رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول بقلم ساره مجدي

رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول بقلم ساره مجدي

رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ساره مجدي رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول
رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول بقلم ساره مجدي

رواية حجارة القلب صفوان وسلمي كاملة جميع الفصول

كان يقف امام النافذه الزجاجيه الكبيره داخل مكتبه فى تلك الشركه الكبيره الذى يخافها الجميع ولا يقف امامه احد حين يذكر اسم صفوان العزيزى شاب فى الخامسه والثلاثون ارمل ولديه ابن وحيد بقلمى ساره مجدى وهو ايضا وحيد ليس لديه اقارب لا يوجد احد بجواره سوى صديقه المقرب طويل القامه بجسد رياضى متناسق بعيون بلون القهوه ولحيه مميزه وشارب كبير وشعر ناعم طويل يصل الى اول كتفه الجميع يتراجع امامه ورغم انه قاسى الطباع خاصه فى عمله الا انه لديه نقطه ضعف قويه وهو ولده صاحب الخمس سنوات يوسف منذ وفاه والدته وصفوان يقوم بدور الاب والام يحاول جاهدا الا يجعله يشعر بالنقص ولكن هيهات فمن ذلك الذى يفقد امه ولا يشعر بالضياع 

كان ينفخ دخان سيجارته فى الهواء بملل لا يجد مربيه تراعى الله فى ولده فهو ليس لديه احد يهتم بيوسف فى غيابه سوى الخدم الموجود فى بيته وكثير من اصدقائه نصحه بالزواج ولكن بعد هدى لا يوجد حب لا يوجد حياه 
الټفت على صوت طرقات على الباب بقلمى ساره مجدى ودخول صديقه الوحيد ويده اليمين بالعمل خلدون الذى حين وقعت عينيه على صديقه علم بما كان يفكر به اقترب وجلس على الكرسى المواجه للمكتب ليجلس صفوان على كرسيه بارهاق
ليقول خلدون بابتسامه رجوليه جذابه خاصه مع ملامحه الرجوليه الصاړخة وعيونه شديده السواد وذلك الشارب واللحيه 
اخبار يوسف ايه 
ليتنهد صفوان بهم وهو يقول 
هيكون عامل ايه يتيم و وحيد 
ليريح خلدون ظهره على الكرسى وهو يقول 
انا عندى ليك حل بس مش عارف هتقبله ولا لا 
ليعتدل صفوان سريعا وهو يقول 
طيب قول بسرعه
ليقف خلدون وهو يلف حول المكتب قائلا 
فى بنت ممكن تيجى تخلى بالها من يوسف ومقيمه كمان يعنى هتفضل معاه طول الوقت ومش هتسيبه لحظه واحده فى اليوم وطول الاسبوع وعلى مدار الشهر وخلال السنه 
قطب صفوان حاجبيه بحيره حين اكمل خلدون كلماته قائلا
بس 
بس ايه 
ما تخلص يا ابنى انت هتنقطنى بالكلام 
عاد خلدون ليجس امام صفوان وهو يلقى كل ما لديه مره واحده 
هى بنت يتيمه وكانت فى ملجأ وهى دلوقتى كبرت عن انها تفضل فى الملجأ فهى بدور على شغل يكون فى اقامه 
ليقف صفوان قائلا بعصبية
جايبلى لقيطه تربى ابنى انت اټجننت يا خلدون 
ليقف خلدون ينظر الى صديقه پغضب وهو يقول 
يتيمه اهلها ماتوا فى حدثه وملهاش قرايب زى حلات حضرتك كده علشان يربوها ويهتموا بيها يا صفون بيه 
و تحرك من امام صديقه ليغادر ليمسك صفوان بيد صديقه وهو يقول 
انا اسف يا خلدون والله مقصد حاجه انت صاحبى واخويا 
لينظر له خلدون وهو يقول 
ولا يهمك يا صاحبى بس ديما كده الناس اللقيطه بتبقا على راسها بطحه رغم انها ملهاش ذنب لكن ديما هى الى بتحاسب وتتحاسب 
وغادر ليظل صفوان يشعر بالضيق انه لم يقصد ذلك خلدون صديقه الوحيد اخيه حقا من يوم تعارفهم وهم يد بيد لم يعد يحتمل ليخرج من مكتبه متوجه لمكتب صديقه ليجده ممد على الاريكه يضع يده على عينيه جلس على الكرسى القريب من راسه و انحى يقبل رأسه وهو يقول 
انا اسف يا خلدون حقك عليا يا صاحبى واخويا الوحيد انا اسف يا شريكى انا اسف يا رفيق الدرب والكفاح والنجاح انا اسف يا عم ابنى 
رفع خلدون يده من فوق عينيه ينظر الى صفوان بعيون حمراء غاضبه بقلمى ساره مجدى اثر كتمانه لدموعه لتذكره ما حدث معه وما يحدث معه حتى الان دون ذنب 
ليقترب منه صفوان اكثر ويمسكه من كتفه ليوقفه على قدميه وهو يقول
خلدون والله انا مكنت اقصدك بكلامى وانت عارف كده كويس وانا عارف كويس انك فى الحاله دى علشان انت افتكرت الى حصل زمان بس زى ما قدرت تنجح طول السنين الى فاتت دى و محتجتوش فى حاجه هتقدر تكمل وتنجح وتحقق كل الى نفسك فيه  
عاد صفوان الى البيت بعد ارهاق كبير
ومشقه فى ان يعيد صديقه الى سابق عهده به وانهاء كل ما كان عالق بالعمل صعد مباشره الى غرفه ابنه ليجده كما توقع يجلس ارضا وحوله أوراقه والوانه جلس بجانبه وقبل رأسه لينظر له يوسف بابتسامه سعيده وترك ما بيده ليقفز ويجلس على قدم والده يعانقه بقوه 
ظل صفوا هي دن يلاعبه ويلون معه وهو ينظر اليه من وقت لاخر بحصره يتذكر ويتخيل لو ظلت هدى معهم كان سيعود من عمله يجدها هى وولده فى انتظاره يلعبان طوال اليوم يمرحان ويضحكان يجلسوا ثلاثتهم على طاوله الطعام وتهتم هدى بهم وتطعمهم بيديها تنهد بهم وهو يفكر هل تلك الفتاه الذى سيحضرها صديقه ستهتم بصغيره وتراعيه  
