدراسة بخير هانت امتحانتها على الابواب.
مصعب: هههه. لسة مطلعة عنيك في المذاكرة. دي بنت مشاكسة انا عارف.
حذيفة عقد حاحبه بغيرة. مش متحمل مصعب يتكلم عنها. ده كان مقبول بالنسبة ليه الاول لانه متخيله غيرة على طفلة رباها. لكن من اللحظة اللي كل شئ اتغير وخطرت في باله وفي قلبه الدقة اللي كلام مصعب شاور عليها اكنه بيقوله لا الدقة دي. غير كل دقة قلبك بيدقها، الدقة دي دقة حب من نوع مختلف. دقة اسمها چوري...
حذيفة بتحفظ: يعني. ماشي الحال. المهم، انت ربنا معاك في فرحك ده. قولي محتاج حاجة احنا اخوات.

مصعب بتردد: بص هو علشان كدة انا متردد اطلب منك...
حذيفة بعصبية: انت مجنون صح. انت محتاج حاجة ياغبي ومخبي عليا. انطق عايز ايه...

مصعب بحرج: اهدي بس كدة هفهمك. شوف انا كنت محتاج 5000 جنيه فاضل شوية حاجات وبصراحة انا بكره القسط. وكنت عايز اجبهم بالمرة علشان انت عارف بعد الجواز المصاريف بتزيد ومش هعرف اجيب حاجة. ووعد هردهملك من اول قضية في المكتب الجديد. انت عارف المكتب وتجهيزه والجوازة شطبوا عليا فلست...

حذيفة اتنهد بضيق وفتح الدرج وطلع الفلوس وادهاله: بعد كدة تتردد هضربك وانت عارف ايدي هتوجعك، احنا مافيش بينا لا حرج ولا تردد، فاهم، وبعدين تردهم وقت ماتردهم، ولعلمك دول غير هدية فرحك. انت اخويا وبتتجوز لازم افرحك فرحة كبيرة، ومكتبك الجديد ربنا يبارك فيه ويرزقك فيه بكل الخير والحلال ويبعد عنك شره يارب.
مصعب ابتسم بود: راجل يا حذيفة ربنا يخلينا لبعض، حاجة كمان بقي.

حذيفة بمزاح: انت شكلك طمعت صح. انا قولت اخوات بس بالراحة.
مصعب: ههههههههههه، ماشي ياعم هطمع ماليش دعوة. انا عايزك تزفني بعربيتك انت عارف اخوك ماعهوش عربية، ولسة هأجر بقي واغرم. كفاية غرامة...
حذيفة ابتسم لانه بيجهزله هدية تليق بيه وكبيرة: عنيا يا حبيبي واجمل عربية هتتزين علشان اجمل عريس. ربنا يسعدك ويفرحنا بيك...

مر يومين وحذيفة لسة فكره مشغول وعصبيته بتزيد وغضبه بيكبر من نفسه قبل اي حد، كل لما يقرب منها يتجنن. يبعد عنها يتجنن اكتر من البعد والتفكير. بيوصلها الصبح وبعد الظهر المدرسة وهو طول الوقت حابس نفسه من قربها ومن جهاد نفسه انه يبصلها ويشبع عنيه منها ومن جمالها. وهي طول الوقت حزينه من تغيره ده. وتخيلت عصبيته واغضبه دول بسببها انها بتكبر ووحملها عليه بيكبر، وجه قبل فرح مصعب بيوم واخدها يشتريلها فستان تحضر بيه الفرح، وكان يوم متعب وكله جنون بسبب غريته من كل حد يبصلها. حتى الستات والبنات بتتعجب من جمالها، وهما في محل الفساتين...

حذيفة بضيق: يا مدام الله يرضي عليكي. دي حاجات سوارية ومش مناسبة لسنها. انا عايز حاجة هادية ورقيقة تناسب سنها.
البياعة: يا شيخ مش قولت فرح. تبقي الحاجات دي مناسبة، كمان هي شكلها هيبقي فيهم مناسب هي ماشاء الله طويلة ومش باين عليها سنها اكنها عروسة كبيرة...

چوري بتكتم ضحكتها من شكل حذيفة الغيران، وهو بيغلي: استغفر الله. ياستي قولي اللهم بارك. دي عيلة اصلا عروسة ايه بس، بصي انا همشي واضح انك مش هتساعديني.
البياعة: ههههههههههه، خلاص. خلاص يا شيخ مايبقاش خلقك ضيق كدة، انا عرفت طلبك وهجيبه تعالي معايا فوق.
حذيفة اتنهد ومشي خطوات معاها وقبل السلم. ثانية بس يا مدام انا هطلع وانتي هاتيها وتعالي ورايا...

طلع حذيفة هو الاول والبياعة استغربت وچوري ضحكت ووشوشتها: علشان مايبصش علينا واحنا قصاده. فطلع هو الاول واحنا وراه.
البياعة: هههه ده ماشاء الله عليه. راجل بجد. ربنا يحميه ويخلهولك، تعالي بقي انا هجبلك شوية فساتين يجننوا زيك كدة يا قمر انتي...
طلعت معاها چوري واتفرجت على الفساتين مع حذيفة، وحذيفة اختار فستان هادي وناعم يشبه چوري تمام. ابتسم: چوري قيسي ده.
چوري ابتسمت: جميل اوي يا ابيه هقيسه...

دخلت چوري قاست فستانها والبياعة جهزتلها حجاب مناسب ليه يشبهه. وساعدتها في لبسه وخرجت لحذيفة، حذيفة لسة بيفرج ويشوف حاجة مناسبة كمان وفجاة هي خرجت قصاده وعنيه وقعت عليها وغصب عنه عنيه ثبتت مش قادر يبعدها، من جمالها، اكنها رسمة على لوحة بتنطق وتتكلم. قربت منه بتبتسم بخجل من شكله وهو معحب بيها.
للبياعة: ماشاء الله عليكي، جميلة والفستان. اكنه اتعمل علشانك وليكي...

حذيفة ابتسم: اللهم بارك. انتي جميلة اوي فعلا، انتي بتحلي اي حاجة تلبسيها...
چوري مبسوطة انه بصلها ومابعدش نظره عنها: بجد يا ابيه انا حلوة عجبتك يعني، يعني انا كبرت صح.
حذيفة اكنه كان تايه وكلمتها فوقته ورجعته للواقع. بعد نظره عنه واهو بيستغفر ويأنب نفسه من تاني: احممم. اااه. ااه جميلة والفستان جميل. ادخلي بقي غيري هدومك اتأخرنا...

چوري لوت شفايفها بغضب: اهو غض بصره تاني، ده ايامي سودا شكلها كدة، اوفففف. حاضر هغير هدومي...

حذيفة غمض عنيه بغضب وغيره: ياربي اعمل ايه بس. فتنة واتفتنت بيها، دي معايا وفي بيتي. هعمل ايه بس، وافتكر الفرح. يا نههههاري. ولا الفرح ده كمان لما تروح وهي كدة. هيحصل هناك ايه، ده انا اللي اسمي انا، هتجنن من جمالها. اومال بقي الناس ولا الشباب الصغيرة. يارب. يارب. ارحمني انا كدة بضيع وهضيعها، وهضيع الناس كمان...
مر اليوم وحذيفة عقله مش بيهدأ شايل هم التجمع والفرح والناس، لحد ما عدي اليوم وجاء الليل وبدأ الكل يجهز.
چويرية لبست فستانها وحجابها وكانت جميلة جداااا وكانت واقفة قصاد المرايا بسعادة وبرائة وبتلف حاولين نفسها وبتضحك. واتنهدت بحلم برئ، يا تري هعجبك يا ابيه. اممممم. وعقدت حاجبها، يا خوفي لللبنات تفضل تبصلك وتعاكس فيك، وانت جميل كدة وتجنن. ااااه طب اعمل فيك ايه بس. والله لو واحدة بصتلك لخرم عنيها واعميها هاه بس...
ودخلتلها فريدة بتضحك على حالها.

فريدة: ههههههههههه. يخيبك يا چوري انتي اتجننتي ولا ايه بتكلمي نفسك يا بنتي، سلامة عقلك...
چوري: ههههههههههه، اااه اتجننت يا مامتي وربنا يسامحه اللي مجنني بقي...
فريدة: ههههههه. وده يبقي مين بقي ده ان شاء الله...
چوري غمضت عنيها واتنهدت: عقلي يا ماما عقلي، اللي تعابني. وبعدين ضحكت بشقاوة، بس قولي بقي ايه رئيك فيا وفي فستاني حلوة صح.

فريدة بإعجاب: بسم الله عليكي زي القمر عقبال فستان فرحك وربنا يديني العمر كدة والبسهولك بإيدي وافرح بيكي يا حبيبة ماما.
چوري حضنتها بقوة وحب: حبيبتي يا مامتي، احن ام في الدنيا، عارفة متهيألي ماما الله يرحمها ماكنتش هتجبني كدة ولا هتكون حنينة عليا للدرجة دي.

فريدة ابتسمت بحزن خرجتها من حضنها وهي بتظبطلها حجابها: اوعي تقولي كدة، مهما عوضناكي مافيش حد بيعوض الام والاب، ودنيا الله يرحمها كانت نسمة وحنية الدنيا فيها، دي في الفترة اللي عاشرتني فيهم، بقت بنتي والله. الله يرحمها كانت روحها فيكي...
چوري بحزن: هو انا ليه ماحدش من اهل ماما وبابا بيسأل عني ولا بيزرني، انا حتى ما اعرفش شكلهم، هما للدرجة دي مش بيحبوني...

فريدة بضيق من سيرتهم: لا طبعااا يا حبيبتي. ازاي بس. زي ما تقولي كدة ده كان طلب حذيفة انك تفضلي معانا وماتروحيش عندهم. والسنين بقي لهت كل واحد في حاله ماحدش بقي فاضي لحد، المهم سيبك بقي من كل ده وياللا بينا حذيفة مستنينا برا هو والحاج مش عايزين نتأخر عليهم لسة حذيفة هيوصلنا الفرح ويرجع لمصعب علشان يجيبه هو وعروسته بعربيته...
چوري بتردد: طيب. طيب ممكن طلب وعلشان خاطري اوعي ترفضي.

فريدة: هاه خلصيني عايزة ايه؟!
چوري بقلق ورجاء: عايزة احط روچ. حاجة خفيفة كدة، وحياتي يا مامتي وحياتي.
فريدة بصدمة: يالهه‍ههوي. روچ!؟ وده جبتيه منين، كمان ده كان حذيفة يكسر رقبتك. لا لا عدي الليلة على خير مافيش الكلام ده.
چوري برجاء واستعطاف: وحياتي يا مامتي، ااانا اخدته من واحدة صاحبتي في المدرسة، علشان خاطري. ده فرح ومش كل يوم هيجينا فرح، وافقي واقنعي ابيه وحياتي يا احلي ماما وحياتي.

فريدة بتضعف قصادها وقصاد رجائها: بس. ببس، حذيفة يا چوري مش هيعديها، بس هقول ايه انتي كدة من يومك واجعة قلبي ومجنناني. بس بشرط يادوب كدة حاجة خفيفة مش عايزين الليلة تقلب بغم.
چوري بتتنطت من السعادة: هههه. حبيبتي يا مامتي يا سكر يا جميلة يارب تحجي يارب.
فريدة بتضحك من شقاوتها: هههههن. ااااه منك بلفاني كدة وواكلة عقلي. ياللا بقي بسرعة.

چوري اخدت الروچ وحطت منه وبرغم ان لونه هادي وهي ما زودتش منه. الا انه كان قريب من لون فستانها وخلاها جميلة اكتر وظهر جمال شفايفها ووشها كانت ملامحها بتنطق اكتر، خرجت مع فريدة وحذيفة قاعد مستني برا وبيشرب قهوة. ولما خرجت رفع عينه فجأة وشافها، والغريب انه بقي كل ما عنيه تقع عليها قلبه يدق بعنف اكنهه اول مرة يشوفها، ابتسم بإعجاب من جمالها وبرائتها، بس عنيه وقعت على شفايفها اللي زادت جمال مع الروچ، اتلخبطت وبعد نظره عنها والقهوة اتدلقت منه على الارض...

فريدة: بسم الله. حاسب يا ابني مالك. على مهلك، يالاا الحمد لله جات في السجادة المهم هدومك ما تتبهدلش.
حذيفة زي ما يكون كان تايه وفاق. ورجع بصلها تاني بغضب وقرب منها بغيرة: انتي ايه اللي حطاه في وشك ده!؟ هاه، وبصدمة، روچ؟ يا چوري. حاطة روچ! ده انا هكسر دماغك اتجننتي صح.
چوري بخوف وقفت تستخبي في فريدة وبمشاكسة: ووالله يا ابيه، دي. دي حاجة خفيفة كدة، وحياتي. وحياة ماما عندك عديها النهاردة...

حذيفة بجنون: اعدي ايه هاه، جبتيه منين ده انطقي ده انتي مش بتخطي خطوة لوحدك. قولي يا مصيبة.
چوري بتبلع ريقها بخوف: ااااا، اااخدته من صاحبتي في المدرسة...
حذيفة بيحز على سنانه بغيظ: والله!؟ ماشاء الله. ونعم الصحاب والمدارس، بتساعدوا بعض على الفساد، امشي من وشي حالا تمسحي الزفت ده بدل والله احلف ما فيه نزول ومش هتخطي برا البيت ولا فيه فرح. ياللا بسرعة.
چوري بعناد: لا مش همسحه ااانا. استاذنت مامتي. وهي ليلة عايزة ابقي زي البنات بس، عديها بقي ما تبقاش حمقي كدة.
حذيفة بغيظ وجنون نسي اي شئ واي وعد وغيرته عليها ضيعت اي ثبات جواه. شدها من دراعها من ورا والدته وقربها منها بغيظ وطلع منديل ومسح هو الروچ ليها بعنف...
حذيفة بعصبية: طيب انا همسحهولك بنفسي علشان تكسري كلامي تاني مرة.

چوري بتحاول تتخلص منه وتبعد وشها علشان هيبهدل وشها وحجابها. بجنانه ده. وحذيفة مع غيريته وغضبه الا ان قلبه دق بجنون وهي قريبه منه كدة وايده لمساها وعنيه على ملامحها وشفايفها اللي بيشيل عنها الروچ وايده لمست شفايفها، عقله وقلبه وكل جوارحه بتتصارع، بقي جواه حنين وحب ليها هو مش قادر يستوعبه، وفي اللحظة دي زادت مصيبة وكارثة جديدة فوق كل ده، وهي الرغبة! رغبة في ضمها، رغبة انه يخطف شفايفها اللي جملتها وجننته بيها دي في لحظة جنون، ويدوق طعم اول لمسة ليهم، بس زي ماكنت دي لحظة ضياع ووسوسة شيطان بيعمل المستحيل علشان يخليه يغلط. الا ان ربنا يعلم انه عمره ماكان سئ ولا منتهك للحرمات والامانة، كرم ربنا عليه فوقه ونجاه من انه يتمادي في اي لمسة او نظرة تلوثه وتلوث ايمانه والتزامه، بعد عنها بعصبية وهو بيعنف.

نفسه بقوة وقسوة، وسابها واخد مافتيحه...
حذيفة: ااانا نازل اجهز العربية وانتم حصلوني ماتتأخروش. والهانم دي تمسح وشها كويس وتظبك نفسها وحسابي معاها بعدين.
نزل حذيفة وچوري بتبكي وحضنت فريدة: شوفتي ابيه عمل فيا ايه، هو ليه بقي وحش كدة، ليه بقي قاسي بالشكل ده، ليه بيقي بيكرهني كدة، اانا زعلانة منه مش هكلمه تاني. ولا هروح الفرح خلاص روحوا انتم...

الحاج بلال ابتسم وطبطب عليها: هههههههه. يا شيخة قولي كلام غير ده، بقي حذيفة يكرهك. وانتي كمان تزعلي منه وتخاصميه. لا مش مصدق. ده انتم روحكم متعلقة في بعض، معلش يا ست البنات هو مش قاصد يكون قاسي ابدااا. هو بس خايف عليكي يا حبيبتي، انتي لسة صغيرة على كدة، والناس بقت وحشة، معلش ياللا امسحي دموعك بقي علشان ما نتأخرش على الفرح. ياللا ولا مش عايزة تشوفي ابيه مصعب عريس.

چوري بتمسح دموعها ببرائة: لا طبعااا عايزة، ابيه مصعب ده زي العسل ودمه خفيف وكان دايما بيهزر معايا ويضحكني. ربنا يسامحه ابيه بقي منعني اكلمه واهزر معاه، محبكها اوي ربنا يهديه. ويفكها شوية...
فريدة: ههههههههههه. اااه لو سمعك كان قص لسانك ده، ياللا بقي اخرتينا...

وفعلا چوري ظبطت نفسها ونزلت معاهم، وحذيفة كان في عربيته. غضبان من نفسه وبيلومها على اللي فكرت فيه. واتخيلته، حس انه بينهار والشيطان مش عايز يسيبه في حاله...

وللعلم الشيطان مش بيروح للي ماشي في سكة الضياع لانه كدة كدة خلاص ساب طريق الهداية واتجه للضياع ومش فيه، لكن بيفضل قاعد ومتربص للي ماشي على طريق الصلاح والهدايه، يفضل يوسوسله ويلهيه ويزينله الحرام علشان يبعده عن ربه، بس فيه اللي ايمانه قوي بيقاوم ويرجع بسرعة وفيه اللي ايمانه ضعيف ويضعف وينساق مع الشيطان والواساوس...

وحذيفة انسان نضيف ودايما بيحاسب نفسه وبيراعي ربنا في كل خطوة، ركبوا معاه وهو اتحرك بالعربية ووالده ركب جنبه وامه وچوري وراه، كان غصب عنه كل ما يبص في المرايا الخلفية عنيه تقع عليها وهي بصاله بعتاب وزعل، يبعد نظره عنها بصعوبة ويجاهد نفسه على الثبات، ووصلوا قاعدة الفرح ونزله هما وهو نزل بيص عليهم لحد ما يدخلوا القاعة. بس وهو بيراقبهم بإهتمام شاف شباب وراهم وعنيهم على چوري وبيتهامسوا وكل واحد بيحقق في مفتنها بإعجاب وهي جنب مامته بتضحك بعدم اهتمام، اتجنن وغار ورزع باب العربية بغضب وراحلهم وحصلهم ووقف قصادهم وبص للشباب دي بغضب وتحذير، هما اخدوا بالهم ان هو شافهم بيبوصلها...
حذيفة بعصبية: امي ادخلي انتي والحاج. اانا هاخد چوري معايا نجيب مصعب وعروسته، انا خايف عليها الفرح كله شباب وعنيهم عليها. وانا مش هتطمن عليها وهي بعيد عني.
فريدة: ههههههههههه. يا حبيبي ريح دماغك شوية، دي شباب وكل الشباب كدة. انت بس اللي من يومك مستقيم مالكش في شقوة الشباب دي، وچوري جنبي مش هتتحرك بعيد عني ما تقلقش.
چوري كانت في منتهي السعادة انه غيران عليها ورجع مخصوص علشانها عاشان ياخدها معاه...

چوري ابتسمت: بس انا مع ابيه. انا هروح معاه عايزة ابقي اول واحدة تشوف العروسة بالفستان الابيض، ياللا يا ابيه.
حذيفة ابتسم: ياللا امشي...
مشي حذيفة وچوري، وفريدة بصت لبلال وضحكوا: ههههههههههه. اااه ياني الاتنين مجانين وهيجننونا تعالي يا حاج تعالي نقعد...
چوري مشيت جنب حذيفة وشافت واحدة بتبصله بسرعة حطت ايديها في ايده. حذيفة اتنفض وحاول يبعد عنها وهي اتمسكت بيه. ووشوشته.

چوري بهمس: اياك بقي تبعد هاه مش انت خايف عليا. انا كمان خايفة عليك في واحدة بتعاكسك وهتاكلك بعنيها، خاليها تتغاظ.
حذيفة غصب عنه ضحك: هههه. انتي حقيقي مصيبة وربنا بلاني بيها، يا بنتي قولنا ما ينفعش. حرام ابعدي الله يرضي عليكي انا قادر على روحي بالعافية، مش عايز اكسفك قصاد الناس وابعدك عافية.

چوري متمسكة بدراعه بقوة بإيديها الاتنين: لا مش هبعد. باس هاه، وبعدين ما كنش حرام وانت ماسك وشي وفاعصه وعمال تمسح الروچ اكنك بتغسل العربية، ايه ماعندكش قلب، ماعندكش اخوات بنات حرام عليك. ده انا وشي اتطبق وبقي لزق في بعضه...

حذيفة ضحك بقوة: ههههههههههه، اااه منك يا اخرة صبري انتي، وهدي من ضحكه واستسلم لإيديها في ايده واتنهد بحنان: حقك عليا وجعتك عارف، بس ماتزعليش. انتي اللي عصبتيني من امتي بتكسري كلامي. وتقوليلي لا.
كانوا وصلوا للعربية وچوري وقفت قصاده وبصتله ببراءة وسابت دراعه ومسكت ايده وهو بيتابع حركتها بإستسلام.

چوري بنعومة: انا يارب اموت لو زعلتك تاني او كسرت كلامك، انت حبيبي يا ابيه، بس وحياتي خاليك زي ما كنت حنين، بلاش ترجع زي اليومين اللي فاته غضبان وعصبي دايما، تعرف انك بتبقي امور اوي وانت بتضحك، خصوصا عنيك، والله مافيه شيخ في الدنيا بعيون رمادي جميلة كدة، انت جميل اوي يا ابيه.
حذيفة ساب ايديها بهدوء وقلبه هيخرج من مكانه من الدق والعنف اللي فيه غمض عنيه بقوة بيحاول يهدي ويتمالك نفسه.

حذيفة بصعوبة: ابيه حالا ممكن يرتكب اكبر ذنب وجريمة في عمره لو ما قفلتيش بوقك ده وكبتي العربية، اركبي الله يرضي عليكي واسكتي، اسكتي خااالص، انا ربنا وحده اعلم بحالي. اركبي يا چوري اركبي...
چوري ببراءة: طب اوعدني هتفضل حنين مش هزعقلي تاني، وحياتي عندك يا ابيه. اوعدني...
حذيفة يضغط على سنانه وشفايفه بقوة وغيظ: . ابيه بيضيع يا چوري لو بتحبي ابيه كفاية اسكتي واركبي، بسرعة.

چوري لوت شفايفها بغيظ منه وفتحت الباب وركبت وهو قفله وراها ولف علشان يركب، وهو بياخد نفسه بقوة بيحاول يهدي، ركب وكمل طريقه لمصعب وايمان. وهو هيتجنن. من امتي هو بالضعف ده!؟ من امتي هو مشاعره بتتحرك كدة،!؟ ده عمره ما ضعف قصاد اي ست مهما كانت ولا انههههار قصاد اي اغراء، عمره ما عنيه جات على واحدة الا بالخطأ وفي لحظة بيبعد نظره عنها، عمره ما فكر يلمس ست ولا يضمها لحضنه، والا ليه كان بيرفض الزواج وكل عروسة بيشوفها بيتراجع. مافيش واحدة دخلت قلبه ولا حركت جواه حاجة...

مافيش ست قدرت تعمل فيه اي تغير، حتى في عز ما كان شاب ومراهق عمره ما ضعف وافتكر سحر اللي كانت بتجره للرزيلة بمنتهي الجرأة وهو وقتها كان ثابت وقوي وولا لحظة ضعف.
بس السؤال المحير، السؤال المؤلم، لييه هي!؟..

لييه الطفلة دي!؟ دي االي كل الناس شايفاها اخته، اللي الكل لايمكن يصدق ولا يستوعب حبه ليها، لييبه البريئة دي هي اللي تجننه كدة وتضعفه، غمض عنيه بحيرة وخوف من بكرة، من مستقبل شايل ليه هموم واوجاع ولا كانت على باله ولا يتخيلها.

حذيفة بينه وبين نفسه مهموم وموجوع: ااااه يا ربي، ياربي انا غلطت في ايه ولا اجرمت في ايه. علشان تختبرني الاختبار ده، عملت ايه علشان تحطتني في الابتلاء ده، انا بشر، بشر مش ملاك، دي حبها في قلبي من يوم ماخرجت للدنيا، بس عمري ماتخيلت انه في لحظة كل الحب ده. يتحول لحب حبيب وعاشق، مستحييل. مستحييل، انا في كابوس. كابوس. يارب خاليك جنبي، يارب. مش عايز اضعف ولا اغضبك، يارب. حافظ عليها، دي، دي امانه عندي، وانا عمري ماكنت خاين للآمانة. عمري...
حذيفة فاق على صوت چوري.
چوري: هو الكوافير بعيد يا ابيه ولا قربنا.
حذيفة ابتسم بهدوء: لا حبيبتي خلاص قربنا...
ووصل حذيفة لمصعب، وقابله ونزل وسلم عليه وحضنه.
حذيفة بفرحة: الف الف مبروك يا حبيبي، اللهم اجعلها عروس الدنيا والاخرة، ويباركلك فيها ويرزقك خيرها. ويصرف عنك شرها...

مصعب بسعادة: ههههههه حبيبي يا شيخي انتي ربنا مايحرمني منك، بص هو الدعاء كله جميل. بس ليه دنيا واخرة ما كفاية دنيا بس، يعني الجنة مع الحور العين هتبقي احلي هي ايمان حلو عليها الدنيا ايه هتنهب...
حذيفة: هههههههه، يا اخي انت مافيش منك رجا، ربنك يهديك، ثم ان نساء الدنيا ان شاء الله في الجنة بيبقوا اجمل من الحور العين، خاليك منصف، المهم اتفضل الف مبروك يا مصعب...

مصعب اخد من حذيفة ظرف لقي فيه فلوس وكمان مفتاح عربية بصله بصدمة مش مصدق: اانت بتهزر صح ايه كل ده.!؟

حذيفة ابتسم: دي هديتك بص هي للأمانة العربية مش جديدة زيرو. انا اشترتها من سنة من صاحبها بس شدتهالك شدة مافيش بعد كدة، وخالتهالك احسن من الزيرو شكل المهندس لصاحبه بقي، والظرف فيه التنازل كمان والرخصة وكل حاجة، ولعلمك انا اصلا مشتريها على اسمك وكانت عندي في الورشة بجهزهالك واحدة واحدة، علشان اهاديك بيها. وعموما هي منتظراك قصاد بيتك. لاني مش هتنازل اني ازفك بعربيتي، ده حقي فيك...

مصعب بقي مش عارف دمعه عنيه لمعت ليه، لانه مبسوط ولا لانه مش مصدق ان ربنا انعم عليه زرزقه بصاحب زي حذيفة، حضنه تاني بقوة.
مصعب: ربنا يخليك ليا، ويقدرني واردلك ولو جزء صغير من جمايلك عليا...
حذيفة ابتسم وخرجه من حضنه: ههه. اقلبها دراما بقي، ياعم انبسط. دي ليلة العمر...
مصعب: عقبالك يا شيخ عن قريب.
حذيفة اتنهد بحيرة: ربك كريم، المهم عرزستك خلصت خلاص،!؟

مصعب بتعب وزعق: امووت واعرف كل ده بتعمل ايه، دول لو بيصنفروها مش هتتاخر كدة، المهم ان كل الخم ده انا قافشه والصبح كل حاجة هتبان على حقيقتها.
حذيفة: ههههههههههه، يخرب عقلك. يا سيدي اهو كله ليك.
مصعب بص على عربية حذيفة وعقد حاحبه: ايه ده مين اللي معاك في العربية دي!؟
حذيفة بتوتر: احممم. دي. دي چوري.

مصعب بدهشة: بتهزر، انا شايفها من جنبها افتكرت حد قاربكم، هي چوري كبرت كدة!؟ هو انا بقالي قد ايه ماشوفتهاش!؟
حذيفة بغيرة: بقولك ايه، سبك من چوري دلوقتي وادخل شوف مراتك خالينا نمشي...
مصعب عنيه على چوري وبتجاهل لحذيفة قرب من العربية: ششش ياعم هي هتتاكل ماهي هتخرج واهلبسها العمر كله، مستعجل على ايه يا خي...

مصعب قرب من چوري وصغر بإعجاب: واااوو، يخربيتك يا چوري انتي يا بت احلويتي واتدورتي كدة امتي انزلي، انزلي وريني الجمال.
چوري ابتسمت بخجل ونزلت: هه‍هههه ازيك يا ابيه مصعب. مابقتش تيجي عندنا ليه. وحشتنا والله. مبروك على العروسة.

مصعب بإعجاب: عروسة مين بس انتي اللي عروسة، يا قمر، ياللهههوي ياناس. بقولك ايه، تيجي اتجوزك انتي بدل ايمان، واديها الشقة وكمان العربية الهدية واخدك انتي وربنا هبقي انا الكسبان. بس انتي وافقي...
چوري انكسفت وفضلت تضحك بخجل، وحذيفة حدث ولا حرج بيغلي ومه بيفور ووشه احمر اكنه جمرة نار...
حذيفة بغيرة وغضب: . مصعب كفاية بقي هزار لو سامحت وادخل شوف مراتك...

مصعب بضيق: منك لله هادم اللزات دايما كدة، عارفة يا چوري هو السبب اني مش باجي عندكم. قطاع ارزاق بعيد عنك، هدخل اشوف العروسة وراجعلك يا اللي احلي من العرايس كلها...
دخل مصعب وحذيفة بيغلي وقرب من چوري بغيظ: هو انا مش قولت مافيش كلام مع حد ولا هزار، ايه بقي بتعصبيني ليه، ثم انا قولتلك تنزلي من العربية...
چوري بتردد: اااصل، ااصل ابيه مصعب. هو اللي قالي. ثم هو دمه خفيف وبيحب يهزر معايا، حصل ايه بس.
حذيفة بينسح وشه بغضب: استغفرك ربي واتوب اليك، يا بنت الحلال اتقي غضبي علشان والله هزعلي وتعيطي. فإتلمي احسنلك. وحسك عينك طول الزفت الفرح ده، اشوفك تتكلمي مع راجل ولا تضحكي ولا تهزري، ولا اصلا تتحركي خطوة من جنبي، هنكد عليكي وانتي حرة بقي.
چوري عقدت حاجبها بضيق وغيظ وربعت ايديها وفضلت تدبدب في الارض بتأفف: يوووووه بقي، ده فرح مايعلم بيه الا ربنا، كل حاجة، لا. لا. ايه بقي انا زهقت.

حذيفة بغيظ بيجز على سنانه: بتبرطمي تقولي ايه يا امه لسان طويل سمعيني، لسانك ده عايز يتقص.
چوري بتكتم عصبيتها: اوفففف. مافيش مش بقول حاجة، اتكتمت اهو.
خرج مصعب وايمان وحذيفة اخدهم الفرح وبدأ الفرح والدنيا زحمة، وطبعااا الفرح فيه اغاني ومزيكا، وحذيفة مابين نارين نار يخرج ويبعد عن الدوشة والمزيكا ومابين انه يسبها لوحدها وسط الزحمة والناس، وهو طول الوقت زي المجنون من كل نظرة من اي شاب او راجل ليها...

حذيفة بضيق: استغفر الله ياربي، هو الفرح ماهو ماليان ستات وبنات، كل اللي يعدي يفضل.
متنح ليها كدة ليه، هو حرقة دم وخلاص، دي ايه الغلب ده بس ياربي، طب اعمل فيها ايه، اخبيها فين. ااااه يارب لو كنت اقدر كنت خبتها في قلبي ولا شاف طرفها مخلوق، الصبر من عندك يارب...

بس حذيفة مابقاش متحمل الصوت والاغاني، قرب من چوري ووالدته: انا تعبت من الصوت ده ومش متعود على الاغاني دي، ربنا يسامحني بقي فضلت زعل مصعب. ووقوفي معاه على اني ابعد عن المزيكا دي، بس خلاص مش متحمل هو الفرح قرب يخلص، انا هخرج برا لحد ما الفرح يخلص علشان مصعب...
الحاج بلال: طب يا ابني روح انت وعلى فكرة. ماتشلش همنا انا ووالدتك، انت زف العريس لبيته، وانا وهي هنرجع مع الحاج منصور ومراته، ماشي...

حذيفة: طب ماتيجوا ارجعكم البيت وارجع لمصعب تاني...
فريدة: وعلى ايه المشورة دي، ما احنا قاعدين والفرح حلو اهو، اخرج انت ولما الفرح يخلص هنندهلك...
مصعب بص لچوري: عارفة تتحركي من مكانك ده خطوة، ولا تتكلمي مع حد كلمة، هتشوفي بقي غباوة ماشوفتهاش. وابقي قولي ابيه بيزعق. ابيه اتجنن. ابيه اتهبب مش مهم هكسر دماغك، الفرح ماليان شباب فاهمة.

چوري ابتسمت: فاهمة، طب اقولك حاجة احلي، خدني معاك برا. انا دماغي صدعت اصلا انت عندك حق المزيكا عالية اوي...
فريدة: خدها معاك احسن وريحنا وريح نفسك...
حذيفة ابتسم: طب قومي معايا تعالي...
حذيفة اخدها وخرج برا ووقفوا بعيد عن الصوت وهو فضل سرحان وباصص للسما، بيشكي حاله لربه، بيفكر في كل اللي بيحصله وحاله اللي اتشقلب. ودنيته اللي بتتغير، وفجأة حس بيها بتقرب منه وبحضن دراعه بقوة، حذيفة غمض عنيه بضيق.

حذيفة: چوري، حرام عليكي كدة بجد، انا كام مرة هفهمك انتي جرالك ايه مش قولت ما تلمسنيش كدة تاني اعقلي بقي، تعبتيني.
چوري متمسكة بيه بضعف وبتتنفض من البرد: غضب عني يا ابيه والله بردانه اوي...
حذيفة بصلها لقاها فعلا بتتنفض من البرد بعدها براحة وقلع چاكت بدلته وغطالها بيه كتافها وهي في لحظة غفلة منه وهو بيحطه على كتفها دخلت في حضنه وحضنته بقوة.

چوري براحة: وحشني حضنك يا ابيه اوي، ليييه كدة سنين وانت كل ما قرب احضنك تبعدني، انا عارفة انك قولتلي حرام وانا فاهمة بس. بس. ااانا. حاسة انك بدأت تكرهني. بدأت تضايق مني، ااانت زهقت مني خلاص...
حذيفة سهم وانصدم من تصرفها ولسة ايده بعيد عنها عايز يبعدها، بس مع كلامها وضعفها واتهامها ليه انه بيكرها وانه زهق منها، ضعف وضمها لحضنه واتنهد بحنين لحضنها اللي حرمه على نفسه سنين...

حذيفة غمض عنيه بحنين وراحة: ااااه يا چوري تاني. تاني بتتهميني اني زهقت منك وكرهتك، طب ده انا والله ماحبتش حد قدك، انتي عندي اغلي من عنيا، من روحي، اوعي تقوليها تاني، اوعي، انا بحبك، بحبك يا چوري، بحبك يا وجاعة قلبي وتعباني...
چوري ابتسمت وحضنته اكتر بإرتياح: . يبقي خاليني انا جنبك على طول. و والله مش هزعلك. ابداا. وهسمع الكلام، وهبقي مطيعة، بس نفسي نرجع زي زمان. فاكر لما كنت بتاخدني في حضنك وننام.
حذيفة ضمها بجنون: فاكر. فاكر ياچوري، بس خلاص مابقاش ينفع، وحذيفة لقي نفسه بيضمها بقوة وهي مستسلمة ليه ومبسوطة، بعدها بعنف وبعد وهو بيلف حاولين نفسه بجنون ومسك دماغه بغضب...
چوري استغربت: ايه اللي حصل بس مش كنا كويسين...
حذيفة بيتمالك نفسه وغضبه من روحه ونفسه اللي غيبته عن وعيه: چوري من فضلك ادخلي جوا عند ماما الحاجة. بسرعة يا چوري.
چوري بتافف: تاني يا ابيه انا عملت ايه بس، خاليني معاك.

حذيفة بعصبية: قولتلك امشي من قصادي. امشي يا چوري.
چوري دمعت وجريت على جوا عند فريدة...
وحذيفة دمعت عنيه بندم: استغر الله، اااه من شيطاني اللي متسلط عليا الفترة دي، انت جرالك ايه يا حذيفة، جرالك ايه. بس، يارب يارب سامحني...

فضل حذيفة يبكي بندم على كل لحظة ضعف عدت عليه وكل لمسة لمسها ليها لحد ماخلص الفرح ورجع مصعب بيته. بس هو مارجعش. راح لاكتر انسان بيحبه وبيرتاحله وبيفضفض معاه ويشكيله. شيخه ومعامه اللي بيحبه. واللي بيعتبر حذيفة زي ابنه، حكاله حذيفة وبكي وهو حيران ضايع مش عارف يعمل ايه.
حذيفة بندم: قولي يا شيخي. قولي اعمل ايه في الفتنة دي، انا عمري ما خطر على بالي اني اضعف كدة، عمري...

الشيخ سفيان ابتسم: هحكيلك حكاية كدة تكحي حالك واللي انت فيه للعبرة والعظة، هي حكاية من الاسرائليات. اللي كانت بتحصل في امة اليهود مع كل نبي بيبعث ليهم، اكثر الامم بعث ليها انبياء. وكانت بتقتلهم. و انت عارف النبي صلي الله عليه وسلم. لما كانت الصحابة تسمع من اليهود شئ من الاسرائليات. ويسألوه عن صحتها. كان يقول لا تصدقوها ولا تكذبوها. يعني لو فيها عظة نتعظ لكن هي مش مؤكدة. لانهم اكثر الامم كذب وافتراء، بس. الحكاية دي فيها عبرة وعظة من فتنة زي فتنتك...

كان فيه راهب عابد اعتزل الناس واعتكف يصلي ويدعوا الله في صومعة بعيدة عن القرية والناس. وفي يوم راحله ثلاثة اشقاء رجال ومعاهم اختهم البنت الوحيدة، قالوله احنا خارجين للحرب وماعندناش حد نأتمنه على اختنا غيرك انت، خاليها عندك لحد ما نرجع من الحرب.

الراهب رفض بشدة. بس هما ضغطوا عليه واترجوه. بما انه الوحيد المؤتمن عليها، وافق بشرط. يبنولها صومعة قريبة منه ما تقعدش معاه في نفس المكان، وافقوا وبنوها وسابوا اختهم عنده، مرت الايام والراهب كل ليلة يزورها من بعيد ويضع لها الطعام والشرب ويمشي. لحد ما في ليلة الشيطان زينها في عنيه، وشاف جمالها كانت جميلة وفاتنة. جاهد نفسه اكتر من مرة، بس في ليلة ضعف قصاد شيطانه وعاشرها معاشرة الازواج، ندم وبكي. واعتزالها ايام وايام لحد ما في ليلة لقاها بتبكي وتبلغه انها حملت سفاحاااا، انهار وخاف يرجعوا اخواتها ويعرفوا والقرية كلها تفضحوا، الشيطان وسوسله من تاني، وقاله اقتلها وادفنها وقول لإخواتها انها جالها طاعون وماتت ودفنتها. وهيصدقوك لانك مؤتمن. وراهب عابد، قتلها ودفنها.

يعني زني وخان وقتل نفسين مش نفس واحد.
ولما اخواتها رجعوا بلغهم انها جالها طاعون وماتت. صدقوا وحزنوا عليها. بس جالهم الشيطان في صورة انس وقالهم الحقيقة وحفروا قبر اختهم واتاكدوا انها كانت حامل، رجعوا للراهب علشان يقتلوه. سبقهم الشيطان ليه، وحذروا وخوفوا بقي مش عارف يهرب ازاي. الشيطان امره يسجدله وهو ينجيه منهم. سجدله. وضحك الشيطان وانتصر عليه وخلاه يكفر بالله، وتخلي عنه طبعاا ودخل اخوانها وقتلوه...

الخلاصة ان الشيطان متربص ليك ولكل عابد ماسك على دينه. ياتكون مؤمن على حق وتتمسك بدينك يا هتضعف والشيطان هيغويك ويضيعك، ودي فتنة ربنا فتنك بيها ووضعها في بيتك، اعتصم بالله ولازم تكون اقوي من كدة، اياك وانتهاك حرمات ربك يا حذيفة، فهمتني يا ابني...
حذيفة كان بيسمعه وهو بيبكي ودموعه غزيرة، هز راسه بضعف: فاهمك يا شيخي فاهمك، ربنا يعفوا عني ويغفري ويعصمني انا عمري ما كنت اتخيل اني اعصيه كدة...

آذان الفجر اذن الشيخ ابتسم: ربك رد عليك، اهو الله اكبر، انت نضيف يا حذيفة وربك مش هيسيبك. قوم نتوضا. ونصلي وادعي. دعاء الفجر مستحاب بإن الله.
قام معاه حذيفة وصلي الفجر. والصبح، ورجع البيت وامه كانت لسة صاحية منتظراه وفتحت الباب بقلق.
فريدة: يا ابني وقعت قلبي كنت فين. كل ده تأخير.
حذيفة اتنهد بحزن: حقك عليا يا امي. اسف، كويس انك صاحية، كنت عايزك في موضوع.
فريدة: طب تعالي يا قلب امك ادخل.
حذيفة هز راسه بوجع: لا يا امي، انا تعبان وعايز انام، انا بس عايزك من بكرة تشوفيلي عروسة تكون مناسبة بس بسرعة يا امي...
فريدة بسعادة: اخيراااا طلبتها. من عنيا الاتنين. اميرة مش عروسة انت تؤمر. دي هتبقي عروسة الشيخ حذيفة.
حذيفة بألم وحزن: الشيخ حذيفة، ده كان زمان، المهم يا امي. بسرعة زي ما قولتلك، تصبحي على خير.

فريدة بفرحة: وانت من اهل الخير والهنا يا قلب امك ربنا يريح قلبك ويسعدك ويزقك بالزوجة الصالحة.
مرت ايام قليلة، وفريدة بتسعي بكل جهدها علشان تلاقي عروسة مناسبة لحذيفة...
اما حذيفة فبيتجنب چوري على قد مايقدر حتى في مشوار المدرسة الصبح وبعد الظهر الكلام قليل وللضرورة. حتى اللفتة مش بيلتفت ليها. بيتعامل معاها برسمية شديدة، خايف قلبه وجورحه يعتادوا على الضعف قصادها واللين ليها. وده هو مش هيسمح بيه. بس اكتر شئ كان بيوجعه ويمزق قلبه اكتر من حاله ولهفته عليها، هي!

هي اللي ذبلت وحزنت وبان عليها الكسرة والحزن من معاملته معاها وبعده عنها...

چوري اول ما سمعت خبر ان حذيفة بيدور على عروسة وهي دايما حزينة ومكسورة، جوها احساس غريب، غيرة، حزن، غضب منه، هي لسة بتحدد احساسها ايه، لسة المشاعر والاحاسيس بتتكون وتكبر وتتشكل بشكل واضح ومفهوم علشان تقدر تفهم هو بالنسبة ليها ايه، وبرغم انها لسة صغيرة بس، سنها يسمحلها تعرف ان حذيفة بالنسبة ليها مش اخ زي ما كل الناس شايفاه، لا، هي خلاص شافته حبيب وفارس احلام بتتمناه. بطل لرواية جميلة بتنام كل ليلة تقراها وتتخيله هو بطلها وهي حبيبته، بس بعد ماسمعت انه عايز يتجوز وبرغبته، وكمان طريقته اللي اختلفت معاها اكتر واكتر، بقي حزنها كبير ووجعها مش هين، طول الوقت ساكتة ومش بتتكلم كاعادتها ولا بتضحك ولا بتهزر. ولا صوتها بيرن في البيت يدب فيه الروح زي العادة. وقررت انها مش هتكلمه تاني ولا تطلب قربه منها ولا تعاتبه، مادام هو خلاص تعب منها وزهق من ضغطها عليه ومسؤليتها، وقرر يشوف حياته ويهملها. هي كمان هتبعد وتسيبه يعيش حياته...

وفي يوم كان بيرجعها من المدرسة وزي كل يوم من الايام اللي فاتت هو ساكت. وهي ساكته ومش بتكلمه ولا بتبصله ومركزة في الناس والشوارع...
حذيفة برغم ان ده كان هدفه من تغيره معاها، الا انه تعبان ومش مرتاح، مشتاق لشقاوتها وضحكتها اللي بتنور يومه وحياته. مشتاق لاسمه اللي بتنطقه يرن في قلبه قبل ودنه...

حذيفة بثبات: احممم. عاملة ايه يا چوري في المدرسة، في حاجة محتاجاها، اانا بقالي كام يوم مش متابع معاكي الجديد، فيه حاجة واقفة قصادك!؟
چوري بصوت عاتب وغضب برئ وهي باصة بعيد عنه على الشواع: انا عاملة كويسة، ماتشغلش بالك انت.
حذيفة بغيظ من عندها وطريقتها: اتكلمي كويس وردي عليا.
چوري بتأفف: ااوففف. نعم، سألتني عاملة ايه، قولت عاملة كويسة، ايه بقي الغلط هو جر شكل وخلاص. انت مافيش حاجة بتريحك.!

حذيفة اتنهد بتعب بينه وبين نفسه. هي حاجة واغلي حاجة. انتي وبس.
حذيفة: بردوا بتردي بطريقتك المستفزة دي، ماشي، طيب. عاملة ايه في المذاكرة!؟
چوري بصتله بعتاب: اظن خلاص مابقاش يهمك. خاليك في اللي انت فيه، والعروسة اللي رايح تشوفها النهاردة، انا الحمد لله بذاكر كويس. ومش محتاجة حاجة من حد.
حذيفة بوجع: حد!؟ انا بقيت حد يا چوري؟

چوري بدموع حزن: لو سامحت انا تعبانة ومش قادرة اتكلم، ياريت بسرعة عايزة اروح انام...
حذيفة كمل سواقة بغيظ ووجع من تغيرها ده، اكنها كبرت 10 سنين مرة واحدة، هي حزينه على ايه على جوازه ولا تخليه عنها ولا تغيره معاها، ولا ايه بالظبط.
رجعها البيت. وطلع معاها، ودخلوا البيت وفريدة بتجهز الغدا...
فريدة: اهلا. اهلا. ولاد حلال، ياللا بقي غيروا هدومكم بسرعة علشان نتغدا، لسة عندنا معاد مع العروسة بالليل...

چوري بعصبية: انا مش جعانة، كلوا انتم، انا هنام عندي مذاكرة كتير بالليل. عن اذنكم...
فريدة: ايه ده. هو انتي مش جاية معانا نخطب لحذيفة معقول...
چوري بصت لحذيفة بلوم وكسرة: انا ماليش لازمة ولا مكان في المشوار ده، انا دايما ببوظ كل حاجة بوجودي، خالي ابيه يفرح وجوازته تتم، مبروك يا ابيه، عن اذنكم.

دخلت چوري وحذيفة عنيه عليها وقلبه بيتقطع. هي للدرجة دي خايفة من وجود عروسة في البيت، لسة خايفة واحدة تيجي تخرجها وتأذيها، قرب من امه.
حذيفة: امي مش هاكد عليكي لازم الكلام يبقي واضح، چوري قبل اي حاجة، العروسة لازم تعرف وتفهم چوري ايه في البيت، وانها خط احمر لو فكرت تضايقها مش هسكت. وانها مستحيل تخرج من البيت ده. ماشي يا امي.
فريدة بقلق: فاهمة والله يا ابني، ربك يحلها. انا بين نارين، ماقدرش استغني عن چوري ولا تبعد عني. وفي نفس الوقت نفسي افرح بيك واشوفك عريس. بس مش عارفة كل واحد تحط البيت على دماغها كدة، استغفر الله، دي علا اللي كانت اسمها عشرة وعارفة كل حاجة. كانت عايزة تمشيها من البيت.
حذيفة بضيق: اهي خلاص اتجوزت وبعدت عننا، بس والله لو اي واحدة فكرت بس تدوس لچوري على طرف ماهسكت انا بقولك اهو.

فريدة بتعقل: بالهدواة يا ابني مش كدة، انت من امتي عنيف كدة. دي الناس كلها بتحبك وتحترمك علشان هدوئك وعقلك. ده انت الشيخ حذيفة.
حذيفة بغيظ: ابوس ايدك كفاية والله يا امي انا نفسي ابقي حذيفة بس، انا مش شيخ انا اقل من كدة كتيير. ارحميني يا امي انا كلي ذنوب بلاش تحمليني فوق طاقتي...
فريدة بحزن: لا الله الا الله مالك يا ابني فيك ايه، ده انت زي الفل. هو فيه حد زيك...

حذيفة بوجع: اااه يا امي فيه، وفيه احسن مني كتيير. وانا اقل بكتيير من انكم دايما متخيلين ان حذيفة ده ولي من اولياء الله، معصوم مش بيغلط، انا بشر يا امي مش ملاك...
فريدة بضيق: استغفر الله. دي عين والله، حد حاسدك، كل ما تكون داخل على جوازة حالك يتشقلب كدة، وتوجع قلبي عليك، استهدي بالله حبيبي وروح غير هدومك، وتعالي نتغدا...

حذيفة هز راسه بحيرة وبص على باب اوضتها وخرج راح شقته. اخد حمام وغير هدومه ورجع ليهم. ودخل مالقاش چوري بردوا، وسأل امه عنها.
حذيفة: هي چوري لسة نايمة. صاحيها يا امي تاكل.
فريدة بقلق: صاحتها كتيير مش عايزة تقوم. شكلها فيه حاجة مزعلاها. كمان دي يا قلبي راجعة بأكلها زي ماهو مااكلتش لقمة طول النهار في المدرسة.
حذيفة بقلق عليها: وهانت عليكي تسبيها يا امي، طب ما قالتلكيش مالها...

تفتكري زعلانة مني، ايوة انا قسيت عليها اليومين اللي فاته دول اوي، بس اعمل ايه بس هي مش قادرة تقتنع انها كبرت، وان حاجات كتيرر لازم تتغير.
فريدة اتنهدت: ياربي هو احنا مش مكتوب لنا نفرح، كل ما نصلح حاجة. حاجة تبوظ، هدخلها تاني...
حذيفة بتردد: احمممم. امي ممكن تحطلها حجابها وتخليني ادخلها معاكي، يمكن تخرج معايا...
فريدة ابتسمت: ماتحبكهاش بقي وتعالي على طول. لازم يعني الحجاب.

حذيفة اتنهد بتعب: ايوة يا امي لازم. ياللا بقي انا قلقان عليها. ازاي تقعد طول النهار من غير اكل.
دخلت فريدة وصحت چوري اللي اصلا مش نايمة كانت بتعيط، حطت حجابها وفضلت نايمة ومتغطيه. مش عايزة تخرج معاهم.
حذيفة دخلها وبصلها بحيرة وابتسم: طب قولتي لا لماما. حتى انا مش هتقومي تاكلي معايا. طب لو ماقومتيش معايا هنزل الورشة كن غير اكل. وانتي السبب. ايه ابيه هيهون عليكي يزعل منك وينزل من غير اكل.

چوري عيونها حمرا وملامحها ملتهبة من العياط. بصتله بعتاب وبينها وبين نفسها، ايوة هتهون. ماوانا كمان هنت عليك. وكنت بتتجاهلني اليومين اللي فاته، جاي دلوقتي صعبانة عليك...
حذيفة بحزن من سكاتها بص لفريدة: طب خلاص يا امي، كلي انتي والحاج انا نازل الورشة، چوري شكلها مش هتقوم
چوري قلبها مش مطاوعها قامت وقعدت بعصبية: الله بقي وانت مالك بچوري ما تاكل انت. انا عايزة انام...

حذيفة بص لوشها إلى زي النار وعنيها الدبلانة، قلبه رق: ايه الدموع دي مالك. حد زعلك، قومي. قومي اغسلي وشك.
چوري بغضب برئ: قال يعني خايف عليا. ما انت السبب.
حذيفة: بتبرطمي تقولي ايه سمعيني. انتي حتى وانتي زعلانة بتبرطمي. قومي ياللا انا جعان...
چوري قامت معاه ودخلت وغسلت وشها وقعدوا كلهم يتغدوا، بس هي مش بتاكل قد ما بتبصله وتشبع منه هو، قبل ما ينزل وماتشوفوش غير تاني يوم الصبح وهو بيوصلها للمدرسة.
حذيفة مش حاسس بطعم حاجة، عقله وباله مشغول من اللي جاي واللي هيحصل، وازاي هيرتبط بواحدة. وهو قلبه مع البريئة الشقية دي!؟
وبعد شوية هو نزل الورشة. وخلص شغله وطلع اخد امه وابوه وچوري رفضت تروح معاهم. وفضلت لوحدها تعيط وحزينة...
في شقة مصعب...
مصعب قاعد مستني ايمان تجهز الغدا بزهق وجعان...

مصعب بتأفف: اوفففف. يارب الصبر من عندك، دي لو بتترافع في جريمة قتل كانت اخدت براءة، الاكل يا ايمان، الاكل يا سيادة المحامية. ابوس ايدك. عصافير بطني بتصوصو. عصافير ايه! لا دي كلاب بتعوي، انجزي ربنا يكرمك.
ايمان خرجت بأول طبق بزهق منه: يووووه منك. ايه. ايه صوتك جايب الجيران، خلاص اهو بحط الاطباق.
مصعب مش مركز معاها وعنيه في الطبق وعقد حاجبه بريبة: ايمان، هو ايه ده!؟
ايمان بتردد: ده، ده، ده اكل.

مصعب بغيظ: هو المفروض لانه في طبق يبقي اكل. بس دي محتاجة اثبات، انا عايز اعرف ده ايه، ده لابينله خضار ولا طوب ده ولا ايه، ده في حاجة بتجري على الوش. ايه ده يا ايمان انا بدأت اقلق.
ايمان بتوتر: ده، ده. ممش انت قولتلي نفسك في قلقاس اهو عملته.

مصعب بصدمة فتح عنيه وحقق في الطبق: يانهههار اسود، ده قلقاس، منك لله يا شيخة كرهتيني فيه، ايه ده، هو القلقاس شكله كدة، مسك المعلقة وبدأ يقلب لقي اشكال هنسية مش مكعبات، والاصعب. ان ليه قوام غريب...
مصعب بملامح متقززة: ايمان شيلي الطبق انا فاضلي دقيقة ومعدتي تقلب شيلي...
ايمان بعصبية: الله بقي انت لسة دوقته. طب جربه...

مصعب برفض: ننننننعم. اجرب ايه. مجنون انا اياك، علشان اضحي واجرب العك ده، وربنا مايحصل، ثم انا اصلا عارف شكله وطعمه. بس القلقاس بتاع امي، مش. ودور وشه بأرف، مش استغفر الله العظيم اللي انتي عاملاه ده...
ايمان بغضب: كدة طب اتفلق ووريني هتاكل ايه...
مصعب بقلة حيلة: بصي. هاتيلي طبق رز وشوربة وسلطة وربنا يعوض في القلقاس واللحمة، المهم تخلصي انا جعاان.
خرجت ايمان بالطبق وهي متعصبة من مصعب...

مصعب حط ايده على خده بدرامة: ااااه يا حوستي السودا، كان لازم اقولها تقول لامها بلاش تبعت اكل النهاردة وتعملي هي، اهي عملت. وطينتها، منك لله يا بعيدة. ده قلقاس حسبي الله فيكي...
خرجت ايمان بالرز وجابت الشوربة والسلطة. وقعدت.

مصعب اكل معلقة رز لقياه زي الحصي تحت سنانه. ومش مستوي. ودلع، غمض عنيه بغيظ وبصلها وابتسم بغيظ منها ومارديش يتكلم تاني، اخد معلقة شوربة لقاها شكلها محروقة وطعمها مش حلو، غمض عنيه وهو بيدعي عليها في سره، ربنا يسامحك يا ايمان يا بنت فتحية، اخد معلقة سلطة لقي طعمها غريب، و مش مقبول، والخضار متقطع بشكل غريب فيها، ساب الاكل وهو بيكتم غيظه. وبصلها وابتسم بتوعد.

مصعب: الا قوليلي يا ايمان يا حبيبتي، هو انتي مش من وقت خطوبتنا يجي من سنة كدة. وكمان قبلها دايما تقولي انا طباخة شاطرة، انا اكلي لا يعلي عليه، انا انا. انا، صح كدة ولا انا غلطان!؟
ايمان بتوتر: ايه، ااااه. ااايوة صح. مما. ما انا عملتلك اكل اهو في ايه بقي.

مصعب بيكتم غيظه منها: اممم. اوأتي ومأمأتي، واتهرشتي، يعني انا اتغفلت واتضحك عليا، وطول السنة اللي اتخطبنا فيها دي كنت باكل اكل امك وتفهميني انك انتي اللي عملاه. صح.!؟
ايمان بإحراج: لا لا. طبعاا كنت بعمل معاها واساعدها، بس. بس انا بعرف اعمل اكل وعادي ايه يعني الاكل النهاردة مش مظبوط شوية هعوضك بكرة.

مصعب اتنهد بغيظ منها: عارفة يا ايمان لو كنتي صادقة معايا من البداية. وقولتيلي مابعرفش اطبخ كنت عذرتك وتفهمتك وصبرت عليكي لانك واضحة مش غشاشة، وكون انك مش بتعرفي وتتعلمي علشاني. ده في حد ذاته جميل ويسعدني، لكن اللي انتي عملتيه ده اسمه غش يا هانم. افهم انتي ليه دايما بتكدبي. وانا حذرتك كتيير اني بكره الكدب.

ايمان بضيق وعصبية: يووووه. ايه بقي. كل ده علشان بطنك فيها ايه اني لسة بتعلم ايه الدنيا طارت هتزلني بقي ولا ايه.
مصعب بصلها ورفع حاجبه وابتسم يسخرية: ههههه. ايه ده.
انتي كمان صوتك بيعلي وبتزعقي. اومال فين الهدوء والصوت الواطي والهمس. ايه كله تمثيل، وكمان لسة بتتعلمي ده ماكنش كلامك الاول، كلامك انك شاطرة وبتعرفي كل حاجة. ايه كل ده كدب علشان الزبون يلبس صح مش كدة.

ايمان انفعلت وبكت: كدة! كدة يا مصعب. انا كنت بلبسك فيا. اخس عليك ليه يعني. كنت بايرة ولا مش لاقية عرسان، كل ده ذنبي اني بحبك، ربنا يسامحك.
وسابته إيمان ودخلت اوضتها. ومصعب اتنهد بغضب. من ايمان وكدبها عليه. وخداعها ليه. ومن نفسه انه انفعل عليها وجرحها بالشكل ده. خصوصا انها لسة عروسة من كام يوم، قام ودخلها ولقاها دافنه وشها في المخدة وبتعيط، ابتسم وقرب منها وحضنها بمشاكسة...

مصعب بهمس: القمر زعلان مني انا عارف، حقك عليا يا موني. ما كنتش اقصد اجرحك.
ايمان لفت ليه بغضب مصتنع وهي بتمسح دموعها: يا سلام، تسمعني كلام زي السم وبعد كدة تيجي تضحك عليا بكلمتين. هبلة انا ياخويا...
مصعب ضمها لحضنه وهو بيبوسها بجرأة: ايوة طبعااا اضحك عليكي. وهو حد يقدر يضحك عليكي غيري. ده انا مصعب ابو الصعاب، ثم ايه يا خويا دي. هو فيه اخوات يحصل بينهم اللي بينا ده، ولا ايه يا عروسة.
ايمان: ههههههههههه، انت عايزني انسي اللي عملته واصفي وانا لسة زعلانة منك.
مصعب بيقربها اكتر: بصي هو انتي غلطانة مافيش كلام علشان خبيتي عليا حاجات كتيير. وده سبب زعلي منك. وانفعالي عارفة لو كنتي صريحة من الاول. كنت تقبلت ده. بس مش مهم، انا معاكي وهصبر عليكي تتعلمي فيا، بس المهم اننا نكمل اللي كنا بنقوله الصبح...
ايمان بدلع: اممم. اللي هو ايه بقي!

مصعب ابتسم وهو بيفتح الروب بتاعها بهدوء. ويبعده عنها وبهمس: المرافعة اللي بدأتها الصبح، والحكم عليكي بالاعدام...
ايمان ابتسمت: هتموتني.!؟
مصعب بيبوسها برقة وحنان: اهاه، انا خلاص موتك فيا، وقتلك بيا، واعدمتك في كل ساعة مرت علينا، بس بمزاجك وعلى هواكي...
ايمان: بتحبني يا مصعب بجد.

مصعب بصلها بغموض واتنهد. وابتسم بحيرة: طبعاا بحبك، وبطلي كلام بقي ورغي، انا جعاااان والغدا انضرب ألنهاردة بسببك، يبقي عوضيها بقي ولا ايه...
ايمان: هتكلني انا بدل الغدا اللي باظ.
مصعب بحماس: انتي بس بطلي رغي وانا هاكل واشبع...
في بيت العروسة هناء.
العروسة جميلة وشكلها هادي واهلها مرحبين بحذيفة واهله بشدة وبالنسبة ليهم ده حلم ان حذيفة يتقدم لبنتهم، وتقريبا اتفقوا على حاجات مبدأية لو حصل قبول بينهم...

بس حذيفة معاهم بجسمه بس. لكن قلبه وعقله معاها اللي وحيدة في البيت. قلقان عليها وخايف. مش متعود يسبها لوحدها، ووالد العروسة بيكلمه وهو سارحان
عامر والد هناء: مش كدة ولا ايه يا شيخ!
حذيفة انتبه ليه وبحرج: احممم. اسف حضرتك كنت بتقول ايه.
فريدة: ههههههههه. ايه يا شيخ هي العروسة كلت عقلك بجمالها ولا ايه.
حذيفة اتنهد بغيظ من احراج امه ليه وبصلها تبطل تحرجه. والتفت لوالد هناء.
حذيفة: ايوة معاك اتفضل.

عامر بسعادة: كنت بقول ان مافيش فرق مين يجيب. ومين يشيل ايه. احنا خلاص بقينا اهل، واحنا كفاية اننا هناخد راجل زيك يا شيخ انت تشرف اي حد.
حذيفة بتواضع حقيقي لكل المدح ده: ربنا يعزك والله. انا كا استاهلش كل ده، ده من زوق حضرتك، ببس معلش فيه نقطة اخيرة محتاج اوضحها علشان بعد الاستخارة بتاعتي وبتاعة الانسة هناء لو يعني حصل قبول ونصيب.
وفاء والدة هناء: خير يا شيخ اتفضل قول...

حذيفة: اكيد انتم عارفين. وكمان. الحاجة كلمتكم عن چوري. چويرية.
وفاء بضيق: ااااه، مش البنت اليتيمة اللي انتم بتربوها...
حذيفة اتعصب من طريقتها و حس انها تقصد بيها اهانة لچوري.

حذيفة: چوري ايوة يتيمة. وده حكم وقضاء ربنا بيكتبه على اي حد بيختاره، بس هي بالنسبة لينا مش مجرد بنت بنربيها وخلاص، دي حتة مننا وصاحبة بيت. يعني مش ضيفة ولا حمل ولايمكن تمشي منه ولا تفارقنا، ده اهم شرط عندي، كمان اتمني من الانسة هناء. لو حصل نصيب بينا، تعاملها بحنان وبما يرضي الله. لاني مستحيل اتقبل حد يأذيها او يجرحها بكلمة حتي.
هناء بصت لوفاء والدتها ولوت شفايفها بضيق وزهق، وغمزتها بتوعد والصبر.

عامر: طبعاا يا ابني ما فيش مشكلة. ربنا يقدرك على تربيتها، و يفرحك بيها وانت بتسلمها لعريسها...
حذيفة عقد حاجبه بعصبية وبينه وبين نفسه: لا اله الا الله. ربنا ما يسمع منك، قال اسلمها بإيدي لعريسها قال، هو انا ملاحق على اللي انا فيه، لما كمان تتجوز. وانا اتجنن...
الحاج بلال: طيب ان شاء الله خير، تحبوا تيجوا تتفرجوا على الشقة امتي...
وفاء بإندفاع: اي وقت يا حاج، الوقت اللي يعجبكم. يارب حتى من بكرة.

حذيفة اتحرج من والده وهو بتردد: ايوة يا حاج بس، بس احنا لسة هنستخير وبعد كدة ربنا يعمل اللي فيه الخير...
فريدة بحرج من حذيفة ورده: احممم. ووماله مايجراش حاجة، هما يشرفونا من غير حاجة، ان شاء الله احنا بكرة هنستناكم نتغدا سوا كلنا والعروسة تتفرج على الشقة وكل اللي تطلبه هيتغير ويتعمل اللي تقول عليه. وان شاء الله خير. انا قلبي بيقولي هما الاتنين هيتستخيروا ويرتاحوا لبعض...

هناء بتبص لحذيفة بإعجاب، ومبسوطة انه اتقدملها، كتير من معارف والدته وجيرانها. بيتمنوا ان حذيفة يخطب واحدة من بناتهم، وهي جواها انتصار انها هتفوز بيه.
حذيفة بيبص في ساعته ومتوتر ووشوش والدته: امي كفاية كدة، نا تنسيش ان چوري في البيت لوحدها...
فريدة بهمس: يووووه عليك، انت من ساعة ما دخلنا وانت بتفرك وعايز تمشي، يا ابني بص في وش البنت لله، ختي تقعد كلمها كلمتين جبران خاطر...

حذيفة بضيق: امي هتقومي. ولا اقوم انا واقومكم معايا، انا بجد متعصب.
فريدة بحرج انهم ياخدوا بالهم ولا يسمعوهم. ابتسمت: خلاص. خلاص
هنقوم اهو، وقامت معاه وقومت الحاج بلال. ههههه. معلش بقي يا جماعة نستاذن احنا وان شاء الله منتظرنكم بكرة بأمر الله.
وفاء حضنت فريدة بسعادة: حبيبتي.
نورتينا والله، والشيخ حذيفة. مكسب لينا والله.
فريدة: ربنا يخليكي ويارب نفرح بيهم عن قريب...
حذيفة اخد امه وابوه وخرج في ثبات من غير ما يبص لهناء، وهي كانت متغاظة. وبعد ما خرجوا...
هناء: حذيفة ده شكله تقيل بزيادة يا ماما، وهيتعبني معاه. ما كلنا ملتزمين. بس هو محبكها اوي، ده ما بصليش مرتين على بعض، مع ان دي رؤية شرعية يعني حقه يشوفني كويس ويحقق فيا وانا كمان ابصله كويس...

وفاء: بزمتك ده محتاج تبصيله كويس. طب ده عليه هيبة كدة وعزة سبحان من خلقه، ولعلمك الراجل التقيل ده اللي كل الناس بتعمله حساب، بيبقي مع مراته ايه، زي العجينة. خصوصا لو حلوة زيك، اسمعي كلام امك، المهم تعالي نشوف هتلبسي ايه بكرة لما نروح عندهم.

هناء ابتسمت: عندك حق، انا اصلا مش محتاجة استخارة كمان. اانا موافقة عليه من قبل ما يجي، اول ما عرفت ان مامته كلمتك، ماكنتش مصدقة نفسي، ده مافيش بنت الا ونفسها حذيفة يخطبها، واخيراااا هيبقي من نصيبي انا، اااه يا ماما فرحانة اوي اوي...
رجع حذيفة البيت مع والده ووالدته. بس البيت هادي وچوري نايمة كان نفسه يشوفها قبل ما ينام بس دخل شقته وفضل طول الليل سهران بيفكر، يا تري الخطوة دي صح ولا غلط.!؟

هو مستعد ليها ولا لا!؟
هيقدر يعيش مع واحدة غيرها!؟
طب هي هيعمل معاها ايه! هيقدر ينسي مشاعره دي. ويسبها تعيش بعيد عنه! هيقدر يجوزها راجل غيره!؟
تعب من كتر التفكير والهموم دخل ينام، وطلع النهار. وچويرية بلغت فريدة انها مش هتروح المدرسة لانها تعبانة، وهو قلق عليها اكتر، وخصوصا انها مش بتخرج تكلمه خالص...

مرت الساعات وجت هناء العروسة ومعاها والدها. والدتها، وقعدهم وحذيفة فضل ان هو والده ووالد هناء يقعدوا في شقته ويتغدوا هناك، ووالدته وهناء ووالدتها وچوري يفضلوا في شقتهم. ويتغدوا سوا علشان كلهم يبقوا على راحتهم، وفعلا ده اللي حصل بس فريدة دخلت لچوري تطلب منها تخرج تسلم على هناء ووالدتها، بس كانت متوقعاها زعلانة لسة و مش هتخرج، بس اندهشت من شكلها، چوري لبست بنطلون چينز ضيق جداااا وبلوزة قصيرة وشعرها البني والناعم سايب زي خصل الحرير وحطت روچ وشكلها يجنن ويخطف العين...

فريدة بإعجاب: اللهم بارك. ايه يا چوري ده، لا لا يا بنتي لمي شعرك ده يسترك، العين وحشة، انا خايفة عليكي...
چوري بثقة وتوعد: ما تخفيش يا مامتي انا هبقي كويسة، هبقي ارقي نفسي قبل ما اخرج، المهم شكلي حلو...
فريدة: ههههههههههه. زي القمر في تمامه، بس براحة كدة العروسة هتغير من اخت العريس.
چوري عقدت حاجبها من كلمتها: بس انا مش اخته.
فريدة بعدم فهم: يعني ايه، مش فاهمة...

چوري بخجل وحرج: احمم. لا لا مافيش يا ماما. المهم ياللا نخرجلهم...
خرجت چوري واول ما وفاء وهناء شفوها تنحوا وبصوا لبعض...
وفاء بهمس: يا لهههوي. هي دي البت اللي بيحكوا عليها، دي زي فلقة القمر...
هناء بغيرة وغيظ: مش اوي، هي بس اللي فرحانة بسنها عيلة...
چوري سلمت عليهم بدلع: اهلا بعروسة ابيه حذيفة، ازيك يا طنط...
هناء بغيظ: طنط! مين دي اللي طنط، انا لسة صغيرة على كدة، قوليلي يا هناء.

چوري بتتعمد بضايقها: لا لا عيب. فرق السن له حكمه. لازم لقب. وحلو طنط، ولا اقولك يا ابلة.
وفاء. بضيق: عادي يا حبيبتي انتوا اخوات، اي حاجة...
فريدة: طيب تعالي يا چوري معايا نجهز الاكل.
وفاء: روحي يا هناء ساعدي ماما فريدة...

چوري بجدية: لا معلش خالي طنط هناء مرتاحة، انا هساعد ماما، انتظ مهما كان ضيوفنا، وطنط هناء لو ربنا يعني اراد واتجوزت ابيه، هتبقي ماما فريدة طنط فريدة، دي مامتي حبيبتي ربنا يخليهالي، عن اذنكم...
فريدة ضربت چوري في دراعها واخدتها المطبخ...
هناء بغيظ: شوفتي! شوفتي الشبر ونص دي بتتكلم ازاي، دي ارشانة ولا اللي عندها 40 سنة، بت عايزة قطع لسانها.

وفاء بتوعد: ششش وطي صوتك. سيبك منها بكرة نشوف مين اللي هتبقي ست البيت ده. انتي ولا هي.
في المطبخ، فريدة: . وبعدين يا چوري انا كدة هزعل منك، بلاش طريقتك دي، كدة جوازة ابيه هتبوظ بسببك يرضيكي كدة.
چوري بأسف: ااانا، انا مش قصدي بس هما اللي مش مريحين. والعروسة دي دمها تقيل على قلبي رخمة اوي.
فريدة بضيق: چوري انا مش بحب ازعلك. بس يا بنتي كدة ما ينفعش. انا بحبك اه، بس بحب حذيفة كمان ونفسي ومني عيني يتجوز واشوف ولاده، ولو الجوازة دي باظت بسببك انا هزعل منك اوي. اهدي وبلاش لاماضة علشان خاطر ماما. ممكن.
چوري بتحبس دموعها: حاضر يا ماما. اوعدك مش هتكلم تاني ولا هنطق. اسفة.

فريدة ابتسمت: ايوة كدة. هي دي بنتي حبيبتي المطيعة. ياللا هاتي معايا الاطباق دي نجهزها برا في الصنية الكبيرة علشان حذيفة يجي ياخد اكلهم.
چوري هزت راسها بحزن وخرجت معاها الاطباق، وخرجت فريدة وفتحت الباب وندهت لحذيفة ياخد الاكل وهو بيقرب كانت چوري خارجة من المطبخ وبتعدل شعرها وشافته وهو عنيه سرحت في عنيها. وشعرها وكل تفصيلة فيها، قلبه رقص من الجنون...

حذيفة: ماشاء الله، مش ممكن دي چوري، ااااه منك هتعملي ايه فيا تاني اكتر من كدة، براحة عليا.
چوري بصتله بحزن ودخلت جوا بسرعة وهو انتبه لأمه وبحرج: احممم امي ابقي خالي بالك لحد. يشوف چوري بالغلط والد هناء هنا قوليلها تلبس حاجة وتغطي شعرها...
فريدة: يا اخي سيبها ما احنا ستات سوا، وخاليك انت بس في عروستك...

حذيفة بص على مكان ما كانت واقفة وافتكر شكلها وابتسم: عروستي، يارتها عروستي، ياللا هنخلص غدا ونندهلكم علشان توريهم الشقة. ربنا يسامحك دبستيني. هو اصلا انا لسة اخدت وقتي ولا استخرت...
فريدة: هههههههه. يا خويا وفيها ايه يعني، اهو كله تعارف. روح انت بس ودلهم الاكل.

دخل حذيفة وقعد مع والده وعامر وهما بياكله بس هو صورتها مش رايحة من باله، غمض عنيه وابتسم: مجنونة، ايه اللي هي عمالاه ده بس، بس ماشاء الله عليها، ولا الاميرات، ااااه من جمالك يا چوري ده، هيطمع
فيكي الكل، استغفر الله ياربي هو انا ناقص يارتني ما شوفتها كدة...

وبعد الاكل كلهم دخلوا شقة حذيفة واتفرجوا عليها بس چوري في اوضتها دخلت وقعدت لوحدها، وبعد ما شافوها وكلهم عجبتهم، خرج الحاج بلال وفريدة وعامر للشقة التانية يكمولوا كلام، وحذيفة كان جوا و فاء وهناء فاكرينه خرج معاهم. وانهم لوحدهم، وسمعهم بيتكلموا عن چوري.
وفاء: اسمعي البت المضروبة دي عايزة تتربي. دي شكلها متدلعة عليهم وهما بيسكتولها...

هناء بغيرة: دي بنت عايزة حش رقبتها، شوفتي بتتمايص ازاي، دي عاملة ايه معاه بقي، شكلها مش سهل ابدااا.

وفاء: ولا احنا ساهلين، ومش حتة بت مفعوصة زي دي هتقف قصادنا، انتي بس تتجوزية ورجلك تثبت هنا ويادوب بس تحملي في حتة عيل، تقفي وانتي مالية ايدك. وتقوليله يا انا واللي في بطني يا هي. ووقتها هيختارك انتي وابنه. مش هي، وهي تغور بقي عند اهلها لو ليها اهل او في اي داهية، دي مصروف عليها شئ وشويات من وقت ما ربوها، ولسة ثانوية عامة وجامعة. وجواز، ايه ده كله انتي وعيالك في المستقبل اولي بكل ده...

هناء بوعيد: طبعااا. ككمان انا مش مرتحالها البت دي، دي زي القمر تخيلي كدة تفضل تكبر قصاده وتحلي في عينه تبقي مصيبة.
وفاء: ما تقلقيش مش هتلحق. المهم تعالي معايا نروحلهم بقي...

خرجت وفاء وهناء وحذيفة بيغلي من الغضب والغيظ منهم ومن شرهم، هو كل واحدة تيجي عايزة تخلص منها ليه كدة. اقسم انه ما هيتتم الجوازة دي ولا هيتجوز اصلا وهو هيعرف يتماسك يصونها في عينه من غير اذي. وخرج ودخلهم وبعد شوية هما استأذنوا ومشيوا، وبعد خروجهم، چوري لبست حجابها وخرجت وهي خارجة لقت حذيفة بيهمس لوالدته.
حذيفة: امي تعالي عايزك في كلمتين في الشقة التانية.
فريدة: خير فيه حاجة يا ابني.
حذيفة بقلق: لا مش هينفع هنا، تعالي هناك مش عايز چوري تسمع.
فريدة بفضول: حاجة تخص العروسة!؟
حذيفة بضيق: ايوة يا ستي حاجة تخص العروسة. يالا بقي قبل ما چوري تخرج.
خرج هو ووالدته ودخلوا الشقة التانية علشان حذيفة يحكي لامه اللي حصل وفضل يعمل كدة، علشان احساس چوري وما اسمعش اللي اتقال عليها...

بس چوري فهمت عكس كدة، فضلت تبكي بكسرة ووحدة، افتكرت انه عايز يخلص منها علشان العروسة وكمان كلام فريدة ليها في المطبخ. انها سبب في تأخير جوازة حذيفة لحد دلوقتي وانها دايما بتبوظ اي جوازة، كل ده وجعها وبتصرف طفولي برئ لبسة هدومها واخدت هدوم ليها في شنطة مدرستها وخرجت بهدوء ونزلت...
حذيفة خلص كلام مع امه: ده اللي حصل منهم. المهم بقي يا امي من فضلك نأجل شوية موضوع الجواز ده وسبيه بظروفه.

فريدة بحزن وخيبة امل: لا اله الا الله، واخرتها ايه. هو انت يا ابني دايما حظك قليل كدة...
حذيفة ابتسم: ادعيلي انتي بس وانا بإذن الله قدري هيبقي مرضي من عند ربنا، ياللا روحي ارتاحي بقي. انتي تعبتي اوي النهاردة. ربنا يديم عليكي الصحة والعافية.
فريدة ابتسمت: ويخليك ليا يارب، ومين عارف يمكن ربك بيدبر كل ده علشان يحفظك وينقذك من اي شر وسوء...
حذيفة: اللهم امين. ياللا يا امي روحي ارتاحي...

خرجت فريدة ودخلت شقتها وبعد شوية ندهت على حذيفة بصوت عالي وبتبكي.
حذيفة خرجلها بسرعة وخوف: مالك يا امي في ايه.!؟
فريدة بخوف: چويرية، چوري مش في البيت. ولا في اي حتة وواخدة هدوم ليها وشنطة مدرستها مش موجودة، البت طفشت يا حذيفة طفشت، اااه يا مراري. انا السبب. انا السبب. ضايقتها واتهمتها انك السبب في فركشة كل جوازة، انا السبب. حبيبتي يا بنتي، يا تري روحتي فين. يا قلب امك.

حذيفة بيستوعب اللي سمعه، قلبه هيخرج من الدق والخوف، عقلة هيطير فكرة فيه كل الافكار السيئة والوحشة...
حذيفة بصدمة: انتي يا امي! ليه كدة حرااام عليكي، دي عيلة ذنبها ايه، ما كفاية اللي شافته من الدنيا. جاية تحمليها ذنب غيرها، يا تري راحت فين. يا تري جري ليها ايه. الله يسامحك يا امي. الله يسامحك.
فريدة بدموع ورعب: ربنا يستر، يارب سلم. يارب احميها، دي فيها الطمع. يارب احفظها يارب. دي غلباانة.

حذيفة بجنون: ااانا، اانا هنزل ادور عليها...
حذيفة نزل واخد عربيته وكلم مصعب يساعده ومصعب كمان نزل يدور عليها، وحذيفة سايق عربيته في كل الشوارع اللي حاوليهم. ودمعة عينه نزلت بوجع وخوف...

حذيفة: حبيبتي، حبيبتي يا چوري. يا تري روحتي فين، وعملتي ايه، يارب. يارب رجعهالي. يارب بلاش تعاقبني فيها. اقسم اني ححافظ عليها مش هضيعها ابداااا. بس ترجع. ترجع لحضني، انا مممكن اموت لو جرالها حاجة. مش هتحمل، يارب انت عالم بيا مش هتحمل.

فضل حذيفة يدور ومصعب كمان وحتى بلاغ في اي قسم شرطة لازم بعد مرور 48 ساعة، حذيفة بعد جهد كبيير صلي الفجر ورجع البيت هيتجنن. هيموت من القلق. وهو داخل العمارة ولسة هيطلع سمع صوت انين وبكاء مكتوم. وبص في الضلمة جوا بعيد. وقرب قلبه انخطف وشافها قاعدة ضامة نفسها بتبكي ما قدرش يمنع نفسه وجري عليها وشدها قصاده...
حذيفة دمع: كنتي فين يا واجعة قلبي حرااام عليكي انا عقلي طار مني.

چوري بتبكي بضعف وانكسار: انت زهقان مني علشان تعبت مني وعايز تتجوز هناء، وماما بتتهمني اني ببوظلك كل جوازة اني سبب تأخيرك، ااانا ما حدش بقي يحبني ماحدش عايزني، قولت امشي واريحكم مني. وفضلت امشي في الشوارع. مش عارفة اروح فين ولا لمين، والوقت اتاخر والناس بتبصلي بطريقة تخوف. وبكت اكتر برعب، خوفت منهم يا ابيه غصب عني. رجعت هنا وفضلت قاعدة مش عارفة اروح فين، قولي انت اعمل ايه.

حذيفة بكي بوجع على حتة من قلبه بتتمزع قصاده بضعف وضياع. ومن غير تفكير ولا ثانية ضمها لحضنه بقوة...
حذيفة بيضمها نفسه يفضل ضاممها من الدنيا والايام: كل ده لوحدك، انتي غبية. غبية، ده بيتك ومكانك، ترجعي طبعااا لحضني. حضن ابيه حبيبك، اوعي، اوعي تعملي كدة تاني اوعي. توجعي قلبي كدة فاهمة. اوعي يا چوري.
چوري اتمسكت بيه بضعف وبكت اكتر: يعني مش عايزني امشي، انا مش سبب كل.

مشاكلك، انا ماليش غيركم ولا ليا غيرك يا ابيه. ما اعرفش حد. انا بحبك اوي. اوعي تسبني بالله عليك.
حذيفة اتنهد بحيرة وخوف: اااااه منك ومن جنانك، اسيبك ايه بس. حد بيسيب روحه، انتي بقيتي انا وانا انتي. وخرجها من حضنه بهدوء وضم وشها وابتسم. قوليلي بس دلوقتي مين اللي هيتحمل ذنوب الحضن ده. والنظرة في عنيكي كدة، قوليلي يا مصيبة حياتي...

چوري ابتسمت ببراءة ومسحت دموعها: هههه. اانا اخدهم بدالك، انا مايهنش عليا تعمل حاجة تأذيك. بس غصب عني. كل اللي كنت بفكر فيه. انا خايفة ولوحدي انت يا ابيه عايزة استخبي في حضنك. انا ماليش حد غيرك...
حذيفة ابتسم وباسها من جبينها: ولا انا ليا غيرك يا حبيبتي، چوري حبيبتي. لو بتحبي ابيه ومش عايزة تزعليه افهميني كويس...

انتي حتة مني ومن البيت ده. ومستحيل اتخلي عنك ولا ابعدك عني. ولا اتضايق منك، انا وانتي هنفضل سوا لاخر العمر. بس ابوس ايدك وبالله عليكي ساعديني. لا انا غضب ربنا ولا انتي كمان ممكن.
چوري ابتسمت وهزت راسها: حاضر قولي اعمل ايه وانا اريحك...

حذيفة ابتسم واتمهد: اهم حاجة بالله عليكي تحافظي على نفسك. من اللمس اياكي تقربي مني تاني انتي بتكبري وده حرام، والحضن اللي لسة حاضنهولك ده ربنا يسامحني عليه من خوفي عليكي، بس بعد كدة مافيش. حضن مافيش لمس، وتتحملي التغير اللي بيحصل ليكي وليا، المهم انك تتأكدي انك عندي اغلي من اي حد واي حاجة. وانك آمنة ابوكي وامك امنوني عليكي وانا لازم احافظ عليكي، مفهوم يا چوري
چوري ابتسمت: مفهوم يا ابيه.
حذيفة: اخر كلام، مش هعيده تاني. واياكي اللي حصل ده يتكرر تاني مافيش بنت متربية ومحترمة تسيب بيت اهلها فاهمة يا چوري
چوري بصت في الارض بأسف: اسفة مش هتتكرر.
حذيفة: طب ياللا بينا نطلع نطمن ماما والحاج. دول هيتجننوا عليكي.
حذيفة لسة هيطلع. لقي چوري وقفته
چوري: ابيه اخر حاجة. بس بالله عليك ما تزعقلي بص اخر مرة وهودعك.
حذيفة عقد حاجبه: يعني ايه!؟
چوري في غفلة باسته من خده بطفولية وطلعت تجري على السلم.

حذيفة اتفاجأ بيها وسهم. وبص عليها لما جريت وابتسم بقلة حيلة: . ااااه يارب مجنونة وبريئة وجميلة. طب اعمل فيها ايه بس.
وحط ايده على خده مكان بوستها واتنهد: ده هيبقي عشق مابعده عشق يا چوري، بس اقسملك. انك هتبقي ليا بكرة بعده. المهم انك بتاعتي. چويرية ليا...
اولا حبايبي شكر كبيير من قلبي ليكم، ولكل كلمة وكل كومنت وكل رييو بيوصلني منكم، جروب غوالي ده مابقاش مجرد جروب لا ده بيت عيلة كبيير بيجمعني بيكم، كل يديو بيوصلني منكم وبشوفه بيفرحني ويسعدني بجد، تسلم ايديكم كلكم حقيقي، والعذر منكم بجد. لاني مش بلحق ارد على كل الرييوهات. بس الاكيد بقرأ كل الكومنتات معها بلغ عددها سواء على الجروب او اللبيدچ. وكمان الجروبات التانية اللي بتنشر بدخل واشوف التفاعل والاراء. بس الاولوية لغولي بصراحة. ربنا يخليكم ليا واقدر اسعدكم دايما...

حاجة مهمة كمان. انا عموما مش بحدد تواريخ للسنين ولا بأرخ لفترات زمنية معينة، انا بكتب في المطلق لا بقيد نفسي ولا بيقدكم معايا بفترة زمنية معينة، يعني مش بقول بداية القصة كانت سنة كام، وده افضل، كمان اي اغنية انا استخدمتها في اي رواية قبل كدة، مالهاش علاقة نهاااااائي بوقت وتاريخ الاغنية والرواية، زي ما قولت ده مش توثيق للاغاني. يعني انا بختار الاغنية علشان الكلمات اللي بتخدمني في المشهد. فاماحدش يقولي هي الاغنية دي كانت موجودة فيه ونزلت فين والكلام ده. تاني واخيرا، انا بدخل اغنية. او كلمات لما بكون محتاجالها وبس. ومالهاش دعوة بتواااااااريخ. ياريت نفهم ده، ...

من اليوم اللي حذيفة قفل فيه باب الجواز والارتباط، واللي اعترف لنفسه وصدق قلبه فيه انه حبها وعشقها، وانها بالنسبة ليه مش چويرية الصغيرة وبس. لا. دي حق مكتسب، ملكية خاصة وحصرية لحذيفة وبس، ممنوع ومش مقبول انها تكون لغيره، مصيبة حياته زي ما بيلقبها دايما، الليلة دي كانت نهاية مرحلة حيرة وقلق احاسيس متلخبطة. لمواجهة الحقيقة والاعتراف والوقوف قصاد مرايا الحقيقة، حذيفة وقتها قوي قلبه واستعان بالله، وبدأ يحتفظ بحبها لنفسه ورجع التعامل بينهم ياخد شكل متحفظ اللي حدا ما، لكن اوقات يغلبه الحنيه، اوقات تغلبه الحيرة، اوقات يغلبه الشوق والوجع، ويوم عن يوم. وشهر عن شهر، وسنة عن سنة، وچوري بتكبر وحذيفة كمان، بس كمان مش العمر والسنين اللي بتكبر وتغير الملامح وبس. لا كمان القلوب والعقول بتكبر، چويرية برغم انها مازالت في مرحلة مراهقة، الا انها يوم عن يوم قلبها بيكبر ومشاعرها بتوضح، وحب حذيفة بيظهر جواها زي نور الشمس، ما فهوش ظلام ولا حيرة، باين وساطع وواضح، كل يوم تحبه اكتر، كل يوم تتعلق بيه اكتر، بس الغريب انها لما كبرت شوية خجلها زاد منه، الاول كانت صغيرة ومتهورة بتتصرف بحب وقلب طفلة، دلوقتي كبرت واتأكدت انها بتحبه حب مختلف حب حبيبة وعاشقة، طول الفترة دي تعاملهم كان فيه تفاهم لكل الحدود اللي بينهم واللي حطها ووضحها حذيفة لنفسه قبلها، بس لسة بيوصلها كل مكان، لسة بيخاف عليها تتكلم كلمة او تتنفس نفس قصاد غريب، ولسة كل ما تكون جنبه او قصاده قلبه يدق ونفسه يتحبس. وروحه تروح منه ليها...

چوري اصبحت في اخر سنة في ثانوية عامة، كانت بداية السنة الدراسة واولها، وچوري بتجهز نفسها علشان اول يوم في الدراسةهيبدأ تاني يوم. وكانت في اوضتها مع صاحبتها ضحي.
چويرية واقفة قصاد المرايا بتسرح شعرها.
ضحي قاعدة على السرير بتقلب في فونها ومشغلة اغنية بتسمعها.
چوري بضيق: الله يكرمك وطي الصوت لو ابيه بس سمع المزيكا هينكد عليا وعليكي.

ضحي بتأفف وطت الصوت: اهووو. خلاص اتهدي، انتي وابيه بتاعك، ده معقد وقفل اوي...
چوري بعصبية: انتي يا غبية اياكي تقولي عليه كدة تاني فاهمة، هو مش معقد هو بس مش بيحب يعمل حاجة حرام ولا غلط. يبقي من وجهة نظرك معقد. عارفة ان طولتي لسانك تاني عليه هعمل فيكي ايه...
ضحي بزهق: ششششش خلاااااص ايه هتاكليني علشان ابيه بتاعك. سيبك من كل ده، انا بجد فرحاانة ان الاجازة خلصت، والدراسة هتبدأ بكرة...

چوري بتلوي شفايفها بسخرية: تتنيلي فرحانة على ايه ده احنا هنتنفخ السنة دي، دي ثانوية عاااامة، عقاااب من ربنا. ربنا يعديها على خير...
ضحي: هو فعلا الدراسة هم وشر لابد منه، بس بيني وبينك ما انتي عارفة. احنا لا بنخرج ولا بنروح ونيجي، محبوسين في البيت، الدراسة هي المنفس الوحيد لينا، اهو بنخرج ونحضر دروس وكدة.

چوري ابتسمت: اتكلمي عن نفسك، انا ابيه كان بيفسحني ويخرجني في الاجازة، واتنهدت بحب. ربنا يخليه ليا، وكمان ما انا قولتلك سافرنا كلنا نصيف، بصراحة انا بعشق الاجازة والصيف والشهر اللي بنصيف فيه، علشان بيفضل معانا في نفس الشقة...
ضحي عقدت حاجبها بشك ومش مستوعبة وبتكدب نفسها وعايزة تتأكد: امممم. يا بختك، وتلاقيكي بقي كنتي في الراحة والجاية معكسات وشباب وايه وانتي اصلا بتمشي يتلموا عليكي زي النمل...

چوري بضيق: تؤتؤتؤ. ولا حد يملي عنيا، كلهم بيعدوا هوااا. انا قلبي وعنيا ما فيهمش غير واحد بس...
ضحي بفضول: چوري حبيبة مييين. حبيبة ضحي صاحبة عمرها، وهتحكلها صح، اعترفي يا خلبوصة بتحبي مين. انا شاكة في امرك من زمااان، ومستنياكي تعترفي...
چوري بحرج: ايه. لا لا مش هقدر.
ضحي بحايلة بتتنطط حاوليها: كدة، اخس عليكي وحياتي، وحياتي، قوليلي انا حبيبتك وسرك...
چوري ابتسمت وبتحذير: طب توعديني انه سر، وما حدش يعرفه ابداااا.
ضحي كتمت بقها بيقين: في بييير.
چوري قربت من الشباك بتاعها اللي مفتوح منه جزء صغير وبصت تحت وقصادها ورشة حذيفة. وكان واقف مع واحد بيتكلم معاه علشان عربيته بتتصلح، وشاورت لضحي بتقرب من غير صوت، وضحي قربت بتتسحب. وچوري بخجل شاورت على حذيفة، وضحي بصدمة بصتله تتأكد من اللي فهمته، وچوري ابتسمت بخجل وهزت راسها بأيوة هو ابيه حذيفة.

ضحي بدهشة وصوت عالي: يا نهههااارك اسود، بتحبي ابييييه حذيفة.!؟
چوري بسرعة كتمتلها صوتها بإيديها وبصت تحت شافت حذيفة بيتلفت زي مايكون سمع اسمه بيتنده. وسحبت ضحي بعيد عن الشباك بغيظ.
فضيحة ما اجبلك ميكريفون احسن وتسمعي الشارع كله، ايييه بقرة بتنعر.

ضحي بعصبية: انا! انا اللي بقرة يا متخلفة، انتي اتجننتي صح. بتحبي واحد قد ابوكي انتي بتفكري ازاي، ده هو االي مربيكي. ده بيعتبرك اخته ازاي بس انتي اكيد جري لعقلك حاجة.
چوري بغضب: اولا ابيه صغير مش قد ابويا، ثانيا ايوة بحبه. ومش ممكن ههحب غيره، قلبي بقي اعمله ايه، وده اللي كان مخليني اخبي عليكي اصلا علشان متأكدة انك مش هتفهميني.

ضحي بلوم: يا چوري انتي صاحبتي وبحبك. بس غصب عني، انا شايفاكم مش مانسبين لبعض خالص.
چوري بسخرية: والله، اومال ابقي مناسبة لمين، ل وائل مثلا.!؟
ضحي: وماله وائل بقي اهو شاب من سننا وزينا وبيحبك وهيموت عليكي.
چوري بتافف: ده عيل خايب وانا عمري ما بصتله ولا فكرت فيه، وياوما قولتلك تفهميه اني مستحيل ابصله ولا اكلمه...
ضحي: وكل الفترة دي بسبب ابيه حذيفة وانتي مخبية عليا صح!

چوري اتنهدت: ايوة علشانه. وكنت معاهدة نفسي ما اعترفش لمخلوق. بس انتي غير اي حد وهتحافظي على سري صح.
ضحي ابتسمت: طبعااا. انتي عبيطة مستحيل اقول لحد، انا بس كنت مصدمة. وابتسمت بخبث، بس ان جيتي للحق هو بعيدااا عن انه معقد ومحبكها، بس يجننن وجميل ورااجل كدة يملي العين...
چوري كانت ماسكه فرشة شعرها وضربت بيها ضحي بغيظ: ده انتي عايزاني اخنقك بجد، بطلي تتغزلي فيه يا بايخة.

ضحة: ههههههه. بتغيري يا بيضة. اااااه من الحب. ليكي حق. خافي عليه تيجي واحدة وتخطفه منك وتتجوزه. وانتي تغني. سابني وراااح...
چوري بغيظ ضربتها تاني: ربنا ياخدك عليكي وعلى فالك ده، بعد الشر يارب ما يتجوز غيري انا وبس، وابتسمت بحب. حذيفة ده ليا وبس وهغنيله حاجة تانية خاااالص...
ضحي بحماس اخدت الفرشة من چوري وادتهالها بدرامة: معاكي الميك سمعيني هتغنيله ايه!؟

چوري ابتسمت بثقة واخدت الفرشة وطلعت على السرير واستعدت كأنها على المسرح وبدأت تغني. (مغرمة نانسي)
معجبة مغرمة، انا بقي مش عايزة الا هو، مشيته همسته، نظرته بتحرك قلبي جواا...
وكملت برجاء وامل...
حد يقوله. حد يقوله اني بحبه الحب ده كله...
وبكسوف برئ. حد يحنن قلبه عليا انا مكسوفة اروحله واقوله...
وضحي طلعت جنبها وبتشجعها وترقص معاها، وهي كملت بهياام وحب.
ايوة خطفني بسحر جماااله. شوقي باينله وعيني قايلاله.

