رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول بقلم اميره الشافعي
رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اميره الشافعي رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول
رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اميره الشافعي رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول
رواية قلوب متعطشة بالحب مراد وهمس كاملة جميع الفصول
نظرت المعلمه الرقيقه إلى طفله الحضانه حيث تعمل متعجبه
فبرغم أن الحضانه بحد ذاتها متواضعه شأن كل من فيها
إلا أن الصغيره همس ذات الثلاثة أعوام تبدو رثة المظهر بإستمرار
إقتربت ليلى من مقعد همس الصغير المناسب لحجمها وحثت علي ركبتيها أمامها علي الأرض لتقترب منها
وتمس برفق، همس فين ماما موصلتكيش ليه النهارده
نظرت لها الصغيره بوجهها البرئ الملوث ولم ترد.
ربتت ليلى علي ظهرها بحنان وقالت إتكلمي يا حبيبتي
تعبانه قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تتلفت حولها
ليلي، وإنتي جيتي مع مين
هزت رأسها بلامبالاه
لوحدك، سألتها ليلى بتعجب تستحث الصغيره علي مزيد من التوضيح
وبالفعل قالت الصغيره بطريقه متقطعه، مع بنت في الشارع رايحه مدرستها...
ربتت ليلى علي كتف الصغيره بعد أن مرت بمنديل ورقي نظيف علي وجهها
لتبتسم الصغيره بإستمتاع وهي تستنشق عبير ذلك المنديل الورقي...
حينما آن ميعاد الإنصراف حضر جميع أولياء أمور الصغار ليصطحبوهم
وظلت همس تبكي بصمت
قالت ليلى بتودد للعامله المصاحبه لها
روحي يا عبير وصلي همس بيتها لو سمحتي
لتستاء عبير وتنظر إليها بسخط قائله...
لأ يا أبله ليلى دا بيتهم بعيد وأمها مبتدنيش حاجه ناقص أغسلها مريلتها كمان
دي مريله تبعت بنتها بيها الحضانه
ليلى بقلة حيله، طب إوصفيلي بيتها
بالفعل وصفت لها عبير المكان.
للمره الأخري تنحني ليلى لتقترب من مستوي الطفله الجميله بلونها الخمري وعيونها السمراء الواسعه المحاطه برموش كثيفه وحاجبان باللون العين الأسمر
وأنفها المستقيم وفمها الطفولي وشعرها القصير الذي يحيط بوجهها ليمنحها براءه
إيه رأيك، أنا ال هوصلك لماما
فوجئت حينما حاوطت الطفله رقبتها بذراعيها ببراءه فإبتسمت ليلى لرد فعل الطفله العفوي.
فالأطفال غير مجاملين بالعاده إنهم صادقي المشاعر والأحاسيس لم يتلوثو بعد بعالم الرزيلة والنفاق
بالفعل إصطحبت ليلى الصغيره إلى بيتها مترجلتين فهم في منطقه شعبيه بمدينة المنصوره تدعي حي الأشجار
وفي الغالب يترجلون فالمسافات قصيره
عند بيت قديم متهالك أشارت الصغيره بفرح للشقه في الطابق الأرضي وقالت، بيتنا.
همت ليلى بترك الصغيره لتدخل ولكنها تراجعت وقرر ت أن تصطحبها للداخل فؤجئت حينما انطلقت الطفله لتصعد فراش تتمدد عليه والدتها
تأملت ليلى شمس النائمه إنها شاحبه يبدو عليها المرض
حاولت شمس الإعتدال والنهوض حينما إلتفتت لوجود ليلى لكن يد ليلى الحانيه أجبرتها علي البقاء علي وضعها.
مالك يا حبيبتي ألف سلامه عليكي
شمس بضعف، أصلي راجعه إمبارح من جلسة الغسيل الكلوي بالمستشفي يا أبله ليلى وتعبانه قوي.
رق قلب ليلى كثيرآ وسألتها، مافيش حد قاعد معاكي
شمس، ما فيش إلا أنا وهمس
ليلى بحنان، طيب تحبي أعملك حاجه تشربيها أوتاكليها
إزدردت شمس ريقها وقالت، لا شكرآ
تجولت ليلى في المكان بحيره سرير متهالك تنام عليه شمس في حجره كل ما فيها متهالك. كذلك دولاب ومرآه
وصاله بها أريكتان ومنضده
ومطبخ وحمام علي نفس المستوي إقتربت ليلى من المطبخ علها تصنع مشروبآ دافئ لشمس لكنها لم. تجد به ما يسد الرمق.
مجرد قطعه من الجبن عفا عليها الزمن وبعض الأرغفه اليابسه
سمعت الصغيره تطلب من أمها الطعام لتشير إليها فتفح الثلاجه الصغيره وتخرج قطعه من الخبز الجاف وتقضمها بهدوء من إعتاد ذلك
تركتهم ليلى وإنصرفت وهي تحمل في قلبها غصه وألمآ
في اليوم التالي لم تذهب ليلى للحضانه مباشرة وإنما ذهبت لبيت همس لتتفاجئ بها الصغيره تطرق الباب
وضعت ليلى الاكياس الكبيره التي تحملها والتي تحوي الطعام وبعض الفاكهه.
ووضعت كيس جانبي به حقيبه جديده ومريول وحذاء للصغيره
كانت شمس وإبنتها سعداء بما فعلته ليلى
ولم تكن المره الأخيره
لقد تكررت زيارات ليلى لهم جالبه معها من الخيرات ما تستطيع حمله
كانت ليلى ذات وجه ناعم مريح صغيرة الحجم
انها في التاسعه عشر وتبدو كما كانت فتاه صغيره في الخامسة عشر عشر بوجهها المستدير وعيونها العسليه بفم صغير ممتلئ وشعر بني اللون يسترسل بنعومه لمنتصف ظهرها يتواري خلف حجابها الطويل.
ظلت ليلى تتردد علي شمس علي فترات متقاربه
وشجعتها جدتها عندما أخبرتها بظروف تلك الأرمله الصغيره.
وفي يوم خرجت ليلى من الحضانه وذهبت تتفقد شمس
إستقبلتها شمس بإبتسامه هادئه وكانت في حال أفضل من المرات السابقه
إقترحت ليلى أن تصطحب شمس وهمس للحديقه حتى تلعب همس ومن باب التغيير لشمس التي رحبت بالفكره.
جلست ليلى مع شمس وهمس بالحديقه الصغيره
كانت شمس تشعر بالضعف والإرهاق عكس الصغيره التي كانت تجري بسعاده بين الأشجار
سألت ليلى شمس لأول مره عن والد همس كانت تشعر أنهما أصبحتا أكثر قربآ
إن شمس تكبرها عمرآ فهي في الخامسة والعشرون لكن المرض الفتاك أنهك قواها وجعلها كفتاه كعجوز شاحبه ورغم ذلك تشعر بأنها كانت ذات جمال فائق لم يستطع المرض رغم ضراوته إخفاؤه.
إنها بيضاء بعيون عسليه وشعر كستنائي متوسط الطول وفم ممتلئ إن ليلى وشمس بينهما تشابه في الملامح
وببساطه وحزن قصت شمس علي ليلى
قصتها الحزينه
كانت صغيره جميله كالشمس المشرقه
حينما تعرفت علي مجدي والد همس إبن العائله الكبيره المرموقه
التي رفضت أن يرتبط إبنها الكبير بإبنة بواب فقير تعرف عليها بالجامعه
حاول أن يقنع والده شاكر الخرافي رجل الأعمال المرموق
همست ليلي، شاكر الخرافي الرأسمالي المعروف دا مشهور جدآ.
شمس بحزن، أيوه هو
ف الآخر هربنا سبنا القاهره وجينا هنا
إشتغل مجدي موظف صغير وأخفي نسله لعيلة الخرافي وكنا يا دوب عايشين بس سعداء هربنا من عيلته الكبيره وسطوتها
وعشنا سوا أجمل خمس سنين وبعدها
صمتت شمس لتستحثها ليلى
كملي يا شمس ايه ال جري
مرضت وإحتجت علاج وكنت ساعتها خلفت همس
ليلى مبتسمه، مين سماها همس
شمس بشبه إبتسامه، أبوها سماها همس.
لكن التعب إشتد عليه جدآ ومجدي كان بيتألم لما يشوفني كده وبعدين رجع لأبوه يترجاه يسامحه ويقف جنبنا.
لكن أبوه هدده لو مبعدش عني وعن البنت اللقيطه كان بيقول علي بنتنا لقيطه
واتجوز بنت عمه أو واحده من مستواه وعاش حياته ال تلائم عيلة الخرافي هيغضب عليه للأبد
رجع مجدي من عند أبوه حزين مش شايف قدامه وللأسف، صمتت وبكت
ليلي، كملي إيه ال حصل.
شمس، مات ضربته عربيه وجرت والحقيقه هو ال كان ماشي شارد والخبر ملا الجرايد
ومشفتوش أبوه دفنه وتقبل عزاه
ودلوقتي كل همي أحمي همس منهم من ابوه الظالم وإخواته كلهم ظلمه
ليلى أنا هديكي كل الورق ال عندي قسيمة جوازي من مجدي الخرافي
وشهادة ميلاد بنتنا همس مجدي الخرافي
وكل الورق والمستندات خليهم معاكي ولو جرالي حاجه
إوعي حد ياخد همس، همس أمانه في رقابتك لو جرالي حاجه يا ليلى إوعديني.
إنتي الوحيده ال أمنتها علي سري
وهأمنها علي همس
ربتت ليلى بحنان علي كتف شمس
كم تشفق عليها شابه صغيره جميله علي وشك الهلاك بمرض فتاك لا يرحم
لا تعلم ليلى لما تشعر بالحزن كلما نظرت لشمس وطفلتها الصغيره التي لا تعي ما يحدث حولها وتعجبت أن ليلى خريجة جامعه وشابه صغيره تصارع المرض والفقر والبؤس في حين أن إبنتها ذات الملابس الباليه هي حفيده لعائله من أكبر العائلات في مصر...
همست ليلى.
الحب هو السبب الحب يدمر لن أقع أبدآ في ذلك الفخ سأمتلك قلبي وعقلي دائمآ لن أسمح لأحد بتدمير حياتي تحت مسمي العشق والهيام
لقد تركها عاشقها مات وتركها تعاني الوحده والفقر والمرض والخوف من عائلته مسكينه أنتي يا شمس أوشكت علي الغروب
في المساء جلست ليلى مع جدتها العجوز لأمها نعمه تتحدثان
ليلى بآسي، بس يا تيته دا ال حصل وال قالتهولي
نعمه: لا حول ولا قوة إلا بالله مسكينه قوي الشابه دي.
ليلى بتأثر: إدعي لها يا تيته ربنا يشفيها
اللهم آمين قالتها الجده ثم قالت
بالحق يا ليلى المزارع جاب إيراد الأرض بكره شيلي ال يكفينا و روحي شيلي الباقي في الدفتر الله يرحمه أبوكي كان بيحب الأرض دي قد عنيه
ليلى بغضب: عارفه يا تيته أنا مش عاوزه شمس يجري لها حاجه علشان بنتها متبقاش يتيمه زيي.
نعمه بلوم: كده يا ليلى هوأنا قصرت في حقك يا بنتي من يوم الحادثة ال راحت فيها بنتي وأبوكي وسمر اختك وأنا مسبتكيش لحظه واحده حتى خالتك بتزعل مني
يا دوب أزورها مره ولامرتين في السنه
ضحكت الجده وقالت: علي رأيها لو جوزتك إبنها هنروح كلنا نعيش سوا في طنطا ربنا يرجعهولها بالسلامة
ليلى ساخره: لأ خليه في الكويت أحسن. بدال خالتي متشتغل في الزن من أول وجديد...
يوم بعد يوم تتعرض شمس للغسيل الكلوي لتعود منهكه متألمه تحتضن صغيرتها وتتوسل الله أن يحميها ويجعل لها حظآ جميلآ في الحياه...
تتدهور صحتها وتهمل الصغيره ولا يسأل عليها سوي بعض الجارات وليلي حتى ظن سكان حارتها أن ليلى إحدي قريباتها...
↚
فيها دار الحضانه
وقفت ليلى في منتصف الفصل تقص علي الأطفال قصة ذات الرداء الأحمر
والأطفال مبهورين بأداء ليلى التمثيلي فهي تقلد الصغيره وتقلد الذئب
نظرت ليلى لمكان همس وكأنها تذكرتها
قالت تسأل الأطفال، همس مجتش يا حلوين
جاوبت إحدي الصغيرات، همس مجتش يا مس ليلى
بعد إنتهاء اليوم الدراسي بالدار.
لم تذهب ليلى لبيتها الذي تعيش فيه مع جدتها العجوز وإنما إتجهت لبيت صديقتها شمس فغياب الصغيره جعلها تقلق وفكرت بشمس وقالت، لعلها مريضه
عند الباب فؤجئت بزحام شديد كل الجيران يلتفون حول الفراش الممدده عليه شمس بهدوء وسكينه وتجلس همس بجوارها تحتضنها وتبكي وهي تطلب منها ببراءه أن تردعليهاوتحاول إيقاظها...
إقتربت ليلى متسائله، مالها شمس تعبانه
تعيشي إنتي، قالتها إحدي الجارات.
لتهرع ليلى إلى فراش شمس تنظر إليها بذهول، غربت الشمس، تاركه الصغيره تلف ذراعيها حول عنقها وتبكي
نظرت ليلى لشمس شعرت كأنها تراها وتذكرها بتحمل الأمانه
دموع ليلى الغزيره المنهمره علي رحيل شمس لفتت الأنظار فهي تبكي بهستيريا وتشهق من شدة البكاء
وأخذت إحدي الجارات تواسيها إلى أن هدأت قليلآ وإسترجعت وإحتسبت...
وبسرعه إلتقطت ليلى الصغيره لتحملها وتحتضنها وتنام الصغيره علي صدرها فقد شعرت بالأمان.
تم تجهيز الجسد النحيل وتكفينه ودفنه في مقابر أعدها المسجد كصدقه للفقراء
وجلست ليلى تتقبل العزاء في صديقتها بحزن وغصه...
ظنها البعض قريبه لها من فرط إهتمامها
إستلمت صاحبة الشقه مفتاح شقتها وإيجار متأخر دفعته ليلى بطيب خاطر
وأخيرآ خرجت وهي تحمل الصغيره النائمه وحقيبة الأوراق التي أعدتها شمس وأعلمتها بمكانها قبل موتها وترجلت حتى.
وصلت لبيتها وذكريات حديثها هي وشمس يدور برأسها تنهدت وضمت الصغيره المتدلي رأسها علي كتف ليلى بعدإستغراقها في النوم...
طرقت الباب لتفتح الجده العجوز متسائله
كنتي فين يا ليلى ومين دي يا بنتي
لترتمي ليلى في أحضان العجوز وتنتحب لقد مرت ليلى باليتم من قبل
نعمه جدة ليلي، مالك يا قلب جدتك بتبكي ليه...
ليلى بحسره، دي همس ال حكيت لك عنها يا تيته وأمها ماتت النهارده ومالهاش حد يا تيته جبتها تعيش معانا
نعمه بتأثر، يا ضنايا يا بنتي دي نايمه علي كتفك طيب إدخلي نيميها علي السرير.
حاضر قالتها ليلى وهي ترجو جدتها أن تترك همس تعيش بينهم...
طلبت نعمه من ليلى أن تحضر همس لتنام بغرفتها ولكن ليلى رفضت وأصرت أن تقضي همس ليلتها الأولي بأحضانها هي فهي تألفها وقد تفزع ليلآ
في الثانيه ليلآ همست الصغيره، ماما. ماما
لتحتضنها ليلى وتقول، نعم حبيبتي أنا هنا
بكت الصغيره قليلآ حينما لم تسمع صوت أمها كما إعتادت...
فأضاءت ليلى الغرفه وجلبت الماء لها لتشرب وتعاود النوم بأحضانها ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وتقاوم دموعها الحبيسه داخل مقلتيها
وبسرعه إعتادت الصغيره أن تنادي ليلى ماما فهي صغيره بريئه لم تدرك الحياه بعد.
وأصبحت ليلى تصطحبها معها إلى الحضانه وتعودان معآ لتمر الشهور وينقضي عام من عمر كلا من الصغيرتين همس وليلي فيزيد إرتباط كلآ منهما بالأخري ولم تعد الصغيره تتذكر والدتها فبالنسبه لها أصبحت ليلى هي أمها التي تحنو عليها وترعاها.
عادت ليلى من. عملها تصطحب همس
وأخذتا تصيحان
جعانين يا تيته
ليلى ضاحكه، همس جعااااااانه
همس تقلدها، ماما جعااااااانه
لتحضر العجوز حامله آواني الطعام ضاحكه
ويتتناولن ثلاثتهن الطعام في سعاده
وجود همس أضاف جو من السعاده والمرح علي العائله الصغيره
إن منزلهن صغير لكنه نظيف ومريح.
وما يجعل ليلى سعيده تلك الشجره العتيقه التي توجد خارج المنزل قبل المدخل الطويل ببوابته الخشبيه الجميله وسوره العالي الذي صممت الجده أن تبنيه مرتفع لتشعر بمزيد من الأمان هي وحفيدتها ليلى
تتسلي ليلى وهمس كثيرآ باللعب معآ حول الشجره العتيقه وتحاولن تسلقها لجلب ثمرات التوت اللذيذه
بينما تجلس الجده علي مقعد خشبي صغير تتلقي ما تقذفه لها ليلى من ثمرات
وبالداخل غرفتان
غرفة الجده المريحه وغرفه لليلي وهمس.
كل غرفه بها فراش واحد نظيف ومرتب وخزانه للملابس ومرآه كبيره مثبته علي الحائط
وبالصاله منضده للطعام وبعض المقاعد الخشبيه وبالجانب اريكتان مريحتان وشاشه تلفاز معلقه علي الحائط
البيت من الداخل بسيط ومرتب...
إندمجت همس بسرعه مع عائلتها الجديده
وحفظت ليلى الأمانه فعاملت همس كأبنه حقيقيه
تلعب معها وتستذكر معها دروسها وقليلآ ما توبخها إذا أساءت التصرف وسرعان ما تعتذر همس وتلقي نفسها في أحضان ليلاها...
في المساء نامت الصغيره وجلست الجده مع ليلى تتحدثان...
ليلى بمرح، معقوله عدت سنه وهمس معانا والله ملت علينا البيت يا تيته صح
نعمه، أكيد بس يا بنتي يا ريت بلاش ماما ال إتعودت تقولها لك دي خليها تقولك طنط أحسن ولا أبله
ليلى بتذمر، ليه يا تيته أنا فرحانه قوي إنها بتقولي ماما بتفكرني بسمر الله يرحمها
نعمه، بس سمر كانت بتقولك يا لولو.
ليلى بحزن، سمر كانت أختي الصغيره ولما حصلت الحادثه ال مات فيها بابا و ماما وسمر كنت بعيط وأقول عاوزه سمر
بالنسبه لي ربنا بعتلي همس حبيبتي علشان تعوضني سمر الصغيره وأنا مش هتخلي عنها أبدآ يا تيته طول ما أنا عايشه...
نعمه بقلة حيله، ولما يجيلك عريس بقي ويسمعها بتقولك يا ماما
ضحكت ليلى وقالت، شوفي يا تيته العريس ال يجي يا ياخدنا شروه يا يسبنا شروه
ضحكت العجوز وقالت، شروه.
ليلى باسمه، أينعم أنا وبنتي وجدتي حبيبتي...
ضحكت العجوز وإحتضنت ليلى قائله
ماما صغيوره قوي يا ليلى
ليلى بسعاده، أنا وبنتي بنكبر سوا يا تيته
ثم همست بحزن، الله يرحمك يا شمس
نعمه بطيبه، الله يرحمها يا بنتي كانت حلوه شكل همس كده ياليلي
ليلى بنفي، كانت جميله بس مختلفه عن همس قالت لي إن همس شكل أبوها الله يرحمه...
يلا يا تيته تصبحي علي خير أنا هدخل أنام إبقي صحيني بقي أصلي الفجر
نعمه، حاضر يا بنتي.
دخلت ليلى حجرتها وصعدت إلى فراشها لتحتضن صغيرتها وتناما متعانقتين، في الصباح خرجت ليلى تمسك همس بيدها لتذهبا إلى الحضانه التي تعمل بها
لقد إلتحقت بها ليلى بمجرد تخرجها من معهد السكرتاريه
في البدايه تقدمت للعمل الإداري بالدار ولكن مديرة الدار لمحت حسن تعاملها مع الأطفال فعينتها كمدرسه للأطفال.
راتبها ليس مجزي ولكنها بحاجه إلى العمل فهي تعشق صغارها وتعتبر معلمه مثاليه يرغب جميع أولياء الأمور في إلحاق أطفالهم بفصلها المعروف بالنظام والنظافه...
وعرف الأطفال الأبرياء أن همس إبنة معلمتهم ليلى فهي تناديها ماما
الأطفال أبرياء سرعان ما يندمجون وينسون طالما يجدوالعنايه والرعايه والحب
و شغل ليلى الشاغل أصبح همس.
طعام همس، ملابس همس، تعليم همس كل مايخص همس تقوم به ليلى بحب شديد يزداديومآ بعد يوم ليصبح إرتباط عميق بينهما...
لو بكت همس لأي سبب تبكي ليلى من فرط حنانها عليها
تشعرليلي أن الله رزقها بهمس ليملأ فراغ حياتها ويعوضها عن أهل ماتو وتركوها صغيره وحيده
تعرف ليلى اليتم و الوحده ولن تدع همس تعاني أبدآ ستعمل علي أن تجعلها طفله سعيده بكل ما تحمله الكلمة من معاني
عاهدت أمها علي رعايتها وحمايتها وهاهي تفعل...
مرالعام الأول بسلام وقد أوشك عامها الثاني مع ليلى علي الإنتهاء. لتكبرالصغيره سنه أخري قضتها سعيده مع ليلى وجدتها لتصبح ليلى لها كل شئ وتصبح هي كل شئ...
لم تدرك ليلى أن هناك عيون تراقبها هي والصغيره
وترصد تحركاتهما معآ بل وتسجل كل ما تراه بدقه،
في القاهره في أحد أكبر مصانع الغزل والنسيج بالشرق الأوسط
جلس رجل عجوز علي مقعد محيط بمكتبه الفخم يتحدث مع شاب ثلاثيني وسيم نسخه مصغره منه إنه إبنه الشاب
عيناه سمراوتان ثاقبتان كصقر بشعر أسود ناعم قصير وملامح دقيقه جذابه
وزاده طوله وسامه
وقف مراد الخرافي يضع يده اليمني في جيب سرواله الجانبي.
ويتحدث لوالده شاكر الخرافي ويبتسم بمكر...
