رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول بقلم دنيا دندن
رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دنيا دندن رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول
رواية شوق يعذبني كاملة جميع الفصول
وسط حديقة السرايا تقف أميرة متوجة بتاجها الذهبي وفستان زفافها الأبيض المرصع بالؤلؤ وحذائها ذو الكعب العالي سعادتها الداخلية لا تقارن ولا تعطى لأحد مثل الفراشة اللتي تعلمت الطيران و فردت أجنحتها تحلق بالسماء السابعة ، نضرت الى زوجها و تبسمت له بحب حد الثمالة ،تلك السمراء الفاتنة لها قبول محبب ليس كأي فتاة عادية ، لم يكن يبادلها الإبتسامة ولا حتى نفس المشاعر بل كان شاردا في مكان أخرا بعيد عن حفلة زفافه ،وكيف ولا ،ومن تجلس أمامه ليست إلا فتاة عادية فرضها عليه والده ، و زوجها له رغما عنه ،لم يحبها يوما ، في نضره هي مجرد خيال لا وجود له ، حرمته من حبيبته ، و بسببها قد ضح بحب حياته ،تذكرها ليبتسم دون شعور ، نعم مياسين تلك البلورة ذات العيون الزرقاء التي ترهق نومه و تأرقه ،يحبها بل يعشقها حد النخاع ،والأن هي تدرف دموع فراقة ،فقد قتلها و دبحها بسكين بارد لا حدة فيه بعد أن أخبرها بزواجه من إبنة عمه الوحيده ، تذكر دموعها و إنهيارها أمام عيونه العاشقة لها حد الموت ،زفر بحنق وإرهاق مرر يده على جبينه متألما على حبيبة القلب وغدق الروح ، نضر إلى تلك التي تمسك يده مشددة عليها بعشق وقال بصوت مختنق يملأه الألم " تعبت ، امتى هنخلص من الحفل "
حدقت به صابرة مبتسمة وقالت دون شعور : اليوم فرحنا ،اذا مش هنفرح فيه هنفح امتى ؟!
حدق بها بضيق و أغمض عيونه يبتلع مرارة الموقف قبل أن يستقيم من مكانه متقدما نحو المنصة ، دون تردد صرف جميع الحضور ،الشيئ اللذي لم ينل رضى والده ،وجعله غاضبا منه ، حدق بتلك البريئة التي كسرت فرحتها ، ثم توجه نحو إبنه بعد أن غادر الجميع وقال بصوت حاد و عيون غاضبة "إيه اللى عملته يا راسخ ؟!"
ابتسم بسخرية قبل أن يمر من جانب والده دون كلمة ، و توجه إلى تلك المسكينة و حملها على كتفه ، مما جعلها تشهق بخفة تحت نضراتها المستغربة ، لم تنل تصرفاته إعجاب والده اللذي صرخ به بقوة " راسخ ،أنا بكلمك ؟! البنت مالهاش دعوة في اللى بيني وبينك "
إلتف إليه ،و إبتسم راسخ بطريقة شيطانيه توحي بعدم ندور الخير وقال بجفاء و عيون تضخ الإنتقام " دي مراتي يا بابا ، واليوم أول يوم ليها في البيت ،لازم أتعرف عليها كويس ،وهي تتعرف عليا "
انخلع قلب أبيه على تلك الوديعة ،وتأكد أن إبنه سينفد إنتقامه بها ،حاول أن يتكلم معه ، إلا انه رحل من أمامه متوجها بها نحو غرفته، دمعة نزلت من عيون أبيه خوفا على تلك الفتاة ، اللتي اختارها له، يعلم أن إبنه لا يحبها ،ولكن هي ،هي تحبه وتعشقة حد الجنون ، وهي مستعدة لأن تضحي بحياتها من أجله ،لكن إبنه لايدري ،ومن يدري سر القلوب أمرها ليس بيد صاحبها ،كلنا راغبون بالحب ،ولكن ماذا لو الحب لا يرغب بنا
ما أن وصل بها إلى غرفته حتى فتح الباب و أقفله بقدمه بقوة أجفلت تلك المعلقة على كتفه اللتي لا تعي شيئا مما يحدث ، رما بها على سريره فإعتدلت جالسة مثل البلهاء وحدقت به مبتسمة ، طالعها من أسفلها لأعلاها نضرات أخجلتها ،إبتسم مستهزأ عليها ثم خلع سترته ووضعها بطريقة مرتبة فوق الأريكة ، من ثم جلس أمامها يحدق بها لثواني قبل أن ينطق بقوة مثبت خضرائه على قوس قزح عيونها " أنا متجوز "
حدقت به مثل البلهاء وقالت بعد أن أشارت إلى نفسها " متجوزني انا ؟!"
نفى برأسه و أكمل حديتة بنفس اللهجة اللاذعة " إسمعي أنا بحب بنت ثانيه ،و أبويا ضغط عليا اتجوزك ، قال بتحبيني وغيره ، وأنك اللى مناسبة تبقى مراتي وتشيلي إسمي " ثم أكمل حديثه بتبات " أنا دغري ومش بحب الكدب ، إنت لا شكلا ولا عنوانا عجباني ،واللى بحبها إتجوزتها، وهي في بتنا دلوقتي وحامل مني ، وجوازي منك هيبقى طبيعي ،يعني انتي مراتي الثانيه ،كل إلى عليا إتجاهك مجرد حقوق هتاخديها لا غير "
لم تستوعب كلماته ولا سيل الصدمات التي وقعت عليها لم تشعر بشيئ حتى حينما إقترب منها ،ومتى إمتلكها ،ومتى حل ذالك الصباح ، هي لم تنم بل كانت تنضر للفراغ ، من بعد أن صدمها أثم زواجه بها وغادر ،تركها كأنها مجرد دمية اأفرغ بها غضبه من فعلته الشنعاء اتجاه زوجته الأولى ، أو مثل فتاة ليل غجرية يستعملها لتلبية حاجاته الشهوانيه ،يا ليته سكت فقط ولم يقل شيئ ،حتى إن كان متزوجا من غيرها،بل فقط عليه إحترام مشاعرها ،تحملت صابرة كل ذالك الألم والإهانة التي فتكت بقلبها العاشق الولهان ، و حاولت الوقوف والتوجه للمرحاض ،فهو لم يترك مكان بجسمها سليما، بصعوبة استطاعة الوصول لمغسل الحمام وما أن تساقطت المياه عليها حتى سقطت دموع القهر والإهانة والعداب ،لم تستطع الصراخ ،فقط تبكي وتبكي ، ليكون لها قسمة ونصيب من إسمها ،صابرة
↚
هكذا توالت الأيام على صابرة التي هجرها زوجها بعد أول يوم من زواجهم أو لنقل منذ ليلتها الأولى معه ،لم تسلم من كلام والدته و أخته ،كانت إهانته لها مجرد ساعات لكن عائلتة لم ترحمها لمدة شهر ، كانت تهتم بالتنضيف والطبخ وتلبيت حاجاتهم ،ومع ذالك أمه تقهرها ،لأنها سبب في إبتعاد إبنها عنها ، لم يكن يؤنس وحدتها غير وجود أبيه اللذي يخفف عنها ،كانت تخجل وتستحي من طلب الطلاق أو حتى أن تشتكي ،بينما هو كان يشعر بها ويحاول مواساتها على أفعال إبنه الجاحد
جلست بجانبه بعد أن وضعت الشاي أمامه إبتسم لها بحب بعد أن ربت على يدها وقال "حبيبت قلب أبوها زعلانة ليه "
إبتسمت صابرة بإمتنان " مش زعلانة يا بابا بس سرحت شوية"
أماء برأسه وقال بندم " تعرفي أنا زعلان لإني غلطت في حقك"
وضعت يدها على تغره وقالت " حاشى لله إنك تغلط "
غلبت قسمات الحزن على وجهه وقال بعد أن أبعد يدها عن ثغره بلطف " فعلا غلطت لما جوزتك راسخ ،في الوقت اللى يامن هو اللى حبك ، وكان عايز يضحي بالدنيا دي عشانك ،و أنا اللى بعدته عنك وجوزته ،خوفت عليكي منه و إنت صغيرة ،قولت أكيد راسخ اللى هيبقى سند ليكي " دمعت عيونه و أكمل نادما " طلع راسخ هو اللى أذاكي و أنا اللى سلمتك ليه ، أهو راح يتسرمح مع اللى ما تتسمى وسابك إنت "
نفت برأسها وقالت بحنان رغم ألم قلبها " أنت مش غلطان يا بابا ،أنا بحب راسخ وبحب ليه الخير ،لو هو فرحان مع مراته أنا أتمنى له الخير بس "
إبتسم بخفة على حديتها وقال " طول عمرة بريئة وطيبة ،إنتي دايما بتسامحي في حقك عشان اللى بتحبيه "
هزت رأسها وقالت بصوت حنون " مش بحب المشاكل "
عارفك "قالها بتلقائية وأمسك يدها وقال بقوة ،إسمعيني يا صابرة لو حصلي حاجة لقدر الله عايزك تبقي جدعة وتحمي نفسك واللى في بطنك "
نضرت له بخوف " ليه بتقول كدة "
إبتسم وقال " الحياة مش فيها ثقة ، الثقة في الله وحده ،لو حصلي حاجة ، عايزك لو خلفتي ولد إديه لإبني يامن يربيه ، ولو خلفتي بنت ،اديها أمانة لإبن يامن "
حدقت به بإستغراب " مش فاهمة يا بابا"
تنهد وأغمض عيونه وقال " أنا عارف يا صابرة لو خلفتي ولد وشاف اللى أبوه بيعمله مش بعيد يقتله ،ولو خلفتي بنت هتحقد عليه ،عايزك تزرعي في اللى في بطنك مشاعر حلوة ، خليه زيك بس قوي ،يامن هيربي إبنك أو جبنتك على الطيبة وهو اللى يعرف يطلع الحقد من العسل اللى في بطنك "
إستغربت من حديته إلا أنها وعدته بتنفيد كلامه ، لم تكن تعلم أنه يوصيها وصيته الأخيرة ،و أن أجله إقترب ، وفعلا لم يمر سوى أسبوع وكان قد غادر الحياة ، لم تتحمل صابرة موته ،إنهارت من ألم البعد والفراق كيف وهو سندها ووالدها الثاني ، كان الرفيق والصديق الحامي لها ، الحياة لاتعرف الشفقة والموت لا يعرف الإختيار ، وهكذا مرت الأيام
الحب يا إما متبادل أم من طرف واحد ،كيف وهو عاشق لزوجته حد النخاع أن يخونها ،من قال أن الحب يعرف الرحمه بل كل شيئ مباح فيه ،من أجل أن يسعد مالكة قلبه وروحه ، أحضرها في صباح اليوم التالي الى المنزل ،كانت صابرة تجلس في بهو المنزل وحدها شارده . بعد موت والده ،لم ينتضر حتى بل قام بإحضار زوجته التي تحمل بطفله ،كان يسندها في الخطى وهي تبتسم عليه ، نضرت لهم صابرة و إستقامت من مكانها بهدوء توزع نضراتها بينهم ، نضر لها بضيق لكنها ابتسمت وقالت بود" نورت بيتك يا راسخ "
حدق بها وقال دون ذرة شعور لأحاسيسها " مياسين مراتي هتعيش معانا من هنا ورايح ، وياريث تشوفي أوضة ثانيه عشان هي هتبقى معايا "
أمأت برأسها وشعرت بالأسى لأجل نفسها تنهدت من شدة قلة حيلتها وتحجرت الدموع بعيونها وقالت بترحاب " أهلا بمرات الغالي ، البيت بيتك ، انا هجهز الأوضة " قالتها بسرعة قبل أن تقوم دموعها بخيانتها و تنساب على وجنتيها ، حدقت به زوجته التي رغم تعاطفها معها إلا أنها لا تنكر أنانية الحب اللتي جعلتها تسعد لأنه لا يعترف بوجود غريمتها وقالت بعتاب " مش لازم تعاملها كده"
إبتسم دون إهتمام للأخرى وقال " كل اللى يهمني راحتك إنت "إبتسمت لكلماته اللتي قامت بإرضاء أنوثتها وشعرت بالسعادة من تعضيمه لها أمام زوجته الأولى ، فالحب أعمى ويعمي حتى الأحاسيس
بينما في الأعلى كانت تجمع ملابسها وتنضف غرفتها ،لتستضيف غريمتها ، ياليتها كانت عادية ، مياسين ملاك مقارنة بها هي ذات بشرة سوداء ، وشعر مجعد لما سيحبها ، حدقت بعيونها المختلطة بين الازرق والاخضر ، ضحكت بسخرية ما نفع لونهم ،فهي قبيحة ،لربما زوجها محق ، لن تستطيع مجارات زوجته الفاتنة ،لذالك لترضى بقضائها ولا تحاول أن تتحدى من أجمل منها ،غادرت غرفتها حزينة تجر هزيمتها ، دخلت غرفتها
↚
وأكتر شيئ يؤلمها هو أنها كانت تنتضر أن تسعده بحملها ، ها هي تحمل ببطنها بدرة منه حتى و إن كانت نتيجة ليلة واحده وهو نادم عليها ، إلا انها تشعر بنبض رحمها ، للأسف لم تكتمل فرحتها وتخبره ، على الأقل بعد أن يعلم بحملها قد يسعد ولو قليلا ويهتم بها فقط لأجل جنينها وهذا يكفيها
ارتمت على فراشها بسعادة تحتضن بطنها بحب وحنان بينما كان هو و زوجته يقضيان شهر العسل الخاص بهم دون مراعاة لتلك المسكينة ، توالت الأيام يغدق معشوقته بحبه متناسيا وجود الثانية و غير مكترث لوجودها ،كانت ترى حبه وإهتمامه بزوجته الأولى ،مثل السكاكين تغرز في قلبها ،تتألم وتموت ببطئ ، كانت تقف أمام المطبخ تحدق به بينما يداعب زوجته وهما يشاهدان التلفاز ويغدقها بحنانه ، وضحكهما يصل إلى باب المنزل ،إقتربت منهما صابرة بعد أن مسحت دمعتها الحزينة واللتي تتمنى فقط نضرت حنان منه ، همست بصوت خفيض " راسخ " ، إختفت ابتسامته و إبتسامة زوجته التي إستوعبت نفسها و وضعهما المخجل ، التف اليها راسخ ينضر لها بملل كعادته ، وضعت عيونها أرضا وقالت بصوت خجول يملأه الإستحياء " أنا كنت عايزة اكلمك في موضوع "
تأفف بعد أن سند بكوعه على الأريكة و حدق بها بملل وقال بصوت بارد " قولي اللى عندك ، زي ما إنت شايفة أنا مشغول "
أحرجتها كلماته و تمسكت بملابسها تشد عليهم بأصابع يدها وقالت بصوت مبحوح " أنا حامل "
حدق بها مرتين أو أكتر مصعوقا من كلماتها وكذالك زوجته التي لم يستحسن الأمر إعجابها وتغيرت ملامح وجهها للغضب و الإنزعاج ، إستقامت دون أي رد فعل و غادرت إلى الأعلى وصوت طرق حذائها على الأرض يدل على شدة غضبها، بينما هو حدق في أثرها بضيق ثم إستقام جادبا صابرة من رسغها بقوة ألمتها وقال صارخا بقوة و غضب جامح في وجهها جعلها تنتفض " حامل ازاي ؟!، حركها بعنف وقال صارخا " انطقي ؟!"
إبتلعت لعابها خوفا منه وقالت وهي ترتجف من الخوف " والله أنا لسه عارفة من أيام قليلة ؟!"
حدق بها بضيق ومسح بيده على وجهه بعنف وقال بصوت حاد لا يقبل النقاش " الطفل دا لازم ينزل "
وضعت يديها على رحمها بحماية ونضرت له بعيون زائغة وخائفة ،جدبت يده تقبلها وقالت برجاء " أبوس ايدك يا راسخ ،إلا ابني "
رمقها بقسوة و صرخ بها عاليا " قولت لازم ينزل "
نفت برأسها وقالت وهي تبكي بقوة " لا ، مستحيل أعملها "
غضب من تمردها و عنادها ذاك ، وحدق بها بقسوة متحديا إياها و إبتسم ساخرا بعد أن أعتلت وجهه تلك النضرة
الشيطانيه ،خافت منه و حاولت الإبتعاد ، إلا أنه جدبها من رسغها بقوة يجرها خلفه وهي تحاول مجاراته خوفا على بطنها ، قادها الى غرفتها ، ثم دفعها بقوة لتقع على السرير ،أقفل الباب بالمفتاح وخلع حزام بنطاله مما جعلها ترتجف وتبتعد بعد أن نضرت الى زيتونتيه الشيطانيه التي لا تنذر بالخير وبعد أن هتف بكل جحود " طالما مش عايزة تنزليه ، أنزله بطريقتي"
حدقت به وجناحها مكسور وقالت بصوت شاحب أشبه بالهمس " عشان خاطر بابا طاهر بلاش ،والله ما تسمع ليا ولا لأبني حس "
شيطانه لم يحد من عقله وبكل ما سولت له نفسه من قوة وجحود تسلط عليها بهم وضربها إلى أن خارت قواه ،وغادر من أمامها ،ضلت تنتحب بقوة على قسوته ،لكن لم تمر الى ثانيه حتى صرخت بقوة من ألم بطنها بعد أن شعرت بحركة طفلتها ،علمت أنها تواسيها ، بل كانت تحاول الدفاع عنها ،تلك الطفلة الشرسة في مراحل تكونها وما ادراك ان خرجت إلى الحياة ،ابتسمت من وسط دموعها ،على دالك الشعور ،وضعت يدها على رحمها وقالت بخفة " إهدي أنا كويسه ، و إنت هتبقي كويسة ،أنا هيبقى أحميكي "
شعرت بسكون طفلتها تنهدت بإرتياح تكتم ألمها ،أغمضت عيونها تهرب بطريقتها المعتادة ،وهي النوم ، تاركة ألمها و معاناتها وراء ظهرها
↚
مرت الأشهر بسرعة لم يتغير بها شيئ سوى قسوة راسخ على صابرة التي كانت تتحمل عنفه وضربه وإهانته وكسرته لها ، بل جعلها خادمة له و لأمه و أخته و زوجته الحامل ، رغم حملها الصعب وحاجتها للراحة ،كانت تصبر على أي عنف منهم ،تقابله بالصمت ،وتدعي ربها أن يخفف ما نزل عنها وعن طفلتها ،التي كانت ونيستها الوحيدة في المنزل ، لم يهمل زوجته كان يغدقها حبا ويتفنن في إرضائها ومتابعة حملها وكل ما يخصها ،يهتم بأدويتها و موعد طبيبتها ،كان يسهر على راحتها وعلى تعاسة صابرة التي لايعلم حتى بأي شهر هي ، أو حتى أخبارها
كان برفقة زوجته بالخارج ، بعد أن أرهقت من المنزل لكن مخاض الولادة فاجئها ،أضطر الى إصطحابها للمستشفى لتقوم عملية ولادتها بسلام ، وذالك ما حصل ،فقد ولدت طفلا يشبه والده تماما ،أخد منه نفس العيون ولونها ونفس الملامح ،كانت سعادة راسخ لاتقدر ،أخيرا أصبح له طفلا من المرأة اللتي يحبها ،ولي عهده وتمرت حبهم ، بينما في المنزل كانت صابرة تمسح الدرج ،أدركها المخاض ،فجلست تستريح تكتم ألمها ،وضعت يدها على بطنها إلا أن الألم اشتد عليها ولم تعد تستطيع تحمله ،صرخت بأعلى ما لديها ،ونزلت دموع ألمها تتمنى الموت على هذا الألم ،خرج على إثر صوتها والدته ، نضرت إلى حالتها ،علمت أنها تلد ،ساعدتها وأخدتها الى المستشفى ،ثم راسلت إبنها الذي لم يهتم أبدا للخبر ،لم تكن ولادتها بالهينة ،لكنها بالأخير أنجبت طفلة تشبهها ، خرج الطبيب وبشر والدته بأنها بخير وأنجبت ،حمدت الله أن الأمور تمت على ما يرام ، حدقت بإبنتها بحب وإحتضنتها مطولا قبل أن يأخدوها منها ،و زوجها لم يكلف نفسه للإطمئنان عليها ،بعد محايلات من والدته أتى ليرى إبنته أخيرا ،كانت سمراء البشرة و سمينة بعض الشيئ عيونها مثل والدتها ، حدق بوالدته وقال بضيق" هي دي إللى قهرتيني عشان أجي اشوفها ، شبه أمها "
نضرت له والدته وقالت بعتاب " بس بنتك "
نفى برأسه قائلا إبني الوحيد هو فارس إللى خلفته من مياسين ،مش عايز علاقة بدي وأمها "
قال كلماته ورحل ،لم تنل ردت فعله إعجاب والدته التي نضرت إلى الفتاة ودعت لها بالحض لعله لا يكون مثل حض والدتها.
الحلقة الثانيه
فَتَحَتْ صَابِرَةُ عُيُونَهَا بِإِرْهَاقٍ كَبِيرٍ إِثْرَ وِلَادَتِهَا اَلَّتِي لَمْ تُكِنْ بِالْهَيِّنَةِ اِعْتَدَلَتْ فِي جَلْسَتِهَا مُتَأَلِّمَةً ، ثُمَّ قَلَبَتْ عُيُونَهَا بِالْغُرْفَةِ تَتَذَكَّرُ مَا حَدَثَ ، دَخَلَتْ اَلْمُمَرِّضَةُ بَعْدَ أَنْ طَرَقَتْ اَلْبَابَ وَنَضِرَت لَهَا مُبْتَسِمَةً بِإِشْرَاقٍ وَحَنَانٍ وَقَالَتْ " مَا شَاءَ اَللَّهُ ، فَوَقْتِيٌّ وَبَقِيَّتِي أَحْسَن "
أَوْمَأَتْ لَهَا مُبْتَسِمَةً وَقَالَتْ بِإِرْهَاقِ " فَيِنْ بِنْتِي " اِبْتَسَمَتْ لَهَا وَرَدَتْ بِهُدُوءِ وَهِيَ تَقْتَرِبُ مِنْهَا وَبَاشَرَتْ فَحْصَهَا " بِنْتِكَ فِي اَلْحَضَانَةِ أَخَذْنَاهَا لَبِسْنَاهَا وَهِيَ فِي أَوضة اَلْأَطْفَالَ " اِبْتَعَدَتْ عَنْهَا بَعْدَ أَنْ تَحَقَّقَتْ مِنْ تَوَازُنِ ضَغْطِهَا وَقَالَتْ " اَلْحَمْدَ لِلَّهِ بَقِيَّتِيَ أَحْسَنَ "
نَضِرَةً لَهَا بِامْتِنَانٍ وَقَالَتْ " عَايزة أَشْوفَ بِنْتِي " أَوْمَأَتْ لَهَا وَقَالَتْ " حَاضِر " غَادَرَتْ اَلْغُرْفَةُ وَعَادَتْ مُجَدَّدًا بَعْدَ أَنْ أَحْضَرَتْ صَغِيرَةً صَابِرَةَ اَلَّتِي كَانَتْ لَاتَزَالُ نَائِمَةً ، مَدَّتْ لَهَا بِهَا ، لِتَأَخُّدهَا فِي أَحْضَانِهَا بِحُبٍّ وَحَنَانِ وَلَطَافَةِ خَائِفَةٍ مِنْ أَنْ تُؤَدِّيهَا ، تَبَسَّمَتْ وَهِيَ تَحْتَضِنُهَا بِرِفْقِ وَعُيُونهَا تَلَأْلَأَتْ بِدُمُوعِ اَلسَّعَادَةِ وَالْفَرْحَةِ ، شُعُورُ اَلْأُمُومَةِ اَلَّذِي غَدَقٍ فُؤَادَهَا وَأَشْعَرَهَا بِالدَّفِيءِ وَالْأُنْسِ ، أَنْسَاهَا كُلُّ مَا مَرَّتْ بِهِ وَعَانَتْهُ فِي مُدَّةِ زَوَاجِهَا ، فَتَحَتْ طِفْلَتُهَا عُيُونُهَا اَلْمُغْمَضَةُ اَلنَّعْسَانَةَ بِكَسَلٍ تُحْدِقُ بِوَالِدَتِهَا ، سَقَطَتْ دَمْعَةً مِنْ عَيْنِ صَابِرَةَ وَقَبِلَتْ رَأْسَ اِبْنَتِهَا بِحَنَانِ كَأَنَّهَا رِيشَةٌ تَخَافُ أَنْ مَسَّهَا اَلْهَوَاءُ تَطِيرُ ، أَمْسَكَتْ بِكَفِّ اِبْنَتِهَا اَلنَّاعِمَ اَلصَّغِيرِ لِتَقَبُّلِهِ بُرْقَةَ وَتَسْتَنْشِقُ عَبِيرْ اَلطُّفُولَةِ اَلْفَائِحْ مِنْهَا عَلَى وَهْنٍ وَأَرْدَفَتْ بِحَنَانِ بَالِغًا " قَلْب أُمِّيٍّ وَرُوحُهَا ، حَبِيبَتِي يَابَنْتِي "
نَضْرَتْ لَهَا اَلْمُمَرِّضَةُ بِحَنَانِ ثُمَّ قَالَتْ " تَكْبُرُ فِي عِزِّكَ إِنْشَاءَ اَللَّهِ " اِبْتَسَمَتْ لَهَا صَابِرَةُ وَرَفَعَتْ عُيُونَهَا تَنْضَرْ لَهَا بِشُكْرِ " رَبِّنَا يُبَارِكُ فِيكِي ، عَلَى تَعَبِكَ مَعَايَا "
أَجَابَتْهَا بِهُدُوءِ " دَا شَغْلِي يَا سَيِّدَةُ صَابِرَةَ " هَزَّتْ رَأْسَهَا وَقَالَتْ بِتَسَاؤُلٍ " هُوَ مافيش حَدٌّ سَالَ عَلَي"
دَخَلَتْ عَلَى إِثْرِ كَلِمَاتِهَا أُمَّ زَوْجِهَا أَمِينَة اَلَّتِي أَشَارَتْ لِلْمُمَرِّضَةِ بِالْخُرُوجِ ، نَضْرَتْ لَهَا صَابِرَةُ وَقَالَتْ بِحُزْنٍ " رَاسِخِ مِجَاشْ يشوف بَنَتْهُ "
نضرت لها وحاولت رسم ملامح جادة و أردفت "مياسين ولدت، وولادتها كانت صعبة، هو جه شاف البنت ورجع عشان يطمن على مراته"
أومأت لها ونضرت الى طفلتها بحزن وقالت"كنت عايزه يجي نسميها مع بعض"
نضرت لها وقد شعرت بشيئ من الذنب وقالت بهدوء "إنشاء الله تروحي للبيت، وتتفقوا على اسم"
↚
أمأت برأسها بطيبة قبل أن تعيد نضراتها الفرحة الى ابنتها، لكنها تفاجأة بدخول يامن و إبنه يوسف، إبتسم يامن وسلم على زوجة والده قبل أن يتقدم من صابرة وقال بمودة "مبروك عليكي"
ابتسمت له وقالت بهدوء "ربنا يبارك فيك"
نضر لها بحزن وحب هو اللذي كان يعشقها و يحبها أكثر من نفسه فقط بسبب والده و فرق السن بينهم جعله يتركها و بعته لبلاد غريبة لأجل ألا يتعلق بها أكتر، كمْ تمنى أن تكون زوجته وتلك الفتاة ابنته، تنهد بعشق قبل أن يقول بعد أن نضر للفتاة الرضيعة "ما شاء الله يا صابرة شبهك"
ابتسمت صابرة له وقالت بعد أن نضرت الى ابنتها بحنان بالغ "حلوة مش كده"
اومأ برأسه وللحضة خالجه شعور الحب والود لها فقال "قمر شبه أمها"
حدقتْ بهِ ورمشتْ بأهدابها قبلَ أنْ تقولَ بحياءِ " شكرا ليكُ "
تنهدَ منْ شدةٍ تقلُ مشاعرهُ وقالَ " دا واقعٍ ، أنت جميلةٌ وبنتكَ شبهكَ "
كلماتهِ البسيطةَ أسرتها وجعلتْ قلبها ينبضُ دونَ شعورٌ بادلتهُ بنضرات كلها امتنانٌ ، بينما دالك الصغيرِ كانَ يحدقُ في تلكَ الرضيعةِ بشيءٍ منْ الغرابةِ ، اقتربَ منْ صابرةَ وجلسَ بقربها منْ الفراشِ ، نضرت لهُ باندهاشِ فقالَ مشيرا نحوَ الفتاةِ " عيونها شبه الغزالِ "
صدمتْ هيَ ووالدهُ منْ كلماتهِ وحدقَ الاثنينِ بالفتاةِ ، تمعنَ كلا منهمْ عيونها ، الطفلُ صادقَ في كلامهِ ، تلكَ الطفلةِ لها عيونٌ مميزةٌ مختلطةٌ بينَ الأزرقِ والأخضرِ تجعلها شبيهةً بالغزالِ ، ابتسمتْ أمٌ راسخٍ قبلَ أنْ تتركهمْ لتتصلَ بابنها ، بينما نضرٍ لهُ والدهِ وقالَ " أنتَ عاملٌ للبنتِ مسح ليزريٍ "
أومأَ لهُ ونضرٌ إلى صابرةَ وقالَ " عايرَ أشيلها "
ابتسمتْ لهُ بودٍ و حنانٍ قبلَ أنْ تضعها بينَ يديهِ ، حدقَ بها مندهشا وسعيدا ، لا يصدقُ أن دالكَ الحجمُ الصغيرُ بينَ يديهِ ، ثمَ نضرٌ إلى صابرةَ مردفا بتساؤلٍ " اخترتي اسمها ولا لا يا خالتي "
ابتسمتْ لهُ وقالتْ بحيرةُ " لسه "
نضرٍ لها وقالَ بتساؤلٍ " في اسمٍ معينٍ في بالكَ "
نفتْ برأسها فقالَ بحماس " أنا ممكنٌ أسميها "
رفعَ والدهِ حاجبها وقالَ بغيضٌ منْ أفعالِ ابنهِ " أمها وأبوها الليُ ممكنٌ يختارونَ ليها اسم "
نضرةً لهُ صابرةُ وقالتْ بمرحٍ " طالما طلعتْ منهُ يبقى سيبهُ يختارُ ليها اسم "
ابتسمَ الصغيرُ وكدالكْ والدهُ الذي بدا مستغربا منْ أفعالِ ابنهِ ، نضر الصغيرِ للفتاةِ التي كانتْ تحدقُ بهِ وقالَ " اسمها زمردٌ "
حدقتْ بهِ والدتها مبتسمةً وقدْ نالَ الاسمُ استحسانها وقالتْ " ماشي ، اسمها زمردُ يا قلبُ خالتكَ "
ابتسمَ الصغيرُ ونضرٌ إلى الفتاةِ بمحبةِ بينما والدهُ ضحكَ ساخرا على وضعهِ و وضعُ ابنهِ اللذي يبدوا أنهُ أصيبَ بلعنةِ عيونِ الفتاةِ كما أصابتهُ هوَ لعنةُ عيونِ والدتها النادرةِ
بالفعلِ مرت الأيامِ والأشهرِ إلى أنَ باتتْ أعواما وقدْ اعتادتْ صابرةُ وابنتها وحدتهمْ ، تلكَ المشاكسةِ الصغيرةِ زمردٍ لمْ تكنْ سهلةً بلْ كانتْ شقيةً عكسَ والدتها ، تعلمتْ أنْ تحبيَ وتمشي ، ونطقَ الكلامِ بسرعةِ عكسَ أخيها الذي كانَ لا يزالُ يتعثرُ في الكلامِ ركضتْ تنزلُ الدرجَ بسرعةِ و،مرتْ منْ البهوِ هربا منْ والدتها بعدَ أنْ شاكستها منْ شدةِ شقائها ، ضحكتْ بسعادةِ بعدَ أنْ شاغبة والدتها التي بدأتْ تلاحقها دونُ توقفٌ كانتْ ضحكاتها الطفوليةُ عاليةً جدا ، توقفتْ بلْ تسمرتْ أمامَ بابِ الفيلا بعدَ أنْ نضرتْ إلى والدها يسبحُ رفقتْ ابنهُ فارسَ كما تسميهُ من وجهة نظرها، حدقت به بعيون متسعة حزينة محبطة، تعلم نفوره منها، إلا أنها رغم ذلك كانت تحاول مرارا وتكرار التقرب منه لعل قلبه يحين و يرأف بفؤاد طفلته التي ترغب فقط بعناق أبوي يشعرها بالدفيء والأمان، زفرت الهواء بهدوء تخرج كل تلك الأفكار السلبية و اقتربت من حافة المسبح و نادته بصوت كله أمل أن يحسن إليها ولو مرة "بابا"
↚
ما أن سمع ندائها حتى التف لها وحدق بها بضيق وقال "عايزة إيه؟!"
أشارت إلى المياه وقالت مبتسمة "عايزة أتعلم أعوم"
نضر لها بإستخفاف وقال بحدة "لا، روحي جنب أمك، العوم للأولاد مش ليكي"
عيونها المختلطة حدقت به بتحد وقالت بعناد "عايدة أتعلم زي فارس"
شعر بتمردها ورمقها بحدة مردفا "أخوك راجل أنت بنت، يالا أمشي من هنا"
نضرة لأخيها بحقد وقالت بعد أن وجهت نظراتها الحادة إلى أبيها "أي معنى بتحبه وأنا لا، دا حتى خواف وأنا شجاعة عليه"
حدق بها أخوها بغيرة، لكن والدها استفزته كلماتها الحادة مثل نظراتها، وللحق بالفعل فارس كان يخاف عكسها هي التي كانت قوية وشجاعة، عندما لم يجد ما يقوله صرخ والدها عاليا باسم والدتها "صابرة"
كانت صابرة تقف بعيدا تستمع لحديتهم و فؤادها منكسرا من أجل ابنتها المحرومة من أبسط حقوقها وهي الأبوة التي رفض والدها إعطاءها ولو نضرة حنان تجبر بخاطر ابنته، بل يجعلها فقط ترى نفوره و كرهه لها، خرجت ونضرة بحزن لابنتها التي كانت تنظر إلى والدها بكره وغضب، ثم حملتها وربتت على ظهرها بحنان تواسيها حدق راسخ بضيق منها ومن ابنتها وأردف معنف اياها "ربي بنتك"
كادت أن تجيبه تلك الطفلة إلا ان والدتها أشارت لها أن تسكت وغادرت بها صامتة، أخدتها الى غرفتها قامت بإنزالها على الأرض وأقفلت الباب وعادت اليها تربت على شعرها بحنان "عيب اللى عملتيه"
جلست منزعجة وقالت بتأفف بينما تلعب بقدميها "راسخ بيكرهنا؟!"
تألمت والدتها من حديثها إلا أنها أخفت مشاعرها وقالت لها بعتاب "، دا أبوكي"
تأففت وقالت باعتراض جازم "مش بحبني ولا بحبك، بيضربك وبيضربني"
نضرة بحزن لابنتها، و كادت أن تتكلم إلا أن صوت نداء باسمها جعلها تستقيم مغادرة للأسفل، ابتسمت تلقائيا بعد أن لمحت يامن هو الذي يناديها، نضر لها بحنان وقال "أزيك يا صابرة"
هزت رأسها وقالت "الحمد لله وأنت"
ابتسم وقال "كويس طالما أنتِ كويسه"
"أتفضل ارتاح" قالتها وأفسحت له الطريق للجلوس وجلست مقابله، كاد أن يتكلم إلا أنه انتفض أثر صوت تلك المشاغبة
"بابي يأمن" صرخت بها بقوة وهي تقفز الدرج بسرعة، استقام وأسرع نحوها يلتقطها احتضنته بقوة وقبلت خده مردفة "عامل ايه يا منمن، وفين إبنك"
حدق بها منصدما وقال "تعلمتي من فين الكلام دا؟!"
"من الشارع" قالتها بتلقائية
ضحك بصوت عال على شقائها بينما فاجاه ابنه اللذي أخذها منه وقال لها بعد أن رفع حاجبه "كبرتي يا غزال"
قلبت عيونها بملل، فأنزلها بحذر فقالت "عايزاك تعلمني أعوم يا يوسف"
ابتسم و انحدر الى مستواها قائلا "من عيني ياغزال"
تأففت بحنق من دالك الاسم الذي بات يناديها به كل ما رأها وقالت بضيق "ليا اسم مش غزال"
ضحك بخفة وأمسك بأنفها يجدبه مغيضا اياها وقال "أعمل ايه عيونك شبه الغزال"
مطت شفتيها واحتقن وجهها من سخريته، رفعت قدمها ودهست قدمه اليمنى بقوة آلمته وقالت بضيق "أنجز"
حدق بها بعيون حادة من أفعالها المتهورة كاد أن يمسكها ليرفعها من قدمها إلا أن صوتها الحزين أوقفه "راسخ ضربني ثان، عشان عايزة أتعلم أعوم زي ابنه"
أغمضت والدتها عيونها بألم وكدلك نضر لها يامن بحزن، الجميع بات يعلم أنه يعامل ابنته بنفور وكره
تغيرت ملامحه يوسف الحادة ونضر لها بحزن وحملها بهدوء للخارج، أجلسها بجانب المسبح وجلس بجانبها عم الصمت للحظات قبل أن ينطق "عمي هو أبوكي، عيب تناديه باسمه"
شعرت باختناق تنفسها وتلألأت الدموع بعيونها وتحدثت بصوت حان حزين "اسمه راسخ، وهو يكرهني أنا وأمي وأنا بكرهه"
تنهد بيأس من حالتها للحق هي لا تكدب أي شخص لديه أب مثل راسخ سوف يحقد عليه، لكنه مهما حدت هو والدها بكل الأحوال ويجب عليها احترامه، مما جعله يعاتبها بحنان "مهما حصل هو أبوكي"
إبتسمت تنضر للماء لوهلة وقالت بكسرة رغم صغر سنها "كان نفسي، بس بيكرهنا وبحب مراته وإبنه، بكرة او بعده مراته تولد ثان، بعدها يرميني أنا وأمي برة"
أتسعت حدقيتها فاحتضنها بلطف وقبل رأسها وقال "بكره يتغير، ويحبك"
نضرة له مبتسمة ونفت برأسها هي باتت تعرف الوضع ولا أحد يستطيع تغير فكرتها عن أبيها بعد أن عاشرته وعلمت مدى كرهه لها هي و والدتها "أنا بالنسبة ليه مش موجودة، حتى النضرة مش بكملها فيا، لا أنا ولا أمي عشان أنا بنت صابرة مش مياسين، بشوفوني زي الوحش، هو أنا بشعة"
↚
حدق بها لبرهة غير مصدق أن هذا الكلام يخرج على لسان طفلة عمرها اثني عشر سنه، قبل رأسها بحنان قائلا بمواساة "إنتي ملاك، قمر قليلة في حقك، وبعدين يا غزال، في حد بعيون شبه دي يتقابل عنه مش حلو"
ابتسمت تدس نفسها بأحضانه أكثر وقالت بعفوية "تعرف إني بحبك، أنت بتهتم بيا،بدل أبويا"
هي لا تعلم أن ذلك الشاب يعشقها حد النخاع يعلم أنه أكبر منها لكن تعلقه بها مثل تعلق الطفل بوالدته كلامها العفوي الطفولي أكثر شيء جعله يتأكد أنها له وحقه، لكن فقط سينتضر قليلا حتى تبلغ سن الرشد ،عندها لن يمنعه أحدا عنها، ابتسم ناضرا لها بعشق قائل بود "وأنا بحبك يا غزال"
ابتسمت بسعادة، سريعا ما تغيرت ملامح وجهها وصرخت بصوت عال بعد أن دفع بها إلى المسبح و وقعت به، شهقت بقوة وقالت بغضب، "أنت مجنون"
القى بنفسه اليها وقال بعد أن أمسك بها حتى لا تغرق "من يومي يا غزال مجنون بيكي، تعالى أعلمك تعومي، دا أنا حتى أحلى من أبوكي"
نضرت له بضيق ثم ضربته بيدها الصغيرة بقوة على بطنه، ضحك على ردة فعلها وقال بهدوء بعد أن أمسك يدها "يابنتي أنتِ كلك اثناشر سنة إتهدي"
اشتعلت عيونها بروح التحدي بعد أن سخر من سنها، رشته بالماء الموجود بالمسبح، ضحكت على منظره بعد أن انتفض، حدق بها بتحد محاول الامساك بها، لكنها كانت تهرب منه، ضل يلاعبها لعله ينسيها قليلا من وحدتها وحزنها، ويعوضها عن حرمان حنان أبيها، كانت والدتها تنظر لها عبر الحائط الزجاجي تبتسم، وتحمد الله على سعادة ابنتها الحالية، حدق بها يامن وقال مبتسما "أنت كويسه يا صابرة"
نضرة له بامتنان وقالت "الحمد لله"
أومأ برأسه وقال "راسخ بعاملك كويس"
ابتسمت وقالت "الحمد لله"
علم أنها لن تقول أسرار بيتها أو حتى أن عاملها بقسوة لن تفضحه أو تفشي سره، حدق بها بحزن دفين، فهو يعشقها ولكن كان للقدر رأي آخر، حمحم قبل أن يحدق بها وقال "إتصلتي بيا، قولتي موضوع مهم، أنا سامعك"
كانت تنظر إلى ابنتها وتبتسم على بسمتها ثم نضرة له قائلة " عايزة منك طلب"
نضر لها باستغراب وقال "من عيني أنت تأمرين"
ابتسمت له بامتنان وقالت بحزن "الحياة والموت واحد، وأنا خايفة على بنتي، خافية عليها من الحياة وهي صغيرة"
أجابها بحنان "بعد الشر عليكي، إنتي لسه صغيرة ، وإنشاء الله تشوفيها عروسه"
سقطت دمعة شاردة من عيونها وقالت بعد أن نضرت بعيونه "عايزاك تجوز إبنك بنتي، لو حصلي حاجة، تبقى إنت وهو سند ليها"
حدقَ بها مندهشا وقالَ بهلعٍ بعدَ أنْ دقَ الخوفُ قلبهُ " بتقولي إيهْ يا صابرةُ ، إنْ شاءَ اللهُ تعيشينَ وتشوفي عيالَ عيالها "
كادتْ أنْ تخونها دموعها وقالتْ " زمردَ طيبةَ ، بسْ مشَ شبهي ، أخدتْ طبعُ أبوها ممكنٌ تبقى قاسيةً ، أنتَ ويوسفْ تقدروا عليها تطلعُ الحقدِ منْ قلبها "
التمعتْ عيونهُ بالدموعِ وقالَ بعدَ أنْ دقَ قلبهُ بألمٍ لأجلها " فيكي إيهْ يا صابرةُ " نضرتْ لهُ وقالتْ بعدَ أنْ لمحتْ نزولَ زوجها " أوعدني " حدقَ بها حائرا وخائفا فقالتْ بترجي " أوعدني " تنهدٌ وقالَ بضعفٍ " أوعدكَ " ابتسمتْ ورحلتْ للمطبخِ منْ ثمَ جلسَ هوَ رفقتْ راسخٍ ، وعقلهُ مشغولٌ بتلكَ التي وعدها مندْ قليل جلسَ راسخٌ وحولَ نضرهُ نحوَ الحائطِ الزجاجيِ ، ما أنْ رأى ابنتهُ تتعلمُ السباحةُ رفقةَ يوسفْ حتى انتفضَ واقفا ، حدقَ بهِ يامنْ باستغرابِ وقالَ بتساؤلِ " مالكْ ؟ ! " لمْ يجبهُ بلْ خرجَ مسرعٌ نحوَ المسبحِ تبعهُ يامنْ ، كانتْ تضحكُ منْ كلِ قلبها بعدَ أنْ تعلمتْ السباحةُ وقدْ جعلها يوسفْ تجربُ المسبحَ العميقَ ليتأكدَ منْ تعلمها ، ابتسمَ على شجاعتها لكنْ لمْ تدومَ ابتسامتهُ طويلاً حتى صرخَ بهمْ يامنْ " بتعملْ إيهْ أنتَ وهيَ " حدقَ بهِ يوسفْ يتعجبُ لانفعالهِ وقالَ ببساطةِ " بعلمها تعومُ " هتفَ بسخريةِ " تعلمها تعومُ ولا تتحرشُ بيها " حدقَ بهِ بدهولْ وكدالكْ يامنْ الذي صدمَ منْ كلامِ أخيهِ ، نضرتْ لهُ ابنتهِ بضيقٍ وقالتْ باستفزازٍ " يعلمني عشانِ ماليش آبَ يعلمني ، لقيتْ الخيرَ في ابن عمي ، الليُ مش لقيتهُ فيكَ "
جحضتْ عيونُ الجميعَ منْ لسانها السليطِ خوفا عليها منْ غضبِ والدها ، الذي أصبحَ مثل الثائرِ على وشكِ الانفجارِ ، خرجتْ منْ المسبحِ وكدالكْ يوسفْ الذي جدبها خلفهُ ، يحميها منْ غضبِ والدها ، ووقفَ أمامهُ بالمرصادِ قائلاً " معلشْ يا عمي بسْ أنتَ زودتها ، دي عيلةٌ "
حدقَ بهِ بغضبٍ جامحٍ وصرخَ بهِ " بعدَ أنْ أبعدهُ وجدبٍ ابنتهِ بقوةٍ منْ خلفهِ ثمَ نضرٌ لهُ غاضبا قائلاً بهمجيةٍ " اطلعَ برةً آخر مرةٍ أشوفكْ في بيتي وجنبُ بنتي " حدقَ بهِ يوسفْ بغضبٍ وقدْ فلتتْ منهُ أعصابهُ وقالَ بانفعالِ " بنتكَ على أساسِ إيهْ دا أنتَ حتى حضنِ حارمها منهُ ، منْ يومِ ما خلفتها وأنتَ راميها ، لما تقربَ منها بسْ عشانِ عايزْ تضربها لوْ على آبَ زيكَ بلاهُ "
احمرتْ عيونٌ راسخٍ وأرادَ أنْ يردَ على كلامِ يوسفْ إلى أنْ يامنَ هدرٌ بابنهِ " يوسفْ ، الزمْ حدكَ دا عمكَ مهما حصلَ " كادَ أنْ يعترضَ إلى أنَ نضرات أبيهِ الحادةَ كانتْ كفيلةً بإسكاتهِ ثمَ حولَ نضرهُ إلى أخيهِ وقالَ بأسى " ابني متربي يا راسخٌ ، أنتَ كنتَ محتاج سببٍ تطردنا ولقيتهُ ، وبنتكَ هوَ أحنّ واحدٌ عليها ، حتى أكثرَ منكَ ، هوَ فعلاً مشَ منْ حقهِ يعلي صوتهُ عليكَ ، بسْ ابقى أبُ لبنتكَ الأولَ وبعدها حاسبَ الناسِ " هتفت كلماتهِ ثمَ نضرٌ إلى الصغيرةِ التي كانتْ تدرفْ الدموعُ خوفا منْ رحيلِ يامنْ أوْ يوسفْ ، ابتسمَ لها وقالَ " إنْ شاءَ اللهُ أولَ ما تكملينَ سنُ الرشدِ هاجي أخدكْ منْ هنا " ثمَ رفعٍ نضرهُ الحادَ إلى أخيهِ " غصبَ عنكَ هاخدْ البنتِ ، بسْ الآنِ هاخدْ ابني وأمشي ، ويومَ ما أرجعَ هاخدها بصفتها مراتِ ابني " قالَ كلماتهِ وجدبَ ابنهُ مرغما الذي كانتْ عيونهُ على طفلتهِ وحبيبتهِ ، جدبتْ يدها منْ أبيها بنفورٍ ولحقتْ بهِ صارخةٌ باسمهِ " يوسفْ"
رغمَ عنهُ التفَ ونضرٌ لها بضعفٍ ركضتْ نحوهُ واحتضنتهُ بقوةٍ ، شعرتْ بأنها ستفقدُ سندها وأمانها ما أنْ يخرجَ منْ البابِ ، بكتْ بقوةٍ وسقطتْ دموعها مثل المطرِ لا ترغبُ بتركهِ ، كمُ ألمهِ قلبهُ عليها شددَ عليها بقوةٍ يحتضنها خوفُ منْ تركها بينَ يدي أبيها الذي لنْ يرأفَ بها ، همستْ قربَ أذنهِ " أرجوكُ متسبنيشْ ، خليكْ جنبي محتاجةً ليكُ " تنهيدةً مثقلةً خرجهُ منْ قلبهِ الذي صرخَ حزنٌ على طفلتهِ ، لكنَ والدها لمْ يتركهمْ بسلامِ بلْ جدبها بقوةٍ منْ بينِ أحضانهِ وهيَ متشبثةٌ بهِ ترفضُ تركهُ تعلمَ أنْ تركتهُ لنْ تراهُ مجددا هكذا أخبرها قلبها ، رغمَ عنهُ اضطرَ أنْ يتركها وقالَ بوعدٍ " أرجعَ وأخدكْ معايا " نفتْ برأسها تحاولُ الإفلاتَ منْ يدِ أبيها وتحدثتْ بترجي " أرجوكُ متسبنيشْ لوحدي "
↚
أغمض عيونه بقوة من ذلك الإحساس الذي يحثه على أن يأخذها جبر وعدوان من يد والدها، إلا أن والده ربت على كتفه مواسيا وقال بهدوء "نرجع، وناخدها معانا"
أومأ له صامتا واستقام حامل تلك المشاعر التي كادت أن تؤدي وتهلك حياته من شدة تقلها مغادرا نحو الخارج، جدبها والدها بعنف وعيونها مسلطة على منقدها الذي رحل إلى أن دخل بها إلى السرايا وتركها بعنف جعلها تسقط على الأرض، خرجت صابرة إثر سماعها صراخ ابنتها، حدق بها راسخ بضيق وقال بصراخ "البنت دي مش متربية"
حدقت فيه زمرد بقوة وصرخت به "متربية غصب عنك"
صفعة منه جعلتها تسقط أرض، التقطتها والدتها ونضرت له بترجي تستعطفه أن يحن على صغيرتها "دي عيلة، حرام عليك اضربني أنا وسبها هي"
نَضِر لَهَا بِاسْتهْزاء وَقَال " مَا البنْتُ مِش مُتَربيَة تُطْلِع لِمين مِن غَيرِك " نَضرَة لَه بِأَلم وأسْرتهَا فِي قلْبهَا بيْنمَا أَضَاف بِصراخ " اِبْن يَامِن مِشُّ هِيعتب هُنَا ثَانِي ، وبنْتك رُبيَهَا " قال كلماته وغادر بيْنمَا كَانَت زُمُرد تَبكِي فِي أَحضَان صَابِرة بِقوَّة اَلتِي بكتْ بِالْمقابل على مَا أَصَاب اِبْنتَهَا ، أبْعدتْهَا عن أحْضانهَا واحْتضنتْ وجْههَا بِكفوف يَدهَا تَمسُّح دُموعِهَا بِإبْهامهَا وقالتْ بِحنان " مَا تَبكِيش " اِزْدَاد نحيب الصَّغيرة وقالتْ بَعْد أن اِنْهارتْ دُموعَهَا " بَعْد عُنِي يُوسُف ، طَردُه ، مِين هِيطْمن عُليَا ثانٍ ، أنَا بِكرْهه " اِحْتضنتْهَا والدتهَا لِتبْكي بِالْمَثل وقالتْ " رَبنَا يُجْبِر بِخاطِري وَخاطِرك يَا بِنْتِي " أَخذَت الأيَّام تَمُر ، ولم تَعُد تُحَاوِل أن تَصلُح علاقتهَا بِوالدهَا بل أَصبَحت تتجنَّبه أَكثَر مِن الأوَّل ، اِنْتدَبتْ غُرفَة والدتهَا اَلتِي بَدأَت تَظهَر عليْهَا أَعرَاض التَّعب والْخمول ، تَنهدَت بَعْد أن رأتْهَا نَائِمة ، لَكِنهَا فَزعَت بَعْد أن صَرخَت صَابِرة مُتَألمَة ، نَضرَت لَهَا اِبْنتِهَا بِخَوف وقالتْ " مَامَا أَنْت كُويْسَة " نفتْ بِرأْسِهَا واشْتدَّ أَلمُها بكتْ بِحرْقة أخافتْ اِبْنتهَا ، تَحركَت زُمُرد بِسرْعة وخرجتْ مِن غُرفَة والدتهَا تُنَادِي بِاسْم وَالدِها مِن شِدَّة هلعهَا ، كان على باب اَلمنْزِل يُسْنِد زوْجته اَلتِي جاءهَا ألم المخَاض ، رَكضَت مِن أَعلَى الدَّرج لِأسْفَله بِقدميْهَا الحافية مُتَوجهَة نحْوه ، أَمسَكت بِيَده وقالتْ بِهَلع " بَابَا مَامَا مَوجُوعة فَوْق بِتصْرخ ساعدَهَا " هَدْر بِهَا بَعْد أن صَرخَت زوْجته مِن ألم المخَاض " غُوري مِن وشيْ أَنتِي وَأُمك "
بكتْ كتيرا ونزلتْ إلى الأرضِ تركعُ وأمسكتْ قدمهُ وقبلتْ يدهُ وقالتْ بانهيارٍ " أرجوكُ يا راسخٌ ماما فوق بتموتْ ساعدها "
استمعَ إلى تأوهاتٍ مياسينْ بعدُ أنْ ازدادَ الألمُ عليها ونفضَ يدُ ابنتهُ منْ على قدمهِ بعدَ أنْ دفعها بقوةٍ وقالَ بحدةِ " ياريتْ تموتَ وأخلصَ " ثمَ حملَ زوجتهُ وغادرَ هوَ وأختهُ إلى المستشفى دونَ اهتمامٍ إلى استنجادِ ابنتهِ الصغيرةِ ، انهارتْ ، ودموعها تساقطتْ بقوةٍ ، أسرعتْ رغمَ ألمِ جسدها إثرَ دفعتْ والدها ، ركضتْ إلى والدتها ونضرت لها برجاءٍ بعدَ أنْ احتضنتها وقدمتْ لها المياهُ وقالتْ برجاءٍ " اشربي يا ماما " نفتْ والدتها وقالتْ بضعفِ " مشٍ قادرةٍ " نضرت إلى والدتها المريضةِ بحرقةٍ وأمسكتْ بيدها بقوةٍ وقالتْ بخوفِ " ماما أوعي تسبيني ، أنا ماليشْ غيركَ " سقطتْ دموعُ والدتها وقالتْ بحرقةٍ ، تعلمَ أنها ستتركُ ابنتها وحيدةً والآنِ حانَ وقتُ كلماتِ الوداعِ " اسمعيني يا حبيبتي ، عايزاكْ قويةً زيَ ما أنتي ، لكنَ مشَ عايزة تكرهي حدّ ، هوَ مهما كانَ أبوكي ، خلي قلبكَ أبيضٍ دائما " احتضنتْ والدتها وقالتْ بضعفِ خوفِ أنْ تتركها وحيدةً " وحياتي عندكَ ما تسبيني يا ماما ، مشُ هتشاقىْ ثانٍ ، ولا أعملُ مشاكلُ " لمْ تتحركْ والدتها أوْ تردُ عليها نضرتْ لها وجدتها ساكنهُ وعيونها مفتوحةٌ تنضرْ للصقفْ أنسابهة دموعها وهيَ تحتضنُ جسدَ والدتها ، صرختْ بأقصى مالديها " ماما " ضلتْ ترددها بصوتٍ عالٍ وتبكي في حضنِ والدتها التي فارقةٍ الحياة
تلكَ المسكينةِ تحاولُ أنْ تستمدَ الأمانَ منْ أمها ، وتبكي بصمتٍ ، دخلتْ جدتها وألقتْ نضرها عليها ، نادتها بصوتٍ خافتٍ ، التفتَت لها زمردُ وعيونها حمراءُ بحقٍ وقالتْ بصوتٍ هادئٍ " ماما نامتْ " وضعتْ جدتها يدها على ثغرها منْ شدةِ صدمتها وعادتْ زمرد تتوسدُ صدرَ والدتها ، اقتربتْ منها جدتها وقالتْ بعدَ أنْ انسابتْ دموعها " تعالى يا حببتي ، سبيها " لمْ تجبها بلْ نضرةً إلى والدتها وقالتْ بعدَ أنْ مدتْ يدها ترسمُ ملامحها تغرسها بقلبها " حببتي يا ماما ، أنتَ مرتاحةٌ هكذا كنتَ عارفةً ، وعارفةٌ إنكَ بتخافْ تبقى وحيدةً أنا مشُ هسيبكْ أبدا ، هبقىْ جنبكَ "
تألمتْ جدتها على ما حلُ بها واتصلتْ بابنها راسخٍ تخبرهُ بما حدثَ ، نزلَ عليهِ الخبرُ مثل الصاعقةِ والصفعةِ التي زلزلتهُ ، هوَ لمْ يقصدْ موتها بالفعلِ ، فقطْ كانَ متوترا وضنَ أنهُ ليسَ بالأمرِ الخطيرِ ، ولمْ يلتفْ حتى للاطمئنانِ عليها ، تركها للموتِ ولمْ يرفْ لهُ جفنُ منْ أجلها سريعا ما أنْ تمتْ مراسمَ الغسلِ وحملوا التابوتَ للخروجِ بها منْ المنزلِ إلى المقبرةِ ، ما أنْ وصلوا إلى البابِ يحملونَ الصندوقُ الذي بهِ والدتها حتى انخلعَ قلبها وشعرتْ بالفراغِ واهتاجتْ بقوةِ خوفِ منْ فراقِ أمها تعلمُ أنها إنْ خرجتْ لنْ تعودَ مجددا ، وستبقى وحيدةً ، وهيَ تكرهُ الوحدةُ ، أمها أمانها سندها حضنها الدافئُ كلَ هدا ستفقدهُ ، ركضتْ إلى بابِ المنزلِ تصرخُ بكلِ ما أتاها منْ قوةِ " ماما ، ماما ارجعي " تبعتهمْ للخارجِ تركضُ دونَ توقفٌ ، أمسكتْ بها زوجةُ أبيها فقالتْ بضعفٍ بعدَ أنْ سقطتْ على الأرضِ " ماتاخدوشْ أمي ، رجعوها ، أنا محتاجٌ ليها ، دي ظهري وسندي ، ماما ، مين أسندَ راسي عليهِ ثانٍ ، ليهُ سبتيني "
استقامتْ وركضتْ إلى غرفةِ والدتها نامتْ على فراشها تمسكتْ بهِ تبكي مقهورةً منْ شدةِ ألمها وانهيارها ، حتى فقدتْ وعيها هيَ بالأخيرِ طفلةً صغيرةً السنِ عقلها لا يستطيعُ تحملَ كلِ تلكَ الضغوطاتِ حولها ، أتى الطبيبُ وتكفلُ بإعطائها عدةَ مهدئاتٍ جعلتها تنامٍ لأكثرَ منْ تلاتة أيامٍ ، استيقظتْ أخيرا ، تذكرتْ ما حدثَ وفقدانها لصابرةٍ ، احتضنتْ فراشَ والدتها بقوةٍ منْ ثمَ استنشقتْ رائحتهُ ، سقطتْ دموعُ اشتياقها لها ، بكتْ منْ شدةِ حرقتها ، وتحاملتْ على ذاتها وخرجتْ منْ الغرفةِ نزلتْ الدرجَ ونضرتْ إلى أبيها الذي يضحكُ رفقةَ زوجتهِ على ابنتهِ التي أنجبتها وأمامهُ فارس الذي يلعبُ معهُ ، شعرتْ بالغيرةِ والحقدِ ، وهتفتْ بكرهٍ ، بعدُ أنْ اقتربتْ منهُ ووقفتْ أمامهُ " قتلتْ أميٍ عشانِ بنتكَ دي " حدقَ بها والدها واستقامَ متوجها نحوها وقالَ بهدوءِ " الحمدَ للهِ على سلامتكَ "
ابتسمتْ باستهزاءِ وقالتْ " كأنها تهمكَ يا راسخٌ " صدمهُ ردها وقالَ بضيقِ محاولَ تفهمَ وضعها " اهدي يا زمردٌ ، بطليٍ تقلي أدبكَ "
ضحكتْ بسخريةِ على وضعها وحولتْ نضرها إلى زوجتهِ وقالتْ بعد أن علتْ ابتسامةً حقودة شفتيها " أنتَ والحيزبونيهْ السببُ في موتٍ أميٍ ربنا ينتقمُ منكمْ " فارٌ غضبهُ منها وصفعها بقوةٍ على خدها جعلتْ الدماءُ تنزلُ منْ فمها وقالَ بصراخٍ اهتزتْ لهُ جدرانُ السرايا " الزمي حدكَ لوْ عايزة تعيشي هنا "
↚
نضرةً لهُ باستفزازٍ وقالتْ بتمردٍ تحدقُ بهِ بقوةِ " راسخٍ أنا مشُ صابرةَ ، الليُ تصبرُ على ذلكَ وقهركَ ليها ، ولوْ على الضربِ إتعودتْ عليهِ منكَ ، وأنا ما يشرفنيشْ أبقى بنت واحدٍ غدارٍ زيكَ "
كادَ أنْ ينقضَ عليها إلا أنها صرختْ بهِ بقوةِ " شيلْ أيدكَ عني " صدمَ منْ ردها الذي تجمعَ على إثرهِ كل منْ في المنزلِ ، أمسكتْ بهِ زوجتهُ وقالتْ بهمسِ " سبها أكيدٌ الصدمةِ مأثرةً عليها " قالَ بصوتٍ عالٍ غاضبٍ " البنتِ دي مشٌ شافيةٍ تربيةٍ وأنا هربيها "
حدقتْ بهِ بكرهٍ وقالتْ بحرقةٍ منْ ألمِ فراقِ والدتها " أنا مشُ هبقىْ ثانيةً في بيتكَ ، منْ زمانِ وأنتَ ناكرٌ إنَ ليكُ بنتٍ ، بسْ أنا اليومَ بنكرٍ وجودكَ ، صابرة ماتتْ وبنتها كمان ، كذا ارتاحَ معَ الحيزبونيهْ بتاعكْ وعيالها ، وزيَ ما أنا يا راسخُ إترجيتكْ وبوست أيدكَ عشانِ تنقدُ أمي وسبتها تموتَ قدامَ عيني ، ربنا كبيرُ وهشوفكْ في يومٍ واقفٍ قدامي وبنفسِ مكاني بتطلبِ مني أنقدُ غاليكْ هيكونْ ردي واحدٌ " ياريتْ يموتَ ونخلصُ " افتكرَ دا كويسْ نضر لها غيرُ مصدقٍ ما يخرجُ منْ فمٍ قاصرٍ ثمَ تركتهُ وتحركتْ نحوَ البابِ مغادرةً ، صرختْ بها والدتهُ " تعالى هنا " التفتَ لها وقالتْ بحقدِ " زيكَ زيَ ابنكَ ربنا ياخدكمْ "
نضر لها والدها بتحدٍ وقالَ " لوْ طلعتي عمركَ ترجعي"
سقطتْ دمعةً منْ عينيها وقالتْ بعدَ أنْ ابتسمتْ بألمِ " لوْ كنتُ بموت عمري ما أرجعَ بيتكَ أوْ حدٍ يعرفُ أنَ ليا أيَ صلةِ بيكْ " قالتْ كلماتها وغادرتْ بسرعةِ تركضُ للخارجِ فتاةً في الثانيةِ عشرةَ منْ العمرِ تركضُ ليلاً وحدها دونَ أيْ مأوى أوْ ملجأٍ ضنَ والدها أنها فقطْ هاويةً لا تقدرُ على فعلِ شيءٍ لكنْ لمْ يعلمْ أنها بالفعلِ على قدرِ كلماتها
بعد ساعة دخلَ يامنْ رفقُ ابنهِ بعدَ أنْ وصلةِ خبرِ موتِ صابرةَ متأخرٌ ، حدقَ بأخيهِ وقالَ بحدةِ " أينَ زمردٌ ؟ ! " نضر لهُ ببرودِ عكسَ تلكَ التياراتِ القلقةِ بداخلِه وقالَ " راحتْ "
صرخَ بهِ قائلاً " راحتْ فينْ "
هدرَ بهِ بقوةٍ " ماتتْ ، البنتُ مشَ بنتي ، وماتتْ دا أخرى معاكمْ ، والآنُ تطلعوا برةٌ "
دهشَ يأمنُ منْ كلامِ أخيهِ وخرجَ رفقةَ ابنهِ يبحثانِ عنها إلا أنهمْ لمْ يجداها ، استمرَ بحتهمْ مدةً طويلةً تحولَ إلى أشهرِ وأخدتهْ أعوام ولا أحدَ يعلمُ أينَ زمردُ ابنةِ صابرةَ
مَرَّت عِدَّة أَعوَام وسنوات تَغيرَت بِهَا كثيرًا مِن الأشْياء ، اِسْتيْقظ رَاسِخ على قُبلَة مَياسِين الرَّقيقة ، نَضِر لَهَا بِحبٍّ وابْتَسم " قَلْب حَبيبِك ، فَايِقة تشْتاقين عليْه "
ضَحكَت بِدلال قَبْل أن تَنظُر لَه وَتغمِز بِمَرح " عُمْر حبيبَتك أَنْت يَلِي لَازِم يَفُوق اليوْم عِيد مِيلَاد خُلُود "
اِبتسَم لَهَا قَبْل أن يَنهَض لِلْحمَّام بِكَسل مِن ثمَّ نَهضَت هِي اَلأُخرى أيْضًا ونزلتْ لِلْأسْفل ، كان فَارِس يَجلِس رُفقَة أُخْتِه على الأريكة يحْتضنهَا بِقوَّة وَحَنان وَقَال " أَحلَى عِيد مِيلَاد لِأحْلى خُلُود فِي الدُّنْيَا "
اِبْتسَمتْ لَه بِمَرح " رَبنَا يُديمك لِيَا يَا قَلْب أُخْتِك أَنْت " اِبتسَم لَهَا بِحنان وقبْل رأْسهَا ، نَزلَت والدتهَا واحْتضنتْهَا بِالْمثل تبارَك لَهَا عِيد مِيلادهَا الثَّاني عَشْر وَكذَلِك والدهَا . بعْد مُدَّة كان اَلجمِيع يلْتفُّون حَوْل مَائِدة الطَّعَام يُخطِّطون لِحفْلة عِيد مِيلَاد خُلُود
بَعْد اِنتِهاء اَلفُطور أَصبَح اَلجمِيع يَعمَل على قدم وَسَاق لِترْتيبات الحفْل وَزِينَة اَلمنْزِل ، كَانَت الصَّغيرة خُلُود تَلعَب بيْنمَا جَدتُها فِي جَلسَة الحديقة مع وَالدِها يتحاورون ، نَضرَة إِلى خُلُود ثُمَّ حَولَت نظراتهَا إِلى اِبنهَا وقالتْ بَعْد أن هَمسَت بِأذنه " اليوْم ذِكْرى وَفَاة صَابِرة "
حَدَّق بِهَا وَقَال بَعْد أن أَغمَض عُيونه بِأَلم " عَارِف يَا مَامَا ، هُروِّح أزورهَا "
اِبْتسَمْتُ بِودٍّ وقالتْ " دَوْر على بِنْتِك "
حَدَّق بِهَا بِنَدم وَقَال " قَلبَت عليْهَا البلد كُلهَا ، مش عَارِف هِي فَيِن "
نَضرَة بِأَسى على حَالِه وقالتْ " خُلُود لَازمَهَا أُختَهَا عشَّان تعيش ، يَا تَمُوت وَتَسبنَا "
أَغمَض عُيونه مُتذكِّرًا آخر كلمات تِلْك الصَّغيرة " هِيجي يَوْم وَزِي مَا إِتْرجيتْك تُتْرجاني " بِالْفِعْل الآن حَيَاة اِبنتِه الصَّغيرة مُتَوقفَة عليْهَا ، حَيَّت كان لِلْقدر كَلِمتَه وفعْلا الآن هُو يَقِف على وُجودِهَا ، لَكِن أَيْن هِي " فَتْح عُيونه بِإرْهَاق مِن إِحسَاس الذَّنْب ، والنَّدم ، نعم قسَى عليْهَا وَعلَى والدتهَا اَلتِي أَرَاحهَا اَللَّه مِن اَلوُجود ، لَكنَّه فَرْط فِي أَغلَى مَا اِمْتلكتْه صَابِرة وَهِي زُمُرد
نَضِر إِلى والدَته وَتَنهَّد بِنَقل ، " كان عِنْدهَا حقٌّ ، محْتاجهَا الآن عُشَّان خُلُود تعيش " أَمَات بِرأْسِهَا بُحيْرَة وقالتْ بِشرود " يَا تُرَى هِي فَيِن الآن " ثُمَّ اِسْترْسلتْ بِجدِّيَّة بَعْد أن نَضرَة لَه " يُوسُف كان بِدَور عليْهَا "
ردٌّ عليْهَا بِثبات " فِعْلا يُوسُف بِدَور عليْهَا ، لَكِن مِش لَاقَى مَعلُومة عشَّان يُوصِّل لَهَا ، لََا اِسْم ولَا نِسب ، لََا عَارفِين أَنهَا حَيَّة أو مَيتَة "
رَبتَت على كَتفِه مُوَاسيَة لَه وقالتْ بَتقَة عَالِية " لَو على زُمُرد أنَا مُتَأكدَة أَنهَا حَيَّة "
نَضِر لَهَا حائرًا واسْترْسل " طَلعَت بِنْتِ اثنَّاشر سنة قد خُلُود ، اَزَاي هتْقدر تعيش أو هَترُوح فَيِن ؟ ! "
نَضرَت إِلى الأمَام شَارِدة وقالتْ " إِن شاء اَللَّه يَكُون خيْرًا "
اِنتفَض على صَرخَة خُلُود اَلمرِحة بَعْد أن رَكضَت نَحْو صَابِرة واحْتضنتْهَا بِقوَّة وقالتْ " وَحشتْنِي آوي " اِبْتسَمتْ لَهَا بِحنان وقالتْ بَعْد أن رَبتَت على شعْرهَا " وأنْتَ وحشاني يَا خُلُود عَامِلة إِيه يَا قَلبِي " اِبْتسَمتْ وقالتْ " الحمْد لِلَّه بِجْهِز لِحفْلة عِيد مِيلادي " اِبْتسَمتْ وقالتْ بَعْد أن حَملتِها " القمر كَبرَت وَبقَت إِثْناشر سنة
ضَحكَت بِدلال وقالتْ " أَيوَة وبقيتْ سِتَّ بَيْت مُحترمَة يَا صَابِرة ، اَلعُقبى مَا تجوزوني وتفْرحون بِأوْلادي " اِبْتسَمتْ عليْهَا مِن ثمَّ رَبَّت على كَتِفهَا، تَقدمَت نَحْو عَمهَا رَاسِخ واحْتضنتْه بِمحبَّة بَالِغة وأعادة السَّلَام على جدَّتهَا ، اِبتسَم لَهَا رَاسِخ وَقَال بِترْحَاب " عَامِلة إِيه يَا صَابِرة " اِبْتسَمتْ لَه تِلْك الصهباء ذات اَلعُيون العسليَّة وقالتْ " كُويْسَة يَا عَمِّي ، وأنْتَ عَامِل إِيه ؟ ! "
اِبتسَم لَهَا بِمودَّة وَقَال " الحمْد لِلَّه " ثُمَّ اِسْترْسل حديثه " أَبُوك وَأخُوك مِشّ هَيجُوا ثَانِي ؟ ! "
نَضرَة لَه بِخَجل وقالتْ " بَابَا هِيجي المرَّة دِي بس يُوسُف لََا "
تَنهُّد رَاسِخ اَلذِي بات يَعلَم كُرْه يُوسُف لَه وعلاقته المتوترة بِأخيه يَأمَن وَقَال " لَسه حزين مِنِّي ؟ ! " أَمَات لَه بِاسْتسْلام " أَنْت عَارِف اَللَّي فِيهَا يَا عَمِّي ، لَيه يُوسُف مِش هِيجي ، وبابَا هِيجي يَزُور قَبْر خَالَتِي صَابِرة رَبنَا يرْحمهَا وِهيمر مِن هُنَا عُشَّان ياخْدَني "
تَنهَّد على مَا وصل إِلَيه حَالِه ، أخيه اَلوحِيد فَقدُه وفقْد حَتَّى إِحسَاس اَلأُخوة اَلذِي كان يُغْدِقه بِه ، تَوجَّه نحْوهم فَارِس ، اِبتسَم فَوْر رَأيِته صَابِرة سلَّم عليْهَا ثُمَّ قال بِتفْكِير " أَخوكِي مِشٍّ نَاوِي يُشَرفنَا "
نفتْ بِرأْسِهَا فقالتْ الصَّغيرة بَعْد أن جَلسَت على أَقدَام صَابِرة " أنَا مُمْكِن أُكلِّم سُوفَا ، هُو بحْبنيْ وَممكِن يِجِّيْ عَشانِي "
نَضرَة لَهَا أُخْتِه بِأَسى ثُمَّ جَذَبتهَا مِن يَدهَا فِي مُحَاولَة تَغيُّر اَلحدِيث وقالتْ " تَعالَى نَنفُخ البوالين " أَومَأت لَهَا الصَّغيرة بِرحابة صدر لِتغادر بِرفْقتهَا بيْنمَا جلس فَارِس بِجانب وَالدِه وَقَال بَعْد أن تَنهَّد " هَكلَم يُوسُف وأحاول أَقنَعه يَرجِع "
نَضِر لَه وَالدِه وَقَال ساخرًا مِن نَفسِه " طالمَا زُمُردَه أنَا السَّبب فِي ضَياعِها عُمرُه مَا يَرجِع "
تَنهُّد بِعمْق قَبْل أنَّ ياخْد هاتفه مِن جَيْب بِنْطاله وَقَال لِوالِده بِأَمل " إِن شاء اَللَّه لِمَرة دِي يَقتَنِع " أَومَأ لَه بإستسلام واسْتقام فَارِس لِلاتِّصال على يُوسُف
**************************************************
فِي غُرفَة مَكتَبِه يُوسُف المنْهمك بِالْملفَّات الملْتفَّة حَولَه ، لَم يَجِد وَقْت لِلرَّاحة ، زفر بِأَلم مِن شِدَّة تَعبِه ثُمَّ ترك الأوْراق اَلتِي بِيَده واسْتقام يَتَوجَّه بِخطًى تُقيله نَحْو الحائط الزُّجاجيِّ الشَّفَّاف ، تَنهَّد طويلا قَبْل أن يضع يديْه بِجيوب سَترَت بدْلته السَّوْداء ، تَأفُّف بَعْد أن رنَّ هَاتفِه مُعْلِنا عن اِتِّصال مِن فَارِس ، حَدَّق بِالْهاتف ثَوَان مَعدُودة قَبْل أن يحْمله ويضْغط زِرُّ الاسْتقْبال وَأَجابَه بِاسْتسْلام " بَلَاش تَقُول أَجِي عشَّان هُقفُل فِي وَشْك "
↚
اِبتسَم فَارِس على كَلامِه وَقَال " كُنْت هَقُولَك تَعالَى نَدُور على زُمُردَه "
أجابه بِاهْتمام " فِكْرِك مِشَّ بِدَور عليْهَا ، دِي كأنَّ الأرْض اِنْشقَّتْ وبلعتهَا "
_ "عَارِف أَنَّك بَتدُور عليْهَا ، بس لَازِم تَنزِل أَنْت ، مِين عَارِف يُمْكِن تُظْهِر"
اِستمَع إِلى كلماته بِعقْلانيَّة وَجلَس على كُرْسِيه بِإهْمَال وَقَال بِغَلب " مَاشِي يَا فَارِس ، أنَا المرَّة دِي هِنْنزل أَدُور عليْهَا بِنفْسي ، كذَا كذَا مِشّ وَاثِق فِي حدٍّ "
أُعْجِب فَارِس بِرَده وَقَال " تَمَام يَا يُوسُف بَاشَا أنَا فِي اِنْتظارك ، اِقْفِل يُوسُف الهاتف ثُمَّ رَمَاه دُون مُبالَاة على المكْتب ، نَضِر إِلى صُورتِهَا اَلتِي يَضعُها فِي إِطَار على مَكتَبِه وتمْتم بِأَلم " وبعْدَيْنِ مَعاكِي يَا غَزَال ، فَيِن أَرضِك ، ويَا ترى بَقيتِي زِيُّ مَا أَنْت ولَا الزَّمن غَيرَك"
على إِثْر كلماته المتألِّمة دخل صديقه اَلمُقرب جاويد ، نَضِر لَه بِإمْعَان وَقَال مُمازِحًا " شهْريَار الولْهان ، إِيه مُشقْلَب حَالِك " حَدَّق بِه بِغَلب قَبْل أن يَقُول " أنَا هَنزَل مِصْر ، أَدُور على زُمُرد "
تَقدُّم جاويد وَجلَس على اَلكرْسِي مُقَابلَه وَقَال بِتفْكِير " مَا أَنْت كُلُّ مَرَّة بَتدُور عليْهَا ، وعمْرك مَا جِيتْ بِنتيجة " ثُمَّ اِسْترْسل مُوَضحا بِنْت قَاصِر فِي نصِّ اللَّيالي أَتوَقع أيُّ حَاجَة "
حَدجَه بِنضرَات حَارِقة فَقَال جاويد بِهدوء " عَارِف إِنَّك مِشّ مُمْكِن تصدِّق أَنهَا مَاتَت ، بس يَا بُنَي كِفاية إِلى ضَيعَتِه مِن حَيَاة وأنْتَ بَتدُور عليْهَا "
نَضِر لَه يُوسُف بِعَدم رِضًى وَقَال بِضيق " مُمْكِن تخْرِس "
رَفْع جاويد يديْه بِاسْتسْلام يعلم تعلق صديقه بتلك الفتاة وَقَال " أنَا آسف يَا سَيدِي وَحقَّك عليًّا ، وَإِن شاء اَللَّه تَلاقِي الغزالة بَتاعِك "
تَأفُّف يُوسُف بِانْزعاج قَبْل أن يَقُول " الأحْسن تَسكُت ، مِشّ ثم إسترسل مستفهما ،هِتْنزل تَشوُّف أَهلِك "
نَضِر لَه جاويد بِضيق وَقَال " أَنزَل لَيُّه ، أنَا هَارِب مِن مَاضِي مِشٍّ مُحْتاج أَفتكِره "
كان يُوسُف يتفحَّصه بِدقَّة قَبْل أن يَقُول بِحَزم " جاويد لَازِم تَرجِع لِبلدك ، وتعْتَرف بِغلطك "
نفى بِرأْسه وَقَال بِأَسى " البنْتِ مَاتَت ، أنَا هغير أيّه"
حدق به يوسف ساخرا وقال " تقول الحقيقة ،إنك إعتديت على العيلة ،القاصر ،وسبتها "
تغيرت عيون جاويد للون الأحمر وقال بضيق بعد أن إستقام مغادرا " كانت غلطة والبنت ماتت وأنا إتجوزت وخلفت ونسيت اللى حصل بطل تفكرني " قال كلماته وخرج صافعا الباب بقوة جعلت يوسف يسبه بداخله
**************************************************
استيقظتْ بكسلٍ منْ ألمِ جسدها ، إرهقها منْ الكرسيِ الخشبيِ الذي قضتْ بهِ ليلتها الماضيةَ اعتدلتْ تمددَ يديها بكسلٍ ، حدقتْ بالمارةِ بينما تتأتبْ ، وضعتْ يدها على فمها ، استقامتْ منْ على الكرسيِ الخشبيِ ، والمارةُ ينظرونَ لها بخوفٍ ، والأغلبَ يضنيها ولدَ مجنونٌ متشردٌ ، فهيَ دائما ما تنامُ بالشارعِ ، قلبتْ عيونها بمللٍ ، منْ نضرات الناسَ التي باتَ آخرٌ شيءٍ تهتمُ لهُ ، حدقَ بها رجلٌ في الخمسينياتِ منْ عمرهِ ، طالعَ سروالَ الجينزِ الفضفاضِ والمهترئِ الذي ترتديهُ وقميصها الأزرقَ الطويلَ يخفي جسدها النحيلُ وتلكَ السترةُ الجلديةُ المتقطعةُ والقبعةُ الشمسيةُ التي تداري بها شعرها ، تنهدَ بأسفٍ على حالها وقالَ بضيقٍ " لازمٍ تلاقي مكانٍ تعيشينَ فيهِ أنا خايفْ عليكَ منْ أولادِ الحرامِ "
نهضتْ بهمةٍ منْ على المقعدِ وقالتْ بينما تتحدثَ معهُ " طالما الكلّ عارفينَ أني ولدَ ، لا أحدَ يقدرُ يطمعُ فيا ، وأنتَ عارفْ أخرتْ الليَ يقربُ منيَ يا عمي ، أقطعهُ بسناني ، "
ابتسمَ بيأسِ منها وقالَ " الصبحُ بتتبهدلي في الطرقِ تصلحينَ العربياتُ وبالليلِ تشتغلينَ بتحرسيهمْ ، وفي الآخرِ بتنامي هنا في الجنينةِ ، إيهْ أخرتها معاكي "
نفتْ برأسها وقالتْ بضياعِ " مشٍ عارفةٍ ، هدورْ على شغلِ اليومِ عندَ أيِ ميكانيكيٍ ، وأشوفْ لوْ ممكنٍ يسبني أنامْ في المرآبِ عندهُ
حدقَ بها بغيضٌ مسترسلا حديته بجديه " يا ابنتي هيحصل إيهْ لوْ أخدتي حتى اوضة في السطحِ تنامي فيها "
تأففتْ هيَ باتتْ تعلمُ حالها ووضعها الحرجُ بأنها لأتحملَ هويةً فأجابتهُ بحنقِ " كيفَ لحدِ يقبل أني أعيشُ في بيتهِ منْ غيرِ أوراقٍ أوْ نسبٍ"
