رواية احببت طفلة ثائرة شادن ومؤيد جميع الفصول بقلم شيماء فرج
رواية احببت طفلة ثائرة شادن ومؤيد كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شيماء فرج في رواية احببت طفلة ثائرة شادن ومؤيد حيث تختبئ أسرار الحنين وتتشابك الأحلام تبدأ حكاية حب لا تعرف للزمن حدودًا. قصة لقاء قد يبدو عابرًا، لكنه يحمل في طياته وعدا بمشاعر عميقة وتحديات تفيض بالعواطف إنها رحلة تجمع بين الفرح والألم الأمل والخيبة حيث تتأرجح القلوب بين شوق اللقاء وصعوبة الفراق هنا تتداخل أرواح تبحث عن النصف الآخر في صراع بين الحلم والواقع ويظل السؤال هل يكفي الحب وحده ليصمد أمام رياح القدر
رواية احببت طفلة ثائرة كاملة جميع الفصول
داخل مكتب من أهم مكاتب إدارة الأمن العام بمديرية أمن الاسكندريه أختلطت أصوات مجموعه من الشباب والبنات بثورة عارمه ضد موقف أحد الظباط من تجمعهم ورفضهم لقرارات عميد كلية التجارة وتنظيم المظاهرات المعارضه له ومن بين هذه الأصوات ارتفع صوت فتاة من ضمن المجموعه ومن عباراتها ظهرت وكأنها قائدة المجموعه ترفض تدخل الأمن فى ماأسمته بمظاهرة سلميه
وفجأة اسكتهم صوت أجش قوى يعبر عن شدة وحزم صاحبه ..وكيف لا يكون حازم وقوى وهو صوت الرائد(مؤيد رسلان) الذى أشتهر بجبروته وقوته وعلا صيته فى الأونه الأخيرة بعد احباطه لأخطر العمليات الإرهابية والقبض على منظميها
مؤيد وهو يطرق بكفه الغليظ على سطح مكتبه :بااااااس أنت وهو وهى ايه شوية طلبه فشله عاوزين يمشوا الجامعه على مزاجهم وفى الاخر تعتدوا على أمن الجامعه
• زعر الجميع من نبرة صوته وحدته وانزعجوا من مجموعة الاتهامات التى لم ولن يقوموا بها فهم لم يعتدوا على أمن الجامعه نهائيا ..ولكن تلك الجنية صغيرة الحجم صاحبة الشعر الذهبى الطويل والعيون الرمادية المائلة للأزرق والشفاه الوردية التى شقت صفوف مجموعة الطلبة الثوار وخرجت معترضه دون أدنى احساس بالذعر والخوف من حدته ولا مظهره وهيبته وضخامة جسده وصرخت بأعلى صوتها: نعم حضرتك بتقول ايه اعتداء من مين وعلى مين احنا عملنا مظاهرة صامته ياافندم ولولا تدخل الأمن والعميد وبلطجية العميد كان زمانها انتهت بعد التجمع بساعه لكن هما إللى اعتدوا علينا لمجرد اننا رافضين قررات ظالمه من سيادة العميد مؤيد:وأنتى مين بقى ياشاطرة انتى الزعيمه بتاعتهم
• شادن:أولا/ انا أسمى شادن الجمال مش شاطره
• ثانيا /انا مش زعيمه ولا حد فينا زعيم كلنا زى بعض مجموعة طلبه مظلومين من نظام مستبد
• مؤيد بانفعال:انتى مجنونه يابنتى مش عارفه بتتكلمى مع مين انتى كمان بتعترضى على النظام
• شادن :واضح ان حضرتك فهمتنى غلط انا بعترض على نظام الجامعه والدكاترة إللى بيحددوا درجاتنا بنسبة مبيعات اصداراتهم من كتب ومراجع مش بيحددوها بمجهودنا ولا ثقافتنا نظام عقيم واحنا رافضينه
مؤيد:وأنتى بقى ياباربى هانم إللى هتغيرى النظام انتى وزملاتك
شادن معترضه:حضرتك أنا قولت اسمى شادن الجمال مش باربى
مؤيد بابتسامه:بس أنا بقى من اول ماشوفتك وأنا حاسس انى واقف وقدامى عروسة الباربى
كان تشبيه مؤيد لشادن بأنها شخصية الرسوم المتحركه والدمية معشوقة البنات باربى تشبيه دقيق مما جعل جميع زملائها ينظروا إليها وهم يحاولوا كبت ضحكاتهم فهم أيضا يرونها هكذا ويعلمون جيدا أن هذا التشبيه يستفذ اعصابها وانها تغضب بشده منه
أما شادن فبعد ما رأت كبت زملائها وصديقاتها لضحكاتهم فما كان منها غير الغضب والانفعال عليهم
شادن:ممكن أفهم انتوا بتضحكوا على ايه ..على فكرة انا عارفه واعتقد احنا فى موقف يستاهل اننا نركز وندافع عن نفسنا مش تضحكوا عليا
كانت شادن تكلمهم بصوت يكاد يكون مسموع ولكنه وصل إلى مسامع مؤيد واستشعر غضبها ولكنه شرد بذهنه فى هذه الفتاه فكيف يكون مظهرها كالأطفال وبداخلها ثائرة شجاعه وقويه لا تهاب شئ ..فاق من شروده على أصوات مشاحنات بين المجموعه امامه
فصاح بهم
مؤيد :ايه انتوا نسيتوا أنتم فين وايه إللى هيتعمل فيكم
حالة من الذعر أصابت الجميع فهم ولأول مرة يتواجدوا بهذا المكان مثل المجرمين والارهابيين معتادوا الاجرام وكل مايعرفوه عن هذا المبنى ان الداخل به مفقود كما تعودنا جميعا ان نستمع فهم ليسوا أصحاب نشاط سياسى حتى يتعرضوا لهذا الموقف
مؤيد:ايه سكتوا يعنى وانتى ياقائدة المسيرة ماعندكيش حاجه تقوليها
شادن :والله ياافندم لو حضرتك هتصدقنا هنتكلم لكن لو مش هتصدق تقدر تحولنا على النيابة وهى تبث فى أمرنا
مؤيد وقد تدفقت الدماء بعروقه مما أدى لبروزها:حلو اوى ماتيجى تقعدى مكانى وتعلمينى اعمل ايه ومااعملش ايه ..بنت انتى انا همشيهم كلهم وانتى إللى هتشرفينا هنا
شادن بقوة وشجاعته:انا ماعملتش حاجه غلط وقولت لحضرتك قبل كده اسمى شادن ايه بنت دى
مؤيد وهو يضغط على زر موضوع بمكتبه :أنا هخليكى تقولى انا أسمى بنت ..لا وايه هنسيكى اسمك ده خالص إللى انتى فرحانه بيه وبعدين تعالى هنا ايه الاسم الغريب ده يعنى ايه شادن
وقفت تنظر له وتتأمله وكأنه خرجت له رأس أخرى وبداخل عقلها تلعن هذا المجنون كيف له ان يطلب معنى اسمها ويسخر منها فى نفس الوقت وماذا يقصد بأنه سينسيها أسمها
قطع عليها لحظات الشرود والتأمل دخول احد العساكر الذى تم استدعائه من قبل مؤيد وهو يؤدى التحية العسكرية
مؤيد :خد الأنسه ع الحجز الانفرادى لحد مانحولها النيابه
الطلبه:ياافندم هى ماتقصدش حاجه ولو هنخرج نخرج كلنا او نكون معاها ونتعرض كلنا ع النيابه
مؤيد :لا ياشهم منك ليه انتوا هتخرجوا وهى لأ
احد الطلبه:لكن ده مش عدل حضرتك هى عملت ايه يعنى
وأثناء هذه المجادلات كانت شادن ترتجف داخليا ولكنها لم تظهر خوفها مهما كلفها الأمر
مؤيد بانفعال وحده :كلمه واحده من غير مناقشه يلا خدها من هنا واخلى سبيل الباقيين
نفذ العسكرى الأمر وبدأ بجذب شادن وإخراجها من الغرفه الخاصه بمؤيد واخبار زملائه بتكملة إجراءات إخلاء سبيل بقية الطلبه
وصلت شادن إلى غرفة الحجز الانفرادى ووجدت مقعد من الخشب جلست عليه وهى تضم جسدها بذراعيها وبدأت دموعها تنساب على بشرتها الحليبيه..سمحت لخوفها بالظهور ولم تكن تعلم أن الغرفه المحتجزه بها مراقبه بالكاميرات وان من قام باحتجازها يتابع تحركاتها بمنتهى الدقه وقلبه لم يطاوعه على فعل أكثر من ذلك بتلك البريئه التى خطفت قلبه من النظرة الأولى اما عقله فكان يرفض عنادها وتحديها وقرر تأديبها حتى لاتضع نفسها بهذا الموقف مرة أخرى فبالرغم من اعجابه برأيهم ورفضهم للقرارات الظالمة الا انه لم يعجب بتحديها له هو شخصيا
كان على يقين تام ان لاتهمة لها وانها ستخرج من سراى النيابه بمنتهى السهولة ..ولكنه لم يكن يعلم أن قلبه سيتعلق بها وأنه زج بها للمكان الخطأ وأنه سيصبح له غريم ينازعه على قلبها
من هو الغريم وماذا سيحدث لشادن وكيف سيكون حال مؤيد ..؟
↚
فى صباح اليوم التالى وبعد مرور أطول الليالى على الجميع سواء سيادة الرائد مؤيد الذى بقى ليله بأكملها يراقب غرفة الاحتجاز خشية من ان يصيبها مكروه ويتسبب عناده فى أذية تلك الجنية الرقيقه التى أثرت قلبه من طلتها الأولى
اما شادن فباتت ليلتها تحارب مخاوفها وتجهز بذهنها دفاعتها عن نفسها وقتما تعرض على وكيل النائب العام ولكن كان كل مايؤرقها حال أسرتها الهادئه بعد ما علموا بما حدث لها
أما عن أسرة شادن فبعد أن وصل إلى مسامعهم خبر احتجاز ابنتهم بمديرية الأمن من زملائها وقصوا عليهم ماحدث مع هذا الضابط المتعجرف من وجهة نظرهم
قام والد شادن بمحاولات كثيرة لإنقاذ ابنته فهو أيضا طبيب مشهور ومعظم مرضاه من الطبقات الراقيه وأصحاب النفوذ والسلطة بالمدينه ..ولكن جميع محاولاته كللت بالفشل فكل من يعلم بمكان احتجازها يتهرب من المساعده ولم يكن امامه غير أن يذهب بنفسه للسؤال عن ابنته وعلم أنها سترحل إلى النيابه فى الصباح الباكر وبالفعل كان فى انتظارها على باب المبنى أسرتها بأكملها والدها الطبيب هشام الجمال ووالدتها السيدة الرقيقه شاهيناز سالم والتى تشبه شادن إلى حد كبير
وجاءت لحظة خروج شادن والتى ظلت تتحرك بيد العسكرى الممسكه بها حتى تلقى بنفسها فى حضن والدتها ووالدها وبالفعل استطاعت الوصول لاحضانهم الدافئه التى منحتها الحنان والقوة لمجابهة ماهو أتى
شاهيناز :كده برده ياشوشو تعملى فى نفسك كده
هشام :حبيبتى ماتخافيش أنا عرفت من زملاتك إللى حصل انتى صح وربنا هينصرك والظابط إللى عمل فيكى كده منه لله
شادن ببكاء وانهيار:مش عارفه أشمعنا أنا يابابى ده خرج كل أصحابى
شاهيناز باعتراض:بس زملاتك كمان قالوا انك رديتى عليه وهاجمتيه بزيادة ياشوشو
لم تستطع شادن الرد على والدتها من شدة جذب العسكرى المكلف بمرافقتها إلى سراى النيابه لها للصعود لعربة الترحيلات (وهى عبارة عن سيارة كبيرة مغلقه من جميع الجوانب والسقف ولها باب يغلق بقفل ويحرسه احد الجنود وتخصص السيارة لنقل السجناء )
وصلت شادن إلى سراى النيابه ولن تكن تعلم أن تلك العيون التى باتت الليل بأكمله تحرسها وتراقبها وصلت فى نفس الوقت معها إلى سراى النيابه لمعرفة ماسيحدث وبالرغم من انه يعلم جيدا انها سيتم إخلاء سبيلها بسبب ماكتبه فى محضر التحريات عنها وعن الواقعه الا انه أصر وتحامل على نفسه بعد مناوبة ليلتين كاملتين بالمديرية لتأدية مهام عمله ويطمئن على سلامة خروجها
قام الجندى المقيم امام غرفة السيد وكيل النائب العام /شادن هشام الجمال
شادن:أيوة انا
الجندى:تعالى ادخلى البيه وكيل النيابه عاوزك
نظرت شادن إلى والدها ووالدتها اللذان لحقوا بها إلى سراى النيابه ومعهم المحامى الخاص بالعائلة
تقدم المحامى من وكيل النيابه :طارق رشاد المحامى وحاضر مع المتهمه شادن الجمال ..مع تحفظي على توصيفها بالمتهمه
رفع وكيل النيابه بصره عن الأوراق التى أمامه وقبل أن يجيب عن حديث المحامى وقعت عيناه على أميرة من أميرات ديزنى ولكنه وصفها بالأميرة الحزينه بعد ما رأى بعيونها الدموع الحبيسه وما كان منه غير انه قام من كرسيه وقدم لها كوب الماء الموضوع على مكتبه
وكيل النيابه :أتفضلى ياأنسه .....معلش اسمك ايه
شادن :اسمى شادن هشام الجمال
وكيل النيابه:اتفضلى أنسه شادن وارتاحى
نظر المحامى المخضرم من تحت عدسات نظارته وأيقن ان بالأمر إعجاب من السيد وكيل النيابه بالمتهمه ولما لا وهو شاب مكتمل الرجوله هادئ الملامح جذاب لأقصى درجه يحمل ملامح صارمة ولكن بها الكثير من النضج والاعتدال بالقرارات
وقرر ان يتحدث حتى يستطيع الخروج بموكلته من سراى النيابه
طارق:سيادة الوكيل زى ماحضرتك قريت فى المحضر أنهم كانوا مجموعة طلبة وأنهم وصلوا المديرية مع بعض لكن هناك حصل تعنت واضطهاد لموكلتى
وكيل النيابه : لا واضح من المحضر فعلا انها كانت شدة وقرصة ودن بس هى مافيش عليها أى تهمه وهتخرج معاك حالا
شادن بدهشه :هخرج..طيب ليه الظابط عمل معايا كده
وكيل النيابه:كانوا بيخوفوكى بس
طارق:يعنى نقدر نخرج حالا ياافندم
وكيل النيابه :اه طبعا خلص حضرتك الإجراءات وتعالى استلمها
ومد له ورقة إخلاء السبيل حتى يتمكن من انهاء الإجراءات وكان من المفترض أن تخرج شادن خارج غرفة التحقيق ولكن أصر وكيل النيابه على تواجدها حتى انهاء الإجراءات
وفى الحقيقه هو كان يتحين الفرصه لكى يتحدث معها
↚
وكيل النيابه:أنسه شادن حاولى بلاش تدخلى نفسك فى مشاكل شكلك مش وش بهدله ده غير أنك بنت ناس
شادن:أنا وزملاتى كنا بنطلب حقنا بمنتهى الأدب والهدوء لكن هما إللى اتعرضولنا
وكيل النيابه:انا عارف بس أنا بقولك الافضل ليكى
شادن :شكرا لحضرتك ولذوقك
وكيل النيابه:العفو ده واجبى ...أنتى فى سنه أولى تجارة انجليزى ياشادن
شادن :أيوة
وكيل النيابه:يعنى لسه اول سنه واكمل بابتسامه وبتعملى مظاهرات ودخلتى النيابه وقبلها المديريه أومال فى رابعه هتعملى ايه
ابتسمت شادن للطافته ولم تجيب
ولكنه أكمل حديثه :يعينى على خطيبك ولا إللى مرتبطه بيه هتعمليله مظاهرات كل شويه
شادن بتلقائيه:بس أنا مش مرتبطه ولا مخطوبه
فرحة سرت بقلب السيد وكيل النيابه وكأن المغزى من حديثه معرفة ان ماكان يربطها علاقة بأخر ام لا
طرقات على باب المكتب تلاها دخول الجندى المكلف بالحراسه يبلغ بانتهاء المحامى من الإجراءات
وفى سابقه الأولى من نوعها يقوم السيد وكيل النيابه ويخرج مع متهم ماثل أمامه لايصاله لباب الخروج
وحين ألتقى بوالد شادن مد يده لمصافحته
وكيل النيابه:أهلا بحضرتك دكتور هشام أنا سليم الأعصر وكيل النيابه
هشام:أهلا وسهلا ياافندم تشرفت بمعرفة سيادتك
سليم :والدتى كانت بتتعالج عند حضرتك والحمد لله ربنا تم شفاها على ايديك
هشام :ربنا يحفظهالك دايما وانا فى خدمتك فى أى وقت
سليم :شكرا يادكتور وان شاء الله ليا زيارة قريب لحضرتك
هشام :تشرفنى
تصافحا الاثنان وأختبأت شادن بحضن والدتها بعد أن لمحت بعينها الرائد مؤيد من تسبب فى احتجازها وهو يراقب المشهد من بعيد ولم تكن تعلم انه لم يطمئن لحديث سليم مع والدها وأنه ندم أشد الندم انه قام بعرضها على النيابه وعلم ان من الآن بدأت تدق طبول الحرب بينه وبين غريمه السيد وكيل النائب العام على قلب تلك الجنيه الصغيرة عروسة الباربى كما يسميها أو أميرة ديزنى كما يسميها سليم الأعصر
من سيفوز بقلبها سجانها أم مطلق سراحها
بعد خروج عائلة شادن من سراى النيابه ووصولهم إلى منزلهم بساعات قام أحد الزائرين بدق جرس الباب ولم يتوقع أهل المنزل نهائيا ان الطارق سيكون هذا الشخص ..قام والد شادن بفتح باب منزله لاستقبال الزائر المجهول بالنسبه له
هشام:افندم ..مين حضرتك
الزائر :رائد مؤيد رسلان ..ادارة مكافحة الإرهاب
فزع هشام ولكنه استعاد رباطة جأشه وقاوم مخاوفه
هشام بثقه :حضرتك انا بنتى خرجت من سراى النيابه بدون توجيه تهمه لها
مؤيد:أنا عارف يادكتور ..لكن الموضوع إللى انا جاى علشانه مختلف ..تسمحلى حضرتك فى دقايق من وقتك
هشام مشيرا له بالدخول :اتفضل حضرتك
مؤيد وهو يتجه إلى داخل المنزل ويتبع إشارات هشام له بالمكان المسموح له بالجلوس به:شكرا دكتور هشام وأرجوك ماتقلقش من زيارتى المفاجئة
هشام:لا ابدا مافيش قلق .. تحب تشرب ايه
مؤيد محاولا إزالة التوتر :إللى حضرتك هتشرب منه هشرب منه
هشام:أنا هشرب قهوة قهوتك ايه
مؤيد:قهوة مظبوط
قام هشام من كرسيه متوجها إلى زوجته لطلب القهوة وطمأنتها بعد أن لمحها وهى تتابع الحوار من بدايته بعيون مترقبه
شاهيناز:خير ياهشام هو جاى ياخد البنت تانى ولا ايه
هشام :حبيبتى لا ماتقلقيش واضح انه هياخد كلمتين ويمشى لكن لو عاوز ياخدها كان جاب معاه قوة وعساكر
شاهيناز :كلم طارق المحامى انا خايفه ياهشام
هشام :ماتخافيش ياماما ولو سمحتى جهزيلنا القهوة قهوته مضبوط وقهوتى معاه
شاهيناز بقلة حيلة:حاضر روح انت شوفه عاوز ايه
عاد هشام إلى حيث يجلس مؤيد..وجلس الاثنان لحظات بدون أى حديث دائر بينهم إلى أن قطع هذا الصمت مؤيد لسؤاله
مؤيد:هى الأنسه شادن مش موجوده
هشام :هو حضرتك عاوزها فى حاجه ..أرجوك تفهمنى سبب تشريفك
شعر مؤيد بغبائه فى طريقته لإدارة الحوار لأول مرة وأنه بدلا من أن يخفف من حدة التوتر زادها بسؤاله هذا
هشام :طمنى أرجوك
مؤيد:والله يادكتور انا مش عارف أبدأ كلامى ازاى
وإلى هنا كان قد.نفذ صبر شاهيناز وقطعت جلستهم بغضب وخوف ام على ابنتها وبصوت قلق مهتز وعيون يحتبس بها الدموع :خير ياافندم حضرتك مش عاوز تطمنا ليه عاوزين ايه من بنتى النيابه خرجتها عاوزين ايه تانى مننا
رد مؤيد بسرعه محاولا تهدئتها وإزالة الرعب الذى تسبب به دون شعور :والله ياهانم انا طالب منكم ايد الأنسه شادن مش جاى اخدها ولا حاجه
وكأن دلو من الثلج قد نزل فوق رؤسهم جميعا بما فيهم مؤيد من رده هذا
ألقت شاهيناز بجسدها على اقرب مقعد وهى تحاول التنفس بصورة طبيعيه وتعيد بعقلها ماسمعت وتحاول استيعابه
اما هشام فلم يختلف حاله عنها كثيرا ..