خلاص يا بابا لقيناهم بعد كل الوقت ال قضيناه ندور وصلنا وهما دلوقتي متراقبين كمان
صاح شاكر، لأ يا مراد أنا عاوزهم عاوز بنت مجدي يا مراد
مراد بحيره، طيب وأمها يا بابا البنت لسه صغيره جدآ دا ال وصلني
شاكر بغيظ، أمها دي سبب بعد إبني عني سبب موته
مرادبتأثر، إستغفر الله يا بابا مجدي مات في حادثه
شاكر يقاوم دموعه، كان خايف عليها لحسن تموت.
وهو ال مات وسبها عايشه حياتها مع بنته لكن لأ أنا مستحيل أسيب بنت مجدي
روح يا مراد إ ديها فلوس
إديها فلوس كتير وهات حفيدتي
حفيدة الخرافي لازم تتربي في بيت جدها
مراد وقد لاحظ شحوب والده، أرجوك يابابا خلي بالك من صحتك
والبنت هتيجي، بأي طريقه هتيجي.
شاكر بحنق، إنت كنت بره بتتعلم يا مراد ومتعرفش حاجه من ال حصلت البنت ال إتجوزها دي هيه السبب في البلاوي كلها هيه ال خلت إبني الكبير يهرب معاها ويتجوزها ويسيب أبوه ويسيب مستواه العالي المحترم ويناسب بواب
وبنزل لمستواها دي شيطانه يا بني شيطانه مش إنسانه
روح يا مراد روح المنصوره دور عليها وهات حفيدتي
عاوز احس فيها إبني، مجدي
كان نفسي يسمع كلامي، كان نفسي يرجع لكن عاندني وتحداني.
مراد بتأثر: الله يرحمه مجدي كان طيب قوي يا بابا وأكيد مقصدش بتحدي حضرتك
شاكر بحنق: وطيبته دي خلت بنت زي دي تضحك عليه وتخليه بتحدي أبوه وياخدها ويهرب...
في المنصوره
خرجت ليلى من الحضانه تتبعها همس بملابسها النظيفه المرتبه وشعرها المنظم
ولم تدرك أن ذلك الشخص يتبعها
إستوقف ذلك الشخص عبير العامله ليسألها
لو سمحتي البنت الصغيره ال ماشيه مع الآنسه دي
عبير بتعجب، همس دي ماشيه مع مامتها، مدرسه هنا في الحضانه
لو عاوز تقدم لأطفالك عندنا الحضانه ممتازه
نظر لها الرجل قصير القامه البدين شاكرآ وقال متسائلآ
هيه الأموره الصغيره إسمها إيه.
همس قالتها عبير، همس مجدي الخرافي
إبتسم الرجل فقد نال ما يكفيه من المعلومات القيمه
في قسم الشرطة جلس مراد مع صديقه الحميم وخطيب أخته كرم ضابط الشرطة ودار الحوار
مش عارف أعمل إيه يا كرم بابا شكله تعبان جدا
كرم بهدوء، إهدي يا مراد عمي شاكر إنسان قوي وعنيد متخافش عليه
مراد ضاحكا، اممممم وإنت بقي هتشرفنا بكره ولا ناوي تخفف
كرم، عيب عليك يا مراد دا أنا سايب خطيبتي الحلوه أمانه في بيتكم ولازم آجي أزورها.
وأكل أكلها الحلو متخليك جدع يا مراد وتقنعها نتجوز وبلاها أخر سنه دي تخلصها وإحنا متجوزين
مراد ضاحكا، ?ه وبعد ما إنت بتتذل وتيجي كل خميس آجي أنا أزوركم لا يا عم خلي فنانتنا عندنا
كرم ضاحكا، طب يلا إتجدعن وإخطب إنت عجزت يا مراد البت شهد بنت عمك سالم بتموت فيك يا عم توكل علي الله ويبقي زيتكم في دقيقكم
مراد بتأمل، شهد دي دلوعه قوي زياده عن الزوم أناعاوزه واخده جدعه زي ماهي كده
يا بني هيه ماهيتاب واحده بس.
ماهيتاب شاكر الخرافي عروستي وحبيبتي يا أخو عروستي إنت يا خا ل ولادي
مراد ساخرآ، ولادك
كرم. بجديه. أينعم علي إعتبار ما سيكون إن شاء الله
ضحك مراد وقال، طيب أنا ماشي
كرم بتصميم، لأ إقعد الشاويش عطوه هيجيب لك شاي معتبر دلوقتي
دخل العسكري يحمل صينيه عليها كوبان من الشاي وضعهم بعنايه أمام كرم وحياه تحيه عسكريه وإنصرف...
إلتقط مراد كوب الشاي وتذوقه ثم قال
يعني إنت رأيك أتفاوض معاها يا كرم.
كرم بهدوء، طبعاً دي حاضنه والعنف مش هيفدكم في حاجه ومهما كانت يا مراد دي أم
وإنت بتقول السواق ال بعته يراقبها بيقول إنها محترمه وملتزمه
هز مراد رأسه موافقآ وقال، المشكله ان بابا مش صابر عاوز ينتقم منها بيقول هيه السبب في موت مجدي
كرم بتعجب، وإنت معقول تصدق الكلام ده يا مراد ال أعرفه إن هيه وأخوك كانو بيحبو بعض قوي دا ال سمعته
مراد بتساؤل، هيه ماهي تعرفها.
كرم، لأ محدش يعرفها إلا مجدي الله يرحمه واهو خدها وهرب عمي شاكر علي ما عرف الموضوع ده ومجدي الله يرحمه قاله وعمل معاه مشكله
راح مجدي خدها ومشو معرفناش علي فين ولا شفناها بس ال أعرفه إن أبوها إتسجن بعدها
مراد بتساؤل، ليه يا كرم إتسجن
كرم بهدوء، والله معرف أنا كنت خريج جديد وبشتغل ساعاتها خارج القاهره
مراد وهو ينهض للإنصراف ويبتسم بمكر، طيب أنا ماشي وهقول لماهي إنك مش جاي.
كرم بطريقه مضحكه، روح إن شالله تتطب علي بوزك ف وحده تطلع عنيك يامراد وأشوف اليوم ده بعيني
مراد ضاحكا، لسه متخلقتش الست ال عين مراد شاكر تطلع عليها يا كركرثم أضاف يلاسلام
بعد إنصراف مراد إستعمل كرم هاتفه وطلب رقم أرملةأخيه الراحل إيناس وقال
سلام عليكم إزيك يا إيناس
ردت عليه إيناس بود.
الحمد لله يا كرم عامل إيه وماهي عامله إيه
كرم: تمام الحمد لله إنتي والولاد مش محتاجين حاجه أبعتهالكم.
إيناس بهدوء، شكرآ يا كرم منتحرمش منك أبدآ
خد عمر عاوز يكلمك
يحمل الصغير عمر التليفون ويقول ببراءه يعشقها كرم...
عمو كمر
يضحك كرم ويقول: كرم يا عمور كرم مش كمر إزيك يا حبيبي
يسمع ضحكات الصغير ويضع السماعه
قائلآ. بوجل، الله يرحمك يا خويا ويحتسبك عنده شهيد،.
↚
مالك يا تيته يا حبيبتي شكلك تعبانة
نعمه برضا: الحمد لله يا لولو بس وداني تعباني قوي يا بنتي وحاسه سمعي تقل قوي
ليلى بإهتمام وتأثر: لا لازم تروح للدكتور انا من زمان بلح عليكي أنا ماليش غيرك يا تيته إنتي عيلتي وأمي وأبويا وكل حياتي.
نعمه بحزن: الله يرحمها ساميه بنتي وأبوكي الراجل الأمير راحو في عز شبابهم إبتسمت بحنان وأضافت وسابولي أجمل أمانه لو كانت سمر عايشه هيه كمان كان زمان عندها سبعتاشر سنه أبوكي كان فرحان أياميها لأنه هيفتح مكتب المحاسبه ال بيحلم بيه
وساميه حبيبتي كانت تبقي زي القمر وهيه راحه شغلها في المدرسه ال بتشتغل مدرسه فيها وواخداكي في إيدها كنتي عامله زي همس كده صغيوره ولمضه.
تلألأت الدموع في عينا ليلى وإرتمت بأحضان وجدتها تلتمس الدفئ والأمان. إ نتبهت ليلى لصوت همس التي إستيقظت من النوم
وجاء ت إ ليها تناديها
ماما تعالي
هبت ليلى واقفه لتحتضن الصغيره وتهمس
همس حبيبتي صحيتي ليه
همس ببراءه: مش هنروح الحضانه.
ليلى باسمه: إحنا بنص الليل يا هموستي حضانة إيه وبعدين إستعدي بقي للمدرسه يا ميسو إنتي هتروحيها قريب إن شاء الله ثم أخذت تدغدها وتقول ضاحكه: تعالي لما أكلك أحسن لتتعالي ضحكات الصغيره وتضحك نعمه لضحكهما
ثم تقول ليلى لجدتها
تيته إيه رأيك هعمل حفله علشان هموستي كبرت سنه
ضحكت الجده وقالت: وإنتي كمان كبرتي سنه يا ليلى
إحتصنت ليلى همس قائله: مش قلت لك يا تيته أنا وبنتي بنكبر سوا صح يا همس القلوب
صح يا ماما.
نعمه بضجر: لا حول ولا قوة إلابالله الحمد لله إن عيلة خالتك عايشين في طنطا بعيد عننا كان هيلاقوكي ماما فجأه
همس بلا اهتمام. يلا يا همس غني معايا
طنطا يا طنطا وأنا نفسي أعيش أونطه
وتقلدها الصغيره وترقص وسط سخط الجده
ربنا يهديكو
ليلى بمرح: قولي يا همس ?ميييييين
في اليوم التالي وقفت ليلى وهمس في المطبخ تعدان قالب من الكيك سويآ
وبعد تبريده قامت ليلى بتزينه ووضعت عليه خمس شمعات مضيئه.
وأخذت تحتفل بصغيرتها السعيده وتلهوان سويا بعد الإحتفال إرتدت كلآ منهن بنطلونآ من الجينز الأزرق وتيشرت باللون الوردي تعمدتا أن توحدا زيهما ووضعت ليلى وهمس طرطورآ ورقيآ علي رأس كلا منهما وكذلك علي رأس الجده التي ضحكت كثيرآ رغم آلام إذنيها
قالت همس ; يلا يا ماما بقي نطلع نجيب التوت
ليلى ضاحكه: يلا يا ميسو النهارده عيد ميلادك وهدلعك
بحبك يا ماما: قالتها همس ببساطه ليرتجف قلب ليلى الحاني وتحتضنها برفق.
لتقول
قلب ماما إنتي يا هديه من السما ربنا بعتهالي وأنا بحبك يا ميسو
دخلت الجده حجرتها لتنام قليلآ وخرجت ليلى وهمس إلى الخارج عند شجرتهما الوحيده...
كان الباب الخشبي الكبير مغلق بعنايه يحيط به السور المرتفع يخفي من بداخل البيت عن الأنظار بالخارج
حملت ليلى صغيرتها لترفعها علي أغصان الشجره العتيقه ثم تسللت ورائها برشاقه
وأخذتا تلتهمان ثمرات التوت اللذيذه بشهيه.
وقف مراد أمام الباب الخشبي بعد أن صف سيارته الفارهه أمام الباب يجلس فيها السائق نفسه الذي كان يراقب ليلى من قبل ها قد أوصل سيده إليها ونفذ المهمه
سيتفاوض مراد كما نصحه كرم وسيري ما نتيجة مفاوضاته
وضع يده علي الجرس وضغط مرات عديده ولم يسمع إجابه أو رد من أحد
طرق الباب، وكررالنداء
ولكن همس وليلي أعلي الشجره تلهوان فلم تنتبها والجده نائمه
أخيرآ أدخل مراد يده من فتحه صغيره وفتح المزلاج الداخلي للبوابه.
ليدلف إلى الداخل بترقب وحذر سيطرق الباب من الداخل هكذا قرر
سمع مرح وأصوات لينتبه لطفلتان أعلي الشجره هكذا رآهما
طفلتان إحداهما أكبر من الأخري وعلي رأس كلآ منهما طرطورآ أحمر لامع
ماما شوفي قالتها همس وهي تشير إلى مراد وتهتز وتوشك علي السقوط لتمسكها ليلى صائحه: همس حبيبتي.
تعجب مراد من ذلك المشهد إلتقطت الطفله الكبير شقيقتها لتسقطا معا صارختين ليتلقاهما مراد بسرعه و بمهاره فائقه فجأه يقف ويحمل ليلى بين زراعيه وهي بدورها تحتضن همس الذي إحمر حول فمها بشكل مضحك من أثار لون التوت الغامق
صمت ووجل للحظه إلتقط كلا منهما أنفاسه
نزلنا قالتها ليلى غاضبه
وصاحت: إنت مين وإزاي تدخل بيوت الناس من غير إستئذان
كان يرتدي بدله أنيقه كعادته أخد يهندم ملابسه.
وقال بغلاظه وهو يتأمل الصغيره: مش ذنبي إنك بتلعبي مع بنت صغيره علي الشجره وتعرضيها للخطر ومسمعتيش الخبط والجرس
ليلى بغيظ: أولآ الكهربا مقطوعه ثانيآ سلوبك همجي وإنت أصلآ شخص همجي
وإقتحمت البيت زي اللصوص
مراد بغضب: لصوص ياريتني سبتك تقعي تتقطم رقابتك
ليلى بغيظ: ومين ال قالك تعمل فيها عنتره.
تأملها بتعجب: صغيره قصيره نحيفه ولكنها عنيفه، أخذيدور بنظره بينها وبين همس بتأمل، إنتبهت ليلى لما ترتديه ومسدت علي رأسها الذي سقط عنه الطرطور لتتطايرخصلات شعرها بحريه وصاحت، هاااااااه...
ثم هرولت إلى الداخل وهو تقول
هغير هدومي وآجي أشوف حكايتك
وهرولت الصغيره ورائها بالتباعيه
ورغمآ عنه تابعهما مراد بنظره وإبتسم متعجبآ
حينما إلتقطهما بعد سقوطهما تبين أنها شابه صغيره وليست طفله كما ظن.
بعد قليل عادت ليلى ترتدي فستانها الطويل المحتشم وحجابها الذي لفته علي عجل تمسك بيدها همس
كان واقفآ يستند علي شجرتهما الكبيره ويتناول بعض حبات التوت ليأكلهاببطئ وتلذذ
سلام عليكم: قالتها ليلى بجديه
ليعتدل مراد ويرد عليها السلام وللمره الثانيه ينظر للصغيره بإنجذاب وتعجبت ليلى حينما منحته همس إبتسامه ودوده
هنتكلم وإحنا واقفين كده قالها مراد.
ليلى بحده: أيوه جدتي نايمه ومينفعش تدخل إنت مين وعاوز إيه أكيد إنت غلطان ف العنوان حضرتك عاوز مين
قال بجديه وملامح التحدي باديه علي وجهه: همس
ليلى بذهول: همس مش فاهمه ثم قالت لهمس بخوف وذعر: إدخلي يا همس جوا يلا حالآ
عاوز إيه إنت واحد مجنون إقتحمت بيتي وكمان حرامي وبتاكل توت من غير إستئذان همس مين ال عاوزها إنت مين
إنت أكيد حرامي عيال صغيرين وبتتاجر في الأعضاء أنا هبلغ الشرطه.
مراد بنفاذصبر: أنا عمها مراد أخو مجدي الله يرحمه
عمها إنت عمها إتسعت حدقتا عيناها أبعدأكثرمن عامين كاملين يحضر هذا الغريب ويدعي أنه عم همس
حتى لو عمها قالتها بتحدي: إنت بتطلب المستحيل فاهم المستحيل
رنت في إذنها كلمات شمس عن عائلة زوجها وقالت
عيلة الخرافي مش هتاخد همس فاهم
قال مراد وهويتأملها بتعحب: إنتي مامتها مجاش علي بالي أبدآ شكلك صغير و...
قاطعته بإشاره من يدها...
أنا مستحيل أسيبها فاهم مستحيل تاخدهامني...
مراد بتفهم: مين قال إني عاوزك تسيبيها أو أخدهامنك
لكن لازم تعرفي إن همس ليها عيله كبيره ومش من العدل إنها تعيش من غير ما تعرف عيلتها ليها جد وجده وأعمام وعمه ليه تحرميهامنهم وتحرميهم منها بغبائك
ليلى بضيق: إحترم نفسك فاهم ولا لأ.
مرادبسخريه: ايوه واضح إنك فاهمه إنك بتتعاملي مع عيل صغير في الحضانة وواضح كمان إنك فاكراني بالي طويل قوي زي مجدي الله يرحمه أنا مش عارف إيه ال عجبه في إنسانه غبيه زيك...
ليلى وهي تشير للبوابه وقد إشتعل وجهها بحمرة الغضب
إطلع بره فورآ ويسعدني جد? إن دي تبقي آخرمره أشوف وشك فيها...
أخرج كارت صغير من جيبه وقال بضيق وإستعلاء...
طيب متمناش أبدآ أشوفك جايه بنفسك تشوفي وشي يا مرات أخويا وناولها الكارت الصغيرفأخذته وقذفته علي الأرض لتنحني همس وتأخذه
إنتفخت أوداجه من الغضب وهم بالإنصراف، لكنه إقترب من همس
وإنحني ليحملها ويقبلها بحنان أبوي
ثم يضعها بعنايه علي الأرض مرة أخري
ويستديرمنصرفآ...
في اليوم التالي تعمدت ليلى أن تتناسي مراد وتهديده فإندمجت في عملها والاهتمام بالأطفال فهي تعشقهم عشقآ.
وتدهورت حالة جدتها فأصبحت دائمة الشكوي من ألآم إذنيها وعانت من ضعف سمعها
حجزت لها ليلى عند طبيب شهير
وصف لها محاليل التنقيط وبعض الأدويه ووبخها لتجاهلها أمر مرضها لمده طويله
حزنت ليلى حينما أخبرها الطبيب أنه لا علاج فعال لضعف السمع ولكن بعد فتره من العلاج ربما تستطيع استعمال سماعه لأذنها...
حمدت الجده الله كعادتها
وتقبلت الوضع وتعمدت ليلى وهمس الاقتراب منها والصباح لتسمع حديثهما إليها...
.
في شركة مراد الهندسيه، جلس علي مكتبه وجلس والده شاكر أمامه يزفر بضيق
يعني يا مراد معرفتش تجيب البنت.
خلاص أنا هضطر أجيبها بطريقتي
أنا هوريها بنت طه البواب تتعامل إزاي مع أسيادها...
مراد بتوسل: أرجوك يا بابا متتدخلش أنا هجيبها أوعدك
لكن يا بابا ال حضرتك عاوزتعمله ده هيضرنا خلي الجرايد تشم خبروتكتب رجل الأعمال صاحب أكبر مصانع الغزل والنسيح وعضو مجلس الشعب المنتظر يختطف حفيدته.
شاكر بقلق، لأ ويقولو حفيدته بنت شمس ال أبوها طه البواب ال مرمي في السجن لا مستحيل
مراد: بابا لازم الموضوع ده يتعالج بحكمه وبعدين هيه أمها يا بابا ومرتبطين ببعض جدا دا شئ واضح...
وعمومآ أنا ناوي أقرص ودنها قرصه خفيفه تخليها تعرف بتعامل مين...
شاكر وهوينهض بتثاقل، هنشوف يا مراد
أنا رايح المصنع ومش معني إن أنا وعمك سالم بنديره سوا وإن عندك شركتك الخاصه يا باشمهندس إنك متجيش المصنع نهائي.
مراد بإبتسامه: يا بابا ماهو ممدوح أخويا كمان مع حضرتك
شاكر بسخريه: ممدوح شخصيته ضعيفة ومراته عماله تزن عليه يعمل شركة إستيراد وتصدير خاصه بيه
هوا قالي كده ونسيب المصنع ال بمليارات في إيد عمك لوحده
مراد: عمي سالم طيب يا بابا وبيحترمك وبعدين له نسبه بسيطه جدآ بالنسبه لحضرتك...
شاكر بتصميم: لازم. أفضل لامم العيله كلها وإلا ال بنيته هيتهد...
ربنا يخليك لينا يا بابا قالها مراد وهو يقبل رأس والده بحنان،.
↚
مر شهر كامل منذ زيارة مراد لبيت ليلى نسيت ليلى أمره تمامآ أجل إنها تعمدت نسيان الأمربرمته فلن تشغل بالها فيما قاله ذلك العنيد...
عادت ليلى من عملها تصطحب صغيرتها معها لتدلفا إلى داخل البيت وتصيح ليلى بصوت عالي تنادي جدتها لكي تسمعها
تيتاااااااا إحنا جينا
رحبت الجده بالفتيات وأحضرت طعام لذيذ
لتأكلا منه ليلى وهمس التي تعشق المكرونه بأنواعها وتأكلها بنهم...
بعد الغذا ء شعرت ليلى لحاجتها لقيلوله فتركت همس وجدتها ودخلت حجرتها لتنام
وتستغرق في النوم فهي تقف علي أقدامها منذ الصباح وتستمع لضجيج الأطفال مما سبب لها إرهاق فهي تستيقظ باكرآ لتجهيز صغيرتها وتحضير الإفطار حتى لا تزعج جدتها التي نشفق عليها...
في القاهره منطقة الزمالك.
في فيلا، علي أحدث طراز بها حديقه خلابه ومدخلها مزين بورود ونباتات محاطه بالبوابه العملاقة بشكل مبهج وفي جانب من الحديقه حمام سباحة مستطيل وأرجوحه كبيره مصنوعه وموضوعه بعنايه
في داخل الفيلا المكونه من طابقان كانت تتميز بالأناقه والرقي فكل جزء بها شكل بعنايه بأيدي أمهر مهندسي الديكور
الطابق الأسفل للمعيشه والأعلي لكل من أفراد الأسرة وعائلته جناح كامل متكامل.
علي طاولة الطعام جلس شاكر وعلي يمينه سيده خمسينيه وجهها مريح فقد كانت شابه جميله ذات يوم
بجوارها يجلس مراد وعلي شماله شقيقته ماهيتاب
وفي المقابل له يجلس شقيقه الأصغر منه بقليلآ ممدوح وزوجته زيزي ممدوح يشبه مراد إلا إنه ممتلئ الجسد وأقصر قليلآ من مراد
وزوجته شقراء طويله ترفع شعرها الأشقر اللون والمصفف
بعنايه علي هيئة كعكه كبيره وتضع مساحيق التجميل علي وجهها بدقه لتزداد جمالآ وإشراقآ.
وضع الخادم الطعام بعنايه للأسره كان شاكر متجهمآ ينظر لمراد نظرات متسائله فيبتسم له مراد بهدوء وثقه.