كان يجلس فى مكتب مديره دار الايتام ينتظرها هو لم يراها يوما ولكنه دائما يحضر الى هذه الدار الذى نشيء بها وترعرع بعد وفاه والداته رغم ان ابيه ما زال على قيد وليس رجل هين بل ذو سلطه ومقام كبير لكن كيف يكون لشخص كهذا ولد من فتاه فقيره من حاره شعبيه ولولا وجود ورقه زواج رسميه لها لما استطاعت ان تسجله وتخرج له شهاده ميلاد ولكن سلطه والده جعلتها تعلم هى وهو بالطريقه الاصعب ان لا احد يقترب منه يوما او يحاول ان يثبت نسبه له 
ومن وقت ان تعرف على صفوان يوم انقذ حياته حين تعرض للسرقه على طريق الدار فى نفس اليوم الذى كان يغادر فيه خلدون الدار ليجد ثلاث رجال يتكالبون على شخص ليلقى بحقيبته ارضا بقلمى ساره مجدى وھجم على احدهم وضربه ضربه قويه يعلمها جيدا اسفل عنقه ليقع فاقد الوعى وضړب الثانى وكسر للثالث ذراعه وھجم الثانى عليه مره اخرى وجرحه فى ذراعه ليهجم عليه خلدون بقوه اكبر وضربه بقبضه يده فى صدره ليسمع صوت تكسر ضلوعه وصرخه قويه ليسقط ارضا وعاد خلدون باهتمام رغم چرح ذراعه الى ذلك الملقى ارضا 
اقترب منه ليجده شبه فاقد للوعى ساعده ليقف واجلسه بداخل
السياره وعاد واحضر حقيبته ووضعها فى صندوق السياره ثم جلس على كرسى السائق وقاد السياره بسرعه الى اقري مستشفى وهناك تم اسعافهم سويا  
دلف خلدون لصفوان بالغرفه ليجده مستيقظ اقترب منه بهدوء وقال 
الحمد لله على سلامتك 
نظر له صفوان بحزن كبير يملئ عينيه وقال 
انت الى انقذت حياتى مش كده انا متشكر جدا 
اقترب خلدون وهو يقول
العفو ربنا يقومك بالسلامه بس انا اسف جدا انا مش معايا فلوس علشان حساب المستشفى فلو يعنى انت 
ليهز صفوان راسه بنعم وهو يقول 
فهمت وكتر خيرك على كل حال انا بجد مش عارف اشكرك ازاى 
وبعد ساعه اخرى خرجا من المشفى وهما
يعرفن كل شيء عن بعضهما ومن وقتها وهم اصدقاء مقربين 
عاد من ذكرياته على انفتاح الباب ودلوف مديره الدار وخلفها جسد صغير لفتاه من يراها للوهله الاولى يظنها طفله صغيره وقف على قدميه امام مديره الدار التى قالت 
استاذ خلدون انا مش هوصيك على سلمى انا عارفه انك هتحافظ عليها 
ابتسم بعمليه وهو ينظر لسلمى منكسه الرأس وقال 
حضرتك متقلقيش خالص سلمى فى رقبتى 
ثم اقترب منها وهو يقول بصوت هادئ 
سلمى 
رفعت رأسها تنظر اليه ليبتسم وهو يقول
خلينا نمشى ومش عايزك تقلقى انت هشتغلى فى مكان امان وعند شخص امين 

ظلت تنظر اليه بعيونها التى تشبه جرات العسل الصافى وملامحها الهادئه البريئه 
وهزت راسها بنعم و تحركت لتغادر الغرفه وهو خلفها  
كانت جالسه فى سيارته منكمشه على نفسها لا تعلم اى مصير ينتظرها بقلمى ساره مجدى نظر لذلك الضخم الذى يقود السياره الذاهبه بها الى المجهول 
اخفضت بصرها لثوانى ثم رفعتها بخجل وهى تقول 
هو حضرتك واخدنى على فين يا بيه 
نظر لها نظره خاطفه ثم عاد بنظره الى الطريق وهو يقول 
خلدون اسمى خلدون ولو على رايحين فين فأنا عندى شقه صغيره كده كنت ساكن فيها زمان قبل ما انقل شقتى الجديدة هتباتى فيها النهارده وهتبقا شقتك علشان لو حصل اى حاجه فى شغلك يبقا ليكى
مكان ومتبقيش فى الشارع 
ظلت تنظر اليه باندهاش وغرابه وقالت 
هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه 
نظر لها بابتسامه ابويه حانيه وقال 
لانى فيوم كنت ذيك ولقيت الى يقف جمبى ويساعدنى وانا عايز اقف جمبك واساعدك 
كانت تشعر بالاندهاش لماذا يفعل معها كل ذلك حين تنظر الى هيئته التى تلفت الانتباه سيارته الفارهه كيف يعرفها ولماذا يساعدها 
ترجمت افكارها الى سؤال 
بس هو حضرتك يعنى يعنى اقصد تعرفنى منين علشان تساعدنى  
اوقف سيارته على جانب الطريق وهو يقول 
انا معرفكيش شخصيا بس انا اعرف الدار دى كويس جدا ولما بيكون فى حاله زيك كده بحب اساعدها 
اخفضت رأسها بخجل وكلماته التى فهمتها خطئ تشعرها بالنقص والدونيه لتخرج من افكارها على صوته يقول 
يلا انزلى وصلنا 
نظرت من النافذه لتجد بنايه كبيره فى منطقه شبه راقيه ترجلت من السياره لتخرج حقيبتها التى رفضت باستماته ان يحملها عنها وقف امام عم احمد حارس العقار وقال له
اخبارك يا عم احمد 
ليرفع عم احمد يديه بتحيه وهو يقول 
الحمد لله يا بيه نورت العماره 
ليربت خلدون على كتفه وهو يقول 
ده نورك يا راجل يا طيب عملت الى قولتلك عليه 
كله تمام يا باشا 
ليشير خلدون لسلمى وهو يقول 
انا هوصلها للشقه ونازلك ماشى 
اشار لها ان تتقدمه فى السير فرجعت خطوه للوراء فابتسم وتقدم هو سارت خلفه حتى وصلى الى المصعد ضغط على ذر الطابق الاخير توقف المصعد ليفتح خلدون الباب ثم اشار لها بالخروج وهو خلفها ثم اشار لها على الدرج ليصعدا طابق اخر حتى وصلى الى سطح البنايه نظرت حولها وهى تقول لنفسها 
كنت فاكره ايه يعنى ما اكيد فوق السطوح كتر خيره انه سكنك اصلا وقالك انها بتاعتك تنهدت وهى تكمل تفكير مع نفسها 
ومتطمعيش خدى من الدنيا الى بترميهولك من سكات كنت مين انت علشان تكونى مرتاحه 
كان ينظر اليها والى نظره عينها الكسيره يشعر بالشفقه عليها ولكنه يفعل كل ما بوسعه ليس لديه المزيد ليفعله 
اخرج المفتاح من جيب بنطاله وقال
لها 