ومؤيد شعر لوهله أنه ابله ولم يستطيع صياغة الحديث ولا طريقة تناوله معهم وتملكه خوف ان يقوموا برفضه
ولكن بعد أن تمالك هشام أعصابه حاول بداية الحوار مرة أخرى لتفهم ماقاله مؤيد
هشام :معلش ياابنى واضح ان كلنا اعصابنا مشدودة ومش عارفين احنا بنقول ايه اقعد وواحده واحده فهمنى أنت تعرف بنتى منين وايه علاقة إللى حصلها امبارح بطلبك انهارده
مؤيد وقد فهم مايرمى إليه هشام فمهما يكن هو يتعامل مع أخطر الأشخاص والأجهزة يستطيع فهم الكلام من مجرد التلميحات وقرر الرد بهدوء حتى يبرأ ساحته
مؤيد :أولا يادكتور مافيش اى علاقه بين طلبى انهارده واللى حصل امبارح للانسه شادن
ثانيا:بنت حضرتك أنا كنت اول مرة أشوفها امبارح وماحصليش الشرف من قبل كده
ثالثا :انا اعجبت بشجاعتها وجرأتها واقتنعت بوجهة نظرها وده كان سبب خروجها من النيابه انهارده لأن لو محامى حضرتك بلغك بنص المحضر إللى اتحولت بيه من الإدارة عندنا للنيابه كنت عرفت انى قاصد ماتتأذيش لكن لو كنت أكدت كلام العميد وأمن الجامعه كان زمانها دلوقتى لسه فى النيابه او رجعت عندنا تانى
هشام :حقيقى انا مش عارف اقولك ايه بس ليا سؤال
مؤيد :أتفضل
هشام :ليه زملاء بنتى اكدولنا ان الظابط إللى حقق معاها فى المديريه هو سبب احتجازها الليله دى
مؤيد مبتلعا ريقه بصعوبه:بصراحه يادكتور هما عندهم حق انا استفزيت من طريقة الأنسه شادن وجرأتها معايا فى الحوار وده خلانى اتعصبت وحجزتها..انا اسف طبعا بس والله يشفعلى انى كنت طول الليل سهران علشان احميها وامنع عنها أى أذى
↚
هشام :تصدقنى لو قولتلك أنا مش عارف المفروض اقوم اخد حق بنتى منك ولا أشكرك لان لولاك ولولا اقتناعك بموقفها كان زمانك صدقت كلامهم وعملت محضرك وبنتى وزملاتها يتظلموا لمجرد أنهم قالوا رأيهم
مؤيد:أنا عاذر حضرتك وهتحمل اى قرار لكن أرجوك حاول تقدر موقفى والضغط العصبى إللى بنكون فيه
عادت شاهيناز بعد مااطمأنت وقامت لعمل القهوة وقد أتت وهى تحملها وقدمتها لكلايهما
شاهيناز:هو حضرتك ليه جاى لوحدك من غير أهلك ..اسفه على سؤالى بس محتاجه أفهم
مؤيد:لا ده حق حضرتك ..بس انا حبيت اتعرف على حضراتكم واعرف الرد المبدأى وبعدها العائلات تتعرف
شاهيناز ومثلها مثل أى ام مصريه أرادت التعرف عليه أكثر وبدأت بتوجيه الاسئله
شاهيناز :عندك كام سنه
مؤيد :٢٨ سنه
ثم أكمل بقية المعلومات التى ستنهى استجوابها له
اسمى مؤيد رسلان والدى اللواء عبد السلام رسلان بالمعاش حاليا كان مساعد وزير الداخليه قبل خروجه على المعاش ووالدتى سيهام العشرى مستشارة للشؤون القانونيه بهيئة قضايا الدولة عندى اتنين أخوات أصغر منى بنوته اسمها مكه رسلان طالبه فى كلية فنون تطبيقيه سنه أولى واخ ولد فى ثانوية عسكريه اسمه جاسر عندى شقه فى عمارات الظباط وجاهز للجواز فى أى وقت وأتمنى موافقة بنت حضرتك
أبتسم هشام وشاهيناز على طريقة سرده لتفاصيل حياته والمعلومات الخاصه بها
هشام :واضح انك مستعجل اوى ياسيادة الرائد..ونسيت أن الموضوع كله يخص شادن لوحدها وزى ماانت شوفت بنفسك أنا ربيتها أنها شخصيه مستقله وهى صاحبة القرار ورأينا هيكون مساند لقرارها مهما كان
مؤيد :انا متفهم طبعا لكلام حضرتك ومستمر رأيها بفارغ الصبر ..ثم أخرج من حافظة جيبه كارت مدون عليه تليفوناته الخاصه وقدمه لهشام ثم قام بجسده مستأذنا للانصراف .
هشام وهو يقوم بمصافحته:شرفتنا ونورتنا وان شاء الله هفاتحها فى الموضوع وأبلغ حضرتك
مؤيد :فى انتظار تليفون حضرتك
وقبل أن يتحرك خطوة من مكانه كان هذا الصوت الثائر من بداية عهده معه أمس كفيل بإيقافه وإيقاف والديها متحجرين
شادن بانفعال :انت اكيد مش طبيعى ..بتهزر صح سمعنى كده الافيه إللى انت تاعب نفسك وجاى تقوله
عاوز تتجوزنى ههههههههه لا بجد ضحكتنى
انت عارف انت عملت فيا ايه امبارح انت حبستنى فى اوضه مرعبه لوحدى فى مكان اول مرة اشوفه وكل إللى اعرفه عنه أن قبلى كتير ماتوا فيه واتعرضوا للتعذيب على ايدك او ايد غيرك ...وانهارده جاى تتجوزنى لا بجد ضحكتنى
وحضرتك يابابى بعد ما عرفت انه السبب لسه مكمل معاه ...لا ومامى نسيت حالتى ورعبى وزى كل أم مصريه أصيله ماصدقت عريس من جهه أمنية وبدأتى تسأليه عن سنه وحاله
كانت شادن تتحدث وهى تبكى طارة وتضحك أخرى
ثم أكملت ...تعرفوا انى واقفه من أول مامامى كانت خايفه لحد ما عرفت سبب تشريفك وهدت وبدأت تتكلم بمنتهى الثلاثه
مؤيد محاولا الدفاع عن نفسه:أنسه شادن والله العظيم انا حميتك لو كان حد غيرى كان هينفذ شغله وبس
شادن صارخه لاسكاته:لا لا ماتقوليش الكلام ده انت إللى حبستنى قاصد بدليل انك مشيت زملائي
مؤيد بعصبيه: أنتى إللى استفذتنيتى وكنتى عامله مية راجل فى بعض
شادن :أيوة كده اعترف انك قصدت تكسر نفسى علشان اتحديتك ..ودلوقتى جاى تكمل علشان لو ماوفقتش تحبسنى تانى
مؤيد:لا طبعا
ثم نظر لها نظرة تحدى وكأنه يقول لها أنتى لى ثم وجه حديثه لوالدها
مؤيد :انا هستأذن دلوقتى وهستنى تليفون حضرتك بعد ماتكون هديت
هشام محاولا رفع الحرج عنه :زى ماانت شايف هى لسه نفسيتها تعبانه ..سيبها تهدى شوية ونتكلم تانى
خرج مؤيد مسرعا منهيا للحوار بالوقت الحالى ولكن لن ينهيه نهائيا
ماذا سيكون قرار شادن وهل من جديد سيقلب الأوضاع.....انتظرونى
بعد خروج مؤيد من منزل الدكتور هشام عادت شادن إلى غرفتها دون التحدث إلى والديها مما أدهشهم وجعل والدتها تذهب خلفها لتحادثها
شاهيناز وهى تطرق باب غرفة شادن :شوشو افتحى حبيبتى اتكلم معاكى ماحدش هيفرض عليكى رأى بس على الأقل نتناقش
لم يروق الحديث لشادن لذا قامت بفتح الباب وهى منفعله:اتفضلى يامامى..اتفضلى اتناقشى وحاولى تقنعينى بالعريس
شاهيناز:شادن أنتى عمرك ماكلمتينا بالطريقه دى ولا احرجتى ضيف فى بيتنا بالشكل المهين ده
شادن:ده مش ضيف..ده آخر انسان ممكن أوافق ادخله البيت اصلا ..حقيقى انا مش عارفه جاب الجرأه دى منين أكيد هما بيعلموهم البجاحه وفرض نفسهم على الناس
شاهيناز:شادن عيب كده أنتى من أمتى بتتكلمى عن أى حد بطريقه سيئه...لا لا ياشوشو ماتعودتش منك على كده أبدا مهما كان فى خلاف فى أرائكم لازم تفهمى وجهة نظره
ظلت شادن تحدق بوالدتها فعن أى وجهة نظر تتحدث لقد زج بها فى غرفة احتجاز لليله كامله بدون وجه حق لمجرد اختلاف وجهات نظرهم ولأنها تجرأت عليه من وجهة نظره فكيف لها التفاهم مع تلك الشخصيه
شاهيناز :فى ايه يابنتى بتبصيلى كده ليه
وجدت شادن أن لامفر من التحدث بهدوء وترك انفعالاتها حاليا وحاولت السيطرة على أعصابها
شادن :مامى أنا هتكلم بهدوء تعالى كده نتفاهم واحده واحده
شاهيناز :أيوة كده دى بنتى إللى أنا ربيتها
شادن:الإنسان ده يامامى أنا عرفته امبارح بس ومعرفتى بيه تمت فى ظروف مش حلوة وهو زود الظروف دى واستغل وظيفته ومنصبه فى ذلى واهانتى
شاهيناز:هو أعترف انه أخطأ..وفهمنا كمان انه لو كان عمل محضر بناءا على كلام العميد وأمن الجامعه كان زمانك لسه فى النيابه وده نفس الكلام إللى قاله أستاذ طارق المحامى ..وأرجع وأقولك رب ضارة نافعه
شادن:مامى هو حضرتك ليه مقتنعه بيه اوى كده
شاهيناز:لا حبيبتى أنا بتناقش معاكى وعلشان ناخد القرار الصح لازم أكون أنا واخده جانب الدفاع عنه لانه مش موجود ويمكن وقتها تقدرى تبررى اخطاؤه وتتقبلى الكلام معاه
↚
شادن:مامى أنا واخده قرارى ومش مقتنعه انى حتى أتكلم معاه
شاهيناز:خلاص حبيبتى وأنا مش بجبرك على حاجه بابى يكلمه ويعتذر له وخلاص
حركت شادن رأسها دليلا على الموافقه وتركتها والدتها لكى تستريح وتهدئ أعصابها
خرجت شاهيناز بعد حديثها مع ابنتها متوجهه إلى زوجها حتى تبلغه برأى ابنتها وقبل أن تبدأ حديثها وجدته يتجهز حتى يذهب لعيادته
شاهيناز:هتخرج وتسيبها فى الحاله دى
هشام :ماتقلقيش عليها بنتك قويه وهتعدى الأزمه بسرعه
شاهيناز:على فكرة هى رافضه حتى الكلام معاه
هشام :حقها طبعا وأنا لولا انى قدرت وجوده فى بيتى كان تصرفى هيكون غير كده خالص ..ومااكدبش عليكى حسيت انه محترم ومش بتاع لف ودوران بدليل انه كان مرتبك ومش عارف يكمل جمله
شاهيناز :وده إللى عجبنى فيه غير انه دخل من الباب زى مابيقولوا
هشام :عموما انا مش هكلمه وهسيب لها فرصه تفكر لكن ارجوكى ياشاهى ماتفتحيش الموضوع معاها تانى ..وانا إللى هسألها واعرف جوابها النهائي
شاهيناز:حاضر إللى تشوفه . ..انت رايح العيادة
هشام :أيوة المرضى مالهمش ذنب وانا ليا يومين مش بروح
شاهيناز :ربنا معاك ..ترجع بالسلامه
وصل هشام لعيادته ومارس عمله الحاله تلو الأخرى إلى أن قاطعته سكرتيرته
السكرتيرة :دكتور هشام فى واحد عاوز يقابل حضرتك
هشام :واحد مين زوج حاله عندنا
السكرتيرة :لا ياافندم انا سألته وبيقول موضوع شخصى
شرد هشام قليلا وتوقع ان يكون هذا الشخص هو مؤيد فعيادته خاصه بأمراض النساء والولادة ومرضاه دائما من النساء وقليلا مايصاحبهم أزواجهم ولم يدور بمخيلته ان يكون هذا الشخص هو سليم الأعصر إلى أن قاطعت شروده سكرتيرته وتلت عليه اسم الزائر
هشام :وماقولتيش من بدرى هو مين ليه سيبانى كده يامنى محتار
منى :اسفه ياافندم اتوترت لما قاللى وكيل نيابه وعاوز حضرتك
هشام :لا ماتقلقيش دخليه بسرعه واعتذرى للسيدات على التأخير
منى :حاضر يادكتور
خرجت منى وأشارت لسليم بيدها للدخول وهى تقول :اتفضل استاذ سليم الدكتور فى انتظار حضرتك
قام هشام ورحب بسليم وصافحه
سليم :اسف على الزيارة بدون استئذان لكن مش هاخد من وقت حضرتك كتير
هشام :لا ابدا براحتك ..كفاية وقفتك مع بنتى
سليم:انا هدخل فى الموضوع علطول ..انا يشرفنى انى اتقدم لحضرتك واطلب ايد الأنسه شادن .