نضر لها باستعطافٍ وقالَ " ارجعي الميتمَ يا بنتي ، أحسنَ ليكي منْ الإهانةِ دي "
ابتعدتْ عنهُ قليلاً تمشطُ المكانَ بعيونها مردفهِ بينما تتفقدُ المكانَ منْ حولها " سيبكْ مني ، أنا لوْ كنتُ محتاجةً أبقى فيهِ مشُ مهربِ منهُ " ثمَ التفتتْ لهُ وقالتْ بجديةِ " غيرَ أنا بقيتُ اثنتينِ وعشرينَ سنةً ، يعني بلغتْ سنَ الرشدِ منْ زمانٍ "
نضرٍ لها لمدةَ قبل أنْ يقولَ بيأسٍ " أعملُ فيكَ إيهْ ؟ ! " رفعتْ كتفيها دونَ مبالاةٍ وقالتْ " ما فيشْ حاجةٌ تعملْه ، وبعدينِ عندي مهمةٌ اليومِ ، ولازمٌ أروح أشوفْ سناءْ في الميتمِ لوْ ناقصها حاجةً ، وبعدينِ أشوفْ كم عربيةٍ أصلحها وأجي هنا أناوب مكانكَ باليلْ "
حدقَ بها بسخطٍ هيَ عنيدةٌ لا تصغي لأحدٍ ، تنهدُ مطولاً وقالَ بهدوءِ " مهما أقولُ مشٌ ممكنٌ تسمعي مني "
نفتْ برأسها مبتسمةً " عندي مسؤولياتٍ كثيرةً ، لازمَ أخذُ الأكلِ للميتمِ الأولادِ بيستنوني ، وسناءُ أنا الليُ ليها وسندها بعد ربنا ، كلُ دولٍ معتمدينَ عليا مشِ هقدرْ أسبهمْ "
أومأَ برأسهِ ونضرٍ لها ، كانتْ شاردةٌ ، حدقتْ بطفلِ أمامها يحملهُ والدهُ ويمزحُ معهُ ، تابعتهمْ عيونها إلا أنَ اشترى لهُ والدهِ بالونا ، جعلَ الصغيرُ سعيدا ليحتضنَ والدهُ بحبٍ يشكرهُ وينعمُ بحنانهِ استيقظتْ على صوتِ العمِ مرسي الذي ناداها لأكثر منْ مرةٍ إلا أنها لمْ تجبهُ ، نضرة لهُ شاردةٌ وشعرتْ بالحزنِ وقالتْ " اليومِ ذكرى وفاةِ صابرةَ "
علتْ قسماتِ وجههِ بالحزنِ وقالَ بعدَ أنْ جدبها لأحضانهِ وربتْ على ظهرها بحنانِ قائلاً " ربنا يرحمها ويصبركَ على فراقها يا بنتي "
خدلتها دمعتْ سقطتْ منْ عيونها وقالتْ بعدَ أنْ ابتعدتْ عنهُ قليلاً " لازم أروحَ الآنُ وبعدينِ نتكلمُ " غادرةٌ منْ أمامهِ حتى لا تضعفُ ، وتنهارَ حصونُ قلبها الضعيفِ ، تنهدَ بيأسِ وأسى عليها ، تلكَ الفتاةِ التي وجدها ليلاً مختبئةً خلفَ الأشجارِ تبكي خوفا ، أخذَ بيدها إلى الميتمِ الذي عاشتْ فيهِ ، لكنها لمْ تكملْ ست أشهر حتى هربتْ منهُ مرةً أخرى وبدأتْ تعملُ وتتعلمُ كيفيةُ الحصولِ على قوتِ يومها ، الآنُ أصبحتْ شابةً لكنَ الماضيَ لا يزالُ يطاردها
تسللتْ إلى الداخلِ بعدَ أنْ قفزتْ منْ حائطِ المبنى ، دخلتْ بهدوءِ إلا أنَ أوقفها صوتٌ حادٌ " ثانٍ يا زمردٌ " التفتَ بضيقٍ وحدقةٍ بمديريةِ الميتمِ مختنقةً " أنتي مشَ بتنامٍ ، ارحمي نفسكَ "
حدقتْ بها بسخريةِ " ارحمينا أنتَ منْ الدخولِ شبهَ الحراميُ "
تأففتْ زمردَ بضيقٍ قبلَ أنْ تقولَ " طالما مسكتيني ، خدي دولٌ للأولادِ وانا هشوفْ سناءْ "
حدقتْ مديرةَ الميتمِ بتلكَ الأكياسِ المليئةِ والحلوياتِ المختلفةِ ، أخدتهمْ منها وابتسمتْ " مستحيلٌ تبطلينَ عادتكَ "
هَزَّت كتفيْهَا دُون اِهتِمام وقالتْ " داء بَيتِي والْأوْلاد دُوَل عِيلتي ، مش بِصَرف على حدٍّ غريب "
أَومَأت لَهَا بِامْتنان قَبْل أن تَقُول " هُروِّح أَجهَز الأكْل لِلْأوْلاد " أَومَأت لَهَا وَغادِرة نَحْو غُرفَة سَنَاء ، دَقَّت اَلْباب قَبْل أن تَدخُل ، نَضرَت إِلى تِلْك الغافيَّة على اَلسرِير المهْترئ مِن شِدَّة تَعبِها وَذلِك الفتى بِجانبهَا يَصرُخ مِن ألم جُوعه ، حمْلته زُمُرد واحْتضنتْ وَجهَه تَمسُّح دُموعه قَبْل أن تَأخُذ حليبه وَتجلِس على اَلسرِير لِتطْعِمه ، سكتَ الطِّفْل وَتَناوَل حليبه بِجوع ، اِبْتسَمتْ بِخفَّة على مَظهَرِه ، ومع اِنْشغالهَا فَتحَت ذات اَلعُيون الخضْراء عُيونَهَا بِكَسل ثُمَّ قَالَت بِنوم بيْنمَا تَعتَدِل " جِيتي "
↚
رَفعَت عُيونَهَا وَأَومأَت لَهَا قَائِلة " جِيتْ يَا سَنَاء هَانِم ، بزْمتك فِي أُمِّ تَنَام وتسيُّب اِبنهَا بعَيط "
حَدقَت بِهَا ونفختْ وجنتيها المكتنزة بِضيق فِي حِين تُشير إِلى طِفْلهَا بِانْزعاج " وبعْدَيْنِ يَا زُمُرد الكائن دَا حارْمَني مِن الحاجة اَلحُلوة الوحيدة فِي حَياتِي وَهِي النَّوْم "
حَدقَت بِهَا بِتهكُّم وقالتْ سَاخِرة " لََا بِتْتعَبي آوي "
تَنهدَت بِضيق وقالتْ بَعْد أن اِقْترَبتْ مِنهَا " زُمُرد عَايزَة اِشتغَل تَعبَت مِن القعْدة "
نَضرَت لَهَا ورفعتْ حاجبَهَا بِضيق وقالتْ " والْوَلد تَسيبِيه فَيِن "
اِبْتسَمتْ قَائِلة " الحضانة ، نَاخِد بَيْت أنَا وَأنتِي نعيش فِيه ونشْتَغل ويوسف أَسِيبَه فِي الحضانة "
حَدقَت بِهَا بغيض وقالتْ " مِن عُيوني ، البيْتُ دَا نَجيبِه مِن فَيِن يَا ذَكيَّة زمانك ، لََا أَنتِي ولَا أنَا مُعَانا أَورَاق "
تَنهدَت بِإحْبَاط وقد ضَهرَت مَلامِح الأسى على وجْههَا وقالتْ بِضيق " والْمفْروض نعمَل إِيه لِحدِّ أُمَّتي نَبقَى عَايشِين فِي الملْجأ بِالسِّرِّ وَأنتِي بِتنامي فِي الشَّارع
زَفرَت زُمُرد وقالتْ بِتفْكِير " أُلَاقِي حلٌّ ولَا يَهُمك "
أَومَأت لَهَا بِإيجَاب فقالتْ سَنَاء بِمشاغبة " زِيزو شِيل الطَّاقيَّة مِن على دِماغك " كَادَت أن تَقتُلها مِن شِدَّة غيْضهَا لَكِنهَا فاجأتْهَا بَعْد أن أَبعَدت اَلقُبعة عن رأْسهَا لِتسْقط خُصلات شعْرهَا العسَليِّ اَلقصِير اَلمُموج ، أَكمَل اَلصغِير حليبه وابْتَسم على شعْر مِن تَحملِه لِيجْذبهَا مِنْه بِقوَّة ، صَرخَت بغيض وأبْعدتْه بِيديْهَا تَحملِه مِن قَدمَه تَقلبُه رأْسًا على عُقْب وحدَّقتْ بِوالدته بشر " مَاشِي يَا شِبْر ونصَّ إِلى تَعملِيه أَنْت يُكْمِله اِبْنك " ضَحكَت سَنَاء بِقوَّة على فِعْل اِبنهَا قَبْل أن تَقُول " عَيْب يَا زَيْدان دَا أنَا سِتٌّ وَعلَى قد حَالِي " حَدقَت بِهَا زُمُرد بِذهول ومَا هِي إِلَّا ثَوَان حَتَّى وَضعَت اَلصغِير على الأرْض وانْقَضتْ على سَنَاء تَمسكِها مِن رَقبتِها ، ضَحكَت سَنَاء مِن كُلِّ قلْبهَا وقالتْ بِدلال رَغْم أَلمِها " عَيْب يَا زِيزو عارفَاك بتحبَني ، بس شَويَّة شَويَّة عشَّان بِتْكسف "
رغْمًا عَنهَا تَرَكتهَا زُمرَة اَلتِي ضَحكَت بِأعْلى صوْتهَا و شاركتهَا سَنَاء كدلْك ، اِرتمَت كُل وَاحِدة مِنهَا على اَلسرِير تَضحَك بِقوَّة وبالْكاد تَلتَقِط أنْفاسهَا ، اِبْتسَمتْ سَنَاء بيْنمَا تَنظُر لِلْصقف " بِحبِّك يَا زُمُرد "
اِبْتسَمتْ زُمُرد قَبْل أن تَعتَدِل وتسْتقيم مِن مَجلسِها وقالتْ بِهدوء " وَانَا بِحبِّك يَا سَنَاء " ثُمَّ حَملَت يُوسُف وقالتْ مُمَازحَة " وَبحُب يُوسُف " اِبتسَمت سَنَاء واسْتقامتْ ، مَدَّت لَهَا زُمُرد بِابْنِهَا وقالتْ " هُروِّح ورايًا مِشوَار ، اَفطَرِي وخدِّي بَالُك مِن الأوْلاد " أَومَأت لَهَا بِإيجَاب وقالتْ بِامْتنان " شُكْرًا يَا زُمُرد " اِبْتسَمتْ لَهَا وَغادِرة بيْنمَا أَمسَكت سَنَاء اِبنهَا وقالتْ بِلطْف ، تَعالَى نُفْطِر وِنْغلس على الأوْلاد اِبتسَم لَهَا بِودٍّ قَبْل أن تَخرُج مِن غُرْفتِهَا
*****************************************************
جَلسَت على رُكْبتيْهَا أَمَام قَبْر والدتهَا اِحْتضَنتْ تُرْبتهَا كأنَّهَا تَضمهَا ، سَقطَت دُموعَهَا بِقوَّة وقالتْ بِضَعف " وحْشتيني يَا صَابِرة ، وحْشتيني يَا أُمِّي ، أنَا كُلُّ يَوْم يَفتكِرك وبْدعيلْك بِالرَّحْمة مِشَّ ناسْياكي ، وَعمرِي مَا أنْساكي ، تَعرِفي ، أنَا بَقيَت مَسؤُولة عن وَلإِد كثير ، اَللَّه وَكِيلَك مَرَّات بِيتْهد حِيَلي بس لَازِم أَكمَل ، مِشُّ عَايزَة البنَات دُوَل يَحصُل فِيهم إِلى حصل فيَا زمان "
عَارِفة يَا صَابِرة أنَا مُتَابعَة أَخبَار رَاسِخ وَحدَة بِوحْدة ، بنتْه كَبرَت ، وابْنه كَمَان ، بِحبِّهم كثير كُلِّ سنة بِياخدوا صُورَة عَائلِية وِبتنْتشْر فِي الجرائد ، اليوْم عِيد مِيلَاد بنتْه خُلُود كَملَت اثنَّاشر سِنُّه ، زِيُّ السِّنِّ إِلى طَلعَة فِيه مِن البيْتِ لِلشَّارع مِن غَيْر أَمَان ، بس ولَا يَهُمك بِنْتك كَبرَت وطلْعتْ قَدهَا . رَاسِخ اِخْتَار مَايسِين ، حَتَّى اليوْم نَفسَه إِلى وَلدَت فِيه أَنْت سِبْتِي الدُّنْيَا بِسببه هُو ومرَّاته وبنْته دِي ، وربُّنَا الغالي تعيش عُشَّان أَشُوف فِيه يَوْم زِيِّ اَللَّي عمل فِينَا ، حُرمْنَا مِن بَعْض ، فَضْل بنتْه عُليَا كُنْت فاكْره بس عشَّان فَارِس ولد ، طَلْع المشْكلة أَنِّي بنتْ صَابِرة
ثُمَّ أَردَفت بِتساؤل مَزَّق قَلبُها لِأشْلَاء " مَامَا ليه بَابَا مِشّ بحبني ؟ ! إِيه دنْبِي ؟ ! " وَاَللَّه أنَا كُنْت مُحتاجَة حنانه وَحُبه لِيَا ، عُمرُه مَا كان أب لِيَا ، كان أب لِأوْلَاد مَايسِين بس ، حَرمَنِي مِن أَبسَط حقٍّ وَجُمد قَلبُه وَسابْنِي أَطلِع لِلشَّارع وَحدِي فِي نصِّ اليالي طفلة مش فاهمة الحياة "
مَسحَت قَطَرات دُموعِهَا بِضَعف وقالتْ " أنَا دِيمَا محتاجَة لِيكي يَا صَابِرة ، محتاجَة حِضْنك أَسنَد رَأسِي على صَدرِك ، بِحبِّك يَا صَابِرة وَعمرِي مَا أَبطَل أُحبُّك ، كَانَت كُلُّ كَلمَة تَخرُج مِن لِسانِهَا تُرافقهَا قَطَرات دُموعِهَا الفتَّاكة ، ضَلَّت تَبكِي على فِقْدانهَا والدتهَا كأنَّهَا مَاتَت الآن ، خالجَهَا إِحسَاس الضَّعْف والْوحْدة والْخَوْف ، شَعرَت أَنهَا تِلْك الفتَاة الصَّغيرة الضَّائعة فِي غَابَة مَضْلَمة ، فَاقِدة لِإحْسَاس الأمَان ، حَتَّى كَادَت أن تَختَنِق مِن ألم فُؤَادهَا اَلذِي ضاق بِهَا ، شَعرَت بِيد تُربِّت على شعْرهَا ، حَدقَت نَحْو المصْدر ، اِبْتسَمتْ بِاتِّسَاع بَعْد أن ظهر خَيَال والدتهَا يُواسيهَا اِحْتضنتْهَا بِقوَّة تَبكِي على فِراقِهَا شَعرَت بِهَا تُمرِّر يداهَا بِحنان على ظهْرهَا ، وتمسُّح دُموعِهَا تبث بها الطمأنينه ، شَعرَت بِقبْلة والدتهَا على رأْسهَا تَأنَس وحْدتَهَا
آفاقهَا مِن خَيالِها صَوْت سُقُوط مَفاتِيح على الأرْض ، اِسْتوْعبتْ نَفسُها ومكانهَا شَعرَت بِالْحزْن أَنهَا كَانَت تَتَخيَّل فقط ، أَلقَت نَضرَة حَانِية على قَبْر والدَّتهاو اِسْتقامتْ مُغَادرَة تَحمُّل طَعْن الفرَاق وألمًا حادًّا شديدًا بالوجدان
كَانَ يُوسُفْ يَتَقَدَّمُ نَحْوَ اَلْقَبْرِ وَهُوَ يَتَفَحَّصُ دَالُكَ اَلشَّابَّ اَلَّذِي يَجْلِسُ بِجَانِبِ اَلْقَبْرِ وَيُوَلِّيهُ ضَهْرَهْ ، دُونُ أَنْ يَنْتَبِهَ سَقَطَتْ مَفَاتِيحَهُ ، اِنْحَدَرَ يُوسُفْ يَلْتَقِطُهَا مِنْ عَلَى اَلْأَرْضِ ، ثُمَّ رَفْعِ عُيُونِهِ مُتَوَجِّهًا نَحْوَ اَلشَّابِّ اَلَّذِي كَانَ يَجْلِسُ بِجَانِبِ قَبْرِ صَابِرَةَ نَادَاهُ بِصَوْتٍ عَالٍ
تَسَمَّرَتْ مَكَانَهَا بَعْدَ أَنْ أَوْقَفَهَا صَوْتٌ مَأْلُوفٌ تَعْرِفُهُ جَيِّدًا " أَنْتَ يَاوْلِدْ اَسْتَنِىْ "
اَلتَّفَتُّتُ إِلَى مَصْدَرِ اَلصَّوْتِ لِتَجِدَ صَدِيقَ طُفُولَتِهَا يَقِفُ أَمَامَهَا ، اِنْدَهَشَتْ غَيْرَ مُصَدَّقَةٍ بِوُجُودِهِ ، حَدَّقَ بِهَا يُوسُفْ مُدَّةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَ بِاسْتِفْهَامٍ " أَنْتَ مِين ؟ ! "
حَدَّقَتْ بِهِ تَسْقِي عُيُونَهَا مِنْ اِشْتِيَاقِهَا لَهُ ، وَكَمَّ وَدَّتْ أَنَّ تَهَرُّب إِلَى أَحْضَانِهِ مَتْلُمَا كَانَتْ تَفْعَلُ مُنْذُ أَنْ كَانَتْ صَغِيرَةً عِنْدَمَا تَشْعُرُ بِالْوَحْدَةِ ، وَقَالَتْ بَعْدَ أَنْ اِسْتَدْرَكَة نَفْسَهَا " زَيْدَانْ " نَضِر لَهَا يُوسُفْ بِتَدْقِيقٍ مُشَكِّكٍ بِأَنَّهَا سَارِقُ مِنْ هَيْئَتِهَا اَلَّتِي تُخْفِي مُعَضَّمْ جَسَدُهَا وَمَلَامِحُ وَجَّهَهَا وَقَالَ بِشُكْرِ " عَايِزْ أَشْكُرُكُ دَائِمًا بَتَسْقِي اَلْقَبْرُ دَا وَتَاخِدْ بَالُكَ مِنْهُ "
نَضْرَتْ لَهُ وَأَعَادَتْ نَضْرَاتَهَا إِلَى قَبْرِ وَالِدَتِهَا تَحَجَّرَتْ اَلدُّمُوعُ بِعُيُونِهَا مِنْ شِدَّةِ قَهْرِهَا ، وَحُرْقَةُ فُؤَادِهَا ، كَيْفَ لَهَا أَنْ تُهْمِلَ وَالِدَتَهَا اَلَّتِي تَعْشَقُهَا ، ثُمَّ حَوَّلَتْ نَضْرَتَهَا لَهُ وَقَالَتْ بِهُدُوءِ " دَا وَاجِبٍ " شُرُودِهَا اَلدَّائِمَ أَثَارَ رِيبَةَ يُوسُفْ اَلَّذِي نَضِرٍ لَهَا بُحَيْرَةٌ وَقَالَ بِتَسَاؤُلٍ " أَنْتَ دَائِمًا بِتْجِي هُنَا ؟ ! "
أَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا فَاسْتَرْسَلَ مُتَسَائِلاً " عُمْرُكَ شُوفْتْ بَنَتْ هُنَا ؟ ! " رَفَعَتْ حَاجِبَهَا وَقَالَتْ بِتَهَكُّمِ " وَأَنْتَ مَالِكِ يَاسْطَا ؟ ! "
حَدَّقَ بِهَا يُوسُفْ بِضِيقٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَرْتَحْ لَمَنَضْرْهَا وتابع قوله" اَلْقَبْرِ دَا لِإِنْسَانَةِ زِيِّ أُمِّيِّ اَللَّهِ يَرْحَمُهَا ، كَانَ لَيُّهَا بِنْت ، وَهِيَ أَكِيدُ بِتْجِي تَزُورُهَا "
هَزَّت كَتفُها بِعَدم اِهتِمام وقالتْ دُون مُبالَاة " عُمْرِي شُوفْتْ حدَا ، اَللَّه وَكِيلَك ، فِي بس وُلِد بِيجي يزورهَا وَيمشِي "
تَنهُّد يُوسُف بِأَسى على حَالِه وَعلَى غَزالَه الضَّائع وَقَال بينما يصفهما كما يتذكرها في مخيلته " بِنْتُ سُمرَة ولوْن عيْنيْهَا شِبْه الغزَال ، مَا بَيْن الأزْرق والْأخْضر وَكُل مَرَّة عيْنيْهَا بَتبَقِى فِي لَوْن على حسب نُور الشَّمْس "
خفق قَلبُها مِن كلماته ورمشتْ أهْدابهَا غَيْر مُصَدقَة أَنَّه لََا يَزَال يتذكَّرهَا ، بل يَبحَث عَنهَا " غَزَال " تِلْك اَلكلِمة اَلتِي طالما ميَّزهَا بِهَا عن غيْرهَا ، نَضرَة لَه بِعيونهَا العسليَّة وقالتْ بِصَوت جَاهِدة تُحَاوِل إِخْراجه جادًّا " عُمْرِي شُوفْتْ حدًّا هُنَا غَيْر الولد اَللَّي قُولتَلْك عليْه ، سَلَام يَا بَاشَا "
غادرتْ مِن أَمامِه دُون أَدنَى كَلمَة أُخرَى بيْنمَا هُو عاد يَجلِس أَمَام القبْر بِجانب وَالدِه اَلذِي كَانَت دُموعه تَنزِل مِن شِدَّة حُزْنِه وتمزُّق قَلبِه على حبيبَته الرَّاحلة ، وَضْع يُوسُف يده على كَتِف وَالدِه يُواسِيه وَقَال " هِي عِنْد إِلى أَحسَن مُنِي ومنْك "
أُومًّأ بِرأْسه بِإيجَاب وَقَال بِحزْن " زَعْلان على أمانتهَا ، إِللى معرفَتْش أحافض عليْهَا ، جِيتْ مُتَأخر ، ضَيعَت زُمُرد اَللَّي مِشَّ عَارِف أراضيهَا فَيِن "
تَنهَّد دَلِك العاشق وأغْمض عُيونه يَتَذكَّر سَارِقة نَومِه وَصَديقَة طُفولَته اَلتِي رَحلَت دُون أيْ أثر ، وَقْف بِهمَّة وَقَال بِثبات ، المرَّة دِي هدُّور عليْهَا بِجدٍّ ، مِشُّ نسيب الحرس بس هُم إِلى يَدُورَا عليْهَا كَانَت تُراقبهم مِن بعيد بِقَلب يُخْفِق ألم وَحُزن ، إِلَّا أَنهَا نَهرَت نَفسُها ، وقالتْ لِنفْسِهَا بِحَزم " أَنتِي لَعنَة يَا زُمُرد ، كِفاية اَللَّي حصل زَمَان " ثُمَّ حَدقَت بِيوسف اَلذِي نَضِر إِلى مَكانِها ، فابْتعدتْ على الفوْر دُون اِنتِباه لِلطَّرِيق اَلذِي تَقطعُه ،اِتسعَت حدقتاهَا بَعْد أن شَعرَت بِصَوت مَكابِح السَّيَّارة اَلتِي كَادَت أن تدْهسَهَا لِتَقف أَمامها ولَا يَفصِل بيْنهَا وَبَينهَا شَيْء غَيْر اَلْهَواء ، كَانَت مَصدُومة ، لَكِن صدْمتَهَا اِكْتمَلتْ عِنْدمَا خرج فَارِس مِن السَّيَّارة يَنظُر لَهَا بِضيق وَغضَب فَهِي كَادَت أن تَتَسبَّب بِحادث يُؤدِّي بِحياتهَا وحياته ، حَدَّق بِهَا بِضيق وأمْسك بِهَا مِن يَدهَا ينْهرهَا بِقوَّة " أَنْت مَجنُون يَا ولد كُنْت هتْموتنَا ؟ ! "
↚
اِشْتعلتْ عسليتاهَا وقالتْ بِصَوت غليظ كالرِّجال بَعْد أن جَدبَت يَدهَا مِنْه بِقوَّة " اِحترَم نَفسَك ، وشيك أَيدَك ، أَنْت إِلى سَائِق مَتْل الأعْمى ، مِشّ شَايِف قُدَّامك "
حَدَّق بِهَا بغيض وَكَاد أن يَلكُمها إِلَّا أنَّ والده صرخ به بِقوَّة " سِيبه يَا فَارِس "
أَغمَضت عُيونهَا بِشدَّة بَعْد أن رنَّ الصَّوْتِ فِي أُذنِها ، كُلُّ خَليَّة فِي جسدهَا أَصبَحت تَرتَجِف مِن التَّوَتُّر والْغَضب خَوْف وَقلَق ، فَتحَت عُيونَهَا وحدَّقتْ بِه ، أَنَّه هُو ، رَاسِخ ، اَلأَب اَلذِي تَركهَا مُنْذ أَكثَر مِن أَثنَى عشر سنة يُحدِّق بِهَا وَهِي أَمامِه ، وسؤالهَا اَلوحِيد الذي يدور فِي عقْلهَا " لِماذَا لَم تُحبْنِي يَا أَبِي ؟ ! " اِرْتجَفتْ شَفَتاهَا وقالتْ بِهَمس خَافِت غَيْر مَسمُوع " رَاسِخ ! ! "
أَغمَضت عُيونهَا بِشدَّة بَعْد أن رنَّ الصَّوْتِ فِي أُذنِها ، كُلُّ خَليَّة فِي جسدهَا أَصبَحت تَرتَجِف مِن التَّوَتُّر والْغَضب خَوْف وَقلَق ، فَتحَت عُيونَهَا وحدَّقتْ بِه ، أَنَّه هُو ، رَاسِخ ، اَلأَب اَلذِي تَركهَا مُنْذ أَكثَر مِن أَثنَى عشر سنة يُحدِّق بِهَا وَهِي أَمامِه ، وسؤالهَا اَلوحِيد الذي يدور فِي عقْلهَا " لِماذَا لَم تُحبْنِي يَا أَبِي ؟ ! " اِرْتجَفتْ شَفَتاهَا وقالتْ بِهَمس خَافِت غَيْر مَسمُوع " رَاسِخ ! ! "
ارتجفتُ قدماها وبالكادِ استطاعتْ أنْ تضلَ واقفةً ، حدقتْ بهِ بينما نضرٍ راسخٍ إلى فارسِ وقالَ بضيقِ " أحنا في مقبرةِ مشٍ في الشارعِ " ثمَ استرسلَ بعدَ أنْ نضرَ إلى زمردِ " المهمِ أنكَ جيدٌ يا ابني خدَ بالكَ منْ نفسكَ "
ألقى بكلماتهِ وهتفَ إلى ابنهِ مغادرا " أنا هسبقكْ على ما تجيْ ، منْ غيرِ مشاكلَ "
كانَ وجهُ فارسِ مختنقٌ منْ كلماتِ والدهِ وحدقَ بزمردٍ بضيقٍ يودُ الفتكُ بها ، بينما هيَ لاتزالُ عالقةً في لحضهِ مرورِ والدها منْ جانبها ، صوتهُ الرنانُ لا يزالُ يتخللُ داخلَ ثنايا قلبها ، عادةُ عيونها تتلألأُ بالدموعِ مرةً أخرى ، وشعرتْ بالحزنِ والحسرةِ والضعفِ مرةً واحدةً ، الاستسلامُ عرفَ الطريقُ لفؤادها وجعلها ترتجفُ ، زفرَ فارسُ بحنقِ بينما يتفحصُ سيارتهُ ، ركلَ عجلةَ السيارةِ بقدمهِ بقوةٍ ، بعدُ أنْ لأحضَ أنها انفجرتْ صرخَ بانفعالِ " منكَ للهِ شوفْ حصلَ إيهْ بسببِ "
انتفضتْ زمرد على صوتهِ الذي انتشلها منْ أحزانها واستدركتْ نفسها تحدقُ بهِ بغيضٌ بعدَ أنْ أشهرتْ سبابتها في وجههِ " أنتَ السببُ مش أنا ، الناسُ تسوق بالعقلِ وأنتَ شكلكَ ناسيةً "
عضَ على شفتيهِ بغيض منها وقالَ بانفعالٍ " أنتَ الليُ طلعتْ في وشيْ ، وقفتْ العربيةَ بسرعةِ بسببكَ واهي النتيجةِ الكوتشْ نامَ "
هزتْ كتفيها بعدمِ اهتمامٍ وقالتْ بضيقٍ " أعملكَ إيهْ ؟ ! غيرَ أنها مسألةٌ بسيطةٌ بسرعةِ تقدر تغيرهُ "
حدقَ بها بلؤمٍ وقالَ بضيقٍ " أصلحهُ أينَ دلوقتي ، أحنا في مقبرةٍ " رفعتْ حاجبها بتعالي وقالتْ بتساؤلٍ " وحضرتكَ فارد عضلاتكَ منْ الصبحِ ليهُ عليا ، افردها على العربيةِ وغيره عجلتها "
نضرٍ لها بضيقِ فهوَ لا يعرفُ كيفَ يغيرهُ وليسَ لهُ أيُ درايةِ بهِ فأجابها بغيضٌ " مشُ بعرفِ "
نضرتْ لهُ بتهكمِ هلْ هذا هوَ مدللٌ والدهُ الذي كانَ يفضلهُ عليها ، لايستطيعْ حتى تغيرِ عجلةِ سيارتهِ ، تنهدتْ بيأسٍ منْ تلكَ المقارنةُ التي تضعُ نفسها فيها ككلِ مرةٍ ، وحدقتْ بهِ بجديةِ " معَ أنكَ متكبرٌ بسْ هساعدكْ "
نضر لها فارسُ بعدمِ رضى وقالَ باستفهامٍ " أنتَ بتفهمٍ في العربياتِ " أومأتْ لهُ وهيَ تتجهُ نحوهُ ، وقفتْ بجانبِ السيارةِ وانحدرتْ تتفحصُ العجلةُ ، كانَ يتابعها باهتمامِ فقالتْ بجديةِ بعدَ أنْ رفعتْ عيونها لهُ " شايلْ معاكْ عجلةَ احتياطٍ " أومأَ لها وقالَ " آهٍ في عجلةِ والمفاتيحِ كمان "
ابتسمتْ ساخرةً وقالتْ باستهزاءِ " شايلهمْ ليهُ وأنتَ مشِ بتعرفٍ تستعملهمْ "
شعرُ بنبرتها الساخرة وقالَ بضيقِ " هتصلحها ولا هتقعدْ تهزأَ فيا "
امتغصتْ ملامحَ وجهها بعدمِ رضى وتمتمتْ بكلماتٍ مقتضبةٍ قبلَ أنْ تستقيمَ وتتوجهُ نحوَ البابِ الخلفيِ للسيارةِ لتخرجَ العجلةُ ما أنْ رأى يامنْ ويوسفْ راسخا ، حتى غادرَ يوسفْ دونَ أنْ يلقيَ السلامُ بينما يامنْ مرَ منْ جانبِ أخيهِ دونَ كلمةٍ ، أوقفتهُ كلماتُ راسخٍ " أنتَ نسيتُ حتى إني أخوكَ ؟ ! "
غدق الحزنِ قلبَ يامنْ قبلَ أنْ يقولَ " منْ يومِ ما طردتني منْ بيتكَ "
ندم راسخٍ بشدةِ وقالَ بألمٍ " كنتَ طائشا "
ضحكَ يامنْ مستهزا وقالَ بتهكمِ " خليكْ طائش " رمى كلماتهِ وغادرَ
كانَ فارسُ يتابعُ حركاتها باهتمامٍ وإعجابٍ ، جدبتْ المفاتيحُ تفتحُ عجلةَ السيارةِ بعدَ أنْ رفعتها قليلاً بالرافعةِ واستبدلتْ العجلةُ بالأخرى ، انتهتْ منْ عملها وأعادتْ كلَ الأدواتِ مكانها تحتَ نضراتِ فارسَ الذي كانَ خائفا أنْ يكونَ مجردَ سارقٍ ، أقفلتْ بابَ السيارةِ الخلفيِ بعدَ أنْ انتهتْ ونضرةً لهُ وقالتْ " خلصتْ يا باشا ، عربتكَ فلْ مية مية "
ابتسمَ فارسُ على كلامِ الشابِ وقالَ بشكرٍ بعدَ أنْ أخرجَ بعضُ المالِ منْ جيوبهِ " أنا متشكرٌ جدا " ثمَ وضعِ النقودِ بيدها ، نضرةً لهُ وقالتْ باعتراضِ " مشٍ محتاجٍ يا باشا ، أنا غلطتُ في حقكَ واعتبرَ تصليحُ العربيةِ ، اعتذارا عنْ الليِ عملتهُ " كادَ أنْ يتكلمَ إلا أنها أعادتْ لهُ نقودهِ بعزةِ نفسٍ وغادرتْ بسرعةِ وتركتهُ مندهشا ، اصطدمتْ بجدارٍ قويٍ جعلها تتأوهُ بقوةٍ ، رفعتْ عيونها نحو يوسفْ فقالتْ دونُ وعيٌ " هوَ يومُ منيلْ منْ بدايتهِ " حدقَ بها بجديةِ وقالَ " أسفُ يا زيدانْ " أماتَ برأسها وقالتْ " حصلَ خيرٌ " غادرتْ تركضُ وقلبها يخفقُ بقوةٍ كادتْ أنْ تؤديَ بحياتها ، كما هائلاً منْ الصدماتِ في يومٍ واحدٍ ، يوسفْ وعائلتها في خمسِ دقائقَ ، زفرتْ بحنقِ بعدَ أنْ خرجتْ منْ المقبرةِ ، نضر يوسفْ إلى فارسِ الذي احتضنهُ بودِ ومحبهِ ، ثمَ سلمَ على عمهِ ، ابتسمَ فارسُ قائلَ " الحمدِ للهِ على سلامتكَ غيبةً طويلةً " ابتسمَ قائلاً " ربنا يسلمكَ " ثمَ استرسلَ بتساؤلِ " الولدِ دا كانَ بيعملْ إيهْ هنا " حركَ فارسُ أصابعهُ على دقنهُ وقالَ بمللٍ " كنتَ هضربهْ بالعربيةِ ، - والحمدُ للهِ - حصلَ خيرٌ " ابتسمَ يامنْ قائلاً " المهمَ أنكَ كويسْ " ثمَ نضرٌ لابنهِ " يلا نمشي " أومأَ لهُ فتحدثَ فارسُ باعتراضِ " تعالٍ يا عمي للبيتِ "
نفى برأسهِ قائلاً " البيتَ هوَ بيتي أنا وابني ، أما بيتٌ أخويٌ طالما زمرد مشٍ موجودةٍ ، عمري ما أدخلهُ " تنهدُ فارسِ بيأسٍ وقالَ بتفهمِ " عارفْ يا عمي ، بسْ عشانِ خاطرُ خلودٍ تعالى اليوم عيدَ ميلادها " ربتْ على كتفهِ قائلاً " شكرا يا فارسُ مرةَ ثانيةٍ " ثمَ ابتعدَ يخطوا إلى سيارةِ يوسفْ وركبَ بها ، حدقَ بهِ يوسفْ قائلاً " أبوكْ ندمَ مشٌ عشانِ صابرةَ ولا بنتها ، عشانِ خلودٌ لازمها زمردٌ عشانِ تعيشُ ، أبوكْ أنانيٍ وأنتَ زيهُ " تنهدَ فارسُ وقالَ بألمٍ " أنا مشُ عارفْ إيهْ الليِ حصلَ زمانُ بالضبطِ ، ولا عارفْ زمردِ شافتْ إيهْ في السنواتِ دي ، بسْ كلَ الليِ أعرفهُ ، أنهُ خلودُ بتموتْ ، وزمردَ هيَ الحلُ ، أكيد توافقٍ تتبرعُ لها " ابتسمَ يوسفْ بتهكمِ وقالَ " يا ابني احذرْ تتعشمْ في زمردٍ ، عشانِ أبوكْ باعها زمانٌ هيَ ممكنٌ تبقى أسوأُ منهُ " زفرَ فارسُ بحنقِ وقالَ " إنْ شاءَ اللهُ نلاقيها الأولَ " أومأَ باستسلامٍ ثمَ غادرَ بينما جلسَ فارسُ بالسيارةِ ينتضرْ والدهُ
↚
جلسَ راسخٌ أمامَ قبرِ صابرةَ واضعا يديهِ على تربتها وقالَ بألمِ وندمِ قطعِ قلبهِ لأشلاءِ أنا عمري ما عدلتْ بينكَ وبينَ مياسينْ ، جريت وراءَ حبي ونسيتْ أراعي فيكَ ربنا ، ربنا انتقملكْ منيَ في بنتي ، بنتي بتموتْ يا صابرةُ ، مشُ عارفْ إزايْ أسيبكْ تسامحينني وأنتَ تحتِ الأرضِ ، أنا أحقرَ إنسانٌ وكنتَ قاسي ومتخلفِ معاكي ، ذنبكَ الوحيدُ أنكَ حبيتيني منْ قلبكَ وأنا مقدرتشْ الحبِ دا ، بالعكسِ أنا دستْ عليهِ وعليكي ، كنتَ معمى ، ربنا خدَ حقكَ منيَ وبنفسِ الطريقةِ الليُ بنتكَ دعتْ عليا بها زمانا ، بنتي بتموتْ وأنا لا أستطيعُ اعملها حاجةً ، زوجتي بتقولي أنهُ ذنبكَ ، الكلَ بقولِ أنهُ ذنبكَ ، سامحيني ، وانا وعدَ منيُ هلاقي زمرد ، هيَ غاليةٌ عليكي أنا هلاقيها واعوضها على الليِ عملتهُ فيها زمانٌ ، تساقطتْ دموعُ خضرتيهْ في وقتِ لنْ ينفعهُ بهِ الندمُ ، كيفَ ولا ، وقتُ الصفحِ قدْ دهبْ هيَ تحتَ تربتها وروحها عندَ خالقها ، فكيفَ لها أنْ تجيبهُ أوْ تصفحُ لهُ
**************************************************
بعدٌ حفلةِ خلودِ عادةِ صابرةَ إلى بيتِ أبيها ، وانهمكتْ في تصاميمِ أزيائها ، كانَ والدها يقرأُ قرآنهُ ويوسفْ يجلسُ بجانبهِ منشغلاً بحاسوبهِ ، قفلٌ يأمنُ المصحفُ بعدَ أنْ أكملَ آياتهِ ثمَ حدقَ بابنتهِ المنشغلةِ وقالَ بهدوءِ " صابرهُ " رفعتْ عيونها لهُ وتوقفتْ عنْ الرسمِ ابتسمَ والدها قائلاً " فارسَ طالب أيدكَ " نضرةً لهُ عدةُ توانٍ قبلَ أنْ تضحكَ بملأِ فاهها وقالتْ " أنتَ تمزحُ يا بابا ؟ ! "
نفى برأسهِ مردفا - بجديةٍ - " لا يا صابرةُ ، فارسُ فعلاً طالب أيدكَ ، وأنا قولتلهْ أني هفكرْ وارد عليهِ "
علتْ ملامحَ وجهها بالضيقِ وقالتْ - بجديةٍ - " أنا عارفةٌ حياةُ فارسِ المشرفةِ ، قولهُ طلبهُ مرفوضٌ "
اقفلْ يوسفْ حاسوبهُ وقالَ برزانةِ بعدَ أنْ حولَ نظراتهِ لأختهِ " أديهِ فرصةً "
نفتْ برأسها قائلةً " فارسِ أنانيٌ ، غيرَ أنهُ بتاعْ بناتٍ ومصالح ، ولوْ فاكرينهْ طالبَ أيدي لوجهِ اللهِ تبقوا غلطانينْ "
حدقَ بها والدها بعدمِ رضى قبلَ أنْ يقولَ يوسفْ بتفهمِ " أنتي معاكي حقٍ "
نضرٍ لهُ والدهِ بغيضٍ قبلَ أنْ يقولَ " أنتَ عاجبكْ كلامها "
أومأَ لهُ بإيجابِ فقالتْ صابرةُ وهيَ تجمعُ أوراقها بعدَ أنْ استقامتْ " بلغهُ رفضي " غادرتْ بعدها للأعلى بينما والدها تنهدَ بسخطٍ وقالَ بأسى " البنتِ دي عنادية " ثمَ حدقَ بيوسفْ الذي كانَ قدْ عادَ للانشغالِ بحاسوبهِ وأردفَ باستفهامٍ " أنتَ موافقها " أبعدَ يوسفْ بصرهُ عنْ الحاسوبِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ لهُ " كلِ حاجةٍ بالرضى يا بابا ، غيرَ أننا كلنا عارفينَ أنهُ فارسُ نسخةً عنْ يامنْ ، محتاج مصلحتهِ لا غيرُ "
حدق به مطولا قبل أن يقول بجديه " ما أنا أخدت رأيها ،وهي رفضت " ثم اضاف بتسائل " أختك بتكرهه"
اومأ له قائلا " لأنها فاهمة انه هو عايز يشتغل معاها عشان هي معرفة في السوق وتصاميمها دايما بتجيب ارباح ، غير بلاش تنسى انه فعلا بتاع بنات "
زفر يامن بشدة وقال " مش عارف ليه طالع لابوه ، هبلغه رفضها "
أوما له وأعاد تركيزه على حاسوبه ، رن جرس المنزل ، نضر يوسف لأبيه وقال بإحترام " خليك انت "
ابتسم له قبل أن يستقيم يوسف ويفتح الباب ، رفع حاجبه بتعالى بعد أن نضر إلى جاويد اللذي يحمل حقيبة ملابسه ، إغتاض جاويد من نظرات التشفي تلك قبل أن يزيحه بغيض وقال " يا اخي حتى قول السلام وعليكم "
اقفل يوسف الباب وهتف بملل " والله كنت عارف انك هترجع "
زفر بغيض قبل أن يدلف للصالون ثم ابتسم ليامن الذي رحب به " اهلا وسهلا يا ابني "
ابتسم جاويد وجلس مردفا برحابة صدر " شكرا يا عمي يامن " ثم التف الى يوسف الدي جلس مقابله وقال بغيض " أحسن من ابنك الى حتى السلام مش قالها ليا "
نضر يامن لابنه وقال بعتاب " عيب عليك ،دا ضيفك "
اومأ لوالده وقال بإحترام " معلش يا بابا " ثم نضر إلى جاويد مردفا " مشرفنا كتير ،على اساس مش هترجع "
استقام يامن مردفا ببشاشة اسبكم مع بعض ثم غادر ، نضر جاويد الى يوسف وقال بعد أن تمدد على السرير " هطلق من شرين ، جيت عشان اغير جو "
اومأ له مردفا بإستفهام " ايه السبب المره دي؟!"
حدق به بملل قائلا " النسوية الى هي من حزبها ، حقوق ، وسهرات كإني مش موجود "
اعاد يوسف راسه للخلف وقال بشرود " انت عارف ان لاهي من دينك ولا من تقاليدك ،علاقتك بيها فاشلة من الاول بس انت اتحمست ، وعجبك الصنف الاجنبي ،اهي أخرتها " ثم أعاد رأسه للأمام وقال بتسائل " هتعمل ايه في بنتك ؟!"
اعتدلَ جاويدْ وقالَ بضيقِ " هاخدْ البنتِ منها ، واجبها هنا ، وبعدها أشوفْ مربيةً " أوما لهُ وقالَ بعدَ أنْ غلبهُ النومُ " أتمنى المرةُ دي تختارُ صحَ ، شوفْ ليكُ بنتِ بلدكَ ، تصونكَ ، مشٌ واحدةٍ لا عارفْ بتجي منْ فينْ ولا بتروحْ فينْ " زفرَ جاويدْ قائلاً " تفتكرُ دا تخليصِ حقٍ ؟ ! "
ابتسمَ يوسفْ ساخرا " ، الليُ عملتهُ في بناتِ الناسِ بيتردْ يا جلالٌ " لمْ يجبهُ بلْ كانَ ينظرُ للقصفِ إلى أنَ غلبهُ النومَ نضرٌ لهُ يوسفْ وقالَ بضيقِ " مشِ عارفْ آخركَ أنتَ كمانُ "
**************************************************
توالتْ الأيامُ بعدَ آخرٍ لقاءٍ لزمردِ بعائلتها ، مسحتْ زمردَ عرقِ جبينها منْ تلكَ الشمسِ الحارقةِ التي أهلكتها بينما تصلحُ السيارةُ ، زفرتْ بضيقٍ كبيرٍ بعدَ أنْ تذكرتْ لقاءها بوالدها ، سريعا ما شقتْ ابتسامةَ عريضةٍ وجهها بعدَ أنْ تذكرتْ يوسفْ ، ضحكتْ بخفةٍ وهمستْ " بقيَ قمرُ أكثرَ منْ الأولِ " جالتْ ببالها ذكرياتها معهُ وقالتْ بعدَ أنْ شدقتْ شفتاها " أكيدَ إتجوزْ وخلفَ "
نضرٌ لها رئيسُ عملها وقالَ " خلصتْ يا زيدانْ " انتشلها منْ أفكارها ، أومأتْ لهُ قائلةً باهتمامٍ " خلصتها يا معلمٌ ، كانَ بسْ في مشكلةٍ صغيرةٍ في محركِ العربيةِ ، معَ داخلكَ لازمٌ يغيرها دي منْ زمنِ كليوباترا "
ابتسمَ على كلماتها مردفا " معلشْ أنتَ عارفْ الناسِ على قدها "
أومأتْ لهُ بإيجابٍ وقالتْ " اللهَ يكونُ في عونِ أيِ واحدٍ " ثمَ استرسلتْ بتساؤلِ " هتدفعليْ كم في دي "
نضر لها بتمعنِ وقالَ " خمسينَ "
نضرةً لهُ باستنكارِ وقالتْ " اللهَ اللهَ ، أنتَ بتهزرْ ، أنا طلعٌ روحيٌ فيها "
حدقَ بها بغيضٌ " أنا مشٌ كاسبْ فيها أصلاً عشانِ اديكْ أكترِ ، ما أنتَ بنفسكَ قلتها مشكلةً صغيرةً "
تمتمتْ بغيضٍ منْ بخلهِ وقالتْ بضيقِ " ماشي ، كلهُ منْ ربنا " ثمَ استرسلتْ " اللهَ وكيلكَ لوْ أكلتني في قرشِ إنْ شاءَ اللهُ محلكَ يولعُ "
حدقَ بها بأعينِ متسعةٍ قبلَ أنْ يعطيها نقودها ويقولُ بتكبرِ " روحُ يا زيدانْ ، أنتَ منْ غيري ولا حاجةً "
زفرتْ تنظرُ لهُ بإشمأزازْ كادتْ أنْ تجيبهُ إلا أنها رحلتْ تسبهُ بأسوأ ما تعرفُ ، لعلَ اللهَ يخفي لها عملٌ آخرُ ، بهِ ألفُ خيرٍ عنْ ذاكَ
↚
بدأتْ المشيَ نحوَ الحديقةِ التي تنامُ بها وجدتْ العمَ مرسي يجلسُ على الأرضِ ، حدقتْ بهِ بهلعِ وأسرعة نحوهُ ، جلستْ على الأرضِ ، أمسكتْ رأسهُ تضعهُ على ركبتها ، هتفتْ بخوفِ " عمي أنتَ كويسْ ؟ ! "
نفى برأسهِ وقالَ بصوتٍ متقطعٍ بعدَ أنْ أمسكَ قلبهُ " خدي بالكَ منْ نفسكَ يا زمردٌ ، أوعي تفرطي فيها "
نفتْ برأسها وعرفتْ الدموعُ طريقا لعيونها وقالتْ منْ شدةِ رعبها ، أنتَ هتبقىْ كويسْ خليكْ معايا
نفى برأسهِ وقالَ بصعوبةِ " خليكي جدعهُ زيُ ما عرفتكَ قويةٌ مشَ بتتهزْ بحاجةٍ "
أومأتْ برأسها ودموعها تتساقطُ وقالتْ بضعفِ " متسبنيشْ ، مليشْ حدُ غيركَ بعدَ ربنا أنتَ أبويا وسندي "
تألمَ على كلماتها وقالَ بأسى " سامحيني مشَ هقدرْ أبقى معاكي أكترِ منْ كدهِ " وقعتْ يدهُ منْ عليها مما جعلها تفقدُ النطقِ من صدمتها ، احتضنتهُ كما احتضنتْ والدتها وبكتْ ألما وحزنا ، تجمعَ الناسُ أثرَ صراخها يلتفونَ حولها ، اتصلَ أحدُ منهمْ على الإسعافِ بينما هيَ قلبها كانَ ينزفُ دماءً على فراقِ والدها الروحيِ
*****************************************************
دهبْ فارسِ للملجأ وقابلَ مديرتهُ ، جلسَ أمامها بتكبرِ بعدَ أنْ وضعَ قدمَ فوقَ الأخرى وقالَ " يا أستاذةٌ أنا لوْ منكَ اقبلْ بالشيكِ دا وأخلصَ ، كذا كذا أنتَ مشُ هتخسري حاجةً نفتْ برأسها قائلةً "
أنا فاهمةٌ الليِ زيكَ يا فارسُ بيهْ ، يكنْ في علمكَ أنا ضدُ أني أسيبْ الميتمِ "
زفرَ فارسُ بضيقٍ وقالَ " ممكنٌ ادفعْ لكَ أكترِ منْ كذا "
استقامة المديريةِ فجأةَ وضربتْ على المكتبِ بيدها بقوةٍ وقالتْ بصراخٍ منزعجٍ " اطلعَ برةً ، أنا لا يمكنُ اقبلْ بعرضكَ أوْ أسيبْ الولادْ "
رفعِ كتفيهِ دونَ اهتمامِ لها وقالَ دونَ مبالاةٍ بعدَ أنْ استقامَ " سواءُ بإرادتكَ أوْ منْ غيرها ، أنا أصلاً اشتريتْ الميتمُ ، عندكَ لحدِ بكرةٍ يا تفضينهُ ، يا ههدمهْ فوقَ دماغكمْ " صرختْ بهِ مردفهُ " الميتمَ لينا لا أنتَ ولا فلوسكَ تقدرُ تعملُ حاجةً "
ضحكَ بتهكمِ قائلاً بعدَ أنْ عدلَ سترتهُ " هنشوفْ " رمى كلامهُ وغادرَ تاركا إياها تشتعل ، كانتْ سناءْ تجلس رفقةَ الأولادِ خائفةٌ منْ أصواتِ الصراخِ الصادرةِ عنْ الخارجِ ، فتحتْ المديرةُ البابَ ونضرتْ لها وللأطفالِ وقالتْ بلطفِ " مافيشْ حاجةَ كلِ شيءٍ جيدٍ "
أومأَ لها الأطفالُ ، فقالتْ لهمْ أنْ يعودَ كلٌ واحدٌ لما كانَ يفعلهُ ، أومأَ الأطفالُ مغادرينَ ، بينما نضرةٍ لها سناءْ وقالتْ بخوفٍ " حصلَ إيهْ ؟ ! "
نضرةً لها المديرةُ بحزنٍ وقالتْ الليَ اشترى الميتمُ عايزْ ياخدهْ ، ويرمينا برةً " نضرةً لها بخوفٍ وقالتْ " والعملُ ؟ ! "
زفرتْ باستسلامِ قائلةٍ " مش عارفةٍ " فكرتْ قليلاً وقالتْ " اتصلَ على زمردِ أشوفْ لوْ ممكنٍ تلاقي حلٍ "
أومأتْ لها وغادرتْ بينما اتصلتْ سناءْ على زمردٍ تخبرها بما حدتْ ، لمْ تكنْ بحالِ أفضلَ فهيَ منهارةٌ بعد أن اخدت العم مرسي الى الدفن مع دالك حاولتْ إخفاءَ حزنها ، ما أنْ علمتْ ما حدثَ حتى أخذتْ عنوانَ مقرِ شركةِ فارسِ وغادرت لهُ
وقفتْ تتمعنُ في تلكَ الشركةِ تحدقُ بعلوها ودخلتْ ، نضر لها الحارسُ وقالَ بجديةِ " رايحْ فينْ ؟ ! " حدقتْ بهِ بضيقٍ وقالتْ " محتاجةً أشوفَ فارسُ بهِ " نضرٌ لها بسخريةِ وحدقَ بملابسها يطالعها بإشمأزازْ قبلُ أنْ يقولَ " مشُ بشوفْ الأشكالُ دي " حلٌ عليها الغضبُ وأمسكتهُ منْ ياقةِ ملابسهِ الأماميةِ ودفعتهُ بقوةٍ للداخلِ ، دخلتْ الشركةُ وصرختْ بأعلى ما لديها " فارسَ ، فارسُ " جدبها الحراسَ منْ يدها يبعدونها للخارجِ بينما هيَ تحاولُ الفرارَ منْ يدهمْ ، خرجَ فارسُ إثرَ تلكَ الفوضى وقالَ بانزعاجِ " مين بصرخْ؟!"
حدقتْ بهِ زمردٌ وقالتْ بلهفةِ " عايزة أكلمكُ يا بيهْ "
تذكرُ فارسِ أنهُ نفسُ الولدِ بالمقبرةِ ، أشارَ الحراسُ بأنْ يتركوهُ ، ثمَ نزلَ متوجها نحوهُ " حدقَ بهِ منْ الأسفلِ للأعلى وقالَ بضيقِ " خيرٍ ، إيهْ المهزلةِ إلى عاملها !؟"
نضرةً لهُ زمردٌ وقالتْ بضعفٍ " الميتمِ يا بيهْ بلاشِ تهدهُ ، دا كافلٍ أطفالِ كثيرٍ منْ غيرِ بيتٍ أو عائلة "
زفرَ بمللٍ وقالَ بسخريةِ " أنتَ شكلكَ خريجَ بيتِ الأيتامِ " شعرتْ بسخريتهِ ولذاعة كلماتهُ وقالتْ بضعفِ " فعلاً يا بيهْ أنا كبرتْ فيهِ ، وأخواتي فيهِ ، أبوسُ أيدكَ بلاشِ ترمينا برةً "
هزَ كتفيهِ بمللٍ وقالَ " أنا اشتريتهُ ، وأنتمْ فضوهُ عشانِ لازمني ، بكرهِ عايزهْ خالٍ " حدقتْ بهِ لبرهةِ وقالتْ " حطَ نفسكَ مكانهمْ هيروحوا فينْ دولِ أطفالٍ " لمْ يلقَ لها بالاً وقالَ " مشُ مشكلتي ، وانا ادتكمْ أربعَ وعشرينَ ساعةً عشانِ تفضونهُ ، دا منْ خيريٍ ، غيري كانَ رماكمْ في ساعتها بسْ أنا إنسانُ كويسْ " ثمَ استرسلَ بتفكيرِ " الوقتِ إلى بتضيعهْ معي روحُ دورِ فيهِ على مكانٍ يأوي المتشردونَ زيكَ " كانتْ تنضرْ لهُ وللحضة بدأتْ ترى والدها ، نعمَ نفسَ قسوتهِ وتجبرهِ ، لاحة ابتسامةً ساخرةً حزينةً على ثغرها ونضرتْ لهُ بعيونٍ كلها حقدٌ وخيبةٌ وقالتْ بضعفٍ " استقويتُ بفلوسكَ ، ولا فلوسَ أبوكْ ، بسْ افتكرَ هيجي يومَ لاينفعْ فيهِ مالٌ ولا بنونٍ ، وساعتها هتفتكرْ ضعفيْ قدامكَ وتعرفَ دنبْ مين ضربكَ " كلماتها القليلةَ جعلتْ جسدهُ يهتزُ غضبا منْ دعائها داكْ رفعَ يدهِ ليضربها ، بينما عيونها منحدرةً للأسفلِ ، امسكْ يوسفْ يدهُ وظهرَ منْ العدمِ ، مردفا بحدةِ " نزلَ أيدكَ يا فارسُ " جدبَ فارسُ يدهُ وعيونهُ تشعّ احمرارا وشرا وقالَ بغضبِ " الولدِ دا مشٌ متربي"
حدقتْ فيهِ زمردُ بتمردٍ وغضبٍ وقالتْ بصوتٍ عالٍ " أنتَ الليُ مشَ شايفْ تربيةٍ ، وبتستقويْ بفلوسكَ ومكانكَ ، عايزْ ترمي عيالَ أكبرَ واحدٍ فيهمْ عشرُ سنينَ عشانِ معاليكَ تاخدْ بيتهمْ وتحطُ فيهِ مشاريعكَ " ثمَ استرسلتْ بإشمأزازْ " واحد حقيرٍ مشِ عارفْ معنى إنسانيةٍ ، يا أخي اعتبرَ أختكَ محتاجةً ملجئا وأنتَ تجيْ تدمرهُ "
لمْ يرفْ لهُ جفنٌ وقالَ ببرودِ عرفَ بهِ رجالُ الأعمالِ القساةِ " أعلى ما في خيلكَ اركبهُ " ثمَ استرسلَ بتشفي " أختي ليها بيت وعيلةً ، شوفْ أنتَ الليُ يمكنُ مشَ عارفْ أصلكَ لا أنتَ ولا الليُ معاركَ "
احمرتْ عيونها وأمسكتْ بهِ منْ مقدمةِ ملابسهِ وقالتْ بصراخِ " واللهِ أنتَ الليُ لا ليكُ أصل ولا غيرهُ يا ابن الحرامِ ، لوْ كانَ أبوكْ مربيكَ عمركَ ما تكونُ بالدناءةِ دي ، العيبُ مش عليكَ ما ولادْ الرقصاتُ دائما بيطلعوا كدهُ " جدبها فارسَ منْ تلابيبِ ملابسها بقوةٍ وكانَ يرغبُ بالفتكِ بها فمنْ هوَ الذي يستطيعُ ادلالهْ واستحقارهُ وأهانتهُ ، كانَ يوسفْ ينضرْ إلى تلكَ المشاحنةِ وجدبها منْ يدِ فارسِ صارخا " كفايةً لحدِ هنا أنتمْ الاثنينِ "
حدقتْ بهِ زمردٌ بقوةٍ وقالتْ " اعملها لوْ راجلٍ ، يا ابن الراقصةِ " وقبل أنْ يردَ جدبها يوسفْ ودفعها للخارجِ بعنفِ حتى سقطتْ ، تأوهتْ بقوةِ بعدَ أنْ جرحتْ يدها ، ثمَ عادَ إلى فارسِ الذي كانَ قدْ وصلَ إلى حدِ الانفجارِ ، حدقَ بهِ بجديةِ وقالَ " أهدى ، على ما أرجعَ "
صرخَ بهِ بقوةِ " وقسما باللهِ وبالليِ خلقني لأسيبهْ يتعفن في السجنِ " علمَ يوسفْ أنهُ غاضبٌ فتركهُ وخرجَ ، بينما صعدَ فارسُ إلى غرفةِ مكتبهِ ، التي قلبَ أسفلها أعلاها منْ شدةِ غضبهِ ، لقدْ أهانهُ وأهانَ والدتهُ ، فكُ عقدةِ رباطِ عنقهِ ، وجلسَ على الكرسيِ بقوةِ زافرا الهواءُ وتوعدَ لزيدانْ بأبشع مصيرٍ
عادَ يوسفْ إلى الخارجِ ، وجدها تحاولُ الوقوفَ ، تنهدَ وتقدمَ نحوها نزلَ على قدميهِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ إلى يدها " بتوجعكَ ؟ ! " نفتْ برأسها وحدقتْ بهِ غاضبةٌ ، ابتسمَ على تصراتة وقالَ " معلشْ فارسُ مشَ هيسيبكْ ، مشُ بشوفْ قدامهُ لما يعصبُ ، كانَ لازمٌ اعملْ كدهُ " لمْ تجبهُ واستقامتْ منزعجةً منْ تعاملهِ ، استقامَ هوَ الآخرُ وقالَ بعدَ أنْ ابتسمَ على حنقِ الآخرِ وقالَ " إيهْ الليِ وقعكَ في طريقِ فارسِ "
نضرةً لهُ وقوستْ حاجبيها وقالتْ " عايرز يهدمُ الميتمُ الليُ اتربيتْ فيهِ ، واحدَ واطي "
رفعِ يوسفْ حاجبهُ بعدمِ رضى وقالَ بغلبٍ بعدَ أنْ لأحضَ يدهُ التي تنزفُ " أنتَ ليكُ جميلِ معايا ، تعالى هاخدكْ للمستشفى نشوفْ أيدكَ "
نفتْ برأسها وقالتْ بعدَ أنْ نضرتْ إلى يدها " مش مهمٍ ، لازم أروحَ ، الولادْ هيكونوا خايفينْ "
↚
أومأَ لها وقالَ " ممكنٌ أوصلكَ ، فينْ المكانِ ؟ ! "
زفرتْ بحنقِ وقالتْ " ممكنٌ تبعدُ عني ؟ ! " نفى برأسهِ وقالَ باهتمامِ " تعال معايا " جحضتْ عيونها بعدَ أنْ جدبها منْ يدها يسيرُ بها للأمامِ ، أركبها سيارتهُ عنوةٍ ، ثمَ ركبَ وأقفلَ البابُ صرختْ بهِ بضيقٍ أنتَ مجنونٌ يا أخٌ ؟ ! لمْ يجبها بلْ ساقَ صامتا ، رنَ هاتفهِ ، فأمسكَ بهِ بينما يقودُ وأجابَ ، تغيرتْ ملامحَ وجههِ قبلَ أنْ يقفلَ ، أوقفَ السيارةَ وأغمضَ عيونهُ بضيقٍ
حدقتْ بهِ ترمشُ أهدابها عدةَ مراتٍ وقالتْ باستفهامِ " مالكِ ياسطا ؟ ؟ "
فتحُ عيونهِ وقالَ " ضاعتْ مني "
رفعتْ حاجبها فاسترسلَ " بنتُ بدورٍ عليها ، الخيطُ الوحيدُ هوَ الرجلُ الليُ لقاها كنتَ محتاج أكلمهُ ، بسماتِ اليومِ " جحضتْ عيونها وبلعتْ ريقها وقالتْ بتساؤلٍ " يعني ، مشٌ هتلاقيها ؟ ! " تأففٌ قبلَ أنْ يصلهُ إشعارٌ على هاتفهِ ، أمسكهُ وقراهُ ، ثمَ قالَ لها " الحمدُ للهِ المهمِ عرفتْ المكانَ إلى أخذها ليهُ " ثمَ استرسلَ بتساؤلِ " عندكَ أيَ مشاغلِ اليومِ ؟ ! "
كانتْ مثلٌ منْ تلقى صفعةً على وجهها ونفتْ دونَ وعيٍ ، أومأَ لها وقالَ " هاخدكْ معي لازمٌ أروحُ بسرعةِ المديرةَ أكيدٌ تكونُ عارفةً مكانها " بلعتْ ريقها ولمْ تجبهُ فحركَ سيارتهُ ، بينما هيَ ابتلتْ في ملابسها ، كيفَ والآنُ لمْ يعدْ بينها وبينَ كشفِ هويتها سوى دقائقَ ، أما يوسفْ فقدْ كانَ فرحا ، أخيرا وجدَ شخصا يعلمُ أخبارها بلْ إنها حيةٌ ترزقُ
وصلَ أخيرا أوقفَ سيارتهُ بعيدا ، فقالتْ زمردٌ بعدَ أنْ نزلتْ منها بسرعةِ " شكرا يا باشا أنا عندي شغلَ هنا " لمْ تتركْ لهُ مجالاً للإجابةِ وركضتْ منْ أمامهِ ، استغربَ يوسفْ إلا أنهُ نزلَ منْ السيارةِ عازما على العثورِ على غزالتهِ الضائعةِ ، ركضتْ زمردَ بسرعةِ عبرِ طريقٍ مختصرٍ حتى تصلَ قبلَ يوسفْ ، وتقولَ للمديرةِ أنْ تنكرَ وجودها حتى لا يعلمُ يوسفْ هويتها ، توجهتْ إلى الميتمِ ، لكنها توقفتْ فجأةً ، علقتْ عيونها على الناسِ الملتفينَ حولَ الميتمِ ، هلعُ قلبها منْ تلكَ النارِ التي تأكلُ المكانَ الذي تعيشُ فيهِ ، ركضتْ بأقصى ما لديها مثلٌ البلهاءِ تتخطى الناسَ ، تحاولَ الوصولَ إلى بابِ الميتمِ ، جدبها رجالُ الإطفاءِ بقوةٍ ، يبعدونها عنْ المكانِ حتى لا تتأذى ، صرختْ بأقصى ما لديها تنفي مايحدتْ " لا " ضلتْ تصرخُ بها ، الآنُ عادةً وحيدةً الآنِ - بالفعلِ - أصبحتْ دونَ مأوى أوْ ملجأٍ ، صرختْ وصرختْ ، قاطعها صوتُ سناءْ الباكي التي ظهرتْ منْ وسطِ الناسِ تحملَ ابنها وهيَ تركضُ نحوها بمنامهِ النوم خاضتها وجسدها مملوءٌ بالحممِ السوداءِ ، استقامتْ زمردَ بسرعةِ وركضتْ لها تحتضنها بقوةٍ هيَ وابنها تنهدتْ بارتياحِ قليلاً بعدَ أنْ وجدتْ أنها على تزال على قيدِ الحياةِ ، احتضنتها سناءْ وقالتْ بانهيارِ " كلِ أخواتنا ماتوا ، بتنا راحَ "
صدمتْ مما صدرَ عنْ لسانِ سناءْ ، ارتخى جسدها وسقطتْ على الأرضِ تنظرُ إلى البيتِ الذي أكلتهُ النيرانُ ولمْ ترحمْ أحدا بهِ ، تحطمُ حلمها واختفى عنْ الوجودِ ، خوفها منْ الوحدةِ ، عالها دمرَ مرةً أخرى ، نزلتْ الدموعُ منْ عيونها بشكلٍ مرهفٍ ، شعرتْ كلَ شيءٍ سعتْ لأجلهِ دهسٍ بحجرةٍ كبيرةٍ ولمْ يعدْ بالوجودِ ، ضحكاتُ إخوتها الصغارِ ترنُ بأذنيها ، عتابُ مديرتها ، شعرتْ زمردَ نفسِ شعورِ فقدانِ والدتها بلْ أكثرُ ، لكنْ كلُ ما كانَ منها هدهُ المرةَ هوَ الصمتُ ، هذهِ المرةِ لمْ تصرخْ أوْ تعلقُ على ما حصلَ لها بلْ كانتْ مثلٌ الصنمِ لا تتحركُ فقطْ تنظرُ إلى النارِ تأكلُ الميتمَ هيَ وسناءٌ ، يرونَ أحلامهمْ وأمانيهمْ تختفي وتمحى منْ الوجودِ ، العائلةُ الوحيدةُ التي احتوتهمْ مسحتْ عنْ العالمِ ما أنْ سمعَ أنَ الميتمَ قدْ اشتعلَ بالنيرانِ منْ المارةِ حتى ركضَ دونَ عقلِ خوفا على فقدانها مرةً أخرى ، لكنهُ وجدَ زيدانْ يجلسُ على الأرضِ حالتهُ مثلٌ الصنمِ ، حدقَ بهِ ، نزلَ يجلسُ بجانبهِ ، كانتْ تحدقُ بالفراغِ واللا شيءٍ خسرتْ معركتها ضدَ الخوفِ منْ الفقدانِ مرةً أخرى ، فقدتْ الأبَ الروحيَ لها مرسي والأمِ الثانيةِ مديرتها والأطفالُ اللذينِ بمتابة عائلةً لها ، جدبها يوسفْ لأحضانهِ بقوةِ بعدَ أنْ رأى حالتهُ المدمرةَ وتلكَ النضرةِ الخاليةِ منْ الروحِ ، شعرَ أنهُ يحتاجُ إلى منْ يقولُ لهُ أنهُ بجانبهِ وأنا كلِ شيءٍ سيكونُ بخيرٍ ، ما أنْ استشعرتُ داخلكَ الحضنُ الدافئُ ، دالكَ السندَ ، حتى انهارتْ حصونها وظهرَ ضعفها ، صرختْ بأقصى ما لديها مرةُ واثنانِ وتلاتهُ حتى كادتْ أنْ تتقطعَ حبالها الصوتيةَ ، انسابتْ دموعها بينما كانتْ سناءْ تبكي بالمثلِ البيتِ الذي كانَ مأوى لهمْ ، الأطفالُ اللذينِ كانوا عائلةً لهمْ كلِ شيءٍ ذهبَ مذهبُ الرياحِ ، أغمضَ عيونهُ متألما على ما حلَ عليهِ ، وقالَ بألمٍ مماثلٍ فهوَ الآخرَ فقدْ أخرَ خيطا يلاقيهُ بحبيبةِ قلبهِ " كفايةً يا زيدانْ ، مشٌ أنتَ بسْ إلى خسرتْ ، أنا كمانٌ خسرتْ "
"مرَّة أسبوعين عن تلك لحاذته ، رفض يوسف ترك زيدان أو سناء في الشَّارع ، نقلهم إلى منزله يحتويهم من شرِّ الشَّارع ، كانت سناء تجلس بغرفتها تحدق نحو الفراغ وابنها يلعب حولها ، بينما كانت زمرُّد نائمة على السَّرير ، تنظر إلى الفراغ ، الفقدان أسوأ شعور عاشته ولا تزال تعيشه لهدَّا اليوم ، نضرةً لها سناء وقالت بحزن " زمرُّد كفاية اللَّيِّ عملاه في نفسك "
حدَّقت بها وحاولت الاعتدال جالسةً وأردفت بضعف وحيرة " خسرنا كلُّ حاجة ، مشُّ باقي عندنا حدًّا "
حدَّقت بها سناء بحزن ثمَّ أمسكت بيدها وقالت بحنان ، لسه أنا وأنت موجودين
ابتسمت بتقل " الحمد للَّه أنَّك موجودة جنِّبي ، مشّ عارفة كان سيحدث في إيه ؟ ! "
نضرةً لها سناء وقالت بألم " ربِّك موجود ، وزيَّ ما كان بيِّنًا وأحنَّا لسه في سنِّ القاصر ، هيرحمنا لحدِّ دلوقتي " أومأت لها وقالت " اللَّيَّ زيَّ وزيَّك مهمَّشين مافيش حد يسندهم أهل ولا أقارب ، لازمنا نوقف وحَّدنا لو ضعفت وحدةً تقوِّي الثَّانية أومأت لها وقالت بإيجاب يلا قوميّ تستحمِّين يازمرد وغير وحاولي تأكلي شويَّه عشَّان نفكِّر نعمل إيه ، وإزاي نقف على رجلينا مرَّةً ثانيةً
نفت برأسها وقالت بحزن " مشِّ جاي على بالي " حدَّقت بها لمدَّة من الزَّمن قبل أن تقول بمرح وهي تدفعها " أنت بقيَّتي معفنة قوميَّ استحمي " زفرت بحنق قبل أن تقوم على مضد ، ثمَّ أردفه سناء بغيض " هروِّح اشوف ليكي ملابس من عند يوسف يا زيزو " أومأت لها وقالت " ما تنسيش اقفلي الباب معاكي " هزَّت رأسها وأمسكت بابنها وقالت تشاغبها " خايفة حدّ يعرف مين زيدان ؟ ! " حدَّقت بها بغيض قبل أن تقفل باب المرحاض في وجهها وقالت بلؤم بعد أن حدَّقت بالمرأة " ريحتي زيِّ القطِّ الميِّت " زفرت بحنق من ثمَّ خلعت ملابسها الباليه عنها ، نزعت قبَّعتها ليسقط شعرها الَّذي يصل إلى بداية كتفها ، نزعت تلك العدسات العسليَّة لتضهر عيونها دات اللَّون الفريد ، ضحكت بسخرية وقالت " فينك يا صابرة تشوُّفي البنت اللَّيَّ كان بقول عليها راسخ بشعة " توجَّهت نحو رشَّاش المياه لتتساقط قطراتها عليه تنعم بحمَّام دافئ ، دخلت سناء ووضعت الملابس الَّتي اخدتها من يوسف على السَّرير ، ثمَّ لحقت بابنها بعد أن هرب منها ، وتركت الباب دون إقفال ، كانت صابرة تمرُّ من جانب الغرفة ، نضرت للباب المفتوح باستغراب ودخلت إلى الغرفة ، خرجت زمرُّد من الحمَّام تلف مئزرها حولها وخصلات شعرها تتَّبعها بقطرات المياه ، اتَّسعت عيون صابرة متل . البلهاء مندهشةً من جمال تلك الفتاة الَّتي ضهرت من العدم بينما زمرُّد رفعت عيونها تحدق بها بخوف من أن تفضحها أو تصرخ
رمشت صابرة أهدابها مرَّتين قبل أن تقول بصوت عالي " أنت مين ؟ ! وكيف دخلتي البيت ؟ ! " تحدَّثت زمرُّد بصوت هامس وقالت بترجِّي " ارجوكي اقفلي الباب الأوَّل وأنا هشرحلك " كادت أن تصرخ صابرة إلَّا أنَّ دخول سناء جعلها تحدق بالاثنتين بحدَّة " أنتم مين ؟ ! " حدَّقت بها سناء برعب وقالت بعد أن أشارت بسبَّابتها بسرعة نحو زمرُّد " دي بنت عمُّك زمرُّد مشِّ حدّ غريب " حدَّقت بها زمرُّد بشر بعد أن فضحت أمرها وقالت " اخرسي يا سناء " نضرةً لها سناء بخوف وقالت " أحسن ما تبلغ عندنا أنَّنا محتالون ونتسجن " كانت صابرة مندهشةً هل فعلاً تلك هي زمرُّد الَّتي كان يقول والدها إنَّها بشعة وتشبه والدتها لا جمال فيها ، اقتربت منها وقالت بعد أن علت ابتسامةً سعيدةً محيَّاها " أنت ليَّه عايشه " كانت زمرُّد متفاجئة من ردَّة فعلها قبل أن تتجمَّد مثل الصَّنم بعد أن احتضنتها صابرة بقوَّة ، وتابعة بسعادة " أنت تعرفي أحنى بندور عليك من أمَّتي ، دا بابًا من كثر ما بحبِّ أمِّك سمَّاني على اسمها " أغمضت زمرُّد عيونها متألِّمةً من ذكرى فراق والدتها ابتعدت عنها صابرة وقالت " أنت حلوة آوي يا زمرُّد ، يوسف هيفرح آوي بوجودك أنا هقوله " نضرت لها زمرُّد بحيرة قبل أن تستوعب كلماتها وقالت بسرعة " لا ، لا " حدَّقت بها صابرة باستغراب فقالت زمرُّد " بلاش يوسف ، مشُّ عايزاه يعرف " قوَّست صابرة حاجبيها باستفهام قبل أن يأتي صوت يوسف من الخارج الَّذي يحمل صغير سناء ، اتَّسعت حدقتي زمرُّد قبل أن تسرع وتختبى في الحمَّام مرَّةً أخرى ، بينما صابرة كانت متصنِّمه
↚
من هروبها ، ابتسم يوسف بعد أن نضرَّ إلى سناء وقال " هاخد يوسف معايا ، وأنت ارتاحي اليوم " أومأت له فقال بعد أن لأحضَّ الدَّهشة على وجوههم الخالي من قطرات الدِّماء " مالكم ؟ !
نضرةً له صابرة مثل الصَّنم وأشارت بسبَّابتها نحو الحمَّام ، حدَّق بها يوسف باستفهام قبل أن تقول سناء بسرعة خوفًا من أن تفضح صابرة أمرهم من شدَّة صدمتها " هي متفاجئة أنَّه زيدان هنا ، لأنَّها مشّ عارفة أنَّه أخويًّا " حدَّقت بها صابرة باندهاش فترجَّتها بعيونها الخضراء لتنطق صابرة بخفت " بس هكذا يا يوسف " أومأ لها وقال " ماشي " ثمَّ استرسل بتساؤل " فين زيدان ؟ " " طلع " قالتها سناء بسرعة فأومأ يوسف وقال " ماشي لما ارجع محتاج أكلِّمه ، قولي له " أومأت برأسها ، وغادر يوسف فأقفلت سناء الباب بالمفتاح وزفرت براحة . خرجت زمرُّد ونضرة إلى سناء بغيض وكادت أن تنقضَّ عليها فهربت ، صرخت بها زمرُّد " ماش يا قصيرةً ، كلُّ دي عمايلك " حدَّقت بها بهلع وقالت بخوف " خوَّفت تسجنا " إجابتها بغيض " اللَّه يخربيتك ، أهو اتفضحت الآن عاجبك " جلست على السَّرير قائلةً بملل " وبعدين كذا كذا هي بنت عمُّك يازيزوا " ثمَّ أكملت بينما تضحك " الحمد للَّه أنَّك بنت كان زمانك لازمك تستُّري عليها " حدَّقت بها بضيق بينما نضرت لهم صابرة حائرةً ومستغربةً قبل أن تقول باستفهام " طبِّ ليِّه يا زمرُّد عاملة نفسك ولد ؟ ! "
صمتت زمرُّد قليلاً قبل أن تنظر لها وقالت بعد أن هزَّت كتفاها بملل " عشَّان أحمي نفسي من أولاد الحرام في الشَّارع " اقتربت منها صابرة وقالت بحزن " واللَّه يعلم أنَّ بابا ويوسف كانوا بدوروا عليك ليل نهار كلِّ السِّنين دي ، لا أحد عرف مكانك " ابتسمت قائلةً " مشَّ هستغرب كلامك ، طول عمره يامن بحبني هو ويوسف ، بس للأسف الزَّمن مرحمنيش " حارت وتسائله صابرة ما الَّذي عاشته زمرُّد وكانت تريد أن تسألها لكن لا يبدوا أنَّه الوقت المناسب ، ما تراه أمامها فتاة قويَّة لا تريد الحديث والخوض في الماضي ، حدَّقت بها زمرُّد تحاول قراءة ما يدور بعقلها فقالت " أنت مشُّ هتقولي ليوسف " نضرة لها لمدَّة قبل أن تقول " لازم يعرف هو بدور عليك من زمان " نفت برأسها " عندي أسبابي مش لازم يعرف " قلبت صابرة عيونها بملل قبل أن تقول بتسلية " وإيه اللَّيُّ هيخليني أسكت وأنا عارفة أخويًّا حبيب قلبيِّ دايب فيك وأنت قدَّامه ، أنا بردوا قلبي هيحن " شعرت صابرة بطريقة صابرة المستفزَّة والتَّهديديَّة فقالت بحنق " يعني المفروض أعمل إيه عشَّان سعادتك تلمي نفسك من غير ما تفضحينني مع اخوكي " ابتسمت صابرة بطريقة غير مبشِّرة وهي تحدق بها من أسفلها لأعلاها فهتفت زمرُّد بضيق " استغفر اللَّه ، أنَّتي من إيَّاهم ولا إيه ! ! "
ابتسمت صابرة وقالت بابتسامة عريضة " تشتغلين معي عارضة أزياء " " نعم ! ! " قالتها زمرُّد باندهاش واسترسلت بعصبيَّة " أنا أستخبى من اخوكي ، تفضحينني مع الدُّنيا كلِّها " نضرة لها بملل وقالت بهدوء واستفزاز " واللَّه يوسف بدور عليك يا غزال على قولته ، ولو لمحك حتَّى أنَّ اطربقت السَّماء على الأرض ما يسيبك ، وأنت أدرى " حدَّقت بها بغيض " بتِّهدديني " استقامت صابرة وقالت بعد أن ربَّتت على كتفيها " اسمها مصلحةً يا زيزو أنا هسكت مقابل تشتغلين معايا " أبعدت زمرُّد يد صابرة عن كتفها وقالت باستفهام " افهم إيه عاجبك فيا ؟ ! " نضرةً صابرة إلى سناء وقالت " هو في زيزو قمر كدِّه " ابتسم سناء قبل أن تقوم بدعم صابرة " واللَّه دائمًا بقول لها إنَّها حلوة ، بس هي عندها فكره في دماغها أنَّها بشعة " ثمَّ استرسلت " مع أنَّها - ما شاء اللَّه - شبَّه ملكات الجمال " زفرت زمرُّد بغيض من الاثنتين وقالت " وبعدين منك ليُّها أنا لا حلوةً ولا غيره " رفعت الفتاتان حاجبيهما باستنكار يطالعانها من الأسفل إلى الأعلى ، استغفرت ربَّها قبل أن تبدأ كلّ واحدة بالإلتفاء عليها وقالت صابرة بتفكير " عيون وشعر وخدود ما شاء اللَّه " ثمَّ استرسل سناء بمكر " طول وما شاء اللَّه مفاتن " اتَّسعت أعين زمرُّد وخجلت قائلةً " أعود باللَّه منكم " توقَّفت الفتاتان على الالتفاف وقالت سناء بعد أن نضرت إلى صابرة " أخوكي ابن المحضوضة " ابتسم صابرة وردت عليها بلهجة ماكرة " ماهو استنى اثنَّاشر سنة حقِّه بردوا " ضربت كل واحد يدها بيد الأخرى ، بينما زمرُّد كانت تنضر لهما والشَّرار يطلق من عيونها قبل أنَّ تاخد ملابسها وتغادر إلى الحمَّام وأقفلت الباب - بصوت مرتفع - نضرت صابرة إلى سناء وقالت " وأنت كمان جميلة يا قمر ، تحبِّين تبقَّى عارضةً " نفت برأسها وقالت " لا ياختي كفاية علي إشيل هم ابني "
أومأتْ لها صابرةُ وقالتْ قبلَ أنْ تغادرَ " دلوقتي عندي شغلٌ ، بسْ لما ارجعْ لازمنا قعدةً أحنا التلاتة " أومأتْ لها وغادرتْ صابرةُ
**************************************************
دهبْ يوسفْ إلى مقرِ عملهِ ، دخلَ إلى مكتبهِ ، وضعُ الصغيرِ فوقَ مكتبهِ وجلسَ يباشرُ أعمالهُ ، دخلَ جاويدْ فجأةِ دونَ استأدانْ يحملَ ابنتهُ ويظهرُ عليهِ التعبُ ، ضحكَ يوسفْ قبلَ أنْ يقولَ بتشفٍ " البنتِ عاملةً معاكْ شغل قويٍ يا جلالٌ " زفرَ بحنقِ قبلَ أنْ يجلسَ على الكنبةِ مقابلَ مكتبِ يوسفْ ويضعُ الصغيرةَ على أقدامهِ ، انتبهَ إلى الطفلِ الذي يجلسُ على مكتبِ يوسفْ وقالَ بتساؤلِ " ابنِ مين دا ؟ ! " ابتسمَ يوسفْ قبلَ أنْ يحملَ الصغيرُ ويضعهُ على قدمهِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ إلى جاويدْ " يا سيدي دا يوسفْ الصغيرَ ، ابنُ أختِ زيدانْ " نضر جاويدْ إلى الصغيرِ وقالَ مبتسما " الولدَ دا عيونهُ زيَ " أوما لهُ وقالَ - بجديةٍ - " أنتَ لازمكَ دادهْ تمسكِ البنتِ ، مشٌ تقدرُ عليها وحدكَ " مطَ جاويدْ شفتيهِ بضجرٍ قبلَ أنْ يقولَ " ولأقيها فينْ ؟ ! " فكرُ يوسفْ مليا وقالَ " لقيتْ الحلَ " حدقَ بهِ جاويدْ بلهفةِ وقالَ " الحقني بيهْ " أومأَ لهُ مسترسلاً " أختَ زيدانْ ، أكيد محتاجةٍ شغلَ ، وهيَ أمٌ أكيدِ هتعرفْ تهتمَ ببنتكَ " ردَ عليهِ باهتمامِ " البنتِ دي تقة " أومأَ لهُ " أنا أضمنها " ثمَ استرسلَ بعدَ أنْ جدبَ هاتفهُ يتصلُ بأختهِ " هقولْ لصابرةِ تعلمها وتجبها هنا تتفقُ معاها " أومأَ لهُ بإيجابٍ سرعانَ ما كادَ أنْ يبكيَ بعدَ أنْ صرختْ الصغيرةَ واستقامَ يحاولُ إسكاتها ، كانَ الصغيرُ يحدقُ بيوسفْ بعدَ أنْ إجابتهِ أختهُ " نعمَ ياشريكْ "
ابتسمَ يوسفْ مردفا " البنتَ سناءْ عايزكْ تتوصي بيها " وصلهُ صوتها المتهكمُ " ليهُ لقيتْ لها عريسْ ؟ ! " زفرَ بغيضٌ قبلَ أنْ يقولَ " لقيتْ لها شغلٌ ، أخلصي على الساعةِ خمسةَ عايزها هنا " اقفلْ الهاتفَ بوجهها زفرتْ بغيضٍ متمتمةَ " طبعهُ زبالةً " ابتسمَ يوسفْ على الصغيرِ الذي كانَ ينادي " بابا " ثمَ نضرٌ إلى جاويدْ قائلاً " حلو شعورِ الأبوةِ " ابتسمَ جاويدْ ساخرا وقالَ " ربنا يبتليكَ بالليِ أنا فيهِ ، ساعتها تعرفَ حلوٌ ولا لا " امتغصتْ ملامحَ وجهِ يوسفْ منْ ردهِ إلا أنهُ لمْ يهتمْ ، ثمَ وصلَ يلاعبُ الصغيرُ دخلتْ صابرةُ إلى مكتبها ، وجدتْ فارسَ يجلسُ في انتظارها زفرتْ بمللٍ قبلَ أنْ ترميَ حقيبتها بإهمالٍ على الأريكةِ وجلستْ على كرسيها الرئيسِ ترفعُ قدما على أخرى ، نضرةً لهُ بتعالٍ وقالتْ " جايْ ليهُ ؟ " حدقَ بها بضيقٍ لتعاملها الجافِ معهُ وأردفَ " ممكنٌ تعاملينني كويسْ " إجابتهُ بسخريةِ " أقوم ارقصلكْ ؟ ! " ابتسمَ بعدمِ رضى وقالَ " ليهُ رفضتْ تتجوزيني ؟ !