هى شقه صغيره اوضه وصاله ومطبخ وحمام بس مريحه اوووى وهى من النهارده بتاعتك وبكره الصبح هعدى عليكى علشان اوديكى المكان الى هتشتغلى فيه ماشى 
هزت رأسها بنعم وهى تقول پانكسار 
كتر خيرك يا بيه ربنا يقدرنى على رد جمايلك 
شعر بغصه فى حلقه ولكنه لا يستطيع البقاء اكثر من ذلك عليه الرحيل الان 
اقترب منها خطوه وهو يقول
هتلاقى جوه اكل انتعشى كويس و نامى علشان تبقى فايقه الصبح تمام 
هزت رأسها مره اخرى بنعم ليغادر هو سريعا 
اقتربت من الباب وفتحته بهدوء وهى تتوقع بيت بسيط بحثت عن مفتاح الاضاءه لتجد منزل رائع فرشه بسيط لكن مرتب ومهندم وبشكل جميل تجولت فى انحاء الشقه انها اكثر مما تتمنى شكرت خلدون فى بالها قائله
كتر خيره والله ده بيت مكنتش احلم بيه ربنا يكرمه 
فتحت الثلاجه لتجد ا كل ما لز وطاب اخرجت بعض منه واكلت بعد ان ابدلت ملابسها وقفت تنظر من النافذه تفكر فى الغد و هل ستنجح فى وظيفتها الجديده 
مر الليل على الجميع بين تفكير وقلق وخوف وهم وحمل القلق للغد بقلمى ساره مجدى
فى صباح اليوم التالى ارتدت فستان طويل باكمام طويله ازرق اللون وحجاب ابيض وحضرت حقيبتها لتسمع طرق على الباب 
توجهت اليه لتجده العم احمد يبتسم ويقول 
الاستاذ خلدون تحت وعايزك يا بنتى 
ابتسمت وهى تقول 
حاضر نازله حالا 
وحملت حقيبتها واغلقت الباب ليحاول العم احمد حمل الحقيبه عنها ولكنها رفضت بشده حين لمحها خلدون ترجل من السياره ليحمل عنها الحقيبة التى اعطتها له بخجل ركبت بجواره ينتفض قلبها خوفا كان يشعر بها وحاول ان يطمئنها قائلا
عجبتك الشقه 
نظرت له بخجل وقالت 
ما شاء الله جميله ربنا يبركلك فيها 
ابتسم بهدوء وهو يقول 
يباركلك فيها لانها بقت بتعتك 
اخفضت راسها بخجل ليكمل هو 
انا عايز افهمك انتى داخله على ايه 
نظرت له باهتمام ليقول 
انت هتبقى مسؤله عن يوسف طفل عنده خمس سنين يتيم من يوم ما اتولد والدته اټوفت وهى بتولده والده دور كتير على مرافقه ليه كتير جدا ملقاش
الى هو محتاجه هو محتاج مربيه بدرجه ام تلعب وتربى تراعى صحيا واخلاقيا وطبعا لازم تفهمى ايه خطه صفوان فى تربيه ابنه الاول وهو اكيد 
ليقول پغضب 
هى دى الى هتخلى بالها من يوسف دى محتاجه الى يخلى بالو منها 
تنهد خلدون بملل وهو يقول 
هى صحيح صغيره فى العمر لكن متقلقش هى عارفه هى المفروض تعمل ايه وانت عرفها خطتك بالنسبه لابنك 
كان عقله يعمل مع تلك الكلمات التى يقولها خلدون ولكنه لاحظ اقتراب يوسف من الفتاه ليصب كامل تركيزه عليهم بقلمى ساره مجدى
حين لاحظ خلدون عدم اهتمام صفوان بكلماته نظر خلفه ليجد سلمى تجلس ارضا أمام يوسف الذى ينظر اليها باندهاش 
قبل ذلك بقليل 
كانت سلمى واقفه محنيه الرأس حين اقترب منها يوسف ينظر اليها بابتسامه بريئه لتجثوا على ركبتيها بابتسامه مشابه لابتسامته وقالت 
اذيك انا سلمى وانت اسمك أيه 
يوثف 
لتتسع ابتسامتها وهى تقول 
الله اسمك حلو اوووى  
ليمسك طرف حجابها وهو يقول 
عارف بابا قالى ان اسمى احلى اسم فى الدنيا علسان ماما الى اخترته انت قريبه امو دون 
لتبتسم لكلماته الصادقه الطفولية وهى تقول 
لا انا مش قريبته انا جايه هنا علشان اشتغل 
وقبل ان تقول شيء اخر استمعت لصوت رجولى و قوى يقول 
دى المربيه بتاعتك يا يوسف 
نظر لها يوسف وهو يقول 
بجد يعنى انت بتحبينى مش هتزعلى يوسف خالص 
شعرت بغصه مؤلمھ بقلبها
ان ذلك الصغير يذكرها بنفسها يوما 
ربتت هلى وجنته بحنان وهى
تقول 
متقلقش انا بحبك وعايزاك ديما مبسوط وهعمل كل جهدى ماشى يا يوسف بيه 
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يقول 
بيه داده صفيه كمان بتقول لبابا بيه هو انت هتبقى خدامه هنا فى البيت علشان كده بتقوليلى يا بيه 
كادت ان تجيبه لتسمع ذلك الصوت من جديد سقول بأمر 
يوسف مليون مره قولتلك مفيش حاجه اسمها خدامه عندك لازم تحترم كل الناس 
رفعت رأسها تنظر اليه نظره خاطفه ولكنها لمست قلبه وروحه نظره كشهاب 
كان خلدون يتابع ما يحدث بعيون طفل اراد يوما من يحن عليه يقبله يضمه وايضا بقلب رجل قسى وتجلد بسب كل ما عاناه ولكن روحه مازالت تبحث عن ذلك الحضن الكبير يشفق عليها بشده وېخاف عليها ايضا بقلمى ساره مجدى ولكنه يعلم جيدا انها هنا فى بيت صديقه فى أمان 

اقترب من يوسف يحمله وهو ينظر لها باطمئنان وقال 
تعال نلعب انا وانت على بابا وسلمى ما يتكلموا شويه 
وخرج سريعا كانت مازالت على جلستها ليقول لها 
هتفضلى قاعده كده كتير 
لتنتبه على حالها وتقف سريعا منحنيه الرأس فى خجل وخوف 
ظل ينظر اليها ثم قال بهدوء 
تعالى ورايا 
وتحرك سريعا لتسير خلفه باقدام من هلام دلف الى غرفه المكتب وجلس خلف مكتبه واشار لها ان تجلس امامه جلست فى صمت تنتظر ان تستمع لما يريد قوله ولكنه ظل صامت لبعض الوقت يراقبها بعيون كالصقر لقد لامست به وتر حساس يشعر بالمسؤليه تجاهها وكأنها ابنته يشعر بقلبها المرتجف ويتمنى لو يستطيع ان يضمه ويربت عليه ويطمئنه 
تنحح وهو يقول 
