رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول بقلم ولاء رفعت علي

رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول بقلم ولاء رفعت علي

رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ولاء رفعت علي رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول
رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول بقلم ولاء رفعت علي

رواية حب تحت الارض كاملة جميع الفصول

نسمات الصباح المنعشة والشمس ساطعة في سماء حي دار السلام بمحافظة القاهرة وفي إحدى الحواري الشهيرة يصدح من هذا المنزل القديم صوت الشيخ محمد رفعت الصادر من المذياع أعلي المنضدة في الردهة و المائدة الصغيرة التي تتوسطها وضع أعلاها صحن من البيض المقلي وآخر به الفلافل الساخنة ذات الرائحة الشهية وصحن ثالث به قطعة من الجبن الأبيض صوتها يدوي في الإرجاء تنادي علي أهل المنزل

الفطار جهز ابتسام يا ماما يا سعيد يلا الطعميه هتبرد
خرجت من الغرفة شقيقتها التي تدرس في آخر صف بالثانوية العامة كانت تغلق زر كم القميص
بالله عليكي يا غرام أعمليلي ساندوتش طعميه وواحد جبنة أنا لبست ومش هعرف أحضر الساندوتشات
عقب شقيقها ذو الثلاثة عشر عاما
و أنا كمان يا غرام أعمليلي زي إبتسام و ضيفي ساندوتش بيض
صاحت مازحه
هو فيه إيه ما أنا زيي زيكم وورايا شغل كمان و مستعجلة و عايزة أمشي مفيش حد منكم خلي عنده ډم و يقولي عنك يا غرام و تعملولي الساندوتشات
ابتسمت والدتها السيدة عزيزة امرأة في منتصف عقدها الرابع يبدو علي ملامح وجهها الذي يتميز بالشحوب إمارات التعب والمړض.
ربتت بحنانها الغادق علي كتف ابنتها
حبيبتي ربنا يخليكي ليهم أنتي سندهم و كمان هتبقي أمهم من بعدي
ألتفت إليها بعتاب طفيف
ربنا يديكي طول العمر و يباركلنا فيكي يا أم غرام بالله عليكي وأول وآخر مرة تقولي كدة
عقبت ابتسام بمرح
أنتم هتقلبوها حزن كدة ليه والله أنادي لكم علي طنط عدلات تيجي تضحكم
صاحت غرام مازحة
لاء أبوس إيدك دي بتاكل وداني من الرغي و تشيلني ذنوب الحارة كلها من النم عليهم الحمدلله أنا فطرت
تناولت حقيبة اليد خاصتها و حقيبة أخري ترتديها علي ظهرها أشارت إليها والدتها إلي الطعام
كملي فطارك يا بنتي قبل ما تمشي
مش قادرة يا ماما ما أنتي عرفاني لما بكون جعانة باكل أنا يا دوب أشرب كوباية الشاي و هاروح ألحق أخد البضاعة من مدام رشا
و أنتي راجعة ماتنسيش تعدي علي أختك أحلام تطمني عليها وطيبي بخاطرها
زفرت بضيق وأخبرت والدتها
ليه محسساني إني قسيت عليها! يعني عاجبك عيشتها مع جوزها كل أسبوع يرنها العلقة و تيجي تغضب يقوم البيه يكلمها يضحك عليها بكلمتين و لا كأنه عمل فيها حاجة وتمشي من غير ما تقولنا و لا كأننا أهلها
أمسكت والدتها يدها برجاء
طيب عشان خاطري روحي أتطمني عليها حتي من علي الباب و أرجعي أنا خاېفة ليكون المنيل سمير عمل فيها حاجة
لم تجد مفرا من طلب والدتها حيث لا ترفض لها أمرا فقالت علي مضض
حاضر يا ماما هاروحلها و بدعي ربنا إن ما شوفش خلقة جوزها لأن لو شوفته مش عارفة ممكن أعمل فيه إيه
أنا عارفة إنك عاقلة و مش هاتعملي كدة
نهضت الأخرى وهمت بالذهاب
أستأذن أنا بقي عشان أتأخرت سلام عليكم
صاحت شقيقتها وتركض خلفها
استني خديني معاكي يا غرام
رايحين فين تعالوا
عن إذنك يا خالتي عدلات متأخرة علي الشغل
أشارت لهما نحو باب منزلها
ما تتفضلوا تعالوا أفطروا
ردت ابتسام و تهم بالمغادرة
سابقناكي تسلمي
خرجت و تنفست الصعداء فقالت غرام إليها
خدي بالك من نفسك و أول ما ترجعي قوليلي
أومأت لها وبإجابة مقتضبة قالت
حاضر
ننتقل إلي مدينة الشيخ زايد حيث الفلل والقصور و المنازل داخل وحدات سكنية و بداخل الوحدة التي تشمل الفلل تقع فيلا عائلة الشريف رأفت الشريف رجل أعمال شهير وصاحب علامة تجارية مسجلة في مجال الملابس Y N و ذلك أول حروف من أسماء ابنيه نور و يوسف فالأول يبلغ من العمر الثلاثة والثلاثون ربيعا متزوج من كاميليا عبيد التي درست معه في المرحلة الجامعية و جمع بينهما علاقة حب اكتملت بالزواج وانجبت الصغيرة الشقراء تولين ذات الثمانية أعوام.
بينما الثاني يوسف الذي يعيش عازب مدلل و السبب يعود إلي والدته السيدة منيرة و التي تبلغ منتصف عقدها الخامس كانت لا تدرك إنه قد أصبح رجلا راشدا ولم يعد الابن الصغير.
و في غرفة المائدة يتجمعون أفراد العائلة و علي رأس الطاولة السيد رأفت يبتلع قطعة الخبز الفرنسي بعد أن قام بدهنها بقطعة زبدة
لسه ما عرفتش حاجة عن اللي
بيقلد البراند بتاعنا و بيوردوا للمحلات
ألتفت إليه ابنه الأكبر نور وأخبره
أنا بعت رجالة للمحلات دي
و بيسألوا أصحابها عن المورد أو التاجر اللي بيشتروا منه البضاعة و علي بكرة بالكتير إن شاء الله هيكون عند حضرتك التقرير
انتبه رأفت إلي ابنه الآخر يوسف حيث كان شاردا في صحنه وآثار النوم مازالت علي وجهه ذو البشرة الحنطية
و أنت يا يوسف بيه عملت إيه في موضوع الدعايات
كان سؤال ساخر من والده مثل كل مرة
ربتت الصغيرة تولين علي ذراع عمها وتخبره ببرائتها
أونكل چو كلم جدو
انتبه إلي الصغيرة وكأنه استيقظ لتوه من غفوة فسأل والده
حضرتك كنت بتقول إيه
ابتسم والده هازئا
هاتسمعني إزاي صح و أنت قاعد زي المساطيل طبعا كنت سهران لحد الفجر زي كل يوم و لا كأن ليك أهل عايشين معاك
تدخلت منيرة لتوقف زوجها عن توبيخ ولدها المدلل
براحة يا رأفت عليه دي أول مرة يسهر من شهر و أنت من بعد ما شغلته معاكم و مطلع عينه في الشركة
حدق إليها زوجها بنظرة ڼارية قابلتها بعدم اكتراث
أهو دلعك الزايد ده ليه فسده و أنا عمال أصلحه وأشيله المسئولية ابنك يا هانم لسه تامم التلاتين سنة يعني المفروض كان متجوز و أب كمان
وكأنه استيقظ لتوه فأجاب علي والده
و أنا مش هيعيش زي ما حضرتك عايز دي حياتي و أنا حر فيها
نظر رأفت إلي زوجته يعاتبها بحدة
سمعتي يا منيرة هانم
تدخلت كاميليا لعلها تهدأ من الوضع المشتعل
معلش يا أونكل بالتأكيد يوسف ما يقصدش
نهض يوسف وصاح پغضب
لاء يا كاميليا أقصد هو عايزني نسخة من جوزك نعم حاضر و يبقي ماليش أي رأي و لا شخصية
نظر إليه شقيقه نور و قال معاتبا
شكرا يا يوسف
خالجه الحرج الشديد لما قاله للتو فأبتعد عنهم بخطوات سريعة نهضت والدته خلفه تناديه
يوسف يا يوسف
توقف فاستدار إليها
حضرتك عايزة تقوليلي حاجة أنتي كمان
لكزته في عضده وتنهره
أتلم أنا لو قلبت عليك زعلي وحش أوي أنا بنادي عليك عشان أقولك بعد ما تخلص شغل عدي عليا في النادي تسلم علي طنط راندا و ماهي بنتها
بدي علي وجهه الامتعاض والضيق
ماما ياريت تخرجيني من جو أصحابك و بناتهم خصوصا راندا و بنتها
يا سلام مش دي ماهي اللي كنت هاتجنن عليها وارتبطوا ببعض سنة و بعدين سيبتها من غير سبب!
أديكي قولتي كنت يعني فعل ماضي وانتهي ما ارتحناش مع بعض هي دماغها تافهة و عايزة واحد أتفه منها و أنا ماليش في الجو ده ياريت بقي تقفلي علي الموضوع و ما تفتحيهوش تاني
قد وصل ڠضبها إلي ذروته حدقت إليه بنظرة ڼارية قائلة بوعيد
براحتك و لو وقعت في مشكلة تاني أنا مش هقف معاك و لا أحوش ما بينك و بين أبوك
دنا منها وقام بتقبيل جبهتها فقال
و أنا واثق و متأكد عمرك ما هاتعمليها باي باي موني
غادر وتركها تشعر بالحنق فهي بالفعل السبب في عدم تحمله المسئولية و كم کرهت عتاب زوجها و لومه الشديد لها كما تري في عينيه الآن نظرة ساخرة فبادلته بعدم مبالاة وصعدت إلي الأعلى.
و في الشارع الخلفي لمنزل عائلة غرام صوت المذياع مرتفعا فالشيخ يتلو آيات من سورة البقرة تحمل صغيرها وتضعه علي الأريكة
تزوجت أحلام منذ ثلاث سنوات بمن أحبته ويدعي سمير و هذا منذ خمس سنوات مضت كانت تبلغ عشرون عاما حينها كانت تعمل بائعة في الصيدلية والآن هي زوجته و أم ابنه محمد ذو العامين وينادونه باسم ميدو
تضع أمام طفلها الألعاب وتخبره
أقعد هنا و ألعب لحد ما أشيل الأكل وهاجيبلك الزبادي اللي بتحبه
ردد الصغير بسعادة
بادي بادي
قامت بتقبيل وجنته
هاكل خدودك المقلبظين يا روحي
وطي الراديو ده بدل ما أسقف لك علي خدودك أنتي علي الصبح
كانت صوتا رجوليا كالنشاز قاطع وصلة المرح بينها و بين صغيرها ألتفت إليه وقالت بامتعاض
جري إيه يا سمير من ساعة ما صحيت مش طايق نفسك وبعدين أنا معليه الراديو عشان القرآن خليه يملا الشقة بركة ويطرد الشياطين منها
اقترب منها فابتعدت خطوة إلي الوراء خوفا قبض علي عضدها وصاح يسألها
قصدك عليا أنا شيطان
ابتلعت لعابها وأخبرته پخوف وتردد
و الله ما قولت كدة أنا قصدي يطرد الشياطين اللي بتوقع ما بينا وبتخليك تتخانق معايا وتمد إيدك
عليا زي ما أنت عامل فيا كدة
نفض ذراعها وقال
أيوة زي أمك وأختك غرام كدة بالظبط كل ما
تروحي ليهم يقوموكي عليا كأني أكلت ورثهم و أنا مش عارف
لاء وأنت الصادق بتذل بنتهم و بتهينها ديما و مش بتتفاهم معاها غير بالضړب علي طول ياريتني ما كنت أتجوزتك يا أخي
جلس علي الكرسي أمامها ووضع ساق فوق الأخرى يخرج علبة السچائر من جيب قميصه القطني و القداحة يشعلها وينفث دخانا كثيفا يخبرها بتعجرف
و الله ما ضربتكيش علي إيديكي عشان تتجوزيني و أنتي عارفة طباعي كويس
أدركت ما يرمي إليه من أمر تحاول نسيانه منذ ثلاث سنوات تتمني أن يعود بها الزمن وتغير كل ما حدث لكن ما الفائدة من كلمة
ياليت كلمة ظاهرها ندم و باطنها حسرة وچرح لن يندمل.
اجتازت غرام مسافة كبيرة سيرا علي الأقدام حتي وصلت أمام متجر لبيع الملابس و مستلزمات المرأة وقفت قليلا تلتقط أنفاسها قبل أن تولج إلي الداخل تعلم ما ينتظرها كل يوم في الصباح و المساء...
سلام عليكم
ألقت التحية فأجابت السيدة رشا بتحية مماثلة ثم أردفت
جيتي في وقتك يا غرام المرة دي جايبة تشكيلة عبايات و فساتين هاي كوبي من براند مشهور العباية عندهم ممكن تعدي الألف جنيه لكن إحنا هنبيعها ب 300 وبس و تبقي شاطرة لو خليتي العرض اللي تاخد عبايتين يبقي ب 500 وعليهم طرحة وبندانة هدية
ترددت غرام أن تخبرها بما يدور في رأسها فهي تعلم خصال هذه المرأة الأربعينية تبدو أمام الناس مرحة و ذات قلب حنون لكن يظهر معدنها عند الڠضب لذا اكتفت الأولي بقول مقتضب
ما تقلقيش هاعمل زي ما حضرتك قولتيلي
ابتسمت الأخرى فأشارت إليها
طيب أقعدي إستريحي علي الكرسي ده عقبال ما أطلع أجيبلك الحاجة ونازلة
الفتيات
المصرية
البشرة القمحية والعيون ذات اللون البني ترتدي وشاحا يغطي خصلات شعرها ما بين الأسود والبني غالبا تعقصه علي هيئة كعكة محكمة بربطة شعر مطاطية جسدها ما بين الرفيع و الممتلئ و مع كل ذلك فهي أنثى بالنهاية و لو امتلكت جمالا وسطا فمازال يطمع فيها أمثال رجب فالمحرك لدي هؤلاء الضباع ما هي إلا الشهوة!

عندما ذهبت شقيقته ترك عصا النرجيلة من يده علي المنضدة ونهض فاقترب من غرام سمع صوت زفيرها الذي يخبره عن عدم تحملها لوجوده جوارها
مفيش صباح الخير يا رجب أو عامل إيه يا ريجو أي كلمة حلوة تطري علي القلب منك للغلبان اللي هو أنا يعني
ألتفت إليه و علي وجهها كل إمارات الڠضب
غلبان! قصدك تقول أنت تعبان و ياريت تبعد عن وشي عشان لما بشوفك اليوم بيقفل
اجفلها بصوته المزعج
جري إيه يا بت أنتي نسيتي نفسك و لا إيه! أومال لو كنتي حلوة ده كلك علي بعضك ما تسويش 
ظل يعيد كلماتها في رأسه حتي أدرك الإهانة التي وجهتها إليه أو ربما قصف جبهة جعل دمائه تكاد تفور من الغيظ صاح مرة أخري پغضب جم
نهار أبوكي أسو...
إياك تجيب سيرة أبويا الله يرحمه علي لسانك
إيه اللي بيحصل يا رجب
كان سؤال رشا التي تنزل علي الدرج وتحمل كيسا أسود كبير سبقته غرام قبل أن يخبر شقيقته بالافتراء
مفيش يا مدام المعلم رجب كان بيوصيني علي البضاعة
عاد إلي الكرسي و النرجيلة خاصته بينما كانت رشا اللاصق بالسکين
سيبك من أخويا و ركزي في الحاجة اللي هديهالك
أخرجت عدة قطع من الثياب كل قطعة مغلفة بغطاء بلاستيكي شفاف
10 قطع أهم و لو خلصوا و محتاجة تاني كلميني و أبعتلك رجب بالحاجة
قامت غرام بفتح حقيبة الظهر وأخذت
تضع القطع
حاضر يا مدام
وبعد أن أخذت البضاعة غادرت المتجر متجهة إلي محطة المترو حيث مكان البيع المناسب لها فهي
تعمل بائعة متجولة داخل القطارات في عربة السيدات وأحيانا خارج المحطة برغم ما تتعرض له من مضايقات من المارة وأيضا من رجال الأمن داخل المحطة.
و في الطريق أوقفها صوت صديقتها هند تخرج رأسها من المركبة ذات الثلاث إطارات
غرام يا غرام
ذهبت الأخرى إليها فتركت لها صديقتها براحا لتجلس بجوارها
أطلعي أركبي جمال يوصلك عند المحطة وأنا هاكمل معاه لحد المصنع
يا بنتي كملوا أنتم طريقكم عشان ما تتأخريش علي شغلك
أخبرها جمال و كان هو من يقود المركبة
أركبي يا غرام كدة كدة المترو في طريقي
صعدت إلي داخل المركبة وجلست ووضعت حقيبة الظهر علي فخذيها
إيه أخبار الشغل معاكي
سألتها هند فأجابت الأخري
الحمدلله أهي ماشية
ما تقلقيش أنا سمعت الحاج عبدالتواب صاحب المصنع بيقول إن فيه أتنين هيسيبوا الشغل آخر الشهر و كلمتوا عليكي و علي أحلام أختك
أحلام أختي!
رفعت زاوية فمها جانبا ساخرة وتابعت
أحلام شغلنتها الوحيدة جوزها
هو جه خدها و لا لسه ڠضبانة
هما يومين اللي قعدتهم و التالت خلتنا نايمين وخدت ابنها ومشيت هاموت وأعرف هو عاملها إيه مخليها ماشية وراه تقول آمين يضربها تغضب وبدل ما تاخد معاه موقف ترجعله ده لو كان ساحرلها مش هتعمل في نفسها كدة
ضحكت هند علي حديث صديقتها وعقبت
ده مش سحر ده الحب ياختي بس أختك هي اللي بتحبه لكن هو علي عمايله معاها ما بيحبهاش
و الله يا هند أنا و أمي وابتسام حتي الولاه سعيد أبو 13 سنة كلنا بنقولها كدة يعني أنا اسمع عن اللي يبيع كليته أو يبيع قرنية لكن دي اللي باعت كرمتها و ببلاش كمان
تدخل جمال والذي كان متابعا
معلش علي تدخلي في الحوار يا غرام أختك غلبانة ومالهاش أي خبرة في الناس وحظها إنه سمير ظهر في حياتها وأقدر يخليها تحبه وتتعلق بيه يعني عندك مثلا أنا و هند حبينا بعض وأتخطبنا ومحدش فينا يقدر يستغنا عن التاني صح يا دودو
صح يا عيون هند بس طبعا لو فكرت تزعلني أنا مش هغضب و لا هعيط أنا حقي هاخده بإيدي أنت ونصيبك
خليكي شاهدة يا غرام علي صاحبتك عشان لو في يوم لاقيتو چثتي في أكياس أعرفوا إنها اللي عملت فيا كدة
عقبت هند
بعد الشړ عليك يا حبيبي
ربنا يبارك لكم و يتملكم جوازكم علي خير يا جمال مفيش وجه مقارنة ما بينك و ما بين جوز أختي أنت ابن أصول لكن هو خليني ساكتة أحسن
ربنا يهديه ليها يا عالم يمكن يتغير
أتمني المهم أختي تكون بخير
وصلنا
توقف جمال أمام الدرج المؤدي إلي المحطة أخرجت غرام من حقيبة يدها ورقة نقدية
أتفضل يا جمال
نظر إليها بعتاب ولوم ثم قال لهند
شوفي صاحبتك يا هند
خلاص يا غرام جمال زي أخوكي و جارنا
عقب جمال
خدي فلوسك عشان ما أزعلش وأزعل صاحبتك
أخبرها بطريقة فكاهية فضحكت غرام
ربنا ما يجيب زعل أبدا أسيبكم أنا بقي سلام
ولجت إلي داخل المحطة وقامت بشراء تذكرة القطار و علي الرصيف فتحت الحقيبة وأخرجت قطعتين مختلفتين.
وصل القطار للتو و انفتحت أبوابه دخلت إلي عربة السيدات وبدأت تعرض للركاب البضاعة بمهارة تجعل الجميع يلتفت إليها و يبدأ الإقبال علي الثياب و عروض الأسعار تجعل البعض منهن يشتري علي الفور.
يقف يوسف في وسط بهو الاستقبال للشركة و يتجمع من حوله الموظفون يستمعون إلي تعليماته فبالرغم من كونه مدلل لكنه في العمل جاد و متقن للغاية
عايزكم تسمعوني كويس من يومين جاتلنا عينة من شغل شبه شغلنا بالظبط و عليه نفس التيكت بس طبعا مضړوب و متقلد و فرق خامات و جودة عملنا بحث عشان نوصل لمين صاحب المصنع اللي بيقلد شغلنا بس للأسف كل ما نسأل حد يدخلنا في متاهة و فاهمين طبعا إنهم مش هيقوله هو مين لأن كلهم بيستفادوا فأنا بقولكم اللي هيقدر يوصل لصاحب المصنع ليه مكافأة ست شهور
تصاعدت الهمسات بينهم فقال أحدهم
ما تقلقش يا مستر يوسف يومين و هايكون عندك اسمه وعنوانه
ردد آخر
أديني حضرتك يوم و ملفه هايكون علي مكتبك
عقب يوسف قائلا
أنا مش
عايز كلام وروني الفعل و زي ما وعدتكم بالمكافآه يلا كل واحد يروح علي مكتبه
تقدمت منه احداهن تحمل بعض الأوراق وقلم
مستر
يوسف ممكن حضرتك تمضي علي الأوراق دي
صدح رنين هاتفه ويزيل اسمه في أسفل كل ورقة أجاب والسماعة اللاسلكية في أذنه
ألو
هاي چو أنا ميري
أزيك يا ميري أخبارك إيه
طبعا مش بخير و أنت بقي لك شهر مش معبرني و لا بتخرج معايا و نسهر زي كل مرة
انتهي من التوقيع وأومأ إلي الموظفة لتأخذ الأوراق وتذهب ثم مضي نحو الدرج يصعد إلي الأعلى
معلش بقي أصل عندي شغل في الشركة فبضطر أصحي بدري و أنام بدري و زي ما أنتي فاهمة
صاحت بتعجب
شغل! Oh my God معقول چو الشريف بقي بيشتغل!
ابتسم وعقب بمرح كالعادة
شوفتي بقي ربك قادر علي كل شئ
ربنا يوفقك أنا كنت بكلمك عشان أعزمك علي ال party عيد ميلادي ال week end الجاي
هحاول إن شاء الله
تحاول إيه ده أنت لو ما جتش هاخد الشلة و نيجي نحتفل عندك في الشركة النهاردة أنت حر
ضحك قائلا
خلاص هاجي أطمني
هستناك أسيبك بقي عشان ما أعطلكش باي
باي
أنهي المكالمة و مازال في طريقه إلي غرفة مكتبه الخاص توقف أمام مكتب شقيقه فوجده مشغولا بالحاسوب طرق الباب لتنبيهه
ممكن أدخل
رفع عينيه عن الحاسوب وخلع عويناته تركها علي سطح المكتب وقال
أتفضل
جلس يوسف أمام مكتب شقيقه يخبره معتذرا
أنا آسف علي الكلام اللي طلع مني الصبح أنت عارف لما بتعصب ما بشوفش قدامي و بيخرج مني كلام أندم عليه
طب خلي بالك لأن غضبك ممكن يخسرك أقرب الناس ليك
نهض واقترب من شقيقه ثم دنا منه رأسه
و أدي راسك أبوسها لسه زعلان مني
ابتسم نور وأخبره
و أنا قبلت أسفك بس خد بالك أنت المسئول قدام بابا أنك تعرف مين اللي بيقلد شغلنا
اعتبره تسليم أهالي يعني! عموما لسه كنت عامل اجتماع لكل الموظفين تحت في الريسبشن و عامل مكافأة للي هيوصل للي بيقلدنا
ما أنت شاطر و ذكي في الشغل أهو أومال بقي لك شهر مدبسني في شغلك ليه
صاح يوسف متباهيا
لاء أنا أعجبك أوي بس لما تكون دماغي رايقة
رفع شقيقه يديه داعيا
ربنا يزيدك روقان كمان و كمان
أخذ الآخر يضحك و علي بعد أمتار حيث مكتب رأفت الشريف يقوم بالتوقيع علي عدة أوراق و تقف بجواره سوزي المساعدة الخاصة به ذات الشعر الأشقر البلاتيني و العدسات اللاصقة ذات اللون الفيروزي ترتدي كنزة وأسفلها تنورة كلاهما يكاد ېتمزق من فرط الضيق رائحة عطرها الفواح يضرب أنفه فعندما أنتهي من التوقيع رفع رأسه إليها وأخذ ينظر إلي ملامح وجهها المنير سألها في هدوء يخفي نيران مشټعلة من شوق يكاد يلتهمه
فكرتي في اللي قولتلك عليه
ظلت تنظر بمكر ودلال وأجابت
من غير ما أفكر طبعا موافقة المهم هاكون مراتك يا فوفو يا حبيبي
ابتلع لعابه فهذه صاحبة الجمال الصارخ اختطفت لبه منذ مجيئها هنا في الشركة لم يمر سوي خمسة عشر يوما علي عملها ونجحت في السيطرة عليه.
يبقي تجهزي نفسك بالليل هاجي أخدك و نطلع علي شقتنا و هناك هايكون مستنينا المحامي و اتنين شهود
تلي حديثه رنين الهاتف وكان المتصل زوجته
منيرة!!
الفصل الثاني 
بعد عناء يوم شاق ما بين القطار والمحطة انتهت من بيع جميع قطع الثياب التي لديها وكما تفعل مثل كل يوم تعود بالمال إلي السيدة رشا والتي تعطيها مبلغ من المال كل يوم.
قررت أن تذهب إلي شقيقتها وحملت لها ما تحب من الفاكهة والحلوى وقفت تنتظر سيارة أو مركبة ثلاثية الإطارات توقفت احداها وخرج السائق رأسه
مروحة علي بيتكم و لا رايحة مشوار
ولجت إلي داخل المركبة وأخبرته
رايحة الشارع اللي ورانا عند أختي
نظر إليها عبر المرآة الجانبية وسألها
و أحلام عاملة إيه كويسة
كانت نظرة عينيه تخبرها عن ماضي ملخصه حب قد دفنه منذ أن دخول سمير في حياة شقيقتها و تزوجها رغما من اعتراض الجميع لكن سؤاله الآن مجرد الإطمئنان و ربما الفضول لديه وهو كيف تعيش أحلام الآن مع غيره!
تنهدت غرام وقامت باختصار حال شقيقتها في جملة قصيرة
الحمدلله يا عاطف أهي عايشة
هو جوزها لسه بيمد إيده عليها
ليس هو فقط من يعلم بهذا بل الحارة جميعها لم يمر أسبوع أو بضعة أيام سوي يسمع الجيران صړاخ
أحلام وزوجها يقوم بضربها و ينعتها بصفات مشينة و هو تحت تأثير .
أدعيلها يا عاطف ربنا يهديلها جوزها يا يبعده عنها
توقف عاطف أمام
منزل سمير وكانت أحلام في
الشرفة في
الطابق الثاني تضع الثياب المبللة علي الحبل انتبهت إلي غرام التي تنزل من المركبة ويليها عاطف الذي رفع رأسه رغما عنه ليراها تنظر إليه دون أن يبدو عليها أي
تعبيرا علي ملامح وجهها.
اتفضل يا عاطف
قالتها غرام وتعطيه الأجرة انتبه إليها ورفع يده
أقسم بالله أبدا أنتي كدة بتشتميني يا غرام
يعني أنت وجمال جايبين التوكتوك ده عشان تسترزقوا منه و لا تقضوها لله!
طب أنا راضي بذمتك عمرك شوفتي سواق ياخد من أخته الأجرة
ابتسمت وهزت رأسها
لاء
يلا أطلعي لأخدتك بقي ولو عايزة أي حاجة أتصلي عليا

تسلم يا عاطف وأبقي سلملي علي خالتي أم عنتر
ولج إلي المركبة بعد أن ألقي نظرة علي أحلام فوجدها دلفت إلي الداخل
يوصل إن شاء الله
و بالأعلى كانت أحلام تنتظر شقيقتها بعد أن فتحت الباب
إيه المفاجأة الحلوة دي
و قبل أن تتفوه غرام سمعت الصغير يناديها
أتو لام خالتو غرام
أنا أصلا مش جاية عشانك جاية عشان مداميدو حبيب قلب خالتو اللي واحشني
حملته وقامت بتقبيل وجنته المكتنزة ضحك وعانقها بذراعيه الصغيرين
ألتفت إلي أحلام و ظلت تنظر إليها بينما الأخري تحدق إلي أسفل بخجل
و جاية عشانك برضو يا بنت عبدالرحمن المصري
رفعت وجهها وابتسمت ثم احتضنت شقيقتها بقوة
حقكم عليا ديما بيشيلكم همي وبخذلكم في الأخر
لكزت غرام كتف الأخرى و عقبت
إحنا أهلك يا عبيطة لو إحنا مشيلناش همك مين غيرنا هيستحملك و يتفقع مرارته
ضحكت كلتيهما و ولجا إلي الداخل بعد أن أغلقت أحلام باب الشقة
وضعت غرام الصغير فوق الأريكة لاحظت شقيقتها ما جلبته وتركته بالقرب من الباب
إيه اللي أنتي جايباه ده هو أنتي جاية عند حد غريب
أنا جايبلك أنتي و ميدو و ياريت ما تأكليش سمير منهم
أخبرتها بمزاح فضحكت أحلام وهمت بالذهاب
أدخلي أغسلي إيديكي عقبال ما أغرف نتغدي مع بعض
أوقفتها الأخرى تمسك بيدها
تعالي هنا أنا مش جعانة أنا جاية أقعد معاكي شوية وأقولك حقك عليا ماتزعليش مني علي اللي قولتهولك بيت أبوكي مفتوحلك في أي وقت
جلست أحلام وتشعر بالحزن أكثر
أنا اللي حقكم عليا كل مرة لما باجيلكم ڠضبانة وماما تكلم سمير عشان تاخد حقي و أنا في الآخر أرجع بيتي من وراكم
نهضت الأخرى وجلست جوار شقيقتها واضعة يدها علي يد الأخرى
ماما عمرها ما زعلت منك بالعكس هي زعلانة عليكي وعلي اللي بتعمليه في نفسك أنا مش عايزة أفتح مواضيع و نقلب في المواجع أنا كل اللي يهمني أنا وماما نشوفك مبسوطة
ربنا ما يحرمني منكم
تجمعت الدموع في عينيها فأخبرتها غرام
أبوس إيدك بلاش دموع أنا معيش مناديل أديهالك
ابتسمت رغما عنها وقامت
لو مش عايزاني أعيط يبقي كولي معايا
و علي المائدة انتهت غرام للتو من تناول طعامها
الحمدلله تسلم إيدك يا حلومه نفسك في الأكل زي نفس ماما بالظبط
بالهنا والشفا أغسلي إيديكي و روحي أقعدي مع ميدو عقبال ما أعملنا كوبيتين شاي ونقعد نرغي زي زمان
عاد عاطف أمام منزله فوجد والدته ما زالت تجلس أمام الخضروات التي تقوم ببيعها نزل من المركبة ورأي القادمة علي بعد أمتار عاطف حتي وصلت أمام البناء الذي تقطن به لاحظت نظراته إليها فحدقت نحوه بنظرة ساخرة ثم ولجت إلي الفناء
هو أنت تنسي أحلام وتتعلقلي بالبت سماح بنت مليجي!
ألتفت إلي والدته يخبرها
هو أنتي شوفتيني جريت وراها و لا قولتلها بحبك
أمسكت كوب من المعدن و تقوم بسكب الماء منه ثم تنثره فوق ربطات الجرجير والبقدونس حتي تظل طازجة
أومال كل ما بتشوفها بتنح ليه
تهرب من الحديث مع والدته وولج خلف عجلة المقود دون أن يتفوه بحرف
رايح فين يا ولاه
رايح أشوف أكل عيشي
و أنطلق بالمركبة عقبت والدته بوعيد
بتتهرب مني! ماشي يا عاطف
و لدي سماح ذات القد الذي سحر عيون الرجال فهي تتعمد ارتداء عباءة الملونة من أسفل الحجاب تنسدل علي جانب وجهها المليء بمساحيق التجميل.
و تزفر بضيق أتاها صوت والدها بالخارج
بت يا سماح أنتي جيتي
ردت بصوت جهوري
أيوة يابا لسه راجعة من السوق
طيب أنا نازل هاروح القهوة أتفرج علي الماتش
وراجع تكوني عملتي العشا
طيب
سمعت صوت إغلاق الباب أردفت بحنق
طبعا و لا علي بالك الأكل و الشرب دول بيجو منين و لا أزاي!
صدر من هاتفها صوت تنبيه لرسالة واردة أخرجت الهاتف من المحفظة الجلدية خاصتها فتحت الرسالة والتي من رقم مسجل باسم
نيكول مصلحة
و محتوي الرسالة كالآتي
هاي سماح... أنا نيكول اللي بعتلك من البارح علي رسايل التيك توك تبعك فكرتي و لا شو
قامت سماح بالرد كتابيا
أيوة فاكراكي بس كنت عايزة أعرف حاجة هما اللي هعملهم لايف علي الخاص عايزين مني إيه بالظبط يعني أنا بعمل فيديوهات و مخبية وشي و بطلع بهدومي عادي
رأت الأخرى الرسالة فسرعان قامت بالرد
هتسوي نفس اللي بتسويه عادي... لكن ممكن يطلب أو تطلب منك شيء زيادة... متل تشلحي تيابك و تضلي بتيابك الداخلية عادي... ما تخافي ما بيطلبوا أكتر من هيك
ثواني بس يا نيكول... أنتي بتقولي ممكن تطلب... قصدك ستات
إي حبيبتي... و زي ما فهمتي هيك بالضبط... هدول بيدفعوا مصاري كتير... و بعدين أنتي كل اللي يهمك يتبعتلك الدولارات
انتبهي شوي سماح... أنا قلتلك في المسچ الأولي أن هاد المقاطع أو اللايف كيف ما بدك تسوي منهم... يعني ما بيقدروا ينزلوها علي الفون تباعهم أو تتاخد إسكرين... لأن هاد شغل و بنربح منه وأنتم نفس الشىء
مين أنتم بقي
أوف سماح... بعيدلك للمرة المية ما تسألي عن شىء ما يخصك... عليكي تنفذي الأوامر وبس... و اه كنت بنسي لو بدك تربحي مصاري أكتر ممكن تتواصلي مع رفيقاتك... صحباتك يعني أو صبايا أو سيدات من محيط معارفك أو يقربون لإلك... لكن تعرضي الأمر عليهن بطريقة غير مباشرة
هو أي نعم هيبقي صعب... بس إيه هي الطريقة
انتبهي معي منيح وأنا بخبرك بكل شىء!!!
أنتم فاهمين سمير غلط هو والله يبان مفتري و ظالم لكن جواه عكس كدة خالص
كلمات أحلام سبرت أغوار شقيقتها التي كانت تداعب الصغير
ده علي أساس إحنا ما نعرفهوش! روحي بصي لنفسك في المراية يا أحلام و بصي علي درعاتك و رقبتك ووشك اللي لسه عليه آثار الضړب و تقوليلي مش مفتري لاء إحنا اللي بنفتري عليه و ظالمينه
أخذت الأخرى طبق حلوي من أعلي المنضدة لتعطيه إلي شقيقتها
اللي بيعمله معايا بيكون ڠصب عنه أنا اللي بخرجه عن شعوره و بنرفزه
وضعت غرام ابن شقيقتها بجوارها لتخبر الأخرى بحدة
أحلام بطلي استهبال كلنا عارفينك كويس يا بنتي ده أنتي أكتر واحدة فينا هادية و في حالك عمرنا ما سمعناكي بتزعقي و لا بتتخانقي أنتي أغلب من الغلب
يعني عايزين مني إيه! أتطلق منه عشان ترتاحوا
نهضت غرام وأخذت الصحن من شقيقتها وأعادته فوق المنضدة
بقولك إيه أنا قايمة ماشية أحسن عمالة افهمك من بدري أنك تعملي لنفسك شخصية و تاخدي موقف مع جوزك لما يمد ايده عليكي لكن أنتي في ملكوت تاني
ذهبت أحلام خلف شقيقتها
استني بس يا غرام إحنا بنتكلم مش پنتخانق
أنا علي أي حال كنت هامشي عشان أطمن علي أختك ابتسام أشوفها رجعت من الدرس و لا لسه و أخوكي سعيد اللي زمانه من الصبح وهو في الشارع
طب استني خدي ده لماما ولأخواتي
ذهبت إلي البراد و أخذت منه علبة بها الكثير من الحلويات وضعت العلبة داخل كيس وتعطيها إلي غرام التي امتنعت عن أخذها
عندنا و خير ربنا كتير خليهم ليكي أنتي وميدو و أهم حاجة خلي بالك من نفسك
احتضنتها وفعلت المثل مع الصغير واردفت
سلام
مع السلامة أبقي سلميلي علي ماما و ابتسام وسعيد
يوصل
تنزل الدرج وفي الفناء وجدت زوج شقيقتها يدخل وينظر إليها بتوتر
سلام عليكم يا غرام
حدقت إليه بازدراء و لم تبادله التحية وكأنه شيء مقزز تتجنبه مما جعله يستشيط من الغيظ أسرع في الصعود وقام بالضغط علي الجرس باستمرار دون انقطاع
شكلها نسيت حاجة حاضر جاية أهو
قامت بفتح الباب فوجدت زوجها يقف أمامها والشړ يتطاير من عينيه
ابتلعت
لعابها وتتراجع إلي الوراء خوفا من نظراته المرعبة لديها
أزيك يا سمير مالك فيه حاجة
أختك العقربة أرمي عليها سلام ربنا تقوم تبصلي من فوق لتحت و ماتردش كأني
لوح خشب واقف قدامها!
معلش حقك عليا بالتأكيد ما تقصدش أو ماخدتش بالها
جذبها من يدها بقوة
قصدك إن أنا بتبلي عليها و لا إيه
ترتجف من الخۏف وتخبره
ما أقصدش والله بس... بس...
قام بهزها قائلا
أنا ممكن كنت مسكتها و أديتلها حتة علقة بس أنا بقول عيب ياض يا سمير دي أخت مراتك و خالة ابنك
رفعت يدها في وضع الدفاع علي وجهها حتي لا تتلقي منه لطمة مفاجئة كالعادة
أنا آسفة وحقك عليا أنا هعاتبها لما أشوفها
دفعها بغلظة فوقعت علي الأرض تأوهت وترفع طرف العباءة وأخذت تمسد ساقها لتخفف الألم و بدلا أن يشعر بالشفقة حيالها لرؤيتها في تلك الحالة المزرية ظل ينظر إليها پشهوة فزوجته أكثر شقيقاتها جمالا شعرها مثل سلاسل الذهب والبشر الشقراء و عيون بلون العسل ملكة جمال دار السلام كما لقبها شباب الحارة لكن كما قالوا قديما أن الجميلات أكثر الناس تعاسة في الحظ و لنا في قصص السابقات عبرة كليو باترا چوليت التي تجرعت السم أيضا لأنهم قد حرموها من حبيبها و بين قصص المشاهير امرأة الأحزان المغنية التركية بيرجن و ذلك كان في أواخر ثمانينات القرن الماضي كان مهوسا بها لكن كثيرا كان ېعنفها ويضربها 
حاولت أحلام أن تنهض فوجدته مازال يقف أمامها
عايزاني أنسي اللي عملته أختك
سألته بعدم إدراك منها أو ربما الطيبة الزائدة لديها تجعلها لا تبصر الأمور جيدا
أكلمها تعتذر لك
ابتسم علي صفاء ونقاء زوجته جذبها بين أوقفته لتخبره
أستني بس هنيم ميدو الأول
جذبها خلفه كالشاه
ما هو قاعد يلعب أهو أنا أهم
و ولج إلي داخل الغرفة و أغلق الباب خلفه انتبه الصغير وشعر بالخۏف عندما اختفي أبويه من أمامه ذهب اتجاه الغرفة ووقف أمامها أخذ يطرق الباب بكفيه الصغيرين ويبكي مرددا
ماما ماما
تخرج الفتيات من بوابة هذا البناء بتدافع و ذلك بعد انتهاء المحاضرة لمادة اللغة الإنجليزية تحتضن ابتسام المذكرة و الدفتر وتسير بمحاذاة زملائها أخبرتها التي علي يمينها
ابتسام كلمي
وأشارت إليها نحو شاب في بداية العشرين من عمره يستند بساعده فوق دراجة ڼارية
ابتعدت عن الفتيات وذهبت إليه وتتلفت من حولها لتطمئن أن لا يراها أحد من أهل الحارة ويبلغ شقيقتها
إيه
رأيك في المفاجأة
دي
وقفت أمامه وتحدق إليه پغضب
أنت أتجننت يا عثمان! جاي لحد السنتر في وسط أصحابي وافرض حد من الحارة شافني معاك
إيه اللي هيجيب بتوع حارتنا لحدايق المعادي أنا خلصت شغل في الورشة بدري النهاردة روحت استحميت و لبست طقم شيك و قولت أجيلك عشان وحشاني علي الأقل تشوفيني من غير شحم و لا ريحة جاز اللي علي طول بتعايريني بيهم
أنا عمري ما عايرتك بس ما ينفعش لما تحب تشوفني تيجي لي بهدوم الشغل المبهدلة لو مش عشاني علي الأقل عشان نفسك يارب تكون
فهمتني
هز رأسه بسأم وأجاب هازئا
أنا فاهمك طبعا
ما قولتليش جيبت الموتوسيكل ده منين
ضحك وأخبرها
ده اسمه Race يا حبيبتي بتاع عيل فرفور من المعادي اتخبط منه وجابوا علي الورشة نظبطه قولت أجربه و أخدك ونلف بيه شوية
تراجعت بتردد
أنا بخاف أركب الحاجات دي
ما تخافيش و أنا معاكي هاتركبي ورايا و تمسكي فيا بس تمسكي بضمير