هشام بذهول:حضرتك عاوز تتجوز بنتى
سليم :هى مرتبطه او حاجه
هشام :لا ابدا بس اعتقد ان الموضوع ده مكانه البيت
سليم :انا حبيت أعرض الأمر على حضرتك وتشوف رأى الأنسه شادن ولو فى قبول نزوركم انا وعيلتى
هشام:عموما الامر كله يرجع لشادن هبلعها واعرف رأيها وأبلغ حضرتك
لم يجد سليم مايقوله غير ان يترك الكارت الشخصى المدون عليه رقم تليفونه ويستأذن للانصراف
قبله منه هشام وصافحه وقام بمصاحبته إلى باب غرفة المكتب
عاد هشام لممارسة عمله ولم يذهل من طلب سليم او مؤيد فهو اعتاد ان يتقدم لخطبة ابنته الكثير والكثير من الشباب ودائما ماكانت ترفض
....................اما بمكان آخر ومنزل آخر وهو منزل عائلة رسلان نجد مؤيد بعد مااتته مكالمه بدلت حاله
وظل يشعل السيجارة تلو الأخرى وهو يقرع الغرفه ذهابا وعودة حتى اقتحمت خلوته والدته السيدة الهادئه الحنونه الصديقه الرائعه لابنائها بملامحها المريحه للاعصاب وصوتها الدافئ الملئ بالاحتواء
وبالرغم من انها المستشارة سيهام العشرى التى يهابها أعتى الرجال بعملها الا انها داخل منزلها هى جنة الله على الأرض لزوجها وأبنائها
سيهام:حبيبى ماله عصبى كده ليه وريحة اوضتك كلها دخان ليه ياقلب ماما
مؤيد:معلش ياأمى انا اسف ان كان الدخان ضايقك
سيهام وهى تربت على كتفه:لا ياقلبى ماضيقنيش لكن إللى مضايقنى انك بتقضى على صحتك كده وعاوزة اعرف ايه السبب إللى ممكن يعصبك بالشكل ده ولا هتخبى على سمسم حبيبتك وصاحبتك
مؤيد وهو يمسك بيدها ليجلسها امامه:مااقدرش اخبى عليكى ياسمسمه انتى الوحيدة إللى بتقدرى تخرجينى من مود لمود تانى خالص بحنيتك دى
سيهام :طيب يلا فضفض واحكيلى إللى شاغلك
مؤيد :انا اعجبت ببنت جدا وروحت قابلت أهلها وطلبت ايدها منهم
↚
حزنت سيهام من تسرع ابنها دون الرجوع إليها أو لوالده ولكنها كبتت حزنها داخلها حتى تعرف منه ماحدث وتهدئ من حالته ثم تعاتبه على تصرفه
مؤيد:انا عارف ان حضرتك زعلتى منى بس انا قولت اشوف رأيهم وبعدين أبلغكم ..بصى ياأمى انا عارف انى اتسرعت لكن كنت خايف حد يسبقنى ويطلبها لانى شكيت فى شخص معين
سيهام:حبيبى كملى الأول إللى حصل وبعدين نتفاهم ان كنت اتسرعت من عدمه
مؤيد:انا قابلت والدها ووالدتها وحسيت أنهم متقبلين الموضوع لكن هى رفضانى وشايله منى اوى ..
سيهام:شايله منك ليه انت كنت تعرفها قبل كده
حكى لها مؤيد عن ماحدث بالأيام السابقه وسبب تعرفه على شادن وماقام به نحوها
سيهام:أنا مش عاوزة ألومك لكن فعلا أنت اتسرعت جدا انتى حتى مديتهاش فرصه تهدى وتنسى إللى انت عملته فيها ..وبعدين حبيبى لحد امتى هتسيب غضبك يتحكم فيك ليه تحجزها وتأذى مشاعرها كده وأنت شايف انها رقيقه وعلى حق
مؤيد :المشكله ياأمى مش انها رفضتنى لانى كنت هحاول معاها مرة واتنين لكن دلوقتى المشكله ان الشخص إللى كان سبب فى تسرعى راح فعلا قابل باباها وغالبا اتقدملها
سيهام:مش هسألك عرفت منين لان واضح انك مراقبهم
انزل مؤيد بعينيه ناظرا للأرض خجلا من فعلته بمراقبة أشخاص ابرياء لا ادانه عليهم واستغلاله لمنصبه لمنافع شخصيه
سيهام:وأنت شايف ان غريمك ممكن يكسب موافقتها
مؤيد بعصبيه:للاسف هو ظهر لهم انه المنقذ إللى خرجها من النيابه والحقيقه ان لولا المحضر إللى انا محولها بيه ماكانش ممكن تخرج
سيهام :ليه هو مين إللى اتقدملها وكيل النيابه
حرك مؤيد رأسه دليلا على الموافقه
سيهام :هو حد نعرفه
مؤيد :اسمه سليم الأعصر
سيهام :أيوة انا اعرفه كويس ده ابن المستشار كمال الأعصر ووالدته سيدة مجتمع عندها اكتر من جمعية خيرية اسمها نادية سليمان بتقابل معاهم كتير فى نادى القضاه ..وأعرف أن عندهم ولد واحد هو سليم
مؤيد:أيوة هما ياأمى
سيهام:ياااه واضح ان البنت جميله لدرجة أن تخليكم بدل ماتحققوا معاها تتسارعوا انكم تتجوزوها
مؤيد وهو يحرك أصابعه على هاتفه المحمول لتظهر صورة لشادن التقطها وهى داخل غرفه الاحتجاز من شاشة المراقبه ثم يرفع الهاتف لتشاهد والدته الملاك الباكى ويتقطع قلبها لحالها وتلعن بداخلها غباء ولدها وسوء تصرفه
سيهام:ماشاء الله جميله ورقيقة جدا ..هانت عليك ازاى دى ياابنى تعمل فيها كده
مؤيد :مش عارف والله ياماما بس هى عصبتنى واتحدتنى
سيهام :عموما ياحبيبى سيبها على ربنا وان كان ليك نصيب فيها هيجعلها ليك
مؤيد:ونعمه بالله ياأمى
↚
هدئ مؤيد قليلا من حديث والدته ولكن بداخله خوف كبير فقد تعلق قلبه بها من النظرة الأولى ولت يتركها لغيره مهما كلفه الأمر
تركت سيهام ولدها لينال قسطا من الراحه وذهبت لغرفتها وزوجها
الزوج وهو يمثل بالبيت العقل الرذين الواعى الأب الصارم تارة والحنون تارة أخرى فهو رجل بالثانى والستون من عمره ذو ملامح جذابه إلى الآن وزاده الشعر الابيض وسامة تعشقه زوجته وهو لها الاب والزوج والصديق
عبد السلام:خير ياحبيبتى شكلك متضايقه كده ليه
سيهام وهى تتنهد وتخرج اه من صدرها :ابنك بيخسر دايما بعصبيته وتسرعه
عبد السلام :حصل حاجه فى شغله
نفت سيهام وقصت عليه ماحدث من مؤيد ومافعله مع شادن
عبد السلام:ده اتجنن بيستغل مركزه ده لو حد من رؤساءه عرف هيتأذى فى شغله
سيهام:مش دى المشكله..المشكله انه هيتجنن على البنت وعاوز يخطبها
عبد السلام :وطبعا مش موافقه بيه ..وبصراحه معاها حق وعندها كرامة
سيهام:مش كده بس دى كمان اتقدملها سليم الأعصر وكيل النيابه إللى كان بيحقق معاها وافرج عنها
عبد السلام :تعرفى انى فرحان فى ابنك لان الموضوع ده هيخليه يحسب لتصرفاته الف حساب بعد كده
سيهام:انا خايفه البنت توافق على سليم انت تعرفه يا عبده إللى كانوا قاعدين معانا على نفس الطرابيزه يوم فرح ابن المستشار إيهاب مزروعه
عبد السلام:ايوه ..أيوه الشاب الطويل الوسيم ده
سيهام :أيوه هو ده وبجد الولد مافيهوش غلطه طول بعرض ووسامه وعيله ومنصب محترم غير هدوءه ورزانته
عبد السلام مداعبا:ايه ياسيادة المستشارة انتى بتتغزلى فى راجل غيرى وأنا قاعد كده ههههههه
سيهام وهى تلقى برأسها على صدر زوجها وكأنها تلقى بهمومها ليحملها عنها :انا عيونى مش بتشوف راجل غيرك ياحبيبى وده من سن أبنى ياسيادة اللواء
انتهت الليله على الجميع كل يفكر بما مر به
وفى الصباح وجدت شادن هاتفها المحمول يخرج النغمات معلنا عن وصول رساله قصيرة ..التقطته وقامت بفتح الرسائل لتجدها من رقم مجهول
ولكن ماأدهشها محتوى الرساله (ياريت تفكرى كويس قبل ماتوافقى على السيد وكيل النيابه ..واسف على ازعاجك واتمنى تدينى فرصه تعرفينى بيها اكتر )
وضعت شادن الهاتف وأخبرها احساسها ان المرسل ماهو الا سيادة الرائد ولا تعلم لماذا ابتسمت على ماقرأته ولكن قطع ابتسامتها تذكرها مااحتوته الرساله عن وكيل النيابه
خرجت من غرفتها تبحث عن والديها لتجدهم بغرفة الطعام ينتظروها لتناول الفطور ..ولكنها قررت الا تخبرهم بالرساله
شادن:صباح الخير
هشام وشاهيناز:صباح النور
شاهيناز :تعالى حبيبتى افطرى عملتلك الكريب إللى بتحبيه
هشام :عامله ايه ياقلب بابا اعصابك ارتاحت
شادن :الحمد لله يابابى
تناولوا وجبة الفطور وطلب هشام من شادن وشاهيناز ان يتناولوا القهوة بغرفة المعيشه حتى يحدثهم بأمر مهم
توقعت شادن عن ما يتحدث والدها اما شاهيناز لم تكن تعلم فهو لم يحكى لها عن مقابلته بسليم بعد ما عاد من عمله
هشام:شادن ياحبيبتى فاكرة وكيل النيابه إللى كان بيحقق معاكى
شادن: مش فاكره اوى يابابى انا وقتها حالتى كانت صعبه ونفسيتى تعبانه
شاهيناز:ليه ياهشام بتسأل
هشام :زارنى امبارح فى العيادة وطلب منى ايد شادن
شاهيناز:غريبه ويتقدم فى العياده ليه ماجاش البيت
هشام:لانه عاوز يشوف الأول لو فى قبول لطلبه هيتقدم هو وعيلته
شاهيناز بإعجاب :واضح انه بيفهم فى الأصول والذوق
شادن:هههههه واضح جدا ..افرج عنى فى يوم وتانى يوم يتقدملى والتانى حجزنى فى يوم والتى يوم برده يتقدملى
شاهيناز:حبيبتى مش جديد عليكى احنا فى أى مناسبه او رحلة بيتقدملك تقريبا كل الشباب إللى بيكونوا موجودين فى المكان
هشام مداعبا لابنته:بنوتى قمرايه والكل عاوز يخطفها منى وأنا لا يمكن اديها غير للى يصونها ويقدرها
شاهيناز:ربنا يخليك ليها لحد ماتوصلها لبيت عريسها
هشام:ها حبيبتى هتردى عليا أمتى علشان ابلغه رأيك
شعرت شادن بداخلها برغبة فى التحدى وقررت أن تتحدا عناد سيادة الرائد وتلقنه درسا
شادن :بابى خليهم ييجوا أنا يوم ماشوفته كان الموقف صعب مااقدرش أحدد اذا كان ينفع أوافق او لأ
وحرام أرفض من غير مااديله فرصه
اندهشت شاهيناز من موقف ابنتها وقلبها لم يطمئن فهى بالأخير أم وتعلم جيدا ردود أفعال ابنتها
هشام :لو لسه هتاخدى فرصه تتعرفوا على بعض يبقى بلاش يجيب أهله وممكن نطلب منه تتقابلوا فى النادى وتتكلموا مع بعض فى وجودنا
شاهيناز :بيتهيألى كده افضل ..وياريت حبيبتى تدى نفس الفرصه لمؤيد كمان وتاخدى قرارك براحتك
شادن:لا يامامى انا اسفه انا رافضه مؤيد ده نهائي
↚
هشام :خلاص حبيبتى زى ماتحبى انا هبلغ سليم برأيك واتفق معاه على معاد
استأذنت شادن من والديها بعد ما أنهوا النقاش وذهبت لجامعتها وبعقلها تفكر فى هذا المجنون الذى اقتحم حياتها وتعلم جيدا انه كما علم بتقدم سليم لوالدها لطلب الزواج منها مؤكد سيعلم بمقابلتهم..ثم تعود وتفكر لما يهمها أمره وعلمه من عدمه صارع داخلى دائر بين قلبها وعقلها
ولكن على اى حال سينتهى الصراع هل بالموافقه على سليم أم سيظل مستمرا
وصلت شادن إلى الجامعه وتقابلت مع زملائها الذين أقبلوا عليها بالترحاب والاطمئنان على حالها وعانقتها صديقتها المقربه ماليكا وهى تبكى بشده مما أصاب شادن بعدوى البكاء والجميع حولهم يحاول تهدئتهم
ماليكا وهى تجذب شادن بعيدا عن الجميع :خلاص ياجماعه مافيش حاجه احنا بخير
شادن بابتسامه رقيقه:عادى موكا انتوا عارفينها خوافه زياده عن اللزوم
ابتعدتا الصديقتان وجلسنا بمفردهنا ليتبادلنا أطراف الحديث
ماليكا:طمنينى عملوا فيكى ايه كنت هموت عليكى
شادن:ولا حاجه حجزونى واتعرضت على النيابه وخرجت منها براءه
ماليكا:هو أنا ليه حاسه ان فيكى حاجه ومخبياها عنى
شادن :يااااه حاجات كتير ..بصى ياستى
ماليكا :لا مادامت حاجات كتير تعالى بينا نجيب اتنين نسكافيه من الكافيتريا ونقعد تحكيلى
ذهبا الاثنتان واشترين النسكافيه واختارنا مكانا بعيدا عن الأعين حتى لايقطع عليهم حديثهم احد زملائهم ولكن هيهات هناك عيون قالصقر ترصد تحركاتهم خطوة بخطوة ...نعم هى عيون مؤيد الذى ذهب خصيصا من الصباح الباكر حتى يرى جنيته الصغيرة
..اما الفتاتان فكانا فى دنيا أخرى وبدأت شادن تحكى لماليكا كل ما مر بها خلال اليومين السابقين بالتفاصيل الدقيقه
ماليكا:يعنى الظابط الرخم اتقدملك ووكيل النيابه اتقدملك
شادن وهى تحرك رأسها ويدها بحركه مسرحية:أجل ياصديقتى
ماليكا:هو بصراحه الظابط كان موقفه بشع وبهدلنا بس عليه نظرة عيون ماقولكيش فظيعه..احم احم من الأخر أمور
شادن وقد شعرت بالغيرة من حديث صديقتها عنه :طيب اروح اقوله صاحبتى معجبه بيك
ماليكا ضاحكه:لا مش لدرجة الإعجاب بس على فكرة بقى أنتى معجبه بيه
شادن نافيه:أنا لا طبعا ده آخر حد ممكن يعجبنى
ماليكا:طيب وايه نظام وكيل النيابه شكله ايه وسنه كام وابن مين
شادن وهى تضع يدها فوق فم صديقتها لاسكاتها:اييييه حيلك حيلك انا معرفش عنه اى حاجه لسه انا فاكرة شكله طبعا هو أمور وجان كده يعنى لكن مااعرفش تفاصيل علشان كده وافقت اقابله
ماليكا وهى تصفق بيدها:أيوة كده بقى قولى خبر حلو وهيبقى لينا ظهر فى النيابه
شادن بشرود:تفتكرى..ولا وقتها هيبقى مطلوب منى احترم مركزه وأنسى آرائي وفكرى
ماليكا:ياشوشو ياحبيبتى أنتى عمرك ماهتتغيرى يمكن هو يسيب النيابه على يدك
شادن:أنا بتكلم جد دلوقتى انا خايفه
ماليكا وقد شعرت بقلق صديقتها وتسرعها فى القبول:شادن انتى بتعاندى الظابط بعد رسالة التهديد لكن انتى قلبك ميال ليه
شادن:لا طبعا انتى بتقولى ايه
ماليكا:شوشو أنا وأنتى أصحاب من واحنا عمرنا ست سنين ومافترقناش يوم يعنى عارفه إللى بتفكرى فيهاكتر منك كمان
شادن:أنا هقولك بصراحه انا وافقت أقابل سليم علشان أضايق مؤيد لكن بعدها حسيت بخوف
ماليكا :طيب ليه ماتديش نفسك فرصه تقعدى مع مؤيد زى ماهتقعدى مع سليم وتشوفى مين الأصلح وأنتى عاقله وبتفهمى الناس كويس
شادن:أنا حاسه انى فى مشكله قلبى بيقولى مؤيد وعاقلى رافض عصبيته وعنجهيته وعقلى بيقولى سليم وقلبى رافض هدوءه ورزانته..ماأنتى عرفانى انا مجنونه وبحب الحياه وحاسه ان سليم ده هيطلع منضبط جدا
ماليكا:بصراحه الموضوع يحير ..عموما قابلى سليم يمكن يكون شكله فى شغله حاجه وبره طبعه حاجه تانيه وبعدها ناخد القرار
شادن بقلة حيلة :تمام ..مش يلا بينا نشوف المحاضرة
وقبل أن يقفنا استعدادا للذهاب وجدت من يقترب منها فتحلت بالشجاعه والقوة ظاهريا اما بداخلها فكان قلبها يطرق كطبول الحرب
شادن:هى حصلت تيجى ورايا الجامعه ولا جاى تلبسنى تهمه علشان رفضتك
حاولت ماليكا التدخل وتهدئة الأمر فهى تعلم أن صديقتها عصبيه وتخسر دائما بتسرعها ولكن أشارة شادن لها بالانصراف وتركها معه بمفردها جعلها تصمت وتهم بالاستئذان
مؤيد:أنا عاوز اتكلم معاكى ومقدرتش أستنى لما والدك يرد عليا
شادن:ههههه وأنت متخيل ان بابى كان هيرد عليك ولو رد عارف كان هيقولك ايه
مؤيد:اكيد كان هيرد لانه ذوق لكن هيقولى ايه فواضح جدا انه كان هيبلغنى رفضك وده إللى جابنى ليكى انهارده لأن من حقى تسمعينى
شادن بعناد:مش عاوزة اسمعك أنت ايه مختل عقليا انا مش قادرة اتخيل ان حد يحجز واحدة بريئة وانتى يوم عاوز يتجوزها
↚
مؤيد :اتكلمى بأدب ايه مختل دى انا لحد دلوقتى مقدر حالتك النفسيه
شادن بعصبيه:أنا محترمه غصب عنك وايه حالتى النفسيه دى شايفنى مجنونه قصادك
مؤيد:انتى ليه مش عاوزة تهدى ونتكلم زى أى اتنين عاقلين
شادن:ياالله مش عاوزة اتكلم معاك ياسيادة الرائد انا حرة
مؤيد :لا ياشادن مش حرة ومن اللحظه إللى شوفتك فيها وربنا نزل حبك فى قلبى وأنتى على أسمى ومش حرة
شادن وقد بدأ توترها من كلماته يزداد وحتى تنهى الصراع الدائر بداخلها تسرعت مرة أخرى فى ردها :صح انت عندك حق انا مش حرة بس مش علشان اتكتبت على اسمك والبلا بلا بلا إللى بتقوله ده لكن علشان فى انسان تانى طلب الجواز منى وأنا وافقت وانت إللى بشرتنى بالخبر على فكرة
كادت الصدمه ان تشل حركة مؤيد ولكنه استعاد ثباته وهدوءه ونظر لعينيها بقوة ولكنه ضعف حين رأى فيهم العناد وشعر بتذبذب مشاعرها وأنها لم تفعل كل هذا الا انتقاما منه ولا تعلم تلك المتهورة انه وقع أسيرا لعينيها ومهووسا بتمردها
تركته شادن شاردا فى أفكاره وذهبت حيث صديقتها وحين اختفت عن انظاره تركت لدموعها العنان ضمتها صديقتها وحاولت التخفيف عنها
.. اما مؤيد فقد استقل سيارته وقادها بأقصى سرعه لدرجة انه كاد أن يتصادم أكثر من مرة حتى وصل لمنزله
رأته والدته من شباك غرفتها ووقفت فى انتظاره عند الباب منتظره دخوله وبمجرد ان طرقت قدميه المنزل
سيهام :خير ياحبيبى مالك
مؤيد :سلامتك ياأمى مافيش حاجه
سيهام :مؤيد انا شيفاك وانا سايق عربيتك وبتركنها خاف على نفسك ياابنى وبلاش تهور
مؤيد :من فضلك ياحبيبتى سيبينى شويه
سيهام :مش قبل ماأفهم فى ايه
مؤيد بحزن:وافقت على سليم الأعصر
سيهام وهى تضع يدها فوق فمها :وأنت عرفت منين ..أنت لسه بتراقبهم
مؤيد:لا ياأمى انا روحت اتكلم معاها فى الجامعه
سيهام :خلاص ياحبيبى انساها وربنا يكرمك بغيرها
مؤيد :أمى من فضلك سيبينى لوحدى
لم تجد سيهام ماتقوله فى تلك الظروف فهى تعلم جيدا أن الحب ليس بأيدينا وأنه حين نعشق لانستطيع النسيان بسهوله
فالحب ليس بقرار نستطيع اتخاذه
انسحبت سيهام وتركته لوحدته ربما استطاع مداواة جرح قلبه
............وفى مكان آخر وهو منزل عائلة المستشار الأعصر
اجتمع سليم مع والداه حتى يخبرهم بقراره بالزواج ويعرفهم الخطوة التى اتخذها لمعرفة رأى أهل العروس
كمال والد سليم :لكن انت مش حاسس ياسليم أنها ماتنفعكش
سليم :ليه كده يابابا ..حضرتك بتقول كده علشان ماشوفتهاش
كمال:الشكل مش كل حاجه ..انت وكيل نيابه وكل حركه فى حياتك محسوبه عليك ولازم تتأكد انها مش هتعرض نفسها لموقف زى ده تانى والا وقتها هيكون ايه قرارك وخطيبتك او مراتك هى المتهمه حتى لو كان اتهامها باطل او هى بريئه
سليم:أكيد هتكلم معاها وهفهمها ان إللى هى عرضت نفسها ليه غلط
نادية والدة سليم:باباك معاه حق ياحبيبى لازم تتكلم معاها فى الموضوع ده ومش بعد كل إللى وصلتله وسمعتك الطيبه بين زملائك والناس هتكون هى سبب فى ضياعها
سليم:لا يا أمى ان شاء الله خير
وأثناء انشغالهم بحديثهم ومحاولات سليم لاقناعهم بفتاته اتاه أتصال من هشام الجمال ليحادثه بما طلبته شادن ..فأخذ الهاتف وذهب بعيدا عن والداه حتى يستطع التحدث
↚
سليم :سلام عليكم
هشام :وعليكم السلام ورحمة اللة وبركاته
سليم:ازى حضرتك دكتور هشام يارب الأخبار تكون خير
هشام :أنا بخير الحمد لله ..وبالنسبه لشادن انا اتكلمت معاها وهى بتقول انها مش هتقدر تحكم وتاخد قرار غير بعد ماتقعدوا وتتكلموا مع بعض وده هيتم فى وجودنا طبعا فلوس تتفضل فى النادى ونتقابل لان زى ماانت عارف هى وقت ماقابلتها كانت حالتها النفسيه مش مستقرة
سليم:اكيد طبعا هى معاها حق وانا يشرفنى مقابلتكم
واستأذنك يكون معايا والدتى تتعرفوا عليها
هشام :تنورنا الهانم طبعا..وشوف أمتى المعاد إللى يناسبكم
سليم:انهارده لو تحب حضرتك
هشام :لا معلش خليها بكره ان شاء الله لان النهارده عندى عيادة
سليم :تمام بكره ان شاء الله الساعه ٥ بالظبط نتقابل فى نادى...........