↚
" ضحكتْ بغيرِ مرحٍ قائلةٍ " لأنكَ واحدٌ أنانيٌ ، ويومَ ما أفكرُ أتجوزْ ، هتجوزْ واحد طيبٍ " حدقَ بها بغضبٍ وأردفَ " مستحيلٌ تبقى لحدِ غيري ، دخليها دماغكَ "
أنزلتْ قدميها واستقامتْ منْ كرسيها وأردفهُ بحدةِ " اطلعَ برةً " نضرٍ لها ببرودِ يحاكي برودةَ جبالِ الأطلسِ وقالَ بغيرِ مرحٍ " بلاشِ تعلي صوتكَ يا صابرةُ ، أنا كذا حاطكْ في دماغيٍ ولا واحد ممكنٍ يهبُ ناحيتكَ " ثمَ استرسلَ بحدةِ " أنتَ بنتُ عمي وحقي " نفتْ برأسها منْ غرورهِ وسذاجتهِ وقالتْ " أنا أبي اسمهُ يامنْ ، مشٌ راسخٌ الليِ مستعدٍ يرمي بنتهُ في جهنمَ عشانِ أنانيتهُ " حدجها بغضب واستقامَ مقتربا منها واقفٌ بصددِ وجهها ، كانتْ لاتزالُ تقفُ بثباتِ شامخةً أمامَ وجههِ وقالَ بصوتِ فحيحِ " بلاشِ سيرةٍ أبويا ، والليُ أنتَ معارضاهْ هاخدة يا بإرادتكَ يا غصبُ عنكَ ، افتكري الكلامُ دا كويسْ ، وإنْ طالما اسما فارسِ اللاذاعْ عمركَ ما تبقى لغيري يا بنت العمِ " " احلمْ " قالتها بسخريةِ ضحكَ ضحكةً سوداء وقالَ بعدَ أنْ ابتعدَ عنها " ليكي يومُ يا صابرةُ " خرجَ منْ المكتبِ بينما هيَ زفرتْ بحنقِ قبلَ أنْ تسبهُ
في منزلٍ راسخٍ كانَ يجلسُ بغرفتهِ رفقةَ زوجتهِ التي كانتْ تبدو غاضبةً ، نضر لها بعدَ أنْ زفرَ مطولاً وقالَ " الليُ بأيدي بعملِ بيهْ ، أعملُ إيهْ أكترِ ! ! " صرختْ بعدَ أنْ نضرةٍ لهُ " بنتي بتموتْ بسببكَ ، ذنبُ مرآتكَ بنتي شالتهْ " استوعبَ كلماتها وقالَ بعتابٍ بعدَ أنْ هدأَ صوتهُ " كلهُ عشانِ حببتكَ أنتي ، وبعدينِ دا قدرُ اعملْ إيهْ ؟ " أجابتهُ بتهكمِ " دور على بنتكَ تنقذُ لي بنتي " سخرَ منْ كلامها قائلاً " مش شافيةٍ إني بدورٍ عليها ، ومشَ لأقيها ، لا عارفةً عايشهُ أوْ ميتةٍ " نضرةٍ لهُ بضيقٍ وقالتْ " أنتَ إلى رمتها برةً البيتِ مش أنا " رفعُ حاجبها منْ كلامها وقالَ بصراخِ " مايسينْ أنا ساكتٌ عشانِ بحبكَ لا غيرٌ ، اكترى منْ كذا أقسمَ باللهِ أنسى أنتي مين " شعرتْ بغضبهِ نحوها وأنها ستخسرهُ حقا فقالتْ بعدَ أنْ دمعتْ عيونها " واللهُ بسْ عشانِ خايفة بنتي تضيعُ مني ، عارفةً أني بزودها عليكَ بسْ غصبَ عني " أومأَ لها بعدمِ رضى وغادرَ بينما هيَ زفرتْ بحنقٍ ، تأففتْ بغيضٍ قائلةٍ لازمٍ اعرفْ راحتْ فينْ منْ بعدما طلعتْ منْ الملجأِ ، حياةُ بنتي في خطرٍ ، لازم ألاقيها
**************************************************
عادتْ صابرةُ إلى المنزلِ بعدَ أنْ اشترتْ ملابسَ منْ أجلِ سناءْ التي أرادتها على مضدْ منْ ثمَ قامتْ بتصفيفِ شعرها ووضعتْ لها القليلَ منْ مساحيقِ التجميلِ ، فردتْ لها شعرها البنيِ وألبستها فستان ناريٍ أحمرَ يتناسبُ معَ حذائها الرياضيِ الأبيضِ ، كانتْ تطالعها برضى بينما سناءْ كانتْ منبهرةً منْ ملابسها وشكلها الجديدُ ، ابتسمتْ زمرد على شكلِ سناءْ وقالتْ بسعادةِ " ما شاءَ اللهُ زيَ القمرِ يا سناءْ ، ربنا يسعدكَ أكثرَ وأكثرَ " ابتسمَ سناءْ وقالتْ بفرحةٍ ، بجدِ طالعةً حلوةً ، أنا نفسيٌ مشٌ عارفةٍ نفسيٍ " أشارتْ لها صابرةُ بتعالٍ ، كلٌ منْ أيدي الليِ ما شاءَ اللهُ عليهمْ زفرتْ زمردَ مردفهُ بضيقِ " ما معنى أنكَ لابسهُ طرحةَ وإحناءَ قاعدةٍ تقصرينَ في هدومنا ، يا شيخة اتقي اللهَ " رفعتْ صابرةُ حاجبها وقالتْ بتوعدٍ " لسهْ جايْ دوركَ يا جميلٌ ، وأنا إنْ شاءَ اللهُ هضبطكْ تبقي مزة آخرً حاجةٍ " " نضرتْ لها زمردُ بمللٍ قبلَ أنْ تقولَ سناءْ باستفهامٍ " المفروضِ أني اشتغلَ صحَ ، بسْ أنا مشٌ متعلمةٍ ، هشتغلْ إيهْ بالضبطِ " هزتْ صابرةُ كتفيها وقالتْ " مش عارفةٍ يوسفْ قالَ في شغلِ ليكي ، دا الليِ اخدتهْ منهُ وقفلٍ في وشيْ
ضحكتْ سناءْ بخفةِ مردفهِ " ما أنتَ - ما شاءَ اللهُ - مستفزةً " ثمَ استرسلتْ بعدَ أنْ حولتْ نضرها إلى زمردِ " بتفكري في إيهْ ؟ " كانتْ زمردُ شاردةٍ حتى شعرتْ بملمسِ يدٍ على كتفها فاستفاقتْ ، استفهمتْ صابرةُ شرودها وقالتْ بتساؤلِ " روحتني فينْ يا عسلٌ ؟ ! " تنهدتْ وقالتْ بهدوءِ " ولا مكانَ بفكرِ مين حرقَ دارِ الأيتامِ الليُ عشتُ فيها " جلستْ صابرةُ بجانبها وقالتْ " لسهْ التحقيقِ مستمرٍ يمكنُ يكونُ حادثٌ " نفتْ برأسها وقالتْ - بجديةٍ - بعدُ أنْ نضرةٍ في عيونها " في حدِ حرقِ الدارِ أنا متأكدةٌ ، ولوْ طلعَ الليُ في بالي ، قسما باللهِ أشربهُ المرُ " شعرتْ صابرةُ بوجودِ شخصٍ عالقٍ بدهنها ، لكنْ سريعا ما علقتْ سناءْ بتفكيرٍ " تقصدينَ فارسُ بيهْ ؟ ! " أومأتْ برأسها بينما حدقتْ بهمْ صابرةُ مستعجبةً وقالتْ بعدَ أنْ نضرةٍ إلى زمردٍ " تقصدينَ أخوكَ " " مشَ أخويا " قالتها بحدةِ ثمَ استرسلتْ بجديةِ " عايزة مساعدتكَ ، لازمَ أخدْ حقي ، واعرفْ إذا هوَ أوْ لا " ردتْ عليها صابرةُ محاولةَ الاستيعابِ " بتقصدي إيهْ يا زمردٌ ؟ ! " ابتسمتْ زمرد بغيرِ مرحٍ وقالتْ " اخدْ كلَ حاجةٍ منْ فارسِ وأبوهُ ، ولا قرشَ هسيبهْ ليهمّ ، زيُ ما دمروا حياتي ، ههدْ كلَ حاجةٍ فوقَ دماغهمْ "
نضرةً لها سناءْ باستنكارِ وقالتْ " وإزايْ يا شاطرةً تعملينَ كلُ دا ، أنتَ حتى لا بتعرفي تقرينَ أوْ تكتبينَ " أشارتْ إلى صابرةَ وقالتْ ببساطةِ " دي تعلمنا " ثمَ استرسلتْ بتفكيرٍ خبيثٍ " تصدقي أنهُ الآنَ لازمٌ يوسفْ يعرفُ أني عايشة " رفعتْ صابرةُ سبابتها في وجهها وقالتْ بتهديدِ " زمردٍ ، أخويا بلاشِ تستغليهُ في حكايتكَ دي ، هوَ بحبكَ بلاشِ تأديةً " ابتسمتْ زمرد قائلةٍ " مين قالكَ هادي أخوكَ ، دا أنا حتى ناويةٍ أطلبهُ منْ يأمنُ عشانِ يجوزني ليهُ " رمشتْ صابرةُ أهدابها عدةَ مراتٍ هيَ وسناءٌ مندهشينَ منْ تحولها فقالتْ صابرةُ بعدَ أنْ كادتْ تجنِ منْ تفكيرِ الأخرى " واللهِ مش عارفةٍ الليِ في دماغكَ ، بسْ طالما أنتَ بنتُ صابرةَ دا كافٍ أني أساعدكُ " أومأتْ لها فاستقامتْ صابرةُ مغادرةً وأشارتْ إلى سناءْ أنَ تتبعها ، حدقتْ سناءْ بزمردِ وقالتْ " واللهُ أنا خايفة منكَ ، ومنْ قلبتكُ " ابتسمتُ زمردٌ بغيرِ مرحٍ قبلَ أنْ تعتدلَ في جلستها قائلةً " أنا لمٌ استحقَ حاجةً منْ الليِ اتعملتْ فيا ، بسْ هما يستاهلوا أيَ حاجةٍ أعملها فيهمْ " " يعني " قالها سناءْ بتساؤلِ إجابتها بقوةِ " هاخدْ حقي قالتْ وتالثْ ومتلتْ " زفرَ سناءْ بحنقِ قبلَ أنْ تتركها بينما زمردٌ كانتْ تفكرُ كيفَ سوفَ تخبرُ يوسفْ أنها حيةٌ
*****************************************************
توقفتْ سيارةَ صابرةَ أمامَ شركةِ أخيها ، خرجتْ سناءْ وهيَ كدلكٍ ، انبهرتْ سناءْ منْ ضخامةِ البنايةِ وقالتْ باهتمامِ " كلِ دا ملكُ يوسفْ " أومأتْ لها وقالتْ " دي شركةُ يوسفْ للمحاماةِ ، هتحبيها ولا يهمكَ " أومأتْ لها وركبتْ المصعدَ ، صعدُ الاثنتينِ ، ووقفَ المصعدُ خرجتْ كل واحدٍ منهما وتوجها إلى غرفةِ مكتبِ يوسفْ ، دخلتْ صابرةُ بعدَ أنْ استأذنتْ وتبعتها سناءْ ، ابتسمَ لهمْ يوسفْ وقالَ بترحابِ " أهلاً نورتي الشركةِ يا سناءْ " ابتسمتْ على حفاوةِ استقبالهِ وقالتْ بلطفِ " شكرا يا يوسفْ بيهْ " أشارَ لها أنْ تجلسَ بينما حدقتْ بهِ صابرةُ بغيضٌ " العبدةَ للهِ أختكَ ما فيشْ ترحيبُ بيها " نضر لها بتهكمِ فقاطعتهمْ سناءْ " هوَ يوسفْ فينْ ؟ ! " ابتسمَ مردفا معَ صاحبي بيلعبْ معَ بنتهُ ، اقعدي عشانِ اشرحْ لكَ شغلكَ الجديدِ ، أومأتْ لهُ ، ابتسمَ قائلاً " صديقي عندهُ بنتَ ومحتاجَ مربيةٍ وأنتَ أمٍ وخبيرةٍ " ابتسمتْ بلطفِ قائلةً " شكرا ليكُ يا يوسفْ بيهْ أنا بجدَ مش عارفةٍ اردلكْ الجميلَ الليِ بتعملهْ معانا ازايْ " ابتسمَ لها بودِ قائلاً هتصلْ على جاويدْ يجيْ عشانِ تقابليهِ وتتفقوا " أومأتْ لهُ فطلبَ يوسفْ جاويدْ عنْ طريقِ الهاتفِ ، دخلَ يحملُ فتاتهُ بينما يمسكُ يوسفْ بيدهِ ، كانتْ سناءْ توليهِ ضهرها ، حدقَ بهِ يوسفْ وقالَ " جاويدْ دي سناءْ المربيةِ الليُ قولتلكْ عليها " نضرٌ لها والتفتتِ نحوهُ ، توقفُ الزمنِ بها وبهِ ، أجلُ أنها هيَ نفسُ الفتاةِ منْ تلكَ الليلةَ ، وهوَ نفسِ الشابِ منْ تلكَ الليلةَ ، هوَ منْ انتهكَ براءتها ورماها لعائلتها تقتلها ، تحجرتْ الدموعُ وفي عيونها ، بينما همسَ هوَ بخفتْ لنفسهِ " مستحيل تكونُ هيَ ، سناءْ " سقطتْ دمعةً منْ عينها اليسرى تحكي ألمَ ما بها ، ثمَ حدقتْ بهِ واستقامتْ متجهةً نحوهُ ، وقفتْ بصددهِ وقالتْ بكسرةِ " جلالِ "
↚
كمْ تمنى لوْ لمْ تكنْ موجودةً وأنها بالفعلِ ماتتْ ولا أنْ يشعرَ بالضيقِ والندمِ ودالكَ الإحساسَ الذي سيقتلهُ ويفتك بهِ حدقتْ بصغيرها وحملتهُ بخفةٍ ، وغادرتْ بعدَ أنْ مرةٍ بجانبهِ دونَ كلمةٍ أخرى ، كانَ يوسفْ مستغربا وكدالكْ صابرةُ التي لحقتْ بها بينما حدقَ يوسفْ بالواقفِ أمامهُ وقالَ بتساؤلٍ " في إيهْ يا جاويدْ ؟ ! " أنزلَ الصغيرةَ وجلسَ مستسلما مخدولا على الأريكةِ وقالَ بندمِ " سناءْ ، هيَ البنتُ الليَ اعتديتْ عليها زمانٌ " حدقَ بهِ متسعُ الأعينِ لا يصدقُ أنَ الحياةَ صغيرةٌ إلى هذا الحدِ ماضيَ جاويدْ لا زالَ على قيدِ الحياةِ والآنِ سيبدأُ بمطاردتهِ ، لكنَ يوسفْ تذكر أنَ آلانْ منْ يحتاجُ إلى المساعدةِ هيَ تلكَ الفتاةِ التي لايعلمْ وضعها إلا اللهُ ، لحقَ بها وتركٍ صديقةٍ الذي بالكادِ كانَ يستطيعُ التنفسُ أمسكتْ صابرةُ بيدِ سناءْ التي كانَ تمشي دونَ وجهةٍ أوقفتها وقالتْ بتساؤلِ " فيكي إيهْ ؟ ! " أغمضتْ عيونها بقهرٍ وقالتْ بهدوءِ " عايزة أمشي " حدقتْ بها باستغرابِ إلى أنَ يوسفْ قاطعها وقالَ بعدَ أنْ نضرةٍ إلى سناءْ " تعالى معي هوصلكْ " حدقتْ بهِ تائهةٌ فجدبها منْ يدها بلطفِ واخدها معهُ إلى سيارتهِ ، كانتْ صابرةُ مندهشةً وقالتْ بغلبٍ " في إيهْ يا يوسفْ فهمني " أقفلَ بابُ السيارةِ بعدَ أنْ ركبتْ سناءْ وقالَ بهدوءِ " ارجعْ للبيتِ وأحكيلكْ " أومأتْ لهُ وركبَ يقودُ سيارتهُ تاركا صوتَ عجلاتها خلفهُ بينما صابرةُ وقفتْ متلْ البلهاءَ لاتصدقْ ما يحدتْ كانَ يقودُ سيارتهُ ويلقي نضراتهْ عليها كلِ فترةٍ ، شعرَ بتصلبِ جسدها ، تنهدَ قبلَ أنْ يرنَ على زيدانْ ، رفعتْ زمردَ الهاتفِ تستقبلُ مكالمتهُ وهتفتْ بصوتٍ خشنٍ " نعمْ يا يوسفْ بيهْ " زفرَ يوسفْ طويلاً وقالَ " تعالٍ عايزْ أتكلمُ معاكْ بخصوصَ أختكَ "
انتفضَ قلبُ زمردِ خوفا منْ أنْ تفقدَ صديقتها الوحيدةَ وقالتْ منْ شدةِ ذعرها " سناءْ كويسهْ ؟ ! " نضر بخفةٍ إلى سناءْ ثمَ حول نضراتهْ إلى زمردٍ وقالَ بهدوءِ " آهٍ ، هيَ كويسهْ ، بسْ محتاجٍ أكلمكُ تعالٍ للمكانِ إلى هقولكْ عليهِ " وافقتْ على كلامهِ وزفرتْ بغيضٌ هلْ يمكنُ أنْ يكونَ قدْ علمَ بأمرها انتفضَ قلبها ونفتْ برأسها ، نعمَ سناءْ سليطةً اللسانِ ولا تخفي شيئا لكنَ آخر شيءٍ تفعلهُ هوَ فضحُ أمرها ، زفرتْ بحنقِ واستقامةِ مردفهُ باستسلامِ " ربنا معايا " أوقفَ يوسفْ سيارتهُ بأحدِ المتنزهاتِ وطلبَ برفقِ منْ سناءْ أنْ تنزلَ ، أومأتْ لهُ وأخدْ منها طفلها ، لتنزل هيَ بالمقابلِ ، خرجَ منْ سيارتهِ وأقفلها وأشارَ لها أنْ يجلسوا على أحدِ المقاعدِ المخصصةِ للناسِ ، جلستْ ، بينما وضعَ هوَ ابنها بالرمالِ كيْ يلعبَ على راحتهِ ، ثمَ توجهَ وجلسَ بجانبها ، عمُ الصمتِ عدةَ لحظاتٍ ، ودقائقُ ، حتى هتفَ سناءْ بصوتٍ مرتجفٍ ، كنتَ صغيرةً ستاشرْ سنهُ ، مشٌ فاهمةٍ حاجةٍ ، رسمٌ على الحبِ ، اغتصبني وسأبني لأهلي وفضحني ، كنتَ هموتْ ، بسْ إمامَ الجامعِ الليِ هربني ، واترميتْ للشارعِ في الليلِ مش عارفةٍ أروحُ فينْ أوْ أجي منْ فينْ ، ثمَ استرسلتْ بسخريةٍ ، وفوقها حامل ، وأنا مشٌ فاهمةٍ إيهْ معنى حاملٍ ، كنتَ بأكل منْ بقايا الناسِ ، عشتُ أسوأُ أيامٍ حياتيٍ ، وكانَ هيحصلْ فيا كذا مرة ثانيةٍ ، لولا زيدانْ الليِ شالني منْ الليِ أنا فيهِ ، ووداني للميتمِ ، وهناكَ ولدتْ ، شوفتْ الموتُ بعيني قبلَ ما أشوفْ ابني ، والحمدُ للهِ عشتُ ، ابتسمتْ بعدَ أنْ نضرتْ إلى طفلها وقالتْ " طبعا يوسفْ دا أحلى حاجةً عندي في الحياةِ هوَ الليُ نور حياتيٍ ونساني إلى عشتهُ "
استمعَ لها يوسفْ بكلِ حنانٍ وكمْ ألمهُ قلبهُ على ما تعرضتْ لهُ تلكَ الصغيرةِ ، وحدها لولا زيدانْ الآنِ باتَ يعلمُ أيَ قذارةٍ كانَ صديقهُ يتكلمُ عنها ، نضر لها بتأثرٍ وقالَ " منْ حقكَ تسجنينهُ وتاخدي حقكَ ، الليُ عشيتهِ مش سهلٍ " نفتْ برأسها قائلةً " عايزة بسْ أعيشُ معَ ابني منْ غيرِ مشاكلَ ، أنا مشٌ قويةٍ لدرجةً أواجه جلالٌ " نضرٌ لها بقوةٍ وقالَ " هوَ ظلمكَ ولازمُ ياخدْ حسابهُ أنا مستعدٌ اسجنهُ أنتَ بسْ اديني موافقتكَ ، وأنا هجبلكْ حقكَ " نضرةً لهُ مندهشةً قليلاً وقالتْ " حتى لوْ هوَ صاحبكَ " اومأءْ بجديةِ وقالَ " حتى لوْ أبويا ، دا حقكَ ، وأنا مستحيلٌ أبقى معَ الظالمِ يا سناءْ " ابتسمتْ قليلاً قبلَ أنْ تلاحظَ اقترابَ زيدانْ منهمْ ، كانتْ زمردٌ تقتربُ وهيَ تزفرُ بحنقِ وتمتمتْ بغيضٌ " ما فيشْ غيرَ سناءْ الكلبِ تكون
زفرَ يوسفْ مطولاً قبلَ أنْ يقولَ " صاحبي جاويدْ هوَ الليُ اعتدى عليها زمانٌ " قبلَ أنْ يكملَ اهتاجتْ زمرد وقالتْ بصوتِ عالي " والحقيرَ دا فينْ ؟ ! " تأففُ يوسفْ وقالَ بضجرٍ " سبني أكملَ كلامي " ثمَ استرسلَ نتكلمُ بالعقلِ والليِ يرضيكَ أنتَ وأختكَ أعملهُ " امتغصتْ ملامحَ وجهها فزفرَ يوسفْ قبلَ أنْ يتكلمَ " أنا عارفْ أنهُ صعبٌ عليكَ بسْ أنا ممكنٌ أساعدكمْ تسجنوهُ ، في تلكَ الأثناءِ كانَ أحدهمْ يتقدمُ منْ يوسفْ منْ الخلفِ قصدِ طعنةٍ بالسكينِ ، اتسعتْ حدقتاها بينما هوَ يتحدثُ ، وما أنْ كادَ يطعنهُ حتى دفعتْ يوسفْ بقوةٍ وتلقتْ الطعنةُ مكانهُ ، شهقتْ بقوةِ بعدَ أنْ اخترقَ داخلكَ السكينُ صدرها ، ما أنْ رأى دالكَ المجرمَ إصابتها حتى ركضٍ مبتعدٍ تاركا السكينَ ملتصقٌ بها ، حدقَ بها يوسفْ مصدوما ، ومندهشا ، امسكْ بجسدها قبلَ أنْ يسقطَ على الأرضِ ليسقطَ معهُ ويضعُ رأسها على صدرهِ فاتحا فاههْ منْ شدةِ الصدمةِ ، أغمضتْ عيونها تضعُ يدها على السكينِ تحاولُ نزعةَ وشهقاتِ ضيقِ تنفسها هيَ الشيءُ الوحيدُ المسموعُ ، تكلمَ يوسفْ بصعوبةِ بعدَ أنْ أبعدَ السكينُ عنْ صدرها " أهدى يا زيدانْ ، هتبقىْ كويسْ "
لمْ تجدْ الطاقةُ لتجيبهُ لكنها كانتْ سعيدةً أنها بأحضانهِ ، شعرتْ بحنانهِ ودفئهِ لا يهمها أنْ تموتَ الآنَ ، كانَ يضغطُ على الجرحِ محاولاً إيقافَ النزيفِ ، تجمعُ الناسِ حولهمْ ، يتصلونَ بالشرطةِ والإسعافِ ، استدركَ نفسهُ وأفاقَ منْ صدمتهِ ، سطحها على الأرضِ وقالَ بثقةٍ " أنا معاقكْ يا زيدانْ متخافشْ " كانتْ زمردٌ قدْ بدأتْ تغيب معَ تلكَ الغيومِ السوداءِ التي راودتها ، فتحُ ملابسها بسرعةِ يبحثُ عنْ مكانِ الإصابةِ ، ضهرْ لهُ جسدها الفاتنِ ، مهلاً هدا ليسَ جسمُ ولدٍ بلْ فتاةً ، صعقٌ مما اكتشفهُ ودارتْ بهِ الأرضُ ، إلا أنَ صوتَ سناءْ التي خرجتْ منْ وسطِ مجموعةٍ منْ الناسِ الملتفينَ حولَ الحادثةِ كانَ بمثابةِ الصفعةِ التي تلقاها عندما صرختْ بصوتٍ عالٍ " زمردٍ " ، لمْ تقفْ على الكلمةِ بلْ جلستْ على الأرضِ تصرخُ بعدَ أنْ وجدتْ أختها وأنيستها بلا حياةٍ مستلقيةٍ على الأرضِ الباردةِ ، نضرةً إلى يوسفْ بترجي وقالتْ " دي زمردٍ ، بنتُ عمكَ يا يوسفْ ، أرجوكُ ساعدها " حدقَ بها غيرَ مستوعبٍ ومصدومٍ هلْ زيدانْ نفسهُ غزالة الضائعِ منْ تستلقي على الأرضِ نفسها زمردَ التي يبحتْ عنها ، دونُ شعورٌ وجدَ نفسهُ يهتفُ بخفتْ " بلاشِ تسيبيني المرةُ دي يا غزالْ "
مرتْ أكثرَ منْ ساعةٍ وهيَ في غرفةِ العملياتِ ، كانَ يقفُ مشدودٌ الأعصابِ ينتظرُ أيَ كلمةِ بشرى تطفئُ حرقةَ قلبهِ الخائفِ ولوعتهِ ، حدقتْ بهِ سناءْ وقالتْ بخوفِ " هتبقىْ كويسة صحَ ؟ ! "
↚
نضر إليها مثلَ التائهُ لا يعلمُ هلْ يعاتبها أمْ يصرخُ بوجهها لإخفاءِ الحقيقةِ عليهِ ، لكنَ صبرا المخطئةِ الوحيدةِ في الأمرِ هيَ تلكَ التي تقعُ بداخلِ العنايةِ ، صبرا عليها وحقا سوفَ يعيدُ تربيتها أفاقَ على صوتِ الطبيبِ الذي ربتْ على كتفهِ وقالَ بجديةِ " حاليا الآنسةُ كويسهْ ، الحمدُ للهِ الجرحِ مش عميقٍ ، بسْ محتاجةً راحةً وعنايةً " أومأَ لهُ مردفا بلهفةِ خلفتها سنينَ منْ الفراقِ " ممكنِ أشوفها ؟ ! " أجابهُ بتأكيدِ " طبعا بسْ سيبها تفوقِ الأولِ ، ونفحصها وبعدها ، أقعدَ معاها " أوما لهُ موافقا غادرَ الطبيبُ فقالتْ سناءْ التي كانتْ تقفُ بقربهِ تستمعُ للحديثِ " يعني زمردُ كويسهْ " حدقَ بها قليلاً بهدوءِ وقالَ بجديةِ " أنا عايزْ تفسيرٌ لكلِ حاجةٍ حصلتْ " نضرةً لهُ بحيرةٌ قبلَ أنْ تقولَ " الموضوعَ متعلقٌ بزمردِ أنا لا يمكنُ أقولُ حاجةٌ ، دا كانَ قرارها منْ الأولِ " زفرَ مطولاً وقالَ " طلعتوا متفقينَ عليا " نفتْ برأسها قائلةً بعتابِ " واللهِ زمردِ طيبةَ بسْ مشَ حابة تتعبَ حضرتكَ معاها "
لمْ يجدْ ما يقولهُ بالفعلِ سناءْ ليستْ السببَ ولا دخلَ لها ، كلامهُ للحقِ معَ تلكَ النائمةِ التي بالداخلِ بعدَ مرورٍ أكترِ منْ أربعِ ساعاتٍ استفاقتْ منْ غفوتها ، كانتْ الممرضةُ بجانبها ، نادتْ الدكتورَ منْ أجلِ فحصها ، سريعا ما أنْ انتهى حتى دخلتْ لها سناءْ ، أسرعتْ تحتضنها بقوةٍ تبكي منْ شدةِ الخوفِ الذي مرتْ بهِ ، ربتتْ زمرد على ظهرها بحنانِ وقالتْ بألمٍ " ابعدي الضربةَ ما قتلتنيشْ وأنتَ هتخلصي عليا "
ابتعدَت سناءْ خوفا منْ أنْ تكونَ قدْ قامتْ باديتها وقالتْ بفزعِ بينما تتفحصها " أنتي كويسهْ ؟ ! حصلكَ حاجةً ؟ ! فينْ يوجعكَ ؟ " ابتسمتْ زمرد على وهنِ منْ أفعالها تعلمَ خوفِ سناءْ عليها وقالتْ ممازحةٌ " يا ابنتي أنا كويسهْ ، كفايةُ خوفٍ "
مسحتْ سناءْ دموعها وجلستْ ممتغصة الملامحُ تنظرُ لها بغيضٌ " بتضحكْ عليا يا زيزو " هزتْ زمردَ كتفيها باستسلامٍ وقالتْ " أنتَ الليُ حساسةً أعملكَ إيهْ ، ثمَ إني الحمدُ للهِ سليمهُ ، كفايةٌ منْ الدموعِ " نضرتْ لها سناءْ بحنقِ قبلَ أنْ تضربها على كتفها ، صرختْ زمردَ بألمِ وحدقةِ بها متسعةٌ الأعينِ فقالتْ سناءْ باستفزازِ " دي عشانِ رخامتكَ " زفرتْ زمرد مطولٍ تستغفرُ ربها قبلَ أنْ تقومَ بضربها أوْ قتلها ثمَ استرسلتْ بتساؤلِ " فينْ ابنكَ ؟ ! " مطتْ شفتيها بمللٍ وقالتْ " برةً معَ يوسفْ " ما أنْ نطقتْ اسمهُ حتى تعالتْ ضرباتِ وجيدها وشردتْ عيونها مدةً منْ الزمنِ وقالتْ " هوَ عرفٌ ؟ ! " أومأتْ لها وقالتْ بهدوءِ " عرفَ " نضرتْ زمرد في عيونها وقالتْ بحيرةٌ " كانَ إيهْ ردِ فعلهِ ؟ ! " حارتْ ما الذي تقولهُ لها هيَ كدالكْ لمْ تفهمْ يوسفْ بعد فأجابتها بحيرةُ " واللهُ ما أعرفُ " ثمَ استرسلتْ " الحمدَ للهِ طلعتي منها بخيرٍ ، أنا هطلعْ واسيبهْ يدخلَ " مسكتْ زمردَ يدها بسرعةِ وقالتْ بعدَ أنْ جفَ حلقها " خليكي هنا " نفتْ سناءْ برأسها وقالتْ بجديةِ " لازمٌ تكلميهِ وتبقوا وحدكمْ ، أنتمْ بنكمْ ماضٍ يا زمردُ وأنا مشٌ ينفعُ أقعدَ وسطكمْ "
زفرتْ زمرد بينما سناءْ أبعدتْ يدها بحنانِ عنها وحاولتْ أنْ تزرعَ بها الطمأنينةُ " ارتاحي يا زمردٌ هوَ واضحٌ عليهِ بحبكَ أكيدٍ راحَ يتفهمُ وضعكَ " أومأتْ لها وخرجتْ سناءْ حدقَ بها يوسفْ وقالَ " فاقتْ ؟ ! بقةٌ كويسهْ ؟ ! اتكلمتْ معاكي ؟ ! " أومأتْ لهُ بينما تأخدْ منهُ طفلها وقالتْ مبتسمةً " تقدرُ تطمنْ عليها بنفسكَ يا يوسفْ بيهْ " أومأَ لها وتقدمَ سريعا منْ بابِ غرفتها ، ترددَ قبلَ أنْ يديرَ مقبضُ البابِ ، وأخدْ نفسٌ عميقٍ وفتحِ البابِ ودخلَ جلستْ زمردَ شاردةِ ما الذي يمكنُ أنْ تقولهُ لهُ وكيفَ يمكنُ أنْ يمرَ أولَ لقاءٍ بينها وبينهُ بعدُ كلِ تلكَ السنينَ ، لمْ تشعرْ بيوسفْ الذي دخلَ واقتربَ منها ، جلسَ بجانبها بينما هيَ تحدق في الفراغِ تائهةً ، كانَ يتأملها بحبِ وعشقَ فقدْ ضاعتْ منهُ منذُ سنينَ كيفَ ولا ، هيَ غزالة الضائعِ ، لكنَ يوسفْ تحولتْ نظراتهِ للعتابِ كيفَ هانٍ عليها وهيَ تراهُ أمامها يتعذبُ منْ شدةِ فراقها وبعدها عنهُ ، انتبهتْ إلى وجودهِ حدقتْ في عسليتيهْ ترى بهما نضرات الشوقَ والعتابَ ، الحبُ والخدلانْ ، كانَ لا يزالُ يثبتُ نضراتهْ عليها يخاطبُ عيونها التي بلونِ العدساتِ ، زفرتْ بضيقِ تعلمِ أنهُ يعاتبها بنضراتهْ تلكَ فقالتْ بغيضٌ تقاطعُ دالكَ الصمتَ القاتلَ " بطل بقيَ " رفعُ حاجبهِ متهكما وخرجَ صوتهُ الهادئُ " أبطلَ إيهْ بالضبطِ ؟ ! " امتغصتْ ملامحَ وجهها وقالتْ بمللِ " نضراتكْ الليِ بتعاتبني " نضرتْ لها مستفسرا " وأنتي عملتْ إيهْ عشانِ أعاتبكُ ؟ ! " نضرةً في عيونهِ مباشرةَ وقالتْ بأسفِ " آسفةٍ يا يوسفْ ، واللهُ غصبَ عني ، مشُ عايزة أتعبكَ معايا " تنهدَ بضيقٍ قبلَ أنْ يقولَ بجديةِ وهوَ يقومُ منْ مجلسهِ " أبقى كويسهْ الأولَ عشانِ اعرفْ أعاتبكُ " قلبتْ عيونها وقالتْ بتفكيرٍ " كنتَ فأكره هتاخدني بالحضنِ ، لما تعرفُ أني زمردٌ ، وتفرحَ " رفعَ حاجبهِ وقالَ بتهكمِ بعدَ أنْ اقتربَ منها ودني بجدعهْ العلويَ إليها " وليهُ هاخدكْ بالحضنِ ؟ ! "
أجابتهُ بصوتٍ تملأهُ ألتقهِ والقوةَ " عشانِ بتحبني " نضر لها وقالَ باستفزازٍ بعدَ أنْ لعبَ بحاجبيهِ " ومين قالكَ أني مشُ بحبِ غيركَ ، أنتَ مدةُ مراهقةٍ لا غيرُ " حدقتْ بهِ لثوانٍ قبلَ أنْ تجذبهُ منْ ربطةِ عنقهِ نحوها تفاجئُ ودهش منْ فعلتها فاسترسلتْ بتهديدٍ " أقتلكُ وأقتلها ، أنتَ ملكيٌ يا ابن يأمنُ " ابتعدَ عنها جادبا ربطةَ عنقهِ بضيقٍ وقالَ بعدَ أنْ استقامَ " أحبَ زيدانْ عيبٌ في حقي " استشعرتُ نبرتهُ الساخرةُ منْ خلالِ كلماتهِ فقالتْ مستفسرةً " كنتُ مضطرةً يا يوسفْ أنتَ مشُ عارفْ أنا مريتْ بأيهِ ، طلعتْ عيلةَ قاصرٍ وكمْ واحدٌ كانَ عايزْ يأكلَ لحميٌ وأنا مشٌ فاهمةٍ ، أنا شوفتْ الموتُ أكثرَ منْ مرةٍ ، بلاشِ تجيْ عليا دلوقتي " رغمَ عنهُ رقُ قلبهِ لها بلْ استاءَ مما قدْ يكونُ أصابها وهيَ طفلةٌ لا تفقهَ شيءٍ دونَ إرادةٍ وجدَ نفسهُ يرغبُ باحتضانها ، وهيَ كانتْ تنتضرْ أنْ يضمها بقوةِ لعلها تستشعرُ الأمانَ والدفءَ الضائعَ منها ، اقتربَ منها وكادَ أنَ يجدبها ويحتويها بنفسهِ ، إلا أنهُ تراجعَ في آخر لحضهِ مردفا بأسى وتأففِ " عايزْ احضنكْ ، لا دا أنا عايزْ أدخلكَ وسطَ قلبي ، بسْ مش قادرٍ عشانِ مشُ منْ حقي ولا حلالي " ثمَ استرسلَ بأمرٍ " لازمِ أتجوزكْ هوَ أنا أصلاً صبرتْ كثيرٍ عشانِ الاقيكي "
حدقتْ بهِ مندهشةٌ وقالتْ بضيقٍ " هوَ حتى الحضنِ حرام " أومأَ لها وقالَ مسترسلاً " لازم يبقى بنا عقدٌ عشانِ يبقى حلال " مطتْ شفتيها وقالتْ بمللٍ " يعني أنتَ سامحتني ؟ ! " ابتسمَ قائلاً " نتجوزْ ويبقى كلهُ حلالُ بنا ساعتها أنتَ وشطارتكَ يا زيدانْ " نضرةٍ لهُ بغيضٌ ثمَ استرسلتْ بثقةٍ " أنا هطلبكْ منْ أبوكْ وأتجوزكْ " سخرَ منْ كلماتها بداخلهِ منْ تضنُ نفسها وبأيِ جرأةٍ تتكلمُ ، ضحكُ بملإِ فاههْ على كلماتها وقالَ بسخريةِ " لا صدقتكَ " شعرتْ بسخريتهِ يضنُ أنها ليستْ على قدرِ كلماتها ، رفعتْ حاجبها وقالتْ " ماشي هنشوفْ يا يوسفْ بيهْ " لمْ يرقهُ جوابها بلْ وجدَ نفسهُ يبتسمُ على غبائها حدقَ بها مشيرا إلى الغطاءِ بعدَ أنْ أدارَ وجههُ إلى الناحيةِ الأخرى وزفرَ قائلاً " استرْ نفسكَ يا زيدانْ الوقتِ وحشهُ " خرجَ فورَ إلقاءِ كلماتهِ الجريئةِ ، اتسعتْ عيونها بعدَ أنْ نضرةٍ إلى جسدها الضاهرْ بعدَ أنْ سقطَ الغطاءُ عليها ، سبتهُ بداخلها بغيضٌ قبل أنَ ثدترْ نفسها جيدا
*****************************************************
بعدُ مرورِ أسبوعٍ تحسنتْ صحةَ زمردِ أكثرَ منْ الأولِ ، كانَ يامنْ أسعدَ شخصا بعدَ أنْ وجدها حيةً ترزقُ ، سخرَ لها كلِ وسائلِ الراحةِ ، غذقها بحبٍ وحنانٍ لا ينتهي فهيَ ابنةُ حبيبتهِ ، خصصَ لها غرفةٌ كبيرةٌ أكبرَ منْ غرفِ أولادهِ تطلُ على الحديقةِ ، تنهدتْ وهيَ تنظرُ للأشجارِ منْ خلالِ نافدةٍ غرفتها ، تقدمُ يامنْ يحتضنها بينَ ذراعيهِ مردفا بحنانِ " مالَ بنتي ؟ ! " ابتسمتْ بينما تدفنُ رأسها بأحضانهِ تستمتع بالأمانِ ألدي تفتقدهُ وقالتْ بغيضٌ " ابنكَ رأسهُ ناشفٌ ، ولا معبرني منْ يومِ ما جيتْ مشُ بعتبِ اوضتي " ابتسمَ على تفكيرها وقالَ " يمكنُ عشانِ بحبكَ خايفْ تتجمعي أنتَ وهوَ في مكانٍ واحدٍ وينسى نفسهُ " ابتعدتْ عنهُ ومطتْ شفتيها بضيقٍ وقالتْ " يعني أعملُ إيهْ دلوقتي " ربتْ على كتفها وقالَ بجديةِ " لازمٌ يخطبكَ وأقبلَ بيهْ طبعا لوْ أنا عايزْ ممكن أقبلهُ وممكنٍ أرفضهُ وساعتها نشوفْ الجوازُ " نضرةً لهُ واتسعتْ عيونها وقالتْ بدهشةِ " ترفضهُ ليهُ ؟ ! " ضحكَ على ردةِ فعلها وقالَ بهدوءِ " يمكنُ مش مناسبٍ " نضرةٍ لهُ بحدةِ وقالتْ " إيهْ معنى مشٍ مناسبٍ دا محامٍ قدْ الدنيا يا يامنْ وابنكَ فوقها " حدقَ بها مندهشا وضربها بخفةٍ على رقبتها وقالَ بحدةِ " إيهْ الخفةِ دي " نضرتْ لهُ بعيونها ببراءةٍ وقالتْ " بحبهِ " نضرٍ لها ساخرا وقالَ " دا أنتَ مدلوقة عليهِ " أومأتْ لهُ بتقة " ابنكَ يستأهلُ " ضحك بقوةٍ على كلماتها وقالَ بغلبٍ " أعملُ معاكي إيهْ يا بنت صابرةَ " هزتْ كتفيها دونَ اهتمامٍ وقالتْ " جوزني يوسفْ " كادَ أنْ يوبخها إلى أنَ دخولَ صابرةَ ويوسفْ أوقفهُ ، زفرَ باستياءِ منها قبلَ أنْ يقولَ يوسفْ بجديةٍ - بعدُ أنْ نضرَ لها " زمردُ صابرةَ هتساعدكْ تغيري ملابسُ الولادْ الليُ بتلبسيها "
رفعتْ حاجبها بتهكمِ وقالتْ بتعالٍ " مالهِ لبسي ؟ ! " طالعتها صابرةُ ساخرةً " يهبلْ "
↚
استشعرتُ سخريتها وقالتْ بضجرٍ " أنتَ بتتمسخري عليا " " أبدا " قالتها ببسمةٍ ساخرةٍ زفرَ يامنْ بضجرٍ منْ مشاداتهمْ وقالَ بجديةِ " صابرةَ ساعديها ، وفهميها ، هيَ ما شاءَ اللهُ حلوةً بسْ لازمها شوية نصائحَ " حدقتْ بها صابرةُ منْ الأسفلِ إلى الأعلى وقالتْ بضيقِ " الحاجةِ دي مستحيلِ تتصلحْ " تأففِ يوسفْ بعدمِ رضى منْ كلامها وقالَ بصرامةِ " ما تتلمي يا صابرةُ دي بنيَ أدمةً " كانتْ زمردُ تنضرْ لهمْ في آنٍ واحدٍ وقالتْ بضيقٍ " أنا زهقتْ منكمْ ، شكلي عاديٍ كذا أصلاً ، ليهُ أتغيرُ " حدقَ بها يوسفْ باستنكارِ وقالَ ساخرا " لا يا شيخة دا أنتي أرجلٍ منيَ بشنبكَ دا " اتسعتْ حدقتيها منْ سخريتهِ وهتفتْ بشراسةِ تنتقمُ لكرامتها " أهوَ على الأقلِ أرجلَ منكَ ، مشُ شبهكَ ، كوتشْ عربيةً مشَ بتعرفٍ تصلحهُ " إغتاضْ منْ كلماتها وقالَ بوعيدٍ " بقولكَ يا غزالْ ، سيبي أسلوبكَ الشوارعي دا وإتحضري شوية " صرختْ بهمْ صابرةُ بضيقٍ " أنتَ وهيَ أخرسوا ، ثمَ وجهتْ أنضارها إلى زمردٍ ، تعالى أنضفكْ " قبلُ أنْ تسبها كانَ يامنْ قدْ ربتْ على كتفها وقالَ " اسمعي منها " أومأتْ لهُ بطاعةِ قبلَ أنْ يخرجَ برفقةِ يوسفْ حدقتْ بها صابرةُ وقالتْ بلؤمِ " ابتديكي منْ فينْ " لمْ تبالِ لها زمردٌ وجلستْ بإهمالٍ على الأريكةِ وقالتْ بغيضُ أخوكي مستفز مشِ عايزْ يتصالحَ معايا ، أنا عملتْ إيهْ لكلِ دا " نضرتْ لها بغيضٌ واقتربتْ منها وقالتْ " متوقعةً يحضنكَ " هزتْ كتفيها وقالتْ بهيامٍ " ويخطفني كمانٌ " ثمَ شدقتْ تغرها وقالتْ بلؤمِ " بسْ طلع باردٍ "
حدقتْ بها ساخرةٌ " لا واللهُ ، وبعدينِ سيبكْ منْ الموضوعِ دا يا زمردٌ قوميٍ خدي حمامَ دافي وأنا بعتُ للبنات بتاعْ السنترْ يجوا ينضفوكي " اغتاظتْ زمردَ منْ كلامها واستقامتْ على مضدْ إلى لحمامٍ بينما صابرةُ كانتْ تفكرُ أنْ زمردا هيَ الضربةُ القاتلةُ التي سوفَ يتلقاها فارسُ
*****************************************************
في الأرضِ الخضراءِ الواسعةِ كانتْ عاشقينِ صغيرينِ يتوسدانِ الأرضُ ، كانتْ تلكَ العصفورةِ تختبئُ في أحضانهِ وتتوسدُ صدرهُ العريضَ ، بينما هوَ مغمضٌ الأعينِ يستنشقُ عبيرْ الاخضرارِ الذي ينتشرُ معَ داخلكَ النسيمُ العليلُ ، اعتدلتْ تلكَ العصفورةِ جالسةً واقتربتْ منْ وجهةٍ قائلةٍ بحبِ " جلالِ " همسها الطفوليِ آفاقهُ منْ غفوتهِ ، فتحُ عيونهُ التي تضاهي اللونَ البنيَ وقالَ بعدَ أنْ ربتْ على شعرها بحنانِ " نعمْ يا روحَ جلالٍ " ابتسمَ سناءْ وقالتْ بخجلٍ طفوليٍ " هوَ أنتَ فعلاً هتتجوزني زيُ ما وعدتني " أومأَ لها وقالَ بجديةِ بعدَ أنْ اعتدلَ جالسا " لازمَ المشاكلَ الليُ بيني وبينَ عيلتكْ تتحلَ الأولُ ، وبعدها أطلبكُ " اغتاظتْ ملامحها وقالتْ بضيقِ " كلِ مرةٍ بتقولي نفسِ الكلامِ ، وعمرَ حاجةِ ما اتصلحتْ " تنهدَ محاولاً أنْ يشرحَ لها دالكَ النزاعَ القائمَ بينَ عائلتهِ وعائلتها منْ أجلِ أرضٍ لا قيمةً لها في نضرهُ وقالَ بهدوءِ " أنتَ عارفةٌ العداوةِ الليُ بينَ العيلتينْ "
حدقتْ بهِ مليا لمْ ينلْ كلامها إرضاءهُ وقالتْ باستفهامٍ " يعني ؟ ! " نضر لها بمللِ قائلاً " يعني لما تتحلَ ساعتها أطلبكُ " زفرتْ مطولاً وقالتْ بعدَ أنْ شعرتْ بشيءٍ خاطئٍ في علاقتهمْ " هوَ الليُ بنعملهْ مشِ غلطٍ ؟ ! " نفى برأسهِ وقالَ " لا " ثمَ استرسلَ " أنا بحبكَ وأنتَ بتحبيني سبينا مبسوطينِ " كلامهُ لمْ يرضَ تفكيرها وكانَ هناكَ عدةُ أسئلةٍ في بالها إلى أنهُ عادَ يتوسدُ الأرضَ وجدبها إلى أحضانهِ وقالَ محاولةَ بثِ الطمأنينةِ بها " أنا عمري ما أسيبكْ ، وهاخدكْ غصبَ عنْ الكلِ " لمْ تطمئنْ كلماتهِ قلبها بلْ كانتْ خائفةً أنْ يكتشفَ أحدهمْ أنها تحبُ ابنَ ألدَ أعداءِ والدها ضلتْ شاردةً بينما تجلسُ على مكتبها الخاصِ بعدَ أنْ جعلَ منها يوسفْ سكرتيرتهُ الخاصةَ تتدربُ على يدِ مساعدتهُ الأولى التي تقومُ بتعليمها ، استفاقتْ منْ ذكرياتها على صوتِ جاويدْ الذي ناداها عدتْ مراتٌ ، انتفضتْ تحدقُ بهِ وقالتْ بضيقٍ " خيرٍ يا جلالُ بيهْ " أغمضَ عيونهُ هيَ تعلمُ أنهُ يكرهُ دالكَ الاسمَ ، فتحُ عيونهُ وحدقَ بها بثباتِ وقالَ بينما يركزُ في كلِ كلمةٍ يقولها " اسمي جاويدْ ، فاهمةً جاويدْ مشُ جلالٍ " ابتسمتْ بسخريةِ وقالتْ دونَ مبالاةِ " الأسماءِ زيَ بعضها ، محتاج إيهْ حضرتكَ " شعرَ بجفافها معهُ وقالَ بضيقِ " عايزْ أكلمكُ على انفرادٍ " رفعتْ حاجبها بتهكمِ وقالتْ " حضرتكَ دا مكانِ عملٍ ، وزيَ ما أنتَ شايفْ أنا بسْ بتدربٍ ، وبتعلمً أكتب وأقرىْ ، يعني مشُ هنفعكْ " ثمَ استرسلتْ بحدةِ " في سكرتيرةِ الإستادِ يوسفْ ممكن تنفعكَ في الشغلِ " كانَ ينضرْ لها بارتيابِ هلْ هذهِ هيَ تلكَ الفتاةِ الشقراءِ الصغيرةِ النسمةِ البريئةِ منْ أينَ لها بكلِ تلكَ القوةِ ، كلامها إشارةً لهُ لقسوةِ قلبها وصدها لهُ فقالَ بعدَ أنْ اخدْ نفسٍ عميقٍ " عايزْ أسجلُ يوسفْ باسمي "
احتدتْ نظراتها القاتلةَ التي أشعرتهُ بقذارةِ ما فعلهُ بها في الماضي وقالتْ بعنفِ " أنتَ ملكشْ ابنَ عندي ، يوسفْ ابني أنا ، ويومَ ما أفكرُ أسجلهُ في اسمِ حدِ هيبقىْ على اسمِ رجلِ مشِ ذكرِ زيكَ " كلامها استفزهُ وأشعلهُ منْ الداخلِ لقدْ أهانتهُ هوَ وكرامتهُ ورجولتهُ ولمْ ترحمهُ ، كانَ يرغبُ بأخذِ ثأرهِ منها ، لكنْ ليسَ الآنَ فهوَ لا يزالُ يريدُ مصالحةَ بها وأنْ يسجلَ ابنهُ الذي عرفَ الآنِ بوجودهِ ، قامَ بإيداعِ غضبهِ جانبا وقالَ بهدوءِ " لازمٍ نتكلمُ بهدوءِ عشانِ نعرفُ نحلُ المشكلةِ دي بالعقلِ " ابتسمتْ لهُ باستفزازٍ وجلستْ مكانها تضعُ قدما فوقَ الأخرى وقالتْ دونَ مبالاةِ " طلبكَ مرفوضٍ " ثمَ استرسلتْ بتهديدٍ " وكلمةِ ثانيةٍ أحطَ أيدَ بوذني وأخلى كلُ الشركةِ تتفرجُ عليكَ ويعرفونَ أنَ جلالَ بيهْ المحاميَ اغتصبَ قاصرٌ وهربَ " حدقَ بها مذهولٌ منْ كلامها وفي نفسِ الوقتِ غاضبٍ منْ أفعالها بينما هيَ حدقتْ بهِ باستفزازٍ تتحداهُ أنْ يقولَ كلمةً أخرى ، نضر لها باستسلامٍ وغادرَ سيؤجلُ الموضوعُ لوقتِ آخرٍ ، نضرتْ لاترهْ بتقززٍ على معرفتها بهِ في يومِ منْ الأيامِ عادَ إلى مكتبهِ يجرِ أذيالَ الخيبةِ ارتمى على أريكتهِ بإهمالٍ وأغمضَ عيونهُ بعدَ أنْ غدقها بالحبِ والكلامِ المعسولِ استدرجها إلى جحرهِ وفعلَ فعلتهُ بها رغمَ عدمِ وعيها بما يحدتْ ، سنها وجهلها وعدمِ توعيتها أوقعانها في المحضورْ والحرامُ ، منْ غبائها بلْ عدمُ علمها استجابةً إلى رغباتهِ الذكوريةِ الخاليةِ منْ البراءةِ ، استفردَ بها مثلٌ كلِ مرةٍ وكانتْ تسألهُ هلْ ما يفعلهُ معها حرام أوْ حلالٍ كانَ يجيبها أنها زوجتهُ وحقهُ وانهَ سيتزوجها في القريبِ العاجلِ ، سايرها وأخدْ مبتغاهُ أكثرَ منْ مرةٍ ، وتلكَ الطفلةُ لا تستوعبُ شيءَ جدبها إلى أحضانهِ وقالَ بعدَ أنْ نضرَ لها بانتصارٍ " تعرفي أني بحبكَ كلَ يومِ أكثرَ منْ الثاني عشانِ أنتَ مطيعة يا روحيٌ " استغربتْ كلماتهِ وقالتْ بتساؤلِ " أحنا مشُ بنعملْ حاجةَ حرامٍ ؟ ! وأنتَ هتتجوزني صحَ ؟ ! "
↚
أومأَ لها قبلَ أنْ يستقيمَ منْ مكانهِ وقالَ بعدَ أنْ ارتدى قميصهُ " آهٍ طالما مطيعة بحبكَ " هزتْ رأسها وقالتْ بفرحٍ " أنا دائما هبقىْ مطيعة ليكُ ، بسْ أنتَ خليلْ جنبي " ابتسمَ قائلاً " ماشٍ يا روحيٌ " ثمَ استرسلَ بجديةِ " يلا عشانِ ما تتأخريشْ " أومأتْ لهُ واستقامتْ ، رتبتْ نفسها وما أنْ فتحتْ البابَ واستنشقتْ رائحةُ الورودِ حتى رمتْ كلَ ما في جوفها ، حدقَ بها واقتربَ منها مسرعٌ ، حالتها لمْ تكنْ جيدةً أحضرَ زجاجةَ المياهِ غسلَ بها وجهها وساعدها كيْ تشربَ قيلالْ منْ الماءِ ، بعدُ أنْ تحسنتْ حالتها أجلسها على الأرضِ وجلسَ بجانبها وقالَ بتساؤلٍ " منْ أمتي وأنتَ كدهُ ؟ ! " حدقتْ بهِ بعبوسٍ طفوليٍ لطيفٍ وقالتْ " شهرَ وأنا برجعِ كلِ صبحْ ، أمي بكرةِ هتاخدي أكشفُ " أومأَ لها دونَ أنْ يظهرَ ردتْ فعلهُ بالتأكيدِ تلكَ الطفلةِ حاملٌ ، تنهدَ وقالَ بعدَ أنْ أبتسمَ " ماشي يا حبيبتي " ثمَ استرسلَ " لما تجيْ طمنيني عليكي " أومأتْ لهُ مبتسمةً قبلَ أنْ يساعدها لتقفَ ، وودعها للقاءٍ في الغدِ كما العادةُ . فتحُ عيونهِ منتفضا بعدَ أنْ فتحَ يوسفْ بابُ مكتبهِ الذي انتشلهُ منْ أفكارهِ ، بينما حدجهُ يوسفْ بضيقٍ وقالَ " دا مكانِ شغلٍ ولا نومَ يا جاويدْ " اعتدلَ جاويدْ جالسا وقالَ بعدَ أنْ زفرَ بضيقِ " معلشْ يا يوسفْ واللهُ لوْ تعرفَ الليُ ببحصلي تعذرني " حدقَ بهِ وقالَ بتعجبِ " إيهْ الليِ بيحصلْ معاكْ " استقامَ وتوجهَ نحوَ وجلسَ على مكتبهِ وقالَ " سناءْ بتكرهني ، دي حتى مستكثرةَ عليا أحطُ الولدِ باسمي " ابتسمَ يوسفْ ساخرا بعدَ أنْ جلسَ أمامهُ وقالَ بجديةِ صارمةٍ " تعرفُ لوْ أدتني الإشارةُ ، قسما باللهِ أسجنكُ وما أرحمكَ " شعرَ جاويدْ بنبرةِ يوسفْ الحادةَ والتهديديةِ لهُ ، زفرَ مطولاً وقالَ بهدوءِ محاولاً تخفيفَ الوضعِ " لقيتْ الليَ حاولَ يقتلكَ "
أومأَ برأسهِ وقالَ بضيقِ " طبعا دا بسْ كنتَ رامي حدِ منْ عائلتهِ في السجنِ ، قالَ يجيْ ينتقمَ مني " استرسلَ جاويدْ باستفهامِ " وزمردٍ عاملةً أيْ دلوقتي " قلبَ يوسفْ عيونهُ بمللٍ وقالَ " زيُ الحيةِ ، نفسُ البنتِ الصغيرةِ ، بسْ دلوقتي بقةً شريرةً أكترِ " ضحكُ جاويدْ رغما عنهُ ورغمِ همومهِ وقالَ مسترسلاً " مشَ دي غزالتكَ التايهة " أومأَ لهُ وقالَ بجديةِ " فككَ منْ الموضوعِ دا أنا عيني على شركةِ الكيلاني ناوي أغرقهمْ " رفعُ جاويدْ حاجبهُ وقالَ بتساؤلِ " ليكُ ثارَ معاهمْ " نفى برأسهِ واستقامَ وقالَ بعدَ أنْ وضعَ يديهِ في جيوبِ بنطالهِ " ابنهمْ دايقْ أختي في شغلها " ثمَ استرسلتْ بنضراتِ حادة " سميَ على نفسهِ لما فكرَ يقربُ منها ، بكرةٍ تسمعُ أخبارهُ " ابتسمَ جاويدْ وقالَ " ربنا يرحمهُ ، مشٌ هيَ هيسلمْ منْ تحتِ أيدكَ " أشاحَ لهُ بيدهِ وغادرَ
*****************************************************
في منزل راسخ كان يجتمع رفقة ولده وزوجته وأبنت أخته يناقشون مواضيع الشَّركة زفر فارس بضيق قبل أن يقول " بنت يامن مشُّ عايزة تقبل بالشَّراكة " حدَّق به والده بينما والدته قالت بضيق " ما أنا قولتلك رطب لسانك معها وهي تميل وحَّدها وتتجوزك " ابتسم ساخرًا بعد تذكُّره ردَّت فعلها وقال بلؤم " دا أنا لو آخر واحد في الدُّنيا ما تعبرني " زفر والده وقال - بجدِّيَّة - " كلّ واحد يركِّز في شغله ، وبالنِّسبة لمجلس الإدارة هاجر تتكلَّف بيه وهي اللَّيُّ تدير حتَّى أسهم صابرة " أومأت له أبَّنت أخته وقالت " طبعًا أنا بتشرُّف يا عمِّي " أومأ لها وغادر مكتبه من ثمَّ تبعه فارس ، بينما نضرة هاجر إلى زوجة عمِّها وقالت بابتسامة عريضة " طلعتي قدُّها يا مرَّات عمِّي " أومأت لها وقالت - بجدِّيَّة - " أنا أدِّيتك أسهم المرحومة ، ومنصب كمان ، وأنت كونيّ قد الثِّقة " أومأت لها واستقامت ثمَّ قالت " ماتخافيش أنا قدُّها وقدود ، وزمرُّد عمرها ما هتاخد حاجة منِّنا " نضرت لها مياسين وقالت " خليكي في شغلك وزمرُّد أنا كفيلة بيه " أومأت لها قبل أن تخرج بينما مياسين كانت تفكِّر كيف يمكن أن تستفيد من زمرُّد دون أنَّ تأخَّد ميراثها
*****************************************************
ضلتْ صابرةُ اليومِ بطولةً تشرفُ على دلالْ زمردِ التي كانتْ تتذمرُ منْ لسعِ الشمعِ على جسدها وتصرخُ ، بالكادِ كانوا يمسكونها لتكمل مراحلَ تجميلها ، زفرتْ بضجرٍ منْ تلكَ الكوافير التي تحاولُ تسريحَ شعرها وصرختْ بضيقٍ بعدَ أنْ جدتْ شعرها بنفورِ " حرقتيني " أغمضتْ تلكَ العاملةِ عيونها وتمنتْ فعلاً لوْ أحرقتها أوْ تجدبها منْ شعرها وتبرحها ضربات ، بينما أشارتْ لها صابرةُ أنْ تكملَ وهيَ ستكافئها على صبرها معاها ، نضرةً إلى زمردٍ وقالتْ بتهديدِ " ما تتهادينَ يا بنت ، منْ الصبحِ عمالهُ تشتمي في البناتِ " حدقتْ بها بدموعٍ وقالتْ " مش متعودةٍ على نظافةٍ سبيني معفنهْ " ثمَ نضرةٌ إلى تلكَ العاملةِ التي تلمعُ أسافر قدماها وقالتْ " منْ الصبحِ عمالةً توجعُ فيا وأنا ساكتةٌ " نضرةٌ لها صابرةُ بغيضٌ وكمْ أرادتْ أنْ تجدَ بها منْ شعرها تخرجَ بها كلُ تلكَ الطاقةِ السلبيةِ التي أحدثتها منْ أفعالها ، لكنها حاولتْ الهدوءَ فالأخرى ترغب بسببِ واحدٍ فقطْ لتقومَ وتصرفِ الجميعِ ، ابتسمتْ لها مجبرةً وقالتْ بعدَ أنْ ربتتْ عليها " مشُ عايزة يوسفْ يحبكُ " أومأتْ لها بلهفةِ فقالتْ صابرةُ بابتسامةِ عريضةٍ " يبقى اصبري " حدقتْ بها بغيضٌ قبلَ أنْ توافقَ
ما أنَّ حلَّ الضَّلَّام حتَّى كانت قد انتهت أعمال سيِّدات التَّجميل وضلَّت فقط صابرة تجرِّب الملابس على زمرُّد زفرت بغيض بينما تنتظرها والأخرى بداخل الحمَّام بعد أن عارضة أنَّ تغيُّر ملابسها أمامها دقَّت صابرة الباب وقالت بصوت عال " حرام عليك يا زمرُّد كلِّ دا لبس " جاءها صوتها المعترض " أنت سافلة ، دا قصير " ثمَّ تمتمت بمكر " بس هيعجب يوسف " انتفضت أثر سباب صابرة اللَّاذع لها بعد أن نفد صبرها من دلال الأخرى ، فتحت زمرُّد الباب وخرجت تخطَّوا ببطيء حدَّقت بها صابرة من بداية قدميها الَّتي زيَّنها حداء أبيض ذو كعب عال لتظهر قدماها ذات البشرة الخمريَّة المائلة للسُّمرة ، وصولاً إلى فستانها الزُّهريِّ الفاتح الفاتن الَّذي يبدأ من بعد ركبتها يتَّسع قليلاً وصول إلى خصرها يلتصق به يحدِّده بدقَّة ويشدُّ جسدها الَّذي يضخُّ بالنُّوتة الفتَّاكة ، إلى كتفها الَّذي زيَّنته حمَّالات الفستان العريضة ، ونهاية شعرها العسليِّ ، حدَّقت بها صابرة مندهشةً من جمال وجَّهها الفاتن وعيونها بعد أن أزالت العدسات اللَّاصقة ، الَّتي زادها الكحل فتنه وأحمر شفاهها القاني ، بالفعل تلك الفتاة الخمريَّة فتنةً متنقِّلةً ، أدهشت صابرة بجمالها وجسمها الجذَّاب ، عقدت زمرُّد حاجبها بينما تتفقَّد الفستان وقالت بضيق " مشّ متعوِّدة على الحاجات دي " ثمَّ استرسلت بعد أن وجدت نضرات صابرة متوجِّهة لها " أنَّتي يا ست الحسن روحتي فين ، أنا مشُّ عجباني الحاجات دي "
تحوَّلت دهشة صابرة للغيض من تلك الغبيَّة الَّتي لا تفهم شيئًا في الموضة وقالت بضجر بينما تتفحَّصها بإعجاب " اسكتي أنت آخرك تصلحين العربيَّات " امتغصت ملامح زمرُّد فاسترسلت صابرة بحماس " دا أنت لما تلبُّسي تصاميمي ، هتبقى أجمل من كذا وهيحصل إقبال على الماركة والمتجار بتاعي " زفرت زمرُّد بضيق وقالت بعدم رضى " همِّك على نجاحك " ثمَّ استرسلت بعد أن رفعت سبَّابتها بوجهها " ادَّعى ربُّنا أعجب أخوك ، يا قسمًا باللَّه مفتاح العربيَّات إلى بغير به العجلات ، هفتح بيه مخُّك " ثمَّ استرسلت بإمتغاص بعد أن نضرة إلى انعكاسها في المرأة " ما أنا مشُّ هصبر على كلِّ الإهانة اللَّيُّ شوفتها من غيَّر نتيجةً من الصُّبح قاعدين يحرقونني ويقرصونني من الشَّمع " كانت ترغب بإيجابيَّتها وتأخذ بثأرها من تلك الهوجاء الغبيَّة الَّتي كلُّ همِّها الحاليِّ يوسف ، ولا تفكِّر بشيء آخر ، نضرت لها زمرُّد بضيق لأنَّها أوَّل مرَّة ترتدي تلك الملابس أو تضع مساحيق التَّجميل غير آلة التَّعديب الَّتي ترتديها بقدميها ، تشبت بيد صابرة وقالت بضجر " ساعديني أمشي الحاجة اللَّيَّ في رجلي وجعاني " أمسكتها صابرة بنفاد صبر وقالت ساخرةً " سوقيَّةً يا حببتي " كانت زمرُّد تعرُّج في مشيتها وبالكاد تعتدل حتَّى لا تسقط وقالت بغيض " كلّك زوق "
↚
في بهو المنزل جلس يامن يلعب مع يوسف ابن سناء الَّذي كان سعيدًا بالجوِّ العائليِّ ، دخلت سناء بعد يوم متعب من العمل وحملته عن يامن تحتضنه وتشمُّ عبير عطره وقالت بامتنان بعد أن نضرت إلى يامن " شكرًا ليك بتعبك معايا " نفى برأسه وقال " عيب يا ابنتي دا زيِّ ابني ، كفاية أنَّه اسمه من اسم ابني "
ابتسمت له بهدوء قبل أنَّ تلاحض نزول صابرة الَّتي تسند زمرُّد ، حدَّقت بها مندهشة وصفَّرت دون وعي وقالت بغزل " العب يا زيزوا "
كادت أن تسقط زمرُّد لولا أن أمسكتها صابرة " تفتُّ في داخل ملابسها وقالت بخوف من الحسد " أعود باللَّه يا بنتي ، عينك كان ممكن تقتلني " ما أن أكملت نزول الدَّرج حتَّى تركتها صابرة وقالت بغيض " أبوا شكلك " حدَّقت بها بضيق قبل أن تقول سناء " إيه الجمال دا ؟ ! " ثمَّ استرسل يامن بعد أن استقام ليساعدها " ما شاء اللَّه يا بنتي بدر منوَّر " ابتسمت له وقالت بدلال " أنت اللَّيُّ عينك حلوةً يا منمن ، مشُّ زيّ عيَّن بنتك والدُّبَّة دي " " أنا دبَّة " قالها سناء باستنكار لم تهتم زمرُّد لردِّ فعلها وجلست تستريح من حدائها ، ابتسم يامن وقال بحنان " ليَّه تاعبة نفسك ! " ابتسمت له تكدب ما يقرؤه عيونها وقالت " تغيُّر " حدَّق بها ساخرًا قبل أن تجلس سناء برفقتهم وهتفت " بس بجدِّ يا زمرُّد أنت حلوة " وضعت يدها تسندها خدَّها وشرَّدت قليلاً وتمتمت بهم " ياريته ينفع " نضرت صابرة إلى والدها وقالت بعد أن احتدَّ الجوع عليها " يوسف هيتاخر " كاد أن يجيبها حتَّى وجدته يدلف من الباب ، نهضت زمرُّد من مكانها وحدَّقت به بلهفة وزادت عليه " يوسف " لم تنتبه إلى كعبها العالي الَّذي ترتديها وهي تخطَّوا نحوه بسرعة فسقطت على وجهها في الأرض ، صدح صوت ضحك سناء وصابرةً بينما يامن مسح على وجهه بيأس منها وقال بغيض " مدلوقة "
أسرعَ يوسفْ نحوها بينما هيَ كانتْ تتألمُ إثرَ السقطةِ انحدرَ إلى مستواها وساعدها لتقفَ مجددا وقالَ باستفهامِ " إيهْ الليِ عملتيهِ في نفسكَ " حدقتْ بهِ زمردُ بحدةِ ورمتْ حذاءها العاليَ منْ على قدميها بعيدا وأشارتْ إلى صابرةَ وقالتْ " كلهُ منها " ابتسمَ يوسفْ على حالها وقالَ بهدوءِ " جميلةً يا زمردُ مشٍ محتاجةٍ تعملي كدهُ " مطتْ شفتيها وقالتْ " أنتَ قولتْ الصبحَ إنهُ أنا عندي شنبْ ، قومتْ شلتهُ " كتمَ ضحكتهِ عليها وقالَ بعدَ أنْ جدبها معهُ ، أجلسها برفقِ ثمَ توجهَ يجلسُ بجانبِ والدهِ ، حدقتْ زمردَ بضيقٍ في سناءْ وصابرةً اللتانِ - بالكادِ - يحاولانِ الصمودُ ولا يضحكنَ بصوتٍ مرتفعٍ ، زفرتْ بحنقِ ثمَ مدتْ يدها إلى جبينها تتفحصهُ - بلطفٍ - وتمتمتْ " ربنا ياخدكْ يا صابرةُ " ابتسمَ يوسفْ بعدَ أنْ سلمَ على والدهِ وقالَ بهدوءِ بعدَ أنْ نضرَ لها " مالكُ يا زمردُ " لوتْ ثغرها بمللٍ وقالتْ " مش ماليٍ " لأحضّ يوسفْ غضبها لمْ يردْ الضغطُ عليها وقالَ بهدوءِ " بلاشِ تلبسي عالي تانْ " " كلهُ منْ أختكَ " قالتها بحدهِ دخلتْ الخادمةُ تحملَ الوردِ وعلبةٍ منْ الشكولاتةِ ، استقامتْ زمردَ وأخدتهمْ منها بسرعةِ ثمَ عادتْ ووضعتهمْ على الطاولةِ كانَ الجميعُ ينظرُ لها بغرابةٍ ، جلستْ بعدَ دالكَ وقالتْ - بجديةٍ - " عمي يامنْ أنتَ زيُ أبويا وحبيبي وتعرفني كويسْ ، يشرفني أطلبُ إيدْ ابنكَ ليا بعدَ إذنِ حضرتكَ " حالةَ صمتٍ علتْ المكانَ الكلَ يناضرها مندهشا لأيصدقْ ما خرجَ منْ فمها ، فجأةُ على صوتِ ضحكِ صابرةَ اتبعها سناءْ وكدالكْ يوسفْ ويامنْ ، أيُ فتاةِ هذهِ غيرُ متوقعةٍ نضرٍ لها يامنْ ساخطا وقالَ " لازمٌ اسألْ عليكَ الأولُ " نفتْ برأسها وقالتْ - بجديةٍ - " واللهُ أخطفهُ ما تشوفهُ ثاني "
رفع يوسف حاجبه بينما كان يامن ساخطًا على أفعالها فاسترسلت موضِّحةً " أنا لا محتاجةً مهر ولا شقَّةً ، أنا هقعد هنا وأوضه يوسف جاهزة دولابه ونقسِّمه وحاجتي أخدها أوضته ، ويا دار ما دخلك شر هما ورقتين يجِّي المادُّون ويكتبهم وخلصنا لا محتاجةً فرح ولا غيره " كلُّ ما حاول أحدهم استوعبا صدمة كانت تقذفهم بأخرى أثقل منها ، لجَّمت ألسنتهم جميعًا ، نضرةً إلى يوسف من تمَّ حوَّلت نضرها
إلى يأمنُ وقالتْ بجديةِ " موافقٌ " كانَ يفكرُ بما يجيبُ تلكَ المختلةِ حتى قالَ يوسفْ لأبيهِ ساخرا " حرام عليكَ اديني ليها ، أنا خايفْ تلبسني في حاجةٍ " زفرَ يامنْ وقالَ بغيضٌ بعدما تبسمَ مجبرا " طالما أنتَ بنتُ البيتِ ، أنا موافقٌ " تهللُ الفرحَ إلى فؤادها وقالتْ بسعادةِ " أيوة كدهُ " ثمَ حدقتْ إلى يوسفْ وقالتْ بتحدٍ " قولتلكْ هطلبكْ منْ يأمنُ وأنتَ قولتْ مشَ هقدرْ " نفى برأسهِ ساخطا ومنبهرا منْ جنونِ غزالة وقالَ بمكرٍ يشاكسها " بسْ نسيتُ الدبلْ يا زيدانْ " ابتسمتْ باتساعِ وهيَ تقولُ بعدَ أنْ أخرجتْ علبةً منْ جدعها العلويّ " دي تفوتني " كلُ ما قالَ الجميعَ لمْ يعدْ ما يدهشُ تدهشهمْ أكثرَ وهتفتْ بعدَ أنْ فتحتها " يلا لبسني " تنهدُ مغلوبا منها ومنْ إصرارها إلا أنهُ وضعُ يدهِ بجيبِ سترتهِ الداخليَ وأخرجا خاتما ذهبيا مخصصا لها ، حدقتْ بهِ باستفهامٍ ، تقدمُ منها وجتىْ على قدميهِ وجدبَ يدها وهيَ تحدقُ بهِ مستغربةٌ ثمَ قالَ بهدوءِ " ياستي كنتَ ناوي أطلبكُ فعلاً ، بسْ أعملُ إيهْ أنتَ متسرعةٌ " هزتْ كتفيها وقالتْ بتلقائيةٍ " أحسنَ ما تجيْ وحدةً تخطفكَ " حدقَ في عيونها وقالَ بصدقٍ نابعٍ منْ ثنايا قلبهِ " بحبكَ يا زمردٌ ، بعشقِ عينكَ يا غزالْ ، ولا يمكنُ يومَ اشوفْ غيركَ اطمني " ثمَ استرسلَ بجديةٍ " وزيِ ما أنتَ عايزة هجيبْ بكرةِ مأذونٍ وتبقي زوجتي قدامَ الناسِ وربنا " نفتْ باعتراضِ " ليهِ مشَ دلوقتي " تنهدَ وقالَ " عشانِ ليلُ يا فهيمة " اتبعَ كلماتهِ ضربَ جبينها بخفةٍ ثمَ استقامَ وعادَ إلى مكانهِ " ابتسمتْ بعبوسِ فاسترسلَ يوسفْ " بكرةٍ في حفلةٍ في بيتٍ راسخٍ وأحنا معزومينْ " حدقتْ بهِ زمردٌ بنضراتِ علمها جيدا دالكَ الكرةَ الذي تكنهُ لوالدها ، سريعا ما قالَ يوسفْ بحدةِ " طبعا مستحيلاً تمشي "
عقدت حواجبها وقالت بضيق " ليِّه ؟ ! " " زمرُّد " قالها يوسف بصرامة فإمتغصت ملامح وجهها واستقامت غاضبةً تدبدب قدماها الحافية بالأرض ثمَّ استدارت وقالت بلؤم " ما تنساش المؤدُّون بكرة " ابتسم بخفَّة على أفعالها بينما ما أن وصلت إلى غرفتها حتَّى أوصدت الباب جيِّدًا وابتسمت بمكر بعد أن جلست على سريرها " هعملك أحلى حفلةً يا راسخ ، دا وعد من زمرُّد " بالأسفل عيون يوسف كانت لاتزال معلَّقةً على أثرها ، نضر له والده وقال بتساؤل " في إيه يا يوسف ؟ ! ليُّه مشَّ عايزها تمشي " نضر إلى والده وقال بغلب " زمرُّد هتنتقم من أبوها ، لو راحت بكره هتفضحه " نفى برأسه وقال " زمرُّد طيبة " ابتسم ابنه وقال شاردًا بعد أن أعاد نظراته إلى الدَّرج " بس بيئتها سيِّئةً ، ودًّا كافي أنَّها تنتقم من راسخ ، يمكن تبقَّى نسخةً أسوأ من راسخ نفسه "
إستيقضت زمرد صباحا على اشعت الشمس ، تأففت بضيق قبل أن تغسل وجهها ثم إعتدلت جالسه ،ابتسمت بعد أن تدكرت أن اليوم سوف يعقد قرانها على يوسف ، استقامت بنشاطة وهمة وتحركة الى غرفته بسرعة ،فتحت بابها ،كان لايزال نائما بعمق ، ابتسمت و اقتربت من فراشه وجلست بجانبه، عبست بوجهها وهي تتأمل ملامحه الرجولية الهادئة والمهلكة ،تنفست بعمق قبل أن تضع يدها على شعره تعبت به ،مما جعله ينزعج ،امتغصت ملامح وجهه وفتح عيونه ببطئ ،ما ان لمحها حتى اعتدل جالسا وقال بعد أن تتاتب ومسح على عيونه " بتعملي ايه هنا يا بنت المجانين"
هزت كتفيها وقالت بملل " يلا قوم وراك مأذون تجيبه "
مسح على وجهه ساخطا وقال " يا حبيبتي الساعة خمسه الصبح ،روحي نامي " ثم استرسل غاضبا " يطلع الفجر وأجيب ام المأذون اللى عايزاه "
ابتسمت قائلة طب مش انت محامي ، أومأ لها مستغربا وقال " فعلا "
غمزت له " تعالى نضرب ورقتين عرفي " حدق بها وركز في عيونها مرددا بعد أن عاد للنوم وشد الغطاء عليه " اطلعي برة "
ابتسمت على إغاضته ، واستقامت مغادرة الى غرفتها ، جمعت أشيائها وملابسها وعادت الى غرفته ،أزاحت الستائر مما جعله يكاد ينفجر بعد أن أزعجته بنور الشمس ، زفر بغيض منها ومن أفعالها قبل أن يستقيم من مكانه ،وغادر الى غرفة أخرى يكمل نومه وتركها حتى لا يجن.