غمز بعينه لتدرك إنه يقصد ان تحتضنه من ظهره
بلاش يا عثمان أنا...
طيب والملزمة والكشكول احطهم فين
أقعدي عليهم
فعلت كما قال ووضعت يديها علي كتفيه
جاهزة
اه بس سوق براحة بالله عليك عشان بټرعب من البتاعة ده
ضحك و قبل أن ينطلق رأت معلم الإنجليزي يقف لدي سيارته السوداء وينظر إليها غاضبا
شهقت ورددت دون أن يسمعها عثمان
مستر حسن!
انتفضت عندما أنطلق عثمان بقوة فجعلها تتشبث به أكثر و تخفي وجهها عن نظرات معلمها و بداخلها تخشي أن يخبر شقيقتها بما رآه.
علي موسيقي أشهر أغاني كوكب الشرق ترقص وتميل جذعها إلي الأمام تارة و إلي الخلف
الستيني يحدق إليها بفرح عارم لم يصدق حاله إنه أخيرا نال قسطا من الراحة هربا من ضغوط العمل وتعويض
إهمال وتقصير زوجته تجاهه فهذا سبب وعذرا يأخذه في كل زيجة سرية له لكن تلك المرة هي الأفضل إليه استطاع في خلال أسبوعين أن يقع بها ويجعلها أن توافق علي الزواج منه في السر و عرفيا أيضا فهو لا يريد أن تختلط نزاوته بحياته الشخصية أو أن يشارك أحدا ابنائه في إمبراطورية رأفت الشريف الذي بناها من الصفر حتي هذا الوقت الحالي.
انتهت الموسيقي و اكتفت هي بهذا القدر من الرقص جلست جواره بدلال
إيه يا فوفو بعرف أرقص
تعرفي إيه بس ده أنتي أستاذة ومعلمة
قامت بتناول علبة السچائر و أخذت واحدة فقامت بإشعالها أخذها من أناملها
انتي بتعملي إيه هاتي البتاعة دي إذا كان أنا بطلتها أنتي هاتشربيها
الله يا بيبي أنت پتخاف عليا
احتضنها بين ذراعيه و اخبرها
اه طبعا بخاف عليكي مش بقيتي مراتي!
قامت بتقبيل خده ثم نهضت من جواره
لما أروح أصب لنا كاسين وراجعة لك
ما تتأخريش عليا
عينيا
واطلقت ضحكة جعلته يصيح بسعادة
الله أكبر دي ليلتنا هتبقي أحلي ليلة
أخرج من درج الكمود علبة مليئة بالأقراص تناول منها حبة زرقاء و ابتلعها و تجرع معها الماء.
بعد قليل...
نهضت من جواره تسأله پخوف
مالك يا رأفت فيه إيه
يضع كفه علي موضع قلبه يخبرها بصعوبة
قل.. بي ألح.. قين..
الفصل الثالث 
يجلس الطبيب بجواره ويمسك معصم يد رأفت لقياس نبض قلبه متابعا علي العداد في هاتفه بينما الأخر يفتح عينيه كل فينه والأخرى والوهن جلي علي ملامح وجهه علي الجانب الأخر من السرير تقف وتراقب الفحص وتبكي في آن واحد بكائها بدافع الخۏف أن يحدث مكروها لزوجها وتضع في محل الاتهام أمام زوجته منيرة و ولديها نور ويوسف.
لاحظ الطبيب بكائها الصامت فأخبرها ليطمئنها
اطمني يا مدام سوزان رأفت بيه بخير هو بس اللي حصله إنه قلبه ما 
ونظر الطبيب إلي رأفت وتابع
مش من اسبوع كنت عندي يا رأفت بيه وحذرتك أنك لو هتاخد
أجاب الأخر بصعوبة
و لا محلي ضررهم واحد و أنت مريض قلب وضغط عالي و مش تاخده من دماغك المرة دي الأزمة الحمدلله جتلك علي خفيف ولولا مدام سوزان لا قدر الله يا عالم كان حصلك إيه
نزع الورقة من الدفتر وأعطاها إلي سوزي وقال
دي الفيتامينات اللي هايمشي عليها والدوا الخاص لقلبه كتبت له علي بديل أحسن وأقوي و راحة لمدة أسبوع لحد ما أشوفه الأسبوع الجاي
نهض و أغلق حقيبته
أنا مضطر أمشي عشان ورايا ميعاد كشوفات في العيادة لو في أي حاجة أتصلوا عليا علي طول حمدالله علي السلامة يا رأفت بيه سلام عليكم
و عليكم السلام يا دكتور
بادلته التحية وذهبت خلفه و بعد أن غادر وأغلقت الباب ثم استندت عليه بظهرها وقالت بصوت لم يصل إلي زوجها
و لما هو مش قد الجواز أتجوزني ليه! أحسن بصراحة كنت شايلة هم الموضوع ده وأهو أتحل لوحده عقبال يارب يبقي أسبوع الراحة يبقي سنة وبعدها أخلع منه
تخرج من البناء التي تقطن به تتحدث في الهاتف
صباح الخير يا جمال بقولك يا حبيبي خمس دقايق وأنا وغرام هانكون جاهزين أبقي عدي علينا قدام بيتها
ماشي يا حبيبتي بس بالله عليكي يا هند ما تتأخروش أول ما أزمر تطلعوا علي طول 
حاضر يلا سلام عشان وصلت قدام بيتها
أغلقت المكالمة و ولجت إلي الفناء ثم ضغطت الجرس الخاص بمنزل عائلة غرام فتحت السيدة عزيزة
صباح الخير يا هنوده أتفضلي
صباح النور يا خالتي أومال فين غرام
أشارت إليها نحو غرفة ابنتها
أدخليلها قاعدة جوة ومش عايزة تروح الشغل و كل ما أسألها بتقولي أهو كدة
ربتت هند علي ذراع والدة صديقتها
ما تقلقيش يا خالتي هادخل أشوفها مالها
طرقت الباب ثم ولجت خطوة
ممكن أدخل
نظرت إليها غرام وتجلس علي الأريكة ذات الطراز الشعبي
أتفضلي يا هند أنتي مش غريبة
جلست بجوارها تسألها بقلق
مالك حصل حاجة في شغلك و لا أتخانقتي مع مدام رشا
تشعر الأخرى بالضيق والهم بل بالإحباط و الهزيمة نظرت إلي صديقتها وعينيها
يملأها الحزن
عمالة أدور في ساقية و شغل كله پهدلة و مش عارفة أوفر كل حاجة لأمي و لأخواتي اللي جاي يا دوب بيقضي بالعافية و لا الست رشا أبيعلها كل الكمية و تيجي تديني فتافيت يا
دوب يقضو مصاريف يومين بالعافية
وضعت هند يدها علي ظهر غرام تربت عليها لتجعلها تهدأ ولو قليلا
أستغفري الله كل كرب و ضيقة بعده فرج ووسع أنتي بتسعي وربنا عالم بحالك ما تعلميش يمكن ربنا شايلك حاجة أحسن يمكن النهاردة و يا عالم بكرة أو بعده
مسحت دموعها بالمحرمة و عقبت
و نعم بالله يا هند أنا مش معترضة علي اللي ربنا كتبهولي بس أنا بني آدمه و ليا طاقة لما بفكر في اللي بيحصل بقول ياريتني كملت الكلية كان زماني بشتغل في شركة أو كاشير في أي مول و لا محل كبير علي الأقل أحسن من بياعة في مترو اللي يسوي و ما يسواش يضايقني و لا ظابط تفتيش يبهدلني إهانة وقلة قيمة أنا أقسم بالله عمري ما حصل فيا كدة لما أبويا كان عايش
أطلقت زخات من الدموع تلقتها صديقتها بين ذراعيها مازالت تربت عليها
اهدي يا حبيبتي بإذن الله ربنا هيرزقك من وسع وهايعوضك بالأحسن يارب بس أنا ياما قولتلك يا غرام لما توافقي علي عريس محترم كان زمانك ملكة في بيتك
يعني أتجوز و مين اللي يصرف علي أمي و أخواتي! معاش أبويا الله يرحمه يا دوب علي قد كهربا ومياه و غاز وعلاج أمي لكن أكل وشرب و دروس ابتسام و سعيد أنا اللي بسددها
عقبت صديقتها
يعني لو قعدتي مش هتلاقي تاكلوا و أخواتك هيطردوا من الدروس يلا قومي و وحدي الله و طول الوقت استغفريه و أدعي ربنا يرزقك و أنا قلبي حاسس هيديكي رزق كبير أوي و بكرة تقولي هند كان عندها حق بس أبقي أفتكريني أنا وچيمي
ابتسمت غرام فصديقتها تنجح دائما في رسم البسمة والفرح علي وجهها كلما تمر بكل ضائقة.
صدح صوت تنبيه المركبة في الخارج
أهو جمال وصل برة قومي بلا ألبسي بسرعة عشان نوصلك عند مدام رشا
وهكذا استطاعت هند بأن تجعل صديقتها تنهض وتسعى إلي رزقها أفضل من الجلوس بين براثن الأفكار السلبية وتنهش من روحها كالۏحش.
ترجلت غرام من المركبة أمام متجر السيدة رشا ملوحة بيدها إلي هند وجمال الذي أنطلق نحو عمل خطيبته لكنه توقف في منتصف الطريق ونزل ليجلس بجوارها
فيه إيه يا جمال وقفت ليه
يشعر بالهم يتسلل إلي داخله فأخبرها بما حدث معه الأيام المنصرمة
المفروض كنا ندخل بعد شهرين لو في حال لاقيت شقة إيجار في خلال شهرين
تابعت الأخرى بدلا منه
و لافيت طول الفترة اللي فاتت و مالقتش حاجة مناسبة صح
أقسملك إنه مش بإيدي و إن كان عليا عايز نتجوز النهاردة قبل بكرة بس علي يدك و أنتي عارفة كل حاجة
أنا أن كان عليا أنت عارف ممكن أستني العمر كله بس بابا أخر مرة قالك إنها أخر مرة نأجل فيها الجواز هو بيحبك و متفهم ظروفك لكن ماما زي أي أم ده غير أنا بنتهم الوحيدة وشئ طبيعي مش هايعجبها الوضع
طيب أنتي قوليلي أو شوري عليا أعمل إيه
أثرت الصمت قليلا قبل أن تعرض عليه هذا القرار الذي تعلم ما يخلفه من رفض تام من قبل والدتها قبل والدها
الحل إننا نتجوز في شقتكم مع مامتك لحد ما ربنا يفرجها و ننقل لشقة مقدمتها وإيجارها علي قد اللي معانا
وقع الحل علي سمعه كالصدمة
أنتي بتهزري! أنا لو قولت لعم رمضان و مامتك كدة هيقولولي معندناش بنات للجواز إذا أصلا ما طردونيش بعدها
ما تخافش يا جمال ماما و بابا بيعملوا لي أي حاجة فيها راحتي و راحتي هي أكون معاك حتي لو هنعيش في الڼار
ابتسم وأمسك يدها يداعب أناملها و سرعان جذبت يدها من يده
للدرجدي بتحبيني أوي
أجابت بخليط من المزاح والرومانسية
المفروض بعد اللي قولتهولك و هو أن أتجوز وأعيش مع حماتي في نفس الشقة ده أكبر جواب و دليل
و مين قالك إن هابقي فرحان! أنا نفسي أنا وأنتي نقعد في بيت لوحدنا خاص بيا و بيكي محدش يضايقك و لا حتي يفكر يزعلك
لاء يا حبيبي
محدش يعرف يزعلني بعرف أخد حقي و لو معرفتش حبيبي هياخد لي حقي
أبقي مراتك علي سنة الله و رسوله!
صاح بسخط مازح
لاء أنا كدة بقي هاجي لعمي رمضان و أقوله بعد ما يوافق إننا نتجوز في خلال أسبوعين أنا مستحمل بقالي كتير
أخذت تضحك علي اعتراضه كالطفل المتمرد نهض و جلس علي كرسي المقود و أنطلق بالمركبة قبل أن ينفذ صبره و يرتكب فعلا ڤاضحا في الطريق العام.
أيوه يا عثمان عمال ترن ليه
أنا في المدرسة
تتحدث بصوت خاڤت
داخل المرحاض
ما أنا عارف هو ما ينفعش تزوغي من عندك
أنت بتستعبط ده لو أتقفشت هاخد فيها فصل إحنا عندنا ناظرة و لا مرات أبو لهب نفسه
علي فكرة أنا واقف قدام البوابة و مفتوحة و فيه طلبة بيخرجوا منها
دول بنات من سنة تانية رايحين في نشاط تبع المدرسة
الحق عليا كنت هاخدك زي فسحة إمبارح و نروح ناكل كريب وبيتزا و نحلي بالقشطوطة اللي بتحبيها ونطلع علي الملاهي أركبك الألعاب اللي بتحبيها وأروحك في ميعاد رجوعك من المدرسة
تفكر في الأمر مليا وجدت العرض مغريا للغاية كم تحب كل ما قام بذكره فمنذ ۏفاة والدها حرمت من أغلب الرفاهية وذلك
بسبب الحالة المادية التي أصبحت عائلتها تمر بها فأخبرته
طيب أستناني و أنا هاتصرف
و بعد دقائق كانت خلفه فوق الدراجة الڼارية
سألها
مبسوطة
تتشبث به أو لنقل بالأحرى تحتضنه من ظهره
فرحانة أوي
صاح لكي تسمعه من صوت الهواء والموتور
ربنا يقدرني وأخليكي فرحانة كدة ديما
دفعت دفة الحديث في اتجاه آخر حتي لا تصل معه إلي الأمر الذي تتهرب منه دائما أخبرها بعد ظهور النتيجة لديها سيذهب إلي والدتها وشقيقتها الكبرى غرام لطلب يدها وبعد انتهائها من مرحلة التعليم الجامعي سوف يتزوجها بينما هي تمتلك طموح ليس له حدود فآخر ما تفكر به الزواج من عثمان ابن الجيران الذي أحبها منذ نعومة أظافرها ربما سبب عدم قبول ذلك يعود إلي المستوي الاجتماعي والمادي لدي عائلته لا يقل حالا عنها كم تحلم أن تخرج من بوتقة تلك الحارة المتعفنة إلي حي آخر أكثر رقي كما تري في التلفاز أحلام وردية وسط ظلام حالك يتخلله بصيص أمل تتشبث به لعل تتحقق أحلامها.

تقف غرام منذ أكثر من نصف ساعة في انتظار السيدة رشا تنظر كل فينه وأخرى إلي ساعة هاتفها فقد أخبرتها أن لديها أمر هام لدي مصلحة الضرائب ستنتهي منه وتأتي إليها لكي تعطيها البضاعة مثل كل يوم.
هاتفضلي واقفة عندك في الشمس كدة لحد ما تتحرقي
كان صوته البغيض يأتي من داخل المتجر وهذا سبب آخر في انتظارها بالخارج
ألتفت إليه و رمقته بابتسامة كراهية
و أنت مالك خليك في حالك أحسنلك
شعر بالحرج وبداخله يكن لها وعيد عزم علي تنفيذه منذ البارحة
براحتك خليكي عندك
فتابع بهمس
ما بقاش المعلم رجب لو ما كسرتش عينك ونفسك وأخلي سيرتك علي كل لسان يا غرام
رفع هاتفه وقام بأجراء مكالمة انتبهت إنه يتحدث في الهاتف ثم اقترب منها
أهي واقفة يا رشا مش عايزة تدخل
أعطي الهاتف إلي غرام وأخبرها
خدي رشا عايزة تكلمك
أخذت الهاتف علي مضض وترمقه بازدراء
ألو يا مدام رشا
بصي يا غرام شكلي هتأخر وحرام تستنيني كل ده خلي رجب يديكي مفتاح المخزن فوق وخدي البضاعة اللي في أول كيس علي يمينك أول ما تدخلي
خلاص يا مدام مش مشكلة النهاردة هابقي أعدي علي حضرتك بكرة إن شاء الله
أنا بكرة مسافرة البلد مش هابقي موجودة و رجب هو اللي هايفتح و أنا عارفة إنك مش بتحبي تتعاملي معاه و معرفش هاغيب قد إيه عشان كدة بقولك خدي البضاعة اللي في الكيس كلها هتكفيكي 5 أيام لحد ما أرجع
زفرت و صدرها يزداد ضيقا فقالت مرغمة
حاضر يا مدام رشا هاخد الحاجة ولما أبيعها هاعدي علي المعلم رجب أديهاله
لاء خليها معاكي أحسن
حاضر ترجعي بالسلامة
أعطت الهاتف إلي رجب والذي أعطاها المفتاح كم أخبرته شقيقته بحسن نية
تركته غرام منشغلا في التحدث مع شقيقته و ولجت سريعا ثم صعدت علي الدرج و قامت بفتح باب
المخزن و هو عبارة عن شقة شاغرة من الأثاث تتخذها رشا مخزن.
أنت
طالع هنا ليه 
أغلق الباب بقدمه 
تتراجع وتخرج من حقيبتها مبرد الأظافر دون أن تلفت النظر إليه
أنا بحذرك يا رجب أبعد عني أحسن لك
أنا قفلت باب المحل بالقفل و المخزن مالهوش باب غير اللي ډخلتي منه يعني برضو علي المحل المقفول بابه مش هاتعرفي تهربي و مهما صړختي محدش هايسمعك
شهقت پخوف فهي الآن أشعلت جذوة الڠضب لدي هذا الذئب الماثل أمامها ظلت تجول ببصرها من حولها لعلها تجد شيئا تدافع به عن نفسها فلم تجد خطوة أخيرة إلي الوراء شعرت بأن أسفل قدميها شيئا...
هتروحي مني فين أنا قتيلك النهاردة
مد يديه لكي يجذبها إليه و في لمح البصر انحنت إلي أسفل حتي لا يقيدها و اختطفت هذا الشيء من أسفل قدميها فكانت عصا معدنية في مقدمتها خطاف صغير تستخدم في تعليق الثياب علي المشجب المرتفع في حائط العرض.
مش عايز تبقي قتيلي خد يا روح أختك
عبارة ساخرة تزامنا مع ضړبة من العصا المعدنية جعلته يترنح ويفقد الرؤية مع فقدان الوعي.
بصقت عليه وقامت بفتح الباب والركض إلي أسفل تمكنت بفتح باب المتجر بصعوبة أطلقت ساقها للريح حتي وجدت نفسها داخل المنزل لا تعلم كيف ومتي وصلت ارتمت علي مضجعها ترتجف خوفا كلما تتذكر ما كان سيحدث معها أخذت تتلو بعض الآيات و الأذكار ليطمئن قلبها إلي أن غالبها النوم.
قد انتهت من التسوق للتو وفضلت السير علي الأقدام لترى نظرات الإعجاب و الصفير من كل إطارات نزل منها ونظرة التعلق التي باتت لديه منذ شهور تنضح من عينيه
عنك يا سماح
تسلم يا عاطف
تركته يأخذ من الأكياس وقام بوضعهم داخل المركبة عاد إلي كرسي المقود و أنطلق بها توقف بالقرب من الحارة سألته والقلق يساور قلبها
وقفت هنا ليه
ممكن تديني من وقتك خمس دقايق
أطلقت زفرة يتبعها تعليقا
و الله كنت حاسة أخرة الجدعنة دي مصلحة خير يا عاطف
استدار ليستطيع أن يتحدث معها وجها إلي وجه
أنا عمري ما كنت بعمل حاجة عشان مصلحة اللي عايزك فيه حاجة بعيد عن أي مصالح
زفرت بضيق ونفاذ صبر
إنجز عندي غدا لسه هاعمله قبل ما أبويا يجي و يطين عيشتي
حاضر مش هأخرك الموضوع و ما فيه أنا...
تردد في أن يلقي عليها هكذا دون مقدمات
بصراحة أنا بحبك من فترة كبيرة و عايز أجي أطلب إيدك من عم مليجي أو من عماد أخوكي
رأى علي وجهها تعبيرا لم يكن يتوقعه بتاتا قد وجد سخرية بل و ضحكة هازئه للغاية
هو أنا قولت إيه يضحكك أوي كدة
توقفت عن الضحك بصعوبة فتحولت إلي شخصية أخرى لم تجل في خاطره يوما
اسمعني يا عاطف و ركز في كلامي أوي أنا أبويا راجل علي قد حاله بيشتغل في فرن عيش الصبح و بعد الضهر سباك علي ما تفرج يعني الحمدلله و بلا فخر الفقر راكبنا من ساسنا لراسنا يعني يوم ما أطلع من بيت أبويا أروح لحد يخليني أتنفس هوا نضيف في حتة نضيفة مش أفتح البلكونة ألاقي فرشة أمك ومرصوص عليها الفجل والجرجير و لا بيتكم اللي لو بتوع الحي جم وشافوه هيطلعلوا قرار إزالة يعني أنا وأنت علي باب الله و لو أتجوزنا هندور نشحت عشان نعيش
كانت صدمة ضارية لم تكن في الحسبان لديه لكن قلبه الذي أراد أن يمحو حبه القديم بآخر جديد أخفق تلك المرة في اختياره
أنا مش فقير يا سماح التوكتوك اللي شايفاه ده ملكي أنا وجمال و البيت اللي بتتمسخري
عليه فيه شقة ملكي ده غير إن كل شهر يجي لي عرض سفر من عنتر أخويا عشان أشتغل معاه في الكويت
ضحك بسخرية و عقبت
و يا تري هاتشتغل مع أخوك إيه! مبلط و لا هاتغسل صحون!
و ماله الشغل ده و لا ده أهو كله بالحلال
و رزقهم ماشاء الله يخليني أفتح بيت و أنا مرتاح
تربت علي كتفه قائلة
مالهوش يا أخويا بس أنا أصلا مش عايزة أتجوز عندك البت يمني بنت ميمي بتاعت الطماطم أتجوزها و أمها وأمك يضموا شغلهم علي بعض ويفتحوا فرع لسوق العبور في الحارة
كانت تضحك من بين كلماتها و حتي لا تثير غضبه أكثر من ذلك تناولت الأكياس من داخل المركبة ثم لوحت يدها إليه بتهكم
سلام يا سي عاطف
تركته وذهبت و لم تر ألسنة اللهب في عينيه و وعيد بأن تأتي الفرصة وسوف يرد لها الصاع صاعين حينذاك.
أصوات الموسيقي الصاخبة تصدر من تلك 
واحد كمان لو سمحت
أصابته الحازوقة من فرط وأخبره
كفاية يا يوسف و يلا بينا عشان أروحك
قعدي ساكتة أنتي وهي و ملكوش دعوة
ثم مال نحو صاحبه يخبره بالقرب من أذنه
يلا عشان منيرة هانم قالبة الدنيا عليك و علي رأفت بيه
نزل يوسف من علي المقعد واستند علي كتفي الأخر
وصلني يا رامي وحياة أغلي حاجة عندك
يا عم من غير ما تحلفني أنا أصلا كنت هوصلك
ظل يسير به حتي الخارج ركض الحارس ليفتح باب السيارة فوضع رامي يوسف داخلها ثم ذهب ليجلس في مقعد القيادة أخرج ورقة مالية أعطاها إلي حارس الملهى
تسلم يا تايسون
و أنطلق بالسيارة وجهته فيلا عائلة الشريف
وفي بهو الفيلا من الداخل تجلس منيرة أمام التلفاز من يراها يحسب إنها تتابع برنامج أو مسلسل ما لكن هي تنتظر كلا من زوجها وابنها فالوقت قد تأخر و نور ابنها الأكبر عاد من الشركة السادسة مساء يتمدد في غرفته علي السرير يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي انتبه إلي زوجته تخرج من الحقائب الكثير من الثياب و المتعلقات لديها نهم الشراء بحاجة و أغلب ما تشتريه ليست في الحاجة إليه لكن الشراء أصبح هوسا لديها
ترتدي ثوبا قصيرا أمام المرآة
بيبي إيه رأيك في ال dress ده
بدون أن يرفع عينيه عن هاتفه أجاب
حلو
حلو من غير ما تبص!
كاميليا أنتي كدة كدة إشتريتي كل اللي عمالة تقسيهم دول يعني حلو أو وحش رأيي مش هيفرق بالنسبة لك
ألتفت إليه بحنق
و أنا اللي كنت عملالك مفاجأة أوك زعلانة منك
ترك الهاتف ونهض ليذهب إليها
إيه يا كوكي بهزر معاكي يا ستي أنتي أي حاجة بتبقي تحفة عليكي عشان أنتي اللي بتحليها
بجد يا قلب نور
قامت بتقبيل خده ثم ابتعدت لتأتي بحقيبة
أنا بقي جيبتلك معايا هدية صغننة يارب تعجبك
أخرجت قميص قطني أبيض بنصف أكمام
أتفضل يا بيبي تيشرت هتليق عليك جدا
أخذه ويشعر
بالسعادة فأخيرا بدأت بالاهتمام به
الله حلو
أوي يا حبيبتي
دي القطعة الرجالي لكن ال female منها نفس اللون عاجبني و لاقيت البنت بتقولي عليه عرض لأنه معمول لل couples و التيشرت بتاعك هدية
خابت آماله إنها قد تذكرته و لو بهدية بسيطة لكن هي لن تتذكره إلا عندما تريد البطاقة الائتمانية فقط!
أصوات شجار بالخارج جعلته يخرج ليرى ما يحدث...
عايزة مني إيه يامنيرة أنا تعبان و مش فايقلك
هو أنا لما بسألك كنت فين عشان أطمن عليك تقوم قالب عليا!
كان عندي شغل كتير في الشركة كنت بخلصه ها إرتاحتي
نظر نور إلي والده الذي شعر بالحرج أمام ابنه الذي يعلم أن والده غادر مبكرا من الشركة
فيه إيه صوتكم عالي أوي كدة ليه
كان صوت يوسف الثمل و يسنده أحد الحراس الذي أخبر والديه
أستاذ رامي وصلو لحد البوابة
كان علي
رأفت استغلال موقف نجله إلي صالحه فأشار لزوجته نحو ابنهما موبخا إياها
أتفضلي يا هانم تربيتك جاية أنصاص الليالي عمال يطوح ويا عالم لو مكنش معاه رامي كان ممكن حصله إيه
نظرت منيرة إلي يوسف پغضب فقال وهو يترنح
ما تبصليش كدة أنا حر أعمل اللي أنا عايزه خليكي فيه رأفت
جوزك
لم يشعر بحاله وهو يهوي علي الأريكة
يستسلم للنوم
ياريت يا منيرة تركزي مع ابنك قبل ما يضيع و يضيعنا
كظمت الغيظ لديها كما شعرت بالحنق تركتهم وصعدت إلي غرفتها التي تفضل النوم بها بمفردها تاركة زوجها أيضا في غرفة بمفرده.
عاد نور و زوجته إلي الغرفة عقبت كاميليا
أنا واثقة أن أونكل رأفت بيعمل حاجة من ورا طنط موني
تمدد الأخر علي ظهره وأمسك هاتفه

هايكون مخبي إيه مثلا
رمقته بثقة تحسد عليها
أنا متأكدة أونكل أتجوز أو مرافق واحدة what ever هو sure في حياته واحدة تانية
الله أعلم و لو كلامك صح ملناش دعوة
أكتفي بتلك الإجابة المريبة بالنسبة إليها يعني إنه ليس لديه مانع أن والده يتزوج بأخرى و ما أثار القلق والشك في قلبها أن نور دائما يتخذ والده قدوة ومثال يسير علي خطاه.
بيبي أنت ممكن تتجوز عليا أو تخوني
ولي إليها ظهره و جذب الغطاء عليه
هو أنا عندي وقت أصلا أقعد معاكم عشان أعرف أتجوز و لا أرافق! أطمني يا كاميليا أنا أكتفيت بيكي
ابتسمت بسعادة و احتضنته من ظهره
i love you so much baby
sozy salh!!
الصفحة المفضلة لديه قبل أن ينام لا تفارق مخيلته أو أحلامه منذ أن عملت لديهم في الشركة!
الفصل الرابع 
أشرق نور الصباح ليبدأ يوم جديد مازالت تلتزم غرفتها منذ أن عادت بالأمس يهرب النوم من عينيها كلما تتذكر ما سيقع به من شړ علي يد هذا اللعېن رجب.
أنتي لسه نايمة
كان صوت عزيزة التي ينهش القلق فؤادها علي ابنتها
قومي يا بنتي كولي لك لقمة ده من إمبارح الضهر و أنتي علي لحم بطنك و نايمة
معلش يا أمي ممكن تسيبني لوحدي تعبانة ومش قادرة أتكلم
لو تعبانة قومي أخدك علي المجمع الطبي نكشف هناك
صاحت بالرفض وصوتها وشيك علي البكاء
أنا تعبانة نفسيا ومحتاجة أقعد لوحدي حرام يعني تسبوني في حالي! 
نهضت عزيزة وتردد بحزن
لا حول ولاقوة إلا بالله يارب أبعد عنها الهم والحزن وريح قلبها
استيقظت ابتسام وخرجت علي صوت والدتها فسألتها
في إيه يا ماما مالها غرام
جلست عزيزة علي الأريكة تخبرها والشجن يغزو ملامحها
والله ما عارفة يا بنتي إيه اللي صابها خاېفة لتكون الولية اللي اسمها رشا جرحتها بكلمة ولا عملت معاها موقف أصل أنا عارفة أختك نفسها عزيزة أوي
صدح جرس المنزل فقالت ابتسام
أهي هند جت سيبينا إحنا هنفرفشها و نقومها تخلصلك علي التلاجة
فتحت الباب و ولجت هند تلقي عليهم تحية الصباح و سردت لها عزيزة حال ابنتها منذ أن جاءت من الخارج بالأمس حتي الآن فأخبرتها هند
ما تقلقيش عليها يا خالتي أنا وابتسام عارفين هي بتفك إزاي
ولجت كلا من ابتسام وهند بخطوات غير مسموعة إلي غرام التي تغمض عينيها وتمنع دموعها يكفيها بكاء منذ البارحة
لمست هند مشغل الموسيقي علي هاتفها
وبدأت الفتاتان في الغناء بشكل كوميدي جذبت ابتسام الغطاء من فوق شقيقتها نهضت و ظلت تنظر إليهما پغضب لن يكتمل فتحول إلي ابتسامة ثم ضحك من أفعال صديقتها وشقيقتها وطريقة غنائهم الفكاهية
يعني الواحد ما ينفعش يقعد مع نفسه!
جلست بجوارها صديقتها و عقبت بمزاح
أومال لازمتي كصديقة ولازمة أختك إيه لما نسيبك حزينة مع نفسك! ده يبقي حتي عيبه في حقنا ما تقولي حاجة يا بوسي
ضحكت ابتسام بمكر
أنا ممكن أروح لخالتي عدلات وأقولها يرضيكي نسيب غرام زعلانة و هي مش هيرضيها هتيجي تعمل الواجب مع غرام
ضحكت غرام رغما عنها
ده هيبقي عڈاب مش اكتئاب
ضحك ثلاثتهم فقالت هند
بقولكم إيه أنا النهاردة واخده إجازة من الشغل و جاية أخد غرام هننزل نشتري شوية حاجات و أهي منها نتفسح
و أنا معاكم
كانت ابتسام فسألتها هند
مش المفروض عندك مدرسة دلوقت
مش هتفرق من يوم إجازة أخده ده بعد أذن
غرام طبعا
و نظرت إلي شقيقتها تخشي أن ترفض أومأت إليها الأخرى
موافقة بس قومي اعملي فطار لهند الأول
ولجت عزيزة وتشعر بالفرح عندما رأت ابتسامة ابنتها
أنتم خليكم قاعدين مع بعض و هعملكم أنا أحلي فطار هتاكلوه من ايدين خالتك عزيزة يا هند
صاحت ابتسام بمرح
الله عليكي يا ماما ياللي مدلعانا
نظرت إليها غرام و ألقت عليها
أمرا
روحي ساعدي ماما
ذهبت دون مجادلة أو رفض فهي تدرك إنها تريد التحدث مع صديقاتها كاتمة أسرارها و بالفعل بعد مغادرة ابتسام نهضت غرام وأغلقت الباب سألتها هند بقلق
إيه اللي حصل معاكي إمبارح
بدأت تسرد غرام إليها كل ما حدث معها بالأمس كلما تستمع صديقتها كلما تشهق من الصدمة
يا ابن ال... رجب و إزاي سكتي ما روحتيش بلغتي البوليس ليه
أقولهم إيه! لو راجعوا الكاميرات هايشوفوني أنا اللي داخله بإرادتي جوة المحل و هو كلب وخسيس ممكن يأجر اتنين يشهدوا زور ضدي و مش بعيد يلبسني سړقة حاجة من عندهم
هزت هند رأسها بسأم
غلطانة يا غرام معني أنك ما تبلغيش عشان خاېفة من ڤضيحة أو تهمة ده هيخليه يكررها تاني و تالت سواء معاكي أو مع غيرك
أنا مش هكمل شغل معاهم تاني و هكلم مدام رشا هاقولها أي أعذار
و أنا بقولك قومي ألبسي وتعالي نروح القسم نعمل محضر عشان قلبي بيقولي إن الزفت اللي اسمه رجب مش هايسكتلك و زمانه بيدبر لك مصېبة عشان ينتقم منك
مش عايزة فضايح و لا پهدلة يا هند
و أنتي صاحبة حق يعني هو اللي ېخاف من الڤضيحة مش أنتي قومي بابا و جمال يعرفوا أمين شرطة هناك ممكن يخدمنا ويعلم رجب الأدب كمان
ترددت غرام في الموافقة حتي رضخت في النهاية
خلاص اللي أنتي شايفاه صح نعمله
رائحة دخان الأرجلة يملأ المكان صوت فقاقيع الماء داخل الوعاء الزجاجي يصاحبه صوت سعال شديد يتبعه نداء بصوته المزعج
بت يا سماح أنتي يا بت يا سماح
خرجت من المطبخ تطلق زفرة پغضب تكبته داخلها خشية من الاحتكاك بوالدها وينتهي الأمر بتوبيخها بأفظع السباب والشتائم يصاحبها ضړبا مپرحا ليصل صوتها إلي أهل الحارة.
نعم يابا عايز إيه 
مش أخوكي بعتلك فلوس إمبارح
أيوه بس عشان تنكيس البيت اللي قرب يتهد في فوق دماغنا
ما عنه ما أتجدد و لا أتهبب هاتي الفلوس
أخبرته برفض تام
ما ينفعش يابا دي أمانة و ابنك لو لقاك أخدت الفلوس و معملتش حاجة في البيت مش هايبعت حاجة تاني
نفث دخان الأرجلة من أنفه وفمه
خلاص هاتي 500 جنيه
مش أنا لسه مديالك 200 إمبارح! راحوا فين طبعا بتصرفهم علي الهباب اللي بتشتريه من سمير جوز أحلام الله يحرقه
أنتي مالك أشتري بيهم هباب أرميهم أتبرع بيهم ملكيش دعوة هتجبيهم بالذوق و لا أهزقك و أبعتر بكرامتك الأرض و في الآخر برضو هاخدهم منك
ذهبت إلي غرفتها وغابت قليلا ثم عادت إليه
خد
أخذهم والدها موبخا إياها
ما اسمهاش خد اسمها اتفضل يا بنت ال... 
ترك عصا الأرجلة علي المنضدة ونهض
أنا نازل رايح مشوار أرجع ألاقي الأكل جاهز و ياريت تعمليه بنفس جاتك البلاء
ذهب وتركها تنفث ڠضبا فتذكرت أمرا هاما عليها أن تفعله و المنزل لا يوجد به أحدا سواها الآن!
يعني يا عم حمدي لو عملنا له محضر دلوقت هايتقبض عليه و لا لاء
سألت هند أمين الشرطة صاحب والدها و خطيبها أخبرها الآخر
هايتقبض عليه لو في حالة إنه ډخلها المحل ڠصب عنها و متسجل في الكاميرات كدة و كمان فيه شهود ده غير إن 
عقبت غرام بحزن
مش قولتلك يا هند مكنش ليه لازمة إننا نيجي هنا
أستني بس يا غرام إحنا عايزين نعمل محضر عشان ما يحاولش يقرب منك تاني
ألتفت إلي الأمين وسألته
ينفع نعمله محضر حتي لو مش هايتقبض عليه
ماشي هنعملكم بلاغ و لو صدر منه أي حاجة تتصلوا بيا فورا و أنا اللي هاتصرف معاه
تسلم يا عم حمدي
و بعد قليل... خارج القسم تمسك هند بورقة
شيلي صورة المحضر دي معاكي وخبيها لأحسن خالتي عزيزة تشوفها و خليكي في البيت لحد ما هانشوف أخرة الشيطان رجب ده هتبقي إيه
ترتدي الحجاب أمام المرآة تمسك بطرفه وتخبئ نصف وجهها لا تظهر سوي
محيط عينيها حتي لا يتعرف عليها أحد من الشباب والرجال كما تفعل علي مقاطع البرنامج الشهير.
تبتعد بمسافة وتلقي نظرة علي العباءة القطنية و نيكول
جاء الرد كتابيا
تمام
أول ما يچيلك إتصال cam أفتحي في الحال چاهزة
أيوه جاهزة
جاء لها بالفعل مكالمة مرئية من متصل مجهول الهوية قامت بقبول الاتصال لم تر سواها حيث المتصل يراها و هي لا تراه جاء صوت رجولي بلهجة عربية
ابغي ترجصين هالحين
ولم تلبي نداء المتصل العربي حتي جاءت إليها رسالة من نيكول تخبرها بالآتي
ليش ما بتردي علي الزلمة... هاد إتفاق من الأول بيني و ما بينك و أنتي وافقتي عليه... لو انسحبتي تخسري كل شىء... الدولارات
هذا ټهديد صريح و عليها أن تتجنب حدوثه فهي من اختارت هذا الطريق الخبيث وعليها أن تتراجع مع قليل من الخسارة
بدلا من التمادي مع كم هائل من
الخسائر الفادحة.
السلام عليكم يا عم رمضان
ألقي جمال التحية علي والد هند والذي رحب به بحفاوة
يا دي النور يادي النور ده المحل نور
منور بيك يا عمي
جذب الآخر كرسي وأشار نحوه إلي جمال
أقعد لما أجيبلك ساقع
مفيش داعي يا عمي أنا مش غريب
لا غريب إلا الشيطان يا بني أنت في مقام ابني اللي مخلتفهوش
ده شرف ليا يا عمي ربنا يباركلنا فيك
فتح رمضان ثلاجة المشروبات الغازية و أخذ أسطوانة مشروب شهير وأعطاه إلي الآخر
أفتحها وأشربها قبل ما تسخن خطيبتك أول ما بترجع من الشغل تيجي تاخدلها واحدة و تخلصها في بوق واحد
ضحك جمال فهو علي علم بعشق خطيبته للمشروبات الغازية
حضرتك هتقولي عليها ما أنا عارفها يلا خليها تشرب براحتها و أول ما نتجوز هخليها تبطلها عشان صحتها لما تكون حامل
يارب يا بني يتمملكم جوازكم علي خير و تملوا علينا البيت عيال
ما أنا جايلك يا عمي بخصوص موضوع جوازنا
استمع الأخر إليه باهتمام بالغ
خير يا جمال يا بني لسه ما لقتش شقة للإيجار و لا فيه حاجة تانية
نظر إلي أسفل والحرج علي ملامحه ونبرة صوته يشوبها الخجل
أنا عارف حضرتك صابر عليا كتير أكتر من سنتين مهلة عشان ألاقي شقة إيجار و للأسف مش لاقي حاجة تناسبني أنا وهند أو تناسب المبلغ اللي معايا
أنا عارف ومقدر ظروفك عشان كدة عرضت عليك تتجوزوا و تعيشوا عندي وخالتك أم هند تراعيكم وتاخد بالها منكم
تبدلت ملامح جمال من الحرج إلي الامتعاض
لاء طبعا مش أنا اللي أقبل أعيش في بيت أهل مراتي
يعني إحنا غرب بالنسبالك
أبدا والله يا عم رمضان أنا أصلا عايز أعيش معاها في بيت لوحدنا زي كل اتنين بيتجوزوا بس أنا بقول كحل مؤقت و هو...
صمت حثه رمضان علي المتابعة
إيه هو
إننا نتجوز مع
أمي لحد ما نلاقي إيجار مناسب
كان يتوقع الأخر هذا الحل لكنه لا يريده بل لا يريد لابنته العيش مع والدة جمال هذه السيدة ذات الطباع الحادة والكلمات اللاذعة التي تلقيها علي ابنته وكأنها اختطفت جمال منها.
قولت إيه يا عمي
تنهد رمضان و أجاب بحيادية
بصراحة يا بني الأمر ما يخصنيش يخص خطيبتك و أمها برضو أنا هابلغهم و اللي كتبه المولي هو اللي هايكون