تحدثت نوال والدة مراد بحنان إلى ممدوح
وقالت، مالك يا ممدوح ما بتاكلش ليه
ممدوح بلامبالاه، باكل آهو يا ماما
شاكر يضع قطعه صغيره من اللحم تناولها بالشوكه الفضيه بفمه وقال بضجر...
مش عاوز أندم إني سمعت كلامك يا مراد
لحد لوقتي معملتش حاجه في موضوع بنت أخوك الله يرحمه.
صاحت نوال بتوسل. نفسي أشوفها يا مراد نفسي أشوف بنت مجدي
ربت مراد علي كتف أمه وقال بحنان: أوعدك يا ماما أوعدك قريب قوي تشوفيها
لوت زيزي فمها يتهكم وقالت: يعني هتكون شكلها إيه يا طنط أكيد شكل بنت البواب
مراد بإبتسامه ساخره: علي فكره البنت نسخه من مجدي.
إبتسمت نوال لذكري ولدها الراحل فقد مرضت وأصبحت تمشي بصعوبه شديده وتستند علي عكاز خشبي دائمآبعد أن علمت بموته ويومها صاحت في زوجها ولا مته أنه السبب في موت إبنها وحدثت فجوه في علاقتها بزوجها فأصبحو كالأغراب يهتم بها ويحضر لها أمهر الأطباء ولكن عاطفيآ يهملها جدا.
شردت نوال تتذكر بكاء مجدي أمام والده الذي كان يهدده حينها بأنه سيطرده من البيت إذا صمم علي الزواج من إبنة البواب التي كانت في عامها الأول بالجامعة وكان هو بعامه الأخير بكلية التجاره حينما تعرف عليها
كاد يقتلها بسيارته بالخطأ بجوار الجامعه ولكنها قفزت بسرعه لتقع علي الأرض
حاول الإعتذار بأنه حديث العهد بسواقة السيارات فعنفته بشده.
وأصبح بعد ذلك يراها كثيرآ وتوطدت علاقتهما كان صديق لأمه وكثيرآ ما أخبرها عن شمس الطالبة الجا معيه الجميله التي عشقها بجنون رغم مستواها الإجتماعي المنخفض كانت يتيمة الأم ووالدها يعمل بواب في عماره وتقطن هي معه بالبدروم.
تذكرت تهديد شاكر وإصرار مجدي وحيرتها بينهما...
أفاقت علي صوت مراد الجنون
مالك يا ماما سرحانه في إيه
نوال بحزن: ولا حاجة يا حبيبي.
نظرت لإبنها بحب فمراد رغم شخصيته القويه عكس ممدوح لكنه مع أمه دائم? حنون يشعر بالتعاطف معها ويشفق عليها فيكفيها حزنها علي شقيقه الراحل
قالت ماهي تحاول إضافة المرح: وإنت يا سي مراد بقيت عجوز عندك اربعه وتلاتين سنه هتتجوز إمتي ولا بتكون نفسك
بس يا قرعه قالها مراد لشقيقته.
ماهي بمرح: لا آسفه أنا قصيت شعري آه بس مش قارعه...
نظر شاكر لزيزي وقال لها بود، إيه يا زيزي يا حبيبتي مش ناويه تجيبي أخ أو أخت لبيري أنا عاوز أحفاد كتير يكبرو عيلة الخرافي...
قذفت زيزي شوكتها بعنف ومررت الفوطه علي فمها بعصبيه وهي تقول
كل شئ بأمر الله يا عمي دلوقتي تيجي الحفيده وهمست ال جدها بواب
وصعدت عرفتها غاضبه
أنهي الجميع طعامهم
وصعد ممدوح لزوجته التي ما أن رأته حتى صاحت
شايف أبوك هوا ماله متسربع علي حفيدة البواب ليه.
أنا زيزي بنت عبد المنعم حجاج سيادة السفير عاوزيجيب بنت البوابين تعيش مع بنتي بيري
ممدوح بسخريه: السفيرسابقآ
زيزي بحنق، ممدوح خف شويه
ممدوح بهدوء، إنت بتكبري المواضيع قوي يا زيزي
يوووووووه قالتها زيزي وهي تحمل حقيبتها بعصبيه: أنا راحه النادي
ممدوح: ماشي يا حبيبتي خلي عاطف السواق يوصلك
زيزي بكبرياء: لأ أنا هسوق عربيتي بنفسي
وخلي المربيه تاخد بالها من بيري وتساعدها تحل الواجبات بتاعتها...
في المنصورة في منزل ليلى
ظلت همس تلعب بالكره تقذفها لأعلي وتجري ورائها
ولم تعلم بأن هناك من يراقب البيت من الخارج بخبره ومهنيه
قذفت الكره لأعلي السور فوقعت بالشارع
وبسرعه فتحت همس المزلاج وخرجت لتحضر كرتها وقبل أن تجتاز البوابه حملتها يد قويه بشكل مفاجئ وتم تخديرها عن طريق رش سائل علي أنفها...
في فيلا شاكر
رن هاتف مراد المحمول ليرد علي المتصل بجديه وتحذير
معاكم طيب إوعو حد يأذيها مفهوم
خلاص هكون في الشركه بعد ساعه هستناكم
معةالسلامه
أغلق الهاتف ولو شفتيه بإبتسامه لمحتها أمه...
وقالت، ربنا يسعدك يا بني شكلك مبسوط
مراد بنظره حانيه، إن شاء الله هتشوفي بنت مجدي قريب قوي يا ماما عن إذنك أنا رايح الشركة
لتتنهد نوال بألم وهي تتذكر إبنها الفقيد
وأخذت تدعو له بالرحمه والمغفره.
في بيت ليلى.
إستيقظت وأخذت تتثاءب بكسل وتنادت همس...
فلم تجبها
خرجت من الغرفة لتجد جدتها تسجد علي الأرض تؤدي فريضة العصر
نظرت يمينآ وشمالا لم تري همس ظنتها نائمه في حجرة جدتها
فإتجهت إلى المرحاض توضأت ثم إرتدت إسدالها ووقفت تصلي بجوار جدتها
وبعد أن أنهت صلاتها قبلت يد جدتها بمحبه وسألتها
همس نامت في أوضتك ولا إيه يا تيته
نعمه بتساؤل: بتقولي إيه مش سمعاكي يا لولو
همس يسألك عن همس قالتها بصياح.
نعمه بهدوء: خدت الكورة وطلعت تلعب برا يا بنتي
نهضت ليلى وهي تقول: أكلت ولا لأ يا تيته زمانها نست نفسها في اللعب
وخرجت تنظر وتناديها فلا مجيب
إقتربت من الشجره وقالت: معقوله طلعت ع الشجره نادت بخوف
همس، همس، يا همس ردي فجأه لاحظت البوابه المفتوحه
خرجت تجري لتجد كرة همس بجانب السور...
جن جنونها أخذت تصيح كالمجنونه تناديها.
شعرت بالحيره فتره تدخل البيت لتبحث في حجراته وتاره تجري للخارج حتى أنها سألت جيرانها رغم عدم إختلاطها بهم
طرقت باب جارتهم وقالت بلهفه...
طنط هاله لو سمحتي همس جت عندكم
نفت السيده الأربعينيه وأخبرتها أنها فقط لمحت سياره فارهه تقف بجوار سور بينهم
منذحوالي ساعه أو أكثر
شكرتها ليلى وعادت إلى بيتها وما أن دخلت حتى صاحت تبكي
همس حبيبتي إنتي فين
ثم صاحت بصوت عالي: مش لاقيه همس يا تيته.
نعمه بتعجب وحيره ؛ هتكون راحت فين يا بنتي بس تكون بتلعب هنا ولا هنا
ولا يمكن عندحدمن الجيران وجايه والله كانت بتلعب بالكوره بكره وشيفاها
أخذت ليلى تبكي وتقول، آه ياني هتجنن يا همس ردي عليه
تكون راحت فين
مرت ساعه أخري ويأست ليلى وجلست تبكي بحرقه لا تتخيل أن تفقد همس تشعر بحرقه في قلبها وتئن خوفآ علي صغيرتها
فجأه صاحت وكأنها تذكرت شئ
هوه أكيد هوا
أكيد ال هاله قالت عليها عربيته.
نفذ تهديده خطف همس هو عمها الجبان
أخذت تبحث في كل مكان بخجرتها عن البطاقه الصغيره التي تحمل اسم شركته و التي قذفتها بإهمال وأخذتها من همس فيما بعد ولا تتذكر أين
حتى إسم هذا الشخص نسبته تمامآ
لم تعد تتذكر سوي همس
آه يا قلبي قالتها بحسره كأنها أم مكلومه نعم تشعرأنها أم فقدت فلذة كبدها
أخيرآ وجدت تلك البطاقه بعدأن أفرغت حقيبتها بعصبيه
مسكته بكف يدها وأخذت تضغط عليه بشده وغيظ.
إرتدت ملابسها وهي تبكي وحملت حقيبتها ووضعت بها بعض بعض النقود...
وجلست بجوار جدتها وقالت بصوت مرتفع متوسل
تيته أنا عرفت همس فين خدها عمها وانا هسافر مصر أجيبها مهما حصل هجيبها هوا فاهم إن أنا أمها ومش هيقدر يحوشها مني
نعمه بخوف: لأ يا بنتي متسافريش إسمعي كلامي
قبلت ليلى يد جدتها وتوسلت إليها ألا تغضب فهي تعلم كم تحب همس.
نعمه بحزن: والله وأنا يحبها وزعلانه بس خايفه عليكي.
إدعي قالتها ليلى وهي تتجه للباب...
إتجهت إلى الساحه المخصصه للسيارات المتجهه إلى القاهره وهي تشعر بالخوف فلم تذهب إلى القاهره سوي برحله مدرسيه منذ أن كانت بالمرحله الإعداديه
طول الطريق الذي إستغرق أكثر من الساعتين وهي تنظر من الشباك بحزن شديد
لاتري أمامها إلا صورة همس
قبل ساعه في شركة مراد
دخل عليه بدر السائق ومعه موظف آخر يحمل الصغيره المستغرقه في النوم
نهض مراد من مكتبه.
ليصيح هي نايمه كده ليه عملتو فيها ايه يا حيوان منك له
بدر بخوف: والله ما عملنا حاجه دا عزت خدرها لأنها كانت هتعيط وتلم علينا الدنيا
طيب هاتها قالها مراد وهو
يتناولها منهم وأمرهم بالخروج وجلس وهو يحملها ويتأمل ملامحها البريئه بحزن وإبتسامه
إنحني ليقبل جبينها ويرفع بعض شعرات تناثرت علي جبينها
كانت ترتدي فستان جميل طفولي
كم تهتم بها أمها...
فوجئ حينما فتحت الصغيره عيناها ببطئ قد بدأت نستفيق.
ماما قالتها بخوف طفولي
أسندمراد رأسها لتجلس علي ركبتيه وقال بصوت حاني
همس حبيبتي
رآها جميله بريئه تشبه أخيه وتذكره به
بدأت تبكي حينما اكتشفت أنها في مكان لا تألفه
وقالت ببكاء وشهيق: ماما عاوزه ماما يا عمو
عمو أتدركين أنني عمك أم أنها كلمه دارجه علي لسانك لجميع الرجال
فكر مراد ثم وقف. ووضع الصغيره علي الأرض وأمسك يدها وقال
مش عاوزه تشوفي تيته
همس ببكاء: تيته نعمه
مراد بحنان: تيته نوال مامت بابا وأنا عمومراد.
وتشوفي كمان جدو شاكر وعموممدوح وعمتوماهي
همس ببراءه: لأ عاوزه ماما بس ممكن توديني لماما يا عمو
ماما بتنادي عليه لما أغيب
تأثر مراد من تعلق الطفله بأمها لم يرد أن يجعلهاطرف في صراع بين شمس وعائلته لكن شمس هي من فعلت ذلك وأعلنت التحدي فلتتحداه إذن...
ما أن وصلت شمس القاهره حتى وقفت حائره ماذا تفعل
نظرت في الكارت الذي يحمل اسم الشركه وعنوانها
ورقم تليفون مراد
وقالت لنفسها لابد أن تلك الشركه معروفه.
إستقلت تاكسي
وأعطت السائق العنوان المدون في الكارت الخاص بمراد فقال
لا يا آنسه كده هتدفعي كتير دا مشوار بعيد جدآ
ليلى بضيق: وصلني عند باب الشركه وهديك ال إنت عاوزه يلا لو سمحت بسرعه
أطاعها السائق ووقف أمام الشركه وقال
هيه دي شركة مراد الخرافي وعاوز سبعين جنيه
منحته ليلى خمسون جنيها وقالت بغضب
إنت فاكرني سائحه ولا يا أسطي
مافيش الا دول
أخذهم وإنصرف غاضبآ يهمهم بكلام سئ.
عند الشركه وجدت ليلى أن الدخول ليس سهل كما توقعت
فقالت لرجل الأمن أنا جايه لمراد بيه والكارت أهو هو إدهولي حتى إسأله
تركها تدخل فالكارت برقم تليفونه الخاص لا يحصل عليه كثيرون
في الدور الثاني حيث يقع مكتب مراد
صف عدد من مكاتب مهندسي الشركه
وبالطبع سألت ليلى حتى وصلت لمكتب مراد وطلبت مقابلته
قالت السكرتيره سها وهي شابه طويله جميله في الثلاثين من عمرها
طيب إستني هنا أقوله مين.
ليلى بضيق، قوليله ليل، أدركت أنها كانت سترتكب خطأ جسيم فقالت شمس أقصد قوليله شمس
دخلت مكتب مراد وقالت
مراد بيه فيه بنت شابه صغيره بتقول عاوزاك إسمها شمس ومعاها كارت من حضرتك
مراد يضع القلم من يده ويحك صدغه بأظافره يفكر قليلآ ثم قال
دخليها يا سها
حاضر قالتها سها وهي تتجه للخارج...
في فيلا شاكر الخرافي: أخذت همس تبكي وترفض أن يقترب منها أحد
وتتوسل إليهم أن يعيدوها إلى أمها.
ماهي بحنان وهي تربت علي شعرها، أنا عمتو ماهي وبحبك جدا يا همس
همس ببكاء ونهنهه: لو بتحبيني يا طنط وديني لماماوتيته نعمه أنا عاوزه ماما بس
نوال بحزن: شوفي يا هموسه تيجي تلعبي في الجنيه فيها مراجيح وحمام سباحه وورد وفل وحاجات حلوه كتير
نظرت بيري بتأمل لهمس إن بيري أكبر بعام واحد من همس وتقاربها في الحجم والملامح ولكنها بيضاء البشره كوالدتها...
إقتربت الطفله اللطيفه من همس تبتسم لها
وقالت نوال.
دي بنت عمك يا بيري يعني اختك يا حبيتي سلمي عليها وبوسيها
وبمحبه وبراءه إقتربت بيري من همس تقبلها...
ولكنها إبتعدت عندما سمعت صياح والدتها
بيري، إنتي يا بنت تعالي هنا
تنظر بيري لأمها بتعجب فلم ترتكتب خطأ
لتصرخ أمها: تعالي هنا قلت لك
تقترب بخطوات طفوليه من أمها التي جذبت يدها بعنف وأخذتها إلى حجرة المكتب ثم صاحت بها وهي تجذبها بقسوه من إذنها
آخر مره تقربي من البنت دي يا بيري فاهمه.
ولا لأ إنتي بيري وأمك زيزي
وهيه بنت البوابين
بيري ببراءه: بس يامامي تيته قالت
زيزي بغضب: هتسمعي الكلام ولا لأ
بيري بطاعه: حاضر يا مامي
زيزي بإبتسامة منتصره يلا يا حبيببتي روحي لداده تأكلك وتساعدك علي حل الواجب
حاضر يامامي: قالتها بيري وهي تنصرف،.
↚
دخلت ليلى غاضبه ولم تلقي عليه التحيه...
وإنما قالت بحده: فين بنتي
أشار لها مراد لتجلس ولكنها صاحت: أنا مش جايه أقعدمعاك
أنا عاوزه همس
مراد: همس بتسأليني أنا عن همس
ليلى بتحدي: بلاش إسلوب المرواغه بتاعك ده إنت مش من حقك تخطف بنتي مش من حقك فاهم مش من حقك تعمل كده...
حاولت أن تبدوقويه وأن تخفي دموعها أمامه ولكنها انهمرت بسخاء علي وجنتيها وبكت بصوت مسموع تنهدت بحسره ثم جففت دموعها بعصبيه، وصاحت بصوت متقطع.
إيه فاكرين بفلوسكم هتشترو وتبيعو في الناس
أشارت بإصبعها في وجهه وقالت بحده وغضب
دي دم ولحم دي إنسانه بشر ليها مشاعر
دي طفله يا بني آدم حرام عليكم
كنتو فين من خمس سنين
كنتو فين رد؟
هم بالحديث ولكنها أشارت له بيدها ليصمت وواصلت الحديث
فكرتو فيها جعانه ولا لأ
لابسه كويس زيكم ولا لأ
بتتعلم ولا لأ
ساكنه في مكان ينفع للسكن وآدمي ولا لأ
جايين دلوقتي تاخدوها ليه مش دي بنت شمس
شمس بنت البواب الفقير ه ال متشرفكمش.
حينما تذكرت شمس صدع الإسم في قلبها
وكأنها تراها أمام عيناها
مريضه، هزيله. شاحبه، مهزومه
تذكرت الوصيه، الأمانه...
صرخت بدون وعي، فين همس
رق قلب مراد فحديثها صادق...
قال بصوت هادئ، إقعدي لو سمحتي وإهدي شويه إسمعيني يا شمس.
ليلي، أنا مش عاوزه أسمعك ولا أشوفك
إديني همس وهمشي أكيد هيه دلوقتي بتدور عليه وخايفه، قال بصوت جاف: إنتي ال وصلتينا لكده أنا جيت لك بالأصول.
لكن إنتي إنسانه أنانيه رفضتي حتى تسمعيني وأدي النتيجة
ليلى بتوسل: يا أستاذ عماد إنت أكيد عندك ولاد ترضي تتحرم منهم
مراد بتفهم: لأ مرضاش وإسمي مراد مش عماد
إنهارت ليلى وصاحت: أنا مالي إسمك مرا د ولا عماد أنا مالي أنا عاوزه بنتي وبس فاهم أنا من يوم ما شفت وشك وأنا بتعذب بسببك
فين بنتي؟
مراد بحده: عند جدتها وجدها عند أهلها
ليلى بصراخ، : أنا أهلها
رن الهاتف الموضوع ع المكتب ليحمله مراد
ويقول: أيوه يا ماما.
نوال بحزن، البنت مش مبطله عياط عينيها إحمرت ومش راضيه تتكلم مع حدولا تاكل ولاتشرب وشاكر متنرفز علي الآخر
طيب يا ماما هتصرف
تشربي إيه، قال مراد
ليلى بغضب، لوبإيدي كنت شربت من دمك وإرتحت
إبتسم مرادوقال
للدرجه دي بتكرهيني
أكترمما تصور قالتها وهي تنظر اليه بإحتقار وغيظ
شوفي يا شمس لو ما إتفقتيش معايا عمرك ما هتشوفي بنتك تاني ولا بالمحاكم.
ردت هامسه: محاكم، وشردت تفكر فيما قاله لها، أي محاكم تلك التي يحدثها عنها، لا تستطيع الشكوي فهي ليست شمس ولكنها لا تستطيع ترك همس لقد سمعت من شمس أنهم عائله شريره بلا قلب.
ستتفاهم معه وستتحمل من أجل همس إنها في الحقيقيه مضطره أن تتفاوض بدون نزاع قديكشف هويتها صراع بين الحقيقه وبين حبها لهمس ووصية شمس، صراع بين قلبها وعقلها الذي يؤكدلها أنها تضع نفسها بين فكي الأسدلن يتركها شاكر الخرافي ولا هذا الجالس أمامها بعد أن يعلمو حقيقة أنها إنتحلت شخصية شمس
فكرت لدقيقه ثم إزدردت لعابها فقدجف حلقها، يالها من ورطه نظرت له بتحدي - وقالت، عاوزإيه من غيرلف ودوران.
مراد بإبتسامه: أيوه كده تعجبيني
هتيجي معايا، همس عندنا ف البيت هتشوفيها وال هنتفق عليه تعمليه
موافقه بس يلا وديني عندها
أنهي بعض الأعمال وقام ليسبقها قائلا يلا بينا
وتتبعه ليلى لتلحق به إلى أن خرج من الشركه واستقل سيارته وجلست بجواره
وقاد السياره إلى أن وقف أمام الفيلا
وقال لها بجديه إتفضلي معايا
دخلت ورائه وهي تشعر بالإضطراب والتوتر حتى أنها لم تري شيئآ من الفخامه المحيطه بها في ذلك المكان المميز...
وما أن دلفت من الباب الداخلي حتى صاحت فقد رأت همس تجلس وهي مكوره فوق أريكه وتحيط بها شابه وإمرأه تستند علي عكاز خشبي
همس، نادتها ليلى بتأثر
لتسمعها الصغيره وترفع رأسها تنظر إلى مصدر الصوت الذي تعرفه جيدا
وصاحت: ماما ماما ثم إنطلقت كالقذيفه لترتمي بين أحضان ليلى الباكيه...
بالفعل تأثر الجميع من مشاعر الطفله وتعلقها بأمها
قطع المشهد صوت شاكر الغليظ الذي خرج من مكتبه وقال بصوت جاف: إنتي شمس.
رفعت ليلى رأسها بعد أن ساعدت همس لتقف علي أقدامها تحتضنها
وقالت بكبرياء: أنا أم همس
شاكر بغلاظه، وربتيها تصرخ وتعيط لما تشوف أهلها ولما تدخل فيلتهم ولا ملهاش ف المستويات دي
ليلى بكبرياء: ربتها علي الصدق والتواضع مش علي المظاهر الكدابه
حضني أنا أحسن عندها من قصور العالم كله...
هكذا ليلى تحدي بتحدي وكبرياء بكبرياء لن تسمح لهؤلاء بإهانتها أبدأ.
إنها في الواقع ليست شمس المسكينه الضعيفه إنها ليلى الآبيه وستظل كذلك...
لم يتخيلها شاكر هكذا إنها ليست ضعيفه خائرة القوي كما ظن هو نظر لمراد وقال.
احم تعالي يا مراد عاوزك عمك سالم معايا جوا ف المكتب
دخل شاكر مكتبه ليجد شقيقه الذي يشبه كثيرآ ويصغره بعامان فقط ينظر إليه و يبتسم
بتضحك علي اي يا سالم، قال شاكر.