هشام :ان شاء الله ...مع السلامه
سليم :مع السلامه فى حفظ الله
اغلقا الاثنان الاتصال وعاد سليم لأخبار والداه بالميعاد ولكنه أستشف رفض والده لشادن ولذلك فضل وجود والدته حتى يكونا جبهة ضد قرارات والده اذا قرر رفض الزيجه
وعند شادن بعد ماعادت من الجامعه ظلت حبيسة غرفتها لساعات فهى لأول مرة تشعر بالتيه وعدم الاتزان فى أتخاذ القرار بقلبها يشير بشئ وعقلها بضده
وما ان عاد والدها ليلا من العيادة الخاصه به حتى طلب منها الجلوس بمفردهم
هشام :حبيبتى أنتى عارفه أن بابى بيحبك أد ايه وانى طول عمرى عطيكى حريتك
شادن :وانا يابابى عمرى مااستخدمت حريتى بشكل غلط
هشام:عارف حبيبتى..من فضلك سيبينى أكمل
شادن :اتفضل
هشام :أنا عارف انك متضايقه من مؤيد وأنا بلغته برفضك انهارده ..وكمان بلغت سليم بموافقتك على مقابلته وطلب يجيب والدته معاه
شادن:ليه يابابى هو مش قولنا لسه دى مجرد مقابله
هشام :هو عارف كده حبيبتى هو بس حابب انها تتعرف علينا
شادن:ومؤيد كان رده ايه لما حضرتك بلغته بالرفض
هشام وقد انتبه لاهتمام ابنته بمؤيد :عادى قالى كل شئ نصيب
شادن بحزن:ببساطه كده
هشام :أنتى عاوزة ايه ..أو عاوزة مين
شادن بعد أن انتبهت لما قالت ولما قاله والدها :هاااا لا مش عاوزة حاجه انا استغربت بس انه لما كان هنا كان بيتحدانى اوى
هشام :حبيبتى انا وافقت انك تقابلى سليم علشان تاخدى القرار الصح ولو انى كنت أفضل تقابلى مؤيد كمان وبعدها تكونى رأى صح
شادن:لا ياحبيبى كفاية سليم
هشام:عموما براحتك ..يلا تصبحى على خير
شادن :وحضرتك من أهل الخير
عادت شادن إلى غرفتها ولكن لم يغمض لها جفن حتى الصباح فهى عاتبت نفسها كثيرا على عنادها خصوصا بعد ما رأت نظرة ألم واستشعرت صدق مشاعر مؤيد
↚
***مر الليل بطوله على الجميع منهم من بات ليله سعيدا ولكن يؤرقه حديث والده ومنهم من بات ليله حزين ويفكر كيف سيحظى بمعشوقته ومنهم من باتت تلعن عنادها
وفى اليوم التالى استعدت عائلة الدكتور هشام لملاقاة سليم ووالدته
ارتدت شادن فستان طويل من خامه الجبردين بدون أكمام اصفر اللون به وردات كبيرة بألوان زاهية وجاكيت قصير من خامة الجينز بدون أكمام أيضا
تناغم لون الفستان وبساطته مع جمالها الطبيعى ولون شعرها الذهبى
تقابلا العائلتان ماعدا المستشار كمال الأعصر والد سليم وتصافحا وتولى سليم مهمة تعريف والدته على عائلة دكتور هشام الذى تعرفت عليه وتعرف عليها بمجرد رؤية بعضهما فهى من ضمن حالاته المهمه
وعند رؤية السيدة نادية لشادن علمت سر تمسك ابنها بتلك الجميله صاحبة النظرة الملائكية
جلس الجميع وتناولوا أطراف الحديث حتى طلب سليم من هشام الانفراد بشادن ثم قاما الاثنان وجلسا بالمنضده المجاورة
جلست شادن وهى تنظر بالأرض وتفرك كفيها من شدة الحرج
استشعر سليم بحرجها وقرر ان يكسر حاجز الصمت
سليم :شادن هشام الجمال .تعرفى ان اسمك جميل زيك وان من اول ماقريته فى المحضر وأنا اتشديت ليه
شادن :شكرا لذوقك
سليم:لا واول مادخلتى قولت طيب هحقق معاها ازاى دى ده انا اخاف اقولها كلمه تعيط
شادن:هههههه مش للدرجه دى
سليم :لا والله كنت خايف عليكى جدا ..لكن اعتقد ان إللى حصل حرمك تثورى على اى حاجه مرة تانيه
شادن:لا طبعا انا ماخوفتش لأنى كنت على حق
سليم:يعنى أنتى ممكن تعرضى نفسك مرة تانيه للحجز والاهانه دى
شادن:اكيد مادمت بدافع عن حق ربنا معايا
سليم وقد شعر ان كلام والده على حق ولكنه لن يضيع فرصة الارتباط بها وليكن مايكن وبعد ذلك يستطيع منعها عن أى نشاط
اما شادن فبدأ القلق يدب فى اوصالها من حديثه ولكن عنادها اقوى بكثير
سليم:تعرفى ياشادن أنا حاسك زى البسكويته خايف عليكى من الكسر
شادن:بس انا مش كده أنا قويه وليا شخصيتى
هو انا ممكن اسألك سؤال
سليم :اتفضلى
شادن:هو انت خرجتنى ليه
سليم :خرجتك لان ماكانش عليكى اى اتهام والمحضر إللى اتعمل فى المديريه كان بيأكد انكم عملتوا مظاهرة سلميه اعتراضا على قرارات العميد
شادن:ولو المحضر كان بيدينى كنت هتخرجنى برده
قولتلك هخرجسليم:لوك هكون بكدب عليكى وكمان لو قولت هحجزك هكدب برده لانى وقتها كنت هموت فى صراع بين قلبى وضميرى المهنى
وعند هذه النقطه كادت شادن أن تحسم قرارها فهى الآن تأكدت من منهم حبه لها أكبر من اى شئ ومن أمن بفكرها وكان سبب فى تحريرها
ولكن كالعادة تسرع مؤيد يضيع منه الفرصه فقبل ان تنطق وتعتذر لسليم على رفضها له اتتها رساله من هذا الرقم المجهول محتواها(أنا عارف انك لسه بتكونى رأى وشايفك وحاسس بترددك بلاش تضيعى كل حاجه وزى ماقولتلك انتى على أسمى من وقت ماشوفتك)
وياليتها لم تقرأ الرساله فقد زاد عنادها وتحديها
سليم:ايه ياشادن حاجه مهمه
شادن:لا ابدا دى صاحبتى
سليم:ها قررتى ايه ولا محتاجه وقت تفكرى وتبلغينى بقرارك
شادن بعناد:لا مش محتاجه وقت تقدر تحدد معاد مع بابى وتتفضلوا فى أى وقت
*** هى بعنادها وهو بتهوره ومازال التحدى بينهم مستمرا ولكن هل سيفوز بقلبها أم لا ***
بعد أن قررت شادن الاستمرار فى عنادها واكمال انتقامها من مؤيد وأعطت لسليم حرية تحديد موعد مع والدها عادا إلى حيث يجلس عائلاتهم وأبلغهم سليم بما أتفقا عليه
سليم:دكتور هشام ياريت لو حضرتك تحدد يوم نزوركم انا ووالدى ووالدتى علشان نقرأ الفاتحه ونتفق على معاد الخطوبه
هشام :البيت بيتكم ياابنى وتقدروا تتفضلوا فى الوقت إللى يناسبكم
نادية والدة سليم:على خيرة الله يناسبكم يوم الخميس إللى هو بعد بكره ان شاء الله
هشام وشاهيناز:تمام هننتظركم ان شاء الله
استأذن هشام الجمال وأسرته بعد قليل من الوقت وعادوا إلى منزلهم
اما شادن فمن بعد مااتتها الرساله النصيه وابلغت سليم قرارها إلى أن عادت إلى منزلها وهى شاردة ولا تنطق حرفا..مما أثار فضول ودهشة والداها وجعل القلق يدب بنفس والدتها ونقلته بدورها إلى زوجها
هشام:شاهى لازم تتكلمى معاها انا فعلا حاسسها مش مبسوطه
شاهيناز:بنتك عنيدة وصعب تقتنع بكلامى أو ترجع فى قرارها ..بالرغم من أن سليم انسان مهذب ومحترم وتقريبا فيه كل مميزات العريس إللى مايترفضش لكن مش شيفاه مناسب لشادن حاسه انه راجل اوى
هشام :وده من وجهة نظرك عيب ماهو لازم يكون راجل
شاهيناز :اسفه غلطت فى التعبير أقصد يعنى عنده وقار وهاله كده ...يعنى تحسه أكبر من سنه اوى
هشام وقد فهم مقصدها :اها فهمتك انتى عاوزة تقولى ان شادن باين عليها سنها وأنها أصغر من سنها كمان مرحه وشقيه عايشه الحياة بطبيعتها لكن سليم مقيد بمنصبه والشكل العام إللى اللازم يكون عليه وكيل النيابه
شاهيناز وكأنها وجدت ضالتها :أيوة بالظبط كده هو ده قصدى حاسه تفكيره ونضجه أكبر منها بكتير وان لو حصل بينهم نصيب هيكون فى فجوة كبيرة فى الفكر خصوصا لو شادن فضلت متمسكه بأرائها
هشام :لا ياشاهى هى لازم تعرف من الوقت ده ان منصب سليم ومركزه الإجتماعى مسؤل منها هى كمان وان أى غلطه ممكن تسئ ليه وتأثر على مستقبله الوظيفى
شاهيناز :وتفتكر بنتك هيهمها الكلام ده
هشام :انا مش مرتاح لموافقتها دى حاسس انها مذبذبه
شاهيناز ولا أنا مرتاحه..ربنا يستر
↚
...وعند شادن كانت تقرع الغرفه ذهابا وايابا ولا تستطيع النوم كيف وضعت نفسها بهذا الموقف وإلى أين سيصلها عنادها لقد دق قلبها لمؤيد وماتفعله الان ماهو الا ظلم واستغلال لسليم ..منذ متى وهى تحولت لتلك الشخصيه الغير مستحبه لها ..جميعها كانت تساؤلات تدور بعقلها وبعد معاناه كبيرة قررت الاستسلام للنوم لعله يكون مهربها الوحيد الآن من حيرتها
...وبمكان آخر وعائله أخرى كان النقاش حاد لأقصى درجه بين المستشار كمال الأعصر وزوجته وولده سليم
فالسيد كمال لم يشعر بالارتياح لهذه الزيجه بالرغم من انه لم بتقابل مع شادن ولكنه استطاع جمع بعض المعلومات عن طريق علاقته بعميد كلية التجارة ولسوء حظ شادن وربما يكون حسن حظها هو ذاته العميد الذى اتهمها من قبل بالاعتداء عليه وعلى أمن الجامعه ولأن سيادة المستشار يحكم بالادله فاعتبر حديث صديقه أكبر دليل على إدانتها وحين علم من مصادر أخرى ان الرائد المسؤول عن التحقيقات تقدم أيضا لخطبتها فتأكدت القرائن أمامه انه ساعدها على الخروج من دائرة الاتهام عن طريق إعداد محضر لم تجد به النيابه ثغره لادانتها..وبالطبع عرض كل هذه المعلومات امام زوجته وولده اللذان حاولا جاهدان الدفاع عن شادن
ناديه:مش معقول إللى انت بتقوله ده ياكمال مايمكن العميد متحامل عليها وكمان لو الرائد ده اتقدملها ليه ماوفقتش بيه ووافقت بسليم
كمال :انا ماعرفش أسباب رفضها كل إللى عرفته بلغتكم بيه وأنا شخصيا رافض البنت دى من غير ماأشوفها
سليم:بابا حضرتك اول مرة تتدخل فى قراراتى وده مش أى قرار دى حياتى واختيار قلبى
كمال :مظبوط اختيار قلبك انت قولت المفيد انا اول مرة اتدخل لأنك لأول مرة تخذلنى وتلغى عقلك إللى طول عمرى بثق فى قراراته
ناديه :وأنا قلبى حاسس انك ظالم البنت دى ياكمال وأنت عمرك ماظلمت حد انت ياما كانت بتقف معاك قضايا وترفض تحكم بالظلم وتأجل الحكم فيها لحد ماتتأكد
سليم:ودى مش أى قضيه ياأمى دى قضية عمرى يمكن أنا ماعرفش شادن غير من يومين لكن بجد مش قادر أمنع قلبى يحبها وانا هثبت لحضرتك براءة شادن
كمال:أتمنى انها تطلع زى ماانت متوقع وماتكسرش قلبك ..أنت ابنى الوحيد وماتمناش حاجه فى الدنيا غير سعادتك
ناديه وهى تربت على يده:ربنا يخليك لينا وميحرمناش منك ياكمال
سليم:بابا بعد اذنك بلاش تصغرنى وترفض تحضر معانا المقابله يوم الخميس
كمال :انا مقدرش اصغرك وهحضر لكن بشرط مافيش خطوبه غير بعد ماتثبت برائتها قدامى
لم يجد سليم ردا غير الموافقه على كلام والده وسيسعى جاهدا لجمع المعلومات الدقيقه من داخل الجامعه لمعرفة ماحدث ولكن بقى شيئا شغل تفكيره وهو هل بالفعل تقدم لها هذا الضابط بالفعل ام لا وهل يوجد له منافس على قلبها ام هى وافقت على الارتباط به لمبادلتها له نفس الشعور
......... وبداخل مديرية أمن الاسكندريه وبالأخص بمكتب الرائد/مؤيد رسلان جلس مؤيد يتابع إحدى القضايا الإرهابية المهمه التى تم تكليفه بها من قبل رؤساءه ولكن ذهنه المشتت جعله لم يستطع متابعة عمله وقرر الاتصال على من اذهبت عقله وارهقت فؤاده أمسك بهاتفه المحمول وحين ظهر اسمها بين القوائم ضغط على زر الاتصال بدون تردد ولا شعور بتأخر الوقت
وعلى وسادة مجاورة للوسادة النائمه عليها شادن وجدت هاتفها يهتز مما أفاقها من نومها وقامت بالرد دون النظر لهوية المتصل ..وكانت قد استغرقت بنومها بعد عناء التفكير
وبصوت ناعس هادئ يدل على رقة صاحبته:الو
مؤيد:أنتى بتردى كده على كل التليفونات
شادن بدون إدراك:اها ..مين معايا
↚
مؤيد :لا والله اها ..طيب من دلوقتى ماترديش على التليفون وأنتى نايمه خالص عاوز اسد يرد تتخنى صوتك مش ألو وقلد صوتها مثلما ردت عليه
وإلى هنا استعادت شادن وعيها وانتفضت جالسه :مين معايا
مؤيد:لا والله كل ده مش عارفه
شادن:أنت ازاى تكلمنى فى الوقت ده وازاى أصلا تكلمنى وانت مالك ارد ازاى ومااردش ازاى
مؤيد مقاطعا:ايييه بس بس ياماما ايه كمية ازاى دى صحيح هو الوقت أتأخر اوى لكن مقدرتش مكلمكيش لكن انا مالى تردى ازاى ..لا بقى ده مالى ومالى كمان قولتلك قبل كده أنتى على أسمى من لحظة ماشوفتك وأنا مقبلش ان حد يسمع صوتك كده
شادن متعجبه من جرأته:ياسلام ده إللى هو ازاى برده ..واضح انك مغيب او المعلومات ماوصلتكش المرة دى ..أنا قراءة فاتحتى يوم الخميس ولو اتصلت بيا تانى هكون مضطرة أقول لخطيبى يوقفك عند حدك
مؤيد بصدمه:قراءة فتحتك أنتى وافقتى على سليم ؟
شادن بعناد:أيوة
مؤيد:ماشى ياشادن براحتك ..بس يكون فى علمك انتى بتاعتى انا وقراءة الفاتحه دى هتكون على روح خطيبك إللى بتهددينى بيه ان شاء الله
ابتسمت شادن من حديثه وأنها استطاعت اغاظته ومضايقته وأيضا استمتعت بغيرته ثم انتبهت انه اغلق الاتصال وانتبهت أيضا على سعادتها ولامت نفسها عليها فهى ستكون ملكا لرجل آخر وليس من حقها التفكير بغيره فكفاها انها ظلمته بسبب عنادها وعليها الآن الحفاظ على حقه فى الانفراد بتفكيرها