. خايفة ما كنش انا اللي في باله بعد ده كله...
حد يقوله. حد يقوله. اني بحبه الحب ده كله، حد يحنن قلبه عليا.
ونزلت چوري من السرير وقربت من الشباك وبصت على حذيفة بحب وكملت بهمس واعجااب. واستسلااام.
روحوا قلولوا بحبه وماله معجبة بيه ودايبة ومايلاله، واحدة وخلاص عاشقة وعايشاله عمرها كله...
وكملت بتصميم...
حد يقوله. حد يقوله اني بحبه الحب ده كله. معجبة مغرمة، انا بقي مش عايزة الا هو...

خلصت چوري وهي بتضحك هي وضحي بجنان...
ضحي: ههههههههههه. والله مجنونة.
چوري بغرور: طبعااا مش حبيبي الشيخ حذيفة. لازم اتجنن وبثقة، واجننه معايا كمان...

زي ما السنين عدت بحلوها ومرها على چويرية وحذيفة، كمان عدت بحلوها القليل ومرها وتعبها الكتير على مصعب، مصعب للأسف غلط لانه اتجوز بهدف الاستقرار وبس مش بدافع القبول والحب، ايوة مش كلنا بنتجوز عن قصة حب وغرام، بس على الاقل لازم يكون فيه ميل للشخص ده. مش شرط دقة قلب ولهفة بس يكون فيه اللي يخلينا في يوم نتحمل بعض، ويكون بينا مودة ورحمة حتى لو مافيش حب...

مصعب اتجوز ايمان جواز عقل. واللي كمان ده للأسف انخدع فيه، ايمان كذبت عليه كتيير واظهرت عكس شخصيتها وحقيقتها، طول الوقت كانت بتدعي حاجات مش فيها بتتدعي مواهب ماتملكهاش. والكدب زي ما بيتقال مالوش رجلين، وواحد زي مصعب كان عايز يستقر اتحمل وعدي وتغاضي كتيير. على سبيل الاصلاح بس للأسف ده ما حصلش، يمكن كمان الامور ساءت اكتر وايمان بقت ابشع، وللعلم ومن غير زعل ايمان زيها زي بناات كتيير بتتجمل في نفسها وشخصيتها بس لحد ما تتجوز وبعد كدة بتتخيل ان مهمتها انتهت. على الاقل بالنسبة ليها، ايمان يوم عن يوم وشهر عن شهر وسنة عن سنة بتتغير للأسوء. اهمال في نفسها وبيتها والاهم اهمال في مصعب نفسه، علاقة فاترة ميته مافيهاش احساس. زي بنات كتيير متخيلة انها خلاص ملكته ومش هيبص لغيرها، بس هي غلطانة، وزي ما قولتلكم قبل كدة، زوجك زي ابنك، ما تتخيليش انك هتحرميه من الاكل وتهمليه وهو يجوع ويطلب من غيرك الاكل وترجعي تلوميه. لا عذرااا معلش، شبعيه واملي عينه وبعد كدة يغلط لوميه وعاتبيه، مش وانتي حارماه وهاملاه. تقوليله طلبت اكل ليه. وانتي فين. وكنتي فين!؟..

في شقة مصعب رجع من شغله في المكتب بالليل. وكالعادة البيت مكركب وكل حاجة في مكان. وادم ابنه بقي سنتين بيلعب وايمان قاعدة بتتكلم في الفون مع صاحبتها وجارتها.
ايمان: ههههههههههه، لا يا شيخة. اممم وعرفتي كانوا بيتخانقوا لييه، اهاااه قولتيلي، ياللا سيبك منهم مالناش دعوة. انا مش بحب اجيب سيرة حد.

مصعب دخل وقعد بعصبية: لا يا شيخة بعد 3ساعااات نميمة. مش بتحبي تيجبوا سيرة حد، ده انتم هتتشوا في ناار جهنم انتم الجوز.
ايمان بتأفف: طيب يا اميرة يا حبيبتي انا هقفل دلوقتي علشان مصعب جه. وكالعادة جايب عافريته معااه. سلاام.
مصعب بغيظ: عفاريتي، اقسم بالله انا لو طلعتلك عفاريته يا ايمان هعفرتك، واوريكي الجنان شكله ايه. اتقي شري احسنلك.

ايمان بصوت عالي: ايييه بقي. كل يوم داخل خارج بصوتك ده، مالك بقي افهم عايز مني ايه!؟
مصعب بعصبية وقلب محمل وتعب وساكت. بس خلاص انفجر: عايز ايه! مش عارفة يا هانم عايز ايه، عايز اعيش مرتاح الكام ساعة اللي بدخلهم البيت، عايز اشوف الشقة دي نضيفة يوم لله، اشوفك انتي نفسك نضيفة ومهتمية بشكلك علشان الراجل اللي متجوزاه. اشوف ابنك ده مهتمة بيه، عايز اكل زي البني آدمين من ايد مراتي، مش شوية امك وشوية جاهز وشوية جارتك وشوية.
تجربي فيا عك ما يعلم بيه ربنا، ولو فضلت اعدلك يا ايمان مش هخلص.

ايمان بعصبية: يا سلااام. انت تصدق ما عندكش دم، اناني بجد، انت عايزني ايه خداامة ليك ولابنك، ما انا اهو خالتك اب وشايلة هم ابنك ايه بقي حراام ارتاح شوية.
مصعب بزهق: انتي دايما مرتاحة. انا مش بطلب المستحيل على فكرة. مش كل اللي بتتجوز وتخلف بتتحول لست مهملة بالشكل ده، ما ستات كتيير واخدين بالهم من نفسهم وبيتهم واولادهم، ويمكن اصغر منك كمان...
ايمان بعصبية: انت عايز ايه دلوقتي داخل تقول شكل للبيع...

حذيفة بيأس: تصدقي انا غلطان والله، مش عايز حاجة ولا هكلمك تاني اصلا في حاجة. انتي مافيش منك فايدة، ارجعي كلمي صحبتك وارغي وهاتي في سيرة الجيران والناس خاليكي مرتاحة...
ايمان: اووووف يا اخي انت ايه، صعبان عليك تشوفني بتكلم ولا اضحك مع حد، لازم تنكد عليا. افهم ناقصك ايه لكل ده، انت مكبر الموضوع على فكرة...
مصعب بيكتم غضبه وغيظه منها: انا هسألك سؤال واحد بس ابرك من كل الهري ده.

ايمان لوت شفايفها بزهق: نعم.
مصعب قرب منها وبصلها هي ولبسها بغيظ: انتي لابسة الهدوم دي من امتي!؟
ايمان بحرج: ايه، احمم. ليه يعني مالها!؟

مصعب ابتسم بسخرية: مالها!؟ الهدوم دي جيت لقيتك بيها امبارح. وكنتي بيها طول اليوم ونمتي بيها جنبي بالليل، مع اني طلبت منك تاخدي حمام وتغريها واتحججتي انك مش قادرة وعايزة تنامي، وسبتك، وفضلتي بيها النهاردة كمان ولسة بيها لحد دلوقتي، وشعرك ده ما افتكرش انك سرحتيه ولا جيتي جنبه، وياريت بس تشوفي ريحتك شكلها ايه. وابنك ده. تقدري تقوليلي اخر مرة غير هدومه امتي. ولا حمتيه امتي...

ايمان بكبر معاندة: اااا، اادم ماينفعش يستحمي كتيير بيتعب.
مصعب بسخرية: والله! اول مرة اعرف ان النضافة بتعي. وتتعب، العفانة وقلة النضافة. هي اللي بتجيب التعب والارف...
ايمان بضيق: انت انسان ماعندكش احساس علشان تكلمني كدة وتجرحني...

مصعب بإستغراب: انا بجرجحك! انا بس بقولك بعض الحقايق اللي انا عايشها معاكي، افتكري كدة كام مرة اتكلمت معاكي عن البيت ونضافته. قولتي مرهقة وهات حد يساعد، قولت ماشي خدي فلوس وهاتي حد يساعدك، حتى ده كسلانة فيه وهملاه ومطنشة، كام مرة كلمتك عنك وعن لبسك ونضافتك ك ست والمفروض انا ما انبهكيش لحاجة زي دي، بس غصب عني انتي ولا كأنك متجوزة، طب المفروض اعمل ايه اتعامل معاكي ازاي مش عارف انا بجد تعبت. تعبت...

ايمان بغيظ: لعلمك كل الستات كدة، اوعي تفتكر انهم كلهم رقصاات في بيوتهم كل. واحدة عندها اللي شاغلها...

مصعب: دي تبقي كارثة لو كلامك صح، بس انا عارف ومتأكد انهم مش كلهم كدة زيك، امي لحد النهاردة مع كبرها وتعبها الا انها بيتها زي الفل وهي نفسها نضيفة وانتي بتشوفي بتروحي عندها بتخدمك وتنضف ابنك، ما تديش لنفسك مببررات لتقصيرك، بطلي كبر ومعاندة بقي واعترفي انك مقصرة. فوقي، فوقي يا ايمان قبل فوات الاوان...
ايمان بصوت عالي: ااااه قول كدة بقي، انت شكلك شايفلك شوفه...

مصعب مسح وشه بغضب وجنون: الله يخربيتك يا اغبي خلق الله. والله انا استاهل ضرب الجزم اني معتبرك بتفهمي وبتكلم معاكي، اوعي. اوعي من وشي انا داخل اخد حمام ربنا يحرق دمك.
ايمان بضيق: روح. روح يا خويا استحمي يمكن تهدي شوية وانت زي الشعلة المولعة كدة...

مصعب مسك قبضة ايده بغيظ وجز على سنانه وهو نفسه يضربها بوكس يفش غله منها: ايوة يا بنت فتحية، هطفي الشعلة دي واهدي علشان دقيقة كمان وهولع فيكي، اوعي. اوعي يا تكفير ذنوبي انتي.

دخل مصعب الحمام وقلع هدومه ووقف تحت المياه بتعب: ااااه يارب. اعمل ايه بس، دي ست لا تطاق، اتجوز عليها ولا امشي في الحرم بس منك لله يا ايمان يا بنت فتحية، ربنا يسامحك على اللي بتعمليه فيا، يعني يا مصعب يا متخلف دوننا عن كل البنات في المكتب المحروق ده، ما تختارش غير ايمان بنت فتحية، ربنا يوكسك. اكتر ما انت موكوس...

خلص مصعب حمامه وخرج وكالعادة لقي الاكل جاهز مش بيتي ما اكلش. عمل شاي وخرج البلكونة كاعادته. وقعد يشرب سيجارة، ااااه، واخرتها ايه بس، يعني انا طول اليوم افضل احل مشاكل الناس وقضاياهم، وانا مش عارف احل مشكلتي وقضيتي، هونها يارب، وفضل وقت كبيير قاعد لوحده بيفكر وسارحاان
ايمان دخلته: ايه هتنام في البلكونة. مش جاي تنام بقي.

مصعب بصلها لقاها زي ماهي بنفس الشكل. ولا حتى فكرت تاخد حمام مجرد حمام بسيط وتغير هدومها. اتنهد بيأس وزهق وبص بعيد عنها: ادخلي نامي يا بنت فتحية وابعدي عني، لما احب انام هنام، ولعلمك انا هنام في الاوضة التانية. روحي نامي.
ايمان بلا مبلااال: براحتك نام مكان مايعجبك، اصلا كدة احسن مش بناخد راحتنا احنا الثلاثة على السرير. تصبح على خير.

مصعب غمض عنيه بضيق واتنهد: خير وانتي نصيبي وقسمتي طب ازاي، يارب يبعت الخير من عنده.
في بور سعيد...
في عيلة فاروق، الوضع كله اتغير، فاروق السنين اللي فاتت اتحسن شئ بسيط بدأ يتكلم بسيط لكن لسة النطق والحروف تقيلة، ولسة حالة الشلل مستمرة بيتحرك عن طريق كرسي متحرك، وطبعااا خلاص ما بقاش ليه علاقة بالشغل، كل الشغل بقي من نصيب عصام وخالد...
في محل من محلااات العيلة عصام مع خالد.
خالد بخوف: انتي مالي ايدك يا عمي من الراجل ده، ده مشروع مش سهل. ده شقي عمر وسنين...
عصام بثقة وطمع: طبعااا يا واد، ده راجل تقييل اوي ولعلمك بقي المشروع ده داخل كمان معانا فيه عضو مجلس شعب. يعني شغل على كبير...
خالد بقلق: بس انا مش مرتاح من تصفية المحلاات وكل الشغل كدة علشان نحط كل ده في مشروع ومكان واحد...

امجد ابن عصام دخل وقعد وابتسم بغرور: ايه يا عم خالد ما تجمد كدة. ده انا اللي اسمي اصغر منك قلبي حديد. انت مالك خايف ليه كدة.
عصام ضحك: ههههههههههه. قوله يا امجد، شوف امجد برغم انه لسة متخرج من الجامعة بس واد مصحصح وفهلوي وقلبه جامد...
خالد بسخرية: لا وانت الصادق.
ده ايده في الميا الباردة، ما اتمرمتش زينا ولا شاف اللي شفناه، كله جاله على الجاهز.

امجد بسخرية: واديني اهو جاتني الفرصة. وهشتغل معاكم. بس مش في التجارة والشغل الصغير ده. لا. الشغل الكبير اللي مع الكبار. اسمع انت الكلام واقنع عمي فاروق ببيع المحالات والاصول اللي عندنا...
خالد اتنهد بخوف من ابوه ورفضه: ححاول اقنعه يبيع، ربنا يسهل.

في شقة حذيفة، قاعد بيفكر وسارحان في معشوقته اللي مجنناه، حبيبته اللي مطيرة النوم من عينه، وبيفتكر حركاتها وضحكتها ابتسم، وسمع جرس الباب. راح وفتح وانصدم من اللي شافه، چوري قصاده في وقت متأخر زي ده والاكتر من كدة لابسة روب ناعم ظاهر كل منحنيات جسمها وكمان شفاف وشعرها مفرود وريحتها تسكر، قلبه دق وخاف وبلع ريقه بجنون.

مصعب: انتي، ااانتي ايه اللي جابك دلوقتي، وووايه االي انتي لابساه ده، ازاي تخرجي من الشقة وانتي كدة، انتي اتجننتي. امشي غطي نفسك.
چوري بخوف مصطنع دخلت في حضنه: ااانا حلمت حلم وحش اوي يا ابيه وخايفة، حتى شوف بترعش ازاي...
حذيفة بيتمالك نفسه ورغبته فيها اللي بتشتعل كل ثانية، غمض عنيه بتعب منها. : چوري انتي اتجننتي ابعدي. ابعدي ارجوكي...

چوري متمسكة بحضنه اكتر وقفلت الباب برجلها: تؤتؤتؤ. مش هبعد، انت عايزني في حضنك، وكمان اقرب اكتر واكتر، بس بتكابر صح يا ابيه...
حذيفة بيضعف وينهاار من تأثيرها عليه، ايده غصب عنه اتلفت على جسمها برغبة وضمها: انتي حاسة بيا. كنتي عارفة اني بحبك...
چوري ابتسمت بنصر: ايوة كنت عارفة عنيك كانت فضحاك، بس اللي ما تعرفهوش اني كمان بحبك، بحبك اوي. يمكن اكتر منك...

حذيفة رغبته فيها زادت وكل ذرة فيه مش متحملة تقاوم ولا تبعد، ضمها اكتر واكتر، وخرجها من حضنه بحنان وضم وشها بين ايديه وعنيه على شفايفها اللي بتفريه كل ما بتتكلم او تنطق اي كلمة. وشفايفه سابقته وداقت طعمها بنهم وجوع وفضل يبوسها بشوق ولهفة سنين وهي كانت مستسلمة لكل العنف المحبب ليها ده وهو مش قادر يبعد ولا يوقف اي هجوم عليها وفي لحظة شالها واخدها سريره وهو بيدوق طعم كل حته فيها، وهي في قمة جنونها وسعادتها، حذيفة قرب منها وهمس قصاد شفايفها: . اااانا مش قادر ابعد اكتر خلاص مش متحمل...

چوري ابتسمت بموافقة: ولا انا عايزاك تبعد. قرب يا حذيفة، قرب كمان وللنهاية.
حذيفة اتجنن اكتر من اثارتها ليه، وقرب اكتر واكتر.
حذيفة قام من نومه مفزوووع عرقااان وبينهج ومرعووب. وبيتمتم...

حذيفة: استغفر الله، استغر الله، لا اله الا الله، ايه ده، ده حلم ولا كابوس، قام من سريره شرب مياه وهو بياخد نفسه بتعب، ربنا يسامحك يا چوري. ربنا يسامحك، حتى في احلامي مش سايباني، جنان وتعب في النوم واليقظة، والله حرااام عليكي، نهايتي على ايدك، ااااه يارب، يارب ما تكتبها عليا ابدااا في الحرام، اللهم اغنني بحلالك عن حراامك واغنني بفضلك عن من سوااك...

يارب لو ماليش نصيب فيها الا بالحرام. مش عايزها. مش عايزها. اكتبهالي يارب وهي حلالي ومراتي، يارب انا تعبت. تعبت...
سند راسه على الكرسي بتعب وغمض عنيه، وغصب عنه افتكر الحلم. وابتسم، ههههه. يالهههههويي. بقي هي لما تبقي في حصني حقيقي هيبقي ده حالي، ده جناان اقسم بالله، يخرب عقلها جميلة وتسحر...

وسمع حذيفة اذان الفجر. اتنهد وبص للسما ودعا برجاء: يارب، اللهم اني اسألك فضلك، اللهم اني اسألك عفوك. اللهم اني اسألك رضاك والجنة، واعوذ بك من سخطك والنار، اللهم اجعلها زوجتي في الدنيا والاخرة واجعلها قرة عين لي. اللهم لا تكتب ليه حرقة قلبي وهي من نصيب غيري، اكتبها ليه. واغرس حبي في قلبها. وحببني اليها وحدي
. دون سواي.
قام حذيفة اتوضئ ونزل علشان يصلي...
في شقة فريدة وبلال...

چوري كانت ختمت صلاتها وقاعدة بتدعي برجاء: يارب. يارب خاليه يحبني زي ما بحبه، يارب انا مش عايزة حاجة. غير انه يتجوزني. وبكت بخوف، يارب انا لو حذيفة اتجوز واحدة تانية همووت، يارب انا مش بطلب حاجة وحشة ولا حرام، انا عايزاه يحبني ويتجوزني، انا بحبه اوي. اوي.

وسمعت چوري صوت بوابة العمارة بيتفتح عرفت انه حذيفة قامت بسرعة وفتحت الشباك وشافته خارج من العمارة ورايح يصلي في المسجد. ابتسمت وهي بتتنهد بهيام وحب...
چوري: ااااااه يا حذيفة عليك وعلى جمالك وعقلك، ربنا يحفظك ويخليك لچوري حبيبتك ويحنن قلبك عليا وتشوفي ولو لمرة واحدة چوري اللي كبرت مش اختك الصغيرة، ااااه لو حلمي بتحقق.
بدأت الدراسة وچوريرية كالعادة وبمساعدة حذيفة دايما متفوقة ومهما كانت المواد صعبة ومهلكة بس هو دايما بيساعدها ويسهلها الصعب، وفي ليلة چوري مع حذيفة بيذاكر معاها وفريدة والحاج بلال قاعدين جنبهم بيتفرجوا على Tv.
حذيفة بتركيز في الشرح وعنيه في الكتاب: هاه يا چوري وصلت كدة، خالي بالك الجزئية دي مهمة جداااا.

چوري كانت مركزة معاه بإستيعاب بس في لحظة بصتله وسرحت فيه، واتنهدت بحيرة من تاجله ليها ولكل يوم هي بتكبر فيه، هي متخيلة انه بيتعامل معاها بالتحفظ والثبات ده لانه معتبرها زي اخته ومش ممكن يشفها عكس كدة، والحقيقة انه عاشق ليه ودايب في عنيها، بس كل الكتمان والحرمان ده. لانه خايف يغضب ربنا اولا وثانيا خوف وحفاظ عليها. بس كل واحد عنده ظنه وفكره اللي مخليه خايف ومتردد يظهر اي مشاعر او حتى تلميح...

حذيفة لاقتها ساكته ومش بترد عليه بصلها بقلق وشافها سارحانه، عقد حاجبه: چوري انتي معايا ولا بتفكري في ايه!؟
چوري بإنتباه: هاه، ااه. ااه معاك يا ابيه. معاك.
حذيفة بغيرة وشك: لا مش معايا. كنتي سارحانة في ايه وفي مين بقي،!؟
چوري ابتسمت بخجل: ابدااا مافيش. هكون سارحانة في مين.

حذيفة ملامحه اتغيرت وهو بيتخيل انها زي اي بنت في سنها مراهقة وممكن تكون ميالة لاي شاب او بتحب. وسارحانها ده في واحد مثلا، ملامحها بتقول انها كانت هيمانة وبتفكر، اتعصب ودمه غلي، من الفكرة دي، وهو مايعرفش انها كانت هيامنة فيه وبتفكر فيه هو.
حذيفة بعصبية وغيرة: على فكرة انتي لازم تركزي في مذاكرتك وميسقبلك، مش مسموح تتدلعي وتضيعي تعبك السنين اللي فاتت. مفهوم.

چوري بعصبية: الله وانا عملت ايه!؟ ما انا مركزة اهو، هو انت يا ابيه على طول كدة بتهب زي البوتجاز...
حذيفة بيجز على سنانه: اانتي اعمل ايه في لسانك ده هموووت واقصلك نصه، انتي يا مصيبة حياتي وربنا كتبها عليا هتبطلي تتكلمي كدة امتي، راعي فرق السن يا غبية انتي.

چوري بمزاح: يا ابيه بالله عليك فكك من السن ده، طب ده انت احسن من كل شباب الكون والله. عسلية كدة ومش باين عليك سن، وغمزته. ولا انت يا ابيه خايف من الحسد. قول قول انت خايف احسدك صح.
حذيفة ابتسم غصب عنه مجنونة وشقية وبتعرف ازي تنسيه عصبيته اتنهد: لا يا مصيبة هانم مش خايف من حاجة، ثم حسد ايه بس وعلى ايه...

فريدة: والله معاها حق. انت طول عمرك محسود. وهو حد يقول ان الشيخ حذيفة يفضل لحد دلوقتي من غير جواز، حسبي الله في كل حد حسدك وباصص في حياتك يا حذيفة يا ابن فريدة...
حذيفة بغيظ من چوري علشان خلت فريدة تفتكر تاني موضوع جوازه: عجبك كدة يا مصيبة اهو انتي فكرتيه. وهتقعد تزعل مني، اعمل فيكي ايه بس اخنقك.
چوري بتكتم ضحكتها: ههههههه. خلاص. والله ما كنت اقصد...

فريدة بعتاب: وهو انا كنت نسيت ابداااا. ده بنام واصحي احلم باليوم اللي اشوفك فيه عريس. ربنا يهديك وتريح قلبي اموت واعرف انت رافض ليه، ولو على چوري ماهي كبرت اهي وكلها سنة ولا اتنين وتتجوز، وانت هتندم على كل يوم ضيعته وانت بطولك كدة. وابقي افتكر كلام امك.
الحاج بلال بضيق: لا اله الا الله. ما خلاص يا حاجة. هو حر. هو احنا اللي هتجوز ولا هو، لسة نصيبه ماجاش...

چوري قلبها وجعها من العتاب اللي في كلام فريدة، وبيدق بخوف من تأثيره والرعب من اليوم اللي حذيفة هيتجوز فيه وتشوفه في حضن واحدة تانية...
حذيفة حاله حالها ملامحه اتعصبت وغار. من فكرة انها هتتجوز وتكون لراجل تاني، وازاي هو هيقبل ده. والاهم ازاي يمنعه وبأي سبب. ولو قال الحقيقة ايه هيكون الوضع، هي نفسها هتتقبل ده، ازاي وهو بالنسبة ليها ابيه حذيفة، اتخنق وقام بضيق.

حذيفة بوجع: اااانا نازل الورشة عندي شغل كتيرر، ومش طالع على العشا. سلام عليكم...
فريدة بحزن ودمعت: هو انا كل ما اقول كلمتين اتفك بيهم. تتقمس كدة وتزعل، طب ماهو من حرقة قلبي اعمل ايه، ده خلاص اللي فاضل مش قد اللي راح، عايزني اموت من غير ما اشوفك عريس. واشوفلك عيل يعوضك السنين اللي فاتت.
حذيفة بتعب وحزن على امه هو مش بيقدر يزعلها قعد على ركبته قصادها وباس ايديها. وابتسم.

حذيفة: حقك عليا يا ست الكل. والله ما بقصد ازعلك. بس الجواز من وجهة نظري مش سهل، مش واحدة هختارها وتعيش معايا وخلاص، لازم على الاقل ارتاحلها اتقبل اعيش معاها باقي عمري، طيب يرضيكي اتجوز اي واحدة وخلاص واعيش بعد كدة تعبان.
فريدة بدموع: لا طبعااا. ده مني عيني اشوفك مرتاح، بس دول سنين يا حذيفة سنين كتيير وانت تتحجج وترفض، يا ابني كل البنات اللي خلقها ربنا. دي مافهمش واحدة تنفع تبقي مراتك.

حذيفة اتنهد وغمض عنيه وبينه وبين نفسه: ااااه يا امي لو تعرفي ابنك عاش ازاي السنين دي، ولا مرت عليه ازاي، اااه لو تعرفي مين الوحيدة اللي تنفع، الوحيدة اللي حبيتها وماحبتش غيرها، بس ااااه من النصيب والناس، اااه من الموانع يا امي اللي مكلبشاني ومعجزاني ااااه.
فريدة شافته مهموم وحزين قلقت وطبطبت عليه: يا حبيبي والله انا قلبي عليك، ماتزعلش مني.

حذيفة ابتسم بوجع وباس ايديها: لا يا امي مش زعلان. بس انتي اللي ما تزعليش، بالله عليكي خاليكي راضية عني.
فريدة: طبعااا يا قلب امك راضية عنك...
بلال ابتسم: روح يا حبيبي شوف شغلك، ولا تشغل بالك، دي امك برضوا. وانت حته منها. وماحدش بيزعل من حتة منه. روح ربنا يسعدك ويريح بالك ويزقك ببنت الحلال اللي تهنيك وتريح قلبك...

چوري كل ده واقفة عنيها محبوس فيها الدموع ونفسها كل الكلام ده ينتهي ويتقفل، وخايفة حذيفة يضعف ويتجوز علشان يريح امه، مع انها مش لاقية السبب الحقيقي ورا عدم جوازه لحد دلوقتي، هو فعلا خوف عليها علشان ماحدش يضايقها.!؟ ولا هو مش لاقي واحدة مناسبة.!؟ ولا هو مش عايز اصلا يتجوز!؟..
حذيفة قام وابتسم: طيب لو عايزني في حاجة كلموني، وبص لچوري بتحذير.

حذيفة بغيرة: والمصيبة اللي ربنا كتبها عليا. ياربت تركز في مستقبلها وتسيبها من التوهان والسرحان مفهوم...
چوري اتنهدت: حاضر يا ابيه، هركز ماتقلقش عليا...
حذيفة بمزاح: لا بجد! اييه الادب والتواضع ده، مش بعادة. انتي سخنة يا حبيبتي!؟
چوري الكلمة دي برغم انه بيقلهالها من صغرها والمفروض اعتادت عليها. بس بتسمعها قلبها بيحن ويدق وابتسامتها بتكبر، بس ردت عليه بمشاكسة...

چوري بثقة: على فكرة انا مثال للفتاه المثالية. طول عمري هادية ورقيقة ومش بعمل مشاكل، ومطيعة جداااا. ومريحة خاااالص. صح يا مامتي...
كلهم بصوا لبعض. وضحكوا...
حذيفة: لا اله الا الله، لو حد رد دلوقتي هياخد سيئات على كدبه سامحنا يارب، قال مطيعة. وهادية. وايه كمان. ااه ومريحة. ده انتي تمرضي قابيلة بحالها وتشليهم...
چوري بغيظ: انا! ماشي يا ابيه، بكرة تعرف اني كبرت وعقلت اه والله...

حذيفة: ههههههه. ده اليوم اللي تعقلي فيه ده، هدبح عجل لله. ده هيبقي يوم ما حصلش...
فريدة: ههههههههههه، بصراحة عنده حق. ده انتي يتفاتلك بلاااد. الله يعين اللي هيتجوزك. قلبي بيقولي هيرجعك ليا الصبح ويوخد المهر...
الحاج بلال: ههههههههههه، لا احنا هنكتب في القسيمة لا ترد ولا تستبدل...

حذيفة برغم ان سيرة جوزا چوري من غيره، بتعصبه الا انه ضحك من شكلها وعصبيتها: ههههههههههه. خلاص يا حاج بقي. هي شكلها هتعنس وتأنسنا هنا.
چوري بعصبية: انا! انا يا بابا لا ارد ولا استبدل، ماشي. لييه يعني مجوزينه غسالة ولا ثلاجة.
حذيفة اتنهد وهو بيبتسم بينه وبين نفسه: ثلاجة ايه بس، انتي شعلة ناار بتاكل في قلبي من سنين، وربنا مايكتبك على غيري ابدااا...
چوري كملت بدرامة مصتنعة. اخس على كدة، ربنا يسامحكم ظالمني والله، ااااه ياربي، طب ده انا هبقي عروسة زي العسل وفرفوشة وهخليه اسعد راجل في الدنيا بكرة تشوفه...
حذيفة بغيرة عقد حاجبه: احمم. كفاية بقي دلع وهزار وركزي واقعدي ذاكري يالاا...
اانا نازل سلام عليكم.
كلهم: وعليكم السلام...

چوري بصت عليه لما خرج واتنهدت: مع السلامة يا تعابني، ااااه منك تقيل تقل، هتحس بيا امتي بس. لما اجي اقولهالك بنفسي، اااه يا غلبي يا اني...
واخدت حاجتها ودخلت اوضتها تكمل مذاكرة...
فريدة بعد ما اتطمنت انها دخلت ومش هتسمعهم. قربت من الحاج بلال وبهمس.
فريدة: بقولك ايه يا حاج، انا متوغوشة وقلبي مش متطمن. من ناحية حذيفة.
الحاج بلال بقلق: ليه بس يا حاجة. ماله حذيفة.

فريدة بتردد وخوف: يعني خايفة يكون تأخيره عن الجواز كل السنين دي يكون يعني لسبب، احممم، قصدي ان يكون عنده مشكلة كدة ولا حاجة ااانت فاهم قصدي ويكون يعني مخبي علينا...
الحاج بلال استوعب قصدها وبنفي: اااااه فهمتك، لا لا يا حاجة ابنك زي الفل ان شاء الله، ما تقوليش كدة.

فريدة بقلق: ماهو اصل التأجيل ده مش طبيعي اكييد وراه علة وسبب كبير، ريح قلبي يا خويا وابقي اقعد معاه واستفهم منه كدة، وريحني، انت ممكن ما يتكسفش يحكيلك.
الحاج بلال اتنهد: سبحان الله. ربنا يسامحك هتشغليني وتقلقيني ليه بس، ان شاء الله يكون خير وابنك يبقي زي الفل مافيش حاجة...

چوري كانت سمعت كلامهم وهي طبعااا مش فاهمة هما بيتكلموا عن ايه، عقدت حاجبها، : اممم يا تري هما يقصدوا ايه، وايه السبب ده اللي ممكن يكون مانع حذيفة من الجوزا، امممم. لا ماهو انا لازم افهم وهفهم...
في بور سعيد. في بيت فاروق متجمعين كلهم.
عصام بضيق: افهم يعني انت بتعند مع مين ما تمضي يا فاروق بقي وتخلصنا انت. عمال تماطلنا بقالك كام شهر. في ايه بنقولك المشروع مضمون...

فاروق من وقت تعبه وشلله ووجوده وحيد عاجز كان طول السنين دي بيحاسب روحه وبيندم على كل لحظة ظلم وجبروت، وبقي مختلف كل الاختلاف...
فاروق: يا عصام افهم، المثل بيقولك ادي العيش لخبازه، مش كل حاجة ينفع ندخل فيها. احنا خالينا في اللي بنفهمه وبنشتغل فيه من سنين، ليه نضيع ونحازف بكل اللي عندنا وجمعماه من سنين، علشان سمك في مياه، انا التجارة علمتني لو مش متأكد ان الجنيه هيرجعلي الف. يبقي ما احطهوش...

امجد. ابن عصام بضيق: يا عمي افهمنا بقي، بنقولك مشروع كبير مع ناس تقيلة وفرصة مش هتتعوض، لو رفضناها نبقي مجانين واغبيا...
خالد بغضب: انت ياللا انت تتكلم عدل مع ابويا ده مهما كان لسة هو كبير العيلة دي، وانت اصلا حتة عيل مالكش قعدة وكلام وسط الكبار انت بتتكلم ليه اصلا، اظبط نفسك بدل ما اظبطك فاهم ولا لا...

امجد بعصبية: بقولك ايه فكك من كبير وصغير، انا زيي زيك، انت وابوك شركا معايا انا وابويا، وابويا اللي شقي السنين اللي عمي اتشل فيهم وقاعد في البيت هنا ومابيتحركش. وانت مقضيها سرمحة مع الستات، جوازة كل كام سنة في السر. انا مش نايم على وداني، فتلم ثعابينك بقي وتسكت مش عايز افتح في كلام يوجع...
خالد اتحرج من كلامه واستغرب هو عرف منين، وبص لابوه اللي لاقاه انكسر وكلام امجد جرحه...

فاروق بكسرة: خالد دخلني اوضتي.
عصام ابتسم بنصر وغمز ابنه بإعجاب: على فين يا فاروق. لسة ما خلصناش كلامنا، سيبك من كلام الولاد، دول شباب يتصافوا مع بعض. المهم هتمضي امتي الناس مستعجلة...
فاروق بصله بعتاب ولوم، واتأكد انهم الاتنين زي ما طمعوا زمان واتفقوا على الشر عمر ربنا ما هينصرهم لانهاية، وان عصام وابنه دلوقتي طمعانين زي ماهو وعصام زمان طمعه في حق دينا.

فاروق اتنهد بحسرة: اعملوا اللي يعجبكم، المهم ان فيه املاك ومحلات مش هتتباع هتفضل زي ماهي لانها اصلا مش ملكنا...
عصام وخالد تقريبا نسيوا چويرية ووجودها وحقها اصلا...
كلهم استغربوا هو بيتكلم عن ايه ومين.
عصام عقد حاجبه: انت بتقول ايه. هو فيه حد غيري وغيرك.!؟
فاروق ابتسم بسخرية: انت خلاص نسيت بنت اخوك الله يرحمها وبنتها.
خالد بص لعصام بصدمة هما فعلا نسيوها. عصام بغيظ من خوفه كل شئ يقف: چويرية.

!؟، ده انا كنت ناسيها خالص، دي كدة كل حاجة ممكن تبوظ
خالد بعصبية: ده غم والله، قرفتنا في حياتها ومماتها، حتى لما ماتت سابتلنا شوكة في حلقنا. ماكنتش ماتت مع امها وابوها وريحتنا من الارف ده...
امجد. مش فاكر ولا عارف هما بيتكلموا عن ايه لانه كان صغير ومش فاكر اللي حصل.
امجد: بتساؤال: مين دول اللي بتتكاموا عنهم، ومين چورر، چو ايه اسمها ايه يا بابا اللي قولت عليها دلوقتي دي.

عصام بتأفف وغضب: اسكت يا امجد. دلوقتي هبقي افهمك بعيدين، احنا دلوقتي في الكارثة دي دي مصيبة...
خالد: ودي هنخليها تمضي ازاي ولا اصلا هنعمل ايه
عصام بإندفاع: طبعااا نجبها هنا ونشوف الاجراءات ايه. ده حقنا وشقي سنين مالهاش حق فيه...
فاروق ابتسم بسخرية: انت لو عملت كدة تبقي غبي يا عصام...
عصام عقد حاجبه: ليه بقي ان شاء الله!؟

فاروق: اولا انا شايف ان لو جبناها نبقي بنفكرها بينا وبحقها عندنا. اللي لو هي ولا الواد الشيخ ده عايزينه كانوا سألوا من سنين، هما نسيونا واحنا نسيناهم...

ثانيا بقي ده مصلحة لينا، علشان لما نبيع املاكنا ومحالتنا وكل اللي معانا ونملكه. ونحطوا في المشروع بتاعكم ده، اللي يا عالم هيكمل ولا لا، وهينجح ولا هيروح تعبنا وشقانا على الارض، لو حصل اي حاجة مش محسوبة يبقي مش هيفضلنا غير محلات واملاك چويرية اللي احنا معانا حق ادارتها. وشغالة وبتكسب، هيبقي ده هو سندنا الوحيد وقت الحوجة، فهمت ولا لا.

امجد: برغم اني مش عارف مين جويربة دي ولا ايه اللي ليها عندنا، بس كلامك كيفني يا عمي...
عصام ابتسم: انت ايوة بعيد عن التجارة والشغل من سنين واللي حصلك مش سهل، بس لسة دماغك الماظ، عندك حق احنا لو فكرنا نظهر في حياتها هنرجع نفتح العيون علينا...

فاروق اتنهد براحة. انهم اقتنعوا يبعدوا عن چويرية وحقها، هو الوحيد اللي ندم عن اللي عمله وتاب لربنا بس متكتف بشلله وتعبه ومش قادر يستصرف ويرجعلها حقها، هما حاليا متحكمين في كل حاجة، حتى هو شخصيا...
في ورشة حذيفة كان بيشتغل ومشغول ومركز ودخله مصعب.
مصعب دخل وقعد بتعب: السلام عليكم يا شيخ حذيفة.
حذيفة ابتسم: وعليكم السلام يا نص متر.
مصعب بغيظ: انا نص متر يا مفتري، ده انا احسن محامي فيكي يا بلد...
حذيفة: ههههههه. اياكم والغرور، تواضع يا متر، يرفعك الله...
مصعب: ههههه. ونعم بالله يا شيخنا...
حذيفة بصله وشاف ملامحه حزينه وبرغم انه بيضحك. الا ان صاحب العمر، الصاحب الحقيقي يعرف صاحبه من نبرة صوته، من نظرة عينه حتى وسط الضحكة، اوقات ممكن نضحك مع الناس والاغراب. واحنا بنتوجع وقلبنا بينزف بس اللي بيحبنا بجد هو الوحيد اللي بيشوف القهرة والوجع قبل الضحكة اللي بتشوفها الناس.

حذيفة ساب اللي في ايده وقرب وقعد قصاد مصعب: مالك يا مصعب. شكلك مهموم.
مصعب ابتسم بحزن: مالي! مالي ان الدنيا جاية عليا وزي مايكون ربك بيعاقبني، هو انا صحيح ممكن اكون اذنبت كل الذنوب اللي ربنا يعاقبني بيها بجوازي من ايمان،!؟

حذيفة اتنهد بتعب ليه: لسة تعاباك ربنا يهديها ويصلح حالها، انت دايما بتشتكي منها ايوة انا عارف ايه سبب مشاكلكم ولا تفاصيلها ومش عايز اعرف، بس انتم من وقت جوازكم وانت دايما معاها في مشاكل.

مصعب دفن وشه بين ايديه بتعب: مش هقدر احكي واقول يا حذيفة، مهما كانت مراتي ومش هقدر اكشف سترها ولا اعريها قصاد حد، حتى لو انت، الخلاصة اني تعبت ومبقاش عندي قدرة اني اعدي ولا اداري، انا كلمتها كتيير في كل اللي تاعبني، كلمت امها. ابوها، نصحوها بس طبعاا بيجوا في صفها، عارف لو ماكنتش خلفت ادم، كنت طلقتها، بس ذنبه ايه الواد يتحرم مني او منها، مش عارف اعمل ايه بس هو اللي لاوي دراعي.

حذيفة بنفي: لا لا يا مصعب طلاق ايه بس، ده الرسول قال. كسر المرأة طلاقها، اهدي وبلاش تيأس. حاول معاها في كل اللي تاعبك، بس بلاش طلاق.
مصعب: هي كسرها طلاقها، واللي انا فيه مش كسرة، وبتردد وحرج، يا حذيفة انا، اانا مش حاسس اني متجوز، مش حاسس اني راجل افهمك ايه بس...
حذيفة بتفهم لخصوصية ومحارم كلامه: يا حبيبي من غير ما تشرح ولا تقول، ايا كان اللي بينكم اكيد ليه حل. استهدي بالله بس وايستعيذ من الشيطان...

مصعب بتعب: ونعم بالله، المهم سيبك من كل ده انا كنت عايزك في موضوع تاني يفرح بدل الغم من سيرة بنت فتحية.
حذيفة ضحك غصب عنه: يا اخي اتقي الله وبطل تتريأ. عيب كدة.
مصعب بتأفف: اتريأ. هي ايمان بنت فتحية هما كدة، بتبدل عليهم مثلا. المهم، عارف صلاح ابن الحاج محسن
حذيفة بتفكير: صلاح. صلاح، ااااه مش ده اللي طب.!؟

مصعب: عليك نوور. بس خلاص اتخرج وخلص تكليف كمان، وكان عايزك في طلب وخايف يجلك تكسفه فجاني وقالي اتوسط عندك.
حذيفة عقد حاجبه: خايف مني ايه بعض. سبحان الله، المهم عايز ايه ده!؟
مصعب بإستفزاز ابتسم: طالب القرب منك عايز يناسبك.
حذيفة بصدمة وجنون اتنفض: اااييييييه. يأييييه، من مين بقي ان شاء الله.!؟
مصعب بتفكير مصطنع: امممم. في مين. في مين، هيكون في مين يا حذيفة، في الحاجة والدتك، في چوري طبعااا.

حذيفة بغيرة وغضب: ده اتجنن الواد ده صح. چوري مين. ده بعده
مصعب ابتسم بمكر: ليه يعني واحد وعجبته واحدة وحبها وعايز يتجوزها ايه الغريب في كدة غلطت في ايه. ويمكن هي كمان بتحبه، مش احسن ما كان راح كلمها من وراك ولا
حذيفة بغيرة بتمزع فيه مسك مصعب من هدومه بغضب: ولا ايه، انت اتجننت انت كمان صح. چوري مش بتاعة حب وكلام من ده. انت فاهم. انت تقوله ينسي التخريف ده نهائي. ويبعد عن چوري احسن ليه.

مصعب بخبث: طب سيب هدومي طيب انا مالي هو انا اللي عايز اتجوزها...
حذيفة بأنفاس سريعة وعصبية ساب مصعب وبعد عنه وهو دماغه هتتفرتك. وافتكر سارحانها وهو معاها بتذاكر، وكلامها انها هتبقي عروسة وتسعد جوزها والكلام ده، اتجننن والافكار كلها بتتصارع جواه...
حذيفة: معقول يا حذيفة.

تكون، تكون چوري بتحب الواد صلاح ده، معقول يكونوا على علاقة، لا لا. دي تبقي كارثة مش ممكن، اومال تفسر بإيه كل ده مش معقول صدفة هي سرحانة وبتتكلم عن الجواز. وهو يبعت يطلب ايديها، مش ممكن، مش ممكن ده يبقي حقيقي، معقول
غمض عنيه بجرح ووجع وقلبه بيتمزع من كونها حقيقة، ازاي هيتقبل انها تكون لغيره ازاي، وخصوصا لو عايزاه وفعلا بتحبه، ده يبقي موتك بالحيا يا حذيفة موتك بالحيا...

مصعب بهدوء قرب منه وطبطب عليه: بتحبها مش كدة!؟
حذيفة لفله بصدمة: انت بتقول ايه!؟ هي مين دي!؟
مصعب ابتسم وشاور على قلب حذيفة: اللي قاعدة هنا. واسمها وصورتها منقوشة فيه، چوري الصغيرة يا حذيفة، ايه لسة هتخبي على اخوك.!؟
حذيفة بنفي وحرج: ااايبه، ااايه التخريف ده، لا طبعااا، ااانا ايوة بحبها بببس. ببس مش زي ما انت فاهم.

مصعب ابتسم: عارف سنين وانا بشوف حبها في عنيك، بشوف لهفتك عليها وانا قلبي يقولي ده حب عاشق مش اخ، ليه بتخبي لييه!؟

حذيفة بحسرة قلب ودمعه بتحاول تخونه وتنزل حزن على حاله: علشان ماينفعش، ماينفعش يا مصعب، دي كل الناس حاسبنها اختي وتربية ايدي، ماحدش هيتقبل ولا يفهم انها بحبها. الكل هيتهمني اني طمعت فيها، هي نفسها ازاي هتفهم وتتقبل فجأة. ابيه حذيفة اللي مربيها، يبقي حذيفة اللي بيعشقها، امي وابويا اللي عارفين هي عندي ايه، وهيتجننوا من سبب تأخير جوازاي، هيعملوا ايه لما يعرفوا انها في قلبي حبيبتي ومش شايف غيرها زوجة وحبيبة، هواجه مين ولا مين، قولي انت يا مصعب، انا ماحدش اتعذب عذابي ولا اتوجع قدي، حب عمري بتكبر قصاد عنيا ومش قادر اطولها، هيجلها يوم وتحب وتبقي عايزة تتجوز، قولي ازاي هتحمل ازاي.

مصعب دمع وقرب منه: ياأاااااااه كل ده في قلبك لوحدك وساكت، ليه تتحمل لوحدك، شاركني شارك اخوك وصاحبك...
حذيفة قعد بتعب ودفن وشه بين ايده: كنت هقولك ايه. هقولك ان الشيخ حذيفة اتفتن بالحب، الشيخ اللي الكل حاسبه كبير ومابيغلطش، حب وعشق واتوجع. اقولك ايه بس...
مصعب قرب وقعد جنبه: طب واخرتها هتعمل ايه!؟
حذيفة بحيرة: مش عارف، مش عارف...

مصعب بتردد: طب افرض. افرض يعني انها، انها مثلا موافقة على صلاح. هتعمل ايه.!؟
حذيفة بغضب وقوة: انت تقول للواد ده ينسي الموضوع ده خالص. واقسم بربي لو فكر بس يهمسلها مش يكلمها، انا هخليه يكره اليوم اللي اتولد فيه.
مصعب بيكتم ضحكته: اهلاااااا. ولان ظهر الوجه الاخر للشيخ حذيفة، وهو حذيفة السفاح القاتل المحترف، ههههههههههه.
حذيفة بغيظ: هو انت مش هتتهبب تتعلم تتكلم جد، ده وقت هزار. وابتسم غصب عنه، بس ايوة يا سيدي ده الوجه الاخر، چويرية بتاعتي برضاها غصب عنها بتاعتي. ازاي وامتي مش عارف. بس كل اللي اعرفه. ان چويرية دي حقي انا من الدنيا، فاهم.
مصعب ابتسم وغمزه: فاهم يا عم للشيخ يا جااااامد انت...

مرت ايام قليلة و حذيفة مش عارف يفاتح چوري ازاي ويسألها عن صلاح، من جواه خايف ينصدم وتكون عارفة وموافقة، وهي شايفاه دايما متعصب ومتوتر وبيعاملها بعصبية زايدة، وفي يوم رايح حذيفة ياخدها من المدرسة...
كانت چوري خارجة هي وضحي بيتكلموا ويضحكوا سواا. وضحي شافت وائل واقف قصاد المدرسة بتاعتهم ومنتظر هرجهم ولما شاف چوري انبسط وابتسم.
ضحي بتوشوش چوري: شايفة مين واقف هناك.

چوري مش واخدة بالها اصلا: مين مش شايفة.
ضحي بتكتم ضحكتها: وائل يا بنتي. اهو ده بيقرب الحقي يخربيته.
چوري بعصبية: هو مش انا قولتلك تفهمي التنح ده اني مش هكلمه لو اتسخط قرد ماله بقي جاي وفاتح بوقه من هنا لهنا ليه كدة، عيل سئيل. اوفففف
ضحي: ههههههههههه. وربنا فهمته كتيير البعيد جبلة. ودايب في فيرچينيا، هيمووت عليكي يا موزة جيلك...

چوري بتأفف: اوففف منك ومنه. ربنا ياخدكم، قولي للبغل ده يبعد لو ابيه حذيفة جه وشافه جنبنا هيطين عشتي وعشته هو كمان مش ناقصة غباوة انا.
وائل قرب منهم ووقف قصادهم وابتسم: ازيكم يا بنات، ايه يا چوري هتفضلي تتعاملي معايا كدة. انتي بس وافقي نتكلم حتى فون مش عايز غير كدة...
چوري هتنفجر: يا ابني انت فهمك تقيل ليه، ما قولنا لا لا لا. اييه احبلك طبلة والحنهالك، انا مش بكلم حد ولا بخرج مع حد.

وائل بعدم يأس متخيل انها بتتقل: طيب عموما انا فاهم انك بنت كويسة ومؤدبة وده بصراحة عاجبني فيكي ومخليني مصمم عليكي ومتمسك بيكي اكتر، بس ممكن تقبلي مني الهدية دي والورد ده كمان. ووعد مش هضايقك بس هتطمن عليكي من بعيد...
في الوقت ده حذيفة ووصل و شافهم. وشاف وائل بيقدملها الهدية والورد. دمي غلي وغضب وغار وبقي عبارة عن بركان بيتحرك، نزل من عربيته زي المجنون وقرب منهم بندفاع وبصوت يرعب.

حذيفة: چوووووووري...
چوري بصتله بصدمة وبرعب: اببييه. وووالله انت فاهم غلط. ببص، هفهمك.
حذيفة بأنفس غضبانة: على العربية.
چوري بتبلع ريقها بخوف: طط ططب ههفهمك.
حذيفة بصوت غاضب: قولت على العربية ولا كلمة امشي.

مشيت چوري بسرعة وركبت وضحي هي كمان جريت وحذيفة التفت لوائل اللي واقف مرعوب: انت عارف لو بس فكرت تقرب منها تاني هعمل فيك ايه، دي بالذات تشوفها اكنك عميت بالظبط. ولا تفكر حتى تعدي قصادها. علشان ده لو ماحصلش ما تلومش غير نفسك.

وائل من غير كلام هز راسه ومشي بسرعة، وحذيفة رجع وركب من غير كلام وهو هيتجنن وساق بجنون للبيت. وچوري هتموت من العياط. وكل ما تحاول تتكلم هو يسكتها مش قابل منها كلام ولا اي توضيح، وصلوا البيت. ودخلوا وفريدة مش عارفة چوري بتعيط ليه...
فريدة بقلق: مالك يا حبيبتي فيكي ايه...
چوري بصت لحذيفة بخجل: ابيه زعلان مني. بس والله مظلومة.

حذيفة بغضب: مظلومة!؟ مظلومة وانتي واقفة مع عيل مسهوك وجايبك هدايا وورد. دي اخرة تربيتي ليكي، دي اخرتها يا چوري. انتي. انتي تعملي كدة. تخوني ثقتي فيكي كدة...
چوري ببكاء: والله مظلومة. والله ما فيه حاجة بينا. هو اللي مصمم انا اعمل ايه
والله طلبت منه كتير يبعد عني وبيرفض...
حذيفة بعصبية: وليه ماقولتليش ليه خبيتي عليا.!؟
چوري بدموع: كنت خايفة تحصل مشكلة بسببي خايفة اعملك مشاكل مع الناس...

حذيفة بجنون وغيرة: وانتي لسة هتعملي. انتي من زمان كل مشاكلي، جمالك اللي مطمع الكل فيكي ده سبب مشاكلي. ضحكك وهزارك. سبب مشاكلي. اخدانك على الناس بسرعة سبب مشاكلي، انتي كلك على بعضك مشكلة حياتي، انا تعبت تعبت ارحميني بقي ياشيخة...
چوري بوجع للدرجة دي هي تقيلة عليه. معقول محمل في قلبه كل ده وساكت: ااانا اسفة ماكنتش اعرف اني وحشة اوي كدة...

حذيفة بعصبية: اسمعي. انتي من بكرة هتلبسي النقاب مافيش مخلوق هيشوفك حتى انا...
فريدة وچوري بصوا لبعض بصدمة: نقاااااب.
چوري بدهشة: بببس. ببس المدرسة مش هتوافق.
حذيفة: مالكيش دعوة بالمدرسة انا هتصرف وهتلبسيه جوا المدرسة خلصت فاهمة.
چوري هزت راسها ودخلت اوضتها بتعيط...
فريدة قربت من حذيفة بلوم: ليه كدة يا ابني دي لسة صغيرة. ماكل البنات بتغلط.

حذيفة بعصبية: وهو انا عملت ايه. وهو النقاب عقاب. ده عفة وحفاظ عليها. خالي كل اللي بيبصلها يبعد عنها انا لو اطول انسي الناس شكلها كنت عملت كدة، انا تعبت يا امي تعبت. دي مش بتكون في مكان الا والكل يتلفت عليها. كفاية بقي انا همشي اقتل في الناس ولا اعني عنيهم.
فريدة: اهدي طيب. بس اهدي
حذيفة بوجع: اهدي ازاي بس وهي سبب كل اللي انا فيه، اعمل فيها ايه بس انا تعبت منها تعبت.

چوري بتبكي بحسرة من كلام حذيفة وصوته العالي واللي هي متخيلاه كره وتعب منها. وهي مش عارفة انه حب وعشق ليها.
عند بيت مصعب كان راجع بيته وركن عربيته وطالع لقي واحدة محجبة قصاده شايله شنط كتييرر. وغصب عنها وقعوا منها قرب بسرعة وساعدها.
مصعب: حاسبي، وشالهم منها وبصلها، مصعب شاف بحر ودنيا تانية مش مجرد عيون. قلبه دق وسهم وبلع ريقه بدهشة وابتسم.
مصعب: هاتيهم انا هطلعهمك. انتي جاية تزوري حد هنا...

عطر بخجل وحرج: لا لا متشكرة ما تتعبش نفسك انا هشيلهم، اانا ساكنة هنا.
مصعب عقد حاجبه: هنا!؟ فين انا ساكن هنا اول مرة اشوف حضرتك.
عطر بتوتر: اااحنا لسة بننقل انا في الدور الثالث.
مصعب ابتسم: اهاه الشقة اللي فضيت انتم اشترتوها، اهلا على فكرة احنا في الشقة اللي قصادكم، مصعب حمدي محامي وتحت امرك في اي حاجة قتل سرقة اي حاجة.
عطر ابتسمت بخجل: هههه. اهلا بحضرتك، متشكرة ربنا ما يكتبها علينا...

مصعب، : هههههه. يا ستي بهزر. بصي بقي انا هطلعلك الحاجات دي بس قولي مافيش حد يساعدك.!؟
عطر بحرج: لا العفش كله طلع الصبح. دي حاجت بسيطة كدة جبتها لوحدي لان زوجي في الشغل.
مصعب ملامحه اتغيرت وحزن: يوكسك يا مصعب متجوزة. عليك وعلى بختك المهبب. انا قولت والله حظي منيل من يومي، يعني ابدأاها ببنت فتحية وهفلح منك لله يا بنت فتحية.
عطر: هاتهم من فضلك. مش عايزة اتعبك...

مصعب ابتسم بحزن: لا مافيش تعب. انا متعود عليه. اتفضلي انتي انا هوصلهم للشقة.
چويرية طبعااا لبست النقاب وتأقلمت معاه وفعلا حذيفة اتكلم مع مديرية المدرسة وسمحت لچوري بلبس النقاب في المدرسة، هي في البداية كانت مستغربة الوضع الجديد، وزعلانة بس بدأت ترتاح وتحبه، بس حذيفة كان حزين و محتار وحاسس انه اتسرع، خايف يكون ده ارغام ليها وتحكم زايد، بس حبه وعشه ليها، وغيرته وخوفه عليها، كانوا اقوي منه، من بعد ما لبسته هو هدي كتيير وشاف ان فيه فرق بين قبل النقاب وبعده، بس من يومها وهي حزينه وساكتة، وفي يوم كان بيرجعها المدرسة، وهي معاه في العربية...
حذيفة متردد يسألها ويكلمها، هي لسة زعلانة منه ومتجنباه وهو لسة معاقبها ومش بيكلمها الا في حدود وللضرورة...
حذيفة بجدية: احممم، حد في الدرسة اتكلم معاكي تاني في موضوع النقاب ده!؟
چوري بحزن بصتله بعتاب: لا كلهم سمعوا كلام المديرة وماحدش بقي بيسألني، وبعدين خلاص بقي ماتشغلش نفسك باللي هيحصلي. المهم انت تكون مرتاح والمشاكل تقل. وربنا قريب يريحك من مشكلة حياتك الكبيرة.

حذيفة اتغاظ منها: والله، وايه هي بقي مشكلة حياتي الكببرة يا فلحوصة!؟
چوري اتنهدت ودمعت: انا، ربنا يريحك مني وابعد عن حياتك علشان ترتاح من همي.
حذيفة بدهشة وقف العربية فجأة وبصلها بعتاب: انا يا چوري عايز ارتاح منك.! انتي هم ومشكلة.! مين قال كدة!؟

چوري كانت خلاص مش قادرة تكتم حزنها وبكت بوجع: انت قولت انت اعترفت انك تعبت مني واني مشكلتك الازلية، من يوم موضوع وائل وانت متغير بتتجاهلني دايما، ويومها انت قولتي الكلام ده. وكمان سمعتك قولته لماما وانت زهقان ومتضايق، ماهو لو انا اعرف طريق لأهلي كنت روحتلهم وريحتك، بس ربنا بقي يبعتلك اللي يريحك من همي.

حذيفة قلبه بيتقطع، من كلامها وهو بيعصر قبضة ايده من الغيظ من نفسه والاحساس اللي وصلهولها غلط. هي فهمت عكس احساسه...
ااااه يا حذيفة، غبي. غبي، شوفت وصلتها لأيه، انت حبك هيدمرها هيضيعها، بعد كل الحب اللي حبتهولها والاهتمام اللي محاوطها بيه، خلتها تحس بالوحدة والغربة، اااه يا غبائك، انت عامل زي الدبة اللي قتلت صاحبها من خوفها عليه، وانت هتضيع چوري منك...
بصلها بحزن واتنهد: انا اسف.

چوري بدموع بصتله بحب وشافت في عنيه نظرة اسف وندم قلبها رق ماهي بتحبه ومابتقدرش تزعل منه.
چوري: انت جرحتي اوي يا ابيه اوي.
حذيفة بأسف وهو بيحارب نفسه انه مايخطفهاش في حضنه ويضيع حزنها ده، بيحارب نفسه انه ما يمزعش الصور اللي حطه بإيده بينه وبينها النقاب اللي كمل بيه سجنه وبعده عنها، اتمني يقطعه ويرجع يشوفها من تاني، بس غصب عنه مش بإيده، هو مجبر، خوفه من الذنب والخطأ اكتر من كدة، مخليه متكتف ومجبور...

اتنهد بعشق وبنبرة حنان: حقك عليا يا حبيبتي، والله غصب عني، چوري انتي ماتعرفيش انتي عندي ايه، انتي، انتي...
چوري ابتسمت بأمل ورجاء: انا ايه يا ابييه، قول انا بالنسبة ليك ايه.!؟

حذيفة بص في عنيها وغصب عنه سرح وما قدرش يبعد عيونه: انتي الدنيا كلها، انتي ماضي عشته يوم بيوم. وحاضر جميل بعيشه كل دقيقة، ومستقبل بتمني يكون زي ما بحلم بيه، انتي جوهرة يا چوري، جوهرة غاليه نادرة، تفتكري لما يعني جوهرة زيك يبقي من حقي اخاف عليها ولا لا!؟ من حقي اخبيها من عيون الناس ولا لا!؟ عارفة. انا لو اطول اخبيكي في برج عالي زي اميرات الحواديت كنت عملت كدة، كنت خليت الناس تشوفك بحساب، تكلمك بطلب، تتمني تطلي عليهم...

چوري كانت ابتسامتها حالمة وكلها سعادة، ودقات قلبها بتدق زي الطبول، مش مصدقة كلامه، والحنان والرقة اللي فيه...
چوري بهيام: انا يا ابيه! انا كل ده! معقول انا غاليه اوي كدة!؟

حذيفة اتنهد وابتسم: انتي اغلي واكبر من كدة، چوريي اوعي تاني تقولي الكلام ده، حرام عليكي بجد، طول السنين دي بتتهميني اني زهقان منك وانك حمل عليا، طب قوليلي انتي عمري زعلتك! عمري حرمتك من حاجة! عمري حسستك بكدة، كل ده علشان بس بخاف عليكي ابقي مش طايقك!؟ انتي كدة تبقي بتظلمبني اوي يا چوري اوي...

چوري بتأنيب لنفسها انها ضايقته بالشكل ده: انا اسف. والله اسفة. ماكنتش اقصد ازعلك، بس غصب عني. انت ماتعرفش طول ما انت مخاصمني انا بتبقي حالتي ايه، والله ماكنت عايزة حاجة من الدنيا، عندي اموت احسن من انك تخاصمني...
حذيفة بعتاب: اوعي تقولي كدة، ربنا يباركلي فيكي وفي عمرك، وتفضلي ماليه حياتي ومنوراها، چوري انتي حياة البيت. من غيرك حياتنا مالهاش طعم...
چوري بمشاكسة: اممممم. طب صالحني بقي ياللا.

حذيفة ابتسم بحنان: عيوني لأميرة البنات اطلبي وانا انفذ.
چوري بتفكير: امممممم، هختبرك، انا بحب ايه اوي وبمووت فيه وممكن اعوم فيه كمان.!؟
حذيفة ضحك ومن غير تفكير: هو فيه غيرهم، الشيكولاتة والايس كريم...
چوري بإستمتاع: امممم. يا سلام بقي في اكبر علبة شيكولا، ومعاها تورتة أيس كريم، والله هنسي انا اتولدت امتي اصلا مش اني كنت زعلانة.

حذيفة: ههههههههههه، اااه يا مصيبة حياتي انتي، طب انسي كل حاجة بس اوعي تنسيني انا كمان تبكي كارثة...
چوري ابتسمت بحب: تؤتؤتؤ، الا انت يا ابيه، ده اغلي حاجة عندي في الدنيا...
حذيفة: ااااه لو اسمع منك كل الكلام الحلو ده، بس من غير ابيه اللي بتدبحني دي، الكلمة اللي واقفة بيني وبينك، يا تري هتفضلي تحبيني لو عرفتي اني بحبك، ولا هتبقي صدمة ليكي.
چوري بإستغراب: ايييه مالك، سكت لييه...

حذيفة ابتسم: لا ابدااا مافيش حاجة. المهم عايزة الحاجات دي دلوقتي ولا بالليل...
چوري عقدت حاجبها: ايه يا ابيه مالك! انت مش نازل بفلوس ولا ايه. اياك هزعل بجد...
حذيفة: ههههههههههه، لا يا مصيبة معايا طبعااا، بس بشوفك انتي عايزة ايه.
چوري بتصميم: لا دلوقتي ماليش دعوة، انت هتستني تصالحني بالليل، ايه ده، ده يبقي صلح مالوش طعم.

حذيفة: يخرب عقلك عليكي وعلى لسانك ده، اييييه اعمل فيه ايه بس، خلاص هنروح نجيب كل اللي انتي عايزه. بس هتاكلي في البيت صح، اظن صعب تاكلي بالنقاب في الشارع...
چوري: بص انت هات الحاجات الكبيرة للبيت تورتاية أيس كريم كبيرة كدة، وعلبة شيكولاتة اكبر ما تلاقي واسكتبر على قد ما تقدر، وهاتلي بقي أيس كريم.

تيك اوي، وشيكولاتية كبيرة كدة اتسلي بيهم لحد ما نوصل البيت. وماتشغلش انت نفسك بالنقاب انا هتصرف بلاش تلاكيك...
حذيفة هز راسه وضحك من جنانها واخده عقله ببرائتها: ههههههههههه، ياربي اعمل فيها ايه بس، كل ده عايزاه، دي حاجات تصالح عيلة بحالها.
چوري: امممممم. طب ده أر ولا استخسار ولا ايه افهم. هتجبلي اللي انا عايزاه ولا لا ما توجعش قلبي.
حذيفة دور العربية ومشي: هههههه. هجبلك. هجبلك يا واجعة قلبي انتي...

چوري ابتسمت بنصر واتنهدت: اااااه سلامة قلبك يا حبيبي، اااه لو بإيدي واقدر كنت حضنتك دلوقتي حضن كبيييييير، وقولتلك قد ايه وحشتني اليومين اللي فاته وانت زعلان ومخاصمني، كنت وصفتلك قد ايه كانت وحشاني ضحكتك اللي تجنن دي، وحنيتك اللي ماتتعوضش ابداااا...
حذيفة بصلها شافها مبسوطة وباين من عنيها انها بتضحك وسعيدة ابتسم وهدي، ربنا يحعلني دايما سبب فرحتك، ولا يجعلني في يوم ابقي سبب دمعتك ووجعك، انتي روحي وقلبي كله مش حتة منه يا چوهرة حياتي...

مصعب وعطر وبداية حكاية جديدة، ويمكن بداية اوجااع ومتاعب، عطر من يوم ما سكنت قصاد مصعب ومن اليوم اللي شافها فيه وهو حاله متغير، دايما شاغلة باله، دايما يتمني يلمحها، مع ان عقلة واخلاقه بتمنعه وتلومه، انه يستمر في احساسه ده، لانه متجوزة، مش حرة، وزي مايكون القدر بيعاقبه اكتر واكتر، سنييين طويلة بيتمني دقة قلب ولهفة روح، ويوم ما القلب يدق والروح تروح لعيون تخطف انفاسه وصوت يلهب مشاعره تبقي مش ليه. ولا من حقة، تبقي لغيره ومن نصيب راجل تاني، خيبة امل ووجع كبير، وفي ليلة مصعب راجع بيته ودخل لقي ايمان كالعادة بتتكلم في الفون...

ايمان: ههههههههههه، عارفة يا بت يا اميرة. من يوم ما سكنوا وانا دايما اسمع صوت زعيق، على طول بتتخانق مع جوزها، شكلها مزهقاه في عشته، اااااه والله، مايغركيش هدوئها وسهكوتها دي، دي شكلها كدة سوسة بس على مين، وحياتك رميت هلب وهجيب اخرها، واعرف تاريخها من يوم ما اتولدت، هي بدأت تتكلم معايا على خفيف كدة.
مصعب فهم ان الكلام على عطر اتعصب: ممكن تقفلي الزفت ده علشان عايزك.

ايمان بضيق: اوفففففف. اميرة اقفلي هبقي اكلمك تاني، مصعب رجع، ايوة ايوة، هكملك ماشي بعدين، سلام...
قفلت ايمان وبصتله بزهق: نعم، خير، هو انت مافيش مرة تدخل عليا ووشك مفرود، دايما قالب بوزك كدة...
مصعب بيكتم غضبه بصعوبة: ماهو بعد الشر يعني انا مش داخل لاقي حاجة تفتح النفس، اللي نبات فيه نصحي فيه، قوليلي انتي بذمتك انتي صاحية من النوم الساعة كام. ودلوقتي الساعة كام، يرضي ربنا منظر البيت ده،!؟

ايمان: يوووووووه، البيت، البيت. وشغل البيت. ايه يا مصعب انت بتتدخل في حاجات مالكش فيها على فكرة، دي حاجات ستات. انت بجد اور اوي. ثم انا ايه جارية ولاخدامة عندك، وظيفتها تطبخ وتنضف وتلبس. لا معلش انا بني آدمة وليا حقوق...

مصعب بعصبية من كلامها وعندها: يا شيخة كتك كسر حوقك، هو ايه محاضرة حقوق المرأة دي. انزلي من على المنبر يا ست المحامية، انتي بتناقضي نفسك على فكرة، هو انا طلبت ايه، قوليلي طلبت ايه زيادة، يعني انتي وحتة البرس ده لوحدكم. اقنعيني البيت ده كله حالته كدة ليه، ده احنا ولا اثري الحرب يا شيخة...
ايمان بعصبية: ابنك بيلعب عيل صغير عادي، و على فكرة كل البيوت اللي فيها اطفال كدة.

حذيفة: اديكي قولتي اطفاااااال، مش عيل زي البرس عنده سنتين، طب انتي وهو في اللينج بتتفرجي انتي وهو بيلعب، سؤال يطرح بلح، بقيت البيت مولع كدة ليه كله مكركب، ده حتى المطبخ عايز تطهير والحمام اقسم بالله لولا انا بنضفه بإيدي كان زمان الجيران اشتكوا من الريحة، ابوس ايدك ارحميني انا تعبت والله تعبت، يا شيخة بقالك هاتي حد يساعدك حتى لو كل يوم، اعملك ايه تاني، دي كمان اعملها انا، اجيب واحدة تنضف واقعد معاها واتفرج انا عليها، انتي ايه بس جبلة، حسي باللي خلفوني بقي. اووففففف.

ايمان: بقولك ايه انت بني ادم نكدي وانا تعبت منك، كل يوم نفس الكلام ونفس الاسطوانة دي، انا هدخل جوا مع ابني وانت عندك الاكل في المطبخ، سخنه في الميكرووي...
دخلت ايمان اوضة ادم. تكمل تلفونها. ومصعب بيغلي من الغضب.

مصعب: استغفر الله العظيم يا ربي. يعني دي دلوقتي لو رنتها علقة وجبستها سنة كاملة، ابقي غلطان، يارب انت بتعاقبني لييه. ده انا لو قاتل قتيل مش هتعاقب كدة، بنت فتحية دي عقاب ليا وللذنوب اللي لسة ماعملتهاش، ااااه يا ضغطك يا مصعب، منك لله يا ايمان يا بنت فتحية يجيلك ويحط عليكي، والله ما هتتربي غير لما اقهرك واتجوز عليكي، وحلال فيكي اقسم بالله...

دخل مصعب اخد حمام وغير هدومه، ودخل المطبخ، شاف المكرونة معجنة اتضايق وسابها. ولقي لحمة بس شكلها غريب ومحروقة وريحتها واضحة...
مصعب بزهق وصوت عالي: انتي يا ست الحسن، ممكن اعرف الاكل ده تبع انهي زريبة، قصدي انهي مطبخ، اكيد افريقي من اللي بيطبخوا في الصحرا، صح. او هندي من اللي بتتفرجي عليه، هما دايما يحبوا العك...

ايمان دخلتله بببرود: هاها ها، ظريف، لا يا خويا المكرونة بس عجنت شوية، واللحمة دي كباب حلة بس اتاسعت مني كنت مشغولة مع آدم، بس حلوة وطعمها حلو...
مصعب بص للحمة وابتسم بسخرية: قولي والله، دي كباب حلة، دي قعر الحلة يا ظالمة، ثم مين االي اتلسعت، دي اتحرقت، دي عايزة المطافي تطفي ورايا لو كلتها، ودي يا ماما مش مكرونة مين ضحك عليكي بس وفهمك كدة، دي
تكوريها وتعمليها عجينه.

ايمان بتأفف: عيب عيب. كمان، انت حر تاكل او لا براحتك...
خرجت ايمان ومصعب طبعااا ما اكلش وعمل شاي وخرج البلكونة ووقف يشربه، بس وهو واقف سمع صوت عياط وخناق. وميز صوت عطر، اتعصب وفضوله خلاه يفضل واقف يعرف مالها...
في شقة عطر...
عطر بتبكي من الم دراعها اللي في ايد رامز زوجها ولاويه وبيضربها...
عطر بدموع والم: كفاية يا رامز، كفاية الله يخليك، ايدي بتوجعني، حرام عليك...

رامز بغضب: حرمت عليكي عشتك، انتي تستاهلي قطم رقبتك، انتي ولية نكد. ومقرفة، ولازم تتربي.
عطر بدموع: يا اخي حرام عليك، كل ده علشان رديت على الزبالة اللي بتعرفهم عليا، حقي انت جوزي...
رامز ضغط على دراعها اكتر وضربها تاني: انتي مافيش منك فايدة، والظاهر جتتك نحست من كتر الضرب، انا اعمل اللي يعجبني وانتي هنا زيك زي اي كرسي، اكلم ستات اعرف بنات مايخصكيش. فاهمة. وزقها في الارض بعنف.
عطر بدموع: انت مفتري وظالم وربنا هينتقم منك، انت ليه بتعمل كدة، ما انا مراتك انا اولي بيك منهم، ياريتك تعتبرني واحدة من اللي بتعرفهم، يارتني اسمع منك كلمة حنينة زي اللي بتقولهالكم، انت لييه كدة ليييه...
رامز قعد بإستفزاز: قولتلك مالكيش فيه ومش عاجبك اتفلقي واخبطي راسك في الحيط. انا حر...

عطر قامت بعصبية: لا مش حر، مش كفاية نقلنا من بيتنا بسببك، بسبب قذارتك اللي بتعمله مع الجيران، انت واحد مريض ومقرف...
رامز قام وشدها من شعرها بغضب: انا مريض ومقرف. طب ورحمة ابوكي الغالي لربيكي يا عطر امشي قدامي...
وشدها على اوضتهم بقسوة وحقارة، وعطر بتقاوم وبرجاء.
عطر بدموع: طب خلاص. اسفة بس سبني الله يخليك، خلاص هسكت، هسكت.

رامز بوعيد: ابداااا، مش انا مريض. هوريكي المريض ده بقي بيعمل ايه، وهترفك ان صوتك ده مايعلاش عليا تاني...
عطر بدموع وخوف من اللي هيحصلها على ايده، بصت وشافت مازن ابنها واقف بيبكي برعب، طفل برئ عمره خمس سنين، وحيد وخايف، وحزين على اللي بيحصل لامه...
عطر بإستعطاف: طب، طب علشان خاطر مازن، ده خايف سبني اروحله وهبقي ارجعلك، ابوس ايدك يا رامز كفاية زل.
رامز بتصميم بص لمازن بتحذير: مازن...

مازن مرعوب وخايف وبصوت ضعيف: ننن. ننعم يا بابا.
رامز: ادخل اوضتك واقفل الباب عليك. ياللا...
مازن بسرعة وخوغ دخل وقفل الباب...
ورامز اخد عطر اوضتهم وقفل الباب، وبدأت وصلة عذاب وزل، وصلة وجع، وصلة نحيب ودموع، قلب بينزف، وروح بتبكي، عيون لو دموعها بتخلص كانت جفت ونشفت، انتقام انسان مريض. انسان مايسحقش يتقال انه بني ادم...

مصعب كان سمع كل اللي حصل لحد ما الصوت اختفي ودخل رامز مع عطر، كان جواه ناار وغيرة. من كل اللي سمعه، مش مصدق ان فيه انسان بالشكل ده!، مش متحمل انه يتخيل اللي بيعمله في عطر دلوقتي. وهو واقف متكتف مش قادر يعملها حاجة، مش عارف ليه. اتمني ينط من البلكونة ويدخله ويقتله ضرب ويكسر ايده اللي بيضربها بيها، فضل واقف متعصب وبيشرب سجاير بشكل غريب ومتوتر...

عطر اخيراااا فتحت باب الاوضة وخرجت تجر زلها وقلة حيلتها...
زيها زي ستات كتيير مجبرة تعيش مع رجالة ذكور بالاسم، رجالة لا تستحق اللقب اصلا، ان اختلفت الاسباب، مش كلهم عطر وازمتها، لكل واحدة ازمة ومشكلة، بس في النهاية النتيجة واحدة، الكسرة والحوجة لاشباه رجال...

عطر بدموع والم دخلت الحمام ووقفت تحت الميا بتتمني تغسل نفسها من جوها زي ما بتغسل جسمها، بتتمني تغسل روحها المدبوحة، تغسل قلبها اللي بينزف وجع وقهرة، فضلت تشوف جسمها وعلامات الضرب وتتألم.
عطر: ااااه يا ربي، انا تعبت، انا تعبت من وحدتي، يارب ريحني منه بقي، ده مش انسان، مش انسان، الله يرحمك يا بابا. موت وسبتني اتبهدل وانزل، ربنا ينتقم منك يا رامز، على اللي بتعمله فيا...

خرجت عطر من الحمام ودخلت لابنها اوضته ولقته نام على الارض من العياط، ضمته لحضنها بحزن عليه. واخدته لسريره ونيمته وغطته وخرجت، لبست حجابها ودخلت البلكونة، مصعب كان لسة واقف سمع باكونتها بتتفتح اتراجع خطوات وبعد. وهي دخلت وقعدت وكلمت صاحبتها مريم...
عطر بدموع: ايوة يا مريم، كنتي متصلة عليا فيه حاجة.؟
مريم بقلق: سيبك مني انتي مالك، بتعيطي ليه.!؟
عطر ببكاء: هيكون مالي. ما انتي عارفة.

مريم بأسف: رامز برضوا، ربنا ياخده...
عطر بحسرة: ربنا ياخدني انا ويريحني، انا خلاص يا مريم. خلاص تعبت، مش قادرة اقاوم، ده بيتفنن في زلي، من يوم ما بابا مات وهو زاد في ظلمه وبهدلته ليا...
مريم بحزن: معلش. معلش حبيبتي نصيبك كدة، كل الرجالة كدة متعبة.

عطر بنفي: لا لا مش كل الرجالة، في رجالة بجد، رجالة بتتقي ربنا، قوليلي يا مريم. انا عملت ايه في دنيتي علشان ربنا يعمل فيا كدة، انا ليه ما اتحوزتش راجل غير رامز، ليه هو. ليييه. ده بيعامل ستات الشوارع احسن مني، والله اتمنيت ابقي واحدة منهم علشان يحن عليا، ده بيضحك معاهم. ويهاديهم، ويكلمهم قصادي بمنتهي البجاحة، وبيتعمد يعمل كدة علشان عارف اني مجبرة ماليش غيره...

مريم: والله تتطلقي منه ويارب تعيشي في الشارع ارحم منه...
عطر بسخرية: الشارع ارحم منه، بس الناس لا، كلهم هيعيبوا فيا، هبقي انا الغلطانة والست المنحرفة، وهو هيفضل قصادهم احسن مني، عارفة بس لو عمتي مش معاها ولاد كنت روحت عشت معاها. بس ابنها معاها وبنتها هتفتكر اني هشاركهم في الشقة. وهو عارف كدة علشان كدة بيزل فيا، علشان عارف اني ماليش مكان ولا ليا حد غير عمتي.
مريم: يارتني اقدر اخليكي تعيشي معايا بس اعمل ايه مش بإيدي.
عطر ابتسمت بوجع: ربنا يخليكي ليا، ياللا انا هقفل وادخل انام. وهكلمك الصبح
مريم: دلوقتي ده لسة بدري
عطر بوجع: خاليني اهرب وانام. يمكن ربنا يكرمني وما اصحاش تاني...
مريم بعتاب: اخس عليكي. اياك تقولي كدة، ربنا يخليكي لابنك...
عطر ابتسمت: خاليها على الله، ياللا سلام حبيبتي.

قفلت عطر مع مريم وفضلت باصة للسما وتبكي وتدعي، وتتحسر على حاله واللي جرالها...

ومصعب قاعد في الببلكونة وسامع كل ده وقلبه بيتعصر عليها، مش مصدق ان البريئة والهادية. اللي عنيها وابتسامتها، سحرته وكلها دفئ وحنية محملة كل الهم والحزن والوجع ده كله، اتمني يروحلها ويخدها في حضنه ويهون عليها اللي فيه، ويطلقها من رامز، بس لسة مش قادر ولا عارف هيعمل ايه ويتصرف ازاي. وبأي حق يتدخل، وهل هي هتقبل، فضل قاعد يسمع عياطها لحد ماتعبت ودخلت تنام وهو فضل بحزنه عليها قاعد مهموم...

في بيت حذيفة هيتجنن من امه وتسىرعها...
حذيفة بجنون: افهم بس يا امي انتي ازاي تعملي كدة، ازاي تديهم معاد من غير ما تعرفيني، انتي بتدبسيني صح.
فريدة بصوت واطي: اهدي بس يا ابني، انا اعمل ايه الست امه كلمتني وقالتلي جايلك اقعد معاكي اقولها لا، ولما جات جابت ابنها وجوزها وعايزين يقابلوك. انا اعمل اطردهم...
حذيفة بغضب: استغفر الله العظيم. روحي يا امي خاليني اغير هدومي وشوفيهم لحد ما اجي روحي ربنا يسامحك.

فريدة بتأفف: يووووه. انت حمقي اوي. عيلة وجالها عريس. ايه الدنيا خربت.
حذيفة بعصبية: يا امي الله يرضي عليكي سبيني دلوقتي...
خرجت فريدة وحذيفة رايح جاي زي المجنون.
چويرية قاعدة في أوضتها بتعيط مش عارفة هتعمل ايه. وايه القرار الصح!
هي بالنسبة ليه ايه!؟
هو بالنسبة ليها ايه!؟
هو حبيب فعلا ولا مجرد ابيه حذيفة وبس.
والعريس ده هتوافق عليه ولا لا؟
طيب ليه وافقت تقابله من الاول؟
فضلت تبكي وتبكي.

طيب لو هو بيحبها ليه وافق على معاد العريس من الاول ليه مارفضش!؟
يبقي هو مش بيحبها. هي مجرد طفلة بالنسبة ليه. امانة. وبيطمن انها هتوصل لبر الآمان وبس.
حذيفة في أوضته واقف هيتجنن. ازاي هيخليها تخرج وتقابل راجل غريب يشوفها علشان يتجوزها!؟
هو اصلا مستعد يتحمل انها تكون لراجل غيره!؟
چويرية اللي كان بيخاف عليها من نظرة عين. هيتحمل يسلمها لراجل تاني وتكون زوجته!؟

غمض عنيه بألم وهو بيمحي الفكرة البشعة دي من عقله.
مستحيل چويرية تكون لغيري. دي بتاعتي انا حقي انا. مش لاي حد تاني.
الحاجة فريدة خبطت ودخلت لحذيفة.
الحاجة فريدة بإستغراب: ايه يا ابني الناس برا قلقت انت هتخرج امتي!؟
حذيفة بيتمالك نفسه من الغضب والغيرة: هي جاهزة تخرج!
الحاجة فريدة: ايوة هي خلاص لبست ومستنية بس لما انت تأذنلها تخرج.
حذيفة اتجنن هي جاهزة ومستعدة! يعني موافقة وعايزة تتجوز!

حذيفة بجنون وغضب: انا بس عايز افهم هي الهانم دي مستعجلة على ايه! عايزة تتجوز ماصدقت اوي كدة! وهي العيلة المفعوصة دي تفهم ايه عن الجواز اصلا!؟

فريدة ابتسمت: هههههههههه. يا حبيبي كل بنت ومسيرها للجواز. وبعدين دي چويرية بالاخص لازم تتجوز بدري. دي ماشاء الله جمالها رباني ويفتن ودي امانة ولازم نكمل توصيلها للاخر على خير. وبعدين هي يعني هتتجوز الصبح. دي خطوبة لحد ماتخلص ثانوية عامة السنة دي وتبقي تتجوز وتكمل في بيت جوزها.
حذيفة بغل وغيظ من كلام امه. هو
اصلا مش موافق وامه اللي صممت انه يقابل العريس ده. اتعصب.

حذيفة: بس لعلمك انا اصلا مش موافق ولا هخليها تتجوز الا لما تنهي دراستها للاخر. انا بس وافقت على قعدتي معاهم علشان خاطرك لانك دبستيني في المعاد ده. لكن جويرية مش هتتجوز على جثتي.
فريدة بتحاول تبعد اللي فهمته ومش مصدقة ان ابنها ممكن يكون بيحب چويرية. ده هو اللي مربيها ازاي!
فريدة بهدوء: طيب والناس اللي برا دي هنقولهم ايه! هنسيبهم كدة!

حذيفة بعصبية وغضب: حاضر يا امي عايزاني اقابلهم حاضر هخرج اقولهم ماعنديش بنات للجواز. ماشي.
فريدة وقفته وهي خلاص اتأكدت من ظنها: براحة يا ابني الناس كلها بتحبك وتحترمك. ماتخليش حد يزعل منك. ده انت مهما كان الشيخ حذيفة.

حذيفة بوجع وقلب محمل من سنين: يا امي ارحميني ارجوكي. انا مش شيخ انا حذيفة وبس انا بحاول اكون ملتزم انتم ليه مصممين اني شيخ! ليه الكل بيعاملني اني معصوم مش مفروض ابقي زي باقي الناس! يا امي انا بشر والله بشر. بغلط وبزعق وبتعصب، وبوجع وبحب وبكره، مش ملاك انا والله مش ملاك ارحميني يا امي ارحميني...

فريدة حضنته وبكت: ياااااه يا حذيفة ده انت في قلبك كتيير يا ابني. حقك عليا، بس ده من حبنا فيك الكل معتبرك قدوة وبيحبوك ويقدروك.
حذيفة خرج من حضنها ودموعه محبوسة في عيونه ولمعتها بتضوي في صمت: بس انتم حملتوني كتتيير كتيير. اكتر ما اقدر اشيل، انا خلاص، خلصت صبري وتحملي...
فريدة: طيب علشان خاطري تعالي قابل الناس وحاول تتكلم بهدوء. علشان خاطر امك.

حذيفة غمض عنيه واتنهد بحيرة: حاضر يا امي حاضر. اتفضلي. انا جاي معاكي.
فريدة بتردد: طيب هي. هي. چويرية مش هتخرج تقابلهم.
حذيفة بجنون وغيرة: اياك يا امي المح طيفها يخرج برا اوضتها. واياك تخرجيها من غير النقاب والله هموتها وانتي بقي تتحملي اللي هيحصل.
فريدة بتعب من عناده: لا لا وعلى ايه خلاص مش هتخرج لما اشوف انت هتعمل ايه.
خرج حذيفة يقابل العريس وأهله. وفريدة معاه...

حذيفة قاعد معاهم. وواضح عليه الرفض والعصبية.
الحاج حسني: والله يا شيخ احنا فرحنا اول ما صلاح طلب اننا نخطبله الانسة چويرية. قولنا ونعم النسب
حذيفة بضيق: الله يخليك يا حاج، بس عذااا يعني چويرية لسه صغيرة على الجواز. هي لسة بتتعلم وانا مش هجوزها الا لما تنهي دراسة خالص.
صلاح بتوتر: احممم. ماهو يا شيخ حذيفة انا ماعنديش مشكلة، احنا نعمل خطوبة سنة ولا اتنين وبعد كدة نتجوز وتكمل دارستها بعد الجواز، بالعكس ده شئ يسعدني انها تكمل تعليمها...
حذيفة بغيظ منه: كتك البلا في تقل دمك، عيل باارد والله...
صلاح: بتقول حاجة ياشيخ!
حذيفة بضيق: لا ابدااا بقول انت مرتب اهو، بس للأسف چويرية رفضت. ومش موافقة.

فريدة بصتله وعقدت حاجبها، هو اصلا ما سألهاش ولا كلمها، ازاي بيرفض بالنياية عنها.
والدة صلاح بعصبية: وليه بقي يا شيخ، ماله ابني، ده دكتور ومستقبله زي الفل...
حذيفة بعصبية: ربنا يخليهولك يا حاجة، ويبعتله بنت الحلال. بس چوري لا انا اسف...
الحاج حسني قام بغضب: متشكرين يا شيخ، عن اذنك ياللا يا حاجة ياللا يا صلاح...
خرجوا كلهم وفريدة بعصبية: انت من امتي بتتعامل كدة مع الناس ممكن افهم...

حذيفة بغيرة: علشان البارد ده. واللي للأسف عمال ياخد حسنات على قفايا بس غصب عني مش قادر ما اقولش عليه كدة، بعتلي مع مصعب وطلبها وانا رفضت. هو بلغه. وهو مصمم يجي ويطلبها، اعمله ايه انا، يستاهل بقي
فريدة: وانت عرفت منين ان چوري رافضاه، اذا كنت انا نفسي ما اعرفش رئيها، لما قولتلها انك هتقابله. استنت تعرف رئيك وبعدها هتقرر. انت حتى ماستلتهاش.!؟
حذيفة بحرج: احممم. امي اندهيلي چوري من فضلك...

فريدة بضيق: ماشي يا حذيفة. هندهالك، بس سؤال. انت هتنعسها جنبك. ولا هتجوزها!؟
حذيفة بعصبية: لما ربنا يأذن ويبعتلها نصيبها هتتجوز كل شئ بقدر.
فريدة بتتطمن: يعني مافيش سبب تاني...
حذيفة بيحاول يخبي: لا لا طبعااا. هيكون فيه ايه، يا امي چوري امانه وانا لازم اعلمها للنهاية وبعدين تتجوز، مش عايز حد يتحكم فيها ويزلها. خاليها تبقي بعزة ومش محتاجة لحد...

فريدة ابتسمت براحة: طيب يا حبيبي، ريحت قلبي. حالا هندهلها واعملكم شاي.
راحت فريدة تنده لچوري وبلغتها باللي حصل. واللي عمله وقاله حذيفة. وهي فرحت وخرجتله...
چوري بسعادة: نعم يا ابيه...
حذيفة بغيرة: انتي كنتي عارفة انهم جاين صح.
چوري: ماما قالتلي بعد مارجعت من المدرسة وانت نزلت الورشة.
حذيفة بعصبية: وانتي بقي كنتي موافقة على صلاح!
چوري بنفي: لا طبعااا. ده عيل ملزق ورخم، انا اصلا مش بطيقه.

حذيفة ابتسم وبتأكيد: يعني مش زعلانة اني رفضته من غير ما اسألك.
چوري ابتسمت: ترتؤتؤ، دي احسن حاجة عملتها اصلا، وبص اي حد يتقدم بعد كدة. ارفضه. من غير ما تسألني.
حذيفة بسعادة: يعني مش عايزة تتجوزي!؟
چوري قربت منه وابتسمت: تؤتؤ تؤ. انا عايزة افضل معاك، قصدي معاكم هنا. انا مش عايزة اتجوز.
حذيفة اتنهد براحة: ولا انا عايزك تبعدي عني. قصدي عننا...
چوري غمزته: سيبك من السيرة الغم دي. احبلك أيس كريم معايا.

حذيفة ابتسم: اممم ياريت. اهو الواحد يطري على قلبه بعد الواد السئيل ده...
چوري: ههههههههههه. عيوني حالا اكبر ايس كريم علشان اجمل شيخ...
حذيفة ابتسم بحب: واجمل چوري...
چويرية وحذيفة تقريبا الامور زي ماهي، بس مابتخلاش ابدااا من غيرة وجنون حذيفة. حتى وهي لابسة النقاب. مجرد ان حد يبص في عنيها ده بيدبحه لو يطول يخفيها هي كمان كان عمل كدة، من غير تردد...
چوري كمان طول الوقت مش عارفة تشوف ولا تفكر في حد غير حذيفة
چويرية خلصت السنة الصعبة دي وكمان نجحت بنسبة عالية جداااا تأهلها لكلية طب زي ما هي وحذيفة كانوا بيتمنوا...

اما مصعب وعطر فكل واحد ليه حكاية ودوامة واخداه في حياته، مصعب لسة بيعاني مع ايمان واهمالها سواء في بيتها او فيه هو شخصيا، البعد والجفاء بين اي زوجين بينهوا اي امل للرجوع او الاستمرار...

عطر لسة زي ماهي وعلى حالها من سنين بتدوق عذاب وزل من راجل للأسف متخيل ان الرجولة في فرض سيطرته على مراته، في انه يلغي شخصيتها، انه يتحكم فيها وفي كل شئ يخصها، انه يخون وياذي مشاعرها بحجة انا راجل وانتي ست، وهو ولا يعلم شئ عن الرجولة...

بس الامل والحياة دبت في قلوب معتمة، فاضية، ضلمة. مصعب وعطر كل واحد خوفه بيزيد يوم عن يوم كل لما يفرح وعنيه تضحك لما يشوف التاني، كل واحد احساس الخيانة بيوجعه، عطر بتحاول تقنع نفسها انه مجرد احساس عابر. وانه مهما كان رامز سئ هي مستحيل تخون، ومصعب. احساسه بالذنب مش لايمان ودي حقيقى هو متأكد منها، احساسه وخوفه من ربنا، خايف لانها متجوزة وليها بيت وابن، حتى لو بيت هش وضعيف وكله سواد، بس في النهاية هي زوجة لغيره مش حرة، بس القلب له احكام وحسابات غير العقل، مش بيفكر بنفس المنطق. وياعالم ايه لسة متشال ليهم تاني...

في ليلة في بيت مصعب كالعادة دخل البيت متأخر لقي ايمان كاعادتها نامت من غير ما تستناه لما بيتأخر، اتنهد بيأس وغير هدومه ودخل البلكونة زي مابيحب دايما. بس لما دخل سمع صوت مزيكا هادي لفت انتباهه. ولما حقق لقي عطر قاعدة في نور خافت ومشغلة مزيكا هادية وبصوت هادي. وماسكة كتاب بتقرأ فيه ومندمجة، ابتسم ملامحها وهدؤها وتصرفتها كلها تجذب هادية وناعمة في كل شئ، كان بيحاول مايعملش صوت بس غصب عنه خبط في الكرسي وعطر اخدت بالها ووقفت بحرج. واتلخبطت لما شافته، وهو اتأسف.

مصعب بأسف: ااانا اسف خضيتك. ببس والله ما كنت اقصد.
عطر بخجل: لا ااابدا مافيش حاجة اانا بس اللي كنت سرحانة وعلشان كدة ااخضيت.
مصعب قرب من الصور اكتر وبص للكتاب وابتسم لقاها رواية واسمها احببتك من اللقاء الاول
مصعب بإعجاب: دي رواية مش كدة!؟
عطر انكسفت وخبت الرواية: ااااه. رواية...
مصعب ابتسم اكتر من كسوفها وحب يهون عليها: اممممم. طيب مالك خبتيها ليه! على فكرة انا كمان بحب الروايات وخصوصا الرومانسية.

عطر بصتله بدهشة: معقول! انت بتحب الروايات؟
مصعب عقد حاجبه: اه بحب الروايات مالك مستغربة ليه.
عطر بتأكيد: اااصل رجالة قليلة اوي اللي بتحب القرأة وخصوصا الروايات، وكمان رومانسي، بجد مستغربة.
مصعب اتنهد: الروايات عالم جميل، كل واحد بيعيش فيه اللي بيحبه ويحلم بيه ويتمناه، الموضوع مالوش علاقة براجل او ست، ده احساس والاحساس مش بيتجزء ولا بيختلف. من قلب راجل وقلب ست.
عطر بحزن: عندك حق، الاحساس ده شعور انساني، لاي حد. المهم يكون موجود من الاساس...
مصعب قلبه حزين على حزنها اتنهد: هو انا مضايقك او بتطفل عليكي، يا مدام عطر.!؟
عطر بنفي وسرعة: لا لا خالص يا استاذ مصعب، وبخجل بالعكس يعني. ححضرتك انسان زوق جدااا.

مصعب اتنهد وغمض عنيه من شدة اعحابه بيها: اااااه يا عطر ماكنتيش قادرة تظهري في حياتي بدري شوية قبل ما انا اتجوز، وانتي تتجوزي، اااااه لو كنتي مراتي قسما بربي ماكنت خليتك تقعدي قعدتك دي. ولا نزلت دمعة منك، العيون دي ربنا خلقها علشان تضحك مش تبكي...
مصعب بحنان: هو بصراحة انتي اللي انسانة كلك زوق ورقة.
عطر خجلت وسكتت وبدأت تتوتر.