↚
كانت سعيدة من ردة فعله وما تفعله به، تمتمت بخفة "ألوي عليك أنت الأول وبعدها أشوف شغلي مع راسخ"
ما أن أشرقت الشمس جيدا وحل ظهر اليوم حتى فعل أتى كاتب العدل، جلس يوسف رفقة والده وصديقه جاويد في بهو المنزل يتحادثون بينما ينتظرون نزولها
ابتسمت زمرد وهي تنظر إلى نفسها في المرأة ترتدي فستانا أبيض رقيقا وراقيا يغطي كل جسدها، وتسريحة شعرها الهادئة وتجميلها البسيط وحلقاتها البلورية التي زادتها أنوثة ، ابتسمت صابرة بينما تنظر إلى انعكاس زمرد من ثم وضعت تاجا بسيطا على شعرها وقالت بانبهار "ما شاء الله يا زمرد قمر"
ابتسمت بثقة وأردفت دون اهتمام "يلا أنا محتاجة أنزل لعريسي"
ضربتها سناء بخفة على كتفها وقالت بغيض "ما تهدي إيه الخفة دي؟!"
ابتسمت لها وقالت بملل "أنت مالك أنا بحبه ومحتاجة أبقى خفيفة عليه"
زفرت الاثنتان بسخط منها لن يجدي الحديث معها نفعا من ثم أردفت صابرة بعد أن نفد صبرها "تعالي ياختي عشان تشوفي عريسك"
أومأت لها ورافقتاها للأسفل، ابتسم يوسف على حديث والده وتوصيته له على زمرد من أي أذى، ابتسم بعد أن علق عيونه عليها بينما تنزل أبهرته أناقتها وجمالها الهادء، ما أن نزلت الدرج حتى استقام وتقدم منها، ظهر خجلها أخيرا وتخصبت وجنتيها بحمرة جميلة، نضراته المحبه لها تجعلها مثل فراشة تحلق في عنان السماء ، أشار لها أن تجلس اومأت برقة وتقدمت قبله
جلست وجلس بجانبها ، نظرت إلى جاويد و احتدت عيونها ، لم تظهر له نظراتها الشرسة، بل أخفتها تم جدبت قليلا من سترة يوسف بخفة كي ثائر انتباهه، نضر لها باستفهام فقالت بضيق "الحنش دا جاي ليه في يوم فرحي"
حدق يوسف بجاويد ثم أعاد نضره لها ورد بهدوء "صاحبي و شاهد"
امتغصت ملامح وجهها ورددت بصوت مستهزء مضحك "المغتصب دا صاحبك" ثم استرسلت متوعدة "وديني لاربيه هو كمان، اصبر عليا بس"
زفر يوسف من أفعالها يعلم أنها ليست بريئة وما تخطط له لا يعلمه إلا الله، إلا أنها في الأخير حبيبته ومعذبة قلبه ليس بيده حيلة غير مسايرتها، لاحظت شروده وقالت بغيض "روحت فين أنت كمان؟!"
لم يحبها بل حول نظراته إلى المأذون وقال ساخطا "أكتب قبل ما أغير رأيي اللي محافظ عليه سنين"
افتعلت حركة متوعدة بشفتيها وصمتت، بدا كاتب العدل بعقد قرانهما، وما أن انتهى حتى أعلنهم زوجا وزوجة، زفرت زمرد مطولا كأنها انتهت من تنفيد مهمة خطيرة
نضر لها يوسف وقال بهدوء "تعالى نتكلم لوحدنا" أومأت له ورافقته. نضر جاويد إلى سناء التي طوال الوقت كانت تراعي ابنها، اقترب منها قليلا وجلس بجانبها، استقام يامن بعد أن شعر برغبة جاويد في الكلام مع سناء وأشار إلى ابنته، وما هي إلى ثوان حتى غادر كل منها
استنشقت عطره منذ أن جلس بجانبها وحاولت تجاهله، شعر جاويد بنفورها منه وحاول تلطيف الجو قبل أن يحادثها وقال "عاملة إيه؟!"
لم ترد عليه ثم استقامت وحملت ابنها كي تغادر، زفر مطولا قبل أن يستقيم وقال بهدوء محاولا استمالتها "سناء، لازم نتكلم"
التفت له محدقتا به باستهزاء مردفه "أنا وأنت مش بنا كلام"
أومأ لها واسترسل "بس بنا ولد، لازم يفهم أنه أنا أبوه"
ابتسامة ساخرة شقت تغرها وقالت دون مبالاة "لامش عنده أب، أبوه مات زمان"
هتف دون وعي منه "أنا لسه عايش"
حدقت بعيونه بقوة وتحجرت الدموع بها تتذكر ذكراها الاليمة
إستيقضت نشيطة و رحلت رفقة والدتها الى الطبيبة، التي أخبرت والدتها بحملها، تلك الطفلة لم تستوعب كلمة حمل كل ما شعرت به بعد دالك فقط الألم الذي أحاط بها من ضرب والدتها وعويلها وندبها أنها جلبت العار لعائلتها وألحقتهم يالخطيئة، تورم وجهها اثر ضرب والدتها لها في المستشفى، وهربت من تحت يديها بعد عناء طويل من إبعاد الممرضين لها، ركضت بأقصى ما لديها تبكي ودماء خربشات والدتها تضهر على وجهها.
وقفت أمام دالك الكوخ الذي كان بيت أسرارهم وشهد كل ما حدث بينهم، فتحت بابه ويدها ترتجيه، ،تكتم آهاتها بيدها الأخرى، دخلت وأقفلت عليها تنتظره بعد أن وعدها أنه سوف يعود، مرة تلاته أيام وهي في داخل الكوخ تموت جوعا وعطشا، تنتظره أن يأتي لعله يحميها منهم، خروجها من هنا هو موت محقق بالنسبة لها
سمعت صوت قبضة الباب تفتح زاغت أعينها الخائفة، تحاول بعت الطمأنينة في قلبها أن حبيبها قد عاد لأجلها، اقتربت من الباب الذي فتح وظهر منه شيخ الجامع، نضرا إلى حالتها مشفقا عليها وقال بهدوء بينما يتفقد المكان إن كان أحدهم قادما "يلا يا ابنتي اهربي من هنا"
نفت برأسها تبكي خوفا وقالت "جلال هيجي ويحميني"
كم أشفق على براءتها وصغر سنها، هي لاتعلم أن جاويد قد أوقعها في فخه وباتت مطلوبة ميتة، تصفية لخطيئتها لكنه كان ملزما أن ينقدها يعلم إن وقعت بين يدي عائلتها سوف يقومون بدفنها حيه، خرج صوته الجاد بعد مدة من التفكير وقال "اسمعي يا سناء، جاويد سافر وعمره ما هيرجع، دلوقتي لازم تهربي أهلك هيقتلوكي"
نفت برأسها غير مصدقة لكلامه وقالت "جلال مستحيل يعمل كذا هو بحبني"
زفر بعد أن سمع صوت يقترب منه وجدبها بقوة، كانت تحاول نفض يدها عنه الى انه أجبرها على أن تمشي خلفه الى أرض القمح الصفراء جدبها لتجلس وجلس هو ايضا لتخفيهم السنابل الصفراء كادت أن تتكلم فأشار إلى الكوخ وهمس "شوفي بعينك" بالفعل أهل القرية قاموا بإحراق الكوخ على أساس وجودها فيها
شرارات النيران التي انعكسهت في بؤبئها انارت لها حقيقة ما كان سيحدث لها، نضر لها وقال بصرامه "أنا انقدتك، دلوقتي أهربي عشان الكل هيفتكر انك مية واياكي ترجعيي"
اومأت له دون وعي، غادر وتركها، كانت تنضر الى تلك النيران التي تأكل الكوخ وتلتهمه ونيران قلبها تأكلها من الداخل بأبشع طريقة
استفاقت من ذكرياتنا التي احيت عليها معاناتها وطفولتها الضائعة وأشعلت حقدها عليه، اقتربت منه ومع كل خطوة تتدكر كيف تشردت في الشارع ليلا دون مأوى أو ملجأ دون طعام او شراب، تسير فقط متل التائهة ومصيبتها ان هناك طفل في بطنها، جمعت غلها منه و بصقة في وجهه، صدمته من فعلتها واسترسلت هي مثل القطة الشرسه "إنت أحقر وأسوء إنسانا عرفته، تركت قاصرا حاملا منك وهربت، انتقمت لعيلتك فيا، دا انا كنت هيبقى ميتة محروقة أنا والولد اللى جاي تقول إنه ابنك"
أغمض عيونه من قسوة كلماتها يعلم أنه مخطئ ومذنب وأنه إنسان غير صالح لكن مهما حصل هي لا تزال حية والطفل أيضا حاول الهدوء وقال \"أنا فاهم انه كرهتني ودا حقك، بس ابني لازم يتكتب على اسمي"
"لا يا راجل" قالتها بسخرية ثم استرسلت بحده "يوم ما أموت تعالى اكتبه على اسمك" تركته بعد كلماتها الأخيرة مما جعله يجر اديال الخيبة مرة أخرى ، الا أنه عزم على عدم الاستسلام بسهولة سيحاول مرة واثنين والف حتى تهدأ وتعود اليه
في حديقة المنزل دالك العاشق الذي لم يصدق انها بين يده ضل يحتضنها كأنها سوف تهرب منه، ابتسمت زمرد على تعلقه بها وهمست بعد أن ربتت على ضهره "يوسف"
قبل خدها من شدة عشقه لها وعيونه لاتفارق عيونها و يداه مشبكة بيديها، ابتسمت على حنانه واسترسلت بصوت مكسور "طول عمرك أحن واحد علي" مرر إبهامه على خدها وقال بحنان"أنتي مهمة عندي يا زمرد" ثم استرسل بجدية "كنت محتاج أكلمك في حاجات ثانية"
قلبت عيونها تعلم ما الذي سوف يقوله وهي بالأساس لاتبالي له أو لتفكيره ما تريده سوف تفعله، قرأ تلك الأشياء بسهولة من نضرات عيونها التي زاغت وجدب كف يدها يحتضنه وقبله بهدوء وقال "ربنا موجود هيأخذ حق صابرة، بلاش تبقي حاقدة على راسخ"
فجأة تلك العاشقة الهائمة اختفت وتلك العيون المحبة تغيرت بأخرى حقودة وقالت بضيق "يوسف اللي بيني وبين راسخ ومراته وربنا لا رحمتهم عليه" ثم استرسلت بعد أن لفت يديها على رقبته وغمزت له بدلال "أنت يا حبيبي سيبك معيا أنا"
نضر لها مدة وقال مشككا من حركاتها "أنت ناوية على إيه ؟!"
مطت شفتيها بملل وقالت "ولا حاجة"
رفع حاجبه غير واثقا بها أبدا وأعاد سؤاله بصيغة أخرى "زمرد أنا حافظك وأنت طفلة، أنا خايف عليكي"
↚
ابتسمت له وقالت بثقة عالية "مش لازم تخاف عليا، لازما تخاف عليهم مني"
ضحك رغما عنه وقبل رأسها وابتعد يحدق في وجهها بعد أن أحتضنه بكفيه "مش عايز مشاكل، وحفلة اليوم مش هروحي ليها أقعدي هنا اتسلي انتي وسناء"
أمات برأسها مطيعة له قبل أن يعيد تقبيل كف يدها ويغادر، ابتسمت له بهيام قبل أن تنتفض على صوت صابرة التي كانت خلفها "والله مش مرتاحة ليكي يا زمرد يا بنت صابرة"
حدجتها زمرد بملل وقالت بإستفزاز "عنك ما ترتاحين" زفرت صابرة فهي لاترغب بأن تتشاجر معها وهتفت "انا هطلع محتاجة حاجة من برة" نفت برأسها وابتسمت "سلامتك" اومأت لها وغادرت "
لوت زمرد شدقها وعادت الى الفيلا صعدت الى غرفتها، وجدت سناء تبكي بشده، اقتربت منها مسرعة وقالت بخوف" مالك يا سناء حد زعلك" لم تجبها وضت تبكي، جلست زمرد بجانبها وضلت صامته تنتضر حديث الأخرى، وضعت سناء يديها ثقفل أذنيها وقالت بداخلها من شده الألم "من أي ستعرفون لماذا هربت أنا؟" أغمضت عيونها تحاول الهروب ورددت بداخلها "أريد الهروب؟ أصرخ لكن صوتي لا يخرج، أن أكون مجبرة على عيش هدا سيئ جدا لي، أنا لن أستطيع أن أعود كما كنت في سابق أبدا، معرفة هدا شيئ محزن جدا...!\"
لم تعرف زمرد كيف تواسيها لذلك ربتت على ظهرها بحنان وقالت بقوة \"لازم تحاربي يا سناء، تاخدي حقك، احنا كبرنا من غير أب، الحياة ضربتنا بس لازم نصمد ونوقف مرة ثانيه، عارفة أنه عمره ما كان لينا أب يسندنا، بس كفاية ربنا معانا"
حدقت بها تستقوي من كلماتها وقالت بخفة "عشان لا مافيش أب يحمينا يحصل فينا كل دا"
أومأت لها زمرد واستقامت متوجهة إلى النافدة، وقفت تنظر إلى يامن يحتضن طفلته بحب، لأتعلم لما شعرت بدا لك الجفاف مرة أخرى وقالت ساخرة \"لأن غياب الأب لا يتعافى أبدا\"
أومأت سناء بينما زمرد شعرت لوهلة بالغيرة من صابرة والحنان الذي أرادته من والدها لكنه رفض وجودها
رفع يامن رأسه للأعلى، شعر بنضارتها تلك فأبعد ابنته وربت على شعرها وقائلا "إن شاء الله كله يتحل"
ابتسمت وقبلت يده قائلة "ربنا يديمك ليا يا بابي" اومأ لها وقال "لو محتاجة تموين انا وأخوكي جنبك، او محتاجة شركة ثانية بس شاوري اي حاجة تحت اشارتك"
ضحكت بخفة وقالت "كده أتغر يا منمن" ابتسم لها بحنان وقال "اتغري براحتك انتي ابنتي وروحي" اومأت وغادرت بينما علق نضره على زمرد التي شعرت بمراقبته لها وعادت للداخل
زفرت ونضرت إلى سناء قائلة "كفاية عياط، خدي حقك مش تقعدي تبكي زي المطلقة"
مسحت سناء دموعها وقالت بإستفهام "أعمل ايه؟!"
ابتسمت زمرد بطريقة غير مبشرة وقالت متوعدة "اولا محتاجة اشوف راسخ دا بيني وبينه اثناشر سنة بعدها ولايهمك السافل الى بتعرفيه هاخدلك حقك منه" ابتسمت سناء على تفكيرها وقالت "متأكده" اومأت لها وتوجهت الى خزانتها تبحت بين الفساتين وقالت بعد أن غمرت إلى سناء "أشوف فستان للحفلة" ضحكت سناء من كل قلبها لان زمرد لاتنوي على خير
**************************************************
مساءl كانت حديقة فيلا راسخ مليئة بالأضواء والزينة والناس من الطبقات الراقية والفخمة، بالفعل-هذه المرة تقبل يامن دعوة أخيه وأتى مع عائلته
وقف فارس ووالده وأمه وهاجر أمام طاولات السهرات التركية يتبادلون الأحاديث عن أسهم الشركات، نضر فارس إلى والده وقال بفخر "اليوم ضربت صابرة ضربة مش ممكن توقف بعدها، كل الشركات إلاى يدعمونها انسحبوا" أوما له والده وقال بجدية"خد بالك صابرة لايمكن تسكت، غير يوسف الصبح ضرب أسهم عائلة الكيلاني للأرض عشان سحبوا التمويل من أخته"
ابتسم فارس بثقة يعلم أن يوسف لن يضر بدمائه وقال "يوسف مستحيل ياديني في شغلي عشان أنا من دمه وعائلته"
حدقت به هاجر بتعجرف تعلم أنه ذئب التجارة وجشعه الذي يريد به إمساك السوق بأكمله وقالت "اياك تتغر"
ابتسم ساخرا وقال \ركزي في شغلك" لم ينل رده ارضائها انتبه راسخ إلى دخول يامن رفقت اولاده ،غادر طاولته وتقدم منهم،تقوف يامن ونضر له قائلا بجدية قبل أن يسلم عليه "أنا جيت بس عشان اسم العيلة، غير كذا عمرك ما كنت هتشوف وشي "
اومأ له وقال مبتسما "كفاية علي انك جيت" تقدم منهم فارس والقى السلام ثم نضر إلى صابرة وقال "عاملة ايه زعلت على اللى حصل لشركتك"
ضحكت بداخلها ساخرة، يقتل القتيل ويدهب في جنازته، هل يضن أنها غبية ولا تعلم أنه هو خلة تلك الضربة التي تلقاها في عملها، نضرت له بتقة وقالت "عادي، الشغل كذا مرة يطلع ومرة ينزل، بس ولا يهمك قريبا هاخد السوق مرة وحدة"
شعر بشيئ غريب في كلامها هناك تلميح بالخطر وتهديد لكنه لا يعلمه حاول والده تلطيف الاجواء وقال "كفاية كلام على الشغل يا أولاد، دلوقتي استمتعوا بالحفلة"
أومأ له ابنه ثم أشار راسخ إلى يامن على أن يتقدمه ليريه طاولته، بعد مده كانت الأجواء صاخبة تعم بالموسيقى وتعارف رجال الأعمال وحديتهم فيما بينهم ،بينما الجميع مشغولون دخلت زمرد تتألق في فستان سهرة أحمر طويل له قصة منخفضة من الأعلى وقصة من بداية ركبتها وترتدي كعبا عاليا أحمر وبجانبها سناء التي ترتدي فستان سهرة أزرق قصير ملتصق بجسدها
انتبهت هاجر ومياسين إلى تلكما الزائرتين الغريبتين، غير أناقتهما الراقية ،همست هاجر إلى وياسين "مين دول"
هزت مياسين كتفاها وقالت بجهل واضح "مش عارفة" طالعتهما هاجر بنضرات غير مبشرة وتقدمت منهما، همست سناء بضيق من أفعال زمرد "الله يخربيتك جايين من غير عزومة "
لم تبال لها وقالت بملل "دا بيتي يا سناء، وبعدين فكي شوية واستمتعي الموسيقى حلوة"
امتغصت ملامح سناء من أفعالها بينما توقفت هاجر أمامها وقالت مبتسمة "أهلا"
لم تبال زمرد بينما ردت سناء "أهلا"
حدقت هاجر في زمرد التي كانت تتفحص الحفل كأنها تبحت عن أحد ما وقالت "حضرتك مين أنا مش عارفاكي"
انتبهت لها زمرد وضحكت مجبرة قائلة "هتعرفيني قريب" ثم تجاهلتها ودخلت الى الحفل بينما اتبعتها سناء، حدقت هاجر في أثرها بضيق من معاملتها المتكبرة
ما أن رأها يوسف حتى جن جنونه بداية من جمالها الى فستانها الى غيرته التي نهشته وعيون أغلب الرجال عليها، استقام مسرع واقترب منها قائلا بحدة بعد أن جدبها من ذراعها "ايه اللى بتعمليه؟!اتفقنا على ايه الصبح،؟!غير ايه الفستان الى مش ساتر حاجة؟!"
مطت شفتيها بملل وقالت "شوف يا حبيبي الفستان أختك اللى جابته، يعني زعق لها هي" ثم استرسلت بملامح طفولية "وحشتني وجيت أشوفك"
مسح على وجهه ساخط منها ومن أفعالها ونزع سترته بضيق والبسها لها قائلا بحدة "تبقي جنبي، سامعة ولا حركة"
اومأت له مثل البريئة من ثم اقتربت من طاولة يامن تقف بجانبه بينما استرسلت سناء حديتها بينما تخطوا بجانب يوسف "أنا نصحتها بس هي" تنهد مطولا وقال "عارف عنيدة"
كانت تضحك على رد فعل صابرة التي فعلا لم تصدق انها قد ارتدت الملابس ونصقتها وصففت شعرها بنفسها، وضع يوسف يده على خصرها بعد أن لاحض اقتراب مياسين وهمس قرب أذنها "بلاش اي تصرف تندمي عليه" ابتسمت له بعد أن القت مياسين التحية عليهم ثم سالت يوسف عليها، الدي أجابها أنها زوجته كانت نضرات زمرد ترى ماضيها لا غير، احتدت نضراتها ترى عدوتها أمامها من حرمت أمها من الحب ومن الرحمه ، تلك من كانت اول سبب في وفاة والدتها
فجأة عم الصمت بعد أن جدب يامن انتباههم متحدثا بواسطة المايكروفون وقال "اهلا بالجميع، انا سعيد لتواجدكم عشان نخلد الدكرى السبعين للسلسلة شركات اللذاع" صفق الجميع بينما زمرد كانت تحدق فيه بحده كم هو منافق لقد رمى ابنته والان يمثل من أجل مصالحه "استرسل حديثه وقال" طبعا الكل عارف ان احنا علية شركاء مع بعض واليوم عايز أعلن عن شريكة جديد للمجموعة، هاجر سليم رسلان بنت أختي اللى هتدير أسهم المرحومة زوجتي صابرة، وهي الى هتدير شركتها وتعاملكم هيبقى معها "صفق الحضور وكدالك هاجر التي تقدمت سعيدة الى المنصة لتلقي كلمتها، كانت اعين يامن ويوسف على زمرد التي احتدت عيونها تلجم غضبها وقبل أن تتكلم هاجر نفضت زمرد يدها من يد يوسف الذي كان يضغط عليها محاولا مواساتها وقالت بصوت عال" والله كان حق أمك عشان تمسكيه "
↚
حدق الجميع إلى مصدر الصوت وكدلك راسخ وهاجر بينما استرسلت زمرد بحدة إلى يوسف" سبني "نفضت يدها مرة أخرى بعد أن جدبها وتقدمت إلى المنصة متجهة إلى راسخ وهاجر وقالت" عايز تديها حق صابرة إلى قتلتها بإيدك يا راسخ بيه " صدم من كلامها واتسعت حدقتينه لكنها ضحكت بأعلى صوتها وقالت ساخرة "عيب دا حتى بنتها ليه موجودة" ثم استرسلت بصوت حقود " آه لا نسيت مشا أنت كنت طردتها وهي صغيرة"حدق بها مدهولا وكدلك هاجر وفارس الذي كان غاضبا من تشويه سمعتهم في ضل وجود الصحافة التي توثق كل حدث وهدا ومايحدت هو طبق دسم لها سوف يحتلون به الصفحة الأولى من فضائح رجال الاعمال ، لكن تلك الخبيثة زمرد لم تترك لهم مجالا وقالت بلؤم وهي تهمس إلى راسخ " شوف ههد ازاي كل حاجة فوق دماغك" ثم حدقت بالناس واسترسلت بقوة وتتقة تخللت في صوتها "أهلا يا جماعة المنافقين، المهم أنا أصلا معدتي بتقلب لما اشوف أشكالكم ، بس أعمل ايه بابا واحد من الأشكال دي " ثم استرسلت بعبوس "لا طبعا انتم مش عارفين ان راسخ ليه بنت من المرحومه صابرة و هو اللى قتلها وطرد بنتها طفلة صغيرة قاصر في نص الليالي ودلوقتي جاي ياكل حق امي اللى دمها في ايده ويديه للقردة بنت أخته" ثم وجهت نضربها الى هاجر وهتفت بشراسه "احلمي يا بنت سلمى الشحاته حق امي طول عمره ليا ولا حد هياخده" أعادت زمرد نضربها الى الحضور و ضحكت قائلة" ليه ساكتين يلا صفق انت وهو دا أنا حتى عملت ليكم حس بدل الصمت الرهيب اللى كنتم عايشين فيه " ثم ابتسمت بخبت وهي تنضر الى طاولة الطعام الطويلة، صعدت فوقها وبدأت بركل كل الأكل والاطباق من عليها الى الارض وهتفت بينما تضحك\ أنا اصلا مش محتاجة اشرح كل دا لحد فيكم، بس يلا افرجكم شويه من حقيقة راسخ وعيلته الوسخة "ثم استرسلت بتوضيح أكتر \" المهم أخير عشان تعرفوا أنا ،يشرفني اقدم لكم نفسي ، أنا بنت صابرة زمرد ثم أشارت إلى يوسف الذي وجد نفسه بالكاد يستطيع كتم ضحكته ويصفق لها ، دا حبيبي يوسف بعتت له قبلة في الهواء وقالت "وجوزي كمان" ثم قفزت من على الطاولة للارض وتقدمت نحوه قائلة بإبتسامة متسعة "قلب حبيبتك كنت مخنوقة ودلوقتي طلعت الى جوايا" ابتسم بغلب قبل أن تجده يجدبها خلف ظهره بعد أن شاهد قدوم فارس الغاضب الذي صرخ بها "هقتلك"
دفعه يوسف بقوة وقال"ايدك اقطعالك يا ابن يامن لو اتمدت على مراتي، ثم استرسل بنبره تهديديه " انت متعصب تروق ونتكلم" ثم التف لها وحملها مثل العروس بعد أن لفت يديها حول رقبته وقال بجدية بعد أن اعاد نضره الى فارس"احنا عرسان جداد ومش محتاج انكد على نفسي" قبلت خده ونضرت إلى فارس تتحداه أن يفعل شيئ وغادر بها يوسف من الفيلا بينما الصحافة تبعتهم، كان راسخ والجميع مصدومين غير الحضور الذين بدأ بالمغادرة وهم يتكلمون على فضيحة راسخ اللذاع، اقترب منه يامن وقال بقسوه عارف ايه أخطر الناس في الدنيا يا راسخ "حدق به صامتا فإسترسل يامن\" اللى عايشين من غير أهل او حب "قال كلماته وغادر رفقت عائلته بينما كان الجميع يحاول استيعاب الصدمة والكارتة والفضيحة التي سوف تضرب أسهم الشركة الى الارض
**************************************************
دخل يوسف إلى المنزل يحملها بين بيده ما أن وصل إلى البهو حتى رماها فوق اقرب الأريكة، ابتسمت بخفة وقالت بعد أن نضرة له "في عريس يرمي عروسته كده"
حددها بنضرات غاضبة جدا مما افتعلت نعم هو أيدها لكن هو غاضب منها وهدر بها "أعاتبك على ملابسك ولا بجاحتك ولا الفضيحة"
نضرة له بهدوء وقالت "أنا عارضة أزياء أتعود على لبس\"
"نعم" قالها مندهشا
أومأت برأسها وقالت بثقة "يوسف أنا فعلا بحبك لكن لازم تقدرني وتقدر أني تحرمت من الحياة ،ودلوقتي بحاول أوقف على رجلي بلاش توقفافي طريقي"
عقد حواجبها من كلماتها الهددة والمحدرة له وقال بتساؤل "أنت عايزة إيه يا زمرد؟!"
أجابته بتصميم وحده "حقي، محتاجة حقي من راسخ وحق امي"
زفر ومسح على وجهه هي لا. تريد التراجع عن فكرة انتقامها وقال "هتنتقمي من نفسك مش ابوكي"
ضحكت ساخرة وحدقت في عيونه بقوة وقالت بشراسه "اب مين الى بتتكلم عنه، أب عمره ما مسك ايدي في حياته، لو حتى مرة وحده، أمي خلفت بنت، لكن بابا عمره مسك ايدك الطفلة دي أبدا" ثم استرسلت بغصة من شدة حرقتها وحزنها \"انا لم أكن طفلة سيئة حقا، لما كنت بتوجع بعيط ساكته، حتى انا مش فاهمة كنت بيكي او لا، عمري كنت بنت سيئة، ليه كنت بنت من غير أب؟ مش فاهمة؟ ليه ابويا بيكرهني دا سؤال تعيبني جدا، انا عشت من غير أب بلاش تحاسبني دلوقتي"
رغما عنه وجد نفسه يحتضنها بقوة يربت على ظهرها برفق وقال بألم "والله حاسس بيكي، وعارف انك ضايعة، بس مش عايزك توجعي قلبك و نفسك"
"دفنت نفسها بأحضانه وأردفت بعد أن اشتد عليها ألم قلبها" سبني اخد حقي، وعد مني لما أخذه هيبقى أحسن"
شعر بكسرتها وحرقتها فاومأ لها موافق وقال" إعملي اللى مرتاحة فيه "
دخل يامن رفقة صابرة وسناء، نضر لها وقال بعد أن أبتسم تعالى هنا، بسرعة إبتعدت عن أحضان يوسف وارتمت داخل احضان يامن، ربت على شعرها مردفا" أحسن حاجة عملتيها، عايزك قوية "
إبتعدت وقالت بهدوء" انت مش زعلان مني "نفى برأسه مردفا" كان لازم حد يعملها من زمان وأنت قدرتي عليها "
ضحكت بخفة فقال بعد أن نضر إلى يوسف" إياك تزعق لابنتي ثاني "ادار يوسف راسه ساخطا من دلال والده لها وقال بعد أن أشار لها" خاف عليا مش عليها، دي زي الحية "
ضحك يامن على تشبيهه لها فقالت زمرد بغيض" انا مش حية ولا سيئة، البيئة اللى عشت فيها وحشه "
اومأ لها يامن وقا" بهزر معاكي "
تأففت بغيض وحدقت به مردفة" احرمه من فلوسك واديهم ليا "
ابتسمت صابرة وقالت بغيض" نصابة "رن هاتفها فجأة، ردت على الاتصال سريعا ما تغيرت معالم وجهها وأقفلت الهاتف، نضر لها والدها وقال بتسائل" مالك يا ابنتي "
ردت عليه شاحبة الوجه" المعمل اللى اشتغلت عليه عشان ينجح اتحرق"
بعد أن نام الجميع على صدمة عودة زمرد، استيقظت عائلة راسخ على فضيحة أكبر مما حذت أمس، في حديقة المنزل تجمع الجميع حول مائدة الإفطار، كان راسخ غاضبا وملامه وجهه متهجمه بينما يتفقد هاتفه و صفحات الجرائد ، ومقاطع الفيديوات والصور المسجلة لزمرد وهي تفضحه أمام الملأ، نضرة له زوجته وقالت غاضبة بعد ما حل عليهم " شوفت فضيحة بنتك، على آخر أيامنا يقينا زي العلكة في بق كل يسوى واللي ما يسواش"
زفر راسخ بضيق وقال "ما أنا شايف كل حاجة،و بفكر في حل"
نضرة هاجر إلى زوجة عمها وقالت بتفكير "حاليا لازم الفضيحة تنتهي، أنا كلمت الصحافة أنهم يشيلوا الخبر"
أومأ لها خالها وقال " زينة العقل ،اشك انهم يشيلوا الفضيحة دي " بينما كان فارس يقترب منهم بينما يتحدث في الهاتف صارخا "تجيب اللى نزل الخبر لحد عندي، عايزه يتمسح يا اما الجريدة بتاعكم همسحها عن الوجود" اقفل الهاتف بوجهه ونضر إلى والده قائلا "انا هحل الموضوع انت بلاش تقلق"
اومأ له فخورا بإبنه الذي صنعه بيده ثم استرسل بتسائل "زمرد حاليا انا محتاجها عشان أختك، مش هقدر اسيبها تموت"
↚
نضر له فارس وقال بتفكير "خلود هلاقي ليها متبرع اما زمرد دي حسابها معايا عسير " ثم استرسل بثقة" وبعدين هي بنتك يعني لازما تحترمنا وهربت من زمان لازم تتعاقب على اللى عملته"
نضر له والده وقالت بتفكير \"بنت صابرة دكية ولعبتها صح، عارفة لو اتجوزت ولا حد هيقدر يكلمها، لفت على يوسف الغبي وهو لانه بحبها اتجوزها وبقى قادر يحميها مني ومنك "
رفع فارس كتفيه وقال بعجرفة"لسه بردوا بنتك واختي ولينا كلمة عليها ولو هي مش متربية انا هربيها"
حدقت به جدته وقالت ساخرة "تربي مين يا فارس، انت فاكر كلامك دا ممكن يمشي مع زمرد، زمرد قوية واتوقع منها توقف في وشك انت وابوك، ولو فاكر ان اللى عملته امبارح هيكفيها لا دي بس قالت لنا انها رجعت وانه الحرب هتقوم عليكم"
حك فارس دقنه وقال بإستفهام "هو ليه هي بتقول انه بابا قتل امها، اللى اعرفه ان امها خانت بابا ولما كشفها انتحرت، وبنتها اتمردت وطلعت من البيت"
نضرت له والدته وقالت بمكر "طالما عارف الحقيقية اهو بنتها سافلة زيها شوف اللي عملته امبارح سابت كل الناس يشمتون فينا"
حدقت بها ام زوجها ساخرة وقالت "والله لو فاكرة زمرد نفسها صابرة تبقي غلطانه يا مياسين " ثم نضرت إلى ابنها بمغزى وقالت "اوعى تنسى خلود حياتها بين ايد زمرد، اللى اصلا ليها ثار معاك" قالت كلماتها وغادرت من أمامهم بينما اردف فارس بحسم "انا هروح أجبها"
نضر له والده وقال بعدم رضى "بلاش تشغل نفسك بيها"
جلس فارس وقال لوالده مستفهما"عايز افهم هي ناوية تاخد حق امها فعلا ،انا لا يمكن اسيبها تعتب الشركه انا تعبت فيها"
زفر راسخ من جشع ولده لكن كلام هاجر صدمهعندما قالت "ممكن تكتب لي حقها وكذا نضمن انها مستحيل تاخده"
تابعت زوجته بتفكير ماكر "فعلا يا راسخ كذا نساوم زمرد تنقد خلود مقابل حقها"
اومأ فارس موافقا وقال بتصميم "غير الحق دا عمرها ما هتاخده، لو جدي كان مصدق امها لحد ما كتب لها، انا مستحيل ادي قرش من فلوسي لبنت حرام"
كان راسخ فقط ينضر اليهم، ربما اعترته الدهشه من الخبث و الجشع الذي ضهر منهم ، لكن هدا فعلا ما زرعه بهم اذن كان وقت حصد ما زرعه فيهم
**************************************************
في بيت يامن وعند غرفة سناء كانت زمرد تكاد تنفجر بعد أن طردها يوسف من غرفته بعد أن ضهر جلدها الحقيقي وضهرت تلك الحية كما يسميها يوسف من جحرها ، حدقت بها سناء تضحك بقوة على ما حل بها هي فعلا تستحق ما فعله بها وقالت بجدية " وبعدين يا زمرد حلي عن الراجل قهرتيه "
حدقت بها زمرد بنضرات نارية وقالت بغيض " انت صحبتي ولا عدوتي؟! "
رفعت سناء حاجبها بتهكم وقالت " أنا مع الحق "
زفرت زمرد بضيق تعلم ان صديقتها محقة ،جلست بجانبها وقالت بضعف " يا سناء عارفة اني ضغطت على يوسف ،بس بردوا هو لازم يحترم افكاري ،قال ايه على جثثه أشتغل عارضة أزياء "
رمقتها مطولا قبل أن تقول" يوسف جوزك لازم تحترميه وكلامه سيف عليكي ، طالما قال على جثثه يبقى تختاري "
جدبت زمرد طبقا من الفواكه من جانبها ومسكت السكين تقطع التفاح وقالت بتفكير بعد أن وضعت قطعة التفاح في فمها وهي تشهر السكين في وجه سناء " أنا بفكر اشتغل على جثثه"
اتسعت حدقتي سناء قبل أن تقول بنهر " زمرد انت مسؤولة منه وكلامه لازم تسمعيه"
دخلت صابرة اثر حديتهم وقالت بإعتراض " اياكي تسمعي كلامها خليكي امرأة قوية ومستقلة ، يوسف تفكيره زي كل الرجالة ،اكيد مش هيبقى عايزك تشتغلي "
نضرت سناء الى صابرة بعدم رضى تعلم أنها تريد فقط مصلحتها وان تضع زمرد في مواجهة فارس وترد له الصاع صاعين بعد حرقه مصنعها،حولت نضرها الى زمرد قائلة " زمرد فكري كويس بلاش تعصي جوزك من البداية " ثم استرسلت بعد أن نضرت إلى صابرة وقالت بمغزى" صابرة عايزة تحطك في مواجهة اخوكي عشان مصلحتها بتحردك"
امتغصت ملامح صابرة بعد أن فضحت الاخرى امرها وقالت بعد أن نضرت إلى زمرد التي تأكل دون تفكير وجدبت الطبق من يدها وقالت بغيض " بطلي وارحمينا من برودك ،قولي هتهببي ايه؟!"
مطت زمرد شفتيها بملل وقالت " اعملك إيه أنت وهي؟! كل وحدة تديني وتجبني زي ما هي عاوزه، وأنا اللي في دماغي هو اللي هيحصل"
رفعت صابرة حاجبها وقالت متسائلة "وإيه اللي في دماغك؟!"
استقامت زمرد وقالت بعد أن رفعت كتفيها " هشتغل معاكي ولا يهمك، واخوكي هيوافق" تهللت أسارير قلب صابرة فاسترسلت زمرد بجدية"انا وأنت عارفين ان فارس هو اللى حرق المصنع الخاص بيكي، يعني لازم تاخدي حقك منه وانا محتاجة اخد حقي منه ،يوم ما اتكبر وقلعني من الشركة، وكمان اشترى الميتم وطرنا منه"
اومأت لها صابرة وسعدت من كلامها ومدت لها يدها تصافحها قائلة "أعتبرك شريكة من دلوقتي"
اومأت زمرد وقالت بعد أن صافحتها "اتفقنا" ثم استرسلت بعد أن نضرت إلى سناء وغمزت "الوقت جه ناخد حقنا، وأنت كمان لازم تردي حقك من اللى ضلمك انت وابنك زمان"
تقدمت سناء منهم ووضعت يدها بيدهم وقالت بعد أن حسمت أمرها بأن تأخد حقها من كل شخص أذاها "معاك حق احنا مش ضعاف، احنا القوة بدات نفسها، وبإتحادنا هناخد حقنا"
اومأت كل واحد منهم وتعاهدوا على الانتقام من كل شخص تسبب بأديتهم، نضرت زمرد إلى صابرة وسناء وقالت "انت وهي روحوا للشغل وانا هروح اصالح يوسف عايزاه في موضوع"
نضرت لها صابرة وقالت بعد أن تدكرت أن زفاف الاخرى كان ليلة أمس "انت ايه اللى جابك هنا على الصبح مش المفروض اتجوزتي خلاص"
ضحكت سناء بقوة بينما امتغصت ملامح زمرد ورمقتها بضيق وحقد ثم غادرت صافعة للباب خلفها يكفي شماتت سناء بها ليس لها القدرة على صابرة ايضا ، نضرت صابرة إلى سناء مستغربة، بتضحكي علي ايه؟!
بالكاد استطاعت سناء التوقف عن الضحك وقالت "طردها"
ضحكت صابرة رغم عنها يبدوا ان اخوها الهادء هناك من يستطيع استفزازه هو وبروده، من ثم غادرت كل واحدة الى مقر عملها
في غرفة يوسف كان لا يزال نائما، ليلة امس اضطر الى الدهاب وتفقد مصنع أخته ومعرفة سبب الحريق، ثم عاد في وقت متأخر واضطر الى الشجار مع زمرد بسبب تصميمها على العمل كعارضة أزياء ، دخلت زمرد الى غرفته اقفلت الباب من ثم تقدمت و تمددت بجانبه على السرير، كانت تروي عطش قلبها من ملامحه واختبأة في أحضانه تستمد الامان منه، تقلب في نومه وضمها له أكتر، ابتسمت بعد أن وضعت رأسها في عنقه تدفنه به، شعر بأنفاسها على عنقه مما جعله يستيقض، رفعت عيونها كي تتلاقى بعسليتيه وقالت مبتسمة "صباح الخير يا حبيبي"
ابتسم لها قائلا بعد أن لثم جبينها "صباح الخير يا قلب يوسف" ثم غمز لها مسترسلا "امتى جيتي جنبي؟!"
مطت شفتيها بعد أن تذكرت طرده لها وقالت "من شويه" ضحك على ردت فعلها وتذمرها و كيف طردها بسبب اغضابها له فقط اخرجها من غرفته وأقفل الباب بوجهها وتركها مصدومه، ضربته بقوة على صدره العريض وقالت بغيض "بطل تضحك"
ابتسم على ضيقها منه وقال برفق بعد أن رفع دقنها بأصابع يده "قلب يوسف" استكانت بين أحضانه فقط عيونها الفريدة تخاطب عيونه، كلام طويل تحدتت به العيون حمل تقيل شعر ان عيونها تحمله وحبها له اللذي لم تغيره الايام والضروف لاتزال معشوقته الحبيبة ولا يزال معشوقها البطل الذي يحميها من كل اذى، عمق نضراته لها ودنى منها لأول مرة يرد أن يشعر بها بين أحضانه، كانت هادئة ومطيعة ومستسلمة هو من تتق به وتحيي من أجله تعشقه حد النخاع ولا تتردد حتى أن أخبرها أن تموت من أجله سوف تفعل دون تفكير، يوسف ليس فقط صديق الطفولة وملاكها الحارس، هو اكتر من كل دالك بالنسبة لها استطاع أن يكون كل شيء لها حتى الحب لا يستطيع أن يوصف ما تشعر به من ناحيته ارتباطها به كارتباط قلبها بالونين أن انقطع وتينها يتوقف قلبها، هو أيضا يضاهي شعورها حرم نفسه سنوات من أي فتاة فقط ينتظر لقاء محبوبته وغزاله الضال بعيدا عنه، التي طالما حلم بها بين يديه والآن قد جبر الله بخاطره وكسرتها والتقى بها مرة أخرى وهي بين أحضانه
فتح والده الباب فجأة انتفض كلاهما مذعورا، اقفل والده الباب مرة أخرى مندهشا وقال من خلف الباب من شدة ارتباكه وخجله "أسف ياولاد، أنا نازل" غادر مسرعا بينما نضر يوسف إلى زمرد التي كانت تشع احمرارا وخجلا، تحدق في اتر والده الذي اقفل الباب، ضحك يوسف بصوت عالي جدا، انتبهت له وخجلت وضحكت رغما عنها، جدبها على أحضانه وقال بعد أن قبل رأسها "هو كذا يوم فقر؟!" ثم ابتعد عنها وقال بعد أن اتجه الى الحمام "لازم اروح للشركة اتاخرت"
اومأت له واستقامت من مكانها،دخل الحمام لينعم بحمام دافئ يهدي به مشاعره اتجاه محبوبته التي كانت تنتظره بالخارج، ارتدى ملابسه وخرج يصفف شعره كانت تنظر إلى انعكاسه في المرأة ،من ثم استقامت مقتربة منه وأحاطت خاصرته من الخلف ابتسم على فعلتها فقالت بدلال انثوي فطري "سوفا محتاجة طلب صغن "
التف لها وأحاط خصرها هو أيضا وقال بتفكير بعد أن نضر في عيونها "أنتي تأمري يا قلب يوسف"
↚
ابتسمت تشكره وتمدحه قائلة "أنت محامي قد الدنيا و ما شاء الله مش بتسيب قضية ال وبتكسبها" كلامها أثار الريبة في داخله فقال مستفهما \"لخصي يا زمرد" ابتسمت بينما تحدق به تعلم أنه يفهمها ويفهم ما يدور في عقلها فقالت بعد أن قبلت خده " عايزة حق صابرة وكل أملاكها في اسمي"
لم يستغرب طلبها ولكنه ضل يتسائل بداخله ما الذي تنوي عليه، حدقت به تقرأ ما يفكر به إلا أنه قاطعها بعد أن جدب يدها وأجلسها على السرير من ثم جلس بجانبها وأمسك كلتا يديها برفق ونضر في عيونها يجبرها أن تكون صادق معه كي يعرف مابها وما اللذي تريده "من حقك تاخدي مراث امك وتعملي فيه اللى انتي عايزه ودا حقك وانا هجيبه ليكي لحد عندك وموافق" ثم استرسل بنبرة صادقة تتحلى بالجدية "عايز اعرف اللى بدور في دماغ حبيبتي وانا وعد مني هساعدك فيه الا لو شوفتك بتتمادي"
ابتسمت على كلامه تعلم جيدا أنه يحبها ويحب الصدق ولن يعترض على طلبها فقالت بنبرة صادقة محببه له "اولا يا يوسف عايزة حق أمي لانه الناس دي اذتها اوي ومش هقدر اسيب حقها ليهم يستمتعوا بيه، وعايزة ادخل الشركة واديرها زي زي فارس لانه من حقي كمان" اومأ لها موافقا فإسترسلت "فارس اذاني في عيلتي اللى ماتت في الميتم وانا مش ناوية اعدي ليه حاجة من اللى حصل ،حقي هخلصه منه"
عقد حاجبه فإسترسلت موضحة " انا مش هقولك اني مش هأديه لا أنا هأدية في شغله وكثيرا كمان "
قاطعها قائلا" هو أخوك مش عدوك "نفت برأسها تنفي كلامه وقالت منفعلة" عدوى هو وأبوه وكل اللي في الفيلا أعداء ليا "
علم أن نقاشه معها لن يجدي نفع وقال بيأس" ماشي يا زمرد، اعملي اللي أنتِ عايزاه "
حمحمت قليل وقالت بصوت خافت " لسه مصممة أشتغل مع صابرة "
رفع حاجبه وقال بصوت مخيف" تشتغلي إيه بالسلامة؟! "
الجمة ضحكتها بخفة تعلم أنها سوف تستفزه بكلامها وينفجر في وجهها وقالت بجدية " رقاصه "
أغمض عيونه قبل أن يفتحهها وجدها تهرب للخارج، استقام يلحق بها وهي تركض و تضحك على ردت فعله، سمعت صوته صائحا باسمها ركضت للخارج فاصطدمت بصدر عريض، تأوهت بقوة بينما فارس كان ينظر لها والدخان يتصاعد من أنفه، تغيرت ملامح زمرد الى الحقد ما أن رأته وقالت بعنف" مشرفنا يا فارس باشا، البيت دا مقفول في وشك و لا مافيش حد قالك ؟!"
ابتسم لها ببرود قبل أن يدنوا منها وقال بينما يجز على أسنانه" بنت زيك تعلم علينا "ثم اعتدل في وقفته وجدبها من ذراعها بقوة قائلا بقسوة" انا هعيد تربيتك طالما امك المنحلة معرفتش "
فور سماعها الى اهانته لوالدتها اهتز جسدها ودفعته عنها بكل قوتها ورفعت يدها ثم انزلتها على وجهه من شدة غلها وقالت بعصبيه شديدة" اياك تجيب سيرة امي على لسانك الوسخ انت وابوك فاهم "وصل غضبها الى دورته وامسكت بياقة قميصه، بينما جدبها هو الآخر من شعرها بقوة متوعد لها" وحدة زيك تضربني انا هربيكي يا بنت الوسخة "
كان يوسف ينزل الدرج فأسرع اليهما وكدالك يامن الذي دخل من باب الفيلا ، جدب يوسف زمرد المهتاجة خلفه بحماية وقال بصوت عال بعد ان دفع فارس إلى الخلف بكلتا يداه على صدره ليتراجع الآخر خطوتان للخلف" ابن يامن حدرتك اكتر من مرة اياك تحط ايدك عليها وانت ما سمعتش كلامي "
صرخ به فارس قائلا محاولا الوصول اليها " البنت دي مش شايفة تربية شبه أمها الخاينه، يبقى انا هربيها "وقبل ان يجيب يوسف تلك الغاضبه رفعت مزهرية من جانبها ورمتها بقوة على فارس لتنكسر فوق رأسه تبعتها صرخته قبل ان يقع على الارض فاقدا الوعي والدماء تتسرب من رأسه، حدق بها يامن مذهولا وكدالك يوسف الا انها امسكت مزهريه اخرى وكانت تتقدم من فارس الواقع ارض ترغب بإخفائه من الحياة، امسكها يوسف وقال بعد أن جدبها نحوه" يا بنت المجانين هتقتليه "قالت بإهتياج ترفض تركه حيا بعد أن سب والدتها واتهمها بأبشع التهم" وربنا لاموته عشان جاب سيرت امي، سبني يا يوسف دا حلال فيه اخد عليه اعدام "
هدر بها يامن بصوت عالي جعلها تعود الى رشدها" زمرد اهدي، شوفي هببتي ايه ؟!"
استعادت وعيها ونضرت الى فارس الملقى على الارض دون اهتمام وقالت ببرود" يستحق "
ابعدها يوسف ساخطا وقال بضيق بعد ان تقدم الى فارس يتاكد من اغمائه وقال إلى والده" راسه مفتوح، اتصل على اي دكتور هاخده اوضتي، مش ناقصين مشاكل مع البوليس "
تلك الباردة كانت تحدق بهم دون مشاعر وتمنت لو قتلته فعلا واخدت اغلى ما يملكه يامن مثل ما اخد والدتها الغالية ، بعد مدة أتى الطبيب وقام بخياطة جرح فارس، ثم انتهى وغادر بعد أن وصف لهم عدة مهدئات ، كانت تجلس بجانب اخيها في الفراش تحدق به بضيق بعد ان اجبرها يامن ان تتحمل مسؤولية اخطائها وكدالك يوسف، زفرت بغيض بينما تنضر إلى ملامحه وقالتببغض" شبه الثعلب أبوك "ثم استرسلت بحقد" لو علي كنت سبتك سايح في دمك لحد ما تتصفى "
" آه "صرخت بها بعد أن ضربها يوسف على قفاها وقالت بغيض" حرام عليك "
نضر لها ساخرا مشيرا إلى فارس وقال" أومال اللي فتحتي دماغه دا نقول عليه إيه ؟!"رفعت كتفيها وقالت بضيق" هو إلى ابتدأ "
زفر مطولا ثم نضرا إلى فارس الذي بدأ يستعيد وعيه ومسك رأسه متألما، حدق بها من ثم إلى يوسف وقال بألم" إيه اللي حصل؟! "
نضرة له ببعض وقالت بلؤم" دماغك أتفتح وأخدت أربع غرز، وطالما فقت يلا ورينا عرض كتافك "
نضر لها يوسف بحدة وأشار إلى الباب، حدقت به بلؤم تعلم أنه يطردها من ثم استقامت على مضض وغادرت للأسف تسب فارس، نضر يوسف إلى فارس وضحك بخفة مريتا على قدمه" سلامتك يا بطل "
نضر له بضجر وقال" إيه الحية اللى جايبها دي؟! ".
رمقه بجديه وقال" أنت عارف قصة صابرة غلط، وأنا عاذرك أبوك مفهمك على مزاجه "قاطعه فارس بحدة بابا مستحيل يكدب " نضر له يوسف وجد انه لا وقت إلى جداله وقال " أنت كويس الحمد لله، أبعد عن زمرد عشين أنا عديت ليك كثير" أراد أن يقاطعه فحدره يوسف من خلال ع عيونه وهو يعد له أخطاءه "قربت من شغل صابرة وهددت الشركات ينسحبون ويمنعون عنها التمويل، ثانيا حرقت مصنعها أمس وأنا مش غبي يا فارس عشان تضحك عليا بسهولة، ثالثا جيت رفعت أيدك على زوجتي ود آخر حاجة اسمح بيها لأنه هي أغلى من نفسي" كان فارسا صامتا بينما استرسل يوسف بنبرة صارمه لاتقبل النقاش "حق اختك عايزه كامل يكون عندي بكرة الصبح"
نضر له بإعتراض فقال يوسف مهددا \"الله وكيلك يا فارس لو غزال جه حقها ناقص قرش واحد أكون هادما كل حاجة فوق دماغك انت ويامن وانت عارف لو حطيت حد في دماغي"
استوعب فارس تهديد يوسف الصريح وقال بضيق "بتهددني عشانها؟!"
ابتسم قائلا بتبات "وافنك يا فارس، انت عارف اني مش بلعب مع حد، واني أسوء من كذا بس انت بقول ابن عمي وزي ابني بلاش تحط نفسك جنب زمرد عشان انا هبقى في صفها سواء هي غلط او صح"
لم ينل الكلام اعجاب فارس اللذي استقام رغم المه وقال بتحد بعد أن نضر إلى يوسف "هي مش هتشوف قرش مني ولا من اللى تعبت عليه"
استقام يوسف وقال بعد أن وضعا يداه في جيوب بنطاله "ماشي يا فارس هنشوف مين كلامه هيمشي انا ولا انت"
لم يعد يستطيع البقاء وخرج دون تردد نزل الى الاسفل وجدها تجلس رفقت صابرة تحكي لها ما حدث، ضحكت صابرة وهي تنضر له واستقامت تقترب منه وقالت ساخرة "الله مين القادر اللى فتح دماغك"
زفر بضيق منها وقال دون اهتمام بعد أن ابعدها عن طريقه "مش ناقصك أنتِ حاليا"
حركت صابرة حاجبها تستفزه وقالت "جهزلي نفسك، واقرى الصحف بكره الصبح، عندي ليك احلى خبرا"
↚
بالكاد كان يستمع لها راسه سوف ينفجر من كترة الألم وهي فقط تزيد الطين بلا تركها وغادر بينما نزل يوسف ونضر إلى زمرد قائل بضيق "ارحميني من المشاكل انا تعبت"
ابتسمت له وقالت بعد أن غمزت له "قلب حبيبتك أنا مجهزة ليك مشاكل جديدة مش هتقدر تغمض عنيك"
وقبل أن تكمل كلامها ركضت للأعلى بعد أن خلع حذاءه ورماها به، ضحكت صابرة من كل قلبها على جراء الأخرى ولكن نضرات يوسف الحادة جعلتها تركض لغرفتها هي الأخرى
نضر له يامن وقال بغلب "ربنا يكون في عونك"
أومأ لوالده وقال بضيق "أنا مش خايف غير من زمرد إللى كل مرة طالعة بمصيبة جديدة، غير الفضيحة إللى لمتها إمبارح وهي فرحانة بإنجازها"
أومأ له يأمن وقال "زمرد برج العقرب اياك تنتظر منها تسيب حقها دا مخالف لطبيعتها أصلا لانها مؤديه" ضحك والده اثر كلامه بينما نضر له ابنه ساخطا بدل ان يهدأه يدكره ان زوجته لن يقدر عليها مهما فعل
**************************************************
بعد يوم عناء طويل في العمل غادرت سناء إلى الحضانة لتاخد ابنها ثم تغادر إلى المنزل
وجدت سيارة جاويد تقف أمام الحضانة زفرت بضيق ودخلت وجدت جاويد يلعب رفق طفلها في حديقة المدرسة بينما ينتظر قدومها
تقدمت منهم ابتسم ابنها فور رأيتها وترك جاويد وركض نحوها مسرع، احتضنته والدته بقوة وهو كدالك استقامت بعد أن كانت تنحدر إلى مستواه من ثم قبلت خده المكتنز، ابتسم صغيرها وهتف سعيد "ماما وحشتيني" ابتسمت له واحتضنت وجهه بين كفي يديها وقالت "وأنت وحشني أكتر يا قلب مامتك
تقدم جاويد منهم وقال بإبتسامة " حمد لله على سلامتك يا سناء "أومأت له وأنزلت صغيرها قائلة" روح العب على ما أحيلك "أومأ لها الصغير بسعادة وغادر يلعب رفقت رفاقه بينما احتدت نضرات سناء وهي تنظر إلى جاويد وقالت بحدة" أنت بتحاول تتبت ايه بحركاتك دي ؟!"
نضر لها وقال بتبات" انا ندمان "
ابتسمت بتهكم وقالت" اسفك او ندمك خليه لنفسك ينفعك انا مش عايزه "
زفر بضيق من نبرتها وقال بصدق" اعمل ايه عشان تسامحينني "
ضحكت ساخرة تستنكر حديثه " اسامحك!! دي عمري ممكن افكر فيها "ضهرت نضرات الخيبة على وجهه لكنها قالت بتفكير" لو انت رجعت للقرية واعترفت ببرائتي قدام الكل ورجعت ليا نفسيا اللى خسرتها قدامهم ممكن افكر اسامحك "
حدق بها مذهولا وقال بعدم تصديق" يعني عايزاني ارجع واقولهم كنت بحبها وضحكت عليها عشان انتقم منها، عايزة سمعت عيلتي تنحط على الأرض وأفوق ثار نام من زمان "
ضحكت بقوة لاتصدق هدا المنافق الذي أمامها وقالت ساخرة" زي ما أنا كل القرية كانت عايزة تقتلني يا أستاد جلال، أنت كمان لازم يحصل فيك زي، عجبك يا أهلا مش عايز انا مش بفرض حاجة عليك "قالت كلماتها وتركته واخدت ابنها وغادرت بينما هو ضل يفكر في شرطها الصعب والذي سيجعله يخسر من كل النواحي وقد يدخل السجن بعد مماطلته لكل تلك السنوات
وقف سناء رفقة ابنها في الخارج تنتظر سيارة أجرى، أشارت لاحداهما ضنتها سيارة أجرى توقفت أمامها وضهر منها شاب في منتصف التلاتين، حدق بها وقال متسائلا" اركبي يا انسة انا هوصلك "
نفت براسها وقالت بضيق" اتكل "
ابتسم دالك الشاب ونزل من سيارته توجست منة خفية وابتعدت خطوتان فقال بعد أن شعر بخوفها منه " اهد يا انسه، انا نيتي حسنه، أنتِ مش فاكراني اكيد بس انا فاكرك كويس"
عقدت حواجبها من كلامه فقال موضحا" أنا سليم الصاوي مغن، وانا اللى كنت بغني في حفلة بيت راسخ اللاذاع امبارح ، شوفتك انت وصديقتك ثم ابتسم قائلا اللى بهدلت الحفلة "
لم تتغير ملامح وجهها وقالت بلؤم" نعم ومن دا كله انت مالك ؟!"
شعر بأنها تصده من حدة كلماتها فقال" انا بعرض عليك توصيلة، دا بعد اذن حضرتك طبعا "زفرت مطولا ولكن ما ان رأت جاويد قد خرج من الحضانه حتى وافقت على عرضه ،المغادرة مع هد الغريب احسن من جاويد بنفسه، ابتسم وفتح لها باب السيارة ركبت رفقة ابنها وقفل الباب ثم توجه إلى مكانه ودخل وأقفل السيارة وانطلق بها
كل هد حدث اما عيون جاويد الذي كان سوف يخرج الدخان من انفه وفمه ، هدا الشخص اللذي كان ينقصه ،لكن صبرا عليه واي صبرا لقد بدا صبره ينفد منها
كان يقود والصمت سيد المكان غير صوت ابنها المرح الذي يسالها فقال سليم بعد أن نضر لها ثم أعاد نضره الى الطريق" ابنك ؟!"
اومأت له فقال بتسائل" بس شكلك لسه صغيره أنتِ كم سنه "
نضرت له دون اهتمام وقالت" خلفته وانا ستاشر سنه "اتسعت حدقتاه وقال بدهشة أنتِ متجوزة وأنت قاصر" اومأت له وقالت ببساطة "لا" ثم استرسلت دون اهتمام "انا ام عازبة زي ما انت شايف" صدم من ردها السريع فقالت ساخرة "بلاش تستغرب وعلى اول الطريق نزلني"
ابتسم قائلا من شدة دهشته "انتي صريحة اكتر من اللازم" ثم استرسل بجدية اول ما اوصلك بيتك هروح "لم تعره اهتمام بينما هو قد زاد فضوله نحوها ومعرفة قصتها "
****************************************************
بالفعل زمرد فعلت مايجول في رأسها وضربت كلام يوسف عرض الحائط، بعد حصة طويلة من التصوير بمختلف الملابس، جلست مرهقة وقالت بعد أن نضرة إلى الساعة وقالت بهلع بعد أن نضرة إلى صابرة "الله يحرقك اتاخرت قولتي ساعة لا غير"
نضرة لها بملل قائلة "اهدي اتصلت على يوسف هيجي ياخدك، قولت ليه أن جبتك معيا تتسلي"
زفرت زمرد قائلة بتسائل بعد أن نضرت لها "بقولك يا صابرة"
رفعت صابرة حاجبها وقالت بتهكم "هاتي أخرك"
ابتسمت زمرد ابتسامة شيطانية وقالت بمكر " بتحبي فارس"
ارتبكت صابرة من كلامها وقالت بنفي "أنت غبيه أنا كل يوم بتصارع معاه عشان أكسبه فكرك ممكن أحبه"
تلك الخبيثة زمرد حدقت بها من أعلاها إلى أسفلها وجدبت محفظتها أخرجت منها بعض الصور ورفعتهم امام انضار صابرة وقالت "طب بزمتك دي مش انتي؟!"
دهشت صابرة وهي تحرك اهدابها اكتر من مرة من أين لزمرد بتلك الصور وكيف عترت عليها، ومن اي مكان علمت على علاقتها السابقة بفارس، جدبت صابرة الصور من يدها بعنف وقالت بشراسه "جبتيهم من فين؟!"
رفعت زمرد كتفيها وقالت بملل "حاجة سهلة" ثم غمزت لها مسترسلة "فرنسا حلوة"
حدقت بها صابرة بحدة وقالت بلهجة تحديرية وصارمه "زمرد انت عارفة مكانتك عندي، الموضوع دا مش عايزة حد يعرف،لانه مش فيه هزار"
اومأت لها وقالت متفهمه "بردوا اخت حبيبي مش هينفع افضحك، ثم استرسلت بتسائل، ليه افترقتوا؟!"
وضعت صابرة الصور في حقيبتها وقالت بكره "عشان خاين عايز مصلحته لاغير وكداب"
اومأت لها زمرد وقالت بحقد جمعته مند سنين "اناني زي راسخ، ماهو نسخته الثانيه"
كانت صابرة تائهة وقالت بعد أن نضرت إلى زمرد بترجي "زمرد، اياكي حد يعرف خصوصااهلي، انا واثقة فيكي" اومأت لها "طيب"
صابرة لم ترحتاح الى عيون زمرد التي كانت شارده فقالت صابرة بتسائل "زمرد"
نضرت لها بنضرات غير مبشرة وقالت بضيق "هشرب مياسين من نفس الكاس اللى امي شربت منه زمان "
↚
لم تستوعب صابرة كلماتها فإسترسلت زمرد بتقة "زي ما حب مياسين راسخ يقدر يحب غيرها وانا هسلط عليه صاحبة دعوته"
اتسعت عيون صابرة وقالت مندهشة انت"مجنونه، دا ابوك"
لم تعرها اهتمام وقالت "هاخد حقي منهم يعني هاخده، بكره يجي وهياخدوا اول صدمة"
حدقت بها وقالت بعدم رضى "عملتي ايه يا زمرد؟!"
أشارت زمرد إلى يوسف اللذي يدلف وقالت بعد أن غمزت لها" مش انا هو اللى عمل"
صباحا داخل شركة راسخ كان الجميع الموضفين يعملون على قدم وساق ،نعم شركة اللذاع دات الفروع والمجالات المتنوعة سيدها هو راسخ اللذاع عملاق التجارة وابنه ذئبها ، وقفت زمرد امام المبنى العالي تحدق به من الأعلى بينما تمضغ اللبان بإهتمام من ثم أزاحت نضراتها الشمية السوداء وقالت بتسلية " أيها العالم لقد عدت " ابتسمت وهي تخطوا بكعبها العالي وفستانها الجلدي باللون البني اللذي يلتسق بها وقصته الجانبيه التي تضهر ساقها غير انه من الاعلى دون حمالات وتضع معطف بلون الباج دو طابع كلاسيكي فوق كتفاها وحقيبة يد باللون الاسود ،دخلت تخطوا بتبات وقوة الى الداخل ،ابتسمت ساخرة ما ان رأت دالك الحارس اللذي طردها من قبل ،من ثم تقدمت الى الاستقبال ،نضرت الى الموضفة وقالت بعد أن اعادت نضارتها لها " راسخ وابنه موجودين"
نضرت لها الموضفة وقالت متفاجئة " مين حضرتك "
انزلت زمرد نضاراتها قليلا وقالت بعد أن ابتسمت " بنت صابرة "
اومأت لها بعملية هي تعلم أنها شريكة لهم بعد أخر ضجة أحدثثها الصحف وقالت "فارس بيه عنده اجتماع حاليا ،تقدري تطلعي تستنيه " اومأت لها وغادرت للأعلى استقلت المصعد في طريقها " خرجت من المصعد وسألت عنه، أخبرتها مساعدته ان تنتضره إلى غاية انتهائه
شعرت زمرد بمحاولة احراج فارس لها جعلها تنتضر أكتر من ساعة ، ضحكت بخفة هو فعلا لا يعلم من هي زمرد ، استقامت وتوجهت الى مكتب الاجتماعات الخاص به فتحت الباب دون ان تدق وقالت بمرح غير لائق بالموقف " مفاجأة "
سلطت عيون جميع رئساء مجلس الإدارة لها فقالت بعد ان دخلت وأشعلت الأنوار لتتضح الرئية " يلا يا جماعة في موضوع عائلي مهم لازم نحله "
استقام فارس من مكانه ،حلت قسمات الغضب على وجهه فارس ،ثم توجه نحوها ،حدق بها غاضبا وقال بصوت عصبي " اطلعي برة يا زمرد "
كانت تبتسم على ردت فعله وداخلها منتشي من القلق والهول اللذي زرعته في المكان ، ابتسامتها السعيدة التي ظهرت على قسمات وجهها استفزت فارس أكتر وجعلته يرغب بالقضاء عليها في الحال ، رفعت يدها وازالت نضارتها ورفعت رأسها تنضر له بتكبر وقالت دون اهتمام له وابتسامتها لا تزال تزين وجهها " يا غالي انا جيت عشان استلم مكاني وأضن دا حقي "
احتدت نضراته لها وصرخ عاليا " إنت مش ليكي أي حق عندي "
حدقت به دون اهتمام وردت ببرود قاتل ومستفز " ثؤ ثؤ يا فارس ، هنا أنا ليا حق زيك بالضبط ،نص بالنص ،زي ما انت ماسك حق ابوك انا ليا حق ماما وجدي ،ولا انت عندك رأي ثاني؟!"
جز على أسنانه بينما يحدق بها وقال بغل يستفزها " أمك اللى ضحكت على جدي و كتب لها أملاكه " كلماته تلك مثل اللعنة الحارقة التي أشعلت غضبها وأحرقت فؤادها واستفزت حبها لوالدتها ،شعر بأنه أصابها بسهم حارق بعد ذكره والدتها ثم استرسل ساخرا يضغط على جرحها" ثم انت جاهلة وتربية شوارع ، أخرك تصلحي العربيات يا زيدان "
لم تتغير ملامح وجهها الباردة دات الابتسامة العريضة، ولم تضهر له ضعفها رغم أن كلماته دبحتها من الداخل ، تحركت دون ان تجيبه وضعت معطفها وحقيبتها من ثم نضارتها على مكتب الاجتماعات بهدوء من ثم عادت له ، وقفت بصدده تواجهه وجها لوجه ،ملامحه الحادة نحوها وملامحها المبتسمة الباردة وقالت ببرود أشعل فتيل غضبه " شوف يا فارس لو انت ابن راسخ أنا بنت صابرة ،وكلامك دا ولا هز شعره من شعر راسي او خوفني ،وأنا قد كلامي حقي هاخده انا وانت في الاملاك دي نص بالنص "
ضحك ساخرا " واثقة من نفسك "
اومأت له مبتسمة ،ابتعدت عنه لتواني واخرجت بعد الأوراق من حقيبتها ،حملتهم وتوجهت نحوه ترفعهم امام عيونه الخضراء وقالت بتقة وانتصار " كحل عينك يا فارس ،دا حقي وانا وانت فيه نص بالنص " نضرت إلى ملامحه الغاضبة وضحكت ساخرة بعد أن انزلت الأوراق من امام عيونه وقالت ساخرة" أقصد إنتم كلكم ،إنت وامك وابوك والقردة وانا وحدي ضدكم ليا نص الاملاك "
جدب الأوراق من يدها غير مصدقا و منفعلا بعد أن تفحص الأوراق التي تثبت امتلاكها لنصف تروتهم وهدر بها بعنف" انت كدابة دا لا يمكن "
كانت تشفي غليلها من غضبه داك وتبتسم بإنتصار على فوزها الاول أمام فارس وقالت دون مبالات بينما تمضغ العلكة وتصدر بها اصوات مرتفعة مزعجة " لا صدق " ثم استرسلت بدلال انثوي " أصل جدي حبيبي عرف انه ابنه طماع كتب أملاكه في إسم صابرة اللى هي مامتي ،وطبعا عشان انا بنتها الوحيدة كتبت كل حاجة في اسمي " ثم نضرت له بإستفزاز وقالت " أبوك انتهز عدم وجودي وتحكم في ورثي ، وسوفا حبيب قلب مراته رجع ليا أملاكي "
" هقتلك" قالها فارس غاضبا يرغب بالفتك بها بعد ان وصل غضبه الى دورته ، كاد ان يقترب منها تراجعت هي خطوة للوراء ببرود مستفز ،دخل والده فجأة وصرخ به " فارس "
حدق فيه إبنه بغضب جم ،وقف راسخ بين زمرد و فارس ،كان ينضر الى فارس بحدة من أن يقترب منها ، صرخ فارس دون وعي من تلك التي سوف تأخد نصف تروته التي أفنى حياته من أجلها بل احتال واستغل كتيرا من الناس للوصول الى مكانته تلك ،وتلك التي قدمت فقط أمس سوف تفوز بكل تعبه على طبق من دهب " اللى جات امبارح هتاخد كل حاجة مننا انا مستحيل أسمح لها تعمل كده " كانت زمرد باردة المشاعر تبتسم كي تستفزه وبالفعل تعابير وجهها السعيدة هي ما كان يجعله يزيد غضبا وحقدا عليها وتجعله يريد قتلها
زفر راسخ هو أيضا مغلوب على أمره ولم يستطع فعل شيئا سوى الاستسلام حاليا وقال بهدوء " تعالى نتكلم في مكتبي "
هدر دون وعي " نتكلم في اي موضوع بالضبط ؟!اللى طلعت فجأة ؟!ولا الاملاك اللى هتاخدها ؟!"
زفر والده وقال بصوت عالي " صوتك يا ولد " ثم استرسل معنفا اياه" الشركه بتتفرج علينا خد بالك من كلامك "
حدق فارس بالمكان حوله، رئساء المجلس ينضرون الى انفعاله وخروجه عن وعيه وكبريائه ومكانته، زفر غاضبا سوف يخسر نفسه أمام الناس بسبب تلك المستفزة التي تتفرج عليه مبتسمة بسعادة وتنفخ اللبان بفمها مفتعلة اصوات مستفزة وعيونها تخبره أنها تتشفى في حالته و أي مرحلة اوصلته بها امام موضفيه ، الان علم انه خسر أمامها بعد أن جعلته محط انضار وسخرية الجميع بسبب ردود فعله أكملت استفزازها له بعد أن قالت ساخرة " أستاد فارس دا مكان شغل لازم تحترمه وانت أدرى " ثم استرسلت بعد أن رسمت ملامح الجدية على وجهها وقالت " حل مشاكلك انت وابوك برة الشركة ، أنا مش عايزة الموضفين ياخدوا فكرة وحشة اننا بندخل مواضيع حياتنا الشخصية في الشغل"
نعم سوف يقتلها تلك الحرباء دات الألوان المختلفة تستفزه لأقصى الحدود ،شدد على قبضة يده بقوة واقترب منها وعيونه تشع إحمرارا وهمس بتهديد مخيف " قسما بالله لأندمك والضربة دي هتاخديها مرتين"
لم تهتم الى كلامه وابتسمت ساخرة واقتربت من أذنه وهمست بخبث ماكر " أي حركة غلط سوفا يعرف إن البرنسس أخته كانت حامل منك وسقطت " صدم وتوقف مكانه دون حركه إبتعدت عنه وقالت بلهجة تهديدية " العب على قدك يا فارس ،أنا حية الف عليك لحد ما أوصل لرقبتك واخنقك" احتدت ملامح وجهها في اخر كلمة قالتها بينما هو لم يجد ما يرد به ،زمرد كانت مستعدة لمواجهته وفي يدها أسلحة من العيار التقيل تجعله صامتا لايقوى على رد فعل لاكن فقط صبرا وهو سوف يعيد لها هده الضربة بضربة أقوى ،غادر من أمامها بعد أن حدجها بنضرات نارية
ضحكت ساخرة وهي تمضغ دالك اللبان بينما حدق بها راسخ وقال ببرود بعد أن وضع كلتا يديه في جيوب بنطاله " عارفة ايه مشكلتك يا زمرد؟!"
نضرت له بعدم اهتمام فإسترسل بلؤم وقال ما أحرق قلبها وجعل الدموع تتحجر في عيونها وتبتلع غصتها " انا عمري ما حبيتك ،ولا حبيت أمك ،إنت بالنسبة ليا نكرة ،ومهما عملتي عمري ما هشوفك ،ابني الوحيد هو فارس وبنتي الوحيده خلود الى هما اولاد مياسين" ابتسم ساخرا على حالتها بعد أن رأى يديها ترتجف ،علم انه قد أخد حق إبنه واخده على مئة مرة ثم نضر إلى الموضفين وقال بجدية " يلا كل واحد على شغله ،وقريب هيبقى في اجتماع تفهموا فيه اللى بيحصل ،غادر الموضفون بعد كلماته وحدق هو في زمرد وقال ساخرا قبل ان يغادر ويتركها " مهما عملتي انت دائما بنت صابرة " كانت لا تزال واقفة متصنمة شددت على قبضة يدها بقوة تحاول أن تبعد الارتجاف من عليها وتستوعب قسوة كلمات والدها الضالم والقاسي ،حتى بعد كل هده السنوات لا يزال جاحدا اتجاهها ،أغمضت عيونها بقوة ورددت في داخلها " لا تستسلمي يا زمرد ،انهضي ! إنهضي عنادا بهم ، لا تقعي ، لا تسمحي لهم أبدا بسحقك ، لا تحني لهم رقبتك ، لا تشفقي على احد ، لا تنسي ،لا تسامحي " فتحت عيونها ومسحت تلك الدمعة الحارقة التي نزلت من عيونها وقالت بعد أن ابتسمت وحاولت إخفاء المها " أنا ربحت وهما هيخسروا" حاولت ان تزرع التقة في نفسها لكن ما أن شعرت بأنها تضعف حتى غادرت نحو وجهة محددة ،نعم هي تحتاج دعمه لها لا تستطيع أن تصمد أكتر بعد أن سمعت كلمات والدها
↚
**************************************************
مثل عادت يوسف كان منشغلا بأوراقه ويركز في أدق تفاصيل الكلمات ،بعد عشقه لزمرد هو يموت حبا في عمله ، زفر بهدوء قبل أن يضع الأوراق جانبا من ثم نضر إلى هاتف يتفقده ،لم يجد اي اتصال وارد منها ، فإتصل بها يعلم أنها قوية وتستطيع فعل المستحيل وحدها ولكنه يعلم أنها متل الزجاج من الداخل يسهل كسرها بأبسط الطرق ، لم تجبه رغم انه عاود الاتصال أكتر من مرة ،انتابه القلق عليها الا ان دلوف سناء ومساعدته أثار انتباه
نضر لهم مساعدته بعد أن وضعت ملفا على مكتبه وقالت بعملية " دا الملف اللى حضرتك طلبته مني " اومأ لها فإسترسلت " الآنسة هاجر اللذاع اتصلت عايزة معاد مع حضرتك بخصوص الاسهم "
حدق بها برزانه وقال بهدوء" ماشي حددي معاها بكره " اومأت له وغادرت كانت سناء تتبعها ، الا أنها توقفت بعد أن نادى يوسف بإسمها ، التفت له متسائلة وقالت " خير يا يوسف بيه؟!"
ابتسم يوسف وقال متسائلا " زمرد اتكلمت معاكي اليوم؟!" مطت شفتيها بتفكير تتدكر وقالت بتأكيد " قبل ما تطلع الصبح ،قالت عندها مشوار " اومأ لها وأشار لها ان تعد الى عملها ،فتحت الباب كي تخرج وجدت زمرد أمام وجهها فقالت بعد ان أعادت نضرها الى يوسف " على ذكرها جات " أومأ لها مبتسما ،لتغادر سناء ودخلت زمرد وأقفلت الباب ، لم تتحدت ولم تكن ملامحها محدده فقط صامتة وجلست على الأريكة مقابل مكتب يوسف ،تابع مدققا في كل تفاصيلها وتعابير وجهها من ثم أعاد نضره الى اوراقه منشغلا وقال بهدوء " شوفتي راسخ؟!"
لم تجبه بل كانت شاردة وليس بها أي مشاعر بينما هو اعاد وضع الأوراق وحدق بها ثم إستقام متوجها نحوها بعد أن شعر بحزنها ،جلس بجانبها وفتح دراعيه لها قائلا " تعالي"
نضرت له ولبت ندائه ، احتضنها بقوة ولف يديه حول خصرها ،سريعا ما دفنت رأسها في صدره وشددت بيديها تعانق ضهره وقالت متسائلة من شدة شرودها " هو انا وحشة ليه مش عندي أب؟!"
ربت على ضهرها بحنان وقال بحب بعد أن قبل جبينها " إنت أحلى غزال "
أجابته بتلقائية " ليه راسخ بيكرهني ؟!"
أغمض عيونه بقوة نعم نفس الموقف يتكرر تلك الطفلة التي كانت تسال لماذا والدها لا يحبها لا تزال بداخل زمرد الجريحة ، وحتى بعد مرور كل هده الاعوام لا تزال تحمل نفس الجرح ونفس السؤال
فتح يوسف عيونه و أبعدها قليلا عن أحضانه وقال بهدوء" أنا بحبك " ثم أكمل بغزل ينسيها ما تشعر به ” أعشق عيونك يا غزال الضائع" ضحكت بعد أن بدأ يدغدغها ،ابتسم على ضحكتها تلك ثم تركها وقال بعد أن قبل خدها " عايزك طول عمرك كدة يا قلب يوسف ،قوية محدش قدك"
ابتسمت وقبلت خده بالمثل وقالت بعد أن اقتربت من وجهه " حبيبي الشرير " رفع حاجبه وقال ساخرا " مراتي الحية " امتغصت ملامح وجهها وقالت بضيق " ايه يا عم يوسف انت بتشتمني في وشي؟! " نضر لها بإستنكار وقال " عيب في حقك يا زمرد " ثم استرسل بعد أن ضرب جبينها بجبينه بخفة " وبعدين يا مراتي فين حق جوزك الى طالع عين أهله من وراكي "
مطت شفتيها تبتعد عنه وقالت بغيض" طول بالك عليا يا يوسف ،انت تفكيرك سافل وانا عايزة أتوبك "
"والله يا شيخة زمرد" قالها ساخرا ثم طالع فستانها الجلدي الدي يضهر جسمها وقال بضيق " انت بتحبي تخرجي أسوء ما فيا"
نفت برأسها وقالت بعد ان علمت مغزى كلماته الجادة والصارمه " كنت لابسه فوقه جاكيت طويل "
زفر بضيق منها وقال بصرامة ولهجة محدرة " لبسك يتعدل يا زمرد ،أخر مرة أتكلم معاكي عليه" أومات له هي في الأصل لن تصغي فقط تسايره ومن ثم قالت متسائلة " إنت كنت بتشتغل؟! "
اومأ لها وعاد الى مكانه وجلس ،حمل الأوراق مرة أخرى وقال بعد أن فرك جبينه" شغال على قضيه مهمة "
أجابته بفضول " إيه هي ؟!"
رفع عيونه نحوها وقال " بلاش تشغلي نفسك " أومات له ثم استقامت واقتربت منه جلست أمامه على مكتبه وأردفت بدلال " سوفا"
أجابها دون أن يهتم لها " طلبك مرفوض "
ابتسمت هي تعلم أنه يحفضها عن ضهر قلب وقالت بدلال" دا حتى طلب الغالية غزالك "
زفر بضيق قبل أن ينضر لها وقال بحدة " زمرد بساعدك عشان معاكي حق غيره هتلاقيني في وشك "
أومات له وقالت بعد أن ابتسمت " وانا شبهك يا حبيبي بحب العدل " ثم استرسلت بتبرير " أنا تربيت ايدك "
نضر لها ساخرا " قولي تربية شوارع"
لم تبالي الى كلماته ثم قالت بضيق" الميتم اللى أخده فارس مني ،عاوزاه"
رفع حاجبه بعدم رضى قبل أن يستقيم ويزفر الهواء من فمه وقال بعد أن نضر لها بحده " قومي يا زمرد للبيت،أكتر من كده رد فعلي مش هيعجبك"
قلبت عيونها بملل قبل أن تقول ساخطة " مش عايز تساعدني "
نفى برأسه وقال " مش هاخد منهم الميتم "
نزلت من على مكتبه و وقفت بصدده وقالت بعد أن إبتسمت بمكر ” انا هاخده"
زفر ساخطا من أعمالها وقال متسائلا " عملتي ايه الصبح؟!"