سالم وما زال مبتسم، لأني سمعت كل حاجة يا شاكر العنف مش هاينفع البت دي مش سهله والجرايد ما هتصدق وانت عاوز تترشح لمجلس الشعب يا شاكر
شاكر بمكر: خلاص يا سالم أناهعرف إزاي أخلص منها
معاك حق لازم أحتوي الموقف وبعد كده ضحك بقهقهه شريره
هناخد البنت وأمها بقي تاخد جزائها
دخل مراد وأغلق الباب قائلا
مين. دي ال هتاخد جزائها يا بابا
شاكر بلا مبالاه: متشغلش بالك يا مراد دي موظفه مهمله مضايقه عمك سالم.
هز مراد رأسه متفهمآ وقال بلهحه حانيه: بابا البنت متعلقه جدآ بأمها وحرام
قاطعه والده وقال بخبث: طبعآ حرام خليها تاخدها وتروح تجهزها وتجهز نفسها و تيجي تقعد معانا فتره لحد ما البنت تتعود علينا وبعد كده تبقي بيننا وبينها أويقعدو معانا خالص دي برده بنت مجدي صمت قليلآ وأضاف بلهجه حقوده، ومراته...
شعر مراد بالسعادة لقرار والده و إنحني ليقبل يده وقال بمحبه: ربنا يخليك لينا يا بابا.
سالم وهو يغمز بعينه لشقيقه بخبث، طب يلا كلنا نطلع نرحب بأرملة مجدي
خرجو جميعآ وهذه المره بدأ سالم بالترحيب مهللآ
أهلأ وسهلا بمرات المرحوم الغالي
وإقترب منها شاكر قائلا: أهلآ بيكي يا بنتي في بيت حماكي وجد بنتك
من النهارده هنبدأ من أول وجديد
ومراد هيقولك قراري
و دلوقتي ممكن تخلي حفيدتي تسلم عليه
كانت ليلى تشعر بالحيره والريبه: كيف تغير الحال بلحظات كان يتحدث معها بطريقه فجه منذ قليل.
إنحنت ليلى لتقترب من همس وقالت
همس حبيبة ماما دول أهل باباكي الله يرحمه
د جدو شاكر ودا عمو عماد
مراد بغيظ: يادي النيله مراد قلنا مراد
إ ليلى بإبتسامه صغيره ماكره. ٌ...
ودا عمو مراد وتيته نوال وعمتو ونظرت لما هي بحيره إلى تلك الفتاه الخمريه والتي تشبه همس بملامحها الطفوليه البريئه
فقالت ماهيتاب: ماهي عمتو ماهي يا همس
سلمي علي جدو يا حبيبتي
إقتربت همس وهي تتشبث بيدأمها وترفض ترك يدها.
فإنحني جدها ليحتضنها ويتنهد وهو يتذكر إبنه الراحل كان صادق المشاعر تجاه همس
ولكن همس كانت متحفظه معه ومع الجميع
دلوقتي يا شاكر بيه: ممكن أخد همس وأمشي، قالت ليلى ذلك برجاء
نوال بحنان: لأ يا شمس خليكو إتغدو معانا
ولكن همس قالت بصوت مسموع: أنا جعانه يا ماما
يا حبيبتي ؛: قالتها نوال بحنان وهي تقول لما هي
خليهم يحطو الغدا حالآ يا ماهي
نظر مراد لليلي وقال
ولحد ما الغدا يجهز إتفضلي معايا المكتب نتفق.
تاني قالتها ليلى بملل...
سبقها مراد لحجرة المكتب فتبعته وبيدها همس التي رفضت أن تتركها
جلس مراد وأشار لها لتجلس علي مقعد أمامه وقال لهمس
همس حبيبة عمو إطلعي إستني ماما مع تيته...
خرجت همس بتذمر بعد أن أقنعتها ليلى
بالخروج و الجلوس مع جدتها...
تنحنج مراد ونظر إليها بجديه وقال
بلهجه آمره...
هتاخدي همس وتمشي بشروط
قالت ليلى بقلق، شروط إيه؟
مراد بجديه: هتيجي تقعدي إنتي وهمس هنا فتره لحد ما همس تتعود علينا.
وتبقي إنتي مطمنه عليها وبعدين
صاحت ليلى بغضب: وبعدين تاخدوها صح
مراد بضيق: إنتي ليه ما بتتفهميش
طول ما انتي ما إتحوزتيش بعد أخويا هتفضل همس بيننا وبينك إتفقنا
ما إتجوزتش رددتها ليلى هامسه وكأنها للتو تذكرت أنها ليلى وليست أم همس الحقيقيه قالت بصوت مسموع: يا رب
تعجب مراد من رد فعلها كان يشعر بحيرتها
فقال مبتسما: خلاص يا شمس موافقه.
ليلى بتردد، بصراحه أنا مش هقدر أعيش معاكم لازم تفهم إن ده صعب لكن ممكن تيجو عندي تشوفوها
مراد بتفهم، حتى لو كلامك مظبوط
لازم تعملي كده علشان همس
وبعدين دي فتره لحد ما همس تعرفنا وتتعود علينا وبكده هتعيش معاكي فتره وتيجي لأهلها فتره أرجوكي متصعبيش الموضوع
ليلى بحيره، واضح ان الأمر إجباري
مراد برجاء، من فضلك يا شمس ماتصعبيش الأمور
هزت رأسها بيأس وقالت: موافقه بس
بس إيه قال مراد
ليلى بحيره، جدتي.
هاتيها معاكي من حقك طبعآ
نظرت له بيأس وهزت رأسها موافقه وقالت. وهي تنظر إليه بتحدي وكراهيه، أنا مضطره أنفذ طلبكم لأسباب خاصه بيه
لكن عمري ما هنسي ال إنت عملته معايا أنا وهمس وإنك سبب كل مشاكلي أد إيه كنت سعيده قبل ما أشوفك
نهضت لتقف بتثاقل وقالت، عندك أوامر تانيه تقولهالي
شعر بكراهيتها له ولكنه تجاهل تبرير موقفه
وقال، و دلوقتي إتفضلو علشان تتغدو
حاضر قالتها ليلى وهي تتبعه بهدوء.
وجدت الجميع جالسين حول المنضده وإنصرف سالم إلى بيته
أشار لها شاكر لتجلس بجوار ماهي
ففعلت
أهلا وسهلا يا همس أهلا وسهلا يا شمس أهلا بيكو في بيت عيلة الخرافي قالها شاكر بإبتسامه مصطنعه
جلس مراد في مكانه المعتاد بين ماهي وأمه وبدء الجميع يتناولون طعامهم
فين ممدوح ومراته سأل شاكر
ماهي وهي تضع الطعام بفمها: هيتغدو النهارده في النادي علشان بيري عندها تمرين يا بابي
كانت ليلى تطعم همس وذهنها شارد فقالت لها نوال.
ما بتاكليش ليه يا بنتي
وضع مراد قطعه من الدجاج إلتقطهما بشوكته في فمه ولم يتحدث إلا حينما سألته ماهي عن كرم فقال
كرم طلع مأموريه يا ماهي وبعدين يا فنانه قلبك عليه قوي إقبلي وإتجوزيه هو مالوش ذنب يا فنانه إنك هتعيدي السنه
غمزت ماهي لليلي وقالت، بيتريق عليه علشان بدرس في كلية الفنون الجميلة
ثم لكمت مراد وقالت: لماتتجوز إنت عجزت يا ميرو
نوال بمراره: صحيح يا مراد نفسي أفرح يا بني وشهد.
مراد، : أهي دي سيره تسد النفس الحمد لله
مرر الفوطه علي فمه وقام
دلف إلى المرحاض وعاد بعد قليل ليجلس علي مقعد مقابل لليلي وهمس
ونظر لها وهي تطعم همس باهتمام وقال
شهد دي متعرفش تربي عيل صغير
شاكر: خلاص أي واحده بنت عيله متعملش عملة، ٌ
قاطعته نوال تحاول تحذيره: شاكر، تاخد بوفتيك
لا شبعت الحمدلله
شبعتي يا ميسو، قالت ليلى بصوت منخفض لهمس
همس شبعت يا ماما
طيب ال يشبع يقول شبعت يا ماما.
همس: لأ يا ماما يقول الحمد لله
أخذتهم ماهي للداخل حيث غسلت همس يدها وفمها
كذلك فعلت ليلى
بعد قليل خرجت ماهي إلى عائلتها وهي تمسك همس بيدها
نوال بتساؤل، فين شمس
بتصلي يا ماما في أوضتي
ماشاء الله عليها قالتها نوال لينظر إليها مراد ويبتسم بهدوء
بعد قليل خرجت ليلى وعلي وجهها نضارة من أثر الضوء والصلاه
ونظرت لمراد متسائله: ممكن بقي أرجع علشان جدتي لوحدها
أمر مراد السائق بتوصيلها إلى بيتها بمدينة المنصوره...
بعد إنصرافها قالت نوال بتعجب
شكل شمس صغير قوي دا أنا لو معرفش إنها أم همس حفيدتي كنت قلت دي يا دوب تمنتاشر تسعتاشر سنه
ماهي بموافقه: معاكي حق يا ماما والله بس
بصراحه شايفاها إنسانه لطيفه كان ليه حق مجدي يحبها...
الله يرحمه: قالتها نوال بحزن
وقف مراد عند البوابه الخارجيه يأمر السائق بتوصيلهما...
وقبل أن تستقلا السياره نادي مراد بحنان وهو يفتح زراعيه لإستقبال الطفله وينظرإليها بمحبه
همس مش هتسلمي عليه.
همست همس بعض كلمات في أذن ليلى فربتت ليلى علي كتفها وقالت شيئأ
فخطت الطفله خطوات نحو مراد بحذر لتقف بين زراعيه فينحني ليحتضنها ويقبل جبينها ويداعب أنفها بإصبعه بمحبه
لم تستجيب الطفله بشكل كامل ولم تنفر كذلك أيضآ
يلا يا حبيبتي مع السلامة قالها مراد وهويدفع همس بإتجاه السياره
إقترب من ليلى وسألها: ممكن اعرف قالت لك إيه.
ليلى بهدوء وشبه إبتسامه: بتسألني عمو عماد حلو ولا وحش.
قالت ذلك وإستقلت السياره جاذبه الصغيره بقربها
وإنطلقت السياره دون ان تنظر إليه أيآ منهما...
ليهمس بإستنكار: إيه حكاية عماد دي مش فاهم إيه ال جاب عماد لمراد
ست عجيبه جدآ بقي الأزعه المستفزه دي
ال حبها مجدي وتحدي الدنيا علشانها...
في داخل الفيلا...
خرج شاكر من مكتبه لتلتقط أذناه ماتقوله ماهي بخصوص رأيها في شمس...
فقال محذرآ بصوت جهوري، إسمعي منك ليها الكلام الفارغ ده تبطلوه.
بلا لطيفه بلا مجدي كان ليه حق البنت دي لازم تعملو حدود بينكم وبينها فاهمين ولا لأ أنا مضطر أتعامل معاها علشان بنت مجدي
لكن ديمآ يكون فيه مسافه بينكم وبينها
طلعت ولا ونزلت بنت طه البواب المجرم وش السجون...
في عمارة سالم بالمعادي...
في شقه في الدور الثالث فسيحه ومصممه علي أحدث طراز
وقد وضعت بعض التحف في أركانها بعنايه
لتتلائم مع ذلك الأثاث الفخم والمفروشات
القيمه...
قالت شهدالفتاه الخمريه النحيفه ذات القوام الممشوق كعارضات الأزياء سوداء العينين والشعر رقيقة الملامح لأبيها سالم بغضب...
وإزاي عمو شاكر يقبل إنها تعيش معاه يا بابي
يعني لما أتجوز مراد هعيش مع دي وبنتها في نفس الفيل
سالم ضاحكآ، يا بنتي الفيلا دي يرمح فيها الخيل ولكل واحد جناح ملوش دعوه بالتاني
بس إتشطرو إنتو وإتجوز مش عارف مراد لحد دلوقتي مكلمنيش ليه مع أبوه ملمح لي كتيرقبل ما يرجع إبنه من السفر.
شهد بإبتسامه واثقه، هيتكلم يا باباه متقلقش،.
↚
في المساء دخل كرم بسيارته من بوابة الفيلا.
ليتركها في المكان المخصص ويدلف إلى الداخل
فتحت الخادمه وداد الباب الداخلي ونظرت بإعجاب لكرم الشاب الوسيم فهو مفتول العضلات ذوجسدالرياضي عريض المنكبين يميل للإمتلاء قليلا، بملامح رجوليه وعيونه الواسعه وانفه المستقيم.
وشعره القصير المجعد...
وقالت بترحيب...
إتفضل يا كرم بيه إتفضل يا حضرة الضابط
كرم بمرح
إزيك يا وداد
ماهي هنا
وداد بإ إبتسامه واسعه: ثواني هنده لها من أوضتها يا حضظابط
صعدت للأعلي
وهمس كرم بإبتسامه: حضظابط ياوداد
جلس ينتظرها وبعد قليل نزلت له ماهي وهي ترتدي فستان قصير بسيط وجميل باللون الأخضر وقد صفقت شعرها القصير الناعم الذي يصل فقط لأسفل رقبتها.
ووضعت أقراط جميله في أذنيها
ماهي ليست بارعة الجمال فجمالها هادئ كشخصيتها ولكنها رقيقه جذابه
أهلآ وسهلآ يا كركر
كرم بإستياء: مش قلت بلاش كركر دي
خلاها كروم، كيمو، أي حاجه منه لله مراد هوال طلعها عليه...
ماهي بدلال: لا إنت كركر عاجبك ولا مش عاجبك
كرم وهويلوي شفتيه: خلي وداد تسمعك وتقولي حضظابط كركر تبقي كملت
ماهي بضحكه عاليه، إنت. عارف وداد طالعه تقولي أبو عيون سوده تحت.
داعبت أنفه بدلال وقالت صحيح يا كركر. عيونك سوده وواسعه ان شاء الله عاوزه ابني يطلع شكلك يا ابو عيون سوده.
غمز لها كرم بعينيه وقال مازحآ، طب ما يلا بقي نتجوز علشان أشوف إبني ده
قربت أيأس يا بنتي...
جلست بجواره وهمست: عامل إيه يا حبيبي
كرم بحنان: تعبان قوي يا ماهي والله ما بين شغلي وأروح أطمن علي ولاد احمد أخويا الله يرحمه...
خايف أموت زيه قبل ما أفرح بشبابي
ما انتي عارفه طلع في مأموريه مرجعش...
ماهي بغصب، حرام عليك يا كرم ليه بتقول كده
كرم بحزن، : عيال عندهم سنتين وتلت سنين ذنبهم إيه يتحرمو من أبوهم علي إيد إرهابين وهو بيأمن مكان إنطلب منه يأمنه مع مجموعه من زمايله ولولا تعبت يومها كان زماني رحت معاه الله ينتقم من القتله.
ماهي بحزن: الله يرحمه يا حبيبي الموضوع ده عدي عليه سنه إيه ال مفكرك بيه دلوقتي.
ولاده يا ماهي ولا ده واجعين قلبي لوشفتي عمر الصغير واد عسل بشكل مسميني كمر.
حاولت ماهي تغيير الموضوع فقالت
بس إيه الغياب ده ما وحشتكش
كرم بجديه: ماهي طبيعة شغلي صعبه وشقتنا جاهزه من مجاميعه
ليه نأجل فرحنا ولا مؤاخذه يعني إنتي دبلرتي سنه أنا ذنبي إيه يا فنانه
سمعو صوت مراد القادم ضاحكا
انا معاك يا كرم حتت تلت مواد هتعملنا عليهم هليله.
ماهي بغضب: انا مادبلرتش انا إعتذرت لاني كنت تعبانة يا محترم منك ليه
ضحك مراد عاليآ وقال: النتيجة واحده
صافح كرم وجلس بجوار شقيقته
، ماهي وهي تلوي فمها يتذمر: يعني بتشجعه يا مراد ودراستي مش مهم
مراد مبتسمآ: يا بنتي دول تلت مواد
دي بيري تذاكرهم. إلتفت كرم بوجهه إلى ماهي
وقال بغضب طفولي: ماهي إنتي بتحبيني ولا لأ؟
ضحكت ماهي بقهقهه وهي تنظر لمراد وقالت
جاوبه إنت يا ميري.
مراد مازحآ: إيه يا برنس داخل طالع سنتين وكتب كتاب سنه كامله وجاي تسألها
كرم بملل، ما إنت شايف يا مراد أختك هتجنني بقيت نقيب يا جدعان بتلت نجوم وهعنس هستني لما ابقي لوا ان شاء الله.
ضحكت ماهي بدلال: مش للدرجه دي يا كركر ممكن لما تبقي رائد
كرم بتصميم، سيبك من الهزار فرحنا علي ميعاده مفيش تأجيل
ماهي يتذمر: يعني بعد أسبوعين هلحق أعمل إيه فيهم
كرم بلهجه آمره يتحدث إلى مراد
يلا يا مراد دخلني المكتب لعمي شاكر و تعالي معايا نكلمه.
همت ماهي بالإعتراض ولكن مراد أشار لها بيده وقال.
خلاص يا ماهي كرم عنده حق و ووالدته نفسها تفرح بيه وشقته جاهزه كمان وبعدين من حقهم ينسوال حصل لإبنهم الكبيرويفرحو.
وإنتي ماشا ء الله بتموتي في دباديبه هترسمي يا بت وتعملي حركات ولا إيه
ضحكت ولكمته في صدره وقالت بس، يجيب لي شغاله بقي ونظام علشان أعرف اخلص وأبقي خريجة فنون جميله فهمي نظمي رسمي.
وآجي علي قلبك الشركه تشغلني معاك مش انت عامل قسم ديكور
ماشي موافق روحي شوفي ماما لتكون عاوزه حاجه
حاضر يا حبيبي...
في المنصوره في بيت ليلى
نعمه بحده: لأ يعني لاء لعب العيال ده ماليش فيه مابقاش في السن ده وأكذب
ليلى بتوسل وهي تجذب يدها لتقبلها وتصيح بصوت عالي لتسمعها: يا تيته هطمن عليها بس دي أمانه والأمانه صعبه.
نعمه بغضب: دول أهلها يا بنتي وإنتي ال غريبه في وسطيهم تروحي تقعدي معاهم إزاي وشغلك.
ليلى يتذمر: هغيب ولا أسيبه يعني بيجيب إيه وبعدين إحنا عندنا أرض الحمد لله وبناخد الإيراد كل سنه بيكيفينا وزياده والمعاش كمان بتاعي وبتاعك.
إحنا مبسوطين يا تيته والحمد لله علشان خاطري أبوس إيدك أنا هعتبر نفسي مدرسه
لهمس أرجوكي يا تيته أرجوكي...
نعمه بحده، لاء يعني لاء
أخذت ليلى تبكي وتشهق بصوت عالي
رق قلب جدتها لها وقالت
أسبوع. ولا اتنين وبس
حبيبتي يا تيته
وقفزت لتحتضنها وتقول الحمد لله
أمانة شمس مش هفرط فيها يا رب أحمدك
نعمه بتعجب: دا إنتي لو متجوزه ومخلفه مش هتحبي ولادك زي همس.
ليلى بتحذير وجديه: إوعي تتكلمي مع حد فيهم متتكلميش الا معايا أومع همس
تصبحي علي خير يا تيته أنا هدخل أنام
هزت نعمه رأسها موافقه وأخذت تحرك حبات سبحتها المضيئه بين أصابتها لتذكر الله وتهلل وتكبر في خشوع...
دلفت ليلى لحجرتها وصعدت لتنام. بجوار همس المستغرقه في النوم
أخذت تحرك أصابعها برقه علي جبينها لترفع خصلات شعرها المتنافره
وقالت بحنان: لو تعرفي أنا بعمل ايه علشانك ممكن أروح في داهيه
بس إنتي أمانه وكمان إنتي حبيبتي
أنا مش متخيله أعيش من غيرك يا همس
بس أعمل إيه
طول ما أنا عايشه يا حبيبتي لازم أطمن عليكي
بكره تكبري وتنسيني
بس أنا عمري ما هنساكي
عمري يا همس قلبي إنتي
إحتضنتها بقوه وأغمضت عيناها وقالت.
بهمس، : تصبحي علي خير...
خرج كرم من مكتب شاكر ووجهه متهللآ
وأقبل عليها مراد يقبلها ويقول بمحبه
ماهي الصغنونه هتتجوز وتسيبنا
خرجت نوال من حجرة المكتب حيث كانت تجلس مع مراد وكرم وزوجها تتكئ علي عكازها وقالت بسعاده.
مبروك يا حبيبتي البيت هيفضي عليه
ماهي تحتضن والدتها بحنان، معاكي زيزي وبيري ودوحه ومراد وبابا وكمان هجيلك همس ومامتها.
ربنا يسعدكم يا ولاد قالتها نوال لكرم وماهي...
حضرت وداد مبتسمه تقول الست شهد جت بره هيه واخوها الاستاذ محمد
دخليهم يا وداد وخلي عمي صالح يجيب لنا حاجه نشربها
حاضر قالتها وداد بطاعه وداد سيده تجاوزت الثلاثين من عمرها خفيفة الظل متزوجه من صالح الذي يعمل معها كطاهيآ ولديهم حجره بخلفية الحديقه ينامون فيها.
صالح اكبر من وداد بعشرين سنه رزين عكس زوجته ومختص بإعداد الطعام فقط
ولبيري مربيه خاصه بها تدعي أنيت وينادوها آني وهي سيده أربعينيه فلبينه نتكلم اللغه العربية بلهجه غربيه...
دخل محمد وهو شاب في الخامسه والعشرون من عمره نحيف الجسد يضع علي عينيه نظاره طبيه تملأ وجهه يرتدي سروال جينز أزرق وتي شيرت ابيض وأزرق.
وقال بإبتسامه، السلام عليكم عائلة عمي
حياه الجميع بمحبه فمحمد شخص بسيط غير متكلف خفيف الظل يحبه الجميع
بعد ثواني قليله من دخول محمد دخلت شهد ترتدي فستان قصيريصل أسفل الركبه بقليل وتترك شعرها يتدلي علي ظهرها بعنايه.
هاي يا جماعه قالتها شهد وهي تقترب لتقبل ماهي ونوال
هاي كرم ثم نظرت لمراد بعتاب وقالت بدلال
هاي يا مراد
ضحك مراد وقال مازحآ، إيه الهيهيات الكتير دي يا شهد كانت هاي واحده وريحتي نفسك ليضحك الجميع.
وتغضب شهد وتقول بحده: وكمان بتتريق عليه يا مراد عاجبك يا طنط كده أمال لما نتجوز هيعمل إيه.
صمت الجميع متعجبين من جرأة شهد التي تعتبر نفسها خطيبه لمراد
قالت نوال بطيبه: ربنا يعمل لكم ال فيه الخير يا ولاد
ماهي بسعاده، حضري نفسك يا شهد فرحي بعد إسبوعين
شهد بفرح: لا بقي دا أنا هقول لباباه وماماه وآجي أقعد معاكي لحد الفرح
محمد بغيظ: أعوذ بالله لزقه وهتلزق فيكم
ليضحك الجميع وتغضب شهد من كلامه
وتقول بتذمر، روح ساعد باباه بدال ما انت قاعد تتريق عليه.