مر اليومان السابقان لميعاد المقابله دون أي أحداث غير ان سليم بدأ يبحث عن دليل لبراءة شادن من اتهامات العميد لها ..وعلم مؤيد ببحث سليم فى الموضوع عن طريق أحد أصدقائه من الضباط المسؤلين عن تأمين الحرم الجامعى وهو نفس الشخص الذى أخبره بحقيقة ماحدث وقت المظاهرة السلميه وأكد له أن العميد هو من دبر لهم المكيده
وكانت هذه المعلومه لمؤيد كالكنز فبها سيستطيع زعزعة ثقة شادن بسليم
وباليوم المحدد لزيارة عائلة الأعصر لعائلة هشام الجمال استعدت عائلة الجمال على أكمل وجه لاستقبال الضيوف كما استعدت شادن وارتدت طقم رقيق عبارة عن بنطلون أسود وبلوزه من اللون الابيض بها بعض التطريزات البسيطه من اللون الأسود والأحمر على شكل وردات صغيرة وتاركه لشعرها الذهبى الطويل العنان بدت كالبدر ليلة تمامه ابتسمت والدتها وضمتها إلى صدرها وقت أن رأتها ونطقت بأسم الله ودعت لابنتها بالسعاده
شادن:حبيبتى يامامى ربنا يخليكى ليا
شاهيناز :ويحفظك ياقلب مامى
↚
وصل سليم بالموعد المحدد واستقبلهم هشام الجمال وزوجته ورحبا بهم واصطحبوهم إلى غرفة الاستقبال
هشام :أهلا وسهلا شرفتونا
كمال بوجه خالى من التعابير:أهلا بحضرتك الشرف لينا
نادية:والله الشرف لينا يادكتور ده حضرتك والمدام من افضل الناس
بينما جلس سليم صامتا يبحث بعينيه عن ملاكه الصغير ويتمنى أن ينتهى اليوم بخير بعد ما لاحظ تعبيرات وجه والده وطريقة حديثه معهم
استأذنت شاهيناز من الحضور للقدوم بصحبة ابنتها
وبعد لحظات عادت ومعها شادن بطلتها الملائكية الجميله التى سحرت سليم منذ رأها وأعجبت والدته برقيها وذوقها باختيار ثيابها وتنسيقها...أما المستشار كمال الأعصر فبالرغم من اعجابه بجمالها الا ان اعتقاده أنها مثيرة للشغب جعله اعمى عينه عن المظهر الخارجي لها
تقدمت شادن ومدت يدها للمصافحه وبدأت بوالدة سليم حيث انها تعرفها مسبقا وهى دورها قامت بدور التعريف بين شادن وكمال ثم مدت يدها لسليم الذى شرد بجمال عينها
جلست شادن بجوار والداها..ثم بدأ المستشار كمال الأعصر الحوار بطلب شادن للزواج من ابنه سليم
كمال:أظن يادكتور هشام حضرتك عارف احنا هنا انهارده ليه
ابتسم هشام وهز رأسه دليلا على المعرفه
كمال:احنا طالبين ايد بنتك شادن لابنى سليم
هشام :حضراتكم ناس محترمه وسليم ونعمه الرجال ويشرفنى طبعا نسبكم
كمال :على خيرة الله شوف طلباتكم ايه ومعتقدش ان احنا هنختلف فى حاجه زى دى
هشام:أكيد مش هنختلف
كمال :بس انا ليا كلمتين احب اوضح بيهم كل شئ من البدايه
وإلى هنا ابتلع سليم لعابه بصعوبه وبرزت عنده تفاحة آدم وتوترت والداته من حديث زوجها
أما هشام وزوجته اهتما كثيرا ان يعرفا مقصده
لم تهتم شادن لما يقول كمال وكانت على أهبة الاستعداد أن تهشم المعبد فوق رؤوس الجميع
هشام :اتفضل ياسيادة المستشار كلنا اذان صاغيه
كمال:أنا عرفت أن بنتنا شادن كانت عامله مظاهره وده كان سبب معرفة سليم بيها وطبعا زى ماحضراتكم عارفين منصب سليم ابنى حساس وبعد ماانا شاء الله تكون شادن خطيبته أو مراته مش هينفع تحط نفسها فى وضع زى ده وتحطه هو كمان
انزعج هشام وزوجته من حديث كمال وربتت شاهيناز بيدها على يد ابنتها بإشارة منها حتى لاتندفع بالحديث والرد فهى تعلم تسرع ابنتها وعصبيتها
هشام:والله ياسيادة المستشار كلنا كنا زى شادن أيام الجامعه بنرفض الظلم والاستبداد ولا حضرتك زمان ماخرجتش مظاهرات ولا مسيرات
كمال :أنا لا اطلاقا كنت مركز فى دراستى وبخاف على سمعة والدى لانه كان قاضى برده
ناديه ملطفه للحوار:ياجماعه إللى شادن عملته ده حماسة شباب وفعلا يادكتور كلنا عملنا كده هو كمال إللى كان منضبط بزيادة شويه
سليم:الحقيقه كل حكايات جدى عن بابا كانت انه جد جدا حتى جدى نفسه كان بيتضايق من كده
كمال:ده الصح بس هنقول ايه شباب اليومين دول متهورين زيادة عن اللزوم
هشام:بس تعرف ياسيادة المستشار انا فخور جدا بموقف شادن ولو حضرتك عرفت هى واصحابها نظموا المظاهرة السلمية ليه وبأكد على كلمة سلمية حضرتك هتفتخر بيها
كمال :انا عرفت انها رافضه قرارات الدكاترة والمعيدين والعميد
هشام :قرارتهم إللى هى ان تقدير الطلبه بيتحدد على شراء المجلدات والكتب بتاعتهم مش على درجات الامتحان بمعنى أن الدكتور او المعيد بينشر كتاب لمادته وبيلصق باخره استماره لو الطالب ماشتراش الكتاب وارفقها بورقة الاجابه حتى لو مجاوب الاسئله
كلها اجابه صحيحه يشيل الماده تفتكر ياسيادة المستشار ده العدل
كمال :لا طبعا مش عدل يعنى مجهود الطالب طول السنه يروح علشان تمن كتاب ممكن مايكونش معاه تمنه ..برافو عليكى يابنتى اكيد ليك حق تفتخر بيها
شعر هشام بالسعادة لانه استطاع الأخذ بحق ابنته كلام كمال عن ارائها
اما شادن فلم يروق لها الحديث ولن تتخلى عن ارائها سواء التى أثنى عليها سيادة المستشار أو غيرها وستظل دائما وابدا الفتاة الثائرة على الظلم
هدئ سليم ووالدته بعد ثناء والده على فعلة شادن وأصدقائها ورجوع الهدوء للحوار بعد أن آحتد من كمال وتقبله هشام بالأدب والإحترام
عاد الحديث عن الخطبه وتم الإتفاق وقراءة الفاتحه
باركت العائلتان لعضهما وللعروسان
سليم:احنا هنسيب معاد الخطوبه مفتوح علشان حجز القاعه
هشام وهو ينظر لزوجته وابنته :أعتقد كده أحسن وتكون كمان شادن ومامتها جهزوا نفسهم
نادية :ان شاء الله تلاقوا حجز قريب
↚
سليم:بعد اذن حضرتك اجى بكرة اخد شادن ونشوف القاعات
هشام:لو مناسب لشادن مافيش مانع
شادن:أيوة مافيش عندى محاضرات مهمه بكره
سليم :خلاص بكره ان شاء الله همر عندك الساعه عشره صباحا نفطر مع بعض ونشوف القاعات
هشام بمداعبة:ماشى ياسليم ولو ان انت استأذنت تشوفوا القاعات مش على فطار ها
سليم بابتسامه هادئة :معلش يادكتور عديهالى المره دى
ضحك الجميع ولكن كل بداخله غير مايظهره فسليم لم يجعل ميعاد الخطبة غير محدد للسبب الذى قاله عن حجز القاعه فسواء هو أو والده لديهم من العلاقات ما يجعلهم يوفروا الحجز بما حددوا وليس العكس وإنما أراد تنفيذ رغبة والده بتقديم براءة شادن
اما شادن فوافقت على الخروج حتى تخبر سليم انها لن ترجع عن قرارتها وارائها ولن تغير من طريقة حياتها من أجل أى انسان وستترك له حرية الاختيار بعدها
انتهت الزيارة وتنهدت شاهيناز انها مرت بسلام ولم تعجب مطلقا بطريقة المستشار كمال وزاد شكها عن اتمام هذه الزيجه
&&&ماذا سيحدث غدا وهل سيتقبل سليم شادن على حالها ويكمل الزواج ؟
فى الصباح وفى تمام العاشرة صباحا صف سليم سيارته أمام العقار المقيم به هشام الجمال وأسرته وقتها فقط تذكر انه لم يحصل على رقم هاتف شادن حتى يبلغها أنه بانتظارها فقرر أن يحادث والدها ويبلغه فأمسك بهاتفه وضغط على زر الإتصال وانتظر الرد
هشام /سلام عليكم
سليم :وعليكم السلام اسف على ازعاج حضرتك دكتور هشام
هشام/لا ياابنى ولا يهمك
سليم /كنت عاوز أبلغ شادن انى وصلت تحت العمارة
هشام /تمام هى جاهزة طيب اتفضل اطلع شويه
سليم /لا متشكر جدا علشان نلحق وقتنا
هشام/حاضر هى نازله علطول
سليم /انا فى انتظارها براحتها ..مع السلامه
هشام /سلام
اغلق الخط ونظر هشام لشادن ليتأكد من استعدادها وبالفعل كانت مستعدة تبادلت السلام مع والداها واستقلت المصعد إلى الدور الأرضى وجدته ينتظرها واقفا أمام سيارته لن تنكر انه وسيم جذاب له طله رجوليه وهيبه طاغيه
اما سليم فبمجرد ما نظر لها وجد نبضات قلبه تتلاطم كالامواج فهى جميله ناعمه بريئه كالأطفال خاصة وهى ترتدى تلك الملابس الرياضيه فهى ارتدت بنطال من خامة الجينز بلون السماء وقميص قطنى من اللون الوردى مع حذاء رياضى مزيج من اللونين الوردى والابيض ونظارة شمسيه من اللون الأبيض
سليم:صباح الجمال والرقه ايه القمر ده
خجلت شادن من كلماته وانصبغت بشرتها الحليبيه باللون الأحمر مما زادها جمالا
سليم :ايه القمر خجول كده اومال فين البنت القوية بتاعة المظاهرات والاعتصامات
شادن:قوية بس بتكسف عادى يعنى
سليم:حد يتكسف من خطيبه
شادن:اه عادى
سليم:هههههه لا ده واضح انك مكسوفه اوى
لم تستطع شادن الرد حيث انتبهت لاهتزاز هاتفها معلنا عن رساله نصيه وعندما قرأت محتواها اضطرب جسدها وزادت دقات قلبها..نعم هى من مؤيد ومحتواها (والله ياشادن لو فكر يمسك ايدك لهيكون يومك مش معدى واه صحيح أياكى تضحكى قدامه لما اشوف عندك هيوصلك لحد فين )
أغلقت الرساله وضمت الهاتف ناحية قلبها وكادت تطير من السعادة لاتعلم لما فعلت هذا التصرف التلقائي ولكنها فعلته دون شعور وكأن قلبها هو من حرك يدها ورسم الابتسامه على شفاها
انتبه سليم لهذه التعابير على وجهها وود ان يعلم سببها
سليم:خير حبيبتى جالك خبر حلو
شادن بارتباك:هاااااا ..لا عادى ده زملاتى بيبلغونى بمعاد مظاهرة بكره
ذعر سليم مما قالت شادن واوقف السيارة بجانب الطريق
شادن:ايه وقفت ليه
↚
سليم:مظاهرة ايه ياشادن إللى هتعمليها بكره
بالطبع لم يكن بالغد اى مظاهرات لكن شادن اثارت ان تقول له هكذا حتى يتثنى لها ان ترى ردة فعله وبالفعل أظهرها بقوة
شادن:هنعمل مظاهرة لكن ماتقلقش سلمية لان الدكاترة مصممين على قرارهم
سليم:والمظاهرة السلمية تتقلب لعنف وشغب والاقيكى فى المديريه وبعدها على النيابه صح
شادن ببرود:لا ان شاء الله مايحصلش حاجه
سليم:وان حصل ياشادن هيكون موقفى ايه هحجزك ؟
شادن:ده السؤال إللى انا سألته وانت معرفتش تجاوب عليه ..تفتكر ياسليم هتعمل ايه
سليم:اكيد مش هخالف ضميرى المهنى ولو أنتى مدانه هحجزك
شادن:ومش هتأمن بأنى على حق حتى لو أنا قولتلك انهم بيتهمونى بالباطل
سليم:هصدق الدلائل لو دليلك قوى هصدقك
شادن :وأنا كلمتى مش هتكون ثقه بالنسبه ليك
سليم:مايمكن بتقولى كده علشان تبرأى نفسك
لم تستطع شادن النقاش أكثر من ذلك مع سليم فقد كونت قرار حاسم ولا رجعة به علمت بداخلها ان سليم لم يكن للحظه الشخصيه المناسبه لها ولا تتفق مع شخصيتها ووجب عليها المواجهه
شادن:على فكرة ياسليم مافيش بكره مظاهرة ولا حاجه الرساله كانت رساله عاديه ضحكتنى بس لكن احب اعرفك انى لا يمكن اتغير وان وقت ماهقرر اقف قدام الظلم مهما كان مش هعمل حساب لأى حد حتى ولو كان الحد ده جوزى إللى يهمه مركزه اكتر من ثقته بمراته أو خطيبته
سليم:يعنى لو مستقبلى العملى واقف على تغيير رأيك فى موضوع او الاحتفاظ برأيك لنفسك هتختارى تعبرى عن رأيك
شادن :اكيد طبعا
سليم :بس دى أنانيه منك
شادن:لو انا أنانيه ماكنتش حاربت الظلم مع انى معايا تمن الكتاب وكل همى كان زملاتى إللى ميقدروش يشتروا الكتاب
سليم:ده كلام شعارات وحماسة شباب
شادن:بيتهيألى احنا الإتنين مش مناسبين لبعض ربنا يوفقك مع انسانه غيرى
سليم: شادن انا حبيتك وبلاش اختلاف فى الرأى يخسرك الحب ده
شادن:صدقنى انا بحترم حبك وبحترمك ومش هقدر أخدعك مش قادرة ابادلك نفس الشعور اعذرنى
حزن سليم بشدة من حديث شادن فهو ليس بطفل حتى توافق عليه ثم تضعه باختبار وبعدها ترفضه بهذه الطريقه وبدأ يظهر عليه الغضب وبرزت عروقه وتطاير الشرر من عيناه ..لدرجه ارعبت شادن وجعلتها تضع يدها على فتح باب السيارة ولكن غضبه اعماه وجذبها من ذراعها
سليم بعصبيه:أستنى هنا انتى رايحه فين انا ليا كلام مع باباكى مش كلام أطفال هو
شادن بصراخ:اوعى كده سيب ايدى
ظل سليم ممسكا بذراعها محدثا به علامات من شدة ضغطه عليه ولم ينتبه لتلك العيون المراقبه والتى ماان وجدت الموقف آحتد بينهم الا وأتى وقام بفتح الباب المجاور لشادن وانحنى بجسده لنزع يدها من قبضة الاخر وانزلها
سليم معترضا:انت مين وازاى تتجرأ وتعمل كده
مؤيد:اشششس ولا كلمه ثم التفت لشادن واكمل وانتى روحى استنينى فى عربيتى وقبل أن تعترض صرخ بها هو الاخر يلااا
ذهبت شادن مسرعه إلى سيارته الواقفه خلف سيارة سليم
سليم:انت متعرفش انا مين وبصفتك ايه بتتدخل بينى وبين خطيبتى
مؤيد:لا عارف انك سليم الأعصر وبصفتى ايه ده هتعرفه بعدين ..ثم أشار له بيده بمعنى سلام