لاء و ألف لاء يا رمضان يعني بنتي الوحيدة و اللي محلتيش غيرها
أسيبها تعيش مع عطيات العقربة!
صاحت بها زوجة رمضان والذي عقب علي حديثها
ما تسمعي للأخر يا أم هند ما تبقيش مندفعة علي طول كدة الجدع عايز يتلم مع بنتك في بيت واحد و مش استطاعتوا يأجر دلوقتي نقوم إحنا و الزمن عليه!
و هو كان يحلم إنها تبقي ليه لولا إن بنتك بتحبه و هو جدع محترم مكنتش هدخله البيت و اللي خلينا
مستحملين أمه و أخته الحرباية عشان خاطره هو
ولجت هند من باب الشقة علي حديث والدتها شعرت بغصة تخشي رفض والدتها
و فيها إيه يا ماما لما نتجوز مع أمه لحد ما نلاقي مكان مناسب للي معاه
رمقتها والدتها پغضب عارم
بت أنتي ما تتكلميش خالص أنا سمعت كلامك في كل حاجة قبل كدة المرة دي كلامي هو اللي هيتنفذ مفيش جواز غير لما يلاقي شقة إن شاء الله أوضة فوق السطوح بس بعيد عن الحيزبونة عطيات
فاض الأمر لدي هند و التي ألقت ما في جعبتها غير مبالية إلي العواقب
أنا اللي قولتله كدة مش هو أنا قولتله مفيش حل غير نتجوز في أوضتك في شقة أهلك بدل ما بقالنا سنتين خطوبة و قبلها كل واحد فينا كان هايتجنن علي التاني و احترمتك و احترمت أبويا لما طلب مني إننا نتعرف و نحب بعض عقبال ما ظروفه تسمح ويجي يتقدملي و أنا اللي قولتله لاء لو عايزني تدخل البيت من بابه
و أنا و أبوكي وافقنا عليه عشان أخلاقه وجدع و اضطرينا نعصر علي نفسنا و نستحمل أمه عشانه لكن لو كان حبيبك عسل ما تلحسهوش كله و أنا مش مستغنية عنك لما الحربوءة أمه ټحرق في دمك و لا تعمل فيكي حاجة
و هو بيحبني و مش هايسمح لحد حتي لو أمه نفسها إنها تأذيني و أظن مرت مواقف كتير و شوفتي بنفسك
زفرت والدتها بنفاذ صبر
عندك أبوكي أهو أنتي حرة أنتي و هو بس و الله يا هند لو جيتي قولتي حماتي عملت فيا و سوت مش هارد عليكي غير بالشبشب فوق دماغك الناشفة طالعة عنيدة زي أبوكي
احتضنها والدها معقبا
ده العند و كل حاجة حبيبة أبوها هنوده
حبيبي يا بابا ربنا يخليك ليا و عشان الكلام الحلو ده جيبتلك صينية البسبوسة بالمكسرات اللي بتحبها
أخرجت الصينية من الحقيبة صاح والدها مهللا
أيوة بقي يا قلب أبوكي و هاتصلك بجمال دلوقتي هقوله موافقين وكتب الكتاب و الډخلة آخر الشهر
قفزت هند فرحا بين ذراعي والدها
حبيبي يا رمضان
زفرت والدتها من الغيظ
براحتك أنت وبنتك بكرة تجيلك معيطة بالدموع من اللي هاتشوفه في بيت حماتها أبقي خلي البسبوسة أم مكسرات تنفعكم
ذهبت إلي غرفتها و صفقت الباب خلفها ربت رمضان علي رأس ابنته
ما تزعليش من كلام أمك لو حصل أي حاجة بيت أبوكي مفتوح ليكي و لجوزك
تعلقت بذراعيها حول عنقه
يا حبيبي يا بابا
تفتح منيرة باب غرفة نجلها فوجدته مازال يغط في النوم بملابسه منذ الأمس جلست جواره بهدوء أخذت تربت علي ظهره
يوسف يوسف
همهم زافرا بضيق تقلب علي ظهره وبصوت يغلبه النوم
ماما please سيبيني نايم مش قادر أفتح عينيا
لاء هاتصحي وڠصب عنك عايز أتكلم معاك شوية
فتح عينيه بصعوبة الرؤية لديه ضبابية
و هو الكلام مش هايستني لحد ما أصحي!
لكزته بحنق في كتفه
ما أنت و لا علي بالك نايم من امبارح لحد النهاردة المغرب كل ده بسبب الزفت اللي شربته في النايت و راجعلنا سکړان
طيب المطلوب مني إيه دلوقتي
سألها و يقاوم النوم مرغما
مطلوب أنك تقوم وتصحصح عشان اللي هقوله لك مش هعيدو تاني امبارح خليت رقبتي قد السمسمة قدام أبوك عمال يقولي شوفتي تربيتك يا هانم هو ده اللي أتفقنا عليه من شهر يا يوسف
نهض و جلس مربعا ساقيه يدلك عينيه لعله يستعيد وعيه
و هو اليوم اليتيم اللي سهرت فيه بعد شهر شغل خلاص أجرمت
اه طبعا أجرمت أنت شايل اسم العيلة و أي حاجة بتعملها في وشنا أنا سيباك علي راحتك و مش راضية أضغط عليك في موضوع الجواز لأنك راجل مش بنت لكن هتسوء فيها و هتعيش حياتك بالطول والعرض مش هسمح لك
زفر متأففا صاحت والدته
ولد بدل تنفخ واتعدل أحسن ما أعدلك و الله لو
ما أتلميت يا يوسف وصلحت من حالك لأسلم مسئوليتك لأبوك و بعد ما كنت بحوشه عنك هخليه يعمل فيك اللي هو عايزه أقل حاجة هايسحب منك رصيدك و مفيش عربية و يسيبك تعتمد علي نفسك لحد ما تتعلم الأدب
جاء حديثها بنتيجة عكسية صاح بسخط
و أنا مش عيل صغير عشان ټهدديني باللي حضرتك قولتيه ده كله أنا عندي 30 سنة مش عيل مراهق
ابتسمت بسخرية
و
فيه راجل ناضج يعمل اللي أنت بتعمله ده! ما أخوك نور أهو من و هو أصغر منك محترم و مستقيم في ضهر باباك علي طول و علي شرط باباك خلاه يطلع عينه في الشركة لحد ما بقي المسئول التاني من بعده
ذهبت خلفه توبخه
يوسف أنا مش بكلمك بتعمل إيه
أخرج حقيبة السفر وأخذ يضع داخلها ثيابه
زي ما حضرتك شايفة كدة بالظبط
ألتفت إليها و أخبرها بإصرار
هسيبلكم الفيلا و العربية و كل حاجة و هاروح أعيش مع نفسي عشان ترتاحي أنتي و بابا معلشي بقي ما هي الدنيا مش بتدي كل حاجة عندك ابن محترم زي نور و أنا الفاشل الصايع اللي هجيبلكم 
كانت العاشرة مساء تجلس ابتسام تستذكر دروسها و تتابع رسالة واردة كل حين من عثمان يخبرها كم هو يعشقها و يريد الأيام تمر سريعا حتي تصبح زوجته بينما سعيد الذي علي مشارف سن المراهقة يختبئ أسفل الغطاء و يضع السماعات في أذنيه يشاهد مقاطع من التطبيق الشهير تظهر فيه الفتيات و السيدات علي شاكلة ما تفعله سماح وقع أمامه مقطع لها بالفعل و علي يقين إنها ابنة الجيران حيث أخبره أصدقائه المراهقين إنها صاحبة حساب علي ال TikTok باسم
Hot Soso
يكفي هذا الاسم المستعار الذي يدل علي محتواها والذي تجني من خلفه مئات الدولارات سرابا يركض خلفه ذوات النفوس الضعيفة حتي يجدن أنفسهن علي حافة الهاوية منهن تعود إلي رشدها و تختار التوبة و كثيرات من هوت في ظلام مدقع لا نهاية له في الدنيا و جزائه الچحيم في الآخرة.
تغفو عزيزة علي الأريكة أمام التلفاز بينما غرام تمسك بدفتر ورقي و قلم تقوم بحساب ما تبقي معها من المال و ما هو مطلوب من مأكل و دروس تعليمية و مصاريف اخوتها.
اجفلها صوت طرق عڼيف علي باب منزلهم استيقظت والدتها فزعا خرج كلا من سعيد و ابتسام ليرى كل منهما من هذا الزائر المرعب.
ارتدت غرام حجاب علي عجالة وفتحت الباب وجدت جدران بشړية أمامها يرتدون ثياب غير رسمية سألها قائدهم
ده بيت غرام المصري
ابتلعت لعابها خوفا فأجابت
أيوة هو البيت و أنا غرام
أمرها الضابط بحدة
معانا علي القسم
سألته عزيزة و تمسك بابنتها
فيه يا حضرة الظابط بنتي عملت إيه
بنتك متهمة في سړقة 50 ألف جنيه
الفصل الخامس
يستند رأسه علي زجاج النافذة شاردا في سنين حياته الماضية كيف عاش ما بين الصخب وزحام الحياة بلا هدف والدته لديها الحق فأنه يبلغ الآن الثلاثين و ماذا فعل خلالها!
انتبه إلي يد صاحبه الذي يقود السيارة يعطيه سېجارا
ما تفوكك من جو الكآبة اللي أنت فيه يا چو وفرفش وعيش اللحظة
أخذ السېجار ونظر إليها فسأله
السېجارة دي عادية و لا
غمز الأخر قائلا
و لا طبعا
خد يا رامي بصراحة مليش مزاج
ملكش مزاج و لا بطلت ده شكل رأفت بيه قلب عليك جامد أوي يعني لا معاك عربية و لا كريدت و جاي تقعد معايا
مزاح صديقه لم يتحمله زفر پغضب و صاح
أقف هنا ونزلني
توقف الأخر و ألتفت إليه يسأله بجدية
فيه إيه يا يوسف ما أنت عارف بهزر معاك لاقيك سرحان و مخڼوق قولت أفك عنك شوية 
تأمل يوسف المكان الذي
توقف فيه الأخر فسأله
إيه ده إحنا فين
أستني خليك
هنا و ما تتحركش هاجيب حاجة من واحد و جايلك
نزل رامي من السيارة وسار نحو شارع مظلم ينتظره شاب يخفي وجهه بالقبعة أخرج له شيء من حقيبته وأعطاه إياه فأعطاه الأخر مبلغ من المال
المرة الجاية هجيلك في المكان التاني أحسن من هنا اتفقنا يا... 
أخبره الأخر مبتسما
محسوبك سمير العو يا باشا و لو عايز أي حاجة في أي وقت أديلي تليفون وهتلاقيني عندك
نزل يوسف
من السيارة يستنشق بعض الهواء لاحظ وجود فتاة تسير نحوه من مظهرها الفج ونظرتها الجريئة إليه علم لما هي تقترب منه
أنت رامي بيه ده أنت طلعت حلو أوي
عقد ما بين حاجبيه وسرعان دار الأمر في رأسه شعر بالضيق و الحنق من هذا الرامي الذي يقضي حياته في الملذات و العربدة
ليلتك سودة يا رامي الزفت أنا إيه اللي خلاني أسيب الفيلا
جاء رامي و رأى فتاة الليل تقف أمام
يوسف
مش معقول نهي العايقه
ألتفت إليه و صاحت بسعادة بالغة
يبقي أنت رامي البرنس
فتح رامي باب السيارة إليها فصاحت
مش هركب غير لما صاحبك يعتذر الأول 
عقب رامي الذي كاد ينفذ صبره
يا ستي حقك عليا أنا اللي شمال إرتاحتي بقي
أنطلق بالسيارة بين شوارع المنطقة ليجد مخرجا إلي كورنيش النيل لكن حظهم السيئ ظهرت أمامهم لجنة تفتيش
و الله كنت حاسس أن أخرة عمايلك هنلبس في الحيط
أكتم بقي يا غراب البين إحنا داخلين عليهم بت يا نهي أترمي بضهرك لورا وأعملي نفسك بتفرفري
حاضر
و عادت بظهرها إلي الوراء وألقت رأسها وكان لسانها يخرج من فمها نظر إليها يوسف عبر المرآة وعلق
دي كدة واحدة مشنوقة مش عيانة هو يوم باين من أوله ربنا يستر
طلع الرخص والبطايق منك ليه
أمرهما الضابط ثم نظر إلي الفتاة فأخبره رامي بحزن زائف ليثير عطف الضابط نحوهم ويتركه يرحل 
دي مرات عمي يا باشا و تعبانة عاملين نلف بيها من ساعة علي عيادات و الساعة عشرة ونص مش لاقين دكتور
رفع الضابط شاشة هاتفه ليتحقق من أمر ما وينظر إلي نهي التي تغمض عينيها و ترتعش في آن واحد
مش كفاية تمثيل يا نهي بقي! ده أنتي مطلوبة بالاسم يلا يا حلو منك ليه أنزلوا قال مرات عمك
قال
فتح أحد رجال الضابط باب السيارة وأخرج رامي الذي يتوسل إليهم
و ربنا يا باشا أنا أول مرة أشوفها
بطل ولولة يالاه و مش عايز أسمع صوتك في القسم أبقي اتكلم
و داخل سيارة الشرطة يجز يوسف علي أسنانه و يضم قبضته
الله يلعنك يا رامي شوفت عملت فينا إيه!
لوح الأخر دون مبالاة
يا عم أسكت بقي مش ناقصاك مكنتش اعرف ده هيحصل

عقب يوسف بغيظ شديد
شكل البت دي وراها بلوه طالما معمول كمين مخصوص عشانها ربنا يستر و ما ياخدوناش بذنبها 
صاحت رامي من بين أسنانه
اسكت كفاية بقي
أتلم منك ليه خلي ليلتكم تعدي
كان صوت العسكري الذي فاض الأمر به منهما
في المخفر تقف أمام مكتب الضابط حول رسغها صفد معدني متصل بأخر حول يد رجل الشرطة تبكي والدتها و تنوح تربت شقيقتها علي ظهر والدتها لتهدأ
ما تخافيش يا غرام بإذن الله مفيش حاجة والمحامي يبقي ابن عمي أنا حكيتله كل حاجة زي ما هند قالتلي و إن شاء الله هتخرجي
يا جمال أنا مظلومة و زي ما هند قالتلك عملت محضر في الزفت اللي اسمه رجب
طب معاكي صورة من المحضر
في البيت
سألتها ابتسام
قوليلي حطاها فين و أنا هاروح أجيبهالك بسرعة قبل
ما المحامي يجي
اجابت غرام بعد أن قامت بمسح دموعها بالمحرمة
هتلاقيها تحت هدومي في الدولاب أول رف و هتلاقي جمبهم فلوس هاتيهم وتعالي بسرعة 
عشر دقايق و هاكون عندك إن شاء الله
أوقفها جمال قائلا
استني يا ابتسام أنا جاي معاكي أوصلك
شكرا يا جمال مفيش داعي أنا هاروح و أجي بسرعة
أطلقت ساقيها للريح بينما ما زالت غرام في الانتظار انتبهت إلي صياح إحدى رجال الشرطة يدفع ببعض المتهمين
اوقفوا هنا لحد ما أدخل للظابط
تشدقت نهي بصوتها النافر
موبراحة
يا شويش ده لو مش عشاني يبقي علي الأقل عشان البهوات دول
عقب يوسف يزجرها بنظرة تحذيرية
اسكتي مش عايز اسمع صوتك مش كفاية جابونا هنا بسببك!
كان كلا من غرام و جمال ووالدتها يستمعون و يرون ما يحدث أدركت غرام التهمة التي جاءوا بها إلي هنا حدقت إليهم بازدراء مما لفت انتباه نهي والتي وبختها
زفر رامي بضيق من هذه النهي فصاح
ما خلاص يا ست نهي مش كفاية متكلبشين بسببك أهي دي آخرة الشمال
دنا جمال وأخبر غرام
ملكيش دعوة بالأشكال دي و ما ترديش عليها
استرقت نهي السمع فثارت كالعاصفة
أشكال مين يا دلعدي...
لم تتحمل غرام أكثر من ذلك فمدت يدها بقدر مستطاع قائلة
بت أنتي أنا ساكتة لك من الصبح و ربنا ما أنا سيباكي
حاول جمال منعها وكذلك والدتها وقف يوسف حائل بينهما حتي لا تشتبك كلتيهما معا كان ينظر إلي غرام تلك الشرسة فكانت تدفعه من أمامها لتنال من نهي لكنه كان يتمتم بكلمات ڠضبها جعلها لا تسمعها
اهدي يا آنسة ما ينفعش اللي بيحصل ده خالص
و عدم سماعها جعله ضاق به ذرعا فصاح پغضب عارم
كفاية بقي
توقفت وتراجعت تستند إلي الحائط علي نقيض توقع والدتها التي خشيت أن ابنتها تقبض علي تلابيب هذا الشاب لأنه صړخ في وجهها پغضب.
قام عامل بمناداة كلا من نهي و رامي و يوسف
و تبع قوله بأمر
يلا أدخل منك ليها
ذهب ثلاثتهم بينما كان يوسف ينظر إلي غرام التي تحدق إليه بامتعاض و حنق في آن واحد
أخذت ابتسام الورقة والمبلغ الذي كان في خزانة شقيقتها فغادرت المنزل مسرعة أوقفها نداء عثمان
ابتسام استني عندك
توقفت حتي لا يلفت الأنظار بمناداته لها
هو البوليس جه خد غرام ليه
أخبرته علي عجالة
لما نرجع إن شاء الله هبقي أقولك أصلي مستعجلة معلش
و انطلقت من أمامه كالزئبق تعبر الطريق المؤدي إلي الشارع الرئيسي حيث يوجد قسم الشرطة لم تنتبه إلي السيارة التي كادت تدهسها وصوت الزمور الذي لفت أنظار الجميع نزل من سيارته فتفاجئ إنها هي قد قفزت علي الرصيف بأعجوبة همت بالنهوض فوجدت يد رجولية تمتد إليها
معلش ما أخدتش بالي و أنتي طلعتي فجأة في... 
تلاقت عينيها بعينيه
مستر حسن
أخذ يتفحصها جيدا پخوف يسألها والقلق يغزو ملامحه
أنتي كويسة
ابتسمت بخجل وأخبرته كما تريد أن تتهرب من أمام بصره حيث كلما تجده ينظر إليها تشعر بالتوتر
الحمدلله أنا بخير أنا لما لاقيت العربية كانت هتخبطني رميت نفسي علي الرصيف
لو حاسة بأي ۏجع تعالي أخدك علي أقرب مستشفي
مفيش داعي يا مستر الحمدلله أنا كويسة عن إذنك
وجدها تتجه إلي باب المخفر فأوقفها يمسك ساعدها
أنتي داخلة القسم ليه
فنظرت إليه بدهشة لاسيما نحو قبضة يده علي ذراعها شعر بالحرج وتركها تحمحم
أنا آسف
قلبها يخفق من الخجل والحرج في آن واحد
و لا يهمك يا مستر أنا داخلة ل...
ابتسام
قاطعها نداء جمال الذي خرج للتو ينتظرها تقدم منها وهو ينظر إلي حسن باستفهام بينما الآخر يحدق نحوه بضيق ابتلعت ابتسام ريقها وأشارت لجمال نحو الآخر
مستر حسن مدرس الإنجليزي
ثم فعلت العكس و لا تعلم لما تبرر موقفها أمام حسن!
أبيه جمال يبقي جارنا وخطيب هند صاحبة غرام أختي
أومأ جمال له قائلا
أهلا وسهلا يا أستاذ
ثم سأل إبتسام
جيبتي الحاجة
رفعت الورقة من داخل حقيبتها الصغيرة
اه جبتها وجبت الفلوس هو المحامي جه
زفر الآخر بسأم
أتصلت عليه عشان استعجله بيكنسل أنا هخطف رجلي لمحامي تاني معرفة
أدخلي أقفي مع غرام و مامتك عقبال ما أجي
تدخل حسن بعد شعوره بأن هناك خطب ما يخص عائلة ابتسام
أنا مش فاهم حاجة بس لو عايزين محامي شاطر وجمبينا في المعادي
و في غضون ثلاثين دقيقة قد اتي المحامي صديق المعلم حسن شرح له جمال كل ما حدث وقدم له صورة المحضر التي أحضرتها ابتسام و بكل سلاسة ومهارة أمام الضابط نجح المحامي في اظهار الحقيقة أمام الجميع وبعد ضغط الضابط علي المدعو رجب و بمواجهته بما فعله في
غرام مسبقا فاعترف بكل شيء.
ينظر پخوف مستسلما
أيوة أنا اللي دبرتلها موضوع السړقة عشان ماتعتبش المحل تاني وتحكي لأختي علي اللي حصل
نهضت شقيقته التي كانت تجلس أمام مكتب الضابط وصاحت پغضب عارم
يخربيتك إيه يا أخي دي تالت و لا رابع مرة تعملها و أنا زي الهبلة كل ما أجيب واحدة تسوقلنا البضاعة تقوم تطفشهالي ولما أسألك تقولي حرامية أتاري كنت بتداري علي 
اهدي يا مدام رشا أموركم تناقشوها في البيت
تدخل الضابط قائلا ما سبق فأجابت الأخري
معلش يا باشا ڠصب عني علي طول ما بيجليش من وراه غير المصاېب لكن توصل لحد أكل عيشي يبقي خلاص كل واحد يروح لحاله و ياريت تحبسه عشان أنا قرفت منه
رمقها شقيقها بعتاب في مشهد هزلي
بقي كدة يا رشا! ده أنا أخوكي اللي مالكيش حد غيره في الدنيا
نظرت بازدراء إليه
جاتك خو و أعمل حسابك لو اتكتبلك تخرج من هنا ما أشوفش وشك تاني و ملكش حاجة عندي أنسي إن ليك أخت خالص
ألقت عليه كلماتها ثم تابعت
معلش يا حضرة الظابط أنا هتنازل عن محضر السړقة
تنهد الضابط وأخبرها
تمام يا مدام رشا بس أخو حضرتك هيشرف معانا عشان محضر 
و بعد قليل...
خرج رجب برفقة العسكري مقيد بالأصفاد و خلفه غرام والمحامي ركضت كل من ابتسام و والدتها
إيه الأخبار طمنينا 
تحدث المحامي بدلا من غرام ليخبرهم
مدام رشا أتنازلت عن المحضر بعد اعتراف أخوها بكل حاجة
صاحت عزيزة داعية
الحمدلله يارب أنت اللي عالم بحالنا تسلم يا بيه علي وقفتك مع بنتي
ابتسم الأخر وقال
العفو يا أمي أنا معملتش غير الواجب كفاية أنكم معارف الأستاذ حسن أعز أصدقائي
ألتفت غرام نحو حسن و حدقت إليه بامتنان
شكرا يا أستاذ حسن
ابتسم الأخر وعقب مرحبا
مفيش بين الأهل والحبايب شكر و ربنا يعلم أنتم بالنسبة لي إيه
و طيف نظرة من عينيه نحو ابتسام التي ارتبكت و خالجها التوتر لم تغفل غرام عن ما حدث للتو
تسلم يا أستاذ حسن
مش كدة خلاص خلصنا و نقدر نروح
سألتهم عزيزة فأجاب المحامي
اه طبعا يا حاجة تقدروا تروحوا
فقال جمال
يلا بينا
يا خالتي أنا راكن التوكتوك بره
فتدخل حسن
معايا عربيتي برة
تعالوا هوصلكم كلكم
عقبت غرام بعد أن ألقت نظرة علي شقيقتها
مش عايزين نتعبك معانا يا مستر أكتر من كدة
تعبكم راحة أتفضلوا معايا
ذهب كل من غرام و شقيقتها التي تتشبث في ذراع شقيقتها كانت تخشي أن يخبر حسن غرام عن مقابلتها بعثمان و ركوبها خلفه الدراجة الڼارية لم تترجم ماهية نظرات حسن بعد!
و في الرواق و هم يغادرون تقابلت عينين غرام بخاصة يوسف الذي كان يجلس القرفصاء بجوار رامي الذي كان يجلسه مثله ويضع كفيه علي وجهه في انتظار المحامي.
تلملم والدة عاطف الخضروات في جوال بلاستيكي رأت نجلها يقف أمام باب البناء ينفث دخان سېجاره وينظر نحو شرفة منزل سماح كم ألمه حديثها المهين له انتشلته والدته من براثن أفكاره
أنت لسه واقف هنا أنا افتكرتك روحت مع جمال ورا عزيزة و بناتها
نفث الدخان من فمه قائلا
أنا متابع مع جمال علي التليفون خرجوا و جايين في الطريق
و إيه اللي حصل
الست اللي بتاخد منها غرام شغل اتهمتها إنها سړقت منها مبلغ و طلع في الأخر أخوها اللي عامل الحوار ده واعترف فأفرجوا عن غرام
لا حول و لا قوة إلا بالله ولاد الحړام ما بيخافوش ربنا ده البت غرام يا عيني هي و أمها وأخواتها غلابة من بعد مۏت أبوهم و الدنيا عمالة تلطش فيهم يارب يا غرام يرزقك بابن الحلال اللي يهنيكي يا بنتي
عقبت والدته حديثها بنظرة ما نحو ولدها الذي يعلم ماذا تقصد نفث
الدخان ثم ألقي بقايا سېجاره فدعس عليها بقدمه
كل واحد بياخد نصيبه ياماه
نظرت إليه بامتعاض تسأله بتهكم
و نصيبك بقي سماح بنت مليجي اللي سيرتها علي لسان الصغير والكبير في الحارة!
كاد يتفوه لكنها تابعت مقاطعة إياه
أقسم بالله لو صممت ونفذت اللي في دماغك يا عاطف لا أنت ابني و قلبي هيبقي ڠضبان عليك ليوم الدين
زفر بحنق و بنفاذ صبر أخبرها
من غير ټهديد ياماه الموضوع أصلا انتهي من قبل ما يبتدي و السبب فرشة الفجل والجرجير اللي ملهاش أي لازمة لأننا الحمدلله أنا
وأخواتي مش مخلينك محتاجة أي حاجة وبرضو ماسكة في بيع الجرجير
رأت الڠضب في عينيه وتهكم لاذع في حديثه
ما له الفجل والجرجير يا عين أمك! مش دول اللي علموك أنت وأخواتك وأتربيتوا لحد ما بيقتوا رجالة!
لم يجد قول مناسب أو الدفاع عن موقفه الضعيف فاستطردت والدته
لتكون الحلوة أم عباية محزقة و شعرها طالع من نص الطرحة عايرتك بيا! مش أحسن من أبوها الحشاش اللي عايش عالة علي ولاده ده غير رباهم من الحړام! كفاية شوالات الدقيق المدعم اللي كان بيبعها من ورا صاحب كل فرنة يشتغل فيها فوق يا ابن بطني لنفسك و متخليش حتة بت ما تسواش تترسم عليك و لا تعايرك أنا ست بمېت راجل من عينة أبوها شقيت عليكم من وأنت وأخواتك لسه عيال بتلعبوا في
الحارة لا عمري مديت إيدي لحد و لا استلفت جنيه و البيت ده
ربتت بحدة علي حائط منزلهم
كل طوبة اتبنت فيه من الفجل والجرجير اللي مش عاجبينك
اقترب منها قائلا
خلاص ياماه حقك عليا أنا بس كنت مخڼوق و جت فيكي أنا آسف
قام بتقبيل رأس والدته التي قالت له
ربنا يهديلك قلبك يابني ويرشدك للصح قادر يا كريم
حل الصباح وضړبت أشعة الشمس عينين أحلام التي غفت في غرفة صغيرها تشعر پألم في أنحاء جسدها تتذكر ليلة الأمس...

علمت للتو من جارتها عبر الهاتف بأن الشرطة جاءت وقاموا بالقبض علي شقيقتها جن چنونها و أرادت أن تذهب لتطمئن عليها أو تقدم المساعدة لها ارتدت عباءتها واستعدت للذهاب تحمل صغيرها وتفتح باب المنزل فوجدت زوجها قد عاد للتو وكالعادة ثملا قبض علي ذراعها ودفعها إلي الداخل
رايحة فين و من غير استئذان يا.... 
سيب دراعي للواد يقع مني يا سمير هاكون رايحة فين مليش غير أهلي اللي رايحة ليهم
مش هاتروحي في حتة و يلا غوري علي جوة
دفعها مرة أخري بقسۏة فوقعت وتحتضن صغيرها بين يديها تأوهت من الألم تاركة ابنها برفق صاحت پألم
يخربيت الزفت اللي كل ليلة بيخليك راجع بالمنظر ده وتبهدل فيا كدة
حاولت أن تنهض مستندة علي الكرسي فوقفت
إيه رأيك والله لأنا رايحة وأعلي ما في خيلك أركبه
اتسعت عيناه بشړ فبالرغم أنه ثملا لكن خصاله السيئة في حالة وعي ويقظة اقترب منها
بتقولي إيه يا بنت ال... أصلي ما سمعتش
آهه اخترقت سمع كل من يقطن في البناء و من يسير في الخارج ذاك أثر ما فعله بها الآن جذبها من وشاحها يسحبها كالشاه إلي غرفة النوم
صوتي يا بنت عزيزة صوتي أنتي لسه شوفتي حاجة
الأريكة في الردهة يغط في النوم لفت انتباهها متعلقاته
التي تساقطت علي الأرض فكانت من بينها مدية دنت لأخذها وقامت بفتحها وإشهار النصل الحاد تفكر في التخلص منه لكن ماذا بعد!
ما أنا عارفة أنك رايح الشركة بس مش عادتك تمشي بدري حتي قبل ما أونكل يصحي و لا تكون رايح تطمن تشوف السكرتيرة الجديدة جت في ميعادها و لا أتأخرت
ولي ظهرها إليه ليخفي عنها التوتر الذي غزي ملامحه للتو
و أنا مالي و مال السكرتيرة هي مساعدة بابا مالهاش علاقة بيا
عقدت ساعديها أمام صدرها قائلة
أتمني
يدرك المغزى من وراء ما قالت لا يريد الجدال في هذا الأمر معها لأنها سوف تكشف خبايا مكنونه بسهولة و من خصاله يخشى المواجهة أو يكون في وضع المخطئ سواء أمامها أمام والديه.
لو فيه حاجة أبقي كلميني سلام
تركها وغادر الغرفة تذكر أمر شقيقه الذي يمكث لدي صديقه قام بمهاتفته و الأخر أجاب بعد رنين استمر لثواني عديدة
ألو يا يوسف
أجاب الأخر وأثر النوم علي صوته بادية
فيه حاجة يا نور ماما كويسة
و ليك نفس تنام بعد اللي عملته امبارح 
استمع إلي زفرة نابعة من شقيقه الذي سأله بضجر
نور أنا مش فايقلك وياريت ما تكلمنيش غير لما تكون فيه حاجة مهمة
تصدق أنا غلطان بكلمك عشان أطمن عليك و أقولك كفاية لعب العيال بتاعك و أرجع لكن هقول إيه بس بابا عنده حق لما قالك إنك دلوعة وتربية ماما
كانت إجابة الأخر إنهاء المكالمة دون إنذار زفر نور بحنق و يجز علي أسنانه متمتما
ماشي يا يوسف شوف مين اللي هيخرجك من أقسام و لا أي داهية تاني
تضع عزيزة أطباق الطعام علي المنضدة وتنادي علي ابنائها فكانت غرام تتظاهر بالنوم فما حدث افقدها النعاس منذ الأمس و كذلك الشهية فهي لم تلج إلي مخفر أبدا من قبل سوي عندما قامت بتقديم بلاغ في رجب فقط لم تعلم أن الأمر سيتطور إلي تلفيق مصېبة كانت ستقضي علي مستقبلها ومستقبل أسرتها.
و علي الجهة المقابلة تقف ابتسام أمام قطعة المرآة المعلقة علي الحائط تضبط من هندمها وتتذكر نظرات حسن لها طوال الطريق حتي طلبت منه غرام أن يتوقف بالقرب من الحارة حتي لا تتشدق الألسنة بالقيل والقال.
لما كلما تنظر إليه عينيه تشعر بالرهبة و لهفة تنضح منه لكن يخفيها خلف وجه صارم أحيانا أخري بالأحرى عندما يراها برفقة عثمان.
انتبهت إلي صوت اهتزاز يأتي من هاتفها تعلم من المتصل دون أن تلقي نظرة علي شاشة الهاتف فمن غير يتصل بها كل صباح ليطمئن عليها ويقوم بإيصالها إلي المدرسة.
ابتسام
سرعان استدارت وجدت غرام نهضت وجلست تنظر إليها ابتلعت لعابها خوفا من أن تسألها من المتصل
صباح الخير يا غرام ماما كانت عمالة تنادي عليكي عشان تفطري 
أشارت الأخرى إليها بجوارها
تعالي أقعدي عايزاكي في حاجة
جلست وتشعر بالقلق حتي تلاشي عندما ابتسمت غرام إليها و تخبرها بما لا تتوقعه بتاتا
و الله و كبرتي يا بوسي وبقيتي بتتحبي كمان
أتحب قصدك إيه
قامت بالضغط علي خدها بأصبعيها
مستر حسن أبو علي
صدمة أخري فكانت تظن أنها ستسألها عن عثمان
ماله مستر حسن
ده ماله و حاله متشقلب من ساعة ما أتعين السنة دي في المدرسة عندكم و لا نظرات عينيه اللي كل ما يبصلك بتقول شعر و مواويل
تدلي فكها و لم تكن لديها قدرة علي استيعاب ما تلقيه عليها شقيقتها
إيه اللي بتقوليه ده إيه اللي هيخلي واحد زيه في مركزه يبص لتلميذة عنده والفرق ما بينهم عشر سنين!
وضعت غرام ذراعها علي كتفي شقيقتها
و إيه العجيبة في كدة يعني كلها كام شهر و هاتدخلي الجامعة إن شاء الله وهو باين عليه إنه محترم و ابن أصول و أنا من خبرتي في البني آدمين بقولك إنه بيحبك
و وقفته معانا إمبارح تمهيد إنه عايز يقرب مننا و يدخل البيت من بابه
تشعر بانقباضه في قلبها عندما سمعت ما سبق بالطبع تتمني زوجا مثل حسن كما تطمح دائما لكن هناك عائق بل سدا منيعا لا يمكن أن تتجاوزه بسهولة فإذا علم عثمان بحرف من حديث غرام لا تضمن ماذا سيفعل حينذاك كم هو متهور وسريع الڠضب.
بس أنا... 
سلام عليكو
قاطعها صياح هند التي ولجت للتو فنهضت ابتسام وكأن مجيء صديقة شقيقتها أنقذها من هذا الحديث
و عليكم السلام هاسيبكم بقي ويادوب ألحق بوابة المدرسة ما يقفلوها
صاحت غرام
لما ترجعي هنبقي نكمل
كلامنا
لم تقل ابتسام شىء وغادرت علي الفور قبل أن تعطلها والدتها أيضا
بقولك إيه يا غرومة أنا ما فطرتش وواقعة من الجوع وخالتي عزيزة جهزت الفطار و ريحة الطعمية المحشية ما تتقاومش قومي يلا تعالي نفطر ونبقي نرغي في اللي حصل و عندي موضوع عايزة أحكيهولك
ما كان من غرام سوي الموافقة والذهاب لتناول الفطور مع صديقتها التي تتظاهر بالجوع لتجعلها تأكل بعد
أن أخبرتها عزيزة عندما أتت بعدم تناول ابنتها الطعام منذ الأمس.
طرقات
علي الباب فسألت هند بأسلوب الدعابة
ده مين اللي حماته بتحبه جاي علي الصبح كدة
فتحت غرام فوجدت الطارق شقيقتها فعقبت الأولي بسخرية وتحمل الصغير منها
الله يرحمها أم سمير ماټت بعد ما بليتنا بابنها
لم تعلق أحلام علي تهكم شقيقتها لديها حق فزوجها بلاء بل ولعڼة أصابتها ولم تقدرعلي قلبها أن تخلصه من تلك اللعڼة.
جلست معهم و نظرت إلي الطعام دون شهية فقالت والدتها
مدي إيديكي يا قلب أمك و كولي أنا عاملة الطعمية المحشية اللي بتحبيها
و قبل أن تبدأ في تناول الطعام نظرت إلي غرام وسألتها
هو صح اللي سمعته إمبارح
تركت غرام الخبز وأجابت
أيوة و الحمدلله الموضوع عدي علي خير وأديني قدامك أهو
لم يكن لديها رغبة في الحديث عن كل تفاصيل ما حدث لا تريد أن تزيد من هموم شقيقتها فيكفي همها مع زوجها الفاسد.
ماما
تحرك الصغير من فوق فخذي خالته يمد ذراعيه إلي والدته رفعت أحلام ذراعيها لتأخذه فانحصر طرف كم عباءتها عن ساعديها.
الفصل السادس
ولج للتو من باب الشركة الزجاجي يستقبله كل ما يقابله من الموظفين بحفاوة و ترحاب لا يخلو من الإطراء و التملق فهو ابن ربيب عملهم والمدير التنفيذي للشركة بيده الكثير من الأمور والمسئول الثاني بعد والده مالك مجموعة YN.
صعد عبر الدرج بخفة حتي وصل إلي الطابق المنشود الذي يوجد به مكتب والده أو المكتب الذي يسبق غرفة والده حيث تجلس ذات العيون التي تأسر قلوب الرجال من النظرة الأولي خبيرة في العزف علي أوتار قلب كل من يقترب منها لاسيما ذوي الأفئدة التي تركض خلف كل ما هو جميل وصعب في آن واحد.
تحمحم قبل أن يعبر الباب رفعت عينيها عن الأوراق التي تقوم بتحضيرها ريثما يأتي مديرها أو زوجها! 
نهضت بخجل متقن للغاية تنظر إلي أسفل 
مستر نور أهلا وسهلا بحضرتك أنا كنت بخلص مراجعة الإيميلات بعد ما طبعتها هخلصها وهبعتها لرأفت بيه
أتفضلي أقعدي يا آنسة سوزي
أنا جايلك مش جاي للشغل
علامة استفهام تنضح من عينيها ذات الكحل الأسود القاتم و الأهداب الكثيفة أكمل دون مقدمات ليس لها فائدة شخص عملي مثله لايملك وقتا للمرواغة فالأفضل إليه التحدث مباشرة 
بصراحة من وقت ما قدمتي هنا في الشركة
و أنا نفسي أتعرف عليكي أكتر أقرب منك اللي حسيته إعجاب و مع الوقت الإعجاب قلب لحب من الأخر و من غير لف و دوران أنا بحبك وعايز أتجوزك
طرق عڼيف
بكفيها علي باب منزل شقيقتها وصياح وصل إلي القاصي والداني
أفتح يا سمير يا عرة الرجالة بتعمل علي أختي دكر! أفتح و أنا هخليك عبرة يا حيوان
ما تسيبهوش غير لما تاخدي حق أختك الغلبانة منه يا عيني عليها طول الليل عمالة تصرخ و هو عمال يضرب فيها

ألتفت إليها غرام وپغضب سألتها 
و لما أنتم سامعين اللي بيعملوا فيها الكلب ده ما كسرتوش الباب علي دماغه و خدوتها و كلمتوني
نظرت السيدة إلي الأسفل بحرج فاجابت الأخري 
ما أنتي عارفة
يا غرام اللي فيها كل ما نيجي نحوشها منه يتجنن علينا وتقوم هي تزعق فينا وتقولنا ملكوش دعوة واحد ومراته بيتخانقوا أنتم ليه بتدخلوا في اللي مالكوش فيه
زادها الحديث ڠضبا كأنه وقود انسكب علي النيران فازدادت اشتعالا ألتفت نحو الباب في محاولة بائسة
أفتح يا جبان خاېف مني و الله لو ما فتحت لأنطلك من الشباك و هاجي أجرك من قفاك زي الخروف يا... 
فتح الباب فظهر لها بشجاعة زائفة يصيح بصوت جهوري
جري إيه يا بت فيه إيه! هو أنا عشان ساكتلك لأنك أخت مراتي يبقي هتسوقي فيها وتقلي أدبك علي واحد المفروض تقوليله يا أبيه
كفاية يا غرام
ابتعدت الأخري تنظر إلي شقيقتها التي أكملت وتقف بينها و بين زوجها في وضع الدفاع عنه أمام الجيران وهند التي أتت برفقة جمال وعاطف حيث لحقوا بغرام قبل أن ترتكب چريمة في هذا السمير
إيه اللي عملتيه في جوزي ده! أنا مطلبتش منك تاخدي لي حقي
كان زوجها يتأوه واضعا كفه علي رأسه التي اصابها چرح من أثر الضړب
ألحقيني يا حلومتي أختك المفترية جت فضحتني قدام الجيران و كمان مدت شبشبها عليا وإيه ده
نظر إلي كفه وجد الډماء فصاح بهلع يثير ضحك الآخرين
ډم أختك سيحت دمي يا أحلام
ألقت غرام نعلها علي الأرض في صدمة غير مبالية لهذا الأبله تسألها
كنت عايزاني أعمل معاه إيه بعد ما شوفت اللي عمله فيكي! أسقفله و أقوله برافو عليك!
ابدت قوة ليست من خصالها 
حتي لو قطعني حتت ملكيش حق تعملي اللي عملتيه و اللي حصلي يخصني أنا
لم تصدق غرام مدي ضعف واستسلام شقيقتها
إيه يا بنتي الضعف و انعدام الكرامة اللي بقيتي فيه ده! لسه بتدافعي عنه و بتحامي له! ده لو ماسك عليكي ذله مش هتعملي كدة في نفسك
ابتلعت الأخرى لعابها دون أن تظهر التوتر الذي داهم داخلها أخذت تلتفت من حولها فوجدت الجيران و هند و جمال وعاطف جميعهم ينظرون إليها بامتعاض
يا ستي أنا حرة جوزي و بحبه و مش أول ولا أخر مرة پنتخانق ياريت تاخدي صاحبتك واللي معاها وتمشوا من هنا
و حدقت إلي جيرانها و صاحت
و ياريت كل واحد فيكم يخليه في حاله وبطلوا تحشروا نفسكم في حياتي
هزت غرام رأسها لما تسمعه و تراه خرج كلا من جمال وعاطف من الفناء امسكت هند غرام من عضدها تجذبها إلي الخارج
يلا يا غرام هي اللي اختارت سبيها براحتها
و قبل أن تغادر برفقة صديقتها صړخت بوعيد
عارفة لو قالوا لي يا أحلام إنه بيولع فيكي مش هسأل و لا هعبرك
تركتها و ذهبت قلبها يتألم من أجل شقيقتها بالرغم من رد فعلها العجيب و ضعفها المقيت أخذت تبكي باڼهيار ربتت هند عليها
بټعيطي ليه مش هي اللي أتجوزته بارادتها برغم رفضكم لجوازهم و دلوقتي راضية باللي بيعمله فيها يبقي سبيها تتحمل نتيجة اختيارها
وقفت الأخري تستند بظهرها إلي حائط مبني قديم
يا هند أنتي شوفتي بعينيكي اللي عمله فيها أسيبها لحد ما في يوم يخلص عليها! حب إيه اللي
يخليها ترمي كرامتها تحت رجل واحد محسوب علينا راجل ده ملعۏن أبو الحب اللي يهين الواحد
اكتفت هند بهز رأسها أسفا علي ما يحدث و داخلها تتذكر ما هي مقبلة عليه زواجها في منزل حماتها يقلقها للغاية لكن حب جمال لها الدافع الذي يجعلها تطمئن أن لا يسمح بأحد أن بقول أو فعل حتي لو كانت والدته.
و بكدة خلصنا Unite 6 و الحصة الجاية عندكم exam علي كل اللي فات 
صدح رنين انتهاء المحاضرة و كانت ابتسام تلملم دفترها والكتاب و تضعهما داخل حقيبة المدرسة
ابتسام 
انتبهت إلي نداء معلمها نهضت وأجابت بتوتر
نعم يا مستر
أشار
إليها 
تعالي
ذهبت إليه وتستمع إلي همس زميلاتها اقتربت منه فسألها باهتمام
ماما و غرام عاملين إيه دلوقتي
أومأت إليه بطيف ابتسامة 
الحمدلله بخير شكرا لحضرتك علي وقفتك معانا امبارح
ابتسم إليها وفي عينيه آلاف الكلمات تخطها نظرة تجعلها كلما تنظر صوبه يخفق قلبها بشعور غريب. 
كدة أزعل لأن زي ما قولت مفيش شكر ما بينا و لو احتاجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجود رقمي عندك علي الملازم اتفقنا
هزت رأسها بالموافقة و كادت تستأذن بالعودة إلي المقعد لكنه اوقفه بسؤال تخشي اجابته
ألا قوليلي هو مين الشاب اللي كنت راكبة معاه الموتوسيكل
ده ده يبقي في مقام أخويا و ساكن معانا في الحارة كان بيوصلني حتي استأذن من ماما 
كان التوتر واضحا علي ملامحها و يديها المتشابكة في بعضهما البعض و تجنبها للنظر صوب عينيه وهي تخبره كل ذلك يعني إنها تكذب فقال لها بنظرة مبهمة
تمام يا ابتسام يلا روحي اقعدي مكانك وماتنسيش ميعاد الدرس بكرة
حاضر يا مستر 
عادت سريعا ومن طرف عينيها وجدته مازال يحدق إليها بنظرة زادت من قلقها أكثر.
ولج للتو من الخارج يبحث عن والدته فوجدها تجلس أمام التلفاز وتقطع الخضروات ألقي التحية فأجابت جلس بجوارها في تردد فيما سيخبرها به حول موضوع زواجه و المكوث معها في منزل العائلة
عايز تقول إيه يا جمال 
سؤالها أدهشه نظر إليها بتعجب فتابعت
أنا مربياك و حفظاك لما تكون عايز حاجة و خاېف لأقولك لاء بتيجي جمبي تقعد وعمال تقول في نفسك أقولها و لا لاء
أخفي توتره خلف ابتسامة يخبرها
حبيبتي يا أمي أنا فعلا عايزك في موضوع بخصوص... 
ظل مترددا لثوان فقالت له
عايز تعيشوا أنت و مراتك معايا هنا و خاېف لأرفض
كاد يعقب فقاطعته مردفه
و مين قالك إن هارفض بالعكس ده أنا كنت هقولك كدة بس قولت خطيبتك مش هاترضي و خصوصا أمها اللي ما بطقنيش
يا أمي خالتي أم هند طيبة و بتحب... 
قاطعته بإشارة من يدها
لا عايزها لا تحبني و لا عايزة منها حاجة أنا كل اللي يهمني هو أنت و بس طالما مبسوط و مرتاح يبقي خلاص علي العموم أبقي أعرض الموضوع علي حماك و شوف هيقولك إيه
حمايا وحماتي وهند كلهم موافقين
رفعت جانب شفتيها بتهكم 
و أنا آخر من يعلم!
لاء أبدا يا أمي أنا قولت أشوفهم هيوافقوا الأول و لا لاء وبعدين أبلغك و إيه رأيك أن اللي شار عليا كدة هند بنفسها
والله! طيب ماشي 
شعر بأن والدته لم تصدقه لأنه يدرك جيدا ما بين حبيبته وبين والدته من مشاحنات ومواقف سابقة تركت سد منيع بينهما.
طيب
و ربنا هي اللي قالتلي تعالي نتجوز مع أمك لحد ما ربنا
يفرجها عليك و ناخد إيجار برة حتي أنا ذات نفسي استغربت
من غير ما تحلف يا ولاه أنا مصدقاك و ما تقلقش أنا هابقي أمها التانية
بجد يا أمي
ينضح الفرح من عينيه فأجابت بتوكيد 
طبعا طبعا يا حبيب قلب أمك و حتي كمان هسيبكم أول أسبوعين وهاروح أقعد عند أختك دلال أهو مني أونسها بدل ما قاعدة لوحدها لحد ما جوزها يرجع من السفر و منها أخد بالي منها
و بسعادة عارمة عانق والدته
حبيبتي ياماه ربنا ما يحرمنا منك يا غالية
ربتت علي ظهره بقوة
و لا منكم أنت و أخواتك يا غالي يا ابن الغالي
وإذا اختفت النوايا في الصدور يكفي ما تبوح به العيون من ما يدور.
تخرج الطالبات من البوابة المفتوحة علي مصراعيها وبمجرد أن عبرت منها سمعت هاتفها يصدح بالرنين فما غيره الذي يتصل بها منذ الصباح وهي لا تجيب عليه
مما جعلته ينتظرها بالقرب من المدرسة.
واقفة ليه يا بوسي يلا تعالي هنركب توكتوك
معلش يا سمر روحي أنتي أركبي معاهم أنا هاتمشي عشان هاشتري حاجات لماما
تمام خدي بالك من نفسك يلا سلام
اومأت الأخرى إليها وسارت بخطوات سريعة إلي احدى الشوارع الجانبية الشاغرة من المارة 
و لم تنتبه إلي زوج من العيون الرمادية تراقبها.
و إذا بقدميها ولجت إلي الشارع الهادئ لتجيب علي الإتصال فشعرت بيد علي كتفها تدفعها برفق نحو مدخل بناء مهجور شهقت پخوف
عثمان
كان الڠضب يندلع من عينيه
أيوة الزفت اللي عمال يتصل عليكي من إمبارح و أنتي منفضاله و الصبح و أنتي رايحة المدرسة عمال أشاورلك تقابليني في الحتة بتاعتنا كبرتي
دماغك و روحتي مشيتي مع صاحبتك
امبارح زي ما أنت عارف اللي حصل مع غرام و الحمدلله الموضوع أتحل ورجعنا و مكنش ينفع أرد عليك و الصبح حصل برضو حوار عند أحلام أختي حتي سيبتهم و مشيت عشان ما أتأخرش يعني كله كان ڠصب عني
كانت نبرتها توحي أنها علي وشك نوبة من البكاء زفر بضيق من حاله اقترب منها ووضع يده علي ذراعها
خلاص حقك عليا ما تزعليش أنا بس كنت قلقان عليكي
قد سارت قشعريرة يصاحبها حذر من لمسته علي عضدها أبعدت يده 
أوعي إيدك أنا زعلانة منك عشان مش أول مرة تقعد تزعق فيا ده غير بشوف في عينيك نظرات شك أن بكذب عليك
مين قال كدة أقسم بالله أبدا ده أنا ممكن أشك في الناس كلها إلا أنتي أنتي روحي يا بت
نظرت إلي أسفل بخجل فصاح مهللا
الله أكبر علي حلاوة مراتي يا ناس
اتسعت عينيها پصدمة 
مراتك
أيوة بعتبرك مراتي قدام ربنا ادعيلي بس أموري تتظبط و أجي أطلب إيدك من خالتي عزيزة
انقباضه في قلبها حدثت للتو فهو ليس الشخص الذي تتمناه كم تحلم بأن تتزوج من رجل خارج الحارة البائسة ذو مهنة تفتخر بها أمام عائلتها ومعارفها و ليس صبي ميكانيكي يحصل علي أجرة يومية تكفي مصاريفه الخاصة.
مالك ساكتة ليه أنا
افتكرتك هتزغرطي من الفرحة لما قولتلك هاطلب إيدك 
بالعكس أنا فرحانة ومبسوطة جدا بس كل اللي طلباه منك تصبر شوية لحد ما أدخل الجامعة مش هاينفع أتجوز و في نفس الوقت أدرس هيبقي صعب عليا
ابتسم ليلقي عليها مخططه 
عادي يا حبيبتي نتجوز وتدرسي وأنتي معايا و بين إيديا و في حضڼي و... 
قبل كدة عملتها وحذرتك إنك لو كررتها تاني مش هاتشوف وشي بعدها