يوسف اغلى ما املك وعلشان كده انت هيبقا عليكى مسؤليه كبيره جدا يوسف محتاج ام تحب وتحن تعلم وتربى تلعب ودادى تعاقب وقت اللزوم لكن كمان بحنيه هتقدرى تعملى ده 
ابتسمت بحزن وهى
تقول بصوت ضعيف 
امى وابويا ماتوا وانا عندى عشر سنين فاكره ماما لما فاكره انى كنت بنفز العقاپ وانا فرحانه فاكره لما كانت بتقعد جمبى تحكيلى حكايه قبل النوم فاكره لما كنت برجع جرى من المدرسه علشان اترمى فى حضنها فاكره كل كلمه ولمسه وحضن فاكره كل نصيحه فاكره احساس الأمان بين ضلوعها الى كنت بستخبه فيه وقت خوفى 
صمتت لثوانى وهى تمسح دمعاتها المنسابه على وجنايها واكملت قائله 
انا فاهمه يوسف بيه مفتقد ايه وربنا يقدرنى اعوضه 
كان يتألم لالمها مع كل كلمه تقولها حتى قالت كلمه بيه اعتدل فى جلسته وهو يقول 
اسمه يوسف وانت صحيح بتشتغلى هنا فى البيت مربيه ليه لكن ده مش معناه ابدا انك تقوليله يا بيه مش هقولك اعتبريه ابنك لكن على الاقل اخوكى الصغير ولازم تخليه يحترم الكبير وانت اولهم مفهوم 
نظرت اليه نظره امتنان وهى تقول 
مفهوم 
وقف على قدميه ليقول 
مرتبك 5000 جنيه وطبعا انت مقيمه معانا هنا فى البيت ليكى اى طلبات تانيه 
كانت فارغه الفاه تنظر اليه پصدمه كاد ان يضحك عليها بسب تلك العيون المفتوحه على اتساعها وفمها ايضا ليقول وهو يوليها ظهره 
اقفلى بؤك ده بدل ما دبانه تدخل فيه ولا حاجه 
لتغلق فمها وهى تقول 
ده كتير او يا بيه 
صمت لثوانى ينظر اليها بتمعن جعلها تشعر بالارتياك بسب نظراته ليقول وهو يضع يده فى جيب بنطاله قائلا 
لا مش كتير ولا حاجه دلوقتى هخلى داده صفيه تطلعك الاوضه بتاعتك وهى للعلم جمب اوضه يوسف وفى ما بينهم باب داخلى كمان وتعرفك كل الحاجات الخاصه بيوسف  
ضغط على ذر موجود اسفل المكتب 
لتحضر سيده فى عقدها الخامس مهندمه الملابس والشعر تقف باحترام وهى تقول 
تحت امرك يا صفوان بيه 
رفع صفوان حاجبيه بملل لقد سمع تلك البيه الذى
يكرهها اكثر من ثلاث مرات اليوم ولكنه قال بهدوء 
اعرفك يا داده الانسه سلمى مربيه يوسف الجديده 
نظرت اليها السيدة بهدوء وعلى وجهها ابتسامه هادئه وقالت 
اهلا بيكى يا بنتى 
اهلا بحضرتك 
جاوبتها سلمى بخجل 
ليقول صفوان 
عايزك تعرفيها على البيت وعلى اوضتها واوضه يوسف 
لتهز صفيه راسها بنعم واشارت لسملى بالخروج امامها 
خلال ساعه كامله كانت سلمى علمت كل شيء يخص يوسف وفى نفس ذلك الوقت كان صفوان يجلس مع ولده وخلدون فى الحديقه حتى حضرت الخادمه الاخرى فى المنزل واسمها عبير قائله
الفطار جاهز يا بيه 
دلفوا ثلاثتهم الى غرفه الطعام ليجدوا سلمى هناك ايضا تقف بجوار الكرسى الذى يجلس عليه
يوسف 
ركض اليها الصغير لتحمله يين ذراعيها بابتسامه حانيه وقبله على وجنته وهى تقول 
يلا علشان تفطر 
هز رأسه بنعم
لتجلسه فى مكانه وامسكت بالصحن التى اعدته سابقا من اجله وبدأت فى اطعامه ليلاحظ الرجلان وقفتها فينظر خلدون لصفوان يننظر رده فعله 
الذى لم يتأخر بها وهو يقول 
واقفه ليه يا سلمى اقعدى علشان تعرفى تاكليه 
رغم تنفيزها لأمره الا ان ذلك لم يرضى خلدون الذى انحنى على صديقه قائلا
وهى مش هتفطر 
نظر له صفوان بهدوء وهو يقول 
اكيد هتفطر بعد ما تفطر يوسف  
نظر له خلدون باندهاش ولكن صفوان لم يهتم واكمل تناول طعامه فى صمت 
كانت تداعب الصغير وهى تطعمه تقبله تداعب انفه بقليل من الكاتشب كان الرجلان يتابعاها بتركيز وعلى وجه صفوان ابتسامه اطمئنان وخلدون ابتسامه حنين وتمنى 
انتهى الصغير من طعامه وقد انهى صحنه بالكامل لتحمله سلمى وهى تغادر غرفه الطعام وصعدت الى غرفته غسلت له وجه ويديه واجلسته على سريره وابدلت له ملابسه وجلست بجانبه يلعبان 
انتهى الرجلان من طعامهم وشربا قهوتهم وجلسى فى الحديق وهى لم تنزل حتى الان 
نظر خلدون لصفوان وهو يرفع حاجبه ليضحك صفوان بصوت عالى وهو يقول 
مش هشكرك على فكره لانه ابنك زى ما هو ابنى  
ليبتسم خلدون وهو يقول 
ربنا يكرمك يا صفوان انا ديما بحس انك اخويا حقيقى  
لينظر له صفوان بابتسامه
هادئه دون كلام نظر خلدون فى اتجاه البيت وهو يقول 
هما ناموا ولا ايه 
لا بس تلاقى يوسف قاعد بيرسم 
لم يكمل الجمله ليجد يوسف يركض فى اتجاههم يمسك بيده الكره وهو يقول 
مين الى هيلعب معايا علشان سلمى مش بتعرف تلعب كوره 
ليقول صفوان باندهاش 
انت مش المفروض تكون بترسم دلوقتى 
قال الصغير وهو يضرب الكره ارضا 
سلمى قالتلى نلعب شويه رياضه وبعدين ارسم 
لينظر لسلمى باندهاش معجب يجدها تنظر ارضا وقف خلدون سريعا وهو يقول 
يلا يا بطل انا هلعب معاك بقالى كتير ملعبتش بس لازم تخاف منى انا معنديش ياما ارحمينى 
ليضحك الصغير بصوت عالى وهو يلقى الكره ارضا ويركض خلفها ويركض خلدون خلفه لتتحرك سلمى وتدلف الى الداخل بصمت 
وقف صفوان يلعب مع ابنه وصديقه وبعد الانتهاء ركض يوسف الى سلمى التى حملته بترحاب ادهش صفوان حيث انها لم تهتم انه مبلل بالعرق وثيابه مليئه
بالاوساخ 