مراد بتساؤل: صحيح يا محمد عمي شاكي لي منك ليه مش بتروح معاه الشركه
محمد بإعتراص، يا مراد أنا راجل مهندس زراعي وبحب الأرض والزرع وشغال في بساتين الفواكه و فرحان بنفسي يا أخي.
مبحبش المنسوجات ولا التجاره ولا المقولات ولا التتنيكه بتاعتكم دي مالكم ومالي
صح يا كابتن كرم
كرم بتفهم، معاك حق يا محمد كل واحد حر يشتغل الحاجه ال بيحبها
شهد بإستياء، بجد يا محمدأنا مش عارفه إنت أخويا إزاي
شايفه يا ماهي طريقة كلامه
محمد بخشونه، لازم أقول هاي وجاي وباباه و ماما ه وبلييييييبز علشان. أبقي إبن زوات.
ضحك الجميع علي طريقة محمد التمثيلية
وقالت شهد، فين زيزي هيه الوحيده ال بتفهمني
نوال بإبتسامه، هيه زيزي بتقعد في البيت كل يوم بارتي وسهرات ونوادي
همست بصوت لم يسمعه احد، يا عيني عليك يا ممدوح يا بني وعلي حظك
خرج شاكر من مكتبه بكامل أناقته يحمل حقيبه كبيره وبيده اليمني سيجار كبير
وقال بجديه، إحم أنا ماشي يا ولاد سالم طلبني ورايح المصنع
ثم قال وهو ينظر لمراد.
اعمل حسابك بنت أخوك مجدي تكون هنا وتحضر فرح عمتها
مراد بإبتسامه، إن شاء الله يا بابا كل شئ هيبقي تمام.
أوشك الإسبوعان علي النفاذ وتم عمل كافة التجهيزات اللازمة
وتم حجز قاعه في أكبر الفنادق لإقامة حفل الزفاف
كان بقلب نوال غصه فإبنتها تعني لها الكثير
وها هي ستتركها لتستقل بحياتها...
كان مراد يجلس علي مكتبه يلقي آوامره إلى سها ورامي المهندس بالشركه
حينما تلقي اتصال من والدته...
نعم يا ماما، قال مراد
نوال برجاء، يا بني فرح أختك بعد بكره مجبتش مرات أخوك وبنتها ليه.
مراد بضيق، كلمتها يا ماما وطلعت عيني ما كنتش عاوزه تيجي الا بعد الفرح وأخيرآ إتفقت معاها العربية هنروح تجبهم بكره ان شاء الله.
نوال بمحبه، همس وحشتني
مراد، معلش يا ماما أنا مشغول وهطلبك بعدين مع السلامه يا حبيبتي.
في بيت ليلى...
جمعت ليلى أغراضها وأغراض همس في حقيبه كبيره
وأخذت جدتها الضروري من الملابس فهي إشترطت علي شمس أن تبقي لأسبوعين فقط...
وحزن الأطفال بالحضانه عندما أخبرتهم ليلى أنها ستغيب عنهم لفتره
وبكت هي وإحتضنت صغارها برفق وحنان
وفي الغد أرسل مراد السياره بالسائق
لتركب ليلى وعائلتها وهي تنظر لبيتها بحزن.
فكم تحب هذا البيت وتلك الشجره، بعد أكثر من ساعتين وقفت السياره أمام فيلا شاكر ورحبت ماهي ونوال بالجده وليلي وهمس.
كانت همس هذه المره سعيده ومطمئنه لوجود عائلتها معها
تعجبت ليلى حينما رأت زيزي لأول مره
كانت زيزي تنظر لها ولإبنتها بكراهيه غير مبرره
وظنت ليلى أنها ربما تكون مخطأه في ظنها
قالت نوال لما هي، إطلعي يا ماهي مع مرات أخوك وريهم الجناح بتاعهم يستريحو من المشوار...
↚
بعد أن إستراحت ليلى وجدتها وهمس في جناحهم الفاخر
والمكون من غرفتين بآثاث راقي وصاله فسيحه بها صالون وكل لوازم الحياه العصريه ومرحاض بالطبع
دخلت ليلى إلى الشرفه الجميله التي تطل علي الحديقه وقالت
الله يا تيته البلكونة دي حلوه قوي
نعمه بضيق: والله ما حبيت المكان واسع علي الفاضي مافيش أحسن من بيتنا ال كله دفا
ليلى بجديه، والله معاكي حق يا تيته كفايه شجرة التوت
سمعت همس الحديث فأنت مسرعه لتقول.
أنا عاوزه توت يا ماما
ضحكت ليلى وقالت، هجيب لك منين يا همس دلوقتي إحنا في إمبر وطورية جدك شاكر الخرافي
همس بضيق طفولي، أنا مش بحب الناس دول يا ماما
ليلى تربت علي خدها بحنان
لازم تحبيهم يا همس دول أهلك يا حبيبتي
إحتضنت الصغيره ليلى وتشبثت بها كأنها تقول لها، بل أنتي أهلي
طرقت وداد الباب، ودخلت لتقول.
ست شمس الغدا إتحط وشاكر بيه ليقول إتفضلو أصل كله لازم يتجمع علي الأكل دا قانون شاكر بيه.
ليلى بهمهمه، الأكل كمان عنده بقانون
حاضر يا وداد هنحصلك
نظرت نعمه إلى ليلى وقالت، يا بنتي أنا تعبانة ومقدرش أنزل وأطلع
خليها تجيب لي رغيف وحتت جبنه وكوباية شاي وهاكل في البلكونة
بس يا تيته، حاولت ليلى الإعتراض
قاطعتها نعمه، خلاص يا بنتي إسمعي الكلام
بعد دقائق نزلت ليلى ترتدي فستان باللون الروز وحجاب كبير وضعته بعنايه
وفي قدمها صندل أبيض بدون كعب.
وإرتدت همس البنطلون الجينز والتيشرت الوردي الذي رآها فيه مراد أول مره حينما وقعت من الشجره...
إقتربت منهم بحياء لتجد جميع العائله إصطفت حول المنضده الضخمه جلست نوال علي شمال زوجها الذي يجلس علي رأس المنضده وبجواره مراد
وجلس ممدوح بجوارهم وبجواره زوجته وبيري
السلام عليكم، ألقت ليلى التحيه بحياء
رد الجميع التحيه وأشارت لها نوال لتجلس بجوار ماهي
إقعدي هنا يا بنتي جنب ماهي ولما نتجوزبالسلامه هقعد انا معاكي إتفضلي يا بنتي
إتفضلي يا هموسه
أمال فين جدتك.
قالت ليلى وهي تجلس بعتذر تيته تعبانة وبتاكل فوق...
أخذت ماهي تداعب همس
قال ممدوح بتلقائيه، ماشاء الله عليكي يا شمس ال يشوفك يقول أخت همس الكبيره
إبتسمت ليلى بهدوء وتلقي ممدوح وكزه في قدمه من زيزي التي صرت علي أسنانها بغيظ...
كانت المائده عامره بما لذ وطاب من أطايب الطعام
لحم الرومي المدخن والأرز بالخلطه ومكرونه إسباجتي وشىركسيه ولحوم وسلطات متنوعه وأمام كلآ منهم كأس من العصير الطازج.
كان مراد يتناول طعامه في صمت
وتطلق زيزي النظرات الناريه تجاه ليلى
ما بتاكليش ليه الأكل مش عاجبك يا بنتي، قالت نوال بود
همت ليلى بالرد عليها
حينما سمعت ضحكه مصطنعه من زيزي المتألقه كالعادة...
أكيد يا طنط مش متعوده على أكل الطباخ بتاعنا
مررتها ليلى رغم أنها وعت أن زيزي تريد إستفزازها
وأخذت تطعم همس وتهتم بها وتتهامس معها وتضحكان
همهمت زيزي بهمس، شئ بارد
قالت ماهي لهمس، هتحضري فرحي بكره يا همس...
همس ببراء ه، هتبقي عروسه
ماهي مبتسمه، أه يا همس هبقي عروسه
زيزي بتكبروسخريه، وهما هيجو باللبس دا الفرح يا ماهي
خديهم بقي يشترو حاجه عدله بدال الفضايح
ولم تستطع ليلى التماسك وإحمرت وجنتاها من الغضب ونظرت لزيزي بإستياء وقالت، ماله لبسي يا مدام مش عاجبك في إيه ولا لازم نلبس محزق وملزق وفوق الركبه علشان نبقي ناس سبور ونشرف معاليكي...
قذفت زيزي شوكتها بغضب وقالت تخاطب شاكروزوجته، شايف يا عمو شايفه يا طنط بنت البواب بتكلمني إزاي
صاح مراد. بغضب، زودتيها يا زيزي ما تتكلم يا ممدوح
زيزي بدلال، إنت بتزعقلي يا مراد
ماهي بضيق، إيه الاسلوب ده يا زيزي
شاكر يتنحنح، آخر مره يحصل الكلام ده تاني مش هسمح
قاطعته ليلى بحده، بس حضرتك سمحتلها تهني وتهين همس وأنا مش جايه هنا أتهان
زيزي لشاكر، هيه ال غلطتت فيه.
ليلى وهي تهم بالإنصراف، بمناسبة اللمه الحلوة دي أحب أحذرك يا زيزي
زيزي بغضب، زيزي حاف
ليلى بسخريه، خدي رغيفين غمسيها يا حلوه
ضحك الجميع رغما عنهم حتى ممدوح الذي كتم ضحكته بيديه بإستثناء شاكر الذي نظر لليلي متعجبآ من ذلك العنفوان
إستئنأفت ليلى حديثها، أنا عمري ما ببدء بالعدوان علي حد بس إحذري مني لأني مسبش حقي أبدآ
يلا همس جذبتها لتصعد إلى غرفتهم.
ونظر الجميع بتعجب عدا مراد إنه تحدث معها من قبل ويعلم أنها تمتلك الشجاعة وتعتز بكرامتها
زيزي للجميع، وكمان بتضحكو عاجبكم قلة أدبها أقسم بالله ماهسيب حقي
ماهي. بصراحه إنتي ال بدئتي يا زيزي
نظر مراد لماهي وإنفجرو في الضحك
لم تتوقع زيزي أن ترد لها شمس( ليلى) الكيل كيلين ظنتها ضعيفه كسيره
بعد قليل ترك الجميع مائدة الطعام عدا نوال وزيزي التي همت بالإنصراف ولكن إستوقفتها نوال.
وقالت، زيزي ال عملتيه دي ما يتكررش تاني فاهمه ولا لأ
زيزي بتذمر، كلكم واقفين معاها ضدي
نوال، بس بلاش كلام فارغ إحنا مش فريق كوره معاكي ولا ضدك...
زيزي بضيق، اوكي يا طنط أنا فعلا مينفعش أنزل مستوايا للأشكال دي
قالت ذلك وإنصرفت تزفر...
كانت ليلى تجلس في صالون جناحها تفكر فيما حدث
لم تخبر جدتها أي شئ حتى لا تؤنبها
وطلبت من همس ألا تعيد ما حدث أمامها
سمعت طرق علي الباب وقالت إتفصل
لتدخل نوال وتلقي التحيه.
شمس بأدب، إتفضلي يا هانم
نوال وهي تنظر حولها، فين جدتك
ليلي، نايمه أصل تيته ست كبيره وتعبانه أخدت علاجها ونامت
نوال بإبتسامه، وهمس
ليلي، في البلكونة بتتفرج علي الجنينه فرحانه قوي بشكل حمام سباحة
نوال بحنان، شوفي يا بنتي أنا بهدلت زيزي علي ال قالته رغم انك ما شاء الله عليكي عرفتي تاخدي حقك
ليلى بخجل، أنا آسفه حضرتك لكن مبحبش حد يهني...
نوال بمحبه، عندك حق لو كنتي سكتي لها
كانت هتتعود تغلط فيكي.
إنتي عارفه أنا جايه ليه
هزت ليلى رأسها بالنفي
نوال بطيبه، إنتي محبوسه في أوضتك من ساعة ما وصلتي وهمس معاكي نزلتي بس لما بعتنالك وداد
أنا عاوزاكي تتحركي في الفيلا وتحسسي همس إن دي بيتها إنزلي الجنينه وحمام السباحه
إدخلي المطبخ ووصي الطباخ علي الأكل ال همسه بتحبه
ساعتها هعرف إني ليه قيمه عندك
ليلى بسعاده، قيمة حضرتك كبيره و حاضر هعمل كل ال طلبتيه
شعرت ليلى بصدق نوال ورقة مشاعرها...
همت نوال بالإنصراف ولكنها قالت
فيه طلب تاني
ليلي، أأمري
نوال بإستجداء، لو متضيقيش أنا بعت اشتريت فستان لهمس تحضر فيه فرح عمتها
أنا عارفه إنها عندها كل حاجه بس حبيت أفرحها. وإنتي كمان ممكن تقبلي مني...
قاطعتها ليلى بأدب قبل أن تكمل، همس بنتكم ومن حقك تجيبولها ال عاوزينه
بالنسبه لي، بعتذر ما أقدرش أقبل أي شئ غير ال يخص همس...
تنهدت نوال بإرتياح وودعتها وإنصرفت...
في مساء اليوم التالي.
كان كل من في الفيلا بحالة استعداد للذهاب إلى القاعه حيث ذهبت ماهي بصحبة شهد وزيزي إلى أكبر بيوتي سنتر لتجميل ماهي التي كانت سعيده ومرتبكه كثيرآ...
أخبرت نوال ليلى أن تستعد هي وهمس لتذهبا معها إلى القاعه
بالفعل ساعدت ليلى همس علي إرتداء الفستان الرائع الذي أحضرته له جدتها
فستان باللون الموف متسع من الخصر لتشبه فراشه جميله كانت همس سعيده وأخذت تدور بشكل طفولي.
صففت لها ليلى شعرها الأسمر حيث فرقته خصلتين وربطت كل خصله بشريط من نفس لون الفستان
أما ليلى فتحت حقيبتها وأخرجت فستان جميل أحضرته من قبل لترتديه في حفل خطوبة معلمه زميلتها بالدار
فستان طويل باللون السيمون المبهج وعليه حجاب أبيض به تطريز رقيق
كذلك إنتعلت حذاء بكعب أطول قليلا مما إعتادته
قبلت كلامنهما جدتها
ونزلتا الدرج وهما تحركان زراعيها المتشابكه بشكل طفولي
كطفلتان بيو م عيد...
دخل مراد ينادي، ماما يا ماما يلا إتأخرنا
لينظر إلى الفتاتان بتأمل وإعجاب...
ولا يدري لما تذكر يوم سقوطهما من الشجره
ربما لأنهما كانتا تمرحان بسعاده أيضآ
خرجت نوال من المطبخ بعد ان ألقت تعليمات لصالح
لتقول
بسم الله ما شاء الله عليكم قمرات
إرتبكت ليلى وشعرت بالخجل تجاهلها مراد
قائلا لهمس وهو يفرد كف يده لتصافحه الصغيره، أهلآ هموسه إيه القمر ده
همس ببراء ه، أنا قمر و ماما كمان قمر صح...
مراد بجديه يلا هستناكم ف العربيه
إستقلت نوال في المقدمه بجوار مراد
وجلست ليلى وهمس في الخلف
توقف عند الفندق
وأقبل ليساعد والدته علي الترجل من السياره
لكن سبقته ليلى وأمسكت يدها تساعدها بحنان...
ودخل الجميع القاعه المزينه كأحسن مايكون
وبعد قليل
هلل الجميع فقد حضر العروسين
كانت ماهي جميله بفستانها الأبيض الملائكي وصمم كرم أن تكون محتشمة تمامآ كان فستانها بسيط ومطرز
وإرتدي كرم بدله سوداء جميله.
دخل العروسين ليصفق الجميع ثم جلس الجميع في أماكنهم
تلقت ليلى نظرات مشمئزه ساخره من زيزي
وصافحتها شهد ببرود
ولكنها صممت ألا تهتم
صعد مراد وممدوح ليحتضنا ماهي الجالسه في الكوشه بشكل مؤثر
كان كرم سعيد جدا بعروسه
وحينما دخلت إيناس أرملة أخيه المحجبه
وهي تحمل عمر صغيرها بيدها اليمين وتجذب علي الأكبر سنآ نهض كرم وصاح
هاتيهم يا إيناس.
لتقترب إيناس لتهنئ العروسين إيناس في السابعه والعشرون من عمرهاممتلئه القوام بيضاء البشرة بوجه ممتلي ولها وجنتين بارزتين. وملامح رقيقه
قبلت ماهي ولم تصافح كرم إنما ناولته صغيريها
ليحتضنهما كرم بحنان ويطلب إلتقاط بعض الصور له مع الطفلين
كذلك. صعدت إليهم والدته لتهنئتهم
بعد قليل تناولت إيناس طفليها وتركت العروسين يتهامسان...
إنتهي العرس وعادت عائلة الخرافي إلى فيلتهم بعد توديع إبنتهم التي ركبت بجوار زوجها ليذهبا إلى شقتهما...
عند العمارة التي بها شقة كرم
صف سيارته...
وترجلت ماهي لتفاجئ بكرم ينحني ويحملها ويصعد الدرج وهو يغمزلها بعينيه...
ماهي برقه، طيب ما نطلع بالأسانسير يا كرم
كرم مبتسم، أنا حالف لأشيلك وأطلع بيكي كده إفتكري الجمايل
وضعها ليفتح الشقه المفتاح ثم حملها مره أخري ودخل الشقه وقال
وأخيرآ إتجوزنا.
ماهي بدلال، بس زعلانه إنك مردتش نرقص سلو في القاعه
كرم وهو يغمز بعينيه، ليه التقليعه دي
هنا هنرقص ونغني ونحضن ونبوس ونعمل ال إحنا عاوزينه
لكمته بخجل
فحملها ليدور بها في سعاده
فقالت، كرم كفايه أنا دخت
كرم بمرح، ما إنتي مدوخاني من زمان
ماهي بتوسل، طيب عاوزين نصلي ركعتين
كرم بخفة ظل ومرح، طب هندخل نرتاح وتتكلم وبعدين نصلي
ماهي، تؤ تؤ يا كرم هنصلي وبعدين نتكلم
كرم طيب انا الإمام طبعآ
ماهي أكيد
إفتتح كرم صلاته.
الله اكبر
لم تعلم ماهي ماذا يقول من سرعته لإنهاء الصلاه حتى إنتهيا سريعآ
وقالت له ماهي بضيق، دي صلا دي هنعيدها تاني
كرم وهويجذبها للغرفه، نقول الكلمتين
وأقف أصلي معاكي بعدها للصبح...
ماهي بدلال وخجل: أنا تعبانة يا كرم وعاوزه أنام
كرم بطريقه مضحكه، يا حلاوه أشيل تلت أدوار وأرقص وأدوخ فيكي ويتهد حيلي
وصلي بينا يا كرم حاضر وإدعي ياكرم حاضر
والآخر أنام ٌ، نامت عليكي حيطه يا حبيبتي.
ماهي تدعي الغضب، كده بتغلط فيه طب أنا هنام في أوضة الأطفال
كرم وهو يجذبها من يدها، يلا هنام إحنا الاتنين في أوضة الأطفال أنا أطفال يا ستي
ليصطحبها للداخل ويغلقا الباب لتتعالي ضحكاتهم وهمساتهم السعيده...
في حديقة فيلا الخرافي
جلست همس علي الأرجوحه الكبيره
ووقفت ليلى تأرجحها
وتتضاحكان
أقبلت عليهم شهد وقالت، هاي
ليلي، أهلا يا شهد
شهد وهي تنظر لهمس، مشفتيش مراد.
ليلى بلطف، لا من ساعة من رجعنا من الفرح مشفتوش يا شهد
شهدبإبتسامه متكلفه، لو كل خطيب عمل في خطيبته زي مراد كانت الناس إتجننت
قالت ليلى بصدق، يلا عقبال فرحكم إن شاء الله
شهد وهي ترفع خصله من شعرها لأعلي رأسها بعصبيه، طب باي هدور علي مراد
ليلي، مع السلامه...
هزت ليلى رأسها بلا مبالاه
وقالت لهمس تيجي يا همس نطلع بقي علشان تيته نعمه
همس بدلال، لأ يا ماما أتمرجح شويه قولي نشيد زي الحضانه
ليلى بإبتسامه وحنان.
أقول إيه، أقول إيه...
طب قولي معايا يلا
قالت ليلى وهي تهز همس
واحد اتنين واحد اتنين كان فيه مره واحد مسكين
تلاته أربعه، تلاته أربعه، كل هدومه متقطعه
خمسه سته، خمسه سته، إديته من عندي جاكته
سبعه، تمانيه، أنا أسعد إنسان في الدنيا
تسعه عشره، يا بخت ال بيدي الفقرا
اندمجت ليلى مع همس وأخذو يغنو معآ كأنهم في الحضانه
ووقف محمد يستمع إليهم بإعجاب
فجأه قال، الله لقيت حد دمه خفيف في البيت ده...
إنتي شمس صح.
جحظت عينا شمس وقالت، أنا أسفه محستش بحضرتك وإنت جاي
محمد، أنا محمد أخو شهد شفتك في الفرح إنتي وليلي بس معرفتش أسلم عليكم من الزحمه
بس إنتي صغيره قوي وحلوه قصدي نشيدك حلو
أخذ محمد يردد كلمات النشيد وتذكره همس بما يخطئ فيه
ولبساطته أخذت ليلى وهمس تضحكان علي مزاحه
وهويقلد الرجل المسكين في النشيد
وتعالت ضحكاتهم
وهو يمازح همس ويداعبها.
وقف مراد في شرفة غرفته يتابع ضحكاتهم في صمت وتعجب لم يسمع ضحكات ليلى من قبل دائمآ تتعامل معه برسميه وتحفظ
ويشعر بكراهيتها له فهي قدأخبرته ذلك أكثر من مره...
في صباح اليوم التالي
كانت الفيلا هادئه بعد إنصراف الرجال...
في الساعه العاشره
نزلت ليلى من غرفتها لتجدنوال تجلس تتناول إفطارها
نوال بمحبه، أهلا شمس يلا إقعدي إفطري معايا.
شمس بود، حاضر وجلست معها تتناولان الإفطار كان إفطار بسيط من الجبن والبيض والفول والزبادي
والحليب
همس نايمه، سألت نوال
ليلي، أيوه نايمه
وضعت ليلى بعض الطعام بفمها وقالت بخجل
نوال هانم كنت عاوزه أقول لحضرتك علي حاجه...
في شقة كرم
إستيقظت ماهي لتجد نفسها نائمه بسكينه علي كتف كرم المستغرق في النوم
تململت في نومتها تريد أن تنهض عن الفراش
ولكن زراعي كرم القويه تحيط بخصرها النحيل بقوه
قالت بهمس، كرم، كركر...