مصعب انتبه لهيامه ونظراته ليها وبحرج: احمم. تعرفي. آدم بيحبك جدااا. اوقات كتير لو صاحي بيدخل البلكونة هنا ويفضل ينده عليكي. سبحان الله كلامه مكسر. وعايز مترجم علشان نفهمه، بس الوحيدة اللي بينطق اسمك بوضوح، وبضيق حتى اسم امه بنت فتحية.
عطر كانت مبتسمة من كلامه وبعدين مافهمتش اخر جملة: نعم. ممين!؟

مصعب انتبه: . هاه، لا لا قصدي حتى امه وجدته فتحية. اسمهم تقيل عليه، وبهمس، وعليا انا كمان ان جيتي للحق، هما اتقل من الهم على القلب.
عطر شايفاه بيتكلم ومش سامعة كويس: ههههههه، انا سمعت لحد اسمهم تقيل على ادم بعد كدة بقي مش عارفة انت قولت ايه...
مصعب ابتسم بإعجاب من رقة ضحكتها وفضل باصص ليها، وعطر اخدت بالها وانكسفت.

عطر بحرج: احممم، على فكرة اانا كمان بحب ادم جداااا. وهو ومازن ابني متفقين جداااا، مع ان مازن إلى حد ما منطوي ومش بيحب يتكلم ولا يلعب مع حد. بس برغم ان آدم اصغر منه بس بيحبه اوي وبيفرح خالص لما اخده عندي يلعب معاه...
مصعب: هو كان عندك النهاردة مش كدة،!؟
عطر ابتسمت: ايوة قعد مع مازن ولعبنا سوا وضحكنا واكلنا كمان ولما نام رجعته لمدام ايمان، هي قالتلك!؟

مصعب اتنهد وابتسم بسخرية وبينه وبين نفسه: تقولي ايه وهي نايمة حتى ماسألتش جوزها اللي اتأخر راح فين ولا هيرجع امتي، بس الواد نايم نضيف واضح انه مستحمي وشبعان كمان...
عطر عقدت حاجبها: استاذ مصعب. في حاجة!؟
مصعب ابتسم بحزن: لا لا مافيش. ااصل آدم نايم مستغرق كدة وهادي، وهو مش بينام بهدوء بالشكل ده غير من وقت ما انتي سكنتي هنا، واضح انك بتحبي الاطفال.

عطر ابتسمت بحنان: وهو فيه حد وخصوصا لو ست. مش بتحب الاطفال، دول نعمة من ربنا، ربنا يخليلك آدم. ولد جميل، وضحكت، ههههه. بس بصراحة عايزة اشتكيلك منه. اصله شقي وبيعاكسني.
مصعب اتنهد وسند على الصور: بيفهم بصراحة، يعني الواد بيطمني على مستقبله كدة...
عطر ابتسمت: يا سلام. انت بتشجعه بقي يبقي ولد شقي...
مصعب هز راسه بتأكيد: بصراحة هو لازم يعاكسك، يعني حد يشوف الرقة دي ويفضل ساكت...

عطر بخجل هي كل يوم بتحس انه معجب بيها وهي كمان. وده بيأنبها دايما. : احممم. ططب اانا بقي عن اذنك.
مصعب اتضايق من نفسه واندفاعه: ااانا اسف، والله انا بس بهزر...
عطر بهدوء: ولا يهمك، ماحصلش حاجة، تصبح على خير.
مصعب لو بإيده ما يسبهاش تغيب عنه وتفضل جنبه لطلوع الشمس.
مصعب: وانتي من اهل الخير، احلام سعيدة...
عطر ابتسمت وبهمس: اكيد لو حلمت بيك، غير كدة هيبقي كابوس.

دخلت عطر ومصعب فضل قاعد يفكر ومحتار من القدر اللي حطها في طريقه...
مصعب: ياربي طب ليه هي!، ليه يوم ما قلبي يدق كدة. تبقي عطر، طب ليه. في الوقت ده، ليه وهي متجوزة، ياربي الرحمة من عندك بقي الرحمة...
عطر دخلت ولقت رامز جوزها قافل على نفسه في اوضته، خبطت عليه...
عطر: رامز، رامز افتح. رامز
رامز قاعد وبيكلم واحدة على الكاميرا، و بتأففف: ايييه بس مش عايز صداع...

عطر فهمت هو بيعمل ايه. وبقلة حيلة: انا هدخل انام مع مازن عايز حاجة!؟
رامز بضيق: يوووه لا مش عايز روحي نامي بقي.
عطر بدموع: انام! ياريته سهل النوم كدة، ماينام الا خالي البال، ربنا يسامحك، طب هو انا مش اولي منهم، ياريتك مرة ختني في حضنك بحنية ياريتك، بس هقول ايه، ربنا شايف وعالم بكل اللي بشوفه على ايدك...
دخلت عطر تحاول تنام مع مازن ابنها بس. للأسف مش عارفة تنام، قامت وعملت نسكافيه ودخلت البلكونة تاني. بس استغربت لما لقت مصعب لسة قاعد، وهو انتبه ليها.
مصعب عقد حاحبه: انتي لسة صاحية!
عطر بنفس التساؤل: انت ليه لسة صاحي مانمتش ليه!؟
مصعب بحزن: ماينام الا خالي البال يا مدام عطر.
عطر قلبها دق، دي لسة قايلة الكلمة دي من شوية، للدرجة دي، هما احساسهم واحد! معقول...
مصعب ابتسم: انتي ليه رجعتي هنا.

عطر اتنهدت: حاولت انام ماعرفتش. عملت حاجة اشربها وجيت هنا، دي عادتي من زمان بحب دايما اقعد في البلكونة...
وابتسمت برقة وخصوصا بالليل، الناس نايمة. وهدوء والسما صافية والنجوم بتضوي، اجمل منظر ممكن تشوفه في يومك كله.
مصعب بإعجاب: تعرفي اني زيك بجد، طول عمري من وانا شاب وانا بحب قعدة البلكونة، حتى المذاكرة كنت بذاكر فيها...

عطر: ههههههههههه. انا كمان كنت كدة، كان بابا الله يرحمه يقولي عمرك ما هتفلحي من قعدة البلكونة دي.
مصعب: ههههههههههه. الله يرحمه. بس قوليلي بقي بتشربي ايه!؟
عطر: نسكافيه. بتحبه!؟
مصعب: طبعاااا بحبه جدااا. بس فاشل في عميله، بيطلع مش زي ما بشربه في المكتب او في اي كافيه.
عطر قربت الفنجان بتاعها: طب دوق كدة وقولي رئيك...

مصعب ابتسم ومد ايده واخده منها وشرب وبإستمتاع: اممممم. يجنن بجد، انتي واضح انك شاطرة، مظبوط من كله، قوليلي بقي بتعمليه ازاي.!؟
عطر بمشاكسة: لا معلش ده سر المهنة، اشرب وبس.
مصعب رفع حاجبه: كدة، اممم طب مادام كدة بقي هشربه كله، انا مصدع ولسة مخلص شاي ومش قادر اعمل غيره بصراحة.
عطر: ههههههههههه. يا سيدي بألف هنا، قولي بتحب القهوة!؟

مصعب: قهوة. وهو فيه حد مش بيحبها، ده انا بعشقها. بس هي كمان مش بعرف اظبطها بشربها في المكتب قبل ما ارجع...
عطر: اااه علشان مدام ايمان نايمة كمان.
مصعب بسخرية: ولو صاحية، ايمان مالهاش فيها هي كمان مش بتظبطها...
عطر بحرج: احممم، طيب لو تحب اعملك قهوة.
مصعب ابتسم: ده يبقي طمع بقي، كفاية اخدت النسكافيه بتاعك...
عطر: لا طبعااا. انت تؤمر، حالا هعملك قهوة...

دخلت عطر ومصعب اتنهد براحة، ااااه يا قلبي اللي بيرفرف ده، زي ما تكون حاست بيا، وانها وحشتني ونفسي تقعد جنبي للصبح، طب اعمل ايه، اقتل رامز ده وارملها واتجوزها ولا اعمل ايه، ااااه بس هي تقولي اخلعه وانا اقسم بالله اخلعه خلعة ضرس مسوس واحرق قلبه...

عطر بتعمل القهوة وهي مبسوطة. بس فجأة لامت نفسها بقوة، : ايه اللي بتعمليه ده،! انتي ازاي ماشية ورا قلبك واحساسك كدة،!؟ ازاي تسمحليه يتكلم معاكي. وتسمحي لنفسك انك تتجاوبي معاه بالشكل ده!؟ ازاي، انتي من امتي كدة،! عمرك ما اتكلمتي مع حد، ولا قربتي من حد، انتي كدة فرقتي ايه عن رامز، هتخوني يا عطر! معقول!، لا لا خيانة ايه، انا عمري ما اعمل كدة، اانا كل الحكاية بس بجامله، كمان هو راجل محترم وزوق، أنا شوفتش منه اي حاجة وحشة.

واتنهدت بحيرة، يا تري اخرة اللي هما فيه ده ايه!؟ ويا تري لو فضلت بالشكل ده، وحبيته فعلا، هتتصرف ازاي!؟
بس غصب عنها ضعفت وقررت تسيب كل حاجة بوقتها وظروفها. واخدت القهوة. بس معاها كيك هي عملاه واخدته لمصعب. وهو شافها ابتسم.
مصعب: لا لا كل ده علشاني، دي خدمة ممتازة بصراحة، كيك كمان كدة كتييير اوي.
عطر: ههههههههههه. خالي بالك هتحاسب على كل ده...
مصعب ابتسم بحب وبص في عنيها: ده انا ادفع عمري كله، لو تقبلي.

عطر قلبها بيدق بقوة. اكنه بيحظرها، اكنه بيقولها ابتدا المشوار، ابتدا الطريق، ابتدا التغير.
مصعب بتوتر اخد قطعة من الكيك وعجبته جدااا: احممم. الله تسلم ايدك، فكرتني بكيك امي. بس ان جيتي للحق دي احلي كتييير.
عطر بخجل: ههههههههههه، ده شرف ليا اني اعمل حاجة زي. والدتك...

مصعب اخد القهوة كمان. واتنهد بسعادة: تعرفي انتي بجد حاجة تفرح، يعني يابخت جوزك بيكي، انتي قعدتك جميلة وكمان طباخة شاطرة، واالاهم. بتعملي قهوة تجنننن.
عطر بملامح كلها حسرة: جوزي،!؟ ببس يعني مش للدرجة دي، دي حاجة بسيطة...
مصعب: بسيطة!؟ انتي عارفة. القهوة دي مش اي حد بيظبطها، وانتي عاملة فنجان، يظبط الدماغ بجد، قوليلي بقي انتي بتحبي ايه تاني غير قرأة الروايات وكدة.

عطر اتنهدت: . انا بحب المزيكا اوي، وبحب القرأة وخصوصا الروايات، بس كمان، كمان...
مصعب ابتسم: ايه، كمان ايه...
عطر بحرج: بحب اكتب اشعار وخواطر.؟ بس ماحدش يعرف، حتى رامز
جوزي
مصعب بدهشة: بجد طب دي حاجة حلوة. وموهبة جميلة، ليه هو بقي رافض كدة...
عطر بحزن: يعني، لييه اسبابه
مصعب: بس انتي بتقولي مايعرفش، مش يمكن لو عرف او قرأ حاجة من كتاباتك، يغير رأيه.

عطر بيأس: لا. ااانا متأكدة ان عمره ما هيوافق، وبصراحة ااانا مش عارفة انا ازاي قولتلك حاجة زي دي...
مصعب اتنهد بحنان: يمكن علشان فينا حاجات شبه بعض. وتقريبا الشهور اللي فاتت دي قربتنا شوية...
عطر بحزن: يمكن.
مصعب: طب ايه رئيك تخليني اقرأ حاجة من خواطرك دي. ممكن، واوعدك هكون عادل ومنصف واقولك رئيي بصراحة.
عطر ابتسمت بخجل واتشجعت وجابت الاچندة بتاعتها وفتحتها على اخر حاجة كتبتها...
عطر بكسوف: بس. ببس وعد. ماحدش يعرف. ووكمان لو مش عجبك تقول.
مصعب ابتسم واخدها منها وقرأ
خاطرة ويكأنه حب
قل لي يا قلب. احقااا احببته.!
قل لي ولا تكذب، هل هو الحبيب المنتظر!
طمأن قلب ذاب من الالم، ذاب من الحرمان...
هدأ نبضاته، ارحم جنونة وارتجافه، ارحم قلب ذاق لوع الحرمان...

هل هو حب، اااااه يا قلب، ويحك، ويحك يا قلب، كأنه حب حقااا، نعم، نعم هناك ضربات. نبضات. لا لا هذه لم تكون فقط نبضات، هذه كانت طبول الحرب. نعم، طبول الحرب. حرب الحب...
ولكن هل يحق لي ولك ان نحب!؟
هل سيتركنا العالم الظالم.!؟ هل سيغفر لنا العالم الغادر. ذلة الحب!؟
بالطبع لا. لن يغفر، لن يفهم، لن يشعر بك احداا، لن يذوق احدااا مرارك ولوعتك، لن يشعر بك احد...

ولكن هذا الفارس النبيل هو الوحيد، الذي شعر بك، نعم. هذا الحبيب، هذا الحنون، لمس نبضك، وسمع همسك، اسكت، اخفض صوتك قليلاا، سيسمع اسمه يتردد بجنون هنا، سيشعر بإرتجافتك من شوقك لعناق ساحق، تغمره ويغمرك...
ااااه يا قلب حقااا ويأكنه حب
مصعب خلص قرأة وهو عيونه لمعت بدمعه وجع، اكنها قالت وكتبت على لسانه وبإحساسه، قلبه رق لنعومة كلماتها ومشاعرها، بصلها بحنان واعجاب وهي خجلانه ومتلهفة لرأيه...

مصعب: دي مش خاطرة. لا مستحيل. دي معزوفة موسيقية حالمة، بجد. ايه الاحساس ده، اكنك كتبتي احساسي وخيالي، انتي حقيقي موهوبة.
عطر دمعت: بجد، عجبتك. دي لسة كتبتها من النهاردة...
مصعب غمض عنيه: اااااه يا عطر انتي واضح ان كلك مواهب وكل يوم هكتشف فيكي موهبة جديدة...
عطر بخجل: متشكرة بجدد، ببس مش للدرجة دي...
مصعب قرب من الصور وابتسم: على فكرة انا من نفسي شيلت الالقاب، بعد كدة، انا مصعب بس. وانتي عطر ممكن.

عطر بخوف وقلق: لا. ببلاش من فضلك، كدة افضل خاليها بظروفها ممكن...
مصعب حاسس بخوفها وقلقها: ممكن اللي يعجبك، المهم تكوني مرتاحة، ممكن بقي اقرأ حاجة كمان.
عطر: ههههههههههه. انت طماع على فكرة، بس هخليك تقرأ اقلب الصفحة كدة...
فضلت عطر ومصعب يتكلموا ويتناقشوا ويضحكوا. والوقت يجري لحد ماوهما الاتنين ماحسوش بالوقت، والشمس بدأت تطلع...
عطر بإندهاش: يااااااه، دي الشمس طلعت، احنا معقول نسينا نفسنا كل الوقت ده...
مصعب بحزن ان الوقت جري: للأسف. الوقت معاكي بيجري بسرعة، حقيقي مش هكون ببالغ، ان اجمل وقت في يومي كله، لما بدخل واشوفك هنا في البلكونة، ونتكلم، بس بصراحة اجملهم النهاردة، كانت ليلة جميلة ماتتعوضتش...
عطر ابتسمت بخجل: عندك حق، الوقت لما بيكون جميل بيمر بسرعة، ياللا بقي ادخل نام شوية انت اكيد عندك شغل. وانا كمان هنام شوية.

مصعب ابتسم براحة: تؤتؤتؤ. انا هنام براحتي، ده انا متهيألي دي اجمل ليلة مرت عليها وهنام وانا في قمة سعادتي...
عطر بتوتر من الليلة المجنونة دي، واللي لو كانت فكرت بعقلها ولو لثانية، كانت مستحيل تعشها من البداية. ولا تقضيها بالشكل ده...
عطر: طيب عن اذنك بقي. سلاام...
مصعب بحنان: سلام...

كل واحد دخل ينام، وهو في قمة سعادته، كل واحد فيهم في نفس الوقت باصص للسما وبيفتكر كل كلمة للتاني، كل ضحكة، كل ابتسامة، كل همسة، كل حاجة مرت في الليلة دي، وفي النهاية من التعب والمتعة، كل واحد غمض عنيه وكأنه بيحضن التاني في حضنه وناموا الاتنين...

ومرت شهور، وشهور، ومصعب وعطر كل ليلة تقريبا بتكون دي قعدتهم، وضحكهم. اللي من القلب، بقي اليوم بيمر عليهم ببطئ رهييب وهما بيستنوا الليل يجي ويتقابلوا سوا في مكانهم المعتاد. البلكونة، بس لحد دلوقتي ماحدش فيهم قادر ولا عارف يعترف للتاني ولا يبوح باللي في قلبه، للوضع المميت المؤلم اللي هما فيه...

السنة الدراسية بدأت و چويرية انتظمت في الجامعة وبدأت سنة اولي طب، وحذيفة كالعادة زي ماكان بيوصلها للمدرسة. بيوصلها للجامعة...
وفي يوم رجعوا سوا من الجامعة هما الاتنين ودخلوا البيت، بس اتفاجأوا من وجود اعمام چوري. واللي هي نفسها ما تعرفهمش، بس حذيفة اول ما شافهم اتقبض، وقلبه قاله. ان اللي وراهم مستحيل يكون خير ابدااا.
الحاج بلال وفريدة كانوا قاعدين بقلق مع، فاروق اللي قاعد علي.

الكرسي بتاعه وخالد ابنه جنبه، و. عصام ومعاه أمجد ابنه.
حذيفة لا اردي اول ما شافهم وقف قصاد چوري يحجبها عنهم، اكنه بيخبيها منهم.
حذيفة بصدمة: انتم!؟ ايه اللي فكركم بينا بعد كل السنين دي!؟
فاروق بندم بص على چوري اللي مع انها بالنقاب. بس مايخفاش انها كبرت وبقت عروسة فعلا، كمان جمال عنيها صعب يتداري...
فاروق ابتسم: ااانتي، ااانتي چويرية. مممش كدة.

چويرية برغم انها من سنييين طويلة مابتلمسش حذيفة ابدااا. بس في اللحظة دي خافت ماتعرفش ليه ومسكت في قميصة بقوة واستخبت فيه وبخوف: مين دول يا ابيه!؟
حذيفة هو كمان قلقه عليها ومن جمعتهم بعد السنين دي. نسته كل شئ. وضم ايديها بقوة وبحنان يطمنها. وبهمس: اهدي حبيبتي، اهدي ماتخفيش، دول اعمام والدتك الله يرحمها...
فاروق بندم: تعالي يا بنتي تعالي. سلمي عليا، دده انا زي جدك تعالي...

حذيفة بقلق عليها قربها منه وهو جنبها: سلمي عليه يا چوري...
چوري قربت بترقب وسلمت على فاروق اللي شدها وحضنها بقوة وبكي. وهي مش فاهمة ولا عارفة فيه ايه...
امجد. كان تايه لما شاف چوري وبص في عنيها، وبهمس: بابا هي دي چوريرية.!؟
عصام بضيق: ايوة اكيد هي. مش سامع المحروس الشيخ بيقولها يا چوري، تبقي هي.
أمجد عنيه على چوري بإعجاب: بس باين عليها حلوة اوي، دي عليها جوز عيون يا لهههوي ياما...

عصام غمزه: هنياله يا ابن المحظوظة، شكلك هتقع واقف، مال وجمال.
أمجد. بولع: اوفففف. لما هي كدة ومتغطية اومال لو من غير نقاب كان بقي حالي ايه...
عصام ابتسم بسماجة: طب وعمه عصام ايه مافيش سلام ولا كلام...
چوري بصت لحذيفة بتسأله وتستأذنه، هز راسه بضيق واذنلها: سلمي يا چوري. ده عصام عم والدتك برضوا، زي الحاج فاروق.
چوري سلمت على عصام، وأمجد جنبه عنيه بتاكلها بجوع، ومد ايده يسلم عليها.

أمجد: انا امجد. ابن عم امك بردوا. يعني ابن عمك كمان.
چوري بعنف: اسفة مش بسلم على رجالة، ورجعت وقفت جنب
حذيفة ابتسم براحة من تصرفها وبصلها بإعجاب: اقعدي يا چوري.
قعدت چوري جنب حذيفة وهو بدأ يسأل ويفهم ايه سبب الزيارة.
حذيفة بجدية: طبعااا يا جماعة انتم ضيوفنا وتشرفوا في اي وقت، بس عذرااا يعني اكيد الزيارة دي ليها سبب.

عصام ببرود: لا مش اكيد، بنتنا ولقينا اننا قصرنا في حقها سنين، وقولنا نرجع صلة الرحم من تاني، ايه الغريب في كدة.
حذيفة مش مرتاح ومتأكد انه بيكدب. : اممممم. تمام نورتونا، بس استأذنكم چوري لازم ترتاح، هي لسة راجعة من الكلية ومحتاجة تنام.
فاروق ابتسم: ماشاء الله انتي دخلتي الكلية. دي السنين بتجري، انتي في كلية ايه يا بنتي.

چوري بقلب مقبوض مش مرتاح من كل الوشوش اللي شافتها دي: . اانا في كلية طب، اول سنة دي.
فاروق: ربنا يقويكي. دي طب دي صعبة اوي، بس انتي باين عليكي شاطرة وهتبقي دكتورة كبيرة.
أمجد. بضيق من حذيفة: بس ليه طب ووجع قلب. دول 7 سنين وتكليف وامتياز، وحاجة مش جايبة همها، ولا حد غصبك عليها.
چوري فهمت انه يقصد حذيفة وبشراسة: لا طبعااا انا هنا ارتبيت على الحنية عمر ماحد غصبني على شئ، والدراسة بالاخص، انا اللي امنيتي من. انا صغيرة ابقي دكتورة.
خالد بعصبية: واضح انك وارثة ابوكي وامك ولسانك متبري منك، براحة هو بيسألك بس.
چوري بغضب: وانت مالك بأبويا وامي انت، علشان تغلط فيهم...

خالد بغضب: انتي يا بت انتي مالك مستقوية ليه، ما تتعدلي ولا والله اربيكي كويس. واضح ان الشيخ دلعك زيادة وماعرفش يربيكي...
حذيفة بغضب مسكه من هدومه: عارف كلمة زيادة في حقها وهنسي انك ضيفي هنا وربي اربيك انا. انت فاهم.

چوري بعصبية: انت مين اصلا علشان تتكلم ولا انتم كلكم مين. انا ما اعرفكوش ولا عايزة اعرفكم. كنتم فين انتم من عشرين سنة. انا لا اعرفكم ولا عايزة اعرفكم، ايا كانت الاسباب اللي تخليكم ترموني كدة، مش عايزة اعرفها، بس انتم مالكوش عندي اي حق، واللي هيفكر يغلط في ابيه انا اللي مش هسكتله، ده كل اهلي، ده ابويا وامي واخواتي، ده كل دنيتي، واللي هيقول في حقه كلمة انا اللي هغلط فيه مش هو.

كلهم مصدومين من ردها ودفاعها الشرس عن حذيفة، وهو نفسه مش مصدق انها تتكلم كدة وتقف قصادهم بالشكل ده...
عصام لسة هيتكلم هو وخالد بس فاروق سكتهم ومنعهم.

فاروق: خلاص ماحدش يتكلم، هي عندها حق، بس يا بنتي الظروف ماكنتش سهلة. وان كنا غلطنا فكل الناس بتغلط، وعموما احنا جينا نشوفك ونعرفك وتعرفينا، واللي حصل ده بس علشان في سوء تفاهم بسبب اننا بعاد، بس ان شاء الله من هنا ورايح. هنعرفك وتعرفينا. ونزورك وتزورينا، لازم تعرفي اهلك وعيلتك...
يالا يا خالد، ياللا يا عصام هات ابنك وخالينا نمشي.

كلهم خارجين ونظراتهم لحذيفة كلها غل وكره، ولچوري كمان، بس أمجد قرب منها وهو نازل وبهمس
امجد: لينا روقة يا حلوة، اوعدك اخليكي تنسي الشيخ واللي خلفوا الشيخ...
چوري بسخرية: ده بعدك، بالسلامة شرفت.
خرجوا كلهم. وچوري متعصبة.
چوري: ممكن بقي اعرف الناس دي مين، وازاي اهلي وموجودين ورميني كدة، اانا لازم اعرف وافهم كفاية بقي سنين وانا ما اعرفش حاجة.
فريدة بتردد: احكيلها يا حذيفة. هي لازم تعرف وتفهم.

الحاج بلال بقلق: لازم چوري تعرف كل حاجة يا حذيفة. هي مابقتش صغيرة، كمان بعد الزيارة دي لازم تفهم وتعرف. انا قلبي مش متطمن.
حذيفة بخوف وقلق قعد بتعب: اقعدي يا چوري. وانا ههحكيلك كل حاجة.
قعدت چوري وسمعت من حذيفة كل شئ. ومع كل كلمة كانت دموعها تزيد، وحزنها على ابوها وامها يقطع فيها، وكرهها للعيلة دي يقوي ونفورها منهم يزيد، خلص حذيفة وچوري بتتقطع من الحزن والدموع.

چوري: يعني قتلوا ابويا وامي. بمنتهي البرود ورموني سنين طويلة وحرموني حق امي، والنهاردة جاين بمنتهي البجاحة يظهروا ويتحكموا، الناس دي ايه، ايه، مش بني ادمين. اكيد مش بني ادمين.
حذيفة بحزن: چوري اوعي تخافي انا حميتك منهم زمان. والنهاردة هفضل جنبك مش هسيبك ابدااا.
چوري بضعف: اوعي تسبني ليهم، انا مش متطمنة ابدااا ليهم، ابيه انا من غيركم اموووت...

حذيفة غمض عنيه بغضب وجنون، الوقت ده كانت لازم تكون في حضنه، لازم تحس بالامان والحنان، لازم تعرف هي فين وفي قلب مين...
فريدة بحزن: قومي يا نور عيني غيري هدومك. وانا هجهز الاكل كلنا هناكل سوا. انتي مش جعانة!؟
چوري بحزن: لا مش جعانة، كلوا انتم.
حذيفة قرب منها بحنان وقعد قريب منها وابتسم: ولو ابيه مش هياكل كالعادة من غير چوري، هتسبيه جعان!؟

چوري بصتله بحب وابتسمت من بين دموعها: مستحيل اسيبك جعان، خلاص هاكل معاكم.
حذيفة ابتسم وبمزاح: طب ما تزيحي النقاب ده شوية اشوف الضحكة الحلوة دي
چوري بجنون: ههههههههههه، المشكلة ان انت عارف اني مجنونة وممكن ارفعه. صح.
حذيفة: ههههههههههه. ايوة صح. لا خلاص كنت بهزر بس. انتي ما بتصدقي ولا ايه.
چوري: ههههههههه. اه اهو حتى اكل براحتي.

حذيفة: كمان براحتك، يا ظالمة ده انتي بالنقاب وبتقعدي تخلصي الاكل كله. من غيره ايه بقي، هتكلينا معاكي...
چوري: ههههههههههه. يا ابيه انا شقيانة دي كلية طب، طب. افهموها بقي.
حذيفة: ههههههههههه. طيب خلاص والله فهمنا، يللا يا ست البنات غيري هدومك وانا كمان وتعالي افتحي نفسنا كلنا...
چوري بحب: على فكرة، انت اللي بتفتح نفسنا كلنا، ربنا يخليك لينا يا اجمل ابيه...

حذيفة اتنهد بخوف: ويخليكي لينا وتفضلي منورة بيتك يا احلي چوري. ياللا بقي بطلي دلع.
چوري دخلت تغير هدومها، وفريدة وبلال مش مرتاحين.
فريدة: ربنا يستر. قلبي متوغوش.
بلال: ومين سمعك يا حاجة، ربنا يبعدهم عنها وعننا.
مرت سنة كاملة بحلوها ومرها. قلوب بتدبر لشر، وقلوب بتحب. وقلوب بتتعذب، وقلوب محتارة، وكل يوم حكاية وموقف، بس الاكيد ان رب القلوب دي كلها شايفها وسامع دعائها ونحيبها، عارف وجعها. وسامع بكاها، واللي خلقهم مستحيل يهملهم، سواء قلوب قاسية او قلوب عاشقة...
في بور سعيد فيه بيت فاروق.

عصام بضيق: انا مش فاهم انت ليه ساكت ومسكتنا معاك، الراجل اللي اسمه حذيفة ده عايز يفوق هو صدق انها بنتهم ولا ايه، ولا علشان ربوها كام سنة لا ده انا ممكن اسجنه، ازاي مش عايز البت تيجي تقعد معانا هنا، هو بأي حق يمنعها...

فاروق بحزن: رباها كام سنة. بقي بعد ما اخدها وهي شهور ورباها لحد مابقت عروسة وفي كلية طب، تقول كام سنة، ايوة يا عصام دي الحقيقة ومش هنقدر ننكرها، احنا رمناها وهو اخدها في بيته. عايز تهرب من الحقيقة ليه.
خالد بعصبية: جراي ايه يا بابا، انت حصلك ايه. انت ايه اللي غيرك كدة، ثم انت معاه ولا معانا...
أمجد بغل من حذيفة: الراجل ده خنقني، البت بتخاف منه بشكل، دي ما بتتحركش خطوة ولا بتتكلم كلمة من غير ما تبصله تاخد منه الاذن، كل ما نكون هناك بتبقي جنبه وهو ملازمها زي ظلها، بس ما ابقاش امجد الا لو قهرته واخدتها منه ورجعناها تعيش معانا هنا...
فاروق بغضب: انت بتقول ايه يا ولا انت. وابوك، تاخد منين وتعيش فين.!؟، انا نفسي مش موافق وانتم مصممين تعملوا اللي في دماغكم.

عصام ابتسم بخبث: هههه. ايه يا معلم فاروق مالك اتخضيت كدة، لحمنا وبنلمه، انا كمان. خليت المحامي يتصرف ويعمل محضر ان الشيخ اخد بنتنا غصب عنده وهيظبط البلاغ مع حبايبه في القسم، وبكرة هنزل القاهرة وهرجع بچويرية في ايدي...

فاروق بعصبية وغيظ: انت مجنون. ازاي تعمل كدة، ده ما كنش اتفاقنا، انتم طلبتم مني اروح معاكم اول مرة، علشان بس نعرف البت وتعرفنا، وتتعود علينا، تزورنا ونزورها، مش ناخدها هنا. البت ماتعرفناش، انتم عايزين منها ايه،!؟

عصام بتصميم: ما قولتلك بنتنا، لحمنا وبنلمه، ثم بصراحة بقي المشروع بتاعنا في النازل والكل بيخسر حتى الكبار بيخسروا، وبصراحة لو فضلت الخسارة بالشكل ده، هنبقي على الحديدة، ومافيش قصدنا غير چويرية وحقها وفلوسها، دي الفلوس اللي في اللبنك بإسمها تحل ازمتنا كلنا. ده. غير المحلات والكام عماة اللي بإسمها. والمحامي قالي انها تقدر ترفع قضية زي امها زمان، وتاخد حقها، عايزنا نستنا ايه تاني بقي...

فاروق بتأنيب لنفسه: . انا اللي روحت معاكم بإيدي، ودتلها قضاها بنفسي ولحد عندي.
خالد: مالك يا بابا زعلان ليه، خاليها ترجع هنا واهي تتجوز حد مننا وتبقي الحكاية في بيتها...
عصام وامجد بصوا لخالد بغضب، أمجد: نعم يا خويا! حد مننا ازاي مش فاهم، هو انا اللي هتجوزها، مش محتاجة فهم. انت بترسم على عيلة قد بنتك ولا ايه اتجننت انت صح...

خالد بعصبية: انت اهبل ياللا ولا ايه، وماله لما اتجوزها لا حرام ولا عيب، والراجل ما يعبوش سن ولا انا مش مالي عينك يا حيلة...
عصام بعصبية: لا يا خالد انت فعلا اتجننت بجد، احنا اتفاقنا نرجعها علشان تتجوز امجد مش تتجوزك انت، ما تفوق وتعقلها كدة.

فاروق بصوت عالي: باااااس. انتم ايه مافيش منكم فايدة، مش هتتعظوا من اللي حصلي وجرالي، سنين وانا قاعد مشلول كدة ومزلول ليكم، وده بسبب الجبروت والافتراء، ارحموا اللبنت الغلبانة دي، مش هتعملوا فيها زي امها زمان، ابعدوا عنها بقي.
عصام بغضب: اسمع يا فاروق. بكرة هنزل القاهرة واجيب چويرية وهرجعها وهعيشها هنا، وهتتجوز امجد، وانت وابنك بقي لو فكرتوا تتدخلوا ما تلوموش الا نفسكم. ياللا يا امجد...

خرج عصام بعصبية وامجد وهو خارج قرب من خالد وبإستفزاز: ماتنساش تجهز نفسك لفرحي انا وچوري يا عمو خالد، ههههههههههه.
خالد متعصب وغضبان، وفاروق بيندم ويأنب نفسه على كل اللي عمله زمان وشايف لسة نتيجته وتأثيره لحد النهاردة.

في عربية مصعب كان سايق وراجع من مشوار شغل، وبفكر في عطر، مصعب خلاص حبها واتأكد من حبه، قلبه اكدله ده بكل البراهين، ايوة مش ليه، ايوة مش طايلها، ايوة مش قادر يبوح باللي في قلبه، كان بيسمع اغنيه بتلمس قلبه مع كل كلمة وكل لحن(باين حبيت، عمرو دياب)، وهو بيفتكر عطر بكل تفاصيلها.

افتكر قد ايه وهي جنبه بينسي الدنيا، بينسي ايمان ورامز، بينسي الجيران. بينسي الخطأ، بينسي كل عائق وفاصل بينهم، بيفكر في شئ واحد انه واقف قصادها في بلكونته...
وانت معايا مايشغلنيش الناس، فرق الاحساس اجمل بكتير، وانت معايا بشوفك احلي النااااس، دي حقيقة خلااااص ما فيهاش تغير...
وابتسم مصعب بحب واتنهد وبصوت مسموع قالها وقلبه بيدق...

بااااين حبييييت. ايوة انا حبييت، حبيت الدنيا اللي بتضحكلي معاك على طول، باين حبييييت. ايوة انا حبيت. حبييت. وبشوووف في عنيك الفرحة اللي تخليني اوقوووول، ايوة انا حبيت...

مصعب اتنهد بحزن وابتسامة وجع، اااااه يا عطر ااااه لو كنتي بس حرة، اااه لو تعرفي الغيرة اللي بتاكل فيا وانتي معاه، اااه من حرقة قلبي كل لما اسمعه يمد ايده عليكي، قلبي بيقولي انك حاسة بيا، بس خايف. خايف اصارحك باللي في قلبي، خايف. تبعدي عني، خايف اتحرم منك، انا كل اللي محتاجة انك تفضلي جنبي. ما اقدرش اعيش من غيرك، ما اقدرش...

اتأكدت انا ما اقدرش اعيش غير وانا واياك، وهقولك ايه، ده مافيش ثانية ما توحشنيش، وارتحت معااك. طب اسمي ده ايه.
. بايين حبيييت، ايوة انا حبيييت، وبشوف في عنيك الفرحة اللي تخليني اقول...
مصعب ابتسم بحنين: ايوة حبيتك يا عطر، حبيتك، واااه لو تحبيني، اااه لو يجمعني ربنا بيكي. اااه لو تبقي ليا...

مصعب وهو غرقان في إحساسه وأفكاره واجمل احساس مر بيه من يوم ما عرف يعني ايه حب. فجأة شاف عطر واقفة قلبه دق بقوة معقول يبقي غرقان تفكير فيها وحنين ليها وفجأة يلاقيها قصاده. وقف العربية ونزل وقرب منها وبلهفة وقلق
مصعب: عطر! قققصدي مادم عطر واقفة ليه كدة لوحدك خير في حاجة وبتعملي ايه هنا؟
عطر اتلخبطت وانكسفت هي كمان كانت بتفكر فيه. وفجأة تلاقيه قدامها اكنه خرج من خيالها وعقلها.

عطر: الاستاذ مصعب. اااانا. انا كنت عند عمتو هنا تعبانة وكنت بزورها. انت جاي هنا ليه؟
مصعب ابتسم: انا كنت في مشوار شغل هنا. وكنت مروح انتي مروحة؟
عطر بخجل: أيوة كنت مستنية تاكسي.
مصعب اتنهد بحب لكل لمحة بيلمحها منها خجلها هدوئها جمالها كل حاجة فيها بتخطف عيونه: طيب ممكن اوصلك انا كدة كدة مروح
عطر بخوف وخجل: ايه. لا لا انا هاخد تاكسي.
مصعب بضيق: ليه بس. احنا نفس الطريق ونفس البيت ليه تاكسي. هو انا عمري ضايقتك قبل كدة!
عطر بسرعة وبنفي: لا لا والله ما اقصد. انت انسان محترم ومهذب عمري ما شوفت منك حاجة وحشة بس انا بتكلم عن الأصول مش هينفع حد يشوفني معاك مش مقبولة.
مصعب بعصبية وغيرة: ماهو انا مش هسيبك هنا لوحدك مش هينفع. وبتفكير ابتسم. طب هقولك انا هركن عربيتي ونركب تاكسي سوا اظن كدة عادي بقي ده تاكسي وهنزل قبلك كمان هاه قولتي ايه.

عطر ابتسمت. للدرجة دي خايف عليها وقلقان. واللهفة اللي في عنيه عليها بتأكدلها احساسها أنه. بيحبها. جوالها الف مانع وحاجز بيمنعهم عن بعض بس اخر طريقهم ايه وليه القدر جمعهم هي نفسها مش عارفة القدر والايام كل يوم بتفاجأهم بحاجة.
مصعب بقلق من صمتها ده: مدام عطر. في حاجة.
عطر انتبهت ليه وفاقت من تأنيبها ولوم نفسها، وابتسمت بوجع: لا ابدا مافيش. ااانا موافقة نركب تاكسي.

مصعب ابتسم بسعادة وقفل عربيته وركب تاكسي معاها بس اللي فاجأه أنه لقي السواق بيسمع نفس الأغنية اللي كان بيسمعها ويفكر فيها قبل ما يقابلها من دقائق. ابتسم بجنون وبصلها. وبهمس تعرفي بضحك ليه.؟
عطر: خير ليه!
مصعب: بحب. اصلي قبل ما اقابلك حالا كنت بسمع الأغنية دي وكنت مبسوط اوي وفجأة قابلتك. ودلوقتي نركب هنا واسمعها تاني بس المرة دي انتي معايا.
عطر ابتسمت بخجل وقلبها دق بخوف من اللي جاي.

مصعب ابتسم من خجلها: احمم، بتحبيها زيي؟
عطر: هي ايه!
مصعب بحنان بصلها وهمس: باين حبيييت.
عطر بصتله بضياع في لحظة حب اول مرة تعيشها وبغياب في عنيه: أيوة انا حبيت.
مصعب ابتسم وفضل طول الطريق هو وعطر بسمعوها سوا.
وانت معايا مايشغلنيش النااس. فرق الاحساس اجمل بكتير
وانت معايا بشوفك احلي النااس. دي حقيقة خلاااص مافيهاش تغير.
مصعب بصلها وعنيه نطقتها بوضوح قبل شفايفه.

بااييبن حبييت أيوة انا حبيت. حبيت الدنيا اللي بتضحكلي معاك على طول.
عطر عنيها مصدقاه وردت من غير صوت: بااين حبييت أيوة انا حبيت وبشوف في عنيك الفرحة اللي تخليني بقول، أيوة انا حبييت...

فيه بيت حذيفة، چوري في اوضتها بتذاكر وفريدة وبلال قاعدين مع بعض. وحذيفة كالعادة في ورشته، وفجأة هو لقي عصام وامجد. ومعاهم خالد وكمان معاهم عربية شرطة وصلوا قصادوا وطالعين البيت عنده، اتجنن وطلع بسرعة وراهم. وكانت امه لسة بتفتح.
الظابط: لو سامحتي يا حاجة. ده بيت حذيفة بلال.!؟
حذيفة كان وراه قبل ما امه ترد: ايوة يا فندم انا حذيفة خير!؟

الظابط: الحاج عصام واخوه الحاج فاروق. مقدمين بلاغ ان بنت بنت اخوهم موجودة عندك هنا وانها قاصر وانت محتجزها هنا ورافض انها تمشي معاهم، وبما انك مش من اهلها ده مش من حقك. لو سامحت اندهلها.
حذيفة بغضب: انا محتجز چويرية!؟ لا طبعااا دي متربية هنا يا فندم. واللي قصادك دول ناس ماتعرفش ربنا واصلا هي ماتعرمهمش، واذا كانوا فعلا يقربولها فده بالاسم وبس. وچويرية مستحيل تمشي معاهم.

چوري لبست وخرجت لما سمعت اللي حصل وبعصبية: مين دي اللي قاصر!؟ انا مابقتش قاصر. وعندي 20 سنة. وابيه حذيفة مش محتجزني. انا هنا في بيتي والناس دي انا اصلا ما اعرفهمش ومش عايزاهم.
الظابط بضيق: وربني بطاقتك. يا انسة
چوري ادتله بطاقتها والظابط واضح عليه الحيرة، هي مش قاصر وبتنفي انها موجودة غصب عنها. عصام شاف حيرته وتردده خاف يسبها. قرب منه وشوشه.

عصام: يا باشا ماتنساش كلام غريب المحامي صاحبك، وانا عند وعدي صمم ومشيها معايا وانا عنيا ليك، اللي تطلبه. بس امشي بالبت دي من هنا.

الظابط هز راسه بموافقة: احممم. بصي يا انسة وانت يا شيخ. انا مش جهة فض نزاع. انا بنفذ الامر اللي معايا والانسة چويرية لازم تمشي مع اهلها. وانتم بقي احرار ترفع قضية تقدم بلاغ. تفضوها ودي. ده يرجعلكم. انا ماليش دعوة. وياريت ما تحاولش تمنعها لاني وقتها هبقي مضطر اتعامل معاك رسمي واخدك معايا لانك وقتها هتبقي بتتعدي وتعترض على شغالنا...

حذيفة لسة هيرد فريدة بدموع ورجاء، : يا ابني الله يخليك. احنا مالناش غيرك، بلاش مشاكل.
حذيفة بجنون ووجع: مشاكل يا امي!؟، دي چويرية اللي هتتاخد مننا، فاهمة يعني ايه؟ مستحيل اسبها تخرج وتروح معاهم، مستحيل.
أمجد قرب من چوري وبهمس: لعلمك الشيخ هيتأذي سواء من الحكومة او مننا لو ماجتيش معانا. لو صحيح مربيكي وخايفة عليه تعالي معانا...

چوري خافت على حذيفة وهو بصلها وشاف امجد جنبها، قرب منها بغضب وزقه بعيد...
حذيفة بغيرة: انت بتقولها ايه ابعد عنها، واياك تقرب منها تاني. انت سامع...
امجد. مسك في هدوم حذيفة: انت مالك بقي تكونش صدقت انها بنتكم بجد، لا فوق احنا اهلها ورجالة وهنخدها غصب عنك وعن اي حد...
حذيفة شد ايده وبكل غضب وغيرة ضربه لكمة بغل وقعته وأمجد اتألم.

وعصام بعصبية قرب من امجد: شوفت يا حضرة الظابط اهو كمان بيتعدي على ابني وعايز يضربه. وانا مش هسيبه...
الظابط لحذيفة بحزم: على فكرة انت كدة بتصعب موقفك وانا مش هسمحلك ولو فضلت تمانع بالشكل ده. اسف هكلبشك واعملك محضر.

حذيفة بجنون: يا فندم دول ناس طماعة قتلوا اهلها زمان علشان الفلوس وانا متأكد انهم كمان النهاردة راجعين علشان الفلوس، يا فندم ارجوك، افهمني، طب ممكن نأجل الكلام ده يوم بس وانا هخلي المحامي يتصرف بس بلاش يا خدوها...
چوري بدموع قربت من حذيفة: ابيه انا هروح معاهم...
حذيفة بصدمة: ايه! لا انتي اتجننتي صح. مش هسيبك.

چوري بصت لفريدة وبلال اللي كلهم رعب وخوف على حذيفة وانه يتأذي، وهي مش هتقدر انه يتأذي بسببها...
چوري: ارجوك بلاش مشاكل، اانا هروح معاهم، وانت كلم ابيه مصعب وشوفوا حل، وابقي ارجع خدني، بس دلوقتي ارجوك سبني امشي معاهم ماتخفش عليا، انا هبقي كويسة.
حذيفة الدموع في عيونه بتلمع بوجع: كويسة!؟ تبعدي عني وتبقي كويسة!؟ انتي مش عارفة ده معناه ايه، چوري انا مش هقدر اسيبك مش هقدر...

الظابط بتأفف: يا جماعة خلصونا بقي لو ما جتيش معانا بالزوق وبالهدوء هبقي هجبر اتعامل بالقوة.
حذيفة بغيرة: ماحدش هيمد ايده عليها...
چوري بخوف عليه مسكت ايده بدموع: وحياتي يا ابيه كفاية واسكت، بلاش تحصل مشاكل اكتر من كدة، لو اخدوك انت مين هيساعدني. ومين هيفضل مع ماما وبابا، ارجوك اهدي، انا هدخل اجهز هدومي.
خالد بسخرية: . مالوش لزوم يا دكتورة تعالي زي ما انتي واحنا هنكسيكي، ونلبسك، خالي هدوم الشيخ ليه.

چوري بعصبية: انت تخليك في حالك، وانا مش عايزة منكم حاجة ومش هلبس غير هدومي اللي اشتراها ابيه حذيفة، وبعدين ما تقلقش قعدتي عندكم مش هتطول، قريب هغور من وشكم.
خالد بغيظ لامجد: دي بت مفرعنة وحياة امي ماحد متجوزها غيري، دي عايزة راجل بجد يظبطها. وانت مش قدها انسحب بقي.

أمجد بيكتم ضحكته: راجل بجد، ههههه. طب خاليني ساكت بقي علشان هفضحك، يا راجل ده انت مش قادر على واحدة وكل ما تتجوز عرفي بتديك على قفاك وتاخد قرشين وتقلبك، عايز تاخد الفرسة دي، عيب عليك، دي بت قوية وعايزة واحد زيي يكسرها، وبعون الله مش هتتجوز غيري. وهتشوف.
چوري كانت جهزت لبس ليها وهي بتموت من الخوف والدموع. بارسم قصادهم القوة وهي مرعوبة ناس غريبة. عجيبة عمرها ما عرفتهم، كمان حذيفة، حذيفة ازاي هتسيبه. ازاي هتبعد عنه، وفريدة وبلال،!؟
چوري بقهرة: يارب، يارب ماليش غيرك ينجيني بقي ويرحمني. يارب خلصني منهم دول ناس وحشة وطماعة، وبلاش حذيفة يتأذي. ده لو جراله حاجة مش هسامح نفسي ابدااا، انا وماما فريدة وبابا بلال مالناش غيره...

خرجت چوري وحذيفة واقف وساند جبينه على الحيطة، بيداري عيونه من كل اللي حاوليه. بيداري دموعه اللي متأكد انها هتنزل وتفضحه، قلبه بيتقطع، مش متخيل ولا مستوعب انها هتتاخد منه، تبعد عنه ولو ليلية واحدة، طيب يتصرف ازاي. حتى مصعب مش هيلحق يوصل...
حذيفة: ااااااه يارب. لييه العقاب ده بس لييه، لو كنت غلطت في حاجة، او اذنبت اتعاقب ايوة بس، مش العقاب ده، مش چوري لا، ااااه ياقلبي همووت من غيرها هموووت...

چوري خرجت وشافت حذيفة وسكوته وحزنه وفريدة وبلال وحزنهم...
فريدة حضنتها بدموع: خالي بالك من نفسك يا نور عيني، والله على عنينا تبعدي، ده انتي بنتي...
چوري حضنتها وبكت: ادعيلي يا ماما، ادعيلي ارجع بسرعة، انا مش هقدر اعيش من غيركم...
فريدة ضمتها بدموع: ولا احنا يا قلب امك هنقدر نعيش من غيرك، ربنا وحده يعلم...
الحاج بلال بحزن: خدي بالك على نفسك، وبهمس، غصب عننا يا بنتي بس اديكي شوفتي حذيفة ممكن ينضر...

چوري بدموع بصت لحذيفة وقربت منه: هتوحشني يا ابيه اوي...
حذيفة مش قادر يرد لو كلمة خرجت منه هتنفجر معاها دموعه، هز راسه بوجع، وبص لعصام وامجد وخالد بغضب وغيظ...
عصام بضيق: يوووووه بقي ماتخلصينا هو احنا هنفضل اليوم كله على الوداع ده...
حذيفة بغضب: اسمع والله لو بس حد ضايقها ما هسيبه وبقولهالك قصاد الكل اهو فاهم.
الظابط بسخرية: انت بتهدده قصادي!؟

حذيفة بقوة: اه بهدده. ولو عرفت ان حد منهم اتعرضلها انا اللي هخد حقي ومن غير قانون.
الظابط بغيظ: طب ما انت حلو اهو، تعالي بقي معايا ونكمل كلام في القسم...
چوري برعب: لا لا لو سامحت. ابيه بس متعصب علشاني ارجوك بلاش الطريقة دي.
الظابط بإعجاب: ماشي هسيبه علشان عيونك يا دكتورة...
أمجد لعصام: احييييه. انت جايب الظابط يعاكسها كمان، ماشينا يا بابا بقي كدة البت هتتشقك مننا واحنا واقفين...

حذيفة بيغلي من الغيرة: چوري خدي بالك من نفسك، ولو مخلوق هناك زعلك كلميني فاهمة.
چوري هزت راسها: حاضر. سلام عليكم.
خرجت چوري معاهم وحذيفة وامه وابوه في حالة صدمة وتيه، مش عارفين ازاي ده حصل...
حذيفة اتصل بمصعب وبلغه بكل اللي حصل.
مصعب بصدمة: انت بتقول ايه!؟ ازاي ده يحصل. وليه ما بلغتنيش في وقتها.

حذيفة غمض عنيه بحزن: ماكنتش هتلحق تيجي ولا تتصرف، قولي يا مصعب هنتصرف ازاي، چوري ماينفعش تفضل هناك، چوري لازم ترجع.
مصعب بعصبية: هترجع. هترجع غصب عنهم. هي خلاص مش قاصر. وانا هرجعهالك وبالقانون، ووحياة امي لهحرق قلبهم وارفع قضية واطالب بورثها وهمرمطهم في المحاكم وهسجنهم الحرامية القتالين دول، والظابط اللي جه ده قابض لعلمك، ودي كدة مطبوخة بينهم.

حذيفة بصدمة: يعني انت تقصد كان ممكن تفضل وارفض اديهالهم. وكل ده مش حقيقي ولا قانوني.!؟
مصعب اتنهد: ايوة هي خلاص تقدر تحدد وتختار تعيش فين ومع مين مادامت تعترف انها مش مجبرة...
حذيفة بجنون وغيظ: انا غبي. غبي صح، ازاي كنت مشلول كدة. هي وامي وابويا كانوا مكتفني. ااانا هسافر دلوقتي اجبها مش هستني.

مصعب بهدوء: اهدي يا صاحبي، الموقف ماكنش سهل، انت كنت لوحدك، انا هتصرف وهعمل اتصالاتي وكل الاجراءت الازمة، وهنسافر في خلال يومين انا وانت نجيبها ونرجعها، بس زي ماهما ماشوها بوليس وقسام، انا بقي هوريهم شغل ابو الصعاب. هكفرهم...
حذيفة سند راسه بوجع: چوري يا مصعب، چوري اتاخدت مني وانا وقصاد عيني، انا قلبي هيقف، بموووت.
مصعب جرب خلاص وعرف الحب.

والعذاب اللي صاحبه فيه من سنين بس هو ماكنش حاسس بيه. بس خلاص حس وفهم كل اللي بيمر بيه حذيفة.
مصعب اتنهد: قولتلك هترجع، هترجع يا حذيفة. انت حاول تهدي وانا هبدأ اتصرف. سلام يا حبيبي.
حذيفة بتعب: سلام.
قفل معاه وهو في حالة لا تووصف ولا تتحكي عقله كله مشغول هي دلوقتي فين! وبتعمل ايه! وهتتصرف معاهم ازاي!؟

في بور سعيد كانت چويرية وصلت هناك معاهم وكلهم استقبلوها. وفاروق صمم انها تقعد عنده في شقته وهي كمان، كان الوحيد اللي بتتقبل تتكلم معاه. مع انها كارهاهم كلهم ونافرة منهم، بس هو الوحيد اللي مش بتنفر منه زيهم، وچوري دخلت اوضتها وقعدت تعيط.
أمجد لأمه: امي ربنا يخليكي، ااانا عايز اشوف البت دي.

حكمت بضيق: قطيعة تقطعها هي واللي خلفوها، ده احنا ماصدقنا زمان خلصنا من امها. تيجي هي تعيده تاني، ده مرار طافح، وانت يا عين امك بقي عايز تشوفها ليه.
أمجد ابتسم: الله مش هتبقي عروستي، لازم اشوفها، انا يا ماما من اول ما شوفت عنيها بس وانا هتجنن. وبتخيل الباقي بقي شكله ايه...
حكمت: الهي تتوكس، هتكون ايه يعني. بنت زي كل البنات...
أمجد: يوووه ياما بقي. بقولك عايز اشوفها يبقي اشوفها من سكات.
حكمت بعصبية: ايوة اللي هو ازاي مش فاهمة اعملك ايه انا.
أمجد بهمس: هاتي مفتاح الاوضة بتاعتها وانا هتصرف.
حكمت بخبث: امممم. هتعمل بيه ايه.!؟
أمجد ابتسم بشر: هعمل اللي يخليها توافق تتجوزني ورجلها فوق رقبتها، والا هتتفضح. عرفتي ياما بقي هعمل ايه.

حكمت: ههههههههههه. ااااه منك يا بن حكمت، واد شراني. بس احسن اكسر عنيها بنت دنيا، اللي جاية ونافشة ريشها علينا وبتتكلم من طراطيف مناخيىها. هجبلك المفتاح عيوني. بس قولي عمك ومراته هتعمل فيهم ايه!؟
أمجد بهدوء: انا معايا مفتاح شقة عمي هنا، ولما حدخلها هتصرف انا. وهو مراته نومهم تقيل، ماتقلقيش انا هتصرف.

وفعلا حكمت اخدت المفتاح بتاع اوضتها وهي ماحستش. وده خلالها تبقي مضطرة ان باب الاوضة مايبقاش مقفول عليها. بس اللي هداها وطمنها ان ماحدش معاهم غير عمها فاروق ومراته، وولاده كلهم متجوزين وكل واحد ليه شقته، وبالليل والكل نام.

كانت هي بتحاول تنام بس طبعااا النوم مخاصمها ومش قادرة تغمض، وفجأة سمعت باب الاوضة بيتفتح. فتحت نور بسيط وقامت تشوف مين، لقته امجد، اتخضت وخافت، وحاولت تجيب حجابها بسرعة. وهي غضبانة: ااانت دخلت هنا ازاي. انا خارجة لعمي...
بس هو لحقها وشدها وكتم انفاسها.

امجد: شششش، بسس يا چوري. عمي وعمك ايه بس ده وقته، وبإعجاب وهو بيلتهم كل جزء فيها بجنون، يالهههوي، بقي كل ده مستخبي تحت لبسك والبتاع ده اللي مغطي وشك، يخربيت جمالك، انا كان قلبي حاسس انك فرسة بصحصح...
چوري بتعافر وتبعد وعضت ايده وهو اتألم. : اااه يا مجنونة بتعضيني.
چوري شدت الحجاب وغطت نفسها: انت كلب وزبالة وحقير، اطلع برا. وانا اقسم بالله لفضحك وهقولهم كلهم على اللي انت عملته...

أمجد بيقرب منها بخبث: عملته!؟ هو انا لسة عملت حاجة، اصبري لسة هعمل كل حاجة حلوة، كل حاجة تجنن وهتعجبك كمان.
چوري لسة هترد لقت النور كله نور وعمها على كرسيه عند باب الاوضة ومعاه مراته عزة.
فاروق: اااه يا وسخ. انت يا كلب يا ابن الكلب ايه اللي جابك هنا في وقت زي ده، ودخلت الشقة ازاي. انت وابوك خلاص فجرته.
عزة: يخيبك يا ابن حكمت. صحيح تربية ناقصة. مستعجل ليه. ما انت هتتجوزها.

چوري بصدمة: يأيه!؟ يتجوز مين. انا مستحيل اتجوز البني آدم ده، هو انتم بتقرروا عني ليه افهم، ماحدش من حقه يجبرني اصلا...
أمجد بقلق: يا عمي انت فهمت غلط، هي اللي طلبت مني اجيلها علشان نتكلم لوحدنا. وهي اللي فتحتلي كمان...
چوري بصدمة ودهشة: انا!؟ كداب
. كداب يا عمي ماحصلش...

فاروق بغضب: عارف، عارف يا بنتي. ومصدقك، هو اللي عيل واطي وتربيته ناقصة، اطلع برا يا واد انت. امشي وحسابي معاك انت وابوك بس النهار له عنين...
خرج أمجد متعصب وبيتوعد لچوري، وفارق بصلها بتأنيب: حقك عليا يا بنتي، نامي نامي وارتاحي وانا هفضل قاعد برا لحد الصبح، مش هنام، واول ما النهار يطلع، هجيب نجار يغير الباب كله واركبلك باب حديد كمان، علشان تطمني. نامي يا بنتي.

عزة بزهق: كمان حديد ليه كانت مادونا، بقالك ايه انا عايزة انام. خاليك انت يا خويا صاحي احرسها. انا هنام تصبحوا على خير...
دخلت عزت تنام وفعلا فارق فضل قاعد مستني الصبح يطلع، وچوري قاعدة بتعيط، وكانت بتتمني في اللحظة دي يكون حذيفة جنبها.
حذيفة هيتجنن عقله هيطير وهو مش قادر يستوعب انها لأول مرة من سنين من يوم عنيها شافت الدنيا تبعد عنه أو ليلة تنام برا بيته بعيد عن حضنه ودفاااه...

وجع وناار وغيرة بتنهش فيه مش قادر عليها مش محتملها...
فريدة والدته دخلتله وهي بتبكي عليه وعلى نفسها من فراقها فراق اللي جبتها وربتها على ايديها...
فريدة بدموع: كنت متأكدة انك مش هتنام ولا عنيك هتشوف النوم. زي حالاتي.

حذيفة بقوة ليحاول يمنع دموعه اللي مش هتنزل على اعلي منها: اول مرة ما ابقاش عارف انها نايمة في اوضتها. اول مرة ما احسش بيها في البيت. اتاخدت مني يا امي. اتاخدت من حضني. وانا، واااانا واقف متكتف ياريتني مووت قبل اليوم ده ياريتني.
فريدة بدموع: لا لا يا حبيبي ماتقولش كدة الف بعد الشر عليك. بس حبيبي كنا هنعمل ايه بس دول اهلها واخدوها بالقانون كنا هنعمل ايه بس. وانت في ايدك ايه تعمله.

حذيفة بغضب وجنون ضرب المكتب بتاعه وكل اللي عليه كسر كل اللي أيده تقابله وصوت مدبووح.
حذيفة: ملعون ابو القانون ده اللي يخطفها مني، اهلها دول كانوا فين من يوم ما كانت في حضني. مش هما دول اللي سابوها واتخلوا عنها علشان مصلحتهم. لييييه دلوقتي جاين يسألوا عليها. علشان الفلوس بردوا مش كدة، ملعون أبوها دي فلوس اللي تخطف مني روحي. اللي تاخد مني حته من قلبي، وأنا.

وأنا بمووووت يا امي بمووووت. مش هتحمل بعدها ابدا مش هتحمل.
فريدة حضنته بحنان: طب اهدي
. اهدي يا ابني ده انت اتعوت. معلش ربك يحلها.
حذيفة بقوة: لا يا امي مش ههدي. وانا هسافراها وهجيبها غصب عنهم يارب حتى امووت فيها مش مهم.
فريدة برجاء: لا لا يا حذيفة ربنا يخليك دول ناس شر وانت لوحدك. انا مش متطمنة بالله عليك اسمع كلام امك وبلاش ريح قلبي توكل على ربنا هو هيصلح الحال.

قبل ما فريدة تخلص كلامها حذيفة فونه رن، لقي رقم چويرية. قلبه دق بجنون ولهفة رد عليها وقلبه بينزف من الحنين
حذيفة: چويرية.
چويرية بدموع وخوف: أبيه حذيفة الحقني ربنا يخليك ااانا خايفة.
حذيفة بغضب وشك: چويرية انتي بتعيطي ليه. حد قربلك انطقي.
چويرية برعب ودموع: اااا ااا الأصل...

حذيفة بغضب وغيرة عصر قبضة أيده بجنون وجسمه بقي نااار وبصوت يرعب: انتي بتقولي ايه!؟ ابن ال، والله اقسم بالله لقطع أيده انا جايلك ومش راجع من غيرك.
چويرية بدأت تهدي من وقت ماسمعت صوته. مجرد نبرة صوته ونطقه اسمها طمنها كان وحشها الكام ساعة اللي عدت. هو الوحيد اللي بيطمنها هو اللي فاهمها هو وبس.
چويرية براحة: بجد يا ابيه هتيجي تاخدني! هتقدر تاخدني منهم انا خايفة عليك؟

حذيفة بحنان: لو كان الثمن موتي يا چوري هموت بس ترجعي بيتك. البيت وحش من غيرك احنا ما نقدرش نعيش من غيرك. المهم انتي اتطمني انا مش هسيبك مهما كان الثمن هرجعك معايا ما تخافيش.
چويرية ابتسمت: ربنا يخليك ليا. خالي بالك من الطريق علشان خاطري.
حذيفة ابتسم: اقفلي على نفسك لحد ما اجيلك. وطول ما انا عايش اوعي تاخفي. فاهمة اوعي.
چويرية اتنهدت بهدوء وبهمس من غير ما يسمعها: بحبك.
حذيفة سامع نفسها: مالك ساكتة ليه؟
چويرية ابتسمت براحة: مافيش بس مستنياك من دلوقتي. ما تتأخرش عليا.
حذيفة: ما تقلقيش مش هتاخر ياللا اقفلي على نفسك وخدي بالك كويس. سلام.
چويرية: سلام يا ابيه.

قفل حذيفة مع چوري وصمم يسافر وكلم مصعب، وفعلا مصعب وافقه لانه مش قادر يمنعه، وسافروا الاتنين، وكان النهار طلع وطبعااا بعد خناقة كبيرة بين فاروق وخالد وعصام وامجد، كلهم خرجوا، وفضلت چوري مع فاروق في البيت، وعزة خرجت مع حكمت، وهي وعمها لوحدهم، ووصل حذيفة ومصعب...

چوري اول ما شافت حذيفة اكنه كان غايب ايام وشهور و سنين مش ليلة واحدة، كانت لولا الخطأ كانت رمت نفسها في حضنه وارتاحت. وهو حاله من حالها، خوفه بس من الذنب كان ضمها وطمنها وقالها قد ايه وحشته، ومصعب شايف نظراتهم وعنيهم اللي بتقول قصائد وكلام مايفهموش الا عاشق زيه.
مصعب عايز يفوقهم: احممم، اظن يا معلم فاروق انت عارف احنا جينا ليه. واللي عمله امجد ده احنا مش هنسكت عليه...

حذيفة وچوري اخيرا فاقوا. بعدوا نظرهم عن بعض...
حذيفة بحرج: احممم، ايوة وچوري هتمشي معايا مش هتفضل هنا. ويحصل اللي يحصل.
فاروق اتنهد: انا صدقني عايزة تمشي خايف عليها هنا، والله انا ببقي متطمن عليها وهي معاك انت، بس هما مش هيسبوك ولا يسبوها...
مصعب: اصلا ما عندهمش حجة قوية وانا محامي وهعرف ارجعلها حقها بالقانون غصب عن اي حد.

فاروق ابتسم بمرار: . وهما مش كل حاجة هيمشوها قانوني، اسألني انا، چويرية في خطر ممكن يأذوها بأي شكل. انا عارف حب المال والفلوس بيعمل ايه...
مصعب بتفكير: هو مافيش غير حل واحد، چوري لازم تتجوز وتبقي مسؤالة من زوجها وماحدش هيقدر يعمل حاجة، قانونا ولا شرعااا.
كلهم سهموا وخصوصا چوري وحذيفة.
فاروق: انا لو عليا موافق. ومستعد اجوزها حالا. بس مين ده اللي هيدخل في مشاكل زي دي وبسرعة كدة...

مصعب ابتسم بمكر: حذيفة.
كلهم انصدموا اكتر وخصوصا حذيفة بص لمصعب بتساؤل ومصعب غمزه...
وچوري مصدومة من الفرحة مش المفاجأة قلبها بيرقص ومش متخيلة ان ده كان ممكن يحصل...
فاروق بدهشة: ايوة يا ابني. بس. هو مربيها وكمان. يعني هي لازم توافق هتجوز اي حد كدة وخلاص. دي لسة صغيره.

مصعب: انا شايف حذيفة انسب حد، اولا هو متحمل مسؤايتها من زمان ومستعد يتحمل اكتر وچوري واثقة فيه ومش هترفض، هو املها الوحيد حاليا وفي الظروف دي.
حذيفة قلبه بيدق، محرج وخايف. خايف من فرض نفسه عليها بالشكل ده...
مصعب: هاه يا چوري موافقة تتجوزي حذيفة...
چوري لو تطول تصرخ بجنون وتقول ايه موافقة، اخيرا هيبقي جوزي، اخيرا هبقي حلاله...
تماسكت وبهدوء هزت راسها: ايوة موافقة، ماحدش هيخاف عليا زي ابيه.

حذيفة قلبه اتوجع: هيتجوزها وهي لسة معتبراه ابيه، بس مافيش حل غير كدة، وهو مش عارف حكمة ربنا ايه من كل اللي بيحصل. ايوة هو هيمووت من سنين وتبقي مراته. بس خايف ده يبقي على حسابها وتبقي اتغصيت عليه...
فاروق. براحة: تمام. وانا موافق. انزل يا مصعب يا ابني هات اقرب مأذون. وانا هكتب كتابهم دلوقتي وياخدها معاه. واللي يتكلم يحط صباعه في عنيه...
مصعب بحماس: حالا مش هتأخر...

نزل مصعب وجاب مأذون وفعلا فاروق كان وكيلها، كل ده حصل في زهول من حذيفة مش قادر يصدق ان حلمة اتحقق وبقت ملكه وليه، خلص كتب الكتاب وحذيفة اخد چوري ومصعب ومشيوا قبل رجوع كل العيالة...
ركبوا العربية ومصعب صمم يسوق هو وان حذيفة يركب جنب چوري ورا مع بعض...

حذيفة قعد جنبها وقلبه بيدق، دي اول مرة تكون جنبه وهي مراته، وهي كمان سعيدة وقلبها هيخرج من فرحته، وبعد شوية هي من تعبها وعدم نومها الليلة اللي فاتت وعياطها واجهادها، نامت ومالت على حذيفة، حذيفة قلبه بيرقص من سعادته انها بقت في حضنه حاوطها بإيده وضمها لحضنه بقوة وحنان، وغمض عنيه براحة...
حذيفة: ااااااااه يا چوري. ااااه. كنت مستعد اعمل ايه حاجة واخدك في حضني، ااااه لو تعرفي بحبك قد ايه اااه.
حذيفة ضمها اكتر وخباها في حضنه وباسها من جبينها بحنان وسند راسه وغمض عنيه هو كمان ونام براحة، اخيرا رجعت وقلبه اتطمن، وكمان بقت مراته و نايمة في حضنه، هيفكر في ايه تاني.
مصعب شايفهم في المرايا وبيبتسم واتنهد: يا بختكم...

انا مبسوط اوي علشانكم. بس صراحة مش هكدب. بحقد عايكم، يابختك يا حذيفة اتجوزت حبيبتك، عقبالي كدة، ما اقدر اعترف لعطر، واخلصها من بوز الاخس اللي على زمته ده، ااااه يا عطر لو اخدك في حضني كدة زيهم. يالهههوي، ده انا كنت خربتها، بس انا مش هيأس وححارب علشان تبقي ليا...
في بيت حذيفة...
رجع مصعب وحذيفة وچوري، من بور سعيد...
وحذيفة وچوري تقريبا من وقت رجوعهم ساكتين، كل واحد حاسس انه في وضع صعب، مش عارف ازاي يواجهم...
مصعب هو اللي اتكلم وحكي كل اللي حصل في بور سعيد وسط زهول فريدة وبلال، مع كل كلمة، وبعد ما عرفوا انهم اتجوزوا، كانت مفاجأة وصدمة مش متوقعة...

فريده بعصبية وبرفض تمام: انا مش ممكن اوافق على اللي حصل ده، ده مش ممكن يحصل، انت!؟ انت تتجوز چوري الصغيره اللي ربتها على ايدك.؟ اكيد انت عايز تحافظ عليها صح!، لكن تكون مراتك طبيعي مستحيل...
حذيفة بص لچوري بحرج، مش عارف يرد يقول ايه، يقول انها حبيبته هو، يقول انها من حقه هو، ياتري لو عمل كدة، هي هتوافق ولا هي فعلا متخيلة جوازه منها للحماية وبس. وانه هيفضل بالنسبة ليها ابيه حذيفة وبس...

الحاج بلال بتأيد لكلام فريدة: والدتك معاها حق يا حذيفة، اكيد انت بتحميها واحنا فاهمين ده، لكن الناس والجيران وكل اللي يعرفك، كل الناس عارفة مين الشيخ حذيفة، يوم مايتعرف انك كتبت كتابك عليها، الكل هيتكلم ويقول اللي في نفسه، ثم ما تنساش ان كى الناس شافت عمامها والبوليس لما طلعوا هنا وعرفوا انهم اهلها وشافوها مشيت معاهم، لما بقي نيجي النهاردة نقول انك كتبت كتابك تفتكر اول حاجة هتتفهم ايه.!؟..

اكيد هيكون اسمك وسمعتك انت وهي في الارض هيتقال الشيخ طمع في العيلة اللي رباها.
حذيفة كان خلاص وصل لاخره، ابوه وامه مش حاسين بيه، مش حاسين ان كل كلمة بيقولوها بتدبح فيه، كل اتهام بيقتله، حتى لما بقت حلاله متحرمة عليه...
حذيفة بعصبية ووجع: فاهم، فاهم يا حاج، بس قولي كنت هعمل ايه.!؟ اسيبها ليهم،! اسيبها لأمجد الكلب ده علشان يعتدي عليها ويزلها،!؟ اسيبه يتجوزها غصب وتتزل وتتهان زي امها.!؟

قولولي انتم كنت اعمل ايه، اسيب عمري كله يضيع. چوري دي عمري، الزرعة اللي زرعتها وكبرتها، اسيبها تضيع قصاد عنيا وانا واقف اتفرج، قولولي انتم اعمل ايه...
چوري بتبكي بصمت: كل ده يسعدها انه خايف عليها. بالشكل ده، بس مش هو ده اللي بتتمناه. كانت بتتمني يكون بيحبها زي ما بتحبه، يتمسك بيها علشان هي چوري حبيبته. مش چوري الحمل والامانة وبس.

فريدة شايفة شكل حذيفة وقلبها حاسس من سنين انه فيه جواه حاجة مخبيها، وان چوري بالنسبة ليه. مش بس چوري اللي بيربيها، لا هي متأكدة انه اتجوزها علشان بيحبها، بس هي جواها رفض ومش مستوعبة الكلام ده، شايفه انه ظلم ليه وليها، هي حقها شاب في سنها. وهو حقه واحدة في سنه او قريبة منه، والاهم مش چوري ابدا...

الحاج بلال بهدوء: اهدي يا ابني طيب، انا بس بفهمك دماغ الناس ايه، مش كل الناس هتفهم وتقدر، بس انا عندي حل.

مصعب حزين على حذيفة حاسس بيه انه مالحقش يفرح بجوازه منها، : ياحاج بلال الموضوع مالوش حلول غير الحل ده، ماحدش هيحافظ على چوري زي حذيفة. وخلاص هي بقت مراته واللي حصل حصل، اما الناس فهما كدة كدة بيتكلموا، واللي مش عاجبه يخبط دماغه في الحيط، ثم معلش يعني، هي الناس هتعملنا ايه يا حاج لو چوري جرالها حاجة...

الحاج بلال: لا يا مصعب يا ابني. احنا مش عايشين لوحدنا في الدنيا، ولازم نحاسب على سمعتنا ونخاف عليها، ده زمان اهلنا قالوها. البني آدم سمعة، وحذيفة مش اي حد، وانت عارف، علشان كدة انا شايف اننا نسكت ونخبي وماحدش يعرف انهم متجوزين. يعني. اهو كدة ماحدش من اهلها يقدر يتكلم ولا ياخدها. وفي نفس الوقت يفضلوا زي ماهما. لحد ما چويرية تخلص دراستها ويجلها ابن الحلال، يبقي حذيفة يطلقها ونفهمه اللي حصل وقتها، هو ده الحل الوحيد...

حذيفة بص لمصعب بوجع ومصعب اتنهد بضيق من فريدة وبلال. وانهم مش مستوعبين اي حاجة...
حذيفة بص على چوري عايز يعرف هي موافقة على الكلام ده ولا لا، بس لاقاها ساكتة بقي في حيرة...

فريدة: ايوة انا معاك يا حاج في الكلام ده، كمان بقي حذيفة لازم يتجوز بسرعة كفاية كدة بقي، علشان كمان يوم ما چوري يجلها عريس مناسب يفهم ان حذيفة كان بيحافظ عليها. ولا ايه يا چوري، انتي عارفة طبعااا ان حذيفة عمل كدة علشانك وعلشان يحميكي مش كدة...
چوري بتخبي دموعها بحزن: ايوة يا ماما فاهمة طبعااا. عموما انا موافقة على اي حاجة تقرروها، المهم اني ما ارجعش عندهم تاني وخصوصا امجد الزفت ده...

حذيفة جواه كسرة كبيرة، هما كلهم ليه ماحدش حاسس بيه ماحدش فاهم هو ازاي بيتقطع وهما بيحكموا عليه يحافظ عليها علشان في النهاية تكون لراجل تاني، هما مستوعبين انه مستحيل يخلي راجل غيره يلمسها، وهي،! هي كمان مجبرة مافيش عندها حل، وهو بالنسبة ليها الحل الامن وبس...
حذيفة بعصبية: بس انا بقي مش موافق...

كلهم بصواا ليه بإندهاش. وحذيفة بحرج: اااانا اقصد اني مش مجبر اتجوز بسرعة علشان حد. ولا مجبر اتجوز اصلااا. وچوري هتفضل زي ماهي، المهم تبقي في آمان، عن اذنكم اانا داخل انام تعبان...
خرج حذيفة وراح شقته ومصعب راح وراه...
وچوري دخلت اوضتها وفضلت تبكي، معقول بعد ما بقت مراته هيفضل بعيد عنها، معقول ممكن يطلقها، طيب تقنعه ازاي انه يشوفها زوجة وحبببة، ازاي تخليه يتمسك بيها، وما يطلقهاش، هي مش عايزة غيره، مش بتتمني زوج وحبيب غيره.
في شقة حذيفة...
حذيفة قاعد وساند راسه بهم ومغمض عنيه، ومصعب قاعد معاه ومش عارف يعمله ايه.

مصعب بهدوء: انا عايز بس افهم، ماتقول انك مش هتطلقها. قول انها بقت مراتك وغصب عن الكل، لازم تتمسك بيها يا حذيفة.
حذيفة اتنهد بوجع ومرار: انا تعبااان يا مصعب، تعباان، نفسي اصرخ بكل صوتي واقول انها ليا، نفسي اصرخ واقول انها بقت مراتي وحبيبتي ومش هسيبها، نفسي اصرخ واقول للكل انها ملكي وحقي غصب عنهم، حتى هي نفسها.
بس. ببس مش قادر، خايف، خايف ابقي بفرض نفسي عليها.

انت نفسك شوفت شكلها ساكتة ومهمومة، زي ما تكون خايفة اني اغصبها عليا، ما تنساش انها بتعتبرني زي اخوها الكبير، عمرها ما هتتقبل بسهولة كدة، انها تبقي مراتي واني زوجها، اكيد متاخدة وخايفة...
مصعب اتنهد: طب انت هتعمل زي ما والدك قال!؟
حذيفة بتعب: مافيش قصادي حل تاني، انا مش طمعان في حاجة، المهم هي تكون معايا وقصاد عنيا وفي امان، مش مهم اي حاجة تانية.

مصعب بتساؤل وحرج: احممممم. حذيفة مممكن اسألك سؤال بس يعني هو مش تدخل ولا رخامة بس فضول افهمك. لاني بصراحة حاسس انك متعذب اوي.
حذيفة بهدوء: اسأل.
مصعب بتردد: انت يعني، يعني، اكيد بتتمني انك تاخد حقك كزوج. يعني انت بتحبها من سنين ومستني اللحظة دي، وهي حاليا مراتك وحلالك، هتقدر تفضل تبعد كدة. يعني مش عايز تاخد منها اللي يرضي رجولتك.!؟ لو مش عايز تجاوب بلاش.

حذيفة ابتسم بهدوء: مصعب چوري عمرها ماكانت، شهوة ولا طمع، ولا لما بقول انها حقي وليا اقصد اني اخد حقي منها بالشكل ده، وبحنين ابتسم اكتر، چوري دي بالنسبة ليا هي انقي وانضف حب ممكن اقابله، حبيت برائتها جنونها عفويتها، ضحكتها. صوتها، همسها، سكوتها. حبيتها هي، روحها، طبعها. ايوة جمالها واخدني، ايوة عنيها سحراني، ايوة بتمني المسها وتكون مراتي بجد. بس مش هو ده كل اللي بتمناه منها، مش هو ده هدفي من جوازنا، چوري بس كفاية تكون في حضني، وغمض عنيه بسعادة، عارف، وهي في حضني في العربية، اتمنيت الطريق يطول، اتمنيت انك تفضل ماشي بينا ايام مش ساعات. حضنها كان واحشني اوي. اوي، اخر مرة حضنتها كانت زمااان وهي لسة صغيرة، وكنت متأتب ومهموم، وحزين، ومذنب، لكن النهاردة كنت مرتاح، كنت مبسوط، قلبي بيرقص بيقلي بقت مراتك، اااااه يا مصعب، يارتها بس كل ليلة تنام في حضني بس مش عايز حاجة تانية، صدقني...

مصعب ابتسم بحب واتنهد: اسف لو تجاوزت وسألت، بس كنت هتجنن واعرف، كنت عايز اتأكد اني حالي ده انا كمان مش غريب ولا معجزة.
حذيفة عقد حاجبه. : انت تقصد ايه، انت بتتكلم عن مين.!؟
مصعب اتنهد وبتردد: بص انا كنت مخبي عنك خايف من رد فعلك. بس بما انك متعذب في الحب ومتبهدل سنين، فاأكيد هتفهمني. اااانا. ااانا.
حذيفة بقلق: ما تتكلم قلقتني. فيه ايه يا مصعب!

مصعب اخد نفس عميق وحكي لحذيفة عن عطر واحساسه بيها من اول يوم، وحذيفة اتعصب وصوته علي...
حذيفة بغضب: انت اتحننت صح! انت يا مصعب. انت تبص لست متجوزة! اانت تعمل كدة، ثم هي ازاي توافق وتتكلم معاك، وازاي تسمحوا لنفسكم بالسهر والكلام والضحك ده، انت جرتلك ايه. ازاي تعمل كدة. ازاي!؟

مصعب بضيق: اولا احنا ما غلطناش، ولا حد مننا تحاوز بشئ مشين لا بقول ولا فعل، كل الحكاية اننا بنرتاح لما بنتكلم، وانا عن نفسي بحبها بحبها اوي، وقلبي بيقولي انها كمان بتحبني، بس بتخبي علشان جوزها وابنها.
حذيفة شده من دراعه بغضب: وانت وهي لسة فاكرين جوزها وابنها دلوقتي، انت ايه يجبرك على كدة، قولي ايه يجبرك تغلط وتذنب بالشكل ده، ايه يجبرك تخون، ايه يجبرك تبص لزوجة غيرك قولي فهمني.

مصعب بوجع وتعب: اللي جبرني هو اللي جبرك، اللي جبرني احب عطر هو قلبي، قلبي اللي ماليش حكم عليه، زي ما انت مالكش حكم على ده.
وشاور مصعب على قلب حذيفة وكمل بوجع وضياع، زي ما هو اتحكم فيك وخلاك تحب عيلة اتربت في حضنك، خلاك تتحمل حرمان سنين، خلاك لحد النهاردة من غير جواز، خلال لسة حالا راضي بس انها تكون معاك وفي حضنك...

وقعد بتعب ومسك راسه: اوعي تفتكر اني مرتاح، ولا مش متأنب، بس قولي انت اعمل ايه، يمكن كنت بعدت عنها ودفنت حبي ليها واتننتلها السعادة. لو كانت متجوزة راجل بجد، راجل بيحبها ويحترمها ويديها حقها كإنسانة، لكن دي متجوزة حيوان بري، متوحش.

قلبي مش متحمل يشوفها كدة ويبعد، حذيفة انا بموووت كل ليلة لما بسمعها بتنضرب وتصرخ، بموووت وانا سامع بكاها كل ليلة، قلبي بيوجعني لما بتتكلم معايا وهي بتداري جروحها وعلامات الضرب على ايديها ووشها، انا خلاص تعبت، تعبت ومش عارف اعمل ايه، هتجننن. خايف اصارحها واقولها اني بحبها، مش عارف هتعمل ايه، بتحبني بجد زي ما انا بحبها. ولا بس بترتاح معايا...

انا في حيرة ونااار يمكن اكتر منك. احنا ليه كدة، ليه ماحدش مننا مرتاح لييه.!؟
حذيفة اتوجع من كلام مصعب، وفعلا ايده فيه، بس هو خايف عليه من الذنب والخطأ. قعد جنبه بهدوء.
حذيفة اتنهد: انا مش معني اني بعنفك او انبهك اني مش بغلط، ممكن الانسان يذنب ذنب، وينصح غيره انه ما يذنبش نفس الذنب ده، عارف ليه. لانه داق مرارة الذنب والوجع منه، انا ماكنتش اتمني انك تمر بالتجربة دي. ولا يوم تحب. تحب بالشكل ده، بس زي ما انت قولت، اللي جبرنا ورمانا في النار واحد، قلب ملعون، مالناش حكم عليه...

مصعب بحزن: قولي اعمل ايه يا حذيفة، انا محتاجالها. عايزها، مش عارف هفضل لحد امتي متحمل ايمان في حياتي. تعبت منها ومن غبائها. نبهتها كتيير نصحتها اكترر. بس مافيش فايدة، عارف هقولك حاجة مش المفروض اقولها. بس، بس اقوات لما كنت بكون مع عطر واتمناها معايا. وبحرج، ااانت فاهم طبعا قصدي. كنت بروح لايمان بتحايل عليها تهتم بيا وبنفسها واطلبها. اطلب حقي، كانت بمتهي البرود تتجاهل كلامي. وتسبني وتنام، انا خلاص. تعبت. عطر شغلت كل تفكيري وعقلي. مش قادر ابعد عنها اكتر، مش قادر.

حذيفة بهدوء: هو انا كمان ممكن اسألك زي ما سألتني.!؟
مصعب اتنهد: طبعااا. اسأل يا حذيفة.
حذيفة بغيرة: يعني انت ما كنش جواك اي رفض او حرج او ضيق. من انها حتى لو بقت ليك. انها كانت متجوزة وعاشت مع راجل تاني، اااقصد يعني هتتقبل ده. هتتحمله.!؟

مصعب ابتسم بتصميم: . برغم اني كنت اتمني انها تكون ليا لوحدي. واني ابقي اول راجل في حياتها، وان ماكنش راجل غيري يلمس شعرة واحدة منها، لكن ايوة هتقبل، وهوافق، ثم انا. اللي هفكرك ان النبي نفسه كانت كل زوجاته ثيب. مافهمش عذراء غير السيدة عائشة، الوحيدة اللي كانت بكر...

حذيفة ابتسم: عندك حق، النبي عليه الصلاة والسلام. سنته مش بس قوليه لا فعلية. يعني نقتضي بيه في قوله وحديثه وكمان فعله، زواج النبي من كل نساءه وهما ثيبات، ده كان ليه اسباب كتيير. ومنها. ان ده، تعليم لينا، ان المرأة المطلقة او الارملة. هي انسانة من حقها تتزوج وتعيش حياة كريمة مع زوج، ومش لانها تزوجت مرة. تبقي كدة خلاص تفضل وحيدة باقي حياتها، وان الرجال مهما بلغت غيرتها مش هيكونوا اغير من النبي صلي الله عليه وسلم، بس للأسف احنا في مجتمع. بيشوف مطلقات وارامل كتيير مجرد صيدة، طمع فيهم وبس، ربنا يحفظ كل النساء. ويريرح بالك ولو ليك فيها نصيب ربنا يقربه ويباركلك فيها...

مصعب برجاء: ااااه يا حذيفة بالله عليك. ادعيلي، ادعيلها هي كمان تخلص منه، انا بس هي تديني امل والله اخلصها منه الصبح...
حذيفة ابتسم: انا قولتلك. هدعيلك بالصالح. واللي ربنا يرده ليك وفيه خير، المهم انه يبقي خير ليك وليها. وربنا يقويها على زوجها ده ويهديه.
مصعب بعصبية: انت بتدعيله ليه، ادعي عليه الله يحرقه دنيا واخره. ربنا ياخده. عبارة عن كتلة تناحة وغباوة، بني ادم بمخ حمار...

حذيفة: ههههههههههه، لا اله الا الله. يا اخي مادامت طالعة منك دعوة. خاليها ليه. اهو تاخد ثوابها. وفي نفس الوقت ما تخدش سيئة على الاساءة...
مصعب بضيق: لا مش هدعيله، خسارة فيه. ده راجل زبالة. ده انا عارف عنه بلاوي سودة، ده كمان بيعرف ستات. وو.

حذيفة قاطعه: كفاية يا مصعب، ماتكشفش ستر حد ربنا ستره، هو اذنب وغلط. عقابه وجزائه عند ربه، مش عندنا، احنا مش هتستفاد حاجة لما نعرف. واتعلم لما تعرف مصيبة او فضيحة او ذنب عن حد ووصلك. خاليه يوصل عندك وبس. وما تبقاش سبب في انه يتفضح اكتر على ايدك، فاهم...

مصعب بتأفف: والله ما موديك في داهية غير مثاليتك دي، انت ايه. كل اللي بتشوفه من الدنيا والناس ده. ولسة قلبك وطبعك كدة، عارف انا لو منك، ادخل اجيب چوري وتنام في حضني الليلة ولا يهمني حد.

حذيفة: يا ابني افهم، ربك مطلع علينا ويعلم السر واخفي، مش غايب عنه حد، وكل حاجة بتحصلنا بحكمة وقدر، وانا عندي حسن ظن بربي، وهو قال، انا عند ظن عبدي بي. فاليظن بي ما شاء. ان خيرااا. فهو خير. وان شرااا فهو له، وانا ظني بربي خير. وعندي امل ينصفني وچوري تبقي من نصيبه وربنا يحببها فيا، وانا عمري ما اخد چوري غصب. ولا قوة. دي نسمة حياتي، ولا يمكن اهنها ولا اذي مشاعرها.

وهما بيتكلموا الباب خبط. وحذيفة فتح لقي والده.
حذيفة: اتفضل يا حاج.
دخل بلال وقعد ومصعب فهم انه اكيد جايله يكمل معاه كلام. فضل يمشي ويسبهم.
مصعب: احمممم طيب يا جماعة انا همشي بقي علشان لسة هروح المكتب عندي معاد هناك. لو احتاجتوني في اي حاجة كلموني. سلام عليكم.
حذيفة ووالده: وعليكم السلام ورحمة الله.

خرج مصعب وحذيفة قفل الباب وقعد قصاد ابوه، هو فاهم انه جاي يتكلم في موضوع چوري. بس هينصدم من كلام والده...
حذيفة بتأنيب: اولا انا اسف يا حاج لو كان صوتي على شوية وانا بكلمك. بس غصب عني الموقف كله من امبارح، وهو موترني.
بلال بتردد: ااانا يا ابني. فيه موضوع كدة شاغلني انا وامك من زمان، وبخاف اكلمك فيه، لتزعل. او يكون محرج بالنسبة ليك، بس انت كل يوم بتشككنا وتخلي دماغنا ترتح وتيجي...

حذيفة عقد حاجبه: من امتي يا حاج بتقلق مني! ده انا ابنك ومهما كبرت هفضل ابنك، قول يا حاج خير ايه اللي شاغلك انت وامي.
الحاج بلال بحرج: بببصراحة كدة، احنا شاكين انك بترفض تتجوز علشان. علشان، يعني...
حذيفة بشك: علشان ايه يا حاج قول.
بلال اتنهد بتعب: انك يعني عندك اللي يمنعك تكون زوج، وانك عندك علة كبيرة.
حذيفة بصدمة ودهشة قام من مكانه بعصبية: انا! انا ياحاج، وايه اللي خلاكم تفكروا كدة؟!
بلال: الله. اقنعني انت طيب. شاب زيك وطول السنين دي بيرفض يتجوز. وكل عروسة يطفشها، وكل يوم بحجة، يبقي اكيد السبب اللي منعه كبير.
حذيفة بجنون: بس مش للدرجة دي ياحاج، ابنك زي الفل ماتقلقش، ثم الجواز ده نصيب وقسمة. مش بيجي على هوي حد.
بلال ابتسم: يعني انت يا ابني كويس مافكش حاجة، انا بصدقك انت مش بكدب.
حذيفة بغيظ من شك والده: ياحاج، ياوحاج عيب كدة. والله انا تمام. وتمام اوي كمان ماتقلقش انت بس...

بلال ابتسم براحة. : الله يطمن قلبك يا ابني. هروح اطمن الحاجة بقي.
حذيفة بضيق: طيب يا حاج روح...
الباب خبط وكانت فريدة.
بلال: اهي امك جات اهي. مش متحملة لما ارجعلها.
حذيفة شاف امه دخلت وقعدت بصمت وواضح عليها الغضب...
حذيفة: مالك يا امي!؟
فريدة: معلش يا حاج انا عايزة حذيفة في كلمتين...
بلال بصلهم: طيب اطلع انا منها. بس لعلمك ابنك راجل وزي الفل. اتطمني. عن اذنكم.

خرج بلال وحذيفة قعد قصاد امه. : مالك يا ست الكل. شكلك زعلان ليه!؟
فريدة بعتاب: انا قلبي حاسس بكل حاجة، فاهمة من سنين وساكتة. بس قولت بكرة البت تتجوز وانت تعقل. بس اللي حصل ده كتيير. كتير اوي.
حذيفة بلع ريقه بحرج: تقصدي ايه!

فريدة بصتله بلوم: اقصد ان الشيخ حب عيلة بضفاير، وفضل مانع نفسه من الجواز علشانها. ورافض يجوزها علشانه. انا عمري ما تخيلت انك اناني كدة. انت يا حذيفة تستغل حوجتها وضعفها. علشان تاخدها لنفسك. انت.!؟
حذيفة بوجع من اتهامها: انا! انا يا امي استغل چوري. طب ما انتي لسة قايلة اني بحبها، ازاي استغلها بس. ده ماحدش اتعذب وداق المرار زيي، ازاي يا امي تظلميني كدة...

فريد بدموع: ايوة، انت عارف انت عندك كام سنة وهي كام سنة، لما تتجوزها وهي مالهاش حولة ولا قوة. علشان ضعيفة ووحيدة، انت هتحميها من الناس بس هي مين يحميها منك. انت ضيعت شبابك بإيدك واختيارك، بس هي ذنبها ايه تاخد شبابها ثمن جميلك معاها.
حذيفة اتوجع وقلبه انكسر من اتهام امه وكلامه اللي زي.

الخناجر بتقطع فيه. ودمع غصب عنه بنااار: كفاااية يا امي. كفاااية، انا عمري ما استغلتها عمري ما طمعت فيها. عمري ما فكرت اني اخد منها ثمن تربيتي ليها. وحمايتي واماني وحناني. عارفة ليه، علشان دي حتة مني، حبيبتي انا. وليا انا، انا حبيتها يا امي افهمي. حبيتها، انا عمري ما كنت اناني. طول عمري بفكر فيكم انتم، في اللي يريحكم انتم، طول عمري لاغي نفسي. بتوجع الف مرة وهي بعيد عني، بتوجع كل ما اسمع منها كلمة ابيه اللي زي الصور بيني وبينها، وانتي جاية تقوليلي اناني واستغلالي. حرررام يا امي عليكي. حرررام بجد، انا بشر يا جماعة، بشر، والله تعبت. تعبت.

فريدة قربت منه بدموع: طب وايه الحل. انك تتجوزها حقيقي. وبعد كام سنة انت تكبر وتعجز وهي تفوق وتتمني انها تتجوز واحد من سنها، هتتحمل انها في يوم تتهمك الاتهام ده وتوجعك، يا حبيبي انا انك انت وخايفة عليك، خايفة عليك تتنجرح بعد ما تتجوزها، خايفة تلومك وتكرهك، اسمع مني، خاليك زي ما انت في نظرها، وابعد عنها شوف حياتك انت واتجوز غيرها.

حذيفة بنااار ومراار: ااااه يا امي، انا مدبوح قصادك وبنزف وانتي بتقطعي فيا، كفياكي ابوس ايدك كفاية، حاضر. حاضر يا امي، هعمل اللي يريحكم، وههحميها بس. وبعدها هخيرها واللي هي عيزاه انا هعمله، حتى لو، غمض عنيه بوجع، حتى لو كان راحتها وساعدتها اني اطلقها هطلقها...
فريدة ابتسمت: ايوة كدة، ربنا يهديك، انا هروح اشوفها بقي. وانت ادخل خد حمام وانا هجهز الاكل.
حذيفة بتعب: لا يا امي انا تعبان وعايز ارتاح...

فريدة بحزن علشانه: ربنا يريح قلبك. ويعملك اللي فيه الخير.
في بيت عطر...
عطر راجعة من برا هي وابنها مازن بعد يوم طويل ومتعب في الملاهي.
عطر ابتسمت: هاه حبيب ماما. مبسوط، اظن النهاردة لعبنا كتييير كتيييير، صح.
مازن بسعادة: صح يا ماما، انا بحبك اوي، انتي جميلة اوي يا ماما. ومش بتزعليني...
عطر ابتسمت بحنان: وانا هزعلك ليه يا قلبي، مش كفاية الدنيا مزعلانا...