حقك عليا يا بوسي أنا والله... 
كاد يقترب منها بندم فصاحت وتبتعد بمسافة
إياك تقرب مني المرة اللي فاتت وعدتني و برضو مفيش فايدة
تركته وغادرت مدخل البناء المهجور لتجد أمامها آخر ما تتمني أن تراه في تلك اللحظة نبضات قلبها وكأنها علي وشك أن تتوقف ولسانها يتفوه بصوت يكاد يكون مسموعا
مستر حسن
ولج من الباب الزجاجي و وجهه ينذر بما هو جاء من أجله قد قرر أن لا يصبح تحت ضغط تهديدات والده مرة أخرى بل مرات عديدة.
مستر يوسف 
كان نداء احدى الموظفات تلحق بخطواته السريعة حتي وصل إلي المصعد توقف أمامها يرفع يده برفض
أي حاجة عايزة تبلغيني بيها أطلعي قوليها لمستر نور أو رأفت بيه
ولج إلي داخل المصعد وضغط علي زر الصعود فأنغلق الباب أتوماتيكيا أمام الفتاة التي عادت إلي غرفة المكتب بين زملائها و تخبرهم بما قاله لها يوسف الابن المدلل لدي عائلة الشريف.
و لدي رأفت الشريف يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الأوراق وبجواره تنتظر مساعدته ريثما ينتهي من توقيعه علي كل ورقة منها
أعملي حسابك بكرة هنسافر نقضي يومين في الساحل
دنت منه وقامت بتقبيل خده
حبيبي يا فوفو ربنا يخليك ليا يا بيبي 
حدق إليها بحزم يوبخها
اللي حصل دلوقت أخر مرة يحصل هنا في الشركة فاهمة
أومأت إليه و الحزن جلي علي وجهها أمسك يدها و كاد يخبرها معتذرا من أسلوبه الحاد معها لكن فتح الباب فجأة دون أن يسبقه طرق أو استئذان ليظهر يوسف الذي صوب بصره نحو يد والده التي تمسك بيد مساعدته و علي مقربة شديدة من بعضهما البعض.
حمحم والده تاركا يد مساعدته
خدي أنتي
الأوراق و روحي راجعيها
لملمت الأوراق وعينيها لا تبرح عينين يوسف الذي يرمقها بنظرة اربكتها عادت بالنظر إلي رأفت قائلة
حاضر يا فندم 
و ذهبت أمام يوسف فكان يجز علي أسنانه فهو ليس أحمق حتي لا يدرك ماهية ما رآه هناك ما يفعله والده سرا.
مش عيب يا أستاذ يا محترم تدخل عليا من غير ما تخبط الباب و تستني لما أسمحلك تدخل و لا لاء!
عقد ساعديه أمام صدره و يتحدث من مركز قوة 
معلش يا رأفت بيه لو كنت قطعت علي حضرتك قعدتك مع سوزي السكرتيرة
نهض والده يصيح پغضب
أنت إزاي بتتكلم معايا كدة يا ولد! أنت نسيت نفسك و لا إيه! أنا ممكن... 
رفع يوسف يده ليقف والده
عن إكمال تهديده المعتاد 
كفاية بقي كل ما نشد مع بعض تقعد تهددني بأنك هاتسحب مني العربية ورصيدي اللي في البنك أنا أصلا سيبتلك العربية في الفيلا و الكريدت كمان أنا جيتلك النهاردة عشان أقدملك إستقالتي
أخرج من جيب سترته الداخلي ورقة ووضعها فوق المكتب
أتفضل
هم بالذهاب أوقفه والده
استني عندك
سار نحوه وكان الآخر يتحاشى النظر مباشرة إلي والده الذي أخبره
أنا لو أب قاسې زي ما بتروح تقول لمامتك كان زماني رزعك قلمين علي وشك دلوقت وندهتلك الأمن يطردوك قدام الموظفين عشان ما يبقاش ليك عين تدخل الشركة تاني
أنا... 
قاطعه والده بحدة
أنا لسه مخلصتش كلامي أنا هحاول أتغاضي عن أي حاجة صدرت منك و لا كأني سمعت و لأخر مرة مفيش بعدها مرة تانية هديلك يومين تفكر فيهم يا تعقل وترجع لمكانك في الشركة وتكمل نص دينك يمكن ربنا يهديك يا إما أقسم بالله لهتشوف مني وش ما شوفتوش قبل كدة مش هقولك إسطوانة كل مرة لكن هتتفاجىء باللي عمرك ما هتتخيله وأنت عارف أبوك كويس لما بېهدد مرة التانية بينفذ
لم يستطع أن يتحمل توبيخ والده أكثر من ذلك و حتي يضمن أن لا يتهور بحديث يجعله يخسر والده غادر غرفة المكتب وقفت سوزي عندما رأته فحدق إليها بازدراء وذهب.
اصطدم بشقيقه في طريقه
يوسف اس... 
لم يقف يوسف إليه ومضي سريعا تعجب نور لأمر شقيقه ذهب إلي والده ليعلم منه ما حدث و قبل أن يفعل ذلك نظر إلي سوزي التي عندما رأته انخرطت في البكاء اقترب منها قلقا عليها
مالك يا سوزي فيه إيه بابا زعلك أو يوسف
قد قررت استغلال إعترافه بحبه إليها وجدتها فرصة لا تعوض فوالده غير مضمون و لا يعطي لها كل ما تريده من مال أو غيره من سيارة أو منزل يكفي أنها زوجته في السر و عرفي أيضا حتي لا يصبح لها حق في الإرث.
رفعت وجهها وأخذت تمسح بالمحرمة دموعها لتظهر أمام نور بالضعف لتمتلك قلبه أكثر
مستر يوسف كان لسه عند رأفت بيه و شكلهم كانوا بيتخانقوا و أول ما خرج من المكتب بص لي من فوق لتحت بقرف من غير ما أعمله أي حاجة
ما أقدرش أستحمل دموعك قلبي بيوجعني لما شوفتك في الحالة دي
توقفت عن البكاء وداخلها يتراقص مثل الحية عندما تصل إلي هدفها نظرت إليه و بصوت أنثوي رقيق للغاية 
مستر نور أنا موافقة علي طلبك
تراجع خطوة للوراء والدهشة تعلو ملامحه 
قصدك موافقة تتجوزيني
هزت رأسها بالإيجاب وأخبرته بدهاء
اه بس علي شرط نعمل فترة تعارف زي الخطوبة نقرب منها انت تعرفني و أنا أعرفك
اتسع ثغره بابتسامة عارمة 
شرطك أمر و أنا تحت أمرك يا روح و قلب نور
و فيه حاجة تانية كنت عايزة أعرفها
قولي يا حبيبتي
مراتك هاتعرف و لا أنت هتخبي عليها و جوازنا هيبقي في السر!
برغم ما يشعر به من توتر عندما أتت له بذكر زوجته وعواقب قراره الأهوج لكنه تحلي بالشجاعة والعزم أمامها
أيوة هاقولها بس بعد ما نتجوز و ما تقلقيش مش هتعمل أي حاجة بالنسبة بقي لبابا... 
داهم الخۏف قلبها فقاطعته
لاء قصدي بلاش رأفت بيه يعرف بأي حاجة أقل حاجة هيعملها معايا هيطردني من الشركة
ابتسم مرة أخرى مما جعلها تتعجب من رد فعله
الغريب أوضح لها
ما أنا كدة كدة أول ما هنتجوز هاقعدك من الشركة و ما تقلقيش ليكي كل شهر مبلغ أضعاف مرتبك اللي بتاخديه هنا غير العربية غير الشقة أو الفيلا اللي هتشاوري عليها
كم هي نادمة أنها عجلت في الموافقة علي الزواج من هذا الرأفت وبيع نفسها له بثمن بخس و ها هو نجله كالمارد الذي يريد تحقيق كل أحلامها و هي من تملي شروطها أيضا و ليس هو كما فعل معها والده.
سرحتي في إيه يا سوزي
انتبهت إليه وعادت من أفكارها قائلة
بتخيل حياتي معاك هتبقي إزاي
أمسك يدها يخبرها 
هتبقي جنة
صدح رنين هاتف المكتب ابتلعت ريقها وقالت
ده رأفت بيتصل
ردي عليه و أنا كدة كدة راجع علي مكتبي هاتصل عليكي بالليل
نكمل كلامنا
تمام 
نظرت إليه مبتسمة و بعد أن ذهب تلاشت ابتسامتها وجلست علي الكرسي تفكر كيف تلعب علي كلا الجانبين دون خسائر بينما الضمير لديها في سبات بل في غيبوبة لن يستيقظ منها قط.
تجلس بجوار النافذة شاردة فيما يحدث من حولها خسړت عملها الذي تقتات منه ورقات من المال تساعد مع معاش والدها تتهم بالسړقة وهي لن تقبل قرشا من الحړام و ذلك كان ثمنا لأنها دافعت عن عرضها بكل
ما أوتيت من قوة و هناك أكبر همومها وهو أمر شقيقتها التي أصبحت
كالجارية يفعل زوجها ما يشاء بها ضړب إهانة و هي تتقبل كل ذلك بصدر رحب يكفي إنها تعيش علي ماله الآتي من بيع حرام يدخل البيت فيقلب حياتهما للچحيم فما العجب في ذلك! و آخر الهموم كلما ذهبت إلي كل متجر للعمل يعتذر إليها صاحب المتجر بأنه ليس لديه وظيفة شاغرة لديها فتعود خالية الوفاض.
بت يا غرام 
كان صوت سماح الذي وقفت أسفل النافذة فأنتبهت إليها الأخرى بنفاذ صبر
نعم يا سماح عايزة إيه
مالك ياختي متزرزره عليا كدة ليه! الحق عليا جايبلك شغل وفلوسه حلوة أوي أحسن من مرمطك في المتروهات بشوية عبايات مضړوبة
زفرت الأخرى بضيق أوشك علي الڠضب
انجزي يا سماح وقولي
اقتربت من حافة النافذة تخبرها بصوت خاڤت تسمعه غرام فقط
بصي هبعتلك رقم واحدة علي الواتس هتتواصلي معاها هي من أمريكا بس بتتكلم لبناني علي فلسطيني أو أردني ما تفهميش جنسيتها إيه بالظبط المهم هاتطلب منك بياناتك وصورة ليكي و هتبلغك بالمطلوب منك
و يا تري هي مين الست دي و إيه اللي هاتطلبه مني!
تراقب الأجواء من حولها حتي لا يسمعها أحد سوي غرام 
بصي اسمعيني للأخر من غير ما تقطعيني هي كل اللي هتطلبه منك مقاطع فيديو ليكي مخبية وشك و لا بسه هدومك عادي مرة وأنتي بترتبي أوضتك مرة و أنتي بتطبخي أي حاجة أنتي بتكنسي مثلا أو بتمسحي بس تكوني باينة كلك علي بعضك و هتاخدي علي المقطع الواحد 200 دولار و أنتي و شطارتك لو عملتي مقطعين و لا أربعة و لا خمسة في الأسبوع الواحد أحسبي بقي كمان لما يتحولوا بالمصري 
عقبت الأخرى بسخرية
و يا سلام بقي لو الهدوم خفيفة و اللي تحتها باين و لا تكون مبلولة و لازقة عشان تجيب فلوس أكتر صح
ابتسمت سماح كالحمقاء 
برافو عليكي طول عمرك ناصحة
هنا لن تعد غرام في تحمل أمر أخر صاحت بصوت وصل إلي جميع سكان الحارة
بقولك إيه يا سماح أنا سيباكي يا حبيبتي تتكلمي و تقولي كل اللي عندك عشان أقطع الشك اللي جوايا و أكذب اللي بسمعه عنك علي كل لسان رجالة وشباب حتي الصبيان الصغيرة في الحارة أتاريهم عندهم حق و ما خفايا كان أعظم عايزاني أعمل زيك ألبس المحزث و الملزق والشفاف و أتصور فيديوهات عشان إيه شوية دولارات أخسر بيهم دنيا وأخرة و سمعتي!
كانت تتوقع أن الأخرى تبتعد أو تخشي الرد لكن حدث نقيض ذلك
مالك يا بت شايفة نفسك عليا كدة ليه فاكرة نفسك مين يا ختي و الكلاب اللي بيجيبوا في سيرتي أخواتهم وأمهاتهم فيديوهاتهم مالية التيك توك يعني لا تعايرني و لا أعايرك و اللي بيته من إزاز ما يحدفش الناس بالطوب يا عينيا
تجمع المارة وبعض الجيران فتدخل سعيد شقيق غرام
أخواتنا وأمهاتنا أشرف منك يا سماح و لا الۏسخ فاكر كل الناس
ۏسخة زيه
صاحت غرام في شقيقها
واد يا
سعيد ما تدخلش في الكلام و أدخل جوة 
ثم ألتفت إلي سماح و تمسك بخشب النافذة قائلة
و أنتي يا أخت سماح روحي أتكلي علي الله ربنا يهديكي أو يهدك المهم تريحنا منك عن إذنك 
اوصدت النافذة في وجهها و تركتها تتشدق كالتي فقدت عقلها حتي توقفت عن الصياح عندما رأت عاطف يحدق نحوها بازدراء.
في صباح اليوم التالي... 

واد يا سعيد بت يا ابتسام قوموا يلا جهزوا نفسكم عقبال ما أعملكم الفطار والسندوتشات 
تناديهم والدتهم و كانت غرام مازالت مستيقظة منذ الأمس لم تأكل و لم تملك الرغبة في التحدث مع أحد أثرت الصمت حتي لا تزيد من الآلام داخلها و كيف لا تزيد و تجد كل أبواب العمل مغلقة
مهما سعت إليها.
اكتفت ابتسام بالرد علي والدتها
ما تعمليش حسابي يا ماما أنا مش رايحة المدرسة النهاردة
و صدح صوت سعيد أيضا
و أنا مش رايح عشان المستر حلف علينا إمبارح اللي مش هيدفعله فلوس المجموعة مش هيدخله المدرسة
ولجت والدتهم إلي الغرفة تسأل ابنتها
و أنتي يا ست ابتسام يا أم ثانوية عامة مش هاتروحي ليه
لو تعلم السبب الحقيقي لعدم ذهابها إلي المدرسة و هو تخشى و تخجل في آن واحد من رؤية معلمها الذي رآها تخرج من منزل مهجور و خلفها عثمان يناديها تلاقت عينيها برماديتين حسن الذي حدقها پغضب شديد لم تملك الشجاعة لتكذب علي سبيل الدفاع عن نفسها و اختارت الفرار من أمامه غير مكترثه لنداء عثمان.
تعبانه شوية و مش قادرة و بعدين معظم اصحابي مش بيروحوا أنا اللي بيخليني أروح عشان ما باخدش درس غير الإنجليزي و الرياضة و باقي المواد معتمدة علي شرح المدرسين اللي ما بيشرحوش أصلا
نهضت غرام و أخيرا تخلت عن صمتها
واد يا سعيد قوم ألبس و روح و أنا إن شاء الله قبل جرس المرواح هتلاقيني عندك هدفعلك الفلوس
و أخبرت شقيقتها
و أنتي شوفي عايزة تاخدي درس في مواد إيه و مع مين و قوليلي المبلغ المطلوب و هيبقي عندك علي بكرة
و هاتجيبيلهم منين يا بنتي ده المعاش فاضل منه 500 جنيه و إحنا يا دوب في نص الشهر
كان حديث عزيزة وتشعر بالحزن نحو ابنائها فهي تعجز عن تقديم لهم كل ما يحتاجونه فهي صاحبة مرض مزمن يجعلها غير قادرة علي العمل.
كانت غرام قد فتحت الخزانة و أخذت المال المتبقي معها و مدت به يدها إلي والدتها
اتفضلي يا أمي خلي دول معاكي وبإذن الله هتفرج من عند ربنا 
و نظرت نحو حقيبة الملابس المليئة بملابس قد اشترتها و قامت بتخزينها إلي أن تصبح عروسا!
و في مكان آخر في حي المعادي كان قد استيقظ للتو من أجل الذهاب إلي عمل مقابلة في إحدى الشركات بعد أن رأي الإعلان عن طلب مديرين تسويق علي صفحة خاصة بالوظائف علي موقع التواصل الإجتماعي الشهير.
أنت رايح فين علي الصبح يا يوسف
ألتفت الأخر إلي صاحبه و أخبره
رايح interview في شركة طالبة التخصص بتاعي
اقترب منه صاحبه متعجبا
أنا هاتجنن منك يبقي باباك رأفت بيه الشريف صاحب أشهر براند في مصر و مصانع وسلسلة محلات في كل محافظة و رايح تقدم علي شغل في شركة تانية يا عالم دول صادقين و لا ڼصابين!
انتاب الأخر حالة من الضيق فنظر إلي صاحبه بامتعاض
لأن ما بحبش التحكمات والټهديد كل شوية و أنا هوري بابا و نور إن من غيرهم قادر أعيش و اعتمد علي نفسي
غلط يا يوسف أنت صاحبي و بعزك جدا و والصاحب لما بيشوف صاحبه في شدة يقف جمبه و يقدم له النصيحة اللي توصله لبر الأمان و الأمان أنك تكون مع عيلتك تكون في ضهر باباك و أخوك هم عايزين مصلحتك و أنت فاهمهم غلط أدي لنفسك فرصة تانية وقرب منهم مش يمكن حالك يبقي أحسن!
ابتسامة ساخرة غزت شفتيه 
الأحسن إن أعمل نفسي بنفسي مش أعتمد علي حد حتي لو كانوا أهلي
أي عباية وأي فستان ب 200 جنيه وبس يلا عرض خاص و مش هايتكرر كل قطعة بالتيكت بتاعها و اللي هتاخد 3 قطع هعملها خصم 100 جنيه 
ظلت تكرر حديثها داخل القطار و
تقوم بعرض الثياب أمام أنظار السيدات و الصبايا تم بيع القليل من القطع و بدأ توافد النساء عليها للشراء توقف القطار في المحطة و ولجت بائعة علي معرفة بها اقتربت منها لتخبرها بهمس
انزلي المحطة الجاية عشان اللي بعدها فيها تفتيش و الظابط المسئول هناك أجارك الله من رخامته وشره
تسلميلي يا حنان 
لملمت سريعا الثياب من أيادي السيدات 
معلش يا جماعة أنا هنزل المحطة الجاية
و في مكان آخر ليس ببعيد يقف في حيرة من أمره بعد أن كاد يطلب رحلة من تطبيق التوصيل للذهاب إلي الشركة وجد المبلغ المطلوب أكبر من ما يملكه حاليا. 
شعر بالجوع فهو لم يأكل منذ أمس وجد مطعم خاص بعمل الشطائر و الأكلات الشعبية كالفول و الفلافل 
ذهب وقام بشراء اربع شطائر جبن مقلي و سار نحو المحطة من الخارج باحثا عن مكان ليجلس فيه و يتناول فطوره وجد متجر لبيع العصائر الطازجة يوجد به مقاعد للإستراحة جلس بعد أن طلب من البائع
عصير قصب لو سمحت
سأله الرجل
صغير و لا كبير يا كابتن
نظر إلي ما تبقي معه من مال وقال
صغير وعايز إزازة مياه
أشار الرجل إليه نحو براد عرض المشروبات الباردة وزجاجات المياه المعدنية
أتفضل عندك أزايز المياه في التلاجة
رفع جانب فمه بسخرية يتحدث بتهكم علي ما يحدث معه
فينك يا منيرة هانم تيجي تشوفي ابنك مش معاه يركب أوبر و هيشرب عصير قصب
أخذ زجاجة المياه من البراد و جلس علي المقعد ليتناول الشطائر أولا.
و أمام المتجر علي الجهة المقابلة تقف وتحمل الحقيبة البلاستيكية المليئة بالثياب تشعر بالعطش الشديد و بعض الدوار فهي لم تأكل أيضا منذ أمس و ربما من قبل.
عبرت الطريق وذهبت لتستريح قليلا علي مقعد شاغر ترفع يدها إلي البائع
لو سمحت يا عم جمعة واحد قصب صغير و كوباية ميه
ابتسم إليها البائع قائلا
يا صباح النور عاش من شافك يا غرام بقالك فترة ما بتجيش
ما بنزلش المعادي كتير ما أنت عارف الناس هنا ما لهمش في البضاعة اللي بتلف المترو دول زباين سيتي ستارز كايرو فيستڤال شغل ماركات عالية مش شغل التقليد و لا المحلي اللي معانا
كان الذي يتناول فطوره منتبها إلي الحديث خاصة مع صاحبة الصوت المألوف لديه يريد رؤية وجهها لكنها تجلس موليه ظهرها إليه
بينما عقب عم جمعة
و الله يا غرام ما كلهم ما تخدعكيش المظاهر ممكن واحد لابس بدلة شيك و أحدث موديل لزوم الوجاهة لكن لو دورتي في جيبه معهوش غير حق المواصلات
توقف الأخر عن الأكل و حدق إلي البائع بحنق يقول في نفسه
يا عم ده أنت لو قاصد تلقح مش هتقول كدة
ردت غرام علي حديث البائع قائلة
علي رأيك يا عم جمعة ربنا عالم بحال كل واحد فينا ربنا يرزقنا جميعا
آمين يارب 
أخذت الكوب و شربت العصير و يليها كوب الماء
عايز حاجة مني يا عم جمعة 
أخرجت ورقة بفئة الخمس جنيهات و تعطيها إليه رفع الأخر يده برفض
و الله ما هاخد و لا مليم و مش عايز حاجة منك غير تيجي تسلمي عليا و لا محتاجة أي حاجة أنا زي والدك الله يرحمه
ابتسمت الأخرى واخبرته بإمتنان
تسلم الله يباركلك
رفعت الحقيبة الكبيرة واستدارات لتغادر فتعثرت في مقعد مقلوب وقعت الحقيبة وتناثرت أغلفة قطع
الثياب و هي كانت علي وشك أن تقع نهض يوسف وأمسك ساعدها 
حاسبي
نظرت إليه و
اتسعت عينيها تمتلك ذاكرة حديدية سرعان قامت بالتعرف عليه
أنت اللي كان مقبوض عليك أداب في قسم دار السلام أول إمبارح
جز علي أسنانه بحنق ثم وجه إليها إهانة مماثلة
ما أنا برضو فاكرك مش أنتي اللي كان مقبوض عليكي في تهمة سړقة برضو
ابتسامة صفراء زينت ثغرها يليها رد هازء
دي كانت تهمة متلفقة و الحمدلله أفرجوا عني بعد ما ظهرت برائتي الدور و الباقي علي الممسوك أداب
كان سيخبرها بدفاع عن حاله إنه لا علاقة له بتلك التهمة و لا يعلم لما يبرر لها لكن ما لفت انتباهه بقوة أغلفة الثياب المدون عليها العلامة التجارية الخاصة بشركات والده أخذ القطعة و دقق النظر
في البيانات المدونة علي الغلاف أخرج الثوب منه و قام بلمسه و فحصه ليكتشف أن تلك القطعة تقليدا لما ينتجونه.
هات الفستان خليني أمشي و لو هاتشتريه ب 200 جنيه
ابتسم إليها وعقب ساخرا
يعني مقلدين براند أقل فستان فيه ما يقلش عن 2000 جنية و كمان بتبيعوه ب 200 لاء واضح إنك بريئة من السړقة بس ڼصابة كبيرة
ارتجفت من داخلها لكنها صاحت في وجهه
أنت بتبرطم بإيه يا جدع أنت أنا و لا حرامية و لا ڼصابة أنا شارية الهدوم دي من محل عندنا روح أسألها بنفسك لو مش مصدقني
اختطف الحقيبة من يدها و بيده الأخرى يجري مكالمة هاتفية 
أيوة يا نور هابعتلك ال location تعالي و هات معاك المسئول القانوني والرجالة و تعالوا بسرعة
هببت إيه تاني يا يوسف
ابتسم بظفر و
يرى غرام تقف أمامه تحاول استيعاب ما يتفوه به أجاب علي شقيقه
لاقيت مين اللي بيضرب بضاعتنا في السوق
الفصل السابع
قبل القراءة ادعوا لأخواتنا في فلسطين بالنصر علي الصها ينة الملاعين وكل من يساعدهم
ترجل من سيارة أجرة ويجذب يدها عنوة فصړخت به و تسحب يدها من قبضته
أوعي إيدك أنا قولتلك مليش دعوة بمين بيقلد حاجتكم أدخل لمدام رشا و أسالها
أشارت إليه نحو متجر رشا حدق يوسف إليها بوعيد
كله هيبان دلوقت اتفضلي قدامي
ذهبت وهو يتبعها حتي ولج كليهما إلي الداخل ترددت غرام قليلا قبل أن تنادي صاحبة المتجر التي تقوم بضبط وضع البضاعة علي الرفوف
مدام رشا
استدارت الأخري إليها و ما أن رأتها صاحت بعدائية
غرام! أنتي إيه اللي جابك هنا مش حبستي أخويا جاية عايزة تلبسيني مصېبة أنا كمان!
تصدر يوسف هنا ليجنب غرام الحديث مع تلك المرأة
أنا اللي جاي لحضرتك
نظرت الأخرى إليه و سألته بنبرة هازئة
و أنت مين أنت كمان
أنا يوسف الشريف المدير التسويقي لشركة وبراند YN
لم تكن تتمتع بفطنة أو سرعة بديهة
نعم برضو حضرتك عايز إيه
عايز أعرف فين المصنع اللي بيتوردلك منه البضاعة المضړوبة وتقليد للبراند بتاع مصانعنا
صاحت بنفاذ صبر بعد أن شعرت بالاتهام
و أنا مالي ببضاعتكم اللي بتتقلد أنا واحدة صاحبة محل و بشتري البضاعة من تجار الجملة أو الموردين ليهم
زفر يوسف بنفاذ صبر من تلك الحمقاء
ما أنا عارف يا... 
تابعت هي
مدام رشا
بصي
يا مدام رشا الموضوع و ما فيه إحنا بقالنا فترة بنتحارب من كذا إتجاه من ضمن الحړب واحد صاحب مصنع من بتوع بير السلم بيقلد تصاميم البراند بتاعنا و من بجاحته منزلها بتيكت إسم المجموعة عشان الناس تصدق إن الهدوم فعلا من عندنا الناس البسيطة هتصدق خدعة النصاب لكن الناس اللي متعودة تشتري من فروعنا عارفين الفرق ما بين الأصلي و التقليد

تنهدت الأخرى وهي تنظر نحو غرام تارة ثم تعود بالنظر إلي يوسف لتخبره
أنا هكتبلك عنوان المصنع واتصرف أنت معاه
قامت بتدوين العنوان إليه ثم نزعت الورقة تعطيها إليه
أتفضل
أخذها وأمعن النظر في العنوان المدون
شكرا و آسف علي الإزعاج
غادر المتجر وأجري اتصالا هاتفيا
ألو يا نور... بقولك أبقي هات الرجالة عشان لو حصل أي أمر طارئ... أنا هابعتلك العنوان في رسالة... يلا سلام
أنهي المكالمة و ألتفت إلي غرام فقالت له
صدقتني بقي
شعر بالحرج من معاملته القاسېة معها و اتهامه إليها دون دليل وجد عليه الاعتذار ظهرت علي وجهه ابتسامة
أنا آسف علي سوء التفاهم اللي حصل مني لكن... 
صاحت الأخرى پغضب
سوء تفاهم إيه بالظبط! ما أنا قولتلك أنا مليش دعوة من الأول لأن إحنا كبايعين سواء محلات أو مندوبين يا دوب آخرنا بنستلم البضاعة و بنبيعها ملناش دعوة بقي مضړوبة و لا أصلية
و أنا أعتذرتلك عايزاني أعملك إيه تاني يعني
رفعت احدى حاجبيها بتعجب وظلت تنظر إليه ثم أجابت
و لا حاجة أظن كدة خلاص مهمتي انتهت عن إذنك
غرام
أوقفها نداءه قبل أن تذهب لكن أصابتها الدهشة عندما ذكر اسمها التي لم تخبره به بعد ألتفت إليه و لاحظ دهشتها علل مخبرا إياها
مش اسمك غرام برضو زي ما الست اللي جوة نادت عليكي
زفرت بضيق فأجابت
نعم
أخرج شىء من محفظته الجلدية ومد يده بها إليها
ده الكارت بتاعي عليه كل أرقامي لو احتاجتي أي حاجة كلميني
لم تأخذ البطاقة وأخبرته برفض
و أنا مش
بشحت أنا بشتغل بياعة علي باب الله وبكسب الفلوس بتعب وشقى
ابتسم وعقب علي ردها الذي زاده إعجابا من موقفها الذي ينم عن فتاة ذات عزة وكرامة
و أنا مش بديكي أرقامي عشان تشحتي مني أنا أخدت بالي إنك سيبتي الشغل مع اللي اسمها رشا و واضح من رد فعلها أو ما دخلنا عليها إن ما بينكم مشكلة
لماح أيوة سيبت الشغل معاها لأن ما بحبش الظلم و الإفتراء
تحفظت بالسبب الرئيسي داخلها وهو ما اقترفه رجب بها من محاولة فاشلة انتهت بزجه داخل السچن.
و إحنا عمرنا ما ظلمنا حد و اللي بيشتغل عندنا بنعمله كأنه واحد مننا
بارقة أمل لمعت أمام عينيها نظرت في البطاقة ثم أخبرته بشبه ابتسامة
متشكره يا يوسف بيه
ذهبت من أمامه فصاح
هستني تكلميني
توقفت المركبة ذات الثلاث إطارات أمامها و قبل أن
تصعد داخلها هزت رأسها إليه مبتسمة
يصدح رنين الجوال أعلي الكمود تقلبت بجوار زوجها ثم فتحت عينيها والنوم مازال مسيطرا عليها لكن عندما رأت هوية المتصل انتفضت ونهضت علي الفور ضغطت علي الزر الجانبي لكتم صوت الرنين ألقت نظرة علي رأفت الذي يغط في سبات عميق تنفست الصعداء و نهضت دون إصدار صوت أو حركة ذهبت إلي غرفة أخرى وأجابت بصوت خاڤت
ألو يا نور بيه
جاء صوته إليها بلهفة عبر السماعة
وحشاني أوي و بعدين إيه نور بيه دي عمرك شوفتي تقول لجوزها يا بيه
جوزها! أنا لسه موافقتش علي فكرة
اعتبر ده رفض
لاء بس أنا لسه بفكر
أنا ممكن أديكي مهلة لمدة يومين و علي أخر اليوم التاني هستناكي في العنوان اللي هابعتهولك في رسالة دي هتبقي هديتك الأولي لو وافقتي
تمام
أنا عارف بتصل في وقت متأخر بس بصراحة مقدرتش استني لحد بكرة أصل صوتك واحشني زي ما كل حاجة فيكي وحشاني
ابتسمت وتلاشت بسمتها حينما سمعت صوت سعال زوجها أخبرت نجله مسرعة بصوت خاڤت
معلش مضطرة هقفل معاك دلوقت ماما بتنادي عليا يلا باي
أنهت المكالمة علي الفور و ذهبت لتطمئن أن رأفت مازال نائما فوجدته كما تركته منذ قليل تنفست الصعداء فعادت جواره تتمدد تنظر نحو زوجها وعلي وجهها ابتسامة شيطانية نتجت عن ما عزمت عليه دون رادع فالطمع قد أعمي البصيرة لديها وجعلها تنسج شباك من خيوط واهية ستكون فخا لها لا محالة.
و لدي نور الذي يرسل العنوان إليها عبر برنامج الدردشة الشهير يشعر بالسعادة فقد اقترب علي تحقيق ما يريده هو اختياره الحر دون تدخل من والده الذي يفرض عليه كل شيء ويجب عليه السمع والطاعة.
يا تري مين اللي كنت بتكلمها وخلتك مبسوط أوي كدة
ألتفت والفزع علي ملامحه رأي زوجته تقف عاقدة ساعديها أمام صدرها تنتظر إجابة كاذبة بالطبع
أنتي هنا من أمتي و بعدين مين اللي سمحلك تتصنتي عليا!
جلست علي مقعد طاولة الزينة تمسك بالفرشاة تمشط خصلات شعرها المسترسل تحدق إليه عبر المرآة بنظرة مبهمة يشوبها ابتسامة ساخرة
ما تقلقش أنا عارفة من وقت كبير إن فيه واحدة تانية في حياتك و واضح إنك أنت اللي بتجري وراها
تركت الفرشاة وأخذت علبة الكريم تأخذ منه القليل وتضعه علي يديها و تتابع حديثها
طبعا مستغرب إزاي معملتش زي أي واحدة تكتشف خېانة جوزها تتخانق و تزعق أو تغضب لكن دول الستات الخايبة اللي ما بتعرفش تاخد حقها بذكاء
نهض و وقف خلفها ينظر إلي صورتها في المرآة يسألها بوجه متجهم الملامح
قصدك إيه
قامت واستدارت لتصبح أمامه وجها إلي وجه علقت ذراعيها حول عنقه تبتسم بدهاء وتجيب بتحذير يقرب إلي الټهديد
خد بالك يا بيبي لأن مش هنبهك تاني
ابتعدت عنه واتجهت نحو غرفة الثياب المتفرعة تناولت علبة مخملية من إحدى الرفوف ثم عادت إليه وتفتح العلبة تأخذ منها سوارا مرصعا بقطع الألماس الباهظة ترتديها حول معصم يدها وسط صډمته وفكه الذي تدلي هذا السوار اشتراه من متجر المجوهرات منذ يومين ليهديه إلي سوزي!
رفعت ساعدها أمام عينيه تستعرض السوار بمكر وكيد كاد ېقتله من الحنق
اه صح يا نور نسيت أقولك mercie يا حبيبي علي هدية عيد جوازنا اللي هنحتفل بيه بعد شهرين بصراحة زوقك يجنن
كان يشد كلا من قبضتيه بقوة ويجز علي أسنانه وعروق عنقه نافرة من دماءه التي تفور من الغيظ
اقتربت منه قبل أن تستلقي فوق الفراش تهمس إليه
تصبح علي خير يا نور
قامت بتقبيل خده وبداخلها تنتشي من لحظة الانتصار وهي تراه مكتوف الأيدي وفي خوف من علم والديه عن أمره الذي يخفيه.
ذهب يوسف إلي النادي الخاص بالطبقة الأرستقراطية نظرا للمبلغ الباهظ الذي يدفعه أعضاءه كاشتراك سنويا.
قد قامت والدته بالاتصال عليه وأخبرته تريد رؤيته لأمر لا يتحمل التأجيل فذهب ليري ماذا تريد..
تجلس برفقة كاميليا وصديقتها السيدة راندا وابنتها المدللة ماهي التي سألت منيرة
هو يوسف ليه أتأخر يا طنط
ما تقلقيش يا حبيبتي زمانه جاي لسه قافل معايا و قال إنه وصل علي البوابة
نظرت في شاشة الهاتف للتأكد من ضبط هندامها قبل مجئ يوسف
أهو يوسف جه
قالتها كاميليا رفعت يدها إليه
تعالي يا يوسف إحنا مستنينك
هذه المدللة التي لا تكف عن اللحاق به.
وجد والدته تنظر له أن يتبادل التحية والمصافحة مع صديقتها وابنتها
تعالي يا يوسف سلم علي طنط راندا و ماهي
أكتفي بفعل ذلك دون تصافح بالأيدي
أهلا يا طنط يا راندا
ابتسمت إليه الأخرى
أهلا يا حبيبي
هاي چو
قالتها ماهي ونهضت فاقتربت منه تمسك بيده دون خجل أمام والدتها والأخريات
تعالي لما أحكيلك عن رحلة الساحل اللي فاتتك عن إذنك يا مامي
سار يوسف معها علي مضض حتي وصل كليهما إلي المسبح
إيه يا چو مابقتش ترد
عليا فون أو تسأل عني أنت زعلان مني
أطلق زفرة ثم أجاب
مشغول شوية
مشغول إزاي و انت
بتروح النايت مع رامي و لا فاكرني معرفش حاجة عنك
رفع احدى حاجبيه يسألها ساخرا
ده أنتي بترقبيني بقي!
لاء بس أخبارك بتيجي لحد عندي من غير ما أدور وراك
ماشي يا ماهي ياريت تشيليني من دماغك و من الأخبار اللي بتيجي لحد عندك لأن أنا زي ما قولتلك قبل كدة أنا بعتبرك زي أختي
شهقت وكانت علي وشك البكاء
و أنا رديت عليك وقولتلك أنت بالنسبة لي إيه أنا بحبك أوي يا يوسف و أنا اكتر واحدة مناسبة ليك بنحب الخروج و السهر دماغنا زي بعض
زفر بضيق وقال
بس أنا مش تافه و دماغي فاضية
شهقت مرة أخرى پصدمة
أنا تافهة يا يوسف!
يوه بقولك إيه هاتعيطي هاسيبك وأمشي
حدقت إليه بوعيد وأخبرته
و علي إيه أنا اللي هاسيبك وأمشي
و إذ فجأة قامت بدفعه في المسبح ليقع في الماء بثيابه وسط ضحكات من رأى ما حدث.
سمعت صوت مفتاحه وهو يضعه في فتحة القفل ركضت سريعا إلي داخل غرفة ابنها وتظاهرت بالنوم تجنبا لرؤيته أو التحدث معه.
بت يا أحلام واد يا ميدو
ندائه بصوته المنكر هذا جعلها تضع كفها علي أذنها ولج إلي غرفتهما لم يجدها فذهب إلي غرفة ابنه فوجدها تغفو في سبات عميق ابتسم و عاد إلي الغرفة الأولي ليتحدث في هاتفه دون أن تسمعه زوجته بينما هي عندما سمعت صوت إغلاق باب الغرفة تيقنت أنه يخبئ شيئا أو يحيك مصېبة كعادته.
نهضت ووضعت أذنها علي الباب تسمعه يضحك و يتحدث عبر الهاتف
و أنتي كمان وحشتيني يا بت
....
ما أنا بكلمك عشان أقولك هعدي عليكي بكرة و هجيبلك المزاج اللي بتحبيه و معاهم إزازة فودكا تحلو بيها قعدتنا
.....
عايزه طبعا أحمر ډم غزال و يا سلام لو قصير و ضهره مكشوف هيبقي عليكي إيه.. 
اندفع الباب ورأي أخر وجهه لا يريد رؤيته
اه يا ساڤل يا خاېن مش كفاية مستحملاك و مستحملة قرفك كمان بتتفق مع ال.... اللي پتخوني معاها عشان تروحلها
سلام أنتي يا وزة هكلمك بعدين
و كمان ليك عين و بتقولها في وشي! يالهوي
هو أنا ضربتك علي
غمز بعينه فاتسعت خاصتها پصدمة تتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات
إيه اللي حصل بيني و بينك
كان بسببك و كان مكتوب كتابنا أنت بقي اللي كان نيتك تخلع مني بعد ما فضلت زي تحوم حواليا لحد ما سلمتك نفسي كنت فاكراك بتحبني زي ما بحبك كنت بكدب أهلي و كل اللي كان بيقولي أبعد عنك لأنك واحد مالهوش أمان و لا بېخاف ربنا بس أنا اللي أستاهل عشان بيعتهم و أشتريتك و للأسف أشتريت الرخيص بالغالي
جذب شعرها في قبضته وصاح پغضب جم