ابتسمت واتسعت ضحكتها لتصبح عاليه وقالت بعد أن نضرت له " أخدت حقي من فارس وجننته قدام مواضفيه،طلعت هبته قدامهم "
نضر لها مغتاضا وقال بغيض " إنت معدنك ايه؟!"
ابتسمت ورفعت رأسها يكبر وقالت بغرور " انا كوين يا ابني ،كوين" ثم استرسلت بثقة بعد أن حركت يدها تشير الى نفسها " أنا أفي بوعدي يا إبني ،لو حطيت حاجة في راسي مافيش حد ممكن يفلت مني"
قهقهة يوسف عاليا وجدبها الى أحضانه قائلا " ما أنا بقول إنك حية ويامن مش عايز يصدق "
مطت شفتيها بعد أن احتضنته وقالت بغلب " أنا مش حية يا يوسف ،بيئتي سيئة"
ربت على ضهرها بحنان وقبل رأسها مردفا " زمرد خدي حقك زي ما انت عايزة بس في شخص مش عايزك حتى قربي منه"
إبتعدت عنه منزعجة قليلا وقالت بضيق" مين الشخص دا؟!"
زفر يوسف مطولا قبل أن يقول " خلود" لم تستوعب كلامه فإسترسل موضحا " أختك لسه صغيره ،ملهاش دخل في أي حاجة "
إشتعلت عيونها بنار الغيرة وابتعدت عنه تحدق به بغضب وقالت " انت مالك ومالها؟!"
مسح على وجهه وقال ساخطا " اثناشر سنه يا زمرد هتغيري منها "
اقتربت منه وقالت بتهديد " وبنتك يا يوسف أغار منها ، مش تجيب سيرتها قدامي "
زفر بحنق من ردود أفعالها وقال " أختك بتموت يا زمرد ،العيلة اللي بتغيري منها بتموت "
أجابته دون إهتمام " وتموت انشاء الله ، راسخ قتل امي أقل واجب بنته تموت "
صدم من كلماتها وهدر بها صارخا " انت خلاص اتجننتي ولا محدش قدك ،ايه كمية الحقد اللى شايلاها على عيلة ؟!"
هي لم تهدأ بل اهتاجت من دفاعه عنها وقالت دون تفكير " طلعت في سنها للشارع وكنت هموت أكتر من مرة ، فرق ايه لو هي ماتت كمان ؟!" ثم استرسلت بحقد " ويارب تموت فعلا ويتحرق قلب مياسين زي ما حرقت قلبي على أمي" قالت كلماته الغاضبة وخرجت بينما يوسف كان يهتاج من شدة غضبه تلك البلهاء لم تحترمه أصلا وما ذالك الكره الذي تكنه في داخلها الى من حولها
**************************************************
هكذا بدات تمر الايام سناء التي بدأت تستعيد حياتها وأصبحت قوية متل الجبل شامخة ، كانت تشاهد ابنها يلعب في الحديقة ابتسمت على سعادته ، جلس سليم بجانبها هادئا ، باتت عادته ملاحقتها أينما ذهبت ،عم الصمت للحضات قبل أن يقول " ملحمة حب سناء وجلال اللى كل مكان في الصعيد عارفينها" حاولت ان لا تهتم الى كلامه هي اعتادت أسئلته التي لا تجيبه عنها ، فضوله دفعه الى أن يكتشف ماضيها ولكنه كل مرة يخبرها انه يريد سماع الحقيقة الكاملة منها قال متسائلا " انت ازاي عايشة حتى بعد ما حرقوكي ؟!" " غير مش فاهم عيلة زيك وفي سنك إزاي وتقت وسلمت نفسها لواحد عدو عيلتهم " نعم مرة أخرى أحدهم يلقي الذنب عليها انها هي المخطئة ،أغمضت عيونها بقوة قبل أن تفتح خضرائها وتقول بعنف " روح من هنا" استقامة تتركه مغادرة، استقام ولحق بها ،امسكها من يدها وقال " استني، قولي ايه اللى حصل يومها "
جدبت يدها منه وصرخت به من قوة غلها من تلك الذكريات السوداء التي ترغب في نسيانها " كفاية " ثم حدقت به غاضبة وهدرت بقوة " لا ملحمة ولا حب بهمني أبدا! واسالتك مش بتهمني !!لاني تعبت من الاسئلة دي ؟! عايزاك تفهم دا من اليوم ورايح " صرخت بقوة من شدة ضيقها وكتر همها وضغط الناس على جرحها " افهموني !! افهموني " ثم استرسلت كأنها توجه حديتها الى كل الناس الذين ضلموها وحملوها ذنب لم تفعله " كل واحد ماسمعنيش ولا فهمني ربنا يلعنه " كان سليم يستمع لها حائرا وحزينا على حالها تلك الفتاة بدل ان تعيش سنها عاشت أحذات أكبر من سنها ، كانت دموعها تسقط واحدة تلوى الاخرى دون توقف استوعبت صوتها وصراخها بعد أن توجهت نضرات الناس اليها ،مسحت دمعتها بيدها وصمتت قليلا تستوعب انفجارها بعد أن فاض بها الكيل ،اخرج سليم منذيلا من داخل سترته ومدها لها وقال بهدوء " أحسن " أخدت منه المنديل ومسحت دموعها وأومأت له " كويسه الحمد لله " ابتسم لها ،تقدم ابنها يركض خائفا بعد أن سمع صراخها وأمسك بها من قدمها مردفا بخوف وقلق " ماما إنت كويسه؟!"
↚
اومأت له بينما انحدر سليم الى مستواه وحمله قائلا بتسليه" أخبارك ايه يا بطل؟!"
ابتسم يوسف وقال " كويس"
اومأ له سليم وقال بعد أن نضر إلى سناء ثم أعاد نضره الى الصغير " ايه رايك انا وانت نروح نلعب ونسيب ماما ترتاح شويه؟!" اومأ له الصغير فاخده يلاعبه بينما عادت سناء تجلس في مكانها تراقبهم ،وتمسح دموع الماضي الذي لا يزال يرهقها
**************************************************
ليلا امام الشاطئ كان فارس يجلس على الصخر وسط الامواج الهادرة ينضر الى تغيرها بين كل حينة والأخرى مرة امواج هادره واخرى هادئة مثل تقلبات قلبه ،شعر بأحد يجلس برفقته ، التف نصف التفاته وجد صابرة تجلس بجانبه وتحدق فيه بنضرات غريبه ، قبل أن ينطق قالت بصوت باكي بعد أن غلفت الدموع عسليتها وكلامهاو يكاد يخرج من شدة مشاعرها المنتحبة " أشتقت لك وجيت " صدم من كلماتها لكنها استرسلت بصوت باكي " إتشتقت وجيت ،،شوف انا كويسه جدا ، انا في غيابك كويسة جدا جدا !و إنت شايف كده !" ثم استرسلت متذكرة غصتها منه" روح ارجع لندن" نفت برأسها باكية " روح بلاش تلعب بعقلي ثاني ، بلاش تخرب استقراري ،أرجوك ارجع من المكان اللى جيت منه !" قالت أخرة كلماتها تترجاه بعيونها ان يرحمها من وجوده وحبه اللذي مثل اللعنه اللتي حلت عليها
حدق في عيونها بألم يعلم أنها مجروحة منه بالكاد تستطيع اخراج كلماتها ،اراد ان يجيبها فقاطعته مترجية " بلاش اي كلمة ارجوك ، عشان هنسى كل حاجة عملتها فيا و هرمي نفسي في حضنك واندم بعدها "
لم يجد ما يقوله لها هو مخطئ بالفعل مخطئ في كل شيئ استغل احتياجه الى مهاراتها وكسب تقتها تحت مسمى عشق كادب ،حقق نجاحه اللاول عن طريقها وعرض تصاميمها دون علمها بإسمه ، لم يكتفي من كل دالك ما أن انتهى منها حتى خانها مع من تقدم له نجاحا اكتر منها ،نضر لها بضعف وقال بأسف " اسف"غادر اثر كلماته بينما هي ضلت تبكي بقوة على كل تلك التنازلات التي قدمتها تحت اسم الحب لييتحول من لذة العشق الى مرارة العشق وهاهي تحصد نتائج تهورها
ما أن غادر فارس من أمامها حتى توقف فجأة ييفكر في كل ما يفعله وسوف يفعله ،صابرة ممن جهة ،و والدته من جهة ،وزمرد التي لا يعلم أي شخصية يتعامل معها ، حك مؤخرة رأسه وقال بضيق " ارتب امور الشغل ،وأشوف صابرة بعدها "
*************************************************
كانت زمرد تجلس في الحديقة رفقت يامن تتفقد هاتفها بعد أن غيرت ملابسها ، لاحض معالم وجهها الغاضبة وقال بتسائل "مالك يا زمرد؟!
أبعدت الهاتف عن عيونها وقالت بعد أن ابتسمت " انا كويسه "
نفى برأسه وقال " انت شبه صابرة ،هي كمان بتكتم جواها"
ابتسمت قبل أن تعتدل في جلستها وقالت " عارف يا يامن ، صابرة اخدت نصيب من اسمها اكتر من اللازم ،بس انا غيرها لو حد اداني بدعس عليه ممن غير رحمه ومش بسبب حقي "
لاحض دالك الكره اللذي يشع من عيونها وقال بهدوء" اسمعي يا زمرد انا عمري ما اعارض انك تدافعي عن حقك ، لكن مش عايز قلبك يبقى مليان كره، اشكي همك وطلعي اللى جواكي عشان مايبقاش جواكي اسود"
نضرت له بضعف فأشار لها ان تاتي الى احضانه ،اسرعت له مثل الطفلة الفاقدة الحنان ،ابتسم وربت على ضهرها يضمها له فقالت " انا يا يامن كبرت شايلة همي في قلبي ، لما صحابي في الميتم كانوا بيحكوا قصصهم وازاي وصلوا للملجأ كنت بسمع ليهم من غير ما اتكلم ، عشت على الصمت ولسه عايزة اعيش عليه"
قبل رأسها وقال بحنان ابوي " انا فاهمك يا زمرد وفاهم وجعك ويمكن اكتر واحد موجوع زيك ،صابرة اتضلمت ورضيت بالضلم ودا خطأها ، في نفس الوقت انت قوية بس مش عايزك تبقي ضالمة "
" بحاول " قالتها بتقل ربت عليها فدخلت صابرة رفقت سناء ،غمزت صابرة إلى سناء وقالت بمشاكسه " شوفي مسكتهم متلبسين " ضحكت سناء قائلة " دا حتى الحاج متوصي بيحضن بضمير "
اخرجت زمرد لسانها ثم وضعت قبلة على خده وقالت تستفز كل واحدة منهم " غيرانين يا منمن " قهقهة على افعالها بينما اغتاضت صابرة وكدالك سناء
دخل يوسف دون أن يلقي السلام فقالت صابرة بضيق وأشارت إلى زمرد " والله البنت دي عملت حاجة طلعته عن شعوره"
نفت برأسها ببرائة فقال يامن " يلا يا حببتي روحي شوفيه " اومأت له وغادرت بينما جلست صابرة تحتضن والدها نضرت لهم سناء بسعادة سريعا ما تحولت الى حزن ،لما ليس لها اي أب مثل يامن يحميها ،لو كان لها اب حقا لما حدث لها كل هدا ،نضرت الى ابنها ومسحت دمعه من عينها وابتسمت له تحمد الله انه عوضها به
في الأعلى دخلت الغرفة و لم تجده ،سمعت صوت رشاش المياه تأكدت انه في الحمام ، جلست تنتضره ،خرج ينشف شعره لم ينضر لها بتاتا
استغربت ردت فعله هل فعلا لا يزال غاضبا منها بسبب حديثهم صباحا ،تعلم انها اخطاة في حقه عندما صرخت في وجهه وهي فعلا تنوي الاعتدار ،لاحضت تجاهله لها وقالت متسائلة " مالك يا يوسف؟!"
لم ينضر لها حتى مما جعلها قلقة ،اقتربت منه بعد أن جلس على السرير وقالت بأسف " أنا أسفة ،عارفة اني غلطت لما عليت صوتي عليك "
نضر لها ساخرا قبل أن يقول " زمرد انت بقيتي أسوء من راسخ بذات نفسه وأتبتي إنك فعلا بنته ونفس شره"
نفت برأسها وقالت بألم" اوعى تجرحني بالطريقة دي يا يوسف"
قهقهة ساخرا وقال بعد أن رمى صور والدها رفقة امرأة أخرى على وجهها وهدر بها غاضبا" يا بجاحتك مسلطة وحدة على ابوك "
نضرت إلى الصور التي تجمع والدها بإمراة ما وقالت بثوتر " والله ما حصل بينهم حاجة دي بس صور عادية "
استفزه ردها وقال صارخا " انت مجنونه؟! دي فيها خراب بيته، غير ايه الندالة الى وصلتي ليها"
↚
نضرت له بتفكير وقالت متسائلة " يعني زودتها؟!"
كاد ان يجن من برودها و قال بغضب وهو ينضر لها شرازا " انا اللى غبي دورت على حية خرجتها من جحرها عشان تلتف على خلق الله وتهددهم " ثم استرسل بتهديد " ودلوقتي طالما انت شايفة نفسك ملكة على الكل الدور دا يجي عندي ويقف فاهمة " ثم رفع سبابته في وجهها قائلا بصرامة " الله وكيلك يا غزال لو عتبتي خطوة برة الاوضة دي اكون كاسر رجلك الاثنين ،و وريني اخرك دلوقتي " قال كلماته وغادر صافعا الباب ،رمشت اهدابها وابتسمت مثل البلهاء قائلة" حمش يا حبيبي ، اول مرة احس اني متجوزة " ثم استرسلت بخبث قائلة بعد ان امسكت هاتفها ترسل صور أبيها الى زوجته التي الى حد الان لاتعلم ان زمرد قد استولت على نصف الشركة والثروة بسبب سفرها ، ابتسمت بعد ان رسلت لها الصور وقالت بثبات "والله يا يوسف قولت ليا بلاش اطلع من الاوضة ،وانا عشان ازرع الفتنه مش محتاجة اطلع من الباب دا اصلا " قهقهت مردفة " طول عمري ملكة ونشوف رد فعلك يا مياسين، دا قليل من اللى صابرة شافتها "
في بيت راسخ كان الجو متوثرا ،البيت انقلب على عاقبية اثر فضيحة راسخ وتلك الفتاة الشابة التي بعمر ابنه ، صرخت به مياسين وهي ترمي الصور امام عيونه "هي حصلت تخوني ، ابقى مسافرة عشان اكبر شغلك وانت هنا بتخوني براحتك مع وحدة قد ابنك "
نضر لها راسخ غاضبا ثم نضر إلى الصور وقال بإنفعال " البنت دي ضربتها بالعربية واخدتها لبتهم لا خونتك ولا غيره "
صرخت به هادرة " ضربتها ؟! " ثم استرسلت ساخرة " ازاي بقيت في فراشها"
أغمض عيونه متقبلا عتابها من ثم اقترب منها وقال بصوت هادئ " انتي عارفة اني بحبك انت وعمري حبيت غيرك ، البنت دي قسما بالله ما اعرفها ،ولا عارف مين سلطها عليا " شعر بأنها هدأت فقبل يدها وقال بود "والله ما بشوف غيرك يا مياسين"
بالفعل عندما وصلت صوره لها مع تلك الفتاة شعرت ان قلبها ينخلع من مكانه ، مهما حدث هي تحبه بل تعشقه غاب عقلها وضهرت غيرتها فقط ، نضرت في عيونه فإكتشفت صدقه وقالت ببكاء" والله بحبك وبغير عليك من الهوا ، ازاي اتحمل أشوفك بالمنضر دا"
تفهم كلامها و وضع نفسه مكانها اقترب منها واحتضنها برفق ثم قبل رأسها وقال بهدوء " قسما بالله يا قلبي أعرف مين عمل كده واخدلك حقك "
اومأت له بينما تتمسح باحضانه ابتسم بسعادة على ارضائها إبتعدت قليلا وهمست له " أنا بحبك يا راسخ "
ابتسم وقبلها قبلة رقيقة مردفا بحب " وانا بعشقك يا مياسين" ابتسمت له ثم استرسلت بتفكير " انا عارفة مين ممكن يعمل كدة "
نضر لها مستفهما فقالت "زمرد ،بتحاول تنتقم مننا"
زفر بضيق وقال" والله مش عارف البنت دي مالها ،ذنبي ايه اني مش بحب امها ولا حبتها ،الحب مش عافية هي ليه مش عايزة تستوعب"
هزت مياسين كتفاها وقالت بضيق " عشان مش بتحب ،لو حبت هتعرف انه اللى بتعمله غلط "
عقد حاجباه وقال مستفهما" امها كانت طيبة مهما عملت فيها بتبقى هادئة ومطيعة ،اما هي لا ،صابرة اتقبلت حبي ليكي ، هي ليه مش عايزة تتقبل ؟!"
تنهدت مياسين وقالت بحيرة " مش عارفة؟!" ثم استرسلت " سمعت انها أخدت نص الاملاك؟!"
اومأ لها مردفا وقال " فعلا اضطريت اديها نصيبها بسبب يوسف و يامن ، مش عايز مشاكل معاهم "
اومأت له وقالت " سيبك منها انا عارفة دواها واللى هيهدها " نضر لها مستفهما فقالت " سيب موضوع زمرد عليا " اومأ له فإسترسلت بدلال " وحشتني "
ابتسم قبل أن يحملها وقال " وانتي أكتر يا حبيبتي "
الحب شعور غريب حتى إن كان ضالم هو فقط ينسنا ما هي العاطفة والحنان ، نترك انفسنا له لنكون انانين ولكن هل الحب الاناني الذي يكون على تعاسة الاخر هو خير ام شر
بعد مدة نزلت مياسين لمقابلة هاجر ،كانت هاجر تجلس بينما تهز أقدامها بتوثر وعصبيه ،نضرت لها مياسين وجلست مقابلها وقالت بهدوء " اللى بتعمليه مستحيل يجيب نتيجة "
نضرت لها بضيق وقالت " ايه اللى ممكن يجيب نتيجة؟! "
ابتسمت مردفة " عايزة تهدي زمرد خدي يوسف منها " نضرت لها بضيق وقالت" يوسف حاولت معاه قبل ما تضهر زمرد ثاني وهو مش عايز يميل، يبقى هاخده لما اتجوزها "
ابتسمت مياسين وقالت بهدوء" اي راجل عايز راحة واستقرار ، ولمامشاكل الست تكتر بدور على غيرها ،ودا دورك" نضرت لها بعدم فهم فقالت " انا كل اللى هعمله ان هخلي مشاكل زمرد كثيرة ومهما حصل خليكي جنب يوسف لانه هيضعف بالاخير ا"
اومأت لها وقالت " بس ازاي ممكن يمل منها"
ابتسمت قائلة " عندي كتير أعمله ركزي انت في شغلك " اومأت لها فشردت مياسين سوف ترد الساعة صاعين إلى زمرد
**************************************************
ضلت زمرد مسجونة لأكتر من يومين في المنزل بعد أن أصدر يوسف قراره ونفد حكمه عليها ، خرجت تتمشى في حديقة المنزل لاتعلم مالذي يحدث في الخارج فهو اخد منها هاتفها ايضا بعد فعلتها الشنعاء التي أتت عواقبها على رأسه ، زفرت بضيق ونضرت إلى سناء التي تدلف إلى المنزل وأسرعت نحوها ،احتضنتها قائلة بسعادة " وأخيرا جيتي "
ابتسمت سناء مردفة بشماته " والله يوسف طلع قدها وقدر عليكي"
رفعت زمرد حاجبها وقالت متهكمة" بلاش تغرك الطاعة دي ، بفكر في خطة جهنميه " ابتسمت سناء بغيض فإسترسلت زمرد متسائلة " إيه اخبار راسخ او عيلته؟!"
هزت سناء كتفها وقالت بملل " عادي مش ضاهر عليهم انهم عيلة مفككه "
ابتسمت زمرد ساخرة " مياسين مستحيل تضهر ضعفها " ثم استرسلت " يوسف عامل ايه؟!"
حدقت بها مرتبكة وقالت " الحمد لله "
نضرت لها مشككة وقالت " قولي في ايه من غير كدب؟!" بلعت سناء ريقها قبل أن تقول " يوسف ناوي يتعاقد معاهم "
انتبهت زمرد الى كلماتها وقالت بإستفهام " يتعاقد مع مين؟!"
اجابتها دون اهتمام " مع هاجر يبقى محامي شركتها"
"نعم " قالتها زمرد بدهشه ثم استرسلت" ومال هاجر دي بيوسف من أساسه "
شعرت سناء بإنفعال زمرد من خلال صوتها وقالت مستفهمة" يعني شغل عادي ،ليه مكبرة الموضوع؟!"
اجابتها بشراسه والغيره تكاد تفتك بها " دي عايزة تلف عليه ، عايزة تاخد يوسف ومياسين مسلطاها عليا عشان يقهروني" نضرت لها سناء بتدقيق وفكرت قليلا مردفة " يوسف بحبك انت"
تحولت نضرات زمرد الى اخرى عصبية وأردفت بحقد " انا واثقة فيه بس كيد النسوان مش واثقة فيه نهائي " ثم استرسلت بإدراك " وأنا هستنى لحد ما تاخده أنا رايحة ليه "
اتسعت حدقتي سناء وقالت بسرعة " انت يا مجنونه ،هو قالك ما تطلعيش وهتفضحيني معاه ان انا اللى قولت ليكي" لم تسمعها بتاتا بل غادرت إلى غرفتها وارتدت ملابسها بسرعة ونزلت مغادرة الى الشركة بينما ضربت سناء كف على كف من تهورها
**************************************************
في قاعة اجتماعات شركة يوسف كان يجلس رفقة هاجر يتكلمون بأمور العمل ،كان يشرح لها بنود تعاقده معها ، بينما هي كانت تحدق به بحب ،نعم هو حبها مند الطفولة لكنه فضل زمرد عليها وأحبها ،كل ما حاولت استمالته كان يرفض هو ختم زمرد على قلبه واقفله لكنها لا تستسلم ولن تتركه لها ، توقف فجأة على لمست يدها على يده، رفع عيونه لها فقالت بعد أن نضرت في عيونه" أنا عارفة انك بتحب زمرد ، لكن غصب عني لسه بحبك يا يوسف "
أبعد يوسف يده وأردف بهدوء " إنت بنت عمتي ودمي يا هاجر ،لكن مستحيل ممكن يبقى بيني وبينك حاجة غير الشغل ،انا لو بدخل وأحاول أنقد شركتك بس عشان في دم بنا "
زفرت بهدوء قبل أن تتحسس وجهه بيدها وهتفت بصوت مغري " إنت محتاج انسانه تفهمك وتحس بيك ،زمرد كل اللى تعرفه عن الحياة هو الانتقام ،وبتتعبك بمشاكلها اللى بتضطر تحلها " ثم استرسلت بعد أن شعرت بتأثير كلماتها عليه " انت شايل فوق طاقتك بسببها ،وهي مش مقدراك ولا مريحاك ،انت عايز ست حنينه عليك وبتفهك ،لما الدنيا تجي عليك تلاقي حضنها ينسيك"
فعلا الرجل رجل رغم عنه وجد نفسه يصغي الى كلماتها وهي شعرت أنها سوف تنول نصيبها ومرادها منه
↚
كانت زمرد قد وصلت الى مكتب الاجتماعات الذي يلتف بالجدران الزجاجية ،ما ان رأتها تقترب منه وهو مصغي لها حتى شعرت بغصة في قلبها وتحجرت الدموع في عيونها همست بألم لنفسها" حتى انت يا يوسف" أغمضت عيونها بقوة ثم فتحتهم مجددا غاضبه ،قلبت عيونها في المكان وجدت أتات يستعمل للزينة وبكل غل حملته إبتعدت قليلا تم رمته على الزجاج ليصدح صوت تكسيره انتفض يوسف وهاجر، اتسعت حدقتيه بعد أن وجدها تحدق به بغل وشر من خلف الزجاج المنكسر ،زفرت هاجر بضيق تلك المتخلفة زمرد افسدت مخططاتها بالكامل لو تاخرت قليلا كان سوف يكون لها
ابتسمت زمرد بإستفزاز وبرود مطلق عكس ما كانت عليه عندما رأتهم وتقدمت منهم بخطى واثقة وابتسامتها لا تحيد من وجهها وقالت بعد أن ضربت يوسف بحقيبتها بغيض " إيه اللى بيحصل ؟!"
حدق بها وابتسم مثل الابله كم يعشق شراستها وقوتها تلك اجابتها هاجر بهدوء " كنا بتتكلم في الشغل؟!"
ابتسمت زمرد ساخرة كأنها لاتعلم ما تكنه تلك الماكرة لها او لزوجها ، وقفت أمام وجهها وأردفت بإبتسامة مستفزة بعد أن رفعت يدها تتباهى بخاتم زواجها" يوسف دا حبيبي وجوزي، فهمتي يا روحي " ثم استرسلت بحده " يلا كده شيلي خبتك واطلعي برة "
زفرت بضيق منها وقالت بعد أن نضرت إلى يوسف الذي كان يشاهد صامتا " بالنسبة للشغل يا يوسف نكمله بعدين ، لما تكون وحدك"
ضحكت زمرد بأعلى صوتها وهي تنضر لها وقالت بلذاعة " تبقى اخر مرة في عمرك لو قربتي منه "
زفرت الاخرى بضيق وحاولت ان لا تعطيها فرصة للنيل منها اكتر وغادرت بينما حولت زمرد نضربها الى يوسف الذي يضحك وجلست بجانبه تبتسم ، حدق بها فجدبته من ربطة عنقه بقوة نحوها وقالت بغيض " كنت بتهبب ايه معاها؟!"
عبست ملامح وجهه من تصرفها وقالت بضيق " بنتكلم في الشغل"
شددت على شفتيها وحدقت به بإتساع وملامح مخيفة غاضبه وقالت " شغل ؟!شغل ولازفت كان ناقص تبوسها "
جدب ربطة عنقه من يدها ضاجرا وقال بغيض " ما انا متجوز ومحروم ،أدور برة أحسن"
زفرت بغيض واستقامت واقفة تنضر الى الزجاج المتهشم واردفة بتهديد بعد أن اعادت نضرها له " وحياتك يا يوسف مرة تانيه هيبقى راسك مكان الازاز ده" اتسعت حدقتيه بينما غادرة الاخرى منفعلة متوعدة لهاجر تلك وهمسك " وربنا لاربيكي عشان تقربي من حاجتي "
خرجت من باب الشركة وأشارت إلى سائقها ان يتبع سيارة هاجر ، اومأ لها ولحق بها
*************************************************
إستاء يوسف من افعالها المتهورة ونضر إلى حائط مكتبه الزجاجي متحصرا عليه ،دخل جاويد يضحك على ما حدث له وقال ساخرا " راحت هبتك يا يوسف"
زفر يوسف بحنق وقال " اسكت مش ناقص وجع دماغ كفاية اللى عملته زمرد"
اومأ له وجلس مقابله مردفا " عملت ايه عشان تكسرلك المكتب فوق ذماغك؟! "
زفر بضيق مرددا بملل" مشاكل زوجية " ثم استرسل بجدية " هديك ملف شركة هاجر انت المسؤول عنه؟! "
اومأ له فإسترسل يوسف متذكرا " عملت ايه مع سناء؟! "
تنهد جاويد متدكرا كل محاولاته الجادة في استرجاعها الى انها كانت تصده في كل مرة ،غير دالك الابله سليم الذي لم يكن في حسبانه أصبح مثل ضلها يلاحقها أينما ذهبت ، زفر مطولا قبل أن يقول " والله بعدي ايامي بالعافية ، مش راضية مع اني مش سايب حاجة معملتهاش ،ورد وكل يوم ببعته ليها بترميه، اعتدار بكتبه بالشعر وتقطعه ،مش لاقي خيط اسمكها منه"
اومأ له وقال " انت غلطان في كل الاحوال " ثم استرسل بجدية " انها تسامحك صعبه "
مط شفتيه قائلا بعد ان تدكرت شرطها " هي الصراحة طالبة شرط "
نضر له بإهتمام قائلا " إيه هو طلبها ؟!"
أشاح بيده وقال " عايزاني اروح لاهلنا للبلد وأعترف للكل اني ضلمتها" رفع يوسف كتفيه وقال " عادي دا أقل واجب "
امتغصت ملامح وجهه قائلا " ما تضبط بقى انت عارف لو رجعت وإعترفت بكل حاجة ،هتقوم القيامة بين العيلتين ،ويرجع الثار وغيره"
رفع يوسف حاجبه بمكر وقال بخبث " واللى يديك الحل ؟!"
لم يرتح ابدا جاويد الى نضراته تلك ومع دالك وجد نفسه يقول لا اراديا" اللي هو؟!"
امسك يوسف القلم ينقر على مكتبه وقال بتفكير " إنت تتجوزها بتاريخ قديم ،وتسجل ابنك في اسمك ،وترجع البلد تقول انك كنت متجوزها وكده انت ابنهم وهي بنتهم طبعا هيضطروا يوافقوا"
تمعن جاويد في كلام يوسف نعم من هده الجهة سوف يكسبها ويضمن إبنه في اسمه فأجابه بتسائل " لو رفضت ؟!"
نضر له ساخرا وقال " مهمتك تقنعها "
زفر مطولا قبل أن يستقيم على مضد واردف " أتمنى تجيب نتيجة"
اومأ له " هتجيب " أشاح بيده ثم غادر بينما عاد يوسف إلى أعماله
********-****************************************
توقفت سيارة هاجر بعد أن اعترض سائق زمرد طريقها بسيارته
فتحت الباب بغضب وخرجت من السيارة ، فتحت زمرد باب سيارتها وانزلت قدمها التي زينها كعب عالي بالون الاحمر ابتسمت بإتساع وهي ترمق نضرات هاجر الغاضبة بستليه واقتربت منها ،صرخت بها هاجر " إنت فاكرة نفسك مين عشان تقطعي عليا الطريق ؟!"
ضحكت زمرد بخفة ثم اجابتها بينما تبتسم" أنا الكوين يا حببتي "
سخرت هاجر من كلماتها واجابتها بإستهزاء" اه الجاهلة بنت الشوارع "
رفعت زمرد حاجباها بتسليه بعد أن نضرت لها وتبسمت قائلة " انت الصادقة انا بنت الشوارع " قالت كلماتها وأمسكت بشعر هاجر بعنف من مؤخرته حتى صدح صوت هاجر المتالم وقالت بإهتياج" سبيني ، يا شوارعية "
ضحكت زمرد بينما تجدبها لتسير هاجر معها وهي تتالم ، شعرها يكاد ينخلع بين يدي زمرد ، دفعتها داخل سيارتها من ثم ركبت وامرت سائقها بان يقود
بالفعل اتبع اوامرها بينما قالت هاجر بعنف وانفعال " أنت ناوية تخطفيني؟! "
جلست زمرد تضع قدم على اخرى ونضرت لها بتكبر مجيبتا اياها " أنا ناوية اديكي درس صغنن عشان تفكري تقربي من حاجتي "
ابتسمت هاجر ساخرة وقالت " فاكراني ممكن اخاف منك ، افتكري ان أي حاجة ممكن تعمليها فيا هتجي عليكي بعواقب"
ابتسمت زمرد قبل أن تأمر السائق بإقاف السيارة على جانب الطريق المقطوع وابتسمت بعد أن أخرجت هاجر منها وخرجت هي أيضا لترد عليها بإستفزاز" وانا مش بخاف من العواقب "
نضرت لها هاجر بضيق ثم قالت بإنفعال " لو فاكرة ان اللى بتعمليه هخاف منك تبقي تحلمي ،انتي اخرك العربيات تصلحيها ولا ترعي البقر ، انت اللى لازم تخافي " ثم استرسلت بينما تنضر في عيونها بحقد " لان الكل ضدك ،وهترجعي للمكان اللى جيتي منه من غير حاجة ،حتى يوسف هيسييك مش هتلاقي حد جنبك "
ضحكت زمرد بأعلى صوتها على كلام الأخرى وقالت بتقة وهي تنضر في عيونها" أنا مش بركع قدام حد يا هاجر ، مش بحني رقبتي أبدا" نضرت لها هاجر ساخرة فعبتث زمرد في اصابعها وتفقدت خاتم يدها ابتسمت بخفة ثم رفعت يدها وانزلت صفعة على وجه هاجر جعلت وجهها يستدير الى الناحية الأخرى ، ضحكت زمرد وقالت بتسليه وسعادة " كنت تستاهلي " لمعت عيون هاجر بالغل من هي لتتجرء وترفع يدها عليها " اعتدلت لترد الضربة لها الى ان زمرد ابتسمت واقتربت منها قبل أن تفكر ضربتها بمرفق يدها حتى وقعت ونزف فمها ثم اكملت عليها بعد أن ضربها ضربتين على ضهرها بحقيبة يدها ،ضحكت زمرد مردفة بعدم تصديق " ومصدقة نفسك عايزة تضربيني ، احلامك فوق الخيال "
↚
حدقت بها هاجر بغضب وقالت بإنفعال" انت وحدة مريضة ، وغيوره ،طول عمرك بتغيري مني عشان انا أحسن منك ، واهلي بحبوني ، كنتي عايزة حياتي عشان انت من غير أهل "
مطت زمرد شفتيها ببرود وقال بإستفزاز" إنت اللى مريضة والحيقيقة انت اللى بتغيري مني عشان مريضة بيا ، حتى يوسف أخدته ،وانت عينك منه يا روحي " ثم استرسلت بحدة " ابعدي عن طريقي ولا اقولك بلاش ، خليكم كلكم ضدي وشوفوا بنفسكم ازاي هربحكم"
التفتت زمرد كي تركب سيارتها الا انها التفتت مبتسمة ونزلت بصفعة أخرى قوية على وجه هاجر ثم ابتسمت وغمزت لها بعد أن أشارت لها بسبابتها " عشان قربت من يوسف " ثم التفتت مغادرة وأردفت" باي يا روحي" ركبت بعد دالك سيارتها وأشارت إلى السائق ان يأخدها وهي تنتشي من السعادة فقد اخدت حقها دون انتضار ،بينما هاجر ضلت تسبها وتلعنها لقد تركتها في طريق مهجور خالي ،زفرت بضيق واستقامت ،اخدت هاتفها تتصل على زوجة خالها وتخبرها بأفعال زمرد تلك وانه يجب ان تنتقم منها
*************************************************
دهبت صابرة إلى المستشفى بعد أن بدأت تشعر ببعض الألم في رحمها ، بعد كشف الطبيبة جلست معها في مكتبها تشرح لها وضعها ،ابتسمت الطبيبة بعملية وقالت " الواضح انك عاملة عملية اجهاض من قبل "
اومأت لها صابرة مبتلعة تلك الغصة فتابعت الطبيبة " حضرتك اللى عمل العملية عمل شرخ في الرحم وعشان كده بيوجعك "
ترقرقت عيون صابرة بالدموع وقالت مستفهمة " تقصدي ايه يا دكتوره؟!"
تنهدت الطبيبة قبل أن تقول " الى أقصده انه الرحم عندك اتعفن ،عشان كده لازم نستاصله قبل ما يتحول لكانسر لقدر الله "
سقطت دموع صابرة بقوة على دالك العقاب الدي أصابها وقالت بهمس " يعني مستحيل اخلف ثاني ؟!"
نفت الطبيبة برأسها وقالت " المهم دلوقتي صحتك لازم تعملي العملية في اقرب وقت ،قبل ما تحصل حاجة اكبر من كده"
اومأت لها موافقة وقالت" شكرا ليكي انا هعمل العملية بس مش هنا هعملها في لندن "
وافقت الطبيبة وقالت " اللى تحبيه المهم ما تتأخريش "
اومأت لها وغادرت وما ان خرجت من المستشفى حتى اتصلت على فارس
رد على هاتف بينما ينهمك وسط اوراقه ،جائه صوتها المنكسر " انا اليوم بالضبط خسرت ، مش هخلف ثاني ربنا ينتقم منك زي ما انتقم مني "
لم يستوعب كلماتها تلك وقال مستفهما " مالك يا صابرة ؟! بالراحة عشان افهم "
صرخت به باكية " مش هخلف ثاني بسببك ، الدكتورة اللى اجهضت عندها ،دمرت الرحم بتاعي ،ودلوقتي لازم اشيله وساعتها هتحرم من الخلفة مدى الحياة "
صدم من كلماتها هو لم يتوقع ان الأمور ممكن ان تصل الى هده الدرجة اجابها بهدوء " انتي فين؟! انا هاجي حالا"
صرخت به من قوة حزنها " مش عايزاك تجي ،مش عايزة اشوف وشك ، على قد ما حبيتك كرهتك " احس بمدا فداحة الأمر وفعلته الشنيعة ،حاول تهدئتها مردفا " صابرة كل حاجة ليها حل اهدي بس !!"
"ربنا ياخدك " قالتها بكره نبع من جوف فؤادها من ثم اقفلت الهاتف بوجهه
زفر بضيق ومسح على وجهه ثم حمل مفاتيح وغادر
*************************************************
سليم تلك الشخصية التي شغلت تفكير سناء وارهقتها كتيرا ، هو يغدقها اهتمام وحب ، لاتعلم كيف بدات تتعلق به مع مرور فترة قصيره ،هل يمكن ان الاحتواء والاهتمام الدي فقدته أشعله سليم بمجرد تفاصيل بسيطة ، استفاقت على ملمس ابنها على وجنتها اليمنى وقال بضيق " ماما انا ليه مش عندي بابا؟!"
هدا السؤال فاجأها اول مرة مند أن ولدت ابنها لم تسمع هدا السؤال طفلها يكبر هل نسيت،وهل نسيت انه سوف يسال يوما عن والده نفت براسها فكرر ابنها نفس السؤال ،ابتسمت وهي تجلسه على قدمها وقالت بتفكير" لما تكبر شويه هحكي ليك كل القصة وليه مش عندك بابا "
زفر الصغير مستفهما " يعني انا عندي بابا؟!"
اومأت له وقالت " باباك عايش وموجود ،بس انا هو مستحيل نجتمع" بالتاكيد هو طفل لا يستوعب شيئ هز كتفيه وقال " عايز اشوفه؟!"
نفت برأسها وقالت" لا"
زفر الصغير بإستياء وقال بإنفعال" كل الولاد معاهم بابا ليه انا لا؟!"
لم تعلم بما سوف تجيبه فحاولت اغلاق الموضوع" نتكلم بعدين يا يوسف "
نفى براسه ودخل في نوبة صراخ وبكاء بعد أن علم أنها لن تقول الحقيقة
دخل يوسف صدفة فوجد الصغير يبكي حمله بين يديه وحاول اسكاته مردفا " مالك يا قلب عمك"
مسح الصغير عيونه وقال " مش عايزة تقولي مين بابا"
قبل يوسف راس الصغير وقال بهدوء " ايه رايك أخدك عنده تشوفه "
اتسعت حدقتي الصغير بفرح وصفق بيديه ثم عانقة " انا بحبك يا يوسف "
ابتسم يوسف وقال بحنان " وانا بحبك يا قلب عمك " ثم انزله بلطف وقال روح عند زمرد لحد ما اجي "
عبس الصغير مردفا " زوزو مش موجودة "
اومأ له يوسف ثم استرسل "اطلع عند بابا " اومأ الصغير وركض الى الأعلى بينما نضر يوسف الى سناء التي تحدق به بشر مطلق وعيونها غاضبة ،ابتسم من ثم جلس مقابلها وقال بهدوء ورزانة" أكيد مش هعيش طول عمره من غير أب "
ردت عليه بإنفعال" انت ملكش دخل يا يوسف ،دي حياتي انا وابني ،انا مش عايزاه يعرف جلال"
تقبل يوسف انفعالها برحابة صدر واردف " معاك حق ،هو لا يستاهلك ولا يستاهل ابنك ،وانت على حق انا مليش دخل "
زفرت بضيق وقالت بعد أن شعرت بمدى فداحة ما فعلته ،يوسف لم يقدم لها سوى الخير وقالت بأسف" أسفة عشان عليت عليك صوتي بس انت عارف انا شوفت قد ايه ،هو عايز ياخد ابني بالساهل بعد ما عمل عملته وهرب وسابني للنار" ثم استرسلت بضيق " عشان صاحبك هتقف في صفه "
اومأ لهامتفهما وقال " عندك حق في اي كلمة ممكن تقولها ،وانا معاكي " ثم استرسل متابعا بجدية " مين قالك انه عشان صاحبي هقف معاه، انا مع الحق دائما "
اومأت له فدخلت زمرد اثر حديتهم وجلست بجانب سناء مردفة بضيق " اياكي تسامحي "
مسح على وجهه بإنفعال من زوجته التي لا تتدخل ابدا بالعقلانيه منطقها الانتقام لا غير حدجها بنضرات نارية ثم نضر إلى سناء وقال " انا عايزك تاخدي حقك منه بنفس الوقت عايزك تردي اعتبارك "
نضرت له مستفهمة فقالت زمرد بتدخل " اسجنيه "
ولثاني مرة هده الفضولية تتدخل نضر لها بضيق وقال بإنفعال " والله يا غزال لو نطقتي ثاني اكون مصقف على وشك عشان تتلمي في يومك ، انا بكلمها هي ولا بكلمك "
رفعت كتفاها وقالت بضيق " انا وهي واحد "
نضر لها ساخرا وقال " ابقى ضالم لو قولت ان الحية شبه سناء "
اتسعت حدقتيها بغيض من ثم استقامت مغادرة ، زفر بضيق قبل أن ينضر الى سناء التي كانت شاردة وقال "وافقي يتجوزك "
حدقت به بعدم تصديق وقالت " اتجوزه؟!"
اومأ لها بهدوء مسترسلا " سبيه يسجل الولد في اسمه،ابنك لازم ياخد حقوقه بعدها "
نضرت له ساخرة " ابقى استفدت ايه ؟!"
ابتسمت يوسف وقد شعر بنبرتها الساخرة وقال " اولا هيضطر يعلن جوازك منه ،وانا هتكلف انه حتى اللى في البلد يعرفوا "
أجابته بتسائل " انت ناوي على ايه ؟!"
ابتسم لها بهدوء وقال " يعترف بجريمته انه ضحك على قاصر "
نضرت له شاردة فقال " خدي وقتك وانا هنتضر جوابك "
اومأت له تفكر مليا في كلامه، وجد صابرة تنزل الدرج مرهقة فقال" صابرة تعالي عايزك"
اومأت له واقتربت منه وجلست بجانبه ،نضر لها وقال " انت كويسه ؟!"
اومأت له فإسترسل " بنتي كبرت وجاي لها عريس" اتسعت عيون صابرة وحدقت في أخيها وقالت مرتبكة" عريس مين؟!"
ابتسم لها قائلا " ابن صديق بابا "
نضرت له مستفهمة وقالت " بس انا معرفوش؟!"
هز كتفيه وقال " اكيد دلوقتي لا بس لما تتقابلوا هتعرفوا بعض "
لم تكن في حالة جيدة للجدال فإلتزمت الصمت حتى قاطعهم صوت خلود المرح تزامنا مع نزول زمد " أنا جيت يا سوفا "
التف يوسف إلى مصدر الصوت وحدق بالطفلة السعيدة ثم حول عيونه الى زوجته التي كانت تنضر الى الصغيرة بنضرات لو كانت تقتل لاوقعتها ميتة ، أخت مقابل الاخرى بنت مياسين وبنت صابرة نفس العمر الذي عاشته زمرد في الشارع الان تقف نسختها أمامها تلك الفتاة هي من قتلت والدتها لو لم يبلغ المخاض امها دالك اليوم لكانت صابرة حية ترزق هدا كل ما يجول في عقل زمرد من أمامها يجب أن تموت مثل والدتها
نضرت تلك الفتاة الصغيرة إلى زمرد وقالت بمرح " سوفا مين القمر دي؟! "
تقدم يوسف من الصغيرة وحملها مردفا بعد أن نضر إلى زمرد بتحذير " دي مراتي ياخلود "
↚
ابتسمت وأردفت بسعادة " عيونها شبه الغزال " ابتسم يوسف بينما تلك الشرسه تصلب جسدها ونضراتها توقفت على الصغيرة تحدق بها بتلك العيون الملونه القاتمه"
نضرت سناء اللى زمرد التي تيبست وقالت بعد أن حمحمت" زمرد "
حولت نضراتها القاتمه الى سناء من ثم نزلت الدرج مثل التائهة اقتربت من يوسف الدي يقف ويحمل خلود بين يديه ثم أشارت إلى الصغيرة بسبابتها وقالت بحقد " دي اللى قتلت ماما ؟!"
حدقت بها خلود مستفهمة من ثم انزلها يوسف قبل أن تهتاج زمرد ، ابتسمت الصغيرة لها وقالت انا خلود وهي ثم قدمت يدها تصافحها "انت مين؟! "
صرخت زمرد بها " انا اللى قتلتي أمها ،انت السبب ، عشان تتولدي ،راسخ ساب امي تموت قدام عيني "
شعر يوسف بحرقة زمرد التي فجأة تذكرت ماضيها وكيف ماتت والدتها وقبل ان تبدا بالانهيار او تأدي الفتاة بسبب غضبها داك ، جدبها يوسف رغم ثورتها عليه ، جدبت يدها منه بقوة وقالت بعنف وهي تنضر الى الصغيرة " اتحرمت من صابرة بسببك "
تألم يوسف لألم حبيبته فإقترب منها وجدبها الى أحضانه دفن رأسها في صدره حتى اختفت بداخله واقترب من اذنها هامسا" والله حاسس بيكي يا غزال ،لو ليا خاطر عندك بلاش البنت صغيرة "
همست بضعف قائلة" صابرة " شعر بدموعها على قميصه الابيض ، أغمض عيونه ثم نضر إلى صابرة وأشارة لها ان تهتم بخلود بينما انحدر يوسف وضع يده خلف قدم زمرد والأخرى على ضهرها ،قام بحملها وتوجه الى الاعلى ،كانت الصغيرة مندهشة ونزلت دموعها من شدة الخوف ،اقتربت منها صابرة وقالت مبتسمة بعد أن مسحت دموعها " في قمر يعيط ؟!"
احتضنت خلود صابرة وهتفت بدعر " انا خايفة منها " ابتسمت صابرة تحتضنها وتربت على ضهرها وأردفت بهدوء " هي طيبة بس مش واخدة دواها "
نضرت لها خلود بإستفهام " يعني هي مجنونه؟!" اومأت لها صابرة فإتسعت عيون سناء وكدالك يامن الذي ضرب كفا على الآخر من غباء ابنته
بالاعلى ما أن انزلها على الارض حتى استعد الى ردت فعلها الغاضبه والعنيفة ، بدت مثل المجنونه وحل عليها هدوء غريب جلست على السرير صامته تتدكر ايامها مع والدتها "
فلاش باك
زفرت بغيض من شعرها المموج الكتيف الدي لا تستطيع جمعه زفرت بضجر وتركت شعرهاو رمت المشط بعنف وهتفت بضجر " وانت عامل زي الشمس كدة كل شعرة فيك ماسكة قناة "
ابتسمت صابرة بعد أن فتحت باب غرفة زمرد تضحك على حنقها ثم جلست خلف ابنتها وقالت متسائلة " مالك يا زمرد؟!"
زفرت بحنق وقالت " سلك المواعين دا مش عايز يتسرح ،تعبني"
ضحكت صابرة على الفاض ابنتها ثم اخدت المشط من على السرير وجلست تسرحه لها وقالت" كل حاجة يا حبيبتي عايزة صبر ،حتى الشعر "
زفرت بضيق وقالت" مش مهم انا خلقي ديق"
ابتسمت صابرة وقد اكملت جديلة ابنتها و وضعتها بجانب عنقها تدلي بها إلى الأمام كي تريها لها وقالت" ما شاء الله شعرك طول اهو واتسرح"
ابتسمت زمرد بعد أن نضرة إلى تلك الضفيرة وفعلا والدتها قد سرحت شعرها التفت تحتضنها بقوة وقالت " بحبك يا ماما ،انا مش هقدر اعيش من غيرك "
ابتسمت صابرة تربت على ضهر ابنتها بحنان بالغ وقالت "وانا بحبك اكتر يا قلب مامتك "
عادت الى واقعها المرير وفراق والدتها وضعت كلتا يديها على وجهها وبكت كما لم تبكي من قبل ،الفراق اصعب شعور اجتاجها تالمت وتألمت وضاق صدرها ،هي تريدها فقط بجانبها ان تحتضنها ان تضع راسها على صدرها هي فقط تريد والدتها ،كم تألم قلب يوسف عليها ، جلس بجانبها وجدبها الى أحضانه مربتا على ظهرها وقبل جبينها مردفا بحنان " هي في مكان احسن "
نضرت له بعيونها الحمراء وقالت ببكاء وضعف" عايزة ماما ،عايزة حضنها " ابتسم متألما على حالتها وقال بهدوء بعد أن رفع دقنها بإبهامه" غزال بوصي ليا"
نضرت له بعيونها التي جابهة الدماء في لونها فقال بصوت هادئ حنون" أنا عيلتك ، لو صابرة مش موجودة انا موجود ، عايزة تبكي ابكي يا غزال ،صرخي وطلعي كل اللى جواكي ،وانا جنبك عمري ما أسيبك "
كلماته متل البلسم تداوي جروح قلبها المحطم ،كيف بمجرد كلمات يستطيع تهدأتها ،حدقت في عيونه وقالت بحزن دفين " ماما ماتت بسببها ،قولت لراسخ ينقد امي قالي سبيها تموت عشان ارتاح منها " دخلت في نوبة من البكاء الحاد بعد تدكرها دالك اليوم المشؤوم وقالت بصوت متقطع" عشان البنت دي كانت هتتولد ساب امي بوجعها ، يوم ميلادها هو ذكرى وفاة امي ، انا مستحيل اقدر اسامحها "
تنهد يوسف بقوة قبل أن يقول برزانه" زمرد خلود طفلة ،الغلط على راسخ " بعد أن وجد عيونها تشتعل استرسل موافقا اياها " بلاش نضرتك دي يا غزال ، انت معاكي حق في كلامك "
نضرت له بحزن تعلم أنه يجاريها وقالت بضعف " تعرف انه راسخ بيكرهني سابني للشارع بقلب قاسي وانا اثناشر سنه لا عرف اني حية او ميته وحتى فارس وكمان خلود كلهم بيكرهوني " شعر انها تخرج ما في قلبها فتركها تتحدت هي غالبا ما تتحدت في طبيعتها ،استرسلت بصوت واهن " عارف ايه اكتر حاجة بفكر فيها ؟!"
نضر لها مستفهما فإسترسلت " ان حد يحبني لدرجت يملأ الفراغ اللى عندي " نضر لها متعجبا فقالت " تفتكر الفراغ اللى بتسبيه العائلة ممكن حد يمليه في رأيك ؟!" لم يجد ردا على سؤالها ان كان الفراغ الدي بداخل الانسان او الجرح سببه العائلة كيف يمكن إصلاحه ؟!
ابتسمت ساخرة على نفسها وقالت" انا يمكن اكتر وحدة بتتوجع ،بس بتوجع ساكته ،الوجع هنا في قلبي أشارت إلى قلبها ،كبير اوي ومش بخف يا يوسف ،نفسي ارتاح منه بس بطاردني ، انت شايفني قوية وبتقول اني زي حية ،انا شايفة نفسي ضعيفة ومجرد طير مكسور " عادت دموعها للسقوط وقالت بعد أن دفنت نفسها في احضانه " عايزة انام عشان انسى ،لو نمت هفوق ناسيه كل حاجة "
تاكد الان يوسف ان غزاله الضائع ليس فقط جريح بل مكسور من الداخل الى اشلاء صغيرة ، مسد على ضهرها بهدوء يعلم أنها بحاجة إلى مساعدة نفسية تخرجها من حالتها تلك ، ضحك ساخرا يبدوا ان زمرد لا تحتاج الى احد يساعدها ،هي فقط تحتاج الى اخد ما هو ملك لها او الاحق هي بحاجة إلى أب ،إن كان ما إكتشفه يوسف اليوم ان زمرد تحب راسخ بل تعشقه الا أنه رفضها، هي مجروحة منه لعدم اعترافه بها او حبه لها ، شفاء زمرد هو حضن والدها ابتسم مردفا بعد أن غفت بأحضانه" طلعتي بتحبي راسخ يا زمرد عكس اللى بتقوليه وبتغيري من اخواتك عشان حبهم وانت لا " ثم استرسل بضيق" ياريث ابوكي يفهم ان انت بجد تستاهلي الحب اللى هو حارمك منه ،بس فعلا هو مش بيستاهل بنت زيك "
**************************************************
بالاسفل كانت سناء وصابرة يلعبون مع خلود التي بدت مرحة وعفوية ، الى حد ما هده الفتاة تشبه زمرد عندما كانت صغيرة لكن هي عكسها هادئة ، ابتسمت لهم خلود وقالت" يعني مرات يوسف هي أختي؟! "
اوما لها يامن مردفا بهدوء بعد أن أجلسها على ساقه " بس هي شريرة شوية "
ضحكت خلود بخفت وقالت" شبه بابي "
ضحكك يامن بغلب وقال " هي شوية شريرة على بابي"
اومأت له وقالت " أنا عايزة اتعرف عليها "
انتشلها يوسف من حضن والده وحملها مردفا " نعمل ايه وهي غيرانه منك ؟!"
مطت شفتيها وقالت بضيق" عايزاك تبقى ليها وحدها ،بس انت حبيبي " ابتسم يوسف على كلامها وقال متسائلا " مين جابك ؟!"
رفعت منكبيها وقالت " ماما " ثم استرسلت بعد أن شعرت بالجوع " جوعت يا يوسف " اومأ لها فاخدتها سناء الى المطبخ كي تضع لها الطعام "
نضر يوسف إلى والده وقال " دي اعمال مياسين عارفة عقدت زمرد من خلود بعتتها عشان توجعها"
اومأ له والده وقال متفهما " هي لازم تتقبل وجودها ، مهما حصل هي اختها، ولسه طفلة مش هتقدر تحاسبها "
اما براسها وقال "هشوف خلود لو اكلت عشان ارجعها ، هي وزمرد في نفس المكان مشكلة " وافق والده وفعلا ما أن اكلت خلود حتى اخدها يوسف إلى منزلها ، قابل مياسين التي احتضنت ابنتها من ثم نضر يوسف إلى راسخ قائلا بهدوء " راسخ عايز اكلمك ؟!" اومأ له وغادر معه الى الخارج توقف يوسف وفرك جبينه مردفا بضيق" اللى عملته مياسين اليوم هغمض عيني عليه بمزاجي، مرة ثانيه رد فعلي مش هيعجب حد فيكم"
نضر له بإستفهام وقال متسائلا " هو لما ابعت خلود عندك تبقى مشكلة؟! "
احتدت عيون يوسف وقال بصرامة " المشكلة انك عارف ان وحدة من ولادك حارمها من كلمة بنتي وحارمها من حنان الاب كإنها وحدة من الشارع ،تقوم تحط بنتك اللى بتخاف عليها من الهوا قدامها"
عقص راسخ حاجبيه وأردف بضيق " انت جاي تحاسبني ، مش عايز خلود تجي عندك قول ،ليه اللف والدوران دا"
زفر يوسف وقال بضيق " شوف يا عمي انا لسه بحترمك وعامل بحساب الدم اللى بنا، لحد زمرد والدم اللي بنا ممكن انساه افتكر دا كويس "شعر بلهجة يوسف التحذيرية وقال متهكما " انت بتهدد عمك ؟!"
حدق يوسف به بحدة وقال " دا مش تهديد دا اندار، المرة الجاية مش هتعرف الضربة هتجيلك من فين ، لو فاكر زمرد ملهاش اي تبقى غلطان ،انا ابوها وامها وعائلتها ،واللى ياديها أنسفه يا راسخ ، حتى لو كان الشخص دا اللى خلفها " قال كلماته وغادر بينما عاد راسخ إلى الداخل يخرج النار من فمه ، حدقت به مياسين وقالت بتسائل بعض ان لاحضت غضبه " مالك يا حبيبي؟!"
أجابها بإنفعال " عال العال دا اللى بقى، على اخر الزمن ولد فتح امبارح وقف في وشي يهددني عشان بنت لا اخدت ولا جابت"
لم تفهم كلامه واقتربت منه مستفسره " ايه اللى حصل؟! "
زفر محتنقا وقال بعد أن جلس " البيه بهددني لو قربت من المحروسه عروسته"
رفعت مياسين حاجبها وقالت بمكر بعد أن ابتسمت " يعني فعلا لما زمرد شافت خلود و انهارت "
نضر لها مستفهما فقالت" حبيت ارد ليها اللى عملته معايا ، هي مجرد ما تشوف خلود هتشوف الفرق بنهم ويضهر ضعفها ،عشان كده يوسف جه يهددك "
زفر بضيق من افعالها وقال " مياسين فكك من زمرد ، طالما بعيدة عنك بلاش تطلعيها من جحرها بنت صابرة انا عارفها ،طالعة شبهي ومش ساهلة خلي بالك منها'
اومأت له بمكر وقالت " خلينا نشوف أخرها " ثم استرسلت بدلال بعد ان قبلت خده " عملالك أحلى محشي من اللى بتحبه"
↚
ابتسم وقبل يدها مردفا بحنان" ربنا يخليك ليا " اومأت له وقالت " يلا كفاية تفكير وتعالى ناكل ونطلع نغير جو وننسى الهم"
اومأ لها قائلا بعشق " عارفة انا بعشق مش من قليل انت بتفهميني من نضرة وحدة وبتعرفي تخفف عني "
ابتسمت له بحب وقالت بعد أن أشارت إلى قلبها " عشان انا بحبك وبحس بيك قبل ما تنطق " ابتسم على كلماتها المحبه واستقام يحتضنها بحنان متوجهان نحو المطبخ
**************************************************
صباح تقلبت زمرد في فراشها وفتحت عيونها بتقل واثر النوم لا يزال عليها استشعرت حضن يوسف الدافئ لها ، ثم رفعت عيونها تقابل وجهه ،ابتسمت بوهن ،شعر بحركتها فإستيقض يقابل عيونها دات اللون الفريد وقال بعد أن قبل رأسها " صباح الخير يا غزال"
ابتسمت على كلماته المحببه الى قلبها وقالت بعد أن إعتدلت جالسه " أسفة بتعبك معايا "
نفى برأسه بعد أن إعتدل وقال " تعبك راحة ليا "
نضرت إلى عيونه تتمعن عشقه لها وقالت بغلب " اهرب مني على قد ما تقدر ،انا مؤدية ،وجودك جنبي هيأديك"
بادلها تلك النظرات العاشقة وقال بغرام اتقل قلبه" عارفة لو حبك نار ، أنا عايز أحترق بيه" كلماته ادابت قلبها وداوت جروحها ، شعرت بالراحة والأمان ، حتى ادمعت عيونها ،مرر ابهامه على وجنتيها يمسح دموعها ويتحسس خدها ، اقترب منها بينما هي مستكينه وهادئة ، كل ما تحتاجه هو الحنان والحب الذي فقدته في سن مبكر ،قبلها بهدوء وروية يطفي ضمأ قلبه وأشواقه لها التي تحرقه بينما هي كانت تستمد أمانها وسكينتها منه ،تاه كل واحد منهم في الاخر ،رغم الهموم يبقى الحب هو الدواء لكل الجروح ،يوسف لن يستطيع اصلاح كل كسور زمرد لكن يداويها ربما مع الوقت تنسى ويختفي اثر كسرها ، لايعلم كيف مر عليهم الوقت وهو ينال من رحيقها و يروي عطشه اللذي يشعره انه يغرق ويغرق دون طوق نجاة ، بل هو يرغب بالغرق بكل ارادته رغم انقطاع أنفاسه وصعوبة الامواج التي تغرقه الا أن دالك البحر العدب بأمواجه النادر يعجبه ويفتنه حد الموت
طرقت صابرة باب غرفتهما تنادي على أخيها ، ترك شفتيها مجبرا و أنفاسه تكاد تنقطع ، دفن رأسه في جوف رقبتها يحاول استعادة أنفاسه التي كانت سوف تنقطع بسبب تلك الفتنه التي بين يديه ، التي لم يكن حالها افضل منه فقد أصبح وجهها متل كتلت الطماطم الحمراء الناضجة في موسمها بفعل ثورة يوسف وما أعاته من فوضى بها، كان صدرها يعلوا وينزل بقوة بفعل ما مررت به للحضات وقد لجم لسانها ، اتسعت حدقتيها وصرخت رغم عنها بعد أن شعرت بأسنانه تغرز في رقبتها وهتف بصوت متهدج من شدة مشاعره " ردي عليها "
اومأت برأسها دون رد وحاولت اخراج صوتها طبيعيا وقالت بصوت عالي " خمس دقائق وننزل يا صابرة"
زفرت صابرة بحنق وغادرة للأسفل تسبهم ،بينما حاولت زمرد دفع يوسف عنها قليلا وقالت بهمس" يوسف يلا لازم ننزل "
رفع راسه عن رقبتها ثم حدق في وجهها بعشق يتمعن في ملامح وجهها وتلمس شفتيها بإبهامه يتحسس ما احدته بهم ، ضمت شفاهها بخجل جراء لمسه لها، ابتسم بخفة قبل أن ينحني مرة اخرى مقررا إعادة تجربة دالك الشعور الجميل الحلو المداق ، اتسعت حدقتيها و وضعت يدها على شفتيها تحميهم من تهوره ، وضع شفتيه على يدها ونضر لها بغيض بعد ان ابتعد قليلا وقال بضيق " ارحميني يا بنت صابرة " نفت برأسها وهي لا تزال تضع يدها على تغرها فإستقام من عليها على مضض وقال بغيض " جواز مع وقف التنفيذ "
أبعدت يدها عن تغرها تتنفس براحة من ثم إعتدلت جالسه وقالت بعبوس " انت قليل الادب "
حدق بها بإستنكار وقال بغيض " بقالي ثلات شهور متجوزك ، والحمد لله رضيتي ابوسك " اتسعت حدقتيها فإسترسل ممزاحا" يلا نستنى ثلات شهور عشان ناخد بوسه ثانيه " ضحكت رغما عنها على كلامه وقالت بخجل " بطل قلت ادبك معايا"
اقترب منها ونزل الى مستواها وقال " بزمتك مش عيب وانا راجل كده طول بعرض وما شاء الله التلاتين ابتديت فيها مراتي متجوزها وقاعدة معايا في اوضتي زي اختي"
ضحكت على كلامه فإسترسل مغتاضا " والوالد بقى يتمسخر عليا ويقولي روح اكشف شكلك طويل على الفاضي يرضيكي"
نفت برأسها وقالت بعد أن أحاطة عنقه بيديها" أبدا ما يرضيني يا حبيبي"
غمز لها مردفا" ايه رايك أخدك يومين نسافر نغير جو نسيب الهم "
اومأت له مردفة " من عيوني " قبل جبينها واستقام قائلا " هاجي المسا أخدك تكوني بقى جهزتي كل حاجة " اومأت له بطاعة فاعادت صابرة طرق الباب بقوة قائلة بضيق " ما حد فيكم يحترم ان البيت دا كل ناس عزاب "
زفر بغيض من أخته المتسلطة تلك وغادر الى الحمام بينما استقامة زمرد التي ضحكت على رد فعل زوجها وفتحت لها الباب مردفة بضيق " لو ماجرة لينا الاوضة ما تعملي كده "
كانت عيون صابرة تتفحص الغرفة من الداخل ،حدقت بها زمرد بغيض وقالت" في ايه يا صابرة ؟!"
نضرت لها قائلة بتسائل " ما فيش بيبي كده ولاكده؟!"
" اه" صرخت بها بعد ان نزل اخيها على قفاها وقال ببرود" طالما كل صبح بتجي تخبطي على الباب زي البوليس ،اعتبريني قطعت الخلف"
ابتسمت زمرد بينما اغتاضت صابرة.وقالت بغيض" يا اخي قفايا ابوك كاتبه ليك مع البيت كل مرة تصقف عليه"
زفر بغيض منها قبل أن يقبل جبين زوجته ويغادر ، رقصت زمرد بحاجباها تغيض الاخرى ثم قالت بإستفزاز " انت سوسه"
دفعتها صابرة ودخلت الى الغرفة وجلست على السرير مردفة بضيق " عايزة اكلمك اقفلي الباب "
اومأت لها وأقفلت الباب ،جدبت زمرد كرسيا وجلست مقابل صابرة وقالت بتسائل " في ايه يا ضرت امي ؟!"
تغيرت ملامح صابرة للحزن وقالت بصوت ضعيف" أنا في مصيبة مش عارفة اطلع منها"
نضرت لها زمرد مستفهمة فإسترسلت صابرة بعد أن ابتلعت غصتها " زمان كنت بحب فارس لما كنت في لندن وهو كمان رسم عليا الحب و وثقت فيه ، كنت معاه بإرادتي قولت هو ابن عمي ودمي مستحيل يسمح فيا ، طلع خاين وعايز بس رسوماتي ،اول ما أخدهم سابني وراح لغيري ،وبعدها بمدة حملت ،روحت ليه و واجهته،قالي ان كان مجرد وقت حلو وخلص ومش مستعد يتحمل نتيجته وانه لازم ينزل ،انا اتصدمت فيه ساعتها بس كان ضروري انزله لانه هتفضح ،اخدني لدكتورة مشبوهة واجهضت عندها ،ودلوقتي لما روحت اكشف الدكتورة قالت لازم اشيل الرحم عشان اتعفن ،ان اللى عملي العملية مش محترف واذى الرحم عندي " اختنقت بالبكاء وسالت دموعها ،حدقت بها زمرد التي تعلم مسبقا كل هدا لا تعلم هل التعاطف معها ام تقتلها لافعالها ،نضرت لها صابرة واسترسلت بأعين دامعة " يوسف مصر يجوزني ،لو اتجوزت هتفضح يا زمرد "
نضرت لها زمرد بضيق قبل أن تقول " مش عارفة اقوم اجيبك من شعرك ولا احضنك لاني زيك عارفة ايه احساس الوحدة وأنك كل دا تعيشه وحدك صعب " ثم استرسلت " لو قولتي لاخوكي من البداية كان زمانك مرتاحة وجابلك حقك ،لكن كدة مش بعيد يسجنك انت وهو "
زفرت صابرة بضيق هي اتت لها لكي تريحها ليس لتزيد عليها وقالت بإنفعال" ابقى غلطانة عشان جيت عندك؟! "
زفرت زمرد بضيق وقالت " اتجوزي فارس دا احسن حل ،كده هو عارف اللى عمله معاكي "
حدقت بها صابرة بنضرات قاتلة فقالت زمرد بغيض " خلاص سكت " ثم استرسلت بتسائل " مين العريس اللى اخوكي جايبه "
زفرت صابرة وقالت بضيق " ابن صاحب بابا اسمه راسل "
مطت زمرد شفتيها وقالت بتسائل " انت تعرفيه؟!" نفت براسها و ردت " بسمع عنه في السوشل ميديا" ثم استرسلت بإستفهام "ليه بتسالي عنه ؟!" ابتسمت زمرد بمكر وقالت " انت عايزة حل لمشكلتك سبيها عليا " لم ترتح ابدا إلى نبرتها وقالت بضيق " وفارس"
رفعت زمرد منكبيها وقالت بعدم اهتمام " طالما سابك من البداية يبقى يسيبك دائما ،اللى يبيعك بيعيه "
نضرت لها صابرة مطولا وقالت " انا واثقة فيكي " ابتسمت زمرد قبل أن تستقيم وقالت بهدوء " انا ههتم بالموضوع " ثم غادرت الى غرفة ملابسها واختارت فستان باللون الابيض قصير للغاية يلتصق بجسدها ،خرجت الى صابرة بينما ترتدي كعبها الابيض ،شهقت صابرة وقالت " اليوم يدفنك يوسف ،وبعدين انت رايحة فين ؟!"
ابتسمت قائلة هحط عليه جاكيت طويل ولا يهمك ، اخدت حقيبتها ومعطفها ثم غمزت إلى صابرة " عندي موعد شيق كان لازم أعمله من زمان "
نضرت لها مستفهمة فقالت زمرد بعد أن ابتسمت بإتساع" مياسين" وقبل ان ترد كانت قد خرجت ونزلت الى الاسفل نضرت إلى سناء التي كانت تتجهز للخروج وقالت بعد أن بعتت لها قبله في الهواء " طالعة انتي كمان؟! "
اومأت لها فإسترسلت " يلا ومنها نشرب قهوه " حدقت بها بغيض وقالت " والشغل؟!" غمزت لها مردفة" على حسابي "ابتسمت سناء وقالت بمرح " اشطا ،انا كمان من زمان ما طلعت ولا اتكلمت معاكي " غادرت برفقتهاواستقلت سيارتها الى بيت راسخ .
وصلت زمرد وخرجت من السيارة تبعتها سناء وضعت زمرد العلكة في فمها وانزلت نضارتها بينما تتفحص المنزل وقالت بعد أن نضرت إلى سناء " بلاش تسالي ليه جيت هنا ،، أكمل شغلي وبعدها هقولك " اومأت لها وضلت بالخارج
كانت مياسين تجلس رفقة هاجر يناقشون اعمال الشركة ، أثار انتباههم صوت حداء الكعب العالي ، رفعت مياسين نضراتها لتجد زمرد تقف أمام الباب ، استقامت هي وهاجر تقدمت منهم زمرد بينما تمضغ العلكه وقالت بعد أن ابتسمت " أهلا يا مرات ابويا وبنت عمتي "
↚
حدقت بها مياسين بضيق تعلم ان تلك الحية التي أمامها لا تاتي في الخير أبدا زفرت بضيق وقالت " جاية ليه يا بنت صابرة؟! "
ضلت ابتسامة زمرد الجميلة على وجهها وقالت بعد أن نضرت للمنزل واعادت نضراتها لها وقالت " دا بيتي ،اجي ليه وقت ما انا عايزة " ثم استرسلت غامزة " انا ليا نصيب فيه "
احتدت نضرات مياسين وقالت بضيق " طالما جيتي لمي بعضك ورحي " ثم استرسلت هاجر بإستفزاز" البيت دا ليه عيلة واب أسرة اللى انت مش منها "
ابتسمت زمرد قائلة دون اهتمام " لا ليا فيه حق زيكم بالضبط " ثم استرسلت بعد أن نضرت إلى هاجر " شكله الكف اللى اكلتيه مش جايب نتيجة تاخدي غيره "
حدقت بها بشر وقالت بإنفعال" فاكرة اني هسبها تمر ،استني الضربة جيالك قريب "
ابتسمت زمرد قائلة بتكبر وتقة " كل الرصاص اللى عندكم اضربوني بيه ،نشوف لو ممكن اموت ،لو مت اريحكم ،بس لو عشت ابقى دماركم " ثم رفعت سبابتها تمررها عليهم مرارا وتكرارا وقالت " انتم كلكم وانا وحدي "
نضرت لها مياسين قائلة بمكر " للاسف يا زمرد مع كل اللى انتي فيه مش عارفة تتهني ، عيلة صغيرة قدرت تهزك "
عقصت زمرد حاجبها وقالت بعد أن اصدرت صوتا مزعجا باللبان الذي تنفخه " حببتي يا مياسين على الاقل مش شايفة جوزي في حضن غيري " ثم استرسلت بمكر " اللى عمله زمان يعمله دلوقتي ،زي ما جاب ضرة لصابرة ممكن يجيب ليكي ضرة انت كمان ،اتوقعي اي حاجة "
حدجتها مياسين بنضرات نارية فإسترسلت زمرد " ابعدي بنتك الصغيرة عني ،بلاش تبقي ندلة وتدخليها في الحرب اللى بيني وبينك ،عشان ورحمة صابرة ما أحن فيها وادعسها زي ما ناوية ادعسكم "
وصل غضب مياسن الى قمته الى ان صوت صراخ فارس الدي أتى من ورائها جعلها تتوقف عن الحديث" انت فاكرة نفسك مين يا زمرد ، واقفة بتهددي امي بكل وقاحه"
التفتت له وقالت بعد أن اشاحت بيدها " امك يا تبعد عن طريقي وانت معاها يا اما ابتدوا تعدوا في نهايتكم "
اقترب منها فارس وقال بغضب " انت نكره عارفة ايه نكره مش شايفينك ، مهما تعملي انت في نضرنا ولا حاجة "
ثم استرسلت والدته بعد أن شعرت بلدة الانتصار "ودلوقتي اطلعي برة "
وجهت زمر نضرها الى مياسين ثم اقتربت منها مبتسمة وقالت " بلاش تشوفي الضحكة الحلوة الى طالعة من وشي وهدوئي وتتغري " ثم تحولت ملامحها للغضب وقالت بتهديد " نزلي صوتك وانت بتكلميني ، وبلاش تحاولي تاخدي دوري مش بليق على حد غيري "
نضرت لها هاجر بضيق وقالت " انت فاكرة نفسك ذكية جدا ؟!"
ابتسمت زمرد وتوقفت فجأة صامته كأنها تفكر وقالت بمرح بعد أن غمزت لها بتسليه " لا مش بفكر ،انا ذكية فعلا " ابتسامتها الخلابة تلك تجعلها منتصرة في جميع الحروب ثم نضرت إلى فارس واخرجت اللبان من فمها وغمزت له قائلة " حبيبتك هتتخطب وطير " ثم وضعت اللبان على الطاولة الزجاجية وألصقته بها مما جعلهم يقرفون فقالت مياسين بتهديد " خافي مني "
نضرت لها بملل وقالت بتحدير " انت اللى لازم تخافي ، وخافي اوي ،لانك هتنصدمي من اللى هتشوفيه " قالت كلماتها وخرجت منتصرة وعلى شفتيها ابتسامة عريضة وراحة اكبر بينما بالداخل بقي التلاته منصدمون من قوتها
*****************************************************
في احدى المقاهي التي تطل على منضر خلاب مليئ بالأشجار كانت زمرد وسناء يجلسان يتناولان الفطور في جو مشمس جميل وهادء
كانت زمرد تضع يدها على خدها تفكر في شيئ ما ، نضرت لها سناء وهي ترتشف من عصير البرتقال المنعش وقالت " بتفكري في ايه؟! "
نضرت لها قائلة بحيرة " ولا حاجة بس سرحت شويه " ثم استرسلت متسائلة " انت أخبارك ايه؟!من فترة ما اتكلمنا؟!"
تنهدت سناء تتذكر ما حدث معها في الآونة الأخيرة وقالت " جلال أصر على انه يسجل يوسف بإسمه وبحاول يراضيني بكل الطرق عشان اسامحه"
أمأت لها زمرد وقالت مستفهمة "وانت بتفكري في ايه ؟!" بفكر اسامح يا زمرد ،رغم اني هبقى تعيسه معاه"
نضرت لها زمرد بتفكير وقالت " انت عايزة تسامحي عشان ابنك !! وتضحي بسعادتك وتعيشي تعيشه عشان كلام الناس وغيره !!"
استشعرت سناء سخرية زمرد وقالت بضيق منها " اعمل ايه ؟! كل الحلول بتوقف في وشي بلاش تزيديها عليا ، ثم ان دا الحل الوحيد اللى عندي عشان ابني يتكتب على اسم ابوه"
قلبت زمرد عيونها مليا قبل أن تعتدل في جلستها وحدقت في عيون سناء بقوة مردفة " جو الروايات اللى واخدة منه والواقعية اللى بتسمعيها من بوق الناس انسيها ، لا الروايات هتطلع صح ولا الناس هما اللى مكانك هيستحملوا الوجع اللى هتعيشي فيه،هتعيشيه وحدك ، وتخسري لوحدك وتعيطي وحدك وتموتي وحدك عشان قرارك "
زفرت سناء بغيض وقالت بضيق " اعمل ايه؟! "
نضرت لها بقوة وقالت بتقة "خدي حقك ارجعي للقرية واجهي اهلك ،ابوكي، وامك خدي حقك من جلال ، عشان تتهني اياكي تفتكري ان لما تسيبيه عايش مرتاح هتعرفي تعيشي مرتاحة ، الماضي هيطاردك يا سناء واجهيه ،واجهي ابوكي اثبتي ان سناء الطفلة مش المرأة اللى واقفة قدامهم دلوقتي ، ردي اعتبارك ،اياك ترحمي حد "
تاهت سناء بعد كلام زمرد وقالت مستفهمة " المرأة القوية بتسامح ،والمراة الدكية بتتجاهل ،والمراة الضعيفة بتنتقم "
ضحكت زمرد ساخرة وقالت بعد أن غمزت لها " المرأة اللى بتنتقم هي القوية عارفة ليه ،لانه مهما اتكسرت مهما اتضلمت بتجيب حقها مش بتسيبه ، اللى بتسامح هي الضعيفة ،ليه اعيش طول عمري وانا بفتكر الى اداني وازعل بدل ما يمكن اجيب حقي وافتكرت اللى عملته فيه واضحك "
زفرت سناء مطولا وقالت ببغض " انت شريرة يا زوزو"
نضرت لها زمرد مطولا وقالت بجدية " بلاش تحاولي تسامحي ، بلاش تهتمي ،لان كل واحد بيعرف كل حاجة انت شايلاها ناحيته ، حتى انه بيعرف بس من نضرة وحدة في عينك "
استوعبت سناء كلماتها، نعم زمرد تملك الحق مهما حاولنا أن نخفي عيوننا تفضحنا فقط بنضرة واحدة ،نضرت لها بجدية وقالت " انت معاك حق احنا البنات اكيد لازم نعمل حاجة ،عشان نعيش و نبقى صامدين "
استرسلت زمرد كلماتها " ابقي فايقة ،دكية ،دايما حافضي على دفاعك ،بلاش ثوتقي بحد حتى اقرب الناس ليكي ،اياك تحني رقبتك او تقبلي بالذل لنفسك ، اضربي اول ضربة ،واياك تشفقي او تسامحي او تزعلي ،اشتري نفسك وراحتها ، عشان تبقي دائما فوق "
اومأت لها سناء بعد أن استمدت منها الثقة وقالت بقوة " اول حاجة اعملها هرجع للبلد أجيب حقي و جاويد هسجنه على اللى عمله فيا زمان"
ضربت كفها بكف زمرد وقالت " ربنا يخلينا لبعض سند طول العمر " اومأت زمرد على كلامها وابتسمت مردفة " ربنا ما يحرمنيش منك "
بعد مدة غادرة سناء ،و دهبت زمرد الى مركز التسوق وبالضبط الى محلات المتزوجين ، استغربت وجود الفتياة مع ازواجهم يختارون تلك الملابس الغريبة والغير أخلاقية في نضرها ، زفرت بغيض ثم اتصلت بيوسف ،سريعا ما رد عليها وقال " اهلا يا حببتي انت كويسه؟! "
ردت عليه بحيرة وهي تحدق في الملابس " انا كويسة جدا " ثم استرسلت بتفكير" المفروض ايه بيعجبكم في هدوم سافلة زي دي؟! "
لم يستوعب كلماتها فإسترسلت بتفسير" انا قدام محل فيه حاجات للمتجوزين ،كنت عايزة اشتري منه ،بس انت عارف انا مش بفهم في الحاجات دي ،واغلب البنات معاهم رجالة ، عشان كدة اتصلت بيك "
ابتسم بخفة يعلم أنها تعتمد عليه وهو كل شي بالنسبة لها فقال ممازحا" وانت ليه عايزة تشتري ؟!"
هزت كتفيها مردفة " انا عن نفسي مش عايزة الحاجات دي ولا تنفعني ،انا جيت اشتريها عشانك سمعت بتعجب الجنس الاخر ، قولت اعمل حاجة تبسطك بما أننا مسافرين"
ابتسم مردفا بهدوء " طيب يا غزال ،انا هاجي فورا ونختار مع بعض " اومأت له واغلقت الهاتف وسريعا ما قد أتى اليها ،احتضنها من خلف مردفا بحنان " اهو جيت يا غزال؟!"