ذهب مؤيد إلى سيارته تاركا سليم مصدوما مما حدث وربما كانت صدمته هى ماسهلت مهمة مؤيد فى أخذها بهدوء
استقل مؤيد سيارته وجلس بمقعد السائق وشادن بالمقعد المجاور وحالتها سيئة لأقصى درجه فما تعرضت له لم تكن تتوقعه من شخص هادئ مثل سليم
ولكن من الواضح انها أصبحت لاتستطيع الحكم بطريقه صحيحه
مؤيد:اهدى خلاص مافيش حاجه انا هوصلك للبيت
شادن:أنا خوفت منه اوى
↚
مؤيد وهو يربت فوق شعرها:ماتخافيش انا معاكى وعمرى ماهسمح لحاجه تأذيكى
نظرت له شادن بامتنان وشكرته على مساندته لها
مؤيد :هو انفعل عليكى كده ليه هو شاف الرساله
شادن:لأ علشان انا قولتله اننا مش هننفع لبعض
مؤيد وقد ظهر على ملامحه الفرحه :نعم قولتيله ايه
شادن:قولتله احنا مش هننفع لبعض
مؤيد وهو يقلد صوتها:وده ليه ماكان خطيبى وهبلغ خطيبى فجأه كده رميتى الراجل
شادن بعناد:تصدق انا صح غلطانه رجعنى لسليم حبيبى اقوله حقك عليا
مؤيد:سليم ايه ياماما حبيبك حبك برص ياشادن على الله شوفى على الله تقولى على أى حد غيرى حبيبك فاهمه
شادن وقلبها يرقص فرحا وللحظه تناست ماحدث معها منذ قليل:لا طبعا مش فاهمه واوعى خيالك يصورلك انى رفضت سليم وهوافق عليك
مؤيد:خيالى يصورلى..انتى خلاص وافقتى عليا
شادن:هههههه ده فى خيالك
مؤيد:ماانتى خيالى واخدتى عقلى واحتليتى قلبى
خجلت شادن من حديثه بالرغم من فرحتها به فمن منا لم تتمنى هذا الرجل الذى يحتل قلبها بالقوة ويفرض حبه عليها من يكون حمايتها من ماتحمله الأيام لها فمن اول معرفتها به وهو يحميها ويحافظ عليها أصر على حبه لها رغم عنادها الذى اوشك بها على خسارته
من منا لم تتمنى قلب مؤيد يسكن قلب كل رجل
لم تشعر شادن أنهم وصلا إلى العقار الذى تقطن به الا عندما نبهها مؤيد
مؤيد:على فكرة احنا وصلنا
شادن:شكرا على كل إللى عملته علشانى
مؤيد:متشكرنيش حافظى على قلبى إللى حبك ..أنا هكرر طلبى لوالدك بالارتباط بيكى موافقه
انصبغت وجنتاها بلون الكرز الأحمر وهزت برأسها دليلا على الموافقه ثم اختفت من أمامه فى لمح البصر
صعدت شادن إلى منزلها وقلبها لم تسعه الفرحه ولكن ماان خطت بقدمها داخل المنزل الا ووجدت سليم يجالس والداها وجميعهم بانتظارها
كادت شادن أن تصفعه بشئ ولكن استطاعت السيطرة على أعصابها حتى تفاجأت بسؤال والدها
هشام :مين إللى آخدك من خطيبك ياشادن
شادن بعصبيه:لااا ثوانى يابابى من فضلك اسألنى السؤال بطريقه صح اسألنى مين إللى انقذك من الإنسان إللى ااتمنته عليكى ياشادن
هشام :يعنى ايه سليم اذاكى او اتعدى عليكى بأى شكل غير مقبول
شادن وهى تشير إلى العلامات بذراعها :ايه رأى حضرتك يابابى وحضرتك يامامى
شاهيناز :ياخبر ايه إللى حصل ياسليم بيه
سليم:ولا حاجه كانت عاوزة تنزل من العربيه ومسكتها من ذراعها علشان ارجعها تانى
وإلى هنا انهارت حصون شادن وسيطرتها على أعصابها وصرخت به :انت كداب انا اول ماقولتلك احنا مش هننفع لبعض انت ثورت وانا لما خوفت حاولت انزل من العربيه شدتني من ذراعى ومسكتنى جامد فضلت أصرخ لحد ماجه مؤيد واخدنى ووصلنى لهنا
↚
كادت الصدمه ان تشل حركة الجميع فسليم انكشف كذبه ..اما شاهيناز وهشام فتفاجؤوا من شجاعه وبسالة مؤيد حتى بعد رفضهم له
شادن:اعتقد ان دلوقتى مالكش عين ترفعها قصادهم وياريت تنسى أنك شوفتنى وأنا هنسى انى شوفتك
هشام:سليم للاسف انا اعتقدت انك افضل من كده بكتير
انسحب سليم دون أن ينطق بحرف وانطوت صفحته للأبد
قام هشام وضم ابنته له واعتذر لها عن سوء ظنه وتصديقه لرواية سليم
اما شاهيناز الأم المصريه كل مايهمها هو مستقبل ابنتها ومن البدايه هى استشفت حب مؤيد لابنتها
شاهيناز:هو مؤيد ماقلكيش حاجه بعد ماانقذك من سليم
شادن ارضاءا لفضول والدتها: أيوة يامامى قالى انه هيطلب من بابى ايدى مرة تانيه
شاهيناز:وأنتى ايه رأيك المرة دى
شادن :إللى بابى يشوفه
هشام:هههههه واضح انك وافقتى ..حاضر ياستى هوافق
ولم يكمل هشام حديثه حتى اتاه أتصال مؤيد مجددا طلبه وابلغه هشام ان يأتى بصحبة والداه فى الغد حتى يعرض مطلبه لها بالزواج بطريقة رسمية
فرح مؤيد واثنى قرار هشام وشكره
&&&&&ماذا سيحدث بين مؤيد وشادن وكيف ستكون الأيام بين العنيدة والمغرور
عند إتصال مؤيد بهشام كان بمنزله ويجلس بمرافقة والدته السيدة سهام التى من رأت السعاده ظهرت على ملامح أبنها حتى ابتهجت وأضاءت ابتسامتها وجهها
سهام:وافق ياقلب ماما
مؤيد:هو يقدر مايوفقش ياسمسمه ده ابنك مش أى حد
سهام :بس تعالى هنا احكيلى ايه إللى حصل بينها وبين سليم علشان وايه التحول ده أنت مش كنت بتقول انهم اتقابلوا واتفقوا خلاص
سرد مؤيد لوالدته ماحدث بين سليم وشادن وما علمه منها عن موقفه من ارائها ورد فعل سليم عند رفض شادن لعلاقتهم دهشت سهام من حديث مؤيد عن سليم فهو كما يتضح لمن حوله شخصيه خجوله هادئه يمتاز بحسن الخلق فكيف له أن يكون بهذه الشخصيه المخادعه واستطاع إقناع الجميع بوجه آخر له وناقشت مؤيد بما يدور ببالها
مؤيد:عادى يا أمى فى كتير كده وفى ناس اكتر بتخدعهم المظاهر والشكل الخارجى
سهام:معاك حق ياحبيبى انا شخصيا انخدعت فى سليم وبصراحه خوفت على مشاعرك وجرحهاوحسيت انك بتواجه خصم قوى
مؤيد:أنا حبيت شادن من قلبى وكنت مستعد اواجه الدنيا كلها علشانها
سهام:طيب انا هسألك سؤال وتجاوبنى بصراحه
مؤيد:اتفضلى
سهام:لو شادن أصرت على ارائها وكملت حياتها بشخصيتها الثائرة ونظمت مظاهرات ومسيرات وده ممكن يأثر على شغلك ومركزك هتختار شغلك ولا حبيبتك
مؤيد:انا دايما هكون فى ظهرها واحميها حتى لو من نفسها لكن مش همنعها تكون على طبيعتها هنصحها واعلمها الصح من الغلط لكن لو وصل الأمر للاختيار هختار حبيبتى بدون تفكير
سهام:وتتخلى عن شغلك إللى بتحبه ونجاحك وبطولاتك علشانها
مؤيد بثقه:أتخلى عن عمرى ونفسى علشانها
سهام :على خيرة الله ياحبيبى ربنا يسعدكم انا دلوقتى بس اتأكدت من حبك لشادن وبجد نفسى انزل دلوقتى ازورهم واتعرف على إللى خطفت قلب ابنى
مؤيد مداعبا:ايه ياسهوم هنغير من دلوقتى ونبدأ شغل الحموات
سهام :اخرس ياولد انا عمرى ماهكون حماة أنا هكون امها التانيه وعلى الله أنت تزعلها
مؤيد:هو انتى معندكيش وسط ياسمسم ياتبقى حماة ياتيجى عليا هههههه
سهام :كده ماشى يامؤيد شوف مين هيروح معاك بكره
مؤيد وهو يضم والدته بين ذراعيه ويقبل رأسها:حبيبتى ياأمى هو انا ليا بركه غيرك
سهام وهى تربت على يده المحتضنه لها:ربنا يسعدك ياقلبى..اسيبك أنا واروح اتكلم مع بباك واعرفه بالمعاد
مؤيد :لا حبيبتى أنا هطلع اتكلم معاه مش المفروض يعرف منى أنا
سهام:ربنا يباركلك ياحبيبى انت صح فاتتنى دى
خرج مؤيد من غرفته وتوجه حيث يجلس والده بغرفة مكتبه يستمتع بقراءة كتاب من كتب الأدب العربى
دق على باب الغرفة وانتظر حتى اذن له والده بالدخول وحين دلف إلى عنده انحنى بقامته مقبلا ليد والده والذى قام بدور الربت على ظهر مؤيد
مؤيد :سيادة اللواء عامل ايه الشغل واخدنى منك متزعلش منى
عبد السلام والد مؤيد:شغلك برده إللى واخدك منى ولا العروسه
مؤيد وهو يبتسم :هى سيادة المستشارة مابتدريش عليا خالص كده
↚
عبد السلام :تفتكر أبوك بعد العمر ده كله مستنى حد يعرفه حاجه
مؤيد :وايه رأى حضرتك يابابا
عبد السلام:رائي مش مهم المهم تقدر تتحمل ارائها وقراراتها وتقدر تتعامل مع اى موقف ينتج عن تصرفاتها إللى فهمته انها طيبه ورقيقة لكن ثائرة ورافضه الظلم بكل أشكاله
مؤيد :ده حقيقى يابابا لكن إللى شفته واتأكدت منه انها بترفض بطريقه سلميه مجرد اعتراض على الأوضاع الغلط
عبد السلام :ده حقها وهى صح وأنا عرفت مؤامرة العميد مع أمن الجامعه كمان واد ايه هى اتظلمت
مؤيد:ده حضرتك جمعت عنها معلومات كده
عبد السلام :تفتكر مش من حقى اعرف مين إللى خطفت عقل وقلب ابنى
مؤيد :لا ياحبيبى حقك
عبد السلام :وهنروح نقابل والدها أمتى ولا تحب اتوسطلك عنده
مؤيد :يابابا ياجامد ربنا مايحرمنى منك لكن عموما انا اخدت معاد منهم على بكره ان شاء الله
عبد السلام :تمام ياحبيبى هتلاقينى جاهز قبل منك وربنا يسعدك
وقف عبد السلام وعانق مؤيد وبارك له اختياره ..
مااروعك ايها الأب الحنون المتفهم للغة القلوب وكيف لايتفهم ويستطيع التعايش مع حالة ابنه وهو ذاته عاشق لزوجته وإلى الآن يغمرها بحبه واحتوائه
عاد مؤيد إلى غرفته وهو يحلق إلى عنان السماء من فرط سعادته ولم يستطع منع نفسه من سماع صوت معشوقته وكما كان حاله كانت حالتها تتمنى مهاتفته لها وتنتظرها وبمجرد ان ضغط على زر الاتصال وجد الرد
شادن :الو
مؤيد :مش قولت انا قبل كده الالو دى تتظبط ولا لازم اكدرك
شادن:ماانا ظبطها اهو وبعدين يعنى ايه اكدرك ديه
مؤيد :هى كده مظبوطه اومال الأول كانت ازاى..وبعدين ياستى التكدير ده فى أنواع كتير بس هو عقاب عسكرى عموما
شادن:اهااااااا عقاب ..طيب هو حضرتك كنت عاوز حاجه
مؤيد:لا خلاص مش هكدرك..بس خليكى معايا شويه
ضحكت شادن بشده:ههههه يعينى تصدق صعبت عليا
مؤيد :صعبت عليكى ماشى ياشادن تصدقى أنتى إللى هتصعبى عليا لما اشوفك بكره
شادن:مؤيد ممكن اسألك على حاجه
مؤيد :اسألى يانور عين مؤيد
↚
شادن :باباك ومامتك يعرفوا انت قابلتنى فين وازاى
مؤيد:أيوة طبعا عارفين
شادن:ورأيهم ايه
مؤيد :أولا الموضوع ده يخصنى انا وبس ثانيا /انتى لو عرفتى رأيهم هتدلعى عليا براحتك ..انا مش هقولك اكتر من ان والدى ووالدتى بيوصونى عليكى وانتى بنفسك هتحكمى عليهم بكره لما تشوفيهم
شادن:مؤيد أنا مش عاوزة اتعرض لموقف زى إللى عيشته من أهل سليم وخصوصا والده مرة تانيه
مؤيد:ممكن تنسى كل إللى حصل وياريت ماتجبيش الاسم ده مرة تانيه على لسانك
شادن:حاضر
مؤيد :ياخبر شادن الجمال بنفسها بتقولى حاضر ثورجية الجامعه بتقول حاضر ياجدعان
شادن :ههههههه مرة من نفسك ماتتعودش على كده
مؤيد:لا ياشيخه بكره نشوف مين إللى هيتعود يقول حاضر وطيب ونعم زى الشطار
شادن :اهااااا ده فى خيالك
مؤيد:وانا اتعودت احول الخيال لواقع بدليل انى بكلمك وبكره هتكونى خطيبتى زى ماوعدتك انك على اسمى من يوم ماشوفتك
صمتت شادن ولم تجد ردا على ماقال فهو بالفعل احتل قلبها وعقلها وفرض سلطته عليهم
انتهت المحادثه بين مؤيد وشادن وذهب كلا منهما إلى النوم وهو هانئ البال مطمئن بوجود حبيبه بجواره
وبصباح يوم جديد استعدا كلا من العائلتان للمقابله بفرحة وود
وفى المساء استقبل دكتور هشام الجمال عائلة اللواء عبد السلام رسلان بالترحاب كما قابله الاخر بالود والاحترام
هشام :أهلا بحضرتك سيادة اللواء
عبد السلام :تشرفت بمعرفتك دكتور هشام ومعرفة اسرتك الكريمه
شاهيناز :نورتينا سهام هانم
سهام :ايه هانم دى انا سهام وبس احنا من هنا ورايح هنكون عليه واحده
شاهيناز :ده شرف ليا حبيبتى
سهام :الشرف ليا انا والله
تبادلا العائلتان الحديث الودود الخلوق ولم ينتبها لذلك الجالس يكاد ان ينفجر من عدم اهتمامهم بما أتوا إليه والداه وانجرفا فى الأحاديث الجانبيه ولم يتحدثوا فى الموضوع الأساسى لمجيئهم ولم يجد بد من أن ينبههم فاقترب من اذن والدته الحاليه بجواره وبصوت ضعيف لايسمعه احد
مؤيد:ماما انتوا جايين تتعرفوا ولا تخطبولى بنتهم
سهام:ياجماعه احنا اخدنا الكلام ولسه ماتعرفناش بالقمر بتاعتنا شادن
عبد السلام ضاحكا :هههههه واضح ان العريس مش قادر يصبر اكتر من كده واحنا عذبناه بما فيه الكفايه
ضحك الجميع وقامت شاهيناز للتأتى بصحبة شادن التى خرجت وهى ترتدى فستانا من اللون الأزرق ينعكس على لون عينيها فيعطيها بريقا من نوع خاص
عبد السلام :بسم الله ماشاء الله ربنا يحفظك يابنتى
سهام وهى تحتضنها:ماشاء الله قمر منور هتنورى عيلتنا
كان الحديث بين العائلتان هادئ ورائع واتفقا على اتمام الخطبه بأسرع وقت ولم يختلفا على أى شئ
عبد السلام :بما اننا اتفقنا يبقى نقرأ الفاتحه
هشام :إللى تشوفه حضرتك
رفع الجميع أيديهم لقراءة فاتحة العروسين ثم تمنى الجميع لهم السعادة والهناء
انتهت المقابله وودع هشام وزوجته عائلة مؤيد
..........