أنا برضو الرخيص يا و.... شوفي شكلك بقي عامل إزاي
دفعها أمام مرآة الزينة وتابع
بقيتي شبه الست اللي عندها سبعين سنة أنا بقرب منك عشان مزاجي و خلاص لكن انا
مش شايفك أصلا
ردت بقلب جريح
شكلي اللي مش عاجبك بسببك أنت لو أنت راجل و لو لمرة واحدة مكنش بقي ده حالي
جذب شعرها بقوة فصړخت
راجل ڠصب عنك يا بنت ال... 
استدارت بصعوبة صاړخة به وتهوي بكفها علي خده
أنت اللي.... و ابن ستين.... أبويا الله يرحمه أنضف منك و من اللي زيك
كان الشړ يتطاير من عينيه
بتشتميني و بتمدي إيدك عليا! ده أنتي ليلة أهلك سودة و مش هاسيبك غير لما ما أموتك
و حياة أمك ما هاسيبك يا أحلام
تمكن من الإمساك بها في ظل صرخات استغاثة أطلقتها لعل أحد يأتي و ينقذها من يد هذا المچرم!
الفصل الثامن
تتمدد أحلام علي سرير المشفى في عنبر ملئ بالمړضي المصابين من قسم الطوارئ داخل مشفى حكومي تفتح عينيها فوجدت عائلتها تحيط بها من كلا الجانبين.
حمدالله علي السلامة يا ضنايا حاسة بإيه دلوقتي 
أنا فين 
اقتربت منها ابتسام التي تحمل ابن شقيقتها تمسك بيدها تخبرها
أنتي في المستشفي جبناكي علي هنا بعد ما جيرانك كلمونا وقالولنا إنهم سمعوا جوزك پيتخانق معاكي و بيضربك وفجأة لقوه خارج من البيت وشايلك بيجري بيكي
تذكرت ما حدث لها و كم الإهانة التي تلقتها من معايرة ونعت بالألفاظ النابية من زوجها انتهي كل ذلك بمشاجرة ليست في صالحها ولم تتحمل توابعها 
هو فين
أجابت والدتها وكانت تكبت ڠضبها من ضعف شخصية ابنتها الذي جعل زوجها يفعل بها كما يحلو له
هايكون راح فين اللهي داهية تاخده مطرح ما يكون بتسألي عليه بعد اللي عمله فيكي! ده مخلاش فيكي حتة سليمة
عقبت غرام بسخرية
وفري كلامك يا ماما عشان مفيش عقل بيفهم و لا كرامة هتنقح عليها
اكتفت أحلام بالنظر إلي شقيقتها بعتاب و تكبت دموعها جاء الطبيب المسئول عن علاجها
عاملة إيه يا مدام أحلام
هزت رأسها وبضعف أجابت
الحمدلله
هو إيه اللي حاصلها يا دكتور 
سألته عزيزة فأجاب الأخر
ما حبيش عليكم جوزها أول ما جابها الطوارئ كان مغمي عليها و وشها كان مايل للأزرق كأنها في بداية حالة إختناق و زي ما أنتم شايفين كدمات علي وشها وشرخ في دراعها
شهقت والدتها 
يا ضنايا يا بنتي منك لله يا سمير الكلب كنت عايز ټقتلها
نظر الطبيب إلي أحلام وأخبرها
جوز حضرتك هو اللي جابك و أول ما خدناكي عشان نعملك الإسعافات فجأة لاقيناه أختفي
و إذا بصوت جاء صاحبه للتو من الخارج
أحلام حبيبتي عاملة إيه يا روحي
نظر إليه الجميع بازدراء وكذلك زوجته أخبرهم الطبيب
كويس أنك جيت عشان الظابط مستني برة يحقق معاك
اتسعت عينان سمير وشعر ببرودة في أطرافه رأي نظرة شماتة في عينين غرام التي ألتزمت الصمت لأنها تعلم جيدا رد فعل شقيقتها نحو ما فعله زوجها.
ألتفت إلي الطبيب وقال برجاء
ممكن أقعد مع مراتي دقيقتين
رفع الآخر زاوية فمه جانبا فأشار له علي مضض
أتفضل بس ياريت بسرعة عشان الظابط مستعجل
و ما أن ذهب الطبيب جلس
سمير جوار أحلام يمسك بيدها يقبل ظهر كفها باعتذار و توسل يثير الاشمئزاز
أنا آسف يا أحلام حقك عليا والله أنا مش عارف إزاي ده حصل أصل مكنتش في وعيي وإحنا پنتخانق والله أنا ما هقرب منك كدة تاني حقك عليا و أدي راسك كمان
قام بتقبيل جبهتها علقت غرام 
بذمتك مش مكسوف من نفسك بتتأسفلها علي إيه و لا إيه أنا كان ممكن كنت خليتك رقدت مكان أختي بس أنا هاخدلها حقها بالقانون لما تترمي في الحبس ويا الشمامين و البلطجية اللي زيك
نظر إلي زوجته ثم قال بصدق غير معهود
و أنا راضي طالما ده هيرضي أحلام وهيخليها تسامحني
طلقني
تلتقط أنفاسها من الآلام آلام قلبها و آلام جسدها
صعق الآخر لمطلبها فتابعت
طلقني لو عايزني أسامحك و هقول للظابط مش إنك اللي عملت فيا كدة
انتي بتقولي إيه! ده يطلقك و رجله فوق رقبته و ياخد جزاءه كمان 
صاحت بها غرام فنظرت أحلام إليها بقلة حيلة عقبت والدتها
طلقها يابني و سيبها في حالها المرة دي ربنا ستر وراقدة علي السرير يا عالم المرة الجاية تجيبهالي بعد الشړ عليها چثة
وجد أن لديهم حق وكفي إلي هنا كم عانت من بطشه و ظلمه لها لم يبالي إلي حبها إليه يوما ويمن عليها بإتمام زواجه منها والذنب الذي حدث بينهما هو الذي تسبب فيه عندما كان يحوم كالذئب حول فريسته استغل ضعفها وطيبة فؤادها من قبل الزواج وبعد الزواج تحول الإستغلال إلي اضطهاد وقهر.
نهض وفي تردد أنتهي بالاستسلام إلي رغبتها
أنتي طالق
صاحت كل من غرام وابتسام بسعادة وقاما بمعانقة شقيقتهما 
مبروك يا أحلام كان زي الهم وإنزاح أخيرا 
كان قول غرام فقابلته أحلام بالصمت وتركت دموعها تقوم بالرد.
و بعد إجراء الضابط التحقيق أنكرت أحلام أن الفاعل زوجها و ماحدث لها كان أثر سقوطها علي الدرج يكفي إنها نالت حريتها من هذا الطاغية سمير.
في اليوم التالي كانت تقف ابتسام تنظر إلي لافتة عنوان المركز التعليمي تخشى الصعود إلي أعلي ومواجهة معلمها الذي فرت من أمامه عندما رأي ما حدث بينها و بين عثمان و كان أكبر مخاوفها هو أن يخبر غرام لذا قررت أن تتحدث معه وتشرح له الأمر.
صعدت إلي الطابق الثاني حيث قاعة المحاضرة مرت أولا علي المساعد وأخبرته بإسمها لكي يسمح لها بالدخول و إذا به المساعد يقول لها بجفاء
ممنوع الدخول
صاحت پصدمة
ممنوع إزاي! أنا دافعة فلوس حصص الشهر كلها مقدما حتي إسأل مستر حسن
مستر حسن اللي بنفسه مديلي أمر بمنع دخولك و ياريت تشوفيلك مدرس تاني غيره
أدركت معني رسالته إليها و دون مواجهتها لم تأبه لقساوة رده ذاك و ذهبت إلي القاعة يحاول المساعد منعها صاحت برجاء
مستر حسن
ألتفت إليها ببرود 
نعم
تأسر دموعها داخل عينيها تخبره بنبرة سمع منها كم ما تشعر به من حزن و غصة عالقة في حلقها
ممكن أتكلم مع حضرتك
نهض من خلف مكتبه المرتفع علي منصة الشرح ذهب إليها في الخارج
عايزة إيه يا ابتسام
لم تستطع كبت دموعها أكثر من ذلك اڼفجرت باكية
حضرتك فهمت غلط كل اللي ما بيني و ما بين عثمان علاقة جيرة و أصحاب مش أكتر
كان داخله يشفق علي حالتها المؤسفة لكن تظاهر بعكس ذلك
و أنا مالي بتبرري ليه! و لا خاېفة أحكي لأختك ووالدتك علي اللي شوفته
ابتلعت غصتها وقالت
لاء أنا جيتلك عشان أقولك أنا مظلومة أو.. 
بتر حديثها قبضته التي اعتصرت عضدها يغادر المكان إلي سيارته يدخلها فجلست وذهب هو ليجلس خلف المقود قد اشتد غضبه إلي ذروته
أصدق تمثيلك الرخيص
ابتلعت ريقها لا تدرك بعد ما وراء ڠضب معلمها الثائر تحسب أنه من دافع الخۏف
عليها لأن شقيقتها قد أوصته عليها 
والله العظيم ما بمثل أنا بعتبره فعلا زي أخويا لكن هو لاء
أخوكي! 
ابتسم ساخرا وتابع
و اللي أنا شوفته
ده بيحصل ما بين الأخوات
هزت رأسها بالنفي و مازالت تبكي وتحاول الدفاع عن نفسها و لا تعلم لما كل هذا الإصرار لديها
لاء بس أنا ما ليش ذنب و لا أقدر أقوله ما تحبنيش أنا ببعد عنه كل شوية لكن هو متهور و خاېفه جنانه يعمل مشاكل ليا ولأهلي عشان معندناش راجل يقف له مفيش غير أخويا سعيد ولسه صغير
تبدلت ملامحه من القسۏة والڠضب إلي اللين 
كان ممكن تحكي لأختك تروح تكلمه و تحطه عند حده أو تكلم أهله علي الأقل أحسن من مشيك معاه في كل حتة و لا ركوبك وراه الموتوسيكل بعد ما بتخلصي الدرس
عندك حق أنا معرفتش أتصرف أنا أصلا ما بكلمهوش من وقت ما شوفتنا وعملاله بلوك كمان عشان لو حاول يتصل عليا
لا ينكر السعادة التي يشعر بها حاليا فأخبرها بجدية زائفة
كل اللي قولتيه ده ما يخصنيش أنا اللي أعرفه المفروض سيادتك في تالتة ثانوي وفاضل شهر ونص علي الإمتحانات يعني تركزي في مذكراتك اللي
هاتنفعك و زي ما قولتلك قبل كدة أي حاجة أنتي محتاجها أنا موجود و اللي اسمه عثمان لو أتعرضلك تاني بلغيني و أنا هاتصرف من غير ما يوصل الموضوع لوالدتك أو أختك أتفقنا
هزت رأسها بالموافقة فابتسم وتابع بنبرة حانية
متزعليش مني عشان شديت معاكي في الكلام وقسيت ساعات قسوتنا بتكون دافع من خوفنا علي اللي بنحبهم
نظرت إلي عينيه وأقسمت داخل نفسها رؤية ما ينبض به قلبه و كأن كلماته الأخيرة إعترافا مبينا.
مر يومان وليس بجديد بل كان الحال سيئا لدي غرام نفذت لديها النقود و لا تعلم ماذا عساها أن تفعل كلما تتقدم إلي العمل في متجر أو مطعم يعتذر إليها صاحبه ويخبرها إنه مكتفي بالعمالة التي لديه.
والآن تجلس بقلة حيلة حتي تذكرت أمر البطاقة الورقية والتي يتوسطها
يوسف رأفت الشريف بالإنجليزية
و بداخل محطة القطار تقف في انتظار هذا القادم نحوها يبتسم إليها
كنت متوقع إنك هتكلميني في خلال يومين
ابتسمت فسألته
و إيه اللي خلاك واثق أوي كدة
إحساسي
أخبرته بتحفظ وجدية 
أنا أتصلت بحضرتك و طلبت أقابلك عشان محتاجة شغل إن شاء الله حتي لو أشتغل في المصنع أي حاجة
فيه شغل بس مش في المصنع في الشركة عندنا
طب هاشتغل إيه أنا للأسف خرجت من سنة تانية كلية ومكملتش بسبب الشغل و الظروف الصعبة اللي بنمر بيها
أطمني كل أوراقك اللي الشركة محتاجها هاتكون جاهزة و أي حاجة أنتي محتاجها أطلبيها علي طول 
أخرج من جيبه ظرف أبيض قد أخذ محتواه من صاحبه سلفا ريثما يعود إلي العمل في شركة والده مجددا. 
أتفضلي خلي دول معاكي هتحتاجيهم
شكرا يا يوسف بيه أنا مش عايزة فلوس أنا كل اللي محتاجاه شغل و بس
يا ستي اعتبريهم سلف لحد ما تشتغلي الشركة عندنا
بتهتم بالمظهر الخارجي للموظف و هتحتاجي لبس ومصاريف و بعدين هيكونوا عارفين إنك من تابعي
شعرت بالحرج والخجل فتابع حديثه
ما تتكسفيش يا غرام اللي بعمله معاكي ما يجيش نص وقفتك معانا ماتعرفيش لما قدرنا نوصل للي بيخسرنا شغلنا فرحنا قد إيه و المكاسب و الأرباح اللي هاتعوض خسارة كبيرة حصلت الأيام اللي فاتت كل واحد فينا ربنا بعته للتاني عشان يخرجه من المحڼة اللي هو فيها

كم أسعد حديثه قلبها و ها هي الحياة قد ضحكت من جديد لها وسترى السعادة لاحقا
ترجلت سوزي من سيارة الأجرة أمام البناء المدون عنوانه لديها في الرسالة وفي الأعلى كان نور منتظرا علي أحر من الجمر ينظر إلي عقد ملكية الشقة بسعادة هدية قيمة سيقدمها كعربون محبة ليدلي به لها عن حبه الصادق.
رنين الجرس مثل دقات قلبه التي تخفق للتو ذهب ليستقبلها بحفاوة
هاي 
حدق إليها بقلبه وليس بعينيه سعادة عارمة علي وجهه ومحياه
ما تتصوريش أنا فرحان قد إيه خۏفت لا ماتجيش
ابتسمت وليتها ما فعلت ذلك ابتسامتها أوقعته أسيرا في سحرها 
هو كان صعب عليا بس أي صعب يهون عشانك
لاء أنا مش قدك و لا قد كلامك أنا يا سوزي خلاص مابقتش قادر أستحمل وأنتي بعيدة عني أكتر من كدة لازم نتجوز بسرعة الشقة أهي جاهزة من كل حاجة وعقدها واقف علي إمضتك دي أول هدية غير هدايا كتير لسه
هجيبهالك
أخذت من يده العقد و لم تصدق ما تراه كم هو سخي معها نقيض والده الحريص لذا لا تتركه فهو كنز ثمين عليها أن تغتنمه وتخرج بربح وفير خلال مهلة قصيرة.
حبيبي يا نور مش عارفة أقولك إيه أحليو أجمل هدية
أخرجت قلم من حقيبة يدها 
و أدي إمضتي أهي
تدرك مبتغاه فتظاهرت بعدم الفهم
حاجة إيه
نور كفاية لحد كدة لما أبقي مراتك أعمل اللي أنت عايزه
حبيبتي آسف حقك عليا من كتر شوقي ليكي مقدرتش أسيطر علي نفسي أوعدك مش
هقرب منك غير لما نتجوز بس قولي أنتي الوقت المناسب ليكي
ابتسمت بدهاء حية رقطاء
بعد شهرين هاكون دبرت أموري
شهرين! كده كتير
معلش استحمل يا حبيبي هيعدوا بسرعة و هانكون مع بعض خلاص 
أومأ لها بهيام
موافق المهم هاتكوني معايا وملكي في الأخر و مش هاسيبك أبدا
و كم من أمنية يتمناها المرء فتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن!
الفصل التاسع
ما بين الأمل واليأس درب ملئ بالكثير من الأحداث ونهاية الصبر علي الابتلاء نجاح جاء من الإيمان والرضا.
و هذا النجاح جاء إليها علي هيئة يوسف الذي وضعه القدر في دربها بعد معاناة فبعد أن وافقت علي عرض العمل وتقديم إليها كل ما يسهل ذلك بشرط أن كل ذلك دين سترده إليه.
و كما أخبرها أن العمل يحتاج إلي المظهر الجيد دون مبالغة أو شيء خارج الأدب و الاحترام اعطاها مبلغ من المال لشراء الثياب و كل ما تحتاجه كما أعطي إليها أوراق تفيد بأنها قد حصلت علي شهادة جامعية تخصص إدارة أعمال و شهادات أخرى بأنها تتقن اللغة الإنجليزية و كل ما يؤهلها إلي العمل في شركة الشريف.
توقفت سيارة أجرة أمام مبني شاهق في حي الدقي الشهير أعطت سماح إلي السائق الأجرة المتفق عليها و نزلت من السيارة تنظر في شاشة هاتفها تقرأ رسائل هذا الرجل الذي قامت بالتعرف عليه من خلال البث المباشر التي كانت تقدمه في مقابل الحصول علي المال.
أخبرها إنه صاحب شركة إنتاج أغاني ويريد فتيات من أجل القيام بعرض فني خلف المغنى و ما جعلها تنجذب لذلك العرض دون تفكير هو وعده إليها أن يجعلها فنانة شهيرة غضون وقت قصير في مجال الغناء والاستعراض و ربما التمثيل أيضا كم تمنت أن تخرج من الحارة والحياة العفنة منها لا تعلم أن العفن داخل الحي الشعبي الذي تقطن فيه أفضل من جهنم التي ستلقي نفسها بداخلها.
دخلت إلي الفناء فأوقفها الحارس وأخبرته
أنا طالعة لمكتب عوني بيه
سألها الحارس ليتأكد
قصدك عوني القرني
عبست وأجابت
أنا كل اللي أعرفه اسمه عوني لكن قرني دي ما أعرفهاش ده اسم و لا لقب وغوغوشتني
لاء ده اسمه ولقب عيلته عيلة القرني
وابتسم بسخرية يشوبها نظرة وكأنه يريد إلتهامها
عن إذنك أنا طالعة يا... 
محسوبك عزب
أطلقت ضحكة تجاوزت حدود الأدب ودون الأدب ثم استقلت المصعد حتي وصلت إلي الطابق المنشود.
و في الأعلى ولجت إلي المكتب كما اخبرها عوني وجدت في استقبلها فتاة لا تقل عنها في المظهر المبتذل
ممكن أقابل عوني بيه أصله مديني ميعاد
سألتها الفتاة
أنتي سماح بتاعت التيك توك
ابتسامة صفراء أصدرتها شفتيها
أيوة أنا
نهضت الفتاة وأخبرتها
تعالي ورايا المعلم عوني مستنيكي
و في طريقها إلي مكتب القرني وجدت فتاتين يتجولان بثياب ڤاضحة في الرواق انقبض قلبها وصوت يخبرها أن تتراجع لكن كيف تتراجع والمال والشهرة في انتظارها و للحصول عليهم يجب تقديم التنازلات كما قدمت الكثير أمام شاشة الهاتف.
فتحت الفتاة باب المكتب
معلم عوني سماح جت
نهض الأخر بثقل بسبب جسده السمين
خليها تدخل يا دندش
أشارت إلي سماح التي ولجت ومازال قلبها ينبض بقوة رأت
رجل بدين يقف خلف المكتب ذو ملامح خليط ما بين الرجل والسيدة يخط أسفل أنفه شارب رفيع وحاجبيه يبدو إنه يعتني بهما بالنمص مظهره المقزز جعلها تتراجع خطوة
معلش يا عوني بيه أصل أنا... 
قاطع حديثها بعد قراءة ترددها في عينيها
معلش إيه بس اتفضلي يا قمر ده أنتي طلعتي حلوة أوي وأجمد من الفيديوهات كمان
ابتسمت إليه
شكرا
أشار إليها نحو الكرسي أمام مكتبه
أتفضلي أتفضلي ده المكتب نور بيكي و هيبقي وش السعد علينا و عليكي
إن شاء الله
تشربي إيه يا موحة أيوة بدلعك أصل مفيش حد بيشتغل معانا غير لما ندلعه و نشخلعه و يبقي مبسوط 24 قيراط و أنتي هتجربي وهاتعرفي بنفسك
أجري اتصالا
واد يا سمسم هاتلي قهوة و للمزمازيل سماح شوب مانجا وصاية
أنهي المكالمة وأسلوبه في الحديث أثار اشمئزازها شعرت وكأنها تجلس مع رجل مخنث
ها يا موحة أحضر العقود و نمضي و لا إيه
مش لما أعرف هاشتغل إيه بالظبط و لا هاخد كام يبقي بعد كدة نمضي
ضحك وقال
ده أنا هخليكي بطلة الكليبات تطلعي مع الفنان والمخرجين و المنتجين لما
يشوفوكي هيشاوروا ويقوله إحنا عايزين دي و من عندي هتدخلي لأبواب المجد و الشهرة إحتراف هنا و بره هاتسافري لأمريكا وأوروبا بس أبقي افتكرينا
تراقص داخلها وتأهب سمعها لجوابه علي سؤالها
طب هيبقي مرتبي بالشهر و لا بالغنوة الواحدة
بالشهر طبعا و هيبقي 150 ألف جنيه و لو جالك أوردرات بره هتقبضي بالدولار
لا تعي بواطن الكلمات وانجرفت في سيل الطمع الذي أعمى عينيها
طب و هنبدء شغل أمتي
كنت لسه هقولك بكرة الساعة 12 بالليل تكوني هنا هنصور أول كليب مع فنان مشهور أوي
الساعة 12 بالليل! إزاي هقول لأهلي إيه لما انزل متأخر
نهض من خلف مكتبه بخطوات ثقيلة ليجلس علي المقعد المقابل لها
جري إيه يا موحة صحصحي معايا هو أنا اللي أقولك برضو تنزلي إزاي اللي خلاكي تعرفي تصوري الفيديوهات إياها بتاعت الروتين اليومي واللي مش الروتين من غير أهلك ما يعرفوا هيخليكي تعرفي تنزلي في أي وقت حتي لو الفجر و لسه كمان هيبقي
عندك سفر
أثرت الصمت تفكر بتردد
أنتي بتفكري لسه! أنا بقولك 150ألف جنيه يعني في خلال سنة تقدري تشتريلك شقة
هنا في الدقي و لا المهندسين أو عربية أحدث موديل و لا الشهرة
من قال إن وسوسة الشيطان ذات تأثير علي الإنسان الضعيف! فهناك من هم أشر و أقوي من الشيطان في السيطرة علي البشر و من سواهم أعوان إبليس من البشر شياطين الإنس علي مر العصور تركوا بصماتهم التي تفوقت علي معلمهم الذي يصفق لهم بجدارة وهو ينفذ وعده إلي خالقه في اغواء كل من انساق إلي خطواته بملء إرادته غير آبه لوعيد ربه وهو يخبره أنه سوف يملأ جهنم منه و من كل من أتبعه أجمعين.
خلاص أنا هاتصرف
تهللت السعادة علي محياه
أهو ده الكلام المظبوط كدة بقي فاضل نمضي العقود
أخرج لها عدة أوراق وتابع
كل حاجة جاهزة و واقفة علي إمضتك
ستار من الظلام يكسو عينيها تخط توقيعها أسفل كل ورقة و مع كل توقيع تزداد ابتسامة هذا اللعېن السمين.
عاد نور من الخارج يغني بصوت خاڤت كدليل علي سعادته التي تعلم زوجته سببها جيدا توقف في بهو المنزل عندما وجدها تقف أعلي الدرج تعقد ساعديها و تحدق نحوه بنظرة باردة تثير مخاوفه من الذي تدبره له.
حمدالله علي السلامة يا حبيبي ما لسه بدري
نظر في شاشة هاتفه فوجدها الثانية بعد منتصف الليل عاد ببصره إليها ويصعد الدرج
كان ورايا مصالح لازم أخلصها
حدقت بسخرية إليه
و هي المصالح دي ما ينفعش تخلص بالنهار
زفر بضيق
بس بقي يا كوكي كفاية رغي صدعتيني و لازم تنكدي عليا
نظرت إليه بازدراء وقالت
أنا هاروح أنام جمب بنتي
تركته وذهبت فقال في نفسه
و لو روحتي لأهلك يبقي أحسن
سار في الرواق فوجد باب غرفة شقيقه مفتوحا و يوسف يجلس أمام حاسوبه ولج إلي الداخل
إيه ده أنت رجعت
نهض الأخر وفتح ذراعيه
إيه جيت وراجع الشغل من جديد وحشتني يا برو
عانق شقيقه بقوة وأخذ كل منهما يربت علي ظهر الأخر قال نور
ربنا يهديك علي كدة دايما
لو عرفت السبب هتتعجب و عندي خبر حلو أوي
سرد له عن غرام و الصدفة الغريبة والتي من خلالها
تمكن من إنقاذ الشركة من الخسارة كما قرر العودة إلي حياة أكثر جدية ومسئولية كما أوصاه علي غرام بأن يجعل مسئول التوظيف يوافق علي تعينها في الشركة.
تصدق عندي فضول أشوف اللي اسمها غرام
لكزه يوسف في كتفه
خد بالك دي مش زي البنات التانية دي بنت في منتهي الأدب والإحترام زي العملة النادرة جدعة و بنت بلد
الله الله إيه يا چو أنت لحقت توقع بالسرعة دي
أقع مين يا بني أنا بساعدها مقابل وقفتها معايا مش اكتر
ابتسم نور وسأله
عليا أنا الحركات دي يابني ده أنا حافظك عموما ما تقلقش اعتبرها اتعينت خلاص و كمان هتبقي في القسم اللي أنت مسئول عنه أي خدمة
غمز بعينه ثم هم بالذهاب
اسيبك أنا بقي وهاروح أنام تصبح علي خير
و أنت من أهله
و قبل أن يغادر نور الغرفة أخذ يغني
يا سلام يا سلام قد إيه حلو الغرام
أمسك يوسف بقلم من فوق مكتبه
وألقاه علي شقيقه الذي فر علي الفور قبل أن يصيبه القلم.
كانت تقف أمام المرآة ترتدي الثياب التي اشترتها وتنظر إلي مظهرها تبدو كسيدة أعمال
إيه ده
اش اش إيه الحلاوة دي يا غرومه
كان صوت ابتسام فألتفت إليها غرام
إيه رأيك اشتريتهم عشان الشغل الجديد
و من أين لك هذا
تخشى أن تظن والدتها و شقيقتيها بأمر آخر فقالت

دي فلوس استلفتها من واحدة صاحبتي هارجعهم ليها أول ما هقبض
دلفت والدتها تحمل صينية يعلوها أكواب
العصير يا بنات
انتبهت إلي ابنتها
إيه ده يا غرام
دي هدوم لسه شارياها عشان الشغل الجديد لازم يكون مظهري شيك و كدة يعني
و جبتي فلوسهم منين
توترت فوجدت أن الكذب لا يفيد ويجب أن تسرد كل ما حدث لوالدتها و بالفعل قامت بذلك حتي عقبت والدتها والقلق يبدو علي ملامح وجهها
أنتي واثقة في الجدع ده يا بنتي و لا يطلع واحد نصاب و يضحك عليكي في الأخر
يا ماما ده ابن ناس و من عيلة معروفة طلبت منه الشغل و بصراحة لاقيته كريم جدا و ما تقلقيش هو شخصية محترمة وبعدين بنتك بمېت راجل محدش يقدر يتكلم معايا أو يجي جمبه ما أنتي مربياني و عارفاني كويس
ربنا يسعدك ويرزقك من وسع يا غرام يا بنتي و يبعد عنك ولاد الحړام
احتضنت والدتها
آمين يارب
وتذكرت هذا الوسيم الثلاثيني الذي ظهر لها في وقت عسير فابتسمت وخفق قلبها بسعادة ربما هذه بداية السعادة القادمة مهما واجهت في طريقها من عثرات.
الفصل العاشر
تجلس في هيئتها و هندامها الجديد ترتدي ثوب أبيض مزدان بالورود الحمراء وشاحها الأحمر القاني زاد من جمالها الذي كان مدفونا في التجول والبيع في القطارات.
كان المسئول يلقي عليها الأسئلة الروتينية في مقابلات طلب الوظيفة لاحظت غرام جميع الأسئلة تتميز بسهولة ربما هذا عن قصد من مسئول التوظيف لا سيما بعد وصاية خاصة من الأخوين نور ويوسف.
وفي نهاية المقابلة ابتسم المسئول ويخبرها
ألف مبروك يا آنسة غرام أهلا وسهلا بيكي في الشريف جروب
بالسرعة دي! ده أنا اسمع أن في أي شركة بيردوا بعد الانترفيو سواء بالموافقة أو الرفض بعد فترة مش وقت المقابلة علي طول
نظر عبر الحائط الزجاجي نحو الرواق إلي يوسف الذي كان ينتظرها في الخارج أخبرها
البركة في مستر يوسف
ألتفت خلفها فوجدت يوسف يبتسم إليها و كم هي ابتسامته ساحرة حاولت تشتت ذهنها من الوقوع في أحلام بعيدة المنال فيكفي ما فعله من معروف و دين لن تنساه بتا.
خرجت إليه فقال لها
ألف مبروك
الله يبارك في حضرتك بس أنا برضو لحد. دلوقت مش فاهمة هاشتغل إيه
مبدأيا كدة ياريت نشيل أي ألقاب و كلمات زي حضرتك و يافندم طول ما إحنا مع بعض إما بالنسبة لشغلك هتبقي السكرتيرة أو المساعة الخاصة بيا و هتبقي برضو المسئول التاني من بعدي في قسم ال Marketing
تدلي فكها في صدمة يخبرها بوظائف لم تر مثلها سوي في التلفاز فقط
بس أنا مافهمش حاجة في السكرتريا أو التسويق
أنا هعلمك كل حاجة و أنتي شاطرة وهتتعلمي كل حاجة بسرعة
تراقص قلبها من السعادة أخيرا فتحت الدنيا لها ذراعيها تدعو ربها أن لا يقابلها عثرات تقذف بها إلي الهاوية.
و هناك من كان يراقب صديقه والفتاة التي يخمن أين رآها من قبل
عبر من أمامه مسئول التوظيف أوقفه يسأله
هي مين اللي واقفة هناك مع يوسف
أجاب الآخر
خد بالك يا رامي غرام دي تبع مستر يوسف ومستر نور متوصي عليها جامد منهم الله أعلم شكلها قريبتهم أو من معارفهم
اسمها غرام حلو حلو أوي كمان
همس بها وينظر نحو غرام بنظرة يشوبها الغموض والرغبة في خطڤ الصيد الجديد قبل أن يقع في يد صاحبه.
انتهت ابتسام للتو من الشراء في السوق وفي طريق عودتها كانت شاردة في أمر حسن الذي أخبرها إنه سيتحدث مع شقيقتها في أمر هام وعندما سألته خشية من أن يخبر شقيقتها بأمر عثمان فطمئنها حسن وقال لها لا تقلق وستعلم لاحقا كل شيء.
توقفت فجأة عن السير عندما وجدت المقبل عليها أعلي الدراجة الڼارية يبتسم إليه و هبط علي الأرض
عثمان لو سمحت عايزة أروح بسرعة عشان أمي مستنياني و لو حد شافنا من أهل الحارة سيرتنا هتبقي علي كل لسان
أخبرته بذلك وكانت ملامحها جادة ظل مبتسما و عقب علي أسلوبها الذي ضايقه لكن أسر ذلك في نفسه
أنا عارف إنك زعلانة مني و مش طيقاني
عشان اللي حصل في البيت المهجور و قصدت ما اقربش منك و لا أكلمك طول الفترة اللي فاتت لحد ما تهدي و جيتلك النهاردة عشان أقولك إن أنا خلاص هسافر عنتر بعتلي أشتغل معاه في الكويت و أنا بصراحة فرحت جدا عشان شغلي برة هيخليني أعرف أجهز شقتي من كل حاجة و مش هخلي خالتي عزيزة تشتريلك حتي إبرة و شنطة هدومك كمان عليا
بس أنا... 
رفع يده لتصمت وتابع هو حديثه
إحنا مش هنتجوز لا السنة دي و لا الجاية و لا اللي بعدها أنا مع أول أجازة ليا هخطبك و نكتب الكتاب و بعد ما تخلصي الكلية نتجوز أظن مفيش أريح من كدة و لا إيه
هزت رأسها وعقبت باقتضاب
إن شاء الله
أنا كل اللي عايزه منك تاخدي بالك من نفسك أوي ملكيش دعوة بحد و لو حد ضايقك أخويا عاطف مكاني هيجبلك حقك وقتها
ماشي
و حاجة أخيرة هابقي أطمن عليكي كل يوم علي الواتس أو الفيس ياريت تردي عليها ساعتها و تطمنيني عليكي
نظر إلي هاتفها ذو الطراز القديم وأخبرها مردفا
أول قبض ليا إن شاء الله هابعتلك موبايل و هايكون من إختيارك
سافر أنت بس بالسلامة و أنا هاتصرف و أكلمك
هتوحشيني
و أنت كمان
لاحظ تغيرها الطارئ و ظن أمر أخر
أنتي زعلانة أوي كدة عشان هسافر
أخفت توترها خلف ابتسامة زائفة
لاء مش زعلانة أنا أتفاجئت بس بموضوع سفرك و فرحانة جدا أديك هترتاح من شغلانة صبي الميكانيكي في الورشة
يعني أنا هاروح أشتغل مدير شركة هناك أنا هاشتغل حاجة من الأتنين يا نقاش يا هاغسل صحون في مطعم
مش مشكلة طالما بالحلال خلاص
صدح رنين هاتفها باسم شقيقتها انتفضت وهمت بالذهاب
غرام بترن عليا شكلها رجعت معلش أنا مضطرة أسيبك سلام
وركضت سريعا وكأن الاتصال جاء لها نجدة من الوقوف أمام عثمان والاستمرار معه في وعود ستنتهي قريبا.
و ها قد جاء أول يوم في العمل لها كانت تشعر بالفرح ويخفق قلبها من فرط السعادة أخيرا ستعمل في وظيفة مرموقة بدلا من التجول في القطار والتعرض للمضايقات من المارة ورجال الأمن في المحطات.
صباح الخير
ألتفت إلي صاحب الصوت وابتسمت
صباح النور يا مستر يوسف يارب أكون جيت في ميعادي مظبوط
نظر إلي ساعة يده
جاية بدري عشر دقايق عن ميعادك ده أنتي كدة هتبقي قدوة لزمايلك
ضحكت وقالت
هو بس عشان أول يوم
لاء خدي بالك أنا في الشغل أسألي عني جد جدا و بحب المواعيد المظبوطة
ما تقلقش حضرتك إن شاء الله هاجي علي طول في ميعادي
نهض من خلف مكتبه
تعالي معايا لما أعرفك بالبيج بوص رأفت بيه الشريف
ذهبت خلفه فوجدت أنها أمام غرفة مكتب صاحب هذا الصرح انبهرت بكل ما تري من حولها من رقي وشموخ من أثاث و ديكور.
تعالي يا يوسف كنت لسه هاكلمك عشان عايزك
نظر إلي سوزي وأشار لها
أتفضلي أنتي علي مكتبك
أمرك يا رأفت بيه
غادرت الغرفة فألتفت يوسف إلي والده
بابا أنا
أول حاجة بعتذرلك عن كلامي معاك
المرة اللي فاتت و... 
خلاص يا يوسف مفيش داعي نقلب في اللي فات كونك أنك تنقذ الشركة من خسارة كبيرة
ده كفيل يمحيلك أي أخطاء و يخليني أسامحك نور أخوك حكالي علي كل حاجة و عرفت أنكم عينتم البنت اللي اسمها غرام هنا في الشركة
ابتسم لأن والده اختصر عليه شوط كبير من الحديث
هي واقفة برة و كنت جايبها عشان حضرتك تشوفها و تتكلم معاها بما أنها بقت موظفة في الشركة
حدق إليه والده بنظرة غامضة
و ياريت تحط في دماغك إنها مجرد موظفة في الشركة
أدرك رسالة والده الخفية من حديثه هذا نهض ليخبر غرام بأن تدخل ولجت تتلفت من حولها تشعر بالرهبة و الخۏف لاسيما عندما وقعت عينيها علي رأفت الشريف شملها بنظرة سريعة فهذا الرجل ذو هيبة و وضع يجعل الجميع ينحنوا إليه احتراما له.
نظرت إلي أسفل بخجل
السلام عليكم يا رأفت بيه
و عليكم السلام أتفضلي يا غرام
جلست ونظرت إلي يوسف الذي كان يبتسم إليها ثم انتبهت إلي والده
أنا يوسف حكالي علي كل حاجة و قالي قد إيه أنك مجتهدة في
شغلك و شاطرة و بما أنك بقيتي مننا هنا عايز أشوف شطارتك في الشغل في الشغل و بس
وصلت إليها الرسالة أيضا علمت إنه يحذرها من الاقتراب من نجله هزت رأسها بنعم
بإذن الله يا رأفت بيه
دلوقتي تقدروا تفضلوا علي مكتابكم
نهض كليهما وتشعر برجفة في يديها ذهبت سريعا إلي غرفة المكتب الخاص بها دون أن تلتفت إلي يوسف و ما أن خطت قدمها داخل الغرفة أغلقت الباب و تلتقط أنفاسها تشعر بغصة وكأنها ارتكبت ذنبا لما يحذرها هذا الرجل من أمر تعرف حدها نحوه جيدا لتدرك أن الحياة ليست وردية هنا و عليها أن لا تفكر بشيء سوي العمل فقط حتي لا تخسر مصدر رزق وفير لأسرتها.
الساعة الحادية عشر ليلا تريد الذهاب حتي لا تتأخر عن موعد عملها الجديد ترتدي ثوب ڤاضح أسفل العباءة السوداء ظنا منها هذا ما سترتديه في الاستعراض الذي ستقدمه خلف المغني كما أخبرها عوني القرني.
ألقت نظرة علي والدها الذي يغط في النوم و اطمئنت لأنه لا يستيقظ سوي في اليوم التالي ظهرا ستكون قد عادت.
غادرت منزلها وبخطوات أشبه بالركض اتجهت إلي خارج الحارة لا تري الذي يلحق بها منذ أن رآها وهي تتسلل من باب البناء.
استقلت سيارة أجرة ففعل مثلها وقال للسائق
أطلع ورا التاكسي ده ياسطا
و بعد قطع مسافة كبيرة توقفت السيارة التي هي بداخلها وبعد أن اعطت للسائق الأجرة
وجدت الحارس في استقبالها بحفاوة
يا مرحب يا مرحب بالنجمة الجديدة
رمقته من أعلي إلي أسفل
يا سم
ولجت داخل المصعد و بعد ثواني وصلت أمام باب المكتب فتحت فتاة أخرى غير التي كانت موجودة بالأمس
أنتي سماح
أومأت لها الأخرى
اه أومال فين عوني بيه
تعالي أتفضلي أستريحي و استنيه عنده ضيوف وهيمشوا بعد عشر دقايق تحبي تشربي حاجة
هزت رأسها فهي تشعر بالعطش الشديد
اه ياريت عايزة أشرب ميه
دقيقة و راجعالك
ذهبت الفتاة ذات المظهر الغريب لكن سماح لم تهتم كالعادة فالمال و الشهرة لديها هما الأهم
عادت
الفتاة تحمل صينية يعلوها كوب من العصير و آخر ماء
اتفضلي
شكرا
تناولت كوب الماء ارتشفت القليل ثم أخذت العصير تشربه علي دفعة واحدة وكأنها تشعر بالحيوية بعد التوتر والقلق.
في الأسفل يصيح عاطف في الحارس
بقولك أنا عايز أعرف اللي طلعت دلوقتي دي في أنهي دور
و أنا بقولك معرفش و ماشوفتش حد طلع هنا يلا أتكل علي الله بدل ما أندهالك الرجالة يطلعوك بمعرفتهم

طيب إيه رأيك أنا مش ماشي من هنا غير لما أعرف هي فين و طلعت لمين
حدق نحوه الحارس بوعيد
بقي كدة ماشي أنت اللي جيبته لنفسك
وفي الأعلى بدأت تشعر بالخدر في أطرافها و عدم اتزان أصبحت الرؤية مشوشة لديها و كانت عيون الفتاة ذات المظهر المريب تراقبها اقتربت منها وحاولت مساعدتها في النهوض
قومي معايا الضيوف مشيوا
وقفت بصعوبة واستندت علي ساعد الفتاة وسارت بخطى متعثرة
أنا.. مالي.. بيحصل.. فيا.. إيه
تفوهت بصعوبة و كأن الخدر اصاب لسانها أيضا
أجابت الفتاة
معلش هو تأثير كدة بيخليكي ما بين النوم والصحيان و تحسي أطرافك كلها كأنها مشلۏلة
ولجت داخل غرفة ذات مساحة كبيرة و إضاءة أزعجت عينيها رجل يجلس خلف جهاز عرض صغير يذكرها بمشاهد المخرج الجالس خلف الشاشة يراقب المشهد كما هناك وراء كل كاميرا رجل كل منهم ذو جسد طويل وعريض وكأنهم يعملون في الحراسة.
تركتها و ذهبت إلي غرفة قريبة لتخبر هذا الشيطان البدين وجدته يتحدث في الهاتف
أوعي تخليه يطلع أنا هابعتلك الرجالة يخلوه يحرم يمشي من قدام البرج تاني
أنهي المكالمة ورأي الفتاة تخبره
النجمة جاهزة يا بوص
ابتسامة شيطانية علي محياه يتبعها أمرا
بلغي سام وقوليله النجمة جاهزة وخليهم يبدأوا تصوير
أمرك يا بوص
وبعد أن نفذت أوامر رب عملهم المشين خرج من الغرفة المجاورة لغرفة التصوير شاب خلف الشاشة
1 2 3 go
تسمع أصواتهم و تري هذا الضوء المزعج و المسلط عليها تريد أن تتحرك
لكن غير قادرة علي 
سماح
الفصل الحادي عشر
تولت اليوم الوظيفة الجديدة أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم.
ده فيديو فيه شرح بالصوت والصورة عن كل المهام اللي هاتطلب منك و لو فيه أي حاجة أبقي أسأليني أنا رايح علي مكتبي دلوقت و في البريك نتقابل 
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان 
شكرا أوي يا مستر يوسف بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه
العفو يا غرام و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك ملامحها تتسم بالبساطة وليست صاړخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أو مثل ماهي التي تلتصق به كالبق أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات جمالا ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها تولج إلي القلب سريعا دون استئذان.
عارفة إن ضحكتك حلوة أوي 
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها ابتلعت لعابها بخجل رسمت الجدية علي ملامح وجهها 
أوك يا مستر يوسف هاشوف و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
مستر يوسف أدي مرة و حضرتك أدى مرتين طب والله ما أنا رادد 
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى نهض قائلا
مش هارد و لا هاعاكس برضو 
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
أتفضل
فتح الباب و ولج إلي الداخل نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
خير مين حضرتك
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
أنا مستر رامي و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب مسئول عن قسم ال IT في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر
رددت في عقلها
و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب هو إيه الحكاية أنا جاية أشتغل و لا أتشقط!
أهلا وسهلا بحضرتك يا مستر رامي
ظلت يده في الهواء دون مصافحة أعادها جانبه بحرج 
علي فكرة أنا مش جاي أضايقك أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة
تمام يا مستر رامي أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس 
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما فزاد إصراره علي لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه.
تمام يا آنسة غرام عن إذنك 
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام داهمه الشعور بالانزعاج كثيرا اقتحم مكتب الأخر دون استئذان
رامي أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي
أوقفه رامي مدافعا عن نفسه
تعالي هنا فهمني شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه! هي لحقت السكرتيرة تبلغك واضح بدأت تشوف شغلها كويس
أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها طبعا داخل بترحب بيها علي طريقتك
وقف أمامه بتحدي
اه كنت برحب بيها بس بأدب وبإحترام فيها حاجة يعني! و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض! 
زفر يوسف بنفاذ صبر رفع سبابته كإشارة تحذيرية 
لأخر مرة بحذرك يا رامي ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة و لسه علي ټهديدي 
غادر في الحال تاركا دماء الأخر تفور كماء المرجل يتمتم بوعيد وحقد دفين
واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من الڼار تبكي بحسرة علي ما حدث لها في ليلة أمس تذكرت .
لما الندم الآن وهي من سلكت درب من دروب إبليس من أجل المال إلي عيون الرجال وتظن بإخفاء وجهها خلف الوشاح هذا سيمحو الإثم الذي اقترفته و ها هي أصبحت سلعة أيضا كانت تريد الشهرة والمال و لا
يهم الوسيلة لذلك
لا تلوم في روايتها سوي حالها.
صوت صرير باب غرفتها وصل إلي سمعها علمت من الزائر 
بت يا سماح أنتي يا بت كل ده نوم قومي ياللي تنام عليكي حيطة
نهضت و لا تريد هم فوق همها يكفي الچحيم الذي وقعت به
نعم يابا الأكل عندك في التلاجة
هو أنا هصحيكي عشام الأكل أنا عايز فلوس
زفرت وعلي وشك أن ټنفجر 
مش لسه مدياك إمبارح 500 جنيه! راحوا فين
صاح پغضب زائف مثل كل مشاجرة ليبث داخلها الخۏف من ثورته 
أختك عديت عليها إمبارح لاقيتها محتاجة فلوس أديتلها منهم و الباقي جبت بيه طلبات للبيت و بعدين أنا حر أصرفهم زي ما أنا عايز ملكيش دعوة
تمسك رأسها من ألم الرأس الملازم لها منذ أن استيقظت
حاضر يابا أنا معيش حاليا غير 200 جنيه 
وضعت يدها أسفل الوسادة لتأخذ محفظة نقودها فاختطفها منها وقام بفتحها ونهب كل ما بها من مال
أخص عليكي بت جاحدة كل دي فلوس مخبياها علي أبوكي
يابا دول شايلاهم لوقت زنقة أنت أي قرش معاك بتخلصه علي الهباب اللي بتشربه ومعاشك برضو بتصرفه علي
نفسك
دفعها في كتفها
ملكيش فيه كيفي مش هبطله وأعملي حسابك أنا أول هيجي يتقدملك هوافق عليه حتي لو كان شحات أهو
يخلصني منك جاتك البلا وأنتي شبه أمك الله يجحمها 
غادر المنزل وتركها تنعي حظها أب جاحد بلا قلب و حياة قاسېة اتخذت كليهما حجة واهية لتفعل ما تريد دون رادع كان أمامها طريقين الخير والشړ اختارت الأخير وعليها أن تدفع الثمن.
صدح هاتفها بتنبيه رسالة واردة انتفضت لأنها تعلم من المرسل قامت بفتح الرسالة فوجدت محتواها كالتالي
صباحية مباركة يا فنانة شوفتي وعدتك هتبقي نجمة خليتك بطلة و بتاع إمبارح هيشوفوا الباشوات اللي بيدفعوا بالدولارات شدي حيلك بقي وبكرة زي ميعاد إمبارح هتكوني عندي و لو مجتيش مش هقولك أنا هعمل إيه كفاية الحاج مليجي وأخوكي و كل أهل الحتة عندك ده كله كوم و وصولات الأمانة اللي مضيتي عليها دي كوم تاني قدامك تلات إختيارات يا تكملي معانا يا أو السچن يا حلوة
سيدك ومعلمك عوني القرني
صوت الموسيقي والغناء يتردد في منزل عائلة هند فالليلة هي ليلة الحناء بعد مرور سنوات من الحب والعڈاب حتي جاء اليوم الذي ستصبح مع من تعشقه قلبا وقالبا
و كدة خلصت يا عروسة
نظرت هند إلي المرآة بفرح
تسلم إيديكي يا غرام عقبال لما أحضر يوم حنتك يارب
يا عالم بقي ده ممكن يحصل و لا لاء
قلبي بيقولي هيحصل وقريب أوي كمان ربنا هيكرمك بإذن الله بعريس اسمه يوسف
لكزتها غرام في كتفها بمزاح
ده أنتي هتخليني أحرم احكيلك حاجة تاني و بعدين دي مجرد أحلام أنا فين و هو فين
مفيش حاجة بعيدة عن ربنا أدعي وبإذن الله هايكون من نصيبك
ابتسمت ودعت ربها بأن يرزقها بالخير وأن لا يعلق قلبها بحلم يستحيل تحقيقه يكفي ما رأته في معاناة شقيقتها أحلام بسبب ما يسمي بالحب.
ولجت والدة هند 
ها يا بنات العروسة جهزت و لا لسه
استدارت هند إليها فتحت والدتها فمها بسعادة 
بسم الله ماشاء الله اللهم بارك ربنا يحميكي يا بنتي من شړ العين
احتضنت الأخرى والدتها
حبيبتي يا ماما ربنا ما يحرمني منك
نظرت والدتها إلي غرام وشقيقتها ابتسام
عقبالكم يا بنات
تسلمي يا طنط
يلا يا هند أطلعي سلمي علي حماتك وأخوات جوزك مستنينك برة 
انقبض قلبها وأثرت ذلك في نفسها لكن لاحظت والدتها تغير ملامحها فجأة
أنا عارفة إنك داخلة علي هم لا يعلم بيه إلا ربنا خليكي ذكية وناصحة و حاولي تكسبي حماتك وبناتها عشان محدش فيهم يضايقك
ما تقلقيش يا ماما حماتي في عينيا أنا مقدرة سبب معاملتها عشان جمال ابنها الراجل الوحيد وخاېفة لأبعده عنها أو أخليه يتغير من ناحيتها
حبيبتي عين العقل يا زين ما ربيت 
ابتسمت هند وعقبت غرام تخبر والدة صديقتها
ماتخافيش يا طنط علي هند محدش يقدر يضايقها وجمال معاها
ما هو ده اللي مطمن قلبي يا غرام أن جمال بيحبها و ما بيستحملش عليها حاجة
ربنا يهنيهم ويسعدهم يارب 
دعت غرام بذلك ردن جميعا 
اللهم آمين
و في الخارج كانت عطيات وبناتها الثلاث دلال و ثناء و رضوى جميعهن في انتظار العروس
القادمة نحوهما همست رضوي إلي
ثناء
بت يا ثناء البت هند طلعت حلوة أوي
حدقت إليها الأخرى بسخرية
هي عشان حاطة شوية مكياچ تبقي حلوة
اه حلوة ماشاء الله عليها ربنا يسعدها هي وأخويا
يارب أمي تسمعك
نظرت رضوي إلي شقيقتها بابتسامة صفراء بينما عطيات كانت تخبر ابنتها الكبري دلال
افرضي
بوزك الناس واخدة بالها منك
أخبرتها ابنتها پألم وحزن يشوبه الحقد
عايزاني أفرح إزاي و جوزي سايب البيت بقاله أسبوع ومعرفش عنه حاجة
هتلاقيه مسافر في شغل زي كل مرة
لاء ياماه قلبي بيقولي إن بقاله شهر متغير و سفرياته غير اللي قبل كدة حاولت أدور وراه و أشوف مخبي عليا إيه مش عارفة
عدي عليا بدري بكرة الصبح نروح عند الشيخة أم حسنات خليها تفتحلك المندل وتعرفلك المستخبي