لم يرد فحاولت أن تتملص من بين يديه
فتح عينيه وقال بصوت أجش، عاوزه تهربي تروح فين إنتي مقبوض عليكي يا ماهي
ماهي بخجل وتململ. يعني صاحي يا كرم وبتمثل
كرم ضاحكآ، بقالك نص ساعه بتحاولي تهربي دي إيدين سبع يا بنتي مش عيل سيس
إنقضت ماهي لتقضمه من كتفه فصاح وقد تركها، آه يا عضاضه
ماهي وهي تغمز له، العقل غلب عضلاتك ياكركر
وجرت منه لتدلف إلى المرحاض تغتسل وتخرج بعد قليل.
لتعد الطعام ليتناولا معآ أول طعام إفطار في بيتهم الخاص
نظرت ماهي لكرم تتأمل ملامحه الرجوليه
كم تحبه...
قالت ضاحكه، فاكر أول مره شفتك يا كركر
-آه طبعآ كانت عند مراد بالشركه
أنا كنت قاعد معاه ولقيت بت عسل داخله المكتب فجأه بدون إستئذان وبتقول طاطاطا مفاجأه، وإحمر وشها لما لقتني مع مراد
ضحك بقهقهه وقال، أنا قمت مكسوف وقلت لمراد طيب انا هسيبك علي راحتك
قالي إقعد يا عم راحتي إيه نيتك وحشه دي ماهيتاب أختي...
ضحكت ماهي وقالت، وإتجننت عليه وحبتني علي طول
كرم بخفة ظل، إششش بطلي نصب إنتي ال نسيتي مراد وقاعدتي مبحلقالي بإعجاب
ماهي غاضبه، كذب. إنت ال كنت هتموت عليه
فوجئت حينما إنحني كرم وحملها علي كتفه العريض كطفله صغيره
وجري بها إلى حجرتهم وهو يقول مازحآ.
أنا فعلا هموت عليكي.
نزلتي يا كرم بقولك
مش منزلك ألا لما تعترفي
ماهي وهي تلكم ظهره، أيوه أنا ال كنت هموت عليك نزلني بقي
وضعها علي الفراش وعانقها من جديد،.
↚
في فيلا شاكر
قالت نوال، إيه يا حبيبتي كنتي عاوزه تقوليلي إيه
ليلى بخجل، كنت عاوزه أخد رأي حضرتك في. حاجه، حضرتك في مقام ماما
إتفضلي يا حبيبتي
ليلي، أنا مخلصه معهد فوق المتوسط وقريت علي الإنترنت إعلان كلية التجارة
يتقبل ال جايبين تقدير علي سنه تالته وأنا جايبه إمتياز بفكر أقدم وأبقي حتى تجاره إنتساب علشان ما اسيبش همس.
نوال بإبتسامه، إنتي كنتي سبتي الكليه ورحتي مع مجدي المنصوره دراستي بقي في المعهد هناك
ليلى بخجل لأنها تكذب، أيوه
نوال بتفهم، دي فكره ممتازه إنتي ذكية وهتبقي متفوقه
ليلي، أنا طبعا هرجع قريب المنصوره لكن هبقي آجي الكليه عادي
خرج مراد يحمل حقيبته وقال، صباح الخير
ردت أمه التحيه وقالت، تعالي يا حبيبي إفطر
إقترب من المنضده، وجلس يتناول إفطاره بهدوء.
نوال لليلي، مراد ممكن يساعدك يا شمس في الموضوع ال كلمتيني فيه
ليلى بإرتباك، أنا هروح الكليه وأشوف المطلوب
سأل مراد وهو يمضغ قطعة خبز بفمه
موضوع إيه
أخبرته نوال بما قالته لها ليلى...
فقال بهدوء، طيب إطلعي البسي و تعالي وأنا أوصلك للجامعه
ليلى بحيره. بس همس نايمه و.
نوال بطيبه، أنا مش هسيب همس لحد ما ترجعي، دي حتى فرصه تاخد عليه أكتر
صعدت ليلى وإرتدت ملابسهاووضعت كل أوراقها في حقيبتها...
وإستئأذنت جدتها التي تعلم أن ليلى ترغب منذ مده طويله في إستيفاء تعليمها. فلم تمانع
قبلت جدتها الحنونه وطلبت منها الدعاء
ونزلت لتجد مراد بإنتظارها
صعدت لتجلس بجواره لينصرف بدون أن يتحدث معها
ظل صامت طوال الطريق وقبل وصولها للجامعه قال
هومدخل كلية التجارة منين
ليلى بحيره، معرفش
مراد بتعجب. مش كنتي بتدرسي فيها قبل ما تروحي المنصوره مع مجدي
إرتبكت ليلى كثيرآ وقالت، نسيت الموضوع ده من وقت طويل ونسيت.
مراد بتفهم. ٌطيب تعالي هدخل معاكي أخلص لك الأوراق والتقديم أنا عارف ناس هناك
ليلى بقلق وإرتباك، لأ، لأ أنا بحب أعتمد علي نفسي لو سمحت إتفضل روح شركتك وأنا هخلص وأخد تاكسي...
معاكي فلوس، قالها مراد بإهتمام
ليلي، أه معايا يا عماد بيه، شكرا
مراد بعصبيه مفاجأه، قلت لك زفت مراد
شكرا يا مراد بيه قالتها ليلى وهي تترجل من السياره. ٌ.
في مصنع شاكر
أخذ يصيح في العمال والفنيين.
الشغل بتاعكم ده مينفعش لما شغل مصنع شاكر يطلع فيه عيب أخرب بيتوكم
أنا بصدر للخارج يعني ماينفعش يبقي لازم الشغل كله يبقي...
فكري رئيس العمال بصوت منخفض
إهدي حضرتك يا شاكر بيه وكله هيتصلح
شاكر بغضب، آدي ال باخده منكم كلام في كلام والبيه ممدوح لسه مجاش
رد فكري، لسه يا فندم
سايب الدنيا بايظه البيه، قال ذلك شاكر
أنا داخل المكتب إبعتولي قهوه وكل الشغل دا يتعاد تاني مفهوم
مفهوم يرد الجميع بخوف.
دلف شاكر إلى مكتبه ليجد سالم يراجع بعض أوراق الطلبيات الجديده
سالم بإبتسامه، مالك يا شاكر متنرفز ليه
شاكر بغلاظه، لما طلبيه ترجع لي تاني علشان عيب صناعه يبقي إهمال يا سالم
سالم بهدوء، طب بس إقعد كده وإهدي كله هيبقي تمام
شاكر بغضب، والمصيبة مرات مجدي ال مستحمل وجودها ف البيت مش طايقها يا سالم كل ما أشوفها أفتكر إن دي سبب بعد إبني عني
سالم بإستياء، ما تطردها يا شاكر البنت وبقت عندكم.
شاكر بحنق، البنت متعلقه بيها قوي وبعدين دي بت مش سهله يا سالم
عامله فيها شخصيه دي مبتسبش حقها
سالم، طيب يا أخويا متقلقش كل شئ له حل دخل الساعي بالقهوه فأضاف سالم
يلا يا خويا إشرب قهوتك وإن شاء الله كل شئ له حل، أضاف بضيق
وأنا ال جاي أشكيلك م الواد محمد
شاكر بتفهم، خلاص يا سالم ريح حالك محمد حاطط رأسه في الزراعه وبس
سالم بضيق، وعاوزني أشتري له مزرعه علشان معتش أشوفه.
شاكر وقد إنفرجت أسارير وجهه، اعمل له ال هو عاوزه يا سالم في الأول والأخر كله ليهم
سالم بتردد، بقولك يا شاكر شهد بنتي بيجيلها خطاب كتير وهيه بتقولي يا بابا أنا مخطوبه لمراد من وإحنا عيال صغيرين
وبعدين يا خويا مراد ولا بيلمح حتى...
شاكر بمحبه، أنا هكلم مراد تاني يا سالم
هو عارف إني مكلمك علي شهد من زمان وربنا يقدم ال فيه الخير...
في فيلا شاكر الخرافي
صعدت نوال لجناح عائلة همس
ودخلت لغرفة همس النائمه.
نظرت لها بحنان وهي تتذكر إبنها مجدي
صعدت الفراش بجوار همس وإحتضنتها لتحتضنها الصغيره مغمضة العينان وهي تظنها ليلى
وبعد إستيقاظها تعجبت، ولكن حنان جدتها جعلها تستكين في أحضانها الدافئه.
في جناح ممدوح
إرتدي ممدوح ملابسه إستعدادآ للذهاب إلى المصنع فوالده يذهب باكرآ ويعنفه بإستمرار لإهماله العمل
زيزي ترتدي قميص قصير بحمالا ت وتزفر كالعادة
ممدوح تعالي إقعد عاوزه أتكلم معاك.
ممدوح بلوم، تتكلمي إيه يا زيزي بدال ما تفطريني
زيزي بغضب، إيه يا ممدوح أنا الخدامه ال جابهالك باباه ولا إيه
متنزل لوداد تحط لك الأكل
ممدوح بحنق، لأ أنا هنزل أفطر مع ماما تحت
زيزي بحده، كل ال يهمك الأكل والشرب قلت لك عاوزاك
جلس ممدوح بإستسلام وقال، خير
زيزي بسخريه، مش خير وانت لازم تصحح لنفسك شويه يا ممدوح أنا مش عارفه إنت شخصيتك مش قويه زي مراد ليه
إشمعنا مراد يبقي له شركه لوحده.
ممدوح، مراد إتعلم بره وعاوز ينفذ أفكاره ال دراسها يا زيزي وبعدين بطلي بقي النكد دا علي الصبح
لانت ملامح زيزي وقالت بدلال، إخص عليك يا دوحه دا أنا أكتر واحده بتحبك
ممدوح يزدرد لعابه، بتحبيبني يا زيزي أنا مش حاسس كده أبدآ ديمآ تقارنيني بمراد وأنا بتضايق
زيزي، يا حبيبي أنا قلبي عليك وعلي بنتنا
وأخواتها ال هيجو في المستقبل
وفيه خطر بيهدد بنتنا
ممدوح بإهتما م، خطر ايه.
زيزي بلؤم، البت بنت البوابين والزفته الصغيره ال معاها
دي قلت أدبها عليه قدام الكل يا ممدوح
عارف يا ممدوح لو همس دي متبقاش موجوده ال إسمها شمس دي مش هيبقي لها وجود ف حياتنا
ممدوح بغضب، إنتي إتجننتي يا زيزي همس دي بنت مجدي الله يرحمه
وأخر مره أسمع الكلام الفارغ ده. وتركها لينصرف وقدإزداد حنقها علي ليلى وطفلتها
فها هو زوجها أيضا يدافع عنهم...
نزلت همس مع جدتها التي أخذتها وقالت لها بحنان.
هموسه حبيبتي يلا إفطري. وبعدين إطلعي إلعبي في الجنينه
بالفعل أطاعت جدتها وتناولت إفطارها ثم ذهبت الحديقه
وجدت بيري تجلس علي منضده صغيره وبجوارها مربيتها آني
قالت آني بلهجه عربيه غريبه، يلا بيري اعمل كل واجبات هبيبي
بيري بغضب طفولي وهي تشيرلهمس، أنا عاوزه ألعب آني زي همس
آني بجديه، لأ حبيبي مينفعش الماما قالت أنا أعلم إنت، طريقة أكل كويس وتعليم وإتيكيت بس...
لم تطعها بيري وقامت لتجلس علي الأرجوحه بجوار همس لعبتا معآ لدقائق قبل أن تراهم زيزي من الشرفه وتصيح بإبنتها وآني أن تصعدا إلى جناحهم
أخذت همس تجري بين الزروع كالفراشات بسعاده
وحينما لمحت أمها تدخل من بوابة الفيلا جرت بإتجاهها تحتضنها وتعانقها
ماما كنتي فين، قالت همس
ليلى بحنان بالغ، معلهش حبيبتي رحت الجامعه أنا هطلع أغير هدومي وأصلي الضهر لحسن خلاص العصر قرب يأذن وأنزل لك حبيبتي.
بالفعل صعدت ليلى لتخبر جدتها بأن الجامعه قبلت أوراقها وأنها سوف تذاكر لمدة عامان لتحصل علي بكالوريوس التجاره وتحقق حملها...
نعمه بسذاجه، يا بنتي ما إنتي متعلمه في المعهد
ليلى بإبتسامه، كده بكمل تعليمي يا تيته ولما نروح المنصوره ان شاء الله هاجي يومين بس أو بعد السنه دي ممكن آخر سنه أحول جامعة المنصورة المهم أحقق حلمي يا تيته.
أنا هغير وأنزل لهمس تحت.
وقفت همس علي حافة حمام السباحه تنظر لإنعكاس صورتها بالماء وتبتسم ببراءه
ولم تشعر بخطوات زيزي القادمه تجاهها
عندما لمحتها زيزي من الشرفه نبتت برأسها فكره شريره فإنتعلت حذاء دون كعب لا يصدر صوتآ وخطت بحذر تجاه الطفله
التي تقذف بعض أوراق الورد بالماء...
نزلت ليلى لتتجه إلى الحديقه...
إقتربت زيزي من الطفله وبأطراف أصابعها الطويل المنمقه لمست ظهر همس برقه ودفعتها بالماء.
وهمت بالدخول مسرعه إلى الفيلا تسارعت دقات قلبها من التوتر لم تراها الطفله ولن يكتشف أحد ما فعلته
أثناء إندفاعها إرتطمت بليلي
وتعجبت ليلى حينما إبتسمت لها إبتسامه عريضه علي غير عادتها
صعدت زيزي لشرفتها لتتابع الموقف بشماته وهي تصر علي أسنانها وتقول
كده مش هيبقي فيه سبب لوجودك بيننا يا شمس وابقي ضربت عصفورين بحجر
إجحظت عيناها بقسوه وهي تتخيل نتيجة فعلها وتبتسم إبتسامه شريره.
ميسو، هموسه. نادت ليلى وتعجبت لم تجد همس
أيوه إنتي مستخبيه ورا شجره يا مكاره
صرخت حينما وقعت عيناها علي رأس صغيرتها يصارع الغرق فيطفو ثم يختفي
همس لأ لأ قالتها ليلى وهي تقذف نفسها لحمام السباحه وهي تصرح الحقونااااااا
ولأن الله رحيم فقد دخل ممدوح بصحبة شقيقه مراد ليقول له
مراد كأن حد بيصوت
ما ان يرتفع رأس ليلى لأعلي حتى تصرخ
فهي لا تجيد السباحه
مراد بوجل، ممدوح الصوت جاي من الجنينه.
يلمح شعرات ليلى المتناثره علي سطح الماء
ولم يدرك من ذلك الشخص لكنه خلع جاكته وقذفه علي مقعد بجوار المسبح ثم قفزبالماء إنه سباح ماهر وحمام السباحه يعتبر لا شئ بالنسبة له
يحتضن شمس ويرفعها لأعلي فتصيح
همس، همس غرقت يا مراد
مراد بجديه ساعدني يا ممدوح
ليجذب ليلى للأعلي ويبحث عن همس التي إنتشل جسدها الصغير الساكن دون حراك
خرجت نوال فقد شعرت بالضجه وصياح مراد
وقفت ليلى ترتعد من الرعب والخوف هل فقدت صغيرتها...
همس حبيبتي همس
إهدي شويه قالها ممدوح
خرج مراد بالصغيره ومدد جسدها الصغير المتجمد بلا حراك علي حافة الحمام يحاول الضغط علي صدرها
ثم ركع علي الأرض وفتح فم الصغيره ليمنحها قبلة الحياه
وتبكي نوال بحسره
وتقف زيزي في شرفتها تنظر وتبتسم بإنتصار وزهو وتصرخ ليلى ويزداد نحيبها
في شقة كرم
سمع كرم وعروسه طرقآ علي الباب
قالت ماهي، غريبه ماما قايله هيجولي بالليل مش بعد العصر
كرم بتفهم، ممكن تكون ماما.
دخلت ماهي حجرتها بسرعه لترتدي فستان مناسب لإستقبال الضيوف
ودخلت فاطمه السيده الوقوره بحجابها التقليدي وعباءه سمراء طويله
أهلا ماما، أهلآ إيناس
إتفصلو في الصالون
دخلت إيناس تحمل عمر
وتمسك أمه يدعلي ليسيرمعها
أهلآ لولو أهلآ عموري
هاتي يا ماما وتناول الصغير ليحتضنه ويقبله
ويبادله الصغير المحبه
قالت فاطمه، أمال فين ماهي
أنا آهو يا طنط قالتها، ماهي التي أقبلت بفستان أحمر جميل وقد صفقت شعرها بعنايه.
رحبت بحماتها وإيناس وقبلت الطفلين
أما كرم فكاد أن يجن وهويحمل عمر يقبله ويقذفه لأعلي ويلعب معه هو وعلي
قالت فاطمه، عقبال ما ربنا يديك يا بني
إبتسمت ماهي بخجل
وقال كرم، إعملي حسابك يا ماهي أنا عاوز فريق كوره
فاطمه بجديه، إقعد بقي يا كرم علشان عاوزاك وبطل لعب مع العيال
جلس كرم بجوار والدته وقال، خير يا ماما
فاطمه بحزن، أنا عاوزه أشتكي لك من إيناس
كرم بتعجب، مالها إيناس.
فاطمه بعبوس، عاوزه تاخد العيال وتروح بيت أبوها آل إيه عامل لها شقه في عمارته وهتروح تقعد فيها
بكت السيده بحزن، لو عملت كده كأن أحمد لسه ميت النهارده أنا متعلقه بالعيال دول روحي و قلبي
علشان خاطري يا كرم قول لها يا بني ما تسبنيش...
تنحنح كرم وقال لإيناس بحنان، إيه يا نوسه هتزعلي الحجه منك ليه
إيناس بحزن، يا كرم هفضل مشيلاكم همي أنا وولادي لحد إمتي وبعدين بابا ال طلب مني كده.
كرم برجاء، ولو قلت لك علشان خاطري
إيناس بإبتسامه رقيقه، خلاص يا كرم إنت أخويا وكلامك نافذ
دخلت ماهي تحمل أكواب العصير والحلوي
لتجد كرم يربت علي كتف إيناس بمحبه
تلون وجه ماهي ولكنها حاولت الإبتسام وقالت
إتفضلي يا طنط...
إتفضلي يا نوسه
فاطمه بإستياء، يا بنتي طنط إيه دي ال بتقوليهالي ما إسم الله عليها إيناس من يوم ما دخلت بيتنا بتقولي يا ماما
ماهي تحاول التماسك، معلهش يا طنط أصل زيزي بتقول لماما كده فإتعودت.
كرم يناول إيناس كأس العصير، إشربي يا إيناس وكلي حلويات
إيناس ببراءه، أنا كده هبقي دبه
فاطمه بإعتراض، دبة إيه يا بنتي دا إنتي مدملكه وبيضه وزي القمر
بعد أكثر من ساعه إنصرفو
ودخلت ماهي حجرتها لتجلس علي الفراش وهي منزعجه وغاضبه
كرم ينادي، ماهي ميهو حياتي
لم ترد عليه
مبترديش ليه يا ماهي
ماهي بغضب، لو سمحت سبني لوحدي ياكرم
كرم بتعجب، ليه حصل ايه
ماهي بغضب، حصل إنك مبتراعيش مشاعري
حصل إستهتار يا كابتن.
كرم بعصبيه، فيه ايه يا ماهي ممكن تتكلمي من غير لف ودوران
ماهي بإستياء، حاطط إيدك علي كتف إيناس وبتطبط عليها وكلي يا إيناس وإشربي يا إيناس
والحاجه والدتك تبصلي وتقولها، دا انتي بيضه ومدملكه
يعني أنا ال وحشه بقي ولا إيه
كرم بإبتسامه، غير انه من إيناس إخي عليكي يا ماهي
ماهي بعصبيه، كرم متسطحش الأمور إسلوبك معجبنيش دي همجيه
كرم بغضب شديد، لأ بقي إنتي سؤتي فيها يا ماهي
ماهي، بتزعق لي يا كرم.
كرم، أه بزعقلك وإنتي السبب
لم تتمالك ماهي نفسها فبكت بحرقه
جذبها كرم لتقف وإحتضنها بقوه
تنهد بألم وقال بحنان، ماهي أنا بحبك مش بحبك بس بموت فيكي يا حبيبتي إحنا بنسايس إيناس علشان الولاد
لو راحت عند أهلها علاقتنا بولادأحمد هتنهار شوفي عمو شاكر رغم عدم رضاه عن جواز مجدي الله يرحمه صمم وجاب همس ومستحمل مامتها ال بيكرهها
إبتسم وقال وهويرفع وجهها للأعلي
فهمتي يا عبيطه
لكمته ماهي بدلال وقالت أنا مش عبيطه.
كرم وهو يضع يده علي بطنه، ماهي سامعه عصافير بطني بتصوصو يلا إعملي لنا نتغدي...
وأنا حجزت التذاكر علشان بكره هنسافر تركيا أسبوع عسل
ماهي بتذمر، لأ عاوزه شهر يا كرم
كرم ساخرآ، طب إدعي بس يسبوني الأسبوع...
وإعملي حسابك كرم الحنون دا لما بيجوع بيقلب الرجل الأخضر ببقي متوحش
هرولت ماهي لإعداد الطعام...
في فيلا الخرافي
إرتفع صياح نوال وبكاء ليلى وهن ينادو للصغيره المدده وقد بهت لونها.
منحها مراد قبلة حياه أخري وقال بخوف ورجاء، يا رب، يا رب
سعلت الصغيره فهلل الجميع
وحملها مراد ليجري يها إلى السياره وهو يلهث ويقول، تعالي معايا يا ممدوح
ليلى وهي تجري خلفه وتثبت حجابها حول رأسها، أنا جايه
مراد وهو يضع الصغيره بالمقعد الخلفي
هدومك مبلوله
لتصيح ليلي، دا وقته البنت بتموت يلا لو سمحت.
نوال وهي تبكي لممدوح روح انت بعربيتك يا ممدوح وراهم انا بعتت وداد تجيب هدوم ناشفه لمراد وليلي يبقي يبدلو لبسهم بالمستشفي
قاد مراد السياره بسرعه جنونيه
جلست ليلى تحتضن صغيرتها الممده بجوارها
قالت ببكاء هستيري، سمعتها يا مراد وهيه بتكح هيه عايشه مش كده
مراد بصوت مرتجف، ماتقلقيش عايشه وقلبها بيدق ربنا يستر
صف سيارته أمام المستشفي وصاح بليلي
يلا ساعديني.