مازن بحزن: بس كان نفسي بابا يكون معانا، هو اصلا مش بيحبني ليه، ودايما لوحده ومش بيكلمني، ولا بيفسحني، هو انا وحش اوي كدة...
عطر بدموع: لا لا يا حبيبي انت احسن ابن في الدنيا، بس. ببس هو بابا كدة ده طبعه، كمان هو مشغول، ومش فاضي. انا بخرجك وافسحك، والعب معاك، ولا ماما مش كفاية.!؟

مازن حضنها ببرائة: لا كفاية، انا كمان بحبك اوي، ولما اكبر هشتغل وافسحك واعملك كل حاجة حلوة زي ما انتي بتفسحيني، ومش هخلي بابا يضربك تاني، هبقي راجل وقوي.
عطر ابتسمت بدموع وحضنته: حبيبي انا، ربنا يخليك ليا، انا ربنا يعلم متحملة كل ده ليه، علشانك انت. والله علشانك...
وخرجته من حضنها بحنان: ياللا بقي ندخل ناخد حمام ونغير هدومنا وننام احنا تعبنا اوي النهاردة.

دخلت عطر مع مازن على اوضته. بس لما قربت اوضة رامز. سمعت صوت حد معاه، وفهمت هو بيعمل ايه، اتوجعت وحست بزل وحسرة، وكسرة كبييرة، وبكت، ودخلت مازن اوضته.
عطر: حبيبي خاليك هنا شوية. هروح اعمل حاجة وارجعلك. ماشي. اوعي تخرج...
قفلت عطر الباب على مازن وخرجت خبطت على رامز، : رامز، رامز، افتح وخرج الزبالة دي، انت ايه ما عندكش دم، حرام عليك، افتح...

رامز مافتحش غير بعد وقت كبيير. وخرج ببرود وبجاحة، ووراه واحدة من اللي بيعرفهم...
رامز: ايه، ايييه صوتك عالي ليه، عايزة ايه!
عطر بوجع بصت للي كانت معاه، : قولي فيها ايه زيادة عني، قولي لييه بتعمل كدة، ليه، حرامني انا حقي وبتديه لستات الشارع ليييه، انت بتعمل فيا كدة لييه لييه، انت بسببك انا كان ممكن اضيع، لولا ربنا بيسترها معايا، انت مش بني ادم والله مابني ادم.

رامز اتعصب وبدأ يضربها بعنف: انتي كل شوية الاسطوانة دي، قرفتيني. ايييه. متجوز ابلة الناظرة، انا حر، وقزلتهالك الف مرة، انا كدة ومش هتغير. وغصب عنك ورجلك فوق رقبتك تسكتي...
عطر بوجع من ضربه واهانته، الاوجاع كتيير، وجع جسم وضرب. ووجع روح وكرامة مهانة ومداسة بكل جبروت...

عطر: . لا حقي اتكلم واقول، لما كل شوية والتانية نسيب بيتنا بسببك وبسبب وساختك دي يبقي حقي، لما تلوث بيتي وسريري، كل يوم والتاني بالاشكل دي. يبقي حقي...
البنت اللي كانت معاه بغيظ: بقولك ايه بقي انا ساكتالك من الصبح. واقول هتتهد وتسكت. بس شكلك بتحبي الفضايح، ولو كلمة كمان عليا وحياة امي لجيبك من شعرك...

عطر جريت على الباب وفتحته و بغيظ وصوت عالي: . طيب انا هريكي الفضايح يا رباية الشوراع، خالي الناس تشوف قرفك انتي والبيه المحترم...
رامز بغضب منها جري عليها هو البنت دي وشدوها وقفلوا الباب. وفضلوا يضربوا فيها علشان تسكت، كانت بين ايديهم زي المدبوحة، بتنضرب وتنزف ومش قادرة تعمل حاجة، هما الاتنين اقوي منها، ومازن خرج من الصوت الصريخ. وواقف يبكي بضعف وهو شايف امه وسنده وامانه الوحيد بتتنضرب وتتهان قصاده. وهو مش قادر يعملها حاجة...

عطر بضعف وبكل الصوت اللي قادرة تخرجه بتبكي: ااااااه. حرام عليكم، اااااه كفاية انا مراتك يا شيخ حرام عليك، الحقوني، ااااااه حد يلحقني.
مصعب كان راجع من برا. وسمع الصريخ وصوت عطر، اتجنن وبقي متردد الف مرة يخبط، بس الصوت والا ستغاثة فوق احتماله، فضل يخبط ويخبط. وماحدش بيفتح وماكنش قصاده غير انه يكسر الباب. وكسره فعلا. والجيران اتلمت وشافوا عطر وهي في الارض ورامز والبنت اللي معاه بيضربوها...

مصعب اتجنن وجري عليها وشدهم وضرب رامز بغل وغضب.
مصعب: انت ايه. ايببه، هي عملت فيك ايه علشان كل ده، انت حيوان.
البنت جريت لما لقت مصعب والجيران، ومصعب بيضرب في رامز بغل وغضب...
رامز بعصبية: انت مالك مراتي وبربيها. دخلك ايه، اطلع بره...
مصعب زقه بقوة وغضب منه. وقرب من عطر لاقها جنبها مازن بيعيط وماسك ايديها. وهي بتنزف ومش قادرة
تقوم وبتبكي، شدها وسندها بخوف.

مصعب بحزن: عطر، عطر ردي عليا، الحيوان ده عمل فيكي ايه...
عطر بدموع ونحيب: كان هيقتلني، انا شكل دراعي انكسر منه لله هو و اللي معاه، بيضربني علشان بنات الشوارع. اللي بيلوث بيهم بيتي، يترتهم كانوا موتوني علشان ارتاح، ياريت، انا عايزة اموووت. عايزة اموووت.

مصعب بص لرامز بغضب وساب عطر وقرب منه بجنون وتوعد: اسمع بقي. انا جبت اخري معاك، وقسما عظما بربي. لو ما طلقتها دلوقتي حالا لهكون ساجنك. وانت عارف ان مصايبك كتيير. وانا عندي ورق وحياة اهلك يقعدك في السجن مرتاح بتاع 20سنة.
رامز بخوف وكبر: انت بتهددني يا جدع انت، انت مالك بمراتي اطلقها اقتلها انا حر، ولا علشان محامي. لا على نفسك. الحقوا يا ناس البيه عايزني اطلق مراتي غصب.

واحد من الجيران: والله عنده حق انت راجل ما تتعاشرش. حد يعمل في مراته كدة.
واحدة تانية: ايوة يا استاذ مصعب. يطلقها او انت ارفعلها قضية، رجالة واطية.
مصعب بغيظ: اهو سمعت. الناس مش طايقتك، وسيبك منهم بقي انا اللي بقولك لو ما طلقتش وحالا انا من الصبح هخلعها منك. بس وانت في الحبس. ايه رئيك بقي.
رامز بغيظ منه. خاف من تهديده هو عارف انه ملتوي ومرتشي وواضح ان مصعب بيتكلم بقلب قوي وعارف عنه كتييير...

رامز بص لعطر: انتي طالق. يالا غوري في داهية بقي، مالكيش قعاد هنا...
عطر بتبكي بضعف هي عايزة تخلص منه بس هتروح فين. قبل ما حتى تفكر، كان مصعب بيشلها قصاد الناس ودهشتهم. ونده لمازن.
مصعب. : مازن حبيبي تعالي معايا هنودي ماما المستشفي ياللا.
واحد من الجيران: ربنا يخليك يا استاذ مصعب. انت راجل ابن حلال. واضح ان مالهاش حد.

مصعب بصلها بحنان وبصله: لا ليها. وليها اللي يحميها. خرج مصعب وهو شايل عطر ومازن جنبه، وايمان راجعة من برا وانصدمت لما شافته.
ايمان: ايه ده. انت شتيلها كدة ليه. ومين عمل فيها كدة.
عطر بخجل مش عارفة تدراي فين وهي بين ايدين مصعب.
مصعب بسخرية: حمد لله على السلامة. ادخلي يا ايمان. ونامي انا لما ارجع هفهمك كل حاجة...

نزل بسرعة وايمان مش فاهمة. بس الجيران شرحولها كل حاجة. اتعصبت من مصعب وانه اتدخل ودخلت شقتها...
مصعب اخد عطر المستشفي وكشف عليها. ودراعها اتجبس وجروحها اتداوت، اخدها وراح بيها بيت والدته. وفهما حكاية عطر. وهي رحبت بيها جدااا. واخدت مازن ابنها تأكله وتنيمه. ومصعب قاعد مع عطر.
مصعب بحنان: الف سلامة عليكي، وحياتك عندي لكون مندمه ندم عمره على كل مرة مد ايده عليكي فيها.

عطر بحزن: لا ابعد عنه، انا كفاية خلصت منه. بس كل تفكيري انا هروح فين، هعيش ازاي انا ومازن، انا ماليش حد يا مصعب ماليش حد، وفضلت تبكي.
مصعب بحب قرب ومس ايديها وباسها بحنان: ليكي، ليكي واحد بيحبك ودايب فيكي وخلاص مابقاش فيه اللي بمنعه عنك، انا يا عطر، انا جنبك، ومعاكي، عطر انا بحبك، بحبك...
عطر مش مصدقة نفسها، ماتخيلتش انه هيعترف. وفي الظروف دي...
عطر بمدموع: وانا بحبك، بحبك اوي، اوي...

مصعب ابتسم ومسح دموعها: اخيرااا، يااااه، قلبي كان هيموووت ويسمعها منك، من النهاردة مافيش دموع، مافيش حزن، عدتك تخلص وهنتجوز، وهعوضك عن كل دمعة ولحظة الم. انتي هتفضلي هنا مع امي لحد ماتخلص عدتك، وانا هجهزلك شقة علشان تتجوز فيها...
عطر ابتسمت براحة: هو انا حقيقي صاحية، ولا ده حلم من احلام كل يوم...

مصعب بمشاكسة: تحبي اثبتلك انه حقيقة. امممم. بس للأسف مجبر استني نتجوز، علشان هيبقي تصرف يعاقب عليه الشرع والقانون.
عطر ابتسمت بخجل: ههههه. لا خلاص صدقت انه حقيقة.
مصعب اتنهد بهيام: اااااه، بحبك...
عطر بهمس: بحبك.

عدت ايام قليلة. وحذيفة على وعده وزي ماهو مع چوري مافيش حاجة اتغيرت. بس كان قلقان من هدوء اهلها. خايف يكونوا بيدبروا لمصيبة، وفي يوم كان واخد والده ووالدته للدكتور وهي في البيت بتذاكر، لوحدها...
رجع هو وامه وابوه، ودخله الشقة. بس اول ما دخله سمعه صوت چوري مكتوم، حذيفة قلق ومش متطمن.
حذيفة: مش ده صوت چوري.
فريدة: مش واخدة بالي هدخل اشوفها.

دخلت فريدة وصرخت بصوت عالي. دخل بلال وحذيفة. وحذيفة انصدم. لما لقي أمجد. وخالد بيكفوا چوري ونفسها مكتوم وبتبكي
وهي بصتله بإستنجاد، حذيفة شد امجد. وفضل يضربه بغل، وخالد ضرب حذيفة وفضل حذيفة بيعافر مع الاتنين.
حذيفة: انتم كلااااب، كلاااب، وانا مش هسيبكم...
أمجد بغيظ: انت فاكر انك تتجوزها وتختمنا على قفانا ونسكت. لا، انا هحرق قلبك.

حذيفة برغم انهم اتنين بس غضبه وغيرته عليها. خالته يبقي زي الاسد الجارح، بيقاوم بكل شراسة...
خالد: هناخدها ونرجعهالك جثة زي امها. وابقي افرح بيها...
بلال كان نزل بسرعة واستنجد بأصحاب حذيفة وطلعوا معاه. ودخل ليهم وهما لسة بيضربوا حذيفة وهو بيضربهم...
بلال: اسمع انت وهو برا الشقة مرشقة رجالة تقطعكم وتقرقش عضمكم. اطلعوا برا بقي وسبيونا في حالنا.
وقفوا ضرب، وخالد بص لأمجد، بخوف...

امجد: واحنا نصمن منين ان لو هرجنا ماحدش يتعرضلنا.
بلال: مالكش عندي ضمان. يا تخرج. يا هغطي چوري وادخلهم يقتلوكم مكانكم هنا...
حذيفة جري على چوري وفكها وفك ايديها وبوقها. وضم وشها برعب وهي دموعها بتجري.
حذيفة بحنان: حبيبتي عملوا فيكي ايه، انتي كويسة.
چوري اتعلقت في حضنه وحضنته بقوة وبكت: كانوا عايزين، عايزين، مش قادرة اقول مش قادرة، ابيه وحياتي ماتسبنيش تاني. خاليك جنبي، ماتبعدنيش عنك...
حذيفة ضمها بقوة وجنون وبص لخالد وأمجد بغضب: مش هسيبك تاني، انتي بقيتي مراتي غصب عن الكل. غصب عن اي حد، اهدي. اهدي.
بعدها عن حضنه بهدوء.
حذيفة بص لخالد وأمجد بغل: انتم بقي لازم تتربوا علشان كشفتوا مراتي وحيائها وكل كلب فيكم لمسها ولا حط ايده عليها، هندمه. حاج. انده للرجالة اللي برا.

وغطي چوري بالغطاء، وفعلا دخلوا واخدواهم برا وفضلوا كلهم يضربوا فيهم وحذيفة اولهم، وطلب ليهم البوليس، واتهمهم بالاعتداء عليهم ومحاولة خطف چوري اللي هي مراته، وفعلا اخدوهم ومشيوا، وحذيفة رجع لچوري اللي كانت لسة منهارة في حضن فريدة، واول ما شافته جريت على حضنه.
چوري: كنت خايفة عليك، اوي.

حذيفه حضنها براحة وابتسم: انا كويس، طول ما انتي في حضني، وخرجها من حضنه بحنان. وبص لامه. يوم الخميس اللي جاي فرحي انا وچوري والكل لازم يعرف انها بقت مراتي. وبص لچوري. بتساؤل، موافقة
چوري هزت راسها وابسمت بسعادة: ممموافقة، موافقة طبعااا.
حذيفة الامل صحي جواه. فرحتها بشرته باسها من جبينها بحنان: هعملك فرح ما اتعملش لحد قبلك...
فريدة قربت منه بحيرة: بس يا ابني...

حذيفة بتصميم: امي، انتهي الموضوع، مش هغير كلامي...
مر يومين مش اكتر ومصعب كان فيهم بيتطمن على عطر عند والدته يوميا بيروحلها، وتقريبا كل دقيقة بيكلمها ويتطمن عليها وحسسها بالامان بوجودة وانها مش وحيدة زي ما كانت فاكرة وانه بيحبها وهيحميها وهيفضل جمبها، ولسة ما فاتحش ايمان في موضوع جوازه من عطر. اجلها لشئ جواه عايز يثبته لنفسه وليها، علشان يبقي برئ نفسه منها...

وانه اتستنفذ معاها كل الطرق والمحاولات اللي ممكن تخليها تتغير وترجع تهتم بنفسها وتنتبه لبيتها وجوزها وابنها وعشان ابنه في يوم من الايام ما يلوموش انه اتخلي عن امه وجابلة مرات اب او يحسسه انه قصر معاه، كل دا كان لازم مصعب يفكر فيه ويعمل حسابه...

اما حذيفة وچوري فحذيفة بدأ يعرف كل الناس ويجهز للفرح، وكل الناس تقريبا كانت مش فاهمة. ولا مصدقة انه حذيفة هيتجوز چوري، الكل كان بيتكلم عليهم، الكل شاكك فيهم، وفي ناس معاهم، وفي ناس ضدهم، وكل واحد بفكرة، وكل واحد يطلعله بكلمة...

اما چوري كانت في قمة سعادتها وفرحتها، لانه كانت مش مصدقه انه حذيفة هيكون في يوم ليها قدام كل الناس وكل الناس هتعرف كدا، بس كانت كمان حاسه بحزن جواها لانها كانت شايفة فريدة مش مبسوطة وشكلها حزين. بس جهزتلها كل حاجاتها اللي كانت بتشتريهالها وتجهزها بيها، من سنييين...

فريدة بالنسبة لجوري امها الحقيقية هي شيفاها فعلا امها اللي خلفتها مش بس ربتها وعلمتها كل حاجة دا معاها هي فتحت للدنيا، بس كان نفسها تشوفها فرحانة من قلبهها بجوازها من حذيفة مش الحزن اللي دلوقتي حساه بس كانت فرحانه بتجهيزها ليها وبوجودها كام في يوم زي دا رغم اللي جواها...
چوري بفرحة ودهشة: مش معقول دا يا مامتي كل دي حاجات كنتي شايلها علشاني،!؟ انتي اشتريتي كل ده امتي بس. انا مش مصدقة!؟

فريدة ابتسمت: يا نور عيني انا بجهزك من وانتي لسة في المدرسة، كنت كل ما اشوف حاجة وتعجبني اشتريها ليكي، واجيب واجيب، واخبي عنك علشان كنتي لسه صغيرة...
وبحنان، وهو وانتي كنتي تفتكري اني هتستخسر فيكي حاجة برضوا انتي بنتي يا جوري...
چوري حضنتها بحب: ربنا يخليكي ليا ومايحرمنيش منك ابداااا، انتي احن ام في الدنيا...

فريدة بدموع: چوري، مش هوصيكي اوعي يا بنتي تزعلي حذيفة، اوعي يا چووري، ده عمره ما زعلك، طول عمره حنين عليكي، واديه اهو بيعمل المستحيل علشانك علشان يحافظ عليكي. انتي شايفه اتعذب واتحمل ايه عشان يحميكي. اياكي توجعي قلبه ولا تكسريه...

چوري بدموع: انا يا ماما! انا اكسر قلبه، ده قلبه من ماس لايمكن اقدر اكسره ولا اذيه، ده هو وانتم كل حياتي ودنيتي، ووالله ما عايزة من الدنيا غيركم انتم وبس. انا ما ليش فالدنيا غيركم يا ماما واترمت فحضنها...
فريدة بحنان: خرجتها من حضنها. طب ياللا هاتي الحاجات دي معايا وتعالي نروح نوضبها في الشقة التانية، شقتك يا ست العرايس، اكيد العمال نزلوا خلاص.

چوري ابتسمت بخجل: حاضر يا ماما حالا، بس حذيفة كلف نفسه ماكنش لازم يغير حاجة ولا يشتري عفش جديد، كل حاجة كانت كويسة، وانا ماكنتش معترضة، ده دفع كتيير وكمان تعب في اليومين دول اوي...
فريدة رفعت حاجبها بمكر: حذيفة حااف كدة، من امتي...
چوري بحرج: ااا ايه. ااااصل، ماهو، مش بقيت مراته يا ماما، ازاي هقوله ابيه مش هينفع، تفتكري هيزعل مني.!؟

فريدة ضحكت: ههههههههههه، ماشي يا ستي عندك حق فعلا بقيتي مراته، بس لا ماظنيش يزعل، المهم انك تحافظي عليه، واللي ربنا كتبه ليكم هيكون، ربنا يسعدكم، ياللا بقي هاتي الحاجات بسرعة مافيش وقت. عايزين نخلص الليلة كل حاجة، ده الفرح بكرة، وبخبث، اااه صحيح على فكرة حذيفة الليلة هينام هنا وانتي عارفة اوضته لاغينها من زمان من وقت مانقل الشقة التانية، فيعني ممكن يبات معاكي هنا...

چوري بسعادة: بجد يا ماما هو قالك كدة، هينام هنا معايا في اوضتي.!؟
فريدة بغيظ مسكتها من ودنها: اموووت واعرف يا بنت انتي متسربعة على الجواز لييه كدة، انتي لازم تنكسفي وعنيكي في الارض، بنات اخر زمن.
چوري بتتألم من ودنها: اي. اااي خلاص يا مامتي بقي الله، هو حرام ده بقي جوزي خلاص، بس عندك حق لازم اتقل وابقي بتكسف منه.
فريدة بسخرية: والله ما انتي فالحة، انا عارفاكي مجنونة، امشي يا اخرة صبري. ورايا يا ختي.

چوري ابتسمت بمكر وبينها وبين نفسها، بتكتم ضحكتها، هههههه. قال اتقل وانكسف قااال، وربنا لو ما اتجرأ لعتدي عليه اااه. ده انا ماصدقت اتجوزه واستفرد بيه...
ووقفت قصاد المرايا بدلع. يالهههوي عليك يا حذيفة، واخيراااا هبص في عنيك براحتي اااه واحضنك براحتي، ولا فيه غض بصر، ولا ممنوع اللمس، ولا لا يا چوري، ولا حرااام ياچوري. خلااااااص. بقيت حلاااااااالي غصب عن كل النااااس.
فريدة بصوت عالي وضيق: انتي يا مصيبة بتعملي ايه اخلصي بقي.
چوري بجنون ولخبطة، ايوة، ايوة يا مامتي جاية اهو...
اخدتي كل الحاجات بتاعتها ودخلوا شقة حذيفة، وبدأوا يجهزوا كل حاجة ويستعدوا للفرح تاني يوم
في ورشة حذيفة.
حذيفة قاعد سرحاان ودخله مصعب وبمزااح: شيخ الشيوخ مبروووك، ورفع ايده بإستسلام وغمزه. اخيرا بقي بكرة فرحك وماعندكش حجة. العصفورة هتدخل قفصك، والباقي عليك بقي. لازم تقوي قلبك.

حذيفة اتنهد بحيرة وابتسم بسخرية: يا شيخ اتلهي، قفص ايه وبتاع ايه، وهي المشكلة المكان، انت خاليك انت في حالك وجنانك، تبقي الست لسة مطلقة من سااعاات. وانت تروح تقولها بحبك وهتجوزك، ده انا مفقوع منك...

مصعب بثقة: يا حبيبي الدنيا فرص. ولازم لما تجيلك فرصة تاخدها وتمسك فيها واياك تفلت منك. وانا كنت لصراحة هستني عدتها تخلص وافاتحها، بس ضعفها وقلة حيلتها. ودموعها قصادي، وكمان تفكيرها وحيرتها هتروح فين وتعيش ازاي، كل ده غيبني في لحظة، لقتني بعترفلها واقولها بحبك، وابتسم بسعادة، والاجمل انها كمان ماقومتش واعترفت بحبها، يااااااه يا حذيفة، لحظة بيقف عندها الزمن، لحظة ما قلبك يدق بجنون وانت بتسمع من حبيبتك كلمة تحيك وتصحي فيك روحك العاشقة، بحبك، كنت لو اطول وقتها اخدها في حضني واكسر ضلوعها من فرحتي بيها...

حذيفة غمض عنيه وابتسم وافتكر چوري وبأمل: تفتكر هيجي اليوم اللي چوري تعترفلي فيه بحبها، تفتكر هتتقبلني في حياتها حذيفة حبيبها وزوجها، بعد ما كنت ابيه حذيفة الاخ...
مصعب بغيظ منه: يا اخي يارب يخليك تعبتني، كله في ايدك، انت اسحبها بالحنية، اظن مش انا اللي هقولك...

حذيفة بتردد وقلق: اااانا بس مش عارف ازاي هعدي معاها الخطوة دي، وفعلا هعمل كدة ولا هنفضل زي ما احنا، خايف اتسرع وهي بعدها تفوق وتندم، وتتمني غيري، وقتها همووت وانكسر بجد...
مصعب اتنهد: لعلمك، چوري اصلا بتحبك ومتعلقة بيك، وانا متأكد انكم هتتأقلموا جدااا على بعض، ومش هيكون الموضوع صعب اوعدك...
حذيفة ابتسم: يارب يسمع منك. المهم، قولي عملت ايه مع ايمان بقي طمني.
مصعب بضيق: لسة ما عرفتش. بس الليلة هقولها.

وهي حرة بقي تتقبل ده وتعيش زي ماهي. او لا الامر في ايديها...
حذيفة بتساؤل: يعني انت عندك استعداد تطلقها ولا لا افهم.
مصعب بحيرة: مش هضحك عليك، هي مش فارق معايا تفضل او تطلق. بس اتمني ما طلقهاش علشان آدم. آدم هو الخيط اللي بيربطني بيها، ومكتفني، بس ربنا يسهل...
حذيفة: هي عطر جاية معاك الفرح بكرة،!؟
مصعب ابتسم بحب: طبعااا جاية هي وامي مع بعض.

حذيفة اتنهد: بس انا شايف انه بلاش. دي لسة في عدتها والمفروض انها تقلل خروجها وكلامها معاك لحد ما تخلص وتبقي حرة...
مصعب بزهق: بالله عليك ما تحبكها، هو انا هنفرد بيها في خلوة، ده فرح وناس وظيطة، وامي معاها خطوة بخطوة. وانت تقولي لا. البت ما بتشوفش فرح، افرجها ربنا يفرجها عليك.
حذيفة: هههههههه. والله انت مشكلة، طب ايه كدة ايمان جاية ولا لا. هتحضر بحريمك يا سلطان زمانك...

مصعب: ههههههههه. فاكر صحيح زمان. لما كنت بقولك نفسي اتجوز 4 واعيش بقي حياتي، اهو اخرة صبري صومت صومت وفطرت على بنت فتحية، بس اهو ربك رحيم بعباده، عوضني بعطر حياتي...
حذيفة: ههههههه. مافيش فايدة والله ما فيه فايدة منك، المهم بس تبقي عطر وبس. مش بعد شوية تقولي قابلت مين وفين وقلبي دق وعنيا لمعت، وتتدب على بوزك في الثالثة.

مصعب: هههههههههه. يسمع منك يارب، بس لا لا انا اول واخر حب في حياتي هي عطر قلبي، ربنا يجمعني بيها عليةخير وبسرعة بقي، هموووت وشهور العدة دي تخلص بقي...
حذيفة ابتسم: ربنا يسعدك ويسعد ايامك يارب...
مصعب قام يمشي: طيب انا همشي بقي، واشوفك بكرة هكلمك بدري وابقي معاك طول النهار ماشي...
حذيفة ابتسم: ماشي يا حبيبي ربنا معاك...
مشي مصعب وراح لايمان، وحذيفة قاعد يفكر ومحتار ايه هيحصل بكرة وهيعمل ايه مع چوري...

في بيت مصعب. دخل ومعاه شنط وهدايا...
مصعب بصوت عالي: ايماان، ايمان...
ايمان خرجت: ايه ايييه. جاية مالك بتزعق ليه كدة...
مصعب ابتسم بسخرية: انا كدة بزعق، طيب ماشي خدي دول.
ايمان اخدت الشنط وفتحتها: ايه دول!؟
مصعب: افتحي وشوفي.
ايمان بتفتح الشنط لقت فستان جديد وشوز ليه وشنطة، وكمان ادوات ميك اب جديدة، ولانچريهات بموديلات مختلفة وجميلة، فرحت بيهم.

ايمان: ايه كل ده، حلوين اوي، بس الانجري الاحمر ده مش حلو انا بكره اللون ده. فاقع كدة ورخم...
مصعب ابتسم بسماجة وغيظ: اممم. ماشي المهم الباقي عجبك،!؟
ايمان: اه يعني حلوين. بس قولي ايه المناسبة، علشان فرح حذيفة!؟
مصعب قعد وبسخرية: وهو انا اول مرة احبلك هدية ولا لبس اصلا، انتي مش واخدة بالك اني دايما بختارلك واشتريلك. من قبل ما تطلبي اصلا...

ايمان بتقلب في الحاجات وبلامبلاه: اايوة عندك حق، بتجيب، بس حلو الفستان ده اوي
مصعب بتساؤل: طب ايه مافيش اي مكافأة خالص...
ايمان بضيق: يوووه نعم عايز ايه، عموما بالليل لما ندخل ننام اكيد مش دلوقتي.
مصعب اتنهد بسخرية: ومين قال ان الكافأة اللي فهمتيه بس، مع انه مهم وحقي، ومالوش معاد ولا وقت فرضا محتاجك دلوقتي، اقول لإحساسي لا استني مواعيد العمل الرسمية، بس سيبك انا مش عايز حاجة...

لكن عموما انا كنت اقصد انك تجربي الحاجات دي. وتقعدي معايا بيهم، كمان الميكب بقالي كتيير ما شوفتكيش بيه في البيت خالص...
ايمان: يووووه بقي لسة هقوم والبس واجرب واحط ميكب علشان شوية وننام، بعدين بعدين، كمان ما انا كدة كدة بكرة ههط في الفرح، ابقي شوفه بكرة.
مصعب بصلها بيأس: يعني الفرح واللي فيه، اهم عندك مني، تمنعي نفسك عن اسعاد جوزك. ورضاه علشان كسلانة ومأجلة الحاجات دي للناس...
ايمان بزهق: يت ربي بقي.

. انت بتقول شكل للبيع، ولا علشان جبتلي حاجات هافضل تزل فيا...
مصعب قام وقف: لا يا ايمان مش هزلك ولا هطلب منك حاجة تاني، انا بس كنت بثبتلك انك. هتفضلي ايمان، هتعيشي وتموتي ايمان، بس انا خلاص لا عليا لوم. لا عتاب. ومن هنا ورايخ هعمل اللي يريحني ويسعدني.
ايمان ربعت ايديها بتحدي: بجد، خير هتعمل ايه، فهمني،!؟
مصعب ابتسم: هتجوز...

ايمان متخيلة انه بيهزر ومستحيل يعمل كدة. : ههههههههه، بجد طب ما تبقاش تنسي تعزمني على الفرح...
مصعب بجدية: انا مش بهزر وبتكلم جد، هتجوز، بس مش دلوقتي كلها كام شهر كدة واتجوزها، انا قولت ابلغك بس علشان تفهمي...
ايمان اكن اللحظة دي اخدت قلم من كل سنة مرت بينهم، كل يوم. كل ساعة، حست الدنيا بتلف بيها وبصدمة: اااانت، ااانت بتتكلم جد، هتتجوز عليا انا يا مصعب.
مصعب اتنهد: ايوة بتكلم جد. وقولتلك كدة، بس الخيار يرجعلك، عايزة تفضلي معايا انا ما عنديش مانع، علشان مازن، عايزة تتطلقي ومصممة هعملك اللي يريحك، شوفي عايزة ايه وانا معاكي...
ايمان بدموع: لا فيك الخير، مش عايزنا نطلق علشان مازن بس، طب وانا، انا فين.
مصعب لفلها بدهشة: انتي! انتي اللي بتسأليني السؤال ده، السؤال ده تسأليه لنفسك، لإهمالك. لبرودك. للامبالاتك.

لصبري عليكي سنين، لمحايلتي ليكي كل ليلة، لكل مرة اتمنيت القيكي جنبي وفي حضني، وانتي بعيد ولا على بالك، لكل مرة اتأخرت وعندي مصايب وانتي عارفة شغلي واعدائه. عمرك ماخوفتي عليا، عمرك ما سألتي عني جيت امتي اتأخرت فين. حصلي ايه.

وبعصبية كمل حمل سنين: عمرك ما لقتيني مهموم واخدتيني في حضنك وسألتيني مالك، عمري مالقيتك، لو تعباان وبموووت. بتنامي ولا على بالك، الغرب بيهتم وبيسأل وانتي عايشة في دنيتك وصحابك وبس، انا مجرد زوج، وجعة قصاد الناس، امان ليكي من العنوسة، اتجوزني وارتاحتي وخلاص، البأف ده بقي يرضي يأي حاجة. ويسكت، وانتي مقضياها رغي واهمال وبرود، انتي ايه بس انتي ايه، جايىة بعد ده كله تقوليلي انتي فين، اسألي روحك بقي واعرفي كنتي فين وجوزك بيبعد عنك يوم عن يوم، كنتي فين وهو بيتحوج للغرب وانتي موجودة، جوزك اللي خلاص طفح بيه الكيل.

وتعب وجاب اخره، عرفتي كنتي فين، عرفتي انا كنت متحمل ايه...
ايمان بكبرياء: كل ده محمله مني،!؟ يااااه ده انت قلبك اسود اوي وظالم.

مصعب ضحك بوجع: ههههههههه. انا! انا قلبي اسود وظالم، لعلمك اللي سمعتيه ده نقطة في بحر كتيير من اللي جوايا ليكي. من اللي متحمله منك، ولعلمك اكبر دليل على اني مش ظالمك، انك ولا يوم حسيتي بتغير من ناحيتي ولا حسيتي اني بنسحب منك. ولا حسيتي اني بحب واحدة تانية، بيقولوا الستات بتحس بجوزها، انتي من الستات ولا فصيلة نادرة...

ايمان بغضب: . ايوة فصيلة ندرة، ولعلمك انت اللي هتندم مش انا. وبكرة تشوف، بس ياتري مين العروسة، ولا هتفاجأني بيها...
مصعب: عطر.
ايمان بصدمة: عطر مين، عطر جارتنا. واللي قاعدة عند امك دلوقتي!؟
مصعب: ايوة هي عطر، هتخلص عدتها واتجوزها...
ايمان بصوت عالي: ايوة بقي قول كدة، يبقي كان فيه بينكم حاجة، وتلاقي جوزها طلقها اصلا علشان خاينة وعرف انها على علاقة بيك، وديني لاكون فضحاكم انتم الاتنين.

مصعب بعصبية قرب منها ومسكها من فكها بقوة وتحذير: قسما بربي يا ايمان، بوقك يتفتح بكلمة في حقي او حق عطر لكون موريكي النجوم في عز الظهر، خاليكي محترمة، وانت لحد دلوقتي ماعنديش مشكلة انك تفضلي على ذمتي. بس تتهميها بحاجة. مش فيها مش هسمحلك، فاهمة...
ايمان زقت مصعب بعصبية: اوعي بقي ابعد عني، ياللا في ستين داهية انت وهي، بس والله لهوريها خطافة الرجالة دي.

مصعب بتوعد: والله، والله يا ايمان اي محاولة منك علشان تأذيها، مش هرحمك...
ايمان: طب ياللا بقي خد حاجاتك واطلع برا، روح عند الهانم، مش عايزة اشوفك هنا، ولا هكمل معاك. وطلقني يا مصعب. طلقني...
مصعب اتنهد هو عاذر اي ست في مكانها هتعمل ايه. : انا هسيبك يومين تهدي وتفكري، ولو فضلتي مصممة. هنفذلك طلبك، انا داخل اخد هدومي وخاارج.

دخل مصعب اخد هدومه وسلم على آدم ابنه، ونزل، وايمان فضلت تعيط وتتحسر. على بيتها وزوجها اللي ضيعتهم. بإيديها...
مصعب اخد هدومه. راح قعد في اوتيل. لانه مش هينفع يروح لأمه ويقعد عندها وعطر هناك...

حذيفة رجع البيت متأخر، وكان الكل نام، وطبعااا امه فهمته انه يرجع على شقتهم. مش شقته لانهم هيجهزوها وتتقفل لحد. الفرح تاني يوم، دخل بهدوء وقعد بتعب، وفضل مطفي النور مش عايز ينوره، سند راسه بتعب على الكنبة وغمض عنيه، وبيفكر، بس فتح عنيه واتنفض على ايد ناعمة بتملس على شعره، لقاها چوري مبتسمة
چوري بنعومة: قاعد لوحدك في الضلمة ليه كدة!

حذيفة بتوتر من وجدها جنبه وبقربه قلبه بيدق. : ااابدا، اااصلي لقيتكم كلكم نايمين ومش عايز ازعجكم، وكنت هنام كمان...
چوري قربت منه اكتر وبهمس: ليه وانت كنت هتنام هنا على الكنبة انت مش هتنام غير معايا في اوضتي، ماما فريدة قالتلي انها قالتلك كدة...

حذيفة فتح عنيه بدهشة: ااامي، ااامي قالتلك كدة، لا لا ههي اكيد فهمت غلط، ببصي روحي نامي يا چوري ربنا يخليكي. وسبيني ااانا ربنا وحده عالم بيا، ااانا هنام هنا...
چوري بعتاب: تؤتؤتؤ. اخس عليك، بتزحلقني، طب ده احنا لسة بنقول يا هادي، من اولها هتزهق مني كدة. زعلانة منك...

حذيفة بيغمض عنيه بجنون وبيمنع نفسه عنها بصعوبة. وبينه وبين نفسه، : اااااه ياربي عليكي وعلى دلعك ده، انتي عايزة مني ايه بس، ارحميني، ااانا ملجم نفسي عنك بالعافية.
چوري قربت منه اكتر وتقريبا بقت في حضنه: ساكت ليه، هو انا فعلا مزعجة اوي كدة.!؟
حذيفة بصلها بحب وبهمس: انتي اجمل حاجة في دنيتي، مين قال انك مزعجة...

چوري لمست لحيته بنعومة اثارته وايده التانية سندتها على صدره بحنان: يعني مش متضايق من وجودي جنبك...
حذيفة بينهاار من رقتها وقربها وريحتها، كل همسة خارجة من شفايفها بتجننه اكتر، لمست ايديها على خده ولحيته دوبته، وايديها على قلبه اكنها بتختبر دقات قلبه اللي بتنطق اسمها...

حذيفة بهمس: تؤتؤ. مش مضايق، انا عايزك جنبي، ولحد ما اموت تفضلي جنبي، وقرب منها اكتر واكتر، بس عقله صحي وفوقه، خاف يتهور ويعترف بكل حاجة، خايف من تهورها هي، خايف تندم وتندمه. كلام امه بيرن في ودنه، بعد عنها بصعوبة وهو انفاسه بتتحرق...
حذيفة: چوري ادخلي اوضتك، ارجوكي، سبيني دلوقتي...
چوري حاسة انه خايف يقرب. قلقان مش محددة حقيقة احساسه بيها، قامت بحزن ومشيت.

چوري بعتاب: اللي يريحك بس انا ما كنش قصدي اضايقك، تصبح على خير...
مشيت خطوتين وابتسمت بخبث: والله ما هسيبك غير لما اخليك تحبني وتموووت فيا. وهوريك چوري المجنونة هتعمل ايه، اتكعبلت بتمثيل وزيف، اكنها وقعت بجد. وبدأت تتألم وتبكي بزيف.
چوري: اااااه، ااااه رجلي...
حذيفة اتفزع وقام بسرعة وجري عليها وقرب منها: مالك. ايه االي حصل.

چوري بدموع وخبث: رجلي اتلوت، اااااه يا رجلي، شوفت علشان كنت ماشية زعلانة منك، علشان بتتعصب عليا، ربنا يسامحك...
حذيفة بتأنيب. قرب من رجلها ولمسها بحنان: حقك عليا. والله ما كنت اقصد ازعلك، ااانتي بس مش فاهمة حاجة، طب قوليلي انهي رجل فيهم.!؟
چوري بمكر شاورت على رجلها الشمال نحيته هو: اهي رجلي دي...
حذيفة مسك رجلها وبدأ. يدلكها بحنان: طب تحبي نروح مستشفي ولا اعملك كمدات ولا ايه.!؟
چوري بضعف: تؤتؤتؤ. مش للدرجة. ببس هو ينفع تدلكها شوية بتوجعني وانت ايدك حنينة اوي وبتسكن الالم...

حذيفة بيتنهد بحرارة وجنون منها: ااااه منك يا مصيبة حياتي، انتي ايه غيرك كدة، من امتي بتتدلعي عليا كدة، معقول انتي فعلا مستعدة تكوني مراتي حقيقي، معقول مش نافرة من العلاقة الجديدة دي، ولا ده دلع وحنية زمان اللي كانت برئة ومن غير هدف، طب انا اعمل ايه، خايف اقرب وانتي مايكونش ده اللي في بالك، وخايف ابعد، تكوني عايزاني، ااااه انتي هتفضلي تتعبيني لحد امتي، بس...

چوري لقته سهم وسكت اتألمت بمكر علشان تلفت انتباهه: ااااه
رجلي بتوجعني اوي. مش قادرة...
حذيفة انتبه ليها. قرب منها اكتر وشالها: طب تعالي ادخلك سريرك وهعملك اللي انتي عايزاه بس بدل قعدة الارض دي...
چوري ابتسمت بنصر واتعلقت في رقبته وحضنته: هتعبك معايا وتشلني زي زمان، بس انا كبرت وبقيت تقيلة عليك...

حذيفة ابتسم ومشي بيها لسريرها: تؤتؤتؤ، ما تقلقتيش عليا، لسة زي مانتي فراشة بترفرف حاوليا، وبصراحة واحشني اني اشيك، ده من سنين كتيير اوي ما حصلش...
نزلها في سريرها وقعد جنبها وبدأ يدلكلها رجلها بحنان وهي بتبصله مبتسمة: ايدك حنينة اوي، اكنك دكتور. وعارف اماكن الالم...
حذيفة ابتسم: تؤؤتؤ. انتي اللي دكتورة، ومكارة...
چوري ببرأة: انا! حرام عليك، ده انا غلبانة اوي...

حذيفة ضحك: انتي غلبااانة، ياربي منك انتي، مصيبة واكبر المصايب، ومش عارف هعملي فيا ايه بعد كدة...
چوري بتكمل خطتها مسكت دماغها واتألمت: ااااه دماغي الصداع ده مش بيروح ابدااا...
حذيفة قرب منها وحط ايده على دماغها: ماله الصداع، ماكنتي كويسة...
چوري بتتألم بخبث: هو كان عندي. بس فجأة زاد، اااه يااني رجلي ولا دماغي، مش قادرة...

حذيفة قربها منه اكتر وحط ايده على مقدمة رأسها وابتسم: هرقيقي زي زمان وان شاء الله هتبقي بخير.
چوري ابتسمت: ياريييت، دايما كنت بحبك ترقيني، وكمان انت قولتلي ان افضل رقية لما يرقيك حد من غير ما انت تطلبها. وانت دايما حاسس بيا. من غير ما اطلب ولا اقول...

حذيفة اتنهد بحب. وبدأ يرقيها بهدوء. وهي اثناء رقيته، غفلته كاعادتها زمان ودخلت في حضنه وحضنته بقوة واتنهدت من حضنه اللي عاشت سنين بتتمني اللحظة اللي ترجع فيها لحضنه من تاني...
حذيفة قلبه بيدق بجنون وشوق، من حضنها ليه بالشكل ده، استسلم لحضنها وضمها اكتر بحنان وحب، وكمل رقيته ليها لحد ما خلص، وهي فضلت مغمضة عنيها ومستمتعة بحضنه وقربه...

حذيفة ابتسم وبقلق: تحبي تحطي راسك على المخدة. وتاخدي راحتك اكتر.!؟
چوري اتمسكت بيه اكتر ودفنت راسه في حضنه براحة: تؤؤتؤ، مش عايزة. انا كدة مرتاااحة اوي. لو مش يضايقك خاليك شوية عايزة انام وانا متطمنة. وانت جنبي.
حذيفة بيحارب حبه وشوقه ليها، رغبته فيها، ومش عايز يتسرع، بس قلبه وحنانه مش متحمل يقاوم، ابتسم وسلم للحظة دي وغمض عنيه، وباسها من خصلات شعرها بحنان.

حذيفة: نامي، نامي يا اجمل چوري في الدنيا، رجعتيني لزمان وانا كنت كل ليلة اخدك في حضني. بس الليلة مختلفة، الليلة انتي في حضني لانك مراتي...
چوري ابتسمت: وبكرة فرحنا، وهبقي عروستك...
حذيفة اتنهد: تصبحي على خير. يا ارق واجمل عروسة.
چوري ابتسمت اكتر: وانت من اهل الخير.
مرت الليلة بحنان وسلام وغلوا الاتنين في حضن بعض.

طلع النهار وبدأ اليوم وحذيفة صحي لقاها في حضنه بوداعة وبرأة. قام وسابها وبدأ يومه وتجهيزه وهي كمان صحيت بعدها وبدأت تجهز وجاء الليل، وحذيفة راح علشان ياخدها ويروحوا القاعة، اول ما خرجت وشافها برغم ان فستانها مقفول ومحتشم. وحجابها مغطيها ونقبها مخبي وشها وملامحها. الا انها كانت جميلة وفاتنة. وكمان في حاجة واحدة ظاهرة منها كانت كفيلة تعلق عيونه بيها وتجننه، وهي عنيها، عنيها اللي بتضحك وفرحانة. قرب منها ومسك ايديها بحنان وباسها برقة...

حذيفة: مين القمر دي، معقول چوري الجميلة دي عروستي انا!
چوري ابتسمت وهزت راسها: ايوة عروستك انت...
حذيفة ابتسم بحيرة: بيحاول يصدق نفسه واحساسه. انها مبسوطة حقيقي، وان ده مش شكل ولا فرحة واحدة مجبرة على جوازها منه لمجرد الظروف، وافتكر الليلة اللي فاتت. وهي في حضنه حب يسيب كل شئ وراه ويسلم للحظة اللي اتمناها سنيبن وايام. انها نبقي عروسته ويشوفها بفستانها الابيض...

مصعب قرب منهم وصفر: يا جماله عليكوا. انا فاكر االمشهد ده من كام سنة كدة، بس وقتها ماكننش الانسة چوري كدة، كانت مفعوصة صغيرة...
چوري بتكتم ضحكتها. وحذيفة بغيرة وعصبية: انت ايه جابك هنا، امشي اقعد في العربية. انت الليلة مهمتك تسوق وبس، ومالكش دعوة بيها ولا تكلمها علشان هزعلك فاهم.
مصعب بعتاب: عجبك كدة يا مدام چوري. ينفع جوزك يعمل كدة في صاحبه وحبيبه، ده انا مزينله العربية بالورد الچوري حتي.

حذيفة بغيظ: مصعب. امشي، امشي انا هسوق مش عايزك يللا. من هنا...
مصعب: هههههههه. خلاص والله هسكت اهو يالا بينا بقي هنتأخر على الناس...
حذيفة اخدها وراحوا القاعة وطبعااا كانت قاعة نساء وقاعة رجال، وبدأ فرحهم، وطول الفرح هو وهي عقلهم في بعض تفكيرهم في بعض...
كل واحد بيفكر ايه هيحصل بعد ساعات قليلة، وخلص الفرح بعد وقت كبير، ورجعوا سوا بيتهم، ومعاهم فريدة وبلال.
فريدة: الف مبروح يا. لاد ربنا يتمم بخير.

بلال بسعادة: والله ما كانت لاعلي البال ولا الخاطر. بس اهو نصيب. ربنا يسعدكم، ياللا يا حاحة بينا نسيهم براحتهم...
فريدة: روح انت وانت جاية وراك، ولفت لچوري: ادخلي حبيبتي جوا وخدي راحتك، انا دقيقة وخارجة.
بلال رجع شقتهم، وچوري دخلت اوضتها.
فريدة ابتسمت بحيرة: والله ما عارفة افرح ولا اقلق، شكلكم مبسوط، بس خايفة تكون البت مبسوطة بالجواز وخلاص، وبعد كدة تفوق وتتعبك. ربنا يخيب ظني، بس انا عايزاك تعمل حسابك ان چوري اتجوزتك علشان ما كنش قصدها غيرك، وانها عيلة صغيرة وطايشة، خاليك انت عاقل، اتأكد منها الاول قبل ما قلبك يتكسر...
حذيفة بتعب: ليييبه يا امي بس كدة. لييه بتقلقيني، سبيني افرح، واتنهد حاضر يا امي. حاضر. مش هستعجل...

فريدة باسته بحنان: تصبح على خير يا حبيب امك...
حذيفة اتنهد: وانتي من اهل الخير يا امي...
خرجت فريدة وحذيفة محتار يعمل ايه، بس فضل انه يهدأ وبلاش يستعجل، وانها كمان مش هتروح منه هي بقت مراته.
خرجت چوري ليه: ايه مش هتيجي تغيىر هدومك. و تنام.!؟
حذيفة بتردد: اااه. جاي. بس، انا هاخد هدومي وانام في الاوضة التانية. وانتي خدي راحتك.

في اوضتك، ومن غير ما يسمع ردها ولا ردة فعلها دخل بسرعة واخد هدومه ودخل الاوضة التانية.
وچوري رجعت اوضتها وفضلت تبكي، : معقول يا حذيفة، معقول تسبني لوحدي، للدرجة دي مش قادر تشوفني كبيرة وناضجة، معقول لسة في نظرك العيلة الصغيرة، شكلي هتعب معاك اوي اوي لحد ما تحس بيا...

حذيفة بيفك هدومه بغيظ وجنون، مش عارف يرجعلها ولا يستني، طب ازاي. ازاي هيتعامل معاها كزوجة ازاي، هي مستعدة. جاهزة لده ولا فعلا عيلة وفرحت بالفرح والجواز وانها اتخلصت من اهلها وطمعهم...
فضلت الليلة تمر عليهم كل واحد متردد يروح للتاني ويصارحه. كل واحد بيتمني يلاقي التاني داخل عنده يقوله انا محتاجلك، بس يا تري مين هيبدأ. ومين هياخد اول خطوة لبداية مشوارهم، مشوار حبهم وارتبتطهم لاخر العمر.
في شقة حذيفة...
جوري صحيت من النوم، و كانت مجهدة وعندها آلم من الصداع، بسبب العياط اللي عيطتة، طول الليل بعد كلام حذيفة معاها، وازاي سابها. ونام في اوضة تانية...

كانت حزينة. لأن الليلة اللي كانت بتتمناها اي بنت مع الانسان الوحيد اللي فتحت عنيها عليه و حبته و اتمنته من الدنيا عدت زي اي ليلة عاديه. ليلة العمر اللي حلمت بيها معاه واحلامها كلها اتبخرت لان حبيبها اختار يبقي بعيد عنها، ودمعت تاني بوجع لإحساسها انه شايفها لسه عيله. مش انثي ناضجة...
جوري بتحاول تفوق وتفكر هتعمل ايه.

و بتحاول تهدي نفسها من النار اللي جواها. بسبب بعد حذيفة عنها، وقاعدة تلف حوالين نفسها. بغيظ وجنون. بقي كدا يا حذيفة. كدا تسيبني. هو انت ليه مش قادر تحس اني بحبك. وبمووووت فيك، لييه مش شايف حبي ولهفتي عليك.؟ معقول! حبي ليك مش واصلك...

بس فجأة وهي بتلف وقفت قدام المرايا، وقعدت تكلم نفسها بتحدي، حذيفة دا حبيبي انا. ومش هسمحله يبعد عني. انا خلاص بقيت مراته وحقه قدام كل الناس كمان. مستحيل. مستحيل اسيبه يبعد عني، ااانا لازم اخد خطوة.
جوري سكتت، دقايق تفكر و ابتسمت بمكر: ماشي يا شيخ حذيفة. كدا طيب هنشوف هتعمل ايه مع چوري مصيبة حياتك. وهتشوف العيله الصغيرة. هتعمل فيك ايه، هههههههه...

واتنهدت بشوق، دا انت شكلك هتتعبني اوي معاك. بس مش مهم. انت جوزي دلوقتي ومفيش اي موانع تمنعني انفذ اللي هعمله معاك...
وراحت فتحت الدولاب واختارت منه لبسها بخبث لانها تعمدت تختار حاجة مثيرة وملفتة. ودخلت الحمام.
وبعد شوية خرجت. وهي بتبتسم بمكر.

ووقفت قدام المراية وفكت سرحت شعرها. وظبطت نفسها، وقبل ما تخرج غمزت لنفسها فالمرايه. كدا يا حذيفة تسيب چوري حبيبتك ليلة فرحكم لوحدها. كدا تهون عليك. بس انت مش هتهون عليها، علشان انت حذيفة حبيبها. ومش هتسيبك ابدااااااا...
وضحكت بوعيد، ووعد اوريك چوري المجنونة هتخليك تحبها. وتمووووت فيها ازاي...
وهي خارجة من اوضتها بتحاول تحفز نفسها وتشجعها.
يلا يا چوري. انتي شجاعه. اايوة، انتي هتقدري اكيد هتقدري...

يا رب قويني انا داخلة على اصعب امتحان في حياتي اللي عدي حاجة. واللي هيجي حاجة تانية خااااالص...
ورفعت ايديها تدعي. يا رب. يا رب. خليه يحبني ويعشقني يا رب يا رب. ماهو اصله ماعندوش حل تاني يا يحبني، يا حبني بردوا، ممافيش مفر، وخرجت چوري بخطوات هادية لحد ماوصلت أوضة حذيفة
چوري: فتحت الباب بهدوء.

ومع كل خطوة بتقرب ناحيته قلبها بيدق اكتر واكتر. بيدق لحبيبها. اللي عاوزاة وبتتمناه. وبيدق خوف من اللي جاي. ومش عارفاه. خايفه. ليكون مش بيحبها. وانه جوازه منها عشان يحميها من عيلتها، خايفة يصدها او يجرحها بس حبها ليه مش مخليها تتحمل تبعد وتستناه. اكتر. واخدت نفس بقوة، وقربت منه.
حذيفة نايم ومش حاسس بيها. كان في عالم تاني. قربت منه. اكتر، واكار. وسرحت فملامحه. وبهمس...

ااااه لو تعرف بحبك اد ايه، اااه لو تعرف كنت همووت واحقق في ملامحك براحتي زي زمان ازاي، بعشق كل تفصيلة فيك، عنيك، وملست على شعره بحنان، وشعرك. بعشق نعموته ولونه، وبخجل وشفايفك، وابتسمت وهي بتلمس لحيته. ولحيتك اللي وعيت عليها، واللي زايدك وسامة ورجولة.

ومالت على خده. وطبعت بوسه رقيقه عليه. وبتمد ايدها عشان تلمس شعره. تاني. بس في اللحظة دي اول ما لمسته فجأة لقته فتح عيونه. قام مخضوض. ومش مستوعب وجودها جنبه، وهي كمان اتخضت من فزعه ده...
حذيفة بينهج. : جوري!
انتي بتعملي ايه هنا،؟ حصل حاجة؟ فيكي حاجة؟ قولي ساكته ليه وقعتي قلبي؟..
جوري بحرج. اااا انا اننا ااه انا كنت جايه اصحيك.

وكمان علشان تساعدني ف تحضير الفطار. وبلعت ريقها. وبتحاول تتماسك قدامه...
حذيفة وقتها كان انتبه لشكلها. ولبسها وريحتها، ااتلخبط وقلبه دق، حقق اكتر في لبسها واثارتها. بالبيجامه القصيرة اللي ظاهره كل حاجة منحنيات جسمها. كان بيبصلها ومش مصدق اللي شايفة...

ودي كانت اول مرة يشوفها كدا قدامه. سواء صغيرة او كبيرة. جوري الانثي مش الطفلة اللي رباها وحبها، بقي متوتر وقلبه بيدق بجنون، وخايف يضعف قدامها. ويظهر لوعته وشوقه لضمها...
غمض عنيه بقوة. وبيكلم نفسه: ااااه منك اااه يا مصيبة حياتي. مش ناوية تعقلي ابدا وهتجننيني معاكي، انا مش عارف هقدر اتحمل لامتي عمايلك فيا ودلعك ده، وبيحاول يتماسك. واخد نفسه...
خذيفة بتوتر: طيب روحي انتي وانا جاي وراكي...

جوري بعفوية ونسيت توترها من نظراتة ليه. اللي كانت زي اشاره ليها تكمل. وانه جواه حاجة ليها. مسكت ايده زي ما كانت بتعمل وهي صغيرة.
چوري: تؤ تؤ انت هتيجي دلوقتي معايه. انا مش هسيبك وضحكت بنعومة، وشدته معاها.
حذيفة غصب عنه بيضعف قدامها. ومش بيعرف بيحصله ايه. وبابتسامه استسلام ليها مشي معاها وايدها فايده، يلا يا مصيبة حياتي، اتفضلي.
حذيفة وجوري واقفين فالمطبخ بيحضروا الفطار.
وحذيفة بيحاول على اد ما يقدر يبعد عنها. وعن اي محاوله منها للقرب منه بيبعد. مش عارف لو ضعف هيحصل ايه...
وكان خلاص مش قادر. يتحمل بقي هيتجنن من كتر الفتكير فيها. ومن عمايلاها معاه. بتتحرك قدامه و بتتعمد تلمسه وتقربله مش فاهم هي بتحبه ولا لا؟، وليه بتعمل معاه كدا؟ وعاوزة منه ايه؟ وحقيقي صح اللي فهمه منها ولا فهم غلط؟..

ورغم التماسك اللي بيظهره ليها. بس جوري رافضه تستلم لعنده معاها. واصراره على انه يبعد عنها.
چوري بينها وبين نفسها: طيب انا اعمل فيك ايه؟ هتحس بيه ازاااااي؟ اعمل ايه تاني؟ ما لبس ولبست. ودلع وادلعت. واغراء عملت ومش نافع، معاك حاجة، اصوت يعني اوقول بحبك، يارب. يارب تقيل اوي، اوي، اوففففف.
وانت هتفضل مش حاسس بيه. لحد امتي اعمل عشانك ايه قولي اعملك ايه يا تاعب قلبي انت وسكت بتعب...

ولفت تشوفه لقته سرحان ومشغول بيقطع الطماطم.
وجاتها فكره. وبتوتر عدت من جنبه. وسحبت كرسي ومشيت بيه. وهو انتبه ليها بس ما لفش يبص عليها، افتكر انها هتغير مكانه مش اكتر، بس استغرب اما لقاها راحت بيه عند المطبخ العالي وسندته، وشافها هتطلع عليه. وافتكر انها رجلها كانت وجعاها. قرب وراها، بخفة وهو خايف لا تقع وبصوت مفاجئ. حاسبي يا مجنونة انتي رجلك وجعاكي هتقعي كدا...

وفاللحظة دي كانت چوري اتخضت من صوته المفاجئ ليها، مجاش فبالها انه هينتبه، ليها بسرعه كدا. بس من خضتها الكرسي اتحرك. و كانت هتوقع. بس حذيفة لحقها ووقعت فحضنه. حضنته جامد وعيطتت. ومسكت فيه جامد. كأنها خايفه يروح منها، بكائها كان من حزنها ويأسها من انه يحس بيها صعبان عليها كل اللي هي فيه...
حذيفة اتجنن اكتر من حالتها دي وعياطها بالشكل دا.

مش عارف مالها. حصلها ايه. واخدها فحضنه عشان تهدي وتطمن في حضنه. خرجها من حضنه بهدوء. وهو بيبصلها تاه فعنيها وفملامحها وخلاص كانت مقاومتة انتهت اكن قدرته على التماسك انتهت، وضعف قدامها والكلام راح منه، وبدون وعي
مال على شفايفها وباسها، باسها بوسه مش عاديه. كأنه بيخرج فيها كل حبه وشوقه ليها طول السنين اللي اتحرم فيها منها. وهي كانت مستسلمه ليه، لان شوقها ليه زيه. بالظبط ويمكن اكتر...

بس فجأة فاق و بعد عنها. وخرج بسرعه من المطبخ.
وكان هيتجنن من نفسه واللي عمله، قاعد بيكلم نفسه...
حذيفة: ازاي ازاي يا حذيفة تعمل كدا. انت امبارح مكنش كلامك كدا. ااانت حصلك ايه، ازاي نسيت نفسك كدة،!؟ ازاي!
كان بيتمزع، ناااار قايده جواه. مش عارف هو غلط ولا لا؟ متضايق من نفسه وبيأنبها. ليه تعمل فيها كدا. طيب هي هتقول ايه عليك دلوقتي. كدا هتخليها تخاف منك. ليه ليه يا حذيفه ليه تعمل كدا.

بس قلبه هداه وبيطمنه، لا لا ببس بس انا حاسس انها مكنتش خايفه مني.
ايوه انا حسيت انه جواها حاجه ليا هي كمان...
وسرح فيها لما كان بيبوسها. وهي بين ايده. وافتكر الاحساس اللي حسه معاها. بس برضوا انت غلطت، ايه انت ناسي كلام امك ليك ولا ايه.
ياتري انت مستعد لجرح ووجع قلبك وكسرك على ايد چوري.
ولا تفتكر هي كمان مش ممكن تكرهك في يوم من الايام. ولا ممكن يتقال ايه بعدين، مش خايف تندم بعدين انها اتجوزتك...

اااااااه من الوجع اللي جوايا اااااااه
انا تعبت بجد تعبت ومش عارف اعمل ايه...
ياااااا رب ما توجعليش قلبي وتكسره بأيديها...
چوري: بعد ما هديت. من حالة التيه اللي كانت فيها وهي معاه، وكمان حزنها انه سابها وبعد بالشكل ده، خرجت من المطبخ لقت حذيفة قاعد عالسفرة، وكان سرحان وباين من ملامحه انه موجوع، حست بوجعه. راحتله ووقفت قدامه.

حذيفة: انت معملتش حاجة غلط. انا مراتك. ودا حقك. كمان. انت مغلطش يا حذيفة فاهمني انت مغلطش...
حذيفة: كان بيسمعها ومش مصدق اللي بيسمعه منها.
ولا الاحساس اللي بيتأكدله أنه حسه صح، مش متخيل. معقول! وجنونة زاد اكتر. من كلامها.
چوري ابتسمت وشاورتله على قلبه. : اسال دا وقولع مين هنا؟ وهو هيقولك چوري اللي هنا. چوري وبس.

واخدت ايده وهو مستسلم ليها. وحطتها على قلبها. واسأل دا كمان مين هنا؟ هيقولك حذيفة وبس اللي هنا، والله انت وبس.
حذيفة كان مش مصدق نفسه ولا اللي بيحسه، ولا اللي بيسمعه، معقول! اللي بيسمعه منها! معقول!
حذيفة بتيه وحب: چوري انا...
فجأة الباب خبط وانتبهوا لصوت الباب...
في بيت عيله إيمان...
فتحيه والده إيمان قاعده مع بنتها.
وكانت بتأنب و تلوم فيها.

فتحيه: شوفتي يا خايبة ايه اخرتها وحصل ايه من ورا عمايلك فالراجل اهه سابك وراح لغيرك. تعبتينا معاكي. ياما قعدنا نقولك ونوعيكي. وهو جالنا واشتكالنا منك كتير، واتكلم معاكي وطلب منك كتير. بس انتي ولا هنا مش حاسة بحاجة خالص. ماشية ورا اصحابك اللي نهار ليل معاهم بترغي فالتليفون ومش مهتمة ولا سأله فجوزك بسببهم. ولا بتشوفي طلباته كمان كراجل ايه انتي مش بتحسي بنفسك.

ماتقومي تشوفي شكلك بقي ازاي. وكل ما نكلمك تقعدي تقولي مش هيقدر يسيبني وابنه هيمنعه اهه سابك. وابنكم اللي كنتي بتحججي بيه ممنعوش انه يسيبك، ادفعي بقي نتيجه عمايلك...
إيمان بعصبيه من كلام مامتها وتأنيبها ليها: يووووه يا ماما خلاص يا ماما خلاص انتوا ايه كلكم بتغلطوني انا، وهو شايفينه مش غلطان خالص. يعني اروح منكم فين دلوقتي هو انتوا اهلي انا ولا اهله هو، ما يروح فستين داهيه. انا مش عاوزاه، دا خاين...
هو اصلا راجل عينه زايغه ومصدق عشان يتلكك بيا ويروح يجري للي ما تتسماش، دي اصلا كمان طمعانه فيه، هو خاين ويمكن مش اول واحده الهانم، دي يكون يعرفها عليه.
بس عاملني حجته عشان محدش يلومه ما هو محامي ويعرف يطلع نفسه من اي مصيبة، حتى لو كان غلطان. وانا كمان مش عاوزاه انا في كتير بيتمنوني. وانا مش ندمانه عليه ولا على طلاقنا، ارتحتوا بقي...

فتحية بضيق بعد ما حست انه مفيش فايده من الكلام مع بنتها: . انتي الكلام ممنوش فايده معاكي. انتي اللي هتتعبي وسابتها ومشيت. وبصت عليها. انتي حره يابنتي احنا نصحناكي ووعناكي كتير وتعبنا معاكي، وانتي مفيش فايده اعملي اللي عاوزاة بس افتكري كلامنا ليكي...

إيمان بعد ما خرجت مامتها وسابتها قاعده بتقلب فتليفونها وبتشوف صورها مع مصعب زمان، وبصت لنفسها فالمرايه وفصورها. شافت اتنين مختلفين جداااااا، رجعت بصت فنفسها معقول! دول انا!..
هو انا ايه اللي غيرني كدا. انا مكنتش زمان كدا...

وافتكرت ايام ما كانت معجبه بمصعب. وازاي كانت بتهتم بنفسها علشان يعجب بيها. وازاي كانت بتهتم بيه وتسمعله. ودايما حاوليه، وازاي. كانت عايزاه. وكانت بتعمل ايه عشان تبان فنظرة جميلة...
طيب ما البنات كانوا بيقولولي انه شكلي عادي ومصعب هو اللي بيبالغ وكلهم فبيوتهم كدا. هو بس اللي يمكن بيشوف ستات كتير وكان عاوزني كل يوم بشكل...

ودمعت و افتكرت مصعب لما كان بيجبلها فساتين وهدايا ويطلب منها يخرجوا. وتهتم بنفسها. وافتكرت اما كان بيبقي رومانسي معاها ازاي هي كانت بتبقي بارده، ولما يكون محتاجها كاي زوج و زوجة وهي كانت تسيبة وتحجج باي حاجة. او تروح تنام وافتكرت اهمالها في ابنها...
وقعدت تفتكر مواقف كتييير وكل ايامها مع مصعب. وصعبت عليها نفسها.
ولاول مره تعري نفسها لنفسها كدا وبكت على نفسها وعلى الغلطات الكتير اللي غلطتها.

بس الندم دا مش طبعها، ولسة العند والكبر ماليها، مسحت دموعها وبقوة ورجعت لعنادها. اللي حتى فالغلط مش بتتنازل عنه. لا انا مهما غلطت برضوا مكنش لازم يخوني كدا. ايوا هو خاني وهي خاينة كمان...

وبوعيد، بس وحياتك يا عطر زي ما خربتي بيتي واخدتي جوزي مني لاندمك وادفعك التمن غالي. واعرفك مين إيمان يا عطر. وهوريكي وهخلي الدنيا كلها والناس تعرف انتي ازاي خنتي جوزك مع جوزي كمان، ما انتي لازم تطلعي زي جوزك، خاينة...
ماشي يا عطر ان ما انتقمت منك ما ابقاش انا...
في بورسعيد...

حكمت وعزه: قاعدين بيبكوا على حال اولادهم. اللي مكسور. واللي متجبس. وببكاء بيدعوا على دنيا حتى وهي ميتة. لانها سابتلهم بنتها اللي كانت سبب فاللي حصل لاولادهم...
فاروق: بعصبية وصوت عالي: ايه كفايه حرام عليكم حرااام. حتى وهي ميته مش راحمينها. يعني ظلمناها وهي حيه وهي ميته. لا وكمان توصل بيكم السفالة لكدا.

انتوا ازاي تفكروا في كدا. انا مش مصدق انتوا تعملوا كدا. معقول! لحمكم وعرضكم هانت عليكم بالشكل دا. وكنتوا عاوزين تغتصبوها...
انا اه عارف انكم طماعين والفلوس اهم حاجة عندكم فالحياه. بس عمري ما كنت اتخيل توصل بيكم لكدا. انتوا ايه. كلااااب...

بصراحة عنده حق الشيخ حذيفة فاللي عمله فيكم. وتستاهلوا. هو الغريب حمي عرضها وصان الامانه اللي سابوهاله اهلها. سنييين. وسنييين. مش زي اللي من دمها االلي بدل ما يحموا شرفها رايحين يغتصبوه...
عصام بعصبية: . بس اوعي تفتكر اني هسيبهم ياخدوا مليم من ورث امها. ولو فكر يجي في يوم يطالبنا بيه قسما بالله لهخليه يحصل ابوها. وزي ما عملنا فابوها هنعمل فيه والكلام دا قدامك بقوله عشان تعمل حسابك من دلوقتي...

ورغم ان كل الخناق دا قدام امجد بس هو مش حاسس بحاجة من اللي حواليه و سرحان في دنيا تانيه. دماغه عند چوري.

وبينه وبين نفسه ااااه يا بنت الاااايه دا انتي طلعتي جامده. بشكل المرتين اللي شوفتك فيهم من غيب حجابك ده. وانا ناري بتزيد ولهفتي عليكي تكبر، دا اللي يشوفك بالنقاب يتسحر من نظرة عنيكي. فماباله باللي تحت النقاب انا مكنتش فاكرك كدا، دا انا كنت خلاص هاخد اللي عاوزة منك وهتجنن عليه من يوم ما شوفتك كنت هاخده خلاص بس منه لله الشيخ جه وضيع كل حاجة.

وبشر وتوعد جواه لچوري وحذيفة ماشي يا جوري وحياتك مبقاش انا امجد اللي ما اخدت اللي عاوزة منك. حتى وانتي متجوزة و دفعت الشيخ التمن غالي اوي مبقاش انا امجد، ان ما حرقت قلبه عليكي، حتى لو كان فيها موتك يا چوري انتي والشيخ بتاعك دا...
في بيت والدة مصعب...

عايدة والدة مصعب، قاعدة بتحضر الاكل وبتجهزه. وعطر بتحاول تساعدها على اد ما تقدر. لكن مامه مصعب طيبه جدااا، صممت ان عطر ترتاح، وطلبت منها ما تتكسفش منها و تاخد راحتها.
عايدة: انا عاوزاكي ما تكسفيش مني ابدا وتبقي براحتك ودا بيتك. انتي ناسيه انك بعد عدتك متخلص هتبقي مرات ابني.
عطر خجلها زاد اكتر، عطر: انا مش حابة اتقل عليكي انا ومازن. اكتر من كدة احنا تعبينك اوي معانا...

عايده بعتاب: يا خبر كدا يا بنتي تقولي كدا. دا انتوا مليتوا عليه البيت وابنك دا زي العسل ويدخل القلب علطول هو ومامته.
انتي ماتعرفيش يا بنتي انتي وجودكم فرحني اد ايه...
انتي تعرفي ان ايمان مكنتش بتزورني ابدا ولا تسأل عليه. انتي وابنك مليتوا عليه البيت وعوضتوني، بعد مصعب واخواته ما اتجوزا...

بس ياخسارة، بعد ما هتعود عليكم، انتي خلاص، كلها كان شهر. و عدتك هتخلص وهتمشوا وتسبوني مع ان يعلم ربتا انا حبيتك اد ايه وبعتبرك زي بناتي بالظبط وفرحتي انك هتكوني لابني متتوصفش...
عطر اتأثرت من كلام عايدة وراحت حضانها وعيطت فحضنها.

عطر بحنين: انتي تعرفي ان امي ماتت وانا صغيرة واتحرمت منها وكان نفسي يكون عندي امي تعوضني. وانتي عوض ربنا ليه يا ماما وانا مش هسيبك انا هعيش هنا معاكي ومش هسيبك انا حبيتك اوي وعاوزة اعيش معاكي هنا...
فالوقت دا كان مصعب: خرج من اوضته بيلعب مع مازن، وكان سامع كلامهم.
مصعب ابتسم على حالهم: بس انتي يا عطر مفيش حاجة تجبرك على كدا. وانتي ليكي شقه تعيشي فيها ودا حقك عليا، وشقتك هتجهز قبل العدة ما تخلص...
. عطر برجاء وخجل: لالا يا مصعب انا عاوزة لما نتجوز، اعيش هنا مع ماما عايدة، انا ربنا زمان حرمني من امي والنهاردة، عوضني بأمي فمش هبعد عنها واسيبها، وحضنتها عايدة تاني...
عايدة بحنان وراحة حضنتها: ربنا يحفظك ويتمملك جوازك من ابني على خير يا رب، سبحان الله، ترتيب ربنا لينا كله خير مهما تعبنا واتوجعنا، ربنا مش ناسينا ابدااا.

مصعب سند كتفه على الباب وسرح في عطر، وتصرفتها معاه ومع امه، وبينه وبين نفسه، اتنهد. كنتي فين من زمان يا عطر ااااه لو كنت شوفتك قبل بنت فتحية.
مش زماني كنت متجوزك انتي. بدل بنت فتحية، اللي قهرتني معاها سنين...
عطر انتبهت لنظرات مصعب ليها واتكسفت اكتر من كلامه.
مصعب: ااااااه، ادعيلي يا أمي بقي تعبت، هو امتي العده تخلص يا امي امتي بس.
عايدة: هههههههههه، ياواد انت مستعجل ليييه كدة...

مصعب بشوق: مستعحل! انا عايز اتجوز النهارده اعمل دخلة، بس اعمل ايه بقي حكم الشرع والقانون مش بإيدي...
عطر خجلت واتوترت...
والدته ضربته على كتفه بعتاب: كسفتها كدا حرام عليك. امشي برا لحد ما نجهز الاكل يا مستعجل انت...
عطر كانت مش عارفة تداري كسوفها منهم ازاي او تكلم خالص، فاستأذنت تجهز اللي باقي من الاكل عشان، تبعد عن مصعب ونظراته...

عايده اتنهدت وافتكرت ايمان وتصرفاتها معاها ومع مصعب وعطر اللي قدامها. فرق كبيير وشاسع...
وقربت من مصعب وطبطبت على كتفه: شوفت ربنا بيحبك ازاي و عوضك ببنت حلال وطيبة وهتعوضك عن كل اللي فات، ربنا يخليهالك يا ابني يا رب، بس ارحمها شوية البت اتكسفت جامد...
مصعب ابتسم من خجل عطر، : حاضر يا امي بس انا بقول الحق و لا اكدب يعني. وضحك هو وامه، ههههههه يعني مفيش فايده منك ابداااا...
في شقة حذيفة...

الليل دخل على حذيفة وجوري وكل واحد فيهم في أوضتة. وهو رايح جاي بيفكر و خلاص مش قادر و لا متحمل ومش مصدق اللي قالته ليه جوري، معقول! مشاعرها زيه. هيتجنن عاوز يروحلها بس متردد...

وافتكرت الصبح كلام چوري وانه كان خلاص هيسمع منها ويعترف، بس لولا امه وابوه خبطوا عليه، وبغيظ. الله يسامحكم. الله يسامحكم. كان لازم تيجوا فالوقت دا، كان لازم يعني، وهو بيكلم نفسه وبيفكر خلاص يروح لچوري، ويحاول يسألها عن كلامهم الصبح، لانه مش قادر يتحمل بعدها عنه، اكتر من كدة...
ولسه هيتحرك ويروحلها وهيفتح الباب، لاقاها قدامه على بابا اوضته.

حذيفة بيبص لچوري ومش مصدق اللي شايفه قصاده، چوري قدامه لابسه فستان شفاف ولونه هادي، بس مثير و يجنن. وملامحها متزينه ميك أب رقيق وناعم زيها، ومخليها جميلة جدا. وشعرها كمان حر من غير قيود، كانت جميله، فاتنة، مثيرة، وهو مش مصدق اللي بيشوفة قدامه...

حذيفة عنيه اتعلقت بيها. وبكل تفصيله فيها من اول تسريحة شعرها. للميكب. للبسها. اللي بيظهر كل انوثتها قدامه، حتى ريحة عطرها. هادي ورقيق زيها، وقلبه بيدق بجنون.
واول ما قربت منه قلبه زادت دقاتة بقوه هو كل احساسه ومشاعره في عالم تاني بس كانت هي اللي فيه وبس.
چوري بكل خفه حطت رجلها فوق رجلين حذيفة. ولفت ايديها حوالين رقبته. وقربت من شفايفه وهمستله بينهم.
چوري بجرأة: انا بحبك، وأكدتها تاني انا ب ح ب ك...

وابتسمت بنصر من صدمته وحالته، ايوه صدق نفسك انا بحبك يا حذيفة، بحبك اقولك ايه تاني بس...
حذيفة مش مستوعب اللي بتقوله، ومش عارف هو بيحلم ولا دي حقيقة، بس بكل حب ورغبة حاوطها وضمها بكل قوة لحضنه. ورفعها ليه اكتر وكان مش قادر خلاص وعينيه بتتنقل بين عينها وشفايفها...
حذيفة: . انتي بتقولي ايه! انتي واعيه للي بتقوليه دا يا چوري، فاهمة ده ننتيجته ايه!؟

چوري هزت راسها وبكل نعومة، : ايوه واعيه جدا جدا جدا وعارفة انا بقولك ايه.
انا بحبك. انت حذيفة حبيبي مش ابيه حذيفه. افهمني بقي
وعمري في حياتي ما اتمنيت ولا بصيت على راجل غيرك ولا عاوزة يكون في حياتي غيرك. انا عاوزة اكون ملك انت يا حذيفة. انت اول واخر راجل في حياتي. انا بحبك انت ومش هحب غيرك انت.

حذيفة سند جبينه على جبينها واتنهد بحرارة قوية جدااا. ااااااه يا چوري ااااه لو تعرفي انا اتمنيت اسمع منك الكلمه دي من اد ايه، اااااه لو تعرفي انا بحبك اد ايه. بحبك، بحبك...
وبجنون، حب ايه! لا لا لا انا عديت الحب والعشق كمان. بمراااحل، انا متيم مجنون بيكي...

انتي روحي يا چوري وحته مني. مستحيل اتخيل حياتي من غيرك. انتي بالنسبالي الحياه يا چوري لو كنتي فكرتي تبعدي عني كنت هموووت من بعدك. كنت همووووووت...
وغصب عنه نزلت دموعه.
رفعت جوري وشه وضمته بين ايديها، وبصت في عنيه بحنان. ومسحتله دموعه، ليه الدموع دي يا حبيبي...
نزلت دموعه اكتر منه: . عارفه ليه.! عشان اسمع الكلمه دي انا راح عمري كله عليها، انا عمري ماكنت اتخيل اني اسمعها منك...

وابتسملها بحنان بس عارفة يا چوري انا مش ندمان ولا زعلان عارفة ليه.!؟
چوري ابتسمت: ليه،!؟
حذيفة اتنهد بشوق: علشان انا دلوقتي بسمعها من شفايفك وقلبي كمان حاسس بيها...
چوري بمشاكسة وغمزتة. يعني خلاص انا هبقي مراتك بجد ومفيش غض بصر. ولا ممنوع اللمس والهمس. وكمان هبوسك براحتي. واحضنك براحتي. وهنرجع ننام فحضن بعض زي زمان...
حذيفة ابتسم اكتر ليها وقربها منه بقوة ورغبة وجنون.

وغصب عنه بتردد وخوف عليها من بكره سألها...
حذيفة: ببس بس يعني انتي متأكده مش هيجي يوم تندمي فيه. مش هتقولي اني استغليتك، ولا اني اخدت منك اللي عاوزه، ولا اني استغليت ضعفك دم، ولا هتلوميني في يوم.
چوري قربت من شفايفة وهمست بينهم. بتأكيد
چوري: انا الحاجة الوحيدة اللي هندم عليها حقيقي ان انت ما تاخدنيش دلوقتي في حضنك، وتبطل كلام خااااااااااااااااالص.

حذيفة كان هو كمان خلاص مش قادر يتحمل يبعد ولا يقاوم. واخدها في حضنة. وفي لحظة كان هو وهي في سريرهم.
حذيفة قربها ليها. وكانت شفايفه بتتنقل بخفة وحب بين ملامحها وكل حزء فيها، مش مجرد بوسة عادية وخلاص، دا كان بيعزف الحااااان حبه وعشقه عليها، وهي كمان كانت بترد عليه وبتستقبل كل ده بأحلي وأجمل الالحاااان...
حذيفة بعد وقت طوووويل هو محسش بيه قدر يبعد عن شفايفها بس هي شدته اكتر وقربته ليها تاني...

علي فكرة انت مش مسموح ليك تبعد تاني ولا دقيقة عارف كدا، ولا لا،!؟
حذيفة: ابتسم بخبث: وقرب اكتر منها وعينه فعينها وايده بتبعد فستانها، بجرأة...
حذيفة: يعني انتي مستعده تمشي معايه الخطوة دي...
انتي عارفة دي خطوة مفيهاش رجوع متأكده يا چوري...
چوري هزت راسها بموافقة.
حذيفة بمكر: تاني متأكده يا چوري ومال على كتفها وطبع بوسة رقيقة ناعمه على كتفها.
طمنيني، علشان ما ترجعيش تلوميني بعد كدا وغمزها، خدي بالك انا حذرتك عشان تلومينيش بعد كدا على اللي هيحصل...
چوري بلهفة وشوق ليه قربت منه اكتر...
انت عارف لو فضلت تتكلم كتير كدا انا مش عارفه انا هعمل فيك ايه ارحمني انا تعبت منك خلاااااااص...
حذيفة: ضحك على جنونها. هههههههههه مش بقولك مصيبة حياتي.

عارفة اكتر حاجة بعشقها فيكي، ايه جنانك يا مصيبة حياتي، انا الليلة دي. وفي اللحظة دي. انا اقدر اقولها بقلب قوي قلب واثق.
جويرية حقي أنا
وفي اللحظة دي غابوا هما الاتنين في دنيا تانية.
عالم تاني. عالم جديد عليهم هما الاتنين.
اول مرة يدخلوه. عالم بيدخلة ناس كتير. بس مش لازم يكونوا عشاق. مش لازم يكونوا احباب...

لكن يوم ما يدخلوا عاشقين، يدخلوا دايبين، يدخلوا قلبين الحب بيغرقهم في بحره وسماه، بيبقي عالم مختلف. عالم بيحس فيه كل واحد بكل لمسة. بكل همسه. بكل نفس من انفاس حبيبة. روحهم بتبقي روح واحدة، قلب واحد، ومن غير قيود بينهم. ولا اي فواصل ولا حواجز...
ودا في النهاية عالم العشااااااااق...
مر الوقت وعدت دقائق وساعات، وحذيفة غايب مع چوري في دنيا تانية، عالم غريب وعجيب، وبعد معنااااه منه انه هيبعد عنها او يكتفي منها مؤقتااا بس، لأجهدها الواضح واللي هو متأكد انه صعب تتحمله واحدة مكانها وخصوصا في سنها وفي اول تجربة ليها...
حذيفة بيعد عنها وهو بيبتسم بأسف: حيااتي انا، ااانا اسف، اانا حقيقي مش عارف حصلي ايه، تعبتك صح!؟..

چوري برغم تشجعها وجرأتها في البداية، واللي كانوا بدافع الحب والخوف عليه يضيع منها، وظنها انه ماحبهاش او مش حاسس بحبها، والجرأة دي كانت نابعة من برائتها وعفويتها، ماكنتش بتتكلف ولا بتصتنع اي تصرف، ولا اي كلمة، كل ده وقت ما بدأ المشوار الحقيقي، اتبدل لخجل وخوف وترقب، لشئ جديد وغريب. بالنسبة ليها، رجعت چوري الخجولة، خبت نفسها في حضنه بتهرب ليه...
چوري بخجل: لا. لا، ما تعبتنيش.

حذيفة بترقب وهو بيبعد خصلات شعرها ويحقق في ملامحها. واللي ظاهر عليها الالم والخجل: لا اانتي بتتألمي صح، ايه بيوجعك، طمنيني، ااانا غبي ومتسرع، لازم اقدر ان دي اول مرة، ااانا اسف، اسف...
چوري اشفقت عليه من تأتيبه لنفسه، وابتسمت من درجة حبه ليها وخوفه عليها، ضمت وشه بحنان: مين قال كدة، صدقني انا كويسة، وبخجل، ييعني تعب عادي زي اي بنت، وحياتي ما تلومش نفسك كدة، انت ماشبعتش لوم وعتاب ليها.

حذيفة بسها من خدها بحنان وابتسم: بس ما تقوليش زي اي بنت، انتي مافيش منك، لا في جنونك ولا برائتك ولا قلبك. ولا روحك، وغمزها ولا جمالك...
چوري ابتسمت بتساؤل: بتحبني من امتي يا حذيفة، امتي اول مرة قلبك دق وقلك انه بيحبني، هتجنن واعرف.

حذيفة بعد عنها وسند ظهره واستنهد بتعب وحرماان: ياااااااااه. ياااااه يا چوري، بتفكريني ليه بوجع قلبي، ده من سنين كتييرة اوي اوي، كنتي انتي لسة بضفاير. فاكرة اول يوم بلغتي فيه، من يومها وانا حالي بقي حال، اتلخبطت وغيرت وحبيت واتجننت واتقتلت ثانية بثانية، وساعة بساعة، ويوم بيوم، كل يوم تكبري قصادي اتعب اكتر، واتوجع اكتر، كل يوم انسي نفسي وانسي سني وانسي سنك، واحبك اكتر، كل يوم الوم نفسي وانبها، كل يوم احسن اني مش طبيعي، ازاي، ازاي احبك وانتي اتولدتي على ايدي، ازاي احبك وانا علمتك اول كلمة، اول خطوة، اول جملة، وكمل حذيفة بحزن اكبر، ازاي احبك، وانتي شايفاني اخوكي او يمكن ابوكي، ازاي احبك وانتي شايفاني ابيه حذيفة، ازاي، انا اتألمت اوي، واتوجعت اوي يا چوري اوي، ااااه لو تعرفي ناري وحرقة قلبي يوم ما اخدوكي مني وسافرتي، اااااه لو اقولك حالي كان ايه لما كلمتيني وعرفت اللي عمله الكلب أمجد، وكمل بغضب، ااااه لو تعرفي انا لولا خوفي من ربنا وكمان اني مضيعش نفسي واسيبك واسيبك اهلي. كنت قتلت الكلام السعرانة دي يوم ما كانوا هنا وعايزين ينهشوكي، بموووت، بموووت يا چوري كل ما افتكر ان فيه كلب منهم. شافك ولا لمسك ولا اخد منك اي حاجة، بمووووت، مهما اقولك واحكيلك وواصفلك، مش هتعرفي انا بحبك قد ايه...

چوري كانت بتسمعه وعنيها عليه وعلى ملامحه الحزينه واللي كل كلمة وكل حرف خرج منه كان بيسيب اثره على ملامحه بحزن ووجع، كانت دموعها بتجري بحسرة عليه وعلى كل اللي شافه
قربت منه اكتر ونامت في حضنه ودفنت راسها في حضنه بقوة وضمته، وفضلت تبكي وهو استغرب بكاها وضمها اكتر بحنان...
حذيفة بحيرة من دموعها: حبيبتي مالك.!؟ لييه الدموع دي
. بتتوجعي من حاجة،!؟ مالك يا چوري!؟

چوري بأنفاس ضعيفة وصوت مكتوب ودموع: اااايوة. ااايوة ابتوجع، بتوجع عليك وعلشانك، وعلشان نفسي كمان...
مش ممكن تكون اتحملت كل ده، معقول كل ده مريت بيه وحسيته زيي تمام، وكل. واحد ساكت وكاتم في قلبه، اااانا كمان اتوجعت زيك، والله زيك، بس. ببس انت صعب اوي اللي شوفته اوي، ااانا اسفة، ااسفة اني كنت سبب كل جرحك السنين دي كلها، ااسفة.

حذيفة ابتسم بسعادة وخرجها من حضنه وهو بيمسح دموعها: لا، لا ثانية بس، انتي كمان بتحبيني من زمان، يييعني، ييعني مش مجرد احساس بالحنين لحذيفة اللي حماكي واللي فجأة بقي زوجك، چوري انتي حقيقي بتحبيني من قبل كل ده مايحصل،!؟

چوري ابتسمت وبصت في عنيه بحب: طبعاااا بحبك من زمان، وانت اول راجل افتح عنيه عليه، اول حضن حنين، اول لمسة آمان، اول صوت بيطمني ويريح قلبي، اول خطوة رجل تدب في البيت تخليني احط راسي على المخدة وانااام وانا متطمنة ومش خايفة، اول عيون ابص فيها اتوه واتمني تسكني فيهم، انت يا حذيفة اول كل حاجة حلوة، انت كان ليك بكر كل شئ، احساس ومعني. ومشاعر، وبخجل، ولمسة، يمكن في البداية كنت صغيرة ومش عارفة احدد ايه الشعور ده، لييه بحبك كدة، ليه متعلقة بيك كدة، ليه رافضة فكرة انك تتجوز واحدة تانية، لييه كنت ببقي هتجنن من اي عروسة. او اي واحدة تقرب منك، لحد ما عديت مرحلة المراهقة دي والحيرة، وكنت في ثانوية العامة، وقتها كنت خلاص اتأكدت اني بحبك كحبيب، اتأكدت انك حذيفة بس، مش ابيه حذيفة، ايوة يا حذيفة، ايوة بحبك من زمان، ايوة اتمنيتك من سنين، ايوة حلمت باليوم اللي اتكتب فيه على اسمك، وابقي مراتك بجد، وبذكري وجع، ايوة كنت متخيلة انه مستحيل، وانك مش ممكن تشوفني غير چوري الصغيرة العيلة المجنونة، كنت فاكرة انك هتحرحني لو صارحتك، كنت مش مصدقة ان ممكن يجي يوم واشوفك عريس لغيري وانا عروسة لغيرك، كانت الفكرة بتقتلني، انا بحبك، بحبك.
حذيفة كان في حالة جنون ودهشة وسعادة وفرحة، احاسيس كتييرة وممتعة، مش مصدق اللي سمعته ودنه، مش هو بس اللي حب، ولا هو بس اللي عشق، هو مش فارض نفسه، هو مش مجرد حل ليها، هو حبيها بجد، هو اللي حلمت بيه، ومع اخر كلمة نطقتها چوري كان حذيفة خطفها لحضنه بجنون وشفايفه كملت باقي جنونه وفرحته، وخطفت شافيفها اللي سمعته اجمل كلام، واخر كلمة سمعها كانت اكتر كلمة بيعشقها واتمني يسمعها منها من زماااان، حذيفة كانت لسة بيعوض كل لحظة حرمان وبعد، ولسة شفايفة مش قادرة ولا قابلة تبعد عن شفايفها وتسيبها، وبعد وصلة مجنونة من الحب، بعد عنها وغمض عنيه وهو جبينه لسة حاضن جبينها وانفاسه بتخرج بصعوبة...

حذيفة: مش ممكن، مش ممكن، چوري، چوري حقيقي اللي قولتيه ده!؟، انا مش مصدق انك كمان حبتيني كدة، ياااااه، ياااه يا چوري، معقول في حب كدة، في قلوب بتعشق زينا كدة، مش ممكن، مش ممكن...
چوري ابتسمت وهي بتلعب في خصل شعره: اهاه، فيه، فيه قلبي وقلبك، وحبي وحبك، في انا وانت، حذيفة وچوري، چويرية...
حذيفة ابتسم اكتر وضم ايديها لحضنه وباسها بقوة: بحبك، بحبك، عشت وبعيش وهعيش لو ليا عمر، احبك، احبك انتي وبس...

چوري بمشاكسة: بس تعرف، ماكنتش اتخيل انك شقي كدة، بقي كل ده يطلع منك انت يا شيخ حذيفة، ااااخ منك. طلعت ميا من تحت تبن، صحيح على رأي مامتي ياما تحت الساهي دواهي...
حذيفة ضحك بقوة: ههههههههههه، اهو بمتاسبة كلامك ده وسيرة ماما الحاجة
اسكتي انتي فكرتيني بموقف بايخ ومجرح، اتطحيت فيه بسببك. من كام يوم...
چوري اتعدلت ليه بفضول: موقف ايه هاه، قول، وحياتي وحياتي...

حذيفة بمكر: تؤتؤتؤ، وبطلي فضولك ده، من صغرك تموتي وتعرفي كل حاجة يا مصيبة انتي مش هقولك...
چوري بغضب طفولي: اخس عليك انا.! انا فضولية. لا. اانا بس عايزة اتطمن. قول بقي بالله عليك...
حذيفة ابتسم اكتر: تؤتؤ. مش هقول عيب...
چوري ابتسمت بخبث وقربت منه وباسته من خده بنعومة: طب ولو قولتلك وحياة حبك ليا، وباسته تاني. وكمان اني هزعل منك، وقربت من شافيفه وبهمس، وححرمك مني، ومش هكلمك تاني...

ولسة هتبعد. حذيفة ثبتها قصاد شفايفه بقوة وهو لسة عطشان ليها، لسة مش قادر يرتوي من حرمانه منها...
حذيفة بهمس: تؤتؤ، كله الا كدة، انا اتحرمت كتيير حرام عليكي، لسة هحرميني وتعاقبيني، لا اعملي فيا اي حاجة، الا بعدك ده، مش هقدر عليه، وخطفها تاني وباسها بحنان ونعومة غير المرات المجنونة اللي عدت
وبعد عنها وابتسم، هقولك يا مصيبتي انتي. فاكرة يوم مارجعنا من بور سعيد لما جبتك انا ومصعب وكتبنا كتابنا،!؟

چوري ابتسمت و هزت راسها: ايوة فاكرة، ده كان اجمل يوم لما كنت قاعد بتكتب كتابي وكل كلمة يقولها المأذون قلبي يرفرف. ولا لما انت قولت وانا قبلت زواجها، يالللهههههوي. لحظة يقف عندها الزمن...
حذيفة عنيه بتلمع بسعادة، من جمال اللحظات دي، قد ايه ممتعة، على قد ماتعب واتحرم، بس ربنا عوضه وعوضه كتيرر اوي، وسمع وشاف منها اللي يريح قلبه، ويعوض سنين عجاف كلها وجع ودموع...

حذيفة باسها من جبينها: تفتكري بعد الكلمتين دول، انا ينفع اقول اي كلام، شفايفك دي مش بس اجمل حاجة شافتها عنيا ودوقتها، تؤتؤتؤ. دي اجمل بتسمعني احلي واجمل كلام، وبتمتعني بأجمل ابتسامة...
چوري قربت من عنيه بوعيد عاشقة: ولسة، ياما هتدوق، وياما هتشوف، وياما هتسمع، وغمزته بدلع، ده انا مصدقت اتلم عليك، هطلع فيك غلب السنيين.

حذيفة: ههههههههههه، لا كدة هبدأ. اخاف، مش كفاية تحرش وساكت وغتصاب وعدتها، ايه بقي فاضل ايه...
چوري: ههههههههههه. تصدق صح، انا فعلا فاجأتك، بس انا واثقة وربي ماكنت هتتلحلح، ولاتجيني، انتي تقيل اوي يا حذيفة بصراحة.
وعاقل بزيادة، جبل. عندك قدرة على التحمل رهيييبة...
حذيفة اتنهد بحب: بس خلااااص. رفعت الراية. وسلمت، ما بقاش عندي قدرة ولا طاقة اتحمل، انفجرت...

چوري غمزته بمشاكسة: ههههههههههه. لا حقيقي حقيقي انفجااار رهيب. طلعت سافل اوي بصراحة...
حذيفة بغيظ: سافل! انا سافل يا امه لسانين، ما تنقي الفاظك...
چوري بتكتم ضحكتها: اسفة، مش قصدي. بس، بسس. بصراحة انت فعلا سافل. ههههههههههه.
حذيفة غصب عنه ضحك: ههههههههههه. ان جيتي للحق، انا نفسي اتفاجأت بروحي، مش مصدق ان انا الشيخ حذيفة، بس هقول ايه، مع الاسف، الشيخ انحرف على ايدك يا اكبر مصائب الزمن...

چوري: ههههههههههه. طب ايه هتنسيني كدة، قول ايه اللي حصل يومها...
حذيفة عقد حاجبه: ياااه تصدقي نسيت احنا كنا بنقول ايه، ااااه. بصي بعد ما رجعنا وانا سمعت من الحاج الكلمتين اللي فوروا دمي. وضيعوا فرحتي بجوازنا، وموضوع اني اتجوزك سوري كدة. واتجوز غيرك. وانا رفضت، جاني الشقة هنا بعدها بشوية، وتخيلي قالي ايه.!؟
چوري بحماس: هاه، قالك ايه؟!