فى المساء تناول يوسف عشائه وخلد الى النوم بعد ان قصت عليه قصه صغيره ودلفت الى غرفتها لتنام عاد صفوان مساء ليجد صفيه تضع له طعام العشاء فسالها عن يوسف وسلمى قصت عليه كل ما حدث بعد ذهابه الى العمل هو و خلدون
حمته وغيرتله هدوموه وفضلوا يرسموا لمعاد الغدا وبعد الغدا اقعدت معاه تذكرله 
لينظر لها باندهاش لتكمل هى قائله 
وما شاء الله يوسف استجاب ليها بشكل كبير 
هز رأسه بنعم وهو يشكر صديقه فى عقله 
ولكنها اكملت قائله 
بس دى كانت مكسوفه اوووى ومكنتش راضيه تاكل بالعافيه اكلت مع يوسف حاجه بسيطه خالص 

نظر لها بضيق ولكنه لم يعقب
مرت ايام كثيره حاله يوسف النفسيه تتحسن يبتسم يمارس الرياضه اصبح يذاكر يوميا تحسنت رسوماته 
وايضا لم يشعر هو براحه كتلك الذى يشعر بها الان فالبيت اصبح به حياه يسمع دائما صوت ضحكات ولكنه ايضا يلاحظ تحفظ سلمى الدائم خجلها المستمر بقلمى ساره مجدى و عدم تناولها الطعام فى حضوره ابدا دائما تتجنب الوجود فى محيطه رغم انه فى اوقات
كثيره يستمع لصوت ضحكتها المميزه من غرفه يوسف وحين يدلف الى الغرفه تصمت تماما وتنزوى حتى ينتهى من الاطمئنان على ابنه ويغادر كان يشعر ان هناك شيء خطئ او ناقص لكن لا يستطيع تحديد ما هو 
ذات يوم كان يجلس داخل مكتبه بعد مرور اكثر من ثلاثه أشهر على عمل سلمى حين اقتحم يوسف الغرفه وهو يبكى ليحتضنه صفوان بقلق وخوف فمنذ مده طويله ومن وقت قدوم سلمى وهو لم يرى دموع يوسف 
ربت على رأسه وهو يقول 
فى ايه يا حبيبى مالك بټعيط ليه وفين سلمى 
ليشير له يوسف الى الاعلى ليركض صفوان الى الاعلى ليجد سلمى مسطحه ارضا فاقده الوعى 
حملها سريعا ووضعها على السرير وهو ينادى على صفيه بصوت عالى لتدلف الى الغرفه سريعا قائله
نعم نعم 
اتصلى بالدكتور بسرعه  
تحركت سريعا وفى خلال دقائق كان الطبيب يعاينها فى حضور صفيه وكان صفوان ويوسف يقفان بالخارج حين حضر خلدون ايضا قائلا بقلق 
فى ايه يا صفوان ايه الى حصل 
نظر له صفوان باندهاش وقالى
انت عرفت منين 
احتضن خلدون يوسف وهو يقول 
يوسف كلمنى مالها سلمى 
قبل ان يجيبه خرج الطبيب من الغرفه وهو يقول لصفيه التى لحقت به 
الاكل الى قولت عليه والادويه دى فى معادها
ليقول صفوان 
خير يا دكتور 
قال الطبيب بهدوء 
فى الحقيقه هى ضعيفه جدا كمان من الواضح انها مش بتتغذى كويس 
نظر خلدون لصفوان پغضب وعينيه مليئة بالشړ 
ليقول صفوان باهتمام 
الحاله خطيره يعنى محتاجه مستشفى 
لينفى الطبيب سريعا وهو يقول 
لالا الموضوع مش مستاهل هى بس ترتاح وتاكل كويس والادويه الى كاتبها تخدها فى موعيدها وان شاء الله هتكون كويسه 
انزل خلدون يوسف ارضا ليركض الى الغرفه وامسك خلدون صفوان من ملابسه وهو يقول 
البنت أمانه عندك وانت تجوعها 
ليمسك صفوان يد خلدون يبعدها عنه بقوه وهو يقول 
انت اهبل يلا هو انا بقعد فى البيت وكمان كنت موصى صفيه عليها صحيح عارف انها بتنكسف وخجوله لكن ما تخيلتش انها طول المده دى مش بتاكل كويس تنهد خلدون وهو يقول 
البنت غلبانه اوووى يا
صفوان واظن انها مراعيه ابنك والدليل على كده حبه ليها وخوفه عليها ارجوك خلى بالك منها دى امانه ربنا هيسألك عليها 
وغادر دون كلمه اخرى ليصدم عند الباب بفتاه قصيره القامه بملابس محتشمه ظل ينظر اليها بتلك العيون التى تشبه السماء الصافيه على بشره خمريه قالت بخجل 
انا اسفه والله مكنتش اقصد 
ليبتسم وهو يقول 
حصل خير بس انت مين بقا 
اخفضت رأسها وهى تقول 
انا جايه لجدتى 
لينظر لها باندهاش لتكمل قائله 
تيته صفيه 
ليبتسم وهو يقول 
ااااه تمام نورتى اتفضلى 
ثم نادا بصوت عالى قائلا 
داده صفيه 
لتقترب صفيه وهى تقول 
نعم يا ابنى شمس 
قالت الاخيره باندهاش لتقترب منها شمس قائله
اذيك
يا تيته 
خير يا بنتى فى حاجه ولا ايه 
لتشعر شمس بالخجل ليقول خلدون بهدوء 
ايه يا داده ده فى حد يقول كده اومال فين اهلا و سهلا نورتى وحشتينى كبرتى واحلويتى 
ليقول الاخيره بلهجه غريبه استشعرتها شمس ولكنها لم تتكلم باى شيء ليشعر بخجلها فغادر بعد ان حياها بأدب 
اقتربت صفيه من حفيدتها وضمتها بحب شوهى تقول 
تعالى يا حبيبتى اجبلك عصير وتقوليلى جيالى ليه 
دلف صفوان الى غرفه سلمى ينظر اليها وهى نائمه ويفكر 
انها ملاك برئ رقيقه وصغيره الحجم 
انها تلمس به منطقه بعيده فى روحه قد اخفاها بعد مۏت هدى ولكن تلك الملاك تصر على ان ټقتحم وحدته تبدد حزنه تنير قلبه الذى اظلم بعد غياب شمسه وحب حياته كلمات خلدون مازالت ترن بعقله هى امانه عندك ليقول بصوت هامس 
وقلبى امانه عندها 
ربنا هيسألك عليها ليقول 
وهى كمان ربنا هيسألها عن قلبى الى سرقته 
ظل جالس بجانبها ويوسف بين ذراعيه نائم 
فى الصباح فتحت سلمى عيونها تنظر حولها بهدوء تشعر ان هناك شئ خاطئ ولكنها لا تفهم سبب ذلك الشعور رفعت راسها لتعتدل لتفتح عيونها على اتساعهم بقلمى ساره مجدى
وهى تجد صفوان جالسا على الكرسى الكبير المواجه للسرير نائم وبين ذراعيه يوسف وضعت يدها على رأسها لتتاكد من وجود حجابها لتتنهد بارتياح ولكنها قطبت جبينها بتفكير ماذا