لترفع همس ويجذبها مراد ليحملها علي كتفه ويهرول مسرعآ تتبعه ليلى الباكيه بهستريا
صاح مراد، دكتور بسرعه
مالها سألت طبيبه شابه
مراد بجديه وعبوس، وقعت في حمام السباحه غرقت
طب سيبها إحنا هنشوف
نظرت لليلي الباكيه وقالت، حضرتك هدي أختها وإحنا هنعمل اللازم أناودكتور وليد
همس مراد وهو يتجه نحو ليلى التي إنكمشت من الخوف
تعجب لأنه مثل الطبيبه رآها صغيره كطفله
إنها ترتجف بشده وتبكي بدموع لا تتوقف.
إقترب مراد منها وقال برفق
إن شاء الله هتبقي كويسه الدكتور طمني
إهدي
جحظت عيناه عندما ألقت ليلى بنفسها علي كتفه
فربت علي زراعها برفق وكأنها زجاج قابل للكسر
وليلي تبكي بصوت مرتفع
رفعت رأسها عن كتفه وكأنها أدركت ما فعلت للتو
فوسعت عيناها بدهشه وإبتعدت دون أن تتحدث وهي تنظر للأرض بخجل...
لكنها صغيره ضعيفه شعرت بأنها تحمل مسئوليه جسيمه مسئولية طفله تصارع الموت
تنحنح مراد ومرر يده علي وجهه بعصبيه
وهو يزفر.
ممدوح، قال ذلك مراد عندما رأي ممدوح يقبل نحوهما وبيده حقيبه بلاستيكيه بها ملابس لكلا منهما...
↚
شاكر بذهول، بتقولي إيه يا نوال البنت غرقت
نوال بحزن، آه والله يا شاكر بس الولاد مرضوش يخدوني ومراد إتصل وقال إنها بقت كويسه الحمدلله وفاقت
شاكر بغضب، كله من أمها المهمله ست زي قلتها
نوال بحزن، حرام عليك يا شاكر دي شمس شكلها يقطع القلب
شاكر بغلاظه، نوال حاولي تأخدي البنت عليكي خلينا نخلص من الحكاية دي
نوال، مش فاهمه
شاكر بحده، من إمتي يعني بتفهميني يا نوال ثم أردف
أنا رايح المستشفي أشوف البنت.
نوال بمحبه، وأنا هطلب ماهي أقول لها إن إحنا هنروح لها بعد ما ترجع من السفر
شاكر بوجوم، ما تعرفيهاش علي الغرق والكلام ده
نوال بإستسلام، حاضر يا شاكر
نزلت زيزي الدرج وهي متأنقه كالعادة...
جلست بهدوء في علي مقعد مريح ونادت وداد
وداد بهمه، نعم يا ست زيزي
زيزي وهي تضع قدم فوق قدم وتتكلم بكبرياء
روحي هاتي كوباية ميه
هرولت وداد وعادت تحمل كأس به ماء وقالت بحزن. إتفضلي يا ست زيزي
زيزي وهي تدعي البراءه.
مالك يا وداد شكلك زعلانه ليه
وداد بحزن، علي همس متدريش يا قلب أمها غرقت في حمام السباحه والست المسكينه جدة شمس سألتني عليهم وقلت لها راحو يزور الست ماهي شكلها تعبان قوي ومحبتش أخضها
زيزي بمكر، هيه البنت لسه عايشه يا وداد
وداد بحزن، اه الحمد لله نقذها مراد بيه الله يبارك فيه
خرجت نوال من حجرة المكتب حيث كانت تجلس وتتحدث هاتفيآ لإبنتها...
نهضت زيزي لتقف وتتحدث بلهفه وطريقة تمثيليه.
ألف سلامة علي همس يا طنط
الله يسلمك يا بنتي قالتها نوال بطيبه
في المستشفي
خرج الطبيب متهلل الوجه وقال يخاطب مراد بمرح، الحمد لله البنت بقت تمام ربنا كتبلها عمر جديد يا مراد بيه
مراد بإبتسامه صغيره، الحمد لله
الطبيب، هيه تمام تقدروا تأخدوها بالسلامة هيه بتنادي علي أمها يا ريت تندهلها
إستدار مراد ليتحدث مع ممدوح
الحمد لله يا ممدوح البنت تمام
أقبل شاكر الخرافي وهويصيح البنت جرالها حاجه يا ولاد.
مراد بحنان. بابا حضرتك جيت البنت كويسه وقال ناخدها ونروح
أمها الممرضه أخدتها علشان تغير هدومها
لما تيجي هناخدهمس ونروح
شاكر بلهجه حاده، لأ يلا يا ممدوح هات البنت من جو هنمشي احنا ونبعت السواق يجيب أ مها
مراد بإستياء، لأ يا بابا كده أمها هتتفزع والبنت كمان ميصحش يا بابا
حالا هيه دخلت تغير ومش هتغيب
دخل ممدوح ليشكر الطبيب ويحمل الطفله بين يديه ويخرج بسرعه ليقول
البنت اهي يا بابا.
همس بضعف، ماما، ماما، عاوزه ماما
شاكر بخبث، يلا يا ممدوح علي العربيه يلا يا مراد قلت لك هنبعت السواق لشمس
مراد بإعتراض. يا بابا
لم يسمعه أحد وإنصرف شاكر يتبعه ممدوح يحمل همس
هز مراد رأسه بإستياء وهمس من بين أسنانه، إيه ال بتعمله ده يا بابا
من غرفه جانبيه، خرجت ممرضه تتبعها ليلى وهي ترتعد وتصطك أسنانها العلويه بالسفليه
إقترب مراد منهم وقال، همس كويسه جدا وجدها أخدها وهنحصله.
ظن أن ليلى ستعترض كالعادة ولكنه تعجب حينما همست بضعف
خدها مني، خدها وراح
لتسقط علي الأرض
مراد برعب، شمس
الممرضه بخبره، حرارتها عاليه وهتقلب حمي إزاي تسبها بهدوم مبلوله من ساعة ما دخلتم يعني تلت ساعات وزياده
شلها معايا يا أستاذ ندخلها جوا
إنحني مراد ليحملها ويتجه خلف الممرضه
لتصطك أسنان ليلى وتهمس، غطوني بردانه قوي.
وضعت الممرضه ترمومتر الحراره بفمها وقالت، أنا هنادي الدكتور أيمن دي حرارتها أربعين.
مرر مراد يده علي وجهه بضيق ونظر لها وقد غابت عند الوعي رغم إرتعادها
كانت تهمهم ببعض كلمات غير مفهومه
إقترب منها مراد ليستمع لما تقول...
همست بطريقه طفوليه
همس، وصية شمس، أمانه، غرقت
اه جدهمس
وأخيرا، مراد سمعها جليه
ماذا تعني بتلك الهلاوس بوصية شمس، بأمانه ولماذا مراد
ظل ينظر لها بتعجب وحيره وهي تكرر الكلمات
تركها ليخرج حينما دخل الطبيب
هاتف نوال وأخبرها بماحدث.
نوال، طيب يا بني متسبهاش حرام علي أبوك ال بيعمله ده كان إستني لما فاقت شمس وجابهم سوا
جلس مراد بإستراحه ينتظر خروج الطبيب
نظر بتعجب لشهد القادمه بإتجاهه يصطحبها محمد شقيقها
شهد قالها مراد بتعجب
شهد بحنان، آه سألت عليك طنط وقالتلي ال حصل
محمد بإهتمام وهويتلفت حوله، فين شمس أومال
مراد بحده، جوه مريضه وبيسعفوها
خرج الطبيب أيمن
ليقول لمراد أمام شهد.
المدام عندها نزلة برد مع إرتفاع جراره الحمد لله إنها في المستشفي وإلا كانت هتقلب حمي...
عملنالهاكمادات وركبنا لها محلول بيه مخفض الحراره ودوا مضاد حيوي
إن شاء الله لما حرارتها تنزل هتبقي كويسه
دي مجهده قوي يا مراد بيه خلي بالك منها
شهد بغيظ، دي تبقي مرات أخوه يا دكتور
الطبيب بإبتسامه هادئة، الف سلامه عليها
سبوها يومين يا جماعه هنا علشان الحراره الغاليه دي
والممرضه قاعده جنيها تتابعها عن إذنكم.
محمد بإهتمام. لا يا شهد واجب تخليكي جنبها وأنا هقعد معاكي ثم أردف
ممكن أطمن عليها يا مراد
مراد بضيق، ما إنت إطمنت يا محمد
شهد بضيق، ماهي مسافره وطنط قالت لي أروح أسلم عليها ومنجبلهاش سيره بال حصل
تعالي معايا يا مراد ومحمد هنسيبه مع شمس لحد ماتبقي كويسه
حد مراد شعره وزفر بضيق وقال
بقولك يا شهد لأ لازم تروحي تسلمي علي ماهي لكده ماما نزعل منك
روحي إنتي ومحمد وأنا ورايا شغل هروح أخلصه وأحاول أحصلكم.
شهد بدلال، أولآ تقولي شودي وتدلعني ثانيآ أنا عاوزاك معايا...
مراد بصوت أجش غاضب، وبعدين بقي ف لعب العيال ده
إنتبه لعدم وجود محمد بجوارهم
فقال، محمد راح فين
شهد، بلا مبالاه، وأنا أعرف منين
تركها مراد وفتح باب الحجره التي ترقد فيها ليلى
ليجد محمد يجلس بجوارها علي طرف الفراش ويتأملها بصمت...
وهي نائمه مستغرقه في النوم بعد إنتهاء المحلول الذي يحتوي علي مسكن قوي...
مراد بلهجه حاجه وآمره، إطلع بره.
محمد بإعتراض، بطمن عليها
مراد بغضب، إيه البرود بتاعك ده يا محمد أختك البنت بره وإنت ال داخل تطمن عليها
إتفضل خد أختك ومشوا
محمد مبتسما، مش عارف إنتي عصبي كده ليه، فك شويه يا ميرو
صمم مراد أن ينصرف محمد بصحبة شهد
وتحدث مع الطبيب الذي أخبره أنه ممن الممكن أن يأخذها البيت بعد أن نستفيق
ويهتمو بجلب الدواء
شكره مراد ودخل بهدوء لينظر إلى ليلى النائمه
لا يعلم لماذا يتعاطف معها ويشفق عليها.
تتحدث إليه دائمآ بكبرياء
ولكن كم هي ضعيفه
إقترب منها وإنحني قليلا يضع يده علي جبينها
ليطمئن أن حرارتها إنخفضت
تفاجئ حينما فتحت عينا ببطئ وهمست، همس، همس كويسه
مراد بإبتسامه، حمد الله علي سلامتك
همس كويسه جدا وهيه في الفيلا مع ماما
يلا علشان نروحلها
هنادي الممرضه تساعدك وتقومي
هزت ليلى رأسها بضعف
بالفعل نادي مراد علي الممرضه لتساعد ليلى وتعدها للإنصراف...
وإنتظر مراد بجوار سيارته وعندما رآها مقبله عليه تنزل درجات السلم وهي تستند علي كتف الممرضه
فتح باب السياره وعند أخر درجات السلم مد يده ليساعدها أن تجلس بجواره
وأغلق الباب وإستدار ليجلس بجواره
إنتي أحسن دلوقتي، قالها مراد
هزت رأسها وقالت
همس كويسه
مراد، والله كويسه بس إزاي كنتي إنتي وهيه في حمام السباحه
تنهدت ليلى وقالت، شقتها نطيت علي طول
يا للبراءه، قال مراد في سره
إستدارت بوجهها إليه وقالت، شكرا.
مراد بإبتسامه صغيره، علي إيه
ليلي، علي كل حاجه...
وصلو الفيلا وساعدها لتترجل...
ودخلت لاري همس جالسه بجوار جدتها
همس قالتها بضعف وهي تبكي، لتحتضنها الصغيره
ليلى بعتاب، كده يا همس تنزلي حمام السباحه وإنتي مش بتعرفي تعومي كنا هنموت إحنا الاتنين
همس ببراءة، والله يا ماما ما نزلت حد هو ال زقني
إجحظت عينا ليلى...
وقالت نوال، لا لا لا أكيد راسها تقلت ووقعت مين هيزقها.
كانت ليلى تشعر بالمرض فساعدتها وداد لتصعد عرفتها...
في المساء...
جلس مراد في حجرته علي فراشه وهو يشعر برأسه تكاد تنفجر من التفكير المضني
إنه يقاوم شعور غريب يجذبه نحو شمس
نعم آبي أن يتركها والحقيقه تضايق من اهتمام محمد بها
أخذ يدور حوار قاسي بين قلبه وعقله
قلبه، أكيد لسه نايمه تعبانة بابا قاسي قوي معاها
عقله، فوق يا مراد دي مرات مجدي عيب ال بتعمله ده، مجرد التفكير فيها عيب.
أيوك لسه بحسرة مجدي. إبعد عن المشاكل
قلبه، بس ليه بتعاطف معاها كده ليه إتجننت لما شفتها لتغرق
عقله، خلاص انا خدت القرار ومش هتراجع وهنفذ فورآ
كنتي فين يا بنتي، قالتها نعمه لليلي الضعيفه
ليلي، مش وداد قالت لك يا تيته أنا تعبانة قوي
توسدت ليلى الفراش وتذكرت ما حدث وبكت بحرقه كانت ستفقد همس
إنها تتعذ بسبب كذبتها
ماذا فعلت بنفسها كيف أقحمت نفسها فيما هي فيه سيزجها شاكر في غياهب السجون إذا علم حقيقتها.
سيظنها مراد فعلت ما فعلت لطمعها في إرث مجدي وعائلة الخرافي
مراد، ولما تهتم بما سيفكر مراد
ظلت الهواجس تتردد برأسها إلى أن غلبها النوم...
في صباح اليوم التالي
في المصنع
جلس شاكر يوقع بعض الأوراق وبجواره سالم
حينما سمعو طرقا علي الباب
وقال شاكر، إدخل
ليدلف مراد مبتسما
أهلا باشمهندس قال شاكر
جلس مراد وقال، كويس ان عم سالم هنا لأني عاوزه
خير يا حبيبي
مراد، أبدآ بس كنت عاوز أعلن خطوبتي أنا وشهد.
تهلل وجه. سالم وقام ليحتضن مراد بسعاده
في الطائره المتجهه إلى تركيا
ضحكت بسعاده ماهي عندما سمعت نداء كابتن الطائره...
قائد الطائره بيهنئ العروسين المتجهين لقضاء شهر العسل
كابتن كرم ومدام ماهي الخرافي
ليهنئهم الجميع وتأتي المضيفه تحمل قالبآ من الجاتو والعصير الطازج
يهمس كرم، مبروك يا حبيبتي
ماهي تتمسك بزراعه، بحبك يا كركر
لحظات سعيده تقضيها ماهي مع كرم الذي تحبه بكل كيانها وتراه رجل بمعني الكلمه.
حنون، وكريم، وخفيف الظل
نظرت له بهيام وشردت
كم أعشقك يا زوجي...
في شقة سالم
شهد وهي ترقص وتقفز لأعلي
بتقول إيه يا بابا
قول تاني
طب إحلف
مراد بنفسه قال كده
هيجرالي حاجه من الفرح
مش مصدقه
الحمدلله يا رب، الحمد لله
بابا أنا عاوزه حفله كبيره، كبيره قوي
طب إقفل يا بابا، هكلم مراد
مرثلاث أيام لم تنزل ليلى لأسفل كانت مريضه
ولكنها بدأت وتعافي وصممت نوال أن تتناول معهم الغداء
سلام عليكم، قالت ليلى للجميع.
نظر لها مراد وإبتسم ها هي تعافت
جلست بجوار نوال وبجوارها همس
نظرت لها زيزي نظرات حاقده
وتجاهلتها ليلى كالعاده
نظر شاكر لليلي وقال بصوت أجش
أنا مردتش أعاتبك وإنتي تعبانة لكن ال عملتيه دا إهمال
إبتسمت زيزي بشماته وأضافت
بصراحه أنا مقدرش أسيب بيري تنزل حمام السباحه لوحدها
لننظر لها ليلى بتحدي وغضب، وتقول
بس همس منزلتش همس إتحدفت حد زقها في حمام السباحه
زيزي لشاكر، شايف يا عمو المجنونه دى بتقول إيه.
شاكر، بس بلاش كلام فارغ
نوال بإستياء، خلاص عاوزين ناكل اللقمه متنكدوش علينا
وبعدين إحنا مفروض تحتفل بخطوبة مراد
لتتلاقي نظرات ليلى ومراد
وينظر كلا منهما في صحنه بصمت..
↚
تململ مراد في فراشه وفتح عيناه ببطئ...
تثاءب بكسل ونظر في ساعته
لقد آذن الفجر نهض ليدلف إلى المرحاض ليغتسل ويتوضأ
ووقف يصلي الفريضه بعد إنتهاؤه هم أن ينام ثانيآ ولكنه إتجه للنافذه يفتحها حتى يدخل الضوء في الصباح لينهض ولا يتأخر عن عمله
شهق وإتسعت عيناه حينما لمح أشخاص يسبحون بحمام السباحه
نزل مسرعآ وإقترب بحذر ليتفاجئ بليلي وهمس
ليلى تدرب همس علي السباحه وتعوم لتتبعها همس.
سمعها وهي توجه همس بهمه ونشاط
يلا يا همس الوقوف في الميه
الطفو علي المياه
حركة الرجلين
الكاتش
همس تستنشق الماء
كاتش ايه يا ماما
حركة الدراعين يا همس يلا حبيبتي الخطوات
يلا يا همس، في الميه مستقيمه
واحد اتنين واحد اتنين
شاطره، حبيبتي شاطره
تصعد ليلى لتجلس علي حافة المسبح ترتدي مايشبه البدله (مايوه شرعي)
قميص طويل جدا وبنطلون ضيق من الأعلي وينزل بإتساع وحجابها مثبت بعنايه
صاحت وهي تصفق بيديها تشجع همس.
التي كانت تعوم كسمكه صغيره بسعاده
ترتدي شورت وتيشرت بدون أكمام
ليلي، يلا همس أحسن
أخذت ليلى تغني وتردد بسعاده...
هموستي الحلوه بقت حلوه وبتعوم
ولا تغرق ولا تتعب ولا أزعل أنا يوم
مبتسمه سعيده بضحكه طفوليه وحركات صبيانيه
تعجب مراد مما يحدث
كيف تعلمها العوم وهي كادت أن تغرق معها من قبل
لم يستطع أن يقاوم حب الاستطلاع تجاه الأمر.
إقترب وهويتنحنح إلى أن إقترب من ليلى
وقال بهدوء، صباح الخير
تفاجئت ليلى فلم تتوقع أن يستيقظ أحدمن أفراد العائله في هذا الوقت
قالت بإرتباك صباح الخير
بتعملو إيه. سأل بتعجب كان يرتدي سروال قطني أسوداللون بجيوب جانبيه ويضع يديه في جيبي سرواله
وتي شيرت أبيض اللون
إزداد شباب ووسامه بذلك الزي البسيط
قالت ليلى بإبتسامه صغيره، بعلم همس السباحه
مراد بتعجب، دي فزوره بقي إزاي بتعلميها وإنتي كنتي هتغرقي معاها.
ليلى بفرح وإنفعال طفولي، بص أنا من ساعة ما خفيت من البرد
وأنا قاعده علي اليوتيوب أسمع دروس
كيف تتعلم السباحه
من أول الوقوف في الميه ثم الطفو ثم السباحه
حركت زراعيها بشكل دائري وقالت
شمال يمين، شمال يمين
بس كده إفرض كلام همس مضبوط هيه حست كأنها إتزقت في الميه لو حصل تاني
أبقي مطمنه عليها...
ضحك مراد علي طريقتها في الحديث
وتعجب لما فعلته
نظرت بإتجاه حمام السباحه فلم تجد همس.
وضعت يداها علي وجنتيها واتسعت عيناها
وصاحت وهي تقفز همس
فوجئ مراد الذي وقف علي حافة المسبح بمن يقذفه
إنها همس خرجت بهدوء وفعلت ذلك وهي تقهقه هيه، هيه. هيه
مراد وهو يسبح ويشير لليلي لتهدأ همس أهي فوق زقتني
ليلى وهي تضحك بصوت عالي، همس زقتك
قفزت همس وقالت
أنا بعرف أعوم يا عمو مراد
ليجذبها مراد ويغطسها في الماء و يضحك
يلا علشان تزقيني تستاهلي
وإتحدتاه همس وليلي لتغرقاه
وضحك الثلاثة من الأعماق.
مرت نصف ساعه من الضحك المستمر
(همسالقلووووووب. ))))))))))))). (بنعشق ندووووب. ) )))))))))))) (إحنا يا دوب متعرفين))))))))))) (وكأني عارفك من سنين))))))))) (بااااين بحبك ولا إيه )))))))))))) (لالالالالا. لأ حب إيه) ))))))))))) (بيني وبينك أغلي حد ))))))))))) (جدران كتير مش بس سد)))))))) (تهمس مشاعرنا. ))))))))))))))
(لكن ضمايرنا))))))))))))))))))))).
(بتقول لنا ميت لاء. ) )))))))))))) وقالت ليلي، يلا يا همس نطلع
همس، أنا جعانه يا ماما.
ليلى وهي تبتسم هنغير وأجهز فطار
همس لمراد، وعمو مراد يفطر معانا
مراد بإبتسامه صغيره، خلاص يا همس انا كمان هغير وافطر معاكم
صعد همس وليلي
وظل مراد يسبح لدقائق أخري ثم خرج ليصعدإلي غرفته
أخرج من خزانة ملابسه ملابس جافه ودخل ليغتسل بسرعه ويبدل ثيابه.
ثم وقف أمام المرآة ليمشط شعره بعنايه ومرر الفرشاه علي ذقنه التي تركها تنمو قليلا...
ونزل الدرج وهو يقز الدرجات بسرعه
وضعت شمس الطعام بعنايه علي المائده
خبز وجبن وزبادي وصنعت بالبيض ( شكشوكه) وصحن من الفول المدمس
الله الريحه حلوه قوي قالها مراد وهو يجلس علي رأس المائده تحيط به همس وليلي
ثلاثتهم شعرو بالجوع وأخذ كلا منهم يلتهم الطعام بلا خجل.
فجأه إنتبه مرادلفم ليلى وفم همس المنفوخ من الجانبين من الإمتلاء بالطعام
ولم يتمالك نفسه فقهقه عاليآ وهو يخفض رأسه بين كفيه ويهتز من الضحك
ليلى وهي تشير اليه بفمها المغلق علي الطعام بصوت مضحك. بتضحك، علي إيه
ملأ فمه بالهواء ونفخه
لتنتبه ليلى وتضع يدها علي فمها تخفيه وتبتلع الطعام وعيناها متسعه
ثم تنهض وتجري لتصعد للأعلي وهي تقول
الحمدلله شبعت.