حذيفة بيكتم ضحكته: كان فاكرني رافض اتجوز السنين دي كلها. لاني يعني، احمم مش تمام...
چوري عقدت حاجبها بعدم فهم: مش تمام ازاي. مش فاهمة!
حذيفة ضحك اكتر: ههههه يعني. احممم. مااقدرش انفذ اللي حصل من شوية بينا فهمتي.!
چوري انفجرت من الضحك: ههههههههههه، لا لا بجد، عارف هما اصلا شاكين في امرك من زمان...
حذيفة عقد حاجبه: نعم.!؟ بجد. وانتي عرفتي منين!؟

چوري بتتمالك نفسها من الضحك: مرة زماااان كدة سمعتهم بيقولوا انهم خايفين عليك وكدة وانك عندك موانع، وقتها انا ماكنتش فاهمة، بس لما كبرت شوية فهمت قصدهم ايه، وبإستفزاز، بيني وبينك. انا كمان جه عليا وقت تخيلت ان رفضك لاجواز بسبب كدة...
حذيفة بصدمة وغيظ: نعم يا حبيبتي! انتي كمان. ليلتك سودا.

چوري بتبعد وبتضحك: ههههههههههه. الله وانا كنت هعرف منين انك بتحبني ومانع نفسك علشاني. ده اقرب شئ للذهن...
حذيفة بوعيد: كدة طب وغلاوتك يا مصيبة حياتي لعرفك دلوقتي عقاب ظنك وذهنك يا امه ذهن انتي هوريكي، تعالي بقي.
چوري بتبعد: هههههههه. خلاص والله صدقت، وهو فيه خد مش تمام يعمل اللي انت عملته ده، ده انت طلعت جااامد اصلااا.

حذيفة ثبتها وقرب منها بهدوء وهمس بوعيد: تؤتؤ. ماتحوليش تهربي من عقابك، لازم تتأكدي بنفسك تاني وثالث ورابع، ولحد الفجر...
چوري فتحت عنيها بصدمة: فجر! بتهزر، لا لا وحياتي عندك. ده انا چوري حبيبتك، مش هتحمل، حذيفة انا مش ههون عليك صح.!
حذيفة غمزها بوقاحة لسة بتكتشفها فيه واللي بتظهر ليها هي وبس. وبعد الغطاء عنها بتحدي: لا يا قلب حذيفة هتهوني، وهتتحملي، علشان بعد كدة، تعرفي مين هو الشيخ حذيفة...
چوري لسة هتتكلم تاني كان حذيفة سكت اي محاولة منها للكلام وخطفها وغرقها وغرق من تاني في عالم بحره وسماه يتوه فيها العاشقين.

وفعلا حذيفة كان عند كلمتة، واستمرت وصلة الجنون والحب. وصلة العشق والشوق، كل ما تصعب عليه ويقرر يسبها، تجننه اكتر، وتشعل نار رغبته فيها اكتر واكتر، ويرجع يخطفها تاني، ويغرقها معاه في بحر جنونه، من تاني، لحد ما نامت في حضنه بتعب وارهاق، حذيفة ضممها بحنان وهو بيحرك شعرها بنعومة، ويمرر عنيه على ملامحها، وهي غايبة ونايمة في عالم تاني...

حذيفة اتنهد: عارفة يا چوري لو كنت قعدت احلم بليلة زي دي سنيييين، عمري ما كنت هتخيلها بالجمال ده، عمري ماحلمت ببداية حياتي معاكي تكون بالاثارة دي، بالجنون ده، انتي. حقيقي خيال، بحبك اوي، اوي يا چوري...
حذيفة سمع آذان الفجر ابتسم وباسها من خدها: شوفتي. اهو كنت قد كلامي، حتى طلوع الفجر...

حذيفة بهدوء وحنان خرجها من حضنه ونيمها على المخدة وغطاها بعناية، ودخل اخد حمام واتوضي. وخرج بصلها بحب وحمد ربنا على انه انعم عليه بحلم عمره، لبس هدومه ونزل صلي الفجر، وهو راجع وقبل ما يفتح باب شقته لقي والدته، فتحت باب شقتها، وندهتله...
فريدة: حذيفة...
حذيفة لفلها وابتسم: صباح الخير يا امي، اؤمري.
فريدة عقدت حاجبها: صباحك فل يا نور عيني، خير عيونك بتضحك كدة وشكلك مبسوط.

حذيفة قرب منها وابتسم وباسها من جبينها: اااه يا امي مبسوط، ويمكن. خايف قلبي يقف من السعادة كمان...
فريدة بخضة: الف بعد الشر على قلبك، يا حبيبي. سلامة قلبك، خير طمني.!؟
حذيفة باس ايديها. : الله يسلمك يا امي. بس ما تقلقيش. انا هفهمك، چوري مش مغصوبة عليا يا امي، چوري بتحبني، بتحبني من زمان، كمان چوري خلاص بقت مراتي. احنا اتجوزنا امبارح...
فريدة بفرحة: صحيح يا حبيبي هي قالتلك كدة...

حذيفة هز راسه: ايوة يا امي. حقيقي...
فريدة اتنهدت براحة: الف حمد وشكر ليك يارب، يعني خلاص حصل اللي بالي فيه،!؟
حذيفة ضحك: ههههههههههه. ااه يا ست الكل حصل، علشان بس ما تفكريش تشككي في قدرات ابنك، ابنك اسد يا حاجة فريدة...
فريدة: ههههههههههه. ييوه بقي انت قلبك اسود يا واد انت، ده كان من خوفي عليك والله، بس تصدق فرحتلك من قلبي، ربنا يسعدك ويفرح قلبك، واشوف ولادكم يارب.

حذيفة اتنهد بأمل: اااه يا امي. يارييت، معقول يكون ليا من چوري طفل، تخيلي كدة المجنونة دي ذريتها هتكون شكلها ايه، ههه‍ههه. اكيد حاجة ماحصلتش...
فريدة: هههههههه. اكيد. انت هتقولي، ده مش نص دماغها طاير، لا. دماغها كلها، بس طيبة وحنية وبرائة الدنيا فيها. دي تربية ايدينا يا ابني...

حذيفة: ربنا يحميهالي ومايحرمني منها ابداااا، وتفضل مالية حياتي ومنوراها، ياللا يا امي ادخلي انتي بقي. علشان عايز ادخل اصحي مصيبتي دي تصلي الصبح قبل الشمس ماتطلع.
فريدة برجاء: طب مادمتم. يعني اتجوزتم امبارح. وكدة، واظن انها يا حبيبتي يعني تلاقيها تعبانة وجسمها مهمد ومحتاجة ترتاح. سيبها تنام وتبقي تصلي لما تصحي ماجتش من يوم...

حذيفة بعتاب: يعني ناخد حقنا، وربنا يكرمنا ويفرحنا، واحنا نقصر في طاعته. ونغضبه مش كدة، لا يا امي هصحيها تصلي وتبقي تكمل نوم بعدها يارب لحد الظهر. مش مهم. بس حق ربنا اهم من حقي انا. ياللا يا امي روحي نامي انتي...
فريدة ابتسمت: . لا انام ايه بقي. ده على بال ما انت. تصحي چوري وتصلي، هكون جهزتلكم احلي فطار لأحلي عرسان. بس ايه حاجة كدة تعوض ليلة امبارح...

حذيفة. ضحك: هههههههههه. لا لو على ليلة امبارح يا امي يبقي محتاجين البحر الاحمر كله بقي يعوضنا...
فريدة ضحكت: هههههههه. ياني منك انت، چوري جننتك...
حذيفة اتنهد: ااااه جننتني اوي يا امي، ياللا بقي البنت هتتأخر عن الصلاة كدة، عن اذنك...
فريدة: ماشي حبيبي حجهز الفطار واجبهلكم افطروا وناموا بقي براحتكم...

دخل حذيفة علشان يصحي چوري بس دخل الاوضة مالقهاش في السرير. بص كويس لقاها بتصلي. ابتسم براحة وفضل قاعد يبصلها لحد ما خلصت صلاة. لقته بيبصلها مبتسم.
چوري قربت منه وقعدت قصاده: خير بتبصلي كدة ليه. يا شيخ!

حذيفة اتنهد بحنان وضم وشها بين ايديه وباسها من جبينها: بحمد ربنا انك بقيتي من نصيبي. كل اللي علمتهولك وزرعته فيكي، بقي ليا انا مش لغيري، بس سيبك، قوليلي انتي صحيتي ازاي، وابتسم. ده انا سايبك قاطعة النفس. قولت هرجع اتعذب لحد ما اصحيكي.

چوري قربت منه اكتر: اصلي بصراحة. اول ما انت بعدت عني، زي ما اكون كنت في دفئ وفجأة حسيت ببرودة غريبة فتحت عنيا لقيتك مش جبني ولوحدي، وسمعت صوت الاقامة عرفت انك نزلت تصلي، قومت واخد دش بسرعة واتوضيت وصليت، ماهو مش معقول نسهر طول الليل نحب في بعض، ونيجي لحد حق ربنا ونكسل...

حذيفة ابتسم ابتسامة واسعة وكلها رضي، عمره ماكان هيلاقي في واحدة اللي لقاه في چوري مش مقصود انها احسن واحدة ولا اكتر واحدة ملتزمة لا اكيد فيه احسن، بس هي فيها كل حاجة ممكن يحتاجها، وكل حاجة بيحبها، مجنونة وجميلة، شقية ومغامرة، طيبة وحنينة، ووقت الجد عاقلة وواعية...
حذيفة شدها وقعدها في حضنه: عارفة انا كنت حالا بقول لأمي نفس الكلام ده بالملي، وكنت داخل اصحيكي تصلي، بس الحمد لله، انتي مش محتاجاني...

چوري اتعلقت في رقبته وحضنته وابتسمت: ههههه. لازم ابقي كدة، دانا تربيتك يا شي، بس طبعاااا هفضل طول عمري محتاجالك، وهفضل طول عمري اتعلم منك، انت حبيبيى. وشيخي. وابويا، واخوياوكل اللي ليا في دنيتي، انتي عيلتي يا حذيفة...
حذيفة قربها من حضنه اكتر وبهمس: انا بقول بلااها فطار، انا جعانك انتي، جعاان اوي...
چوري ابتسمت: هو انت كنت عايز تاكل، اروح اجهزلك اكل!؟

حذيفة قام بيها وهي في حضنه، ومشي بيها خطوات ونزلها. وهو بيبعد عنها اسدال الصلاة.
حذيفة: تؤتؤ. انا عن نفسي مش بفكر في الاكل، دي امي هي اللي عرضت تحضرلنا فطار، بس في اللحظة دي لو مين، ماهيقدر ياخدك مني، ولا فطار ولاغيره...
چوري بنعومة: امممم. يعني مش جعاان.!؟
حذيفة اخدها في حضنه ونام: الله! ماقولنا جعانك انتي، وجعاان من سنين، وهاكل منك بقي لحد ما اشبع، مع اني متأكد، اني مهما اكلت، عمري ما هشبع. ولا هعوض حرمااان سنين...
چوري باسته من خده برقة: مش لوحدك على فكرة، انا كمان جعااااانة، جعااانة اوي اوي...
حذيفة غمزها وقلدها: يوووه. بطلي رغي بقي، انا مش متحمل.
چوري: هههههههه. بتقلدني انت، بس حاضر. شششش. هسكت يا
شهريار...

حذيفة ابتسم ودفن انفاسه في حضنها: وانا اللي هسمعك احلي كلام، يا اجمل شهرزاد...
في مركز تجميل ايمان قاعدة قصاد مدام عبير...
عبير مبتسمة: شرفتينا يا مدام ايمان، انتي اول مرة تشرفينا، ووعد مش هتكون اخر مرة.
ايمان بتحدي: انا عايزاكي تعمليلي تغير كامل. نيو لوك بكل معني الكلمة، انا عايزة ابص في المرايا ما اعرفش نفسي، فاهماني،!؟

عبير ابتسمت بثقة: . طبعااا فهماكي، واوعي تفتكري انك اول واحدة تيجي هنا وتقعد على الكرسي ده، وتطلب مني الطلب ده، اعتمدي عليا...
وبدأت عبير مع ايمان، مسكات لبشرتها، قصت شعرها تسريحة جديدة ومختلفة عن اللي اتعودت عليها، غيرت لون شعرها بلون جديد وجرئ، وفي النهاية عملتلها ميكب أب غير شكلها وملامحها جداااا، ايمان كانت اكنها بتشوف نفسها لأول مرة، اكنها بتكتشف انوثتها وملامحها...

ايمان بتبص لنفسها في المرايا بذهول. : مش ممكن ااانا!، انا دي؟!، انتي حقيقي فظيعة بجد، بجد انتي مش معقولة، اانا حاسة اني بشوف واحدة تانية تانية مش انا ابدااااااا...
عبير مبتسمة: يعني مبسوطة،!؟
ايمان بغرور: طبعاااا، طبعااا مبسوطة، وبينها وبين نفسها، ماشي يا عطر ان ماكنت اقهرك، وانت يا استاذ مصعب، هخليك تندم انك سبتني وبصيت لغيري، هخليك تتمني ارجعلك، وانت اللي هتتمسك بيا ومش هتقدر تطلقني...

وخرجت ايمان من مركز التجميل، وراحت اشترت لبس جديد ليها ورجعت البيت واختارت اكتر لبس فيهم جميل وشيك، وظبطت نفسها بعناية. وراحت على بيت عايدة والدة مصعب...
مصعب في عربيته وبيكلم عطر، في الفون.
مصعب: قوليلي يا حبيبتي، انتي بردوا مش هتيجي معايا نبارك لحذيفة وچوري، انا بجد نفسي تيجي معايا، مش فاهم ليه رافضة.

عطر بحرج: ببصراحة محرجة منهم، يعني حاسة انها مش مقبولة اني اروح معاك، وانا ماليش صفة، كمان انت ضغطت عليا وروحت معاك الفرح، وحقيقي كنت مكسوفة من صاحبك واهله، اكيد شايفني ست وحشة وخربت بيتك، يبقي كمان عايزني اروح معتك بيته، لا مش هقدر صدقني.

مصعب بعصبية: انتي مجنونة، مين ده اللي يشوفك وحشة ولا خرابة بيوت، اذا كان هو اصلا اكتر واحد عارف اللي انا عشته مع إيمان. وعارف اني بحبك، ومستحيل يبصلك بصة وحشة، انتي بس بيتهيألك. لان حذيفة متحفظ شوية واي واحدة غريبة عنه بيتجنبها، ممكن لو سامحتي ما اسمعكيش تقولي عن نفسك كدة تاني، انتي في نظري احسن واشرف من ستات كتيير، فاهمة يا عطر.

عطر دمعت وابتسمت: فاهمة، ربنا يخليك ليا وتفضل شايفني كدة. وماتتغيرش ابدااااا.
مصعب ابتسم: لا طبعاااا هتغير، بس للأحسن. هحبك اكتر وادلعك واعيشك احلي دنيا، دنيا عمرك ما كنتي تتخيليها...
عطر اتنهدت براحة: مصعب انت بجد كتيير عليا، حقيقي مش مصدقة اني بعد جحيم رامز، يكون ليا نصيب في جنتك...

مصعب ضغط على شفايفه بشوق: اااااه، وربي لولا عدتك دي كان زماني متجوزك وحبسك في حضني ولو مين ماكان رحمك مني، كنت وريتك الجنة على حق، عطر، بحبك.
عطر بسعادة. ودموع: بحبك يا مصعب، عارفة اني مش مفروض اقولها دلوقتي، وعارفة اني مش لازم يكون في بينا حاجة لحد ما العدة تخلص، بس بجد مش قادرة اخبي كفاية طول السنين اللي فاتت. كنت بحبك في صمت ومش قادرة انطق ولا اعترف، انا بحبك، بحبك، بحبك اوي.

مصعب وقف عربيته وغمض عنيه بجنون: ااااه يا عطر، كل ليلة كنت بشوفك فيها كنت بتمني تدخلي معايا انا مش ترجعي للحيوان ده، كنت بتقطع لما اسمع دموعك وضربه ليكي، احنا حبنا عمره ما كان طمع ولا شهوة، انا حبيتك، حبيت كل حاجة فيكي، حبيت روحك وقلبك، وحنانك، ووعدت نفسي من يوم طلاقك اني اعوضك عن كل لحظة اتألمتي فيها واتعذبتي على ايد كلب زي رامز، بس المهم اشوف دايما ضحكتك، ما اشوفش دموعك تاني ابداااا يا قلبي اتفقنا...

عطر مسحت دموعها وابتسمت: اتفقنا بس بشرط، مش هتشوف دموع حزني ووجعي تاني علشان انت هتبقي جنبي. لكن هتشوف دموع فرحتي وسعادتي بعوض ربنا ليا. وانه جعلك نصيبي وقسمتي...
مصعب ابتسم: انتي اللي اجمل نصيب يا احلي. واجمل عطر، قوليلي مش عايزة حاجة اجبهالك انتي او مازن
. انا جاي دلوقتي خلاص.

عطر: شكرااااا حبيبي. كفاية انت بس تطل علينا، ثم انت اصلا مش مدينا فرصة نفكر، كل حاجة بتجبهلنا، بس قولي قدامك قد ايه وتوصل!؟
مصعب: يعني بالكتير نص ساعة، واكون عندكم...
عطر: طيب اكون خلصت الهدوم بتاعتك كنت. بكويهالك علشان تاخدها معاك.
مصعب ابتسم: هو مش انا قولت ما تتعبيش نفسك، انت بدراع واحد. والتاني في الجبس. افهم واقفة تكوي ليه، انا قولت لماما تغلسهم بس وانا هتصرف، انتي ليه متعبة كدة،!؟
عطر ابتسمت: اولا مش تعب
. انا بثبت الهدوم وبكويها عادي، وبعدين كفاية بهدلتك في الفنادق كدة لوحدك، بسببي، ويادوب بتيجي تتغدا معانا او تتعشي وتشوف طلبتنا. وترجع شغلك وقاعد برا بيتك لوحدك، كمان مستكتر اكويلك، ثم انا لما نتجوز. هكويلك واغسلك. واكلك. وكل حاجة.
مصعب ابتسم بخبث: اهم حاجة. تعرفي تنيمني كويس، اصلي متعب اوي في موضوع النوم ده، هغلبك.
عطر بخجل: احممم. لا ما تقلقش، ححكيلك حدوتة وانيمك...

مصعب: هههههه‍هه، ده انا اللي ههحكيلك واغيبك عن الدنيا، اتقلي بس، هنبهرك.
عطر بخجل: يووووووه اانت. اانت رغاي اوي، ياللا اقفل بقي وتعالي بسرعة...
مصعب عرف انها مكسوفة: ههههههه. طيب يا روحي ياللا سلام. بس وحياتي عندك ما تتعبي نفسك، ممكن...
عطر ابتسمت: حاضر، خد بالك من نفسك، سلام.

عطر قفلت مع مصعب وكملت، كوي هدومه وهي بتلمسها بحنان. اكنها بتلمسه هو، سرحانة وهي بتفكر فيه وبتسمع كلام دوب قلبها ووصف. ولو حزء بسيط من حالها وحبها ليه. ولو بكلمات قليلة مهما اتقالت عمرها ما هتوصف حبها المجنون بيه...
(نفسي اسألك، اصالة)
عطر سرحاانة فيه وفي كلامه ليها وخوفه عليها، وحبه اللي اتملك قلبها وجوارحها كلها. وانها كل حاجة اتمنتها وتخيلتها في حبيب وزوج، لقتها فيه ويمكن اكتر من حلمها كمان.

نفسي اسألك سؤااااال بسيييط، ما لقتش اي اجاابة ليه...
ليييه بلاقي في قربي منننك كل شئ انا نفسي فيه!؟
وابتسمت وهي بتفتكر انها كتيير كانت بتتلخبط وتنده لرامز بإسم مصعب. وتتراجع في اخر لحظة...
ليييه بنادي الناس بإسمك، وابقي خايفة اني اخصامك، حاسة اني بقيت بقاسمك في الهوي اللي بعيش علييه...

غمضت عنيها بإستمتاع. وهي بتفكر قد ايه وهو معاها مابتبقاش عايزة حاجة ولا عايزة تشوف حد، بتتمني ان العالم كله يبقي هو، هو وبس.
فكرت المها ولومها لنفسها انها ممكن تكون سبب من اسباب بعده عن ايمان. وانه هياخد خطوة الطلاق دي، ومهمومة علشانه وعلشان آدم.
ليييه بشوف الكل شكلك، لييييه بعيش دايما مشاكلك، حاسة ان نصي شكلي. وان نصي التاني شكلك...

وابتسمت لما افتكرت، قد ايه هو بيشبها في طباعه. حنين، جدع، رومانسي، حتى الهوايات، بيتفقوا فيها، اتنهدت وهي بتحلم باليوم اللي هتكون فيه مراته، وانها وقتها مش هتسيب حاجة بيحبها الا وتعرفها وتفهمها وتقرب منها...
اللي بيحب بيحب اللي يحبه حبيبه ولو على سبيل المشاركة، مش المجاملة...
فيك حاجات موجودة فيا، حبة حبة تزيد شوية، احنا فينا حاجات كتييرة زي بعض وهي هي...

بدأت تكمل تجهيز هدومه وحاجاته اللي هياخدها معاه. وهو ماشي باليل، بصت على دراعها المتجبس، وافتكرت انه هو الوحيد اللي كان جنبها وساعدها، حتى عمتها وولادها ماسألوش عنها، بيخافوا من رامز ومشاكله، حاست انها برغم سنها وانها مش صغيرة، كانت زوجة وام، لكن وهي معاه، بتحس انها طفلة. طفلة مستنية باباها يساعدها ويحققلها كل اللي هي محتجاله وبتتمناه، ودعت ربنا يحفظه ليها ويبعده عن رامز ومشاكله...

كل حاجة عملتهالك، حاسة اني بعيش بدالك، و رغم اني قوية ببقي. في كل حاجة محتاجااااااالك.
عطر سمعت جرس الباب بيرن، تخيلت انه مصعب. لانه طبعااا بيضرب الجرس مش بيفتح بمفتاح، لانها لسة مابقتش مراته. كانت هتروح تفتح، بس عاديدة. طلبت منها تكمل اللي بتعمله وهي هتفتح، وفتحت عايدة، واندهشت لما لقت اللي على الباب إيمان، ومش بس كدة، كمان شكلها والتغير اللي حصلها...

عايدة بصدمة: انتي ايمان.؟ مش معقول. ايه اللي انتي عملاه في نفسك ده...
ايمان دخلت بغرور وبصت لعطر بسخرية، ولفت لعايدة وسلمت عليها: ازيك يا طنط، ايه ماله شكلي وحش.!؟
عادية بتعجب: لا يا حبيبتي ولا وحش ولا حاجة، بس هو انتي من امتي بتخرجي بالشكل ده، يعني لبسك ضيق بزيادة، وكمان وشك المخطط ده، ولا شعرك اللي نصه باين من حجابك، من امتي مصعب بيخليكي تخرجي بالشكل ده!؟

ايمان قعدت بلامبلاه: عادي، والله يوافق او لا ما يفرقش، احنا كدة كدة هنتطلق. انا حرة بقي اعمل اللي يعجبني...
وبصت لعطر وشكلها التعبان ودراعها. وابتسمت بتشفي: وانتي بقي امتي وشك هيتصلح من الشلفطة دي! وتفكي الحبس ده؟ بس ان جيتي للحق هو جوزك كان لازم يكسر رقبتك مش دراعك، علشان انت واحدة واطية ورخيصة وخطافة رجالة...

عطر بحرج وبكاء: اااانا مش كدة. وانتي اصلا ماتعرفيش حاجة، ولا شوفتي اللي انا شوفته علشان تتهميني بالشكل ده، مش هسمحلك تجرحيني ولا تشتميني.
عادية بعصبية: وبعدين معاكي يا ايمان، ماتنسيش انك في بيتي. وانا مش هسيبك تغلطي فيها في بيتي وكمان وانا واقفة.
ايمان قامت وقربت من عطر بغضب: لو هو انتي لسة هتسمحيلي واسمحلك، انا هفرج عليكي الناس، واعرفهم انك خرابة بيوت وسرقتي جوزي وضحكتي عليه بمسكنتك دي...

ولفت لعايدة. وانتي يا ست حماتي، قوام كدة نسيتي بيت ابنك ومراته وابنه، اللي بيتهم اتخرب بسبب السهنة دي، ولا انتي مش فارق معاكي حاجة وماصدقتي لقيتي حد يونسك ويخدمك، ماهو اصل الاشكال دي اخرها تخدم بلقمتها، عديمة الاهل والاصل دي.
عطر قعدت بضعف وبكاء مش عارفة ترد ولا تدافع عن نفسها، وكلام ايمان وجعها وجرحها، اكنها بتقطع فيها بسكاكين تلمة...

عايدة لسة هترد وتدافع عن عطر الباب كان بيخبط بجون وعصبية، فتحت لقته مصعب، طالع على صوت ايمان وسبها لعطر.
مصعب دخل بغضب. : انتي بتعملي ايه هنا.!؟ وايه الكلام الزفت اللي سمعته وانا داخل ده.
وبصلها بغضب واخد باله من شكلها، وايه الارف اللي انتي عملاه في نفسك ده.!؟
انتي اتجننتي. ايه ده انتي كنتي ماشية في الشارع كدة،!؟
ايمان ابتسمت من عصبية مصعب تخيلتها حب وغيرة وانها صحت غيرته عليها: ايه انا حرة البس اللي يعجبني، مش انت هتطلقني وتتجوز البتاعة دي، يبقي مالكش دعوة بيا، ولا ايه اكونش حليت في عيونك، وبتغير!؟

مصعب بغيظ شدها من دراعها وبغضب: اولا اسمها عطر مش بتاعة، ثانيا وده الاهم انتي مالكيش مكان هنا، وقسما بالله لو كررتي كلامك اللي قولتيه في حقها ده لهقطعلك لسانك، وابقي افتكري ايه اللي خرب بيتك يا هانم وانتي تعرفي ان عطر مالهاش دخل، وتاني مرة لسانك يطول على امي هقطعهولك...

ثم بقي وحياة امك فتحية ان شوفتك نزلتي برا البيت تاني بالشكل ده لكون قالتلك. انتي فاهمة. انتي لسة على ذمتي لما ابقي اطلقك وتغوري بعيد عني. ابقي اعملي اللي يعجبك، الموضوع غيرة على اسمي مش عليكي يا هانم، فاهمة ولا لا.
ايمان بغيظ وتحدي: لا يا مصعب مش فاهمة، واسمع بقي انا هفضل اشتمها واقول بعلو صوتي انها خاينة وخطافة رجالة، واني فتحتلها بيتي وهي ضرتني في ظهري واخدت جوزي. انت وهي خاينين. فاهم خاينين.

مصعب بقي مش قادر يتحمل وضرب ايمان بالقلم بعصبية: انتي فعلا اتفرعنتي. وانا هقطم رقبتك دي علشان تعرفي تعلي صوتك عليا تاني وتتحديني، واقولك يا ايمان، انتي طالق، ومن بكرة ورقة طلاقك هتوصلك واتفضلي معايا بقي من هنا...

ايمان برغم شخصيتها وجبروتها، الا ان كلمة طالق بتهز اي ست مهما باغت قوتها، ومهما كانت الاسباب، بس الكلمة دي بتكسر اي واحدة فينا، بتحسسها بوجع، حتى لو هي اللي طالبة الطلاق، بس الكلمة واقعها صعب. صعب اوي...
ايمان اتحكمت في دموعها وفضلت مكابرة، وست دهشة عايدة وعطر...
ايمان بغيظ: خلاص ارتحت، وريحت الهانم وطلقتني، ماشي يا مصعب، انا وانت والزمن طويل...

مصعب وقفها: استني انا هوصلك، علشان انتي لسة قصاد الناس مراتي، وانا مش هخلي كلب يقول في حقي كلمة بسبب شكلك ده ولبسك وحجابك اللي مالوش اي تلاتين لازمة ده، اتفضلي قدامي...
ايمان وهي خارجة بصت لعطر بغيظ ووعيد: بكرة ربنا يحرق قلبك، ويخرب بيتك زي ما عملتي معايا، بس كمان انا مش هسيبك وهتشوفي.
مصعب شد ايمان وخرج بسرعة، وعطر رمت نفسها في حضن عايدة وفضلت تبكي بكسرة ووجع...

عطر بدموع: والله ماكنتش عايزة اخرب بيتها، والله ما كنت عايزة اكون سبب طلاقها، والله يا ماما عايدة صدقيني انا، مش خاينة، انا مش خرابة بيوت. والله ما كدة، والله مظلومة، مظلومة والدنيا جات عليا بزيادة، جات عليا اوي، اوي...
عايدة بدموع: لا اله الا الله، اهدي يا بنتي اهدي، ربنا يهدي الحال، مش عارفة اقولك ايه بس. ربنا يجزيكي يا ايمان ويهديكي لنفسك...

في عربية مصعب، وصل عند بيته ووقف العربية، ايمان لسة هتنزل. مصعب مسك ايديها ورجعها تاني...

مصعب بهدوء: اوعي تفتكري انك لما تعملي في شكلك كدة، وتغيري لون شعرك، وتحطي ميك آب، انا هتلحس وارجعلك، تبقي غلطانة، ايوة انا اتمنيت اشوفك كدة كتيير، ويمكن لو التغير ده كان حصل من كام سنة كان فرق شوية، انتي مشكلتك مش في شكلك وبس، مش في اهتمامك بنفسك وبس، انتي مشكلتك من جواكي يا ايمان، انتي من جوا، وحشة، وحشة ومش عايزة تكوني غير كدة...

انتي يادوب غيرتي القشرة اللي من برا، لكن القلب من حوا لسة بايظ، لسة فاسد، لسة وحش...
انا اللي حببني في عطر مش شكلها ولا جمالها، هي ايوة جميلة بس مش اجمل واحدة، ولو على الجمال والشكل كنت اختارت اي واحدة غيرها، لكن انا حبيت قلبها، حنيتها، طيبتها. عقلها ودماغها، هدوئها، شخصيتها، طباعها الهادية...

ايمان انتي ضيعتيني منك، وانا قاومت واستحملت كتيرر بس خلاص لا عندي قدرة احارب ولا اعافر، احنا مالناش حياة سوا، كل احتياجاتك وطلباتك هتوصلك انتي وآدم، ووقت ما احب اشوفه هخده اشوفه، وورقتك وكل حقوقك هتوصلك.
ايمان تماسكت ونزلت وطلعت شقتها، ومصعب اتنهد بتعب. ودور عربيته ورجع لامه وعطر...
ايمان طلعت شقتها وهي جواها نااار وغيرة وحقد وغل من مصعب وعطر، واقسمت انها تنتقم منهم. وتاخد حقها...

في شقة حذيفة وچوري...
حذيفة وچوري قاعدين سوا بيضحكوا...
حذيفة: هههههههه. بس. بس كفاية يخرب عقلك، بطلي تتريقي على خلق الله، انتي مصيبة.
چوري: هههههههههه. يا شيخ اسكت ده انا كل ما افتكر العرايس اللي ماما كانت بتختارهملك، ببقي هموووت، بس انا كنت بطفشلك كل عروسة وعروسة، كنت شريرة اوي صح...
حذيفة ابتسم: تؤتؤ كنتي حبيبة وبتحبي وحقك تدافعي عن حقك، ولا ايه...
چوري قربت منه وبحماس: حبيبي كنت نفسي في حاجة ممكن!

حذيفة بحنان: اؤمري يا قلبي تحت امرك.
چوري بجنون: عايزة ارقص.
حذيفة فتح عنيه بصدمة: ننننعم. تإيه، ترقصي ازاي وفين.
حذيفة مصدوم من طلبها، هو لسة مش مستوعبه، يعني فكرة ان اي بنت ترقص طبيعية. بس چوري بالاخص. هي تعرف ترقص اصلا! طيب اتعلمت امتي وفين! طب ورقصت على ايه وهو مانع الاغاني والمزيكا!؟
حذيفة بحيرة وتساؤال: ترقصي ازي يا چوري افهم. انتي اصلا بتعرفي ترقصي.!؟
چوري بتحاول تتماسك، شكله اتعصب وخايفة من رد فعله.
چوري: احممم. ااه. ااه طبعاا. وهو فيه يا حبيبي بنت مش بتعرف ترقص.!

حذيفة ضغط على سنانه بغيظ ومسكها من ودنها: وكنتي بتتعلمي فين يا هانم اهاه، ثم الاهم كنتي بترقصي على ايه! على اغاني ومزيكا! انطقي يا مصيبة حياتي وعملي اللي بتعاقب عليه، قولي.
چوري بتتألم من ودنها وبرجاء: اااه. اي اي حراام عليك، انت لسة فيك العادة دي. ودني بتوجعني يا شيخ ربنا يخليك هتطلع في ايدك.
حذيفة فك ايده، وساب ودنها. ومسكها من دراعها: اتفضلي انطقي. اصدميني.
چوري ابتلعت ريقها بتردد: ااااصل. اااصل انا يعني عادي من ايام المدرسة، كنت ساعااات بسمع لما بيجيني حد من صحابي. كنت صغيرة بقي، وكمان حاليا في الجامعة يعني طول الوقت كلهم مشغلين اغاني. وبصراحة في اغاني تجنن. بس كنت بسمعها غصب عني يعني مش مقصودة...
حذيفة غمض عنيه بغيظ: چوري هاتي تلفونك...
چوري بتصنع النسيان: فوني، فوني، هو فين، انا مش عارفة حطيته فين، هدور عليه ثواني...

حذيفة فاهمها شدها من هدومها بعصبية: لا ماهو شوفي شغل الاستعباط ده كنتي تعمليه على ماما فريدة، هاه، مش حذيفة اللي عجنك يا چوري، فاهمة.!؟
چوري بمزاح: طب. طب بس سيب هدومي ااانا مش هجري، بص هفهمك حبيبي، بس روقك كدة يا شيخ واستعيذ بالله من الشيطان، ده انا حتى عروسة، في عروسة تتمسك المسكة دي بذمتك!؟

حذيفة بغيظ اكتر: هو انتي مش هتتكلمي جد ابداااا. چوري فيه حاجات مافيهاش هزار، اناي مش عارفة ان انا مانع الاغاني والمزيكا خالص، وده لانها حرام مش علشان انا عايز كدة...
چوري فكت ايده بهدوء وابتسمت وشدته وقعدته وقعدت قصاده على الارض وبعقل: طب مممكن تسمعني الاول. وبعدين تبقي تزعل وتتعصب!؟

حذيفة اتنهد بضيق: اتفضلي بس من غير تحليلاتك الهايلة، وتفسيراتك المنحرفة دي. تمام الحرام بين والحلال بين. مش هنخترع ماشي،!؟
چوري ضحكت: ههههههههههه، ماشي مش هخترغ دين جديد لا تقلق، نتكلم جد بقي، بص يا روحي انا، انا الاول زمان كنت فضولية جداااا وبحب اسمع زي اي بنت في سني يعني انت مانعني وقولتلي حرام، بس كنت بحب بعض الاغاني اوي كان فيه حاجات بتوصف حالي معاك ووجع قلبي، وامنيتي انك تحس بيا...

حذيفة بصلها بحزن واتنهد: بس ده مش مبرر لكدة...
چوري ابتسمت: اصبر لما اكمل، ماشي، بعد كدة كبرت اكتر وبدأت انا بنفسي اتعلم واعرف الحلال والحرام، واقتنعت الحمد لله، بس. غصب عني وعنك بنسمع الاغاني دي في الشارع وفي كل مكان...
حذيفة بهدوء: تمام ده طبيعي بس مش احنا اللي نشغلها بنفسنا وناخد ذنب...
چوري: عارفة والله، ومن سنين وانا مش بشغلها ولا بسمعها انا بنفسي، اللي بسمعه واعرفه بيبقي برا البيت وغصب عني...

حذيفة بتفكير: امممم، طب افهم لما هو كدة عايزة ترقصي ازاي. وعلى ايه،!؟
چوري بثقة: حبيبي طبعااااا بما اني بدور دايما على البديل، فاكان اغاني وايقاعها بالدف بس مافيش مزيكا، بس مش بايخة ولا غلسة لا حاجات جميلة وانا كنت برقص عليها لوحدي كتيير...
حذيفة ابتسم: امممم. طب المطلوب ايه دلوقتي هتشغليها ولا تجيبي حلة واطبلك مثلا مش فاهم...

چوري بجنون: ههههههههههه، لا لا يا حبيبي هشغلها انا وارقص عليها لحد ما انت تتعلم تطبل...
حذيفة ضخك و شدها لحضنه: ههههههههههه، يخرب عقلك يا مصيبة انتي، انتي اي. ايييه، شعلة جنون وكوارث...
چوري ضمت وشه بحب وغمزته: طبعاااااا مجنونة وهفضل مجنونة، مجنونة بيك وبحبك، وووعد يا حذيفة اعوضك عن كل لحظة اتحرمت مني فيها، وكل حاجة انت حرمتها على نفسك، علشان بتخاف من ربنا...

وكملت بنعومة واغراء: ثم انا عايزاك تأجل انبهارك ده لبعد الرقصة، بس المهم تقدر تمسك نفسك وما تتهورش...
حذيفة قربها اكتر وعنيه على شفايفها وبهمس: هو انا لسة هتهور اكتر من كدة.!؟، انتي لازم تلحقيني، وترحميني دلوقتي حاااالا، انا مش مسؤال عن اللي هيحصل لو فضلتي تتدلعي وتغريني كدة، انتي اللي هتتعبي.
چوري قربته من شفايفها اكتر وبهمس: تؤتؤتؤ، مافيش رحمة، انا لازم اكمل خطتي للنهاية، عجننك يعني هجننك...

حذيفة بيعشقها وبيعشق جنونها ده، وقبل ما تكمل كلمتها خطف شفايفها اللي بتجننه كل ما تتحرك، وتتكلم، ومش عارف يبعد عنيه عنها ولا يقاوم استدعائها ليه انه يقرب وحبسهم بين شفايفه.
چوري كانت دايما بتستجيب لقربه وشوقه ليها بلهفة وحب، وهي كمان بتبقي عطشانه لقربه...
حذيفة اخيرا قدر يبعد عنها وعنيه على شفايفها وابتسم: مش عارف ليه حاسس انهم مش هيقدروا يتحملوا هجومي العنيف عليهم كتيير، انا بجد خايف يكرهوني.

چوري قربت منه وباسته بهدوء وخفة: اياك تقول كدة تاني، يكرهوك وهما ماصدقوا اصلا تكون ليهم وتلمسهم، حذيفة انا وانت بتطمعنا حاجات كتيير، انا. وانت ايدينا اول مرة تلمس كانت مع بعض، وعيونا اول مرة تشوف وتستمتع بالنظر كانت لبعض، شفايفنا اول مرة تعيش الجنون كانت مع بعض، وكل حاجة فينا بكر اول شئ كانت لبعض ومع بعض، اي راجل بيتمني يكون هو اول راجل في حياة حبيبته ومراته، بس انا بقي من البنات والستات، القليلة اللي بتكون اول تجربة لحبيبها...

وباسته من خده برقة وابتسمت، انا اول لمسة ايد، وباسته تاني، واول لمسة شفايف، وبصت في عنيه واتنهدت وشاورت على حضنه، اول واحدة تكون هنا، في الحضن ده، زي ما انت اول راجل لمسني، انا اول ست تلمسك، اوعي تخاف ولا تتراجع، اوعي تفكر ولا تحسب حسبااات، غامر، وقرب، واهجم، وانا.

هستقبل كل ده، بحب، وعشق، ولهفة. وشوق، حذيفة مش انا بس اللي كنت ومازلت وهفضل طول عمري اللي جاي حقك انت، تؤتؤتؤ. انت كمان طول عمرك كنت وتفضل حبيبي انا. وحقي انا، انا بحبك. فاهم بحبك...
حذيفة ابتسم بسعادة ودهشة من مشاعرها، وحبها او الاصح عشقها، ضمها لحضنه بقوة...

حذيفة اتنهد غمض عنيه واتنهد بنااار: اااااه يا چوري، اااه منك، كبرتي امتي كدة، ومشاعرك دي امتي بقت كدة، انا مش مصدق انك جواكي كل. ده. ليا انا لوحدي وبس.!؟ بحبك يا چوري، بحبك.
چوري ضمته لحضنها بحنان: لا صدق، صدق علشان اللي جاي لسة اكتر، ولسة احلي، ولسة هتتفاجأ، انت حبيب عمري كله يا ذيفو...
حذيفة خرجها من حضنه بصدمة وعقد حاجبه: نعم!؟ مين ذيفو ده بقي!؟

چوري بتكتم ضحكتها: انت يا روحي، بدلعك، ده هيبقي دلعلك من هنا ورايح. ايه رئيك مش يجنن.
حذيفة بعصبية: دلعي، لا يا حبيبتي انا مش بتدلع كدة، ولا اصلا عاجبني الاسم ده، ده اسم مايص كدة ومايع، انسي انا حذيفة وهفضل حذيفة...
چوري باسته من رقبته بنعومة وهمست: ولو قولتلك علشان خاطري. خاطر چوري حبيبتك، لو بتحبني، انا عجبني الاسم اوي...
حذيفة بيبتسم غصب عنه من اثارة قربها ومهارتها انها تخليه يلين بشقاوتها، اكنها خبيرة وعارفة هي بتعمل ايه.
حذيفة اتنهد بإثارة: امووت واعرف بس، انتي اتعلمتي الشقاوة دي امتي، وازاي بتتصرفي بخبرة كدة، انا كدة مش هعرف امشي كلمة عليكي.
چوري ضمت ايده وباست باطن كفه بحنان: انا عمر ما كان عندي خبرة ولا مهارة غير حبي ليك، انا بتصرف بفطرتي كأنثي، وبفطرتي
كاعاشقة وداية، الحب بيعلم والعشق بيقوي القلب...

وكملت بدلع وغمزته
وخصوصا لو كان حلال وفي النور، انا هنكسف ليه، ده انت زوجي يا شيخ مش كدة ولا ايه
حذيفة ضحك: ايوة يا قلب الشيخ صح، طب ايه انتي جريتي ريقي بصراحة، مش هترقصي بقي ولا ايه!؟
چوري قامت من حضنه وبحماس، : ثواني وارجعلك، مش هتأخر...
حذيفة سند ايده ورا راسه وضحك: انا قاعد اهو لما اشوف هتعملي ايه تاني يا قادرة في الشيخ...

دخلت چوري وغيرت هدومها ولبست فستان مغري جداااا. يشبه بدلة الرقص، بس مش بدلة رقص، وكالعادة اتزينت وحررت شعرها، وخرجتله، وقربت منه بخطوات هادية، بس هو انتبه لصوت خطواتها بسبب رنة خلالها اللي كانت اول مرة يشوفها لبساه، بصلها بتفحص من خلخالها اللي صوته خلا دقات قلبه تبدأ رحلة الجنون، لحد تفاصيل الفستان اللي ماتخيلش في يوم انه يشوفها لابساه، لحد عنيها وشعرها، غمض عنييه بيحاول يتمالك اعجابه بيها...

چوري اخدت بالها من تأثيرها عليه وحالته اللي شايفاها: قربت منه. وبهمس. : جاهز يا شيخ حذيفة!؟
حذيفة ضغط على شفايفه بإعجاب وقام وقرب منها وحاوطها بإيده بقوة وقربها لحضنه، : شيخ حذيفة!؟ شيخ ايه بقي الله يسامحك، هو فيه شيخ يتحمل اللي انا فيه ده، انا بقول خاليها ذيفو يادوب تنفع مع اللي انتي عاملاه فيا ده...

چوري اتعلقت في رقبته بنعومة وبصت في عنيه: انت شيخي وحبيبي وجوزي، وحذيفة وذيفو، وكل ده واكتر كمان...
حذيفة باسها من خدها وابتسم: بحبك...
چوري ابتسمت اكتر وقعدته تاني: وانا بموووت فيك، اتقل بقي واتفرج.

چوري اخدت فونها وشغلت اغنية وكانت فعلا بالدوف بس، والدوف دقته زي الطبلة وده ساعدها اكتر انها ترقص من غير قيود، كانت كل حركة وكل ما تتمايل. اندهاش حذيفة يزيد، عمره ما تخيل انه في يوم يقعد ويتفرج على ست بترقص، في العموم، وخصوصا چوري، كانت ابتسامته وجنونه واعجابه بيها بيزيدوا...

چوري كانت طول الوقت تتمايل وترقص وتقرب منه، وهي في قمة غرورها بحبه ليها، واي ست بتبقي في منتهي السعادة وهي شايفة تأثيرها على زوجها، وانه مش شايف غيرها، ولا محتاج غيرها، وانها ماليه عنيه...
حذيفة قام بخطوات هادية وواثقة وقرب منها وقف قصادها وهي وقفت رقص وهي بتاخد نفسها: ايه! مالك، رقصي مش عاجبك،!؟

حذيفة ابتسم بخبث وشالها بسرعة وغمزها بتوعد: احابة سؤالك اظن واضحة عليا، بس ان كنتي مصممة وبتشككي في حالة جنوني دلوقتي، يبقي اجابة سؤالك هتكون مكتوبة وومضية حالا على كل حتة فيكي، لازم احيي كل تفصيلة فيكي كانت بتتمايل وتتدلع وتتعبني وتطير عقلي...
چوري ابتسمت ودفنت انفاسها في رقبته وبهمس: في انتظار تحيتك يا حبيبي، بس وحياتي خاليك حنين عليا، انا مش قدك...

حذيفة ضمها وابتسم ومشي خطواته لأوضتهم: تؤتؤتؤ، ما اوعدكيش اكون حنين، دي هتكون اشرس مرة تجمعني بيكي، لازم تشوفي الوش التاني ل ذيفو حبيبك. واللي عمره ما كان يتخيل ان جواه الوش ده، بس كله ظهر وبان على ايدك...
حذيفة نزلها وهي فضلت قريبة منه وبتتابع حركته الهادية وهو بيبعد فستانها اللي حرك مشاعره من اول ما عنيه وقعت عليها بيه، كانت مستسلمة ودايبة معاه...

حذيفة انتهي منه وبص في عنيها ومال عليها بهمس: بحبك، بحبك، اوي.
چوري كالعادة مالحقتش ترد عليه، وسكتتها شفايفه اللي بتشن هجومها عليها بدون اذن ولا مقدمات...
ودابت معاه في مشاعر جديدة ولمسات مجنونة وووقت لا بيتحسب ولا يتصدق، وقت حب بيسرقوه من الزمن اللي حرمهم سنين وبعدهم سنين اكتر، اتنين بيشبعوا من القرب والحنان، من العشق والجنون...
في بيت عايدة والدة مصعب...
مصعب وصل وسأل امه عن عطر.

عادية بحزن وحيرة: والله ما عارفة اقولك ايه بس يا ابني، هي يا حبة عيني ما بدلتش عياط قطعت قلبي، والاخر لبست هدومها واستأءنتني تنزل تتمشي وتشم هوا، كانت مقهورة ومخنوقة...
مصعب بعصبية وقلق: ازاي بس تسبيها لوحدها يا امي بس ازاي!؟، دي تعبانة ولوحدها. وكمان في حالتها دي،!؟ ياااه ياامي اعمل انا ايه بس دلوقتي، احبها منين، قوليلي هي اخدت مازن معاها!؟

عايدة بتطمنه: لا لا يا حبيبي هو نايم جوا، ماهو ده اللي خلاني اوافق انها تنزل، ااكمن يعني لو هتمشي مش هتسيب ابنها هنا
ولا ايه.؟
مصعب اتنهد بخوف ورعب: ده لو كانت بتخطط تمشي من الببيت وبس. مش من الدنيا...
عادية شهقت بصدمة: يالهههوي، انت تقصد تنتحر. لا لا. اياك تقول كدة، مش للدرجة دي، عطر مهما كانت عاقلة بردوا، لا...

مصعب قعد بتعب ودفن وشه بين كفوفه بخوف: انتي اصلك ما تعرفيش عطر شافت ايه على ايد رامز الكلب، ده دوقها العذاب بكل انواعه، وجات ايمان تكمل عليها، وتقطع فيها ببرود وقسوة، وحملتها ذنب فشلها سنين، وهي يا حبيبتي هشة وخلاص ماعدتش تتحمل كل ده...
عادية قعدت بخوف وحزن: لا اله الا الله، انت هتشغلني وتوجع قلبي ليه كدة بس، يا تري انتي فين يا بنتي، يارب رجعها بالسلامة علشان ابنها حتي، ده غلبان هو كمان...
مصعب قام بسرعة: انا نازل ادور عليها واشوف يمكن الاقيها بسرعة. وماتكنش بعدت.
عادية برجاء: يارب يا ابني، روح. روح ربنا يطمنك عليها ويرحعها ليك ولابنها...

في مكان هادي وساكت على النيل عطر قاعدة بتعيط ومقهورة وقلبها بينزف، قلبها هو اللي بيبكي قبل عيونها، من وقت ما قعدت وهي بتمنع نفسها اكتر من مرة من انها ترمي نفسها وتريح الكل منها، بس كل مرة تتراجع وهي بتفتكر مازن ابنها وبرائته، ومصعب وحبه ليها وحنانه...

فضلت تبكي وكل عمرها وسنينها وايامها مع رامز. بتمر وتتعاد قصاد عنيها بقسوة يوم بيوم وساعة بساعة، وافتكرت هي اتحملت ايه وشافت ايه، وانها كانت كل اللي بتتمناه وتفكر فيه انها تعيش في آمان وراحة، تعيش في هدوء. مش طالبة صعب ومستحيل، بس عاشت مع وحش، وفي النهاية اتلامت من ناس مابترحمش، ولا بتشوف، ناس عمياء، مش بتشوف غير اللي هي عايزة تشوفه وبس...
(حبة ظروف. اصالة).

حبة ظروف اتجمعت على شكل واحدة قلبها مجررروح، حبت تعيش بين البشر، مالقتش بينهم اي باب مفتوح...
كل اللي جاي جايب وجع، ياخد مكانه فرحها ويروح...
ومن النهاردة ياروووح مافي بعدك روح...
عطر بكت اكتر وقلبها بيوجعها، هي اذنبت في ايه غلطت في ايه، اجرمت في ايه، لييه كل ما الدنيا تبتسم ليها، تيجي الدنيا وتاخد حته منها، اكن الزمن في كل مرة بيعلم عليها علامة، علامة وجع. علامة ذل، علامة مهانة وجرح...

سندت راسها بحزن وهي بتفتكر انها عمرها ما فكرت ولا خططت انها تفرق بين مصعب وايمان، وان كل اللي حصل كان ترتيب من القدر، وان بعد مصعب عن ايمان ونفوره، منها هي مالهاش ذنب فيه، كمان قربه من عطر وحبه ليها، كان غصب عنه وعنها...
ويعني على لف السنيين. بتهد مين، وتعلي مين، عداااني.
ومسحت دموعها وهي بتحاول تكون قوية وتتحمل، وتاخد حقها من الدنيا، وتصيبها من الايام، مصعب مش لازم تفرط فيه...

شر الحليم مش من مفيش، وهعيش لو مش هعيش علشااااني...
حرماني من كل الحاجات، والخوف في قلبي لما زاد قواااني...
كل شئ بأوانه والنهاردة، آواااااني...
اتنهدت بعذاااب وجرح. وعصرت قلبها بإيديها وهي بتفتكر ان لا ايمان ولا غيرها تتحمل وتعيش اللي هي عاشته وشافته، حرمان، ضرب. اهانة. وجع، جرح كرامة، واثونة، حوجة لإسم زوج قصاد الناس، خوف ورعب من الوحدة وقسوة الضياع والشارع...

اسراار في قلبي لا تتكتم ولا تحكي ولا يفهموها الناااس...
بس اللي لازم يتعرف، كتر الالم بيموت الاحساس...
عطر صممت انها تنسي رامز وايمان والدنيا والناس، وتاخد نصيبها وحبها، والقدر اللي ربنا بعته ليها، مصعب.
مش كل ماضي بنعشقه، في ماضي لازم يتنسي ويداس، وكفاية انه اتعاااش، وقت ماناسبناش...

عطر كانت قاعدة لا حاسة ولا واعية باللي حاوليها، وفجأة فاقت على ايد بتضمها اتنفضت برعب ورفعت عنيها لقته مصعب. بيضمها وبيتسم...
مصعب غصب عنها مش متحمل يبعد عنها وهي بالحالة دي ضمها بهدوء وهي اول ما عنيها بصت في عنيه، بكت اكتر. وصوت عيطها على وزاد. وجسمها بيتنفض بقهرة روح...
مصعب بحزن: ششششش، كفاية. كفاية يا حبيبتي، دموعك دي غالية اوي، انتي وعدتيني مش هتبكي تاني...

عطر بصوت مبحوح من الدموع، وكلام بيخرج بصعوبة: ااانا ليه. بيحصلي كدة،! ااانا ما اذتش حد
ااانا والله ما كنت خاينة، ولا كنت وحشة، ااانا شوفت اللي محدش شافه يا مصعب، شوفت اللي ماخدش شافه، ولا يتحمله...
مصعب بغيظ من ايمان وانها سبب حالتها دي، : طب اهدي، اهدي لو بتحبيني، وخرجها من حضنه ورفع عنيها الباكية، تقابل عيونه الحنينة...
مصعب ابتسم: هي عيونك لما بتزعل وتبكي بتحلو كدة ازاي...

عطر اتنهدت بهدوء. مش قادرة حتى تبتسم: مصعب، اياك في يوم تأذيني ولا تيجي عليا، اياك في يوم تعايرني بحبي ليك، انا مابقاش فيا مكان لوجع، وانت بالذات وجعك وجرحك هيبقي صعب، صعب اوي.
مصعب ضم ايديها وباسها بحنان وابتسم: عطر، الدنيا كلها تلومك وتوجعك الا مصعب، انا اكتر واحد واثق فيكي، اكتر واحد. مستحيل اجرحك وواجعك...

واخد ايديها وحطها على قلبه، انتي اتولدتي هنا، وعايشة هنا، قلبي بقي ملكك. ومافيش حد بيتصرف في ملك غيره، وانا مابقاش ليا حكم عليه، ببساطة، انتي ملكتي قلبي وروحي، ولو يوم جرحتك هبقي بجرح نفسي. واوجع حالي، انسي، انسي يا عطر، افتكري بس حاجة واحدة، حبيبك اللي حبك من غير هدف ولا سبب، عاشق خبط على بابك وسلم، وعاهد نفسه يتحمل ويفضل على بابك لحد ما تحني وتكوني من نصيبه وليه، انا بحبك يا عطر ولا عمري حبيت. ولا هحب غيرك...

عطر اخيراااا ابتسمت: اااااه يا رب، يارب ما يحرمني منك، بحبك. بحبك
مصعب غمزها: طب بقول ايه. يعني بجملة الاستعباط، انا حضنتك وانتي مش دريانة وبوست ايدك، ما تحسبي بوسه حياة ابنك...
عطر شدت ايديها منه وضحكت غصب عنها: ههههههههه. بعينك، انا اصلا ازاي سيرتك تحضني كدة، ياللا. ياللا انا عايزة ارجع اتطمن على مازن وماما عايدة...

مصعب بحزن مصتنع: كدة، وفين ابن ماما عايدة، الغلبان الوحيد، اللي محتاج حضن دافئ وايد حنينة، وبوسة تحيه...
عطر بخجل وغيظ: قوم يا مصعب، قوم ربنا يهديك...
مصعب ضحك: هههههههههه، طيب بصي بقي هنعدي نجيب هدية على زوقك لحذيفة وچوري، علشان انا مصمم تيجي معايا نزورهم...
عطر بقلة حيلة من تصميمه: طيب حاضر. بس ثانية هو انت اصلا عرفت مكاني ازاي.

مصعب ابتسم: حبيبتي ناسية اني عارفك ناعمة ورومانسية، وبتعشقي النيل والبحر، وقولت اكيد مش هتبعدي، وهبدأ من اول الكورنيش. لحد مالاقيكي...
عطر ابتسمت بحب: طيب ياللا بينا...
مصعب: الله، مافيش حتى حبيبي يخليك ليا، حسيت بيا، اي حاجة...
عطر: حبيبي امشي قدامي بدل ما احدفك في النيل...
مصعب غمزها: ههه موافق. بس اخدك في حضني وانط...
في شقة حذيفة...
چوري في حضن حذيفة.

چوري: ذيفو، هو انت هتفضل تحبني على طول، مش هتزهق مني!؟
حذيفة باسها من خصلات شعرها وابتسم: سؤال مش وقته ولا مكانه، ده انتي لسة حالا مخلصة نفسك من تحت ايدي بمعناااه، تقوليلي ازهق، طب يعني خلي حد غيرك يقول كدة، ده انا ماعملتهاش وانا لوحدي وبعيد عنك سنين، هعملها بعد ما اتجوزتك، اعقلي يا قلبي الله يرضي عليكي...

چوري ابتسمت: امممممم. عندك حق، هو يعني بعد كل ده تسبني، ده انا اقيم عليك الحد. وقتها، يمكن اخليك ماتنفعش للجواز بعد كدة...
حذيفة شدها من خدها بغيظ: ااااه منك ومن لسانك ده، اعمل فيه ايه. اقصه...
چوري باست ايده اللي بتقرسها وغمزته: تؤتؤتؤ، اقولك انا تعمل ايه،!
حذيفة ضحك من قلبه: ههههههههههه، اااااه يا قلبي. يارب. هو يا حرماااان، يا انحررراف
. مافيش وسط، دي الواحد يتحملها ازاي، صاررروخ، مش ممكن.

چوري بتحدي قامت. وكتفته وثبتته هي وهو استسلم ليها وابتسم، وقربت منه بمكر.
چوري بهمس: انت مافيش قدامك حل، غير انك تحبني، وتعوضني عن كل مرة كنت بشوفك قصادي وبتمني تاخدني في حضنك...
حذيفة ابتسم وضمها وعكسها هي وبقي هو اللي مكتفها: وانا تحت امرك، مادمتي راضية بجنوني وباللي بعمله فيكي، يبقي اتحملي يا قلب ذيفو، ونكمل سهرتنا للفجر، اوعي تكوني عايزة تنامي ولا حاجة،!؟
چوري بتحدي: لا مش هنام، وهنشوف مين نفسه اطول انا ولا انت. يا ذيفو...
حذيفة قرب من شفايفها وبحماس: ونبدأنا من تاني قصدي عاشر، ليلة جديدة، ووعد يا امه مفس طويل، اقطع نفسك، علشان تتحديني...
في شقة حذيفة
حذيفة وچوري. ومصعب وعطر قاعدين مع بعض، وحذيفة وچوري رحبوا بعطر جداااا. بس طبعااا حذيفة متحفظ كالعادة واصلا مش قابل اي علاقة بين عطر ومصعب حاليا، شايف انه الصح. انهم يبعدوا لحد عدتها ماتخلص، بس مش في ايده يجبرهم على ده...

بس مصعب برغم تحفظ حذيفة وهدوءه، الا انه شايف واحد تاني غير صاحبه، شايفه سعيد ومبسوط، شايف عنيه بتضحك وفيها نظرة غريبة، فيها لمعة تسحر، لمعة حب، لمعة سعادة، لمعة عيون عاشق سعيد، مش شكل ابدااا، واحد حابب ومش طايل. زي ماهو متخيل...

بقي مصعب محتار هو ازاي حذيفة بالحالة دي، معقول غصب چوري.! لا لا هو متأكد ان حذيفة مستحيل يعمل كدة، مهما كان بيحبها، طب حصل ايه، بقي محتار وهيتجنن ويعرف حصل ايه، بس اهم حاجة مفرحاه، ان حذيفة سعيد ومبسوط، ودي حاجة مفرحاه هو لانه عارف حذيفة اتعذب وشاف ايه...

مصعب بمكر: بس ماشاء الله يا شيخ، شكلك جيت على الجواز، هو الجواز بينور الوش كدة، اومال انا كنت زي المشنوق ليه المرة الاولي، املي كله في عطر، تخليني انور كدة زي حالاتك.

كلهم ضحكوا وحذيفة بغيظ: اتلم واحفظ لسانك ده، فاهم، كل شئ بقدر. ثم سيادتك وقتها ماحدش كان ضربك على ايدك، كنت كبير وواعي. ومش مغصوب، وبمزاجك، وكل واحد بياخد نصيبه، وخلاص كل واحد راح لحاله. يبقي تتقي الله وما تذكرهاش غير بالخير. انت يعني ماكنتش معيشها في جنة...

عطر اتحرجت من كلام حذيفة حاست انه مش متقبلها ومش قابل علاقتها بمصعب، وكمان شكت انه متخيل انها سبب طلاق مصعب وايمان، وچوري اخدت بالها من حرج وتوتر عطر...

مصعب بضيق من حذيفة: لا والله على اساس انها كانت من الحور العين! ثم هو انا قولت ايه، انا بتكلم في العموم ماقولتش حاجة تجرحها. بس دي الحقيقة انا مافرحتش ولا كنت سعيد، واللي ايده في المياة مش زي اللي ايده في النار، احمد ربنا انك ماشوفتش اللي انا شوفته...

چوري بتحااول تهون على عطر قامت وبود: اانا هجيب كيك بس انا اللي عملاه، علشانكم مخصوص والله لما حذيفة قالي انكم جاين، ايه رئيك يا عطر تحبي تيجي معايا، وكمان بالمرة افرجك على الشقة، ااانا قولت عطر كدة على طول، معلش مش بحب الالقاب اوعي تكوني بتزعلي...
عطر ابتسمت بحرج وقوامت: لا لا عادي والله، كدة افضل. اانا كمان مش بحب الرسميات، وانتي ماشاء الله مرحة وروحك حلوة، وتقولي اللي يعجبك...

مصعب ابتسم من چوري انها احتوت عطر في موقف زي ده: بصي يا عطر اتعاملي عادي مع چوري، دي عبارة عن حاجة كدة مالهاش حل، حتحبيها اوي اوعدك، هي اصلا كل الناس بتحبها وبتاخد على الناس بسرعة. ان شاء الله هتبقوا اصحاب بسرعة.
حذيفة بغيرة: چوري خدي مدام عطر واتفضلي شوفي هتعملي ايه...

چوري اخدت عطر ودخلت جوا، وحذيفة بعصبية وغيرة: شوف بقي چوري ما تتكلمش عنها كدة تاني ممكن وياريت تنسي انك ممكن تهزر وتحكي معاها علشان انا ممكن اقتلك اسهل. فاهم، كفاية انك صممت وبتتكلم وتخرج مع عطر عادي ولا كأنها لسة في عصمة غيرك، انا مش فاهمك حقيقي، ما تتقي الله يا اخي خالي ربك ييسرلك حالك...

مصعب قام وقعد جنب حذيفة وابتسم بإستفذاذ: بص غيرتك على چوري دي، قديمة وحافظها عادي مش مهم، وعطر بقي يا حبيبي مالكش فيه، هانت عدتها تخلص وهنتجوز، وخروجي معاها مش عمال على بطال، دي اول مرة من وقت طلاقها. والسبب اني اجامل واحد قفل وجبلة زيك، بس عادي مش غريبة عليك هو انت كدة، ربنا جعلك ضميري الحي، الله يهدك...

حذيفة بضيق: انت عارف اني خايف عليك، مش عايزك تعمل لاحرام ولا غلط. كمان مش عايز مخلوق يغلطك، ويتهمك بحاجة وحشة، عطر مش منحك تتعامل معاها. ياعم اتجوزها واعمل اللي يعجبك، لكن دلوقتي لا لا. انا مش عاجبني الوضع ده، ومش هنافقك علشان صاحبي الحق حق...
مصعب اتنهد وبص لحذيفة بخبث: اممممم. طب ما تسيبك مني ومن عطر، وتجيني دوغري كدة، وقولي انت مالك فيك ايه،!
حذيفة عقد حاحبه: مالي! ما انا زي الفل اهو؟

مصعب ابتسم: ايوة ما انا عايز افهم ايه سبب الفل ده، يعني انت يوم فرحك كنت هتموت اصلا وحالتك حال، بسبب انك مش هتتعامل مع چوري، ااييييه بقا، ايييه افهم.
حذيفة ابتسم بهدوء: احمممم. هفهمك كل حاجة، مش هتصدق...
مصعب بفضول: اخلص يا عم ام التشويق ده، هصدق والله بس قول...

حذيفة ضحك على فضوله: هههههههه. هتمووت انت يخربيت الفضول اللي انت فيه، انت ومصيبتي اللي جوا دي، عندكم فضول يهلك، والله، بص بقي چوري اتضح انها...
حذيفة حكي لمصعب اللي حصل بس طبعاااا من غير الدخول في تفاصيل، بس عرفه ان چوري كانت بتحبه هي كمان وخايفة يكون مش بيحبها، وانهم اعترفوا لبعض. وكل حاجة طمنت حذيفة...

مصعب كان مبسوط طبعااا بس مصدوم ومش مصدق. : انت بتتكلم جد!؟ چوري كمان بتحبك! وكانت مستنياك تقولها،!؟ ومعقول. طول السنين دي بتحبوا بعض انتم الاتنين وماحدش فيكم عارف.!؟ سبحان الله...
حذيفة اتنهد. وابتسم: چوري دي كانت حلم، حلم بعيد تخيلت انه عمره ما هيتحقق. واني مجنون علشان حلمت بيه، بس سبحان الملك، حلمي اللي حلمته حلم بيا هو كمان، الحمد لله...

مصعب بسعادة: حبيبي يا شيخ الف مبروك، انت ما تعرفش انا مبسوط ازاي علشانكم. وانت بالذات، اتعذبت كتيير بسببها. واهو ربنا عوضك...

حذيفة ابتسم براحة: عارف يا مصعب. على قد حزني سنين ووجع قلبي عليها وخوفي انها تكون لغيري، وبرغم اني كنت شاب وكان ممكن اضعف وقتها، كمان كان ممكن اتجوز بس علشان يكون في حياتي ست وخلاص، وكمان ارضي امي وابويا، بس كنت كل ما احاول اخد الخطوة دي، ربنا يرجعني عنها، النهاردة عرفت السبب. ربنا كان مقدرلي الافضل والاحسن ليا ولقلبي، ربنا كان شايلي چوري بكل مافيها، زي ما اتكون كانت مكتوبة على اسمي من يوم ما اتولدت، انا بحبها اوي يا مصعب اوي...

مصعب بغيرة: يا اخي كفاية ابوس. ايدك ارحمني شوية، بقي انا قاعد هموووت وهتجنن علشان اتلم على عطر، وكاتم في قلبي. وانت قاعد تغيظني وتحسرني زيادة، انا همووت واحصلك، يارب هون بقي الشهرين دول هنفجر...

حذيفة ضحك: هههههههههه. احسن ماهو لو انت مريح نفسك كنت ارتحت. الا كل شوية قاعد تحب فيها وتسبلها مالازم تبقي مش على بعضك كدة وهتنفجر، اسمع مني وابعد على قد ما تقدر لحد ما تبقي حلالك وابقي اعمل اللي يعجبك، صدقني انا اجمل حب واحلي مشاعر اللي بتكون بينك وبين حبيبتك في الحلال وهي مراتك، انت في غني عن اي ذنب تقدر تتجنبه.

مصعب اتنهد بحيرة: يا حذيفة غصب عني هي وامي وابنها مالهمش غيري. ولازم اسأل عنهم يوميا واشوف احتياجاتهم، بس كمان هي بتوحشني، وببقي عايز اطير من المكتب واعدي عليهم في البيت، حذيفة دي اول مرة احب، انا بجد بحب عطر، بحبها من غير سبب ومش عارف اوقف حبي ليها...
حذيفة بجدية: مصعب. عايز اسألك، لو عطر ما كنتش ظهرت في حياتك كنت هتطلق ايمان بردوا.!؟
مصعب سند راسه وغمض عنيه: حياتي مع ايمان كانت فاشلة، والمقاومة والمحاولة كانت من طرف واحد بس اللي هو انا. هي كانت مستسلمة ومش في دماغها، متخيلة انها ربطتني بآدم. انا ما كنتش بحكيلك ولا عمري حححكيلك تفاصيل، اللي كان بينا، بس يكفي اني اقولك، اني من يوم ما اتجوزتها وانا حسيت اني اتجوزت واحدة تانية غير اللي عرفتها زميلة وخطبتها كمان، مشكلتي اني بكره الكدب، وهي كدبت عليا كتييير من قبل حتى ما نتجوز، وفجأة لقيت نفسي في سجن، اهمال، وروتين، وبرود، في كل الاحوال كان صعب اكمل، بعطر او من غيرها، والاكيد كنت هتجوز عليها. سواء عن حب زي عطر، او واحدة تريحني وتعوضني، واظن ده لا هو عيب ولا حرام، المشكلة ان الستات بتفوق متأخر، والاغرب كمان انهم بيحكلوا الراجل الجزء الاكبر، وبينسوا نفسهم، كل واحدة فاكرة نفسها ملاك، قديسة مش بتغلط، المركب يا حذيفة محتاجة اتنين يحركوا الدفة، ولو واحد اتحمل لوحده هيحاول ويحاول لحد ما هيجي يوم ويتعب. جهده ومقاومته هتقل وهتضيع، انا راجل والمفروض الاقي معايا ست، مش ابقي انا اللي بقوم بدور الراجل والست، هو مين يتحمل ده قولي، لو انت نفسك لقيت چوري اهملتك وخلتك تكره تدخل بيتك، هتفضل تعذر وتدي مبرررات وافرص لحد امتي.! بص يا حذيفة علشان بس ما تشيلش هم ايمان، ايمان ظلمتني وظلمات نفسها. وظلمت آدم...

حذيفة قرب منه وطبطب عليه وابتسم: انا اسف يا مصعب، مش قصدي احكم عليك ولا اضايقك، انا بس مش عايزك تكون ظالم ليها، ويمكن هي ندمت...
مصعب بسخرية: بس يا حذيفة، الكنبة اللي احنا قاعدين عليها دي تنطق وتندم. وايمان بنت فتحية ما تندمش ولا تعترف انها غلطت، دي واحدة دماغها انشف من الحجر الصوان، سيبك انت بس وقولي فرحت الحاج والحاجة!؟
حذيفة ابتسم: ايوة فرحتهم والحمد لله...

مصعب غمزه: بس شكلك حبيت الجواز وحبيت چوري اكتر صح يا خلبوص، ههههههه.
حذيفة بيكتم ضحكته: صحيح مش انا بقي ليا اسم جديد.
مصعب عقد حاجبه: نعم! يعني ايه، مس فاهم...
حذيفة ضحك: مش انا!، انا واخدلي بالك انت من انا دي، الشيخ حذيفة بقي ذيفو، تخيل!؟
مصعب كان مصودم بس فجأة انفجر من الضحك: ههههههههههه، لا لا بتهزر، انت! حذيفة بقي ذيفو، يانههههار الوان، اكيد المجنونة مراتك صح!؟

حذيفة بعصبية: انا بس اللي اقول عليها مجنونة. انت فاهم، وابتسم. ايوة هي، مصيبة قلبي. لا ومصممة.
مصعب بهيام: ااااه. عقبالك يا ابو الصعاب كدة لما تتدلع وتتهنن على ايد الحتة بتاعتك...
حذيفة بغيظ: حتة! يارب رحماك. انت يا ابني كتر معرفتك بالمجرمين والناس الغلط. بقت لغتك سيئة اوي...

مصعب لوي شفايفه بسخرية: امممم. طيب يا محبكها، قصدي اتدلع على ايد ملهمتي وساحرتي. حلو كدة يا عم الشيخ. ماتفكها ربنا يفكها عليك ارحمني، واتنهد بيأس من حذيفة وتحفظاته اللي مش بتخلص، وطلع من جيبه ظرف واداه لحذيفة.
حذيفة اخده منه وعقد حاجبه: ده ايه بقي مش فاهم،!؟
مصعب ابتسم: افتح الظروف وانت تعرف.
حذيفة فتح الظرف واتفاجأ بتذاكر طيران وحجز اوتيل في دهب.
حذيفة ابتسم: ايه كل ده بس! دول علشانا...

مصعب ابتسم بود: طبعااا يا حبيبي انا من قبل ما اعرف ان ربنا جمع بينكم على خير، حجزتلكم اسبوع في دهب، قولت المكان هادي ورايق. وتبقوا براحتكم بعيد عن ابوك وامك، ويمكن تقربوا من بعض هناك، بس بنا انكم قربتم وخربتوها، يبقي جات في الجون سافر اسبوع عسل يا عم الشيخ واتمتع...
حذيفة بسعادة: ربنا يخليك ليا يا مصعب، كتير بجد، بس قولي اشمعن دهب!

مصعب: ابدااااا فنادق دهب هادية ومش اي حد بيسافر هناك، كمان وراك الجبل وقصادك البحر وحاجة كدة هلاااااك...
حذيفة بقلق: ايوة بس معظمها اجانب ومايهوات بقي واخر ذنوب، ربنا يستر...
مصعب بغيظ: يا اخي ارحم امي، ما تزل بعد الفجر بالليل مش هتشوف حد، بس يعني نحرم على نفسنا نعم ربنا علشان غيرنا. يعني هما يتمتعوا واحنا لا. فكها. فكها علشان البت ما تكفش منك...

حذيفة ابتسم بإستفذاذ: تطفش من مين يا تعبان انت، ده انا حذيفة. قصدي ذيفو، هههههههه
مصعب: ههههههههه. عندك حق، كله الا ذيفو دي حكاية...
حذيفة: بس تعرف انت ابن حلال انا اصلا كنت لسة هحجزلها اسبوع او اتنين. بس في سهل حشيش...
مصعب بسخرية: بقي مش عجبك دهب، وعايز تروح سهل حشيش، عرفت الحشيش يا شيخ، ودي بقي ما فهاش مايوه ولا بيكيني، ايه بيحجوا هناك.!؟

حذيفة ضربه في كتفه بغيظ: لا يا ابو الظرف انت، بس معظمم مصرين مش اجانب...
مصعب ضحك: هه‍هههه. يا عيني عليك هو انت مش عايش في الدنيا، ياعم انت المصرين حاليا زي الاجانب واللعن. يعني بيكيني ودنيا بايظة عادي، بص اي مكان هيبقي فيه كدة، انت بقي اختار الوقت اللي يناسبك وانزل فيه المهم تفسح الغلبانة اللي جوا دي...
حذيفة اتنهد بحب: ربنا يقدرني واسعدها واخليها دايما مبسوطة.
مصعب بهدوء: .

عارف يا حذيفة انت من اكبر النعم اللي ربنا بعتهالي من زمان، انت صاحب واخ، وسند، وواعظ لضميري دايما، بتفوقني، ربنا يسعدك يارب...

حذيفة ابتسم: مصعب القلوب ربنا بيألفها بقدر، والصحاب كتيير والناس اكتر، بس مين يستاهل يكون صاحب بجد، صاحب يسندك، يعذرك، يفوقك وقت الغلط، صاحب يحبك زي ما انت بمميزاتك، بعيوبك، بعصبيتك، بمشاغلك، صاحب مايتخلاش عنك، صاحب يبنيك مش يهدك، الصحاب دنيا وعالم كبيير، الصاحب اللي يبقي في ظهرك سند، مش شوكة كل ما تيجي عليه حتى لو بالغلط، يجرحك، شوكة تغرز في ظهرك وتوجعك، الصاحب مش اي حد يكون صاحب. الصاحب زيك كدة...

مصعب بص على چوري وعطر بترقب: هو لو حضنتك دلوقتي المحنونة مراتك دي تغير ولا حاجة،!؟
حذيفة شده وحضنه وضحك: هههههه. انت بالذات ما تستأذنش...
مصعب حضنه وابتسم براحة: ربنا مايحرمنا من بعض ابداااا...
في المطبخ چوري خلصت كل حاجة وشايفة عطر بتساعدها وشكلها ساكت وحزين.
چوري بمشاكسة: امممم. قوليلي بجد. عجبتك الشقة!؟
عطر ابتسمت: طبعااا تجنن. تسلم ايدك، ربنا يسعدك فيها ونشوف النونو اللي ينورهالكم عن قريب.

چوري برجاء: يااااارب يسمع منك.
عطر: اممممم. غريبة كل البنات في سنك بتبقي مقلقة من الحمل بدري خصوصا انتي بتدرسي. بس انتي فرحانة، كدة ومتحمسة
چوري اتنهدت بحب: اللي تحب زوجها زي ما انا بحب حذيفة. تتمني تخلف منه بدل الطفل عشرة، وكمان يبقوا كلهم شبهوه...
عطر بسعادة: ماشاء الله، ربنا يخليكم لبعض...

چوري قربت من عطر: بس انتي شكلك مش مرتاحة، هو انت لسة مكسوفه مني، من وقت ماجيتي مع مصعب وانتي قاعدة ساكتة، انا قولتلك مش بحب الالقاب ولا التكتيفة دي، خالينا نبقي صحاب. ينفع.!؟
عطر بصتلها بفرحة: طببعااا ينفع، انتي حد جميل اوي ويتحب، بس ااانا بس كنت محرجة من الشيخ حذيفة حساه مش متقبلني.

چوري بنفي: لا لا والله ابداااا. بصي هفهمك حذيفة بس شوية مش بيحب الغلط ولا التهاون في اي ذنب، فهو يعني تلاقيه محبكها شوية، بس والله مافيه احن ولا اطيب منه، ده بلسم...
عطر بصتلها وضحكت: هههههههه. يا سلام على الحب، ايه الحب ده كله بس.

چوري: ههههههههه. ده لو فيه فوف الحب حب، هحبه، ياللا بقي هاتي الصنية دي وتعالي معايا نخرجلهم، ونرجع ناخد نصيبنا احنا وندخل جوا ونقعد نحكي بقي وتحكي لبعض كل حاجة، عايزة اعرف عنك كل شئ ياللا بسرعة.

عطر بسعادة وراحة لچوري، قلبها انفتح ليها ماحستش معاها بغربة ولا زهق، ابتسمت وساعدتها وخرجوا لحذيفة ومصعب وبعد كدة رجعوا تاني وكملوا قعدتهم وكلامهم، واتعرفوا على بعض، وكل واحدة حكت حكايتها مع حبيبها ومعانتها معاه وقبله، ودنيتها اللي ضحكت ليها بعده وبعد ما بقت ليه
خلصت الزيارة ومشي مصعب وعطر، وحذيفة قاعد في سريره وماسك فونه بيقلب فيه.
چوري كانت بتاخد شاور وخرجت وواقفة تنشف شعرها، وهو عنيه عليها في المرايا، وابتسموا لبعض، حذيفة. قام بهدوء وقرب منها وضمها وباسها من رقبتها برقة وعنيه عليها في المرايا.
حذيفة: امممم. ريحتك وطعمك يجننوا، انتي عارفة انك هتتاكلي دلوقتي!؟
چوري ابتسمت وضمت ايده اللي محوطاها وهزت راسها: اهاه. عارفة، بس انت كمان هتتاكل يا قلبي...

حذيفة ابتسم اكتر ولفها ليه وايده بتتتخلل في خصلاتها اللي لسة المياه واثارها عليها...
حذيفة: وبعدين هو انت كل شوية تقلديني كدة،! بس انا بفكرك ما تتدنيش، انتي خسرتي اخر مرة وانا اللي كسبت واقطعت نفسك صح...
چوري بغضب مصتنع: يووووه. بقي. لا انت غشاش. غشتني وضحكت عليا...
حذيفة ضحك على ملامحها: هههههههه، لا بجد، بأمارة لما نمتي على نفسك وانتي في حضني صح، اعترفي بقي بالخسارة يا مصيبة...

چوري مسكته من خدودوه وقرصته: اعمل فيك ايه، ما انت تعبتني، وهديت حيلي، كنت بتنتقم مني، انت. بقيت منحرف يا شيخ...
حذيفة ضغط على شفايفه بسعادة وشالها برقة واخدها ونام بيها في حضنه: ما هو لما الشيخ يتجوز چوري يبقي لازم ينحرف، بس اظن انحراااف حلال يا قلبي ولا ايه!؟
چوري بنعومة وهمس: چوري حبت الشيخ وبس، وانحرافه ده، مش بسببهاا، هو اصلا منحرف بس كان مخبي...

حذيفة رفع حاجبه بدهشة: امممممم. كدة، طيب يا ست المنحرفة بجملة. الانحراف بقي، ليكي عندي مفاجأة...
چوري بحماس: هاه. مفاجأة ايه قول بسرعة...
حذيفة ابتسم: مصعب حجزلنا اسبوع في دهب، وانا كنت حاجز اسبوع في سهل حشيش، فكدة العروسة الحلوة هتقضي شهر عسل ماحصلش...
چوري قامت وقفت على السرير بسعادة وبتطنطت، : لا لا بجد بجد. هنسافر شهر عسسل، ودهب وسهل حشيش، حبيبي انا ربنا يخليك ليا...

حذيفة بصلها وضحك على جنانها وشدها من ايديها وقعدها: استني بس لسة المفاجأة جاية...
چوري قعدت بفضول: يا لههههوي لسة تاني ايه بقي!؟
حذيفة قربها منه بحنان: انا قبل سهل حشيش، وقبل فرحنا، كنت حاجز عمرة ليا وليكي ولامي وابويا معانا، كنت عايز اول ايامي معاكي تكون هناك، وادعي ربنا وانا خالي من ذنوبي هناك، ان ربنا يحنن قلبك وتحبيني وتقبليني زوجك دنيا واخرة...

چوري دمعت. ووقفت تاني بسعادة: لا لا كدة لازم اصرخ واقول بحبببببببببببببك، بححححبك يا حذيفة بحبببك اوي...
حذيفة بصلها بخبث وابتسم لما لقي رباط البرنس اتفتح. شده بهدوء، وچوري ابتسمت...
چوري بهمس: ذيفو...
حذيفة بلاا مبلاه: اهاه...
چوري: انت قليل الادب على فكرة...

حذيفة ابتسم وشد البرنس كله وشدها هي كمان ووقعت في حضنه: امممم، هو انا بدأت اصدق كدة، بس لازم اعرفك ان اللقب ده ليه اصول، وانا هشرحهالك بالتفصيل يا روحي...
چوري ضحكت: اااااه يا نااااس، يانااااس تعالوا شوفوا حذيفة بيعمل فيا ايه، اااااه منك انت وبتقولي يا مصيبة حياتي، اومال انت ايه، ده انت اللي كارثة كبيرة...
حذيفة اخد شفايفها بحنان وهمس: انا اكبر كوارثي.

ومواهبي، هي حبي ليكي، حبي ليكي اللي بيزيد كل يوم، وبيكبر، حبي ليكي اللي عمره ما هيقل، چوري انا عايز اكون ليكي كل اللي بتتمنيه، بس اوعديني وم ما تتمني حاجة، اوعي تسكتي، تعالي في حضني واتمني وانا البيلك في الحال مل اللي تطلبيه...

چوري باسته بنعومة: انا بتمني افضل جنبك ومعاك لوحدي، لو اتخيرت بينك وبين الناس كلها هختارك انت، نفسي اعيش معاك في مكان لوحدنا، لا حد يسمعنا ولا يشوفنا، حذيفة انت العالم بتاعي، عالم فتحت وكبرت فيه، ومش عايزة اشوف غيره.
حذيفة قفل النور ودفن نفسه في حضنها: والعالم ده فاتح بابه ليكي، وعلشانك، ادخليه واياكي تخرجي منه تاني ابدااااا.

حذيفة وچوري فعلا سافروا دهب، وقضوا اجمل ايام هناك، اجمل ايام حب وسعادة وعسسل كمان، وفي يوم على البحر وقت شروق الشمس، چوري واقفة قصاد البحر وحذيفة وراها حاضنها بيتفرجوا على شروق الشمس...
حذيفة ابتسم وبهمس: ، اااه يا فاتنة خجلت الشمس من طلتها...
اااه من عيناكي المهلكة. فقد غضب البحر وغار من من نظرتها.
چوري ابتسمت بسعادة ولفت ليه وبصت في عنيه: دي انا!؟
حذيفة ابتسم وكمل وعنيه في عنيها...

ااااه منك يا ماكرة، تسألين! وتتعجبين!
اولم تنظري يوما في مرأة الحسن.! اولم يغير منك النساء حقدااا، وحسدااا.!
انتي اعلم الناس بسحرك يا ساحرة قلبي، فوربي لولا الخوف منه لكنت سرقت نظر كل ناظرااا اليكي، لكنت قتلت كل رجال الكون غيرة وخوف عليكي...
چوري دمعت، وهو كمل ومسح دموعها. وابتسم...

عيناكي يا فاتنتي لا تبكي كبكاء سائر الخلق، عيناكي تتلاألأ بلألئ لؤلؤ. تفيض منها تنير وجنتيكي، عيناكي في فرحها تنير دنياي، تنير ليلي وظلمتي...
ااااه من عشقاا مزق قلبي اربااا. ودق له قلبي دقاااا، اااه من حبك، حبك الذي بعث الفؤاد من مماته، احياه من ثباته، فلقت قتلته يوما في مهده. ليكي لا ينبض لسواكي...
چوري اتعلقت في رقبته وضمته وبكت، : كل ده انا! ااانا بحبك اوي. اوي.

حذيفة ضمها ورفعها بخفة ودفنها في حضنه: . كل يوم هسمعك قصيدة، كل ليلة ههمس لشفايفك خاطرة، كل لحظة لازم اعترفلك بحبي وجنوني، ولو فضلت كدة لاخر يوم في عمري مش هخلص حبي ولا انهي عشقي، بحبك يا فاتنة القلب، بحبك...
چوري خرجت من حضنه وهمست في ودنه: انا عايزة ارجع الاوتيل حااالا...
حذيفة ابتسم: تؤتؤتؤ. مش قبل ما چوري قلبي تنزل البحر، مش كنتي عايزة كدة...

چوري بدهشة: ببس. ببس انت عمرك ماعملتها مهما سافرنا زمان، هنزل دلوقتي.!؟
حذيفة بص حاوليه: انتي شايفة حد، هتنزلي وتخرجي وماحدش هيشوفك...
چوري فضلت تلف حاوولين نفسها بفرحة: بحبك، بحبك، بحححححبك.
حذيفة ضحك وضمها تاني: طب اسكتي هتصحي الناس، خاليهم نايمن لحد ما تخرجي من المياه...
چوري: بس تاخد بالك مني، انت عارف مش بعرف اعوم...
حذيفة غمزها: انتي بس خاليكي في حضني ومتعلقة بيا، وانتي هتبقي تمام...

چوري غمزته: انت بقيت شقي وانا فاهماك، بس وماله، اهو اديني بسدد ثمن تعليم العوم...
حذيفة ضمها لحضنه وبوعيد: تؤتؤتؤ. لا يا عيوني، ثمن تعليمك العوم ده هخده كامل لما نرجع الاوضة، انا ماحدش يكروتني. فاهمة...
چوري بتمثيل: تؤتؤ كدة بردوا.! انا بتاعة كروتة، طب ده انا اكتر حد بيراعي ضميره المهني والله.
حذيفة قلع هدومه وقرب منها و ابتسم وشالها ونزل بيها المياه، : تعالي يا مصيبتي هغرقك النهاردة.

چوري اتعلقت في رقبته: غرقني. ما انا متعودة على بحرك وموجه...

الحب ما لهوش نهاية والسعادة مالهاش آخر. وفضل العاشقين يعشوا ويستمتعوا بحنان القدر عليهم، ورجعوا من اجازتهم وجهزوا نفسهم للسفر للعمرة وفعلا سافروا كلهم، وكانت دي اجمل ايام عسلهم وجوازهم، كل يوم حبهم بيقوي ويكبر. كل يوم بيعدي اجمل واحلي، مرت الايام ورجعوا ورجعت چوري تنتظم في دراستها وتعوض اللي فاتها، وحذيفة كان بيساعدها، ودايما سند ليها ولمستقباها، مرت شهور في هدوء تام من اي منغصات، وفي جنون كبيير في الحب والهوا اللي بيعصف حياتهم.
. وايامهم، وزي ما بتمر عليهم الايام بتمر على غيرهم، وخلصت عدة عطر، ومصعب كان خلاص تحمله بقي في النهاية، بس حلمه قرب وقرب، وحدد هو وعطر معاد جوازهم، بس هيعدي كل ده بسلام،!
طيب كل المكائد والمصائب هتفضل في سكون!؟
طيب كل قلب خاين وعقل غادر هيسيب قلوب مسالمة تحب وتعشق من غير اذي،!؟
هنعرف كل ده في وقته...
في كلية چوري خلصت محاضراتها وخرجت وكان حذيفة مستنيها برا، شافته وركبت معاه.
حذيفة قلبه بيبقي في صراع وقلق طول ما هي غايبة عن عنيه، وبيهدأ ويرتاح اول ما عيونه تشوفها وتحضنها قبل ايديه، ركبت جنبه ابتسم وضم ايديها وباسها بحنان.
حذيفة بحب: وحششتتيتني يا فاتنتي...
چوري ابتسمت بغرور: اكيد طبعااا لازم اوحشك.

حذيفة ضحك: هههههههه. بلاش غرور يا مغرورة، حبي ليكي رزق من ربك. واحمديه عليه فاهمة يا مصيبتي انتي.
چوري ابتسمت: طبعااا بحمد ربنا دايما، بس يعني هي اللي تتجوز راجل زيك ويحبها كدة، مش من حقها تتغر، ده انا لو عليا امشي بتسجلياااتك واسمعها للناس كلها واقولهم شوفوا حبيبي بيحبني ازاي.
حذيفة ضحك بقوة: هههههههه. اااه يا مجنونة عايزة تفضحيني، لهو انتي بتسجليلي كمان،! يخربيت جنانك يا شيخة...

چوري بهمس: لما نرجع البيت هسمعك يا قلبي. كل ليلة بتسمعني شعرك. او خاطرة منك، بسجلها وانت بتقولها، وطول ما انت بعيد عني سواء وانا في الجامعة او في البيت وانت في الورشة، بسمعهم وبمتع سمعي بصوتك وحنيتك...
حذيفة ابتسم واتنهد براحة وغمزها: طب سجلي يا مصيبة قلبي.
چوري ضحكت وعرفت انها هتطير بين السحاب بعد ثواني. وبدأت تسجل.
حذيفة بهمس وحنان: . ااااه من شفتين تسكرني بهمسها...

ااه من لحن صوت يطربني من غير عزف...
اااه منكي ومن عشقك، يا مالكة القلب، فأنتي مجرمة عشق...
فتنتي راهبا خاصم الهوا عمرا، وجافا العشق دهرا...
وجأتي انتي ايقظتي نااار محرقة، تأكل القلب من غير رحمة، ولا هوان...
نااارك يا مهلكة ليست كأي ناااار، نااارك محببة الي. ك ماء عطر باردة تثلچ القلب وتشفي روح حائرة.

چوري بتسمعه وهي بتتنهد بهيام وبتسجله بإهتمام، حذيفة شايفها مبسوطة وهيمانة، ابتسم وكمل سواقة وهو لسة قلبه بيقول ويبوح بهواه...
كم ليلة اغمضت جفن جفاه النوم، من خوف حرمانك، كم ليلة حكيت لنجم في السماء لوعتي، واشفق على النجم وبكي.
كم دمعة خرجت في ليلا كاحلا وصمت قاتلا، جرحت قلبا قبل خدااا متألما...

ااااه يا فاتنة القلب لو احكي لكي، عمرااا. و دهرااا عن عنين سهرت شوقا وحباااا اليكي، لتعجبتي من هول الحكي والالم. وصبري على هجرك لقلبي المتألم.
چوري قربت من وحضنت دراعه بسعادة وسندت راسها عليه، : اااااه يا ذيفو، ده كتيير عليا اوي. اوي
حذيفة ابتسم وحاوطها بيحنان وضمها برفق وباسها من جبينها: اتظنين شعري ونثري مجازاااا. مبالغااا،!

لا فا وربي ما بالغت في هواكي متعمدااا. فقد رزقت حبك من اله عادلا، لا يظلم عاشقا. ولا يهين مبتلي بحب طاهرااا، بل اذاقني ناارك وبعدااا موحشاا، لحمده على جنتك وقربا حالما...
احبك، احبك يا فاتنة، بقلب طفلة ناعمة، في الود الطف من نسيم دافئ...

وفي العشق محاربااا مغاورة. تهجم على قلبي الضعيف فتهزمه، وانا اتبسم عجباا وحبااا ورضااا. بحبيبة وعاشقة مجنونة بعشقها، فأنتي ودون سواكي يحق لها ان تفعل بقلبي مايحلو لها، فهو بين يديكي مستسلما، وما يرضيكي فيه فلتفعلي...
چوري غمضت عنيها بسعادة وضمته اكتر: اااااه، اااه منك انت، قولتي هطيرك وفعلا طيرتني، حذيفة انت عمرك ما قولتلي انك بتكتب خواطر، بجد كل ده كتبته علشاني...

حذيفة اتنهد وابتسم اكتر. بحنين: طول عمري بحب الشعر ودي كانت هوايتي الخفية، بحب اكتبه واسمعه بكل انواعه، حتى الشعر العامي...

بس بدأت اكتب خواطر حقيقية من وقت ما قلبي دقلك وحبيتك، عارفة. اول ما نرجع البيت هوريكي الاچندة اللي بكتب فيها، او بمعني اصح الاجندات، لان هما تقريبا 3. هتقلاقي عمري كله فيهم، الاول كنت بكتب عندك وعن حكايتي معاكي من يوم ما اتولدتي على ايدي، كنت بكتب وبحكي حكاية طفلة بريئة بكل تفاصيلنا سوا، كل خاطرة وليها مناسبة، خاطرة تعجبي من القدر اللي جمعنا سوا، خاطرة اول ضحكة ضحكتهالي، خاطرة اول خطوة رجلك خطتها على الارض. وقتها حسيت انك بتخطي على قلبي، خاطرة اول كلمة نطقتها شفايفك، وكانت اسمي، ايوة كان مكسر ومش كامل، بس كنت انا اول حروف ينطقها لسانك، وكل مناسبة وكل مرحلة في حياتك ليها هاطرة ووصف، چوري انا. كنت بحبك بجنون ومن غير سبب ولا هدف، عمري ما كنت اتخيل اني احبك في يوم حب حبيب وعاشق، ويوم ماحسيت ده، اتأكدت ان انا اما محظوظ او هالك، يا ابقي قد اللي ربنا ابتلاني بيه والاختبار الصعب ده، يا اضعف واذل وابقي مجرد منافق بيظهر للناس غير اللي بينه وبين ربه، انا عمري ما بطلت الوم نفسي على حبي ليكي، عمري ما عدي عليا يوم من غير ما احارب نفسي وعيوني علشان ما ابصش عليكي، بس الحمد لله. ربي كان رحيما ورفيقا بيي، واانهي مرحلة عذابي وتعبي، وعوضني عن حرماني منك سنين، خوف منه وحبا ليه...

چوري قامت من حضنه وهي بتمسح دموها وابتسمت: عارف يا حذيفة، انت مش مجرد واحد حب وعشق وبقي زوجي وانا حبيته وعشقته وبقيت زوجته، لا، انت ملك، ملك في دنيا مش دنيتنا، عالم مش موجود في الوجود، ملك بقلب وروح مش زي قلوب وروح البشر، انا قولتهالك قبل كدة يا حذيفة، انت بقيت دنتي وحياتي، واستكفيت بيك عن العالم كله، ويارب، يارب اكون ليك زي ما بتتمني وتحلم...

حذيفة باس باطن ايديها برقة وابتسم: انتي احلي واكبر واجمل ماكنت بتمني، واحلم، انتي ناسية انتي عملتي فيا ايه. ده مواااهب مدفونة ظهرت ايكي وعلشانك...
چوري غمزته: طب احنا خلاص وصلنا، ايه بقي.!
حذيفة بتضنع الغباء: ايه! مش فاهم.!
چوري بدلع انثوي: يعني، انت بتشتغل من الصبح. واكيد تعبت ومحتاج تطلع معايا الشقة، تاخد حمام وتاكل وتريح شوية. ايه مش كدة ولا ايه!؟

حذيفة بيكتم ضحته ومتعمد يعصبها: اممممم. لا مش هينفع، عندي شغل كتيير لازم يتسلم، انا هطلعك وافضل تحت اخلص شغلي، وبالليل ربنا يحلها. الا لو كنتي عايزاني في حاجة مستعجلة، قولي وانا سامعك
چوري بغيظ منه ضربته في كتفه: لا شكراااا. وفر سمعك للزباين بتوعك، انا طالعة لوحدي، وابقي خالي الشغل والورشة ينفعوك، ونزلت ودخلت العمارة. متعصبة.