حدقت به وقالت بغيض " انا مش عارفة ازاي اتشكيت في دماغي والفكرة دي طبت عليا "
ابتسم مردفا بعد أن امسك يدها " عشان بتحبيني ، تعالى نشوف "
دخلت رفقته الى المتجر تنضر الى تلك الغلالات دات الآوان المختلفة ،تقدمت منهم المساعدة وقالت بلطف ممكن اخد منك المعطف يا مدام " او مات لها وتلك الغبية نست ما ترتدي تحت المعطف ونسيت جمالها الذي يحاول اخفائه عن الناس ، خلعت معطفها والتف لها ليتكلم لكنه صدم من مدى قصر دالك الفستان وبسرعة جدب المعطف من يد المساعدة وعاد ارتدائه لها ، شعرت بمدى حماقتها فصمتت بينما هو جز على أسنانه ينضر حوله اغمض عيونه بقوة من نضرات الناس لها ،كيف وان كانت تعجب النساء ما ادراك بالرجال ونضراتهم وتخيلاتهم ،صك على أسنانه وجدبها للخارج قائلا بغضب " بتعاندي يا زمرد؟! "
نفت برأسها وقالت " والله كان الجاكيت طويل " ثم استرسلت بخفت " بس نسيت وقلعته "
جدبها الى متجر ملابس المنتقبات اتسعت حدقتيها بعد أن جدبها للداخل " نضر لها بحدة طالما بتعملي اللى في دماغك انا هعمل اللى في دماغي "
حدقت به بشراسه " يا انا يا انت ما البس حاجة من هنا "
بعد مدة طويلة دخلت سيارته وهي تجر نقابها الطويل بغيض منه وزفرت بغيض " حسبيا الله ونعم الوكيل فيك يا يوسف أنا طول الوقت مش عارفة امشي بيه خطوة من غير ما اقع ،لبسته ليا ولفيت بيا المول زي الحمارة "
↚
نضر لها بإستفزاز " شوفتي يا غزال انا سايبك براحتك بس لما اجيب اخري منك هتاخدي على قفاكي ،احمدي ربنا جات على قد الهدوم بدل ما كنت مديكي علقة عشان عقلك اليابس "
قلبت عيونها بملل وأردفت " وبعدين يا سوفا انا جعانه عايزة اكل "
زفر بضيق قبل أن يقفل الباب ثم توجه إلى مكان القياد دون ان يرد عليها بأي كلمة
*************************************************
بعد أن أخبرته زمرد ان حبيبته سوف تتزوج جن جنونه لم يعي متى وصل بسرعة إلى شركة صابرة ، اوقف سيارته بطريقة متهورة امام شركتها من ثم دخل منفعلا ، صعد بسرعة إلى مكتبها وفتحه دون استأدان ، تبعته مساعدتها الا ان صابرة صرفتها من ثم نضرت له بضيق" عاوز ايه؟!"
صرخ بها بقوة وقال " انت عايزة تتجوزي؟! "
اومأت له بهدوء دون ان تعطية أدنى اهتمام " أيوة ،ودلوقتي اطلع برة "
حدق بها بدهشة لعدم مبالاتها وقال بتهديد " والله يا صابرة تفكري تعمليها افضح اللى حصل بنا، انت يا ليا يا لربنا حطيها في دماغك"
ابتسمت صابرة على حالته المشتعلة واستقامت تقترب منه تواجهه، رفعت سبابتها له بحدة " فاكر كلامك ممكن اخاف منه " ثم استرسلت بتمثيل مستعطف" أرجوك يا فارس بلاش تفضحني "
ضحكت ساخرة وقالت" أعلى ما في خيلك أركبه ، اول متضرر هو انت "
نضر لها بتكبر وقال " لا يا حلوة " ثم مرر يده على دراعها وقال " انت اللى هتخسري كتير لما ابوك يعرف انه بنته الشريفة العفيفة كانت في بيتي وفراشي برضاها"
ابتلعت غصتها من تهديده واهانته لها واستجمتت قوتها وانزلت صفعة على وجهه نضر لها بغضب وجدبها من يدها حتى ارتطمت بصدره العريض ،اشتعلت عسليتها بالحقد والكره وقالت وهي تصك على أسنانه" انت واحد حقير ، دا انا وثقت فيك ،سلمت ليك نفسي طلعت مش راجل ،وبكل بجاحة بتهددني "
حدق في عيونها ونيران الغيرة وكلماتها التي اهانت كرامته ورجولته تزيد من فتيل اشتعاله ،يعلم انه مخطئ بحقها ولكنه يأبى الاعتراف واجابها بما اوقع قلبها واطاحه دون رحمه" انا لا خدرتك ولا اجبرتك كل حاجة كانت برضاكي ،يعني مش دنبي لوحدي ،انت كمان غلطتي ،ما هو لو كل واحد يضحك عليكي بكلمتين ترمي نفسك في سريره، ازاي عايزاني اتق بيكي ؟!" ثم استرسل ساخرا " عريس الغفلة يعرف انك كنت عروسة غيره قبل ما يلبس "
سقطت دموعها من اهانته والمها قلبها على كلامه فهتفت بصوت ضعيف" روح من هنا يا فارس"
شعر بأنه دبحها من شدة قسوة كلماته الحادة بعد أن اختل توازنها ،اغمض عيونه وقال بتحدير" اياك حد يلف ناحيتك ، عشان رد فعلي مستحيل يعجبك" تركها وغادر بينما هي وقعت على الارض تموت اختناقا من كلامه لا تعلم هل تتالم على من انه كان حبيبا لها يوما او تشمأز من نفسها وافعالها ،وتلك الخطيئة الذنيئة التي اقحمت بها نفسها ، انهارت من البكاء ولم تجد من يهون عليها ،استقامت بضعف واخدت هاتفها تبحت عن اي شخص يهون عليها المها واحده في وقت ضيقها
لم تجد سوى رقمها، هي التي تتق بها اتصلت بها وفعلا كانت نعم الصديقة الغت موعدها مع زوجها واخبرته أن يوصلها اليها
دخلت زمرد بسرعة إلى مكتب صابرة التي كانت تجلس ارضا ،رفعتها عن الارض واجلستها على الأريكة ،احتضنتها صابرة بقوة وانهارت من البكاء
ابعدتها زمرد قليلا و قدمت لها الماء، ساعدتها لتشربه وانتضرتها قليلا حتى هدأت ،حكت لها صابرة كل ما حدث ، ضلت زمرد شاردة فقط بينما صابرة كانت تنضر لها، تنتضر أدنى كلمة منها فهي تائهة ، استقامت زمرد وشددت على شعرها بعنف من دالك المستغل أخيها هو فعلا ضالم مثل والدها ولن تنتضر أن تخلق صابرة اخرى تضلم وتموت صامته متل والدتها نضرت إلى صابرة الثائهة وقالت بهدوء " صابرة "
رفعت صابرة عيونها المدمعة لها فقالت زمرد بجدية " اياك تشفقي ،ولا تحني ،ولا ترحمي " ثم استرسلت بتفكير" كده فارس وصل لأخره معايا "
نضرت لها صابرة وقالت بألم " فارس اداني عشان حبيته؟! هو الحب مش كده؟! بنضحي عشان اللى بنحبه ؟! انا ضعفت عشان حبيته اديته كل اللى اقدر عليه حتى نفسي بس عشان ارضيه"
شعرت زمرد بجرح صابرة العميق دالك البلاء الذي اسمه الحب هو السبب في معاناتها هزت راسها وقالت بألم " صابرة زيك حبت راسخ اللى كان عايز بس املاكها" ثم استرسلت بجدية " الحب عمره ما كان كله عطاء من غير تفكير ،بندي وناخد ، انت بتشتري سعادة اللى بتحبيه مقابل تعاستك ودايما ساكته رغم انه بيدعس عليكي ، لدرجة فارس قعد يدعس عليكي من غير ما يسمع صوتك لانك سكتي من اول مرة "
تنهدت بعد أن شعرت انها لا تستطيع تحمل الكلام اكتر وقالت " وافقي تتجوزي راسل ودا غصب عن عين اهل فارس ،طالما فاكرك تحت ايده دلوقتي هتبقى كلمتك اللى بتمشي "
لم تفهم صابرة مقصد زمرد فقالت زمرد " راسل دا ضابط ،وانا وانت هنلعب عليه ،وبالنسبة اللى حصل بينك وبين فارس هنحله ،بس مستحيل ترجعي ليه"
اماءت برأسها وقال " انا مش عايزة ارجعله" ابتسمت صابرة واقتربت تحتضنها وهمست بخفت وهي تبتسم " دورك جه يا فارس "
ليلا سافرت زمرد رفقت يوسف إلى منزله بالصعيد ،يعلم انها تعشق المناضر الخلابة الخضراء وتحب ان تتمشى تحت الشمس الساطعة وتستمتع باشعتها
وصل أخيرا إلى تلك السريا الضخمة الجميلة التي ورثها والده عن جده ، نزلت من السياره تستنشق رائحة العشب الاخضر ابتسمت تلقائيا وانحدرت تفك رباط حدائها ثم خلعته و وضعت قدميها الحافية على العشب الاخضر ، ابتسم يوسف على حركاتها ،لاتزال مثل الطفلة ما عشقته وهي صغيرة لا تزال تحبه رغم سن شبابها ، انزل الحقائب من السيارة ثم تقدم نحوها مردفا " تعالى ندخل عشان ترتاحي " أومات له وغادرت برفقته الى الداخل وضع الحقائب بينما رمت سترتها البيضاء وارتمت ممدة على الأريكة من شدة التعب ،كدالك يوسف ازل سترته ورمى بها على المقعد المقابل له ثم جلس بجانب قدمها ، ابتسم لها مردفا " يلا يا حببتي اطلعي خدي حمام دافي و غيري هدومك "
نفت برأسها وقد تغلب النوم عليها ، اقترب منها يوسف مردفا بحنان "يا غزال يلا عشان تنامي في سريرك " لم تجبه فقد نامت مثل الطفل الرضيع الذي ما أن يضع رأسه على السرير حتى يغفي كدالك زمرد ما أن تضع راسها حتى تغيب عن العالم ،ابتسم بخفة وحملها مردفا بسخرية" حضك زي الزفت يا يوسف اهو الغزالة نامت "
صعد بها إلى الأعلى ثم وضعها على سريره ، تقلبت في نومها واعطته بضهرها ، ابتسم بغيض يتحصر على نفسه من ثم دثرها بالغطاء وارتمى بجانبها سلط عيونه على السقف وعقد ساعده ليضعه اسفل راسه الى ان بدأ النوم ينال منه ،لينتقض اثر ركلها له بقدمها على بطنه ،صك على أسنانه بغل والتف قليلا نحو تلك الهوجاء دات النوم العنيف ، زفر محتنقا وكادت ان تصفعه بيدها الا أنه امسكها وترك لها السرير و نام على الارض
صباحا إستيقضت زمرد بكسل نضرت حولها وجدت زوجها ينام ارضا دون غطاء تدكرت انها نامت دون ان تشعر زفرت بضيق من نفسها ثم نزلت من على فراشها وانحدرت الى مستواه
وضعت يدها بلطف على شعره الاسود الغزير تحركها على نعومة شعره وتخلل يدها به ، فتح عيونه جراء لمساتها وابتسم تلقائيا بعد أن وجد عيونها الغزاليه مقابل عسليتيه مردفا " سبحان الله" ابتسمت فإسترسل " أنا كل يوم هصحى على العيون القمر دي؟! "
اومأت له فإعتدل جالسا ، أغمض عيونه منزعج من ألم ضهره
وضعت يدها على كتفه وقالت بنعومة ادهشته" أعملك مساج؟!"
اومأ لها هو بالفعل يحتاج الى تدليك لعل عضلات ضهره المتشنجة تمدد
استقامت وأشارت له إلى السرير مردفة " تعالى اقعد على السرير واقلع قميصك "
بالفعل نفد كلامها وخلع عنه ملابسه العلوية وجلس على السرير يعطيها بضهره، جلست خلفه ثم ةضعت يدها على كتفيه من قرب رقبته سريعا ما شعر بالالم اثر حركتها على كتفه وقال بغيض " بالراحة يا زيدان "
لكمته بقوة على ضهره من شدة غيضها فإبتسم رغما عنه بعد أن استفزها وأردفت بغيض" انا اللى قاعدة بدلعك وعاملة ليك قيمة ،ماشي يا ابن يامن"
ضحك عاليا وقال ساخرا " يالله يا غزال على الدلع اللى شايفه منك ، دا انت حتى نمتي امبارح وسبتيني اكل في نفسي"
↚
حدقت به بملل من تم مطت شفتيها مردفة " أعمل ايه؟! كنت تعبانه "
التف و حدق بها لوهلة ثم إستقام مردفا " عارف " ثم استرسل بعد أن مدد يديه لها وقال " تعالى ننزل نفطر؟! "
اومأت له بسعادة وغادرت رفقته بعد مدة كان ينتضرها ان تخرج من غرفتها وهي تسبه بأسوء ما عرفته في حياتها بينما هو سعيد بإغاضتها ، زفرت بضيق وقالت بضجر " حرام عليك يا يوسف دا مش ساتر حاجة؟! "
ابتسم بتهكم ساخرا" الله وكيلك يا غزال اللى لبساه ساتر على اللى بتلبيس لخلق الله "
صاحت فيه بعنف " انت بتنتقم مني ؟!"
اماء برأسه صائحا بها " اطلعي كفاية "
فعلا بعد مدة كانت تقف بجانبه ترتدي ملابس سباحة عبارة عن مايوه قطعة واحده باللون الاسود يناقض لون بشرتها الخمرية ، بينما كان هو فقط يرتدي بنطالا يصل إلى بداية ركبته ،حدقت بالمسبح وحدقت به بغيض ، لم يهتم لها و رمى نفسه بالمسبح يغطي به رفع راسه عن الماء وحدق بها مردفا بمرح " تعالى المية حلوة "
عقصت حاجبيها وهي تنضر له بضيق وقالت " هغرق مش بعرف اعوم "
جدبها من قدمها حتى اختل توازنها و وقعت بجانبه أمسكها من خصرها واردف بمرح " قلب يوسف مش كنت معلمك تعومي "
نضرت له بعبوس وقالت " مبقتش اعرف اعوم يا سوفا "
جدبها من خصرها حتى التصقت بصدره وقال هامسا " أنا اعلمك زي زمان " ثم غمز لها عابثا" واعلمك بضمير "
دفن وجهه في رقبتها لتلف يديها بتلقائية على ضهره شعرت بالتخدير من لمساته لها حتى سقط جسدها على الماء وهو ايضا ولا يزال يحتضنها ويستبيح جسدها تحت الماء
لمساته الرقيقة والعاشقة جعلتها تتخدر رغم عنها رفعها من أسفل الماء لتاخد انفاسها المسلوبة ،سند جبينها على جبينها يستنشقان اكبر كمية من انفاس بعضهما البعض ،كلاهما يغمض عيونه في تلك اللحضة الغرامية التي يدرك فيها كل عاشق انه لا يستطيع ان يحيى دون معشوقه ،لحضة ترتفع فيها دقات القلوب وويصبح صدى صوتها مثل ايقاع الطبل العالي
فتح عيونه يحدق بغرام في غزالته ثم اردف بصوت اجش " افتحي عيونك ياغزال "
جسمها الخائف المرتجف وطريقة تنفسها بعد أن اختنقت دالك الذعر والخوف والسعادة يجعلان ملامح وجهها اكتر اغراء له ،فتحت عيونها تحدق في قناصتيه العسلية اللتان تغرقانها في بحر العسل دون تراجع ،مرر يده على دراعها فإرتجف جسدها مستجيبا له همس امام شفتيها برغبة تكاد تقتله " عينك اياكي في يوم تقفليها دا انا بعشقها وممكن أهد الدنيا عشان خاطرها "
كلماته اطربت قلبها فابتسمت مرددة بعشق " انا بحبك وبموت فيك يا أحلى يوسف في الدنيا "
مادا يقال بعد هدا الكلام لا شيئ غير الغرام و انغام العشق و اللحان الحب، عزف من جميع الالوان ، المشاعر فقط من تبقت وختم صك ملكية غزالته التي عشق عيونها منذ أن فتحت عيونها للحياة ،وكم كان حلم صعب المنال واللان أصبح حقيقة ،لم ينتهي ليلهم بل كان مثل الحلم الجميل الدي لا يريد احد الاستيقاظ منه ،ولن يكتفي بمجرد تلك اللحظات الخالدة بينهم بل سوف يصبح كل يوم هو قصة من قصص غرامهم وعشقهم الذي لم يقبل رغم سنين الفراق
************************************************
بعد أن طلبت صابرة من راسل ان تقابله وافق دون تردد لعله يعلم من تلك العروس التي اختارها له والده ، اتفق والدها معه ان يقابلها في منزلهم ،جلست مقابله في الحديقة ،تحاول استجماع شتات نفسها كانت تضن انه شخص سمين هي تعرفه مند أن كانت طفلة وفعلا كانت تلك الثعلبة تسخر منه وتتنمر على وزنه الزائد وشعره ذو اللون الاحمر ،اما الان فهي تجلس متل البلهاء تحدق في شعره الاصهب وعيونه الزرقاء وجسمه المتناسق ، كم استغربت نفسها ورددت بداخلها " هدا بشر ام فتنه ، كيف كنت عمياء وتنمرت على هدا الجمال بأكمله"
كان راسل يحدق بها بحاجب مرفوع هو يعلم مدا حب الفتيات له وعلم أنه سوف تنصدم من شكله الجديد ارتشف من قهوته و ردد بصوت رجولي خشن يوقضها من سرحانها به " انسة صابرة اضن طلبتي تشوفيني وانا جيت ،عايزة تساليني إتفضلي "
نسيت صابرة كل شيئ بل كانت لا تزال منبهرة من جماله وأجابته بتلقائية وهي تشير له بسبابتها" انت حقيقية ولا خيال"
بالفعل انصدم من ردها وشعر بالغرور انه اثار اعجابها ثم علت على ملامح وجهه الجدية وضرب الطاولة بيده بقوة متوسطة جعلتها تنتفض ،حدقت به بعد أن استعادت توازنها بينما هو صائح قائلا " لا انا واقع ،قولي عايزاني في ايه ؟!"
امتغصت ملامح وجهها وردت بضيق " ما تلم نفسك شوية و وطي صوتك ،بلاش تفتكر عشان احلويت شويه تشوف نفسك عليا"
ابتسم بإستفزاز مردفا " اضن دا مش موضوعنا عايزاني في ايه؟!"
حمحمت بحرج واردفة " انت ليه عايز تتجوزني؟!"
رفع حاجبه مردفا "مش حبا فيكي " ثم أعاد رأسه للخلف واردف ببساطة " بابا شاف اني لازم اتجوز وقالي اشوفلك عروسه و أنا وافقت " ثم استرسل ساخرا" معرفش هيختارك "
نضرت له بعدم رضى من سخريته فإسترسل " كده كده بنعرف اهلك وتربيتك انت اولى من الغريب "
ابتسمت بإستفزاز وهي تستشعر كل كلمة ساخرة منه من ثم أردفت" انا موافقة أتجوزك "
اومأ لها دون اهتمام فإسترسلت " عايزاك تعرف ان كان عندي علاقة قبل كده"
قلب عيونه بملل مردفا " مع فارس عارف كل حاجة " نضرت له مطولا تعلم أنه لايعلم بأنها اجهضت ولا علاقتها الفعليه به فإسترسلت " امتى هنعمل العقد؟!"
استقام بعد أن وضع كلتا يديه في جيبه وقال " لما يرجع اخوك " اومأت له وغادر بينما هي لعنته ولعنت نفسها ، اتصلت بزمرد بعدها تخبرها ما حصل ما أن إستمعت الى حديتها حتى أردفت بضيق" الله يخربيتك يا صابرة يوم ما توقعي ،توقعي في واحد عندك ماضي معفن معاه؟!"
↚
زفرت صابرة بضيق من عتاب الاخرى وصاحت بها " كنت عارفة ان دا ممكن يحصل ،انا ندمت اني وافقت وتبعت كلامك "
قوست زمرد حاجبها وقالت بضيق " اخرسي سبيني افكر ،مش عارفة المشاكل بتنزل عليا من كله " ثم استرسلت بتفكير " بقولك كده كده اتجوزيه ويوم الفرح نحط ليه منوم يتخمد وضبطي انت الموضوع"
زفرت صابرة بضيق وقالت " ولو شاف جرح الاجهاض "
هزت زمرد منكبيها بملل وقالت بملل "دي اسهل حاجة قولي شيلتي كيس "
لم يعجب صابرة اي كلام من كلام زمرد شعرت بأنها سوف تخدع راسل الذي لا ذنب له باي شيئ ، هو لا يستحق ما سوف تفعله به لكن كل هدا في سبيل رد الدين الى فارس ، شعرت زمرد بتردد صابرة فقالت بضيق "صابرة قلنا من الاول لا تضعفي ولا تشفقي ، غير فكري بالعقلك دا احسن قرار ،اخوك لو عرف يدفنك وانا معاك ،كده قومي استقوي وبلاش ضميرك يوجعك على راسل ماضيه مش انضف منك"
صاحت بها بعنف " انت بتشتمي؟!"
امتغصت ملامح زمرد وقالت " أسفة ياصابرة ، انا هشوف ازاي الاقي حل وراسل يعرف كل حاجة بس الاول اتجوزيه والباقي سهل " زفرت صابرة بحنق لاتعلم اين سوف تاخدها افكار زمرد الكارثية إلا انها وافقت على مضد واقفلت الهاتف في وجه الاخرى ،زفرت زمرد بضيق وتمتمت" انا محاطة بشلة متخلفة "
*************************************************
بعد يومين من التفكير أخيرا حطت سناء اقدامها على الارض التي هربت منها بتلك الخطيئة
التي عادت تلاحقها مهما مرور الزمن ، نضرت إلى طفلها مردفة بعد أن ابتسمت " انت قولت ليا عايز تشوف باباك ؟!" اومأ لها الصغير فردت بعد أن حدقت نحو الامام" انا جبتك ليه" ابتسم لها ولم تسعه الفرحة فإحتضن قدميها وقال بحب " بحبك يا مامي "
اومأت له وأمسكت بيده عازمة على رد كرامتها وحقها المهدور ، خرجت من محطة القطارات تبحت عن وسيلة نقل ،حتى اصطدمت بسليم الذي يقف ينتضرها امام سيارته ،استغربت وجوده فأشار لها ان تتقدم ،ركض له الصغير بسرعة صائحا بإسمه نزل سليم الى مستواه والتقطه فقال يوسف بفرح " وحشتيني يا سليم" ابتسم وهو يحتضنه مردفا " وانت اكتر يا قلب سليم ، عامل ايه؟!"
ابتسم الصغير قائلا بمرح " جيت اشوف بابا " اومأ له ورفع راسه ينضر الى سناء ،التي قلبت عيونها تحاول ابعاد نضراتها عنه ثم استرسل بعد أن حمل الصغير " تعالي انا هوصلك " ارادت ان تعترض فقال" هنا لازمك حماية وانا ضهرك ،هبقى معاك خطوة خطوة "
نضرت له بإستغراب من تصرفاته لما يعاملها بهدا اللطف والحنان رغم انها اعلمته مسبقا أنها لن تحبه مهما حدث وانها لاترغب ان تخوض تجربة اخرى هي اخدت نصيبها ولن تعيد الخطأ مرة أخرى لكنه في كل مرة يصدمها بأفعاله رددت بإستفهام وهي تنضر في عيونه " انت ليه متمسك بيا كده؟!"
ابتسم وضهرت غمازتيه وقال بتلقائية " كنت قولتي ليا ان عمر حد مسك ايدك ،وان ولا حد صدقك "
رمشت أهدابها فإسترسل بصدق نابع من ثنايا روحه وهو ينضر في عمق غايتها الخضراء " انا همسك ايدك ، و لو قولتي ان ناس الفضاء شرفوا الارض هصدقك "
هل رفرف قلبها ؟! نعم دالك الشعور الغريب الذي غزا قلبها وجعلها يحلق الى عنان السماء كلامه الصادق وصل فعلا الا فؤادها وجعل عيونها تتلالأ من السعادة ، اول شخص يصدقها و بشعرها بالامان وانها مميزة فعلا ، ابتسمت له وقالت بهدوء " اول حاجة عايزة روح بيت جلال "
اومأ لها وأشار لها ان تركب السيارة وركب هو ايضا سعيدا بأنها رضت عنه اخيرا أن يساعدها اصراره كان اكبر من عنادها وانتصر أخيرا
هل رأيتم يوما ما طائرا جريحا في فصل ماطر مهما حاول ان يشفى لا يشفى جرحه ، ورغم كسره اراد ان يحلق الا أن الشتاء الماطر منعه ،فقط ضل تحت ضل شجرة يختبئ بها ،والان فجأة ضهر شخص يحمله من المطر ويخبأه في منزل دافئ ويعاج كسره الى ان يحلق مرة أخرى ، هدا حال سناء التي كان لها سليم الدواء
وقفت سيارة سليم امام سرايا جاويد العامري ، نضر إلى سناء التي كانت تتنفس بعمق لا تعلم كيف سوف تمر مواجهتها للماضي الذي حرقها وقطعها الي اشلاء وكسر قلبها الى شضايا ضلت شاردة تنضر للبيت من خلف زجاج السيارة تشعر بالخوف رغم عزيمتها
حدق بها سليم وشعر بترددها وخوفها ،ابتسم بعد أن امسك يدها بقوة وقال بعد أن نضرت له يبتها بالتقة " انا معاك، اما اليوم تاخدي حقك او تنسيه ،انت قوية يا سناء ، خدي حقك "
ابتسمت له وكأنها كانت تنتضر فقط تلك الكلمات لتستجمع قوتها ثم فتحت باب السيارة وخرجت كدالك فعل سليم وحمل طفلها تقدمت الى السرايا ودخلت ترفع راسها بكل شموخ للأعلى واخبرت الغفر انها تريد ان تقابل العائلة ، سمحتوا لها بالدخول ،دخلت رفقت سليم اللذي يحمل طفلها ما ان رأتها والدة جلال حتى استقامت تحدق بها بحقد وقالت صائحة " مين سمح للخاطية دي تعتبر بيتي؟!"
كان جلال ينزل رفقة والده ما أن لمحها حتى نزل بسرعة حدق بها وهي تنضر له والى والدته وقالت بعد أن رمقت والدته بإشمأزاز" الخاطي هو ابنك " قالتها وأشارت إلى جلال ثم استرسلت بغل تخرج جميع اوجاع قلبها بعد أن تقدمت من جلال ونزلت بصفعة على وجهه جعلته متصدنا وشهقت والدته على اثرها وقالت سناء بشراسه " الكف دا كنت لازم وتاخده من زمان ، لما سبتني وهربت " نضر لها بحدة بينما امه كادت أن تعيد لها الكف الدي اخده ولدها حتى امسكت سناء يدها بشراسه وقالت صارخة بعد أن أبعدت يدها " انت عندك بنت خافي عليها " ثم استرسلت بإحتقار" ابنك هو اللى اغاواني وانا قاصر مش فاهمة ،عاشرني معاشرة الزوج للزوجة وانا مش فاهمة كل دا عشان الثار وينتقم ،لما كنت بقوله اللى بنعمله حرام بقولي لا وان هو هيتجوزني ،لحد ما شك اني حامل وساعتها حط عليه الليل ما اصطبح عليه الحال ،اختفى وسابني للنار وانا حامل في ابنه ،ولا حتى قال هي بنت وقاصر ايه اللى ممكن يحصل لها، ثم أشارت إلى صغيرها الذي يحمله سليم ،دا ابنكم ابن العامرية بس واللى خلقني ما يتكتب على اسمكم الوسخ عارفين ليه عشان النضيف عمره ما يقبل بالوسخ"
صرخ بها والده بعنف " اخرسي اياكي تنطقي اسم العامرية على لسانك قبل ما أقطعه" ثم نضر إلى ابنه وهدر به " صحيح الكلام اللى هي بتقوله ؟!"
نضر لها ثم نضر إلى والده ابتلع غصته وهتف" فعلا دا ابني " ثم حدق بها بقوة وقال " اللى بتعمليه يا سناء كله هنتحاسب عليه وابني هاخده منك "
" أعلى ما في خيلك اركبه "قالتها بشراسه وصوت عالي ثم نضرت إلى والده وقالت بضيق" ابنك يبعد عني يا اسجنه " ثم استرسلت بعد أن استدارت " مش عايزة حد من العامرية في طريقي يا اما فعلا الثار دا هيرجع وبدل ما يبقى مي هيبقى دم " قالت كلماتها الحادة وخرجت رفقة سليم وابنها ،نضر جاويد الى والده الذي كان ينضر له بسخط وقال " من امتى بناخد حقنا من النسوان" ثم ضحك مستهزا "يا ريت حتى نسوان دي عيلة " استشعر جاويد لذاعة كلام والده وعلم أنه تخطى جميع الخطوط الحمراء نضرات الخيبة في عيون والده لا تعد ولا تحصى تركه متجمدا وغادر بينما نضرت له والدته وربتت على كتفه قائلة " انت عملت الصح"
نضر لها وعيونه تشع احمرارا مردفا بضعف" انت السبب ،مليتي قلبي بالحقد ومافكرتيش ان انت كمان عندك بنت ، بلاش هي ابني دلوقتي ومحروم منه ،اتمنى تكوني حققتي هدفك" تركها وغادر بينما هي لم تأبه ولم تعلم خطورة ما فعلته وما يعانيه ابنها من ألم
إبتعدت سناء قليلا رفقة سليم ثم نضرت له وضحكت حتى كادت ان تقع تبسم على جنونها مردفا " فرحانه ؟!"
إستنشقت اكبر كمية من الهواء ثم زفرتها بقوة تشعر كأن كانت هناك صخرة كانت فوق قلبها والان فقط ازاحتها ،ابتسمت له مردفة "اول مرة احس اني مرتاحة فعلا زمرد معاها حق لما نواجه بنرتاح"
اومأ لها سليم مردفا " انك تواجهي الماضي وتتعلمي منه ،احسن ما انك تعيشي هربانة من ماضي بطاردك مدى الحياة"
اومأت له وقالت بعد أن كست ملامح الحزن وجهها " لسه الاصعب لما أواجه عيلتي" ابتسمت بألم ساخرة " ابويا اللى ولا مرة في حياته دافع عني ،مهما الناس ضلموني ، مش عارفة ايه دنبي ليه بيكرهني؟! "
نضر لها مردفا بتسائل " اللى اعرفه مافيش أب بيكره اولاده"
سقطت دمعة من عيونها تنضر له بكسرة وقالت" لما يكون ابوك عايزك تطلعي ولد وتطلعي بنت ،وبالنسبة ليه البنت عيب وعبئ على اي عيلة ، بيكرهك ويكرهك في عشتك " ثم ابتسمت بألم وقالت بتهكم " انتم الاولاد في ام تشفق عليكم ،بس احنا البنات بالنسبة لينا الاب هو الضهر والسند لما يغيب بتغيب البنت وكرامتها "
الاب ليس فقط سند للإبنته هو عمودها الفقري هو هبتها وهو صديقها واول رجل تفتح عليه عيونها ، ان ابتسم تبتسم وان حزن تحزن وان سعد تسعد ، عاش الاب تعيش ابنته اقوى مخلوق على الارض ،وان غاب اصبحت اضعف مخلوق على وجه الارض
لا يعلم سليم مالدي يجعله ينجدب الى تلك الفتاة ما إن تتحدت حتى يشرد بها وينضر لها بغرام لا يزال لا يدركه وياترى مالدي تخفيه اكتر ؟! لكنها تحدتت بما صدمه وهي تنضر للجبل المقابل لها " انت تعرف ان العصفورة اللى اهل البلد بقولوا اتحرقت ايه اللى حصل لها ؟!"
↚
نفى برأسه فإسترسلت " طارت بس جناحها كان مكسور وقعت " أشارت إلى الجبل وقالت وهي تتدكر ماضيها الاليم " يوم فرح جلال رميت نفسي من فوق الجبل اللى بتشوفه ،والولد الى نايم على كتفك كنت لسه جايباه ، نسيت كل حاجة في الدنيا وفكرت اموت ، بس عشت "
اقترب منها محتضنا اياها مردفا بألم لما عانته" بكرة احسن "
اومأت له مردفة وهي تبكي " اصعب حاجة الانتضار ، ونك تتامل في حد ، وانا استنيت جاويد كتير ،كان عندي امل ،بس الامل دا من غير فائدة ،الوجع اللى في قلبي اكتر من اللوجع اللى حسيته لما رميت نفسي .
إستاء على حالها و جدبها اكتر الى صدره يمدها ببعض القوة بينما خلفهم كان يقف جاويد الذي نزلت دموعه وما ادراك من دموع قهر الرجال ،شعر انه دنيئ لاقصى درجة ، حتى انه اشمأز من نفسه ،كيف دمرها ،كيف أدى قاصر ،بل حبيبته نعم هو لم يعشقها فقط بل كان يموت في هواها صرخ قلبه مناديا الرحمة لكنه لم يرحمه ، الان فقط يفكر كيف يريح قلبها و الان يعرف كيف سوف يعيد لها حقها بنفسه حتى من نفسه أيضا
*************************************************
في شركة راسخ كان اجتماع بينه وبين مجلس أعضاء الإدارة على كيفيه تسير العمل بعد أن اخدت زمرد خمسون بالمئة منها ،كان فارس برفقته وكدالك مياسين وهاجر في خضم نقاشهم فتح الباب وضهرت زمرد ،كانت ترتدي تنورة قصيرة بالكاد تغطي بداية قدميها باللون الزيتوني فوقها قميس دون اكمام من نفس نوع التنوره وتضع نضارتها ذات اللون البني وتمضغ اللبان بإستفزاز تحدتت بمرح غير لائق " surprise"
نضر لها الجميع فتقدمت بكعبها دو اللون الاسود ورمت حقيبة فوق طاولة الاجتماعات ونضرت لهم ببرود ثم أبعدت احدى الكراسي وجلست ،لم تهتم الى نضراتهم وقالت بعد أن نفخت اللبان" في اجتماع مع اعضاء مجلس الإدارة ومديرة الشركة اخر من يعلم " ثم ضحكت ساخر ونضرت إلى راسخ مردفة " دا حتى أنا وأنت بنا معرفة "
ضل راسخ يطالعها بضرات باردة وقال دون اهتمام بعد أن اعاد نضره الى الموضفين" نكمل كلامنا اضن انا واضح اننا مش هنعرض اسهم الشركة للبيع"
اومأ له الجميع فإسترسل " المناقصة دي مش هندخلها "
كانت زمرد تفهم ان راسخ يحاول تجاهلها ويشعرها بضعفها امامه لكنه لايعلم ما تنويه تلك الثعلبة كانت تبتسم بتسليه وتركتهم حتى انتهوا من الاجتماع وأمر راسخ الجميع بالمغادرة طبعا كل هدا جعل هاجر ومياسين يشمتون بها ، ما أن إستقام أعضاء الإدارة للمغادرة حتى اردفت زمرد بجدية " كل واحد يرجع مكانه"
نضر لها الجميع بمن فيهم والدها الذي نضر لها غاضبا فإبتسمت واستقامت تتقدم الى ان اصبحت خلف كرسيه الرئسي وقالت " اضن كلكم عارفين ان انا شريكة ،و راسخ وضح لكم ان كل حاجة هتبقى زي ما هي ،اي وجودي زي عدمه" نضر لها فإبتسمت ساخرة بعد أن علت ابتسامة الانتصار وجهها وقالت بتقة " انا المديرة الجديدة للشركة وكلامي اللى هيمشي على كل واحد فيكم "
حلت حالة من الهرج غير مصدقين كلامها وما تقول ،بينما كانت تبتسم وقف راسخ بصددها وقال صائحا " ايه اللى بتقوليه؟!"
ابتسمت زمرد ونفخت اللبان ليصدر صوت فرقعة تم قالت" صراحة انا كان عندي خمسين في المئة بس يعني انا وانت زي بعض ،بس بابي يامن اداني العشرة في المئة اللى كان موكلك عليها يعني بقيت سيدة اكبر نصيب انا ستين وانتم اربعين وكده ابقى انا المديرة الجديدة ،ولو سمحت يا راسخ بيه ابعد عن مكاني "
استقام محدقا بها بغضب وقال صائحا " الشركة دي انا بنتها مش عشان يجي يوم وانت تهدي كل اللى انا تعبت عشانه"
هزت منكبيها وقالت دون مبالات " دا اختيارك محدش طلب منك تتعب ،انت اللى كنت عايز " ثم نضرت إلى الموضفين تقدروا تطلعوا بنحل مشاكل عائليه" غادر الموضفون بينما نضر لها فارس وقال بتهديد " خليكي فاكرة نفسك رابحة " ثم ابتسم بإستفزاز " هتوقعي ومش هتلاقي حد "
ابتسمت ترد له استفزازه وقالت " خليك في حياتك لانك مش قدي "
حدقت بها مياسين قائلة بسخرية " عارفة ايه مش مشكلتك؟! انه ما فيش حد بحبك ولا هيحبك ،حتى ابوك ، انت ولا حاجة "
لم تحد ابتسامتها وقالت بعد أن غمزت لها" تعرفي مش محتاجة حد يحبني يعني قلبي مش بيتكسر، مش هتقدري تكسري قلبي "
نضرت لها بغضب ثم غادرة رفقة ابنها وهاجر ، نضر لها راسخ وقال مشمإزا " انت مريضة " ثم استرسل بتهديد " خافي مني ، ويوسف الى مقويك علينا بكرة او بعده يرميكي لما يعرف حقيقتك "
ابتلعت غصتها و نضرت له ساخرة وقالت بتقة تداري ارتجاف جسدها ودموعها التي تهددها بالسقوط " ابعد عني يا راسخ وبلاش تلف حوليا خصوصا الناس المقربين مني "
ابتسم مستفزا اياها " زعلتي!!"ثم استرسل بمكر " دا هدفي انك تزعلي، وخططك كلها تتقلب عليكي ، ومتعرفيش الراحة "
كم احرقها كلام والدها وجعلها ترتجف من كل جسدها شددت على قبضة يدها تتحكم في تنفسها وقالت " مافيش مشكلة انا متعودة "
تركها وغادر بينما هي قلبت عيونها تغمضهم، ترقرقت عيونها بالدموع وقالت بعد أن ابتلعت غصتها " ربنا ياخدك يا راسخ ،لو اب زيك ربنا ياخده " كلماته البسيطة اترت بها وجعلتها تغادر المكان وبالكاد تمشي حتى لا تقع من هول ألم قلبها
كان يوسف يشعر بالضيق في قلبه لا يعلم سببه عادت زمرد الى المنزل ودخلت غرفتها كان يجلس يحاول فهم دالك الألم الذي يجتاح صدره ،نضرت له بهلع واقتربت منه بسرعة مردفة بقلق " مالك يا يوسف؟!"
جدبها الى أحضانه بقوة وقال بألم " انت كويسه؟!"
نضرت له بإهتمام و وضعت يدها على خده تتحسسه بخوف وقالت " نروح الدكتور؟!"
نفى برأسه مردفا بعد أن ربت على شعرها " انا كويس الحمد لله ،بلاش تخافي "
اومأت له قلقة رن هاتفه فأجاب عليه اقفل ثم نضر لها مردفا بشرود " جاويد سلم نفسه انه ضحك على سناء لما كانت قاصر وحملت منه؟!"
اتسعت حدقتيها فإسترسل برزانه " دا اللى كان لازم يحصل ، انا رايح اشوفه " اومأت له فإستقام مغادرا بينما هي ضلت تفكر في كلام فارس هل فعلا هناك من يغدر بها بدا متاكدا من كلامه يجب ان تأخد حذرها ،يا ترى من ينوي طعنها من الضهر ، غير ان لا احد يعلم ماضيها غير سناء وسناء لن تفشي سرها مهما حصل ،رغم دالك وجدة نفسها تفكر انها يجب ان تعرف من قد يستطيع خيانتها.
في غرفة التحقيقات استطاع يوسف مقابلة جلال ، كان جلال يجلس على كرسيه يسند ساعديه على الطاولة الصغيرة امامه منحني الرأس، جلس يوسف مقابله وابتسم بلطف واضعا يده على كتف جلال ،رفع جلال رأسه ينضر له وعيونه تشع احمرارا من الحزن ، أغمض يوسف عيونه متألما على حال صديقه قبل أن يقول بمواسات "إنت عارف انك عملت الصح؟! " اومأ له جلال دون كلمة فإسترسل يوسف متسائلا " ليه اعترفت على نفسك ؟! " كأنه وضع الملح على الجرح ، حدق به جاويد لفترة دون أن ينطق اي كلمة من ثم رد بألم " هي اتع**دبت كتير بسببي دا أقل حاجة أعملها "
تنهد يوسف لمدة قبل أن يقول بهدوء " انت عاف ان قضيتك مش سهلة ،غير ان لو سناء أكدت كلامك فيها خمس سنين او أكتر!! "
اومأ له دون اهتمام " حتى لو اخد فيها اعد**ام مش بهمني؟!"
كتف يوسف يديه عند صدره مردفا بإستياء " انا مش فاهمك من امتى بقيت مستسلم كده"
زفر جاويد قبل أن يقول بحرقة وحمل حمله طوال ماضيه " في القرية معروف ان عيلتنا وعيلة سناء بنا عدا**وة كبيرة ،لكن ولا واحد يعرف ايه سببها ،زمان خالتي وقعت بين ايد الذيب اللى هو اب سناء، اعت**دى عليها ورماها بالواد ، امي طول عمرها شايلة منهم ولأن ابويا ابن عمها كان لازم يجيب حقها ، وبقى سلسال الد**م بين العيلتين ، لحد ما المجلس حكم ان القت**ل يوقف عشان الشغل يمشي ،امي بقت كل يوم تسمم بدني بالحق**د عليهم لحد ما انتقمت في سناء عشان ارد لابوها الدين " ابتلع غصته بعد أن سقطت دمعته وقال بصوت مختنق" اذيت قاصر وانا عارف انها مش فاهمة ، عاشرتها معاشرة الزوج والزوجة وهي جاهلة مش فاهمة حاجة ، لحد ما شكيت انها حامل واختفيت عشان ابوها يقت**لها زي ما قت**ل خالتي "
زفر يوسف ومرر يده على شعره بعن**ف مردفا بعتاب " الله وكيلك لا عارف الومك ولا الوم امك ولا القدر اللى حكم عليك تعمل كدة " ثم استرسل ممررا يده على وجهه " ربك كبير وتتحل "
نضر له جاويد ياعين دامعة متالمة وقال " كل اللى عايزه ان سناء تسامحني " زفر يوسف مطولا مرددا " انشاء الله " ثم ربت على كتفه مواسيا له " انا جنبك وانشاء الله تطلع " اومأ له براسه قبل أن يلقي يوسف نضرة أخيرة عليه ويغادر
**************************************************
في وسط حديقة منزل يامن كانت تجلس زمرد شاردة تفكر في خطواتها القادمة ، وضعت يدها على خدها تنضر للامام بشرود ،تمرر كلام فارس في عقلها ،استعادت رشدها واشاحت بيدها بضيق مرددة " ربنا ياخدك انت وابوك " ثم زفرت مرددة بحتقان " كان لازم واحد زيك يشغل بالي ، المها من فين دلوقتي؟! "
تفاجأة بصابرة تجلس بجانبها وقالت بتسائل مستغربة حديتها مع نفسها" اخبارك ايه يا حية؟! "
أشاحت زمرد بيدها غير مبالية ثم امسكت اللبان من فوق الطاولة تضعه على لسانها وحدقت في صابرة مرددة " عملتي ايه مع راسل ؟!"
رفعت صابرة منكبيها مرددة بعد أن تذكرت اخر لقائها معه
" ولا حاجة غير انه ناوي يعمل العقد لما يوسف يرجع "
رفعت زمرد حاجبها مستغربة من سرعته وقالت بشك
" مال الكلب دا عندك عايز كل حاجة بسرعة " تأففت بحنق وإسترسلت " انا لا مرتاحة لا لراسل ولا لفارس ،ولو على الحق اخويا اولى بيكي كده كلكم طينة وحده "
احتدت معالم صابرة وهي تحدق في زمرد بشراسه وغضب من سبها وكلامها الذي تضربهفي وجهها من تحت الطاولة شبه الس.م وأردفت بإنفعال" انت مالك كل مرة تعايريني كإنك ما بتصدقي ،لو انا غلطانة اخوك كمان زيي"
لوت زمرد شدقها ترمقها بهدوء وقالت بعد أن قلبت عيونها " ليه كل كلمة بتول*عك ،خليك باردة شوية " ثم استرسلت بعد أن حدقت بها بتركيز مردفة بتحذير " صابرة انا معتبراكي اختي وصاحبتي عارفة لو طعن.تيني في ضهري قسما باللي خلقني البيت دا أهده فوق دماغك انت بالضبط، يجي فارس يلعب بعقلك وتحني ليه وتبعيني "
استغربت صابرة لهجة زمرد الحادة وثوترت على اثرها مردفة بعد أن ابتلعت ريقها " ليه بتقولي كده انا امتى خنتك؟! "
أصدرت زمرد صوت بغيضا بلبانها اللذي تمضغه وقالت بصوت يملاه الجدية " انا مش بثق في حد وحطيت تقتي فيكي بلاش تغدري بيا"
اومأت لها صابرة ورددت بثقة " انت ساعدتيني وانا عمري ما اعض الايد اللى اتمدت ليا "
↚
تنهدت زمرد وقالت بتفكير " عايزة مساعدتك مش هعرف أمسك الشركة ، لان زي ما انت عارفة انا مش معايا شهادة ولسه ناوية اكمل تعليمي ، يوسف الايام دي مشغول فإنتي اللى هتتكلفي بالموضوع "
اومأت لها برحابة صدر مرددة " من عيوني يا زوزو " ابتسمت زمرد وتوقفت نضراتها على يوسف الذي دلف فجأة استقامت متوجهة نحوه تبتسم بسعادة لكنها تجمدت مكانها و تلاشت ابتسامتها بعد أن رأت خلود تلحق به من الخلف ابتلعت ريقها وامتلأ قلبها بالحقد لتلك الطفلة ، انتبه يوسف إلى وقوفها ونضر إلى خلود وقال بعد أن ابتسم لها " يلا سلمي على اختك " اومأت له وركضت الى مكان وقوف زمرد جحضت عيونها بعد ان احتضنتها الصغيرة من قدميها ،كادت ان تنساب دموعها فإسترسلت خلود بلطافة " ازيك يا غزال؟!"
لم تبادلها بل ضلت متجمدة مكانها ، اقترب يوسف منهم ثم ردد بجدية بعد أن أشار إلى خلود " زمرد خلود هتبقى هنا كم يوم " حدقت به بعيون يملاها الغضب والكره فإبتسم رغم سخطه الداخلي من كرهها للصغيرة واسترسل " تعالى نتكلم يا غزال "
دفعت زمرد خلود بعن**ف الا ان كادت تقع وغادرت للأعلى ،التقطها يوسف بسرعة وقال ممازحا بعد أن ابتسم " طب بزمتك يا بنتي جاية للحية دي برجلك ،ومصرة تبقي معاها لحد ما تحبك"
ضحك خلود برقة وطفولة وقالت ببرائة " اصل زمرد شبه ماليفسنت، انت تعرفها ؟!"
نفى برأسه فإسترسلت ببرائة " ماليفسنت دي ملاك بريئ كانت ملكة بتحب الكل وتساعد كل الكائنات وكان عندها جناحين من وهي طفلة ،لكن واحد من البشر غد**ر بيها وقصلها اجنحتها " عبست الصغيرة وقال بحزن" ومن يومها بتكر**ه كل البشر عشان جناحها اتقص غد**ر وعلى ايد حبيبها " ثم استرسلت بحماس وهي تحدق في عيونه " تعرف ايه اللى حصل؟! "
نضر لها مستغربا من فطنتها رغم صغر سنها وردد بتلقائية يريد معرفة النهاية " ايه اللى حصل؟! "
نضرت له وقالت بإهتمام " بقت شريرة وتأدي كل الناس وعملت حصار على مملكتها عشان ولا احد من البشر يقرب لها "
شعر يوسف ان فعلا زمرد تشبهها فعلا ووخلود فعلا ذكية لتستنتج كل هدا فإسترسلت قائلة بفرح " اللى قص جناح الملاك اتجوز وخلف بنت وماليفسنت عرفت ،قامت لعن.ت بنته وهي رضيعة " نضر لها يوسف وقال بتعجب " يعني هي مؤدية لدرجة تلعن بنت صغيرة " نفت خلود براسها وقالت " اصل الملك بعد كده خاف على بنته وبعتها مع الجنيات يربوها وهو أمر كل الجزيرة تبقى حديد عشان الحديد بيحر**ق الملاك وبياديها " رفع يوسف حاجبه من تلك القصة الغريبة وقال " وايه اللى حصل ياستي بعد ما بقت وحيدة ؟! " ابتسمت خلود وقالت " ماليفست هي اللى ربت البنت اصل الجنيات كانوا اغبياء ،هي اللى اكلتها وغطتها وحمتها لحد ما بقت بنت راشدة "
رفع يوسف حاجبه مرددا " لكن ليه ربتها وحمتها وهي اللى لعن.تها وايه هي اللعنه؟!"
خجلت الصغيرة و عضت على شفاهها قائلة " اصل لعن.تها انها هتنام نومه طويلة وتفوق على بوست حب حقيقي " حدق بها يوسف وقد جحضت عيونه وضحك رغما عنه من برائتها فقالت خلود" اصل يا سوفا طلع الحب الحقيقي مش دايما راجل ،ماليفسنت طلعت بتحب بنت الملك اللى اذاها و بعد ما باستها في خدها فاقت وعاشوا في تبات ونبات"
نضر لها يوسف وقال بإستغراب" وايه علاقة القصة دي بزمرد ؟!"
صفقت خلود بيديها وقالت بحماس " ان غزال شبه ماليفسنت عاملة حصار على نفسها مش عشان شريرة عشان خايفة الناس تاديها ،بقت تاديهم قبل ،مع انه هي جواها انسانة طيبة بس بتخاف من الحب لا يأديها" شعر يوسف ان خلود هي الكبيرة وانه هو الطفل ،كيف لفتاة تملك من العمر اثناعشر سنه تكون بهده الفطنة فقط حاولت ان تربط زمرد بقصة شاهدتها وفعلا كان استنتاجها الحقيقة هو يعلم ان زمرد تادي الناس قبل أن يقوم احد بإدائها لكنه اول مرة يكتشف انها فقط خائفة نعم زمرد تخاف فتدعي القوة
نضر إلى الصغيرة واعتلت ابتسامة هادئة على وجهه وقال ممازحا " العبي انت وانا هشوف الحية وارجع"
ضحكت خلود وقالت بتفكير " انت لو عشت انا هاجي اطمن عليك "
ضحك بكل صوته وربت على شعرها قبل أن يتركها بينما في الأعلى قلبت زمرد الغرفة رأسا على عقب بعد فعلت يوسف ،ثم جلست على السرير تستعيد انفاسها فتح الباب ونضر إلى الدمار المحدث تنهد بعمق وقال " مين هيلم كل دا ؟!"
رفعت عيونها التي تلمع بالشر والغيرة وقالت بحدة " تاخد البنت دي من هنا ،يا اقت.لها وانا بحدرك دلوقتي "
شعر ان الليونة لن تجدي معها نفعا وانها فعلا سوف تادي أختها لا يعلم تلك العيون دات اللون الهالك هي حقود**ه ام كار**هة ،حاول اعادت الجدية إلى ملامحه وحدق بها بحدة مردفا بعد أن رفع سبابته في وجهها
" زمرد الله وكيلك تلمسيها وانت عارفة ام جناني لما اقلب ، البنت مريضة واترجتني أجيبها عشان تبقى هنا مدة ،وانا مش هكس**ر بخاطر طفلة "
أجابته بتسرع تقاطع كلامه وهي تحدق به بشرا.سه وغيرة " وتكسر بخاطري عادي؟! "
مرر يده على وجهه بضيق يحدق بها ساخطا من تلك الغيرة التي تقت**لها بسبب اختها الصغيرة وقال بهدوء بعد أن اقترب منها جلس على ركبته مستندا على الارض وقبل يديها بحنان مردفا بصوت هادئ حنون " يا غزال دي بس عيلة مش فاهمة حاجة بلاش تحاسبيها بدنب مش دنبها "
جدبت يدها منه غير راضيه على كلامه وقالت بضيق " مش عايزة المحها قدامي "
ابتسم لها مغتاضا وقال بهدوء محاولا استمالتها " يعني موافقة انها تقعد هنا ؟!"
نفت برأسها بعن**ف ترفض فكرة وجودها معها في نفس المنزل ، اعتدل و قبل رأسها بحنان مرددا بمرح " كنت متاكد ان غزالي قلبها ابيض وهتوافق " جحضت عيونها وقبل أن تستوعب كان قد غادر وتركها تحترق من شدة الغيض، زفرت بضيق تسبه الا انها انتبهت الى هاتفها الذي اهتز اتر اشعار الرسائل ، اخدته تتفقده وجدته مكتوبا باللغة الانجليزية ولم تستوعب اي كلمة منه، زفرت بضيق واستقامت مغادرة للأسفل كانت صابرة تجلس رفقت خلود تلعب معها ، حدقت زمرد بخلود بنضرات تكاد تق..تل الصغيرة ثم نضرت إلى صابرة وقالت بغيض " شوفي ايه مكتوب هنا ؟!انا مش فاهمة كلمة"
اماءت لها صابرة واخدت منها الهاتف تقراه وقالت بعد أن رفعت نضراتها لها " دي رسالة من هاجر في عندك حفلة للشركة عايزين يقدموكي للناس انك المديرة الجديدة "
عبست ملامح زمرد وقالت بتهكم " كتر خيرهم " ثم زفرت مرددة " الكلبة هاجر كتباه كدة عشان تذلني لاني مش بعرف اقرا ،بس ولا يهمك انا هوريها"
نضرت لها صابرة وقالت بتعجب " يمكن دا فخ خدي بالك "
أشاحت زمرد بيدها مرددة دون اهتمام " اعجبك فيهم "
اومأت لها فنضرت لها خلود وقالت بتلقائية " انت ليه على طول عاقدة حواجبك ؟!"
رفعت زمرد حاجبها ونضرت لها بضيق مرددة بجفاء " انت يا تبقي بعيدة عني ، يا ارميك للكلا**ب تاكلك "
ابتسمت الصغيرة وقالت بلطافة " انا مش بخاف منهم ،بحبهم"
حدقت بها زمرد بإبتسامة لا تبشر بالخير ورددت بتسائل بعد أن اقتربت من خلود تمرر يدها على شعرها من الاعلى للاسفل" بتحبي شعرك ؟!"
اومأت لها خلود مبتسمه وقد دقت ابواب السعادة قلبها من اقتراب زمرد ، ابتسمت زمرد ببرود قبل ان تخرج العلكة باصابع يدها اليمين من ثم وضعتها فوق شعر خلود تضغطها على خصلات شعرها من الجدر حتى التصقت به ،كانت تبتسم وتشعر بسعادة عميقة من فعلتها ،اتسعت حدقتي صابرة وهتفت بعدم تصديق وانفعال" يا مجنونه؟!!" أبعدت زمرد يدها وضحكت بسعادة غريبة نابعة من داخلها وقالت بعد أن حدقت في خلود وغمزت لها " ابعدي عني ياحية "
غادرت بعد كلماتها بينما التمعت اعين خلود بالدموع احتضنتها صابرة وقالت ساخطة " معلش مش بتشرب دواها "
نضرت لها خلود بعبوس ورددت بخوف على شعرها " هيقطعوا شعري وأبقى قرعة " نفت صابرة وهي تمسك بخصلات شعر خلود بحسرة وقالت "تعالى هتلاقي حل " اومات لها فغادرت بها إلى صالون التجميل لعلهم يجدون حل لما افتعلته زمرد بشعر الطفلة
*************************************************
كم شعرت سناء بالخدر عندما توقفت امام منزل والديها هدا المنزل بالضبط عاشت به طفولتها الكاملة اخدت زفيرا قويا وخطت للداخل تعلم أنه يا أما ان تخرج حية او مي**ته بعد عودتها هده
طرقت المنزل فتحت لها الخادمة كان سليم برفقتها خطت معه للداخل ،كان والدها يحادت إخوتها في موضوع الاراضي ،نضرت له بإشتياق وقالت بصوت اجش " بابا "
التف لها والدها وانتفض من مكانه فور رأيتها وكدالك إخوتها ابتلعت ريقها وتحجرت الدموع في عيونها ،نضر لها والدها والى سليم ،احتدت نضراته مردد بحدة " إنت لسه عايشة ،وابن الحر.ام لسه عايش ؟!"
ابتلعت غصتها مرددة بصوت ضعيف تترجاه" بابا سبني مرة في حياتي اشرحلك ،مرة وحدة لا غير "
هدر بها بصوت عاليا جعلها تنتفض " الخاطي اللى عمل عملته معاكي كان هنا امبارح ويحمد ربنا طلع منها حي بس لان البوليس اخدوه،كان زماني قات**له "
نضرات الخيبة اعتلت وجهها وقالت بضعف تتبت برائتها " انا مضلومة ،اقسم بالله مضلومة ، والله ماكنت عارفة بعمل ايه ، من لما خلقت وانا مسجو..نه في البيت ، مش فاهمة حاجة لا لقيت ام تفهمني ايه يعني اني بنت ولازم احافض على نفسي لا لقيت اب حنين عليا يفهمني الغلط من الصح ، انا ضحية للجهل مش عارفة ايه معنى راجل يلمسني ،غلطت لاني مش عارفة "
صرخ بها والدها حتى انتفضت وقال بعتاب " كان لازم تحمي نفسك ، انا كنت بحميكي من شر الدنيا مش حاجزك ،مع اني عارف ان خلفت البنات مش بيجي من وراها غير المشاكل والمصايب "
شعرت بصوت كسر قلبها تعلم عدم حبه لها ونضرت إلى عيونه تستجمع قواتها وقالت بصوت خافت " ليه عمرك ما حبتني يا بابا ؟!"
حدق بها ساخرا مرددا " انا بتكلم عن ايه ؟! وانت بتتكلمي عن ايه ؟! كل اللى عملتيه وجاية بكل وقاحة تحاسبني كإني انا اللى غلطان ؟!"
صاحت في وجهه دون وعي وأردفت " عشان انت مش موجود ،عمرك ما كنت موجود ،طول عمرك مش شايفني " أشارت إلى نفسها بسبابتها وهي تهتز من الانفعال والحزن " انا موجودة يا بابا انا حية وبتنفس ، انا قدامك شوفني " ثم استرسلت بغضب وصوت عالي تعاتبه عن تخليه عنها وعدم مدها بالحب " عارف ليه جلال استغلني عشان مافيش أب في حياتي لقيت اول حضن دافي اترميت ليه من غير تفكير عشان بخاف منك واني اقرب منك ،حرمتني من كل حاجة حتى أمي لما ما**تت سبتني اتحصر عليها من بعيد كإني غريبة ،كنت خايفة ارجع تقت**لني "
سقطت دموعها واسترسلت بحرقة " عشان غياب الاب عمره ما بيتعافي أبدا ، عشان انت مكنتش موجود كل الكلاب كانت عايزة تنهش في لحمي ،انا بنت استوعبها ،بنت كان مفروض انت حمايتها بقيت انت اكتر واحد عايزة تهرب منه بدل تبقى امانها"
بكت كتيرة واهتزت ترتجف كل خلية في جسدها مرددة بعتاب وشرا..سه تحرك يديها بعشوائية تشرح كل كلمة تخرج من فمها " انا فكرت انتح**ر، رميت نفسي من الجبل وخلفت وحدي كل جروحي انا اللى ضمدتها بنفسي و وحدي "
مسحت دموعها بكف يديها بع.نف وقالت بقوة " وقفت على رجلي وبقيت قوية ،قدرت اعيش وأكون ام واب لابني ، انا وقفت من غير مساعدة حد، حتى من غيرك، اتعلمت ابقى قوية ،بس جرحك عمره ما يشفى لانه دائما موجود "
↚
كان يحدق بها منصدما هل لهده الدرجة باتت ابنته تكر**هه هل هو الملام ؟! لا بل هي هدا ما كان يخبرها به عقله لكنها استرسلت بقوة " انا لو جيت اليوم عشان جيت اقولك اني عايشه وابني عايش ومن حقي اعيش حياتي من غير ما اخاف من انك في يوم تلاقيني ، ودلوقتي اسمع يا طارق بيه اكر**هني زي ما انت عاوز بس اياك سامع اياك تلف حوليا او تحاول تادي ابني عشان هنسى انك كنت في يوم من الايام ابويا " رمت كلماتها وخرجت رفقت سليم الدي تركها تفرغ جميع احاسيسها التي تراكمت لسنوات ،بات يعلم أنها كانت شخصية كتومه كل شيئ ترده الى قلبها ، إبتعدت قليلا عن المنزل تبكي وتمسك قلبها تشعر بإختناقه ، كانت تحاول التنفس بسرعة كأنها كانت تركض لاميال بالكاد تاخد أنفاسها من ثم بكت وبكت حتى بدأت تشعر بالراحة لأول مرة شعرت انها مرتاحة وضميرها مرتاح اكتر ،سعادة لاتوصف واجهت والدها واخرجت ما بقلبها من ألم وحزن دون خوف
مد لها سليم بزجاجة الماء اخدتها منه وغسلت وجهها وارتشفت قليلا من الماء ،و ردد بعد أن ابتسم " أحسن "
اومأت براسها وقالت براحة " انا اول مرة ابقى مرتاحة بالشكل دا ،انا اليوم واجهت خوفي ،زي امتحان ونجحت فيه "
اومأ لها مردفا بتفهم " عشان كنت شايلة ،الناس بتطلع اللى جواها انت كنتي بتجمعي ودا أقل حاجة تعمليها لما تواجهي اللى كان سبب في حالتك "
اعادت راسها للخلف تنضر الى السماء الصافية وقالت بعد أن نضرت له " لسه قدامي ابلغ عن جلال "
نضر لها سليم وحدق في عيونها بتبات قبل أن يعقد يديه قائلا " جلال سلم نفسه وقال كل حاجة عملها معاك"
معالمة الدهشة بدت واضحة على وجهها هل يعقل انه فعلها ، تخلى فجأة عن تكبره وغروره، من المستحيل ان يتخلى عنهم ويفضح نفسه ،مررت يدها على شعرها وقالت بصوت هادئ " متاكد؟!"
اماء برأسه فاسرعة تركب سيارته وقالت دون هواده " يلا بينا عايزة اشوف "
ابتسم سليم ساخرا على نفسه ، لا يعلم هل تحبه رغم ما فعله بها ام انها فقط معمية بسبب نار الانتقام ،اطاعها فعلا وركب سيارته يتولى القيادة متجها الى المدينه
**************************************************
كانت هاجر تجلس رفقة زوجة خالها ينضرون الى عدة صور موجودة على سطح المكتب ،حدقت هاجر في مياسين وقالت بتردد " متأكدة من الخطوة دي ؟!"
اماءت لها مياسين مردده بتفكير" انا عارفة كل نقط ضعف زمرد ،وبعرف ازاي اضر..بها، انت شيفاها قوية انا شيفاها ضعيفة بتحاول تخبي كسر**تها "
لم تابه هاجر لكلامها وقالت بملل" كل اللى همني انها تغلط كتير ، عشان اخلص منها "
ضحكت مياسين مرددة بمكر وهي تفكر في رد فعل زمرد بعد الحفلة " ولا يهمك قريب هنخلص منها بس الاول نرجع الشركة لينا ،زي ما انت شايفة كلمتين من راسخ بسيبوها تطلع برة الشركة " ثم استرسلت ساخره " حر..قتها اللى هتمو**ت بيها هي حب أبوها اللى عمره ما شافها من اساسه "
اومأت لها هاجر وقالت بعد أن حملت حقيبتها " عندي معاد مع يوسف عشان الشغل ، نلتقي المسا في الحفلة "
اومأت لها فغادرت هاجر بينما هي ضلت تقلب في الصور ورغم دالك كانت تحاول التركيز عن حياة زمرد السابقة ماضي زمرد به اسرار وهي تريد معرفتها باكملها
*****************************************************استيقضت زمرد و استقامت من فراشها تتاتب ، فتحت النافدة تحدق بالحديقة ،لمحت يوسف يجلس رفقت ابيه وصابرة ايضا وتلك الحية الصغيرة كما تلقبها وايضا شخص اخر لم تعرفه ، استبدلت ملابسها ونزلت للأسفل ألقت السلام عليهم من ثم تحركت تجلس في مكانها ،مرت من خلف خلود ،ابتسمت بش**ر وجدبت لها شعرها بخفة المتها حتى صرخت ، ضحكت زمرد ونضرت لها خلود بعبوس ، زفر يوسف وحدق بها بغيض مردد بعد أن صك على أسنانه" نطلع ونتفاهم "
جلست مكانها ولم تبالي له من الاساس ، حدقت في دالك الشخص الغريب بثبات فإسترسل يوسف يعرفها عليه " دا راسل يا زمرد خطيب صابرة "
ابتسمت دون مرح وتمتمت " الطيور على اشكالها تقع "
ابتسم راسل ونضر إلى يوسف مرددا " انا من رأيي بكرة نعمل العقد واخر الاسبوع الفرح ايه رايك؟!"
نضر يوسف إلى والده الذي أشار له بالموافقة ونضر إلى صابرة ايضا استشعر نضرات القبول منها تنهد بإرتياح تم نضر إلى راسل " موافق "
ابتسم راسل مرددا بعد أن نضر إلى صابرة "بالنسبة للشبكة لو فاضيه نروح نجيبها اليوم "
اومأت له بينما زمرد كانت تبتسم بإتساع هي ليست غبية ان تضيع هده الفرصة من يدها ولا تشمت بفارس وفعلا التقطت لهم صورة دون علمهم وارسلتها إلى فارس وهي تضحك ، استأدان يامن وخرج رفقت خلود
بالفعل تلك الحية عرفت كيف تضربه ،لم تمر سوى ربع ساعة حتى كان فارس قد وصل وجلس مقابل راسل يحدق به والشر**ار يخرج من عيونه
ابتسمت زمرد وقالت بعد أن ضحكت " عامل ايه يا فارس ؟!"
حدق بها بغيض وقال بإستفزاز بعد أن عقد ساعديه امام صدره " زي الفل ،وانت يا اختي؟!"
رفعت حاجبها مبتسمه و ارتشف من عصيرها قائلة بعد أن انزلت الكاس قليلا عن فمها " الحمد لله " ثم استرسلت بمكر " بارك لصابرة اتخطبت "
شعر كان دلولا من الماء البارد سكب على راسه حتى ابتل في ملابسه وجه نضره الى صابرة التي ابتلعت ريقها وحاولت مدارات توترها بينما تبسم راسل وحدق في صابرة مردفا بإستفزاز " نتحرك دلوقتي عشان تشتري الشبكة"
اومأت له وهي فقط تريد الهروب من نضرات فارس المعاتبة والقوية الموجهة لها ،استقامت بسرعة وسبقته بينما هو غمز الى فارس مردفا بإستفزاز " طالما جيت انت معزوم على الفرح اخر الاسبوع"
امتغصت ملامح فارس بمقت من الدي أمامه فإسترسلت زمرد دون وعي " فارس اول الحاضرين يا راسل " ثم استرسلت ساخرة " خد بالك انت بس للبنات اللى دايبين في جمالك ينطوا علينا " تغيرت ملامح وجهه فقالت مبتسمه قائلة" بهزر "
شعر راسل بلداعة كلماتها نضر لها بضيق وغادر بينما يوسف كان صامتا وحدق بها لمدة قائلة بحدة " الحقيني"
شعرت بسداجة فعلتها واستقامت خلفه الا ان فارس اوقفها مرددا " زمرد عايز مساعدتك "
التفت له غير مندهشة وقالت بغيض " شوف يا فارس انا ساترة عليك اصلا ،واللى حصل من شويه قدام يوسف اكيد مش هيعدي عليه بالساهل ،ومش عارفة هيسال ايه فياريت تبعد عني "
زفر بإحتناق وقال بنفاد صبر " انت يا بنت صابرة عايز مساعدة ابعدي السمج دا عن صابرة "
وضعت يدها على خصرها مرددة بضيق " اعملك ايه ؟! بتحبه ويحبها انا مالي"
رفع حاجبها مقتربا منها وردد بإستفزاز" صابرة مش قد الالعاب دي كله منك " زفر بهدوء قائلا " شوفي حل يا الفرح دا هقلبه عزا"
رفعت منكبيها دون اهتمام مرددة " وايه اللى يخليني اساعدك؟! "
حدق بها بتقة مردفا " عشان اخوك "
تغلغلت تلك الكلمة داخلها واشعرتها بشعور غريب سعادة ورضى لاول مره تشعر ان لها اخ فعلا او تسمعها حتى ، الا انها لم تضهر ردت فعلها وقالت بعناد " فكها لوحدك "
ابتسم لها بمرح مرددا " انا متأكد انك هتساعديني "ثم استرسل بعد أن اشاح بيده مغادرا " هستنى اتصالك "
احتقن وجهها بغيض وضر..بت قدمها بالارض مردفة ببغض " منك لله " مررت يدها على وجهها ثم حدقت بالاعلى زفرت طويلا قبل أن تصعد
دخلت غرفتها وجدته يقف وضهره موجه نحوها ، قلبت عيونها فإلتف لها وعيونه لا تنذر بالخير وردد بهدوء يبشر بالهلاك " دلوقتي هتطلعي كل اللى مخبياه عني ، فارس وصابرة ايه علاقتهم ببعض ؟! ومن فين بتعرفي براسل وعلاقاته؟!"
هي بالفعل توقعت سؤاله لكن مالم تتوقعه هو كيف سوف ترد عليه ضلت تحدق في عيونه تفكر مليا الى ان اجتاحها دوار غريب جعلها تقع على الارض ورحمها من مواجهة يوسف
فتحت زمرد عيونها مثقلة بالالم ، شعرت بيد توضع على يدها ،التفت براسها قليلا ، فقال يوسف بعد أن قبل يدها
- الحمد لله على سلامتك خوفتيني
ابتسمت بوهن وهي تنضر له وقالت بعد أن أغمضت عيونها مره اخرى
-الحمد لله بلاش تشغل بالك
اقترب منها وقبل جبينها بحب وحنان ثم ابتعد عنها قليلا مردفا بعتاب " اهملتي صحتك لحد ما حصلك هبوط "
اماءت برأسها واعتدلت جالسه وقالت بعد أن ابتسمت " يمكن ؟!"ثم استرسلت بتلاعب تحاول ان تشغل عقله اكتر حتى لا يتدكر موضوع اخته" اتاخرت على شغلك ؟!"
هز منكبيه دون اهتمام وقال " انت اهم حاليا "
ابتسمت على اهتمامه واقتربت تقبل خده واحتضنته بقوة ،ابتسم تلقائيا بعد أن شعر بها تتمسح برقبته متل القطط وحاوط ضهرها بيديه يربت عليها بحنان ، قاطع لحضتهم تلك طرق الباب ،ابتعدت عنه قليلا وأذن يوسف الى الطارق ليدخل
دخلت سناء وبرفقتها خلود ،اسرعت سناء تحتضن صديقتها وتقبلها بإشتياق مما جعل زمرد تضحك بغلب قائلة بمرح " كفاية يا بقرة هتقتليني " إبتعدت عنها سناء قليلا ثم ضربتها بخفة على كتفها مردفة بإمتغاص " انا اللى معبراك يا زيدان الكلب "
رفعت زمرد حاجبها تبتسم بغيض مرددة " لمي لسانك " ثم استرسلت بتسائل " امتى رجعتي ؟!" ابتسمت بعد أن جلست بجانبها وقالت "قبل شويه " نضرت لها زمرد واماءت برأسها وقالت " سلامتك "
↚
ابتسمت سناء فإقتربت منهم خلود مرددة بإبتسامة بريئة " انت كويسه يا غزال ؟!"
وكأن الان استدركت زمرد وجود خلود حدقت بها بجفاء وقالت " الحمد لله طالما انت بعيدة عني "
حدقت بها الصغيرة بيأس ثم نضرت إلى يوسف وقالت بإمتغاص " انت معاك حق هي حية مش بتموت " اتسعت حدقتي زمرد من لذاعة لسان اختها الصغيرة ثم حدقت في يوسف بنضرات نارية ، ابتسم لها بإرتباك فإسترسلت خلود بغيض بعد ان أخرجت لسانها " وكمان يوسف بحبني اكتر منك " قالت كلماتها وغادرت راكضة بينما زمرد كانت تشتعل و أردفة بغيض وكره " اما علقتك من رجلك ونتفت شعرك اللى فرحانه بيه "
ضحكت سناء عليها وقالت ممازحة " الله عليك يا زيدان بتغير من عصفورة "
عضت زمرد على شفتها السفلية بضيق سريعا ما صرخت بعد أن ضربت سناء بطنها بقوة وقالت بتسائل" اول ما وقعتي فكرتك شلتي حاجة في بطنك وانت عاملة راسك بعقل بنت قد بنتك"
احمر وجه زمرد بينما اردف يوسف بعد بهدوء بعد أن إستقام " اسيبكم على راحتكم " ثم نضر إلى سناء قائلا " عايزك في موضوع لما تخلصي انا في مكتبي " اومأت له موافقة وغادر، كانت سناء تعلم ما الموضوع الدي سوف يتكلم فيه يوسف وشردت قليلا قبل أن تستيقض على صفعة خفيفة من زمرد التي قالت بضيق " وحياتك قاعدة تجيبي سيرة العيال قدامه ،انت عايزة تجلطيني "
قلبت سناء عيونها بملل مرددة " انت اخرك تخلفي واحد وتحملي في الثاني، الراجل اثناشر سنه محروم منك "
لوت زمرد شدقها بغيض من استفزاز الاخرى وقالت" كله رزق من ربنا " ثم استرسلت بعد أن غمزت لها " كل دي غيبة ؟! عملتي ايه؟!"
زفرت سناء مطولا وقالت " روحت لجلال وعائلته طلعت غلبي عليهم وكملت بأبويا ودلوقتي لسه في جلال "
اومأت لها زمرد وقالت بعد أن تذكرت " اللى عرفته انه اعترف على نفسه وهو دلوقتي في السجن "
اومأت لها سناء وقالت بحيرة " انا كمان وصلني الخبر " حكت زمرد منطقة دقنها قليلا وقالت متسائلة " هتابعيه!!"
كانت الحيرة تقتل سناء لا تعلم لما جاويد اعترف ولما دهب الى والدها ،تنهدت قائلة بهدوء " لازم اقابله واعرف منه ايه سبب اللى عمله "
هزت زمرد منكبيها مردفة " انا لو عليا اسجنيه ولا ابعتيه اعدام "
رفعت سناء حاجبها بتهكم وقالت " الله على الخيط الابيض اللى بتدخلي بيه بين الخلق !! " لوت زمرد شدقها بإمتغاص فإسترسلت سناء " ايه سبب الاغماء اللى حصلك من شوية انا عارفة انه مش بيحصل الا لو عاملة عملة يوقع فيها جبل و وقعتي في شر اعمالك "
حركت زمرد عيونها بإرتباك تعلم أنها تخفى عن الجميع وتفضح امام سناء ،حمحمت قليلا فقرصتها سناء عند بداية قدمها مما جعلها تصرخ وقالت بتهديد "عملت ايه يا زيدان "
وضعت زمرد يدها مكان قرصت الاخرى وقالت بغيض " اعمل ايه؟! انا مش بحرك البيضة من مكانها"
ابتسمت سناء ساخرة وقالت بضيق " قولي انا عارفة انه وراكي هم ما يتلم "
زفرت زمرد بنفاذ صبر وقالت " صابرة كانت على علاقة مع فارس وحملت منه وسقطت ودلوقتي يوسف شاكك فيها "
رفعت سناء حاجبها وقالت متسائلة " وانت مالك؟! تغرق ولا تموت!! "
قلبت زمرد عيونها وقالت بضيق" انا بستغل صابرة عشان انتقم من فارس وانا اللى اقنعت يوسف يجوزها واقنعتها عشان احرق قلب فارس بس دلوقتي فارس بهددني اوقف كل دا ،ويوسف شاكك انه فارس ليه علاقة بصابرة واني اعرف راسل "
عقصت سناء حاجبها وقالت بتسائل" راسل مين ؟!" ثم اتسعت حدقتيها بتفكير وأشارت لها بسبابتها وقالت مندهشه " اوعى يكون راسل اللى بنعرفه؟!"
اومأت لها زمرد دون اهتمام فقالت سناء بإنفعال " الله يخربيتك يا زيدان الكلب ،مش لاقية غيره "
رفعت زمرد منكبيها وقالت " دا اخويا " ثم استرسلت دون اهتمام" انا ورايا حاجات اهم من صابرة ومشاكلها "
مسحت سناء على وجهها وقالت بهدوء " اخوكي في الرضاعة مش بالدم ، ثانيا انا مش فاهمة الشر اللى فيكم، غير يوسف مش عارف دا "
نفت براسها قائلة ببرائة " مش راضعينه والله، صابرة كانت طيبة ،احنا كده دمنا شرير " ثم استقامت من مكانها مردفة " لازم اجهز للحفلة، اما موضوع راسل سبيه عليا " اومأت لها بضيق وقالت بعد أن فتحت الباب " كفاية لعب مع مرات ابوك انا مش مرتاحة ليها " غمزت لها زمرد مبتسمة وقالت " خافي عليها مش عليا " ضحكت سناء بغلب وتركتها ،من ثم تحركت الى غرفة مكتب يوسف ،طرقت الباب، اذن لها بالدخول فدخلت ، كان يجلس يترأس مكتبه رفع راسه عن اوراقه و ابتسم ثم أشار لها ان تجلس
جلست سناء أمامه وقالت بإستفهام كأنها لاتعلم اي شيئ " حضرتك عايزني في حاجة؟! "
اومأ لها بجدية وعقد ساعده على طاولة مكتبه وتبث عيونها نحوها قائلا بتسائل " جاويد في السجن " قال كلماته وانتضر ردة فعلها وجدها لا تزال هادئة فإسترسل " " هو قدم نفسه واعترف ودلوقتي لازم تروحي معايا القسم عشان انت كمان تدي اقوالك "
زفرت بهدوء وقالت بحيرة " عايزة أقابله الاول "
اومأ لها بهدوء وقال " دا حقك ، اللى انت عايزه هيحصل " شكرته وقالت متسائلة " انت محاميه؟! "
نفى براسه مرددا بما فاجأها " لا انا محامكي وانت موكلتي "
صدمت من كلامه لم تتوقع ان يتخلى عن صديقه ويقف بجانبها شعر بافكارها فقال بتقة " انا قولتلك ان مع الحق دائما "
ابتسمت بإمتنان وقالت بتلقائية " انت انسان طيب لو حد زيك كان عمل العكس "
نفى براسه وقال " انا انسان عادل ،وحياتي فيها العدل بس ،واي شخص مضلوم لازم اخد حقه "
اومأت له وابتسمت بإرتباك فقال بعد أن إستقام وأشار لها إلى الباب اتفضلي معايا عشان تقابيله "اماءت له وغادرت برفقته
*************************************************
في السجن كان جلال ينام على الارض ينضر الى الصقف يتدكر صورتها البريئة ويبتسم مثل الابله بينما قلبه يجلده على أفعاله وما فعله بها تنهد طويلا واردف بصوت متعب " لو يعلم المحبوب ما في القلب ،لوقع صريعا من رصاص المشاعر " انتشله من أفكاره صوت الشرطي اللذي استدعاه أن هنالك من اتى الى زيارته ،اعتدل جالسا و وقف يتبع الشرطي ،مط شفتيه بملل يعلم ان ليس هناك من يزوره سوى يوسف ،ضحك ساخرا لايعلم صديقه هل معه ام ضده رغم انه يعنفه ويلقي عليه اللوم ،يخفف عنه ويعده انه لن يتركه ،فتح الشرطي باب غرفة الزياره ، انصدم عندما رفع عيونه ليجد سناء تجلس وعيونها ارضا تنتضره ،اشار له الشرطي أن يجلس اماء له وتقدم جالسا ،رفعت غابتها الخضراء تناضر عيونه العدبة مطولا ،كانت تطالعه وتتفحصه من الاعلى الى الاسفل ترى نحافة جسده وارهاق وجهه وزرقة اسفل عيونه شعرت بالشفقة على حاله بينما هو كان يسقي عيونها بها رغم ضروفه كان يبتسم مثل الابله بعد أن اتت الى رأيته ،استشعرت نضراته الغير بريئة تلك وعادت نضرات الجدية تكسوا ملامحها وقالت " ليه؟!"
استدرك نفسه على صوتها وقال بتسائل " ايه اللى ليه ؟!"
زفرت من لعبه بالكلمات وقالت بضيق " ليه سلمت نفسك؟!"
رفع منكبيه دون اهتمام وقال " دا كان لازم يحصل من زمان اي حد عمل ذنب يستاهل عقابه"
مسحت على وجهها بضيق و نفاد صبر وقالت بعدم تصديق " انت عايز تقنعني انك ندمان واللى بتعمله عشان ضميرك صحي وعرفت فجأة انك غلطان "
اومأ لها سخرت من كلامه وقالت بتعجب " سبحان الله!!"