بالله عليكي ياماه بلا أم حسنات و لا أم سيئات أنا جتتي بتتلبش من الولية دي و من اللهم أحفظنا اللي عليها
ملكيش دعوة أنا اللي هروحلها بس و انتي جاية هاتيلي حاجة من قطر جوزك
انتهت هند من تلقي تهنئة أقاربها ومعارفها وذهبت إلي حماتها وبناتها اللاتي لم تنهض أي واحدة منهم لها سوي رضوي التي هللت بسعادة
الله أكبر زي القمر يا مرات أخويا
ابتسمت هند وتبادلت معها الإستقبال
ده أنتي اللي قمرين يا رضوي
أزيك يا خالتي 
مدت يدها لتصافح حماتها فقامت عطيات بمد يدها بوضع انها تنتظر من هند ظهر يدها
ازيك يا حبيبتي
نظرت هند إلي يد حماتها ثم إلي والدتها التي تقف بجوارها أومأت إليها والدتها لكسب ود هذه المرأة التي ستقيم معها ابنتها الأيام القادمة
قامت هند بتقبيل يد حماتها علي مضض ورفعت وجهها فوجدت نظرة هذه السيدة تخبرها ما هي مقبلة عليه.
قامت غرام باستئذان صديقتها للعودة إلي منزلها لأن سيأتي إليهم ضيوف وستخبرها في الغد من هم و ما هي سبب الزيارة كانت حريصة أن لا تبوح بشىء أمام شقيقتها ابتسام كما طلب منها حسن في مكالمته لها!
أنا داخلة أنام عايزين حاجة 
كان سؤال ابتسام فأجابت غرام
هتنامي و الساعة لسه ماجتش تسعة! خليكي قاعدة معانا عشان جايلنا ضيوف
مين اللي جاي
ابتسمت غرام فصدح رنين جرس المنزل
هاتعرفي دلوقتي أدخلي أنتي بس الأوضة و لما أندهلك تعالي
تعجبت ابتسام من أمر شقيقتها واللغز الذي ستعلم به الآن فتحت غرام الباب فظهر حسن يحمل علبة تحتوي علي حلوي وباقة ورود
السلام عليكم
و عليكم السلام أتفضل يا مستر حسن
نظر إلي خلفه 
أتفضلي يا أمي
ولجت سيدة عجوز برفقته تزين الابتسامة شفتيها ألقت التحية فاستقبلها كل من غرام ووالدتها التي كانت لديها علم بمجيئهم 
يا أهلا وسهلا البيت نور
عقبت والدة حسن 
منور بيكم يا أم ابتسام
ذهبوا جميعا وجلسوا علي المقاعد في الردهة سألتهم غرام
تحبوا تشربوا إيه
أجاب حسن
ما تتعبيش نفسك إحنا مش ضيوف
عقبت عزيزة 
يا خبر و دي تيجي أنتم فعلا مش ضيوف أنتم أصحاب بيت بس لازم واجب الضيافة روحي يا غرام صبي الساقع
حاضر يا ماما
أوقفها حسن قائلا
استني يا غرام تعالي وبعد ما نتكلم هنشرب الساقع
خير يا بني
خير إن شاء الله يا أمي أنا مهدت الموضوع لغرام قبل ما أجي قولتلها أنا طالب إيد ابتسام علي سنة الله ورسوله 
اخترقت كلماته سمع ابتسام التي تختبئ خلف باب الغرفة في حالة صدمة ودهشة المعلم حسن جاء لطلب يدها للزواج!
أنا غرام أول ما قالتلي بصراحة من فرحتي مصدقتش من كتر ما بتشكر لي فيك غرام وقالتلي إنك مكنتش بتاخد فلوس الدرس منها وخلتها تفهم أختها إنها بتدفعلك عشان منظرها قدام أصحابها بقيت أدعيلك في كل صلاة ربنا يكرمك ويرزقك باللي نفسك فيه
ابتسم الآخر وقال
و أنا نفسي أكمل نص ديني مع ابتسام و زي ما حضرتك عارفة أنا بشتغل مدرس إنجليزي بقالي سنة متعين بعقد عندي 25 سنة حالتي المادية ميسورة والحمدلله عندي شقتي في حدايق المعادي
تابعت والدته
الشقة جاهزة علي العفش واللي هتختاره عروستنا حسن ابني وحيد ربنا رزقني بيه أنا وأبوه الله يرحمه بعد عشر سنين جواز كنت خلاص فاقدة الأمل لحد ما ربنا رزقني بيه وعرفت بحملي في ليلة القدر
عقبت عزيزة 
ماشاء الله ربنا يباركلك فيه وتفرحي بأحفادك
ما هو لما حكالي عن ابتسام من أخلاق وأدب و جمال وإنها متفوقة كمان فرحت طبعا لأن طول عمري أدعيله ببنت الحلال و من
مجرد سيرتها و من غير ما أشوفها
ارتحتلها نفسيا أومال هي فين
نظر غرام نحو باب الغرفة المفتوح قليلا
تعالي يا ابتسام
انتفضت الأخرى وترددت قبل أن تخرج ألقت نظرة علي هيئتها في المرآة ثم خرجت إليهم وتنظر بخجل
اللهم بارك زي القمر عروستك يا حسن
ابتسم حسن وينظر إلي ابتسام يستمتع لرؤية حمرة خديها من الخجل
تعالي يا ابتسام سلمي علي الحاجة أم حسن
مدت الأخرى يدها فصافحتها والدة حسن واحتضنتها
أزيك حضرتك يا طنط
الحمدلله يا حبيبتي تعالي اقعدي جمبي
سألت عزيزة ابنتها
ها يا ابتسام بالتأكيد سمعتي طلب حسن إيه رأيك
رفعت وجهها ونظرت إليهم فوجدت حسن يبتسم إليها ونظرة الحب التي كان يخفيها دائما الآن أصبحت واضحة للعيان.
موافقة بس بشرط
قال حسن لها
قولي و بإذن الله هعملك اللي أنتي عايزاه
نتجوز بعد ما أخلص الجامعة
تفهم حسن طلبها لهذا الأمر تخشي أن لا يجعلها تكمل دراستها
و ممكن تكملي و إحنا متجوزين و وعد مني قدام مامتك وأختك هفضل جمبك لحد ما تتخرجي بتقدير إمتياز نجاحك هيبقي نجاحي 
تراقص قلبها فرحا بينما هناك من تمكث في الظلام داخل الغرفة تبكي و تنعي حظها بأنها قد تزوجت من سمير وانتهي الزواج و انتهت كل سعادتها مع كل لحظة ألم قد عاشتها معه.
بالعودة إلي حسن وابتسام قالت والدة حسن
طالما الحمدلله متفقين و كل حاجة متيسرة بأمر الله يبقي نقرأ الفاتحة
نهضت غرام و نظرت إلي شقيقتها قائلة
دقيقة نحط الساقع والجاتوه ونقرأ الفاتحة
وبالفعل تم قراءة سورة الفاتحة صاحبها زغاريد أطلقتها غرام كم هي سعيدة من أجل شقيقتها الصغري.
تتظاهر بغيابها عن الأجواء لكنها كانت كالصقر تراقب الجميع عن كثب تعلم ما يفعله زوجها من ورائها لكن يبدو ليس لديها علم من هي غريمتها و ما الکاړثة التي وقع بها زوجها وولدها الكبير!
تشرب آخر رشفة في فنجان القهوة وتنظر إلي هاتفها تنتظر إتصالا هاما هاتفها يرن فأجابت
ألو
صباح الخير يا منيرة هانم
قول اللي عندك علي طول
يوسف ابنك رجع للشغل في الشركة بقاله كام يوم
عارفة فين الجديد
ما هو حضرتك ماتعرفيش السبب اللي ورا رجوعه بنت جديدة اشتغلت سكرتيرة ليه اسمها غرام عرفت إنها جت تبعه و تبع نور و عرفت إنها اللي عرفتهم عن اللي كان بيوقعنا في السوق و بيبيع تقليد البراند
قدامك لحد بالليل تجيبلي كل حاجة عنها عيلتها ساكنة فين
من قبل ما حضرتك تطلبي جيبتلك قرارها اسمها غرام المصري يتيمة الأب عايشة مع أمها وأخواتها في حارة شعبية في دار السلام
تجهم وجهها فسألته ما يتردد داخل عقلها
علاقة يوسف بيها وصلت لحد فين
اللي أنا متأكد منه هو معجب أو حبها فعلا
أنت لازم تتصرف قبل ما العلاقة تطور أكتر من كدة
حضرتك عايزة إيه و أنا تحت أمرك
هاقولك علي اللي هاتعمله و قصاده مليون جنيه هيكونوا في رصيدك لما تنجح في مهمتك
أمرك يا منيرة هانم
هاستني الجديد منك سلام 
أنهت المكالمة وتركت هاتفها علي المنضدة تضيق عينيها بوعيد قيد التنفيذ
بقي كدة يا يوسف ترفض جوازك من ماهي بنت الحسب والنسب عشان حتة بت من حارة الظاهر دلعتك كتير أوي و جه الوقت اللي لازم أوقفك عند حدك
الفصل الثاني عشر
تجلس خلف الحاسوب تطبق كل ما تتعلمه جيدا لم تخيب ظن يوسف و كم أسعده أنه اثبت لوالده إنه لم
يعد الشاب الثلاثيني المدلل كما كان ينعته والده دائما.
طرق علي الباب جعلها توقفت
أتفضل
تخشي أن يكون الطارق هذا الرامي فهي لا تتحمل
وجوده أو التحدث معه نقيض يوسف صاحب الظل الظريف نظراته لها مليئة بالاحترام بينما الأخر نظراته تفيض بنواياه الخبيثة.
ممكن أدخل
ابتسمت وأشارت إليه
اتفضل طبعا
جلس أمام مكتبها فنهضت احتراما وذهبت لتجلس علي المقعد المقابل له سألها باهتمام
إيه الأخبار مرتاحة و لا متضايقة من حاجة
الحمدلله مرتاحة جدا و لو ضايقتني حاجة أنا بعرف أتصرف كويس
ابتسم من ذكائها أدرك إنها قد علمت سبب سؤاله عن المضايقة والتي تتمثل في رامي
الحمدلله كدة أنا مطمن أنا جيت أشكرك مرة تانية علي إنك كنتي السبب نعرف صاحب المصنع اللي بيقلدنا قبضوا عليه ورفعنا عليه قضية و من بعد ما الخبر أتنشر زادت مبيعاتنا
ماشاء الله ربنا يزيد و يبارك أنا يعتبر ماعملتش حاجة ربنا اللي بيسبب الأسباب
أخرج من جيب سترته الداخلي
ظرف أبيض وضعه أمامها
أتفضلي مكافأتك
هو أنا لحقت أشتغل!
لاء دي
مكافأة مالهاش علاقة بشغلك دي من أرباحنا اللي زادت
معلش مش هقدر أقبلها أنا هاخد مقابل شغلي و بس
نهض وأخبرها
أعتبريها مبروك علي الشغل ونسيت اقولك أنا قدمت أوراقك للجامعة نظام انتساب عشان تقدري تيجي الشغل براحتك و الجامعة قبلت أوراقك
قفز قلبها من الفرح ها هي ستحقق أول حلم كان علي وشك أن يذهب سدي في الأيام السابقة
يوسف شكرا جدا علي اهتمامك ودعمك ليا
ابتسم وعينيه تخبرها الكثير
عايزة تشكريني يبقي تذاكري و تنجحي بتقدير ما يقلش عن إمتياز اتفقنا
أومأت إليه والسعادة تنضح من عينيها
اتفقنا 
ألو مستر حسن
فيه واحدة تقول لخطيبها مستر!
ضحكت ابتسام وعقبت بخجل
معلش لسه مش مستوعبة اللي حصل
أنا كنت ناوي أجي أطلب إيدك بعد ما تخلصي إمتحانات لكن مقدرتش أصبر أكتر من كدة
أنتظر ردا منها أو تعقيبا لكن تلقي الصمت نظر إلي شاشة الهاتف ليتأكد إنه مازال قيد المكالمة
ابتسام
نعم
ساكتة ليه
بسمع حضرتك
حضرتي! أنا فاهم إنك لسه مش مستوعبة اللي حصل بس عايز أقولك مع الأيام هاتعرفي إن أنا بحبك قد إيه وبخاف عليكي
خفق قلبها من اعترافه الصريح ونبرة صوته الأجش لها وقع علي سمعها تشعر برجفة تسري علي طول العمود الفقاري لديها توقع كيف تلقت اعترافه ذلك والدليل صمتها مرة أخرى
مش مصدقاني أيوة بحبك خطفتي قلبي من أول يوم شوفتك فيه
شعرت الأخرى بأحد ولج داخل الغرفة فوجدت شقيقتها أحلام تتمدد علي السرير الموازي لها
معلش هكلمك بعدين أصل ماما بتنادي عليا
سلميلي عليها
الله يسلمك
خدي بالك من نفسك و ذاكري كويس عشان عندك إمتحان الأسبوع الجاي
ابتسمت وقالت
حاضر
لا إله إلا الله
محمد رسول الله سلام
أوعي تديله الأمان لا هو و لا غيره كلهم صنف واحد غدارين وخاينين
ألتفت الأخرى لها لتعقب
مش كل الرجالة سمير يا أحلام أنتي اللي أخترتي غلط برغم حذرناكي منه لكن برضو صممتي عليه و كأنه أخر راجل في العالم
تساقطت دمعة من عينها و بنبرة أوشكت علي البكاء
نصيبي و قسمتي عينيا مكنتش شايفة غيره كنت بحبه لدرجة عمري ما أتخيلت أعيش بعيد عنه
و أديكي قدرتي و بقيتي أحسن علي الأقل أرتحتي نفسيا وقاعدة في وسط أهلك معززة مكرمة عكس الچحيم اللي كنتي عايشة فيه معاه
تردد صوت سمير في أذنها بمعايرته التي لم يكف عن تذكيرها بها يمر أمام عينيها كل ما كان يفعله
بها من ضړب و إهانة حتي تحول حبها له إلي كراهية.
اجهشت في البكاء فنهضت ابتسام لتربت عليها
معلش حقك عليا والله ما قصدت أضايقك بكلامي
أنا مش مضايقة منك أنا مضايقة من نفسي و اللي كنت بعمله في حالي اتحملت حاجات كتير فوق طاقتي بسبب قلبي
احتضنتها الأخرى وظلت تربت عليها تركتها تطلق عبراتها دون توقف لعل ألمها يزول مع كل قطرة من دمعها.

من يوم ما نورتي الشركة وأنا شايفك زي الوردة البيضا اللي جوة الورد الأحمر مميزة وجميلة أوي
رامي
عقدت ما بين حاجبيها بضيق
ابتدينا بقي أنت اللي جيبته لنفسك يا رامي
حملت الباقة و ذهبت إلي غرفة المكتب الخاصة به دفعت الباب پعنف ألقت الباقة أعلي المكتب ترفع سبابتها بتحذير
المرة دي رمتلك الورد علي المكتب المرة الجاية هرميه في وشك شغل العيال المراهقة ده أنا فهماه كويس أنا بنت بلد و عارفة إيه اللي ورا الحركات دي ياريت ما تحطش أمل لأن ده مكان شغل وليه احترامه
لم تعط له فرصة للحديث فتابعت
لحد دلوقتي مارضتش أقول لمستر يوسف أو نور بيه أو رأفت بيه بذات نفسه ياريت بقي تخليك في حالك و تسيبني في حالي
أخذ يضحك ليثير حنقها وأخبرها بحديث مبهم تدرك معناه جيدا
لو حاطة أمل علي غيري غيري عمره ما هيبقي ليكي و لو أهتم بيكي شوية أول ما تبقي ليه هايسيبك زيك زي أي واحدة عرفها قبلك لو سكتك دوغري وراسمة علي جواز ده هيبقي
عاشر المستحيلات لأنك زي ما أنتي شايفة بعينيكي هو من عيلة مين اللي زيي
و زيك أخرهم يبقوا لبعض لو بصوا لفوق هيقعوا واقعة مش هيقوموا منها يارب تكون رسالتي وصلت
رفعت زاوية فمها جانبا بسخرية
وصلت يا أستاذ رامي بس اللي حضرتك ماتعرفهوش إن أنا علاقتي بغيرك في حدود الشغل مش أكتر من كدة و عمري ما بصيت لحاجة أنا مش قدها بالنسبة لكلامك الأخير بتاع شبهي و شبهك أنا عمري ما هابقي شبهك حتي لو إحنا في مستوي مادي واحد عارف الفرق ما بينا إيه أنا سكتي يمين لكن اللي زيك سكتهم علي طول شمال حتي لو أتجوزوا عن إذنك
حديثها كان بمثابة الصڤعة علي خده جعلته يزيد من إصراره للظفر بها مهما فشلت جميع محاولاته.
و في طريقها إلي غرفة المكتب الخاص بها ذهبت إلي يوسف عندما رآها أشار إليها بالدخول
تعالي يا غرام عايز أخد رأيك في حاجة
ذهبت ووقفت جواره لتنظر نحو ما يشير إليها
دي التصميمات الجديدة لسه مبعوته من فريق التصميم وإحنا مسئولين عن تسويقها إيه رأيك فيها
كان كفيل بتشتت انتباهها وعدم التركيز يكفي عطره الفواح الذي جعلها تغمض عينيها لتستمتع باستنشاقه
غرام غرام
يناديها بعد أن لاحظ صمتها وألتفت دون أن تدري ليجدها أسيرة هيهات وانتبهت إلي ندائه
مع حضرتك معلش سرحت شوية
ابتسم وسألها بمكر
عاجبك البرفيوم
اه لاء برفيوم إيه اللي حضرتك بتسأل عنه
علم إنها تتهرب من الإجابة الذي يريدها
مقولتيش إيه رأيك في التصميمات
أشارت نحو شاشة الحاسوب
التاني و الرابع والسادس و التامن أجمل من الباقي
تعرفي إن ده كان نفس إختياري
بجد
سؤالها كان ذو نبرة يبدو عليها التوتر ذهبت للجلوس علي المقعد أمام مكتبه فأجاب
اه بجد واضح إن فيه حاجات مشتركة ما بينا
حمحمت فانتابها سعال فجأة تناول زجاجة المياه من أمامه والكوب
خدي أشربي
أخذت الكوب وقامت بشرب القليل من الماء بينما هو قام بغلق الحاسوب وتناول سترته من فوق ظهر المقعد ليرتديها
روحي هاتي شنطتك من المكتب وتعالي عشان أوصلك في طريقي
توردت وجنتيها من الخجل والحرج لأنها أخبرته
معلش يا مستر يوسف مش هاينفع أركب مع حضرتك
تفهم رفضها فقال
خلاص هطلبلك أوبر يوصلك
ابتسمت لتخفي الحرج الذي تشعر به
متشكرة أنا بعرف أروح من هنا
بتركبي إيه
ابتسمت وأجابت
المترو
أنا حبيت المترو أوي ممكن أروح معاكي وهنزل في آخر محطة و من هناك هاخد أوبر لحد الفيلا أظن المترو وسيلة عامة مليانة ناس مفيهاش حاجة لو جيت معاكي
لم ترده خائبا
خلاص أنا هاروح أجيب شنطتي وهاستني حضرتك قدام المكتب
و أنا هاعمل مكالمة و هعدي عليكي
ذهبت مسرعة إلي غرفة عملها بينما في أخر الرواق حيث المصعد خرجت كل من كاميليا برفقة ماهي
كوكي تفتكري يوسف هيفرح لما يشوفني
أجابت الأخرى بطيف ابتسامة
يمكن اه و يمكن لاء
و لاء ليه بقي
ابتسمت بمكر تعلم سر عودته للعمل في الشركة عندما سمعت زوجها وأبيه يتحدثان عن يوسف المواظب علي العمل بجد ونشاط
مش يمكن فيه حاجة تانية مشغول بيها
أخذت تفكر فيما تلقيه كاميليا من معاني غامضة و في النهاية لم تعط أدني اهتمام لحديثها ذهبت تبحث عن غرفة مكتب يوسف.
و لدي كاميليا داهمت مكتب زوجها فوجدت سوزي تقف منه تعطيه عقود يقوم بالتوقيع عليها ورقة ورقة فانتبه لولوج كاميليا المفاجئ ابتعدت سوزي من جواره عندما تلاقت عينيها بالأخرى كاميليا كانت تحدق إليها بابتسامة دبت الړعب في قلب الأخرى يبدو إنها أصعب وداهية أكثر من السيدة منيرة.
جلست علي المقعد تضع ساق فوق الأخرى
إيه رأيك في المفاجأة دي يا بيبي أصلك وحشتني أوي قولت لما أعملك مفاجأة وأشوفك
نهضت ومالت بجذعها نحوه لتقبله أمام أعين سوزي التي حمحمت بحرج
عن إذنك يافندم
أستني عندك
كان أمر من كاميليا فألتفت إليها سوزي
نعم يا كاميليا هانم
أشارت إليها بتعجرف
روحي هاتيلنا إتنين آيس تشوكيلت من الأوفيس
نظرت سوزي پصدمة ثم نظرت إلي نور لإنقاذ الموقف أومأ لها بعينيه ثم عاد ببصره إلي زوجته يخبرها
كوكي حبيبتي آنسة سوزي تخصصها سكرتيرة مش أوفيس بوي
نظرت نحوها بازدراء ثم عقبت علي جملة زوجها
و ليه مش هي بتقدم القهوة لأونكل رأفت
هنا تخلت سوزي عن الصمت
لاء يا مدام كاميليا مش بقدم أي مشروبات و ساعات إحنا بنخدم نفسنا بنفسنا يعني اللي عايز حاجة يعملها بنفسه عن إذنك ورايا شغل
مهم
و بادلتها نظرة الازدراء كما تفعل معها الأخري.
بالعودة إلي ماهي وجدت مكتب يوسف ودخلت بخطوات لم
يشعر بها الأخر وضعت كفيها علي عينيه
أنا مين
أبعد يديها عن عينيه
أهلا ماهي
وسهلا يا چو أنا حبيت أعملك مفاجأة وأخدك نتغدي بره أنا وأنت و كوكي برضو هنا هتاخد نور و هيتغدوا بره هما كمان
معلش يا ماهي خليها في وقت تاني
صاحت بدلال و رجاء
بليز چو عشان خاطري هي ساعة و هانروح علي طول
أخذ يتردد قبل أن يوافق وقد نسي أمر غرام التي تنتظره وفي طريقها إليه
تمام ساعة واحدة مش أكتر من كدة
و إذا بها صاحت بتهليل وفرح قامت بمعانقته فكان الباب مفتوحا للمنتصف كادت غرام أن تدخل فرأت هذا المشهد تراجعت علي الفور كانت ستصطدم بالذي يقف خلفها استدارت علي الفور فوجدته رامي يضع يديه في جيوبه يخبرها بانتصار
دي ماهي عمار المنوفي بنت النائب العام السابق و والدتها تبقي صديقة مدام منيرة مرات رأفت بيه و كنا سامعين الفترة اللي فاتت إنهم هيتخطبوا
لم تجب علي حديثه المقصود وأكتفت بالنظر إليه بازدراء ثم ذهبت قبل أن ټنفجر باكية ويتردد في سمعها تحذيراته.
الفصل الثالث عشر
دروس الحياة ليست مثل النصائح الإرشادية المدونة خلف الكتب الدراسية
بل هي تجارب نعيش داخلها ونمر بها إجباريا.
في حي قريب داخل قاعة لإقامة حفلات الأعراس يصدح صوت الأغاني يتراقص عليها الشباب والفتيات
كما يتراقص قلب هند التي جمال غير مصدق أنه ظفر أخيرا بحب حياته لكن هناك ما يقلق دواخله يخبره حدسه أن سكون والدته وترحابها للعيش معهما هو وزوجته لن يمر هكذا كمرور الكرام يخشي ما تضمره والدته تجاه هند سيقع حينها داخل بوتقة من المعاناة لذا يدعو ربه أن يخيب ظنه.
توقفت هند عن الرقص قليلا تسأله
مالك يا حبيبي سرحان في إيه
ابتسم وأخذ يحدق في عينيها ذات النظرة التي سلبت لبه بسحرها فأخبرها 
مش مصدق نفسي أخيرا أنا وأنتي هنعيش مع بعض بعد ليالي سهر وشوق و نعد الأيام وكنت أقولك امتي بقي نتجوز
توقفت الأغاني الصاخبة وبدأت موسيقي هادئة ابتعد كل من علي ساحة الرقص ليتثني للعروسين الرقص بمفردهما صوت صفير وتهليل وضعت يديها أعلي كتفيه بينما مالت برأسها نحو كتفه وواصلت حديثهما 
أنا اللي حاسة أني في حلم
عقب من أذنها
يخلص الفرح و أخدك ونروح ولما يتقفل علينا باب واحد هخلي لك الحلم يبقي حقيقة
وعلي بعد أمتار قليلة يجلس شقيقاته الثلاث حول المائدة يتابعن بل يراقبن العروسين علقت احداهن پحقد ينضح من عينيها
شوف البت وبجاحتها عماله في أخويا قدام المعازيم من غير خشى ولا حياء
ردت شقيقتها
ليهم أوضة هتلمهم لما يروحوا و لا لازم شوية المحڼ دول يتعملوا قدام الناس!
ما تبطلي بقي نفسنة وحقد يا دلال و لا عشان جوزك منكد عليكي عيشتك فهطلعي عقدك علي غيرك! 
هنا تفوهت والدتهما وتنظر لهما پغضب
ما تتلمي منك ليها عايزين تفضحونا في وسط المعازيم!
يعني عاجبك كلام دلال ياماه
خلاص خلص الكلام
ثم عادت بنظرها نحو ابنها وعروسه مازال يرقصان فاخفضت صوتها وتخبر ابنتها دلال
و انتي بطلي برطمة لحماة أخوكي و لا حد من قرايبهم يسمعوكي
يعني حرام أتكلم ياماه
لاء يا قلب أمك قولي اللي نفسك فيه بس لما بابنا يكون مقفول علينا هنا أهلها و قرايبها متراشقين في كل حتة وأنا مش ناقصة مشاكل خلي ليلة أخوكي تعدي علي خير
اقتربت من ابنتها أكثر لتخبرها ظنا منها أنه لا يوجد أحد يسمعها غيرها أكملت
مش هي اختارت أنها تعيش معايا تستحمل بقي اللي هاعمله فيها بنت رمضان وخيرية
ألتقي حاجبي ابنتها وعلامة استفهام يشوبها فضول تتخلله ابتسامة شړ مدقع 
ناوية علي إيه ياماه
ابتسامة شيطانية تجلت علي ثغرها
هاتعرفي كل حاجة في أوانها
انسحبت غرام من خلف حزب الشيطان هذا دون أن تلفت الأنظار يضرب الخۏف فؤادها علي صديقة دربها تريد أن تحذرها لكن تخشي تعكير صفو تلك الليلة ما بين صديقتها وزوجها و بين أهله.
اقترب الحفل علي الانتهاء و بدأ الجميع في المغادرة واحد تلو الأخر ولدي هند وجمال
مش هوصيك علي هند
يا جمال شيلها في عينيك أوعي تزعلها و لا تسمح لحد يجي جمبها
ما تقلقيش يا غرام هنوده جوه
عينيا و علي راسي ومحدش يقدر يجي جمبها طول ما أنا موجود 
عروسه وقام أمامهم جزت والدته علي اسنانها وحاولت إخفاء ما تكنه من كراهية لزوجة ابنها بينما غرام رأت تلك النيران المندلعة داخل عينين هذه الشمطاء وابنتها الحاقدة
قد فهمت هند مغذي تحذير صديقتها لها
ما تقلقيش على صاحبتك
قدها وقدود
شعور بالاختناق يكاد إلي الشعور بالسحق بين المطرقة والسندان هي التي سلكت أول خطوة من خطوات إبليس دون رادع لن تعلم قانون الكارما ينص علي لكل فعل ردة فعل يضاهيه في القوة زرعت فحصدت ثمار الفسق وعليها أن تجنيها....
اهتزاز هاتفها يعلن عن استقبال رسالة واردة امسكت بالهاتف وقرأت فحواها ما بين ټهديد ووعيد هذا المدعو عوني القرني

أتأخرتي ليه عن الميعاد يا موحة... التأخير مش في مصلحتك خالص... و لا تحبي امسي عليكي بمشهد من فيلمك اللي منور شاشة اللاب قدامي دلوقتي
ما أن انتهت من قراءة الرسالة وجدت مقطع مرئي صغير قامت بتشغيله و يا ليتها ما قامت بمشاهدته أغلقت شاشة الهاتف علي الفور وركضت إلي الخارج متجهة نحو الحمام أغلقت الباب بعد أن ولجت وأطلقت لعبراتها العنان وقعت عينيها علي علبة صغيرة موضوعة فوق الرف الزجاجي المرتفع أعلي الحوض يحتوي علي شفرات حادة الخاصة بالحلاقة تنظر إليها تارة و إلي صورتها في المرآة تارة أخري تحاول العودة عن ما يوسوس به لها الشيطان تمد يدها بتردد لتمسك بالعلبة و مرت الثوان كالساعة شهقت وكأنها استيقظت للتو من تأثير التنويم ألقت ما بيدها في الحوض وتراجعت للوراء تضع كفها علي فمها تمنت أن تستطيع العودة عن ما هي مجبرة عليه كما تراجعت عن فكرة الإنتحار بملء إرادتها!
بعد قليل... 
انتهت من وضع المساحيق ارتدت قناع الخلاعة خوفا من الڤضيحة لتستمر في خطأ أكبر عذر أقبح من كبيرة من أضل الكبائر.
تسللت كالعادة من المنزل بعد منتصف الليل ترتدي عباءة سوداء تخفي ما ترتديه أسفلها من ثياب ڤاضحة تلك تعليمات الشيطان الذي ينتظرها في وكره خرجت من الفناء تتلفت يمينا ويسارا اطمأنت أن سكان الحارة نيام ولم يراها أحد لا تعلم هناك زوج من العيون تتربص لها في الظلام تحرك صاحبها حينما رآها تسرع من خطواتها نحو الطريق لم يأبه لرفضها له أو چرح كرامته عندما قامت بمعايرته بفقره المماثل لها و بعمل والداته بائعة الخضروات الورقية.
لن يهتم إلي كل هذا فهدفه الآن هو معرفة ماذا تفعل أو ماذا تعمل في ذلك البناء الذي ذهبت إليه في السابق ورغم تعرضه للأذي والضړب من حراس الأمن حينها مازال علي إصرار معرفة ما تقترفه سماح ومواجهتها إذا ثبت له شكوكه الصحيحة.
توقفت علي قارعة الطريق تقرأ رسالة أخرى يخبرها هذا الخنزير القرني بوجود سيارة قادمة إليها أغلقت شاشة الهاتف وكادت تضعه داخل حقيبتها وجدت يد تقبض علي ذراعها ليجعلها في مواجهته يسألها پغضب مستطير
رايحة علي فين يا سماح
حاولت نزع ذراعها من قبضته
ملكش دعوة بيا يا عاطف وخليك في حالك أحسن لك
مش هخليني في حالي غير لما أعرف رايحة فين و كنت بتعملي إيه المرة اللي فاتت فوق في البرج
شعرت پألم أثر غرز أنامله في ذراعها
سيب إيدي بدل ما أصوت و ألم عليك الناس
صوتي عشان يشوفوكي في ساعة زي دي و بمنظرك اللي شبه البنات اللي لا مؤاخذة بيشتغلوا في الشقق إياها 
كلماته في المقام الصحيح و بدلا من إنكارها أو الدفاع عن نفسها ولو كڈبا قامت بالغير متوقع بالنسبة إليه 
و هما مالهم بيا أيوه بشتغل في شقة زفت و اللي ليه حاجة عندي يجي ياخدها و أنت لو اتعرضت ليا تاني مش هيحصلك كويس
كانت عينيه علي وشك مغادرة محجريهما من شدة ما يشعر به من صدمة ما قد ألقى علي مسامعه الآن ترك ذراعها وحاول تكرار كلماتها داخل رأسه حتي وصلت سيارة سوداء
توقفت وهبط منها حارس شخصي يرتدي بدلة سوداء ذو بنية جسدية ضخمة قبل أن تستقل السيارة تابعت 
و إياك حسك عينك تمشي ورايا
تاني المرة دي هاسيبك ترجع الحارة علي رجليك المرة الجاية ممكن ما ترجعش تاني 
وأشارت له نحو الحارس ذو المظهر المخيف تركته في حالة يرثي لها وصعدت إلي داخل السيارة ذات الدفع الرباعي وصعد خلفها الحارس.
انتهت للتو من تبديل ثوب الزفاف خاصتها بثوب من الحرير الأبيض خصلات شعرها الغجري تنسدل بحرية علي ظهرها تمسك زجاجة العطر وتضغط علي المكبس تتناثر ذرات العطر الأخاذ في أرجاء الغرفة طرق علي الباب يتبعها صوت زوجها الأجش
هنودي حبيبتي ممكن أدخل
اتفضل
فتح الباب فنهضت و ألتفت إليه وقف متسمرا في مكانه يتأمل ملاكه الذي أسر فؤاده منذ سنوات. 
ابتسمت علي مظهره وملامحه الثابتة وكأنه تمثالا 
مالك يا چيمي واقف عندك كدة ليه يا حبيبي
تحرك نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبه توقف أمامها مباشرة 
اللهم صل علي النبي اللهم بارك معقولة القمر ده بقي ملكي و بين إيديا!
ابتسمت ونظرت إلي أسفل بخجل 
بس بقي أنا بتكسف
جعل يديها بين كفيه 
لاء كسوف إيه في ليلة زي دي أنتي خلاص بقيتي حلالي وأنا حلالك و ملكك أنتي كمان من النهاردة بقيتي كل حاجة بالنسبة ليا مراتي وحبيبتي وبنتي وكل أهلي وناسي
زفر ثم ألتقط انفاسه وتابع
ما تتصوريش يا هند بعد موافقتك أننا نتجوز في شقة أهلي الموضوع ده فرق بالنسبة لي قد إيه كنت خلاص فاقد الأمل و أنتي رجعتهولي من جديد
رفعت إحدى يديها ووضعتها علي وجنته 
طول ما إحنا مع بعض وأنت بتحبني و پتخاف على مستعدة أتحمل أي حاجة عشانك
و أنا يا حبيبتي بوعدك للمرة التانية طول ما أنا فى نفس هاسعدك و مش هخلي نفسك في أي حاجة
أنا بحبك أوي يا چيمي
تراقص فؤاده علي لحن عزفها فجذبها بين يديه 
و أنا عاشق وبموت فيكي يا قلب و عقل وروح چيمي
هنا توقف الحديث كما توقفت الأنفاس و ساد الهدوء فغير مسموح بالتحدث سوي لصوت الحب و بدأ أول ليلة تجمع ما بين قلبين اضناهما الشوق بعد ليال عديدة.
في الصباح الباكر حيث رائحة نسمات الهواء النقية التي تنعش الصدور و هنا لدي غرام كانت تنعم بالعطلة الأسبوعية لا تعلم لماذا كلما تتذكر التي تدعو ماهي وهي برفقة يوسف تشعر بالضيق والاختناق أطلقت زفرة عميقة وصوت عقلها يتحدث لا يسمعه سواها
جري إيه يا غرام معقول لحقتي تتعلقي بيه! لاء فوقي لنفسك هو ابن الأكابر و أنتي بنت الحارة و لو علي وقوفه جمبك دي جدعنة وشهامة منه مش أكتر ما تخليش خيالك يسرح لبعيد
فاقت من حديث النفس هذا علي اهتزاز هاتفها للمرة الثلاثون دون أن تجيب و كان المتصل يوسف وهناك رقم مجهول لاتعلم من صاحبه لكنها تجاهلته أيضا. 
العودة إلي عصفورين الحب مازال يغط كليهما في النوم بعد ليلة من آلاف ليالي العشاق تتقلب يمينا ويسارا بضجر كيف لها أن تنعم بنوم هادئ وصوت شخير زوجها المزعج يدوي صداه في أرجاء الغرفة ابتعدت قليلا عنه و أخذت وسادة صغيرة لتضعها فوق رأسها وتستطيع النوم في سلام و من أين يأتي السلام وهناك زوار قد أتوا للتو و صوت بكاء وعويل انتفضت ظنا منها الضوضاء تلك آتية من الشارع بينما الحقيقة مصدر الصوت من قلب ردهة المنزل.
نهضت سريعا تبحث عن مأزر الحريري الطويل ترتديه سريعا فوق غلالتها
تحكم ربطة المأزر جيدا وتلملم خصلات شعرها المبعثرة
جمال أصحي يا جمال فيه حد برة في الصالة عمال يعيط 
تلكزه في كتفه لكي يستيقظ
همهم بعدم الرغبة في الاستيقاظ وصوت يغلب عليه النعاس
بس حرام عليكي سيبيني أنام
بقولك فيه حد بره في الصالة يمكن مامتك ومعاها حد
نهض بجذعه يتثائب 
و إيه اللي هايجيب أمي وأختي علي الصبح أمي قالتلي أنها هاتقعد عند دلال كام يوم
انتهي من حديثه فسمع صوت والدته 
كفاية يا بنتي عياط أهو غار في داهية بكره هيجيلك سيد سيده
نهض جمال وبحث عن قميصه القطني ليرتديه حيث كان
و تنوح وتردد
أنا! أنا يعمل فى كده بعد ما وقفت جمبه!
خرج جمال يحاول إدراك ما
يحدث
خير يا أمي فيه إيه 
و ما أن رأته والدته لتبدأ في ملحمة العويل 
تعالي يا جمال شوف اللي حصل لأختك تعالي يا بني ياللي ملناش غيرك
اقترب من شقيقته وجلس جوارها
حصل إيه يا دلال
أجابت من بين دموعها
جوزي الندل الجبان بعد ما استحملت ظروفه وفقره سنين طلع طفشان عشان متجوز على وبلغ صاحب العمارة إنه مش هيدفع إيجار تاني لأنه مسافر وأتجوز ومش راجع دلوقتي
كان يستمع إليها وغير مصدق
إزاي! هو اټجنن و لا إيه فاكرها سايبة
نهض وجموح الڠضب تملكت من زمام صبره
وربنا لأروح لأهله وههد الدنيا فوق دماغهم
أمسكت والدته يده ترجوه 
بلاش يا ضنايا إحنا خلاص مش عايزين منهم حاجة و لو هو مش عايز أختك قيراط إحنا كمان مش عايزينه فدان
وألتفت إلي ابنتها تخبرها
وأنتي بطلي عياط وفوقي لنفسك هو اللي خسران
خلاص ياماه مابقاش ليا حد
صاحت والدتها تنهرها وعينيها نحو باب الغرفة الذي فتح الآن وخرجت منه هند 
ما بقاش ليكي إزاي يا قلب أمك بيت أبوكي مفتوح و لو مشالتكيش الأرض أنا وأخوكي نشيلك جوه عنينا و لا إيه يا جمال يا بني
أومأ بالموافقة معقبا
أيوه يا أمي بيتها ومطرحها و مش هاسيب الحيوان ده غير لما يجيلها راكع قدامها
ربنا يخليك لينا يا بني ومعلش إننا جينا وقلقنا منامكم أديك شايف مابقاش لأختك مكان غير هنا
يا أمي ده بيتك ومطرحك و إحنا اللي ضيوف فيه
ألتفت فوجد هند تقف تري وتسمع ما يحدث في صمت ومحاولة إدراك أن ما ينتظرها من معاناة وصراع قد بدء للتو!
وبالعودة إلي غرام يتجمعون هي ووالدتها واشقائها الثلاث حول مائدة الإفطار
ما بتاكليش ليه يا احلام
ألتفت أحلام إلي والدتها بوهن
مليش نفس يا ماما
سألتها غرام بقلق
حاسة بتعب و لا إيه
لاء مصدعة شوية ومليش نفس
قامت الأخرى بصنع شطيرة فلافل وخضروات واعطته لها
لازم تاكلي عشان تخلصي جرعة العلاج لو مكنش عشانك يبقي عشان ابنك
نهضت أحلام 
معلش يا غرام مش قادرة أؤكل أنا هاقوم أخد علاجي وهنام ولما هاصحي هاكل مع ابني
كادت الأخرى توقفها فمنعتها والدتها
سبيها يا بنتي براحتها أنتي عارفاها طالما نفسها مسدودة لو عملتي إيه مش بتاكل اللهي يسد نفسه اللي كان السبب
كانت أحلام قد ولجت إلي داخل أحد الغرف عقبت غرام بصوت خاڤت
خلاص يا ماما قفلي علي سيرة الزفت ده ما تشيلنيش ذنوب بسببه علي الصبح
الحمدلله هاقوم أغسل إيدي وألحق طابور المدرسة قبل ما يخلص المديرة بقت تذنب اللي يجي متأخر و تخليه واقف لمدة حصتين و يتاخد غياب كمان
عقب سعيد شقيقهم الصغير
ما تخافيش خطيبك مش هيخليهم يعملولك حاجة
ضړبته بخفة علي خلف رأسه
خليك في حالك يا سوسة
و قبل أن تغادر أوقفتها غرام 
خدي بالك من نفسك كل اللي ما بينك و ما بين مستر حسن
مجرد خطوبة أظن أنتي فهماني
ما تقلقيش على أنا بعرف أحط حدود كويس ما بيني و ما بين أي حد حتي لو كان خطيبي
ربتت غرام علي ذراع شقيقتها
جدعة يلا روحي و ما تتأخريش و خدي معاكي سعيد في سكتك و ماتمشيش غير لما تشوفيه دخل جوه حوش المدرسة
غادرت ابتسام المنزل برفقة شقيقها ونهضت عزيزة لتنخرط في مهمام المنزل اليومية بينما غرام تنظر في هاتفها الذي مازال يهتز والمتصل مجهول كادت تجيب فأوقفها صوت رنين جرس المنزل