حذيفة ضحك على غضبها وجنانها ونزل بسرعة ودخل وراها، وقفل البوابة وراه. وقبل ما تطلع السلم شدها لحضنه واخدها بعيد عن المدخل والنور وبعد بيها للضلمة وسندها على الجدار برفق.
حذيفة رفع نقابها وابتسم بمكر: تؤتؤتؤ، ايه كل العصبية دي، معقول وحشتك اوي كدة، ومش متحملة بعدي لحد بالليل!؟

چوري بغيظ: لا ولا وحشتني ولا حاجة، ولا عايزة اكلمك اصلا، انت شكلك كنت بتضحك عليا. انت مش بتحبني، ومن اولها اهو مابقلناش كام شهر جواز وانت زهقت مني اهو...
حذيفة قرب منها اكتر ومال عليها وباسها من خدها بحنان: تفتكري انك مصدقة نفسك!؟، يعني مصدقة اني زهقت منك!؟
چوري بتحاول تداري ابتسامتها من حنيته وقربه ولمسة شفايفه، : اااه مصدقة نفسي، وانت اللي بتثبتلي...
حذيفة ابتسم اكتر وباسها برقة من شفايفها وبعد عنها: هاه لسة مصدقة نفسك!؟
چوري ابتسمت: اهاه. لسة.
حذيفة قرب تاني وباسها تاني واكتر من الاولي، وبعد عنها: هااه. لسة مصدقه،!؟
چوري بصتله بمكر وهزت راسها: اهاه، لسة، ولعلمك مهما تعمل مش هغير رأي، انت خلاص زهقت واستكفيت بالكام شهر اللي فاته...

حذيفة عارف انها بتتحداه، بص كويس يتأكد ان ماحدش شايفهم، وضمها لحضنه بجنون واخد شفايفها وسافر لبعيييد، لدنيا تانية نسي نفسه هو وهي فيها، ومافيش حاجة فوقتهم غير صوت والده بيفتح باب العمارة وطالع...
حذيفة بعد عن شفايفها وهمس ليها تسكت خالص، وچوري كتمت ضحكتها وهزت راسها.
والده طلع بخطوات بطيئة، وسمعه بيكلم والدته.
بلال: هو خذيفة طلع يا حاجة،!؟
فريدة: لا ماجاش انا واقفة اصلا مستنياهم لسة ماطلعوش...

بلال: غريبة، انا شوفته بيركن الغربية ودخل هو وچوري قصاد عنيا، راحوا فين بس!؟
فريدة بحيرة: وانا كمان والله شوفتهم وانا في البلكونة، وكنت مستنياهم علشان يغيروا هدومهم بسرعة علشان الغذاء جاهز، بسم الله ايه، اتبخروا،!؟
چوري بتكتم ضحكتها بس صوتها هيسمع وحذيفة محرج منهم. كتم نفسها بإيده وبهمس: شششش. هتفضحينا يا مصيبة انتي اسكتي...

چوري بتضحك وشالت ايده وبصوت هادي: اييه بس، خايف ليه، والله انا مراتك يا شيخ.
حذيفة بغيظ منها: عارف يا ختي والله، بس لو عرفوا اننا هنا شكلي هيبقي وحش، مالناش بيت يلمنا يعني، بس هقول ايه، مجنونة وجننتيني معاكي...

چوري ضحكت تاني وصوتها على شوية حذيفة ضحك من جنانها وكتم ضحكتها بس المرة دي مش ايده اللي كتمت انفاسها، لا كانت شفايفه وبرغم انه بيسكتها علشان ماتفضحهوش، بس هدي وكمل من تاني اكنه نسي هو اصلا كان بيعاقب شفايفها ليه، وهي كمان اتعلقت فيه اكتر، وبعد شوية بعد عنها وبصلها برغبة قوية: متهيألي كدة انك مش هتقتنعي بسهولة، وانا لازم اغيرك فكرتك...

ونزل نقابها بسرعة وشالها وطلع بيها. وهي دفنت وشها في حضنه. وبهمس...
چوري: والشغل، والورشة، وماما وبابا...
حذيفة همس في ودنها: الشغل يتفلق، ويتأجل، لكن مصيبة حياتي ما تشككش في حبي ابداااا. وامي وابويا انا هظبطم، انتي بس اسكتي خااالص...
چوري اتعلقت بيه اكتر واكتر. وطلع بيها السلم ووصل عند باب شقتهم، وامه خرجت من شقتها وبقلق: خير يا ابني مالها چوري شايلها ليه كدة. هي تعبانة...

چوري بتمثيل وصدق في نفس الوقت: ااااااااه يا مامتي تعباانة اوي...
فريدة بحنان: حبيبية امك الف سلامة، تحبي اعملك حاجة طيب، قوليلي مالك ايه اللي بيوجعك...
چوري ببهدوء سندت راسها على صدره اكتر وبتعب: قولها يا حذيفة ايه اللي بيوجعني...
حذيفة بصلها بصدمة، ومستغرب من اتقانها في الاقناع، لا وكمان بتحرجه هو.
حذيفة بحرج: اييه. احممم، وبغيظ منها، اااه يا امي هي بس دماغها تعباانة شوية...

چوري كتمت ضحكتها وعارفة انه يقصد انها مجنونة ومتهورة، لانه مش عايز يكدب...
چوري بغيظ منه ضربته في كتفه: لا شكراااا. وفر سمعك للزباين بتوعك، انا طالعة لوحدي، وابقي خالي الشغل والورشة ينفعوك، ونزلت ودخلت العمارة. متعصبة.
حذيفة ضحك على غضبها وجنانها ونزل بسرعة ودخل وراها، وقفل البوابة وراه. وقبل ما تطلع السلم شدها لحضنه واخدها بعيد عن المدخل والنور وبعد بيها للضلمة وسندها على الجدار برفق.

حذيفة رفع نقابها وابتسم بمكر: تؤتؤتؤ، ايه كل العصبية دي، معقول وحشتك اوي كدة، ومش متحملة بعدي لحد بالليل!؟
چوري بغيظ: لا ولا وحشتني ولا حاجة، ولا عايزة اكلمك اصلا، انت شكلك كنت بتضحك عليا. انت مش بتحبني، ومن اولها اهو مابقلناش كام شهر جواز وانت زهقت مني اهو...
حذيفة قرب منها اكتر ومال عليها وباسها من خدها بحنان: تفتكري انك مصدقة نفسك!؟، يعني مصدقة اني زهقت منك!؟

چوري بتحاول تداري ابتسامتها من حنيته وقربه ولمسة شفايفه، : اااه مصدقة نفسي، وانت اللي بتثبتلي...
حذيفة ابتسم اكتر وباسها برقة من شفايفها وبعد عنها: هاه لسة مصدقة نفسك!؟
چوري ابتسمت: اهاه. لسة.
حذيفة قرب تاني وباسها تاني واكتر من الاولي، وبعد عنها: هااه. لسة مصدقه،!؟
چوري بصتله بمكر وهزت راسها: اهاه، لسة، ولعلمك مهما تعمل مش هغير رأي، انت خلاص زهقت واستكفيت بالكام شهر اللي فاته...

حذيفة عارف انها بتتحداه، بص كويس يتأكد ان ماحدش شايفهم، وضمها لحضنه بجنون واخد شفايفها وسافر لبعيييد، لدنيا تانية نسي نفسه هو وهي فيها، ومافيش حاجة فوقتهم غير صوت والده بيفتح باب العمارة وطالع...
حذيفة بعد عن شفايفها وهمس ليها تسكت خالص، وچوري كتمت ضحكتها وهزت راسها.
والده طلع بخطوات بطيئة، وسمعه بيكلم والدته.
بلال: هو خذيفة طلع يا حاجة،!؟
فريدة: لا ماجاش انا واقفة اصلا مستنياهم لسة ماطلعوش...

بلال: غريبة، انا شوفته بيركن الغربية ودخل هو وچوري قصاد عنيا، راحوا فين بس!؟
فريدة بحيرة: وانا كمان والله شوفتهم وانا في البلكونة، وكنت مستنياهم علشان يغيروا هدومهم بسرعة علشان الغذاء جاهز، بسم الله ايه، اتبخروا،!؟
چوري بتكتم ضحكتها بس صوتها هيسمع وحذيفة محرج منهم. كتم نفسها بإيده وبهمس: شششش. هتفضحينا يا مصيبة انتي اسكتي...

چوري بتضحك وشالت ايده وبصوت هادي: اييه بس، خايف ليه، والله انا مراتك يا شيخ.
حذيفة بغيظ منها: عارف يا ختي والله، بس لو عرفوا اننا هنا شكلي هيبقي وحش، مالناش بيت يلمنا يعني، بس هقول ايه، مجنونة وجننتيني معاكي...

چوري ضحكت تاني وصوتها على شوية حذيفة ضحك من جنانها وكتم ضحكتها بس المرة دي مش ايده اللي كتمت انفاسها، لا كانت شفايفه وبرغم انه بيسكتها علشان ماتفضحهوش، بس هدي وكمل من تاني اكنه نسي هو اصلا كان بيعاقب شفايفها ليه، وهي كمان اتعلقت فيه اكتر، وبعد شوية بعد عنها وبصلها برغبة قوية: متهيألي كدة انك مش هتقتنعي بسهولة، وانا لازم اغيرك فكرتك...

ونزل نقابها بسرعة وشالها وطلع بيها. وهي دفنت وشها في حضنه. وبهمس...
چوري: والشغل، والورشة، وماما وبابا...
حذيفة همس في ودنها: الشغل يتفلق، ويتأجل، لكن مصيبة حياتي ما تشككش في حبي ابداااا. وامي وابويا انا هظبطم، انتي بس اسكتي خااالص...
چوري اتعلقت بيه اكتر واكتر. وطلع بيها السلم ووصل عند باب شقتهم، وامه خرجت من شقتها وبقلق: خير يا ابني مالها چوري شايلها ليه كدة. هي تعبانة...

چوري بتمثيل وصدق في نفس الوقت: ااااااااه يا مامتي تعباانة اوي...
فريدة بحنان: حبيبية امك الف سلامة، تحبي اعملك حاجة طيب، قوليلي مالك ايه اللي بيوجعك...
چوري ببهدوء سندت راسها على صدره اكتر وبتعب: قولها يا حذيفة ايه اللي بيوجعني...
حذيفة بصلها بصدمة، ومستغرب من اتقانها في الاقناع، لا وكمان بتحرجه هو.
حذيفة بحرج: اييه. احممم، وبغيظ منها، اااه يا امي هي بس دماغها تعباانة شوية...

چوري كتمت ضحكتها وعارفة انه يقصد انها مجنونة ومتهورة، لانه مش عايز يكدب...
فريدة بقلق: سلامتك يا نور عيني، طب ياللا دخلها ترتاح وانا هجبلكم الاكل عندكم، مش لازم تيجوا جوا...
حذيفة: لا يا امي ماتتعبيش نفسك. احنا هنبقي نيجي ناكل عندك.
چوري ابتسمت بحب: بس يا مامتي بجد كفاية تتعبي نفسك كل يوم على كدة، احنا متقلين عليكي اوي. ما تشليش همنا، انا هبقي اظبط وقتي واجهز اكل لينا.
فريدة ضحكت: لا والله. ومن امتي الاحساس ده. ما طول عمري بعملك اكلك، واجهزلك كل حاجة، ثم ما لكيش دعوة بيا ولا بتعبي، ركزي انتي بس في مذاكرتك، وغمزتها وكمان كفاية عليكي الشيخ ودلع الشيخ، ويا ستي لما تخلصي امتحاناتك. ابقي انتي اللي اعملي كل حاجة زي العادة في الاجازة، خلاص.

حذيفة ابتسم: والله انتي يا ست الكل مافيه منك، ربنا يخليكي لينا، عن اذنك بقي ادخل الهانم اللي عجبتها الشيلة دي ومريحة وانا ظهري وجعني...
چوري بعصبية: قصدك ايه. ان انا تقيلة. لا بقولك ايه انا ريشة انت فاهم.
فريدة ابتسمت: ههههه. روح. روح يا ابني دخلها جوا، ربنا يقويك على مابلاك...
حذيفة ضحك: هههههههه. ااااه يا امي دي متعبة اوي بشكل...

چوري بغضب مصتنع: اخس عليكم، كلكم عليا، ده ما فيش في هدوئي، ده انا نسمة...
حذيفة بيكتم ضحكته: قصدك عاصفة رملية معبئة رياااااح وزعابيب.
چوري غيظ وشوشته: انا! طب وحياة غلاوتك لهتنام الليلة عند مامتك حبيبتك، بس هاه...
حذيفة ابتسم وبص لفريدة: عن اذنك يا امي بقي.
فريدة: اتفضل حبيبي وماتتأخروش بقي علشان تتغدوا، الا صحيح انتم كنتم فين، ابوك طلع من شوية وبيسأل عنك، مش انتم دخلتم البيت قصادنا،!؟

حذيفة بص لچوري وكتم ضحكته: احمممم. لا ابدااا چوري كانت بتريح بس علشان مانت تعبانة زي ما قولتلك...
فريدة عقدت حاجبها: بتريح فين بقولك ابوك طلع قبلك على طول!؟
حذيفة بحرج: احممم. بصي يا امي هنغير هدومنا ونجيلك نتكلم ماشي.
فريدة: ماشي يا ابني ياللا ما تتأخروش.
دخل حذيفة وقفل الباب
چوري: نزلني بقي كفاية. مش انا تقيلة ووجعتلك ظهرك...

حذيفة نزلها وابتسم وفضل ضاممها لحضنه: تؤتؤتؤ، انتي مالك بقيتي شرسة كدة ليه! هو انا قولت كدة، انا بقول ظهري وجعني ايه كل ده بقي.
چوري بغضب طفولي: يا سلام. وهي دي معناها ايه، مش اني تعبتك.!؟
حذيفة ابتسم بثقة ودأ يفك نقابها وحجابها بهدوء. وهو بيكلمها، وكل حركة منه هي متبعاها ومبتسمة...

حذيفة: تؤ لا. مش ده معناها، انا لو بتوجع، بتوجع من شوقي ليكي، بتوجع علشان وحشاني ملامحك وكل حتة فيكي، وهتجنن وادخل واقفل الباب، واخدك في حضني. عرفتي بقي معناها ايه!؟
حذيفة كان خلاص بعد حجابها وفك ربطة شعرها. وقربها اكتر وهو بيمرر ايده في خلصها بنعومة، ومال عليها وعنيه على ملامحها بلهفة...

حذيفة اتنهد برغبة قوية: انتي عايزة مني ايه تاني.! ايه سر متعتك في جنوني بيكي.! لييه دايما بتبقي متعمدة تشوفي ضعفي قصادك!، قوليلي بس، ده طار وبتخلصيه مني.!؟

چوري اتعلقت فيه بقوة وقربت هي كمان اكتر وهمست بنعومة واغراء: ايوة طار وبخلصه منك، طار سنين حرماني منك، سنين وانت محرم عليا ابص في عنيك، او احقق في ملامحك، سنين وانت حارمني المس ايدك، ارمي نفسي في حضنك، سنين وانا ليلاتي حلمي واحد، كل ليلة بيتكرر. كل ليلة احلم بيك انت، انت وبس، وبتسأل طار ايه. قلبي بياخد بطاره منك، وده حقه. والضعف اللي انت فيه ده، هو قمة قوتك. اجمل احساس ممكن تحسه ست في الكون، ان زوجها وحبيبها الكل يهابه ويعمله حساب. بس قصادها هي ارق وانعم من نسيم بحر صافي، بياخدها ليه وهي بين ايديه...

حذيفة ابتسم وايده على سحابة فستانها وفكها بهدوء: مش بس انا اللي بشعر اهو، انتي كمان بقيتي شاعرة...
چوري حست بإيده بتلمسها ابتسمت بخبث: . انت فكيتها ليه، احنا لسة على باب الشقة طب ندخل جوا،!

حذيفة غمزها وهو بيبعد فستانها كله ووقعه على الارض وبدأ يفك هدومه هو كمان: تؤتؤ، هو انا لسة هستني ندخل جوا، وبخفة شالها ومشي بيها وهمسلها: اصل مافيش وقت، انتي محتاجة ردود واثبتات كتيير اوي على جملة الاتهامات اللي شنتيها عليا من واحنا تحت، فلازم بقي اكون مستعد. واهجم انا الاول. ولا ايه...
ووصل بيها اوضتهم. چوري اول ما نزلها زقته وقع على السرير وهي قربت منه وكتفته...

چوري بثقة وغرور: تفتكر انا هسيبك تهجم. لوحدك، تؤتؤ، انا تقدر تسميني فتاة الهجمات الشرسة...
حذيفة ابتسم بوعيد وقربها منه اكتر: ورينا صمودك قصاد هجماتي يا شرسة، بس اياااك امي تسمع صوتك، هقتلك.
چوري ضحكت بصوت عالي، وحذيفة كتم ضحكتها بقربه وجنونه وبدأت الهجماات وتتالت بينهم...
في بور سعيد...

في محل من محلات العيلة، امجد كان فاتح اللاب توب بتاعه وبيتفرج على مجموعة صور، وبيبتسم بمكر وشر، وبيتكلم في الفون...
امجد: امممم. تمام اوي كدة، خاليك بقي وكمل على نفس الشغل ده، وتبعتلي اول بأول، المهم مافيش مخلوق يعرف اللي بنعمله فاهم...
المتصل: ايوة يا استاذ امجد. بس الحاج فاروق او المعلم خالد ولا المعلم عصام ابوك، عرفوا اني بساعدك من وراهم ممكن يتقطع عيشي.

أمجد بعصبية: بقولك ايه. انت بتخدمني بفلوسي يا حبيبي، مش لله. ثم لو حد فيهم عرف فهيبقي منك انت مش مني، واخلص بقي انا مش فاضيلك، سلام...
قفل أمجد وكمل يتفرج على الصور اللي قصاده. ودخل خالد بعد ما سمعه بيتكلم...
خالد بشك: هو مين ده بقي تللي بيخدمك بفلوسك، ومين اللي مش هيعرفوا، انت بتعمل ايه من ورانا يا واد انت...

أمجد بضيق: بقولك ايه انا مش واد انت فاهم، ثم خاليك في حالك انت انا حر اعمل اللي يعجبني واكلم اللي يعجبني.
خالد ابتسم بيقين ان امجد بيخطط لشئ: اممممم. انت لسة ناوي نتتقم من الشيخ وچوري...
أمجد بصله بغيظ: شيخ، هو بعد اللي انا بجهزهوله هيبقي شيخ، ده انا هخلي فضيحته بجلاجل هو والهانم اللي ماشية في ديله ومفضلاه عليا انا...
خالد بقلق: أمجد. اعقل مش عايزين فضايح، كفاية اللي حصل. ثم يعني انت عايز كل حاجة تروح مننا، كفاية القضية اللي رفعها الواد المحامي صاحبه ده، ولولا دم قلبنا اللي بندفعه رشاوي علشان الاجراءاات تتأجل، كان زمان كل حاجة ضاعت مننا. احنا في كارثة ومش عارفين نحلها، وانت قاعد تفكر في چوري يا اخي اتنيل بقي وفكر. ازاي ما حدش ياخد جنيه مننا...

أمجد. رجع ظهره بثقة وابتسم بشر: ماهو اللي انا بجهزله ده، هو اللي هيخليهم يطاطوا لينا ويتنازلوا عن كل حاجة...
خالد بفضول: انت بتتكلم، جد!؟ طب ما ترسيني يا اخي احنا في مركب واحدة...
أمجد ضحك بإستفزاز: ههههههه. بعينك، سيبني بس امخمخ. واظبطلهم المصيبة تمام، انا ماصدقت خفيت ورجعتلهم وفضيت بقي. وبكرة هتشوف انا هعمل ايه، فيهم وفي اي حد يقف قصادي...

خالد ستكت وهو خايف من أمجد. وغروره، وطمعه، خايف يمحيهم كلهم من حاجة، بطمه الزايد ده...
في شقة ايمان قاعدة مع شخص غريب...
ايمان: يعني جبت اللي طلبته منك!؟
الشخص بثقة فتح علبة معاه وابتسم: زي ما طلبتي يا استاذة. بس قولي انتي ايه اللي فكرك بيا بعد السنين دي كلها.! انتي هترجعي الشغل تاني.!؟

ايمان بجدية: مالكش دعوة يا حامد. اظن انا ليا فضل عليك كبيير وانت عارف، وارجع الشغل او لا ده مايهمكش. المهم انك جبتلي اللي طلبته منك وهتاخد ثمنه.
حامد بسخرية: طب براحة يا استاذة. انا بس بتطمن عليكي، عموما انا مش ناسي اللي عملتيه معايا زمان في قضيتي. وتحت امرك في اي حاجة، تؤمري بحاجة قبل ما امشي.؟
ايمان ابتسمت بوعيد: ايوة، جبنا الحاجة فاضل بقي نبعتها لصاحبها ولا ايه!؟

حامد ابتسم بحماس: وماله نوصلها لحد عنده، هاه مين بقي صاحب النصيب.!؟
ايمان بصت في العلبة بوعيد وابتسمت: هو فيه غيره، العريس. اللي فرحه الليلة، لازم هديته توصله واحييي ده مهما كان برضوا، كان جوزي...
حامد بصدمة: نعم يا استاذة!
انتي كنتي طالبة مني الحاجات دي علشان المتر، وقام مفزوع، لا لا يا استاذة انا برا الليلة دي معلش، ده يوديني ورا الشمس. انتي مش عارفاه ولا ايه...

ايمان بغضب: انت هتستهبل يا حامد. ما كنت من شوية ليا فضل عليك وامري وعنيا ليكي ايه قلبت قط دلوقتي ليه!؟
حامد بسخرية: قط. قط، بس انفد منه. هو انتي مش عارفة المتر مصعب ولا ايه، اشحال ان ما كان جوزك، بصي يا استاذة. انتي شكلك منكادة منه علشان هيتجوز عليكي زي ما بتقولي وواضح انه طلقك، طارك يا ابلة خدي لوحدك بعيد عني، انا ابعديني عن المتر خااالص. ده نابه ازرق ومش بيسيب حقه، عن اذنك يا استاذة.

ايمان بعصبية: استني هنا عندك، انت ليه خايف كدة! انا هبقي وراك. بس انت لازم تبعتله الحاجات دي انت بنفسك، مش هقدر ابعت حد غيرك، مش لازم حد يعرف اصلا. اني وراها...

حامد بعصبية: يا استاذة والنبي خاليني ساكت، انتي اه ليكي فضل عليا بس اوعي تنسي ان اللي كان وراكي وساعدك تخرجيني كان المتر مصعب، يعني لوحدك ماكنتيش هتعرفي تعملي حاجة، واخر كلام انا برا الليلة دي، صفي حسابك معاه لوحدك. وبالنسبة للحاجات دي فكرم مني مش هاخدها، بس اياكي يعرف ان انا اللي جبتهالك، علشان وقتها هزعلك اوي، عن اذنك.
خرج حامد وايمان بقت في حالة غضب وغيظ رهييبة مش عارفة تتصرف ازاي وتعمل ايه.!

ايمان: كدة يا ابن عايدة، ماشي وديني ما هسيبك انت والعقربة اللي اتجوزتها دي. وهنكد. عليك وعليها وهتشوف، واوعدك مستقبلك كله هيضيع على ايدي انا، وهتشوف ايمان الفشلة هتعمل ايه!؟
في مكان هادي كان متجمع مصعب وعطر بعد كتب كتابهم. مع امه واخواته البنات وطبعااا حذيفة وچوري وفريدة وبلال. وبعض المقربين من مصعب بس، كانت قعدة جميلة وهادية...

مصعب محاوط عطر بحنان وايده ضاغطة على خصرها بقوة. وبهمس: يااااه اخيراااا يا عطري. بقيتي ملكي خلاااص، مش مصدق نفسي.!
عطر بخجل خايفة حد ياخد باله من لمساته ليها: مصعب وحياتي شيل ايدك، انا محرجة، كلهم بيبصوا علينا...
مصعب ابتسم وضغط اكتر وقربها منه اكتر وباسها من خدها وهي اتكسفت: ههههه. لا بقولك ايه، انا احط ايدي مكان مايعجبني اااه. ثم يا عيوني انتي بقيتي مراتي، واللي مش عجبه يتفلق...

حذيفة بيكتم ضحته وبهمس: مصعب ده فضيحة، تحسي انه هيتجوزها على الترابيزة قدامنا...
چوري بتضحك: هههههههه. يا حبيبي حقه، دول بيحبوا بعض اوي، وان جيت للحق، انا معجبة ومحترمة مصعب اوي، عطر يا حبيبتي اتبهدلت اوي. وهو حنين وحبها وحماها، ربنا يسعدهم...
حذيفة بغيرة مسك ايديها وضغط عليها بقوة: معجبة بمين يا مصيبة انتي ماتختاري الفاظك...

چوري بتكتم ضحكتها: اي اي، طيب خلاص والله ما اقصد، ااانا بس فرحانة علشانهم...
حذيفة بغيرة: افرحي بس من غير ما تتغزلي في راجل تاني وتضايقيني.
چوري قربت منه ومسكت ايده بحنان: اسفة يا ذيفو والله مش اقصد، فكها بقي.
حذيفة ابتسم: انا بس اللي اعجبك فاهمة.
چوري ابتسمت: انت وبس يا قلبي هو فيه غيرك يملي عيون چوري، هو ذيفو وبس، بالمناسبة بقي جاهز لصد الهجماات.

حذيفة ضحك: ههههههه. اكيد، جاهز. بس انتي جاهزة ولا ايه انا الليلة هعمل دخلة جديدة. اسمعن مصعب هو احسن مني.
چوري غمزته: ابداااا انت اللي فيهم يا ذيفو. وماله يا حبيبي. نعيده تاني هو الفجر ليأذن الساعة كام!؟
حذيفة ضحك بقوة: هههههههه، اظن انتي اكتر واحدة عارفة يعني يوماتي بتنامي بعد الفجر فمش محتاجة تسألي بقي.
مصعب قام ومسك ايد عطر وابتسم: عطري تسمحلي بالرقصة دي،!؟

عطر قامت معاه بخجل ومصعب اختار اغنيه قريبة من قلبه وحاله. وضمها لحضنه وعيونه في عيونها وكل كلمة كان ينطقها هو كمان ويقصدها، (رسمك في خياالي حماقي)
مصعب عنيه بتحكلها وتوصفلها قد ايه هو اتمناها من قبل ما يشوفها ولا يعرفها، اتمني صفاتها وحبها، اتمني يعيش اللي بيعيشه معاها، طول عمره عنده امل يلاقي الحب الحقيقي، وحلم بيه ورسمه في خياله، وحكي عنه للناس.

ياما حكيت عليك للناس وللأيام، قالولي خياال. وقولت حقيقة مش اوهام...
قالو ملاك بتحلم بيه ومش انساان، رهنت عليك واديني بقيت انا الكسبااان...
مصعب ضمها اكتر ورفعها بخفة ولف بيها وهي اتعلقت بيه بقوة وقلبها بيدق من السعادة اللي خلاص دخلت حياتها ودقت بابها...
انا راسمك في خيااالي من قبل ما اكون ويااك. وسنين وانا بستناااك، عايش عاي نااار الشوق...

قالوا عليا لييالي. عايش في امل كداااب. مسكين ماشي ورا سراااب ومسيره في يوم هيفوق...
مصعب اتنهد وبص في عنيها: اااااه يا عطر قالولي عليا مجنون مستني وهم وحب مش موجود واديكي اهو الليلة بين ايديا، وفي حضني. والكل عنيه علينا، وبيحسدوني عليكي.
وادي المسكين بقي دلوقتي ليه حاسدين، ومش فاهمين، وسألوني عرفت منين، ان في يوم. هقابلك من بيقيت الناس
وانا رديت اني مشيت ورا الاحساااس...
مصعب بحنان: ايوة مشيت ورا قلبي واحساسي وكنت متأكد انك جاية، ومستنيكي تجيني، مستني ادخل الجنة على ايدك، بحبك يا عطر، بحبك...

عطر دمعت بفرحة: عارف، اجمل حاجة في الدنيا، انك تدوق العسل بعد ما تدوق المر، بيخليك تحس بيه اوي وتعرف قيمته، ويخليك تتمسك بيه ومستحيل تتتخلي عنه، لانك مش هتقدر ترجع للمر من تاني. بعد ما دوقت العسل، وانت العسل يا مصعب، عسل وحلا ايامي اللي جاية، بحبك، والله بحبك، وعمري ماحبيت غيرك...

مصعب ضمها اكتر وبهمس: انا بقول كفاية كدة عليهم بقي. احنا لازم نروح الاوتيل حاالا. خلاص تماسكي بقي في الارض، وعندي استعداد دلوقتي ارزعك بوسة تكتم نفسك سنة بحالها، وقصاااد النااس.
عطر بخجل: هههههه. لا لا وعلى ايه، نروح احسن...
في الاوتيل، اللي مصعب حجز فيه اسبوع هو وعطر علشان يحاول يسعدها براحته بعيد عن امه ومازن ابنها، وعايدة. الدته صممت ان مازن يفضل معاها طول.

الاسبوع ده، وحذيفة تعهد انه يوميا هياخد مازن ليهم يشوف امه ويجعه تاني لعايدة.
في اوضة مصعب وعطر، عطر بخجل بتفك حجابها، مصعب متابعها وقلع بدلته وقرب منها ووقف وراها، وساعدها هو وفكه ليها، ودي كانت اول مرة يلمح شعرها، بدأ يحرك ايده عليه بحنان.
مصعب بإعجاب: تبارك الله، معقول ده شعرك،! وضمها بقوة وهو متابع خجلها في المرايا، انتي جميلة اوي يا عطر، حقيقي جميلة...

عطر غمضت عنيها وبتحاول تهدي دقات قلبها المجنونة، اللي بتدق من السعادة، ومن تأثير انفاسه اللي اكنها عدت جوا جلدها وكل حواسها، بس فتحت عنيها على احساسها بشفايفه وهي بتتنقل برفق على كتفها واتفاجأت انها ازاي ما حستش بيه وهو بيفك سحابة فستانها وكشف عن كتفها كمان...
عطر بخجل: ممم. ممصعب ااانت عملت كدة ازاي وامتي...

مصعب ابتسم لحالة التيه اللي هي. فيها، ولانه كان متابعها وهو بيعمل كل ده وهي مش حاسة، كمل فك فستانها برفق، ولفها ليه وعنيه بتحضنها...
مصعب بمكر: انا لسة ما عملتش حاجة، انتي لسة هتشوفي وتحسي، انا الليلة هدخلك دنيا عمرك ما دخلتيها، دنيا مصعب. ابو الصعااب.

قبل ما يديها فرصة تستفهم وتفكر، كان اخدها في حضنه وسط وروود كتيير كانت مزينة سريرهم، بتستقبل اول لقاء ومعاد بينهم، مصعب كان برغم جنونه وشوقه ليها، الا انه كان هادي في كل حركة، نااعم في كل لمسة، واثق في كل خطوة، عطر كانت اكنها بتعيش ده لأول مرة، اكنها لسة بكر عمرها لا عرفت ولا شافت، مصعب كان مختلف، حنين. هادي، لمسة حبيب. مش وحش بينهش من غير احساس، انسان بيفكر فيها هي قبل كل لمسة، من قبل ما يفكر في نفسه...

عطر انفسها سريعة وضمته بقوة: مصعب، انت حقيقي في حضني، قولي. قولي انها حقيقة، اياااك يكون حلم ايااك...
مصعب بحنان وشفقة على حالها وحرمانها. ابتسم وباسها بنعومة لحد ماهي بعدت وهي مش متحملة انفاسها وجنونها
مصعب: هاااه، عرفتي انك في حقيقة. وانك في حضني، مش حلم يا عطر، مش حلم...
عطر قربته منها تاني وبشوق: طب لو عايزة اتأكد تاني تأكدلي، ؛!؟

مصعب غمزها وقرب منها ودفن انفاسه في حضنها وايده بتضمها بجنون ورغبة: يبقي هأكدلك بطريقة تانية، مش هتبقي مجرد بوسة على شفايفك، تؤتؤ. هتبقي ليلة طويلة، نعيد ونزيد في كل لمسة وكل همسة، ووعد يا عطر قلبي، تكون ليلة العمر كله، ليلة عمرك ما تنسيها، ليلة تفضل محفورة في عقلك وقلبك، وانا بنفسي ححفر بنفسي علامة حبي ليكي. على كل حتة فيكي، بحبك يا روحي.

عطر غمضت عنيها بسعادة وضمته اكتر: بحبك، بحبك. يا مصعب، ومعاك لحد اخر العمر مش لحد للصبح...
مصعب فتح عيونه على احساس دافئ وحنين. احساس غريب وجديد عليه، ابتسم وبص لعطر. واتنهد براحة، قد ايه حلم باليوم ده، قد ايه من اول ما عيونه شافت عنيها وهو اتمناها ليه ومن نصيبة، قد ايه تعب هو وهي، لحد ما جاء اليوم ده...
(بقيت معاه، حماقي)
من يوم ماجت عيونه في عنيا، وشوفت ضحكته الجميلة ديا، بحلم بيوم ما يبقي ليا وابقي ليه...
واصحي الاقي حبيبي حاوليا...
مصعب سحبها لحضنه بحنان وضمها بحب وابتسم اكتر.

وادي اللي في خيالي بيحصل قصادي حبيبي جنبي في حضني الليلادي، والله وبقيت معاااه.
نادي الفرح جمعنا بالحب نادي. انا وحبيبي وتالتنا السعادة، والحلم فسرنااااه...
عطر فتحت عيونها وابتسمت لما حست بيه بيضمها بالقوة دي، مصعب عرف انها صحيت، لفها ليه وقرب منها بحنان وباسها من جبينها، وابتسم.
مصعب بهمس: صباح الاحلام على اجمل حلم حلمت بيه. واتحقق...
عطر ابتسمت بسعادة: صباح الحنان حبيبي انا...

مصعب اتنهد بشوق وقرب من حضنها: ااااه يا عطري. تاني، قوليها تاني حبيبي انا، اخيرا بقيت حبيبك وبقيتي حبيبتي، اخيرااااا اتجمعنا في مكان واحد، اخيراااا بقيتي ملكي غصب عن الدنيا والايام والناس...
عطر: حبيبي. طبعااا حبيبي، ولا ليا حبيب غيرك.
من قد ايه منايا لو اطولها، كلمة حبيبي. يا حبيبي قولها، تهون سنيين حياااتي جنب الكلمة دي، فرحني قول، آمااانة طولها...

وادي اللي في خيالي بيحصل قصادي، حبيبي جنبي في حضني الليلادي، والحلم فسرنااه
مصعب بتساؤل: مبسوطة يا عطري.!؟
عطر ابتسمت بجنون من سؤاله اللي جوابه واضح عليها وعلى ضحكة عيونها: مبسوطة!؟ انت حقيقي بتسألني.!؟

مصعب ااانا. اانا حاسة اني اول مرة اخوض التجربة دي، اول مرة ده يحصل، حاسة زي ما اكون بنت مراهقة اول مرة ايد تلمسها، اول مرة حضن يضمها، مممصعب. اانا بجد. كنت معاك اكنها البداية، حقيقي انت من اول لمسة محيت اي اثر لغيرك، ومابقاش فيا اثر غير ليك انت وبس، وانت سااحر، حقيقي ساحر، قولي انت ازاي كدة!؟
مصعب اتنهد وسند ظهره بتعب: اااااه يا عطر، بتسأليني.!؟ بتسأليني وانا حالي من حالك، وحيرتي من حيرتك...
وبصلها بحب وهي قربت من حضنه وضمها بقوة وباسها من جبينها: عطر انا عندي نفس الاحساس، وانتي بين ايديا كنت حاسس انها اول مرة، كل حاجة معاكي كان ليها طعم مختلف، اللمسة والحضن. حتى النفس، مشتاق زيي، عطر اللي فارق بينا، واللي مغيرنا. هو الحب، انك حبتيني وانا حبيتك، لما بنحب بنتولد من جيد، بننسي ايام راحت، وما بنحملش هم ايام جاية...

عارفة يا عطر. اانا قبلك يا ما حلمت احب، ياما اتمنيت قلبي يدق، واعيش الجنون ده.
ومن اول مرة قابلتك فيها وعنيا جات في عنيكي، قلبي دق بشكل غريب، وقتها حسيت بيه بيقولي خلاص ارتاح، اهدئ وما تدورش تاني، اهي حبيبتك اهي، اللي حلمت بيا ادق ليها اهي، بس اتحمل بقي الحب ووجعه...

يومها قلبي قالي ان ليا معاكي حكاية، حكاية حب، حكاية عشق، بس لما عرفت انك متجوزة. حزنت حزن السنين. واتمنيت لو ما كنتش قابلتك، او لو كنتي انتي حرة من غير رامز، يوم عن يوم اتعلقت بيكي، مرة عن مرة بقيت اشتاق اشوف عنيكي، كل مرة بنزل من البيت او ارجعه. كنت بتمني اقابلك صدفة، من شوقي ليكي لما كان آدم يكون عندك وانا كنت بعرف من شكله ولبسه وفرحته، كنت بضمه بشوق علشان متأكد. انه كان في حضنك...

عطر انا اتعذبت كتيير كل ليلة كنت بقف في البلكونة. واسمع بكائك وصريخك، كنت بموت الف مرة وانا سماع توسلاتك ليه بعد كل مرة يضربك انه يرحمك وما يكملش دبحه ليكي، كنت بتمالك نفسي بجنون من اني انط عندك وانزل فيه ضرب لحد ما اقتله، واريحك وارتاح منه...
كنت بتوجع عليكي لما اسمع انينك ودموعك في عز الليل وانتي بتدعي ربنا يخلصك منه، واسمع كلامك مع مريم صحبتك...

مصعب حس بيها بتبكي ودموعها نزلت، رفع عيونها ليه وابتسم، : بس اول ما اتكلمنا. كنت برجع كل ليلة زي المجنون علشان اشوفك، كنت ببقي هموووت لما ارجع وما تخرجيش ولا المحك، كنت ممكن افضل سهران للفجر على امل اشوفك او المح طيفك، عرفتي يا روحي انا ايه سبب كل اللي مرينا بيه ليلة امبارح،!؟

عطر بدموع اكتر: مصعب، اانا تعبت كتير قابلك، شوفت قسوة وذل ما حدش شافهم ولا قابلهم، كنت عايشة ميته قبلك، لحد ما قابلتك، عرفت يعني ايه قلب يدق، يعني ايه روح تحن، يعني ايه عيون تضحك.

ايوة انا عيوني بتضحك لما بتشوفك، ايوة روحي بتحنلك، ايوة قلبي بيدق لما بشوفك، مصعب انت بقيت حياة بالنسبة ليا، عاتبت نفسي كتير ولومتها، كنت مستعدة اتحمل رامز وجبروته ولا اني اصارحك واخرب بيتك، بس اللي حصل كان اقوي مني ومنك. ولا بترتيب مني ولا منك...

مصعب قرب منها وشفايفه كانت هي اللي بتمسح دموعها، وبهمس: ما انتي لسة قايلة اهو، القلب للقلب يدق، والروح للروح بتحن، والعيون بتتواعد من غير معاد، بس خلاااص، انا وانتي لازم ننسي. ننسي ونمحي الماضي ده من حياتنا، وانا اوعدك امحي ذكري اي وجع وجرح منك زي ما بمحي دموعك دي، اوعدك حبيبتي...
عطر بهمس: هي الدموع دلوقتي بتتمسح بالشفايف! انت مخترع...

مصعب قرب من كتفها ورقبتها وغمزها بوعيد، وضغط بقوة وبهمس: لا وفي كمان عض، والمرحلة اللي جاية اكل.! وهضم.!
عطر ضحكت وبتبعد عنه: هههههههه. لا لا عض كمان، طب ما انا كمان هعضك، ولا انا مش هعرف،!؟
مصعب، ثبتها بقوة وقرب وعضها تاني: تمام موافق، جربي و عضيني. ونشوف مين هيسلم الاول، انا! ولا انتي!
عطر بتحاول تتخلص منه: ههههههه. طيب براحة وحياتي انا، صدقني هوجعك...

مصعب همس قصاد شفايفها برغبة مشتاقة: وماله اوجعيني بقربك وعذبيني بيه، ما انا ياما اتوجعت واتعذبت ببعدك، وانا وعد ادوقك وجع وعذاب قرب ابو الصعااب، هيجننك ويطير عقلك...
عطر عيونها في عيونه وبهمس دايبة في عاشق مشتاااق: الوجع منك سعادة، والعذاب بيك متعة، والجنون معاك حياة، انا خلاص سلمتك قلبي وروحي، لا هسأل ولا هتمني، انا معاك لفين متروح...

مصعب شفايفه كانت بتجاوب معاه عليها وعلى شوقها، ومن بين جماح انفاسه ونارها. همس بناار: . اااااه من قربك ده
. ما طلعش سهل زي ما تخيلته، انتي عملتي فيا ليه، انتي ولدتي جوايا احساس فظييع، احساس مجنون. احساس يدوب، بحبك يا عطر بحبك...
عطر بصعوبة خرجت همسها من بين انفاسها العاشقة: وانا بعشقك صدقني. بحبك، بحبك اوي...

مصعب بضايع فيها وفي كل احساس بيها: شششششش. كفاية كلام بقي ارجوكي، دلوقتي جه وقت الوجع والعذاب، مش وعدتك اعذبك بحبي. واوجعك بعشقي، يبقي دوقي بقي وقوليلي، طعم حبي ايه...
في شقة إيمان...
إيمان. رايحة جاية. مش عارفة تهدي ولا ترتاح. حامد ضيع عليها انتقامها من مصعب في ليلة فرحه، كانت بتتمني تضيع فرحته هو وعطر. وتقتلها من قبل ما تبدأ
فضلت تلف حوالين نفسها في. وعقلها بيفكر. ويفكر، ويخطط ويرتب.

بس يا تري هي متوترة. كدا ليه؟ وبتفكر في ايه؟ عشان تبقي متوترة كداا!
إيمان: كدا! كدا يا مصعب.! نفذت اللي في دماغك. واتجوزتها. ماشي يا مصعب. ماشي. ان ما ندمتك على جوزاتك منها، وعرفتك انها وش نحس وفقر، لو ما خليتك تقول حقي برقبتي. مبقاش انا ايمان.
ايوة ما عرفتش ابوظلك فرحك. بس ملحوقة. ياا. يا عريس. هنشوف هتفضل عريس لأمتي.

ايمان: وقفت وبصت قدامها. على الحاجات اللي جابهالها حامد، ولسة بحيرة، فكري. فكري. يا ايمان. ازاي تودي الحاجة دي مكتب مصعب. اهدي وفكري كدا بسرعه...
مش هلاقي فرصه. احسن من كده. مصعب دلوقتي اجازة مع الزفتة دي وهقدر ادخل المكتب براحتي...
ازاي. ازاي. ازاا، ايوه ايوه افتكرت. انا فاكره كان معايه نسخه من مفتاح المكتب. زمان.

وجريت على اوضتها. وفتحت الدولاب ومسكت صندوق. وفضته. وقلبت في اللي كان موجود فيه. ولقت. المفتاح. بتاع مكتب مصعب. كان معاها نسخة من المكتب وقت ما مصعب عمل المكتب...
وابتسمت بشر و هي ماسكه المفتاح. كدا اول جزء من خطتي تم. فاضل الهدية توصل المكتب يا متر. وبصت ففونها على الساعه.

الوقت لسه بدري. واكيد اللي في المكتب قاعدين. مش هينفع اروح وحد موجود ممكن اتكشف ويشكوا فيه وبعدين يا ايمان، هتعملي ايه، بعدين. وبعد تفكير، خلاص هستني لحد ما يمشوا. احسن وقت واضمن مش هلاقي حد. على الفجر بس دلوقتي لازم. اجهز الحاجة دي. واحطها في شنطة. علشان ابقي جاهزة.

وخرجت من اوضتها. وجريت على اوضتة ادم. ونزلت شنطتة وفضتها. واخدت الحاجة اللي عاوزاها. وحطتها فشنطة ادم. وحطت فوقها لبس ادم. ولعب ليه. وقفلتها.
وبنظرات كلها حقد. وغل. وانتقام. ماشي يا مصعب. اللي ما دفعتك التمن غالي. مبقاش إيمان.
اما انشوف يا عروسة. العريس هيفضل معاكي لأمتي، بكرة يطلقك ويتعقد منك ومن قدمك النحس، وحبيبته ام ابنه بقي اللي هتقف جنبه وتساعده...
في شقة حذيفة وچوري.
چوري في المطبخ بتجهز الاكل وحاست بتعب ودوخة، سابت كل حاجة وخرجت وقعدت بتعب واجهاد، فونها بيرن، حذيفة. اتأخرت لحد ما جابت الفون وردت عليه بإجهاد...
چوري: حبيبي...
حذيفة قلبه دق: چوري انتي مالك!..
چوري بتداري تعبها: ااانا، مالي حبيبي انا كويسة...
حذيفة بقلق: لا مش كويسة، قولي مالك صوتك تعبان هو انا هتوه عنك، اانا طالعلك بسرعة، اقفلي.

چوري ما لحقتش ترد عليه كان قفل، سابت الفون وفجأة جه في دماغها حاجة، قامت بتعب وفتحت شنطتها وطلعت علبه اختبار الحمل ودخلت الحمام، وقفلت على نفسها، وجربت الاختبار...
چوري منتظرة النتيجة. وبتعب: يارب، انا من يوم جوازنا وانا كل شهر بجرب، همووت وابقي جوايا حته منه، ياريييت يكون تعبي ده بسبب كدة...
حذيفة طلع ودخل الشقة بلهفة وقلق، ونده عليها، : چوري، حبيبتي انتي فين.! چوري. لحد ما سمع صوتها من الحمام...

چوري: ايوة حبيبي اانا هنا، ثواني وخارجة.
حذيفة قرب من الباب بخوف: حياتي طيب انتي كويسة، اانا قلبي مش متطمن صوتك قالقني، افتحي طيب اشوفك...
چوري بصت على الاختبار وبقت مش مصدقة، النتيجة ايجابية، فتحت الباب بجنون وهي بتتنطت وجريت على حذيفة واتعلقت بيه...
چوري: حبيبي، حبيبي. حبييي، مش مصدقة. بجد مش مصدقة.

حذيفة عقد حاجبه: ششش اهدي طيب فهميني، منين كنتي تعبانة من شوية، ودلوقتي بتتنطتي كدة، انتي مش هتبطلي مقالب يا چوري...
چوري بتاخد نفسها وبصت في عنيه وبهدوء: انا عمري ما كنت جد زي النهاردة، حذيفة انا حامل...
حذيفة بيستوعب بترقب انها بتهزر، وعنيه بتترجاها ما تعملش فيه كدة: چچو، چوري اوعي تكوني بتهزري.!؟، چوري اتكلمي جد.
چوري هزت راسها بتأكيد: والله جد، اانا حامل، الاختبار اهو لو مش مصدق.

حذيفة قلبه دق بفرحة وشالها ولف بيها بجنون: بحبك، بحبك، بحبك، مش ممكن، مش ممكن...
چوري بتضحك: حبيبي ولا انا والله، انا لما اتأخرت الشهور اللي فاتت دي. تخيلت اني عندي مشكلة.
حذيفة دمعة فرحة هربت منه: . ده انا اللي تخيلت اني انا المشكلة، بس كنت بتطمن نفسي واقول ان لسة بدري، وانها شهور مش سنين، بس كنت دايما خايف، خايف ان اكون كبرت ووو.

چوري عقدت حاجبها بغضب وكتمت كلمته: بس. بس ما تكملش، مين ده اللي كبر.!؟ انت! لييه بقي عندك كام سنة!؟ حذيفة اياك تتكلم عن العمر بينا تاني، وان كنت انا مستعجلة فده مش معناه ابداااا تشكيك فيك ولا اني بحملك انت التأخير، لا والله قطع لساني، انا بس من حبي ليك، بتمني اني اخلف منك دلوقتي تاني مش بعد 9شهور، فهمت حبيبي...
حذيفة قربها بحنان. وايده على بطنها برفق: حمد لك ربي، حنان ومنان. بشرتني وانرت قلبي...

ايعقل! ايعقل ان مجنونتي الشقية تأتيني بشبيهها...
ااااه من فرح دق بابي وطمأن قلبي...
چوري ابتسمت بحنان: عايزاه شبهك.
حذيفة اتنهد: فااتنة قلبي الشقية لا تتوهمي، فبين احشائك شبيهك انتي لا يشبهني، فكيف يشبهني ومن تحمله قمرااا متأچاچا. تنير ظلمته ووحشته ليالي.

فأنتي مالكة قلبي احق بالبر مني، فقد حابكي ربي بثلاث لي لم يكرمن، فبين احشائك تحملين قطعة مني تخطف قلبي ولكن انتي من تتحملي وهناها وشقائها، وبعد طول اشهر يمررها ربي عليكي بحسن ظننا. هادئتا لا تتألمي...
انتي من تتوجعين وتتألمين لحين يخرج هذا الخليفة لي ولكي مثل الهلال يبدأ معه عمرا. جديدا واياما فريدة...
انتي يا مالكة قلبي من تطعمه وتتحمل المه دلاله...

فكيف يشبهني وانتي اوثرتي بثلاث ثقااال لا يقوي عليها ضعفي رغم قوتي، والا لما آثرك بهم ربي...
چويرية بدموع: احبك يا ملكت روحي في صبها، وقلبي في عنفونه. وجسدي في حلاله، اقسم لك انك لا يصح لك شبيه ولا مثيل، فحقا انت لا يشبهك ابنااا ولا اخ، انت رجل لم ولن تتكرر، فاوربي لو خيرت بينك وبين ما بين احشائي لاخترتك انت يا من اعتصرت قلبي عصرااا وروحي عشقااا.
حذيفة ضمها بجنون: بحبك يا چوري. بحبك...

چوري اتعلقت بحضنه اكتر وبكت: وچوري لو تلاقي اكبر من الحب حب، تحبك بيه كانت تحبك...
حذيفة شهالها برفق ودخلها أوضتها ونيمها في السرير: حاتي انا لازم ترتاح بقي، وتنسي خااالص اي تعب في البيت، انا هجيب حد يساعدك وطول ما انا موجود انا اللي هعملك كل حاجة...
چوري: طب والجامعة، انا مش ممكن اسيب الدراسة.

حذيفة بتأكيد ابتسم: حبيبتي انا مين قال كدة، انا مستحيل اخليكي تسيبي دراستك، بس يبقي كفاية عليكي الجامعة. وهنا يادوب تذاكري وبس.
چوري سحبته بمشاكسة: طب وبالنسبة للهجمااات المرتدة، ايه نظامها هنعتذل.!؟
حذيفة ضحك بقوة من شقاوتها: ههههههههههه، مش ممكن يا مجنونة انتي، انتي مش خايفة على نفسك يا شقية انتي...

چوري وهي بتلمس خصلات شعره بحنان وهمس: اخاف! اخاف على نفسي وانا بين ايديك!؟ انا وانا معااك بسلم ليك روحي، وانا متأكدة انك بتخاف عليا اكتر من نفسي...
حذيفة باسها بحنان ورقة: وانا اذي روحي ولا اذيكي يا عمري، بس نستني نروح للدكتورة الاول وهي تقولنا نعمل ايه...
چوري قربته اكتر بتصميم: تؤتؤتؤ، مش هستنا، انا مشتاقة لحضنك، ولو عملت ايه، مش هسيبك، فاهم!؟

حذيفة بجنون وحب لعاشقة مجنونة بتخطف عقله وقلبه، دفن انفاسه بحرارة: اااااه منك، طب اعمل ايه قصاد شغفك وجنونك ده، اتحمل ازاي ابعد. وانا اصلا بتمني قربك ليل نهار، كل يوم بتجننيني اكتر يا چوري.
چوري بنعونة: اتجنن. اانا عايزاك تتجنن. احلي حاجة في دنيا الغرام الجنون...
حذيفة بهمس غمزها: مجنونك بيعشقك، ولازم يلبي نداء مجنونته الشقية.
في شقة إيمان...

الوقت قرب وجهزت نفسها ودخلت اوضة ادم. وجهزتله هدوم من دولابة. وراحت سريره. تصحيه...
ايمان: آدم آدم. قوم يا حبيبي. هنروح نشوف بابا. انت مش عابز تشوفه. يلا يا آدم.
آدم زيه زي اي طفل بيحب باباه. اول ما سمع اسم باباه. صحي وكان فرحان.
ادم: انا صحيت ماما. بابا هنروح لبابا، يااللا بسرعة
إيمان: . آدم اسكت ما تعملش صوت. عشان اوديك. لبابا. يلا تعالي البسك.

هي كانت خايفة. ومش عايزة حد يحس بيها. ولبست ادم وجهزت نفسها. وكانت متعمده تخفي ملامحها. ومحدش ينتبه ليها. واخدت شنطة ادم. اللي فيها اللي هي مخبياه، وقبل ما تخرج من شقتها. نبهت ادم يبقي هادي. وساكت.
وفتحت باب شقتها بهدوء. ونزلت وبعدت عن عمارتها علشان محدش ينتبه ليها. ووقفت تاكسي...
سواق التاكي: . اتفضلي يا هانم. ايمان: . لو سمحت وديني شارع...
سواق التاكسي: . حاضر يا هانم اتفضلي، وركبت هي وادم...

واتحرك السواق على عنوان مكتب مصعب. اللي ادته ليه...
بس في الطريق كان في لجنة وكمين...
السواق: . هدي السرعه. ووقف. علشان اللجنه...
إيمان: . كانت سرحانه في اللي هتنفذه، وقلقانة ومتوترة، وما انتبهتش ان السواق وقف، الا لما جاله الظابط وبيكلمه، اتوترت وقلقت اكتر. وحضنت، شنطة ادم جااامد...
الظابط: . بيكلم السواق. رخصك...
السواق: . طلع الرخصه. واداها للظابط. اتفضل يا باشا...
الظابط: . رايح فين، وبص على إيمان. وادم.
السواق: . رايح شارع، هوصل المدام
الظابط: . طيب انزل افتح شنطة التاكسي...
االسواق: . حاضر يا باشا. ونزل يفتح الشنطة
وفتشها الظابط. ولقاها تمام.
بس قلق من ملامح ايمان. لانه كان باين عليها التوتر والقلق. وشكه زاد اكتر اما لاقاها حاضنه شنطة طفل، ومش مهتمه للطفل اللي معاها.
الظابط: . لو سمحت يا مدام. انتي رايحه فين.

إيمان: . بتوتر، انا رايحه المستشفي. هودي ابني. اااا. اااااصله اااااصله تعبان.
الظابط: . بشك. يعني حضرتك مش رايحة شارع،!؟
إيمان: . اتوترت اكتر. وارتبكت في الكلام. بس بتحاول تتماسك عشان ماتنكشفش. لانه لو اتكشفت هتبقي ضاااعت.
ايمان بعصبيه. : انا قولتلك انا رايحة المستشفي اودي ابني. عشان تعبان. وحضرتك بتعطلني كدا. بأسئلتك. دي، من فضلك خالينا نمشي.

الظابط: . اتنرفز من طريقة كلامها معاه، بعطلك اللي هو انا.!؟ ماشي يا مدام، طيب ممكن بقي تفتحي الشنطه. اللي حضناها، و ماسكه فيها جامد اوي كدا، علشان نفتشها. وعلشان مانعطلش جنابك، سيادتك.
إيمان برعب وتوتر. : . مش مسموحلك تفتشها. انا قولتلك دي شنطة ابني. وفيها حاجته. حضرتك مش مصدق ليه. وانا مش متهمه عشان تفتشني. انا محاميه. وعارفه القانون كويس.

طبعا بتحاول بكل الطرق انه ما يفتش الشنطة. لانه لو فتحها كده هتبقي كارثة
الظابط: . قلقه. ناحية إيمان زاد. خاصة بعد. الحاحها انه مايفتش الشنطة. وتمسكها الشديد. بالشنطة. واستغلالها مهنتها فانها تهرب من انه يفتشها.
هي الشنطة دي فيها ايه. علشان خايفة اوي كدا. يا سياده المحاميه.
إيمان: قولتلك. حاجة ابني. الله
وكانت بدأت أعصابها وصوتها علي: انا عايزة امشي.

بس الظابط. كان صبره نفذ منها. وفتح باب العربية. و خطف. منها الشنطة. واخدها. ومشي بعيد عنها. عشان يفتشها. وايمان. كانت مش مستوعبه اللي حصل.
الشنطة. الشنطة. اتاخدت مني. يا لهوي. انا كدا ضعت.
وجريت ورا الظابط. وبتحاول بكل الطرق تنقذ نفسها. من المصير المجهول اللي هتوصله بسبب محاولة انتقامها.

إيمان: . ااااننا انا اسفه. اسفه، بجد حضرتك. اسفة. بس، بس ارجوك. ممكن تديني الشنطة. ارجوك. وبتحاول تتوسل. للظابط. عشان ما يفتش الشنطة...
بس كان الوقت خلاص، نفذ منها. لانه بالحاحها دا. شككت الظابط فيها. واكدته انها وراها مصيبة. زي ما شاكك فيها، وهتبان لما يفتش الشنطة...
الظابط: . حضرتي ايه بقي. تؤ تؤ. دا واضح انك وراكي قصة. وحكاية. يا سياده المحاميه.

ورفع الشنطة. على بوكس. وبسخرية واستفزاز، تعالي يا شنطه. تعالي نفتحك. اما انشوف فيكي ايه، والمحامية المغوارة مخبية ايه،!؟
وبصي على ايمان، متكونش الشنطة دي فيها فيل!؟ هههههههه، وفتح الشنطة. وخرج حاجة ادم. لعبه. ولبسه. وايمان. هتموت من الرعب. وكانت المفاجأة ليه...
الظابط: ايه دا. تؤ تؤ. دا اللي فيها مش فيل. دا حشيش، وهيروين، هههههههه...

ولف لإيمان. اللي كانت انهارت. وهتموت من الرعب. بس بتحاول تعمل اي حاجة...
وشاورلها بالمخدرات. ايه دا بقي يا سيادة المحامية. وبزعيق. ما تردي اتخرستي ليه. ايه دا. ولا دي الرضعة بتاعة ابنك. ردي يا بتاعة القانون، ابنك بيشرب حشيش وهيروين.!؟
إيمان: . بزعيق. الحاجة. اااا الحاجة دي مش بتاعتي. ااانا ما اعرفش عنهم حاجة.
الظابط بغضب وصوت عالي: . انتي هتستعبطي عليا يا روح امك. ردي عدل. لا اعدلك بطريقتي.

إيمان بتوتر ودموع: . مش حاجتي. مش حاجتي. انت اخدت الشنطة مني. ومكنش فيها غير حاجة ابني. اكيد. اه. اه اكيد. انت اللي حطتلي المخدرات دي. عشان اتضايقت اني رديت عليك. وعرفت اني. محاميه كمان.
الظابط بغيظ منها: . نعم. يا روح امك. وكمان بتلبسينا المصيبة. وديني. وما اعبد. لاخليكي تقولي حقي برقبتي. خدوها على القسم...

إيمان: . كانت خلاص وقعت. مش عارفة تلاقي حاجة تانيه. انتقامها عماها. وخلاها ضيعت نفسها. وانهارت عياط. من المصير اللي منتظرها.
سواق التاكسي: . بيترجي الظابط. انه مايخدوش بذنب ايمان. : والله والله يا باشا ما اعرف والله. والله. دي شاورتلي من شارع، وقالتلي اوصلها شارع، والله. والله. يا باشا ما اعرفش حاجة...
الظابط: خلاص روح انت. وهي حسابها معاية فالقسم...

السواق: . ربنا يخليك يا باشا. بس حضرتك الطفل اللي نايم فالتاكسي دا هودية فين...
الظابط: . ااه. نستنا بنت ال، دي، هيروح لامه طبعا. بس هيقعد معايه. لحد ما نشوف هنعمل مع المحامية المحروسة ايه. روح هاته...
وراح السواق صحي ادم. وجابه سلمه للظابط ومشي...
ادم. ببراءه. وبخوف. ودموع: عمو. عمو ماما فين؟ عايز ماما!
الظابط بص لادم. وقلبه حن ليه. هو مهما كان طفل، صغير بريء. ما لهوش ذنب فاللي عملته امه.

واخده. وقعده. على كرسي، انت اسمك ايه. يا حبيبي.
ادم: . ادم.
الظابط ضحك: . بجد. وانا كمان اسمي. ادم. شوفت احنا اسمنا زي بعض. بص يا حبيبي. ماما راحت مشوار. وانا هاخدك. ونروحلها. دلوقتي.
ادم: . ماما راحت لبابا.
ادم الظابط: . اه يا حبيبي. واحنا هنروحلها. هو بابا اسمه ايه يا ادم.
ادم الصغير: . مصعب.
ادم الظابط: . بانتباه. مصعب! معقول!..
واخد شنطة ايمان وطلع بطاقتها وطبعاا لسة عليها اسم مصعب...

الظابط ادم بحبرة: تؤ تؤ انا لازم اتأكد. من حاجة. دا لو طلع اللي فبالي صح. يا خبر. دا هتبقي مشكلة. انا لازم ابلغه. واتأكد الاول...
وطلع فونه و طلب رقم، الو...
خدني الييييك. خاليني اعيش في هواك. حيااتي معااك حياتي ليييك. واحلامي وآمالي. وعمري يا عمري كله معاااك.
بتنده لييك، بصوت الحب والهفة. ويخطفني حنيني لييك. شعووور ما اقدرش على وصفه، وانا طاااااير وبستناااك...
في غرفة عشااق.
عطر كانت في حضن مصعب. وهو ضاممها بحب وبتتمايل معاه على انغاااام لمست مشاعرهم واحساسهم...

مصعب بهمس: خديني ليكي يا عطري، انا حقيقي وياكي نسيت الدنيا، نسيت اي حد واي حاجة، عطر هتصدقيني لو قولتلك ان الكام ساعة اللي نمتيهم في حضني وحشتيني فيهم، والله مش ببالغ ولا بشعر. لا كل ما افتح عيوني والاقيكي نايمة بعيد عني توحشيني الاقي نفسي غصب عني سحبتك لحضني ومليت حضني بدفاكي، وبعدها بغيب وعنيا تغمض، بس بتغمض وهي متطمنة ومرتاحة...

عطر رفعت عنيها من حضنه وابتسمت: تفتكر هتفضل تحبني كدة لحد امتي!؟، معقول هتفضل كدة يا مصعب على طول!؟ ولا ده بس علشان اول ايامنا سوا،!؟، مصعب انا لو اتعودت على حنانك ودفئك ده، هتعب اوي اوي لو في يوم قسيت عليا، لو في يوم بعدت عني...
بحبك يا اكسچن الروح يا انفاسي عنيك ناسي، يا سكة حلم بمشيها، واعيش فيها يا روح الروح، والاقي نفسي من تاني، بحاضرها وماضيها...
يا اصدق حب واجمل حب، صعب انسااااه...

مصعب ابتسم بحنان: اهو. هو رد عليكي اهو، بحبك يا أكسچين الروح، يا اصدق حب واجمل حب صعب انساااه...
عطر انتي فعلا بقيتي انفاسي. بقيتي حياتي، مااقدرش ابعدك ولا استغني عنك، عن اني اصلا قلبي يقسي عليكي، ده وقتها يبقي مات، مات واندفن مش عايش ولا بينبض...
عطر بفرحة: بجد،!؟ مصعب هو احنا فايقين وبنتكلم فعلا، ولا انا نايمة في حضنك وبحلم،!؟

مصعب ضم ايديها وباس باطن كفوفها بنعومة: في حضني ايوة، بس صاحية، صاحية وفايقة، وانا بقول وبعترف...
عطر ابتسمت: يعني انا فعلا بقيت اكسجين حياتك، طب قبلي كنت عايش ازاي.!؟

مصعب اتنهد: عارفة انتي بالنسبة ليا ايه، زي صياد رمي طعم لسمكة، والسمكة اخدته وفرحت، والصياد اخدها وحطها في حوض زينة بمياه نقية ونضيفة، و. السمكة بتلف في النقاء والجمال ده بسعادة، وقتها السمكة عرفت ان البحر برغم وسعه وجماله، لكن المكان اللي هي كانت عايشة فيه كان كئيب وملوث، مرضها وتعبها، وطعم الصياد ده كان هو فرصتها للنجاه من الموت، وحمدت ربنا انها اخدت الطعم، وان الصياد كان هدية من ربنا ليها، اخدها وعيشها في جنة، وقتها عرفت انها ماكنش عايشة ولا بتتنفس، دي كانت يا دوب بتحارب علشان ما تموتش...
اهو يا عطر انا كنت السمكة، وانتي الصياد، عرفتي بقي قبلك كنت عايش ازاي،!؟
عطر غمضت عيونها و دمعت. ودفنت دموعها في حضنه. وهو ابتسم وضمها اكتر، وكمل بيها ميل، عطري انا، كفاية دموع، انا جنبك خلاص ومش هسيبك ابداااا. انا فداكي يا روحي، فدا اي دمعة منك.
لمسة ايديك، بتحيني بعمر جديد، حبيبي لقاك متطمني، ولو ترضي فداك روحي وتبقي حبيبي متهني...

عطر ضمته اكتر بخوف ليكون حلم بتحلمه، امنيه في خيالها. وخايفة تفوق على كابوس...
عطر: عارف، ااانا. ااانا عايزة اقف في البلكونة دي وبعلو صوتي اصرخ واقول بحبببببببببببببك، انا حبيبتك، ومن يومها وانا مش لاقيه كلمة توصف اللي جوايا غيرها، مع اني مش مقتنعة بيها، حاسة ان اكيد فيه فوق الحب احساس اكبر هو اللي جوايا ليك.
انا حبييت، وبقولها لكل النااس، وعايش بيك انا احساس، مفرحني، مخليني اروحلك قبل ما تجيني.

ورفعت عيونها لعيونه وكانت نفس النظرة، نفس ضحكة العيون، نفس الاحساس...
بحبك يا اوكسچين الروح، يا انفاسي عنيينك ناسي، يا سكة حلم بمشيها. واعيش فيها يا روح الروح، (خدني اليك. حماقي)
مصعب شالها بخفة ونام بيها في حضنه، وبتأمل: تفتكري ان فيه دلوقتي عاشق في حالي،!؟ تفتكري في حبيب حبيبته بين ايده. وقصاد عنيه، وحيران ومشتاق،!؟ طب ده لو مش عشق وهيام، يبقي ايه!؟

عطر قربتها ليها اكتر وبهمس ابتسمت: يبقي ابو الصعاب، اللي بيحب بطريقته وجنونه، حبيبي انا اللي خطي بيا اول طريق الحب، اول طريق العشاق، سكة جديدة عليا، لا كنت اعرفها ولا عمري دخلتها، مشيت بيا ولفيت بيا، واديك اهو رسيت بيا في حضنك، وغمزته، بس تعرف، انا مشتتاقة اوي اقولك انا لقيت حبك بطعم ايه!

مصعب عيونه على شفايفها وهي بتهمس وتنطق، قرب وداق هو الاول طعم اجمل كلمات سمعها وادفي همس حس بيه، وبعد لحظات بعد عن شفايفها وابتسم
مصعب: هاه، كانت بطعم ايه!؟
عطر بتوهان من الدوامة اللي بيسحبها ليها بسهولة. ومن دون اي مقاومة منها، بالعكس بتكون مستسلمة لدوامة حب عمرها ما كانت تحلم بيها...
عطر بهمس مش مسموع بس هو قريب كفاية علشان قلبه يسمع وروحه تحس بيه: هو انت قولت ايه!، عيد السؤال تاني...

مصعب ضحك بمكر عاشق وقرب تاني وسأل شفايفها بس السؤال كان اعمق كتييير، وبعد عنها بانفاس تايهة، اظن السؤال لازم يكون واضح علشان تقدري تحاوبي، اعتبري نفسك في امتحاان طويل ومفتوح من غير قيود ولا زمن، هسألك كتيير وانتي لاحقي على الاجابة لو تقدري...
وقرب، وقرب. وسأل، وسأل، ضاع الوقت. ووقف الزمن قصاد عشق عاشق. وصمت دايبة فيه.

في قسم الشرطة، الظابط آدم الحسيني. لسة بيحاول يتصل بمصعب، ومصعب تلفونه مش بيرد، اتخنق.
آدم: يا دي الليلة المنيلة، ايه ياعم، قتيل، وربنا لو قتيل لكنت قلقت من الرنات دي كلها ده هم...
آدم الصغير بيبكي في صمت والظابط آدم اخد باله وقرب منه وابتسم برفق: مالك حبيبي. بتعيط ليه بس،! حد زعلك!؟
آدم الصغير بخوف: انا خايف، وماما مش هنا، وانت قولتلي هتكلم بابا يجي ياخدني، وما جاش...

الظابط آدم بحيرة: والله يا حبيبي انا بتصل بيه وهو ما بيردش، بس ما تخفش انا جنبك، ومش هسيبك غير لما بابا مصعب يرد عليا ويجي ياخدك، اتفقنا...
آدم بيمسح دموعه ببراءة: اتفقنا...
الظابط آدم غمزه ومد قبضة ايده: كلام رجالة!
آدم الصغير ابتسم ومد قبضة ايده: كلام رجالة، بابا دايما يعمل معايا الحركة دي، انت عرفتها منين،!؟

آدم ضحك: انا كمان بابا كان بيعملها معايا. شوفت ازي، بقولك ايه، ايه رئيك اخدك ونروح نشتري آكل عمو آدم جعااان مووت، وكمان هجبلك وجبة أطفال ولعبة يا عم.
آدم بفرحة: وبيبسي كبببير وبطاطس.
آدم: هههههه. وماله اللي تطلبه، وحياتك لاخد حقهم من ابوك، تعالي يا خويا...

في بيت حذيفة وچويرية.
چوري واقفة في الحمام بتعب وحذيفة ساندها.
حذيفة بحنان: حبيبتي ارتاحتي كدة.! انتي عنيدة. امبارح قولتلك نروح للدكتورة بالليل وانتي صممتي نستني مش فاهم ليه بس!
چوري ماسكة بطنها بتعب: ما انا فهمتك، انا هروح للدكتورة عفاف انا عارفاها من الجامعة. وواثقة فيها، مش هروح انا لاي حد وخلاص، كمان انا مش عارفة انت ايه االي موقفك هنا، هي دي حاجة عدلة اوي.!؟

حذيفة ابتسم: انا جنبك في كل وقت في فرحك وتعبك، وعمري ما ازهق ولا اتضايق، المهم. معدتك احسن كدة ولا ايه.!؟
چوري بتاخد نفسها: تقريبا كدة خلاص، بس انت لازم تتعود، الشهور الاولي كلها كدة. تعب وقئ وقرف.
حذيفة باسها من جبينها وابتسم: هبقي احسن شهور حبيبتي ماتقلقيش، المهم قوليلي انتي صليتي الفجر وانا تحت ولا لسة!؟ علشان بس تدخلي تنامي وترتاحي...

چوري هزت راسها: ايوة. صليت حبيبيى. بس معلش روح انت وانا هاخد حمام واحصلك، البهدلة دي مش هتنفع معاها غير اني اخد حمام...
حذيفة شالها ودخلها البانيو، وچوري عقدت حاجبها. : انت هتعمل ايه!؟
حذيفة بيبعد هومها وبهدوء: انتي تعبانة ودايخة وانا مش هسيبك. لوحدك، انا ححميكي بنفسي.
چوري ابتسمت: هو. انت غاوي تعب، انا بقيت كويسة صدقني...

حذيفة بدأ يغسل شعرها برفق: هي الهانم نسيت اني ياااااما حمتها زمان، وياااما عملتلها كل حاجة، انتي كنتي لعبتي الصغيرة. ولا نسيتي!؟
چوري بتتأمل في زوج لو كانت حلمت بوصفة وطباعه وحنانه. وطلبته من ربنا، عمرها ما كنت هتلاقي زي حذيفة، اللي ربنا جعله ليها من يوم ما شافت الدنيا...
چوري بحب: بحبك.
حذيفة ابتسم وكمل اللي بيعمله وغمزها: . وانا بعشقك. واسكتي بقي علشان انا ممكن اتهور وانتي دايخة وتعبانة...

چوري ضحكت ومسكته من خده بمشاكسة: ههههههههههه. حبيبي انا بقي شقي يناااس، وبيتهور.
حذيفة: هههه‍ههههه. اوعي ايدك دي بتعلم وببقي شكلي وحش قصاد الناس، اياك تقرصيني كدة تاني سامعة!
چوري بتصميم قرصته تاني: تؤتؤتؤ. هقرصك وخاليها تعلم. واللي يسألك قوله حبيبتي بتتدلع عليا، ماحدش له حاجة عندنا...

حذيفة ضمها برفق وابتسم: ااااخ منك انتي، تبقي مصيبة او اللي في بطنك طلع مجنون زيك، ويا لههههههوي لو جات بنت، هعيده تاني، خوف وحيرة وغيرة عليها، دي بقي هتاخد چيناتك كلها وانتي صغيرة ووانتي كبيرة...
چوري اتعلقت بحضنه اكتر: بس هيبقي نصيبها احسن مني، دي هتبقي حتة مني ومنك، هتبقي جات نتيجة احلي واجمل حب.
حذيفة اتنهد: انا بقول نخلص بسرعة بقي علشان انا بجد. بدأت اتهور.

حذيفة كمل حمامها واخدها لسريها وكان بينشف شعرها وبيصرحها وهي مبسوطة وسعيدة.
چوري: يا لهههوي، ده انا هتدلع دلع في الحمل ده، فظيييع.
حذيفة ابتسم وكمل تسريح شعرها: تدللي طفلتي وتمايلي، وعلى قلبي الضعيف لا تترفقي...
فقلبي لكي خادم، عاشق، محب. فلتصدري امرك. مولاتي ولا تتمهلي.
چوري سحبت ايده ولفته قصاد عنيها واتنهدت...
حذيفة بحنان وهو بيضم خصلات شعرها بحنان: او تصفيف خصلاتك دلال.! اذن فأنتي لم تتدللي، او متعة قلبي لرؤياكي حنان.!، اذن فأنتي لعشقي لكي لم تعلمي.
قربها لحضنه وهو بيحاكي عيونها: عشقي لكي يا فاتنة قلبي لن يتمهل، ودلالي لعينيك بحر واسعااا لا ينتهي.
لعينيك في عيني حديث، ولقلبك داخل قلبي احاديث، لا تتعچلي العشق والدلال بعد، فكل برهة من الزمن تمر، سيبرهن لكي حبي وحالي على عشق غالي لا يزن ملئ الارض ذهب حر.

چوري نامت في حضنه وغمضت. وهو مال بيها وضمها بحنان وابتسم.
حذيفة: فلتغفلي في دفئ صدري ولتسمعي، دقات عشقي لكي تتوسلي. رحمالك فاتنتي فأنتي ملهمة. لكل دقة قلب لكي متلهفة...
چوري: ااااه من حديثك معذب قلبي وقاتله، فعشقك يقتل قلبي في كل لحظة، اتسأل هل انا حقا احق بيك.! ام انك لا تليق بيك الا حور عين مليحة مطيعة، يجزيك بها ربي لكونك لا مثيل لك بين بشر خلقت ولا تنفست.

حذيفة ضمها اكتر وبحب: بحبك يا چوري. بحبك...
چوري براحة: بحبك يا قلب وعيون چوري بحبك اوي.
حذيفة: حبيبتي نامي وارتاحي بقي شوية علشان تقدري تنزلي الكلية. مش عايزين دلع الا دراستك.
چوري بتعب: مش هروح النهاردة، اصلا انا مظبطة نفسي كويس ومافيش حاجة مهمة يعني.

حذيفة بلوم: لا يا چوري مش عايز تهاون بالله عليكي، انتي في طب، واظن طب بالاخص كل حرف. وكل لحظة مهمة مش يوم بحاله يضيع منك، مش عايز جوازنا وحملك ده يأثر على مستقبلك، انا بحلم باليوم اللي تتخرجي فيه وتبقي دكتورة. فاهمة...

چوري ضمته بقوة: هو انت جميل كدة ازاي،! لا لا بجد. قولي انت كدة ازي!؟ اللي يشوف غيرتك عليا كل ما رجليا تخطي برا البيت، وكم التوصيات اللي بخادها منك، يتخيل انك هتتجنن وافضل في البيت ما اخرجش منه ابداااا.

حذيفة اتنهد: چوري انا فتنتي بحبك مش لجمالك الهالك الفاني، انتي عجيلك يوم تكبري وجمالك ينطفي ويقل، بس روحك وقلبك مستحيل تنطفي ولا يقل، انا فتنتي بحبك وقلبك، بروح بتحي روحي، چوري حتى لو انتي مش بجمالك ده، هفضل احبك واغير عليكي، ومهما كنت بتمنهي اخبيكي في قلبي وما حدش يلمحك، بس دي دنيا ومجبرين نعيش فيها، وانا عمر حبي وغيرتي ما تخليني اضيع مستقبلك، نجاحك من نجاحي، انا هبقي فخور بيكي لما تنجحي وتبقي دكتورة ناجحة...

چوري غمضت عنيها بسعادة: اظن بعد كل اللي قولته ده، انا مستعدة اقوم اجري على الجامعة، بس هتنام في حضنك شوية بس وبعد كدة اوعدك اروح النهاردة. ياللا بقي احضني اوي.
حذيفة ابتسم وحضنها اكتر وطفي النور وغمض عنيه.
في شقة الحاج بلال وفريدة، فريدة ختمت صلاتها وبتقرأ في المصحف، وبلال قرب منها وقعد.
بلال: قوليلي جهزتي الفطار الولاد كلها شوية ويصحوا.!؟

فريدة ابتسمت: طبعااا مجهزاه بس هما يقوموا، ولو اني مش مرتاحة لنزول چوري الجامعة، انا بقول تقعد بقي السنة دي وتبقي تكملها لما تقوم بالسلامة، كدة لا قدر الله ممكن يحصلها حاجة.
بلال بضيق: وبعدين يا حاجة. ما قولنا. احنا مالناش دخل بحياتهم هما احرار، اللي فيه الصالح يعملوه. واوعي انا بحذرك اهو. تقولي حاجة زي كدة لحذيفة، هو عاقل وعارف بيعمل ايه...

فريدة بقلق: اعمل ايه بس، من فرحتي بيهم وخوفي عليهم، الحمل متعب وچوري مش هتتحمل كل ده جواز وحمل وبيت وجامعة ومذاكرة، دي بسكوتة.
بلال: ربك كريم، احنا معاها نساعد باللي نقدر عليه، وجوزها جنبها. وانا متاكد انه مش هيهون عليه تعبها. ادعيلها بس ربنا يقومها بالسلامة. وينجحها...
فريدة بفرحة ورجاء: اللهم امين. ربنا يحفظها وتجبلنا عيل عفي وسليم كدة. وينجحها ونتطمن عليها. وابتسمت، هههههه. والله.

انا مش مصدقة، بقي المفعوصة اللي كانت بتجري في رجلينا من كام سنة، حامل. لا ومن مين من حبيبي ونور عيني حذيفة، ربنا يسعدك يا ابني ويفرحك، ويجزيك كل خير على طولة بالك.
بلال ابتسم: اللهم امين، ياللا بقي قومي جهزي الاكل انا جعان...
فريدة: حاضر يا خويا اهو قايمة.
في غرفة مصعب وعطر، عطر في حضن مصعب...
عطر: حبيبي مش هينام النهار طلع!

مصعب ابتسم: ماهو اللي يبقي في حضنه عطر زيك، يفضل يستمتع بعطرها وعبيرها ولا يمل ولا يحس بالوقت.
عطر ابتسمت وباسته من خده: طب شوف الساعة بقت كام كدة!؟
مصعب اخد فونه يشوف الساعة ولقي مكالمات كتييىر من نفس الرقم. عقد حاجبه بقلق واتعدل، وعطر اخدت بالها.
عطر: خير حبيبي مالك فيه ايه!؟
مصعب بحيرة: مش عارف. ده ظابط معرفة متصل بيا فوق ال100مرة. مش عارف عايز ايه!
عطر: طب ما تكلمه وانت تعرف فيه ايه...

مصعب: تؤ، تلاقيه في قضية ولا حاجة. وهو ما يعرفش اني في اجازة، هو لما زهق تلاقيه كلم حد من المكتب وهما هيبلغوه اني اجازة...
بس وهو لسة ما خلصش كلامه، لقي آدم بيتصل تاني...
عطر شافت اسمه: ده بيتصل تاني، رد يا مصعب يمكن فيه حاجة. انا بدأت اقلق.
مصعب هز راسه بقلق ورد: آدم باشي الحسيني...
آدم اخد نفسه: ايييه ياعم ابو الصعااب انت نشيفت ريقي. فينك يا بيه.!؟

مصعب ضحك: هههههههه. معلش بقي يا آدم باشا، اصلي عقبال عندك عريس وكدة بقي.
آدم عقد حاجبه: عريس.!؟ ااااه قولتلي بقي، سبحان الله، ان كيدهن عظيم.
مصعب مش فاهم: مش فاهم. هو فيه ايه!؟
آدم باسف: انت متجوز واحدة اسمها ايمان وعندك عيل اسمه آدم صح!؟
مصعب اتعدل بقلق: ايوة ليه! حصلهم حاجة،!؟
آدم بيطمنه: اهدي بس انا هفهمك اللي حصل...

مصعب مش فاهم ولا مستوعب اللي بيسمعه من آدم: ايمان! ايمان معاها مخدرات، وهروين!؟ لا لا يا آدم اكيد فيه حاجة غلط...
آدم بتأكيد: صدقني يا مصعب ده اللي حصل، وانا بنفسي اللي كنت في الكمين وفتشتها مش حد غيري...
مصعب قام مفزوع من السرير وبخوف: وآدم، آدم فين، هو كويس طمني عنه.
آدم: ما تقلقش آدم معايا وفي عنيا لحد ما انت تجيله، بس ياربت بسرعة انا حايلته كتييىر بس هو مش مبطل عياط، وحاليا هو نايم.
مصعب بيلف حاولين نفسه بجنون وغيظ. : ططط. طييب. اانا جاي حالا، بس ارجوك خالي بالك من آدم. سلام.
عطر مش فاهمة لسة ولا عارفة اي تفاصيل: حبيبي ايه اللي حصل مش فاهمة.! طمني!
مصعب بإستعجال: هفهمك، هفهمك كل حاجة بس ارجوكي حضريلي هدوم بسرعة انا هدخل اخد حمام بسرعة لازم انزل...
عطر بتأكيد: ححاضر. ثواني اهو روح انت بس...
في قسم الشرطة. مصعب دخل مكتب آدم الحسيني.
آدم: اهلا يا مصعب بيه...

مصعب بلهفة: آدم، آدم فين طمني.
آدم شاورله على الكنبة في ركن مكتبه. مصعب لقي آدم نايم ودموعه لسة آثرها على خده ومتغطي، مصعب قعد جنبه وملس على شعره بحنان وبأسف.
مصعب: حبيبي انا اسف، حقك عليا، انا السبب في اللي انت فيه، انا اللي من الاول خلطت في حقك لما اختارتها تكون امك...
آدم قرب منهم وبمزاح: احممم. بس انت بتحبني اوي كدة، ابنك على اسمي صدفة دي ولا.

مصعب بصله بحزن: لا طبعااا ولا، فاكر يوم ولادته كنت معاك في قضية ولما جاني خبر ولادته وسبتك. وصتني لو ولد اسميه على اسمك، وقولتلك بعدها بس انت تلاقيك نسيت.
آدم حك شعره بحيرة: يمكن. انت عارف احنا بنشوف عاهات كل يوم تنسينا اسمينا احنا...
مصعب قام وقف وبجدية: آدم باشا. عايز اشوف ايمان.
آدم هز راسه: اكيد هجبهالك. بس الاول فيه حاجة انت لازم تعرفها، انا استشفتها من كل اللي جمعته من اللي حصل بصفتي ظابط...

مصعب عقد حاجبه: خير. قول.
آدم: سواق التاكسي لما وقته وسألته رايح فين قالي عنوان الشارع اللي فيه مكتبك، ولما سألت مراتك. قالتلي رايحة بآدم للمستشفي، ولما اتفتشنت لقيت معاها المخدرات، ولما كلمتك لقيتك عريس. يعني اتجوزت عليها، تفتكر معني كدة ايه!؟
مصعب بزهول وغيظ: لا وحط عليهم انها مش مراتي، طليقتي.
آدم بسخرية: اااهلااااا. هي بقت كدة، لا كدة انا ظني صح، الهانم كانت عايزة تلبسك في الحيط، بس ربنا ستر...

مصعب خبط المكتب بغضب: يا بنت ال، دي اخرتها، دي اخرة عشرة السنين، والمصيبة ابني. ابني اللي ما حسبتش حسابه وخلته يتعرض للخطر بالشكل ده، وبوعيد، آدم هاتهالي بسرعة...
بعد شوية جات ايمان ودخلت ووقفت قصاد مصعب، مصعب بيبصلها نظرات غيظ وصدمة ووعيد، وهي متوترة، وآدم استأذن.
آدم: طب انا برا يا مصعب بيه.

خرج آدم وايمان قربت من مصعب بدموع ورعب: مصعب، مصعب احقني ااانا ما عملتش حاجة، اال. االمخدرات دي مش بتاعتي، اانا ماعرفش عنها حاجة.
مصعب قرب منها وبكل غله وغيظه منها. ضربها قلم هز كيانها وثباتها، ايمان بغيظ بصتله. : انت كمان بتضربني، انت مصدق اني عملت كدة.!؟

مصعب شدها من دراعها وهزها بعنف: انتي ايه، اييييه يا شيخة، معجونة بكدب، حياتك كلها حقد وغل كدة.! انا. انا! تدبريلي مصيبة زي دي. انا، دي اخرة العشرة اللي بينا. ده انا ابو ابنك، ده انا عمري ما آذيتك. ليه تعملي كدة!؟ , ليييه. وكمان ابنك ده، بصي عليه كويس.
ذنبه ايه في حقتك والسواد اللي معشش جواكي ده، ما فكرتيش هو ممكن يحصله ايه،!؟ بس هتفكري ازاي وانتي دماغك دي مش بتشتغل ولا تتحرك غير في الشر وبس...

ايمان بغيظ ودموع: انت لسة بتسأل انا عملت كدة ايه! تطلقني وتتجوز عليا، وتقولي ليه، ترمي حبنا وعشرتنا وابننا وتقولي ليه! انت اييييه، اييييه ما بتحسش...

مصعب هزها بغيظ: انتي اللي عملتي في نفسك كدة، ما تحملنيش ولا تحملي عطر ولا اي مخلوق نتيجة غباءك وتقصيرك واهمالك، انتي اللي ضيعتيني، انتي اللي كنتي غافلة ونايمة، ثم حب ايه! عمر ما جمعنا حب، جمعنا بيت وجواز لكن حب لا، وابني انا عمري ما رميته، انا كنت رحيم بيكي كأم تخيلت ان دي الغريزة الوحيدة اللي صادقة وعايشة جواكي، بس كنت غلطان. خلاص. انسي انك تطوليه تاني ابني هيعيش معايا، انتي غير مؤتمنة. ومستحيل اخليكي تحتفظي بيه...

ايمان: انت كمان هتاخد ابني، لا لا مش هسيبك، انت ناسي ان من حقي حضانته!؟
مصعب بسخرية: والحضانة دي فين!؟ في القناطر في عنبر الحريم!
ايمان بتفكير وخوف مسكت ايده برجاء: مصعب، مصعب ما تسبنيش، اوعي تتخلي عني، اانا اسفة، اسفة والله ده كان. كان من غيرتي، وحياة آدم ما تتخلي عني...

مصعب بعد ايديها بغيظ: للاسف. لأسف انا لو هساعدك فده علشان انتي في النهاية ام ابني، آدم مالوش ذنب يكبر يلاقي ابوه محامي محترم وامه مسجونة في قضية مخدرات. واللي بالميت كدة تاخد فيها تأبيدة، بس عمري، عمري ما هسامحك ولا هنسي انك كنتي عايزة تعملي فيا كدة...
ايمان: اانا، اانا.
مصعب شاورلها بإشمأزاز: شششش. انا لا عايز اشوفك ولا اسمع صوتك...
فتح مصعب الباب ونده لآدم...

مصعب: آدم انا مش عارف انت هتساعدني ولا لا، انت طبعااا لو صممت تمشيها قانوني وتعمل محضر. وتثبت واقعة وتتحول قضية ده. حقك. وانا وقتها ححاول اساعدها، هي في النهاية ام ابني وكانت مراتي في يوم، ولو انت...

آدم قاطعه وكمل: مش محتاج تكمل، اعتبر القضية فشنك، ومافيش محضر، وده لاني اتأكدت انها مكيدة وكانت انتقام، لان صدقني لو كانت عرفت انها تخصها ولا اتجار وربي لو مين ما كنت عتقتها كنت كلبشتها بنفسي، بس واضح انها غيرة ومكيدة حريم، ربنا يعينك. تقدر تاخدها وتاخد آدم وتمشي. واسفين قطعنا عليك اجازة جوازك يا عريس...
مصعب بإمتنان وشكر: حقيقي يا آدم انا مش عارف اشكرك ازاي...

آدم بتمثيل: تدفع ثمن الوجبات اللي جبتها لإبنك، واللعب والبيسبي. ااه والبطاطس. هو انتم مرضعين الواد ده بطاطس، ده متهيألي بيحبها اكتر منك ومن امه.
مصعب بسخرية بص لايمان: وهو يا قلب ابوه كان لاقي غيرها واعترض، اهي هي دي الوحيدة اللي كانت الراعي الرسمي لقائمة الاكل عندنا...
آدم عقد حاجبه: ازاي لا مش فاهم!؟
مصعب اتنهد: لا ما تخدش في بالك، انا هاخد آدم وهمشي بقي عن اذنك.

مصعب اخد آدم وطبعااا ايمان ووصلها عند بيتها وهما لسة في العربية، وآدم لسة نايم على الكنبة الخلفية...
مصعب من غير ما يبصلها: اوعي تفتكري انك تقدري تتماكري عليا تاني. وخصوصا بخصوص آدم.

انا كان ممكن اساومك عنه وامضيكي تنازل قبل مارجلك تخطي برا القسم، بس انا مش محتاج لده، انتي عارفة كويس مين هو مصعب، ويقدر يعمل ايه، فنصيحة لنفسك. انسيني خاالص احسنلك علشان قسما بالله المرة اللي جاية ما هرحمك ولا هعمل حساب حاجة، اتفضلي انزلي...
ايمان نزلت بهدوء وهي ضايعة وتايهة. ومصعب مشي بسرعة...

ايمان طلعت شقتها فضلت تبص وتتأمل كل ركن ومكان وتفتكر حياتهم سوا، هنا لامها على تقصيرها في حقه، هنا عاتبها على احتياجاته، هنا طلب. هنا اترجي، هنا حاول، هنا عافر، هنا. وهنا، وهنا، وهنا...
كل يوم وكل ليلة كان بيحاول، كل وقت وكل مناسبة كان بيستميلها ويتودد ليها، بس هي كانت فين!؟ كانت في دنيا تانية، لا فكرت ولا حسبت لليوم ده.
والنهاردة هي فين ووصلت لإيه، النهاردة. هي وحيدة.

. من غير زوج ولا ابن، النهاردة لا حصدت ولا جمعت غير، وحدة ودموع وغيرة وناار بتاكل فيها، قعدت بإنكسار وضياع...
ايمان: اعترفي بقي، اعترفي انك خسرتي، اعترفي انك كنتي فاشلة، فوقي لنقسك بقي ولمي اللي باقي منك، لمي اللي فاضل تعيشي بيه...
في الاوتيل في غرفة مصعب وعطر...
عطر سمعت ومش مصدقة وبتبكي. : مش ممكن! معقول! ايمان تعمل كدة!

مصعب كان دافن وشة بين ايديه بتعب وحيرة، ورفع عنيه ليها بأسف. : للأسف، ايوة...
عطر قربت منه وقعدت قصاده على الارض وضمت ايده بحنان: وحياتي ما تزعل، هي. هي اكيد عملت كدة غصب عنها، اااكيد من غيرتها، اوعي تأذيها وحياتي، علشان خاطر آدم...
مصعب بصلها بإستغراب: انتي! انتي بتدافعي عنها. طب ازاي.

عطر بدموع: علشان ست زيها وحاسة بيها، علشان عارفة انها مش وحشة بس الغيرة عمتها، علشان دوقت الظلم في يوم ومااتمناش ابداااا. ان غيري يدوق مراره، المهم. قولي آدم فين دلوقتي...
مصعب: هيكون فين! عند امي طبعااا وديته هناك يقعد معاها ومع مازن.
عطر: طيب تعالي ياللا نرحلهم، ماما عايدة مش هتقدر على الولاد لوحدها، احنا لازم نكون معاها...
مصعب قربها ليه ورفعها واخدها في حضنه: انتي ناسية انك عروسة وفي شهر العسل.!؟
عطر ضمت وشه بحنان: حبيبي انا عمري كله معاك هيكون عسل، مش بس اليومين دول. بس بجد. ما ينفعش. نسيبهم كدة، لازم نرجع.
مصعب ضغط على شفايفه بغيظ: اااخ. اااخ منك يا بنت فتحية. ينكد عليكي دنيا وآخرة. زي ما انتي منكدة عليا، منك لله لا عتقاني وانا معاكي ولا لما سبتك، منك له.

عطر ابتسمت وباسته من خده بحنان: تؤتؤتؤ. ادعيلها احسن. ربنا يهديها، بس، بس حبيبي اانا عايزة اقولك حاجة بس اوعي تفهمني غلط...
مصعب ابتسم وباس ايديها: انتي بالذات مستحيل افهمك غلط، قولي يا عطري.
عطر: انت عارف طبعاااا انا بحب آدم ازاي. وهو زي مازن وربنا يعلم، بس، بس انت اكيد بتعاقب ايمان شوية. وهترجعهولها صح،! اكيد مش هتحرمها من ابنها ولا تحرم ادم من امه مش كدة.!؟

مصعب دفن راسه في حضنها واتنهد: ااااااه منك يا عطر، حاملة هم اللي لو تطول تقتلك هتعملها ومش هتتردد. انتي ايه بس، مش بشر زينا.!؟
عطر ضمت راسه بحنان ولمست شعره بنعومة: حبيبي كل واحد فينا جواه خير وشر، جواه صح وغلط، بس الظروف والقدر هما اللي بيخرجوا اللي جوانا، وحياتي سامحها، سامحها وعاقبها بس وقت قليل ورجعلها ابنها، دي مهما كانت امه.

مصعب اتنهد بحب اللي كل دقيقة بيحبها ويدوب فيها اكتر شالها بحنان وقام بيها وغمزها: موافق بس الاول سددي انتي فاتورة الغفران.
عطر ابتسمت: وانا موافقة، بعشق فواتيرك يا ابو الصعااب...
مصعب ضحك ولف بيها: بحببببك...
عطر: هههههههه. بحببببببك.
في بور سعيد فاروق قاعد وتليفونه رن. شافه ابتسم بفرحة و رد...
فاروق: الو، ازيك يا حبيبتي طمنيني عنك.
چوري بتبص لحذيفة وابتسمت: انا بخير يا عمي، ازي حضرتك.