شاهيناز :مبروك ياحبيبتى ماتتصوريش انا فرحانه اد ايه
شادن:هو ليه يامامى انا ماشوفتكيش فرحانه كده المرة إللى فاتت
شاهيناز :بصراحه ماكنتش مرتاحه لسليم وعيلته لكن ماحبيتش احكم عليهم من غير مااعرفهم كويس
هشام:معاكى حق انهارده بس عرفت اد ايه فى اختلاف بين العيلتين انا كنت مبسوط واتمنيت الوقت مايعديش ونفضل قاعدين معاهم
شاهيناز :حقيقى هما أشخاص محترمين وتحس من اول لحظه بالارتياح معاهم
هشام :أنا كده مطمئن على بنتى
شادن :ياااه كل ده عرفتوه من اول مرة
هشام :الإنسان قبول ياحبيبتى وبكره تكبرى وتعرفى ان فى انسان ممكن تتقبليه من اول مرة
شادن :أنا حاسه انهم حنينين اوى
شاهيناز :فعلا
انتهى الحوار الدائر بين هشام وزوجته وابنتهم
وكان على الجانب الآخر يدور نفس الحوار بين مؤيد ووالداه اللذان أثنى على عائلة شادن كما تغزل والداه فى جمالها
مرت الأيام واقتربتا وتعرفاالعائلتان على بعضهما أكثر وجهزا سويا ليوم الخطبه الذى ظهر وكأنه حفل لأحد الملوك من روعة تنظيمه
↚
كما جذبت شادن الأنظار بطلتها البارعة الجمال حيث ارتدت فستان بلون الذهب توب بدون أكتاف ضيق من الصدر حتى الخصر ثم يبدأ بالاتساع كذيل السمكه
واضعه القليل من مساحيق التجميل وحمرة الشفاه
اما مؤيد فظهر كالفارس ببدلته الكلاسيكيه ووسامته الطاغيه وعضلاته البارزه
احتفل الجميع بالخطبه بجو ملئ بالبهجه والسعادة
اوصل مؤيد شادن إلى منزل عائلتها بعد الخطبه وتواعدا ان يلتقيا فى الغد ولكنه بعد أن وصل إلى منزله لم يستطع النوم بدون سماع صوتها وبقيا طوال الليل يتحادثان إلى أن غلبهم النعاس
وفى الصباح انتظر مؤيد شادن فى سيارته واقضا اليوم سويا كانت السعادة تحتل قلوب العاشقان
مؤيد :شادن انا بحبك
شادن :وانا كمان
مؤيد بفرحة :وأنتى كمان ايه
خجلت شادن ونظرت لأسفل
مؤيد :وأنتى كمان ايه ياشادن
شادن:بحبك
مؤيد وهو يصفق بيده بقوة :ياااه اخيرا ياشادن قولتيها ..ماتتصوريش فرحتنى اد ايه الكلمه دى خصوصا وانا حاسس انك بتقوليها من قلبك
شادن:وهى لو مش من قلبى عمرى ماكنت قولتها
مؤيد:أنا نفسى اطلب منك حاجه وتعمليها علشان خاطرى
شادن:اتفضل
مؤيد :ماتعمليش حاجه من غير مااعرفها دى اكتر حاجه ممكن تزعلنى وتوجعنى انك تدارى عنى
شادن :حاجه زى ايه طيب
مؤيد:اى حاجه ياشادن يعنى لازم اعرف انتى فين ورايحه فين ومع مين ولو ناويه تغيرى مكانك او خط سيرك لازم اعرف حتى لو ناوية تعملى مظاهرة تعرفينى
شادن:علشان تمنعنى
مؤيد:عمرى ماهمنعك لكن هحميكى
شادن :مؤيد انت وعدتنى من قبل الخطوبه
مؤيد :وأنا عند وعدى
شادن :وأنا كمان حنفذلك طلبك
مؤيد:ومافيش كلام مع ولاد غير بحدود انا بغير عليكى وغيرتى مجنونه
شادن :حاضر اى أوامر تانيه
مؤيد :دى مش أوامر دى طلبات من حبيبتى بنوتى الصغيرة
شادن:هههههه ماشى ياعم الكبير
مؤيد وهو يطرق بطرف أصابعه على رأسها :طبعا كبير ياباربى هانم
شادن بعصبيه:ماتقوليش ياباربى دى
مؤيد:هههههه بتغيظك ياباربى طيب ياباربى ياباربى
↚
شادن صارخه :بببببببس
ضحك مؤيد بأعلى صوته وداعب شادن على طرف انفها فضحكت هى الأخرى
انتهى يومهم وعادت شادن إلى منزلها وباليوم التالى بدأت فى ممارسة حياتها ودراستها...مرت الأيام بخير بينهم وفى كل يوم يزداد حبهم أكثر وأكثر
إلى أن نظمت المجموعه المصاحبة لهم شادن إحدى المسيرات السلميه داخل الجامعه وبالطبع علم مؤيد بهذه المسيرة من داخل الإدارة التابع لها ولم يعلم بها من شادن فقرر الا يتعجل بالحكم عليها فربما لم تكن مشاركه بهذه المسيرة وانتظر حتى يتقابل معها فى المساء ويسألها بنفسه
&&&&&هل ستشارك شادن بالمسيرة وهل ستصارحه ام لا وماذا سيكون موقف مؤيد اذا شاركت ؟
وبالمساء تقابل مؤيد مع شادن تمنى كثيرا ان تخبره بأمر هذه المسيرة من تلقاء نفسها وان لم تفعل سيحادثها بطريقه مباشرة كان كل مايهم مؤيد هو معرفة اذا كانت ستشارك ام لا ليستطيع حمايتها ولم يكن بباله ان ان يمنعها او يعترض على اشتراكها
اما شادن فكانت قد قررت المشاركه بدون اخباره خوفا منه أن يخلف وعده لها ويقوم بمنعها وحين ذاك سيحدث كثيرا من المشاكل وربما تضطر ان تبتعد عنه مهما كان حبها له ..كانت هذه وجهة نظرها ولم تكن تعلم انها بتفكيرها المحدود ستزيد الأمر سوءا وستضع نفسها بموقف صعب بالرغم من توعية صديقتها المقربه ماليكا بأن تخبره الا انها أبت وصممت على رأيها
فبالأمس تقابلا الصديقتان بالجامعه مع زملائهم لإتمام تجهيزات المسيرة وعمل اللافتات المعارضه لقرارات العميد والادارة
ماليكا :حبيبتى انا شايفه أنك تقوليله وحاسه انه مش هيمانع
شادن:وأفرضى مانع وخلف وعده هيكون وقتها المفروض اكمل معاه
ماليكا:هو انتى ممكن تبعدى عن مؤيد لمجرد أنه خايف
عليكى
شادن:انا مقدرش استغنى عنه وعلشان كده حاسه ان قراراتى متلغبطه
ماليكا:انا خايفه عليكى ياشادن يمكن لو قولتيله يكون أحسن من انه يتفاجئ خصوصا أن احنا مش عارفين ايه إللى ممكن يحصل
شادن :سيبيها على ربنا وان شاء الله مش هيحصل حاجه وتعدى بخير من غير مايعرف ..ويلا قومى نساعدهم فى الشغل
وبالفعل استمرت شادن بعنادها ولم تخبر مؤيد إلى أن جاء معاد مقابلتهم باليوم التالى وتفاجئت حين سألها مؤيد عن المسيرة ومشاركتها من عدمها
مؤيد:حبيبى أنتى رايحه الجامعه بكره ان شاء الله
شادن :أيوة عندى محاضرات مهمه
مؤيد:خلاص هوصلك
شادن بارتباك:لا مافيش داعى ماليكا هتعدى تاخدنى
مؤيد:شادن انتى مخبيه عنى حاجه
شادن وقد شعرت بارتجافه فى جسدها وتلعثمت حروفها
شادن:لا هخبى ايه انا رايحه الجامعه عادى زى كل يوم هو انت بتسأل ليه
مؤيد:بسأل علشان عرفت ان بكره فى مسيرة منظمها طلبة الكليه عندك وخوفت تكونى مشاركه فيها وأنا معرفش
شادن:ولو انا مشاركه فيها كنت هتعترض
مؤيد:لا ابدا بس على الأقل هوفرلك حماية لو حصل اى مؤامرة عليكم
انتاب شادن بعض الخوف وراودت نفسها ان تخبره ام لا ولكن شيطانها وسوس لها بالا تخبره وتكمل فى عنادها
شادن:لا ماتقلقش مش هشارك
مؤيد :شادوا حبيبتى اوعى تكونى خايفه منى ومش عاوزة تقوليلى
شادن:يووووه بقى يامؤيد مش هشارك
كانت شادن تود أن تنهى هذا الحوار الدائر بشأن المسيرة بأى شكل حتى لاينهار داخلها وتعترف له
مؤيد:خلاص ياشادن انا بس مش عاوز حاجه تزعلنى منك لان لحد دلوقتى انتى مجربتيش غضبى وأتمنى ماتجربيهوش
شادن:اعتبره تهديد يعنى ولا ايه ..واصلا انت تقدر تزعلنى وأهون عليك
انهارت حصون مؤيد أمام دلال طفلته البريئه وحديثها
↚
مؤيد:أكيد ماقدرش ازعلك ومايهونش عليا لحظة حزن واحده أكون انا سبب فيها
شادن:أنا عمرى ماحبيت فى حياتى غيرك ولا هحب حد غيرك يمكن اكون طايشه متهورة لكن فى الاخر بحبك
مؤيد وكاد قلبه ان يرقص من السعاده :ولا انا عمرى حبيت غيرك تعرفى ان بالرغم أن الفرق بينا مش كبير اوى بي أنا بعتبرك بنتى وصاحبتى واختى انتى بنت قلبى ياشادن
شادن:ايه الكلام الجميل ده لا مش هقدر ياسيادة الرائد
مؤيد:سيادة الرائد ايه بقى ده انا معاكى ولا حتى بكون مراهق فى ثانوى
ضحكا الاثنان وانتهت المقابله بينهم ولكن لم تنتهى مخاوف شادن وارتجافة قلبها مما سيحدث غدا فلأول مرة تشعر بالخوف ربما خوف من الفقد ..فماذا ان علم مؤيد بأنها خدعته هل ستفقده ام سيتفهم موقفها وان أخبرته الآن وخلف وعده لها بألا يمنعها من ممارسة نشاطها السياسى والطلابى هل ستتحمل بأن تبتعد عنه
فبكل الحالات ستفقده لذلك فضلت ألا يعرف وربما تنتهى المسيرة دون علمه
لم تذوق شادن طعم للنوم بعد أن عادت إلى منزلها وبقيت مستيقظه حتى الصباح وما ان هاتفتها ماليكا حتى استقلت المصعد وتقابلت معها وذهبا الصديقتان إلى الجامعه سويا وبعد اتمام المحاضرة الأولى حان وقت التجمع للمسيرة
تجمعت شادن مع ماليكا وزملائهم وبدأت مسيرة تجولوا بشوارع المجمع النظرى للكليات وكان بكل كليه زملاء جدد ينضموا للمسيرة حتى زاد العدد واختلط الحابل بالنابل واستطاع العميد الدفع بأشخاص معروف عنهم العنف والبلطجة بين الطلبه قاموا بتخريب المسيرة وافتعال المشكلات والشغب مما اضطر أمن الجامعه لاستدعاء قوات الأمن العام لفض المسيرة التى تحولت إلى ساحة معركه
حاول مؤيد مهاتفة شادن عدة مرات ولكن لم يجد اجابه منها مما أثار مخاوفه واضطر ان يذهب بنفسه إلى الجامعه وليته لم يذهب فتأكدت ظنونه ومخاوفه ووجدها محتجزه بمكتب الأمن ضمن المجموعه التى استطاعت قوات الأمن جمعها بعد أن حدثت المعركه وهرب الجميع ولكنها لم تستطع الهرب حيث حاصرها مجموعه من البلطجية وقاموا بالاعتداء عليها وتمزيق ملابسها وحين رآها مؤيد بهذا الشكل مشعثة الشعر ممزقة الملابس بوجهها بعض الكدمات الزرقاء لم يشعر بنفسه غير وهو ينزع عنه سترته ويغطى بها ماكشف من جسدها وضمها له
اما هى فحين رأته خجلت من نفسها وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فهى لاتستطيع مواجهته بعد أن كذبت عليه وبالأخص بعد أن خيب ظنها وسترها بدلا من أن يعنفها او يتخلى عنها
حاول بعض الضباط زملاء مؤيد لفت نظره لوجود بعض اللواءات ولكنه لم يهتم بأحد غيرها حتى وان فقد عمله
احد اللواءات والذى يعرف مؤيد جيدا ويعتبره بمنزلة ولده :مؤيد انت تعرفها
مؤيد بعد أن أدى التحية:أيوة ياافندم دى خطيبتى
↚
اللواء:وايه إللى يخلى خطيبتك تشارك فى حاجه زى دى ياسيادة الرائد زيارتى أنت كنت على علم بمشاركتها ولا لأ
وفى هذه اللحظه قررت شادن أن تتحمل نتيجة خطأها وترفع الحرج عن مؤيد وترد بدلا عنه
شادن:لا حضرتك هو ماكنش يعرف وأنا داريت عنه
اللواء لأحد الضباط :خد المجموعه دى كلها بره وسيبلى سيادة الرائد والانسه قائدة المسيرة
أدى الضابط التحيه العسكريه ونفذ الأمر وخلت الغرفه الا من مؤيد وشادن واللواء
اللواء :ايه ياسيادة الرائد هتعمل ايه فى الموقف ده
مؤيد:إللى حضرتك تشوفه
اللواء :قدامك اختيارين اما تختار خطيبتك او تختار شغلك
مؤيد:تمام ياافندم
اللواء بانفعال :تمام ايه ياابنى انا بكلمك دلوقتى بطريقه وديه انت لازم تتصرف وتبعد عن الأنسه وتحافظ على شغلك انت لو مش فى معزة ابنى ووالدك صديقى الوحيد كنت حولتك تحقيق فورا وما عطيتكش فرصه تفكر حتى انت فى موقف صعب الأنسه مثبت فى المحضر انها المنظمه والكل معترف عليها وليها محضر سابق وخرجت منه نتيجة التحريات إللى انت عملتها بشوية بحث الإدارة كلها هتعرف انك فبركت المحضر علشان تتجوزها
مؤيد:لا والله ياافندم دى كانت الحقيقه وانا وقتها جمعت معلومات واتأكدت من برائتها وان العميد هو إللى دبر لكل ده
اللواء:كل ده مايهمنيش انا بقولك إللى المفروض يحصل ومافيش قدامك غير أنك تختار شغلك وتبعد عنها
نظرت شادن إلى مؤيد نظرة انكسار وضمت سترته بيدها على جسدها وكأنها تترجاه ألا يتركها وتمنت اذا عاد بها الوقت ولم تشارك بالمسيرة او تخفى عنه أمرها
مؤيد :ولو ابن حضرتك قالك انه بيحب خطيبته وهيتنازل عن شغله إللى بيحبه ويعلم ربنا انه بينفذه على أكمل وجه
اللواء :أنت عارف ان القانون مافيهوش مشاعر
مؤيد وصوته يملؤه الرجاء :لكن روح القانون يتنقذ المشاعر
لم يجد اللواء ردا فأمامه حالة لم يعتاد ان يراها فمؤيد له الكثير من البطولات التى جعلته يحصل على منصب الرائد بهذا السن الصغير ولن يحيله التحقيق لمجرد غلطة ليس له يد بها ولكن قبل أن يجيب لابد له من وجود حل سريع واثبات براءة شادن من التهم التى نسبها العميد واحد الضباط الفاسدين من أمن الجامعه
مؤيد بأمل :سيادتك قررت ايه
اللواء :احنا هنجمعهم ونروح على المديريه وانت ابعت هاتلها ملابس تانيه غير دى وهناك ربنا يحلها
استشعر مؤيد بريقا من الأمل بكلام اللواء ونفذ الأمر على الفور ولكن بداخله الكثير لشادن فهو ولأول مرة يقف بمثل هذا الموقف كالتلميذ أخطأ ويتمنى من معلمه ان يسامحه ولكن حزنه الأشد انها أخفت عنه برغم سؤاله لها واثرت على الكذب عليه
امر اللواء الضباط بجمع الطلبه والمشاغبين وممثل من أمن الجامعه
اما مؤيد فقد هاتف والد شادن وقص علي مسامعه ماحدث وطلب منه احضار ملابس لها ولم يستطع هشام الرد فقد خذلته ابنته ووضعت الجميع بموقف لايحسدوا عليه
↚
وصل الجميع إلى مقر مديرية أمن الإسكندرية وأمر اللواء بوضع شادن فى غرفة خاصه حتى يتثنى لها ان تبدل ملابسها التى حضر بها والداها قبل وصولها إلى المكان نفسه
وحين دخل مؤيد إلى شادن وأنفرد بها اكتفى بالنظر إليها نظرة ملأتها الحسرة وخيبة الظن وقلة الثقه فيما هو اتى
اما شادن فأمسكت بيده وعيونها تترجاه ألا يفعل بها ذلك
شادن:مؤيد أنا مهما اعتذرت عارفه انك مش هتسامحنى لكن أنا بطلب منك دلوقتى انك ماتتخلاش عن شغلك علشانى انا غلطت واستحق العقاب ومافيش عقاب أكبر من انك تبعد عنى وافتكر دايما انى عمرى ماهحب ولا ارتبط بحد غيرك
مؤيد بقهر يملأ قلبه:مش وقت الكلام ده بدلى لبسك وهنشوف هنقدر نعمل ايه ولينا حساب تانى بعد ماتخرجى من المصيبه إللى حتطينا كلنا فيها