تنهد بجدية يعلم أنها لاتصدق ما فعله وانه بدالك يستعطفها او يبتزها عاطفيا وقال " سناء انا لا عايزك تشفقي ولا تحني عليا ،انا بس بردلك حقك حتى مني "
رفعت حاجبها ساخرة " حقي ؟!" ثم ابتسمت بألم وقالت بحرقة " انت لو تتعدم حقي مستحيل يرجع ليا ،لانه اللى بنعيشه مش بيتغير ولا ممكن يتمحي ،واللى عشته انا مستحيل حتى لو بقيت هنا مية سنه تحسه"
نضر لها مستغربا يعلم ان جرحها عميق لكنه يحاول ان يفعل ما يستطيع على الاقل ترتاح ولو قليل وقال " انا بحاول اخفف وجعك وجودي هنا ولما يتحكم عليا دا ممكن يخفف المك "
كلماته تلك استفزتها ،اعادتها الى ماضي لاترغب بتدكره ،استقامت من مكانها بعد أن التمعت خضرائها الصافية بالدموع وقالت بصوت باكي وهي تشير الى نفسها " انت عارف مقدار الألم اللى انا عشته في الفترة اللى سبتني فيها؟! مش عارف ؟! ولا حد عارف ؟!" توقفت قليلا عن الكلام وقالت بعد أن سقطت عباراتها ونضرت لها تحني رأسها " مافيش وصف للوجع اللى عشته،لان الألم اللى حسيته كان أسوء من الموت بذات نفسها ، لكن انت عملت ايه ؟! قالت بحسرة " فرطت فيا " حدقت في عيونه بضعف وقالت بصوت منكسر تعاتبه وتلومه" تركتني ورحت ،فرطت فيا !!" التفتت الى الناحية الأخرى ترفع كفيها تمسح دموعها ،لم يكن حاله افضل منها دموعه هو الاخر كانت تسقط دون هوادة وهو يستمع الى عتابها شعر بألم وانفطر قلبه عليها شعر بشضايا كسر قلبها وتالم لالمها ،شعر بمدى حقارته ودنائته معها ما تسبب به وما استهون به كأن قلبه انشطر الى قسمين ،استقام واقترب منها يجدبها الى أحضانه انهارت حصونها بين دراعيه تبكي وهو ايضا يبكي على ما فعله بها حطم قلبها وألمها فرط بها وكسر وتقتها بنفسها وبالناس ، ضن انه انتقم منها ولم يجد سوى انه انتقم من نفسه الان هو يتجرع من نفس الكاس الذي شربت منه لا يستطيع التنفس فقط يبكي على ما فعله بها فقط صوت بكائهما المسموع في الغرفة قلب معاتب منكسر وقلب نادم متحصر
ان كسر حبيبا قلب محبوبه ، فلا يوجد دواء سوى الحبيب نفسه
هدأ الاثنان بعد مدة وابتعد عن بعضهما البعض، الا انه ضلت أنفاسه مقابل وجهها قبل جبينها ومسح دموعها بإبهامه وخرجت فقط كلماته المرتجفة " روحي من هنا واياك تشوفي وراكي، عيشي حياتك وانسيني ، افرحي وخليكي دايما راسمة البسمة على وشك ،اتجوزي حد يستاهلك ، اختاري صح المرة دي انا مش بستاهل ولا ضفر منك " قال كلماته بضعف وصعوبه ما يقوله لسانه ضد ما يقوله قلبه وما تمليه عليه أنانية عقله ضرب جبينها بجبينه بخفة وتركها وخرج عائدا إلى سجنه مكسور الجناح بينما هي لم يزد سوى نحيبها الى ان وقعت ارضا تغمض عيونها من شدة ألم قلبها وعصرته
بعد مدة استطاعت ان تستجمع طاقتها وخرجت ،وجدت سليم امام باب مركز الشرطه ،حدق في عيونها الباكية وقال بتسائل " قابلتيه ؟!" اومأت له وقالت بضعف " عايزة ابعد عن هنا ؟!!"
↚
اومأ لها وأشار لها ان تركب سيارته وغادر رفقتها ،اوقف سيارته في مكان هادئ ،ونضر لها بينما هي شاردة وردد بتسائل " مالك يا سناء ؟!"
نضرت له محتارة وقالت " ليه قلبي وجعني عليه ؟!" ابتسم سليم قائلا " يمكن عشان بتحبيه ؟!" نفت برأسها قائلة" انا حاسه شعور مختلف ، زي الشفقة ،مش عارفة اميزه بالضبط " رفع سليم حاجبه وقال بتسليه يحاول ان يجعلها تنسى ما حدث " انت شكلك جعانه؟! " نضرت له مطولا وقالت بعد أن ابتسمت بإستفزاز " انت معتوه انا بتكلم عن ايه ؟! وانت بتقولي جعانه ؟!"
رفع منكبيه مرددا " انت اللى بتقولي حاسه احساس غريب ،الجوع بردوا احساس"
حدقت به بعيونها الواسعه الخضراء بغضب فقال بغرام وطريقة تملأها الدراما بعد أن وضع يده على قلبه " اه الا البصة دي ممكن اموت قلبي الصغير لا يتحمل "
رفعت حاجبها فإسترسل بإستفهام بعد أن نضر من زجاج السيارة الى السماء المليئة بالنجوم " في نجمه ناقصة في السما ؟!"
نضرت له بإستغراب فحول نضره لها قائلا بإندهاش " ياه دي النجمة قاعدة جنبي على الارض " حركت اهدابها اكتر من مرة تستوعب كلامه ،فإتسعت حدقتيها من غزله بينما هو دخل في نوبة ضحك على ردت فعلها ،حدقت به بغيض وضربته على كتفه ثم اتسعت ابتسامتها فجأة لتضحك بالمثل ، فقالت بعد أن نضرت له " انا جعانه فعلا؟! ابتسم لها مردفا بتقة " قولتلك بفهمك " ابتسمت له وتنهدت محاولة ان تنسى همها بينما هو حدق بها مطولا وتنهد براحة قبل أن يتحرك بالسيارة
*************************************************
مساء في شركة راسخ كان جميع الموضفين يحتفلون بعد ربحهم بمناقصة جديدة ، نضرت هاجر إلى مياسين وقالت بتسائل " تفتكري هتجي؟! "
نفت مياسين براسها وضحكت بسخرية قائلة " اضن ان هي وحدة جاهلة وخافت"
اومأت لها هاجر الا انها انصدمت بدخول زمرد التي كانت تتألق في فستان احمر ناري يجدب الانضار بقصة منخفضة من الاعلى ومن جانبي قدمها تضهر جمالهم وتركت شعرها منسدلا تضعه بتسريحة جانبيه وكعبها العالي الاحمر صوته يخطف الانفاس وحقيبتها الصغيرة الفضيه تمسكها في يدها ،دخلت بتقة و نضرت إلى مكان وقوف مياسين وهاجر ،ابتسمت تلك الابتسامة الساحرة متوجهة لهم ،وقالت بسعادة وهي تغني اسم مياسين " سوسو " حدقت بها مياسن بغيض وقالت بهمس كرهتني في اسمي " ثم حدقت تبادلها بإبتسامة صفراء " كنت فاكرة انك مش هتيجي؟! "
نفت برأسها مستنكرة وقالت " عيب اضن دي حفلة شركتي ينفع الكل حاضر و المديرة لا ؟!"
رمقتها هاجر من اسفلها لاعلاها وقالت بضيق بعد ان نضرت إلى مياسين " انا هروح أجيب حاجة اشربها " اومأت لها وغادرت الاخرى ،وزعت زمرد انضارها في المكان التقت عيونها بعيون والدها الذي يحادث احد موضفيه و ابتسمت ساخرة ،كانت مياسين تراقبها وكم تشفت في حالتها تلك وقالت بتشفي " مافيش داعي لنضراتك عمره ما يمكن يشوفك " حولت زمرد نضراتها إلى مياسين التي ترتشف من كأسها ،ابعدت الكاس قليلا وقالت بعد أن ابتسمت " شوفي يا زمرد نبقى واضحين راسخ بحب ولادي انا وبحبني انا وعمره حب امك ،اتقبلي الواقع "
كانت زمرد تنضر لها بهدوء وداخلها يحترق من كلمات مياسين التي استرسلت دون رحمة " يا حبيبتي الحب مش عافية عن الواحد ،دا شعور متبادل ،راسخ اتجبر على والدتك ،وهي استغلت دا وحملت منه وجابتك على اساس يحبها بعد الولاده" ضحكت ساخرة وقالت بلؤم " طلع لا حبها ولا حبك دا كرها اكتر من الاول وكره اللى طلعت منها " احمرت عيون زمرد بالدموع لكنها ابت ان تسقط وضعت حقيبتها على الطاولة وقالت بهدوء بعد أن اعادت نضراتها الى مياسين " خلصتي؟!"
ابتسمت مياسين على حالة زمرد وقالت بإستفزاز " انا خلصت زمان من لما ابوكي حبني وانت عارفة قد ايه بحبني لدرجة ضحى بعمر امك عشاني "
أغمضت زمرد عيونها من لذاعة لسان مياسين ثم فتحتهم مرة أخرى وقالت بعد أن ابتسمت كان شيئا لم يحدث " خدي بالك منه ليطير ،كل الرجالة عنيهم زايغة " وتابعت غامزة " حتى راسخ نفسه "
علمت مياسين ان زمرد في قمت ضعفها فضحكت مرددة " عشان كده غدر بامك"
انفعلت زمرد و أرادت أن تجيبها إلا أن صوت راسخ الذي قطعها بعد أن اخد الميكروفون لإلقاء كلمة الحفل و وجهت نضرها له دون اهتمام إلى مياسين
ابتسم راسخ وقال " عايز ارحب بكل الحاضرين من اصغر واحد لاكبر واحد في الشركة دي ، طبعا مبروك علينا المناقصة الجديدة ، وفي الشركة دي احنا عيلة وحده مش موضفين ، وعيلتنا بتكبر شويه شويه وفي حد عايز ينضم لينا ، أشار إلى زمرد قائلا ، دي وحدة من اللى عايزين ينضموا لينا توجهت انصار الجميع لها فإسترسل بلذاعة كأنها عدوته " للاسف هي من غير خبرة ولا تجربة ولا تعليم " شعرت زمرد كأن نصلا حادا اخترق قلبها من تلك الاهانه حاولت ابتلاعها رغم ارتجاف جسدها وجفاف حلقها ، حدقت في راسخ بنضرات كارهة لكنه استرسل بتحدي " زي ما انتم عارفين ان هي بقت ضامة ستين في المئة من املاك الشركة ،بس فكركم ممكن تدير الشركة وهي مش بتعرف تفرق حتى ما بين حرف الحاء والجيم من الجهل اللى عاشته يعني مش مؤهلة ، انتم ليكم القرار تختاروا مين مدير شركتنا انا او هي ،احنا خدمنا سنين عشان هي تهدم كل حاجة في ثانيه ودا يبقى قراركم ؟!"
ركز الجميع نضراتهم إلى زمرد يرمقونها بإستحقار وتكبر من جهلها وكدالك مياسين التي كانت تبتسم على حالتها وضعفها
هل شعرت يوما انك وحيد وسط دوامة يلفها الضلام والذئاب تريد النطق لكن خائف ، كان هدا حال زمرد التي استكنت مكانها ولم يعد لسانه قادر على اخراج كلمة واحدة بل شعرت أنها سوف تقع وسط تلك الذئاب الماكرة الذين ينتظرون فقط وقوعها لياكلوا لحمها دون رحمه ،اي اب هدا الذي يهين ابنته وسط كل هؤلاء الناس ؟! لما يكرهها؟! ماذا فعلت لتنال كل هدا الكره منه بأي ذنب ؟!شعرت انها تقف وسط اناس لا مكان لها بينهم وغادرت بسرعة للخارج
ابتسم راسخ وكدالك مياسين الان تمت خطتهم على اكمل وجه وهاقد طرد ابنته وانتهى منها للابد.او هذا ما ضنه
توقفت بالخارج تبكي وتضع يدها على قلبها تحاول التنفس من اختناقها كل تلك الإهانات والكلام السام تجمع في عقلها مرة واحدة تريد ان تصرخ وتبكي شعرت بالوحدة والضلم والضعف والاستسلام جلست على الارض دون هوادة متالمه ضلت مستسلمة للضعف ،الا ان سمعت صوتا من داخلها يناديها ان تنسى ضعفها وتتحلى بالقوة كما تدعي دائما إستمعت له بقلب يرتجف " قفي يا زمرد ،ماذا قلتي انتي ؟! انتم كلكم معا و انا لوحدي ،انت سوف تدميرينهم بمفردك،ستنهين هده الحرب بمفردك ،وستفعلين كل ما يلزم من اجل هدا ،إياك ان تفقدي املك يا زمرد،يمكنك النجاح، ستدخلين بينهم الى الاقرب منهم ، ستأخدين كل ما يملكونه بكامل قوتك، اياكي ان تحني راسك " رددتها بصوت مسموع تستجمع قوتها "اياكي تركعي لحد "مسحت دموعها ونضرت إلى مكان الحفل بتقة وضهرت ابتسامتها الخلابة مره اخرى تحققت من مضهرها في المرأة وقالت بتهديد وتوعد " يوجد حد لكل حاجة حتى صبري نفد صبري اليوم ،انتهى!" قالتها بتقة وخطت للداخل مرة أخرى عازمة على ان تأخد ثأرها منهم
كانت هاجر تضحك رفقة مياسين وراسخ السعادة مرسومه على عيونهم على ما فعلوه بها ، دخلت بتقة مثل عارضة الأزياء ،رمت هاجر ما شربته بعد أن لمحتها تدخل مرة أخرى مبتسمه الا ان زمرد تجاهلتها وخطت وسط الحفلة و وقفت فوق طاولة الطعام ترمي ما بها حتى صدح صوت التكسير انتبه الجميع لها ،ضهرت ابتسامتها الخلابة وقالت بتسليه " رجعت يا غالين " ثم ضحكت مردده " انا عندي ستين في المية يعني اقدر ارفدكم كلكم وأجيب غيركم وأصلا في ناس كتير عايزين مكانكم"
عم الصمت لدقائق من كلامها الحاد فقالت بعد ان قهقهت ساخرة " فين الضحك اللى كان واصل لاخر الشارع من شويه ولا هو الطرد سكتكم" ثم استرسلت بعد أن وضعت يدها على شفتيها كأنها تفكر "نسيت راسخ قال اني جاهلة صح ومش متعلمة ودا حاجة تضحك وانتم ضحكتوا عليها؟! " عم الصمت ولم يستطع أحد النطق في حضورها فإسترسلت " وانا ههد الشركة صح؟! " ابتسمت وتغيرت ملامحها للمرح ترمي بكل الاطباق للارض ونطقت بشراسه ضهرت فجأة " واخد الشركه كان حد دافع لامي قرش فيها ، انتم كلكم خدامين عندي اوعوا تنسوا نفسكم انا هنا تحترموني صوتكم يبقى واطي في وجودي انا الكل في الكل ومن هنا بقولها اللى مش عاجبه ،الباب من هنا مش عايزة اشوف وشه في الشركة بكره ولا اقولكم انا مش عايزة اشوف وش حد فيكم في الشركة وبما ان عندي اكبر نسبه يبقى القرار ليا ثم نضرت إلى راسخ وقالت بتهديد الا لو عايز تديني حقك أشتريه اتكل حتى انت برة دلوقتي معاهم " من اين لها بتلك القوه هذا كان تفكير الجميع الم تخرج منهزمة قبل قليل كيف عادة بعده الجرأة شعر راسخ بقلة قيمته فهدر بها " انا الحاكم والناهي في الشركة دي"
قهقهة ساخرة وقالت بصوت عالي" اكتر من نصها في ملكي عايز نتفاهم وتبقى فيها يا مرحب مش عايز ادخل شريك ثالت وساعتها اترحم على الشركه " نزلت من على الطاولة واقتربت منه الى أن وقفت بصدده وحدقت به وفي مياسين بقوة مرددة " وليه لا اقولكم احب ابشركم في شريك جديد هيشرف الشركه وهو واعي مش جاهل زي ويبقى الواصي على اسهمي ، وانشاء الله تفلسوا مش بهمني " ثم رفعت سبابتها في وجه والدها مردفة بشراسه " اقسم بالله واللى خلقني ورحمة صابرة غلط ثاني في حقي واغرق شركتك من غير ما يرف ليا جفن "
ثم ضحكت بدلال عكس ما كانت عليه وهي تضع العلكة في لسانها " شوفت قوتي ،لا انت ولا مراتك ممكن تهدوني ،انا انسانة غريبه مافيش حد بينساها لو دخلت حياته انا الشيطان ذات نفسه ،مريضة لو حطيتك بدماغي مستحيل تنسى اسمي مهما عشت عشان اللى ممكن أعمله فيك تفتكره ليوم موتك "
نضرت لها مياسين قائلة " اللى بتعمليه هتدفعي تمنه"
↚
نفخت زمرد لبانها ونضرت لها بملل وقالت بتسليه وانتصار " ضربتوني بالرصاص وانا لسه حية" ثم حركت رأسها يمينا و ويسارا مرددة " نشوف نشوف مين هيمشي ومين هيبقى !" ثم اخرجت العلكه من لسانها و وضعته على الطاولة تلصقها بقوة وهي تحدق بإبتسامتها الخلابة في نضرات راسخ ومياسين المشتعلين من افعالها والتفت مغادرة قائلة بصوت عالي " اطلقوا كل الرصاص الى عندكم ،لو مت مافيش مشكلة !!لكن ان عشت، الموت هيبقى جاي ليكم " ثم التفت لهم وقالت بتهديد " انتم ضربتوا رصاصكم دلوقتي دوري احموا نفسكم مني على قد ما تقدروا " ضحكت في اخر كلماتها وخرجت تخطوا للخارج بإبتسامة منتصرة وراضيه بينما في الداخل كان راسخ مجبرا الى تقديم أجوبة الى الموضفين الذين ثم طردهم قبل قليل
***********************************************
صباحا في شقة يوسف استقامت زمرد من جانبه وارتدت قميصه الابيض ،ابتسمت وهي تقبل خده ثم استقامت وغادرة الى المطبخ تحضر الفطور
استيقض يوسف واعتدل مكانه يتاتب نضر إلى مكانها وجده فارغا استقام وارتدى بنطاله وغادر غرفته يبحت عنها وجدها تتمايل مع احدى الاغاني وهي تقلي البيض ،ابتسم واقترب منها من الخلف وحاوط خصرها مقبلا رقبتها بحنان ،ابتسمت تلقائيا وقالت دون ان تلتف له " صباح الخير يا حبيبي "
ابتسم وهو يغرق راسه في تنايا رقبتها يستنشق رائحة شعرها وبشرتها ،اقفلت النار والتفت تحاوط رقبته ونضرت في عسليتيه مرددة ببحة مغرية " بحبك "
اقتنص قبلة من شفاهها وقال بعشق اغرقه حد الثمالة " وانا بعشقك "
ابتسمت له وقالت بعد أن اخدت تلعب في صدره بيدها " عايزة حبيبي في طلب صغنن؟! "
نضر لها بغيض وقال " ايه الطلب يا بتاعت مصالحك؟!"
ضحكت بدلال فحملها ووضعها على رخامة المطبخ وقال " ليه حاسس وراكي مصيبه؟!"
نفت براسها قائلة بدلال" ابدا يا روحي انت غالي وانا بدلعك عشان بحبك "
رغم عنه يضعف من دلالها عليه فقال مستسلما " امري يا غزال "
قلبت عيونها وقالت " عايزة اسهم الشركة تبقى تحت حماية حد " حك مؤخرة رأسه وقال "ماشي انا اتكلف بيها ،نفت برأسها وحركت حاجبيها بتسليه " ثؤ مش انت "
نضر لها بإستفهام وقال " امال مين؟! "
ضحكت وقبلته بسرعة قائلة " راسل " تفاجئ من ردها وقال بتسائل " انت ايه علاقتك براسل ؟!"
أغمضت عيونها قليلا وفتحتهم قائلة ،انا عايزاك تسمع دائما الحقيقة مني قبل ما يجي يوم وتعرفها لوحدك " راسل يبقى اخويا "
نظر لها بعدم تصديق وقال مندهشا وهو يحرك راسه يمينا ويسارا"امتى كان عندك اخ من غير علمي ؟!"
عضت على شفتها السفليه وقالت بعد أن انزلت عيونها ارضا " راسل اخويا في الرضاعة "
رفع حاجبه متهكما وقال بصوت ساخر" اومال ليه عاملة نفسك مش عارفاه ؟!"
حمحمت بخجل وقالت " لانه هو طلب مني " عقد حاجبيه وقال ساخرا " طلب منك ؟!امتى ؟! و انت بتقابليه من ورايا ؟! ثم ايه معنى انه اخوكي وانا اول مره اعرف ؟! "
رفعت عيونها الغزالية تحدق به وقالت بعد أن رفعت منكبيها بعدم اهتمام " امه رضعتني وصابرة رضعته !! ثم أنا قاطعة معرفتي بيه من زمان لحد يوم الحريق هو اللى اتكفل بالتحقيق وقتها اتعرف عليا ، اما بالنسبة امتى قابلته؟! ولا مرة كلامي معاه من التليفون ولما قولت انه هو اللى عايز يخطب صابرة فكرت شخص غيره ،متزعلش انا كنت بدور على فرصة عشان اقولك ،وانا قولت دلوقتي "
زفره بضيق منها وضل يحدق في عيونها يبحث عن الصدق في كلامها وقال بهدوء" اختي يا زمرد لو فكرت بسبب انتقامك تستغليها صدقيني رد فعلي مستحيل يعجبك ، وانت عارفة شخصيتي اني مستحيل اقف قدام الظلم واقعد ساكت"
اماءت له بطاعة وقالت بهدوء " بحبك يا يوسف واي حاجة انت بتحبها مستحيل اذيها "
اومأ لها موافقا ثم وضع يديه على خصرها وانزلها من على الرخامه ابتسمت له ثم اكملت التحضير الفطور الذي اعدته مسبقا ،وضعت اطباق الطعام على طاولة الاكل من ثم جلست وجلس هو مقابلها كان ياكل بهدوء ظلت تحدق به بنظارات مبهمه ربما تروي عطشها منه لانه ان يكتشف ما فعلته سابقا ربما سيكون اول شخصا يرغب في سجنها لاحض نظراتها المثبته نحوه وقال بعد ان نظر لها مبتسما"بتفكري في ايه يا زمرد ،؟!"
نفت براسها وابتسمت بهدوء ونظراتها العاشقه لا تترك عسليتيه وقالت بصوت أجش " بفكر فيك" ثم استرسلت بعشق ظهر في صوتها"بفكر ازاي كان ممكن اتجاوز كل المشاكل من غيرك،و انت جنبي ببقى اقوى انسانه في الدنيا، انت بتمدني بالقوه" قاطع كلامها مسترسلا بثقة"انت من اقوى الناس اللي عرفتهم في حياتي!! عندك اسباب كثيره تدمرك او ممكن تدخلك في اكتئاب بس اهو انت واقفه على رجليك، مستحيل تدمري يا زمرد"
استقام واقترب منها اوقفها وجلس مكانها واجلسها على قدميه وضع راسها على صدره ينعم بقربها فإختبأت والتصقت به اكتر وقالت بشرود " بحبك يا يوسف انت اماني وسندي الوحيد في الحياة عايزاك دائما معايا "
ربت على ضهرها يضمها له أكتر وقال بعد أن قبل رأسها " وانا بحبك اكتر يا غزالي الضائع "
*************************************************
في المقاهي كانت تجلس صابرة رفقة راسل تنضر للامام بشرود بينما هو ضل يتفحصها بنضرات غريبه ،خرج صوته مقاطعا صمتها وقال بعد ان رفع فنجان قهوته يرتشف منه "سرحانه في ايه؟!"
نظرت له و زفرت قائلة بملل بعد أن اسندت وجنتها على يدها " ولا حاجه"
رفع حاجبه بتهكم واسترسل "ايه سبب انفصالك عن فارس؟!"
حدقت به مطولا تحاول عدم اضهار ارتباكها وقالت بعدم اكثرات "مش حاجه مهمه" اماء لها دون اهتمام واردف"انا كمان زيك بهمني الحاضر،في نفس الوقت مش عايز اعرف انه الست اللي عايزه اكمل معاه حياتي كانت تعرف واحده غيري و توصل انه كان بينهم علاقه"
ارتبكت لم تعرف كيف تجيبه كانت الحيره تقتلها لم تعلم هل تقول له الحقيقه لم تلتزم الصمت لا تستطيع افشاء سرها فاجابته بهدوء"فارس كان ماضي في حياتي وانتهى من زمان،انا بركز على حياتي ومستقبلي لا غير "
كان يدقق في تفاصيل ملامحها يحاول استكشاف ما تخفيه لكنه حاول اقناع عن نفسه بكلامها و اماء لها مرددا"شوفي التفاصيل اللي لازمة عشان الفرح ،اتمنى كل حاجه تعدي على خير"
أماءت له قائله "انا اهتميت بكل التفاصيل بلاش تشغل نفسك"
حرك راسه موافقا على كلامها ثم استاذن وغادر وهي كذلك خرجت من ذلك المقهى تفكر فيما تفعله هل هو صحيح ام خطا ،تابعت خطاها الى سيارتها وفتحت بابها لتركب الا ان فارس قام بجدبها من دراعها بشده و اوقفها امامه ،حدقت به بشراسه وجدبت دراعها منه وقالت بانفعال"ازاي تمسك ايدي ؟!انت فاكر نفسك مين؟!"
نفض يده من عليها وقام بتقيميها من الاعلى الى الاسفل وقال بينما يصك على اسنانه"ايه اللي بتحاولي تثبتيه باللي بتعمليه يا صابره؟!"
نظرت له و علامات الاستفهام تملأ وجهها وقالت مستغربة لسؤاله " ايه اللي بعمله ؟!"
ضحك ساخرا من تضاهرها بالجهل وقال" انت فاكره اني ممكن اسيبك تتجوزتي راسل وتتهني في حياتك معاه "ثم استرسل بقوه بعد أن نقر على جبينها بانامله " من زمان قلت لك اني انت ليا وعمرك تكوني لحد غيري يا أنا يا تاخدك الموت"
نفضت كفه بعيدا بكفيها ودفعته بقوه بعد أن ضغطت على صدره بكفيها قائله بشراسه وحده بعد ان تذكرت ما فعله بها
"ربنا ياخذنك ، عمري انسى بشاعة اللى عملته فيا " ثم استرسلت ساخره"انت خيالك المريض صورلك ان ممكن انسى ،" صاحت به بقوة بعد أن ضربت صدره بقبضة يدها " انت سبتيني في اسوء اوقاتي في الوقت اللي كنت محتاجه ليك ،انت مستحيل تحس اللي انا حسيته او النار اللى إحترقت فيها"
صاح بها يخرج ما يثلج قلبه ويعدبه " انا كمان زيك كنت بحس بالوجع من اليوم اللى تركتك فيه ،كل شيئ عملته كان فوق طاقتي ، حكم القوي راسخ اتواصل مع شريكة جديده وكان لازم نكسب اضطريت اسيبك عشان اقنعها انها تنضم لينا اضطريت اوجعك بالكلام عشان تبعدي عني لان عارف انك بتحبيني "ثم تابع بصوت منكسر" اقسم بالله حبيتك بس الظروف كانت اقوى مني ومنك سامحيني يا صابره"
ظلت تتمعن في ملامحه وظهرت ابتسامه ساخره متالمه على وجهها، امتلات عيونها بالدموع وقالت بسخريه لاذعه"و بكل وقاحه بتقول عمايلك فيا كانك انت الصح وانا الغلط" تابعت حديتها ببحه صوت متالمه "بس للحقيقه انا وانت غلط والحق عليا انا كمان فرطت في نفسي، استغليت ثقه اخويا وابويا وترميت في حضنك من غير عقل بسبب كلمه حب ضيعت نفسي سلمت لك نفسي كمان ، في رخص اكتر من كده انا رخصت نفسي و عائلتي معيا"
تركها تنهي كلامها ثم اقترب منه وامسك يديها بطريقه حميميه،قبل يديها بهدوء ونظر في عيونها بحنان وقال بحب ونبره صادقه"سامحيني صبري وتعالي نبتدي كل حاجه من جديد المره دي انا وانت وحياه ابويا المره دي همسك ايدك ومش هسيبك ثاني ونتجوز "
كانت تنظر له باعين دامعه تشعر بالتشتت والحيره فقط المها هو الشيء الوحيد الذي يسيطر عليها ،ابتل خداها بالدموع جذبت كفها منه وقالت بصوت منهار"مستحيل اثق فيهم مره ثانيه لانك مستحيل تعرف الوجع اللي انا عشته لما سبتني ، انا كنت متعلقه بيك و كنت دائما بستنى انك تتراجع عن قرارك، كنت بتامل من غير فايده وده اصعب حاجه عشتها في حياتي،تركتني وانا حامل!! حامل في ابنك!! اخذتني للدكتور عشان انزله وسبتي لوحدي ، عارف احساسي لما فتحت عيني ولقيت نفسي في غرفه لوحدي وحتى ابني مش موجود عشان انت قلته انا كنت مستعدة اكمل في الحمل واخلف ابني واعيش معاه بس دلوقتي انت حرمتني من ابني وحرمتني من الخلفه من اساسها عشان كده بقول لك روح ،روح وبلاش تلعب بدماغي مره ثانيه زي ما عملت زمان عشان المره دي أنا مستحيل اصدقك"
كان يناضرها بعيون مترجيه يحاول استعطافها ان تتراجع عن قرارها بالزواج من غيره وقال بنبره رخيمة تملأها مشاعر الحب"اقسم بالله يا صابره اني بحبك ومستحيل احب غيرك مهما عرفت بنات في حياتي وعاشرتهم انت الوحيده اللي مش قادر انساها ،كنت بنتقل من بنت للثانيه عشان انساكي ،وانت عمرك فارقتي خيالي او روحي او قلبي، انت الوحيده اللي فرقتي معيا"
ضحكت باستهزاء تسخر من كلامه وقالت بعد ان اعطته ظهرها"انا طويت صفحتك يا فارس شوف وحده غيري"
قالت كلماتها بصعوبه وجفاء تحاول كبت مشاعرها التي مهما كتمتها تستيقظ من اجله تقدمت عده خطوات الى الامام مبتعده عنه فاوقفها صوته العالي "صابره بلاش تحطي ثقتك في زمرد عشان راسل اللي انت فاكره خطبك لوجه الله زمرد اللي بعثاه " التفتت اليه فابتسم بإنتصار علم انه نجح بزرع الشك بها كانت علامات الدهشه والتساؤل تظهر على وجهها وقالت بشك"انت بتقول ايه؟!"
↚
اقترب منها وامسك يدها مردفا بصدق"صابره زمرد مستحيل تعمل حاجه من غير ما تكون فيها مصلحتها راسل يبقى اخوها في الرضاعه وهي اللي سلطته عليك عشان تحرق قلبي هي عايزه تنتقم مني عن طريقك، كل اللي عايزه منك تفهميه انك بلاش تحطي ثقتك فيها عشان زمرد اخطر انسان ، ممكن تغدر بيك في اي ثانيه"لم تصدق كلماته وظلت تحدق فيه لمده صامته لم ينطق لسانها بشيء تحاول ان تستوعب كلامه ،فكرت قليلا ان كان كلامه صحيحا فلما زمرد قد اخفت عنها ان راسل هو اخيها وان كان هو كاذب فما الذي سيستفيده زفرت بضيق وحدقت في عيونه دون اكترات تحاول عدم اظهار ضعفها وقالت"يبقى احسن حاجه عملتها زمرد هي انها تستغل علاقتي بيك في موضوع الانتقام وانا موافقه" تركته اثر كلماتها متصنما لا يعلم من تلك التي كانت تقف امامه قبل قليل هل هي فعلا تلك الفتاه التي كانت تحب ام شخصا اخر!! متى اصبحت صابره بهذه القوه وهذا التجاهل!! متى نسيت صابره حبه؟! هل فعلا طوت صفحته ام هي فقط تظهر ذلك ؟!يعلم انه المها و اذاها ، هو كدالك اناني في حبه لكن ألمها لا يستطيع شفائه مهما حاول شدد على قبضة يده بقوة متوعدا لزمرد التي تحاول باقصى الطرق أديته واخد ثارها منه عن طريق صابرة "
بعد مرور اكتر من ساعة عادت صابرة إلى المنزل كانت ملامح وجهها تدل على الغضب والخدلان والاجهاد ، بينما في الحديقة كانت تجلس زمرد رفقة سناء يتسلون بالحديث ،ما ان لمحتها صابرة حتى تقدمت منها بخطى سريعة وقفت امامها وصدرها يعلوا ويهبط من شدة الغضب رفعت زمرد عيونها تناظرها وابتسمت قائلة " جيتي في وقتك كنا بنتسلى "
ابتسمت صابره ساخره تحدق فيها بعدم تصديق هل هذه الدرجه هي الشريره كيف تقتل الميت وتذهب في جنازته دون احساس او مراعات الى مشاعر الاخرين ابتسمت في وجهها بالم وقالت"انا عملت لك ايه؟! هو انا ديتك؟! اتوقعت اي حاجه؟! لكن فكره الطعن في الضهر والغدر منك لا " احمرت عيونها وانسابت دموعها واشاحت بيدها يمينا ويسارا وقالت بعدم تصديق من الخيانه التي تعرضت لها على يد صديقتها" الغدر منك انت يا زمرد،حطيت ثقتي فيك، حكيتلك كل حاجه،انت عملتي ايه في المقابل؟! اضافت بنبره مكسوره"غدرتي بيا!!"
لم تستوعب زمرد كلماتها بل كانت تحدق فيها صامته لا تعلم لما تكلمها بهذه الطريقه او لماذا تتهمها وقالت بتسائل " مالك يا صابرة ؟!"
قهقهة صابره بألم نعم هي تنافقها تنظر في وجهها وتكذب عليها ،لهذه الدرجه كانت تستضعفها وتعتبرها غبيه ،شعرتان قلبها انكسر الى شطرين و فقدت ثقتها في نفسها مرة أخرى ،حركت راسها يمينا ويسارا وقالت بأسف على حالها " خساره تقتي فيك"
لم تستوعب زمرد عن اي موضوع تتحدث بالضبط وقالت محاوله فهم ما يحدث"انت بتتكلمي عن ايه ياصابرة؟!"
والى هنا فاض بصابر الكيل وصاحت في وجهها بصوت مرتفع دوا صداه في ارجاء المكان باكمله"خنتي ثقتي، قابلتي راسل على اساس ان عمرك ما شفتيه طلع اخوك، هو انا حماره في نظرك للدرجه دي؟! عشان بتاجروا فيا و تخدعوني بسهوله و من غير علمي ، لحد ما يجي الاخ فارس يفضحك ان انت بتضحكي عليا،هو انا للدرجه دي رخيصه عشان تدخليني وسط انتقامك ؟! الحق عليا إني حكيت لك وبقيتي عارفه نقط ضعفي ونقط قوتي و استغليت كل دا ضدي "
نفت زمرد تلك الاتهامات الموجهة لها برأسها واستقامت مقتربه منها ،ابتعدت صابرة خطوة للخلف وقالت بتحدير " انت كدابة اوعي تقربي مني "
ابتلعت زمرد غصتها تعلم أنها مخطئة ولعبت بحياة الاخرى والغت وجودها وشخصيتها ، لكنها ايضا حاولت حمايتها تعلم ان فارس لايناسبها ،هي فعلا تود الانتقام من فارس ولكن ليس على حساب تعاسة صابرة هي فقط تريد سعادتها ،زمرد مقتنعه ان سعادة صابرة من سعادة يوسف الدي لم يؤديها قط ، زفرت مطولا وهي تحدق في عيون صابرة وقالت بهدوء تحاول ان تشرح لها الوضع " الموضوع معقد بس مش زي ما صورلك فارس ، انا فعلا بيني وبينه حساب وهاخد حقي منه ، اما موضوعك انت وراسل ،راسل راجل بكل معنى الكلمة مستحيل يسيبك وهو جدع و بجد بحبك "
نفت براسها وقالت ساخرة " انت ايه ؟! حياة الناس عندك لعبة ،ابوكي اخدت منه شركته وبيته ، وبتحاولي دلوقتي تفرقي بينه وبين مراته ،وفارس عايزة تدمري حياته " ضحكت ساخرة وقالت بأسى " حتى الطفلة خلود مش بتسلم منك الملائكة مش سالمة منك ،انت مريضة يا زمرد لازم تتعالجي ، كل اللى بتعمليه مستحيل يرد ليكي امك"
هل اصابتها في مضجع ضعفها اجل استطاعة صابرة ضرب زمرد في مقتل ضعفها وذكرتها ان والدتها لن تعود مجددا مهما فعلت ومهما انتقمت ،شددت على قبضة يدها وحدقت في عيونها بكتلة دمائها الحمراء وقالت وهي تصك على اسنانها " اوزني كلامك يا صابرة انا لو فعلا عايزة انتقم منك كنت روحت قولت لاخوكي كل حاجة ، دا لو فعلا عايزة انتقم منك ومن فارس ،لكن انا بحاول احميك من نفسك يا غبيه ،لانه لو القرار ليكي هترجعي تجري لفارس اللى زي ما داس عليك اول مرة مستعد يدوسك مية مره " ضحكت ساخرة وهي تشهر سبابتها امام وجه صابرة تحركها يمينا ويسارا " انت فاكرة انه بحبك ، لو بحبك عمره ما كان سابك ، انا دخلت نفسي في مشكلتك وعايزة اضحك على راسل من تحت راسك وانت بتحاسبيني لانه فارس لعب في دماغك "
ابتسمت صابرة بهدوء وقالت " انا مش زعلانه عشان راسل ولا اللى عملتيه انا زعلانة من نفسي والرخص اللى رخصته لنفسي عشان تلعبوا بيا وانا مش قادرة انطق " ثم رفعت منكبيها تعلن هزيمتها وقالت " انا عاجزة قدامكم " نطقت اخر كلماتها مستضعفة لا حيلة لها ارتكبت خطأ واحد سوف يبتزها الناس ويستغلونها منه مدى حياتها شعرت زمرد بضعف صابرة وكم انها تشعر بالاستغلال من طرفهم كانهم أمسكوا لها نقطة ضعف وسوف يحركونها و يبتزونها عاطفيا تنهدت زمرد وقالت بهدوء " عارفة انه صعب عليك اللى بتعيشيه لكن راسل الأنسب ليك " ثم ابتسمت متالمة بعد أن تذكرت والدتها وقالت بحزن" قصة امي بتتعاد فيك بتحبي واحد اناني مستعد يرميك في اول مصلحة وصدقي يوم ما يحب بجد لا هيسمع كلام ابوه ولا انانيته هو بيستغل ضعفك عشان نرجسيته وغروره يبقى راضي بلاش تعيدي زمن صابرة " لم تحبها بل فقط تركتها وغادرت منكسرة الجناح والقلب
التفت زمرد إلى سناء واقتربت منها ثم جلست بقربها ، ابتسمت سناء ومررت يدها على شعرها فإرتمت زمرد في احضانها وقد غلبت قسمات الضعف على وجهها ،قبلت سناء رأسها وقالت بحب" انت مش هتتهزي من كلامها يا زيدان " ثم ضحكت بخفة وقالت" اللى شافته مش قليل مستحيل تفهم انك بتنقديها "
اومأت براسها وقالت بشرود "ظنيت اني ممكن اتجاوز المشاكل و اتماسك واوقف على رجلي زي ما بعمل دائما،بس عرفت ان الوضع بيبقى أسوء من الاول" ثم اكملت بغصة ارهقت قلبها " انا عايزه بس الم قلبي وقف، قلبي واجعني اوي يا سناء ، عاجزة اني اتنفس ، مش قادرة اتحمل أسوء من كده ، كل يوم قبل ما انام بفتكر موت أمي ،كانت كل حاجة ليا وراسخ قتلها ،كانت بتشوفه هو ومراته مع بعض من غير ما يرحموا مشاعر امي او يرأفواو بقلبها انا لو اشرب من دمهم مش هرتاح عمري ما اشوف الراحة "
كان يامن يقترب منهم ويستمع الى كلامها تألم قلبه عليها يعلم أنها لن تشفى من جرحها ولن يستطيع احد ملأ الفراغ اللذي بداخلها ،حرمت من الام والاب وعاشت يتيمة سمعها تقول بصوت متألم " كنت بقول وجع الغالى اللى ميت أسوء وجع ،لكن لما جربت صدقيني اللى عايش وجعه اكتر "كانت سناء فقط تستمع لها وتربت على شعرها تعلم ان زمرد فقط طفلة يمكن كسرها بأبسط الاشياء وهي كانت تقف دائما بجانبها سواء وقت ضعفها او قوتها
جلس يامن على مقربة منهم وابتسم مربتا على ساقها وقال بهدوء " سامحي يا زمرد ، عشان ترتاحي لازم تسامحي "
نضرت له وعيونها مازادت الا جادبية بعد أن الآلات بالدموع وقالت ببحة مختنقة " لازم اخد حقي عشان ارتاح"
نضر لها مستفهما وقال " انا مش عارف لاي درجة عايزة تاخدي حقك ؟!" ثم استرسل بجدية وحنان " صدقيني صابرة كانت دايما بتقول لازم قلبك يبقى ابيض هي كانت عايزاكي تبقي قوية في نفس الوقت طيبة "
نضرت له وقالت بكسرة " عمري انسى بشاعة الألم اللى حسيته يوم موت أمي ،مستحيل"
↚
هده الكلمة هزمته ولم تترك له فرصة للجدال موت والدتها والسبب والطريقة اكتر شيئ لن تنساه زمرد مهما عاشت قاطع كلامهم ركض خلود نحوهم ،التي تقدمت الى زمرد ونضرت لها وعيونها تشع سعادة تخفي شيئ خلف ظهرها وقالت بمرح " زوزو انا عاملة ليكي مفاجأة " إعتدلت زمرد جالسه واخفت ملامح حزنها ثم رفعت حاجبها وانزلت الاخر تحدق بها بغيض كم تبغضها لانها تزعجها في كل مرة وقالت بضيق " خير يا حية؟! "
ابتسمت خلود واخرجت من خلف ظهرها ورقة بها رسوم وقالت بسعادة " انا رسمتك ورسمت نفسي "
نضرت زمرد إلى الصورة وكدالك سناء التي كانت بجانبها وكتمت قهقهتها قبل أن تنفجر فيها زمرد التي طالعة تلك الرسمه بغيض وقالت بغل وهي تنضر إلى خلود " انت الملاك وانا الشيطان ؟!"
نفت خلود براسها وقالت ببرائة تشرح لها " لا يا زوزو انا الأميرة وانت ماليفسنك اهو قرونك عشان الشر اللى بيطلع منك" لم تشعر الصغيرة الا وهي منقلبه رأسا على عقب بعد أن رفعتها زمرد من قدمها وقلبت راسها للأسفل ، حدقت بها خلود ببرائة وقالت " انا جعانة يا غزال "
زفرت زمرد بضيق وقالت بحقد " عارفة لولا انه يوسف موصيني عليك كنت قتلتك " قالتها وخطت بها للداخل فقالت خلود ببرائة بعد أن انزلتها زمرد على الارض " انا هموت قريب مش محتاجة تقتلني "
كانت زمرد منشغلة تخرج الاكل من الثلاجة نضرت لها وقالت بعد أن وضعت الاكل على الطاولة " ليه هتموتي يا حية ؟!"
اخدت خلود شطيرتها تاكلها وقالت بعد أن رفعت منكبيها دون اهتمام " عندي فقر دم حاد ،ومش لاقية متبرع يعني في لحضة ممكن اموت "
حدقت بها زمرد لثواني تستوعب كلامها وقالت دون اهتمام " ياريت عشان اخلص منك بسرعة "
ضحكت خلود قائلة " بتكرهيني"
قلبت زمرد عيونها وقالت بملل " اكتر مما تخيلي ، الكره قليل في حق اللى بحسه من ناحيتك " كادت الصغيرة أن تتحدت فقالت زمرد بحدة " مش عايزة اسمع صوتك" مطت خلود شفتيها بضيق وتابعت اكلها بينما كانت تنضر لها زمرد بين الحينه والأخرى
*************************************************
خرجت سناء الى مقابلة سليم ، ابتسم عندما وجدها تتقدم نحوه ، كانت تبادله الابتسامة صافحها وقال بهدوء " نجمتي عاملة ايه؟!"
اومأت له مبتسمة " الحمد لله وانت ؟!" اماء براسه مردفا زي الفل " ثم مد لها بدعوة وقال " عندي حفلة المسا اتمنى تشرفيني بحضورك " اماءت له وقالت بعد أن اخدتها منه" افكر وارد عليك "
رفع حاجبه مردفا " انت مشغولة اليوم؟! "
رفعت راسها وقالت " عندي مقابلة مع يوسف عشان القضية"
ضرب راسه بيده بخفة وقال متذكرا " نسيت ، ناوية على ايه؟! "
تدكرت اخر لقائها بجاويد وقالت بشرود " لا عارفة اقدم ولا أوخر "
شعر بمشاعرها المترددة و المتضاربة وقال بعد أن ابتسم لها وأشار إلى قلبها " لو شايفة ان دا لسه بينبض ليه ،وانه يستاهل فرصة مستحيل حد يمنعك "
حركت رأسها يمينا ويسارا وقالت بحيرة " انا زي التايهة"
رفع سليم راسه للسماء يتاملها وقال بعد أن اعاد نضره الى سناء " اسمعي قلبك وعقلك دول اهم مني ومن جلال ، راحتك اهم"
نضرت له بمشاعر غربية لا تعلم هل تحبه ام لا فقط تشعر انه يجب ان يبقى بجانبها لانها تحتاجه قاطع شرودها بعد أن فتح باب سيارته وقال بصوت عالى نسبيا يا ست الحسن اركبي عشان اوصلك "
استفاقت على صوته وتنهدت بقلة حيلة من شخصيته الغريبة وركبت معه
في مكتب يوسف كان يجلس راسل متل الطفل الصغير الذي يستمع الى تعنيف والده وخائف من اكتشاف حقيقته كان يوسف ينضر له بتمعن ثم استقام واضعا يديه خلف ضهره يدور حول مكتبه وحول راسل ،توثر راسل وارتبك ،ثم حمحم بصوته وقال بعد أن ابتلع ريقه" انت ناوي تحقق معايا ولا ايه حكايتك ؟!"
تنفس يوسف بعمق وقال بعد أن وضع يديه على المكتب يسندهم ومال بجدعه العلوي ناحية راسل قائلا بحدة " انا مش جايبك عشان موضوع صابرة "
نضر له راسل بإستغراب وقال بإستفهام "اومال ايه ؟!"
اجابه بنبرة حادة لاتقبل النقاش " الراجل اللى قتلته زمرد موجود فين "
ابتلع راسل ما بجوفه وحاول أن يتكلم الا ان صوته اختفى وقال بجهل " راجل مين "
رمقه بحدة وعيونه لم ترمش قط " اللى حاول يغتصبها "
نفى راسل برأسه وقال مستفهما "انا زمرد اعرفها من قريب مش فاهم كلامك "
اعتدل يوسف وقال بهدوء مخيف " راسل زمرد اللى تعرفك من قريب لكن انت لا تعرفها من زمان اوي ، لدرجة لما كانت في الميتم والحارس كان عايز يعتدي عليها وضربته خافت وهربت ،انت اخر واحد شافه من بعدها "
شعر كان دلوا من الماء البارد سكب عليه وقال بتاكيد بعد أن استجمع قوته " كان لازم يموت عشان استضعفها يحمد ربنا انها ضربته بس انا كنت عايز اقتله "
رفع يوسف حاجبه وقال بتهكم " هو عايش ولا ميت "
زفر راسل بملل وقال " ياريت قتلته هو لسه عايش بس مسجون " ثم استرسل بتسائل " ايه اللى عرفك بالموضوع دا "
جلس يوسف على كرسيه بإهمال وقال بضيق " مياسين ناوية تستغل دا ضد زمرد ،بتدور في ماضيها" رفع راسل منكبيه وقال دون اهتمام " ولا يهمك هي واقفة في زورها اني استلمت الشركة " اماء له فقاطع حديثهم دخول سناء بعد أن طرقت ابتسم لها يوسف وقال بترحيب " اتفضلي " ابتسمت له بالمثل ودخلت بينما استاذن راسل وغادر ، جلست سناء ونضرت إلى يوسف الدي ابتدى حديثه وقال بجدية " تبعا لاقوالك واقوال جاويد هو فعلا مذنب في حقك والقضية اتحولت لوكيل النيابة والجلسه بعد بكره النطق بالحكم"
نضرت له لوهلة كأنها تفكر وقالت كأنها تكلم نفسها بعد أن تذكرت ابنها " ابني مش لازم يعرف ان أنا سجنت ابوه " ثم أغمضت عيونها وفتحتهم تنضر الى يوسف وقالت بثقة " خلاص انا عايزة اتنازل عن القضيه "
استمع اليها يوسف بهدوء تام وأشار لها بيده ان تكمل حديتها ،استرسلت بعد أن هدأت قليلا " انا فكرت كثير واخدت قرار اني اتنازل عن القضية كده مناسب لينا ، هو عنده بنته مش هقدر احرمها منابوها، وابني مهما عملت مش هقدر اسيبه من غير أب ، انا وزمرد جربنا معنى نعيش يتامى ، مش عايزة اي حد يجرب الشعور دا"
اومأ لها بهدوء وقال " يمكن قرارك صح ، لكن يكون في علمك حتى لو اتنازلتي ممكن ياخد فيها مدة سجن مهما كان دي جريمة لو انت سامحتي القانون لا "
رمشت باهدابها عدة مرات غيرمصدقة لكلمه وقالت بدهشة " يعني حتى لو اتنازلت مش هيطلع "
نفى براسها وقال مفسرا " انت سامحتي القانون لا ، بس بلاش تشيلي هم ، لو اتسجن مش هيبقى اكتر من سنه "
مررت يدها على وجهها باسى وقالت " مش دا اللى انا عايزه نهائي "
ابتسم يوسف وقال برزانة " شوفي يا سناء اللى حصل زمان انت كمان ليكي ايد فيه بس اللى شفع ليكي انك قاصر مش فاهمة وهو استغل جهلك ، لكن لو جينا للواقع الغلط عليكم انتم الاثنين"
كانت تستمع إلى كلامه العقلاني بهدوء تعلم أنه محق ،استرسلا مفسرا اكتر " انا شايف انك تديه فرصة ،مش عشان قصة حبكم الخالدة، لكن عشان عيالكم ، ابنك محتاج اب وبنته محتاجة ام ،اتمنى تفكري بعقلك مش بقلبك ، طالما بتحبيه قلبك وكبريائك هيقسوا لكن لو استخدمتي عقلك هتلاقي الحل قدامك "
أجابته بعد أن تدكرت علاقتها السابقة به وقالت " تعرف يا يوسف الغلط جزء منه عليا وجزء عليه ،لكن السبب الحقيقي بجد هو اهلنا ، كان عندي اهل من خوفهم عليا سابوني جاهلة مش عارفة معنى اني انسانة بالغة وممكن يحصل علاقة تضيع شرفي ويحصل حمل ،اتمنى الناس يبقى عندها الوعي دا ،ويربوا بناتهم واولدهم على الحياة قبل المدرسه ،مافيش خجل ولا حياء في الذين أن البنت تعرف ايه اللى بيحصل لو استفرد بيها راجل عشان تعرف تصون نفسها وياريت الاب يبقى سند لبنته مش اكبر مخاوفها ، وكل شاب يعرف ان اللعب بمشاعر المراهقات مش تسليه لا دا اكبر ممكن توصل انها تنهي حياتها "
استمع الى حديتها و وافقها الرأي قائلا " الوعي في مجتمعنا العربي انه عيب و واجب على البنت تسكت كإنها مش عارفة حاجة ودا بقى سبب اساسي لهروب المراهقات من بيوتهم عشان مافيش وعي او اهل يصاحبوهم " ثم استرسل بعد أن نضر إلى اوراقه " انا هتكلف بكل المسائل القانونيه ارتاحي انت"
ابتسمت وشكرته على معروفه وغادرت بينما نضر يوسف إلى ملف جلال وقال بهدوء " انت كنت عايز تربية لازم أتفاوض عشان تطلع "
**************************************************
بعد مرور شهر بالفعل نفد الحكم على جلال لمدة تلاته شهور شعر ان هدا الحكم عادل له ولسناء ايضا كان طلبه الوحيد منها أن تاخد ابنته من والديه وبالفعل ساعدها يوسف بأخدها منهم ،اما بالنسبة إلى صابرة فقد رفضت زواجها من راسل بشكل قاطع بعد ما علمته وأشغلت نفسها بعملها بينما كان يحاول فارس استعادتها بكل الطرق الممكنه لكنها كانت تقابل كل تودد بالرفض هي بالفعل مكسورة حتى اثلج قلبها من الأحاسيس بينما في منزل يامن تلك الصغيرة كانت تضغط على زمرد للتعامل معها رغما عن انفها وتستغل وجود يوسف حتى تنال مرادها ، ومع دالك قد بدأ يضهر على زمرد شيئ من تقبل الفتاة
خرجت من الحمام تنضر الى اختبار الحمل الذي استعملته بأحر من الجمر ، نضرت لها خلود بشيئ من الفضول وقالت " يا غزال طلع ايه؟!"
زفرت زمرد بحنق ونضرت لها بنضرات حانقة وقالت بغيض " ياريت تلمي نفسك وهدومك وتغوري لامك عشان ارتاح "
نفت برأسها وقالت بملل" انا هبقى معاكي ،اصلا هنا بتسلى في وجودك ، في البيت مافيش حد بيلعب معايا كله بروح للشغل فارس الايام دي كمان انشغل عني ، وانت على الاقل مش بتسبيني"
نضرت في عيونها تذكرت نفسها عندما كانت صغيرة لا احد يقترب منها كأنها وحش معدي ، من ثم لوت شدقها بغيض وقالت بملل " انا مالي بتحكي ليا؟!"
نفت خلود برأسها وقالت " انا بتكلم بس " ثم استرسلت بتسائل " فين امك يا غزال؟!"
كانت زمرد توجه نضرها الى اختبار الحمل ،تصنمت من سؤال الصغيرة ونضرت لها قليلا كأنها تتدكر ان من تقف أمامها هي سبب وفاة والدتها حاولت كبح مشاعرها ولم ترد الا ان خلود مررت سؤالها وقال" يا غزال مامتك فين" ضهر الحزن في عيون زمرد وحاولت الا تقسوا بكلامها وقالت بهدوء " ماتت "
"ربنا يرحمها" قالتها خلود بأسف ثم استرسلت بتسائل " انت ليه مش عايشة معانا في البيت ؟! وبابي عمره ما قال ان عندي اخت ؟!"
زفرت زمرد بضيق من فضول الصغيرة واسئلتها الكتيرة وقالت بعد أن فركت جبينها " انزلي تحت سبيني لوحدي "
رفعت خلود منكبيها وقالت بفضول اكتر " عايزة اعرف الحقيقة ؟!"
شعرت زمرد انها تريد ان تصيح في وجهها وتقول ان وجودها هو سبب عدم وجود والدتها، ان يوم ميلادها هو يوم وفاة امها ان والدها غمرها بالحب وكرهها هي فقط لانها ابنت صابرة ، زفرت بإرهاق وقالت بعد أن رمت اختبار الحمل في سلة المهملات " انا مش عايزة اديكي لحد اليوم ،لانه بجد انا ممكن انسى انك طفلة حلي عني "
ضحكت خلود وقالت بعد أن جلست بجانبها " الاختبار ايه؟!"
مطت زمرد شفتيها وارتمت متمددة على السرير وقالت بتفكير " هتبقي خالة "
صاحت خلود بمرح وسعادة ثم وضعت يدها على بطن زمرد وقالت " سوفا هيبقى عنده ابن من ماليفسنت"
لم تبالي لها زمرد يكفيها الدوار الذي تشعر به والتعب الذي أصابها فإسترسلت خلود بعد أن إعتدلت جالسه على مقربة من راسها " لما اموت هتفتكريني بذكريات حلوة"
نفت زمرد برأسها وقالت بجفاء " لو افتكرتك اصلا ،انت موتي وريحي وارتاحي "
وضعت خلود سبابتها على فمها تعضها بحزن وتحجرت الدموع في عيونها قائلة ببكاء " مش عايزة اموت "
حولت زمرد نضراتها لها وحدقت في دموعها بضيق ،عقصت حاجبها ودفعتها بخفة لتستلقي بجانبها وقالت بملل " نامي وجعني دماغي منك ،مش هتموتي اصلا اللى زيك ليهم سبع ارواح "
زفرت خلود بغيض وقالت بهمس " شريرة "
أجابتها زمرد بحدة " سمعتك ،نامي قبل ما اعجل ليكي ما تاخر " أغمضت الصغيرة عيونها بسرعة خاطفة خوفا من تهديد الاخرى
↚
*************************************************
في السجن ضل جلال يعد الايام على احر من الجمر يرغب فقط بنيل حريته ، فتح بابا زنزانته واستدعاه الشرطي الى الزياره ، خرج وفي عقله شخص واحد وهي سناء لا يعلم بعد أخر لقاء بينهم هل سوف ترضى عنه قليلا ام لا
فتح الحارس الباب سريعا ما التقطت عيون فارس سناء التي تجلس وتمسك بإبنته وابنه يقف بجانبها ، اسرع الصغير يركض إلى والده الدي انحدر الى مستواه والتقطه لف يوسف دراعيه على رقبة والده وكدالك جلال احتضنه بقوة يطفئ ضمأ قلبه من بعد ولده عنه ، ابعده قليلا وقبل رأسه فقال يوسف بإشتياق " وحشتني كتير يا بابي" نضر له بحنان واحاسيس مختلطة خالجته من دالك الشعور الأبوي وقال " وانت أكتر يا قلب بابا " استقام حاملا اياه بين يديه وتقدم اتجاه سناء التي تحمل طفلته التي بدأت تصفق بمرح وتضحك بعد رأيتها لوالدها ، وضع جلال ابنه فوق الطاولة الصغيرة واخد ابتنه من سناء حملها بين يديه يقبلها ويداعبها وهي تضحك في وجهه ، جلس أخيرا واجلس يوسف على قدميه بينما يمسك طفلته بين يديه ، كانت سناء تناضره بهدوء وابتسامة هادئة انتشلته من مداعبته وقالت " ازيك يا جلال؟!"
رفع عيونه يناضرها بهدوء وحنان وقال بصوت هادء " الحمد لله ،وانت والولاد؟! "
ابتسمت بهدوء قائلة " الحمد لله " ثم استرسلت بعد أن نضرت إلى الأولاد " يوسف بقى مشاغب شويه والانسه مش بيطلع ليها صوت "
اومأ لها وقبل ابنه الشقي فقاطعه صوتها الرنان" الحمد لله مش باقي كتير وتطلع وترجع وسطهم "
طالعها بشيئ من الاشياء وقال موافقا " انا بعدي الايام عشان اطلع من هنا وأبقى جنبكم "
شعرت بكلامه داك يتغلغل داخلها فقامت بتغيير الموضوع وقالت " سليم سافر "
انتبه الى حديتها وكم سعد لانه غادر ولم يستغل فرصة عدم وجوده للضفر بها بدت سعادته ضاهرة في عيونه لم يكن من الصعب قرائتها ، استقامت قبل أن يتكلم وقالت " احنا هنمشي دلوقتي وهرجعلك في الزيارة التانيه "
وافقها هو يريد كسبها لا الضغط عليها يتركها على راحتها قبل رأس ابنه وقال بحنان " يلا عشان تمشي مع ماما "
نفى الصغير براسه وامسك بوالده مشددا عليه اكتر من الاول وقال بنفي " عايز ابقى معاك "
ابتسم وحرك يده على شعر ابنه وقال محاولا اقناعه بلطافة " أنا مش هتأخر عليك المرة دي هطلع من هنا واجيلك على طول بس شويه صبر "
نضر له ابنه بعيون دامعه وقال " وعد"
اماء برأسه وقال بتقة " وعد يا بطل "
ابتسم الصغير ونزل من على قدم والده ثم استقام جلال وقدم الصغيرة الى سناء ابتسمت له بلطف فقال بحنان " خدي بالك من نفسك ومنهم " اماءت له فقبل رأسها حدقت به بغيض فإبتسم لها ولم ترد تعكير صفو مزاج اولادها ،ثم قامت بتوديعه وغادرت بينما ضحك جلال بصوت عالي وهو يفرك مؤخرة شعره مرددا بتسليه " اطلع من هنا وأصالحك يا سوسو "
*************************************************
خرجت صابرة من مقر عملها وتوجهت الى المقبرة قاصدتا قبر والدتها جلست على التربة تربت على قبرها شعرت بالحنين لها وتمنت لو كانت موجودة بجانبها تساندها في محنتها وتكون كاتمة اسرارها لربما خففت عنها ما يحدث معها حاليا والألم الذي تتحمله وحدها
شعرت بيد تربت على كتفها رفعت عيونها تنضر الى الواقف بجانبها ودموعها لا تفارق وجنتيها ، جلس فارس بقربها وربت على كتفها مردفا " هي في مكان احسن يا صابرة "
اماءت برأسها وقالت بتلقائية من حزنها وشعورها بالحرمان " ياريت كانت موجودة كان زماني عاقلة وعارفة مصلحتي كنت لقيت كتف استند عليه مش خايفة منه"
أجابها بهدوء " صابرة امك معاك دائما وعمرها ما سابتك " ثم أشار إلى قلبها مرددا " عشان موجودة جوة قلبك " ابتسمت بإرهاق واستقامت تمسح دموعها تستعيد رشدها وقف هو بالمثل ايضا فقالت بتسائل " ايه اللى جابك هنا ؟! "
نضر إلى قبر والدتها والى حالتها وقال بتلقائية " كنت عارف ان دا مكانك المفضل لما تتعبي من الناس "
تنهدت قليلا وقالت بهدوء " بطل تلحقني " نفى برأسه مردفا بإصرار" لحد ما تسامحيني ونرجع لبعض "
زفرت بضيق وقالت بصرامة " اضن كنت واضحة معاك في قراري ، ابعد عني انا لا عايزاك انت او غيرك وحتى الخطوبة فسختها "
فرك جبينه وقال بهدوء محاولا امتصاص غضبها " شوفي يا صابرة الامور كلها اتحلت الحمد لله انا عايز منك حاجة وحدة انك توافقي على طلب جوازي منك "
نضرت له نضرات بمعنى هل تتكلم بجد ثم طالعته بسخرية لاذعة وقالت " المرة دي يا فارس انا اللى رافضاك ، عارف ليه غير انك مش راجل وانساني مش تقة ودي الحاجة اللى كل مرة بتبتها ليا اكتر من الاول ،انت انسان خاين " ثم ابتسمت بتقة عاليه وقالت " لو فاكر اني لسه بحبك وببكي عليك تبقى غلطان انا نسيتك اليوم اللى نستني فيه في المستشفى لوحدي ، واجبهالك من الاخر ، انا وانت بح " نفضت يديها في اخر حديثها الذي صدمه بصدق لم يتوقع ان تكرهه يوم او ان تنساه مهما فعل بها حدق بها مندهشا وقال " يعني خلاص ؟!"
رفعت منكبيها دون اهتمام وقالت " شطبنا"جدبها من دراعها مقربا اياها منه الى أن التصقت بصدره العريض وقال بإنفعال " انت بتحبيني مهما رفضتي الفكرة انا اللى جوة عقلك وقلبك " شعرت بالم يدها وحاولت جدبها بعنف الا انه كان مشددا عليها بقوة حتى جدبها راسل منه بشده الى ان كادت تقع ثم أزاحها خلف ضهره ، حدق في فارس بشراسه وقال بصوت رجولي خشن " أضن انك سمعت كل كلمة نطقت بيها اتكل "
شعر فارس ان الدماء فارت من رأسه بسبب كلمات غريمه وصاح بإنفعال في وجهه قائلا بشراسه " انت مالك بيها؟! "
رفع راسل حاجبه بتهكم وقال بهدوء " فارس روح من هنا على رجلك قبل ما افقد اعصابي عليك"
سخر فارس من كلامه والتف ليغادر ثم استدار فجأة ولكم راسل في وجهه مما جعل توازنه يختل وتراجع للوراء خطوتين شهقت صابرة التي كانت خلفه وكادت ان تسقط ايضا بعد أن اندفع جسده للخلف قليلا فإسترسل فارس بغضب " ابعد عنها" ثم حدق في صابرة الخائفة وقال بتهديد " دا اخر تحدير ليك وليها صابرة مراتي من قبل ما تعرفك ،اياك تلمس حاجتي"
اعتدل راسل في وقفته مسح جانب فمه بخلف كف يده وقال ما جعل فتيل فارس يزداد اشتعالا " انا مش هرد الضربة لانك عيل مش راجل ، وكمان من العيلة وانا مش بأدي دمي ، لكن مرة ثانيه تتجرء تعملها ،هنسى انك من العيلة اصلا" قال كلماته وجدب يد صابرة التي كانت تسير خلفه متل البلهاء ،ادخلها سيارته وركب بالمثل ثم قادها وضل الصمت سيد المكان
بعد مدة وصل الى العمارة التي يقطن بها فتح باب السيارة وخرج منها ثم تحرك وفتح لها الباب مشيرا لها ان تنزل ، نضرت له بضيق من ثم خرجت وقالت بعدم رضى " شكرا على معروفك انا مدينه ليك" طالعها بنضرات مملة ثم أشار لها ان تتبعه دون ان ينبس بأي كلمه ،زفرت من تعامله الجاف معها ولحقت به
صعد الدرج للوصول الى طابقه من ثم فتح باب شقته دخل وترك الباب مفتوحا ، تبعته الى الداخل وأقفلت الباب وزعت انضارها على تلك الشقة المتوسطة والفوضاويه ، بينما هو اقترب من الأريكة ورمى الملابس التي فوقها ورارتمى عليها جالسا معيدا رأسه للخلف مغمضا عيونه، نضرت له بشيئ من الشفقة وقالت بتسائل " فين المطبخ؟!" أشار لها بسبابته الى اتجاهه ولم يفتح عيونه، تحركت اليه بينما هو مغمض عيونه ، فتح عيونه اثر أن شعر بالبروده على خده اليسار ، حدق بالتي تجلس بجانبه مردفا بعد أن قابل عيونها العسليه " سيبك مني انا كويس "
نفت براسها وقالت " انت وقفت جنبي واخدت الضربة دي في طريقي ،دا أقل واجب أعمله "
لم يجبها واغمض عيونه مره اخرى فقالت بتسائل " ايه اللى جابك للمقبرة ؟!"
ضل على حاله واجابها دون اهتمام " روحت عشانك " لم اتندهش من رده وفضلت التزام الصمت ، فتح عيونه بعد أن صمتت وامسكها من مرفق يدها الذي تمسك به التلج موقفا اياها عن ما تفعله مما جعلها تنضر في عيونه البحرية وقال بخشونه " ايه حكايتك مع فارس ؟!"
أشاحت بوجهها الى الناحية الأخرى فشدد على معصم كفها الذى يمسكه وجدبها عنوة حتى التصقت بصدره وشهقت اثؤ اصطدامها بصره ، ضل للحضة مندمج مع نضراتها تلك التي كان كلها خوف وقلق ، ضل كلاهما كدالك فقط العيون تتكلم الى ان سالها بصوت منخفض اجش " احكي؟!"
طاطأة رأسها للأسفل تتدكر فعلتها الشنيعة شعرت بتقل صدرها واختناقه فقالت دون تفكير " كنت على علاقة مع فارس وحملت منه واجهضت ،ودلوقتي عايز مني ارجع ليه ،وصلت بيه يهددني انه يفضح اللى كان بنا" قالت كلماتها وعيونها ادمعت اكتر من الاول الى ان دخلت في نوبة من البكاء الحاد ،ترك يدها يستوعب حديتها ثم استقام مبتعدا عنها يدور حلو نفسه حتى هدر بها صارخا " انت مجنونه ؟! ازاي غدرتي بأخوك وأبوك ؟! دا يوسف اداك الامان و وثق فيكي وبعتك تكملي دراستك، ازاي قدرتي تخوني التقة؟! "
وضعت كفيها على وجهها تنتحب من لذاعة كلماته تعلم أنها تستحق كلامه القاسي فقالت بضعف وصوت مختنق من كترة البكاء " ضعفت عشان حبيته ؟! "
ابتسم ساخرا وقال " ينعل ابو الحب اللى يذل صاحبه" ثم اضاف بإستهزاء " وربحتي ايه من الحب دا ؟!"
شعرت بكلماته الساخرة والمألمة التي اصابتها في منتصف قلبها واشعرتها كم كانت بلهاء عندما احبت فارس وضحت بكل شيئ من أجله ، وها هي الان تحصد نتائج افعالها تحت مسمى كلمة حب ،ضل راسل يحدق بها بإشمأزاز غير قادرة على استيعاب ما خرج من لسانها جدب شعره بعنف الى الخلف وقال بغضب وتقزز" ازاي هتشرحي دا لاهلك ، لا يامن ولا يوسف يستاهلوا اللى عملتيه ،بعملتك وطيتي رأسهم الارض وهما اللى بيفتخروا بيكي ،كان عقلك فين وانت كل مرة بتديه جسمك اللى اهلك صانوه " هدر بها بإنفعال وضرب على الطاولة بقوة إلى أن انتفضت مرددا " كان عقلك فين ؟!" على صوت نحيبها وشهقاتها وقالت بندم وانهيار " ندمانه اقسم بالله ندمانه ،انا غبية عمري ما استاهل حب اهلي ليا ولا تقتهم اللى ضيعتها ،انزلت كفيها عن وجهها وقالت بندم " والله يا راسل اني عايشة عداب نفسي لوحدي، الحمل دا بقى تقيل عليا ومش قادرة اشيله " ثم استقامت متوجهة للخارج مرددة بإستسلام " هروح اقول كل حاجة ليوسف وبابا نارهم ولا جنة فارس " عقص حاجبيه وجدبها من معصم يدها ودفعها الى ان وقعت على الأريكة تاوهت بألم بينما حدجها بنضرات قاتلة وقال بينما يصك على اسنانه" انت متخيلة اسيبك تقولي لابوك عشان تقتليه ولا اخوك يقوم قاتلك وداخل للسجن "
نضرت له بعصية واستقامت تنضر في وجهه وقالت يإنهيار " انا مش بقالي حاجة اخسرها "
حدق بها بإستهزاء " يبقى هما يخسروا ؟!" صمتت فقام بفرك جبينه كأنه يفكر وردد بضيق " اقعدي افكر في حل " زفرت بضيق وجلست تعقد يديها على صدرها نضر لها بضيق على دالك البرود لايعلم انها من الداخل تصارع نفسها حد الموت لا تعلم كيف افشت سرها له ولكن على الاقل شعرت انه خفف عنها لكن تانيب ضميرها اتجاه عائلتها يفتك بها ولن يرحمها يوما ،جدب كرسيا وجلس مقابلها قابل عيونها تفحص وجهها الاحمر من كترت البكاء وقال بتسائل " كنت هتعملي ايه في جوازي منك؟! "
نضرت له بضيق كأنها تدكرت من هو وقالت بإنفعال" اسأل اللى بعتتك هي عندها الجواب "
عقص حاجبيه وقال مستفسرا " مين اللى بعتني؟!"
أجابته بجفاء " اختك الحية زمرد"
رفع حاجبه فإسترسلت كأنها تنتقم منهم" زي ما خدعتني واخفت انها تعرفك كانت عايزة تخدعك وتديك منوم ومتعرفش اللى حصل "
شعر ان الدماء تغلي في رأسه واغمض عيونه حتى تيقنت انه سيدفنها حية تراجعت قليلا للخلف وقالت بخفت" مش انا هي " استقام يزفر بعمق اكتر من مرة يحاول تهدأت نفسهحتى لا يقتلها ثم اخد هاتفه ورن على زمرد ، كانت ترتدي ملابسها تسعد للخروج حتى ارتفع رنين هاتفها فاخدته وضغطت زر الإجابة أبعدت الهاتف بعد أن سمعت صياح راسل بها وخرجت من المنزل الا أن وصلت الى الحديقة كان قد اخرج شحنة غضبه الأولية ، اعادت الهاتف الى اذنها وقالت بعد أن ابتسمت " دي مبروك يا زمرد هتبقى خال قريب " لم يبالي الى كلامها وقال بينما يجز على أسنانه" عايزة تخدعيني في وحدة سبق لها رمت نفسها لواحد غيري" ابتلعت صابرة تلك الاهانه وسقطت دموعها مره اخرى لم يهتم لانه كان يعطيها بضهره بينما صاحت به زمرد بعنف " لم لسانك ،صابرة نضيفة بس المراهقة اخدتها "
التف وجدها تبكي وقال بضيق " انت بتلعبي على ايه يا زمرد؟!"
رفعت منكبيها دون اهتمام وقالت" استر عليها ربنا يستر عليك دنيا واخرة ،دي زي اختك انت هتعمل معروف مع اخوك وأختك ،يرضيك يوسف يتسجن وابنه يبقى يتيم"
مسح على وجهه بعنف وقال بإنفعال " زمرد المسألة مش سهلة زي ما انت وخداها "
نفت برأسها مرددة بجدية وعقلانيه " انا بحمي ضهر يوسف وشرفه زي ما هو بيحميني ، وانت وعدتني تحمي شرفي وهي من شرف يوسف يعني شرفي ،الكرة في ملعبك يا تحمي ضهر اخوك يا تعريه وتفضحه " اقفلت الهاتف معه تعلم أنه لن يترك صابرة ابدا ليس حبا بها بل قد يضحي بنفسه من اجل يوسف ، ما أن اقفل الهاتف حتى وجه نصراته الكارهة إلى صابرة ،استقام متوجها اليها حتى وقف أمامها ،رفعت عيونها تحدق به فقال بهدوء " انا هتجوزك اربع شهور بالكتير ونطلق وفارس انا هخلصك منه ومن تهديداته"
حدقت فيه بعيون متسعة وقبل ان تعترض قال بحدة لا تقبل النقاش " يلا روحي بيتك ،والجواز مش حبا فيك ،عشان لا يامن ولا يوسف يستاهلو اللى انت عمليته" شعرت بقسوة كلماته لم تجادله وخرجت تاركتا المنزل بينما هو سبها في داخل بكل ما عرف شعر ان تلك التي كان يضمنا بريئة بداخلها افعى متخفية
↚
**************************************************
في فيلا راسخ كان يجلس بجانب زوجته يحتضنها رغم كل المشاكل والتحديات لايزال وفي في حبه لها ،دخلت زمرد الى المنزل ما أن رأتهم بدالك الوضع حتى تدكرت والدتها ، هي لم تحاسب والدها لأنه لم يحب والدتها لكن على الاقل صابرة كانت تستحق الاحترام والتقدير المشاعر التي كانت تكنها له ابتسمت واقتربت منهم قائلة بمرح " مافيش اهلا ليا ؟!"
رفع راسخ رأسه يناضرها بضيق ثم قال بإستخفاف " قولي الكلمتين اللى جاية عشانهم و روحي لاني مش فايق لك "
أجابته ساخرة وهي تنضر الى كليهما " ليه تفوق ليا و البرنسس جنبك " ثم استرسلت بملل " عايزة ابيع الفيلا " صدم من كلماتها وقال بإنفعال بعد أن إستقام من مكانه " بأي حق ؟!" رفعت منكبيها وقالت بملل" هبيع حقي مش حقك " ثم استرسلت بعد أن اخرجت عدة اوراق من حقيبة يدها وقالت "المهم احنا هنقسم الفيلا بنا على حسب القانون ويوسف هيتكلف بكل حاجة "
نضرت لها مياسين بعدم تصديق وكدالك حدق بها راسخ وقال متسائلا " لامتى ؟!"
عقصت حاجبيها وقالت دون اهتمام " لامتى ايه؟!"
زفر راسخ وتكلم بهدوء يريد معرفة ما يدور برأسها " لحد امتى هتبقي تنتقمي مني لاني عمري حبيت امك ،اخدتي مني رئاسة الشركة بقينا خدامين عندك بكل معنى الكلمة ومش انت بس لا لراسل كمان ،اخوك فارس ودمرتي حياته بعدتي عنه حبيبته ،خلود ومش رحمها منك وكل دا ولسه مش مقتنعة انك انتقمتي "
نضرت له و عقدت يدها على صدرها وقالت بعد أن ابتسمت " اسمع يا راسخ بيه ،دا ولا حاجة قدام اللى جاي ،حتى اللى بقى من الفيلا دي هاخده منك والشركة كمان مش هرتاح لارميك براها وكل دا قليل في حقك " ثم استرسلت بشراسه " صابرة انت اعتديت عليها اكتر من مرة ضربتها وذلتها ينعل الحب اللى حبتك وبهدلتها بيه ،انت شوفت صمتها ضعف ،بس امي كانت بتحبك لدرجة اشترت سعادتك على تعاستها ، اتجوزت وجبت ليها ضرة حرقتوا قلبها قدام عنيها وامك وأختك شغلوها خدامه ليهم ،دا انا لو اطول احرقكم مش هرتاح "
نضر لها وقال بإستهزاء " كل دا شيلاه في قلبك ، وبعدين امك هي اللى رضت وانا من الاول مش بحبها وهي عارفة "
صاحت في وجهه بعنف" كنت تحترمها ،احترم انها انسانة وليها مشاعر مش شغالة عندك ،سبتها لامك وأختك اللى دورهم جاي كمان على اللى عملوه فيها ، وكملت عليها يا ما ضربتها ، يامن اخوك وشبهك هو كمان اتفرض عليه زيك يتجوز وحدة مش بحبها ،بس هو راجل عليك احترمها وشاف فيها ربنا قبل نفسه لحد ما الروح طلعت للمولى وهي راضية عليه " احمرت عيونها وقالت بغضب " اما امي انا راحت متعدبة وكارهة حياتها بسببك "
زفر اثر حديتها الذي الا حد الان لم يستوعبه ولم يتحرك ضميره اتجاهها وقال ببساطة " امك انا عارف اني غلطت في حقها وكنت قاسي معاها بس مش بحبها اعمل ايه ؟! انا كنت بدور عليكي عشان الاقيكي وترتاح في قبرها شويه "
نضرت له بإستهزاء وضحكت ساخرة " تدور عليا عشان ترضي ضميرك ،ولا عشان تضحي بيا وتعيش بنتك المريضة "
نضر لها وكشف على أنيابه وقال بحدة " دي اختك ،ايه الشر اللى فيكي؟! "
ابتسمت بإتساع وقالت بتهديد " الشر لسه هتشوفه ، وبنتك هتموت قدامك ومش هتلاقي غير انك تشوف موتها قدام عينك ، اعتبرها عدالة الاهية زي ما امي ماتت وانا بشوف مراحل موتها انت هتشوف كل دا في بنتك "
ثم رفعت حاجبها مرددة بسخرية " فاكر يا راسخ ،نفس المكان ونفس الوقت ونفس الوقفة فاكر الكلمة اللى قولت ليا زمان لما قولتلك ساعد امي رديت عليا ياريت تموت وارتاح " اقتربت منه وقالت بحقد دفين " ياريت تموت خلود وارتاح انا المرة دي " قالت كلماتها وغادرت بينما هو سقط بإهمال واضعا كفيه على رأسه ربتت مياسين على كتفه وقالت بمواسات " ربنا يحليها "
نضر لها وقد تغيرت عيونه للحظة وقال بإنفعال " يا بخاطرها يا غصب عنها انا مستحيل اعيش اللى هي عاشته عشان تشفي غلها مني "
نضرت له مياسين بإستفهام وقالت" هتعمل ايه؟"
نضر اليها وقال بتفكير " لو لزمني الأمر اخطفها واعمل العملية لخلود اعملها " ضلت تحدق به بينما هو استقام وتركها
غادرت زمرد الى شركة يوسف وقصدت مكتبه ، كان يجلس رفقة والده يشرب معه القهوة ،ارتشف من فنجانه وقال " انا قبلت اساعد هاجر وادخل شريك معاها "
حدق به والده وقال بإستفهام " مراتك تعرف؟!"
نفى براسه وقال بهدوء "أنا تعبت من المشاكل ، عايز ارتاح"
كانت تحدق في دالك الحائط الزجاجي بعد ان علمت الأمر مسبقا من مساعدته انه قابل هاجر وشراكته التي يرغب بها ورحب بها كأنه لاينقصه خير ، فكرت مليا ولم ترى سوى تلك المزهريه وابتعدت قليلا كي ترميها حدق بها بأعين متسعة بعد أن لمحها خلف الزجاج وركض بسرعة اليها مرددا بقلق بعد أن فتح الباب " بلاش اهدي اهدي "زفرت بضيق ما أن فتح الباب حتى رمت المزهريه ارضا و دخلت الى المكتب نضرت له بعصبيه وغيض اقتربت من والده وقالت " اشهد عليه يا يامن لو قتلته أعرف اني مش ضالماه" ابتسم يامن فنضر يوسف لها وقال بإرهاق من صوتها العالي " أفهم مالك ؟!"
نضرت له بغيض وجلست مردفة ببغض " هاجر لا في شراكة معاها ولا غيره "
مسح على وجهه بضيق منها وجلس مقابلها قائلا بهدوء " دا شغل "
رفعت منكبيها ونضرت إلى يامن قائلة " شوف ازاي بعارض كلامي عايز يعصبني انا وابني"
استوعب كليهما كلامها ونضر اليها مباشرة فقالت بعد أن ابتسمت " هتبقى بابا يا سوفا " اقترب منها بسرعة واحتضنها بقوة مقبلا رأسها وكدالك بارك لهم يامن فقالت بعبوس " هاجر لا " ابتسم لايريد تعكير صفو لحضتهم السعيدة رن هاتف يوسف الذي ما أن اجاب حتى اقفل بسرعة " ونضر إلى زمرد مردفا بقلق " خلود أغمى عليها" لم تنبس بأي كلمة نضر إلى والده وقال بسرعة " خليك معاها " اومأ له قبل ان يغادر بينما نضرت زمرد إلى يامن وقالت " حق صابرة مستحيل يضيع ربنا كبير "
عادت زمرد الى المنزل ولم تذهب ابدا إلى المستشفى للإطمئنان على خلود ،لم يستطع يامن تركها وحدها وضل برفقتها في المنزل ، غيرت ملابسها الى ملابس بيتيه مريحة ونزلت الى المطبخ ،لمحت يوسف الصغير يركض في الجوار امسكت به من ملابسه الخلفية واردفة بضيق " هارب من امك ؟!"
نفى برأسه ببرائة و رفع يديه بإستسلام قائلا " يوسف معملش حاجة " رفعت زمرد حاجبها بتهكم وهي تنضر الى وجهه الملوث بالشكولاته وقالت " امال بتجري ليه؟!"