فاروق براحة: انا بخير طول ما انتي يا ست العرايس بخير. قوليلي انتي مبسوطة.!؟
چوري بصت لحذيفة: مبسوطة كلمة قليلة على اللي انا فيه، انا جنبي حذيفة. مش اي راجل.
فاروق اتنهد. براحة: ربنا يسعدك يا بنتي، قوليلي بتسلمي عليا ولا عايزة حاجة، اؤمري.
چوري بصت لحذيفة وهو ابتسم وهز راسه علشان بشجعها تتكلم: اانا كنت متصلة اقولك. اني حامل.

فاروق بفرحة: حامل! الف الف مبروك يا بتي، ربنا يتتملك بخيىر وبقلق. وصوت واطي، بس بقولك ايه، عايزك تخفي حملك شوية ما تعرفيش حد.
چوري بإستغراب: اخبي حملي! ليه يا عمي هو الحمل بيستخبي.!؟
فاروق بخوف: يعني، الاحتياط واجب، الناس عنيها وحشة، بقولك ايه. اديني الشيخ.
چوري قربت الفون لحذيفة يكلم فاروق: السلام عليكم.
فاروق: وعليكم السلام. ازيك يا شيخ. الف مبروك. ربنا يسعدكم...

حذيفة ابتسم: انا بفضل الله تمام، الله يبارك فيك يا حاج، تسلم.
فاروق بهمس: بقولك ايه يا ابني
. خالي بالك من چويرية اليومين دول. وخبي حملها على قد ما تقدر، الله يسترك.
حذيفة بقلق: خير يا حاج! فيه حاجة حصلت.!؟
فاروق: والله لحد. دلوقتي لا، بس انا مش مرتاح لهدوئهم ده، حاسسهم بيدبروا لمصيبة. ربنا يستر. المهم انت خالي بالك من نفسك ومنها، وطمني عنكم اول بأول.
حذيفة: ان شاء الله، اشوفك على خير. سلام.

حذيفة قفل مع فاروق وقلبه انقبض وخاف، وچوري قربت منه ومسكت ايده: خير حبيبي. طمني مالك.
حذيفة ابتسم بخوف مش حابب يخوفها: لا يا قلبي انا تمام، ياالا بس قومي جهزي نفسك. معاد محاضرتك قرب. مش عايزين نتأخر...
قامت چوري تلبس. وحذيفة عقله بيفكر وقلبه خايف، ودعي برجاء.
حذيفة: اسألك ربي اللطف، احفظها لي ولا تريني فيها بأس، فأنا فدا لها، الا قطعة روحي. الا چوري...

فاروق قفل مع حذيفة وجواه فرح وخوف من اللي هيحصل لما يعرفوا خبر حمل چوري، بس اللي هو ما اخدش باله منه، ان عزة مراته كانت واقفة بعيد وسامعة كل حاجة وبغيظ ووعيد: حامل! حامل يا بنت دنيا، الهي ماتوعي تفرحي انتي والمخفي بتاعك، احنا ناقصين ذرية منكم تاني، ايييه سلالة مش هنخلص منها، بس وديني لاقطع دابرك انتي وامك، وتخصليها قادر يا كريم عن قريب.
في بيت عايدة والدة مصعب.
عايدة بعتاب: لييه كدة بس يا ولاد ايه اللي خلاكم تقطعوا اجازتكم وتيجوا، وهو انا ماكنتش هعرف اخلي بالي منهم، طب دول مالين عليا البيت...
مصعب بص لعطر بغيظ: اعمل ايه بس في الهانم. صممت نسيب الاوتيل ونرجع. بتقولي ماما هتتعب. ومش هتقدر على الولاد لوحدها، بس هقول ايه، منها لله اللي كانت السبب ينكد عليها دنيا واخرة، زي ما هي كدة دايما منكدة عليا وقاتلة فرحتي، ايمان بنت فتحية...

عطر بصت لمصعب بعتاب وبهمس: ايييه، ماقولنا بلاش الكلام ده قدام آدم وبعدين معاك...
مصعب بضيق: اوففف. حاضر هدعي عليها في سري ربنا يديها على قد نيتها، الدعوة دي لوحدها كافيلة تسخطها شمبنزي...
عطر بتكتم ضحكتها: والله انت فظييع. عيب كدة، قولنا ادعيلها ربنا يهديها، ومين فينا مش بيغلط بس...

مصعب بعصبية: بالله عليكي انتي اسكتي، انتي اللي مش من دنيتنا دي، عايزاني اسامحها وادعيلها بعد اللي كانت هتعمله فيا، تخيلي انتي لو كانت خطتها نجحت، وانا اللي كنت دلوقتي متكلبش، تقدري تقوليلي كان هيبقي مصيركم كلكم ايه، انتي وامي والولاد، لا يا عطر. انا ساعدتها بس علشان ده. وشاور على آدم، علشان ابني وبس
. مش لاني ملاك وبنسي.

عايدة بضيق من ايمان: والله انا لحد دلوقتي ما مصدقة، هي الدنيا جري فيها ايه، بقي توصل الغيرة للدرجة دي، بس هقول ايه. ربك ما يرضاش بالظلم ابدااا. واهو ربنا نجاك ووقعها في شر اعمالها، المهم انت وعطر والولاد بخير دي اهم حاجة. يالا بقي انا هقوم اجهزلكم العشاء.
مصعب: لا يا ست الكل انتي هتلبسي والولاد الرجالة دول وهننزل كلنا نتعشي برا ونتفسح. وبص لأدم ومازن. هاه موافقين.
آدم بفرحة: طبعااااا. ونروح الملاهي علشان خاطري.
مصعب ابتسم: عيوني يا حبيب بابا نروح الملاهي. وبص لمازن. وبهدوء هاه يا مازن مش سامع صوتك ليه!
مازن بطبعه هادي وخجول زي عطر تمام. بص لعطر اكنه منتظر موافقتها وهي ابتسمت.
مازن ابتسم لموافقتها: طبعاااا موافق. انا بحب الملاهي اوي.
عطر اخدته في حضنها: حبيبي انا اكيد هتنبسط، وبصت لآدم وابتسمت واخدته هو كمان في حضنها، وآدم فرح وضمها اكتر...

آدم: انا بحبك اوي يا طنط عطر، انتي ومازن.
عطر بحنان: وانا والله يا قلب طنط عطر بموووت فيك انا ومازن. انت ولد جميل ومطيع.
مصعب ابتسم: طب ايه رئيك يا آدم حبيبي بلاش طنط عطر دي، خاليها ماما عطر.
آدم سكت مش عارف يرد، وعطر بصت لمصعب بعتاب. وضمت آدم اكتر...

عطر: لا يا بابا، آدم عنده ماما واحدة، هي ماما ايمان، ربنا يخليهم لبعض، وانا هفضل طنط عطر. او عطر بس لو أستاذ آدم عايز، واحنا اصلا صحاب وبنلعب سوا مع مازن، صح يا آدم.!
آدم ابتسم وهز راسه: صح يا طنط، انتي صاحبتي وبنلعب سوا، بس ماما هي ماما ايمان، وبص لمصعب، صح يا بابا مش ماما ايمان هي ماما بس!؟
مصعب اتنهد بحب وبص لعطر اكنه بيشكرها انها فهمت آدم أكتر منه وعرفت تعالج الموقف بشكل مختلف...

مصعب: صح حبيبي، هي ماما ايمان، ربنا يهديها. وتعرف قيمتك...
عايدة قامت واخدت الولاد: طيب ياللا بينا بقي نجهز بسرعة علشان مانتأخرش على الملاهي.
آدم ببراءة: وانتي هتلعبي معانا في الملاهي يا تيتة.! انتي عجوزة.
كلهم ضحكوا. ومصعب ضربه على دماغه بغيظ: يا واد يا دبش انت، حسن ملافظك. يخربيتك وارث طولة اللسان، اللي زي المبرد، ربنا يستر وما تورثش الغباوة كمان تبقي كملت.

آدم بغضب طفولي: ايييه يا بابا. انا قولت الحقيقة، مش هي تيتة عجوزة...
عايدة ضحكت: هههههههه. ايوة يا عيون تيتة انت صح، تيتة عجوزة ومش حمل ملاهي، بس هتفرج عليكم ولا كمان دي ماتنفعش، يا استاذ آدم...
آدم بتفهم ساخر: لا لا ينفع. وكمان نعشيكي. بدل ما تتعشي لوحدك هنا...
عايدة بغيظ: طب امشي قدامي يا ابو لسان ونص انت
. يااللا يا مازن حبيبي تعالي نغير هدومنا...

مصعب بيضحك: هههههههه. مش ممكن الواد ده كارثة عليه طولة لسان، مش عارف جايبها منين. بس اكيد امه.
عطر رفعت حاجبها بتعجب: لا بجد! امه بس!؟ يمكن.
مصعب ابتسم بخبث وقام وقعد جنبها وحاوطها بإيده وبهمس: تؤتؤتؤ، هو الجميل بيتريأ ولا انا بيتهيألي...
عطر بتكتم ضحكتها: اممم. مش عارفة بس اصلك زي ما تكون كدة، مش عارف نفسك...
مصعب: اهاه، مالها نفسي بقي!

عطر: احمم. يعني اصل انت مافيش اطول من لسانك، وآدم اصلا طالعلك في كل حاجة، مش سايب منك حاجة خااالص...
مصعب قربها اكتر وباسها من خدها: بس يا رب يطلع لابوه زوقه في الحريم صايب.
عطر بغيرة: تقصد بقي انهي حريم، انا ولا ايمان،!؟
مصعب قام وسحبها من ايديها بهدوء وقامت معااه: تعالي معايا جوا وانا اجاوبك...
عطر بتمنع: تؤتؤتؤ. مش جاية، احنا خارجين، والولاد بيلبسوا وماما كمان...

مصعب شدها لحضنه بقوة وضمها بشوق: لما اقولك تيجي،! تيجي من غير كلام، سامعة.؟
عطر بصت في عنيه وابتسمت: طيب براحة وجعتني، ثم ايه ده بقي آمر!؟
مصعب غمزها وشالها ومشي بيها: تؤ، عافية، ولو عندك اي اعتراض. احب اسمع!
ودخل بيها الاوضة ونزلها وقفل الباب، وعطر بعدت وبتحذير...
عطر: مصعب. حبيبي اعقل، ماما والولاد برا، شكلنا وحش...
مصعب بيفك ازرار قميصه وبيسمعها بسخرية: اهاه. عارف
تحبي تضيفي حاجة تاني سيادتك،!

عطر بتضحك وتبعد: هههههه. ايوة، انت ناسي احنا خارجين،!؟
مصعب مكمل، بلامبلاه، وقرب منها وشدها بقوة: ايوة، ايه الجديد في كل ده! ماانا عارف، عايزة ايه بقي من كل ده.!؟
عطر بهمس: عايزاك تبعد وتسيبني اخرج، مش هينفع.
مصعب بتقليد ليها: هو ايه اللي مش هينفع!؟
عطر ضحكت على طريقته: هههههههه. اللي انت بتفكر فيه...
مصعب بيفك فستانها بهدوء: ايوة، اللي هو ايه اللي بفكر فيه،!

عطر دفنت وشها في حضنه بخجل: اللي انت عايز تعمله ده...
مصعب رفع عيونها لعيونه وابتسم: انت لسة ما تعرفيش انا هعمل اايه!؟
عطر بنعومة: هتعمل ايه!؟
مصعب همس في ودنها بإثارة: هتتفسحي وتروحي الملاهي قبل الولاد، ماهو مش عدل ابداااا. يستمتعوا وانتي لا...

عطر بصتله بدهشة وهو غمزها. : شششش، لسة ماجاش وقت الانبهار، وفري الدهشة دي، بس جمدي قلبك، والاهم تكتمي نفسك، لو صوتك طلع برا الباب ده، انتي المسؤالة. مش انا...
عطر لسة بتستوعب قصده. كانت في لحظة في دنيا وعالم تاني، مالهاش فيه اي قرار، كان هو اللي بيخطي بيها كل خطوة، هو دليلها لكل شئ، اما هو فلا يلام، عاشق مجنون، ومن حقه يعشق بطريقته...

في شقة حذيفة، چوري بتذاكر ونامت وهي قاعدة تذاكر من التعب، وحذيفة طلع من الورشة ودخل كالعادة بهدوء. لاقاها نامت وجنبها الكتب والمراجع، ابتسم واتنهد وافتكر. شكلها لما كانت صغيرة كانت دايما تنام وهي بتذاكر، وهو يرجع يلاقيها كدة، وينيمها ويغطيها، قرب منها بهدوء وبعد الكتب عنها وشالها برفق، ومشي بيها وهي فتحت عيونها بنعاس. بس غمضت تاني بتعب وابتسمت.
چوري: حبيبي انا، انت جيت امتي.!
حذيفة دخل بيها سريرها ونيمها بحنان وهمس: ششششش. نامي حبيبتي، ما تتكلميش.
چوري دخلت في حضنه بقوة وغمضت بآمان: طب مش هتتعشي.!
حذيفة ابتسم بتنام وتستمتع وبتسألوا عن العشاء، اكنها مثلا هتقوم تجهزه بحالتها دي...
حذيفة ضمها بحب وغطاها وباسها من خصلات شعرها: حبيبتي اتعشت!
چوري ببراءة هزت راسها: ماما فريدة جاتني وصممت تأكلني، واكلتني لما كنت هفرقع منها، أكنها بتزغطني زي البطة...

حذيفة ضحك: ههههههه. وليه زي ما انتي بطة جميلة وتتاكلي اهو!
چوري: ههههههه. بجد اقوم اجهزلك اكل.!
حذيفة: لا يا روحي، المهم انتي اكلتي، انا تمام مش جعاان، وعموما ما انتي في حضني، هاكل واشبع، نامي انتي حبيبتي انتي صاحية من بدري...
چوري بتعب بتغفل: اسفة، مش قادرة اقعد معاك، جسمي مكسر اوي، وبنام على نفسي. انا زوجة فاشلة صح!؟

حذيفة ضمها لحضنه بحنان واتنهد: انتي اجمل زوجة، وهتبقي اجمل واحن ام، انا حبيبتي مش هبقي مبسوط وانتي قاعدة معايا تعبانة ومرهقة لمجرد تأدي واجب، انا راحتك عندي اهم من اي حاجة، المهم انتي بطلي كلاااام وناامي بقي.
چوري بهمس وهي بتضيع في نووم عميييق: ب. ب. بحبك.
حذيفة بحب: وانا بعشقك يا نور عيوني...

وبصلها بحنان واتنهد بخوف وقلق. : اااااه يا چوري. هو انا امتي هرتاح،! امتي هبطل اخاف واقلق عليكي! قولت بقيتي في حضني وهرتاح، لكن كنت واهم، انا خوفي ورعبي عليكي دلوقتي بقي اضعااف مضاعفة، قلبي مقبوض. وخايف...

ودعي بخوف وصدق: الهي وخالقي، انت اعلم بحالي من نفسي، وفي غنا عن توسلي ورچائي، ولكنك عظيم، كريم، تچيب من دعاك وطلب لطفك ورضاك، اللهم لا تؤذيني فيها، اللهم لا تچعل منتهي ما عانيت، ومرار ما ذقت سنين، سووء، لا تچعل نهاية طريقي آلم، اللهم انك تعلم عشقي وحبي لها، فلا تعاقبني بذنب عشقي، ان كنت اللممت بذنب فعفوك وعدلك اعظم من عقابك وغضبك، اللهم عافني فيها وفي نفسي، يارب، يارب.

حذيفة ضمها اكتر واكتر وبهمس: اسلمي ليه يا معشوقتي ولا تجرحي قلبي الذي بهواكي مبتلي...
فكل دمعة تلمع في عينيك وجع، يسيل لها من قلبي دمي...
احفظي نفسك لقلبي المتعب، الذي يتألم ان مس الهوا لكي خصلات ذهب تتطاير في فضاء واسع...

نعم. نعم. اغير من نسيم يلامس وچنتيكي، يداعب خصلتيكي، يهامس عينيكي، ااااه لو تعلمي مدااا حبي وخوفي عليكي، لرحمتي قلبي ورأفتي بحالي، وتسكنتي حضني ولم تفارقي حضن من يموووت رعبااا وخوفا عليكي...
وابتسم بحب وهو بيطبع بوسة ناعمة على خدها: جميلة انتي في يقظتك ومنامك، بريئة انتي في كل احوالك...
. شقية انتي حين تحيبين، حين تعشقين، تتدللين على قلبي العاشق وتتحكمين، ولكن ليس ليه عليكي سلطان...

فحق لمالكة القلوب التدلل. وحق لمعشوقة الفؤاد التكبر...
فقولي لي بربك انتي، من يحق لها الدلال والتكبر، غير مالكة متوجة، يقف النااس من حسنها لله تعجبا وتدبر...
في بورسعيد، في شقة عصام.
حكمت وعزة. وعصام وخالد وامجد. متجمعين، وواضح عليهم ناويين على الشر...

حكمت بحرقة: . منك لله يا دنيا. قرفتينا وانتي حيه وانتي ميته. جبتيلنا بنت سماوية زيك. اه ما لازم تطلعلك. بس على جثتي. دا لو هموت مش هخلي بنتك يا دنيا تتهني بمليم واحد. هو بعد كل السنين دي. و تيجي تكوش على كل حاجة على الجاهز. اه. يا ناري اه لو اطولها البت دي. لاموتها بايدي...

عزه بغيظ: . ومين سمعك يا حكمت. البت دي مش هنخليها تعيش، ييوم واحد، دي لازم هتطلع لامها. وهيجي يوم وتفكر تاخد كل حاجة. بس الله في سماه ما هسيبها تعيش. وتشوف اليوم دا. و هندمها على اللي عملته. في خالد. وامجد. لو كانت فاكرة اننا نسينا تبقي بتحلم. بنت دنيا، وخلي جوزها ينفعها، بقي.

عصام: . مفيش غيره فاروق. هو السبب. منه لله. منه لله. هو السبب في كل اللي بيحصل دلوقتي. ما لوماكنش جوزها للشيخ لما كانت هنا، من ورانا، كانت زمانها مرمية هنا معانا ومحدش قدر ياخدها. بس هقول ايه منه لله راح جوزهم. وكمان في حمايته. ومنعنا نقتلها هي والزفت اللي جوزهاله، منك لله يا فاروق. انت السبب...

خالد: . في اييبه، يا عمي. دا ابويه مهما كان. انت ناسي انه هو قالنا انهم مش هيطالبوا باي مليم. ومش هياخدوا حاجة. فأي يوم من الايام.
عصام: . ااه. اه. يا حبيبي. دا كان الاول قبل ما الوضع يتغير. وتبقي الدكتورة حامل. يعني دلوقتي. ممكن تطالب بحقها. وتاخد كل حاجة. وانا مش هستني للحظة دي. وهقتلها وهقتل جوزها قبل ما يفكروا فحاجة اصلا، هو احنا اصلا فاضلنا ايه، علشان ياخدوه...

وبص لأمجد اللي ساكت وسرحاان وواضح انه بيدبر لشئ...
وانت يا امجد باشا. مالك ساكت كدا. هو انت نسيت اللي عملوه فيك. بسببها ولا ايه. بس قلبي بيقولي ان سكوتك ده. وراه تخطيط لمصيبة. ومصيبة كبيرة كمان.
امجد: . بابتسامه كلها مكر. وضحك: . ههههههه
طبعاااا انا امجد. بس قولولي الاول انتوا ناسييين حاجة.
كلهم في صوت واحد: حاجة ايه؟!..

امجد بتفكير: القضيه. اللي كان رافعها المحامي صاحب الزفت حذيفة. انه اتنازل عنها. يعني كدا باين هما مش عاوزين اي حاجة. من الفلوس بتاعتها...
خالد بقلق: . بس احنا ايه ضمنا. احنا مش هنستني. ولا نبقي متهددين. وتحت رحمتهم. احنا لازم نخلص منهم. وفي اسرع وقت. كمان.
امجد بيدبر. ويخطط، ومش بيرد. وساكت بس ملامحة بتقول انه واثق من هدوءه...

عزه بتصميم. : انا لا يمكن انسي اللي عملته فيكم. ومش هيبرد ناري غير موتها...
عصام بتوتر: . امجد. اتكلم قول بتخطط لايه. باين عليك. مرتب كل حاجة. ومش فاضل غير التفيذ. اتكلم وقولنا. مخطط لايه. انت بتدبر مصيبة كبيرة باين عليك كدا، قول انا عارف ابني تربية ايدي...

امجد ضحك بقوة. : . ههههه بدبر لمصيبة واحدة بس!، قول مصاااايب، وكمان للاتنين. وهيحصلوا ليهم سوا. واللي هيجرالهم هيبقي لا على بالهم ولا يخطر في خيالهم...

وبنبرة كلها كره. وحقد. انا مش مهم عندي تعيش ولا تموت. تغور، هي وهو، انا كل اللي يهمني. اني اخد اللي عايزه منها. وميفرقش معايه، تعيش تموت. حامل، مش حاامل، مش مهم عندي. انا لازم انتقم منها. هي والشيخ بتاعها على انه اخدها مني وهي موافقة وراضية وكمان اللي حصلي في بيتهم وكسري واللي جرالي، بسببهم.

بس كل المهم عندي دلوقتي. اني لما انفذ اللي عايزة. يبقي في هدوء وبعيد عن اي شبهه. او مشاكل. ولازم يتنفذ بره بورسعيد. عشان منغلطش نفس غلطكم، زماان ما تاريخ المشرف بتاعكم. عرفته، انتوا ايه معقول. تعملوا مصيبتكم القديمه في بلدكم. ما كدا اي شك. واتهام هيبقي واضح هيتوجه ليكم، وانا مش هغلط زيكم.
انا يا خالد. عايزك تشوفلي مكان في القاهرة. علشان اضمن اخد راحتي في إلى هعمله. ومحدش يفكر يتهمنا اول حد. ويجولنا بورسعيد.
لكن لما تيبقي في القاهرة. وبعيد عن مكانا. كده هنبقي في امان. و كأننا ما نعرفش حاجة. وقت ما يوصل خبر خطف، الشيخ و الدكتورة، ها. هتقدر يا خالد.
خالد بحماس: اه طبعااا.

. اقدر. انا عندي واحد. حبيبي، خدمته. في كذا حاجة. وعنده مخزن في القاهرة وبعيد كمان. في حته مترفة مش مسكونة. يعني طلبك موجود.
امجد بغيظ: . تمام اوي. كدا. كلم الراجل ده واتفق معاه، وشوف حجة مناسبه، كدة. علشان ناخد المخزن. وننفذ اللي عايزين...
اااه. وكمان شوفلي كام راجل كده. يكونوا ثقة. ويبقوا مضمونين. يعني مش هيتكلموا عن اي حاجة. او لأي حد. فاهمني يا خالد، علشان هنحتاجهم معانا.

خالد: . تمام هجهزلك. إلى طلبته. في اسرع وقت
عزه: . لو يحصل ويجيني خبرها. تبقوا بردتوا ناري منها...
مرت ايام قليلة، كل شئ هادي وعادي، بس الشر والمكر مش بيهدي ولا بيسكت، وفي ليلة في شقة حذيفة.
چوري رايحة جاية بتوتر وخوف: لا لا كدة تأخيره مش طبيعي، اانا خايفة اوي يا بابا.
بلال بقلق: والله يا بنتي انا كمان قلقان، حذيفة مش بعادة يتأخر كدة، ومايقولش رايح فين.

فريدة بخوف وقلب مقبوض: طيب يا بنتي افتكري كدة. يمكن قالك وانتي ناسية.
چوري بدأت تدمع من الخوف: والله ابدااا. كل اللي قاله رايح يسلم عربية لواحد واكدلي انه مش هيتأخر، والمكان مش بعيد، واللي هيجنني فونه مقفول، انا هتجنن. هتجنن.
چوري فونها رن رقم غريب. ردت بسرعة...
چوري: الو...
أمجد. بغل: احلا الو سمعتها في حياتي يا چوري قلبي.
چوري بغضب: انت مجنون انت مين يا حيوان.!

أمجد بمكر: تؤتؤتؤ. كدة تنسي صوتي ماكنش العشم، تنسي صوت أمجد ابن عمك، وقرب من حذيفة المتكتف وملامحه كلها غضب وغل من أمجد...
وكمل أمجد بإستفزاز: ولا نسيتي الحضن اللي كنتي معايا فيه في بورسعيد، عارفة عايش عليه لحد دلوقتي، ولا ليلة لما كنت عندك في البيت، كنتي حاجة جنااان على الاخر...
حذيفة بغضب: انت وسخ وربي لو بس تفكني لهكون قاتلك ولا ليك دية يا كلب...

أمجد ضحك بقوة: هاه يا قمر انتي عرفتي انا مين ومعايا مين.
چوري قعدت بضيااع ودموع ورعب وبرجاء: . ااا. ااامجد ابوس ايدك الا حذيفة، سيبه بالله عليك، انت ليه بتعمل كدة، ليييه!؟
أمجد بغل: علشان احرق قلبك، وقلبه، اسمعي من غير رغي كتيير، عايزة الشيخ حبيب القلب، تجيني في المكان اللي هقولك عليه ولوحدك واياك حد يعرف، وقسما بالله لو بس دخلتي مخلوق ولا البوليس، لهكون سايبهولك جثة، انتي سامعة.!؟

چوري بدموع: حححاا. حححاضر. ططيب عايزة ايه تاني، عايز فلوس!
أمجد بسخرية: وهو انتم حيلتكم فلوس يا حلوة، انتي هتيجي تمضي على تنازل عن كل حاجة، وكفاية انك هتبقي هنا
. هتسددي باقي ديونك وديون جوزك. سلام يا، يا مدام...
چوري قفلت وهي متلخبطة ومرعوبة...
فريدة وبلال فهموا وعايزين يعرفوا التفاصيل...

فريدة بدموع: ابني، ابني ضااع، انا كان قلبي حاسس انهم مش هيسكتوا، انا عارفة، ابنك هيروح في شربة مياه يا بلال، اااه يا قلب امك، ليه بس كدة ياربي، ده طول عمري طيب وعمره ما اذي حد، ليه بس.
بلال بعصبية: بس. بس يا حاجة. هتعترضي على امر ربنا، ربك هيسلم، ربك مايظلمش عبيده، وحذيفة عمره ما اذي حد. احسني الظن، احسني الظن وادعيله ينصره في محنته. قوليلي يا بنتي هو قالك ايه بالظبط.!؟

چوري بنحيب ووجع، حكتلهم اللي قاله أمجد. وقامت بسرعة
چوري بتصميم: اانا، اانا هلبس بسرعة لازم اروحله، لازم امضيلهم على اللي هما عايزينه، لازم الحق حذيفة.
فريدة بخوف: ونبقي بدل خوف وحيرة على واحد تبقوا اتنين، لا لا انا اخاف عليكي. وعلى اللي في بطنك...
چوري بنااار: مش مهم، مش مهم انا ولا االي في بطني المهم حذيفة لازم يرجع لازم.

بلال بعصبية: يا بنتي اسمعي الكلام، ما ينفعش ابداااا تروحلهم لوحدك، استهدي بالله خالينا نفكر...
چوري بجنون وتصميم: قولت نازلة يعني نازلة. حسوا بيا انا بمووت. بمووت.
ودخلت جهزت بسرعة ونزلت وبلال وفريدة ما قدروش يمنعوها...
فريدة بدموع: وبعدين هنفضل ساكتين كدة ومتكتفين، وبعيدين!؟
بلال طلع تليفونه واتصل بمصعب. وحكاله.
مصعب بصدمة: ايه! حذيفة، كمان چوري كدة في خطر...

بلال بدمعة خوف غصب عنه: اتصرف يا ابني الله يرضي عليك، انا مش بإيدي حاجة...
مصعب بغيظ: ماتقلقش يا حاج، انا هتصرف اقفل بسرعة علشان اكلم چوري، انا مستحيل اخليها تروح هناك برجليها ولوحدها، هو ده اللي هما عايزينه، اقفل وتوكل على الله وادعيلهم.
في شقة الحج بلال...
فريدة قاعدة بتعيط. وخايفة على ابنها. اللي ما عندهاش غيرة. وچوري اللي بتعتبرها بنتها. وربتها، وكبرت قصادها يوم، بيوم. ودلوقتي، كمان بقت. مرات ابنها. وحامل في حفيدها.
حاجاااات كتير. قلبها مش متحملها، وجع وخوف. ورعب، واكتر هاجس راعبها انها افتكرت الماضي. دنيا واسامه وعيلة دنيا قتلوهم ازاي. مجرد الفكرة وذكرها خالتها مش قادرة تتماسك. خايفة ان الماضي يعيد نفسه.

بلال بيحاول يهدي ويهديها: . انتي بتعيطي ليه دلوقتي. انا كلمت مصعب. وهو هيتصرف بأمر الله هو قالي كدة، وان شاء الله يرجعولنا بالسلامه النهارده.

فريده بمرار: . عارف يا حاج. انا خايفة وهموت من الرعب على ابني، ابني اللي طلعت بيه من الدنيا وماليش غيره، بس بجد، چوري صعبانة عليا اوي. انت شوفت حبيبتي كان شكلها ازاي!؟ وهتموت على ابني حذيفة ازاي!؟ وراحت للمجرمين برجلها ولوحدها، مع اننا حكينها عن اللي حصل لأمها وابوها زمان، وقرايبها المجرمين دول. قتلوهم ازاي!
وبنبرة كلها ندم. وحزن. وانا ظلمتها اوي يا حاج. كنت فاكرة، انها اتجوزت حذيفة، بس علشان رباها، وحماها. وانها كانت محتاجة حماية وآمان من اهلها وبس، بس اللي شوفته فيها النهارده. يقول غير كدا. انا خايفة عليها. ده حذيفة ابني روحه متعلقة بيها...
بلال بثقة في عدل ربنا: ربك رحيم منتقم يا حاجة. وان شاء الله قادر ينتقم من المجرمين دول. وهيرجعهم لينا هما الاتنين. سالمين، بقولك ايه.

قومي، قومي اتوضي. وصلي. وادعيلهم يرجعوا بالسلامه.
فريدة بدموع ورجاء: . حاضر. حاضر يا حاج.
ياااا رب. ياااا رب، انت عدل وما ترضاش بالظلم ابدااااا...
يا رب ردهم لينا سالمين.
واحفظهم من شرهم ياااا رب. ياااا رب...

مصعب. قفل مع الحاج بلال. واتصل بچوري. ولانه مصدوم ومتلهبط، نزل من مكتبه بيجري بخوف ولهفة، ونسي مفاتيح عربيته. ومارجعش يجبهم، فشاور لتاكسي. علشان يلحق يوصل لچوري. هو مش مستوعب لحد دلوقتي اللي حصل. حذيفة اتخطف!

صاحبه. واخوه اتخطف.! هيجنن. وكمان چوري،! چوري ممكن يحصلها حاجة. هي دلوقتي. بقت امانه عنده لحد حذيفة ما يرجع. ولو حصلها حاجة. هو عارف ان صاحبه، مش هيتحمل، يتوجع تاني عليها. هو بنفسه، شاف اتعذب. واتوجع. في حبها طول عمره ازاي، وعارف انه مستعد يموووت. بس چوري مايحصلهاش حاجة...

وهو كمان افتكر. الماضي. ودنيا. واسامه. ازاي قتلوهم بدم بارد، وكان جواه. خوف. من ان اللي حصل في الماضي. يتكرر تاني، الكل عندهم نفس الهاجس، نفس الفكرة، نفس الرعب...
مصعب بيتصل بچوري و قلقان ما تردش او تتهور وتتصرف لوحدها، وبيدعي انه يلحقها قبل ما تتجنن. وتعمل اللي في دماغها. اخيراااااا چوري ردت...

مصعب بعتاب: . الو. ايوه يا چوري. اسمعيني كويس. قبل ما تنطقي او تتكلمي نص كلمه. اياكي. تعملي حاجة. حذيفة مش هيكون راضي عنها، انا عايزك ما تتحركيش من مكانك. فاهمة،؟
چوري بدموع وواقفة تتلفت حواليها: لا. لا مش هستناك. اانا، انا لازم الحق حذيفة، اانا لو اتأخرت عليه ممكن يأذوه، انا مش عايزة اتأخر عليه...
مصعب بجدية: ارجوكي اسمعيني.

ارجوكي. انتي دلوقتي امانة، في رقبتي انا. لحد ما حذيفة يرجعلك بالسلامه، ولا انتي مش واثقة فيه.!
چوري بدموع: واثقة فيك طبعا، انت بتقول ايه. ببس بس مش هقدر اسيبه ليهم. هما ممكن يأذوه. انا همووووت. لو جراله حاجة، همووووت. مش هقدر اعيش من غيره. مش هقدر، وعياطها زاد. اكتر...
مصعب بيحاول يهديها: چوري ارجوكي. انا مش عايزك تخافي. حذيفة. دا اخويا. وصاحبي، وغلي ما ليا في الدنيا ذيك تمام...

انا مستحيل. مستحيل. اسمح لاي حد يمس شعره منه. بس ارجوكي. اسمعيني الاول. بس و قوليلي. دلوقتي انتي فين بالظبط؟!..
چوري بتحاول تتماسك: . انا في...
مصعب: . تمام. انا عايزك ما تتحركيش من مكانك انا فالطريق جايلك اهو، وخاليكي مركزة هقفل دقيقة بس وهرجع اكلمك تاني، فاهمة. قفل معاها وعمل تليفون. وقال لسواق التاكسي يطلع على المكان اللي چوري واقفة فيه، واللي مش بعيد عن بيتها كتيير...

رجع مصعب اتصل بچوري. تاني: چوري. انا قربت اوصلك، خليكي معاياعلي الفون، متقفليش الخط...

وفعلا. مر وقت قليل. وكان مصعب. وصل لجوري. وركبها التاكسي معاه...
مصعب بعتاب: كدة يا چوري! ازاي تعملي كدة.! ازاي تتصرفي بالشكل ده.! رايحالهم لوحدك! انتي مجنونة!؟
كمان ازاي. اعرف من الحاج بلال، ليه هو حذيفة ده مش اخويا، كمان، مين هيساعدك غيري...

جوري بضيااع ودموع: . ااا. اانا اسفه. والله ما اقصدش. بس انا اللي في ايدي ارجعه. هما قالولي. ان هما عايزيني امضي على التنازل. واسبلهم كل حاجة. عشان يسيبوا حذيفة. وامجد هددني. لو بلغت حد. ممم ممكن. يأذوا حذيفة.
وعياطها زاد. من خوفها انهم ممكن ينفذوا تهديدهم. ويقتلوه.
مصعب بيحاول يطمنها: . بصي انا مش عايزك تقلقي. واطمني حذيفة. هيرجع النهارده معاكي.

چوري: بتتكلم جد، ازاي!؟ يعني انت هتخليني اروحله واشوفة!؟ ببس بس انت لسة بتقول مش عايزني ارحلهم، يبقي ازاي!؟ ااانا مش فاهمة حاجة!
مصعب بهدوء: . هتروحيلة. وهتشوفية كمان. بس ازاي! دي هنعرفها بعد شوية. نشوف آدم صاحبي. وهو هيفهمك على كل حاجة.
چوري: . باستغراب. ادم! مين ده.

مصعب اتنهد: . دا ظابط صاحبي جداا. اتطمني مش عايزك تقلقي خالص. هو عرف كل حاجة. انا كلمته لما قفلت معاكي وشرحتله كل حاجة. وكمان من عرفته انهم قتلوا والدك. ووالدتك. ومنتظرنا دلوقتي. وهيفهمك على شوية تفاصيل، علشان لما تروحي عندهم نبقي مأمنينك كويس، و نعرف نرجعك ونرجع حذيفة. معاكي...
چوري اخدت نفسها وبتحاول تهدي وتتفائل و هزت راسها بالموافقة. على كلام مصعب.
مصعب: . طلع فونه. وكلم آدم.

الو. ايوه يا ادم. چوري معايا. احنا فالطريق دلوقتي. انا هلف بالعربيه شويه. عشان لو مراقبين جوري هعرف. وحظهم اني جتلها راكب تاكسي. يعني هعرف. من غير اي قلق، انت دلوقتي اطلع على بيتي عند امي. انا بعتلك العنوان، عندي أئمن مكان. استناني هناك...
وفعلا. شك مصعب طلع في محله. وفي عربية بتراقب چوري. بس بعد ما ركز عرف ان اللي فيها مش خالد ولا امجد. حد غريب، واللي باين ليهم ان چوري اخدت تاكسي. عادي.

وطلب من سواق التاكسي يهرب من العربية اللي بتراقبهم. وبعدها يطلع على عنوان والدته...
في مكان خطف حذيفة...

حذيفة: . متكتف. بس. كل اللي شاغلة. وهامه. هي چوري حبيبتة، الطفلة البريئة اللي مهما كبرت، هيفضل حامل همها، خايف عليها. هيتجنن. عايز يطمن عليها، مش عارف حالتها ايه دلوقتي! وافكار كتير بتروح وتيجي في عقله، معقول تجي هنا.! وامجد! ,وخالد! والطمع والرغبة اللي في عيونهم، واللي عنره ما هينساها، لو جاتلهم وبقت تحت ايديهم، هيهملوا فيها ايه! قلبه انقبض وهو غضبااان وجواااه نااار وغل وغيظ منهم، وبرجاء: ربي، ربي انك عدل وحق، ربي لا تؤذيني في عرضي، الا چوري، يارب. اقبضني اليك، ولا تريني ساعة كهذه، لا مش هتحمل، مش هقدر...

. باب المخزن اتفتح وسمع صوت بيقرب مش غريب عليه ابدااا. الصوت دا بالنسباله. ابشع صوت ممكن يسمعه.
امجد: . هههههههه اهلا اهلا بالشيخ. ها خمن بقي مين جاية في الطريق.؟!
حذيفة: . بنبرة كلها غضب. اااه يا امجد الكلب. قسما بربي لو فكرت تقرب من چوري. لهقتلك. ساامع هقتلك يا كلب.
امجد بإستفزاز وضحك هيستيري: . ههههههههههههه. تقتل مين؟! سمعني تاني الكلام اللي بتقوله! دا انا اللي هقتلك. سامع انا هاااقتلك. وهي كمان هقتلهاا. يا حرااام خسارة. مش هتلحقوا تشوفوا ابنكم.
حذيفة غله وبغضه و جنونة. زاد. وصرخ في امجد. : انت عملت ايه! يا حيوااان. اياك تكون أذتها...

قسما بالله لهقتلك. لو لمستها بس. فاهم والله ماهتردد. انت حسابك معايا انا مش هي. ابعد عنها. وخلص حسابك معايا، كل ده علشان الفلوس ما ملعون ابوها خدوها وغوروا في ستين داهية، بس الواضح ان الاذي والخسة في طبعكم، في قلوبكم، في نفوسكم، انتم كدة، كلااااب فلوس ودنيا...

امجد: . تؤ تؤ. اهدي يا عم الشيخ كدة وروق، اصل فيه حاجات بقي مش هينفع اخدها إلا منها هي وبس. ههههههه. بس هخليك تشوفنا. عشان تعرف وتتأكد بنفسك. انه امجد لما يحب ياخد حاجة هياخدها. مهما حصل. ومش مهم الوقت. بس المهم هايخدها. فهمتني يا شيخ...
حذيفة: انا بقولك مش هتطول منها حاجة، وافتكر كلامي.

أمجد. بغيظ من ثقته: لا هاخد منها كل حاجة. علشان تعرف كويس اني لو مااخدتش منها اللي عايزة وقتها هاخده دلوقتي براحتي. وخصوصا انها بقت مراتك، انا متأكد ان ده هيقتلك الف مرة وانت حي، قبل ما اقتلك بجد، وبيني وبينك اللي زي چوري الواحد يستمتع بيها سواء قبل جوازها او بعد، وخصوصا بعد. فاهمني انت طبعااا، عارف كانت ممكن تفلت مني او تتأخر شوية.

بس يا خسارة. الدكتورة طلع قلبها خفيف. مكالمة واحدة مني ما اتحملتش، وجاية في الطريق. عايزك بقي تخيل وهي بين ايديا. ممكن يحصل ايه. هههههههه
حذيفة بجنون. وصراخ غاضب. بعد ما سمع امجد بيهدده انه هيغتصب مراته قدامه. وبيستبيح عرضها. وعرف يوصلها. وعجزه انه معرفش يحميها، ولاول مره يحس بالضعف. والعجز. متكتف. مش عارف يحميها من الشر والاذي ده ازاي!..

حذيفة: عارف عايزك بس تلمسها، وانا والله يوم ما ايدي تتفك لهخليك تتمني الموت، ولو كنت فين هجيبك، واياك تتخيل اني ممكن ارحمك، بس انا متأكد ان ربنا مش هينولك مرادك، وبحسن ظن فيه، هعصمها من قذارة ونجاسة كلب رخيص زيك، چوري انضف واطهر من كدة، بس حاول وجرب، ارمح للشر والمعصية، ربك اذا اخذك، اخذك اخذ عزيز مقتدر.

وافتكر عمك واللي جراله، وان كان ابوك وخالد لسة دورهم ماجاش ده يخليك تتأكد انهم لسة على جبروتهم، ربك هيعاقبهم عقاب مايخطرش على بالهم ولا بالك، بس انت بالذات عديت الشر بشر. وعقابك هيكون على ايدي بإذن الله، وهتشوف.
امجد بغيظ منه ومن تصميمة. والثقة والقوة اللي هو فيها برغم قيوده وتعجيزه، الا انه واثق انه هينتصر: . بصوت عالي. نادي على كام واحد. من الرجالة اللي طلبها. وطلب منهم يضربوا حذيفة.

عاوزكم تربوة شوية. اصله على صوتة عليا. وانا مش بحب الصوت العالي.

وفعلا. فضلوا يضربوا في حذيفة بقوة بس حذيفة. كان مش حاسس باي حاجة من الضرب. اللي بيضربوة ليه. اللي حاسه هو وجع. من اللي سمعه من امجد. خاااايف. مرعوووب، ليحصلها حاجة، جواه خوف، وهدوء، شك ويقين، ثقة ان ربنا مش هيذلهم، وخوف من قضاء نافذ، چوري، دي بنته. وحبيبته. ومراته، وام ابنه. لو اتأذت هيمووووت. وكان كل اللي على لسانه. وبيردده قلبه وعقله
يااااا رب، احفظها يااا رب، يااااا رب...
شقة عايدة والدة مصعب...

جرس الباب. بيضرب، وبتفتح. لقت ادم
عايدة: . ايوة يا ابني مين حضرتك؟
ادم بإبتسامة: احممم. انا آدم. صاحب مصعب. هو قالي اجيله هنا، هو ما قلش لحضرتك،!؟
عايدة: ايوة، ايوة حبيبي كلمني وفهمني، اتفضل يا ابني ادخل...
ادم دخل، وقعد، وفجأة بدأ يشم ريحة الاكل وابتسم بمزاح. : هو. احممم. هو حضرتك يا امي عاملة ورق عنب! ولا انا بيتهيألي!؟
عايدة عقدت حاجبها بإستغراب: ايوة يا حبيبي هو انت عرفت منين.

ادم بثقة: يا ست الكل انا اجيب ورق العنب على بعد اميااال، مش خطوتين للمطبخ شمال في يمين...
عايدة برأفة: يا قلبي يا ضنايا انت جعاان...
آدم بجوع حقيقي: جعااان! حضرتك انا هموووت من الجوع، ولسة ابن سيادتك هيدخلني في حوار مش هفوق منه. ولا هطفح الا بكرة العشا...
عايدة: . هههههه من عنيه. يا حبيبي. وحظك حلو. دا انت شكلك. حماتك بتحبك. انا عاملة مع ورق العنب فراخ المشوية اللي. هدخل اجهزلك بسرعه...

ادم: . هههههه حلو اوي. تسلميلي يا ست الكل.
وجهزت الست عايدة لادم الاكل...
وبعد شويه. وادم قاعد بياكل جرس الباب رن. وشاور عايدة متتحركش. وقام يفتح الباب. وقام بطبق ورق العنب. وهو بياكل وفتح.
ادم بعصبية اكنه في بيته: . ايوه. ايوه يالي على الباب. جاي استني. اييه. احنا قاعدين ليك ورا الباب. اصبر. وفتح الباب وكان مصعب وچوري.

مصعب. متنح من منظر ادم. ماسك طبق ورق عنب. و بياكل ولا على باله. ولا قلقان، ولا حاجة.
مصعب بغيظ: انت طفس على طول، كدة، ايه يا بني ايه ده. بذمتك ده منظر ظابط!
ادم بلامبلاه: . ايه يا ابو الصعاب. ما انت عارف في وقت ورق العنب. لا ينفع ظابط ولا رابط. ههههههه ادخل ادخل دا بيتك برضوا.
مصعب بعصبية: . يخربيتك نستني. وسايبني اتكلم على السلم. وچوري واقفة. هقول ايه عليك بس، وسع كدة...
احم. احم اسف يا چوري. بس ادم. نساني بتصرفاته دي.
چوري بتيه وحزن: . ابداا. ولا يهمك. وبقلق بس هو دا الظابط اللي قولتلي عليه هيرجع حذيفة النهارده!..
مصعب: . ايوه هو ادم.
جوري بخوف: . ربنا يستر!
ادم شاف چوري ابتسم: . احم احم. انا هنا و سامع يا دكتورة. وبثقة ما تقولها يا ابو الصعاب مين ادم الحسيني. الدكتورة شكلها مش عارفاني كويس.

مصعب بثقة بيطمينها. لا بصي يا چوري. ادم. اه طفس شوية. ومجنون اوقات حبتين. بس في الشغل مش بيعرف ابوه ومعندوش اي هزار في الشغل. دا رجل المهمات الصعبه.
ومدام وعدناكي. فا اتطمني. حذيفة ان شاء الله هيرجع...
مصعب قعد: . ها قولي في دماغك فيها ايه يا ادم.

ادم ساب الاكل وقعد بجدية: . بصوا انا عملت تحرياتي. وجبت شغلهم القذر كله، وعرفت انهم متورطين مع ناس في شغل غسيل اموال، يعني ان نفدوا من جريمة الخطف والشروع في قتل، مش هينفدوا من البلاوي التانية، ووعد يا دكتورة. كمان. حق والدك ووالدتك هيرجع. مع حذيفة. جوزك
بس انا عايزك تنفذي كل اللي هقولهولك بالظبط. ارجوكي مش عايزين اي غلطة.

. كهما كانت صغيرة. علشان انا ناوي. اخليهم، ويقضوا بقية عمرهم في السجن. هما عليهم قضايا توصل لللمشنقة مش حبس بس. فاتلتزمي بكل اللي هقوله.
چوري بإهتمام: . حاضر. هنفذ كل اللي هتقوله.
ادم: . تمام كدا. بصي انتي هتعملي...
وفهم چوري هتعمل ايه بالظبط عشان تحمي نفسها وحذيفة وتخليهم يتقبض عليهم...
مصعب: . چوري. لو خايفة او حاسة مش هتقدري قولي. مش مهم هندور على حل تاني.

چوري بحماس وتصميم: . ابدا. ابدا. انا موافقة. ببس بس خايفة على حذيفة. دول مجرومين.
ادم: . انا مش عايزك تقلقي انتي هتبقي تحت عينينا. وهنسمع كل كلمه هتتقال بينكم...
وطلع آدم جهاز صغير جدااا. ودا كان جهاز تسجيل. وكمان تتبع ليها. عشان يعرفوا يحددوا مكانها بسهوله. ويبقي متسجل لامجد. واللي معاه. كل حاجة...

انتي هتحطي دا في لبسك. بس في مكان ما يتكشفش ليهم. لو حد فتشك. واحنا هنبقي جاهزين على بعد مسافة آمنة منك وهنتدخل في الوقت المناسب. اتطمني احنا معاكي.
وفون ادم رن. ادم: . الو. ها. طيب تمام.
اطلعوا انتوا بيهم قدامي على القسم. وخلي العيال. يحتفلوا بيهم.
قولهم. ادم بيه. عاوز يتعملهم عيد ميلاد ما اتعملش قبل كدا. ولو قالوا اي حاجة او اعترفوا، بلغني فورا.

مصعب عقد حواجبة: . خير يا ادم. عايزينك في الشغل ولا ايه! وعيد ميلاد ايه دا!
ادم: . ههههههه لا ابدا اصل اللي اسمه امجد دا. كان بيراقبك. ولما جيت انت والدكتورة. رجالتة اتكشفوا. لرجالتي. ومسكوهم. وزي ما سمعت قولتلهم ايه. واي معلومات هتطلع منهم. ممكن نستفيد منها. بس احنا مش هنحتاجهم في حاجة.
مصعب: . كان يراقبوني انا كمان! ليه!

ادم بتأكيد: . ايه يا ابو الصعاب. انت صدمة خطف صاحبك اخرت ذكائك وحسك القانوني ولا ايه! يعني كنت واثق انهم مراقبين الدكتورة. وانت لا. انت ناسي انت ايه. صاحب حذيفة. والمحامي بتاعهم في القضيه اللي اتنازلتوا عنها. وانك معاهم في الليلة دي من زمان، وان اكيد الدكتورة واهل صاحبك هيلجأوا ليك اول واحد...
يعني انت من اول الناس اللي هيحطها امجد تحت نظره. ويحذر منه.

بعد اذنك يا دكتورة. ممكن تتفضلي تحطي الجهاز. علشان نجهز. ونكسب وقت. ونتوكل على الله...
چوري قامت: . حاضر. ببس. ببس ممكن يا مصعب ادخل جوا دقيقة.
مصعب: ااه طبعااا ادخلي بسرعة ماما وعطر جوا. ولو محتاجة اي مساعدة هما معاكي.
چوري دخلت وعطر اخدتها في حضنها وبكت: حبيبتي اهدي، ان شاء الله ربنا هينصركم. اكيد هيرجعلك بالسلامة...

چوري بدموع: عمري ما هسامح نفسي لو عشت وهو جراله حاجة، يبقي ضيع عمره زمان علشاني وبسببي، ويضحي بعمره اللي باقي علشاني النهاردة، لا. لا كدة حرااام، حرااام.
عطر وعايدة بيبكوا، وبيهدوها وساعدوها وثبتت الجهاز كويس في مكان مش ظاهر.
وبعد شوية وجوري. فونها رن. وكان امجد...
اترعبت، وخاافت. ومدت فونها لمصعب...
دددا دا امجد. بيتصل، حذيفة! انا خايفة!، معقول حصله حاجة!؟
ادم بهدوء: . ماتقلقيش يا دكتورة. هو اكيد متصل يأكد معاده معاكي، ويعرف انتي وصلتي لفين. افتحي وكلميه عادي.
چوري بتوتر: . الو، وقبل ما تكمل كلمتها انهااارت من اللي سمعته. و. سمعت صوت حذيفة. اللي بيتألم. وصرخت عليه بجنون: حذيفة! أمجد. يا كلب عملت فيه ايه، انت حقير وسافل، انا هقتلك يا امجد على بتعمله فيه، والله لقتلك...

امجد. بسخرية واستفزاز: اظن عرفتي اني مش بهدد. لو اتأخرتي. تاني. اترحمي على جوزك. وقفل.
چوري بجنون: انا لازم اتحرك، لازم انزل دلوقتي...
مصعب بغضب: الكلب، ده هيشوف ايام يتمني فيها الموت، بس يصبر على قضاه.
چوري حطت ايدها على حاجة مخبيها وبغل ووعيد: مصعب هو انا لو قالت أمجد اتسجن.
مصعب بص لأدم بزهول: انتي بتقولي ايه! چوري اهدي احنا هنخلص كل حاجة.

چوري بدموع وتصميم وقلب بتوجع: رد عليا وقولي، لو قتلته اتسجن،!؟
آدم: كل جريمة قتل وليها عقوبة
. فيه قتل خطأ، قتل دفاع عن النفس. قتل عمد، الفكرة في اثبات نوع الجريمة يا دكتورة...
چوري بقهرة وصريخ: يعني لما ادافع عن شرفي اللي منأكدة انه عايز ينهشه، وجوزي اللي تحت ايده، وابني اللي في بطني يا مصعب، اتسجن!؟

مصعب بصلها بثقة وقوة: اقسم بالله ما هخليكي تاخدي فيه ساعة واحدة حبس، ده لو ما اتقتلش على ايدنا الاول.
چوري نزلت بسرعة وآدم جهزلها تاكسي تابع ليهم. وراحت لأمجد...
ادم ومصعب. كمان. وراها مع مراعاه. المسافة اللي تخليهم في آماان...
يا تري هيحصل ايه!؟..
وامجد ممكن ينفذ تهديده! لحذيفة. وچوري.
ويا تري ادم. ومصعب. هيعرفوا يوصلوا لچوري وحذيفة. قبل فوات الاوااان!؟..
چوري وصلت للمكان اللي قالها عليه أمجد ونزلت من التاكسي والسواق مشي زي ما كان آدم مفهموا علشان يبان لأمجد انه تاكسي عادي، چوري اول مانزلت طلعت فونها علشان تتصل بأمجد بس كان هو سابقها واتصل ردت عليه.
چوري ببرود: انا في المكان اللي بعتهولي، انت فين!؟

أمجد ابتسم بسماجة وهو واقف بعيد عنها وصعب تشوفه: دلوقتي هتقف قصادك عربية. والسواق هيقولك تركبي معاه. تركبي من غير كلام، وهو هيجيبك عندي، واول ما تركبي، السواق هيطلب منك فونك تديهوله من سكات.
چوري بشك: هو انت مش هنا! اومال جبتني هنا ليه!؟ وياخد فوني ليه...

امجد بسخرية: اصل لو طلعتي معرفة حد، او فيه مخلوق ماشي واراكي او عارف انك جاياني، يبقي كدة انتي في وچوزك في عداد الاموااات، انجزي العربية جيالك، اهي سلام...
چوري قفلت مع أمجد ولقت عربية وقفت قصادها والسواق ابتسم بإستفزاز: اتفضلي يا ست الستات.

چوري قلبها بيدق والخوف مسيطر على كل شبر فيها، غمضت عنيها بدموع واستعانت بالله وركبت. واول ماركبت السواق طلب فونها وهي ادتهوله مجبرة، وبهدوء، وسرحت في اللي دار بينها وبين آدم ومصعب...
آدم: هاتي فونك يا دكتورة.
چوري عقدت حاحبها: فوني! وانت حضرتك عايز فوني ليه!؟

آدم اتنهد: انا مش عايزه هو، انا عايز الارقام اللي عليه، يعني رقم جوزك، اصحابك اهلك، عايز كمان اي صور عادية ليكي بالنقاب او لجوزك، يعني بإختصار عايز الحاجات اللي ممكن تبقي على فونك عادي.
مصعب بشك: انت تقصد انها مش هتروح بفونها الحقيقي،!؟

آدم بتأكيد: طبعااا مش هتروح بفونها، أمجد اول حاجة هيعملها انه هياخد فونها، خوف انها تكون متراقبة او حد بيتابعها، واحنا لازم نكون مستعدين، هي هتاخد جهاز تاني وتثبته في هدومها، بس الفون ده هيحدد بالظبط كل الاماكن المحيطة بيها واماكن تواجد كل الناس اللي بتساعده، وكمان هيسجل اي حوار هيدور بينهم معاها او لوحدهم بعيد عنها، وده هيسهل لينا حاجات كتيير، نقدر من خلاللها نتدخل في الوقت المناسب، كمان؟، فونها عليه حاجات خاصة بيها. حتى لو محذوفه هو هيعرف يرجعها، احنا ان شاء الله هنقبض عليه بس تحسبااا لاي موقف، لازم نحط كل الاحتمالات، دلوقتي انا، محتاج انزل عليه، شوية بيانات. شخصية ليها علشان يبان طبيعي...

چوري طلعت الارقام والصور المتاحة انها تبعدتها وآدم سجل كل حاجة على الفون الجديد، واخده معاها، چوري فاقت من سراحنها على وقوف العربية والسواق بيلفلها.
السواق: اتفضلي انزلي يا ست الستات...
چوري نزلت بخوف وتوتر، السواق جاله فون من أمجد...
أمجد: افتحلها المخزن ودهلها لحبيب القلب، وخاليك انت واللي معاك برا ولو لمحته اي حد جاي وراها اهربوا فورنا وبلغوني...

السواق بقلق: وبعدين يا بيه احنا ما اتفقناش على كدة، هي الحكاية ممكن تكبر ولا ايه! رسيني على الحوار علشان افهم!؟
أمجد بعصبية: جري ايه يا روح امك، انت هتحط راسك براسي، ماتتنيل تعمل اللي قولتلك عليه، ياللا غور.
قفل أمجد وهو لسة في العربية ومعاه خالد...
خالد بحيرة: ممكن افهم بقي احنا هنا ليه! هي مش البت وصلت. ما تخلينا نروحلها ونمضيها ونخلص من ام الحوار ده، انا اعصابي باظت...

أمجد بتفكير وهدوء: تؤ، انا الاول لازم اتأكد انها جاية لوحدها مافيش حد وراها، وده هيبان دلوقتي لما نستني شوية لو حد وراها ومستنيها توصل ومأخر نفسه هيبان ونعرف. وقتها احنا نقول يا فكيك، ولا لينا في الليلة كلها ونبعد، اما لو فعلا ماحدش وراها هنبقي في الآمان ونروحلها...

خالد بتعجب: هههههه. يهربيت دماغ الشياطين، يعني انت سايبها هناك طعم لو حد جاي وراها الرجالة اللي هناك تلبس، واحنا في السليم، انت ياواد انت جبت الجبروت ده منين!؟

امجد بغرور: هههههههه، انت فاكرني زيكم غشيم، اروح البس نفسي في مصيبة. تؤ، انا العب على الهادي وبمزاج، اسكت بقي لما نشوف اخرتها ايه، انا هتجنن والوقت يجري بسرعة، بحلم بالحظة اللي بنت الشياطين دي تبقي بين ايديا، وديني لندمها على كل اللي عملته وقالته ليا...
خالد ابتسم: وابن عمك مالوش نصيب.!

أمجد. بسخرية: . اللي يشوفك يقول مستعد، يا عم انا خايف عليك تتفضح قصاد البت، بس عموما انت حر، انا بس اشفي غليلي منها ومن الزفت حذيفة ده، وانت ابقي اعمل اللي يعجبك...
خالد: طيب بس نخلص ونروحلها، قولي ابوك فين دلوقتي!؟
أمجد بص في الساعة: يعني على وصول من شوية كلمني وقالي انه دخل القاهرة...
عند آدم ومصعب قاعدين في عربية مجهزة وبيتابعوا جهاز چوري اللي معاها، وكمان الفون اللي اتاخد منها، وبيسمعوا كل حاجة...
مصعب بعصبية: ما ياللا بينا يا آدم انت مستني ايه تاني! مستنيهم يقالوهم!؟

آدم بهدوء: يا مصعب اهدي واركز، الواد ده مش سهل، وكون انه عمل اللي في دماغي واخد منها الفون يبقي شاكك انها متراقبة، نقوم احنا نروحله بغباوة كدة ونظهر نفسنا قبل ما هو يقع في الخية،!؟ اتقل، اتقل وسيبه يخطي برجله اليمين وانا هطمنه وادلعه. اصبر بس.
مصعب هيتجنن: چوري. انا خايف حد يلمسها، خايف حد يعمل فيها حاجة قبل ما نوصل! ربنا يستر.

آدم افتكر چوري وابتسم بثقة: تؤ، ما افتكرش، الدكتورة چوري برغم انها تبان هادية وناعمة، الا انها متوحشة وانا متأكد ماحدش هيقدر عليها.
مصعب عقد حاجبه وبصله: نعم! وهو سيادتك عرفت منين انها هادية وناعمة! لا وكمان حللت شخصيتها وعرفت انها متوحشة، وماحدش هيقدر عليها.!؟ دي مش باين منها غير عنيها!؟

آدم سند ظهره واتنهد: بص علشان بس تبقي فاهم، انا مش قصدي غزل ولا حاجة، بس يعني انت مش معايا انهم مش مجرد عيون، انا عمري ما شوفت واحدة وعنيها سحبتني كدة، واضح من خوفها على جوزها انها حد ناعم وحنين، كمان اي ست في الدنيا بفطرتها اللي ربنا خلقها عليها، مهما كانت ضعيقة وهادية، الا انها يوم ما حد يقرب من شرفها وعفتها. بتتحول لكائن متوحش، وتدافع عن نفسها بأقصي ما عندها، وبالاخص چوري.؟ اللي شوفته منها وهي بتتكلم عن امجد، والشراسة اللي في صوتها وعيونها، اكدتلي انها يوم ما تقع تحت ايد حد، يا هتموت وهي بتدافع عن نفسها، يا هتموته هو وهي بردوا بتدافع عن نفسها...

مصعب حس بغيرة من كلام آدم عن چوري، بس في نفس الوقت حس ان كلامه صح، وبدأ يطمن نفسه، انها هتحاول بأقصي ما عندها انها تحافظ على نفسها...
في المخزن اللي حذيفة مربوط چوري فيه، الاتنين اللي سايبهم امجد ومنهم السواق اللي جاب چوري، فتحلها الباب ودخلها، وبعد ما دخل وراها هي لسة بتتلفت علشان تشوف حذيفة. والسواق بص على زميله بهدوء وقبل ما يحط ايده على چوري. لفتله وهي بتشاورله بسكينة بغضب.

چوري بتهديد وغيظ: اياك يا بغل انت تفكر تحط ايدك عليا، وربنا اجيب كرشك ده نصين انت سامع!؟

السواق اتراجع وبص للسكينة: طيب خلاص يا ختي، مالك اهدي، اتفضلي ادخلي لحبيب القلب، اوعي تفتكري اني اتهوشت باللعبة دي، دي تسلكي بيها سنانك، بس انا هسيبك لحد ما امجد بيه يوصل، ولما يجي ابقي وريني القلب الجامد ده، هفرح فيكي وانا قاعد برا وسامع صريخك، بس انا عارف هو مش هيهون عليه يسبنا جعانين بعد ما يشبع منك، هيسيبك لينا، وحياتك يا ام اجمل عيون شفتها لهخليكي تقولي حقي برقبتي، علشان فتحة صدرك دي، خشي يا ختي...

سابها وخرج وقفل الباب. وچوري بتحاول تتماسك وتهدي وما تخفش...
چوري بتحبس دموعها: اهدي، اهدي يا چوري، ربك مش هيسبك. ايوة. مش ممكن كلاب زي دي تلوثك لا، خاليكي واثقة في رحمة ربنا، ايوة، ربنا مستحيل يعمل فيكي كدة...

ودخلت وبدأت تدور بعنيها على حذيفة، والمكان هادي ونوره خافت، بصت مش شايفة، لحد ما سمعت صوت بيتألم في خفوت وهمهمة مجهدة، قربت ودخلت اكتر، ولقت حذيفة متكتف وكله جروح وساند راسه وبيتمتم بكلام مش مفهوم، جريت عليه وقعدت جنبه بدموع وحضنته بقوة.
چوري: حبيبي، حبيبي عمله فيك ايه! يارب تتقطع ايديهم، يارب يتشلوا كلهم، حبيبي وحشتني، وحشتتي اوي.

حذيفة مش مصدق انها قصاده ابتسم بوجع: حبيبتي انتي! ااانتي هنا ازاي ولسييه! ازاي تيجي هنا لوحدك ازاي!؟

چوري بتعيط وبتفك قيود ايده ورجله، بسرعة وتوتر، ومسكت ايده ولمست مكان جروحه، وجروح وشة وراسه وهي بتتوجع، اكن كل مكان لمسته الوجع سمع في نفس المكان عندها هي! وليه لا. وهو روحها، مش مبالغة لما نتألم لألم اللي بنحبهم، مش مبالغة لما قلبنا يوجعنا واحنا شايفنهم بيتعذبوا، مش مبالغة لما نتمني نمحي آلمهم ووجعهم حتى لو على حسااب نفسنا...

چوري بتلمس جروحه بدموع: انا اسفة، اسفة، انا السبب، يارتني موت زمان، يارتني موت ولا اني اتسبب في اذاك بالشكل ده، يارتني اموت دلوقتي ولا ان اي حد منهم يأذيك اكتر ولا يوجعك اكتر، انا اسفة حبيبي، اسفة...
حذيفة بدموع ضمها لحضنه ودفن راسه جواه قلبه: بس. بس اوعي تقولي كدة تاني، اياكي، تتمني الموت لوحدك، منتهي الانانية انك تسبيني لوحدي...

وخرجها من حضنه وضم ملامحها بحنان وعيونه الدامعة بتحضن عنيها الباكية الندمانة على كل اللي بيحصل بسببها.
حذيفة بغيرة وخوف: انا عندي كنت امووووت الف مرة ولا انت رجلك تخطي هنا، عندي اموت يا چوري ولا اشوفك تحت ايد كلب من الكلاب دي، انتي مش ملامة، ولا مسؤلة عن نفوس مريضة، قلوب ضلمة مافهاش ايمان ولا دين...

چوري انا معاكي وجنبك، في فرحك ووجعك، ولو لينا نصيب نموت سوا فا انا راضي، راضي والله، بس. وبكي حذيفة، بس ما حدش يلمسك، ماحدش يقتلك بالحيا قصادي، ربي ما يكتبها عليا ابدااااا. چوري انا بحبك، بحبك بعمري كله، بأيامي وليالي طويلة، بحبك شبر بشبر كبرتيه على ايدي، بحبك ضحكة ضحكة، ضحكتها شفايفك وعيونك، بحبك دمعة، دمعة بكتها جفونك، چوري انتي روحي، لو دبحوكي قصادي هموتتت بدل المرة مليون قبل ما يقتلوني، ليييه جيتي هنا ليييه...

چوري بتبكي وضمت ايده وباستها ومسحت دموعه بحنان: حبيبي كان لازم اجي، لما روحي تبقي هنا لازم اجي، لا قلبي يبقي متكتف هنا وبيتعذب لازم اجي، لا عيوني اللي بشوف بيها تبقي هنا وانا زي العاميا من غيرها، يبقي لازم اجي، لو التمن موتي يا حذيفة قصاد نجاتك انا موافقة، موافقة وراضية، بس انت لا، انت لا...

حذيفة سند جبينه على جبينها بوجع: اوعديني تنقذي نفسك بأي شكل، اوعديني تبدي روحك عليا تحت اي ظرف، اوعديني تخلي بالك من ابننا لو ما رجعتش معاكي...
ورفع عنيها وضم وشها وبوحشية: انا هعمل اي حاجة، اي حاجة بس ماحدش ياذيكي، هتحمل اي حاجة علشان افديكي، بس عايزك تقامي، عافري يا چوري، احنا معانا ربنا، اكيد ربنا مش هيسبنا، انا متأكد...
چوري بشراسة ودموع: ححاول وهعافر، اقسملك ماحد هياخد مني حاجة الا لو كنت جثة، بس انا كمان متأكدة. اننا هنخرج من هنا، هنخرج من هنا سوا من غير ماحد فينا يموت، ايوة، واخدت ايده حطتها على بطنها، هنخرج احنا الثلاثة صح...
حذيفة ضم بطنها وغمض عنيه بخوف: ان شاء الله، ان شاء الله...
باب المخزن اتفتح ودخل أمجد وخالد...
أمجد بسخرية: اهلا، اهلا بملكة جمال قلبي، حمد على السلامة...

حذيفة اول ما دخلوا نزل نقاب چوري وضمها: انت لو راجل ماكنتش جبتها هنا، لو راجل كنت خلصت اي حاجة معايا انا راجل لراجل من غير رجالة تتحامي فيهم ولا ست تحبها تساومني عليها علشان تاخد حق مش حقك، بس زي ما قولتلك. لو كنت راجل، لكن انت كلب من كلاب الدنيا، وان شاء الله تكون كلب من كلاب النار...
خالد بضيق: يوووووه. هيقعد يوعظ وينصح، انزل يا عم من على المنبر ده، احنا دماغنا متكلفة، ما تفوقناش.

أمجد بإستفزاز: ما تسيبه يا عم خالد، خاليه يفك عن نفسه بكلمتين، ده حتى يا عيني على شبابه، هيشوف حاجات تشيب. اولها مراته الحلوة وهي بتتنقل من حضني لحضنك، وختامها وهو بيشوفها تتدبح قصاده، وهو يحصلها، سيبه يهلفط براحته...

چوري بغضب: والله ما حد هيدبح زي الخنزير غيرك يا خنزير انت، ده انت الكلب انضف منك، انت يا دوب خنزير قذر، بيعشق الوساخة والقذارة زي عنيه، متربي في زريبة وسط خنازير زيك، بس قسما بالله قرب، قرب يا أمجد وشوف چوري هتعمل فيك ايه، واتاكد ان مش حذيفة اللي قلبه هيتحرق عليا ولا على نفسه، امك وابوك اللي للأسف محسبوبين عليا قرابة. وهما قرابة وسخة زيكم، هما اللي قلبهم هيتحرق عليك.

حذيفة ضم چوري وبعصبية: هو انتم مش عايزين الزفت التنازل هاتوه تمضيه وغورا بيه في الف داهية...
أمجد وخالد قربوا منهم اكتر بغيظ وغل. من كلامهم وتصميهم، والاكثر قوتهم الكذابة في نظرهم وثقتهم انهم هينتصروا عليهم...
أمجد شد چوري من حضن حذيفة وحذيفة بضربه وبيعافر انه يسبهاله، وخالد شد حذيفة يبعده عنها علشان أمجد ياخدها، وحذيفة ايده متعلقة بچوري وهي كمان، بس مع ضغط أمجد وخالد افترق حذيفة وچوري...

حذيفة كل ما يحاول يبعد خالد عنه ويلحق چوري من امجد خالد يشده وضربه ويعطله، وامجد اخد چوري وبيحاول يقربها ليه وهي بتعافر وتضربه، وتخربشه، وفعلا خربشته في وشه ورقبته بغضب وشراسة واتوجع. وبعد عنها وحط ايده على رقبته بألم.
أمجد: اااه، كدة.! كدة يا بنت ال، بتخربشيني!؟
چوري بتاخد نفسها بوحشية: وهقتلك كمان لو ما بعدتش عني...
امجد بغيظ ووعيد: ماشي، وديني لربيكي تعالي بقي...

أمجد شدها بقوة وشد نقابها وحجايها ورماهم، وهي بتقاومه بكل قوتها، حذيفة اول ما شاف حجابها انكشف قلبه اطعن وبكي قبل عيونه وفضل يضرب في خالد بكل غل وغضب وجنون، عايز يبعده ويروحلها يداريها، يغطيها زي ماكانت طول عمرها...
چوري بتقاوم أمجد انه شفايفه القذرة تقرب منها او تلمسها، وفي نفس الوقت بتحاول توصل للسكينة اللي مخبياها، وفعلا وصلت ليها. وامجد. مش واخد باله، وبيقرب منها اكتر...

چوري بصتله بقوة وغضب وكره وبغض، كل احاسيس ومشاعر البغض والكراهية والنفور...
چوري: امجد.
أمجد بعد راسه عنها بياهد انفاسه وبصلها: ايه! هتسلمي اخيراااا.
چوري بغل هزت راسها: ايوة هسلم، بس هسلم روحك لربها...

وضربته في بطنه بالسكينة، أمجد صرخ بقوة وخالد اخيرا بعد عن حذيفة اللي كان بيحاول يعطله بأي شكل عن امجد وچوري، وحذيفة كمان اندهش وقربوا من امجد وچوري، وأمجد. لما چوري ضربته مال عليها بثقله كله وهي بمعافرة زقته بقوة ووقع على الارض، وخالد جري عليه وشافه غرقان في دمه...
حذيفة جري على چوري، اللي اول ما شافت أمجد بينزف وبصت لاإيديها والدم اللي فيها. اترعشت وبكت بإنهار...

چوري: ااا. ااانا. ااانا قتللته، قتلته، غصب عني طيب، كك. ككنت هعمل ايه، حذيفة ااانا، اانا قتلت، قتلت، ااانا...
حذيفة ضمها يهديها: ششششش. اهدي، اهدي حبيبتي، انتي كنتي بتدافعي عن شرفك، هو اللي شطانه غواه وقواه...
چوري بتصرخ وتبكي: ولييه يبقي على ايدي! لييه انا! ليببه ابقي قاتلة! انا حاولت ابعده والله. حاولت. حاولت، بس هو مصمم. هو اللي اجبرني اعمل كدة، هو...

خالد لسة مصدوم ومش مصدق ان أمجد مات، وبيفكر هيعمل ايه! هيقول لعمه ايه!
وفي الوقت ده الباب اتفتح ودخل عصام، ومعاه الرجالة اللي كانت على الباب، واللي كلهم انصدنوا من منظر أمجد وهو بينزف، الرجالة دي جريت وهربت من الخوف، وخافوا يتورطوا اكتر معاهم، و عصام جري عليه وحضنه بقوة.
عصام بيبكي: ابني، أمجد، حبيبي مين عمل فيك كدة، مين يا حبيبي...
خالد بخوف وتوتر: چچو. چوري هي اللي قتلته...

عصام بص لچوري اللي متخبية في حضن حذيفة: قتلتيه يا فاجرة يا. بنت الفاجرة، وديني لقتلك واسيح دمك. انتي كان لازم تموتي زي ابوكي وامك. يا سلالة الخراب انتي...
حذيفة بغضب ضم چوري: انا مراتي مش فاجرة ولا امها فاجرة، الفاجر اللي بجد هو انت وابنك، انتم اللي قلوبكم وعقلكم حاوية شياطين، شياطين بتحركم وتوجهكم، وابنك اخد جزائه وعمله...

أمجد. بيكح وبينزف وبيحاول ينطق، وبص لأبوه: بببا. ببابا. الحقني. ااانا، اانا بمووت.
عصام ابتسم ببكاء: امجد، ابني انت لسة عايش، حبيبي يا ابني، خالد بسرعة اطلب الا سعاف...
دخل مصعب وآدم ورجالتهم...
آدم: ما تقلقش الاسعاف جاية، وانتم كلكم جاين معانا...
عصام وخالد بصلهم بصدمة، خالد بإنكار: اانا. اانا ماواعرفش حاجة، هو. هو عمي عصام وامجد ابنه، هما اللي خططوا لكل حاجة. اانا، اانا ما ليش دعوة بيهم...

عصام بغضب: انت بتنكر يا كلب، ده انت وابوك قبلنا، ولا نسيت زمان، انا وابني مش هنشيل الليلة لوحدنا...

آدم بسخرية بيضرب بكفوف ايده: باااس. بااس. كلكم هتشيلوا الليلة وهتظبطوا. ما تخفوش بابا آدم مش هيزعل خد، شايل لكل واحد نصيبه، وحتى الرجالة اللي كانت بتساعدكم ماونستهمش لحقتهم هما وحاليا منتظرنكم برا. وكلوا هيتكلبش، انا جايب كلبشات بزيادة علشان الحبايب. وشاور لرجالته. ياللا كلبشوهم وخدوا الواد ده برا لحد ما عربية الاسعاف تيجي...

چوري بتبكي في حضن حذيفة: ما متش يا حذيفة ما متش، ااانا. ااانا كدة ما قتلتوش صح...
حذيفة خرجها من حضنه وضم ملامحها بحنان وابتسم: لا يا عمري ما قتلتهوش، مع انه يستاهل القتل...
چوري بصتله بحب وابتسمت: وحششششتننني. وحشششتني اوي...
حذيفة ابتسم اكتر وباسها من جبينها: وانتي يا روحي وحششششتتتيييني موووت، برغم انك ما غبتيش عن بالي لحظة الا انك وحششتيني اوي اوي...

آدم باصص عليهم ومبتسم ومصعب اتغلظ منه، وشده برا معاه...
آدم بضيق: اايييه ياعم. انا الظابط بتجرني كدة ليه، مالك.
مصعب بغيظ: مالي! مش عارف مالي! كنت عمال تتغزل في چوري وانا اسكت واعدي، ودلوقتي واقف تبحلق فيها وهي في حضن جوزها ايبه، مافيش دم...
آدم بهياام: دم ايه بس يا عم، انا لحد. دلوقتي بحاول اقنع نفسي ان كائن الملبن اللي جوا ده بشر زينا، يعني دي بنت وعايشة معانا هنا، وانا كنت متغفل وما اعرفش عنها حاجة، ويوم ما اشوف الجمال ده تبقي متجوزة. لا وصاحبك، حظ اغبر...
مصعب بغيظ وغيرة: انت بجد برغم انك جدع بس عنيك زايغة وما عندكش دم، احترم يا عم اعراض الناس، انت ايه. اومال بقي بنلوم على أمجد وخالد. وانت اهو انيل منهم...

آدم بحيرة بيحك شعره: مش عارف ليه. حاسس اننا اتسرعنا في الحكم عليهم، يعني هما بشر سيادتك، انت شوفتها كويس، يعني مستوعب اننا رجالة وعندنا مشاعر بتتحرك. يعني دي كدة ازاي انا مش فاهم، نابيهم حق صراحة.
مصعب بغيظ زقه: آدم، امشي، امشي روح قفل قضيتك وانا ححصلك علشان موقف چوري. بس عارف والله اشوفك بس بتبحلقليها هخزقلك عنيك...

حذيفة وچوري خرجوا بعد ما چوري لبست حجابها تاني ونقابها، وخرجت وحذيفة شايلها. مصعب قرب منه.
مصعب بقلق: مالها. حصل ايه.
حذيفة بخوف: چوري بتنزف، انا خايف عليها اوي. عايز اوديها مستشفي بسرعة...
آدم قرب منه بسرعة: تعالي معايا اركبوا بسرعة انا هوديكم ياللا...
في داخل مستشفي. مصعب واقف جنب حذيفة وحذيفة حاله حال! مجهد وتعبان وجروحه لسة بتنزف. جروحه اللي صمم واصر لا يداويها ولا يتطمن على نفسه الا لما يتطمن عليها هي الاول ويرتاح، كان بيتألم بخفوت ويداري الوجع، والآلم، بس كل ده يهون، كل ده هو مش حاسس بيه، كل ده ما لا يتساوي مع الوجع الحقيقي، الوجع اللي بجد، وقع قلبه، قلبه اللي مش معاه دلوقتي، قلبه اللي معاها هي، اللي معذباااه وتعباااه، قلبه عندها، جنبها. بيتألم علشانها، خايف عليها، بيدع...

حذيفة ساند راسه على الحيطة ومغمض عنيه ومنتظر حد يخرج يطمنه...
حذيفة اتنهد بخوف ووجع: ااااه، يارب، يارب لا اعتراض على حكمك ولا قضائك. ولكني ارجوا عفوك ولطفك، بس، بس كل الاختبارات دي، كل الابتلاءات دي، كتير، كتييير عليا اوي، انا مش عارف هتحمل ايه تاني ولا ايه، يارب طمني عليها، نجيها هي واللي في بطنها، ده هو كمان حلم سنين وامنيه غاليه، ونتاج حب وشوق، يارب ماتحرمني منه، يارب نجيهم سوا يارب...

مصعب واقف جنب حذيفة وصعبان عليه حاله، بس بص على آدم لقاه قاعد ومربع ايده وساكت بسرحان، قرب منه وقعد جنبه...
مصعب بإستغراب: هو انا ممكن افهم انت قاعد هنا ليه! يعني مش المفروض تروح تكمل شغلك،! انت منتظر ايه بالظبط.!؟
آدم بصله بضيق واتنهد: انا عارف دماغك فيها ايه، بس انا مش هرد عليك، علشان انت عارفني كويس، فبلاش الشك والاسئلة المريبة دي، ماشي يا ابو الصعاب.

مصعب اتنهد بغيظ: لا هسأل ما هو انا مش مرتاح، انا مش عاجبني اللي قولته في حق چوري، دي مهما كانت متربية على ايدي وكمان في عصمة راجل، ومش اي راجل، ده صاحب عمري.

آدم بتأفف: اوفففف. يا مصعب. يا مصعب، مالك يا بابا فيك ايه. هاه.! انت محسسني اني مثلا اغتصبتها هو انا عملت ايه! كل اللي قولته عادي، واحد شاف واحدة حلوة ومش حلوة بس، لا دي مغرية جدااا. وقال رئيه ايه بقي الدنيا اتهدت، شوفتني روحت قولتلها، ولا عملت ايه، مش فاهمك...

مصعب بعصبية: ايوة غلط، هي اصلا طول عمرها متدارية ما حدش بيشوفها، وللأسف يوم ما اتلمحت كل عين شافتها طمعت فيها وانت منهم، اللي المفروض تكون من اللي حمايها بقيت من حراميها، ثم تعالي كدة نقلب الايه، لو چوري دي مراتك انت. كنت هترضي وتقبل انا ولا غيري نبصلها ونتغزل فيها! كنت هترضي نقعد نتفنن في مفاتنها، زي ما سيادتك عملت...

آدم عقد حاجبه بغضب، ولما فعلا استشعر الحالة. وحط نفسه مكان حذيفة. حس بغيرة وبرفض ونفي: لا لا طبعااا مش هقبل.
مصعب ابتسم: هو ده بقي آدم اللي انا اعرفه، مش اللي استحل حرمة غيره...
آدم للحظة حس انه اتسرع وندم، وان ده مش طبعه هو ايوة بيحب الستات والحلوين بالاخص، بس اللي بتبقي بتستعرض ده بمزاجها وإيرادتها، مش واحدة زي چوري اتغدر بيه وانكشف شئ منها غدر وغصب، كان اولي يبعد مش يحقق ويتفحص ويتغزل...

بص لمصعب واتنهد وحك شعره بندم: بس انت صح، اانا اسف. مصعب انت عارفني انا ايوة بعرف ستات بس عمري ما بصيت لواحدة تخص غيري، بس مش هننكر انها تفتن، وبجد. والله مش قصدي حاجة. هي نعمة انها منتقبة ده صاحبك والله واخد ثواب فينا، انه مخبيها...
مصعب بغيظ: تاني! تاني يا آدم، آدم وحياة ابوك امشي، امشي روح شوف شغلك.

آدم بمزاح: هههههههه. الله! ماهي كمان شغلي. مش هي وأمجد الزفت هنا في المستشفي، وهي اللي ضرباه بالسكينة، يعني القضية كلها عندي، وهما طرفين فيها، ايه بقي! اقعد اشوف شغلي ولا امشي علشان ارضي سيادتك، سيبني بقي اشوف شغلي.

مصعب بغيظ منه جز على سنانه: اااخ منك، بس هقول ايه ربنا يرزقك بواحدة تتوبك وتخليك تكره صنف الحريم، وبتفكير، اقولك وهتعب نفسي ليييه، روح ربنا يرزقك بواحدة تؤام بنت فتحية يا آدم يا ابن. امك اسمها ايه!
آدم عقد حاجبه: امي ليه! امي اسمها سعاد...
مصعب كمل: يرزقك بتؤمها يا ابن سعااد. يا قادر يا كريم علشان تتعظ.
آدم بتفكير: بس قولي مين بنت فتحية دي! دي حلوة كدة ولا ايه! شكلك بتدعي بقلب،!؟

مصعب بيكتم ضحكته: لا هو القصد مش الحلاوة. دي حاجة فانية يا معلم، انا بدعيلك باللي تعدلك وتوبك، اسمع مني بس وقول آمين.
آدم عقد حاجبه بحيرة: امممم. آمين، بس بقولك ايه، انت متأكد ان چوري دي مالهاش اي قرايب غير عيلة امها، العيلة الواطية دي، يعني بنت عم ولا بنت عمة ولا حاجة من ناحية ابوها كدة، تكون تشبها كدة، اااخ لو طلع فيه ده انا ابوس دماغك...

مصعب ضحك: ههههههه. لا لا مالهاش حد خااالص. هي وحيدة كدة، بس انت لو ربنا رزقك بواحدة زي بنت فتحية هتبوس رجلي اشيل عنك اللعنة دي. هههههه‍ههه.
آدم بغيظ: انا قولت برضوا، بتدعي بحرقة كدة، روح منك لله، شكلها تسد النفس، وببواختك بتخليني آامن وراك، ربنا ينتقم منك...
خرجت الممرضة وندهت لحذيفة وبتكلمه...
آدم بفضول: بقولك ايه تعالي نشوف ايه الاخبار، شكلها كدة بتطمنه على چوري، وقام ومشي خطوتين...

مصعب قام وراه وشده من دراعه وخالاه هو اللي وراه...
مصعب بغيظ: انت مافيش منك فايدة...
آدم ببراءة: والله علشان القضية ثم ده شعور انساني خاليك متفاهم بقي.
مصعب بسخرية: شعور انساني، يا اخي كتك ضربة في شعورك ده، اللي قرفنا بيه...
الممرضة لحذيفة: اتفضل حضرتك. تقدر تدخل للمدام تطمن عليها وكمان الدكتورة عايزة تطمنك بنفسها...
حذيفة اتنهد براحة ودخل معاها لچوري واول ما شافها قرب من سريرها بلهفة وضم ايديها بخوف.

حذيفة: حبيبتي وأميرتي، حمدلله على سلامتك، انتي كويسة دلوقتي!
چوري ابتسمت بتعب واجهاد: الحمد لله انا كويسة، اتطمن حبيبي علشان خاطري...
الدكتورة ابتسمت هي والممرضة وبصوا لبعض من لهفتة حذيفة وچوري على بعض...
الدكتورة: حمد لله على سلامة المدام يا. شيخ حذيفة، انا طبعااا عرفت اسمك وحفظته، مدام چويرية، مافيش على لسانها غير حذيفة، عايزة اشوف حذيفة، طمنوني على حذيفة، انا خايفة على حذيفة، مش ممكن احنا كلنا حفظنااه...
چوري ابتسمت بخجل من الدكتورة والممرضة، وبصت لحذيفة بحب. : اعمل ايه بس، ما عنديش اغلي منه علشان اخاف واقلق عليه...

حذيفة ابتسم بسعادة وباس ايديها: ولا انا يا مالكة قلبي عندي اغلي منك، انتي روحي، وبص للدكتورة بحياء، احممم. حضرتك طمنيني عليها هي بقت كويسة! واخبار النزيف ايه.! وبتردد. وو. ووالطفل اخباره ايه!؟

الدكتورة ابتسمت: الحمد لله ما تقلقش، هي بس واضح من اللي اتحكي وعرفناه. انها كانت تحت ضغط عصبي ونفسي شديد، كمان ضغط جسدي، المعافرة والمقاومة اللي حصلت. مع الخوف والرعب، مع القلق والتوتر، كل ده كفيل. يضيع كل حاجة، بس الحمد لله الدكتورة الزميلة عن قريب، قوية واتحملت، والموضوع كله شوية نزيف بسيط بس من تأثير اللي حصل، احنا ظبطنها كل حاجة، واخدت محاليلها ومثبتات علشان الحمل، ومحتاجة حاليا بس تفضل معانا 48. نطمن عليها واالنزيف يقف وان شاء الله كل حاحة هتبقي تمام، انا هسيبكم بقي ولو محتاجين حاجة مني خالي الممرضة تبلغني، وااه ياريت حضرتك تخلي حد من الجراحين يشوف جروحك دي انت مش واخد بالك انك بانزف، كدة الجرح بيبرد والخياطة هتبقي صعبة، ياريت تشوف نفسك، هي بقت كويسة، عن اذنكم...

خرجت الدكتورة وحذيفة اتنهد براحة مؤقتة، هو لسة لا هيرتاح ولا يهدي، الا لما تخرج وترجع معاه بيته...
الممرضة: هاه يا شيخ جاي معايا نروح للدكتور يخيطلك الجروح دي ولا ايه!؟
حذيفة قعد جنب چوري بتعب وارهاق ومسك ايديها بحنان: حاضر انا خارج وراكي حالا اتفضلي انتي وانا جاي وراكي...

خرجت الممرضة وچوري ضغطت على ايده بقوة وعتاب: لييه كدة يا حبيبي.! ازاي تسيب نفسك كدة، انت مش شايف جروحك وشكلك عامل ازاي! كنت مستني ايه تاني!؟ طب ماكنتش بتتوجع.!؟

حذيفة ابتسم بحب وضم ايديها وباسها بحنان وراحة: كنت مستني روحي. تترد ليا، مستني قلبي يرجع يدق من تاني، مستني نور عيوني ينور من جدي، مستنيكي ومستني اتطمن عليكي، ثم وجع ايه يا كل الوجع انتي، هو فيه وجع بعدك.! في آلم غيرك! چوري انا عشت سنين بتألم واتوجع قبلك، وانا وحيد حزين قبل ما اصارحك، وتعترفيلي، عشت سنين بجرح وناار وانا بكتم حبي وعشقي، كنت متخيل ان ده وجع وآلم، كنت متخيل ان ده عذاب، كنت فاكر ان ده منتهي الوجع، وان مافيش اصعب من كدة...

وبحزن باس ايديها بقوة: لكن اللي حصل ده كان دبح، تقطيع لكل شبر فيا، الخوف والرعب اللي عشته بسببك خلاني يمر عليا الوقت سككاكين تمزق فيا، تمر الدقايق خناجر بتطعن فيا، وغمض عنيه بوجع وغيظ، ولحظة ما شوفتك بين ايدين الكلب أمجد، انا كنت بموووت يا چوري، لو اقولك مهما اقول، لو اوصف مهما اوصف، لا هحكي ولا اقدر اعرفك عن اللي كنت حاسه وقتها، حتى لما ربنك نجاكي ونجاني، خوفي ورعبي عليكي وانتي فجأة بتنزفي قصادي وخوفي على اللي في بطنك، انه يروح، چوري احنا ايوة لو الطفل ده كان راح لاقدر الله ربنا كان هيرزقنا بغيره، بس ده بالذات ماكنتش عايزه يروح، وضم بطنها برفق، ده كان لحظة شوق ولهفة، لحظة حنين وحب، لحظة عشق وغرام، مهما عدت علينا ايام وليالي عمرها ما هتكون في حلاوة وجمال اللحظة دي، الطفل ده مش مجرد طفل، لا. ده اول زرعة لينا سوا نفسي ربنا يبارك فيها وتطرح على خير، مش عايز اول أمل لينا واول حصادنا يكون زرعة ميتة، وجاية تقوليلي وجع وجروح.!، اومال كل ده يبقي ايه!؟..

چوري كانت بتبكي من كلامه كل كلمة، وكل دمعة بتضوي في عيونه، كل تعبير بيحرك ملامحه، كل ضغطة من ايده على ايديها وهو بيتكلم معاها، كانت بتوجعها...

چوري بأسف: انت ازاي كدة! ازاي طول الوقت جواك المشاعر دي! انت يا حذيفة مستحيل تكون بشر زينا! انا اكبر محظوظة في العالم علشان ربنا يجعل نصيبي معاك، علشان انا دون عن كل بنات حواء، تحبني وتتجوزني، انا اسفة يا حبيبي، اسفة، اسفة اني كنت سبب آلمك ووجعك كل السنين دي ولحد النهاردة بوجعك واتعبك، اسفة...
حذيفة ابتسم: لا يا أميرتي الحلوة لا تتأسفين، فكم قولت لكي بملئ فيه.

. تدللي عليي، ولا تبالي فحق لكي الدلال، يا من تخطوا على قلبي المتيم بعشقها ولا تبالي، أنتي ماليكة قلبي ومحبوبتي...
فمهما تمنعتي وتدللتي فلن اشتكي، فمن ذاق الخوف عليكي، وتمزق قلبه رعبااا عليكي، يحمد خالقه على رمشة من چفنكي الساحر ترضي عينيه الساهرة شوقا اليكي...

چوري ابتسمت و اتنهدت بهيااام: اااااه ياربي بقي انا عايزة اروح البيت، بيتي وحشني اوي، منك لله يا أمجد. يا ابن حكمت تتشوي في نار جهنم ان شاء الله، ماكنا مبسوطين ومقضينها اهداف وضربات جزاء، وهجمات مرتدة، يخربيته...
حذيفة ضحك بقوة من جنونها: ههههههههههههه. يخرب عقلك يا مجنونتي انتي، احنا في ايه ولا ايه، نتطمن عنك الاول بس وبعد كدة ربك يحلها...
چوري غمزته بشقاوة: وحياتي اضحكها تاني يخربيت ضحتك يا شيخ...

حذيفة ضحك اكتر بجنون: لا لا انا خارج اروح للممرضة، انتي كدة بتراوضيني عن نفسي، وانا ممكن اضعف وتبقي فضيحة في المستشفي...
چوري بدلع: تؤتؤ، كدة تسيب چوري حبيبتك وتروح للممرضة، تعالي قرب جنبي هنا وانا هداوي جروحك يا قلبي ولا الحوجة للدكتور ولا اي حد، تعالي بس اسمع الكلام...

حذيفة: هههههههههه. ااااااه اعمل فيكي ايه بس يا مصيبة حياتي انتي، واتنهد بشوق وقرب منها وبهمس، بحبك، هقولها بعلو صوتي، بحبك وماحبتش غيرك، ولا بتمني من الدنيا وملازاتها ومغرياتها، وكل نعمها غيرك انتي، انتي اجمل ما في الدنيا، انتي فاتنتي الشقية، مجنونتي الصغيرة اللي متربعة على عرش قلبي ومتحكمة...
چوري ابتسمت بحنان: قرب يا ذيفو قرب. وحياتي جنبي. هنا.

حذيفة ابتسم وقرب وقعد جنبها على سريرها وهي قربته اكتر وفاجأته انها باسته بقوة، وهو برغم انها وحشاه اكتر ماهو واحشها بس كان خايف يقرب يتعبها بس لما هي اخدت الخطوة دي هو كان صعب يتماسك وقربها ليه اكتر وضمها لحضنه بشوق وهو بيغيب معاها انفاس دايبة ومشتاقة ومهلكة من الخوف والوجع والشوق، بعد وقت كبيير بعد عنها وانفاسهم مجنونة زيهم...
حذيفة بياخد نفسه وابتسم: مش بقولك مجنونة، بحبك...

چوري ابتسمت بتعب: مجنونة بيك يا مجنون چوري، بحبك، بححححببببك...

عدت ساعات الخطر وچوري خرجت مع حذيفة ورجعت البيت، وبالنسبة للقضية فكانت كبيرة ومتشعبة وفتحت على عصام وخالد وامجد. قضايا تانية واتهامات كتيرة، اما عن الجزء الخاص بچوري ومحاولة قتل أمجد فده كان سهل على محامي شاطر زي مصعب انه يقدر يثبت انها دفاع عن النفس واللي حلصها هي وحذيفة واثبات الخطف والاعتداء ومحاولة هتك العرض، كانت كل دي ادلة خلته يقدر يساعدها وينفي عنها اي تهمة، ومصعب كمان استغل الوضع وطالب بحقها وميراثها وفعلا كل حقوق چوري رجعتلها، واخدتها...

مرت شهور وايام وحذيفة بيلازم چوري زي ضلها اكتر كمان من الاول، معاها دايما، كمان حملها بيكبر وبتتعب مع مذاكرة واجهاد، كان بيتألم علشانها بس جنبها ومابيتخلاش عنها...
مصعب وعطر كمان الايام بتمر وتعدي عليهم إلى حدا ما في سلام وهدوء، وفي ليلة باليل، في بيت مصعب، كانوا كلهم قاعدين بيتفرجوا على الTv. مصعب وعطر ووالدته عايدة والاولاد آدم ومازن، جرس الباب رن ومصعب قام يفتح، واتفاجأ بإيمان، ملامحه اتغيرت واتضايق...
مصعب بضيق: اهلا! خير جاية ليه!؟
إيمان بحرج: ااانا، اانا كنت، ككنت جاية اشوف آدم، انت بقالك اسبوعين ما جبهوش عندي ولا شوفته.