شوفي يا غرام مين علي الباب شكله أخوكي هتلاقيه نسي السندوتشات بتاعته
ذهبت غرام لتفعل ما أمرتها به والدتها ظنا منها أن الطارق شقيقها لذا كانت لا ترتدي وشاحا علي رأسها
استني يا...
توقفت الحروف علي لسانها عندما رأت أن الزائر هو رامي الذي وقف يحدق إليها 
ممكن أدخل
شهقت حين أدركت أنها تقف دون حجاب أمامه صفقت الباب في وجهه!
الفصل الرابع عشر
عالمي وعالمك مختلفان مشاعرنا متشابهة واقع منوط بآمال زائفة ربما تصبح حقيقة بعد معاناة...
كان جالسا علي الأريكة ذات الفرش القديم يتأمل أثاث وجدران هذا المنزل البسيط لكن تلك الخصلات الغجرية السوداء لم تذهب عن باله فبعد أن أغلقت الباب في وجهه ركضت إلي داخل غرفتها باحثة عن وشاح ترتديه علي
رأسها بينما قامت والدتها باستقباله بعدما أخبرها بهويته.
أهلا وسهلا يا بني 
كان شاردا في صورة غرام المعلقة في زاوية برفقة والدها كما هي رائعة ابتسامتها لما تلك البسمة غادرت شفاها حاليا!
انتبه
إلي ترحيب السيدة عزيزة فألتفت إليها مبتسما
تسلمي يا أمي أومال غرام في...
بتر سؤاله ظهورها عندما خرجت من باب الغرفة ترتدي وشاحا أسود وثوب فضفاض و بشبه ابتسامه رحبت به
أهلا مستر رامي يا تري إيه سبب الزيارة
شعر بالحرج لكنه أخبرها رغم ذلك
كنت بتصل عليكي من إمبارح و ما بترديش كان فيه ورق مش لاقيه وعايزه ضروري فقولت أجي بنفسي أسألك أخدت عنوانك من ال HR
زفرت بضيق لاحظته والدتها
كان ممكن حضرتك تستني بكرة
انتشلته والدتها من الحرج فأخبرته بفرح
أصل غرام من امبارح عقبالك كان فرح صاحبتها هند فكانت مشغولة معاها
نظر إلي غرام ويعلم جيدا عدم ترحيبها بوجوده
ألف مبروك عقبالك يا غرام
يسمع من بوقك ربنا يا بني أصل...
ماما شوفي مستر رامي يشرب إيه وأنا داخلة أجيب له الورق اللي عايزه
قاطعت والدتها علي الفور قبل أن تتفوه بأمور لا تحب ذكرها أمام هذا الرامي الذي لا تحبه
نهضت عزيزة
تشرب إيه يا بني
أي حاجة من إيديكي يا أمي
ذهبت عزيزة فتقدمت منه غرام وتحاول لجام زمام ڠضبها
أنت إيه اللي جابك هنا
نهض فتراجعت پخوف وتوتر
جيت عشان اشوفك ليكي عندي كلام كتير نفسي أقوله لك و أنتي مش بتردي علي مكالماتي مالقتش حل أحسن أن اخد بعضي و أجيلك
أطلقت زفرة تستعين بالصبر والاستغفار في نفسها
بص يا أستاذ رامي مع حفظ الألقاب والحدود اللي ما بينا كل اللي بيني و بينك شغل وبس و جوه الشركة جو الصحاب و تليفونات ده ماليش فيه خالص
طرقت فكرة في رأسه للتو ربما يكسب قليل من الود وتنقشع غيمة النفور منه لديها
ممكن تقعدي و نتكلم بكل هدوء واحترام أنا جاي وعارف أنك مش عايشه لوحدك أنا ابن بلد وأفهم في الأصول و عارف ظروفك اللي تشبه ظروفي
تنهدت ثم جلست بالحفاظ علي مسافة بينهما
اتفضل قول اللي عندك سمعاك
شعور بالنصر وبسمة ظافر كسب المعركة قبل الخوض في حرب
بعتذر علي أي كلام قولته ليكي في الشركة ماكنتش أقصد أجرحك و لا أقل منك بالعكس كنت عايز انبهك قبل ما تقعي في فخ يوسف زي أي بنت قبلك
الظاهر يا أستاذ رامي ماكنتش سمعتني كويس لما قولتلك إن أنا كل اللي بيني و بين مستر يوسف شغل وبس مش محتاجة حضرتك توضحلي أي حاجة أو تعتذر
ما أنا مش جاي أعتذر وبس
ابتلع ريقه قبل أن يتردد فأخبرها
أنا جاي أطلب إيدك من والدتك علي سنة الله ورسوله
علي كلمات وألحان أحد الأغاني التي يعترف بها العاشق لمحبوبته عن حبه و كيف هي أسرت جوارحه في محراب قلبها فكان ذلك علي غرار ما يشعر به حسن الذي استسلم للحب من أول نظرة إلي ابتسام لن يكن في علمه يوما أنه سوف يجلس جوارها علي كورنيش النيل كما اختارت يتبادلان الأحاديث المرحة وأخرى جادة لكن هي المستمع غالبا بينما هو المتحدث أكثر.
علي فكرة يا بوسي من وقت ما جينا وقعدنا وأنتي قليل لما بتتكلمي وأنا اللي عمال أتكلم عن نفسي وأحكيلك عن حياتي كلها حسك مضايقة متوتره أنا قولتلك مستأذن من ماما عزيزة و من غرام يعني ما بنعملش حاجة من وراهم
لا يعلم ما يدور في ذهنها والذنب الذي يؤرقها منذ ليالي تتذكر رسالة واردة من عثمان و كان محتواها سؤاله عن حالها و يذكرها بحبه وشوقه إليها وسوف يبذل قصارى جهده في العمل والحصول علي مبلغ يؤهله لتأسيس عش الزوجية كيف ذلك وهي قد أصبحت لغيره بإرادتها تشعر بالخېانة بالرغم أنها لم تحبه يوما كما أحبها!
ابتسام ابتسام
يناديها ويلوح بيده أمام عينيها حتي انتبهت إليه
آسفه سرحت شوية
يا تري كنتي سرحانة في إيه
دفنت ما تشعر به خلف ابتسامة زائفة وتخبره كڈبا
كنت بتخيل اليوم اللي هخلص فيه الامتحانات و النتيجة طلعت و جيبت مجموع يدخلني كلية من كليات القمة وأخلي ماما وغرام يفرحوا ويتفاخروا بيا
بإذن الله هيجي اليوم ده بس عايزك تحطي في دماغك حاجة و هي أنك لما بتبني مستقبلك ده بيكون عشانك أنتي
مش عشان حد و مش كل النجاح متمثل في كليات القمة ممكن تكوني خريجة أي كلية سواء العملية أو النظرية بس تشتغلي شغلانة مالهاش علاقة بدراستك و تكوني ناجحة جدا فيها بسبب خبرة
اكتسبتيها من خلال التعاملات أو التدريبات والكورسات ما تحطيش سقف لطموحك
فعلا كلامك صح وعندي أحلام كتير نفسي أحققها
ما تقلقيش يا حبيبتي هافضل في ضهرك وهاكون أكبر داعم ليكي لحد ما تحققيها و أتمني أكون من ضمن أحلامك
مد يده فانتفضت ونهضت تتهرب من الموقف الحرج
شوفت خدنا الكلام وكنت هانسي ميعادي مع منة صاحبتي هاعدي عليها هاخد منها ملزمة مراجعة العربي
ابتسم وأمرها
خليكي مكانك دقيقة واحدة
نهض وسار نحو سيارته وكانت تجلس بمفردها فإذا بثلاثة شباب يبدو علي وجوههم معالم الفسق وفساد الأخلاق تقدم احدهم عن صاحبيه يقول بخلاعة
الحلو قاعد لوحده ليه مصلحة ولا مروحه يا مزه
اتسعت عينيها پصدمة ولم تستطع الإجابة تنظر من حولها پذعر
إيه يا حلوة القطة كلت لسانك ولا....
أنا اللي هاقطعلك لسانك ده يا.... منك ليه
صاح حسن كالۏحش الثائر مصاحبا صياحه لكمات أخذ يوجهها لكل واحد من الفتية علي حده صړخت ابتسام لاسيما بعد أن استطاع احدهم بتكبيل ذراعي حسن خلف ظهره
حسن
صړخت بها وتري الشاب الثاني يقف أمامه ويكيل له لكمة قوية استطاع حسن أن يتفادها هبط بجذعه لأسفل وفك ذراعيه
ألحق يا حسن
تنبهه من الضړبة التي كادت تصيبه خلف رأسه وخلال ثوان بعد شجار حاد صدح صوت تنبيه سيارة الشرطة انتبه الشباب إليها فتوقفوا عن مهاجمة حسن وأطلقوا ساقهم للريح.
هبط الضابط من سيارة الشرطة
روح أنت وهو هاتولي العيال ولاد..... وخدوهم علي القسم
وألتفت إلي
حسن و كاد يوبخه ظنا منه أنه شاب يتسكع مع فتاه علي الطريق صاح بمرح
إيه ده أبو علي
اعتلت الدهشة ملامح حسن الذي ردد
سامي البنا!
تصافح كليهما
ويبدو أنهما علي سابق معرفة تبادلان الحديث
سامي يا ابتسام يبقي كان جاري وصاحبي لحد ما كنا ثانوية عامة بعد كدة اختفي لما اتنقل هو وأهله للتجمع
أهلا وسهلا بحضرتك
أهلا يا عروسة ربنا يتمملكم علي خير وأوعدك العيال ولاد ال.... هربيهم وهخليهم لو شافوا أي بنت يلفوا من أي شارع تاني
اكتفت بإيماءة شكر وطيف ابتسامة ربت حسن علي كتف الأخر
قدها وقدود يا حضرة الظابط
مضطر أسيبكم بقي يا دوب أرجع علي القسم أنفخ العيال دول ماتنساش تتصل بيا يا أبو علي و أبقي اعزمني علي فرحكم هستناك
بإذن الله
وبعد ذهاب صاحبه الضابط عاد ينظر إليها أطلق زفرة وسألها والقلق جلي داخل عينيه
أنتي كويسة
أومأت له بنعم ثم قالت
ممكن نمشي
اتفضلي
أشار لها لتذهب وتدخل إلي سيارته ليعود بها إلي منزلها وكان الصمت رفيقهما الثالث طول الطريق أو ربما هي من أثرته.
بعد مرور يومين...
كانت تتجنب الظهور أو التعامل المباشر مع رامي وخاصة بعد مطلبه المرفوض بالنسبة إليها فهي تسعي هنا داخل الشركة من أجل العمل وبالنسبة إلي يوسف كان كلما أراد التحدث إليها في نطاق خارج العمل كلما فرت بإطلاق حجة زائفة لكن داخل قلبها قد ولد شعور نحوه تريد وأده قبل أن يترعرع ويكون بداية النهاية لقصة حب تتحدي المحال.
ولننتقل إلي مكتب رأفت الشريف لم يأت بعد وكانت سوزي تجلس خلف مكتبه ترتب الأوراق انتبهت إلي إطار الصورة التي تجمع رأفت بزوجته وولديه أخذت تنظر إلي ملامح منيرة الصارمة أخرجت لسانها وكأن الأخرى تراها
مش عارفة جوزك طايقك إزاي!
فتح الباب فجأة تركت الإطار بتوتر ظنا أن الذي ولج للتو رأفت فوجدته نور أغلق الباب خلفه سريعا
وأنا قالب عليكي الشركة أتاريكي قاعدة هنا
نهضتبدلال سخي
حبيبي يا نور عيوني معلش كنت مشغولة وبحضر أوراق وعقود هيمضيها رأفت بيه أول ما يجي
ابتلع ريقه وتحركت حنجرته تفاحة آدم صعودا وهبوطا
تولع الأوراق والعقود أنا بقالي كذا يوم مش عارف أشوفك أو نتكلم بسبب الشغل أنا خلاص ما بقتش قادر أبعد عنك أكتر من كده
انهي حديثه تحاول التملص منه
أوعي يا نور كفاية جنان رأفت بيه زمانه جاي
ما يجي أنا قافل الباب من جوه
استطاعت الانفلات من يديه وذهبت نحو الباب تحاول فتحه
بطل تهور هنا في الشركة ما...
أهلا وسهلا يا رأفت بيه حضرت لحضرتك الأوراق والعقود وكان نور بيه بيراجعهم معايا قبل ما اسلمهم ليك
نظر إلي نور وأشار بعينيه إلي
الخارج
ارجع علي مكتبك وحضر ملف خط الإنتاج
أمرك يا بابا
وغادر المكتب علي الفور تتابعه سوزان حتي وجدت من يجذبها إلي الداخل وصفق الباب بقوة ثم أغلق القفل
فيه حاجة يا رأفت ولا إيه
أطلقت صړخة من رسغها دفعها نحو الباب حيث يلتصق نصف وجهها وخصلات شعرها في قبضة رأفت وذراعها الأخر يثنيه خلف ظهرها هسهس من أذنها محذرا إياها
لو شوفت الباب مقفول عليكي أنتي وأي واحد حتي لو ابني مش هاقولك أنا ممكن أعمل فيكي إيه
هز خصلاتها ورأسها 
أنتي فاهمة
حاضر حاضر
ترك شعرها فألتفت إليه وبمكر حرباء تتمكن من السيطرة والتلون بنجاح
حقك عليا يا بيبي مش هاكررها تاني أهم حاجة
مش عايزاك تزعل مني
وقامت وجنته تطلق كل ما تمتلكه من شباكها كأنثى العنكبوت تمكنت من تهدئته واللعب علي رغبته التي لا تكل و لا تمل نحوها تهمس جوار أذنه بفحيح أفعى ساحرة
وحشتني أوي يا رأوفتي
ابتعد عنها وحاول التظاهر أمامها بعدم التأثر بسحرها الأسر جلس خلف مكتبه وهيهات وخارت قواه
تخلصي شغلك النهاردة وتسبقيني علي شقتنا

أطلقت ضحكة تجلجل صداها بين الأرجاء
عينيا يا باشا و هعملك أحلي أكل تاكل صوابعك وراه
حدق إليها بشوق ورغبة سافرة
لما نشوف
هاروح أجيبلك باقي الأوراق ومعاها القهوة اللي بعملهالك بإيديا 
تركته وغادرت الغرفة وفي الخارج توقفت تتنفس الصعداء حتي لاحظت بطاقة ورقية مقلوبة أعلي مكتبها أمسكت بها وقرأت المدون عليها بقلم نور
هستناكي بعد ما نخلص شغل في شقتك الجديدة يا حبيبتي
ولدي مكتب يوسف غارقا بين مهام مراجعة بعض الأعمال علي الحاسوب توقف عن النقر علي لوحة المفاتيح ونظر إلي ساعة هاتفه وردد في نفسه
معقول ماجتش لحد دلوقت
رفع سماعة الهاتف الداخلي أتاه صوتها
أمرك يا مستر يوسف
جيتي أمتي
وصلت من شوية وبحضر لحضرتك الملفات
سيبي اللي في إيديكي وتعالي عايزك
حاضر
وضعت السماعة وتسأل نفسها بتعجب
يا تري عايزني فيه إيه معقول رامي حكي له عن اللي حصل
نهضت وفتحت باب الغرفة فوجدت باقة من الزهور الحمراء أمامها مباشرة رامي وينزلها قليلا ليظهر وجهه مبتسما من خلف الورود
صباح الخير
نظرت بضيق
صباح النور عن إذنك مشغولة
أمسك رسغها وأوقفها
غرام أنا مازالت مصمم علي طلبي لحد ما توافقي أنا بحبك وعايز أتجوزك
أطلقت زفرة بضيق تجذب رسغها من يده
لو سمحت ياريت تلتزم حدودك
آسف مكنتش أقصدك أمسك إيدك بس عايز منك رد بدل هروبك مني زي كل مرة
وبالعودة إلي يوسف كان يحتسي قهوته وينظر من خلف النافذة الزجاجية لاحظ تأخير غرام انتهي من قهوته ترك القدح أعلي المكتب وقرر أن يذهب إليها وما أن فتح الباب ليجد ماهي قد خرجت للتو من المصعد وهرولت نحوه بسعادة
good morning Jo imiss you
لم تعط إليه فرصة الرد فقامت بعناقه بل وتقبيله من وجنته كان ذلك المشهد للمرة الثانية تراه غرام تشعر بغصة علقت في حلقها لاحظ رامي سبب وقوفها وإلي أين تنظر وقف خلفها من أذنها يوسوس إليها
تعرفي إن ماهي دي دوخته سنة بحالها لحد ما رضيت تكلمه أصل يوسف طول عمره كده يجري ورا أي واحدة تقوله لاء
عقبت بصوت لا يسمعه سواهما
وأنا عمري ما كنت هقول اه كل واحد فينا من عالم غير التاني
وقف أمامها مباشرة يقطع مشهد ماهي من يوسف أمام عينيها يخبرها برجاء زائف ربما حقيقي داخله لكنه ينكر ذلك
اديني فرصة مش يمكن موافقتك دي بداية أن أتغير علي إيديكي ما تخافيش هاتكون فترة خطوبة
لم تنتبه إليه إطلاقا بل كانت تراقب يوسف وماهي التي وتضحك
ها يا غرام قولتي إيه 
تخطه وابتعدت عنه وذهبت نحو يوسف لتقطع علي ماهي ضحكتها
مستر يوسف حضرتك كنت عايزني في حاجة
ألتفت لها جاذبا يده من يد ماهي
اه كنت عايزك في...
قاطعه مشهد رامي القادم نحوهم والابتسامة من الأذن إلي الأذن الأخرى كان عليه استغلال ذلك الموقف كما تلقي التعليمات جيدا أو كما هو أراد هذا حقا
مش تباركلنا يا چو
أباركلكم أنت ومين علي إيه
نظر إلي غرام التي لا تقل عن حال يوسف تحاول إدراك ما يخبرهم به رامي في
ذهول وصدمة وذلك بعد جوابه
أنا وغرام اتخطبنا عقبالك أنت وماهي
ألجمت الصدمة لسانها تري ألسنة اللهب في عينين يوسف فحديث العيون أبلغ من آلاف الكلمات
عقبت ماهي التي وجدت أنها الفرصة وعليها أن تغتنمها يوسف واخبرتهم
مبروك يا رامي أنت وغرام أنا و
چو برضو خطوبتنا قريب
ونظرت جوارها وسألت يوسف الذي ظل يرمق غرام بنظرات ڼارية وهي تهز رأسها تنفي ما تسمعه
صح يا چو
كادت غرام تنكر حديث رامي بينما صدمة أخرى يوقعها يوسف عليها اڼتقاما
ألف مبروك يا غرام أنا عازمكم الجمعة الجاية علي خطوبتي أنا وماهي
قد استسلم إلي النوم في ساعة متأخرة حيث كان ينتظر زوجته التي قضت أغلب اليوم في مهام المنزل بأكملها تعمد كل من والدة زوجها و ابنتها ترك الأشغال المنزلية علي العروس وبعد أن انتهت زوجته من عمل كل ما سبق ذكره ارتمت علي الفراش من فرط التعب ومضت الليلة مثل حال الليالي السابقة.
وفي الخامسة فجرا استيقظ علي صوت ضوضاء مزعجة آتيه من الردهة نهض ليري السبب ارتدي قميصه القطني علي جذعه خرج فوجد شقيقته تشاهد التلفاز وصوته مرتفع أكثر من المعدل الطبيعي.
جري إيه يا دلال أنتي عايشة لوحدك هنا و لا إيه ما توطي المخروب ده بدل ما أجي أكسره
أمسكت بجهاز التحكم وقامت بالضغط علي كاتم الصوت ونهضت ثائرة پغضب جم
أنت اللي مالك بيا أنا حره أتفرج وأعلي وأوطي التليفزيون براحتي قاعدة في بيت أبويا واللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
طرقت فوق حديد ساخن فازداد اشتعالا صاح بصوت جعل زوجته ووالدته استيقظا پذعر
اتلمي يا دلال أحسنلك أنتي من وقت ما جيتي وعمالة تعملي حركاتك اللي من تحت لتحت و لا مراتي اللي سايبين كل حاجة عليها كأنها خدامة
وضعت يديها علي جانبي وتشدقت
الله الله قول بقي كدة الهانم اشتكت لك ولحقت تقومك علينا كل ده عشان جيت أقعد في بيت أهلي اللي ماليش غيره و علي رأي المثل البيت بيت أبونا والغرب جايين يطردونا
كالۏحش الضاري يكور يده جانبه
اتلمي يا دلال وحطي لسانك جوه بوقك بدل وعزة جلال الله هاتشوف وش مني عمرك ما شوفتيه 
خرجت هند تمسك بتلابيب المأرز تحاول استيعاب ما يحدث
إيه اللي بيحصل يا جمال
فيه إن جوزك بيعلي صوته علي أخته الكبيرة و كله بسببك يا حربوقه
اتسعت عينان هند پصدمة من اتهامها ظلما وإھانتها
رفع يده في الهواء
لفظ تاني هاتقوليه لمراتي لهاكون....
إيه هاتمد إيدك علي أختك وأنا لسه عايشة يا جمال
قاطعته والدته
عجبك يا ماه اللي بنتك بتعمله و كمان بتقل أدبها علي مراتي
نظرت إلي ابنتها بتحذير لتصمت
ادخلي علي أوضتك وملكيش دعوة بحد
ثم نظرت إلي زوجة ابنها
وأنتي خدي جوزك ويلا علي أوضتكم
هند من زوجها ليعود معها إلي غرفتهما توقف قبل أن يولج إلي الداخل وأخبر والدته بالأحرى حديثه موجها إلي شقيقته
أنا كرامة مراتي من كرامتي و اللي هايفكر ېجرحها بكلمة هيلاقيني فمحدش فيكم يجي يزعل مني علي اللي هاعمله
ترك والدته وشقيقته يشتعل كليهما من الغيظ والحنق نظرت عطيات إلي ابنتها بلوم
عاجبك كده! هو ده كان اتفقنا برضو أديها نجحت تخليه في صفها ووقف قصادك وقصادي بيهددنا كل ده عشان خاطر بنت خيرية
وبالداخل كان يجلس علي طرف الفراش ربتت هند علي ذراعه عله يهدأ قليلا
خلاص يا حبيبي حصل خير اعذرها ظروف طلاقها واللي حصل معاها مخليها في الحالة اللي هي فيها
علي نفسها مش علينا تقعد باحترامها زي ما احنا قاعدين باحترامنا و تحترمك قبل مني
قوم اتوضا الوضوء هيطفي ڼار الڠضب اللي جواك و أنا هاروح أعملك كوباية عصير ليمون باللبن تروق أعصابك
تبدلت ملامحه من الڠضب إلي اللين وظل يتأمل ملامحها الوديعة الصافية سألها مبتسما
أنت حلوة كده إزاي
احمرت وجنتيها خجلا من إطرائه فتابع
شكلك وروحك و قلبك كل حاجة فيكي حلوة أنا ربنا بيحبني أوي عشان
رزقني بيكي مستحملة ظروفي و ظروف أهلي برغم معاملتهم الۏحشة معاكي
أنا اللي ربنا بيحبني عشان رزقني بيك بتحبني و پتخاف عليا ومش بتسمح لأي حد يمسني
بكلمة
أمسك يدها ووضعها بين كفيه
أوعدك قريب أوي هلاقي شقة إيجار ننقل فيها مفيهاش حد يضايقك و هتبقي شقتك مملكتك تعملي فيها اللي أنتي عايزاه
أنا أي مكان وأنتي معايا
بيبقي مملكتي وجود جمبي عندي بالدنيا بحالها
صاح مهللا بسعادة
وعدي يا وعدي أنا كدة ملك زماني و محدش قدي
وطي صوتك ليسمعوك بره خليك هاروح اعملك العصير وراجعالك بسرعة
أوقفها يمسك يديها
مش عايز أشرب عصير
سألته دون إدراكها لما يقصده
أومال نفسك تشرب إيه يا حبيبي
جذبها فوقعت جواره
همس من أذنها
مش عايز أي حاجة غيرك أنتي
وتبع القول فعلا وكان للعشق سطوة لن يستطع المحبين مواجهتها سرعان تنجرف القلوب داخل عاصفة من المشاعر الحارة.
تجتمع عائلة الشريف حول المائدة لاحظت منيرة غياب زوجها الذي لم يأت منذ الأمس و كذلك ابنها يوسف.
ماتعرفش حاجة عن باباك وأخوك 
ابتلع نور ما بفمه فاخبرها
بابا قالي أنه هيبات في الشركة سهران علي مراجعة شوية أوراق و يوسف مشي بدري إمبارح وجه علي هنا هتلاقيه في أوضته نايم لسه
صباح الخير
أطلق يوسف الذي ظهر للتو تحية الصباح نظرت إليه والدته
صباح النور لما أنت كنت هنا إمبارح من بدري ما نزلتش اتعشيت معانا ليه
جلس علي كرسي المائدة وأخبرها باقتضاب
تعبان شوية
حدقت إليه بدهاء وسألته بمكر
و هو فيه واحد المفروض خطوبته بعد أسبوع يبقي قاعد مكشر وزعلان كده
تركت كاميليا الشوك والسکين
oh my god 
ابتسمت وتابعت
مين دي يا چو اللي قدرت توقعك وتقنعك بالخطوبة والجواز
عقب زوجها ساخرا
يمكن اتغاظ من رامي صاحبه اللي خطب البنت السكرتيرة اللي اسمها غرام
طيف ابتسامة علي شفتيها يتضح النصر في عينيها سرعان اخفت البسمة والنظرة
رامي وغرام مين دول جمب أخوك يوسف وماهي بنت الحسب والنسب وجميلة وشيك
عن إذنكم
نهض يوسف فجأة دون تعليق وترك كل ما يقال خلف ظهره يكفي ما يشعر به من نيران الغيرة والڠضب لاسيما ذكر شقيقه لإعلان خطوبة صاحبه علي الفتاة الوحيدة التي أحبها بصدق أجل اختطفت قلبه من أول نظرة دون الاكتراث إلي الفروق التي بينهما فهي مختلفة عن الفتيات اللاتي تعارف عليهن من قبل هي التي في حضورها يصبح عقله غائب وفؤاده في حرم عشقها أسير.
و لدي غرام كانت في نوبة من البكاء أقل وصف لما تشعر به منذ البارحة هو الاحتراق تحترق من الداخل كانت تنكر كل مشاعرها حقا حتي ظهرت عندما تلاقت عينيها بخاصته و كليهما يسمع خبر الخطبة رغما أن الخبر الخاص بها زائف فكان السؤال الذي دار بينهما بلغة العيون الأمس هو لماذا لماذا تفرقنا قبل أن نجتمع لماذا وأد الحب قبل أن يعترف كل منهما إلي الأخر!
اقتربت أحلام وجلست جوارها قامت غرام سريعا بتجفيف دمعها.
لسه برضو مش عايزه تقولي مالك عياطك ده بيقول أن ورا دموعك راجل مين ده بقي اللي قدر يخلي غرام بنت عبدالرحمن المصري اللي عمرها ما اعترفت بحاجة اسمها حب قدر هو وخلاها تحبه
معلش يا أحلام مش قادرة أتكلم أنا قايمة ألبس وهامشي لأتأخر علي الشغل
أوقفتها شقيقتها بسؤال اهتز له قلبها
أنتي حبيتي الجدع اللي اسمه يوسف
هنا لن تتحمل واڼهارت كل حصونها فاطلقت العنان لعبراتها من جديد تخبرها بحقيقة لم تكن تتوقع الاعتراف بها يوما
أنا بحب يوسف يا أحلام
الفصل الخامس عشر
يوم تلو الأخر ويبقي الحال كما كان لدي غرام كانت تتهرب من مواجهة يوسف الذي
تعمد إظهار معاملته الجافة والقاسېة لها بينما رامي أفعاله كانت النقيض لصاحبه يغدق عليها بالحديث المعسول والهدايا والاهتمام بها و عن حال أسرتها كما اقترب من والدتها التي احبته وأخذت تعدد من صفاته الحسنة الزائفة و لدي يوسف منذ أن علمت ماهي من السيدة منيرة أنه تم تحديد موعد الحفل وسيقام في حديقة الفيلا لديهم تهلهلت اساريرها وباتت تحلم بتلك اللحظة بل كانت تتمني انه يكون حفل زفاف و ليس خطبة.

وقد جاء هذا اليوم وسبقه وصول بطاقات الدعوة للجميع وخاصة لموظفين الشركة علي رأسهم غرام ظلت ليلة البارحة تبكي من فرط اختناق قلبها الذي تعلق بحب يوسف وبعد تفكير قررت أن تذهب برفقة رامي الذي اتفق معها سينتظرها أمام منزلها وتذهب معه إلي الحفل.
من الدانتيل والمزدان بفصوص من الكريستال ضبطت وشاحها الأبيض الحريري وأصبحت في أجمل طلة سوف تجذب جميع الأنظار تلك الليلة وأولهم عيون الذي جعلها النوم يجافيها الليالي الماضية.
صدح رنين هاتفها وكان المتصل رامي ينتظرها داخل سيارته أمام المنزل تناولت حقيبتها وذهبت بعد أن تحلت بالقوة والكبرياء.
كان ينظر نحو
باب فناء منزلها من حين إلي الآخر حتي ظهرت كالحورية التي خرجت من داخل كتاب أساطير لم يصدق عينيه هبط سريعا من سيارته أطلق صفيرا بأعجاب باهر
كنت متأكد أنك مخبية الجمال ده كله وأهو جه اليوم اللي شوفت فيه أجمل حورية شافتها عينيا
حدقت بامتعاض دون أن تكلف نفسها عناء النظر إليه مما جعله توقف عن الابتسام فتحت باب السيارة
يلا عشان ما نتأخرش
ډفن غضبه من معاملتها الباردة حتي لا يفسد الأجواء بينهما في تلك الليلة لديه هدفان من حضوره هذا الحفل الأول يثبت إلي صاحبه انه ظفر بالصيد خاصته والهدف الأخر ينتظره هناك لكن هناك مشاعر خفية تجول داخل صدره وقلبه كان يخشاها دوما.
جلس علي كرسي القيادة وينظر لها في صمت ثم نظر إلي أمامه وبدأ القيادة.
و هنا في حديقة فيلا الشريف تصدح الموسيقي في كل الأرجاء زينة وإضاءة تبهر المدعوين الجالسين حول كل مائدة ترحب منيرة بكل ضيف والسعادة تتراقص داخل عينيها تشرف علي المأكولات والحلوى
كله تمام يا شيف
أومأ لها الطاهي
كله تمام زي ما حضرتك أمرتي
ألتفت فوجدت صديقتها راندا والدة ماهي
إيه الجمال والعظمة ديه يا منيرة بجد تسلم إيديكي
اعتلى الفخر محياها
أومال كنتي فاكرة إيه يا رورو هو أنا عندي أغلي من چو وماهي وكلها شهر وهايكون الفرح
نظرت الأخرى نحو العروسين وعقبت
شايفة حلويين أوي ربنا يسعدهم حبايب قلبي
كان يوسف يجلس كمن يؤدي واجب العزاء جواره ماهي تتلقي التهنئة من المعارف والأصدقاء اقتربت نحوه بعد أن لاحظت صمته
مالك يا چو إيه اللي مزعلك يا حبيبي ده النهاردة أحلي يوم في حياتنا المفروض تكون فرحان ونقوم نرقص كمان
أطلق زفرة دالة عن نفاذ صبره علي هذا الوضع الذي يتحمله بشق الأنفس انتبه إلي نداء ماهي المتكرر له فكاد يلتفت إليها وإذا حدث ما استحوذ علي كامل انتباهه و سحر بصره ولجت غرام بجمالها الباهي رغم عدم امتلاكها للجمال الفاتن لكن لديها جمالها الخاص بها اظهرته ببعض مستحضرات التجميل البسيطة وثوب فاخر أكمل طلتها الجذابة.
لحظات وظهر من خلفها رامي أمسك يدها ووضعها علي ساعده نظرت غرام له بحنق واخبرته من بين أسنانها وتجذب يدها
لو تاني هخليك ټندم
وعينيه صوب صاحبه تظاهر أنه يهمس لها بكلمات من الحب والغزل لكنه كان يجيب علي ټهديدها
ماتنسيش إن أنا خطيبك و لا خاېفة علي مشاعر البيه
أولا خليك في حالك ثانيا بقي لسه مابقتش خطيبي رسمي يعني ممكن أقولك كل شئ قسمة ونصيب
يلا نروح نهني چو وخطيبته
تعمد إشعال مراجلها وتركها يتقدمها بخطوة ذهب لمصافحة صاحبه نظر يوسف إليه بصمت يعلم الأخر ما يوجد خلف هذا الهدوء المريب صافح ماهي أيضا وجاء دور غرام دون أن تمد يدها للمصافحة
مبروك يا مستر يوسف
الله يبارك فيكي يا غرام
تبادل النظرات يخفي الكثير من العبرات حبيسة عينيها انتبه كليهما علي صوت ماهي
يلا يا چو تعالي نرقص الموسيقي اللي أنا وأنت بنحبها أهي
أمسكت بيده وجذبته إلي ساحة الرقص وعينيه لا تحيد عن عين التي ابتعدت قليلا تحاول الصمود و ألا تظهر ضعفها تراه وهو يراقص غيرها علي نغمات وألحان موسيقي رومانسية اشعلت نيران الحب داخل قلبها فازداد الألم وتفاقم اصابتها غصة حطمت صمودها الزائف لم تشعر بدموعها التي انسدلت علي خديها اكتفت إلي هذا الحد فولت مدبرة نحو مكان مظلم بلا وجهه محددة.
تبكي كطفلة تائهة في دروب مجهولة حتي انتشلتها قبضة علي ساعدها فوجدت ظهرها يرتطم بسور الفيلا الخرساني أصبحت محاصرة بين السور وبين صاحب القبضة يقف أمامها بأنفاس لاهثه فكان يركض خلفها حتي وجدها بعد أن انشغلت عروسه مع صديقاتها في الرقص.
و لما أنتي مش قادرة تستحملي تشوفيني مع غيرك جيتي ليه
ظلت تنظر إليه دون حراك
أمرها پغضب
ردي عليا ساكتة ليه
زادت قبضته وسببت لها الألم فتأوهت ترك ذراعها وحاول أن يهدأ قليلا
أنتي اللي وصلتينا للي إحنا فيه روحتي استعجلتي واتخطبتي لواحد ماسبش أي واحدة عرفها غير لما عمل معاها كل حاجة
هنا استطاعت التحدث
طب ما أنت زيه و لا تفرق عنه أي حاجة
أنا كنت فعلا زيه لحد
ما شوفتك كنت ضايع في حياة كل شئ فيها مباح و جيتي أنتي أنقذتيني منها لاقيت فيكي اللي عمري ما لاقيته في أي واحدة كنت بكدب مشاعري لحد ما زادت يوم عن التاني وأتأكدت إن بحبك
اتسعت عينيها وخفق قلبه بقوة من اعترافه وتركته يتابع حديثه
ايوه بحبك يا غرام بحبك وعايزك تكوني شريكة حياتي زي ما أنتي شريكة نجاحي في الشركة
للأسف مش هاينفع
هو إيه اللي مش هاينفع عشان الفرق الاجتماعي و لا عشان رامي اللي صدقتيه
أجابت وتنظر إلي أسفل بحرج
أنت ابن الأكابر وأنا البت السكرتيرة بنت الحارة اللي أشفق عليها ابن صاحب الشركة وشغلها وقدملها فرصة الشغل وتكمل تعليمها ووقف جمبها
عمري ما حسيت من ناحيتك بشفقة و أي حاجة قدمتهالك عشان بحبك و اللي بيحب حد بيبقي عايز يشوفه فرحان وسعيد
و داخل الفيلا كان رامي يسير وينظر خلفه ليطمئن أن لا أحد يراه طرق باب غرفة جانبية حتي أتاه إذن الدخول ولج و وجدها في انتظاره تجلس خلف مكتب زوجها
أظن بقي كده عملت اللي عليا يا منيرة هانم نفذت كل اللي طلبتيه و كمان يوسف خطب ماهي
ابتسامة حية لعينة علي شفتيها يعقبها خبر باتمام مخطط شيطاني
الموضوع لسه مخلصش فيه خطوة تانية لازم تحصل
نعود إلي يوسف و غرام مرة أخرى
و بعد الحب إيه هل رأفت بيه و منيرة هانم هيرضوا أن ابنهم يتجوز واحدة زيي
حتي شعرت بأنفاسه علي وجهها
محدش
ليه دعوة بحياتي أنا اللي بختار و بقولهالك دلوقتي يا غرام أنا بحبك وعايز أتجوزك عايزك تنسي أي فرق ما بينا ما تخافيش طول ما أنا معاكي
مد
النظرة اللي أنا شايفها دلوقتي في عينيكي ودموعك اللي خانتك ونزلت ده أكبر دليل أنك بتبادليني نفس المشاعر
تخشي أن تبوح بكلمة ستدفع ثمنها لاحقا لا تريد التحليق كالعصفور بين سرب من النسور
قوليها يا غرامي نفسي اسمعها منك
انا قولت أنك ذكي يا رامي و هتفهم من غير ما أشرحلك أنت ممكن تخلي يوسف زي ما جابها الشركة هو بنفسه يمشيها
نهضت من خلف المكتب وجلست علي المقعد المقابل لرامي وتابعت حديثها
زي أنك تلبسها مصېبة تخليها تمشي بڤضيحة من الشركة و ما تخليهاش تعتبها تاني
تجهم وجهه لا ينكر ما قد سمعه جعله يشعر بالضيق حاول أن لا يظهر ذلك للأخرى فسألها
ممكن أعرف حضرتك ليه بتكرهيها أوي كدة رغم اللي أعرفه أنها السبب أن يوسف بقي ملتزم في حياته وشغله غيرته للأحسن
ابتسامة ظاهرها هدوء تخفي عاصفة من الحقد والكراهية
و ده في نظرك مش سبب كافي يخليني أكرهها! جت فجأة وغيرت حياته ولولا أنك أوهمتها أنك بتحبها وعرضت عليها الجواز كانت زمانها قاعدة جمبه بدل ماهي و يبقي علي أخر الزمن منيرة هانم تبقي مرات ابنها حتة بنت كحيانة جاية من الحارة
هي فقيرة و من حي شعبي بس
بنت محترمة جدا وأهلها ناس طيبين
ضحكت ساخرة
أنت كمان لحقت تحبها! فعلا كان عندي حق ابعد الخطړ دي عن ابني أنما أنت تحبها أو ما تحبهاش أنت حر المهم تنفذي لي اللي بطلبه منك و أدي أول دفعة عشان تنفذ في أسرع وقت
أخذت دفتر الشيكات من أعلي المكتب وقلم قامت بتدوين المبلغ
و قامت بتوقيع اسمها فصلت الشيك من الدفتر ومدت يدها له به
باقي المبلغ هايكون في نفس يوم رفدها من الشركة اتفقنا
أخذ الشيك وظل يتأمل المبلغ المدون يشعر بغصة لكن زين له الشيطان أرقام المبلغ المالي و ما ينتظره من مبلغ مماثل له.
و في الخارج مازالت تقف وقد سمعت كل ما دار بينهما من حديث صدمة جعلتها تحمل حالها وتركض نحو الخارج مغادرة هذا المكان.
غسيل الملابس و طهي الطعام لثلاث وجبات وتنظيف المنزل جميعها مهام لن تنتهي وعليها القيام بها دون أن تتذمر تتجنب الاحتكاك مع والدة زوجها وابنتها الحرباء ولا تريد إخبار زوجها بهذا الحمل الثقيل كالعادة يكفي مناوشات عمله طوال اليوم مع زبائن التوكتوك
ويعود پألم الرأس المزعج وعليها أن توفر له الراحة والهدوء.
وبعد أن انتهت من تلك المهام قامت بكوي ملابس زوجها صدح رنين هاتفها وجدت المتصل والدتها راقبت الأجواء وجدت دلال ووالدتها تجلس كلتيهما تشاهد التلفاز تسللت إلي داخل الغرفة الخاصة لها وزوجها لتجيب علي الاتصال.
ألو أزيك يا ماما
أزيك أنتي يا هند عاملة إيه يا حبيبتي