يفعل هنا انزلت قدميها على الارض وقبل ان تقف سمعت صوته الناعس يقول 
خليكى مكانك 
نظرت اليه بخجل ليقول وهو يعتدل قليلا وبهدوء حتى لا يزعج يوسف الغارق فى النوم 
ارجعى نامى وارتاحى الدكتور قال كده امبارح 
نظرت اليه بعدم فهم وهى تردد باندهاش 
دكتور 
فى تلك اللحظه استيقظ يوسف لينزل عن قدم ابيه ويركض اليها قائلا
انا كنت خاېف عليكى اوووى يا ماما
نظرت له باندهاش ثم نظرت الى صفوان پخوف لتجد تعابيره عاديه لتبتسم بساعده وهى تحتضنه بقوه وهى تقول 
ما تخفش يا حبيبى انا كويسه 
ثم نظرت لصفوان وهى تقول 
والله اول مره يقولى كده 
ليشير لها بيده قائلا
هو قالها لانه حسها وانا مش هعاقب ابنى على احساسه بالامان 
اخفضت راسها وقبلت اعلى راس يوسف ثم قالت 
هو ايه الى حصل 
اعتدل صفوان وقص عليها كل ما حدث وما قاله الطبيب 
لتخفض رأسها وهى تقول
انا اسفه جدا وا
لم يدعها تكمل وهو يقول 
انت هنا فى بيتك ولو كنتى فى الاول مجرد موظفه فانتى دلوقتى ليكى فى البيت ده اكتر من اى حد تانى انت ليكى هنا يوسف الى اتعلق بيكى وكان ھيموت من الخۏف عليكى يوسف الى الى قالك يا ماما من كل قلبه وهو عمره ما شاف امه وشافها فيكى البيت بقا بيتك يا سلمى ارجوكى خلى بالك من صحتك لان انت مهما جدا لينا 
وغادر بعد ان اهداها نظره حانيه وهو يقول 
هبعتلك الأكل هنا ويخلص كله مفهوم 
قال الاخيره بأمر 
كانت تنظر فى اثره باندهاش ولكن نظره عينيها اختلفت انها تشعر بالامتنان ولكن ايضا هناك نظره سعاده 
مرت عده ايام كانت
سلمى تسترد صحتها وذات يوم حضر خلدون الى بيت صفوان وحين دلف من الباب ذهب مباشره الى صفيه التى كانت تعد وجبه خفيفه ليوسف وقف خلفها وقال 
ممكن تعمليلى معاكى علشان انا يتيم ۏجعان 
نظرت له نظره حانيه واعتطه ما كان بيدها وبداء فى اعدا واحد اخر وهى تقول 
بالف هنا وشفا 
جلس خلدون على كرسى الطاوله الموجوده بالمطبخ
وهو يقول 
كنت عايز اتكلم معاكى فى موضع 
أمسكت الصحن الذى به وجبه يوسف وقالت 
هطلع ده ليوسف وجايلك حالا 
جلس يأكل وهو يفكر انه لأول مره يشعر بالخۏف دائما كان يشعر بالچرح من والده الذى ينكره ولا يريده ولكنه الان كم تمنى ان يكون لاب اخر مهما كان فقيرا ولكن لديه قلب يحب به ابنائه ليس كوالده الذى لديه اموال طائله ولكنه بلا قلب 

حضرت صفيه وجلست امامه وهى تقول 
خير يا بنى انت كويس 
نظر لها طويلا ثم قال 
هو انت عندك ولاد قد ايه يا خاله صفيه 
نظرت له باندهاش فهذه اول مره تسمع كلمه خاله فى ذلك المنزل و لكنها اجابته قائله 
بنت واحده متجوزه موظف بسيط فى مصلحه حكوميه وعندها بنتين خلود مخطوبه لابن عمها مدرس ثانوى وشمس الى انت شفتها قبل كده 
هز رأسه بنعم وقال 
ربنا يباركلك فيهم 
صمت لثوانى لتشعر انه يريد قول شيء ما ولكنه لا يعلم كيف يقوله او يخجل 
ابتسمت وهى تقول 
مالك يا ابنى قولى ايه الى شاغل بالك 
نظر اليها وقال 
عايزك تسمعينى لحد ما اخلص كلام من غير ما تقطعينى 
هزت راسها بنعم ليقول هو
بصراحه كده انا طالب ايد الانسه شمس بس قبل 
لتظهر معالم الدهشه على وجه صفيه ليقول هو 
قبل ما تقولى اى حاجه لازم تعرفى شويه حاجات عنى 
صمت لعده ثوانى ثم اكمل قائلا 
انا اسمى خلدون رياض العمرى ابن رياض العمرى من زوجه فقيره من سكان الحارات زوجه دون المستوى من وجه نظره ونظر عيلته حاول معاها بكل الطرق لكن هى كانت محترمه فمكنش قدامه غير الجواز الشرعى وفعلا اتجوزها وعاش معاها شهر وبعد كده طلقها ولما ولدتنى 
صمت لثوانى اخرى كان يعصر اصابعه بقوه و أنفاسه عاليه كانت تشفق عليه مما يقوله وتعلم كم هو مؤلم وبشده ظلت صامته حتى اكمل هو قائلا 
ولما راحت علشان تعرفه طردها وقالها انى مش ابنه وتشوف هى جيباه منين ولولا قسيمه جوازها وطلاقها الى كانوا
معاها مكنتش هتعرف تعملى شهاده ميلاد اشتغلت وربتنى لحد ما بقا عندى عشر سنين وفى يوم سخنت جدا وماټت ومن وقتها وانا فى دار للايتام بعد ما هو رفض يخدنى 
رفع عينه اليها يرى دموعها ټغرق وجهها فابتسم بحزن وهو يقول 
يا ترى بقا واحد زى يليق بالانسه شمس 
وقفت على قدميها لتقف بجانبه وهى تربت على كتفه قائله 
يا ابنى انت تشرف اى حد و والدتك دى ست تتشال فوق الراس احنى الى فين يا ابنى منك 
ليقف وهو يقول 
بلاش الكلام ده انا عايزك تاخدى رأى والدها والدتها وتقوليلى اجيب صفوان واجيلكم امتى 
هزت راسها بنعم ليقبل اعلى راسها وغادر المطبخ ليجد صفوان يقف هناك ويبدوا انه استمع لما قيل
بسب تلك الابتسامه التى ترتسم على وجه بقلمى ساره مجدى
وقف امامه وهو يقول 
انا هسبقك على الشركه 
وغادر سريعا تلاحقه ضحكات صفوان العاليه  
انتهى من تناول غذائه واستعد للعوده الى شركته ليسمع صوتها الهادئ ينادى عليه قائلا 
لحظه من فضلك 
وقف مكانه ينظر اليها وهى تقترب منه على استحياء وقفت امامه تنظر ارضا وهى تقول 
كنت عايزه استأذن حضرتك فى حاجه 
ابتسم وهو يقول 
من غير حضرتك يا سلمى قولى الى انت عايزاه 
ابتسمت وهى تقول