مصعب حط ايده في جيبه بهدوء: كنا مسافرين الغردقة ولسة جاين الصبح، ماحصلش حاجة يعني. من كام يوم انا مش خاطفه.!
ايمان بعتاب: بس كنت على الاقل تبلغني، انا بقالي اسبوع هتجنن وانت مش بترد عليا وفونك دايما مغلق، واترددت كتير اجي هنا بصراحة بس، بس ابني وحشني، يمكن انت مش فارق معاك علشان جايلك غيره في الطريق بس انا ماعنديش غيره...

مصعب بصلها بغيظ وعتاب: انتي اللي رسمتي طريقك مش انا. وانتي كمان اللي جازفتي بإبنك وكنتي هتضيعيه، مش انا، وكل اللي انتي فيه نتيجته تصرفاتك انتي ما تلوميش غيرك وتحمليه نتيجة خطأك...
عطر قربت منهم وبهدوء ابتسمت: ااا. ااهلا يا ايمان اتفضلي، هو انت يا مصعب هتقف تكلمها كدة على الباب اظن ما ينفعش. اتفضلي يا ايمان آدم حبيبتي جوا بيتفرج على التلفزيون تعالي...

ايمان مسحت دموعها ودخلت مع عطر وقعدت وآدم خرجلها وجري عليها وحضنها...
آدم بفرحة: ماما وحشتيني اوي.
إيمان ضمته بدموع: كدة، كدة تسيب ماما كل ده من غير ما تسأل عنها.!؟ لو كنت وحاشتك كنت كلمتني او قولت لبابا يكلمني. هانت عليك ماما يا آدم!

آدم خرج من حضنها وملامحه حزنت بتأنيب لنفسه انه فعلا نسيها: انا اسف يا ماما، مش هغيب عنك كدة تاني، وبمنتهي البراءة اكنه لاقي حل كان غايب عن الكل، طب ايه رئيك تيجي تعيشي معانا هنا، وكلنا نبقي سوا انتي ليه عايشة لوحدك،!؟
كلهم سهموا من رد آدم وإيمان بصت لمصعب بعتاب ورجاء. : اسأل بابا حبيبي، هو اللي عنده الاجابة. مش انا...
مصعب فتح عنيه بصدمة وبصلها بغيظ، وعطر مسكت ايده بتهديه...

مصعب بعصبية: ننننننعم يا هانم.! بابا مين! انا اللي اتسأل!؟ ايمان ماتفوريش دمي، انا مش عايز اعيده تاني قصاد ابنك...
ايمان بحزن هزت راسها: عندك حق. مش هنعيده تاني، بس. اانا كنت عايزة منك طلب ياريت تساعدني فيه، ممكن.!؟
مصعب مش عارف هدوئها وانكسارها وزوقها في الكلام ده واللي غريب عليه. ده سببه ايه! معقول حقيقي! ولا تمثيل ووراها مصيبة جديدة، محتار مش عارف يقرر الحقيقة.

مصعب بترقب وهدوء: اتفضلي عايزة ايه!؟
إيمان: عايزة اشتغل عندك في المكتب، انا حاسة اني كنت ضايعة. سنين عدت عليا ورجعت في النهاية لنقطة الصفر، حياتي معاك انتهت
. وآدم انت اخدته مني، ومابقاش فاضلي غير شغلي ونستقبلي، احاول ارجع يمكن انجح في حاجة، هاه هتساعدني!
مصعب اندهش اكتر من طلبها وقلق في نفس الوقت! عايزة تشتغل! وعنده في مكتبه!
مصعب بتردد: اصل
. اصلي المكتب.

لا لا صعب تشتغلي عندي. ثم انتي بقالك سنين بعيد عن الشغل والقضايا، واكيد نسيتي كتيير. ووانا كل القضايا اللي عندي مهمة وصعب اجازف بصراحة.
ايمان اتنهدت بخيبة امل: مافيش مشكلة ااانا هسأل وادور في اي مكتب تاني...
مصعب جواه احساس غريب اول مرة يكون مش متحامل عليها!، اول مرة يحس انها ندمانة،! اول مرة يشوف انكسارها،! اول مرة يلمح تصميم وطموح حقيقي مش مزيف.!

مصعب قام بعصبية ودخل اوضته، وعطر محرجة من ايمان...
عطر ابتسمت بتوتر: حبيبتي انتي منورانا، وبجد انا فرحانة انك هترجعي تشتغلي. يابختك، اانا للأسف عمري ما اشتغلت، كمان ما كملتش دراستي للنهاية، ربنا يوفقك وتحققي كل اللي بتحلمي بيه.

ايمان ابتسمت وبصتلها بندم: عارفة يا عطر! انا من كام شهر بس ماكنتش بكره حد قدك انتي ومصعب، بس الفترة اللي قعدتها لوحدي. بعد كل اللي حصل جوازك من مصعب، المصيبة اللي كنت هعملها وكنت انا اللي هكون الضحية، ابني اللي اتحرمت منه، فجأة لقيت نفسي فاشلة بدرجة امتياز، فين حياتي!؟ فين انا،!؟ كل حاجة رجعت اتعادت قصادي وكل لحظة كنت بعند وبكابر وبغلط بتصميم، كنت بتمني اوقفها وارجع الزمن واغيرها، واكون حد تاني غير العميا اللي كانت متغمية ومكابرة ومش شايفة غلطها...

انا لما فكرت مع نفسي يا عطر لقيت انك انتي كمان كنتي ضحية، رامز جوزك من يوم طلاقك وهو الستات اللي طالعة اكتر من اللي نازلة، العمارة كلها اشتكت منه.

وعايزين يمشوه ويخلصوا منه، ومن فترة سمعنا صريخ وضرب كان بيضرب واحدة من اللي جايبهم سرقته، افتكرتك، قولت لما عمل في دول كدة، اومال هي اللي كانت تحت ايده كان بيعمل فيها ايه!، عطر انا بيتي كان من قش وضعيف اي شوية ريح قوية كانت هتطيره، وكان مسيره في يوم يتهد بيكي من غيرك، كان هيتهد، انتي يمكن ربنا بعتك لمصعب وبعته ليكي علشان كل واحد يعوض التاني، مصعب عمره ما حبني ولا عمره كان هيحبني، بس حبك، انا دلوقتي مش جوايا حاجة ليكي، لا بحبك ولا بكرهك، كل اللي عايزاه وبفكر فيه ازاي ابني نفسي وازاي اكمل حياتي، ازاي اكون ايمان جديدة غير اللي عرفتها...

عطر قربت منها بدموع: صدقيني عمري ما كنت عايزة ابوظ حياتك، وانتي بنفسك قولتي، كل واحدة فينا كان بيتها من قش ضعيف ومهزوم، ولما الريح قويت اتهد غصب عننا، وكل اللي حصل من البداية واللي حصل بعد كدة ولحد النهاردة، قدر ونصيب، قدر وقضاء اتكتب علينا نعيشه، بس انا اكتر حاجة مفرحاني انك مش بتكرهيني، حتى لو مش بتحبيني، كفاية انك مش كرهاني...

ايمان ابتسمت: لا يا ستي مش بكرهك، كمان كفاية انك بتحبي آدم وبتعامليه بحنية، بس عارفة انا هحبك امتي.!، لو اقنعتي مصعب انه يشغلني عنده في المكتب، اانا مش عايزة اجرب واشتغل عند حد ما اعرفهوش...
عطر ابتسمت وقامت: خلاص وعد ححاول اقنعه خاليكي هنا بقي جايلك...
عطر دخلت لمصعب أوضته لقته قاعد بيشرب سيجارة وبيفكر، قربت منه وهو ابتسم...
مصعب: مصدقاها!؟
عطر قعدت قصاده وابتسمت: سمعتها!؟

مصعب سند ظهره وغمض عنيه واتنهد: ايوة، سمعت كل كلمة، محتار يا عطري، محتار اصدقها تاني وخايف تغدر، لو غدرت بيا المرة دي انا مش هضمن نفسي ممكن اعمل ايه، خايف على آدم...
عطر بيقين: بس انا قلبي بيقولي انها اتغيرت، والله حاساها واحدة تانية خالص، وبتردد، كمان، كككمان في حاجة عايزة اقولك عليها...
مصعب غمض عنيه بغيظ هو متوقع طلبها: اياكي! اياكي يا عطر تكوني بتفكري بالغباء ده.! تبقي اتجننتي!؟

عطر اتنهدت: رجعها، رجعها واهي اتغيرت، كمان علشان آدم.
مصعب اتنهد منها وضم وشها بحنان وابتسم: انتي! عايزاني ارجع ايمان! عايزة غيرك تشاركك فيا!
عطر بحزن: نفسي اخليها مبسوطة، يمكن احس ان انا فعلا ما كنتش سبب بعدكم.
مصعب ابتسم اكتر وشدها واخدها تقعد في حضنه: حبيبتي اولا خلاص بقي عايزة اثبات ايه اكتر من كدة، ان انتي مالكيش دخل بيها ولا بطلاقها، كمان انا يا عطري لو رجعت ايمان هبقي بظلمها للمرة التانية، انا ظلمتها وظلمت نفسي اول مرة لما اتجوزتها وانا ما بحبهاش. ولا هي بتحبني، كانت جوازة روتينية مش اكتر، وكانت النتيجة كل اللي وصلنا ليه. بس خلاص كل حاجة خلصت وعدت. بس لو رجعتها تاني كدة هظلمها اكتر، لاني بحبك انتي وعايزك انتي وهفرق بينكم في كل حاجة، وانا في غني عن ده، انا موافق اشغلها عندي في المكتب وهتفضل تتتدرب فترة لحد ما تسترجع كل حاجة، وكمان هحطها تحت عنيا لحد ما تقبتلي انها اتغيرت بجد، وربنا يسعدها ويوفقها وتلاقي واحد يحبها وتحبه، بس صدقيني هنكرر غلطة اكبر وابشع لو رجعنا لبعض...

عطر ابتسمت وحضنته بقوة وهو كمان حضنها اكتر وابتسم: يخربيت ده حضن مزيكا ياجدعااان. بقولك ايه يا روحي انا، ما تجي في كلمة كدة على الماشي...
عطر ضحكت: هههههههه. لا مش وقته ايمان برا، بعدين لما تمشي...
مصعب غمزها: وماله، بس بقولك ايه جهزي نفسك الليلة في مسابقة عض...
عطر ضحكت بقوة: ههههههههن. حرااام عليك، الواد اللي جوا ده ذنبه ايه في كل المسابقات دي، ده كدة هيتولد يشارك في بطولات دولية...

مصعب ضمها وضحك: ههههههه. وماله يا قلبي، ده ابن ابو الصعاب بذات نفسه، لازم يتعلم من ابوه.
عطر: طيب ياللا بقي نخرج لإيمان.
مصعب قام معاها: ايوة ياللا علشان تمشي، المسابقة معادها قرب. وانا سناني بتكلني...
عطر: هههههههه. ااااه من سنانك دي معلمة في كل حتة منك لله...
مصعب قربها لحضنه وابتسم بهدوء: لازم اعلم واحدد معالم سلطتي عليكي، بس قولي الحق، بتحبي عضي ولا لا!؟

عطر ابتسمت وهزت راسها وهمست: بحبك انت اكتر...
مصعب ابتسم بحب وقربها اكتر وباسها بحنان: بحبك يا عطري، بحبك.
آدم فتح الباب ودخل: انتوا بتعملوا ايه.!
عطر بعدت عن مصعب بخجل وتوتر، ومصعب بصلها بدهشة.
مصعب: مالك في ايه ده بتنا واوضتنا هو انا واخدك ورا شجرة في شارع ضلمة، انتي حريتي كدة ليه!

عطر بخجل شاورت على آدم. ومصعب جز على سنانه ومسك آدم من هدومه: وانت يا اخرة صبري، يا عملي ارضي. حد يدخل كدة من غير ما يخبط، اييه داخل زريبة...
آدم بتأفف: مش ده المهم، المهم كنتوا بتعملوا ايه!
مصعب بص لعطر وضحك وبغيظ من آدم: طنط عطر كانت عنيها بتوجعها وبشوفهالها، ارتاحت.
آدم: ااااه طيب، تعالي بقي كلم ماما علشان عايزة تمشي.
خرج مصعب مع عطر لإيمان...

مصعب: ايمان انا موافق تيجي تشتغلي عندي في المكتب، بس كام شهر كدة تدريب تفتكري فيهم الشغل، وبعد كدة ربنا يسهل.
إيمان فرحت بجد وجريت على مصعب وحضنته واتعلقت فيه.
إيمان: بجد، بجد متشكرة اوي يا مصعب اوي، ربنا يخليك ليا...
مصعب واقف مصدوم ومش عارف يفسر تصرف ايمان ده بإيه، دي عمرها ما حضنته باللهفة دي وهي مراته، وعطر زيها زي اي ست حست بغيرة في اللحظة دي...

آدم قرب من مصعب: بابا هي ماما ايمان عنيها بتوجعها وانت بتشوفهالها زي طنط عطر،!
ايمان بعدت عن مصعب بحرج: ااانا، اانا اسفة ده بس من فرحتي...
مصعب: احمممم. لا عادي ولا يهمك، ااه حاجة كمان. ومسك آدم من هدومه وابتسم، آدم هيرجع معاكي ويعيش معاكي تاني، بس توعديني تخالي بالك منه...
إيمان بسعادة: اوعدك، اوعدك...
مصعب نزل جنب آدم ووشوشه: ابقي وريني بقي هتحط منخيرك في حياة مين يا حشري...

آدم غمزه: لما اجيلك اجازة هتفرج عليك.
وانت بتكشف على عين طنط عطر.
مصعب مسكه من ودانه: ولا انت متسلط عليا...
آدم: اي. اي، اوعي يا بابا، ياللا يا ماما نمشي بقي، وبص لمصعب بسخرية، اصل بابا عنده موضوع مهم انا حفظه كويس...
مصعب بغيظ: كان يوم اسود يوم ما خلفتك يا ابن الكلب انت.

عدت شهور حمل چوري بتعب والم وضحك وفرحة. زيها زي اي واحدة فينا، وكمان عطر محصلاها فرقهم شهور بسيطة، وولدت چوري وكانت مفاجأة انها ولدت تؤام بنتين وشبه بعض والغريب انهم ماكونش بيظهروا اتنين في اي اشعة، بس وقت الولادة كانوا بنتين وكانوا خليط من ملامح وشبه حذيفة وچوري، اخدوا من چوري كل حاجة بس اخدوا من حذيفة عيونه ولونها الرمادي، وفي المستشفي...

چوري نايمة في سريرها وبتضحك وجنبها حذيفة ضاممها بسعادة وامه ضامة بنت ووالده ضامم بنت.
فريدة بسعادة وبكاء: الف حمد وشكر ليك يارب، اخيرااا عشت وشوفت ولادك يا حذيفة الحمد لله ربنا كريم...
بلال بفرحة: اللهم بارك ربنا يباركلك فين يا ابني، ايه الجمال ده، دول هيشيبوك زي امهم تمام الله يعينك...

كلهم ضحكوا وحذيفة اتنهد بتعب: هههههههه. ااااه يا حاج ادعيلي، دي امهم خلصت عليا، هجيب منين اعصاب ليهم بقي، ربنا يخفظهم ويقويني عليهم.
چوري بمشاكسة: ومالها امهم،! هاه! طول عمرها هادية، وصوتها واطي، ومش مشاكسة، وبتسمع الكلام، وو
حذيفة قاطعها: بااااس، وصلة الكدب اللي تدخلك النااار دي بلاااش منها ابوس ايدك، مين دي اللي هادية ومش مشاكسة، ده انتي اللي اخترعتي العفرتة والشقاوة...
چوري ضحكت وشدته بشقاوة وباسته من خده: ههههه، بس بتعشقني يا ذيو مش كدة...
حذيفة: ههههههههه. طب عيب كدة، في ناس هنا.
فريدة: هههههههه. لا ما تقلقش خلاص اتعودنا على بجاحتكم، الله يباركلها چوري طلعت الواد الشقي من جواك...
چوري بهيام: اااااه يا مامتي هو انتي شوفتي شقاوة.! اومال بقي لو شوفتيه وهو بي...
حذيفة كتم انفاسها بغيظ: ايييه. اييييه هتقولي ايه، يا مصيبة حياتي وعمري كله، اييييه باس، هتفضحيني!؟

فريدة وبلال: ههههههههههه. لا لا من غير فضايح، احنا عارفين، بنسمع كل حاجة انتم مفضوحين اصلا.
چوري بتكتم ضحكتها وحذيفة بدهشة: بجد! انتوا بتسمعوا ايه. بالظبط.!؟
چوري: اقولك انا بيسمعوا ايه.!؟
حذيفة بغيظ: انتي تكتمي خالص، كله من صوتك وضحكتك اللي بتجيب اخر الدنيا، ماشوفتش انا ضحكة كدة تصحي الميت...
چوري قرصته بشقاوة وباسته تاني: هههههههههه طب لو ضحكت دلوقتي واتهورت وسمعت المستشفي كلها تبقي انت السبب!؟

حذيفة ضحك غصب عنه: ههههههههه. يارب، يارب اعمل ايه بس، وضمها بحنان وباسها من جبينها: ربنا يخليكي ليا، وتفضلي ضحكة عمري إلى منورة حياتي وايامي كلها...
چوري بحب: ويخليك لقلبي ولبناتك يا احلي هدية ربنا بعتهالنا، بحبك يا ذيو بحبك يمكن اكتر ما هتحبك بناتك دول، ماقولتليش هتسميهم ايه!
حذيفة بص عليهم وابتسم: هسميهم واحدة چنة وبص لچوري وابتسم والتانية چوري...
چوري ابتسمت: هتسمي چوري تاني على اسمي،!؟

حذيفة اتنهد بحب: اصلا الاتنين اسمك، چنة هي انتي علشان انتي چنتي على الارض، والتانية چوري وده دلعك واسمك وانتي فعلا چوري جنتي وبستاني، انتم الثلاثة حصاد عمري، ورداتي الوحيدة في بستان حياتي وحبي...
چوري حضنته بقوة: بحبك، بحبك.
حذيفة ضمها بحنان: بحبك، بحبك يا اجمل واحلي چويرية...
في شقة حذيفة في عقيقة بناته. الكل متجمع ومبسوط...

مصعب ضامم عطر بسعادة وايده على بطنها: ياللا شرف يا معلم بسرعة، عندك هنا عروستين يحلوا من حبل المشنقة، حاجة كدة فراولة...
عطر: هههههههه. والله معاك حق، ماشاء الله حلوين وجمال بشكل. ربنا يخليهم لمامتهم وباباهم...
مصعب بحنان: ويخليكي ليا وتقومي بالسلامة يا ست الحلوين...
حذيفة قرب من چوري وبغيرة: ممكن الهانم تلبس الجوانتي، ايديكي البيضة دي اللي فرحانة بيها وسط الناس مش واخدة بالك منها ولا ايه!

چوري بغيظ: هو الناس هتسيب كل دول وتبص على ايدي! ثم يا حبيبي انا رايحة جاية بجهز في حاجات مع ماما وبغير للبنات وبرضعهم، مش بلحق البس جوانتي اتنازل عنه الليلة بس.
حذيفة بتأفف وغيرة: يوووه، ربنا يعدي اليوم ده على خير بقي...
چوري بهمس: تؤتؤتؤ ما تستعجلش، دي لسة الليلة هتبدي بعد ما الناس تمشي، انا لسة هستفرد بيك انا خلاص فوقتلك...
حذيفة ابتسم وبص حاوليه وقرب منها وبهمس: احممم. هو خلاص، براءة. يا مولاتي!؟

چوري هزت راسها بتأكيد: اجل، يا سيدي، حلال، حلال، حلال، لا تقلق، سأجعلك ملك الليلة يا زوجي العزيز...
حذيفة بهمس ابتسم: وانا سأجعلكي تلامسي السحاب بيديكي يا زوجتي المصون، سأجعلكي تناجي الطير في السماء، تحاكي النجم في علاه، تعتلي القمر في كبرياء، تضاهي الشمس في صفاء...
الرواية وحكاية الرواية
اولها الظلم والغدر اوقات كتيير بيكون من اقرب الناس، وان الحلم والرحمة والامانة مالهمش قاعدة، لا بالقرب ولا بالدم، اوقات كتييير بيأذينا اللي من دمنا ويخاف علينا ويحمينا اللي المفروض انه غريب، بس الحقيقة هو اقرب لينا منهم...

كمان ان ربنا مهما امهل الظالم ايام وشهور وسنين. ده مش رحمة بيه ابداااا لانه مصمم ومكابر على ظلمه وطغيانه. لكن ربنا بيمهله وعيد ليه، حتى اذا اخذه، اخذه، اخذ عزيز مقدر، ويمكن اللي حصل لفاروق عم چوري وتعبه ده تكفير من ربنا لذنوبه ومعاصيه، اوقات مرضنا ومشاكلنا بتكون ابتلاء مش دايما بلاء، اوقات بتكون تكفير من ربنا لذنوبنا مش عقاب لينا...

كمان العفو والتوبة، فاروق ظلم وطغي وتكبر، بس تاب وندم، وربنا ان شاء الله يتوب عليه، مهما بلغت ذنوبنا ومعاصينا ربنا هو الغفور الرحيم، وحشاه يغلق باب رحمته وتوبته، والدليل ان فاروق لما ندم وفاق، ربنا جعله سبب في انقاذ چوري. زي ما كان سبب في موت ابوها وامها، انقذها من أمجد وغدره كمان كان سبب في جوازها من حذيفة، يعني باب التوبة دايما مفتوح ومهما ظلمنا واذنبنا. بلااااش نيأس من رحمة ربنا، ربنا دايما بيسامح ما دامت التوبة صادقة ومن القلب. ما نقولش مستحيل ربنا يغفرلي. لا ربنا بيغفر كل ذنب مهما كان. بس نرجع ونتوب، المهم نخلي عندنا حسن ظن في الله سبحانه وتعالي، مع اليقين بعقابه ووعيده، لا ننسي رحمته ولا ننسي عقابه. عيده...

الخلاصة. عمر الدنيا والحياة مابتتقاس بالقرب. اوقات الاقارب بيكونوا شوكة بتتغرز في ظهرنا، بتجرحنا وتوجعنا، اوقات بتصبر عليها وعلى وجعها، بس للأسف اوقات النغز بيزيد والجرح بيكبر ويكبر ويألمنا بزيادة واوقات بيقتلنا، قلوب ممكن تبقي بعيدة عننا ولما تقرب بتكون دفا وحضن وآمان وحماية وخوف وقلق علينا، وقلوب كانت قريبة كلها غدر وجرح وظلم وطمع...
الحكاية حكاية قلوب وكل قلب واللي محمله ايه.

الحياة فيها حاجات كتيير بتبقي غايبة عننا في حياتنا، لما بنبتلي ونمتحن من ربنا بننسي ان كل شئ بقدر ايوة، بس كمان اوقات بيكون بجانب القدر. بما كسبت ايدينا...

اسامة ودنيا كانوا مجرد زوجين في منتهي البساطة، دنيا انظلمت من اهلها كتيير في صغرها وشبابها، فجأة لقت اسامة حبها وحبته وعوضها عن ظلم شافته، وقسوة وجفاء عاشته، اتجوزوا بكل طلقائية وبراءة، وحكايتهم فيها عوض من ربنا كبيير لكل واحد منهم، وكمان الظلم اللي شافوه والغدر اللي حصلهم، وكرم ربنا عليهم. وعلى بنتهم علشان ربنا يبعتلها حذيفة واهله، ومن هنا حكاية حذيفة وچوري...
حذيفة، حذيفة شاب متلزم اتربي على الاخلاق مع اب وام منتهي البساطة والفترة، بس هو كمان لما بدأ يكبر ويعرف يفرق بين الصح والغلط والحلال والحرام، ما اكتفاش بتربيته واخلاقه، لا كمان دينه وعبادته، اختار يطيع ربه ويعيش دونيته، كتير منا متخيل انه علشان يلتزم او يكون متدين، ده معناه انه ينعزل عن الدنيا ومتعها وحيويتها، لا مش صحيح والدليل حذيفة، هو انا ليه اختارته ملتزم ومتدين، علشان اقول ان الحب في الاصل مش حرام، المشاعر والاحساس مش عيب ولا غلط ولا حرام، ده شعور انساني فطري ربنا خلقنا بيه، بس المهم يكون في شكل وايطار صحيح مش غلط ولا يغضب ربنا، انك تحب تكون مستقيم ومتدين، بس من جواك بتحب شخص وتتمناه يكون شريك حياتك، ده في حد ذاته شئ جميل، عمره ما كان غلط ولا حرام، حذيفة كان بيتمني انه يحب ويتجوز واحدة يختارها قلبه وعقله، ايوة مش احسن واحدة، وايوة غيرها كتيير زيها ويمكن افضل منها، بس هو اتمني من ربنا شئ ومعجزة، اصلح ما بينه وبين ربه وربه لم يخب ظنه، عف نفسه من كل معصية وذنب، ابتغاء رضي ربه، فكافأه ورزقه بچوري، ايوة لما چوري اتولدت كانت رزقه هو قبل امها وابوها، حذيفة في البداية رباها بحنان وعطف على طفلة يتيمة فجأة بقت وحيدة في دنيا غريبة لسة كل علاقتها بيها شهور قليلة، وفجأة لقي نفسه مسؤل عنها، حذيفة شاب مختلف نوع من الرجالة دايما عنده احساس بالمسؤلية دايما رجولته هي اللي بتحركه، لو شاب تاني مكانه ماكنش اهتم ولا سأل، كان بقي شاب مستهتر وحيد ومتدلع وشايف نفسه وحياته وبس، بس حذيفة لا، حذيفة كان في سن صغير19 سنة بس كان برجولة رجل في الاربعين، شايل مسؤلية نفسه واهله وشغل والده ودراسته وكمان حمل وهم طفلة زي چوري...

كبرت قدامه يوم بيوم وشهر بشهر وسنة بسنة، كل يوم بيعلمها شئ جديد، عاش معاها زي ما قولت في الاحداث، كل شعور، شعور اخ، واب. دايما عنده عزوف ونفور من اي موضوع يتفتح لجوازه، دايما مش متحمس ولا مبسوط، هو نفسه مش عارف السبب ولا قادر يحدده، مش عارف ليه دايما كل ما حتى يتحامل على نفسه ويقدم على الجواز، لازم تحصل حاجة تخلي الموضوع ينتهي، ايه السب! وليه مش لاقي زوجة مناسبة! ولا بيرتاح لاي واحدة! اسئلة كتيير عاش سنين بيسألها لنفسه ومش لاقي اجابة، وفجأة كبرت قصاده، فجأة بدأ قلبه يدق لاول مرة، اول انثي تشغل قلبه وعقله، كانت صدمة ليه ان يوم مايحب يحب بنت في السن ده والاكثر صدمة بالنسبة ليه، هي، هي بالذات چويرية، البنت اللي رباها، اللي عايشة في بيته وفي حماه...

الف سؤال والف عتاب كان بيقتل فيه وينغز في قلبه، الناس! والاهل! هي نفسها! كل دول هيشوفوه ازاي! هيقولوا ايه! هي هتفكر فيه ايه...

طب ليه انا اختارت الفرق بينهم كدة! وليه هو اللي يربيها! وليه فكرة الرواية كدة؟، علشان ااگد تاني وثالث ورابع، وعاشر. ان الحب مالوش مقياس. مالوش قواعد، مالوش وقت، مالوش سن، مالوش اي احكام غير انه يكون طاهر ونقي ويكمل بالحلال، يعني حذيفة مش معني انه اكبر منها انه مش مناسب ولا هيقدر يفهمها ويحبها، يا جمااااعة الحب والتفاهم والالفة مش بالسن ولا العمر لا لا، كل حاجة اصلها وسببها قلوبنا وعقولنا، يعني القلب مادام بيحب ويعشق، هيفهم، ويعذر ويساعد، ويحن، ويدلع، ويسند، ويحمي، القلوب هي اللي بتحركنا قبل العقول، الرسول صلي الله عليه وسلم قال عن القلبان في الچسد مضغة ان صلحت صلح الجسد كله وان فسدت فسد الجسد كله...

اصلحوا قلوبكم، بلاش نكون قاسين على بعض وخصوصا على اللي المفروض اننا بنحبهم وبنحتويهم...
. السن كان مقصود وليه غاية عندي يارب نفهم وما نحكمش على حد ما نأذيش حد بكلام جارح ويوجع واحنا مش عارفين هو متحمل ايه وجواه ايه، حننوا قلوبكم شوية وبلاش غلظة، ماحدش ينكر على حد شئ او احساس مادام حلال وجميل ومابيأذيش حد...

چويرية. حكاية بنت يتيمة. الدنيا يمكن الدنيا ظلمتها في البداية، يمكن اتحرمت من حنان ام وحماية وسند اب. يمكن عاشت طفلة وحيدة من غير اخوات. يمكن ماكنش ليها عيلة كبيرة، يمكن، ويمكن، ويمكن...

بس ربنا اللي خلقها مش ناسيها، مقدرلها رزقها وكل شئ في حياتها من وهي نطفة في بطن امها، لقت حذيفة، وكفي به اسم. حذيفة يعني لقت اب، اخ، حنان، آمان، خوف. وقلق، لهفة واحتواء، لقت حماية، ودفئ، شئ غريب انك تلاقي في شخص واحد كل ده، تلاقي فيه العيلة كلها، تلاقي فيه الدنيا والحياة والناس، ان حضر ونور عيونها بطلته، يبقي الدنيا كلها ملك ايديها لا حاملة هم ناس ولا وحدة ولا لمة ولا بعد ولا قرب. ولا صاحب ولا جار، ولا اهل ولا اي حد، هو كفااية وبس.

وان غاب وحضر الدنيا كلها حاوليها، ظلمت حياتها واتوحدت وحزنت وخافت وتعبت واتألمت، انجرحت وبكت من اقل واهون سبب، لما يبعد الحبيب والسند يبقي خلاص مافيش حاجة ليها طعم...

الاول كانت طفلة بريئة مش فاهمة احساسها ولا مفسراه، بس كبرت وعرفت وفهمت، چوري بنت شقية بطبعها مجنونة، حنونة، بس في نفس الوقت عمرها ما كانت بنت متهاونة ولا بجحة ولا سيئة. كانت بتنفذ كل اللي اتعلمته وعرفته من حذيفة بالحرف، خارج بيتها هي مثال للخجل والحياء والستر، بس لما اتجوزت حذيفة، كل الحدود اتزالت، كل الحواجز اتهدت...

مش معني انك ملتزمة ومحتشمة ده يبقي جوا بيتك وبراه، لا عذراااا. انتي مطالبة بكل الادوار، وزوجك كمان على فكرة...
انتي مطالبة برا بيتك تكوني حيية محتشمة متحفظة، لبقة ومحترمة، وتعاملي الناس كلها بزوق وحياء، بس جوا بيتك زوجك محتاجك حاجات كتيير.

. محتاج زوجة وام لاولاده ترعاهم وتربيهم، محتاج زوجة تحترمه في حضوره وغيابه، محتاجك وقت ضعفه امه يترمي في حضنها يشكي ويفضفض، محتاجك وقت ضحكه ومزاحه صديقة تسمع وتضحك وتجاريه في جنونه، محتاجك وقت حنينه حبيبة وعشيقة، محتاج يشوف منك اللي هو حارم نفسه منه لو عفيف وحيي، ولو ضغف وزل وبيطلق لنظره العنان يبص على ست حلوة ومهمتة بنفسها، هنا دورك بقي ترجعي نظره للحلال تاني، لو شبع من الحلال مش هيبص للحرام، ولو شاف وشبع ورجع لاحرام، ده يبقي طبعه وذنبه وانتي براءة، عذرك لربك ولنفسك خلاص عملتيه، هو هيلاقي نتيجة ذنبه وفعله. بس انتي جربي ابدأي، ماتقوليش وليه انا مش هو اللي يتودد ويقرب، هقولك انتي السكن، وانتي الحضن وانتي البيت، انتي الست اللي بتجمعي زوجك واولادك، اظن مافيش اهم منهم تضحي وتخافي عليه...
چوري والهدف من چوري. انك لازم توازني بين كل ادوار حياتك، كل واجباتك. كل احتياجات بيتك. وزوجك، لو انتي زوجك بعد عندك حاولي ترجعيه، لا عيب ولا حرام...
مصعب. مصعب شاب زي اي شاب ماليان مميزات وعيوب، لاهو ملتزم للنهاية ولا منحرف بشكل سئ. شاب زي معظم الرجالة، حاول ونجح في دراسته وشغله، فكر يتجوز بس للإستقرار واختار بعقله وبس.
ايه ده! هو انتي بتشجعي البنات تحب وتعمل علاقات قبل جوازها.! هو لازم الحب يعني!؟

انا لا بشجع على غلط ولا اقصد كدة، الحب مش شرط يحصل بالعلاقات والمعرفة قبل الجواز، حتى لو الجوز حصل زي معظم الجوزات التقليدية شاب بيتقدم لبنت، هنا بقي عقدة الحكاية، ليييه لانك لما تقابل بنت لاول مرة لو اول ما شوفتها ما خطفتش عنيك. ولا قلبك تبقي مش هي دي، لو اول ما شوفتها قلبك دق وابتسمت غصب عنك، يبقي مش هي دي، لو اول ما بعدت عنها ورجعت بيتك فضلت مسهم وبتفكر فيها ووحشتك، يبقي مش هي دي، لازم يا جماعة يكون فيه قبول وعلامة، سمعت مرة كلمة عجبتني اوي. الحاجة اللي تمر عليك من غير ما تسيب علامة. سيبها وانت الكسبان ودي حقيقة. الخسارة هتحصل لما ناخد اللي مش لينا ولا احنا ليه، لكن لو سبناه مش هنكسب بس مش هنخسر، .

ده كان درس مصعب واي واحد بيفكر بالعقل وبس وبيحكم الظروف والقواعد. بنت حلوة + عيلة كويسة+ تعليم عالي+ ظروف مادية معتدلة =جوازة وبس...
حسبة غلط وفاشلة، هو ليه في رؤية شرعية لاي عريس بيتقدم، لو حكاية حسبة زي دي كانت اي صورة مع باقي الظروف وتتم الجوازة من غير ما يتقابله. لكن الشرع حلل اللقاء في حضور الاهل علشان الالفة. القبول، العلامة، خالي ليكم علامة يوم ما تدقوا باب اي عروسة، بلاش تتعجله، هتندموا...

الباقي من حماية مصعب انتم عارفينه وفهمتوه، معنااااه بالحرف، لا بقي قادر يتكيف ولا يتأقلم مع وضعه مع ايمان...
ايمان، وما ادراكم ما ايمان، لا يا ريحانة. ايمان انتي مبالغة فيها...
قسما بربي مابلغت. وحقيقة وموجودة، وحياتها انتهت وفشلت، الزوجة الباردة اللي ماعندهاش اي مبالاااه لبيتها ولا مهتمة بزوجها، قمة الاهمال والجحود...

انتي مطالبة تكوني نظيفة، وجميلة، وشيك، لنفسك قبل ما يكون علشان زوجك، الموضوع مش بالعافية ولا تأدية واجب، ولما بيحصل اي حاجة من دون رغبة ولا حماس بتكون فاترة، وماسخة. ومالهاش طعم...
ماتقوليش هو انا لازم افضل البس واتجمل واتزين علشانه ليه يعني يتفلق وانا اتعب نفسي ليه، هو هيفضل عنيه زايغة...

طب معلش لو الموضوع بقي رجالة وزواج وبس والتزين والنظافة اقتصر على الزوج وبس. يبقي كل مطلقة او ارملة او حتى بكر ما اتجوزتش. تبقي في قمة الاهمال والبشاعة...
لا والله حضرتك فاهمة غلط، انك تكوني ست فا ده في الاول والاخر لنفسك قبل اي حد، انتي لما تبقي دايما مهتمة بنفسك، بنظافتك، بجمالك...

بلبسك، ببيتك، وشكلك عموما، هتبصي في مرايتك تشوفي نفسك تبتسمي بثقة، هتكوني واثقة من نفسك ودم هينعكس على زوجك، وهيثق فيكي هو كمان، وهيكون دايما ملهوف عليكي، حابب يبصلك. يشوفك، كمان يسمعك، ليه دايما يسمعك بس بتتكلمي في الفون وضحكك مع اصحابك وبس، ولو مع اولادك زعيق وجنون، طب هو فين، فين الحنية فين الكلمة الحلوة.
ايوة انتي بقي مش داريانة يا ريحانة باللي احنا فيه، انتي مش عايشة في الدنيا!

لا يا قلبي والله عايشة وشايفة ويمكن ظروفي وحملي اكتر منك، وولادي مطلعين عيني، ومسؤليتهم كبييرة، وبكلم صحابي وبنضحك ونهزر، ونرررررىغي، بس فيه زوج، يدق الباب ويدخل انتهي، اي حد واي حاجة تتأجل معلش...
شبعتي انتي وهو يوم بحاله دوشة وازعاج، ده بقي وقتكم الصوت الهادي الحنين اللي هو مفتقده طول يومه، الضحكة الحلوة، الجمال والاثارة والسحر الحلال. لازم كل ده يلاقيه فيكي، وفيكي انتي وبس...

ايمان واللي حصل ليها قلم لكل واحدة فيها ولو حتى واحد /100 من ايمان، فوقي وراجعي نفسك...
عطر وااااه من عطر، عطر اللي فيه منها كتيير وكتيير اوي، كمان، كام عطر عايشة مع رجالة فاشلة، عذراااا على الخطأ مش رجالة، ذكور. وانتم خلاص حفظتم رأي. كل الرجاال ذكور، لكن ليس كل الذكور رجااال، .

الرجل مش بنوعه وبس لا، ده مواقف رجولة احتواء رحمة. امان، زوج زي رامز ده اقل شئ يقال في حقه. انه ادني انواع البشر، يستحل حرام، يحرم حلال، يهمل زوجته حلاله ومش عارف قيمتها وبيجري للحرام بجنون. وناسي ان ربه شايفه ومطلع على كل اللي بيعمله، واحد زي رامز مش لازم يكون في بيته واحدة زي عطر ابداااا، ربنا نجاها منه وبعدها عنه لحكمة، رحمة منه بيها وبإبنهم...

عطر زيها زي اي ست بتحاول تتحمل وتسكت وترضي بنصيبها. والحجة الاولاد...

لا معلش هنا بقي الرأي والنصيحة تختلف، لما تعيشي مع راجل يستحل حلال ربه بفجور ووقاحة، وبيضربك ويهينك، ويدمر نفسيتك ونفسية اولادك، انتي كدة بتهديهم وتضيعيهم مش بتحافظي عليهم، انتي بتربي ولادك يخرجوا اشخاص اسوياء للمجتمع، ابنك هيكون انسان وزوج، وبنتك هتكون انسانة وزوجة، كدة انتي هتخرجي للمجتمع راجل وست معقدين متدمرين، انتي ومشاكلك مع ابوهم هتفضل مسيطرة عليهم وعلى عقلهم وتصرفاتهم، وهيطلعوا عقدهم على شركاء حياتهم، هو يقرفها زي ما ابوه قرفك والحجة، هي مش احسن من امي، وهي هتطلع عين زوجها وتشك فيه وتبقي طول الوقت الحياة خناق وهم، والحجة ماهو راجل وطبعه القسوة والخيانة. هو يعني هيطلع احسن من ابويا، كلهم واحد...

لا رجااااء انقذي نفسك وولادك لو متجوزة راجل بالمواصفات دي راجل غير مؤتمن، راجل بيستبيح الحرام، راجل بيهينك. ويقلل منك، راجل بيضربك بدون مقدمات. وكأنه شئ عادي، راجل بيضيع ولادك ويمحي شخصيتهم. بمعني اصح ذكر بيفسد حياتك وحياة ولادك...
ربي ولادك في هدوء وسكينة. احترميهم، وعلميهم يحترموا غيرهم. ويرحموه...
عطر لما شافت مصعب قلبها دق وكل يوم يزيد دقة، فهمت قلبها وحاست بحبها ليه، بس خافت وخبت ودارت، اوقات ايوة زلت، اوقات ايوة ضعفت، والسبب كان الاحتياج والزل اللي عاشت فيه، بس زلتها وضعفها كانت في الاحساس، مش خيانة زي ما رامز بيعمل، وعمرها لا هي ولا مصعب كان ممكن يزلوا الزلة دي، ايوة هما مش ملايكة، بس بشر بقلوب نقية، قلبها يدق. تحس، تحب، مشاعر جوتهم، مش شهوة ولا رغبة، لو الحكاية. حكاية شهوة ورغبة، كان مصعب خااان من زماااااان، وعطر خانت من زماااان، لكن ماكنش هو ده الهدف...

الاتنين حبوا وكتموا حبهم، وربنا كان مطلع عليهم، سخرلهم الامور. واتحلت عقدتهم، وبقوا لبعض، ويوم ما عطر هتتحط في موضع شك قصاد مصعب، هيختارها هي، هيصدقها هي، علشان هي واضحة ونقية، حبته وعمره ما اخد منها حاجة مش من حقه ولا حقها...
ماحدش يظلم عطر.

. كل اللي عابت فيها وقالت عنها خاينة، جربي حطي نفسك مكانها وورينا التماسك والعفة. بلاااش نكون جلادين وقضاه، ماحدش عارف اللي بيتكوي بالنار حاسس بإيه، نقطة المياه بالنسبة ليكي مالهاش ثمن، لكن ليه هو حياة، بتبرد عليه لهيب النار والحرقة، ماحدش يقول لو انا وقعت في الفتنة دي هعمل. وهعمل، لا ماحدش بيأمن على نفسه الفتنة، كلنا ربنا بيعصمنا وينجينا كرم منه، ولطف بينا ورحمة من رب رحيم...

في السجن دخل محامي عصام وخالد وأمجد. وكان جاي زيارة لعصام لوحده لان عصام طلب يشوفه، وفعلا قابله، وكانت معاه حكمت زوجة عصام. وام أمجد
عصام بحرس: اسمع يا متر، حكمت مراتي جهزتلك كل اللي طلبته. بس المهم تنفذ اللي اوفقنا عليه.
حكمت برجاء: اه يا خويا يارب يباركلك. خرجلي ابني ده هو الحيلة ماليش غيره، الواد مستقبله هيضيع.

المحامي فكري بأسف: والله يا عصام انا بحاول اشوفله ثغرة واي صرفة اخرجه بيها، بس المشكلة في الاعترفات بتاعة الرجالة اللي كانت معاه، والتسجيلات اللي متسجلة بصوته ورقمه لچويرية، الواد الظابط كان مظبطهاله ولبسه في الحيط.

عصام بعصبية: اسمع انا ابني لازم يخرج. انت فاهم لازم. بأي ثمن، وبتفكير، بص شايلني كل حاجة انا وخالد بس ماتفهمش خالد حاجة، احنا مش مهم المهم أمجد يخرج منها، وبغضب وغل، الواد مش حمل بهدلة، خصوصا انه لسة تعبان بعد اللي عملته فيه بنت الشياطين دي...

حكمت بدموع: علشان خاطري يا خويا اتصرف، الله يخليك، احسن والله لو ابني اتسجن لهروج اقتلها هي وجوزها بنت ال، نسل ملعون هي وامها ربنا ياخدها وتحصل امها بنت دنيا، منها لله ضيعتلي ابني منها لله...
فكري المحامي بتفكير وخبث: امممم. هو انا ممكن اشوفله ثغرة واخفف عنه الحكم واشيلكم انتم الليلة خصوصا انكم اصلا عاليكم قضايا كتير، غير امجد، بس، بس ده هيكلفكم كتيير شوية،!

عصام بلهفة: اللي انت عايزة حكمت هتجهزه، ماتقلقش. المهم امجد، ابني لازم يخرج...
فكري ابتسم بشر: حلو اوي اتفقنا...
في شقة مصعب وعطر.
عطر فونها رن لقت رقم محمود ابن عمتها. ردت بسرعة.
عطر: الووو. ايوة يا محمود ازيك، وعمتو عاملة ايه!
محمود بحزن مصتنع: عطر ماما تعبانة اوي ولازم تدخل المستشفي بسرعة، انتي عارفة هي كل شوية تخرج وترجع تاني، والمرة دي تعبانة اوي.

عطر بقلق وخوف: حبيبتي يا عمتو. الف سلامة عليها، طيب وايه اللي معطلك، ما توديها.!؟
محمود: احممم. بصي مش هخبي عليكي، الفلوس اللي معانا خلصت وهند اختي لسة هتبعتلي فلوس كمان كام يوم، وكنت يعني عايز منك مبلغ كدة ادخلها بيه المستشفي لحد ما هند تبعتلي الفلوس...
عطر بتأكيد: طبعااا حاضر، قولي محتاج كام وانا هكلم مصعب وهو مش هيتأخر ابداااا.

محمود: لا لا بلاش جوزك يعرف، لو هتديني من وراه تمام، هتقوليليه يبقي بلاش، انا مش عايز نقل في نظره ويفتكرنا شاحتين.
عطر بضيق ونفي: انت مجنون، انت بتقول ايه بس، مصعب! لا طبعااا مصعب انسان محترم عمره ما يبصلنا كدة ابداااا. اسمع بس الكلام وعدي عليا وانا هجهزلك اللي انت عايزه، المهم نتطمن على عمتو...

محمود: معلش ياعطر ريحيني ما تقوليش لجوزك، وانا اول ما هند تبعتلي الفلوس هردلك كل حاجة. كمان. ااانا، انا مش هقدر اجيلك علشان ما اسبش ماما لوحدها، ياريت انتي تجيبي الفلوس وتجيلنا البيت وكمان تسلمي عليها وتشوفيها، ولا ايه، خلاص جوزك ده كمان هيمنعك عننا...

عطر اتنهدت بتفكير: لا طبعااا مصعب عمره من يوم جوازنا ما منعني عنكم، ولا عمره في يوم ممكن يبصلنا بالشكل ده ولا يتخيل اننا بنشحت منه، دي ظروف وبتحصل لكل الناس. انت بس لسة ماتعرفش مصعب، نتطمن بس على عمتو وان شاء الله تتعرف عليه كويس واوعدك هتحبه اوي.
محمود اتنهد بضيق: طيب يعني هتيجي دلوقتي وتجيبي الفلوس ولا ايه!؟

عطر بتأكيد: ايوة طبعااا. يادوب هلبس واجيب الفلوس واجي، خاليك انت بس جنب عمتو، وانا مش هتأخر. سلام.
محمود ابتسم بسخرية: عيوني هفضل جنبها واستناكي، ماتتأخريش سلام...
عطر قفلت مع محمود وبعد تفكير. قررت انها تكلم مصعب وتستاذنه لانها مستحيل تعمل اي شئ من غير معرفته، اتصلت بيه في مكتبه.
مصعب في مكتبه بيشتغل ولقي عطر بتتصل ابتسم ورد عليها.
مصعب بحنان: عطري اللي وحشتني...

عطر ابتسمت: حبيبي انتي اللي وحشتني، شوف كام ساعة بس غبت عني، بس حقيقي وحشتني.
مصعب بمكر: امممم. وحشتك اوي اوي.!
عطر فهمته: اهاه، اوي اوي.
مصعب بهمس: طب ايه رئيك اقفل واجيلك حالا وتقوليلي وحشتك قد ايه!؟
عطر ضحكت: هههههههه. لا يا مشاغب، خاليك شوف شغلك، لما وترجع بالليل هو انا يعني هروح فين منك...
مصعب اتنهد بشوق: اااااه، ااااه من الليل معاكي يا عطري. ليل مختلف حتى النجوم في السما ليها طلة وجمال غير اي وقت بتكوني بعيد عني، ربنا يديمك نعمة في حياتي حبيبتي.
عطر بسعادة: ويديمك حبيبي في حياتي، انت بقي مش الليل اللي مختلف معاك وبس، حياتي كلها اتغيرت، حتى ملامحي وضحكتي الناس كلها بتحسدني عليهم، مايعرفوش ان انت السبب في السعادة دي، ملامحي بقت بتشع سعادة ورضي، انا بحبك اوي. اوي.

مصعب غمض عنيه وابتسم: اقسم بالله الكلام ده ماينفع قصاد الورق اللي قدامي، بقي اسمع الرقة دي والصوت الناعم ده، والكلام اللي يدوب الحجر ده كله وانا شغال على جريمة قتل، بذمتك ده ينفع!
عطر ضحكت: ههههههههه. لا ان جيت للحق، انا والجريمة ما ننفعش مع بعض.
مصعب ضغط على شفايفه بشوق: تؤتؤتؤ. غلطانة مين قال كدة!، يا قلبي انتي في حد ذاتك جريمة، اكبر جريمة حصلتلي، انتي عبارة عن كتلة مفرقعات، ملغمة قلبي وحياتي...

عطر غمضت عنيها: ااااه منك، يا بني هو انا مااعرفش اكلمك كلمتين جد ابدااا. طب اقولك ايه بس، انت كدة هتخليني اضعف واقولك تعالي حاااالاااااا. علشان فيه لغم هيفرقع دلوقتي بسببك.
مصعب ضحك بقوة: ههههههههههه، حياتي انا، سلامتك يا لغم قلبي، اجلي الفرقعة لحد ما اجيلك نفرقع سوا، قوليلي بقي كنتي عايزاني فيه ايه!؟
عطر عقدت حاجبها: ومين قال اني كنت عايزاك في حاجة.! مش يمكن بتطمن عليك وبس!؟

مصعب سند ظهره على الكرسي بثقة: امممم. هي عطري ناسية اني حافظها صم بكل تكاتها وهفوتها، بكل همسها وتوترها، كمان نسيتي انا مين، ده انا ابو الصعاب يا روحي، انتي من اول ما كنتي متصلة وانتي مترددة تقوليلي حاجة، وواضح انها حاجة مهمة، هاه اؤمريني يا لغم قلبي!
عطر اتنهدت براحة، معقول حفظها بالشكل ده!، معقول عرف كل تفاصيلها كدة ومن غير حتى ماتتكلم!، حمدت ربنا انها حقيقة مش بتحلم...

عطر بهدوء وحرج: بصراحة محمود ابن عمتو اتصل بيا وبلغني ان عمتو تعبانة ولا تدخل المستشفي، هي كل فترة كدة بتدخل هناك وتفضل كام يوم وبعد كدة ترجع البيت، انا كنت قولتلك الحكاية دي قبل كدة...
مصعب بإهتمام: ايوة فعلا حبيبتي، طيب الف سلامة عليها انتي عايزة تزوريها يعني!؟

عطر بحرج اكبر: احممممم. هو طبعااا عايزة ازورها، بس، ببس كمان محمود طلب مني مبلغ كدة علشان يقدر يدخلها المستشفي في فلوس لازم تتدفع تحت حساب الفترة اللي هتقعدها هناك، وهو حاليا مش معاه...
مصعب ابتسم بحنان: هو ده بقي اللي موترك! و مخليكي محرجة مني ومكسوفة!؟ والله عيب عليكي يا عطري، حبيبتي عمتك ورحمك دول زي اهلي، من غير ما تتحرجي كدة، خدي اللي انتي عايزاه وروحيلها حبيبتي...

عطر ابتسمت بإمتنان لراجل مش موجود منه كتيير في كل زمان مش بس زمانا ده، : حبيبي اانا، اانا مش عارفة اقولك ايه، بص هو هيبقي مبلغ مش كبير اوي يعني.
مصعب اتنهد: يا قلبي شوفي هو طلب منك كام وخدي كمان بزيادة، الفلوس عندك في البيت وخدي كمان فلوس معاكي انتي ماتضمنيش الظروف هناك، قوليلي تحبي اجي اوصلك...
عطر: لا حبيبي مش محتاجة تسيب شغلك. اانا هاخد تاكسي واروح.

مصعب: طب حبيبتي خالي بالك من نفسك، وطمنيني عنك، قوليلي هتاخدي مازن معاكي!؟
عطر: ايوة اهو يونسني في الطريق.
مصعب: لا حبيبتي بلاش يروح وعمتك تعبانة كدة، ده طفل سبيه مع ماما وروحي انتي، خالي بالك من نفسك حبيبتي...
عطر بحب: حاضر حبيبي، سلام.
مصعب ابتسم: سلام يا عطري.
عطر قفلت مع مصعب ولبست هدومها واخدت المبلغ اللي محتاجاه وبلغت عايدة بكل حاجة ونزلت...

مصعب من وقت ماقفل معاها حاسس انه متوتر ومخنوق، مش عارف السبب ايه، بس رجح ان ده بسبب القضية اللي معاه. كمان قلقه عليها انها خرجت لوحدها، بس كالعادة بيحاول يسيطر على نفسه وانفعاله، بس اللي حصل غير كل حاجة، واكدله احساسه...
مصعب فونه وصلت عليه رسالة من رقم غريب، خالته يتعصب ويبقي في منتهي الغضب.
نص الرسالة.

عطر حبيبتي اتأخرتي ليه! انا قلقت عليكي كمان فونك مغلق ليه، انا لقيت الرقم ده كنتي كلمتيني منه من كام يوم، ده معاكي مش كدة، طمنيني بقي وصلتي لفين، عايز اشبع منك اطول وقت فرصتنا ان ماما في المستشفي وهناخد راحتنا، كمان علشان ماتتأخريش على سي زفت جوزك الجديد ده. ده شكله مفتح غير رامز طليقك...
عطر انتي مش بتردي عليا ايه!؟
عطر!
مصعب شاف الرسايل والغيرة والجنون بتنهش فيه بس مصعب شغلته علمته يربط الاحداث والافعال، حاول يهدي ويفكر كويس، واتصل على عطر...
عطر ردت: ايوة حبيبي...
مصعب بثبات: انتي نزلتي ولا لسة!؟
عطر: اه حبيبي نزلت وطلبت تاكسي وفي الطريق اهو، اتطمن.
مصعب بغيرة: انتي قولتيلي رايحة لعمتك فين، في البيت ولا المستشفي!؟

عطر بصدق: لا حبيبي انا رايحالها البيت محمود بيقولي لازم ياخد الفلوس الاول وبعد كدة يوديها. وكمان ممكن تكون عايزاني احضرلها حاجات تاخدها معاها هند مش معاها، وحبيبتي تلاقي محمود متبهدل معاها مش عارف يساعدها...

مصعب الشك والحيرة دخلوا قلبه بقي مش عارف، ازاي لو هي فعلا خاينة. وبتخونه مع محمود وكمان من وهي متجوزة رامز، طب ليه بتتكلم بإرياحية كدة،! ليه مش متوترة ولا خايفة! والاهم ليه لما سألها هي رايحة البيت ولا المستشفي ما انكرتش وقالت انها رايحة البيت،! والغريب ان فونها مش مغلق زي ما قال محمود في الرسالة،! يبقي ايه!؟
عطر لقته ساكت ومش بيرد: حبيبي انت معايا...

مصعب انتبه لصوتها وبهدوء: اه يا عطر معاكي، وبتساؤل وشك، طيب تحبي اقابلك ونروح سوا لعمتك دلوقتي!؟
عطر ابتسمت: ياريت لو مش مشغول قولي استناك فين، عمتو اصلا ما قدرتش تحضر فرحنا ولا تشوفك انت عارف ظروف تعبها، نفسي اوي هي ومحمود وهند يتعرفوا عليك. هند مسافرة بس عمتو ومحمود موجودين، بس المهم ماكنش هعطلك، شغلك اهم.

مصعب هيتجنن ردودها عكس اللي بيشك فيه تماما، غمض عنيه بغيظ من محمود، والسؤال ليه لو هي بريئة هو بيعمل كدة! ليه
مصعب بحيرة: للأسف فعلا مشغول. بس ممكن اجي اخدك بس مش هطلع هستناكي تحت. وابقي اسلم على عمتك وقت تاني تكون بقت صحتها احسن من كدة، المهم خالي بالك من نفسك، باي حبيبتي...
عطر ابتسمت: مافيش مشكلة حبيبي، اي وقت يناسبك، باي حبيبي. اول ما اوصل هكلمك، سلام...

مصعب قفل معاها وهو بيغلي اخد مفاتيحه وفونه ونزل بسرعة اخد عربيته وطلع على بيت عمتها...
في شقة عمت عطر.
عطر وصلت ومحمود فتحلها.
محمود مبتسم: اهلا يا عطر ازيك. اتفضلي ادخلي...
عطر دخلت ومعاها حاجات لعمتها وبتعب: ازيك يا محمود عامل ايه، معلش شيل معايا الحاجات دي، ودخلهم معايا المطبخ...
محمود اخدهم منها ولقاها حاجات كتير. دخلهم معاها وعقد حاجبه: ايه كل ده يا عطر،!؟

عطر بتفضي الحاجات: ابدااا دول حاجات للبيت وكمان حاجات لعمتو تاخدها المستشفي، وكمان هعملك كام حاجة كدة تحطها في الثلاجة ليك تنفعك وعمتو في المستشفي، بس الاول ادخل اتطمن عليها واجهزلها حاجتها...

محمود بان على ملامحه الضيق والتأنيب، عطر ماتستاهلش منه الغدر ابدااااا، بس افتكر اتفاقه اللي اتفقه والفلوس اللي اخدها، ورجع تاني موت ضميره، وقرب من عطر وهي مشغولة بتحط كل حاجة في مكانها وحاول يحضنها عطر اتنفضت وبعدت بصدمة...
عطر بخوف ودهشة: محمود! ااا. اانت بتعمل ايه انت اتجننت.!؟

محمود ابتسم بخبث وقرب منها وهي بتبعد: ايوة اتجننت، انا من زمان أوي من اول ما بدأت اكبر وانا دايما عنيا عليكي طول الوقت بتمني اقرب منك، حتى لما اتجوزتي رامز وقتها كنت دايما نفسي اصارحك بس كنت بتراجع، لكن دلوقتي بقي خلاص كفاية انا سكت كتير، انتي سبتي رامز وقولت هتيجي هنا وهنبقي سوا. بس انتي روحتي اتجوزتي جوزك التاني ده اللي اسمه مصعب...

عطر مصدومة وخايفة وبدموع: ااانت! انت يا محمود، ااانت ناسي فرق السن بينا! دده انت، دده ااانا بعتبرك زي اخويا الصغير، وربنا يعلم بحبك قد ايه بس مش بالشكل ده.؟، ككمان ازاي، ازاي تفكر فيا كدة، اعقل واستهدي بالله كدة وفكر بالعقل انا عطر اختك. يامحمود، وبنت خالك.

محمود قرب منها وشدها بسرعة وحاول يضمها بقوة وعنف: بلاش مواعظ وتأنيب علشان مش هياكل معايا، وبعدين انتي كمان عايزاني انا شوفت ده في عنيكي، بصي طاوعيني انتي بس وواوعدك يفضل سر بينا ماحدش هيعرف...
عطر بتبكي وبتحاول تبعده وتهرب منه وبصوت عالي: ابعد، ابعد انت مجنون، وحقير، يا عمتو، عمتووووو. الحقيني...

محمود متمسك بيها وبيحاول يفك هدومها: صوتي براحتك عمتك مش هتسمعك، ماما في المستشفي، يعني مافيش غيري انا وانتي وبس...
جرس الباب ضرب بقوة وخبط على الباب بعنف، وعطر بكل قوتها حاولت تبعد محمود وفعلا زقته وجريت على الباب فتحت لقت مصعب قصادها...
مصعب انصدم وغضب وغار بشدة من شكلها مبهدلة وهدومها مفكوكة وبتعيط.

عطر برعب وخوف من ان مصعب يفهم وضعها وشكلها غلط بدموع ورجاء: ممم، ممصعب، مممصعب ااانا. والله انت فاهم غلط، اانا هفهمك.
مصعب بيقرب منها وهي بتبعد، ومحمود خاف من شكله، وبدفاع عن نفسه: ايه، انتي هتنكري تاني.! ماخلاص بقي واضح كدة اننا انكشفنا، جوزك التاني طلع انصح من رامز المغفل اللي كنا بنقرطسه...

عطر بصدمة وانهيار: لا لا والله يا مصعب، والله ماحصلش، اانا، اانا عمري ما كان فيه بيني وبينه حاجة ابداااا. والله صدقني انا مش عارفة هو بيعمل كدة ليه، اقسملك بالله انا مظلومة...
مصعب قرب منها اكتر وهي خافت من سكوته وملامحه، وافتكرت انه هيضضربها، بس اتفاجأت من انه ضمها بهدوء وهو بيقفلها هدومها بإحكام وغطي شعرها وضمها بحنان.
مصعب: ششششش، اهدي، اهدي يا عطر انا متأكد انك مش ممكن تعملي كدة، اهدي، ماتخفيش...
عطر بدموع ووجع: بجد،! بجد مصدقني، والله ربنا يعلم اني مش بكدب، واني مظلومة، والله مظلومة...
مصعب ضمها اكتر يهديها وبص لمحمود بغيظ وغيرة وبعد عطر بهدوء وقرب من محمود ومحمود خاف وبيتراجع بخطوات بعيد عن مصعب.

محمود بإتهام: ااانت، اانت صدقتها. ددي، ددي خاينة. ايوة بتخونك معايا، هي جاية وعارفة ان ماما مش هنا، احنا متفقين على كدة، وكمان طول عمرها بتخون رامز معايا من زمان، ديدددي كدابة اوعي تصدقها.
عطر بدهشة واستغراب ودموع: حسبي الله فيك، انا عملتلك ايه علشان تعمل فيا كدة! اذيتك في ايه علشان تتهمني بالحقارة دي، ده انا عمري ما اذيتك وطول عمري بعتبرك زي اخويا الصغير، ليه كدة! ليييه.!؟

مصعب بكل غل وغضب ضرب محمود لكمة قوية وبصوت عالي: دفعلك كام!؟
محمود بخوف وآلم مسك فكه وبتوتر: ههاه، ههه. ههو مين ده!
مصعب بغيظ لكمه مرة تانية بقوة اكبر وبصوت اعلي: بقولك دفعلك كام يا واطي انطق.!؟
محمود خوف: ااانا اانا مش عارف انت بتتكلم عن مين، بدل ما تعمل راجل عليا روح شوف مراتك، والمها. اكرملك تطلقها. لو عندك كرامة.

مصعب بغضب وغيظ مسكه من هدومه بقوة وفضل يضرب فيه بغل وبصوت عالي: مراتي اشرف منك يا كلب يا واطي انت وابن الكلب الرخيص التاني، انطق يا زبالة اتفق معاك على كام، انطق بعت بنت خالك ولحمك بكام يا وسخ، انطق، رامز الكلب اتفق معاك ولا لا! هو اللي ورا الملعوب الوسخ ده ولا لا،!؟
محمود بخوف وتردد: اااا. اااايوة هو، رامز اللي اتفق معايا على كدة.

مصعب بغيظ ضربه تاني وثالث بغيظ ووجع، : وانت ليه توافقه،! ليه تبيع بنت خالك! ليه تعمل فيها كدة، انطق هو قالك ايه، واياك انا بحذرك اهو تكدب في كلمة، قسما بالله هو تليفون واحد واضيعلك مستقبلك هتلبس قضية تعاطي واحبسك وكليتك دي مش هتخطيها برجلك. انطق يا كلب...

محمود بخوف ورجاء: لا لا، ربنا يخليك، الا كليتي، بص، اانا هقولك كل حاجة، رامز جاني من فترة قبل حتى جوازك من عطر، وقعد يشتكي ليا انا وماما ان عطر خانته معاك، وكانت على علاقة بيك وهي على زمته، واحنا وقتها كنا مش عارفين نصدقه ولا لا، لكن بعد ما عرفنا ان عطر قاعدة عندك في بيتك واتجوزتك، بصراحة صدقناه، وجاني من كام يوم وعرف ان ماما في المستشفي، طلب مني اكلم عطر واقولها تجبلي فلوس وتيجي هنا وابعتلك، الرسالة اللي وصلتك على اساس اني ما اعرفش انه رقمك، وافهمك انها خاينة، علشان تطلقها وينتقم منها، وبعد كدة يرجعها هو تاني علشان مازن ابنهم، وووانا وافقت وكمان، ككمان دفعلي 10000جنيه، وبصراحة انا كنت محتاج فلوس علشان مستشفي امي، وهي تستاهل علشان خاينة وفضحتنا...

عطر بصدمة وقهر وظلم بكت بحرقة: منكم لله، منكم لله. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم انتم الاتنين، ربنا قادر يفضحكم. وينتقم منكم...

مصعب مسك محمود بغيظ وغل: وانت صدقته! صدقت ان بنت خالك خاينة! زي ما تكون ماتعرفش اللي كان بيعمله فيها، والارف اللي شافته معاه، والبهدلة والمر اللي كان مشربهلها ليل نهار، وانتم ولا انتم هنا، ماحدش فكر فيكم يقفله ولا يحميها، جاي النهاردة تعمل فيها راجل، يا عيل، جاي تعري لحمك وتفضحها علشان ترجعها للكلب الزبالة ده، بس هقولك ايه، ما انت واطي من نفس عينته، زبالة والزبالة بتحن لبعضها، انت مش هضحك عليا ولا على نفسك، انت كلب زيه طمعت فيها وقولت مصلحة اخد فلوس منه ومنها، وممان هي بس من حظك يا واطي انك ما لمستهاش. علشان اقسم بالله كان زمانك دلوقتي في عداد الاموات، ودلوقتي مافيش حاجة هترحمك مني غير امك اللي مرمية في المستشفي واللي للأسف مالهاش غيرك دلوقتي، اتحسبت عليها ابن وراجل...

اسمع يا كلب انت، والله عظيم، لو الكلب اللي اسمه رامز ده عرف حرف واحد من اللي حصل ده لهكون خافيك والعفريت الازرق ماهيعرفلك طريق انت فاهم ولا لا.
محمود بخوف وتأكيد: ححاححاضر والله ماهقوله حاجة، بببس، ببس لو سألني اقوله ايه.!؟
مصعب بخبث ووعيد: قوله حصل اللي انت عايزه ومصعب جاء وضربني وضرب عطر. واخدها ومشي وما اعرفش هيعمل ايه، تعرف تقول كدة بس،!؟
محمود هز راسه: ايوة، خلاص هعمل كدة...

مصعب بصله بنفور واشمأزاز. ولف لعطر. واتفزع لما لاقاها فقدت وعيها ومش حاسة بحاجة، جري عليها وضمها بقلق.
مصعب: عطر، عطر حبيبتي، فوقي، فوقي مالك، وبص لمحمود بغضب. امشي يا كلب هاتلي مياه بسرعة...
محمود دخل يجيب المياه، ومصعب فتح شنطتها وخرج منها ازازة بيرفيوم وحاول يفوقها، وفعلا بدأت تفوق، وفتحت عنيها اللي اصلا غرقانا دموع، واول ما بصت في عيون مصعب بكت اكتر بحرقة.

مصعب اتألم لحالها وضمها بحنان وبهدوء. : ششششش، باااس حبيبتي، اهدي يا روحي، والله دول كلاب ما يستحقوا، دمعة منك، انا جنبك اهو اوعي تخافي...
عطر اتمسكت بيه اكتر بقوة واستنجاد وبوجع: اناكنت هعمل ايه لو صدقتهم!؟
كنت انت هتعمل فيا ايه لو مصدقتنيش وصدقتهم!؟
قولي هو انا ليه الظلم ملازمني، ليه الدنيا بتعمل فيا كدة لييييه، اانا مصدومة، هما ليه جواهم الشر ده كله، ليه بيحاولوا يأذوني كدة...

مصعب خرجها من حضنه وضم ملامحها بحنان ومسح دموعها. : ربك مش غافل يا عطر، كل شئ بيحصل بقدر، وكان ده لازم يحصل علشان ربنا يكشفلك اللي من اهلك وبيطعنك في ظهرك، وكمان علشان كل واحد ياخد جزائه، رامز انا لما سيبته، سيبته لانه طلقك من غير مشاكل، وعلشان مازن، ماحبتش ادفعه ثمن مصايبه والبلاوي. اللي هو كان ومازال بيعملها، بس لحد عندك وعند شرفي لا مش هسامحه، وقسما بربي لهندمه ندم عمره، هخليه يخاف يجيب اسمك على لسانه...

محمود قرب منهم ومعاه المياه، مصعب شال عطر وبصله بعتاب وضيق: خاليهالك، تحرم اي حاجة من ايدك يا كلب...
مصعب اخد عطر ونزل وركبوا العربية، عطر تعبانة ومجهدة
. حطت ايديها على بطنها بألم وبصت لمصعب...
عطر بحزن: تخيل لو كنت اتهورت عليا كان البيبي حصله ايه!؟ منهم لله كان ممكن ابني يموت بسببهم، ربنا ينتقم منهم...

مصعب ملس على بطنها بحنان، وضم ايديها وباسها بهدوء، وضغط على سنانه بغيظ: ده لو كان ابني حصله حاجة ماكنتش هسجنه وبس لا
ده انا كنت قتلته، بس يصبر عليا رامز الكلب، ويشوف اخره شره ايه...
عطر بتعب: مصعب انا عايزة اروح للدكتورة اتطمن ااانا تعبانة اوي...
مصعب بقلق: طيب حبيبتي. هطلع على هناك...
في بيت حذيفة.
چوري واقفة في المطبخ بتجهز الاكل حذيفة دخل وشافها ابتسم من جمالها ولبسها، كل تفاصيلها بتجننه، وخصوصا الفستان ده هي عارفة هو قد ايه بيحبه، وبتتعمد تلبسه وتلفت نظره، فضل واقف ساند كتفه على الباب و بيتابعها بإعجاب، فستانها كان برغم انه طويل بس مفتوح من آخر ظهرها فتحه طويلة، ومن اخره مفتوح لحد نهايته، الجزء المقفول قليل جداااا تقريبا لا يذكر، اتنهد بجنون اكتر...

چوري حاسة بوجوده. من غير ما تلف او تتحرك، ولا حتى تسمع خطواته بتقرب، مجرد قربه من بعيد عطره بيملي المكان ريحته هو نفسه بتغطي على الهواء والنفس، وابتسمت بغرور وشقاوة وهي عارفة انه متابعها بإعجاب وجنون، فضلت تتلفت بعيد عن مواجهته من غير ما تقابل عيونه...
حذيفة اخد باله انها متعمدة تفضل بعيد قرب بهدوء وضمها من ظهرها بحنان. ودفن انفاسه في خصلات شعرها. وطبع بوسة ناعمة على كتفها.

حذيفة بهمس: هتفضلي كدة لحد امتي، انتي عايزة مني ايه بالظبط!
چوري ابتسمت اكتر بثقة: كدة اللي هو ازاي! وعايزة ايه بالظبط مش فاهمة!؟
حذيفة ضمها اكتر بحنون وهو بيحرك ايده على فستانها وتفاصيله اكنه بيكتشفه لاول مرة: انتي مصممة تجننيني صح! انتي ناوية على ايه الليلة، ارجع الاقيكي مبيته البنات عند ماما. وتقوليلي هخدهم بعد الفجر...

واتنهد بجنون اكتر وبنبرة عاشق: كمان الاقيكي لابسة اكتر فستان انا مجنون بيه وبعشقه عليكي، وانتي في قمة انوثتك وجمالك، كل ده ومش عارفة انتي بتعملي فيا ايه! كل ده وبتسألي!

چوري ضغطت على شفايفها بإنتصار وببراءة: انا ما كنتش متعمدة اي حاجة صدقني، البنات اصلا ناموا وانا هناك عند ماما فريدة، وهي صممت يناموا لحد الفجر او لما يصحوا في اي وقت هتخبط علينا، وكمان هما واكلين كويس وبدأ نومهم يتظبط شوية، فسبتهم هناك، وانا اصلا في العادي دايما لبسي حلو وبيجننك وعمري ماكنت مبهدلة ايه الجديد بقي!؟

حذيفة ابتسم بخبث: الجديد انك شكلك نسيتي وعيدي ليكي اخر مرة شوفتك بالفستان ده،! فاكرة وعدتك لو لبستيه تاني وجننتيني كدة هعمل ايه!
چوري فتحت عنيها بتذكر، هي فعلا كانت ناسية هو هددها بإيه اخر مرة. وقبل ما تلف تواجهه وتتكلم، حست بيه وسمعت صوت تمزيق الفستان، حذيفة مزع الفستان وبقت فتحتين الفستان قابلوا بعض واتفتح نهائي...
چوري لفتله بصدمة: انت فعلا قطعته! انت مجنون بجد، كنت فكراك بتهزر.

حذيفة ابتسم بخبث وغمزها بنفي: تؤتؤتؤ، ماكنتش بهزر، كنت قاصد كدة، واديني نفذت وعيدي ليكي...
چوري ضحكت بقوة مش مصدقة جنون حذيفة والوقاحة اللي بقت في تصرفاته: هههههههههه. لا لا انت بقيت خطر، مستحيل تكون انت الشيخ حذيفة لايمكن، ده انت اتبدلت.! ثم يا شيخ مش ده كدة اسمه اهدار واصراف،!؟ مش حرام الفستان اللي قطعته ده!؟

حذيفة ضمها لحضنه بقوة وشد الفستان ورفعه قصاد عنيها وهز راسه: لا مش اصراف، ماهو اصل احنا مش هنرميه. يا قلبي. تؤتؤتؤ. احنا هنخيطه، علشان اقطعه تاني، ونخيطه، واقطعه ثالث، واخيطه، ونقطعه رابع، وو.
چوري ضحكت بجنون وكتمت شفايفه: شششش باااس كفاااية. ايييه كل ده، احنا هنخيطه ونقطعه كام مرة يا مفتري،!؟

حذيفة ضحك بقوة وباس ايديها اللي بتكتم شفايفه: بتعرفي تعدي لحد كام، انا عن نفسي مش همل ولا هتعب، انتي ايه بقي هتزهقي!؟
چوري اتعلقت في رقبته بقوة وبهمس: تؤ، عمري، عمري لا هتعب ولا هزهق من جنونك وحبك...
حذيفة ابتسم وعنيه بتمر على تفاصيلها بمكر: اممممم. تصدقي كدة احلي عن ما كنتي لابساه!
چوري دفنت راسها في حضنه وضحكت: ههههههه. انت بتكسفني كدة على فكرة.

حذيفة ضحك بجنون: هههههههه. لا لا بالله عليكي خالي حد تاني ينكسف، بلاش انتي.
چوري خرجت من حضنه بغيظ: كدة! قصدك ايه.!؟ ان انا مش بتكسف،! قصدك اني بجحة!؟ وضربته بقوة في صدره، هاه انطق قول تقصد ايه!؟
حذيفة بيتصنع الألم: ااااه. اااي. كدة بتضربيني بغباوة يا چوري، وببتعمد انه يستفزها، ثم ايوة انتي نسيتي يوم ما اتجوزنا، انتي اللي اتحرشتي بيا، واغتصبتيني، تنكري!؟

چوري بعناد وغرور: لا مش هنكر، وايوة عملت كدة، وكل ما يجيني مزاجي هغتصبك، ووريني بقي هتعترض ازاي، واللي عندك اعمله، اه. هو انا يعني بعمل حاجة عيب، ولا يكنشي حررام يا عم الشيخ!؟

حذيفة ضغط على شفايفه بسعادة وشدها لحضنه بقوة وضمها وهو بيلمس شعرها بحنان: لا يا عيون، وقلب، وحياة الشيخ، حد يقدر يقول كدة، ده حلال، حلال، حلال، ثم لعلمك بقي، انا اصلا بعشقك جنونك وتهورك ده، بعشق شقاوتك وجرئتك، ثم انتي كدة، معايا انا وبس، وكل ده ليا انا وبس، مافيش مخلوق بيسمع منك كلمة حنينة، ولا يلمح منك ضي نورك، ولا يقدر يبص في عيونك الشرسة المتوحشة دي غيري انا، انا وبس...

چوري بهمس واثارة عاشقة: هو احنا هنفضل في المطبخ كتيير! انا كدة هبرد، انت مش واخد بالك اني على حالي ده، من وقت ما سيادتك قطعت الفستان.!
حذيفة شالها بخفة وقعدها على طربيزة المطبخ وقرب منها بوعيد: اللي يسمعك يقول ان الفستان كان ساتر حاجة مثلا، ده كان زي قلته، ثم ماقولنا كدة احلي واجمل، كمان تراوة، ههههههههه. وقرب اكتر ووشوشها: ثم احنا هنفضل هنا شوية ماتستعجليش...

چوري ضحكت وبمشاكسة: ههههههههه. في المطبخ! انت خلاااص عليه العوض فيك، مخك لسع...
حذيفة قرب من شفايفها بشوق: اهاه، لسعت واتجننت على ايدك خلاص، وايوة في المطبخ، كل ركن، وكل مكان، وكل حتة في البيت ده، لازم تشهد على حبي وجنوني بيكي، كل مكان لازم يكون لينا ذكري فيه، واتنهد بخوف علشان لما اموت كل مكان تكوني فيه تفتكريني والابتسامة تملي شفايفك...

چوري بملامح غاضبة ضربته تاني بقوة وعتاب: انت مستفز بجد، اانت ليه بتقول كدة.!، لييه بتضايقني.! اوعي تقول كدة، انا ما اقدرش اعيش من غيرك، فاهم ما اقدرش...
حذيفة ابتسم وضم ايديها اللي بتضربه بيها وباسها بحنان: اسف، حقك عليا، مش قصدي اضايقك والله، بس، بس ده قدر، الموت حق، مافيش منه مفر...
چوري بتبعده عنها وبعصبية: طب اوعي كدة بقي اوعي اانا، هخرج واسيبك، انت بتعصبني...

حذيفة ضحك وثبتها مكانها وضمه بلهفة: ههههههه. شششش، اهدي، اهدي خلاص، مش هتكلم عن الموت تاني، ثم انتي بتخرجينا عن الموضوع الاساسي ليه، احنا كنا بنقول ايه!
چوري بتداري ضحكتها: مش فاكرة، فكرني...
حذيفة مال عليها وباسها بنعومة وبعد وابتسم: هاه افتكرتي!
چوري غمضت عنيها وابتسمت وهزت راسها بنفي: تؤتؤ، ما افتكرتش...
حذيفة عادها تاني بقوة، وبعد وسألها: لسة مش فاكرة!
چوري بتصميم: تؤ، لسة، يمكن محتاجة تفكرني اكتر من كدة...
حذيفة قرب بشوق من مجنونة قلبه وبوعيد: عندك حق، المرة دي هفكرك بشكل تاني، وبقوة، قرب وقرب واخدها في رحلة جنون، رحلة حياة، رحلة حب، رحلة غرام، بين حبيبين وعشاق جمعهم الحب، وبقوا خلاص كيان واحد، زوج وزوجة مايفرقهمش غير الموت...
بعد وقت كبيير، حذيفة شايل چوري وخارج من المطبخ، وهي بتضحك...
چوري: اظن كدة افراااج، اروح اجيب بناتي بقي...

حذيفة رفع حاجبه بسخرية: نعم! افراج مين يا روحي، انسي البنات مش هتيجي قبل الفجر، لحد الفجر انا حاجزك حصري ليا لوحدي، ثم كل ده كان هزار يا روحي، لسة هنبدأ الليلة ونحكي ونسهر سوا...
چوري باسته من خده بحب: ب. ح. ب. ك، مووووووت
حذيفة دخل بيها اوضتهم ونزلها برفق، وهمس ليها: وانا ب. ح. ب. ك. مووووت، وبعشقك، وهعمل المستحيل علشان اسعدك، بحبك يا چوري. بحبك.

في مبني النيابة مصعب قاعد منتظر رامز في مكتب. لانه طلب يشوفه، وبعد شوية دخل رامز.
رامز شاف مصعب اتعصب وقرب منه بغيظ: انا كنت متأكد ان انت اللي وراها، انت ايه يا اخي شيطان، مالك ومالي، انت عايز مني ايه! مش كفاية اخدت مراتي وابني، واجبرتني اطلق مراتي، ايه بقي...

مصعب قام بهدوء وقرب منه بثقة واستفزاز: تؤتؤتؤ، تصدق صعبت عليا، ده انا طلعت شرير اوي، ياحراااام. طلقت مراتك منك عافية، مراتك اللي كنت مهنيها وبتسعدها، وابنك اللي كنت بتحبه وتخاف عليه حرمتك منه، لا وكمان سجنتك ظلم وانت راجل محترم ومستقيم، ومابتقبلش حاجة حرام ابداااا.

وضحك مصعب بسخرية وقرب منه اكتر واكتر بغيظ وغضب: ههههههههههه، ده انت احقر بني آدم قابلته في حياتي، راجل خسارة فيك مسمي رجولة، انت اصلا ماكناش تستاهل عطر ولا انها تبقي على ذمتك، وطلاقها منك ده مش لاني اجبرتك لا، ده لانك راجل وسخ وزبالة وبترمرم وبتعرف ستات شوارع زيك ومن عينتك، وابنك اصلا خسارة فيك، عيل من حقه يتربي كويس في بيئة محترمة سوية، مش بيئة واحد خمورجي سكران مرتشي زبالة زيك، بيتفنن ازاي يعذبه هو وامه...

وشغلك اللي انت هنا بسببه النهاردة ده، انت اللي ضميرك ميت، انت هنا النهاردة بسبب قذارتك، بسبب مصايب عمتلها بإيدك انا ماليش دخل بيها، وكنت سايبك تغور في داهية وقولت تجيلك بعيد عني، بس لحد ما شرك صورلك انك تخدعني وتستغل محمود الواد العيل وضعفه، وتورط عطر في لعبة وسخة زيك، علشان اطلقها وارميها، ده بقي كان نهاية الحبل اللي انت لفيته حاولين رقبتك، واهو خنقك يا كلب، واديك اهو هنا، واقسملك يا رامز، انك ما هتشوف النور قبل اقلها يوم ما تلاقي محامي دماغه زيي ويقدر يساعدك، مش قبل 20 سنة، انت ماضي على ورق يسجن كتيبة مش واحد بس، انا جيب هنا النهاردة علشان اعرفك ان انا اللي جبتك هنا، واكد عليك، لو عقلك وزك تاني لاي لعب معايا، تخيل المرة اللي جاية هعمل فيك ايه،!؟ اكيد وصلتلك...

وقرب منه اكتر بتحدي: هقتلك وانت متأكد اني مش بهدد وبس
والاهم مش هاخد فيك يوم واحد، واظن انت متأكد من ده.
رامز بغيظ مسك مصعب من هدومه بغضب: انت مش بني آدم، انت شيطان، انا اللي هقتلك. هقتلك يا مصعب...
مصعب ابتسم وشد ايده بقوة ولكمه لكمة قوية وقعته على الارض، وبثقة: انت اللي شيطان، انت اللي مش بني آدم، انت آذيت نفسك مش انا اللي آذيتك، سلام يا، ههههه. يا زبالة...

خرج مصعب، ورامز بيغلي من الغضب والغيظ. : ماشي يا مصعب الكلب، وحياة امي مهما عدت سنين انا ماهرحمك ولا هنسي اللي عملته فيا، والسنين بينا...
في شقة مصعب. وفي اوضته هو وعطر
. كانت قاعدة في سريرها سرحانة. وهو قرب منها وضمها لحضنه برفق: حبيبتي بتفكر في ايه!
عطر اتنهدت وابتسمت: خلصت لعب انت والولاد!

مصعب هز راسه: ايوة يا ستي هدوا حيلي في البلاي استيشن الاتنين، ويالههههوي عاي الجنان والخناق، بقوا مصايب الاتنين، والاخر اتهدوا من التعب وناموا، وحط ايده على بطنها بحنان وابتسم: عقبالك يا قلب ابوك لما تخرجلهم وتحصلهم بقي كدة، خالينا نوتر، بالثلاث...
عطر ابتسمت وبصتله بحب وهي بتلمس خصلات شعره بحنان: انت اجمل زوج واحن اب، انت مافيش منك، مصعب انا بحد بحبك، بحبك اوي، اوي...

مصعب ابتسم اكتر وباس ايدها وقرب منها وهو بيطبع بوسه هادية على كتفها: وانا بحبك يا عطري، بحبك اوي، اوعي تزعلي ولا تخافي، ولا تحملي هم طول ما انا جنبك، ارمي حمولك على كتفي، ارمي همك وحزنك على قلبي، انا راضي، بس حبيبتي ما تزعلش كدة...
عطر بدموع: احضني، احضني اوي...

مصعب ضمها برفق وحنان: حبيبتي انتي دايما في حضني حتى لو بعيد عني، وحياتي بطلي دموع وحزن، علشان ابننا ده ذنبه ايه تزعليه معاكي، وخرجها من حضنه بمزاح وغمزها: . ولا تكونيش عايزة تفرقعيلي الليلة، لا انا الليلة عاندي مسابقة، انا بقولك اهو...
عطر ضحكت غصب عنها: ههههههههههه. تاني انت كفاية بقي عض. تعبتني...
مصعب بخبث مال على كتفها وضغط بشفايفه: تؤتؤ، مش كفاية، وقوليلي بقي تحبي نبدأ منين!

عطر بإستسلام: ما تسألش ابدأ على طول...
مصعب بهمس: يبقي تمسكي اعصابك وتهدي وتخالي بالك من الواد اللي جوا ده، انا مش مسؤال...
مرت تقريبا سنة على كل شئ. وعطر ولدت ابنها هي ومصعب، وحياتهم كانت هادية وسعيدة الا بالمشاكل اللي بتحصل في اي بيت...
كمان ايمان حياتها اتحسنت واهتمت بشغلها وبقت احسن كتيير من الاول، واتعلمت من درس عمرها...
حذيفة وچوري حياتهم بتنبض سعادة وهدوء، كل واحد بيتفنن في اسعاد التاني، چوري كمان برغم مشاغلها وحياتها وبناتها، الا انها متفوقة كالعادة، وحذيفة دايما معاها ومش بيسبها، بيساعدها دايما، بيحاول يوفرلها وقت مناسب تذاكر فيه وتهتم بدراستها. ويتابع هو بناته، وفعلا چوري نجحت كمان السنة دي بتقدير عالي، وكان حذيفة اسعد الناس بيها وبنجاحها.

في بور سعيد حكمت مبسوطة وبتزغرط، من الفرحة وبتحضن امجد: حبيبي يا ضنايا الف الف حمد لله على سلامتك يا حبيبي نورت بيتك...
أمجد بلامبلاه حضنها وقعد بتعب: الله يسلمك يا ماما، عاملة ايه.
حكمت بسعادة: بقيت كويسة وزي الفل اول ما دخلت عليا ونورت بيتك، ده انا هدبح عجل.

أمجد اتنهد بحيرة: ماتفرحيش اوي كدة، انا خرجت برائة من كام قضية، ولسة على ذمة الباقي، ياعالم سي زفت فكري المحامي ده هيعرف يخرجني منهم كلهم واشم نفسي ولا لا.

حكمت بتأكيد: اكيد يا حبيبي هو يعني اخد شوية ده بقاله اكتر من سنة ناهب اللي ورانا واللي قدامنا، كل ده علشان ايه! ماهو علشانك انت علشان تخرج بالسلامة، ومش عايزاك تقلق. وانا بعت عمارة من بتوعي، وبجهزله اللي طلبه تاني وان شاء الله كل حاجة هترجع زي ماكانت...
أمجد بغل: اااااه ياما لو حصل هفوق وارتاح، واعرف بقي انتقم من ولاد الهرمة دول، اذا كان عم الشيخ الزفت ده ولا الهانم الدكتورة اللي كانت هتقتلني...

حكمت بغضب: الهي تنشك في قلبها اللي كانت عايزة تحرمني منك، ولا توعي تفرح...
أمجد بوعيد: طول ما انا عايش مش هتكمل فرحتهم، ولا هيرتاح بالهم.
وحذيفة قرر يحتفل بچوري ونجاحها وعمل حفلة عائلية ليهم ومعاهم كمان مصعب وعطر. لانهم من العيلة كمان...
وفي يوم الحفلة. حذيفة دخل لچوري اوضتها وكانت بتلبس نقابها قرب منها وابتسم واخده من ايديها...
چوري عقدت حاجبها: ايه.! اخدته ليه!؟

حذيفة طلع من جيبه سلسلة وقربها منها: هلبسك دي الاول وبعد كدة كملي لبسك...
چوري شافت السلسلة وابتسمت بدهشة، السلسلة فيها كلمة هي بتعشقها دايما يوصفها بيها في كل خاطر بيقولها فاتنتي
چوري ضحكت: ههه‍ههههههه. انا دي صح!
حذيفة لبسها السلسلة ولفها لحضنه وبرقة: اتسألين وانتي موقنة بجوابك يا فاتنة!
امازلتي لا تعرفي كم انتي ليه فتنة متحركة، تطل عليا في كل حين تخطف قلبي وتؤثره...

كم عشقتك يا فاتنة قلبي ومهلكة عقلي، كم دعوت ربي يحميكي من كل عين وشر...
چوري ابتسمت وضمت وشه بحنان وباسته من خده بنعونة...
حذيفة غمض عنيه واتنهد بحرارة عاشق.
اااااه لو شققتي صدري ونظرتي، لرئيتي فيه العجائب، لرئتي صورتكي متربعة على عرش قلب عاشق متيم، لم يكن يخطر بباله الوقوع في العشق يوما ولا التألم...
واخد ايديها وحطها على قلبه وضغط بحنان، وابتسم...

وبيدك يا فاتنة قلبي اشرتي آمرة له، فآتي خاضعاااا، عاشقااااا، محبااااا. متلهفااااا...
ظمأناااااا. لقرب منكي يشفي چرحاااا نازفاااااا، ولا يريد دوائااا، لعشقه ودائه، من سواكي...
چوري قرب منه اكتر ووقفت على رجله واتعلقت بحضنه وهمست قصاد شفايفه بشوق. : بحبك، بحبك، وباسته برقتها المعتادة...
ضمها هو اكتر بشوق وجنون وبعد شفايفه عنها وبهمس...

ااااه يا فاتنة قلبي ترفقي، ترفقي بقلبي، فقد ارهقتي عشقي جنونا وشوقاااا، اقسمت عليكي يا فاتنة قلبي تترفقي ولا تكثري الدلال، فأنتي حين تتدللي لا تدري ماذا بقلبي انتي تفعلي...
چوري ابتسمت وبهمس: هتفضل تحبني طول العمر، عمرك ما هتفكر في غيري،!؟
احبك يا چوري الچنان والرياض. الحسان، احبك ولن احب سواكي، انتي مليكة على قلبي وحياتي، واقسم لكي ما حيييت، لن تشارككي في قلبي امرأة سواكي...

چوري ضمته وحطت راسها في حضنه بقوة: ربنا ما يحرمني منك ابدااااا. انت نصيبي من الدنيا دي، انت وبس، ومن بعدك بناتي...
حذيفة ضمها برفق: وانا جنبك ومعاكي، لحد اخر نفس جوايا، ربي يحفظك ليا ويحميكي، انا ما فيش حاجة ممكن تألمني غيرك، غير انك تتأذي...
الباب خبط فريدة: يا ولاد الناس برا، اخرجوا بقي الله، هو ده وقت اللي بتعملوه ده!؟
حذيفة عقد حاجبه: هي الحاجة بتعرف احنا بنعمل ايه منين!

چوري بتكتم ضحكتها: لا حبيبي، دي مجرد بديهية يعني، هي حفظانا، وعارفة اننا ما بنصدق ننفرد ببعض...
حذيفة قربها بخبث وغمزها: اهاه بقي، بمناسبة الانفرااااد، الليلة البنات بايتين عند ماما، وانا وانتي والليل والسهر، ومجهزلك بقي هدية تجنن...
چوري ضحكت: هههههههه، اااه منك ومن شقاوتك يا ذيو بقيت مصيبة انت كمان، بس هو لسة فيه هدايا.!؟
حذيفة هز راسه وفتح الدولاب وخرج منه فستان يشبه اللي كان عندها ودايما يمزقه ويرجع يصلحه...
حذيفة: هاه ايه رئيك،!؟
چوري ضحكت بقوة وقربت منه: ههههههههه. انت جبت امتي ده، واشمعن ده بالذات...
حذيفة حط ايده في جيبه بغرور: امممممم. يمكن لاني بقيت محترف في التقطيع، سواء انتي او الفستان،! ويمكن كمان لان الفستان الاول خلاص بقي تعب من التقطيع، فقولت نجيب غيره يكمل معانا، يعني حاجات كتيير.

چوري قربت منه بغرور انثوي مهلك: اممممم. كدة الليلة محتاجة دقتين دوف...
حذيفة ابتسم وضمها لحضنه: ااااااه منك، انتي لما بترقصي اكنك بترقصي على اوتار قلبي، اكن كل خطوة ودبة من خطواتك بتخطي بيها على قلبي، انتي بتخطفي عقلبي باللي بتعمليه ده، الرحمة...
چوري هزت راسها برفض: تؤتؤتؤ، مافيش رحمة...

حذيفة اتنهد بإستسلام: اااااه ياقلبي، انك الليلة هالك لا محالة، امرك سيدتي ومولاتي، لا تترفقي ولا ترحمي، فانا اصبحت لقسوتك في عشقي محبا متلذذي.
خارج الاوضة مصعب جنب عطر وشايل نور ابنهم، : يخربيت جمال امك، انت ياواد انت كان المفروض تبقي بنت، انت ابني ازاااي انا مش فاهم!
عطر ضحكت: اخص عليك، وهو انت وحش ده انت اجمل راجل في الدنيا...
مصعب بسخرية: ههههه. يجبر بخاطرك يا قلبي، القرد في عين مراته حبيبتي...

عطر ضحكت: هههههههه. لا لا اوعي تقول كدة. هو فيه في وسامتك، ده انت وقعتني على بوزي من نظرة عين...
مصعب بص حاوليه وبهمس: تؤتؤ. وانتي الصادقة وقعتك في قلبي، وعلى قلبي وجوا قلبي...
عطر ابتسمت: احلي قلب، واجمل مكان، واسعد حياة...
مصعب غمزها: قوليلي جاهزة الليلة للتصفيات،!؟
عطر بتكتم ضحكتها بخجل: ههههههههههه، هو النهائي امتي!؟

مصعب ضحك: ههههههه. لا يا روحي احنا بلعب مدي الحياة يكفينا شر النهائي، نحن صامدون للنهاية...
وضحت عطر وهو كمان: ههههههههههه
خرج حذيفة وچوري واتجمعوا كلهم...
حذيفة بسعادة: ربنا ما يحرمنا من لمتنا دي ابداااا. ويبعد عنا الشر واهله...
كلهم: اللهم امين...
فريدة بسعادة: مبروك يا قلب امك النجاح ويارب تتخرجي وتبقي اشهر دكتورة في الدنيا...
بلال ابتسم: ربنا يفرحك يا بنتي ويسعدك، ودايما ناجحة كدة ومفرحانا...

چوري بحب: ربنا يبارك فيكم. ومايحرمنيش منكم ابداااا. وحضنت ايد حذيفة وبصتله بحب وامتنان: ويخليلي حبيبي ونور عيني، اللي ماليش غيره في الدنيا، حبيبي اللي حافظ عليا وحماني، حبيبي اللي ضحي بنفسه علشاني...
حذيفة بص في عنيها بحب وابتسم: حبيبك كان بيحافظ ويحمي حقه ونصيبه من الدنيا، انتي من يوم ولادتك وانتي ليا وحقي، چويرية حقي انا...
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-