بخير يا ماما أنتي وبابا عاملين إيه
إحنا كويسين يا حبيبتي و أبوكي بيسلم عليكي قوليلي حد جمبك
لاء أنا في أوضتي
حماتك عاملة معاكي إيه
كويسة معايا
هي بنتها لسه قاعدة معاكم
يا ماما ده بيتها زي ما هو بيت أخوها أنا مالي تقعد و لا تمشي
والله أنا ما مرتاحة قلبي بيقولي حماتك وبنتها العقربة دلال شكلهم مطلعين عينيكي
مفيش حاجة من دي يا ماما أنا مرتاحة الحمدلله وحاسة أن أنا عايشة في بيتي
تكذب بالطبع لأنها صاحبة قرار العيش مع زوجها في منزل أهله ولكي لا تتعرض للوم من والدتها أو التوبيخ تضطر إلي إنكار معاناتها في كل اتصال.
وخارج الغرفة تقف دلال تسرق السمع سارت نحو طاولة المكواه حيث تركت هند قميص زوجها
والله لأخلي أخويا اللي قلبتيه عليا ليقلب عليكي ويطلع عينك
ضغطت علي زر المقبس حيث سلك المكواه التي أمسكت بها ووضعتها فوق القميص وتركتها ثم عادت إلي الكرسي أمام التلفاز و مازالت هند تتحدث مع والدتها.
عاد جمال للتو من الخارج قام بفتح الباب قابلته رائحة احتراق جعلته يركض باحثا عن مصدر الرائحة وجد الدخان ينبعث من أسفل المكواه وقماش قميصه قد احترق خرجت
هند من الغرفة تسأل بقلق
إيه ريحة الشياط دي
ألتفت إليها زوجها ويمسك بقميصه المحترق
مين اللي ساب المكواه علي القميص لحد ما أتحرق بالمنظر ده
كادت هند تخبره بينما قاطعتها دلال
هايكون مين غير الهانم مراتك سابت المكواه علي قميصك و دخلت ترغي في تليفونها تدي التقرير لأمها
نظرت هند إليها بحنق وأخبرت زوجها
أنا فعلا كانت معايا مكالمة بس قبل ما أرد فصلت فيشة المكواة إزاي اشتغلت إلا إذا حد عملها قصد
قصدك إيه يا ست هند! يعني أنا اللي عملت كدة
عقبت والدتها بسخرية لإثارة ڠضب ابنها
يا هند يا بنتي كلنا في أول جوازنا كنا كدة بس بناخد بالنا وبنتعلم من أهلنا لو مش بتعرفي تكوي هخلي دلال تعلمك
هو حضرتك بتقولي إيه يا طنط! أنا متأكدة والله أن كنت فاصلة فيشة المكواه
أنتي هتاخدي بالك إزاي أصل الرغي في التليفون بيخليكي تنسي كل حاجة
لو سمحت يا دلال خليكي في حالك أنا موجتهش ليكي كلام
يعني غلطانة و بتبجحي كمان
هنا صاح جمال بنفاذ صبر
خلاص منك ليها في داهية القميص أهم حاجة أن مراتي بخير
من زوجته أمام نظرات شقيقته ووالدته واردف
و كتر ألف خيرها شايله البيت وبتعمل حاجات المفروض مش ملزمة بيها
ترى هند الشړ في أعينهم لذا قاطعت زوجها
ادخل أنت خدلك و دش وغير هدومك يكون الغدا جاهز
لاء أنا مش جعان أنا داخل أريح شوية تعالي عشان عايزك في حاجة مهمة 
اتجه إلي الغرفة وتتبعه تحت نظرات الحقد و الغل الذي ينضح من عينين دلال
روحي ياختي وراه اللهي تطلع روحك
وكزتها والدتها بمرفقها
هدى اللعب
شوية بدل ما تلاقيه مسك فيكي بسبب الحلوة مراته
و داخل الغرفة كان يربت عليها وهي تبكي
بټعيطي ليه أنا عارف مش أنتي اللي عملتي كده دي ألاعيب دلال أختي وأنا عارفها كويس
بعيط لأن تعبت يا جمال بدعي ربنا أنه يكرمك من وسع ونلاقي مكان يكون بتاعنا ومحدش ېحرق في دمي
اطمني يا حبيبتي خلاص أتحلت الحمدلله
توقفت
عن البكاء وتحول إلي فرح ولهفة لمعرفة ما سيخبرها إياه
بجد أتحلت إزاي
أنا كنت شايل فلوس النقطة بتاعت الفرح و معاها قرشين شايلهم للزمن استلفت قرشين من عاطف صاحبي وكلمت سمسار يشوفلي شقة إيجار حنين في منطقة جمبنا وبكره هاروح أبص علي الشقق اللي هيوديني أشوفها لو عاجبتني واحدة فيهم هاخدك ونروح نمضي العقد ودفع المقدم وإيجار كام شهر كمان
أنا فرحانة أوي أخيرا هيجمعنا بيت أنا وأنت لوحدنا
ابتسم وأخذ يداعب خصلات شعرها
وهاتخلصي من شړ دلال هي أختي اه لكن أجارك الله لما بتحط حد في دماغها بيبقي علي الله حكايته
يقف أمام منزل عائلته وعلي يساره تجلس والدته وأمامها أوراق الجرجير والبقدونس
اه يا ضهري الواحد شكله خد برد بالله عليك يا عاطف يابني خد بالك من الخضرة عقبال لما أروح أتوضا وأصلي العصر قبل ما يفوتني
روحي يا أمي ما تخافيش علي الحاجة
روح يابني الله يهديلك نفسك و يصلحلك حالك و يشيل الغمامة من علي عينيك
ولجت إلي داخل فناء منزلهم وظل عاطف يقف وېدخن لفافة التبغ وعقله شارد في ابنة الجيران رغم من ظنونه التي لا شك فيها لكن الحب كان يعصب عينيه.
همسات وغمز ولمز بين مجموعة من الشباب ألتقط منها الآتي
ألحق ياض منك ليه مش دي البت سماح بنت عم مليجي
رد شاب آخر
لاء يا عم هي أخرها تيك توك وفيديوهات الروتين لكن أفلام من النوع ده لاء
طب وربنا هي بس يخربيت أ...
اختطف عاطف الهاتف منه و أخبر الشاب
خمس دقايق وهارجعه لك يا نجم
وفي طريقه إلي منزل سماح شاهد المقطع الاباحي و عينيه لا ټخونه يحفظ ملامحها كما يحفظ اسمه وكنيته جيدا.
في الأعلى كانت تقف أمام المرآة وتنظر إلي ذاتها بازدراء ثم اجهشت في البكاء تتذكر ما يحدث لها علي مر الأيام السابقة من إجبارها علي تمثيل تلك الخليعة وليس هذا فقط بل يرسلها عوني إلي زبائنه الأثرياء تهافت عليها الكثير منهم بعد مشاهدة أصبحت سلعة وضيعة تباع و تشترى دون حق المعارضة منها وألا سيفتضح أمرها أمام عائلتها أو تزهق روحها علي يد أحد رجال هذا البدين الډيوث.
طرقات عڼيفة علي باب منزلها انتفضت پذعر حاولت تجفيف دمعها سريعا وذهبت لترى من الطارق فتحت الباب فوجدته يقف أمامها ونيران الڠضب تندلع من عينيه
عاطف!
أبوكي أو أخوكي هنا
ابتلعت ريقها من الخۏف فاخبرته بتوتر وقلق
محدش هنا فيه حاجة
دفعها إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وضع شاشة الهاتف أمام عينيها
أقدر أعرف إيه ده
شهقت وتظاهرت بالخجل واضعة كفها علي عينيها
إيه اللي أنت مشغله ده أنت أتجننت
أغلق المقطع ثم أغلق شاشة الهاتف كالۏحش الضاري
أنا كان قلبي حاسس خصوصا من بعد أول مشوار و لا البودي جارد اللي بيجي ياخدك من علي الناصية مخصوص لحد ما وصلتي !
مش أنا ده كدب دي متفبركة
و لو أثبتلك أنها صح وقتها مش هجيلك لكن كلامي هيبقي مع أخوكي وأبوكي
خفق قلبها من الخۏف بقوة من تنفيذ تهديده وجدت عليها اقناعه بكذب جديد
أنت فاهم غلط أنا الراجل اللي بروح بشتغل عند مراته خدامة بيبعت ليا حارس مخصوص عشان هو في منصب كبير في البلد و أي حد تبعه حتي الشغالين اللي زيي بيحطلهم حراسة
ضيق عينيه ويبدو عدم اقتناعه بحديثها الخادع نفض ذراعها ويحدق لها من أسفل إلي أعلي بازدراء
و أنا بقي المفروض أصدق كذبك ده!
تصدق و لا ماتصدقش أنت مين أدالك الحق تحقق معايا لو عايزني أعيدلك كلامي اللي قولته لك قبل كدة يا عاطف من عينيا هاقول...
مش عايز اسمع حاجة واللي إدالي الحق أنك
جارتي وبنت حتتي وعشان خاطر أخوكي اللي مالهوش ذنب ينكسر بسببك
طرق في خاطرها حيلة تظن أنها ستؤثر بها عليه وضعت يدها علي صدره 
لاء أنت بتعمل كل ده عشان
بتحبني ونفسك تتجوزني بس أنت استسلمت مع
أول رفض مني ليك المفروض تحاول مرة واتنين وتلاتة لحد ما تخليني أقولك أنا موافقة و لا إيه
وضعت رأسها علي صدره تخفي ابتسامة أفعى ماكرة هيهات ووجدت جسدها يدفع إلي الوراء
خلاص معدتش تدخل عليا حركاتك أوي هعرف كل حاجة و هاعرف إن كان دي حقيقية ولا لاء
بصق جانبا ثم غادر المنزل صافقا الباب خلفه تاركا إياها غارقة
في براثن وعيده.
تجلس خلف المكتب تتابع عملها علي الحاسوب تتجنب رؤية رامي الذي فتح الباب وولج دون أن تأذن له ثم أغلقه خلفه
هو أنا لازم أفضل أتصل عليكي وماترديش! المفروض أنا اللي أكون متضايق عشان سيبتني في الحفلة ومشيتي من غير حتي تقوليلي
تركت ما في يدها من عمل ونهضت تشير إليه نحو الباب
اتفضل برة مش عايزه أشوف وشك تاني
إيه يا غروم بتكلميني كده ليه
حدقت إليه بازدراء فأخبرته
عشان أنا ما بكرهش في حياتي قد الكدب والغدر والخداع والتلاتة متجمعين فيك
تظاهر بالتعجب
أنا! ليه بتقولي كده
كانت لا تريد مواجهته لكن قررت أن تفعلها دون خوف أو تردد
مثلت عليا الحب والهيام عشان أبعد عن صاحبك وكمان مستعد تأذيني و ټأذي صاحبك الوحيد عشان شوية فلوس و طبعا برعاية مدام منيرة
صدمة هبطت فوق رأسه وأول سؤال جاء له في ذهنه
أنتي جيبتي الكلام ده منين
سمعته بودني وأنت بتستلم الشيك نظير عملك اللي نجح أول خطوة و ناقص الخطوة التانية
أدرك أخيرا سبب معرفتها اخبرها بفطنة
كان لازم أعمل كدة أنتي ما تعرفيش مدام منيرة دي ممكن تعمل إيه فيكي و سبق وحذرتك وبالتأكيد سمعتي كلامها عنك وقد إيه بتكرهك ونفسي تخلص منك بڤضيحة
ابتسمت غرام بسخرية
و علي إيه أنا كده كده هقدم استقالتي وأبعد عن ابنها و عن الشركة وقبل كل ده عنك أهم حاجة
غرام اسمعين...
اسمعني أنت وياريت توصل الكلام ده لمنيرة هانم أنا واحدة كان أقصي أمنية ليها أؤكل لقمة بالحلال وأخلي أمي وأخواتي يعيشوا مش محتاجين حاجة لكن نسيت أن هقابل ناس أمثالكم الشړ بيجري في دمكم
نحوها معقبا
غرام أنا بعترف كنت في البداية بمثل عليكي الحب وطلبت إيدك للجواز لكن اكتشفت مع الوقت أن فعلا بحبك و عمري ماكنت هنفذ طلب منيرة هانم اللي أنتي سمعتيه
كفاية كڈب بقي بلاش تحاول تجمل صورتك قدامي أنا أصلا مكنتش موافقة عليك لأن واثقة وعارفة أن وراك هدف وسبحان الله ربنا كشفك قدامي
أنا هثبتلك أن بقولك الحقيقة و ما بكذبش عليكي
أمسكت حقيبة اليد خاصتها وهمت بالرحيل
ولا هتفرق معايا وياريت تبعد عني خالص أحسن ما أقول لصاحبك علي كل حاجة
تركته وغادرت الغرفة متجهة نحو مكتب يوسف المنهمك في قراءة ملف ورقي وضعت أمامه علي المكتب ورقة تقول له بحسم
أنا بقدم لحضرتك استقالتي
تفتش في كل ركن و زاوية داخل الغرفة تتحدث في الهاتف
مش لاقيه حاجة يا جمال أنت متأكد أنك حاطتهم في الكمودينو
ما أنا كنت شايلهم قصادك إمبارح هيكونوا راحوا فين
ما هو ده اللي هايجنني كأن الأرض انشقت وبلعتهم
خلاص اقعدي استريحي و أنا طالع هادور عليهم بنفسي 
وفعل ذلك وأخذ يبحث أيضا دون جدوي لم يجد المال خرج إلي والدته وحين رأي شقيقته جوارها لاحظ علي ملامحها التوتر
أمي أنتي أخدتي الفلوس اللي كانت في الكمودينو جوه في أوضتي
انتبهت والدته إلي رد فعل ابنتها
فلوس
إيه يابني اه صح أنا كنت محتاجة مبلغ عشان أختك سناء عملت عملية الزايدة وكان جوزها واخد من العهدة بتاعت شغله
عملية زايدة إيه يا ماه أختي شايلة الزايدة و هي لسه عندها 10 سنين أنتي مش عايزة تقولي الحقيقة ليه
نهضت والدته وأطلقت زفرة بنفاذ صبر
أيوه أنا أخدتهم كنت محتاجهم
طيب يا ماه خليكي ما تقوليش الحقيقة وخبي براحتك و داري علي اللي خدهم بس عايزكم تعرفوا أنا جبت أخري و النهاردة أخر يوم ليا و لمراتي هنا

الفصل السادس عشر
ظلت علي تلك الحال لعدة أيام تضع له ورقة طلب الاستقالة فيقوم بتمزيقها أو تكويرها بين قبضته ثم يلقيها داخل سلة المهملات.
لم تستسلم وعزمت أن اليوم أخر يوم لها ولجت داخل غرفة مكتبه وضعت الورقة أمامه
أنا مضيت و خلصت كل الإجراءات و مستنيه إمضاء حضرتك
نظر إليها وأخذ يمعن التحديق مما أثار ڠضبها
هاتفضل تبصي لي
كتير كل اللي طلباه منك توقيعك و اه خد حاجتك بالمرة
أخرجت من حقيبتها ظرف ملئ بالنقود وضعته أعلي سطح المكتب واستطردت
و دي كل الفلوس اللي اخدتها منك علي سبيل السلف بالنسبة بقي لمصاريف الجامعة أنا اللي هدفعها وتشكر جدا لحد كدة علي وقفتك معايا
همت بالذهاب وقبل الخطوة الثانية جذب يدها بقوة ارتطمت في صدره نظر إلي عينيها وهي بين يديه
و أنا
بحبك و مش هسمح لك تبعدي عني لو مهما حصل
الله الله يا غرام هانم راسمة عليا دور الشرف والأخلاق وألاقيكي في يوسف بيه ما أنتي طلعتي بتقدمي تنازلات أهو عشان توصلي لهدفك
ألتفت كلتيهما إلي صاحب الصوت كان رامي الذي رآها وهي بين ذراعين يوسف انسحبت عنه سريعا ونظرت إليه پصدمة من كلماته اللاذعة صاح يوسف بتحذير
أتلم يا رامي وأتكلم عليها أحسن من كدة
سيبوا يا يوسف أصل البيه فاكرني زيه نادلة و غدارة حتي بالأمارة كان متفق مع منيرة هانم أنه يبعدني عنك تقوم تروح تتجوز ماهي لاء و كمان اتفقت معاه يشيلني مصېبة عشان امشي من الشركة بڤضيحة وما ارجعش تاني
كان وقع كلماتها صدمة علي مسامعه اتفاق والدته مع صديقه الوحيد بالتحكم في حياته وتفرقة الفتاة التي احبها عنه وتدبير المكائد لها أيضا!
من رامي بخطوات بطيئة سأله بتهكم
الكلام ده صح يا صاحبي
وبدلا من الاعتراف بخطئه فاض ما يحمله داخله من حقد دفين تجاه صاحبه
اه كلامها صح و عملت كده لأن مش كل مرة أنت اللي تاخد أحسن حاجة و ترميلي اللي فاض منك و لا أنت عشان ابن الأكابر و أنا كان أهلي ناس علي قد حالهم!
هز يوسف رأسه في صمت وإذا به يلكم الأخر في وجهه
دي عشان اتفاقك مع منيرة هانم
صړخت غرام و تري لكمة أخرى موجهة نحو وجه رامي
و دي عشان ندالتك اللي كنت متوقعها ومش جديد عليك
وضع رامي يده علي فمه المصاپ مبتسما
و ياتري تقدر تعمل في الست الوالدة زي ما عملت فيا دلوقتي!
نظر إلي غرام وتابع
أنا مكنتش هنفذ اللي طالبته مني منيرة هانم لأنك عارفة السبب بس هاتجيب غيري و أي هي هاتتصرف بنفسها يبقي يورينا سي روميو هايواجه إزاي والدته
عاد بالنظر إلي يوسف
وعلي فكرة مش أنت لوحدك اللي حبيت غرام بس أنا علي الأقل أخدت خطوة ودخلت من باب بيتهم ولولا وجودك كان يمكن نكمل لكن إزاي أي حاجة حلوة تكمل من غير سيادتك! وقبل ما تقولها هقدم إستقالتي من شركة السيد الوالد و من حياتك كلها سلام يا چو
ثم ألقي نظرة أخيرة إلي غرام مغزاها الكثير فسرعان اشاحت وجهها للجهة الأخرى
ما ينفعش يا نور رأفت بيه ممكن يتصل بيا أي وقت ولو عرف إن سيبت المكتب ومشيت ممكن يرفدني
تعود إلي الوراء بينما هو يخبر جوار أذنها بلهفة مشتاق
سيبي كل حاجة ويلا الشغل ممكن يتأجل لبعدين أنا محضرلك مفاجأة ما ينفعش نأجلها خالص
أديني عشر دقايق روح أنت أسبقني هخلص كل حاجة وهاكلم رأفت بيه أقوله أي حجة عشان أمشي وهاجي وراك علي طول
ماشي بس ياريت بسرعة إلا وهتلاقيني رجعتلك علي هنا و مش ضامن نفسي ممكن أعمل إيه
دنا بموطن كلمات دفعته خوفا أن يدخل أحد فجأة و يراهما في ذلك الوضع ستكون في مأزق أمام زوجها لا محالة.
بعد قليل... خرجت سوزي من الشركة تتلفت يمينا ويسارا قبل أن تتجه نحو سيارة نور لم تلاحظ سيارة رأفت القادمة علي بعد أمتار رآها سائقه
رأفت بيه سوزي هانم هناك رايحة ناحية عربية نور بيه
تعجب الأمر قليلا وأكثر ما أثار الشك والريبة لديه عندما رآها تتلفت من حولها بقلق أمر سائقه
أطلع وراهم
داخل سيارة نور انطلق بالسيارة كفها
ما تتصوريش مستني اللحظة دي قد إيه
أنت كدة خوفتني أوعي يا نور يكون اللي في بالي
أدرك أنها تظن يريدها في المنزل لإقامة علاقة غرامية كما يتوق شوقا لذلك فجعلها تطمئن حينما ظهر علي محياه ابتسامة هادئة
و أنا وعدتك كل اللي نفسك فيه هيحصل
وصل أمام البناء وهبط كليهما
أقف علي جمب وخليك هنا
كان أمر أخر من رأفت إلي سائقه بعد رؤية ابنه من زوجته اللعوب ولج
كليهما إلي داخل المبني.
استقل الاثنان المصعد و كل حين والأخر يقتنص من وجنتها فتبتعد بدلال يجعله يزداد لهفة وجنون إلي أن وصل إلي الطابق المنشود.
أعطي رأفت المال للحارس ليخبره أين تقع الشقة الخاصة بابنه و دقات قلبه تسبق خطواته لم يكن يتوقع خسة تلك السكرتيرة اللعوب لابد أن هناك أمر يجهله و سيعلمه الآن بنفسه و إذا صحت ظنونه سوف يجعلها قدميه ليرحمها
من العڈاب.
داخل الشقة تسمرت عندما رأت المأذون و برفقته اثنين للشهادة علي عقد الزواج سألها نور بهمس
إيه رأيك بقي في المفاجأة دي خلاص هتبقي ملكي
أخرج من جيب سترته علبة مغلفة بالمخمل الأسود
و دي شبكتك يا عروسة
قام بفتحها بداخلها خاتم مرصع بالألماس وحوله سوار يتبعه وكذلك مرصع بالألماس أيضا تابع حديثه
دي حاجة بسيطة ولسه هاشتريلك كل اللي نفسك فيه
نظرت إليه بتردد
بس يا نور ما ينفع.....
صدح رنين الجرس
استني هاروح افتح شكله السكيورتي كنت قايله يشتري لنا شوية حاجات لزوم المناسبة الجميلة
غمز بعينه و ذهب يدير المقبض بتؤدة كانت السعادة ترقص علي ملامح وجهه وبمجرد أن فتح الباب تلاشت الفرحة وحل التجهم بدلا منها
بابا!
رأفت!
وكان الحال أسوأ لدي سوزي التي شهقت پخوف وكأن جاءها ملاك المۏت ولج رأفت بهيبته وعلم هوية الثلاثة الجالسين فأمر نجله
قول للناس بتوعك يقوموا يمشوا
نظر الثلاثة إلي نور لأنه يدرك جيدا من معالم والده ماذا سيحدث فأومأ إلي المأذون والشهود بأن يذهبوا تحركت سوزي لتلحق بهم فوجدت يد رأفت تمنعها من التقدم خطوة أخرى
رايحة علي فين يا هانم
رأفت استني بس هافهمك كل حاجة
رد بلطمة جعلتها تطلق صړخة فتقدم نور بدفاع عنها
إيه اللي حضرتك بتعمله ده
ابعد يا ولد الهانم اللي سيادتك واخدها في شقة عمرها ما تحلم بيها و جايبلها مأذون وشهود تبقي مرات أبوك
صعق نور من تصريح والده
إيه
أيوه متجوزين عرفي من فترة و لسه علي ذمتي طبعا رسمت عليك الشويتين بتوعها عشان
مش عارفة تطول مني حاجة فتقوم عاملة إيه. بكل وساخة ما يعملهاش غير واحدة شمال زيها تجمع ما بين الأب وابنه عقد عرفي و عقد رسمي
مستحيل إزاي!
جذبت يدها من
أيوه للأسف أنا مرات أبوك مراته اللي في السر للمتعة وبس و المقابل مفيش أي حاجة غير شوية هدايا مالهمش لازمة كان لازم آآمن نفسي و معلش مكنش قدامي واحد ساذج وأهبل غيرك يا نور أصلك طالع زي أبوك رجالة خاېنة و مايملاش عينكم غير التراب أول ما يشوفوا واحدة زيي يجروا وراها علي طول
تحول نور من رجل هادئ الطباع إلي وحش كاسر اندفع نحوها وقبض علي خصلاتها في قبضة واحدة
الأهبل الساذج ده اللي كان عاملك قيمة و مكنش يعرف أنك واحدة رخيصة وژبالة للدرجدي
ألقاها أسفل قدمي والده اطلقت صړخة پألم رفعت رأسها وجدت وضعها مزريا بل الوضع الصحيح ملقاه كالخرقة البالية أمام حذاء رأفت يرمقها من قمته بازدراء أخرج من محفظته الجلدية ورقتين قام بتمزيقهما ثم ألقاهم عليها فتساقطوا علي وجهها
ده مقامك يا.... تحت جذمتي وأقسم بالله لو شوفت وشك في الشركة مش هقولك أنا ممكن أعمل فيكي إيه واحمدي ربنا أن هاسيبك ماشية علي رجلك وألا كنتي زمانك مكسحة مكانك
ابتسم ساخرا وألقي كلمته الأخيرة
أنتي طالق
نظر إلي ابنه الذي لم يتحمل استيعاب ما تلاقاه اليوم هز رأسه بسأم وغادر علي الفور من أمام والده
تقلب خيرية الطعام داخل الإناء ثم أطفأت الموقد ولج رمضان يحمل أكياس مليئة بالفاكهة والخضروات
يلا يا أم هند أنا واقع من الجوع
أديني خصلت الأكل وهاغرف خبط علي بنتك وجوزها وقولهم الغدا جهز يا عيني يا بنتي مالكيش بخت رضيتي بالهم و الهم مش راضي بيكي كان قلبي حاسس من الأول ان العقربة حماتها و بنتها مش هيرتاحوا غير لما ينكدوا عليها منهم لله
وطي حسك يا وليه ليسمعك جمال وأنتي بتدعي علي أمه وأخته احمدي ربنا أنه اتصرف صح و جم يقعدوا معانا علي الأقل كدة مطمن علي بنتي
ما أنا زيك يا حاج وفرحت لما شوفتها ورجعت حتي لو معاها جوزها بس كان نفسي يكون ليها بيت حتي لو اوضة وصالة خاصة بيها وبجوزها زي أي بنت
هند بنتي مقامها عالي بس يا قلب أمها مالهاش بخت
يا شيخة استغفري ربك ربنا بيحبها وبيوقفلها ولاد الحلال و هابقي اقولك علي خبر حلو بس نتجمع علي الأكل كلنا الأول
اجتمع الجميع حول المائدة كان جمال يمضغ الطعام ويأكل بحرج أخذت خيرية قطعة لحم كبيرة ووضعتها أمامه
كل يا جمال يا بني أنت في بيتك ما تتكسفش
تسلم إيدك يا خالتي أنتي وعمي مش عارف أشكركم إزاي كفاية
انتم مستحملينا
ابتسم رمضان واخبره
ما تقولش كدة يا بني انت وهند واحد و البيت بيتكم
الله يخليك يا عمي أنا لاقيت شقة في منطقة جمبنا في فايدة كامل شقة محندقه و ايجارها حنين هانروح نعيش فيها أنا وهند
أنتم فعلا هاتعيشوا في شقة لوحدكم بس في شقة أوسع تقريبا زي شقتنا بس فوق
أشار بسبابته للأعلي
بجد يا بابا
سألته هند ابنته فأومأ لها
ايوه الشقة اللي في الدور اللي فوقينا صاحبها قرر انه يبيعها و الحاج إسماعيل صاحب المصنع اللي أنتي شغالة فيه اشتراها و كلمني النهاردة قالي عايز يأجرها لجمال بنظام عقد الإيجار القديم و من غير مقدم كمان
صاحت خيرية بتهليل
يا ألف نهار أبيض ربنا يباركله الحاج إسماعيل طول عمره راجل كريم ويحب الخير و أحلي حاجة هاتبقي بنتي
ساكنة فوق
نظرت هند إلي جمال وتمسك بيده بسعادة
أخيرا يا حبيبي هيبقي لينا بيت لوحدنا
ربت علي يدها بيده الأخرى
ربنا يقدرني و أخليه لك مملكة و أنتي الملكة يا حبيبتي
جاء الليل وبدأت حفلات الرقص والمجون داخل أحد الملاهي الليلية هبط يوسف علي الدرج يبحث عن ماهي حيث قرر أن ينهي هذا الأمر سريعا أخذ ينظر من حوله فوجدها تجلس جوار شاب و تلتصق به يلتقطا الصور وسط ضحكات صاخبة وتلامس تجاوز الحدود و في غضون لحظات وجدته أمامها

قومي من القرف اللي أنتي فيه ده وتعالي عشان عايزك
نهضت من جوار الشاب الذي قال لها
ما تتأخريش يا ماهي
أومال لو مكنتيش مخطوبة كنتي عملتي إيه! 
كان سؤالا ساخرا من يوسف فأجابت الأخرى
ملكش حق تحاسبني من وقت خطوبتنا لا كلمتني و لا عبرتني و داير بس ورا حتة البت السكرتيرة ال...
أوقفها بإشارة من يده
كلمة كمان عليها وهاتسمعي مني كلام مش هايعجبك عموما أنا مش جاي أحاسبك أنا جاي عشان أقولك خطوبتنا كانت غلطة والحمدلله هقدر أصلحها في الوقت المناسب اتفضلي
أخرج خاتم الخطبة من جيبه ووضعها في كف يدها
بكل سهولة كدة يا يوسف
ما أنا لسه قايل كانت غلطة وبعدين أنا شايف ما بتضيعيش وقت خالص عشان معبرتكيش فترة روحتي تصيعي جوه نايت مع الشباب لازقه جمب واحد و بتتصوروا سيلڤي أومال لو اتجوزنا و اتخاصمنا ارجع ألاقيكي مع واحد منهم علي السرير!
صڤعته اڼتقاما من توبيخه الحاد رمقها شزرا وتابع
أنتي مش فارقة معايا أصلا و لا أنتي كنتي البنت اللي أتمناها في يوم عن إذنك
وأشار باصبعيه سلاما ساخرا وذهب تاركا إياها تصرخ بحنق وتلقي بكوب من الزجاج خلفه
في ستين ألف داهية
يلا العشا جاهز يا ولاد روح يا سعيد نادي علي أخواتك
أنا خارج ألعب مع أصحابي
اه منك ياللي مغلبني روح بس ما تتأخرش
نهضت أحلام بثقل وجدت غرام ملتحفة بالغطاء
قومي يا غرام ماما بتنادي علينا عشان نتعشا
ماليش نفس اتعشوا أنتم
طب والله ما هاكل حاجة غير لما تيجي و تاكلي معايا أنا ما اتغدتش وفضلت مستنياكي ذنبي في رقبتك لو تعبت
نهضت غرام وكان الحزن مخيم علي وجهها
ادخلي اغسلي وشك وفوقي أنا حلمتلك الفجر إمبارح حلم حلو أوي يارب يتحقق
تدخلت ابتسام بمرح
إحنا بعد كده مش هانسميكي أحلام المفروض نسميكي رؤى
ضړبتها علي خلف رأسها بخفة
ماشي يا لمضة جزاء ليكي أنتي اللي هتاخدي ميدو علي رجلك وتأكليه
يارب نفسي أعرف أؤكل براحتي مرة
معلش بقي قدرك تبقي خالة و الخالة والدة
وفي الحمام ظلت تلقي علي وجهها المياه وظلت تنظر إلي صورتها المنعكسة في المرآة خرجت سريعا تجفف يديها في المنشفة صدح جرس المنزل
شوفي مين يا غرام قبل ما تقعدي
فتحت الباب وتفاجأت به أمامها ألقت المنشفة سريعا فوق رأسها كالوشاح
يوسف
رأي عائلتها تتجمع حول مائدة الطعام فابتسم وقال لها ببراءة
أنا جعان أوي ينفع أؤكل معاكم
ابتسمت وأشارت له
اتفضل
ولج فوجد ترحيب حار من والدتها وشقيقتيها وخاصة بعد علمهم أن
هذا صاحب الفضل بعد ربه و تغير حياة غرام إلي الأفضل تناول معهم الطعام في أجواء من المرح والسعادة
وبعد تناوله لمشروب ساخن قام بالاستئذان
أنا مضطر أمشي ما تنسيش تيجي بكرة بدري عندنا اجتماع مهم
أومأت لها مبتسمة
حاضر
وقبل أن يذهب أخبرها
علي فكرة أنا فسخت خطوبتي مع ماهي عقبالنا
أغلقت الباب في وجهه والابتسامة لديها من الأذن إلي الأذن الأخرى وصل إلي مسامعها صوته
ده أمر مش طلب مع السلامة
ذهب وكاد قلبها يذهب إلي
رحلة من السعادة رددت بصوت خاڤت
مع السلامة يا حبيبي
تم علي سجن النساء حتي يتم تحديد جلسة حكم في قضية كل منهن.
خرجت من السرايا و يديها حولها الأصفاد رأت عاطف وأوقفه العسكري
ممنوع يا كابتن يلا امشي من هنا
معلش مش هعطلكم أنا جاي أقولها حاجة
نظر إليها بكل ازدراء واحتقار
فاكرة لما عايرتيني بفقري اللي هو كانت نفس ظروفك وكمان بشغل أمي اللي جذمتها أنضف منك علي الأقل اشتغلت و كافحت بالحلال وربت تلات رجالة لكن أنتي عملتي العكس بيعتي نفسك للي يدفع أكتر ونهايتك بقيتي......
وبصق علي وجهها كلماته بمثابة رصاصة قاټلة اردتها قتيلة وهي حية ترزق فالأيام دول وجاء الجزاء العادل لتدفعه في الدنيا فماذا عسێ ما ينتظرها في الآخرة!
كان يغفو في سبات عميق منذ أمس استيقظ علي لكز والدته في ذراعه
أصحى يا للي أخرتي هاتكون بسببك
استيقظ يوسف بفزع
فيه إيه يا ماما
فيه أنك فسخت خطوبتك من غير ما تكبر أهلك و ترجعلهم و كل ده عشان حتة بت جربوعة من حواري دار السلام!
أنا أصلا من البداية مكنتش عايز ماهي و دي كانت خطتك يا منيرة هانم و لا نسيتي اتفاقاتك مع رامي صاحبي!
ولت ظهرها إليه
بتتكلم عن إيه مش فاهمة حاجة
لاء أنتي
فاهمة و اللعب كل بقي علي المكشوف بس أحب أعرفك سواء انتي موافقة و لا لاء أنا هاتجوز غرام فأي محاولة هتعمليها عشان تبعديني عنها هاتكوني حضرتك الطرف الخسران فيها
أنت بتتحداني يا يوسف
ده مش تحدي دي حياتي و أنا حر أعيشها زي ما أنا عايز و أنا اللي هاكرر أعيش مع مين
قاطع نقاشهم صرخات كاميليا التي دوت في الخارج تركض في الرواق مذعورة
ألحقوني نور عمل حاډثة واتقلبت بيه العربية وخدوه علي المستشفي
بعد مرور
ساعات تم نقل نور من غرفة العمليات إلي غرفة العناية المشددة يقف والده بالخارج ينظر إليه عبر النافذة الزجاجية يبكي علي حال ابنه
حقك عليا يا نور والله ما كنت أعرف اللي هايحصل معاك أنا اللي غلطان و المفروض كنت هادفع الغلط مش أنت يا حبيبي
جاء صوت زوجته من جواره
تدفع تمن اللي عملته معاه و لا اللي عملته في حقي كنت عارفه كل اللي بيدور ورايا ونزواتك القڈرة و كنت ساكتة بقول بكرة يكبر ويحترم نفسه ده مهما كان جوزك أبو عيالك و جد وعنده حفيدة لكن الوضع بيزيد من سئ لأسوأ
نظر إليها وتوقف عن البكاء
أنتي السبب جفائك و تسلطك المستمر علي كل واحد فينا تحكمك و سيطرتك عشان تشبعي الأنا عندك هي اللي خلتني أخونك مرة و التانيه و التالتة و مش ندمان أنا كل أسفي علي ابني اللي كان هايروح بسبب نزوة انتي السبب فيها حتي ابنك التاني يوم ما لقي البنت اللي حبها وأتغير للأحسن علي إيديها تقومي تتدخلي كعادتك تدمري له حياته بدل ما تصلحيها
متوقعة ردك مش جديد عليك أنا خلاص هاسيبك أنت وعيالك تعملوا اللي أنتم عايزينه اتجوز و رافق براحتك وخلي ابنك يتجوز من بنت طماعة هي واهلها في ماله ونسبه أبقي ماتنساش تعزم معارفنا وقرايبنا علي فرحه في الحارة بكرة ابنك بنفسه هايعرف كان عندي حق ويندم أنه مسمعش كلامي
لاء خليكي انتي مع عيالك انا اللي هاسيبلك كل حاجة و ابقي شوفي حد تعرفي تتحكمي فيه ده لو لاقيتي عن إذنك
عادت هند برفقة أحلام من التسوق تحمل كلتيهما أكياس
هنستناكي يا هند علي العشا
حاضر و سلميلي علي خالتي عزيزة عقبال ما أجيلكم
ماشي
ولجت إلي الفناء فوجدت من يتبعها تخشي أن يكون سمير فشهقت بفزع ألتفت لتجده
عاطف
آسف لو خضيتك
و لا يهمك
كنت بحسبك طليقي
أنا سمعت من أصحابي أنه رجع للبيع بس علي نشاط أوسع لحد ما اتمسك في شحنة تقيلة دي أقل حاجة فيها حكم تأبيدة
الله يسهلوا كل واحد بياخد جزاء
اللي عمله الحاجة الوحيدة اللي ندمت عليها فيها حياتي يوم ما أتجوزته
و مش ندمانة أننا مابقناش من نصيب بعض
نظرت إلي أسفل بحرج وخجل
كنت هبلة و طايشة وقتها لو كنت بعقلي كان زمانا مع بعض ما بقاش ينفع كلمة ياريت
و ليه يا أحلام ما ينفعش بكلمة منك نبدأ حياتنا من أول وجديد
رفعت وجهها ونظرت پصدمة تحاول تفسير ما تنضح به عينيه
تتجوزيني يا أحلام
ألقت هند الأكياس فوق الطاولة واتجهت نحو الغرفة لتبدل ثيابها توقفت حينما سمعت طرق علي الباب ألقت الوشاح علي رأسها وذهبت لتفتح الباب.
أزيك يا مرات أخويا
شعرت هند بانقباضه في قلبها ابتسامة دلال تخفي خلفها شړ دفين و الأخرى حدسها يخبرها أن تتراجع
خير يا دلال
دفعتها من أمامها و ولجت عنوة
مش عيب تكلميني علي الباب كدة من غير ما تقوليلي أتفضلي ألا أخويا فين أصلي مشفتهوش من وقت ماخدك ومشيتوا أو بمعني أصح لما قلبتيه علينا و خلتيه يقاطعنا
أنا! يعلم ربنا كنت مخبيه عليه عمايلكم معايا أنتي و طنط عشان ما انكدش عليه و لا يشيل منكم وأبقي انا السبب هو اختار البعد بسببك و لا فاكرانا مانعرفش أنتي اللي مديتي إيدك علي الفلوس وخدتيها
أيوه أنا اللي أخدتها خير أخويا و أنا أولى بيه و هانعرف نرجعه لينا و لو مكنش بمزاجه يبقي بمزاجه برضو
أظهرت زجاجة صغيرة كانت تخبأها في يدها وتابعت
و خصوصا لما ما يطقش يبص في وشك المشوه
حين أدركت هند ما هي مقبلة عليه دلال صړخت وركضت نحو باب الشقة والذي كان مفتوحا من حسن حظها
هاتعملي إيه يا
مچنونة
هبطت علي الدرج قاصدة شقة والدها
افتحي يا ماما ألحقوني
ركضت الأخرى و تمسك بالزجاجة وعينيها تشع بالشړ
أنا لازم أدمرلك حياتك زي ما حياتي مدمرة
الشړ أعمى عينيها و لم تنتبه إلي الدرجة المکسورة تعثرت و تدحرجت علي السلم مع انسكاب السائل الڼاري الذي طال وجهها و خاصة عينيها فاطلقت صړخة مدوية خرج علي إثرها الجيران.
مرت الأيام و قد نال كل ما اقترف شيئا جزائه سمير تلقي عقابه بالحكم المؤبد بينما سماح حكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات لكن سجن العاړ
سيلحقها إلي الأبد دلال فقدت بصرها و شوه وجهها فكانت تريد هذا الشړ في زوجة أخيها لا تعلم الجزاء من جنس العمل و قد نالت جزاءها و جن چنونها بعد أن أدركت أنها ستظل ضريرة كان الحال لدي والدتها ظلت تنعي حظها العسر و ندمت علي ما فعلته و ذهبت تطلب الغفران من زوجة ابنها وكذلك من ابنها و لدي سوزان وقعت في براثن أحد رجال الأعمال الذي أذاقها الويل فكان شخصية سايكوباتية يسقيها العڈاب ألوانا فهذه نهاية كل من ركض وراء سراب يدعي الثراء عبر وسائل غير مشروعة.
و لدي غرام كانت الأخبار السارة تلوح في الأفق قام عاطف بخطبة أحلام وتعلق صغيرها به ويدعوه بابا انتهت ابتسام من أداء الاختبارات النهائية وحصلت علي مجموع يؤهلها للدخول إلي كلية الألسن كما أتى إلي حسن عقد عمل في أحد دول الخليج لذا قرر أن يتزوج ابتسام و يأخذها معه إلي الخارج وتكمل تعليمها الجامعي عبر الأنترنت وتعود إلي بلدها لأداء الامتحانات وتعود مرة أخرى إلي زوجها في الخارج.
و لدى أيضا عائلة الشريف تعافي نور من أثار الحاډث واعترف نادما إلي كاميليا
زوجته غفرت له لكن لا تنكر أن داخلها شيء قد تفتت و لا يمكن إصلاحه و لنأتي إلي يوسف الذي اختار أن يعيش مع والده في منزل داخل أحدى الوحدات السكنية وقام بالذهاب إلي عائلة غرام وقام رأفت بطلب يدها إلي نجله في وسط سعادة عارمة.
يغسل آلاف من الصحون يوميا دون كلل أو ملل يغني بسعادة بعد أن علم أصبح لديه اجازة لمدة أسبوع يمكنه العودة إلي بلاده وأول ما يتمناه هي رؤيتها!

و ها قد جاء اليوم المنتظر داخل قاعة ذات مساحة شاسعة المدعون من كبار رجال الأعمال والمعارف يخالطهم جيران الحارة الذين جاؤوا جميعا لحضور حفل زفاف كلا من غرام ويوسف و زفاف أيضا حسن وابتسام
كان كلا العروسين يستقبلون التهاني و المباركات
أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا مستر حسن
قالها عاطف وتمسك أحلام بساعده
حد مانعكم يلا اعملوها
قولها بالله عليك يا أبو علي هي اللي مش راضية قال إيه لازم. سنة خطوبة نعرف بعض كويس قال يعني ماتعرفنيش ده إحنا متربيين مع بعض
عقبت أحلام
البني ادم بيتغير مع الوقت افرض بتمثل عليا الطيبة أكون أنا اتدبست فيك
ضحك كل من حسن و ابتسام التي اخبرته
معلش يا عاطف بقي اتعلمت الدرس وعرفت التمهل والتأني هما الصح
صاح حسن بسعادة
الله علي بوسي يا ناس وهي بتقول حكم ما بتعملش بيها أصلا
لكزته في ذراعه وضحكت شقيقتها وعاطف ولدي غرام ويوسف
خد بالك منها يا يوسف بيه غرام دي يعني القلب الحساس والحنية كلها
ما تقلقيش يا هند المفروض توصوها هي عليا و لا إيه يا چيمي
ما هو بعد اسم چيمي ده مش عارف أقول رأيي هم اللي بيقولوا و يقرروا أسألني أنا
لكزته هند بمرفقها
قصدك إيه يا سي جمال
و لا حاجة يا حبيبتي بقول أن الدنيا من غيركم ماتسواش
ايوه كده اتظبت
تقدم نور من شقيقه و همس إليه
ماما واقفة بره عايزة تباركلك بس مش عايزة تشوف بابا و في نفس الوقت محرجة من غرام
محرجة منها و لا مستكبرة تيجي تباركلها
انتبهت غرام إلي حديثهما الجانبي
فيه حاجة يا يوسف 
أخبرها نور بما قاله لشقيقه ابتسمت وأمسكت بيد يوسف
أنا ويوسف اللي هانروح لحد عندها
وفعلت ما قالت تعجبت منيرة من رؤية غرام وتبتسم لها
نورتي الفرح يا طنط و بجد فرحتنا مكنتش هاتكمل غير بوجودك معانا
ا وقامت نظرت منيرة إلي ابنيها وانتظر يوسف رد فعل والدته فاجأته نقيض ما كان يتوقعه قامت بعناقها
ألف مبروك وربنا يتمملكم علي خير
يوسف أيضا من والدته وعانقها بقوة
الله يبارك فيكي و يخليكي لينا يا أمي
يلا بينا ندخل جوه و ناخد لنا صورة جماعية
و في الداخل عانقت الشقيقتان أمهما
وأخيرا جه اليوم اللي كان بيحلم يشوفكم فيه أبوكم الله يرحمه ربنا يباركلي فيكم يا بناتي
حبيبتي يا ماما الله يرحمه و يخليكي لينا
رددت كل من غرام و ابتسام
يلا بقي ناخد صورة سيلڤي فيها كل الحبايب
وقف الجميع غرام وجوارها يوسف و والدته و جوارها السيدة عزيزة التي يقف علي يسارها حسن و جواره ابتسام علي الجانب أحلام
و عاطف و الجانب الأخر جمال و هند أتى السيد رأفت فتركت غرام له مساحة بينها و بين يوسف ليقف بينهما
يلا عشان هانصور
التقطت الصورة والجميع ينظر مبتسما نحو آلة التصوير لكن ابتسام كانت تنظر نحو نقطة أخرى و مازالت تحدق نحو هذا الذى دخل للتو يحدق إليها بوعيد من نيران حارقه لم يهدأ علي خيانتها لعهد الحب الذى أوهمته به وحينما عاد إلي أرض وطنه علم بأمر زواجها من معلم اللغة الإنجليزية فالكل كان علي علم وهو آخر من يعلم قرر حضور حفل الزفاف يكفي رؤية تلك النظرة في عينيها ورجفة شفتيها وهي تردد اسمه بخفوت
عثمان
تمت بحمد الله.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-