فى الحقيقه انا كنت عايزه يعنى انا ويوسف ننزل نشترى شويه حاجات يوسف كان محتاجها والله 
ابتسم وهو يقول 
مفيش مشكله وحتى لو انت الى محتاجاها السواق هيكون معاكم يوصلكم ويستناكم ويرجعكم 
واخرج من جيب الجاكيت الخاص به رزمه من النقود مد يده بها لها لتنظر له بخجل فقال 
امسكى انا عارف يوسف مش هيبطل شړا 
اخذتهم باستحياء وهى تقول 
انا معايا الفلوس الى حضرتك بتديهالى انا مبصرفش منهم حاجه بصراحه حضرتك مش مخلينى محتاجه حاجه 
ليبتسم وهو يقول 
دى فلوسك تعملى بيها الى انت عايزاه لكن ابنى انا ملزم بيه ولا ايه 
لتهز راسها بنعم 
ليبتسم وهو يشعر بداخله بشيء من الساعده وجودها فى حياته اصبح شيء مهم رغم هدوئها الا ان ضحكتها وروحها الحلوه مرحها ولعبها مع
يوسف بقلمى ساره مجدى اهتمامها الدائم بالطعام الصحى ونومه فوجودها اصبح كالهواء بالنسبه له 
غادر بعد ان ابلغ السائق بأن يظل معهم حتى يعودا الى البيت 
جلست صفيه امام ابنتها وزوجها وقصت عليهم كل شيء كل ما قاله خلدون وما تعلمه هى عنه وعن عمله مع رب عملها و طلبه لشمس 
ظل والد شمس صامت لتقول صفيه 
لو بدور لبنتك عن راجل حقيقى يصونها ويحميها مش هتلاقى زى خلدون ولو بدور على الى هيريحها ويستتها ومياخرش عليها طلب يبقا خلدون مال وشباب ورجوله واخلاق محتاج اكتر من كده لبنتك 
تكلمت ابنتها قائله
لا والله ده كده اكتر من الى اى ام واب يحلموا بيه 
ليقول زوجها 
ايوه بس ابوه ده يعنى مش هيعمله هو او البنت مشاكل 
لتقول صفيه بثقه 
هو راجل بما فيه الكفاية انه يقف قدام ابوه وميخليش حد يقرب من شمس ولا حد يقرب لخيالها 
لينظر ابا شمس لوالدتها التى حركت راسها بنعم ليقول 
خلاص على بركه الله 
كان جالسا فى مكتبه يتابع اعماله حين رن هاتفه ليجدها صفيه اجابها سريعا ليظهر فى صوته اللهفه والخۏف 
لتخبره بموافقه والدى شمس حين دلف صفوان بسرعه ووجه شاحب يحاكى المۏتى وهو يقول 
سلمى ويوسف اتخطفوا يا خلدون 
وقف خلدون سريعا وهو يقول 
انت بتقول ايه اذاى يعنى يتخطفوا من البيت 
جلس صفوان وهو يقول 
مكانوش فى البيت كانوا فى المول بيشتروا حاجات 
ليقول خلدون بعصبيه 
وانت ازاى تسيبهم ينزلوا لوحدهم بس انت عرفت ازاى 
ليضع صفوان رأسه بين يديه وهو يقول 
اتصلوا بيا وليهم طلبات 
جلس خلدون امامه وهو يقول 
وايه بقا طلباتهم 
نظر اليه صفوان طويلا ثم قال 
الصفقه الجايه و مليون 
تنهد خلدون وهو يقول 
تمام امشى انت معاهم وانا ليا طريق تانى 
ليرن هاتف صفوان ليقف وهو يجيب قائلا
ايوه قيل اى حاجه انا عايز اطمن عليهم الاول 
ليقول محدثه 
ومالوا من حقك بس اختار تكلم مين السنيوره ولا الواد الصغير 
صمت لثوانى ثم قال 
سلمى 
ليعم الصمت لثوانى ثم يسمع صوتها وهى
تقول 
ايوه احنى كويسين متخفش انا مش هسمح لحد يمس يوسف 
ليقول سريعا
انتوا كويسين عملولكم حاجه 
لا خالص متخفش ويوسف فى حضنى 
تنهد بصوت عالى ثم قال 
متخفيش ان شاء الله الموضوع ده مش هيطول 
فى تلك اللحظه كان خلدون يتحدث فى الهاتف و عينيه ثابته على
صفوان التى يبدوا شاحب وخائڤ لأول مره يرى صفوان بهذا الضعف ابتسم ابتسامه صغيره واكمل حديثه 
مر يومان كان صفوان فى حاله اڼهيار جالس فى مكانه لا يعلم ماذا عليه ان يفعل دلف خلدون من الباب وهو يقول 
يلا يا صفوان عرفت مكنهم بسرعه 
وقف صفوان سريعا وهو يقول 
بجد فين 
ليشير له خلدون ان يلحقه وهو يقول 
تعالى بس وفى السكه هشرحلك 
كان يجلس فى السياره بجانب خلدون وخلف ثلاث سيارات بهم رجال ضخام الچثه ملغمين بالاسلحه 
قال صفوان
ما تقولى يا ابنى عرفت مكانهم منين 
نظر اليه خلدون وهو يقول 

من وقت ما عرفت انهم طالبين الصفقه الاخيره حاولت احصر الناس الى كانت معانا فيها و الى اتاثرت جدا بسب الموضوع ده 
ولقيت شركتين الاحمدى والشريف خليت رجلتى تراقب ودور وراهم لحد ما عرفت ان خالد الشريف عليه ديون واصله ل 15 مليون فعرفت ان هو فركذت عليه وعرفت ان له مخزن مكتوب بإسم مراته وادينا رايحينه اهو 
كان صفوان يفرك يديه بقوه توتر وقلق وخوف 
وصلا قرب المخزن ليصف السيارات بعيدا عنه وترجلوا جميعا ليسير الجميع بهدوء حول المخزن ليدلفوا اليه من الخلف بعد ان علموا سابقا كم عدد الحرس الموجود دلف الرجال ليتحكموا فى الافراد الموجوده فى المكان وخلدون وصفوان يبحثان عن سلمى ويوسف كانوا يدورون حول كل تلك الاشياء الموجوده فى ذلك المخزن ليستمع صفوان لصوتها الذى اكتشف انه اشتاق اليه بشده تقص على يوسف قصه عن الشجاعة والثقه فى الله انه سينقذه بقلمى ساره مجدى وان يثق ان والده لن يتركه بمفرده وسوف ياتى اليه ليقول صفوان بصوت يختنق من غصه البكاء الذى يمنعها بصعوبه 
وبابا جه اهو
لينظرا
كليهما اليه بسعاده ولكنهما لم يستطيعوا التحرك بسبب تلك الحبال التى تقيد ايدهم وارجلهم 
اقترب صفوان سريعا ليفك عنهم كل تلك القيود وهو يستمع لاصوات عاليه اثر تعامل رجال خلدون مع حرس خالد الشريف 