لم تجد شادن ردا فهى أخطأت وعليها تحمل النتائج
وبهذا الوقت كان قد علم والد مؤيد اللواء السابق عبد السلام رسلان ماحدث وعلم جيدا أن نجله من الممكن أن يتنازل عن وظيفته حتى يخرج حبيبته من مأزقها
وكان عليه ان يتدخل فارتدى ملابسه وذهب إلى مديرية الأمن وهو بطريقه كان قد استطاع جمع المعلومات عن ماحدث وأسباب الشغب والقائمين به
واستغل معارفه القدامى وتلاميذه بجمع هؤلاء البلطجيه الذى ساعدوا العميد بمؤامرته
وبالفعل فى خلال ساعات كانت قد اتضحت الحقائق وظهرت براءة شادن وزملائها امام جميع القيادات بالمديرية وتم غلق المحضر بإدانة العميد الفاسد ومعاونيه واحالتهم إلى النيابه الإدارية وإحالة البلطجية ومثيرى الشغب إلى النيابه العامه التى قامت بدورها ياكمال التحقيقات
خرجت شادن بسلام من المديريه ولم يخسر مؤيد عمله الذى كان على أتم استعداد لخسارته حتى يقم بحماية حبيبته وطفلته الثائرة ولكنه أيضا فقد ثقته بها ولم يستطع التعامل معها او الحديث بالوقت الحالى وعليه أن يعيد حساباته فهو أحبها ودللها لدرجة انها لم تحسب له ولا لجرحه اى حساب ولم تقدرهم بتصرفها هذا
شكرا هشام وشاهيناز اللواء رسلان وامتنا له كثيرا فقد أنقذ أبنتهم من السجن لامحاله وشكرته شادن والقت بنفسها بين ذراعيه فهو بمنزلة والدها وما كان منه غير انه بادلها وضمها إليه وظل يهدئ من توترها
رسلان:اهدى حبيبتى كل حاجه هتكون بخير
شادن ببكاء:مؤيد عمره ماهيسامحنى
رسلان:تفتكرى إللى كان هيتنازل عن حياته علشانك هيقدر مايسمحكيش ..أنتى غلطتى ولازم تراضيه وماتقلقيش هو بيحبك ومش هيطول فى زعله
كان يحادثها وهو مبتسم حتى يخفف عنها
اما مؤيد فبعد أن اطمأن عليها لم يستطع المكوث بنفس المكان واستقل سيارته بعد أن استأذن والده وعاد إلى منزله مختليا بنفسه فى غرفته بالرغم من محاولات والدته التحدث له الا أنه رفض بشكل قاطع وأثر على وحدته
عادت شادن إلى منزلها مع والداها ولكنها لم تستطع النوم او الراحه وحبيبها غاضب من تصرفها حاولت مهاتفته أكثر من مرة ولكن لم تجد اجابه فارتدت ثيابها مرة أخرى وهاتفت والدة مؤيد تستأذن منها زيارتهم بمنزلهم بصحبة والدتها وطلبت منها وعدها بألا تخبر مؤيد وما كان من سهام الا الموافقه والترحاب فهى تعلم شدة حب ولدها لشادن وأنها الوحيدة التى ستستطيع أن تخرجه من تلك الحاله
↚
خرجت شادن من غرفتها وتفاجئ والداها من مظهرها
هشام :انتى لابسه ورايحه فين يابنتى
شادن :بعد اذنك يابابى ممكن نزور انا ومامى مؤيد ومامته انا اتصلت بطنط سهام واستاذنتها نزورها وهى رحبت جدا
شاهيناز:يعنى انتى كلمتيها واستاذنتيها ولبستى ودلوقتى جايه تبلغينا ايه يابنتى انتى هتفضلى لحد امتى بتعملى إللى بييجى على بالك من غير ماتحسبى لأى شئ
شادن:ارجوكى يامامى طنط سهام قالتلى ان مؤيد من ساعة مارجع وهو قافل على نفسه لو بتحبينى يامامى تعالى معايا
هشام بقلة حيله :معلش ياشاهى روحى معاها هى غلطت ولأن هى بنتنا لازم ندفع التمن معاها
شاهيناز:لا ياهشام انت كمان موافقها على تفكيرها أهو دلعك ليها هو السبب فى كل إللى احنا فيه
هشام :حبيبتى معلش علشان خاطرى ماينفعش تروح لوحدها ولا ينفع تعتذر لسهام هانم بعد ماكلمتها وحطتنا فى الموقف ده
لم تجد شاهيناز حيله غير الرضوخ لرغبة ابنتها وبالفعل ذهبت معها وحين وصلا إلى منزل عائلة رسلان وجدت من الترحيب والاستقبال ماأخجل شاهيناز من فعلة ابنتها وجرحها لقلب ابنهم
سهام :اهلا وسهلا بالقمر إللى مدوخانا كلنا تعالى لما اوصلك عند مؤيد
دقت سهام على باب الغرفه المخصصه لمؤيد
مؤيد:نعم ياأمى قولت لحضرتك سيبينى لوحدى ومش عاوز اتغدى ولا اشرب حاجه
أشارت سهام لشادن ان تتحدث هى
شادن :انا شادن يامؤيد ممكن تفتح نتكلم مع بعض شويه
لم يسع مؤيد المكان من فرحته وهز رأسه بعنف ربما كان يتخيل ان شادن أتت لكى تراضيه ..فقام من مكانه ليفتح الباب ويتأكد من الصوت الذى سمعه وحين وجدها رسم على ملامحه الغضب رغما عن فرحة قلبه
شادن :أنا أسفه ..مقصدتش كل ده انا خوفت وخوفى خلانى أغلط واكدب عليك
مؤيد بانفعال:خوفتى من ايه وأنا حلفتلك انى مش همنعك بس عرفينى
كانت قد انسحبت سهام حتى تترك لهم مساحه للعتاب
دون خجل من وجودها
شادن ببكاء وخوف من انفعاله:خوفت تخلف وعدك ليا واتصدم فيك
مؤيد وقد استشعر خوفها فرق قلبه لمعشوقته وانهارت حصونه ودفاعاته ولم يستطع إكمال غضبه :طيب انتى بتعيطى ليه دلوقتى
شادن:علشان انت زعلان منى وخايفه تسيبنى
مؤيد وهو متمسك بيدها :أنا مقدرش اسيبك لكن زعلان منك
شادن وهى تبتسم له بدلال :ولو قولتلك عشان خاطرى ماتزعلش وسامحنى
مؤيد بابتسامته الجذابه:للأسف هضعف ومضطر أسامحك
سعدت شادن وبحركه طفوليه دلت على برائتها قبلته من وجنته
فرح مؤيد لسعادتها ولم يندهش من برائتها ..ولكن كان عليه ان يضع النقاط فوق الحروف حتى لايقعا فى نفس الخطأ مرة أخرى
مؤيد :ماتفرحيش اوى كده انا هسامحك بشروط
شادن :وأنا موافقه على كل شروطك
مؤيد :ماتداريش عنى اى حاجه تانى ..ومافيش كدب نهائى..كمان ماتكمليش اولاد نهائى..واللبس ده يتغير
شادن بحركه مسرحية وابتسامه تخطف القلوب :تمام ياافندم وادت التحيه العسكريه
ضحك مؤيد بأعلى صوته ومسكها من يدها وخرجا لوالدتها ووالداه
ابتهج الجميع حين رؤيتهم سعداء..وزادت سعادتهم حين طلب من شاهيناز تمهيد الحديث مع والد شادن لإتمام الزواج بأسرع وقت حتى يطمئن عليها ويستطيع تحجيم أخطائها
↚
وحين عادت شادن ووالدتها الى منزلهم أبلغت شاهيناز زوجها ما حدث وبرغبة مؤيد فى الزواج بالأول لاقت الفكرة رفضا من هشام الجمال لكن بعد كثير من الضغوط من الجميع وافق على طلب مؤيد
وبدأ الجميع الإعداد للزفاف المنتظر ولم تخلو الأيام من مشاغبات شادن ودلالها وغضب مؤيد الذى يزول بمجرد النظر لعيونها
بعد أن تم الاتفاق على اتمام الزواج وأثناء التحضيرات مرت الأيام بين مؤيد وشادن فى تزايد حبه لها واصرارها على دلالها وعنادها..ودائما ماكان الحب يكسر جميع الصعوبات فكلاهما مختلفين فى الآراء وبينما كان يختار هو أقصى اليمين فكانت تسارع هى على تنفيذ رغباتها وان كانت أقصى اليسار بالنسبه له ..!
ولما التعجب وهو ضابط الأمن الوطنى وهى الطفله الثائرة فكانت تثور على أتفه الأسباب وما كان منه غير الرضوخ لطلباتها فهو فى الأخير يعشقها ويعشق ثورتها
فشادن كانت تدق طبول الحرب حتى أثناء التجهيزات عندما وقع اختيار مؤيد على أثاث منزلهم من الموديلات الكلاسيكيه (الاستيل).. فبدأت ثورتها العارمه
شادن :لاااااا انا لا يمكن افرش بيتى بالمنظر ده أبدا انا عاوزة بيت مختلف انت ياحبيبى عاجبك ازواق تيتا وجدو دى
مؤيد وهو يحاول كبت عضبه:يعنى انا ذوقى وحش تقصدى تقولى انى موضه قديمه
شادن وهى تحرك رأسها بالإيجاب وتضم ذراعيها أمام صدرها:أيوة
مؤيد :ماشى ياشادن أنا لا هنفعل ولا هفرج الناس علينا زى كل مرة البيت ده بيتك وأنتى هتقضى فيه وقت أطول منى اختارى إللى يعجبك وانا موافق عليه
شادن بفرحه وهى تحتضن بكفيها ذراعه:حبيبى أنت ربنا مايحرمنى منك ودايما كده تحقق كل طلباتى
وما كان من مؤيد غير ايماءة برأسه وابتسامه تخطف القلوب فهى معذبة فؤاده ومدللته
انتقت شادن الأثاث بعنايه فائقه ورغم اعتراض مؤيد على ألوانه وأنه لايليق بشخصيته الا انها أثرت على اختياراتها.. بداية من محتويات غرفة الصالون ورديه اللون المشكله بالورود البيضاء المزودة بوسائد مستديرة مصنعه من الخيوط على شكل وجه بعيون مثل الاشكال الكرتونيه حتى غرفة الطعام والتى اخذت نفس الألوان ولم تسلم بالطبع غرفة النوم من ألوان شادن المفضله حتى حجرة الطبخ كانت من نفس الألوان وجميع محتوياتها من أدوات المائدة او المطبخ على أشكال الحيوانات الاليفة مثل القطط او الطيور كالعصافير
وان أردنا الإيجاز فجميع ما اختارته شادن بعد ماقامت بتجهيز منزلهم به يشعرك وكأنك ترى منزل لدمية الباربى الشهيرة ومع ذلك فقد اعجبت بذوقها والدة مؤيد بشدة
شادن :ها ايه رأيك ياطنط
سهام :تحفه بجد ياشادو ..انا لما شوفت الموبيليا قبل الفرش بصراحه ماتوقعتش انها تكون جميله كده
شادن وهى ترفع من لياقة قميصها بحركه مسرحية:علشان تعرفوا ده انا مهندسة ديكور متنكرة
مؤيد :ياشيخه بلاش غرور ده انا هتكسف أعزم حد من أصحابى هنا ..يقولوا ايه داخلين الملاهى
شادن بعصبيه:شوفتى ياطنط دى ملاهى
سهام وهى تكبت ضحكتها:لا ياحبيبتى هو بيت باربى بس
شادن بغيظ:يعنى وحش شكرا
مؤيد وهو يمسك بيدها متلهفا على غضبها حتى اصطدمت بصدره العريض:حبيبى الزعلان ..والله بيتنا جميل ويجنن كمان وذوقك حلو اوى احنا بنعاكسك بس
سهام:بلاش زعل مافيش وقت لنقاركم ده عاوزين نجهز للفرح ونشوف الدعاوى خلاص البيت جاهز من كل حاجه وفستانك قرب يخلص يعنى نروح الفندق ونشوف القاعه محتاجه تجهيزات ايه علشان مكتب الديكور يبدأ يشتغل ( الودينج بلاينر)
مؤيد :تمام خلينا بكره انا هكلم مهندس الديكور واجدد معاد
شادن:ولا تقلق نفسك انا مجهزة شوية ديكورات وهخليهم ينفذوها
مؤيد :لا اوعى يكون ديكورات باربى برده الفرح هيحضروا لواءات ودكاترة أصحاب والدك ورجال أعمال ماتخليهمش يضحكوا علينا
شادن بغضب من مزحته :والله ماهكلمك تانى كفايه بقى وأقولك اتفضل روح شوف انت الديكور إللى يعجبك ..وياريت كمان تشوف العروسه إللى تليق بالضيوف
وكعادتها تسرعت شادن بردودها مما أثار مؤيد وأشعل فتيل غضبه فهو تحمل الكثير أثناء التجهيزات ولكن لن يتحمل كلماتها الأخيرة التى ان دلت على شئ فلن تدل الا على عدم تمسكها به
حاولت والدته اللحاق بغضبه حتى لا يتهور هو الآخر ولكن سبق السيف العزل
مؤيد بأعلى صوت لديه:أنتى واعية أنتى قولتى ايه اروح أشوف عروسه تانيه للدرجه دى انا مش هفرق معاكى حظرتك اكتر من مرة من طريقتك دى معايا
وأنتى مصممه تتجاهلى مشاعرى ..لكن انا المرة دى بقولك حاضر ياشادن هانم هشوف عروسه تانيه تليق بعقليتى وشخصيتى مش طفله مفكره ان الجواز والارتباط زى افلام الكرتون إللى لسه عايشه فيها دى
وما كان منها الا أن ألقت بجسدها بين ذراعيه مصطدمه بصدره العريض الصلب حتى توقف عن حديثه اللاذع ولم تقف إلى هذا الحد ولكنها رفعت كفيها الصغيرين واحتضنت وجهه بينهما وثبتته على عمق عيناها فأنسته ماتفوه به لسانها وأنكره قلبها المتيم
لم تستطع سهام الصمود أمام تلك المشاعر الجياشه وانصرفت تشغل نفسها بترتيب بعض الأغراض بمنزل ابنها وفاتنته
اما هذا العاشق الولهان الذى لم يستطع الصمود أمام دعوات صغيرته لتقبيلها فما كان منه الا التهام شفتاها الوردية ليخرج بها جام غضبه حتى يتثنى له معاقبتها ولكنه لن يكمل العقاب الذى احبته شادن حيث سمعا اقتراب صوت والدته والتى تحدثت قبل وصولها لهما للتنبيه
مضت بقية الأيام بهدوء بين مؤيد وشادن لشدة انشغالهم بالتجهيزات ولأن مؤيد أخذ على عاتقه اسعادها وتنفيذ رغباتها
وباليوم الموعود يوم زفاف جميلة الجميلات شادن الجمال ورجل المهام الصعبه مؤيد رسلان بأحدى أكبر قاعات الاسكندريه مدينه السحر والجمال
نجد والد العروس وبيده ابنته ينزلا الدرج على نغمات الكمان لينتظرها حبيبها وزوجها يتسلمها من يد والدها بفستانها الابيض وطلتها الملائكية فحتى باختيار فستانها وطلتها اثرت ان تشبه دميتها المفضله باربى واختارت إحدى فساتينها الشهيرة والمصنع من خامة الجيبير من منطقة الصدر وحتى ماقبل الركبتين ومغطى بطبقه من خامة التل الطويل والتى تغطى القدمين وبأكمام من التل المرصع بورود الجيبير
مرت ليلة الزفاف كالحلم حيث كانت ليله هادئه ناعمه
وانتهت برقصه كلاسيكيه للعروسان وبعدها قامت العروس بالقاء باقة زهورها بعد أن التفت صديقاتها أمام مقعد العروسين
حيا العروسان ضيوفهما وأعلنت نغمات الموسيقى رحيلهما من قاعة الفندق إلى منزل الزوجية حتى تبدأ الحياة بينهما
وأمام باب الشقه تفاجأت شادن بمؤيد ينحنى ويضع إحدى ذراعيه خلف ركبتيها والذراع الأخر خلف ظهرها حتى فارقت قدميها الأرض فسارعت بلف ذراعها حول عنقه ودخلا إلى بيتهما وهو حاملها بين يداه
التف واغلق الباب بقدمه ولم يقبل بانزالها حتى وصلا إلى غرفة نومهما وعندما انزلها لم يدعها تفلت من بين ذراعيه حيث حاوط خصرها بنعومه ورفق وداعب وجنتيها بقبلاته الهادئه
وإلى هنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح
مرت أيام وشهور ومازالت شادن هى تلك الطفله المدلله والزوجه الملتزمه بجميع متطلبات بيتها وزوجها حتى أدهشت الجميع بما فيهم مؤيد نفسه فدائما كان بيته نظيف منظم ملابسه منسقه ومجهزه حتى بأصعب فترات حياتها وأثناء فترة حملها بطفلتها الأولى والتى أخذت من والدتها الكثير من ملامحها وجمالها وأصبحت تتقاسم معها الحب والدلال حتى غيرة مؤيد عليها تقاسمتها الصغيرة والتى أثر مؤيد على تسميتها( مينورا ) ولأنه اسم زهرة نادرة الوجود فاعتبر أن صغيرهما نادرة الوجود وان اسمها على مسمى