عبس بوجهه مرددا بتافف " اكلت الشوكلاته من غير علم مامي"
لم تستغرب زمرد كلامه تعلم أنه مشاكس ،اقتربت منهم سناء ونضرت إلى ابنها بغيض قائلة " أعلقك عشان تتربى ؟!"نفى برأسه وقال بلطافة " مش هعمل مشاكل ثاني" ابتسمت ولدته بغلب وقامت بأخده من زمرد ، التي تركته وتحركت ناحية التلاجة اخدت منها عصيرا منعشا وتحركت الى الخارج و تبعتها سناء ، جلست زمرد في البهو تنضر للامام وترتشف من عصيرها كأنها تفكر في شيئ ما جلست سناء بجانبها وتركت ابنها يلعب ، نضرت إلى صديقتها وقالت بتسائل " مالك يا زيدان ؟!"
ضلت زمرد ترتشف من عصيرها وقالت بشرود " هو انا وحشه "
حدقت بها سناء تتاكد من جدية كلامها شعرت بحيرة صديقتها وقالت " انت يا زيدان ايه قالب حالك ؟!"
↚
نضرت لها زمرد قائلة بإستغراب " ليه الكل بقولي سامحي ؟! " ثم استرسلت بجدية " انا مش منافقة حتى لو قولت اني مسامحة كفاية نضرة في عيوني الكل يعرف اني عمري ما سامحت "
وضعت سناء كفها على كف زمرد وقالت بحنان " انسي الكل وشوفي نفسك ،ولا واحد فيهم شاف معاناتك "
إستمعت صابرة إلى حديتهم بعد ان كانت عائدة من المستشفى وقالت بضيق بعد ان نضرت الى زمرد " لمرة وحدة في حياتك اشفقي على حال خلود اللى ملهاش دنب في حاجة "
نضرت لها زمرد دون اهتمام و أشاحت لها بيدها قائلة" انا مش بعرف حد غير نفسي "
لم ينل ردها اعجاب صابرة التي كانت تحاول استيعاب برودها وانها هي الحل لعلاج اختها التي سوف تموت وقالت من حرقتها" انا عارفة انك مضلومة وعشتي حياة قاسية لكن خلود زيك هي كمان مضلومة "
استقامت زمرد تنضر في عيون صابرة وقالت بصوت هادئ متألم " بتعرفي ايه عن الحياة يا صابرة ؟! أشارت إلى نفسها واسترسلت "مثلا انا عشت ايه؟!عندك فكرة انك تبقي لوحدك من غير حد؟!عارفة معنى الحياة لوحدك وانت مريضة مش لاقية حد يعملك حتى كمادات او شربة ونايمة في الشارع؟! بيت دافي يملك مش موجود ، عارف معنى تعيشي من غير ام او اب ياخدوا بالهم منك؟!تنامي في الشارع والشتاء خيط من السما وانت حرارتك مرتفعة لحد الصبح ،تتلوي من ألم المرض ؟!تدعي ان الصبح يجي؟!لانك وحدك ولا واحد ممكن يجي يساعدك؟! اضافة بصوت ضعيف تتدكر معاناتها " تترتجفي من الخوف لوحدك" كانت صابرة تنضر لها بشفقة وكدالك ادمعة عيون سناء التي تعرف ما عانته زمرد في الشارع وكم مرة مرضة وكادت ان تموت وكم من شخص تعرض لها ، ابتسمت زمرد بألم وقالت لصابرة " دا أقل حاجة من اللى انا عشته وعمري اثناشر سنه اتخيلي انت بقى السنين دي كلها ،بلاش تحاسبي حد وانت مش عايشه حياته" قالت كلامها وغادرت الى غرفتها بالاعلى نضرت سناء الى صابرة ثم اقتربت منها قائلة بحزن دفين " انت كبرتي في حضن امك وابوك، احنا يتامى حتى في وجود اهلنا " نضرت لها تتمعن كلماتها بينما جدبت سناء يد صغيرها وغادرت للخارج
ما ان دخلت زمرد غرفتها حتى تنهدت بعمق تقوي نفسها تردد جملة واحدة في راسها " انهضي عنادا بهم فقط " مررت يدها على وجهها عدة مرات ثم غيرت ملابسها واتصلت براسل لتلتقي به
وصلت الى الشركة واستقلت المصعد دخلت مكتب راسل دون إذن ،رفع عيونه عن اوراقه ونضر لها قائلا " في باب بنستادن منه" لم تابه الى كلامه وجلست أمامه توفر بحنق ، حدق بها بهدوء وقال " اللى اتفقنا عليه حصل وفعلا فارس بيدي شيكات من غير رصيد "
أزالت نضارتها الشمسيه عن عيونها ثم وضعتهم على المكتب وقالت دون تردد " بلغ عنه"
نضر لها لثانيتن ثم قال بتسائل " مش هتتراجعي عن قرارك ؟! " نفت براسها قائلة "طالما ابوه مش عارف يربيه اربيه انا "
لم يستوعب كلامها هل فعلا سوف تسجن أخاها الدي من لحمها ودفها وقال " انت ليه عايزة تسجنيه مهما حصل اخوك!!"
رفعت حاجبها بتهكم وقالت بإهتمام بعد أن استقامت " فارس اتدلل كتير لدرجة النرجسيه والفلوس مش عارف قيمتها غير أنانيته وسهره شربه ،لازم يتربيى ويعرف قيمة القرش والهبل اللى بيعمله " اومأ لها قائلا " صمت راسخ بخوفني خصوصا عليك هو ضربته بتبقى زي العقرب من غير حس"
ابتسمت قائلة بثقة" ضربوني بكل الرصاص وانا لسه عايشة،انا اللى يتخاف مني يا راسل "
ابتسم لها مرددا بتقة من قوتها " تماما دا التحفيز اللى عايزه منك " ثم استرسل بتسائل " يحصل ايه لو ضربوكي وعشتي ؟!" أشار لها بسبابته مكملات حديثه " تبقى اقوى يا غزال ،دايما ارفعي راسك واكتافك وأبقى شامخة زي الجبل ،دايما قوية يا زمرد "
اومأت له ضاحكة وغمزت له " سوفا يغير لو سمعك "
ابتسم عليها وقال " على ذكرك يوسف مبروك الحمل "
ابتسمت بهدوء قائلة " يبارك فيك " ثم استرسلت بعد أن استقامت " لازم ارجع قبل يوسف اومأ لها فغادرت بينما هو عاد إلى أعماله
لا تعلم زمرد لما اخدتها اقدامها الى المستشفى الذي تقطن به خلود ،كان قد حل الضلام وضل يوسف فقط امام باب غرفة العناية ينضر لها، اما عائلتها كانت رفقة الطبيب يشرح لهم وضعها ،خطت بتقل نحو الغرفة وقفت بجانب زوجها الذي انتبه لها ،كانت تنضر للصغيرة من الزجاج وقالت بتسائل " الدكتور قال ايه عن حالتها؟!
نضر لها يوسف وقد وضع كلا كفيه في جيب بنطاىه وقال بهدوء " حالتها استقرت لكن لازم نلاقي متبرع في اقرب وقت؟!"
اقتربت من الزجاج وقالت بلؤم " الحية دي ليها سبع ارواح بلاش تخاف عليها"
ابتسم بحنان يعلم طيبة قلبها وانها فعلا قلقة بشانها لذالك أتت الى زيارتها لكنها لن تضهر دالك، لف يده على اكتافها يحيطهم وقربها منه مردفا " كل حاجة هتتحل" اومأت له وضلت تحدق بالصغيرة بمشاعر غريبه
"بتعملي ايه هنا؟!" قالها راسخ بعد ان راها، التفتت رفقت زوجها ناحيته رفعت حاجبها وقالت دون اهتمام " جاية اشوف جوزي"
اقتربت منها مياسين قليلا وقالت بهدوء " ممكن اكلمك؟!"
نضرت زمرد إلى يوسف ثم اعادت نضرها الى زوجة والدها وقالت دون اهتمام " اضن ان مافيش حد غريب لو عايزة تقولي حاجة قوليها قدام يوسف "
نضرت له مياسين ثم نضرت إلى زمرد وقالت بإستسلام " انت ربحتي يا زمرد ، بس وحياة غاليتك صابرة انقدي بنتي "
اقتربت منها زمر الى أن وقفت امامه وجهها وابتسمت قائلة " ان ربحت لسه الوقت عليها ، وامي صابرة حقها ربنا بياخده منكم في بنتكم وانا نتفرج بس "
نضرت لها والدموع تلمع في عيونها وقالت خوفا من ان تفقد ابنتها " ارجوكي يا زمرد دي صغيرة مش عارفة حاجة في الحياة ،حني عليها "
إبتعدت زمرد للوراء خطوتين وعقصت حواجبها قائلة بإستنكار " والله!! بنتك شوفتيها صغيرة ومن الملائكة وبنت ضرتك اللى أخدتي منها أمها !!غير امها اللى انت من اسباب وفاتها عمرك جيتي قولتي يا زمرد عاملة ايه؟! او عايزة ايه ؟! سألتي عني؟! رحمتيني وانا يتيمة ؟! انت مش شفقتي عليا حتى في حياة امي ،جاية دلوقتي تطلبي الرحمة لبنتك "
انهارت مياسين خوفا على فقدان صغيرتها اقترب منها يامن وامسك بها يسندها واردف بعد أن نضر إلى زمرد " انت مش شبه امك انت جايبة الشر دا من مين؟! "
ضحكت تلك الحية بتسلية وغمزت له قائلة بمرح " شبهك للاسف " نضر لها بشيئ من الكره وقال بحدة " عارفة ليه عمري اعترفت انك بنتي واني عمري ما شوفتك "
عقصت حاجبها غير مهتمه لكلامه وقالت بملل" كنت طول عمري بطري ورا السؤال دا ،تصدق انا اللى مش شايفاك ولا عايزة اعترف بيك انك أب ليا " ثم اقتربت منه وهمست في أذنه بخفت" استنى ضربة فارس جاية في الطريق "
إبتعدت عنه قائلة بخبت وهي تضحك" انتم كلكم وانا لوحدي نشوف مين هيمشي ومين هيبقى " كان ينضر في عيونها بحقد شديد كيف وصل به الحال لهدا الضعف ولم يستطع ايقافها بل تركها تاديه وتأخد كل ما لديه اتبعت اخر كلماتها بضحكه هادئة ثم غادرت رفقت زوجها كانت مياسين في قمة ضعفها وانهيارها تردد فقط كلمة واحدة " بلاش تسيبي بنتي تموت" قبل يامن رأسها وقال بهدوء "وحياة كل دمعة نزلت من عينك لبنت صابرة تدفع تمنها"
************************************************
مرة شهر اخر كانت لاتزال خلود في تقلع في المستشفى بينما قد تم القبض على فارس الشي الدي جعل راسخ يتلقى ضربة مهلكة خصوصا مع فضيحة ان ابنه التي انتشرت ودخل على اثرها للمستشفى ليقطن به يومين كاملين بينما زمرد كانت تتابع حملها ودراستها فهي قررت أن تكمل تعليمها باحد المدارس العليا لكي تقف على قدميها بتبات وشموخ اكتر بينما ثم عقد قيران راسل وصابرة الذي كان في جو هادء وثم تاجيل الزفاف الى ان تستعيد خلود عافيتها ، كانت سناء تجلس في الحديقة ،اغلقت هاتفها بعد كلامها مع سليم الذي اصبح نعم الصديق والسند لها ثم نضرت إلى طفلة جلال وقالت بمرح " وحشك بابي " ضحكت الصغيرة بمرح فإسترسلت سناء "بكره يرجع وتلعبي معاه"
ثم استقامت بهمة مرددة " ايه رايكم نروح نزور بابي؟" قفز ابنها من الفرح واحتضنها قائلا بحماس " شكرا يا ماما " ابتسمت ثم تجهزت واخدتهم معها لمقابلة والدهم
بعدة مدة كان جلال يلعب مع أطفاله غافلا عن نضرات سناء التي كانت تتفقده بنضرات مشتاقة ،ابتسم وقال بصوت اجش بعد أن نضر لها " عاملة ايه يا سوسو؟!"
اندهشت من كلامه وتغزله بها وخصوبا بعد أن ناداها بإسم دلالها فقالت بعد ان عقصت حواجبها " احترم نفسك "
رفع راسه بإيجاب وقال بتسلية يثير حنقها " انا محترم نفسي انا قولت اطمن عليكي"
رمقته بملل تخفي سعادتها بدخوله السجن شعرت انها اخدت بتأرها منه وقد صفى قلبها قليلا من ناحية لاتنكر انها تحبه كثيرا لكن حبه اللدي في قلبها لايشفع امام ما فعله بها في الماضي نضرت إلى عيونه الخضراء التي تجدبها رغما عنها فقال بعبث يكمل ما بداه " احنا اصحاب العيون الملونة بنفهم بعض"
رمقته بحنق وهتفت بضجر " انا اللى عبرتك وجيت أشوفك "
مرر لسانه على شفتيه بلهفة من كلامها وقال بتسائل " يعني وحشتك ؟!"
فعلا قد اشتاقت له والى رائحته وقررت ان تاتي لزيارته ،الأولاد مجرد وسيلة تعتمدها مثل العذر للقاء به لكنها لم تضهر له دالك بل عقدت ساعديها وقالت بملل " جيت عشان عيالك صدعوني " رمقها بإستنكار وقال ساخرا " ولادي بردوا؟!"
استقامت بغيض من تلميحاته التي فضحتها امام نفسها وقالت بضيق " انت كويس والولاده شافوك اضن كده كفاية؟! "
ابتسم بخفة واستقام مقتربا منها ،لاحضت خطواته فإبتعدت عنه للخلف حتى حاصرها ولم يترك لها مجال لتهرب منه وقال بصوت اجش عذب بعد أن اقترب منها وهو يمرر انفه على رقبتها" قولي اني وحشتك وجيتي تشوفيني؟!"
ارتبكت من لمسه لها وقربه الدي جعل خفقان قلبها يعلو تدريجيا إلى أن أصبح مثل ضربات الطبل ،شعر بضعفها اتجاهه واهتز وجدانه من الفرح هو لم يخسرها ابدا هي لا تزال متيمة به مثله واكتر ،ارتجف جسدها من تلك المشاعر التي تولدت في داخل جوارحها مرة أخرى سند جبينه على جبينها وقال بصوت يملأه العشق والشغف " بحبك يا بنت الجبل ،وقلبي مش شايف غيرك "
↚
امتلا فؤادها غرورا وفرحا بعد كلماته العذبة والعاشقة ونضراته التي كلها حنان وحب وقالت بصوت مرتجف مليئ بالحب الممزوج بالخوف تعترف بما يختلجها من مشاعر ناحيته " انا مش جاية عشان اقولك اني مش هقدر اعيش من غيرك ، لاني قادرة اعيش من غيرك "
فتح عيونه يتابع كلماتها التي أطاحت بقلبه وعقله خوفا من أن تتخلى عنه لكنها صدمته بإعترافها الذي قلب كيانه رأسا على عقب مرة واحدة "لكن انا مش عايزة اعيش من غيرك "
فرح قلبه وجدبها الى أحضانه مشددا عليها بقوة كبيرة وهي كدالك لفت يديها على ضهره تضمه بالمثل ضل كل منهم يشفي جروح الاخر وما ادراك ما معنى العناق وخاصتا عناق العشاق يداوي كل الجروح ويشفيها حتى تختفي وتتلاشى عن الوجود كلاهما يمسك بالاخر خوف من ان يهرب منه هي تمسك بملابسه تشدد عليها وهو يشدد على ضهرها في عناق حميمي يطفئ ضمأ القلوب ضل لاكتر من خمس دقائق منقطعان عن العالم او المكان و الزمان حتى قاطع وصلت حبهم صوت يوسف الصغير الذي كان يجدب والده من بنطاله يثير انتباهه ، ابتعد كلاهما عن بعض شعرت بالخجل وهو كدالك بعد أن نسي نفسه ومكانه ،عبس الصغير وقال بصوت باكي " عايزة اعمل الحمام" ضحك كلاهما عليه وعلى طريقته وضلا معا يقضيان وقت اسري متناسين جميع همومهم وما عاشانه سابقا
*************************************************
في شقة راسل البسيطه التي تحتوي على بهو ومطبخ وغرفتان وحمام ،كانت صابرة تنضفها بضيق ،راسل ليس بالشخص المنضم بل فوضوي ،زفرت بغيض بينما هو حاليا يطالع غيضها ببرود واستفزاز ثم قال مستفزا اياها اكتر مخرجا اياها عن صبرها " نضفي كويس وانت كل الوقت بترغي"
حدقت به بعصبية وقالت بعد أن رمت الملابسه التي تقوم بطيها وقالت بغيض " العيب مش عليا العيب عليك انت انسان فوضوي ومش منضم ،اي حاجة بتستعماها بترميها ثم انا مش خدامة عندك"
رفع منكبيه وطالعها ببرود قائلا " انت مراتي ومن واجبك تنضفي وتطبخي ،ايه دنبي ان اهلك دللوك لحد ما خربوا تربيتك"
رمقته بعصبيه وانفعال من كلماته السامة التي ينعتها بها كل مرة يدكرها بما فعلته وقالت " لو متجوزني عشان تدلني طلقني احسن "
استقام من مكانه واقترب منها يحدق بها بنضرات حارقة جعلتها ترتجف مكانها حتى انها تراجعت للخلف وهي تتمتم بخفت " عاوز ايه؟!"
لم يجبها بل اقترب اكتر حتى اختل توازنها وسقطت على الأريكة من شدة خوفها ضحك بصوت عالي وقال بتسليه" ليه الشجاعة وانت ياقلبي اول ما ابصلك تقلبي قطه "
نضرت له بغيض وكادت ان ترد فإنحدر يقابل وجهها يتمعن ملامحها بتركيز مما جعلها متصنمة مكانها قائلا بإستغراب " عينك ؟!"
ابتلعت ما بجوفها وقالت بخفت خوفا من قربه " بحبهم" استعجبت من كلماته فإسترسل "وجهك؟! " ضهرت علامات الاستفهام على وجهها فقال مجيبا اياها" بحبه كمان "ثم استرسل بإستغراب بعد أن ابتعد عنها " انت كلك على بعضك عجباني " كلماته البسيطة جعلت قلبها يخفق على ايقاع موسيقي مرتفع ، نضر إلى اندهاشها بإبتسامة واعطاها بضهره قائلا " هنسافر عشان عمليتك كلمت دكتور عن حالتك مش هنضر نستأصل الرحم " قال كلامه وغادر هو لا يريد تدكر فعلتها الشنعاء اما هي فضلت تنضر الى اثره بشرود هل يعقل انه كان يحبها من بعيد وهي لم تراه واتبعت الحب الدي اضحكها وجعلها تبكي مدى العمر ،ضلت منشغلة بالتفكير تقارن بين فارس وراسل الفرق بينهم كبير وشاسع فارس حملت منه وتركها اما راسل قد ستر عليها ويحاول أن يجعلها تعيش حياة هادئة طبيعية من دون دلال حتى تتحمل مسؤوليتها غير انه يحمي ضهرها والان سوف يعالجها ، ابتسمت بألم فعلا الفرق كبير احبت دكرا وتزوجت رجلا
**************************************************
اما زمرد فقط دهبت الى مقابلة فارس الذي سجن ، ضلت تنتضره إلى أن أتى به الحارس
حدق بها بسخرية ثم اقترب وجلس أمامها بأريحسة مردفا بسخرية " انت اخر شخص اتوقعت انه يجي يزورني"
رفعت منكبيها قائلة " انت بردوا من دمي ولازم اطمن عليك "
ضحكت بصوت عالي مستهزءا منها وقال " بتضحكي على مين؟! "
نضرت له بجدية وقالت " فارس انت حياتك غلط لازم تعيد النضر فيها ، يمكن انت فعلا بتحب صابرة ،لكن بتحبها بطريقة غلط بتدمر نفسك وتدمرها معاك المكان دا اللى يقدر يساعدك تتحسن"
صفع الطاولة بقوة وقال بإنفعال" من امتى بتعرفي مصلحتي؟! ثم استرسل بإشمأزاز " انت اصلا لا ابوكي حبك ولا أمك عاشت ليكي وكانت خاينه ولا حد في الحياة حبك لانك بنتها ،انت زي الشجرة الوحيدة الى طولها بزيد وهي بتبحث على شمس تدفيها ومهما حصل عمرها ما تنبت،ولامرة حد اهتم لوجودك"
ضلت عيونها المتلألئة بالدموع تحدق به وقالت بعد أن ابتسمت بهدوء "صابرة عمرها ما كانت خاينه ،امي كانت اول وحدة اتجوزها ابوك ،للاسف صدمها انه بحب وحدة ثانيه يوم فرحها منه واعتدى عليها ، لما جدك مات جاب امك لبتنا وكان بيحرق قلب امي بعد ما ستك وعمتك عملوها خدامة عليهم وابوك هجرها مرة وحدة وقعد يحب في امك قدامها ،وكثير كمان امي شافته، وراسخ حبك انت وانا كرهني عشان بنت صابرة ،واكملك يوم امك كانت هتخلف خلود امي كانت بتموت اترجيت راسخ يلحقها عارف قالي ايه ، ياريت تموت وارتاح وفعلا ماتت امي بين ايديا وشرفت خلود اختك ،دا انا نمت في حضنها وهي ميته ، دي الحقيقة اللى ابوك كدب عليك فيها وانا كرهته يومها ولما طلعت من البيت لا لحقني ولا دور عليا قالي لو طلعتي عمرك ترجعي "
ضل فارس يحدق بها ربما ثاثر قليلا من كلامها لكنه قال بتسائل" عشان كدة حاقدة علينا؟! "
نفت برأسها وقالت بتقة " انا عمري حقدت عليكم " رفع حاجبه بتهكم واستنكار فقالت بتقة " الحقد قليل على اللى بحسه اتجاهكم يمكن بكرهكم وعايزة موتكم اكتر حاجة توصف احساسي بدقة "
ضل ينضر لها لعدة ثواني قبل أن يضحك بصوت عالى على كلامها وقال بيأس " يمكن من حقك " ثم استرسل " لكن خلود طفلة ملهاش دخل "
أجابته بتاكيد قائلة " كلكم ليكم دخل " تنهد بحصرة وقال بعد أن مال عليها ليقترب منها اكتر " انت مش موجود في قلبك ذرة رحمة "
ابتسمت بألم قائلة دون شفقة او ان يرف لها جفن " ابدا ، الرحمه منعدمة في حياتي ، انا اتالمت لدرجة نسيت ايه معنى الرحمة "
تنهد بهدوء يعلم أنها تحقد عليه بالاساس لانه المفضل عند والده ثم اعتدل في مكانه وقال بتسائل " جيتي ليه؟!"
رفعت منكبيها قائلة " اسمع الكره حاجة وأنك اخويا حاجة ، صابرة اليوم فرحها انا مش جاية اقولك عشان اوجعك او انتقم او اتشفى في حالتك "
احمرت عيونه بعد كلامها الذي شق قلبه نصفين نعم خسرها نهائيا ولن تكون له ،فقال بسخرية " اومال ليه معدبة نفسك تشوفيني؟!"
قائلة بجدية تحاول ان تنصحه وتهون عليه " احيانا لما نحب بعض بنأذي بعض اكثر بالحب دا ، يعني بدقة اكتر بنتسبب في تعاسة الشخص اللى بنحبه ، من الأفضل نتخلى عنه "
كلامها مثل السهم القوي الذي ضرب قلبه وعقله وافاقه من أحلامه الجميلة التي من المستحيل أن تصبح واقع ،نضر في عيونها بحزن وقد ادمعت عيونه فقط خوفا من شعور ترك حبيبته وقال بصوت متألم ممزوج بالبكاء " و لو كان التخلي عنهم مؤلم وبيوجع جدا"
ابتسمت قائلة بتقة " احيانا بكون اكبر دليل على الحب أن الانسان يسيب اللى بحبه "
شعرت بتصلب جسده وانه فهم مغزى كلماتها خصوصا بعد أن طالعت تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه ،جعلتها تدرك أنه وصل الى نقطة الانهيار ،هي لا تريد اديته لكن حبه يأديه ويأدي حبيبته لذالك كان يجب عليها زيارته وتوضيح كل شيئ ونصحه شعرت في الاخير انه يبقى اخيها ودمها ،لكن دموعه اشعرتها بوخز في قلبها مما جعلها تتركه وحيد هو فعلا يحتاج الى الراحة
انسابت دموعه روايدا رويدا الى ان ابتل وجهه شعر بإنكسار قلبه وصرخ من أعماق قلبه بألم وأعلى صوت " صابرة والله بحبك "
شددة زمرد على يديها وسندت رأسها على الحائط بعد أن سمعت صراخه شعرت بالضعف شعرت انها مسؤولة عن المه شعرت بالحزن والألم داته الذي يشعر به سقطت دموعها رغما عنها شعور غريب جعلها تشعر بالذنب اتجاهه واردفة بحزن " غصب عني يا فارس لانك بتاذي نفسك قبل صابرة
*************************************************
بعد أن إستيقضت خلود طلبت من يوسف احضار زمرد لها كي تراها فهي قد اشتاقت اليها بالفعل فعل يوسف وقدم بزوجته لها ،دخلت زمرد الى الغرفة ونضرت إلى خلود التي كانت تجلس على سريرها تشعر بالملل وقالت ببرود بعد أن همهمت " الحية لسه عايشه "
ابتسمت خلود على تشبيه اختها وهتفت بمرح " لسه حية يا غزال "
↚
اومات لها فجلست زمرد على الأريكة وتمددت بسبب تعب حملها وقالت بعد أن نضرت إلى خلود بتسائل " ايه سبب موتك المرة دي؟! "
مطت خلود شفتيها وقالت بملل " ولا حد؟!"
رفعت زمرد حاجبها بتهكم وقالت " عليا انا ؟! قولي مين السبب في حالتك؟!"
ضغطت خلود على شفتها السفليه ونضرت إلى زمرد بنصف عين قائلة بخفت " وحدة صحبتي قالت اني مريضة نفسيه ومعقدة وكل الولاد ضحكوا عليا"
إعتدلت زمرد في جلستها وحدقت بها قائلة بسخرية " بسبب وحدة نمتي في المستشفى ؟!"حركت خلود رأسها بإيجاب فقالت زمرد بعد أن أشارت لها بيدها " لا تقارني نفسك بأحد ثم استرسلت بتاكيد وهي تنضر في عيونها " لانك فوق المقارنات ،انت جميلة دا انت اروع انسانه،اياكي تسمحي لحد يطفيكي بسبب كلمة قالها "
ابتسمت خلود وقفزت من سريرها اتجاه زمرد تحتضنها بقوة وقالت بحب " بحبك يا غزال " ضلت زمرد متصنمه مكانها ولم تبادلها شعرت بتلك الكلمة تتغلغل بداخلها و تيقض مشاعر مخفية بها ،ابتعدت عنها خلود وقالت بمرح " انت معاك حق انا ملكة "
رفعت زمرد حاجبها وقالت بتهكم " انا الملكة " ضحكت خلود وقالت " انت الملكة ماليفسنت وانا الأميرة " كانت زمرد تتعجب من هدة الفتاة وكيف تتعامل معها رغم صدها لها ،دخل يوسف اثر حديتهم وقال بعد أن حمل خلود "عندنا فرح ايه رايك تحضري فيه ؟!" اومأت له سعيدة بالخبر فإستقامت زمرد ونضرت له قائلة " الحية دي مش بطقها "
ضحكت خلود على غيض الاخرى من ثم اخد يوسف الاذن من والدها لاخدها معهم
في المنزل كان الجميع يقف قدما وساق كي تنتهي اعمال الزفاف اما في غرفة صابرة كانت تجلس خائفة ومثوتره وربما شاردة لا تعلم كيف سوف تعيش مع راسل ان كان لايزال قلبها مع فارس ،دخلت زمرد اليها وجدتها تحدق في الفراغ فقالت بتهكم " خايفة ليه راسل مش هياكلك"
نضرت لها بغيض وقالت بلؤم " محدش طلب رايك؟! " ضربتها زمرد بخفة على دراعها وقالت بضيق" فكك من العصبية اليوم فرحك" ثم استرسلت بأسف " انا اسفة على اللى عملته معاكي ،صدقيني بس عشان شوفت فيكي اختي قبل اخت يوسف كان لازم احمي ،يمكن انتي بتحبي فارس وهو بحبك بس انتم الاثنين مع بعض مش مناسبين"
تمعنت في كلماتها وقالت موافقة " يمكن معاكي حق احنا الاثنين مش مناسبين لبعض " ثم استرسلت " لكن راسل؟! "
نضرت لها زمرد فهمت حيرتها خصوصا انها لم تتعرف على راسل سوى مدة قصيرة وغالب طبعه يخيف اي شخص لا يعرفه عن قرب وقالت بتقة " هو المناسب ليكي يمكن انت شيفاه قاسي بس جواه احن انسان واجدع راجل ممكن تشوفيه"
ثم اقتربت منها ومسحت دموعها المناسبة قائلة بحنان" انت تستاهلي شخص يقدرك وعارف قيمتك ،فارس بحبك او يمكن بحبك بس بطريقة مرضية حتى لو فيها الأذى ليكي"
تقبلت صابرة كلامها لانها تاكدت ان فارس ليس الزوج الصالح لها وقالت بإعتدار " انا اسفة على الكلام اللى اتهمتك بيه ،مهما قولت انا مستحيل اعرف الى عشتيه " ربتت زمرد على ضهرها وقالت بحنان " اليوم فرحك جهزي نفسك عشان تنزلي لعريسك "
نضرت لها قائلة " راسل بيكرهني !!"نفت زمرد برأسها وقالت بجدية " راسل راجل بغير على شرفه لاغير لما تعيشي معاه هتفهمي طبعه" اومأت لها وغادرت زمرد تاركة صابرة تفكر في كيفية التعامل معه
اكملت معها وخرجت التقت بيامن في طريقها فقال بهدوء وهو ينضر لها " عايز اكلمك؟!"
اومأت له وغادرت برفقته الى غرفة مكتبه جلس على الأريكة وجلست بالمثل أمامه تنهد وهو ينضر لها بينما تحدق في الاسفل وقال بهدوء " مش كفاية ؟!"
رفعت عيونها الملونة وقالت بتسائلا " كفاية ايه؟!"
ربت على كتفها مردفا" كفاية توجعي قلبك وقلب غيرك ؟!"
نضرت له حائرة وقالت " أنا مش وحشة للدرجة اللى انتم شايفينها ، انا مجرد بنت يتيمة شافة امها بتموت قدام عنيها بسبب ناس دمروها تحت مسمى حب "
تنهد يامن بهدوء يعلم ان جرحها لن يشفى وقال بتفهم" زمرد انا حاسس بيك لاني كمان خسرت انسانه بحبها واتمنيت تبقى ليا عشت مرارة العشق في بعدها ،انت فاهمة كلامي ايه معنى تحبي شخص وتعيشي بعيدة عنه ؟! اتجوزت ام يوسف غصب عني وبعدت عن حبيبتي، لكن ربنا قدرني اكون زوج صالح ليها ويمكن اكون ضلمتها لاني عمري حبتها زي ما حبيت امك لكن ربنا كتب ليا اتجوز ام يوسف وراسل يتجوز امك ، اللى هي كمان داقة مرارة العشق انها حبت واحد مش بحبها ،كل دا قسمة ونصيب زي ما امك رضية بيه لانها حبة راسخ لازم ترضي انت كمان"اقترب منها وربت على يدها مردفا بتاكيد " صابرة لو كانت حية عمرها ما كانت هتأيدك انك تبقي حقودة ،لانه وصيتها ليا اني اشيل الحقد دا من قلبك وقبل ما تموت وصتك انه مهما حصل راسخ بيفضل ابوك"
كانت تستمع إلى حديته وقلبها يرتجف ألما سقطت دموعها أبعدت يدها عن يامن وقالت بصوت ممزوج بالبكاء الدي تحتجزه في داخلها " الوجع اللى جوايا مش بيرحمني ،مش عارفة ابقى سعيدة في حياتي ،عايشة في ضلام مش عارفة اطلع منه ،ولا حاجة حتى حملي مش حاسه بيه ،كإني اتعودت على الوجع وقررت اعيش معاه" ثم استرسلت بعد أن نضرت له " انسى كل حاجة إلا موت أمي"
ابتسم مردفا بحنان" مش بقولك انسي بقولك سامحي عشان ترتاحي انت يا زمرد ، تعرفي ايه اقوى الحروب ؟!"
نضرت له بإستفهام فإسترسل " لما الانسان يحارب نفسه " استقام بعد كلماته وتركها ربما تفكر فيما تفعله وتتوقف عن اذية نفسها اولا قبل الاخرين
غادر يامن الى غرفة ابنته طرق الباب ودخل نضر لها بحب وهي ترتدي فستان زفافها الابيض اقترب منها واحتضنها بقوة وحنان مربتا على ظهرها ابتعد عنها قليلا وقال بعد أن لمعت عيونه بالفرحة " مبروك عليك يا بنتي"
ابتسمت بهدوء وقالت" شكرا يا بابا" اخرج علبة قطيفية من جبيب بنطاله ثم فتحها وأخرج منها سلسالا رقيقا دهبيا تتوسطه فراشه وقال بحنين" دا كان لامك ربنا يرحمها كانت خير الزوجة والصديقة ليا وكان امنيتها لما تتجوزي تلبسيه عشان تحسي انها معاك"
لمعت الدموع في عيونها فإسترسل بحنان" انت هتروحي بيت جوزك بس دايما بيت ابوك مفتوح ليكي مهما حصل انا موجود في ضهرك وسندك " ابتسمت على كلامه واحتضنته تبكي وقالت بندم شديد " سامحني يا بابا "
أبعدها قليلا ومسح دموعها ثم قبل رأسها وردد بمرح " كده الميكاب اللى من الصبح بتحطيه يخرب " ضحكت من وسط دموعها فالبسها سلسالها مد لها دراعه فامسكت بها ونزل معا للأسفل
كان راسل في الخارج يقف بجانب يوسف الذي كان بيدوا باردا قبل أن ينطق بهدوء " صابرة امانة عندك يا راسل " اوما له وقال بجدية " اختك فوق راسي يا يوسف "
تنهد يوسف قبل أن ينضر له بجدية وقال " انا عارف علاقة صابرة بفارس " حدقت به راسل فإسترسل يوسف" من قريب مش من بعيد ،انا عارف انها غلطانه ، لكن مهما حصل هي اختي لو شايف انك مش قد مسؤوليتها سبها من دلوقتي"
نفى راسل براسها وهتف بجدية " انا لو شايف انه صابرة انسانة سيئة مستحيل اتجوزها، هي في ايد أمينة ابقى مطمن" اومأ له يوسف مبتسما " انا واثق فيك"
بعد مدة كان الجميع يستمتع بالزفاف في وسط جو مليئ بالرقص والموسيقى كانت زمرد تقف بجانب يوسف ترتدي فستان دهبيا طويلا اقتربت منها خلود وجدبتها من يدها مردفة بحماس" تعالي نرقص يا غزال "
نفت زمرد براسها وقالت " روحي انت "
جدبتها مره اخرى فسارت معاها زمرد وهي تضحك ورقصت رفقتها كان جو يسوده المرح والود والسعادة الا ان انتهى الحفل واخد العريس عروسه
بعد تلك الليلة الجميلة اخد يوسف زمرد الى منطقة بحرية واستاجر يختا ليقضي الليلة برفقتها
بعد مدة كانت تنام زمرد على صدره وهي تحدق به بعشق متيم ثم قبلت خده مردفة " أنا عمري حبيت حد بالطريقة اللى حبيتك بيها "
قيل رأسها بحنان ولمعت عيونه بالشغف والحب لها وقال بصوت عدب " انت يا زمرد بتقلبي كياني وقلبي ،في وجودك ببقى شخص ثاني غير يوسف اللى الكل بيعرفه " ثم حدق في عيونها بعمق وقال بصدق خارج من اعماق قلبه " الله وكيلك يا غزال لساني عاجز يوصف شعوري اتجاهك من شدة حبي ليكي "
التمعت عيونها ببريق خاص وقالت بتسائل بعد ان إعتدلت واقتربت منه "الكل عارضني يا يوسف وشافني انسانة شريرة ،لكن انت ولا مرة عارضت كلامي او حتى اللى بعمله"
ابعد رأسه للخلف وحدب رأسها الى صدره مرة أخرى وقال بعد أن تنهد براحة " لانه ولا واحد فيهم فاهمك يا غزال ،انا الوحيد اللى فاهمك" ثم قرع على راسها بأصابعة وقال بتقة " فاهم اللى بدور في دماغك ، لان الكل فاكر انك شايفة انتقامك لاغير ،لكن انا شايف حاجة ثانيه انك اكتر وحدة بتهتم بالناس اللى بتحبها مهما حاولتي تخبي غصب عنك بتساعديهم من غير ما يعرفوا "
تمرمغت في صدره اكتر ومررت يدها عليه قائلة " انا بكره راسخ وعياله يا يوسف ، اذاني كتير ،لدرجة مش قادرة انسى الشعور اللى حسيته يوم موت صابرة "
↚
ثم نضرت له وقالت بحزن " تعرف اكتر حاجة وجعاني " مرر يديه على شعرها فقالت باسى " كإني ارتكبت ذنب كبير لما اتخلقت ولليوم ذاته بلوموني عليه "
بالتاكيد لا يشعر بجرح الحبيب سوى الحبيب نفسه ،ربت على كتفها وابتسم لها قائلا بهدوء " اسمعي يا غزال الوقت بعالج كل حاجة ،طبعا انت مستحيل تنسي اللى عشتيه ابدا ، لكن مع الوقت الاحساس دا هيبتدي يختفي،احنا بنكبر وبننضج، واي حاجة كانت بتأديكي وتوجع قلبك كل ما تفتكريها ،هتبقى صغيرة ، افتكري كلامي " ثم وضع يده على بطنها مردفا بسعادة " دا هينسيكي كل اللى عشتيه اول ما تشوفيه " احتضنته بقوة وقالت بحب وامتنان " شكرا بوجودك في حياتي"
احتضنها اكتر وقبل كتفها مردفا بعشق " دا انا اللى لازم اشكرك عشان موجوده في حياتي "
تم استرسل بعيث بعد أن بدأ بتمرير يده على ظهرها " كفاية احضان يا بنتي انا طامع في حاجات ثانيه "
إبتعدت عنه قليلا وعقصت حاجبيها مردفة بغيض " بوضت علينا اللحضة " ثم وضعت يدها على فمها من شدة النوم وأردفت بإستسلام " تصبح على خير يا حبيبي " نامت على صدره فإبتسم وهو يلعب بشعرها مرددا بعشق" دايما هتلاقيني جنبك يا غزال"
صباح بعد أن تناول يوسف وزمرد فطورهما في جو جميل وهادئ استادن منها قليلا حتى يكلم الشخص الذي استاجر منه القارب حتى ياخده اليوم ايضا ولكن هده المرة كي يتحرك به وسط البحر نضر لها وقال بحنان مربتا على يدها " ابقي هنا انا نشوف الراجل واجيلك ،خدي بالك من نفسك " ابتسمت له وقالت " ماشي " غادر هو وصعدت هي الى سطح اليخث اليخت ،ابتلعت ريقها وتوقفت مكانها بعد أن رأت اربعة رجال يحيطون المكان ،ابتعدت قليلا تحاول الهروب ،لكنهم أمسكوا بها ثم توجه احدهم وفك حبل الوصل بين اليخت والميناء ليتحرك اليخت ، كان يوسف منشغلا في حديثه مع الرجل بينما اليخث يبتعد عن الميناء ، وضع احد الرجال يده على فم زمرد يمنعها من الكلام او الصراخ ،انتبه يوسف بعد أن أدار رأسه يطمئن قلبه عليها حتى وجد اليخث يبتعد عن الميناء ركض ناحيته دون تفكير بينما غرزت زمرد اسنانها على يد الحارس وحررت نفسها منه وركضت تصرخ بإسم يوسف ،لحق بها الحراس وامسكوها مره اخرى
صرخت بإسم زوجها مرة أخرى الذي جنى جنونه بعد أن شاهدهم يحتجزنها ودون تفكير رمى بنفسه إلى البحر يسبح نحوها ،رفع اولئك الرجال اسلحتهم ثم صوبوا نحوه يطلقون نيرانهم عليه دون رحمه ،حاول الوصول اليها وتجنب الرصاص الى ان الكترة تهزم الشجاعة لكن رصاصة واحدة كانت كافية بإيقاف يوسف الدي امتزج دمه مع الماء واغمى عليه وسط البحر ، اتسعت عيونها من رأيتها الى كل تلك الدماء المحيطة بمكانه وصرخت بإسمه لاكتر من مرة لكن لا حياة لمن تنادي وهنا شعرت زمرد انها ماتت لثاني مرة بعد فقدانها لوالدتها
فتحت زمرد عيونها بتقل لتجد نفسها تنام فوق سرير طبي وسط اضائة وغرفة باللون الابيض ، انتفضت سريعا وجلست تتدكر ما حدث معها نضرت إلى ملابسها التي تغيرت الى ملابس طبية ودالك المقوى المرتبط بمعصم يدها اليسرى ، كانت تتسائل ماذا حدث ،حتى تذكرت اطلاق النار وبركة الدماء التي كان يوسف يطفوا وسطها ، نزلت من فوق السرير وسحبت دالك المقوي الغدائي من معص حدقتيم يديها بإنفعال حتى ان يدها نزفت كتيرا ،دهبت ناحية الباب وحاولت فتحه ،لكنه كان مقفلا جيدا ضربت الباب بيدها بقوة وانفعال تصرخ بان يرد عليها احد " افتحوا الباب عايزة اشوف يوسف ، افتحوا "
فتح الباب فجأة من قبل رجل ضخم البنية كان من ضمن خاطفيها ، نضرت له بعيونها الحمراء المشتعلة ودفعته على صدره مردفة بشراسه " فين يوسف عملت فيه ايه ؟!"
لم يتحرك من مكانه بفضل بنيته و امسكها من مرفقها بقوة يجدبها نحو غرفة أخرى بينما هي تضرب يده التي تمسكها وتصرخ به ان يتركها ،دخل بها إلى غرفة المعيشة وتركها وخرج ،رأت دالك الدي يعقد يديه خلف ضهره ويوليها ضهره لم تصدق انه هو من فعل كل هدا ،الهذه الدرجة يكرهها ؟! التف اليها وقال بصوت هادئ " كنت عايزك تنقدي بنتي اللى اختك من دمك لاغير ،عنادك السبب في كل دا "
اتسعت حدقتيها وقالت بحسرة " حرام عليك يا راسخ "
اقترب منها وهدر بها " حرام عليا واللى انت عملتيه مش حرام ؟! اخدتي الشركة والبيت ، فارس بعتيه للسجن وخلود للمستشفى ،انت دمرني عيلتي "
صاحت به قائلة بعد ان تذكرة ما فعله في الماضي " انت قتلت امي ،أخدت مني صابرة "
نضر إلى انفعالها وقال بصياح مماثل " صابرة هي اللى أذت نفسها المفروض تتجوز واحد بحبها مش هي بتحبه ، انا عمري حبتها افهميها استوعبي ان الحب مش عافية ،حبيت مياسين الوحيدة اللى ارتاح معاها قلبي ،انتي بتنتقمي عشان مش بحب امك؟!"
كانت تستمع إلى كلامها والدموع تنساب على خدها وقالت بعصبيه بعد أن استفزها كلامه" المفروض تحترمها ،كم واحد متجوز اثنين بيعدل ،انت قتلت وحدة عشان تعيش سعيد مع اللى بتحبها ، لو دا مفهوم الحب عندك يا راسخ انت تبقى مريض "
اندفع نحوها وجز على أسنانه من لذاعة لسانها وقال " كل اللى يهمني في الحياة مياسين وسعادتها اعتبرها انانيه مرض اي حاجة حتى لو ضلمت امك عشانها انا عمري ندمت على اي حاجة قدمتها ليها " ثم استرسل بمغزى " حياة بنتي خلود كمان مستعد اقتل عشانها مهما كان الشخص المهم تعيش "
كانت تحاول استيعاب الرسالة المشفرة من كلامه تلقائيا وضعت يدها على بطنها خائفة على ابنها ونضرت له قائلة ببكاء" انت قتلتني لما قتلت صابرة ، ودلوقتي ضربت يوسف بالنار حرام عليك" ثم استرسلت كلامها بحقد دفين " انت دمرت حياتي وسرقت مني قدري اخدت مني امي وبعدتني عن يوسف كل دا مش كفاية عندك ؟!"
نفى براسه مردفا " يوسف لسه عايش ، لكن انت لازم تساعديني عشان ننقد اختك "
إبتعدت عنه وقالت صائحة غير مصدقة لهدا الكره وقلة الأهمية التي يكنها لها " مستحيل!! انت عايز تضحي بحياتي انا وابني عشان تنقد بنتك ؟!"
اومأ لها ببرود قاتل " اعمل اي حاجة عشان سعادته عيلتي والحفاظ عليها "
صرخت به بإنفعال قائلة " وانا بنتك يا راسخ ،بنتك زي زي خلود ،عايزة اعرف اي دنب عملته عشان بتكرهني كدة انا وامي ؟! نفرض بتكره امي انا ليه بتكرهني يا راسخ "
ضل ينضر لها وعدة تسائلات في رأسه بينما هي تقدمت نحوه ونضرت في عيونه وقالت بكسرة وحزن يهد الجبال" ليه بتكرهني للدرجة دي يا بابا؟ عملتلك ايه ؟! أشارت إلى نفسها والدموع لا تتوقف قائلة بصوت مختنق تعترف انه والدها " أنا بنتك ؟ثم استرسلت ما تتمناه قلبها أن يكون لها اب وسند يدافع عنها وقالت بحزن " لمرة وحدة ، مرة وحدة بس دافع عني واعتبرني بنتك ؟!لو مرة في حياتك إسال لو حد أداني وحاسبه؟! ثم قالت بصوت مترجي تطرح سؤالها الذي دائما تبحت له عن جواب مالذي ينقصها حتى يكرهها " ليه بتكرهني يا بابا؟! عملتلك ايه؟!ايه اللى كنت ناقصة فيه ؟!او الغلط اللى عملته؟! ايه اللى عملوه ولاد مياسين انا معملتوش عشان تحبني؟!قول ايه ذنبي؟! انا أكتر حاجة اتنمتها حضن منك وأنك تعترف في يوم اني بنتك
ضل يطالعها ببرود قاتل وهو يعقد يديه خلف ضهره وقال دون اهتمام لها او لكلامها " الدكتور هيجي يفحصك ونشوف هنعمل ايه عشان نجهزك لعمليه خلود " صدمها بكلامه وتركها وخرج ضلت تنضر الى مكانه حتى سقطت على ركبتيها مستسلمة تهمس بصوت ضعيف " ليه بتكرهني يا بابا؟! فينك يا صابرة شوفي كره راسخ واصل لفين ؟!"
*************************************************
في المستشفى عاد وعي يوسف له بعد تلك الرصاصة التي كادت أن تقتله لكنها من لطف الله ضربت كتفه لا غير ، فور ان استيقض ترك المستشفى في الحال وتحرك الى منزل راسخ كان متاكد انه هو من خطف زوجته ،كان يوسف يعلم كل ما تفعله زمرد ويحمي ضهرها ، لن ينسى يوم ان قطع لها فرامل السيارة لكن لحسن الحض علم قبلا وجعلها تستقل سيارة أخرى دون أن يقول لها السبب ،كان يقود بيده اليسرى وهو يتوعد بداخل إلى راسخ هامسا بعصبية "الله وكيلك وتعمل اللى في بالي ادفنك يا راسخ "
وصل يوسف إلى المنزل خرج من سيارته ثم تحرك الى داخل المنزل صارخا بأعلى صوته " راسخ !" لم يجبه ، خرج على اثر صوته جدته وعمته وهاجر ومياسين ، نضرت له هاجر بتسائل بعد أن رأت ضماد كتفه وحالته المنفعة وقالت بصوت ناعم "مالك يا يوسف ؟!"
توجه ناحية مياسين وقال بصوت رجولي خشن " فين راسخ ؟!"
نفت براسها قائلة " مش عارفة ؟!"
نضر لها بإستهزاء قائلا " بتضحكي على مين انت جوزك اتفقتوا تخطفوا مراتي عشان خلود ؟!"
نضرت له غير مصدقة وقالت بإستنكار" انت بتقول ايه ؟!"
اقتربت منه جدته وقالت بهدوء " اهدا يا يوسف اكيد في غلط ؟!"
نفى برأسه قائلا بحدة "أجر عصابة تخطف زمرد من بين ايديا وبعت حد من حراسه ياخد خلود ،يبقى اكيد ناوي يضحي بزمرد عشان خلود انا مش غبي عشان الخطة دي تمشي عليا "
نضرت جدته إلى مياسين التي كانت متوثرة من الكلام الدي سمعته لان راسخ متهور وقد فعلا يفعلها وقالت لها امه " اتصلي براسخ نعرف هو فين ؟!"
اومأت لها موافقة واخدت هاتفها ترن على راسخ الدي اجابها سريعا ،فتحت مكبر الصوت وقالت " اهلا يا حبيبي انت فين ؟!"
من سؤالها علم أن يوسف فهم كل شيئ واجابها بهدوء يحسد عليه " عندي شغل برة البلد خدي بالك من نفسك "
أشار لها يوسف بعيونه كي تساله فقالت بإستفسار " راسخ انت بعت حد ورا خلود عشان هي مش موجوده في بيت يامن ؟!"
↚
أجابها موافقا "اتصلت بيها قالت عايزة تغير جو بعتها للحديقة شوية وتجي مع الحارس " وبالفعل في وسط كلامه دخلت خلود تركض الى والدتها تحتضنها قائلة بمرح " وحشتني يا مامي؟!" ابتسمت مياسين بإرتباك بينما اخد يوسف الهاتف من يدها وقال بصوت حاد غير قابل للنقاش " مراتي فين يا راسخ؟!"
نفى براسها مردفا بنكر وهدوء " مراتك المفروض تكون معاك وجنبك ليه بتسالني عليها ؟!"
بالفعل تشوش تفكير يوسف بعد كلامه ورأيته خلود وقال بضيق " زمرد اتخطفت " ثم استرسل بحدة " ما فيش حد غيرك يعملها " ثم ابتعد قليلا وهمس بتهديد " والله يا راسخ لو ما رجعتها سالمة لأكون دافنك "
خرجت ضحكة مستهزئة من فم راسخ وقال ساخرا " مراتك انت اللى لازم تحميها مش تضيعها وتسالني عليها ثم اقفل الهاتف في وجهه وضع يوسف يده على جبينه يمررها عليه من الإعياء الدي يشعر به ثم قال بعد أن اعاد الهاتف إلى مياسين " مافيش حاجة انتهت ولو اللى في بالي صح ودعي جوزك" قال كلماته وغادر مستقلا سيارته متجها إلى راسل
مرة يومين وهو يبحث عنها رفقة راسل دون كلل او ملل استطاع التوصل إلى مكان اليخث وبعد تتبعه الى كاميرات المراقبة استطاع الوصول الى السيارة التي اختطفتها ،اتبع راسل رقم السيارة بينما سافر يوسف يبحث عنها ، اكمل بحته لكن لم يجد إيجابة لاي من اسألته ،حتى اتصل به احد رجاله ان رارسخ لم يعد لكن اتى احد رجاله واخد خلود معه ، ضرب يوسف على سيارته لانه لم يخبره من البداية ثم سأله عن المكان الذي اخد له خلود وذهب اليه
شعرت زمرد بالخوف اول مرة خصوصا بعد أن ربط يديها بسلسلة حديدية مع حافة السرير وتركها بتلك الملابس الطبية ،لم تاكل شيئ مما قدمه لها وضلت تحاول ان تفك يديها وتفر من تحت يده هو لن يرحمها ،نضرت في عيونه مباشرة ولم تجد بهم اي رحمه اتجاهها ، فتح الباب فجأة وتفاجئة بدخول الممرضة التي كانت تحاول فحصها والأخرى تتهرب منها ،صرخت بها بعد ان ركلتها باحد اقدامها " ابعدي عني "
زفرت تلك الممرضة ونضرت لها قائلة " متخافيش انا عايزة اقيس ضغطك لا غير "
حدجتها زمرد بعصبيه وقالت صائحة " اطلعي برة " نضرت لها الممرضة بعدم اهتمام واقتربت منها تقيس ضغطها فقالت زمرد بترجي " اديكي اكثر من اللى اداكي راسخ بس ساعديني ،انا بنته وعايز يقتلني انا وابني ارجوكي ساعديني"
إبتعدت عنها ونضرت اللى حالتها قائلة بقلق "هو ابوك؟!"
اومأت له مسرعة وقالت بأمل " خطفني من جوزي وضربوا عليه النار عايز يضحي بيا عشان بنت مراته ارجوكي ساعديني"
شعرت تلك الممرضة بالشفقة عليها وقالت بأسى " اول مرة اسمع على اب كده " ثم استرسلت بجدية " هو اليوم ناوي يعمل العملية عشان بنته التانيه شوفي انا هقول اني خدرتك وهساعدك وانتي حاولي تهربي دا كل اللى اقدر عليه " او مات لها بسرعة وشكرتها ثم خرجت الممرضة حتى لا تثيير انتباه الحراس
كانت خلود تجلس في الخارج برفقة الاطباء يفحصونها ثم نضرت إلى والدها وقالت بتسائل " انت لقيت متبرع ينقد حياتي ؟!"
نزل الى مستواها واحتضن وجهها بين يديه قائلا بحنان" أخيرا لقيته وهتعيشي "
ابتسمت بلطف وقالت بمرح " يعني هعيش وأبقى مع زمرد وابنها العب معاه هيبقى خالته؟!"
لم يجبها فقط ابتسم لها وضلت تكمل فحوصاتها الى ان انتهت ،عادت الممرضة الى غرفة زمرد وقالت بهمس بعد ان دخلت " انا هفك ايدك واطلعك على اساس نايمة لما اشغل الحراس أهربي " اومأت لها زمرد وقالت بإمتنان " انا مش عارفة اشكرك ازاي " ابتسمت الممرضة بقلق وقالت " انشاء الله يعدي كل دا على خير " اومأت لها زمرد وهي تدعي ان تخرج من هدا المكان بأقل الأضرار " دخل احد الحراس ونضر الى الممرضة " خلصتي" ابتلعت ما بجوفها وقالت بإبتسامة تحاول مدارات توثرها " قربت " نضرت زمرد لها بقلق بعد أن وجدته لا يزال يقف يراقب الممرضة ،ابتسمت الممرضة وفهمت من نضرات زمرد ثم نضرت إلى الحارس قائلة " ممكن دقيقة عشان لازم اشيل من عليها الهدوم " اومأ لها وقال بصوت خشن " بسرعة" اومأت له وخرج ، اقتربت الممرضة يدي زمرد المعلقة وفكتها ثم طلبت منها ان تتمدد على السرير وتمثل انها نائمه ،امتتلث لها فعلا واغمضت عيونها غطتها ثم خرجت حدق بها الحراس فقالت تمثل الهلع " البنت قطعت النفس ضغطها وطى فجأة اجري نادي راسخ بيه" اوما لها الحارس وركض بينما هي نضرت للحارس الاخر وقالت " مية بسرعة احاول افوقها " اومأ لها وغادر ايضا لياتي بالماء ، زفرت براحة ثم ايقضت زمرد التي شكرتها واستقامت هاربة ، كانت تلتفت نحوها خوفا ان يجدها احد اختبأة خلف باب البهو بعد أن سمعت صوت الحرس كانت غافلة عن خلود التي إستمعت الى حديتهم بعد أن لفت انتباهها صوت الممرضة شعرت تلك الصغيرة بالغصة في قلبها نضرت إلى زمرد وامسكتها من ملابسها ،التفت زمرد بخوف لكنها انصدمت من نضرات خلود الباكية التي قالت بحزن" بابا عايز يقتلك عشان اعيش "
أغمضت زمرد عيونها هي فقط تحاول الهروب لا ينقصها ان تعترض خلود طريقها فقالت بهمس " بعدين دلوقتي لازم اهرب قبل ما حد يمسكني"
اومأت لها وقالت بتسائل " انا لو موت يا زمرد هتفتكريني بدكرى جميلة"
كادت ان تقتلها فعلا وقالت بعصبية دون تفكير من ضغط ما تعيشه " ياريت تموتي وأخلص شوفي اللى انا فيه مش وقته"
اومأت لها ببكاء وقالت بصوت حزين " اتخبي انا هساعدك " نضرت لها بغيض لكنها خافت بعد أن سمعت الحراس يبحثون يبدوا انهم علموا بإختفائها ثم حدقت من زجاج النافدة تتفقد الوضع و راسخ الذي يريد الدخول ،كادت ان تبكي الا ان الصغيرة خلود خرجت إلى الخارج وركضت تمسك قلبها وصرخت الى ان تجمع الجميع حولها مما جعل لزمرد فرصة للهروب بعد أن دهب الجميع إلى خلود ركضت زمرد للخارج بينما راسخ انشغل مع ابنته ،راى احد حراس المنزل زمرد تحاول الركض بعيد فصرخ مناديا الحرس حتى أمسكوا بها مرة أخرى ، جدبوها ناحية راسخ كل واحد يمسكها من يد ، استقامت خلود تنضر الى والدها وقالت بإنفعال " سيب زمرد انا بكرهك عايز تقتلها هي وابنها " نفى براسها وطلب من احد الحراس ان يمسك خلود ثم تقدم الى زمرد وصفعها بقوة قائلا بإنفعال" عاجبك اللى بتعمليه ، مرتاحة دلوقتي "
نضرت له بإشمأزاز تحاول افلات نفسها من بين يدي الحرس وقالت بإنفعال " ابعد عني يا راسخ كفاية اخدت مني امي والله اعلم بحال يوسف ودلوقتي عايز تقتلني انا وابني"
صرخ بها هادرا "خايفة على ابنك ومش خايفة على بنتي" صاحت به بقوة " دا انا بنتك اتقي ربنا فيا مرة وحدة "
صاح بها بالمقابل قائلا دون اي ذرة مشاعر " انت مش بنتي ،انا لا اعرف امك ولا اعرف "
نضرت له بكسرة والم لكن ما صدمها عندما رفع سلاحه في وجها مردفا " يا تنقدي بنتي يا ودعي اللى في بطنك " أغمضت عيونها بضعف وقالت " أموت يا راسخ ومستحيل اعملها" نضر لها بتهكم بينما حدقت فيه بتحدي ،عضت خلود على يد الحارس فتركها مرغما وركضت نحو زمرد خوفا عليها من والدها ، حدق بها راسخ وقال بتهديد " اخر فرصة يا زمرد " نفت برأسها تنضر له بإستفزاز "ولو على حياتي ما اعملها " شعر بالدماء تغلي في رأسه وانفلتت اعصابه لا يعلم كيف ضغط على الزناد حتى خرجت رصاصة شاردة منه أغمضت زمرد عيونها وشهقت فور شعورها بتلك الرصاصة ، فتحت عيونها لتفتحهما على اخرهما الرصاصة لم تصبها هي بل أصابة تلك الملاك البريئ التي وقفت أمام اختها تحميها من رصاص والدها ، صدمة شلت راسخ وزمرد ،شهقت الصغيرة بأعينها المتسعة الزرقاء امسكت بها زمرد قبل أن تسقط ونزلت على ركبتيها قبل أن تجلس ارضا وخلود في أحضانها تنضر لها وتشهق وزمرد فقط تفتح فمها لا تستوعب ماحصل وكيف ضحت بنفسها من اجلها بينما والدها سقط على ركبتيه منهار وقد رمى سلاحه ارضا بإستسلام من فعلته الشنعاء وقال بهمس ضعيف بعد أن سقطت دموعه " بنتي "
نضرت لها زمرد ودموعها تسقط من عيونها مثل خيوط الشتاء وقالت بألم بينما تمسد على شعرها" ليه عملتي كده ؟!"
شهقت الصغيرة تشعر بأن روحها تخرج من بين كلماتها وابتسمت قائلة بصعوبة "عشان بحبك "
سقطت دموع زمرد اكثر وهي تربت على شعر اختها وقالت " إنت هتبقي كويسة وانا هتبرعلك وتعيشي "
نفت برأسها وقالت بصعوبة " هتفتكريني بصورة جميلة لما اموت واجي على بالك "
اومأت لها زمرد وقالت ببكاء تشعر بان روحها انكسرت " هفتكرك دايما انا بحبك انتي اختي" ابتسمت الصغيرة وسقطت يدها ارضا لم تشعر زمرد سوى أنها تحتضنها وتهمس بطريقة جنونيه " انا بحبك بلاش تروحي زي صابرة ارجوكي فوقي " احتضنتها حتى تلطخت بدمائها وصل يوسف في ثلك الاثناء وركض نحوها معتقدا انها من أصيب ، لكنه انصدم من المشهد المؤلم أمامه أغمض عيونه يتدكر تلك الحورية الصغيرة وصوتها المرح لا يزال عالق في أذنه نزل على ركبته ينضر الى زوجته وخلود التي سحب وجهه بسبب بركة الدماء التي خرجت منها ثم قال بعد أن ربت على ضهر زمرد " سبيها يا حبيبتي" نضرت له مثل التائحة وقالت بصوت ميت خالي من الحياة " قلبي اتكسر " شعر بمدا المها هي التي لا تنكسر ولا احد يكسرها موت خلود كسرها فعلا نضر لها بضعف لا يعلم كيف يواسيها او يواسي نفسه تركها تمسك بأختها لعلها تهدأ ثم نضر إلى راسخ وتقدم نحوه قائلا بحسرة " ارتحت كنت عايز تقتل بنتك عشان خلود طلعت قتلت خلود نفسها ، قتلت بناتك الاثنين يا راسخ قتلتهم بإيدك " استقام راسخ دون كلمة وأمسك سلاحه ثم وضع فوهته على رقبته ، اتسعت حدقتي يوسف من فعلته الشنعاء واقترب منه فقال راسخ بصوت خالي من الحياة " سبني اكلمها اخر مرة "
نضر له يوسف وقال بهدوء " نزل السلاح من ايدك حرام اللى بتعمله في نفسك و ولادك" لم يهتم له وتقدم من زمرد وقف امها كانت تحتضن اختها صامته من شدة صدمتها فقال بصوت جاف" سامحيني كنت عايز اقتلك ربنا انتقم مني " رفعت عيونها نحو وحدقت به بأعين متسعة وقالت بصوت مجروح مترجي" ارجوك بلاش تخليني اعيش حاجة زي دي ، كون اب مرة وحدة في حياتك ونزل السلاح دا من رقبتك " نفى برأسه وقال بأسف " سامحيني" كانت أخرة كلمة سمعتها قبل أن يطلق على نفسه ويسقط ميتا ،تناترت دمائه على وجهها حتى انها وضعت كفيها على وجهها بعد ان تلطخ بدمائه وصرخت بقوة إلى أن انقطع صوتها أغمض يوسف عيونه بقوة من عنف المشهد وكم تألم على حبيبته التي ضلت تصرخ مثل المجنونه دهب ناحيتها وجدبها الى أحضانه وتركها تصرخ تخرج المها الى أن انقطع صوتها
↚
مرة يومين على اخر الاحداث فقدت فيهم زمرد صوتها وكادت ان تفقد ابنها كدالك من هول ما عاشته بينما فارس كاد ان يجن عندما تلقى الخبر وقد حضر في دفنة اخته وابيه وجدته التي لم تتحمل الخبر وماتت بأزمة قلبية بينما مياسين قد دخلت في نوبة عصبيه حادة غير مصدقة انها فقدت زوجها الدي أنهى حياته وحياة ابنتهما
تدخل يوسف بكل معارفه وأخرج فارس من السجن ما حدث لم يكن سهل عليه فقد عائلته بين ليلة وضحاها جلس يجانب قبر والده يبكي على فقدانه شعر انه وحيد لم ينطق بأي كلمة فقط نام على تربته يمرر يده عليها ويبكي من قال ان الإخوة لا يتشابهون كانت زمرد ايضا تضع رأسها نائمة على تربة قبر والدتها تمرر يديها عليها تعشر فقط كأنها تحتضنها ، لا تبكي، فقط ملامح خالية من الحياة متألمة كان يوسف يقف بعيد ينضر الى حالها بحسرة لا تأكل ولا تشرب ولا تتحدث فقط تاتي صباح الى زيارة قبر والدتها وقبر خلود التي دفنت بجانبها استقامت من على قبر والدتها وتحركت نحو قبر خلود كدالك وضعت رأسها على قبر خلود سقطت دموعها الحارة دون استأدان ،جلس فارس بجانبها وربت على شعرها وعلى قبر أخته مردفا بصوت مختنق بالبكاء " كانت بتحبك وعايزاكي تبقي معاها اختها الكبيرة تشتري ليها هدوم وتحكيلك كل حاجة " ثم استرسل بعد أن نضر لها " انا وانت اخوة سيئن مش بنستاهل ملاك زي خلود وسطنا عشان كدة ربنا بعدها عن شياطين زينا ،ازداد نحيب زمرد فإسترسل فارس بكسرة " كانت عايزة حاجة وحدة لا غير اننا نبقى أسرة وحدة ،ودلوقتي بقت تحت التربة ،كانت عايزة حبك بس يا زمرد حبك بس " رفعت زمرد رأسها ونضرت إلى فارس بعيون ملتمعة بالبكاء رسمت قلب بيدها لانها فقدت صوتها اثر صراخها في دالك اليوم وأشارت إلى نفسها انها ايضا تحب خلود اتنحبت كتيرا فجدبها فارس إلى أحضانه يبكي رفقة أخته كم تمنت زمرد يوما واحد في حياة خلود وسوف تسامح لكن للقدر راي اخر كان بإنسحاب خلود التي ضحت بحياتها من اجل ان تتبت حبها لاختها
مرة سنتين بجمالها وحزنها كل شخص كان يلزمه الوقت كي يشفي جراحة ويتغير الى الأحسن
بالنسبة إلى جلال وسناء تحسن الوضع بينهم خصوصا بعد ان خرج من السجن حاول تعويضها على كل ما فعله في الماضي وبالفعل قد صفحت عنه بعد أن دللها كتيرا لم ينقطع تواصلها مع سليم الذي بالفعل اعترف لها قديما بحبه لكنه حاليا يمازحها انه كان فقط اعمى وانه وجد فتاة فرنسيه اجمل منها كانت تضحك على كلماته وتتالم ايضا على حاله يحبها ويتالم لانها ليست رفقتك لكنه اختار الرحيل لانه وجد شخصا فقط يسكن قلبها وهو جلال
في حديقة منزل شاطئي كان جلال يركض في الخارج بحثا عن ابنه المشاغب الذي اعاد تربيته من البداية ، يقال ان الاباء يربون ابنائهم لكن في حالة جلال ابنه من قام بإعادت تربيته، خرجت سناء رفقت ابنتها بينما بطنها البارزة تضهر وهي تضحك من أعماق قلبها على حالة جلال ،جلس على الارض ينضر لها بغيض وقال " عاجبك اعمال ابنك مسح كل شغلي من على الحاسوب"
نفت براسها قائلة " انت اللى بتدلعه وانا دائما بشتكي منه تقولي انه صغير ، اهو شوف الصغير عمل ايه ؟!" زفر بحنق بينما توقف يوسف وقال بعد أن اقترب من والده " سوري يا بابي " أغمض جلال عيونه بصبر ثم قال بغيض" شوفت النادي يا حبيبي؟! " اومأ له الصغير فقال جلال بشر " اعتبره اتلغى " قال كلامه واستقام عائدا للبيت بينما حدقت سناء في طفلها الذي لم يتأثر فقالت بإستفهام " النادي خلاص يا حبيبي شكلك مش مستوعب!! "
مرر يديه على شعره وقال دون اهتمام" يوسف موجود مش بالضرورة بابي " تركها منصدمة من كلامه بينما جدبتها فرح من فستانها انتبهت لها فقالت الصغيرة " نلوح عند غثال" ابتسمت سناء على اسم غزال ثم حملتها مردفة بسعادة نصالح بابي ونروح نشوف غزال قفزت الصغيرة بمرح من سعادتها
في شقة راسل السنتين الفارطتين كان من اسباب تغير صابرة التي أصبحت اكتر اتزانا وعقلانيه بعد أن خضعت للعمليه اخبرها الطبيب انها ستجد صعوبة في الحمل ويلزمها علاج دائم حتى تنجب مرة أخرى بالفعل تقبل راسخ كلامه وكان نعم الرجل الذي وقف بجانبها حتى انه تقبلها زوجة متناسيا كل ماضيها ، وهي بالمقابل شعرت انه الانسان الصحيح أحبته رغما عنها يمكن أنها لم تحبه مثل حبها إلى فارس لكن حبها له مختلف لانه رجل بمعنى الكلمة لم يبخل عليها بالافعال التي تتبت انه متيم بها . بالكاد صابرة كانت تحاول الا تصرخ بعد ان انتهى من حمامه وترك الحمام مبلولا كليا وكل لاوزمه ملقات على الارض ، خرجت تمسك المنشفة وقالت بعصبية " يا اخي ارحمني انا كل شوية الف وراك عشان الم الهدوم "
كان يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز ياكل التفاح نضر لها بملل بينما يبلع ما في فمه وقال دون اهتمام" شوفي يا حبيبتي انا انسان همجي وانت انسانه منضمة وانشاء الله اتعدل على ايدك "
كلامه المستفز والعذر الذي يقوله كل مرة جعلها تشعر بالدماء تفور في رأسها وقالت بسخط " امتى انشاء الله هتتعدل ،سنتين وانا بسمع نفس الجملة ؟!"
طالعها قائلا بإهتمام " لسه بس الوقت المناسب وانشاء الله هتعدل " قال كلماته ورمى بقايا التفاح على الطاولة ولم يشعر بعدها سوى بالمخدة في وجهه حدقت به بشراسه وقالت " راسل "
ابتسم بإرتباك وقال " قلب راسل وحياته " زفرت بضيق مردفة " مش هتلعب بعقلي المرة دي،شيل اللى رميته"
مرر يده على دقنه واخد بقايا التفاح ورماه فوق السجاد وهرب خارج المنزل مما جعلها تصرخ بإسمه بصوت عالي
اما في منزل راسل الذي بات مضلما لا يبت بالحياة كانت مياسين تجهز الطعام لابنها تنتضر عودته من العمل، مياسين تلك العاشقة لزوجها التي حتى مهما فعل أحبته بعيوبه قبل مميزاته كل يوم تزوره وتتكلم معه حتى ترتاح وتعود للمنزل حتى إن كان حبهم خاطئ الى انها ضلت وفية له مدى الحياة وهذه هي غرابة الحب ،دخل فارس وجد والدته تضع الطعام فوق المائدة قبل يدها وجلس بجانبها على طاولة الطعام ،فارس المستهتر اصبح رجلا بمعنى الكلمة علم كل اخطائه السابقة وبدأ بإصلاحها و اول علاقة أصلحها هي بينه وبين خالقه اصبح ملتزما بدينه قبل دنيته ،حتى شكله تغير اصبحت لحيته طويلة قليلا مما جعله يزداد جادبيه ،غير انه اصبح جدي في عمله وقطع كل علاقاته السابقة بأصحاب السوء ،ابتسمت والدته وقالت بحب " يرضى عليك " ابتسم لها وجلس برفقتها يتناول الطعام حتى انتهى وجلس على الأريكة يقرا قرآنه جلست بجانبه فاغلق القران ونضر لها علم ما الذي سوف تقوله لكنه ليس في مزاج لسماع كلامها قبل ان تنطق قال بتبات " ماما موضوع الجواز لسه عليه "
ابتسمت وربتت على كتفه قائلة " عدى سنتين على ذكرى وفاتهم " التمعت عيونها بالدموع وقالت " خايفة عليك انت الوحيد اللى باقي ليا اتجوز انت كمان وملي عليا البيت بعيالك "
شعر بحزنها ووحدتها اقترب منها ومسح دموعها بإبهامه ثم قال بحنان" انشاء الله يكون خير " ابتسمت له واحتضنته بينما هو ضل يفكر في تلك التي لم تخرج من قلبه قط وضل يستغفر ربه على تفكيره بها صابرة هي ساكنة فؤاده التي لم يكتب له أن يجتمع بها
امام قبر خلود توقفت زمرد تنضر بحزن عميق دالك اليوم لم يمحى من داكرتها ابدا لم تمر تلك السنه بسهولة الشى الوحيد الذي انارها هو أولادها التوأم خالد وخلود بعد ولادتهم فقط شعرت ان روحها ردت اليها ،يوسف دالك العاشق الذي لم يتركها يوما كان ضائما السند والضهر والاخ والاب الذي تسند عليه ،غير انها اعادت الشركة إلى فارس الذي اصبح مجتهدا في عمله وسندا لاخته ،جلست بالقرب من تربتها وابتسمت قائلة " اليوم عيد ميلادك يا قلب اختك ، وحشتيني كثير انت وصابرة ،مش عارفة اعيش من غيركم ،جرحكم عمره ما يشفى انتم تحت التربة وانا فوقها ميته " مسحت دموعها وقالت بعد أن ابتسمت مجبرة " بنتي سميتها خلود عشان افتكر كل ما اشوفها، وكمان ما بقتش شريرة كتير شويه بس " التمعت الدموع في عيونها قائلة " وحشتيني ،صدقيني انت دائما في بالي وكل لحضة ،لو كان موت صابرة قتلني ،موتك كسرني ياخلود " قبلت تربتها ثم استقامت تضع الازهار على قبرها وقالت بحنان " دول هيبقوا معاكي عارفة انك بتخافي لوحدك " احتضنها يوسف من اكتافها وقال مبتسما بألم " كفاية يا زمرد " نفت براسها قائلة " خلود حبتني وبسبب حبها ليا ماتت"
ابتسم قائلا بعقلانيه " تعرفي القضاء والقدر " حركت رأسها بإيجاب فقال "دا قدرها يا زمرد سواء في وجودك او غير وجودك كانت هتموت في نفس اليوم ونفس الوقت ،الموت واحد بس الاسباب عدة " ابتسمت بألم ثم ودعت والدتها وخلود وتحركت رفقت زوجها مرت بجانب قبر راسخ نضرت نحو وتوقفت للحضة قائلة " ربنا يسامحك يا راسخ انا مسامحك دنيا واخره" ابتسم يوسف اخير صفح قلبها وبالتاكيد الان فقط تستطيع ان تعيش براحة اكبر
↚
مرة تلات سنوات اخرى،جلس يامن بجانب قبر صابرة يمرر يديه على تربتها وقال بحزن " وحشتيني يا صابرة جيت اقولك ان بنتك بقت ام والشر اللى في قلبها اتشال بقت اعقل من الاول ،الامانة اللى وصيتيني عليها الحمد لله قدرت اكون قدها واصونها ، اتمنى تكوني مبسوطة وانشاء الله لو ما اجتمعنا في الدنيا نجتمع عند ربنا" ودعها وغادر تاركا قلبه محترقا مع موتها كان الجميع يجتمع في بيت يامن احتفالا بعيد ميلاد زمرد الذي سوف يقام لأول مرة احتضنها فارس وقبل رأسها مردفا بحنان " مبروك يا قلب فارس " ابتسمت وهي تحتضنه قائلة بسعادة " شكرا انك اقنعت مياسين تجي "اومأ لها مردفا بعد أن نضر اتجاه صابرة التي تجلس رفقت راسل تلعب مع ابنتها وتضحك من أعماق قلبها السعادة التي لم تجدها معه وجدتها مع غيره حتى ان ضحكتها لم تعد تختفي من على وجهها شعر بألم العشق المر في قلبه ،نضرت زمرد الى المكان الذي ينضر فيه ونضرت له قائلة بعد ان ربتت على ضهره " اكيد ربنا شايلك الاحسن " اومأ لها مستغفرا ربه يعلم ان صابرة لن تخرج من قلبه فهي تربعت على عرش فؤاده الدي لا سلطان عليه ثم استرسل قائلا بحزن" المهم انها فرحانه " شعرت بالم اخيها فقالت محاولة تغير الموضوع " انت مش ناوي تتجوز " نضر لها بغيض ثم ضربها بخفة على رقبتها قائلا " كفاية انتي تحطي واحد تشيلي التاني " ضربته على كتفه بغيض وهي تنضر الى بطنها البارزة وقالت " الله اكبر عليا وعلى عيالي " ابتسم مردفا بتسائل " اومال فين العاشق الولهان بتاعك يا غزال" رفعت منكبيها قائلة " تلاقيه مع خلود او خالد ،"اومأ لها فإقتربت منهم سناء تحتضنها وقالت بعد أن إبتعدت عنها قليلا ونضرت إلى فارس " اقدم لكم مرام اخت سليم " رفع فارس عيونه إلى تلك الفتاة المنقبة تضهر فقط عيونها السوداء ضل يحدق بها بشرود فغمزت زمرد إلى سناء كأن خطتهم نجحت ،ضربت زمرد اخيها بقدمها على قدمه الذي استعاد رشده وحدق بها بغيض ثم استغفر ربه وغادر من أمامهم ،حدقت زمرد في مرام واقتربت منها قائلة بإبتسامة " ايه رايك في فارس ؟!" ابتسمت بخجل فقالت زمرد بإبتسامتها الخلابة " ولا يهمك انا قدك وقده لحد ما اجوزكم الف عليك وعليه زي الحية " ثم حدقت بها بتهديد " الله وكيلك تزعليه اندمك على اليوم اللى اتولدتي فيه " ارتعبت الفتاة فإبتسمت سناء بإرتباك وقالت بلطف " روحي يا مرام هي بتحب تهزر " ابتعد مرام عن مكانهم فقالت زمرد بملل " اهزر ايه انا فعلا ممكن احرق دمها او اقتلها" ضربت سناء كف على كف قائلة بغيض " امتى هتتلم يا زيدان الكلب ؟!" ابتسمت زمرد ابتسامتها الخلابة وقالت بنفي " عمري " ثم احتضنت صديقتها وقالت بصدق " عايزة اشكرك على كل حاجة قدمتيها ليا كنت معايا في اصعب اوقاتي وعمرك ما اتخليتي عني " ابتسمت سناء وقالت بحب مماثل " ازاي اسيبك وانتي لما الدنيا تجي عليا الاقي شخص بيفهمني ويحس بيا " ضلت تعانقها لفترم من الزمن حتى إبتعدت عنها بصعوبه ،كان يوسف ينضر لهم وهتف بحب" تعالى يا غزال " اقتربت منه ثم نضرت إلى اولادها قبلتهم وحدقت في الجميع قائلة بإبتسامة بعد ان امسكت يد زوجها " عايزة اشكر كل واحد فيكم من اللى موجودين واللى مش موجودين ربنا يرحمهم فرت دمعه من عينها واسترسلت انتم عيلتي وصحابي ابتسمت سناء وهي تنضر لها امسكت بيد زوجها وهي تنضر إلى اولادها التلاته ، ثم نضرت إلى صابرة قائلة " لو ادتكم في يوم سامحوني ، احتضن راسل صابرة بحنان ثم نضرت إلى مياسين قائلة "كلنا اتجرحنا وربنا الى عالم بينا" ابتسمت وقد دمعت عيونها ثم نضرت الى
يامن وقالت "كنت أب ليا مع ان عمري عرفت معنى اب" ثم نضرت الى زوجها وقالت" انت كمان عايزة اشكرك مستحيل كنت اعدي كل دا من غير وجودك كم مرة كنت بقولك ابعد عشان هأديك كنت بتقولي لا "ابتسم لها وقال بعشق ارهق قلبه بعد أن قبل يدها " خوفي الوحيد في الدنيا اني اخسرك يا زمرد " ابتسمت له بحنان فقالت بعد ان نضرت وانا بعشقك يا يوسف " ارتفع صوت الألعاب النارية في السماء فقال ابناىها بعد أن امسك لها فستانها حتى تنتبه لهم " عيد ميلاد سعيد يا مامي " ابتسمت بسعادة اخيرا انتهت حربها مع نفسها ،لن تنسى من فقدتهم ولن تنسى ان تعيش مع من بجانبها هي فقط تشكر الله و نفسها التي قاومت ووقفت مهما انكسرت لتشعر فقط بالسعادة تتغلغل في داخلها احتضنت زوجها وهمست بحب تشكره على كل ما فعله لاجلها " بحبك " اجابها بهدوء وهو ينضر اليها " وانا بعشقك يا غزالي الضائع "
الحب يفعل الافاعيل في روايتنا رأينا الحب المتبادل واللذي من طرف واحد ومعنى التضحية والصداقة والحب والاخوة مررنا بكل التفاصيل ، عرفنا وفاء الحب من يامن ومياسين اللى اتعلقوا باحبابهم حتى لما ماتوا ومهما كانت عيوبهم وعرفنا تضحية الحب من فارس وسليم اللى اتخلوا عن حبهم لانه فيه اذى للحبيب، شوفنا الرجولة والسند مع راسل اللى اتقبل صابرة وكان سند ليها وسترها شوفنا الندم مع جلال اللى اعترف بخطأه وقبل عقابه شوفنا الصداقة مع زمرد وسناء اللى ولا وحدة اتخلت عن الثانيه شوفنا الحب خلود ضحت بنفسها عشان تتبت انها بتحب زمرد ، وكمان شوفنا الحب الاعمى راسخ كان مستعد يضحي عشان سعادة عائلته حتى مقابل حياة بنته شوفنا تضحية صابرة اتقبلت كل حاجة من راسخ وشفنا القوة زمرد اللى مهما حصل وقفت ثاني شوفنا الامل يوسف اللى عمره فكر ينسى زمرد ودور عليها ومشاعر كثير عشناها ،اتمنى النهاية تكون مرضيه ليكم وتحبوها وكدة انتهت رحلتنا في #مرارةالعشق هتوحشوني جدا جدا استنى رأيكم في النهاية 🥰🥰🥰🥰