وحين انتهى من فك قيودهم احتضن يوسف بقوه وعيونه مسلطه عليها يرى فى عيونها احساس الأمان اشتياق راحه تنظر اليه ولاول مره فى عيونه مباشره ولكن قبل ان يستوعب اى شيئ وجدها تقف سريعا خلفه وصوت ارتطام قوى 
فى لحظات انقلب كل شيء كان رجال خلدون يسيطرون على الامر وانتهوا من جميع الرجال الموجوده وقيدوهم ولم يهتم احد بتأمين صفوان او الرهائن ليقترب خالد الشريف من خلفه ومعه سکين كبيره لتراه سلمى وتقف سريعا تتلقى الطعنه بدل من صفوان ترك صفوان يوسف الذى يمسك راس سلمى وهو يبكى بقوه وظللت يضرب خالد بقوه وصوره
سلمى الغارقه فى دمائها هى التى امام عينيه كان خلدون يتابع ما يحدث بعقل يعمل بسرعه كبيره يفكر فى تلك الغارقه بدمائها اذا اتصل بسياره الإسعاف سوف يأخذون وقت طويل فى الحضور والذهاب فلابد من اخذها فورا حتى يستطيعوا انقازها ليشير لرجاله ليمسكوا خالد الشريف حين ھجم هو يقيد صفوان وهو يخبره 
سلمى محتاجه تتنقل المستشفى يا صفوان خلاص رجلتنا مسكته 
نظر له صفوان وصدره يعلوا ويهبط پعنف ثم نظر الى سلمى ويوسف ليحرر نفسه من خلدون وركض اليهم حمل سلمى وامر يوسف بالسير معه ولكن خلدون اقترب منه وحمله ليختئ الصغير فى حضنه وهو يبكى وامر رجاله باخذ خالد الى احدى مخازنهم ويقيدوه جيدا كان يقود السياره بسرعه چنونيه  
مرت عده ساعات وها هو جالس بعد ان طمئنه الطبيب ان الچرح سطحى و تم تقطيبه وانها بخير 
جلس خلدون بجانبه وقال باقرار 
حبيتها يا صفوان 
ظل صفوان صامت لبعض الوقت 
وقت ما عرفت انهم اتخطفوا كنت حاسس ان قلبى هيقف ابنى وهى 
بس لقيت نفسى مطمن على يوسف انه معاها وانها اكيد هتحميه بس كنت ھموت من الخۏف من ان حد يأذيها حسيت ان قلبى اتشال من مكانه زى ما حسيت يوم وفاه هدى 
ليتنهد خلدون بصوت عالى وهو يقول 
الحب يا صاحبى صابنى وصابك ان شاء الله تقوم سلمى بالسلامه ونروح نخطب شمس ونعمل فرحنا انا وانت فى يوم واحد نظر له صفوان وهو يقول 
خلدون الغول وقع فى الحب يا رجاله 
ليضحكا بصوت عالى وفى نفس الوقت 
خرج يوسف من الحجره وهو يقول 
ماما فاقت 
ليقف صفوان وهو يقول له 
اقعد مع عمو خلدون على ما ادخل اتكلم مع سلمى شويه 
هز الصغير رأسه بنعم
ليدلف اليها 
سحب الكرسى وجلس بجانبها لتفتح عينيها ليبتسم بسعاده وهو يقول بصوت هامس 
حمدلله على السلامه 
الله يسلم حضرتك 
اخفض رأسه قليلا ثم رفعها ينظر اليها وهو يقول 
انا اسف يا سلمى على كل الى حصل معاكى بس لولاكى كان زمانى مېت من كتر الخۏف على يوسف لكن لانك كنتى معاه كنت مطمن ومتسالنيش ازاى بس كنت مطمن عليه وخاېف عليكى 
شعرت بالخجل ولم تستطع النظر اليه ليكمل قائلا 
يمكن تستغربى كلامى لكن انت غيرتى حياتى وحياه ابنى انت نور دخل بيتى نور عتمته وعتمه قلبى انتى خليتى قلبى يرجع يدق بعد هدى الله يرحمها سلمى انا محتاجك فى حياتى واكيد انت متأكده دلوقتى من اهميه وجودك فى حياه ابنى لكن انا صحيح انت كنتى بتتجنبى انك تبانى قدامى لكن كان ليكى اثر كبير فى يومى ضحكك مع يوسف ساعه الفطار وجريكم فى الجنينه حدوته قبل النوم كل دى عادات كنت بستمتع بيها استمتاع ابنى بالظبط 
كانت وجنتاها بحمره الورد الجورى من الخجل ليكمل هو قائلا 
سلمى تقبلى تتجوزينى وتكونى ام لابنى وصديقه وحبيبه وحياه كامله ليا 
مر ثلاث اسابيع ذهب صفوان وسلمى ويوسف مع خلدون لخطبه شمس
استقبالهم له سعادتهم به جعلته يشعر بالسعاده وانه واخيرا سوف يكون له عائله تحبه وتحتويه وبعد مرور شهر اخر ها هو اكبر فنادق البلد يستعد لزفاف عملاق الصناعه صفوان العزيزى وشريكه خلدون العمرى وكانت زوجاتهم فى ابها صوره رقيقتان وجميلتان كفراشتى يطيران داخل بستان من الجنه وكان الجميع يتحدث عن ان العروستين واحده يتيمه خريجه دار ايتام والاخرى حفيده خادمه بقلمى ساره مجدى والجميع يتهمهما بالجنون او تغيب العقل ولكن لم يلتفت احد لكل ذلك 
اخذ الزوجين زوجاتهم الى جزر المالديف فى حناح صفوان كانت سلمى ترتب الملابس فى الخذانه لتجد بعض الاشياء التى لم تعرف اين تضعهم لتقول 
صفوان بيه احط دول فين 
انت قولتى ايه 
لم تجيبه بشئ ولكنها تنظر له پخوف فقال 
بيه تانى ده على اساس المأزون والفرح و المالديف دول يبقوا ايه سلمى انت بقيتى مراتى ملكه قلبى وحياتى نفسى اسمع اسمى بدون القاب منك 
لتنظر له بخجل ثم قالت بصوت هامس 
صفوان 
ليبتسم بسعاده بقلمى ساره مجدى
اما خلدون فحمل شمس بين يديه ليدخلها الغرفه ولم يرد انزالها ظل ينظر اليها طويلا وهو يقول 
اوعدك يا شمس انى افضل طول عمرى شايلك بين اديا وجوه قلبى
وفى عيونى وفوق راسى 
ابتسمت بخجل وهى تقول 
ربنا يقدرنى واقدر اسعدك وفرحك
ليجلسها على السرير وهو يقول 
تعرفى ان امى كانت راضيه عنى اوى علشان بقيتى من نصيبى وبفضلك بقا ليا عيله وبيت حسيت انى انسان حقيقى ومن حقى افرح بقلمى ساره مجدى
فليس الراحه بالمال بل بالحب والاخلاص و الصداقه و الوفاء السعاده تكمن فى زوج يتقى الله وزوجه محبه صديق مخلص وامان واطمئنان 
تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-