ظلت همس تأكل مع عمها التي أصبحت تحبه فهو حنون وكثيرآ ما يلاطفها
وقفت ليلى أمام المرآة وقالت لنفسها وهي تشير عابسه
كده تآكلي زي المفجوعه
أنا كنت عامله إزاي كده؟ وتنفخ فمها المغلق
لتري كيف كان شكلها وهي تأكل
في الأسفل، ظل مراد يجلس مع همس التي بدأت تعتاده وتحبه فهو الرجل الوحيد الذي أظهر إهتمامه وحبه الأبوي لها
أكل الشكشوكه الباقيه بالصحن بقطعه من الخبز
وقال يخاطب همس الشكشوكه دي ملهاش حل يا همس.
همس ببراءة، ماما لولو بتحب الشكشوكه
مراد بتعجب، لولو
همس وهي تنهض لتصعدلأمها، أنا طالعه لماما يا مراد
ماشي يا حبيبتي ثم إنتبه وقال وهو يشهق مراد حاف يا بليه...
صعد ليرتدي ملابسه الأنيقه ليذهب إلى شركته مبكرآ
دخل الشركه يحمل حقيبته ودخل مكتبه الأنيق
وضرب جرس موضوع أمامه فأتاه الساعي يهرول
قال مراد، الله يكرمك يا عم عطيه تعملي شايك المظبوط لمتقل في الفطار حبتين.
عطيه الرجل الخمسيني النحيف أشيب الشعر ببدله مخصصه للسعاه
حاضر يا سعادة البيه
هم عطيه بالإنصراف ليقول له مراد
المهندس رامي جه يا عم عطيه
عطيه بطيبه، لسه. الست سها ال جت بره
مراد، تمام
في فندق بتركيا
إستفاقت ماهي علي مداعبة كرم لها حيث جلس بجوارها يمرر ورده مصنوعه من القماش الرقيق علي أنف ماهي المستغرقه في النوم لتتململ بوجهها يمينا ويسارا
وأخيرآ فتحت عيناها ببطئ وقالت بكسل
الله يخليك يا كرم سبني أناااااام.
كرم يعاود مداهبتها بتلك الورده، لأ إصحي يا كسلانه
نهضت ماهي بكسل وهي تتثاءب، لتمسك الزهره وتضعها علي أنفها وتقول بتذمر
قماش وملهاش ريحه وعامل رومانسي
لأ بدال من غير ريحه يبقي هنام وجذبت الغطاء علي وجهها لتعاود النوم
كرم بضيق، دا إنتي كسلانه بشكل
وحمل الهاتف ليتصل بأمه
بمجرد أن قال، أهلا يا إيناس عامله ايه
إتسعت حدقتا ماهي من تحت الغطاء وإستفاقت فورآ
كرم بمرح، وإنتو كمان وحشنونا فين عمر وعلي.
نايمين طيب هتصل تاني أسمع صوتهم أمال فين ماما
طيب يا إيناس خليها نايمه لما تصحي هبقي كلمها
ماهي نايمه يا إيناس حاضر هسلملك عليها
وضع الهاتف وإستدار ليجدها تجلس علي الفراش وتنظر إليه بريبه...
في فيلا الخرافي
شاكر لنوال، المدارس هتبدأ الشهر الجاي أنا قدمت لهمس في نفس المدرسه ال بتروحها بيري علشان تستعد البنت
نوال بإبتسامه، من هنا لشهر يكون ربنا سهلها.
شاكر بجديه، وكلمي مراد علشان الخميس الجاي هنعمل خطوبته هو وشهد
نوال بإبتسامه، حاضر إن شاء الله
في جناح ممدوح
ظلت زيزي تتحرك بعصبيه داخل غرفة النوم ذهابا وإيابا
ممدوح وهو يرتدي ثيابه
مالك يا زيزي ديمآ بتاكلي في نفسك كده ليه
زيزي بغضب، هو ده ال إنت فالح فيه تتريق عليه وبس
أبوك سمعته ليقول قدم لحفيدة اليوابين مع بيري في مدرستها
صرخت بهستريا، كلكم بتتحدوني
أنا بقيت بكرهكم كلكم.
ممدوح بغلاظه، وعايشه معانا ليه بدال بتكرهينا يا زيزي
لانت ملامح زيزي وتدللت علي ممدوح وهي تصلح له ياقة قميصه وتقول بليونه
يخص عليك يا دوحه دا أنا أكتر واحده بتحبك في الدنيا دي كلها مش بقصدك طبعا يا حبيبي...
ليبتسم بسذاجه ويقبل جبينها ثم ينصرف
مرت أيام الأسبوع سريعه
إصطفت العائله أمام مائدة الطعام
وقال شاكر بهدوء، فين نوال وأشار الى مقعدها الخالي
قالت زيزي، إطلعي يا وداد شوفي طنط إتأخرت ليه.
بالفعل صعدت وداد لتجد نوال تجلس علي طرف الفراش وتدلك قلمها وتتأوه
ألف سلامة عليكي يا هانم البيه بعتني أنده حضرتك للغدا قالت وداد
نوال بإبتسامه، الله يسلمك يا وداد إنزلي وأنا هحصلك
نهضت نوال وجذبت عكازها لتستند عليه
لتصل إلى الدرج المؤدي للأسفل
في أعلي الدرج وقفت لتضع عكازها علي الدرجه ثم تمد قدمها و تنزل ببطئ
لكنها وضعت العكاز في الفراغ ونزلت لتسقط وتتدحرج من أعلي السلم
تيته صرخت همس.
وإنتبه الجميع ليقفز ممدوح ومراد وليلي بإتجاه نوال الملقاه أسفل الدرج يتبعهم شاكر
مامااااااااااا مااااااااا مااااا صاح مراد وممدوح
وظلت زيزي في مكانها لم يتحرك لها ساكنا...
في شقة سالم
إرتدت شهد فستان سواريه عاري الأكتاف تماما
ضيق عند الخصر ويتدلي كذيل سمكه
لتنظر في المرآه وتقول بسعاده
بكره هبقي قمر إن شاء الله صح يا محمد محمدبإستياء. يا بنتي دا فستان من غير قماش.
أووووف نقولها شهد وهي تنادي بصوت مرتفع، ماما يا ماما
في فيلا الخرافي
كانت نوال تتأوه
والجميع إلتفو حولها
صاح شاكر، إطلب الدكتور يا ممدوح
وإنحني مراد ليحملها وقالت ليلى
خلوها في أوضه هنا تحت بلاش فوق علشان السلم
وجرت وداد لتفتح باب الغرفة
التي تحتوي علي سرير صغير
وضع مراد عليه أمه بعنايه
كان منزعجآ حزين لما حدث لأمه.
↚
شهد بذهول: بتقول إيه يا محمد
محمد بتأثر: زي ما بقولك كده يا شهد بابا لسه مكلم عمي شاكروقاله كده
شهد ببكاء: يعني حبكت تقع قبل الخطوبة بيوم يا حظك المقندل يا شهد
أنا هروح بيت عمي دلوقتي
محمد بحزن: رايحه تزوري طنط نوال ماما هتروح روحي معاها
شهد بغضب: راحه أشوف مراد
محمد بإستياء: بصي طول ما إنتي مدلوقه عليه كده ولا هيهتم بيكي أنا شاب وبنصحك غيري إسلوبك شويه.
شهد مشمئزه: خليك في المزرعه ال باباه جابهالك يا محمد مع البهايم بتوعك مالكش دعوه ب تصرفاتي
محمد وهو يقترب بوجهه منها ويعبس بطريقه مضحكه
حقنه إنتي حقنه يا شهد
في فيلا الخرافي
إصطفت العائله بجوار الفراش التي تنام عليه نوال
مراد بحزن: الدكتور وصل يا جماعه يلا إطلعو بره
ليلى بهدوء: أنا هفضل معاها
خرج الجميع وظلت ليلى مع الطبيب الذي
أتم مهمته بدقه
وساعدت ليلى نوال حينما طلب منها النهوض للجلوس.
وبدأ يحرك قدمها يمينآ ويسارآ لتتألم نوال
وبعد أن إنتهي
خرج من الشرفه ليقول لشاكر وأبناؤه
راحه تامه في السرير لمدة شهر العامود الفقري فيه مشاكل
ورجلها ما إتكسرتش ولا حاجه الحمد لله بس لازم شهر نوم بالطريقه ال فهمتهالها
علشان منضطرش نعمل عمليه
ودي كريمات ومراهم
دهان يوميآ تلت مرات والحقن والعلاج بإنتظام
ياريت أكل خفيف
مراد بإهتمام: كده هنحتاج ممرضه متمرسه.
ليلى بخجل: لو سمحت أنا بدي إبر كويس وهنظم علاجها إن شاء الله
الدكتور يخاطب ليلى: كده تمام وبرده الأكل يبقي صحي
وإن شاء الله هعدي عليها باستمرار
قال ممدوح للطبيب، إتفضل يا دكتور من هنا
ونظر لمراد وقال: هجيب الدول وآجي حالآ
فوجئ مراد يشهد التي تدخل باكيه
لتقترب من مراد وتصيح: مراد خطوبتنا هتتأجل أنا هموت من الزعل.
مراد بتجهم وهو ينظر اليها بإستياء: إنتي معندكيش دم يا شهد ما بتفهميش خطوبة إيه وزفت إيه دلوقتي مابتفهميش خالص...
شهد بنحيب: إنت مابتحبنيش يا مراد
متحبنيش ابدا
مراد وهو في قمة غضبه: لأنك واحده تافهه إنتي فعلا غبيه ياشهد ليتركها وينصرف...
تراها زيزي تبكي فتقترب منها: مالك يا شودي
شهد وهي تجفف دموعها: شفتي حظي المنيل يا زيزي
زيزي بتمثيل: إهدي كده أومال و تعالي نقعد في الجنيه نتكلم.
شهد بجديه: طيب هدخل أطمن علي طنط نوال
زيزي وهي تجذبها: يا ختي تعالي كفايه المحروسه وبنتها عليها
شهد بتساؤل: شمس
زيزي بحقد: أيوه زفته شمس
طرقت ماهي باب الفيلا الداخلي لتفتح وداد: ست ماهي عروستنا الحلوه يا ألف حمد الله علي السلامه
ماهي بحزن: فين ماما يا وداد ماما جرالها إيه
وداد بحنان: مين قالك
ماهي: ممدوح قال لكرم فين ماما يا وداد
وداد تشير للغرفه: هنا يا ست ماهي.
تهرول ماهي بإتجاه للغرفه لتفتحها وتجد نوال نائمه وليلي تقف بجوارها وتمسك بيدها كوب من الماء
وتضع في فمها أقراص الدواء بحنان ثم تسقيها الماء
ماما حبيبتي: قالتها ماهي وهي تبكي وتقترب لتقبل والدتها
نوال بإبتسامه هادئة: حبيبتي حمد الله علي السلامه متخافيش أنا كويسه يا بنتي
تقبل ماهي رأس والدتها و يديها وتحتضنها بشوق
إ نتبهت لليلي: فإحتصنتها وقالت إزيك يا شمس.
هموسه قالتها لهمس الجالسه في طرف الفراش بجوار أقدام جدتها
لتقفز الصغيره لتحتضن ماهي
نوال بإمتنان: همس ومامتها مابيسبونيش لا ليل ولا نهار بتطلع لجدتها شويه تطمن عليها وتنزل فورا
كسفاني بحنانها مبترضاش نسيب وداد تعملي حاجه
حتى المرهم يا حبيبتي هيه بتدهن ضهري ورجلي بحنان
أد إيه طيبه شمس يا ماهي
ليلى بخجل ورقه: يا خبر كل ده أنا معملتش غير الواجب
يلا يا همس هنسيب تيته مع عمتو ماهي.
ونروح نعمل الكوسه المسلوقه والأكل الصحي لست الكل
إبتسمت ماهي وقالت عمتو دي أحلي كلمه سمعتها
بيري بتقولي أنطي ماهي
بس عمتو دي حاجه تانيه خالص
همس بشقاوه، عمتو، عمتو، وتشير إلى نوال وتقول و تيته وماما وعمو مراد
ضحكت ماهي وقالت: وبقيت العيله فين
يا هموستي
همس بطفوله: أنا هروح أطبخ لتيته
بعد خروجهم
نظرت نوال لماهي وقالت: ملو عليه الدنيا
ماهي بموافقه: بصراحه شمس لطيفه ورقيقه وهموسه دي عسل يا رب أخلف بنوته زيها.
يا رب يا بنتي قالتها نوال بإخلاص
في شقة والدة كرم
كرم بإشتياق: وحشتيني يا بطه
فاطمه بسعاده: ماتشوفش وحش يا بني
أومال فين مراتك مجتش ليه
كرم: والدتها تعبانة وراحت لها
إلتفت حوله وقال: فين الولاد يا أم كرم
خرجت إيناس تحمل عمر ويتبعها علي
لتقول: كنت بغيرلهم هدومهم يا كرم
ليهلل الأطفال بمجرد رؤية عمهم ويجلسان علي ركبتيه يدعبانه ويداعبهم
إيناس بجديه: فين ماهي دا أنا محضره الغدا علشانكم وحشتني والله...
فيقص عليها كرم ماحدث
كرم يشعر بالسعادة وهو مع عائلته أمه وعائلة شقيقه
هو كريم تجاههم ويلبي مطالبهم دون تذمر أو ضيق...
رن هاتفه ليحمله ويجيب
أهلا حبيبتي روحتي طيب أنا جاي أهو
لأ الحاجه أم كرم هتغديني
ماشي يا ميهو نص ساعه وأبقي عندك
مع السلامه
فاطمه بضيق: إيه يا بني إنت لحقت تقعد معانا
كرم بمرح: معلهش يا حاجه ماهي روحت و لوحدها في الشقه
وبكره راجع شغلي وهسبها طول اليوم
فاطمه بود: طيب يا بني ربنا يسعدكم.
وضعت إيناس الطعام ليتناول كرم بعض اللقيمات علي عجل وينهض لينصرف
بعد إنصرافها...
همست فاطمه في سرها: يا ريتك عملت ال ف بالي يا كرم وكنا إتلمينا ولمينا لحمنا، إيناس بتساؤل: بتقولي عاوزه حاجه يا ماما
فاطمه: لا يا بنتي بذكر الله
مر ثلاثة أسابيع منذ حادثة وقوع نوال
. ولم تتواني ليلى عن خدمتها ليلا نهارآ بحب وتفاني فهي تحترم نوال السيده الوقوره والأم الرحيمه.
بعد أن جلست بجوارها تدلك لها ظهرها ب الكريم والمراهم الطبيه
جلست تحت أقدامها لتفعل ذلك في قدمها المصابه...
نوال بإمتنان: يا بنتي أنا مكسوفه من ال بتعمليه ده كانت وداد عملته
ليلى بإبتسامه: لأ حضرتك أنا متعوده أعمل كده مع تيته
نوال بحنان: يا بخت تيته بيكي عرفت تربيكي يا حبيبتي
فتح مراد وممدوح الباب
ودخلا وليلي جالسه تضع الدهان برقه وتمرس فوق قدم نوال وتدلكها برفق...
ظلت تفعل.
ونظر لها مراد بتعجب كيف تفعل ذلك يطيب خاطر
ممدوح ضاحكآ: ماشاء الله أكيد يا ماما هتطيبي دي شمس بتدلك رجلك بضمير
إنتهت ليلى مما تفعله ورفعت قدم نوال وجذبت عليها الغطاء وقالت
هروح أ غسل إيدي وأجيب لحضرتك الغدا
جلس مراد علي طرف الفراش
وكذلك فعل ممدوح
قالت نوال بتأثر: لو ماهي كانت هنا مش هتعمل ال شمس بتعمله
دي ملاك مش بني آدم أدإيه رقيقه
تصورو بتطبخ لي الأكل بإيدها مبترضاش تخلي حد من الشغالين يعمله.
ممدوح موافقآ: فعلا. بس شكلها صغير
أردف طيب يا ماما متخلي زيزي كمان تساعدها
إبتسمت نوال بمراره وقالت: زيزي حتى مبتدخلش تسأل عليه
سمع ممدوح نداء زيزي عليه فنهض وقال
هشوفها عاوزه إيه
وجد مراد كتاب رياضه بحته
فسأل بتعجب: إيه دا يا ماما
نوال بإبتسامه هادئة: دي شمس لما بنام يتقعد تذاكر جنبي
أخذ يقلب صفحاته ليجد في آخر صفحاته
كلام خطته ليلى بيدها من المؤكد أنها شردت وخطته.
دارت عيناه علي الكلمات رغما عنه.
وغلبه فضوله
يا رب ساعدني لأخرج من هذا المأزق
هل عشقتك يا صغيره لدرجة أن أفقد عقلي نفسي، وشخصي، أن أتحول عن ذاتي وكياني
لو تعلمي يا صغيره ماذا فعلت بنفسي من أجلك
يا رب ساعدني فأنا وحيده ضعيفه ضائعه
وخائفه لدرجة الموت...
تعجب مراد جدآ لتلك الكلمات الغامضة مما تخاف شمس ولماذا تشعر بالضياع
رمي الكتاب بسرعه حينما دخلت تحمل صينية الطعام.
السلام عليكم
رد مراد وأمه السلام
جلست بجوار أمه تطعمها كطفل صغير.
قال مراد، فين همس
ليلي، فوق مع تيته خليتها تسليها علشان متزهقش
مراد بإبتسامه: لأ دا إنتي تاخدي أوسكار في إسعاد الآخرين
لتتلاقي النظرات وتمنحه ليلى إبتسامه خجوله
مراد بمرح: طيب انا قررت أسهر جنب ماما النهارده تقدري بالليل تطلعي تنامي وترتاحي.
ليلى بإعتراض: يا عماد بيه أنا مش تعبانة
مراد بغضب: ما قلنا بلاش زفت عماد دي
ليلى بإعتراض: هوأنا يعني بشتمك وهيه عماد وحشه
مراد بملل: أه وحشه أنا ليه إسم.
نوال وهي تقهقه: يخرب عقلكم مالكو يا ولاد
إنسانه مستفزه قالها مراد
لتقول له ليلى وهي تخفي إبتسامه ماكره، إهدي شويه يا عماد بيه
تلك النظرات والشد والجذب والمكر البرئ لاحظته نوال وتعجبت في صمت...
خرج مراد ليتناول طعام الغداء مع عائلته
حينما نادته وداد وكذلك طلبت من ليلى أن تفعل
ليلى برجاء: معلهش يا وداد طلعي أكل لتيته وهمس فوق ناديلها لو سمحتي...
نوال بتصميم: يلا يا شمس أنا هنام شويه لحد ما تروحي تتغدي.
خدها يا مراد معاك تتغدي معاكم
خرج مراد وقال: أنا ميت من الجوع يا ماما مش هقف أتحايل عليها
ليلى بغضب: علي أساس عاوزاك تتحايل عليه
نوال بإبتسامه هادئة: يلا إسمعي كلامي وإطلعي إتغدي
بالفعل إتجهت نحو غرفة الطعام وقالت
السلام عليكم
رد شاكر بإقتضاب
ورد الجميع التحيه عدا زيزي
جلست علي يمين شاكر وفي المقابل مراد علي شمال والده ويليه ممدوح وزوجته وبجوارها بيري
قلت ليلى تخاطب وداد
وداد ناديتي همس.
أنا جيت يا ماما قالتها همس وصاحت ببراءه
عمو مراد
شاكر بلوم: وأنا يا همس مافيش إزيك يا جدو
أشارت لها ليلى لتقترب منه وتقبله علي جبينه
قامت ليلى لتجعلها تجلس علي يمين جدها وجلست بجوارها
يطعمها جدها بشوكته قطعه من الدجاج وتأكلها فيبتسم
إعترضت بيري
مامي عاوزه أقعد جنب همس وجدو
ممدوح بحسن نية: روحي يا حبيبتي جنبها
علشان جدو يأكلكو إنتو الاتنين
كان مراد يأكل في صمت.
زيزي وهي تصيح لإبنتها: إترزعي مكانك مليون مره قلت لك مالكيش دعوه بحد فاهمه ولا لأ
بكت بيري بصوت مرتفع وقذفت الشوكه بغضب
لتصيح زيزي وهي تنظر الى ليلى بحقد: شفت يا ممدوح بيري عملت ايه أدي ال جالنا من الأشكال دي وأشارت إلى همس
وقالت لشاكر: أنا زعلانه منك يا عمو كمان رايح تودي البنت دي مدرسة بيري
لتصيح ليلى بغضب: إنتي إنسانه حقوده بشكل بتحقدي علي طفله يتيمه ومش بعيد تكوني إنتي ال زقتيها في الميه.
زيزي وهي تصيح، : أنا زيزي بنت عبدالمنعم حجاج بقيت يقعد مع الأشكال علي آخر الزمن
ليلى بغضب: زيزي عبدالمنعم حجاج طز فيكي
إقتربت زيزي غاضبه تجاه ليلى
وهنا وقف مراد وصاح بصوت جهوري: بس بقي زودتيها يا زيزي قوي
لازم تعرفي إن همس بنت مجدي وبيري بنت ممدوح
ممدوح بغضب، : ليه بتحاولي تنكدي علينا يا زيزي ليه ورمي الطعام وإنصرف غاضبآ
تنحنح شاكر وقال بلهجه آمره، بيري تعالي هنا جنبي وجنب بنت عمك.
لازم تعرفي يا زيزي إن همس وبيري بنات عم وزيهم زي بعض
بيري بحده وهي تشير لليلي: وبنت البواب كمان زي بنت سيادة السفيرعبدالمنعم حجاج
شاكر بكبرياء: لاء طبعآ
لتنظر زيزي بشماته لليلي وهي تولي فمها
وتبتسم
أزاحت ليلى الطعام من أمامها ونهضت والدموع تلمع بمآقيها
مراد بلهجه قويه: إقعدي يا شمس كملي أكلك...
ليلى بنظره ساخره وهي تشير لهمس الذي يطعمها جدها: بنتكم بتاكل أكلكم يا مراد بيه أنا مش منكم علشان آكل معاكم...
تركتهم ودخلت لحجرة نوال
ملئت الكوب بالماء وإقتربت منها تمنحها الدواء وتسند رأسها بحنان
نوال بحنان: إتغديتي يا حبيبتي
ليلى بحزن: أيوه يا هانم إتغديت
نوال بتساؤل: مالك يا ليلى كنتي كويسه راجعه عامله كده ليه زيزي ضايقتك
هزت ليلى رأسها بالنفي وقالت
لأ يا هانم
نوال بمحبه: إسمعي يا شمس قربي مني لتقترب ليلى نوال. بشفقه: إنتي زي ماهي ومرات مجدي حبيبي الله يرحمه يعني بلاش هانم دي قوليلي ماما نوال.
إنفعلت ليلى وبكت بحرقه وقالت وهي تتنهد بلهجه حزينه
أنا خلاص مش قادره أستحمل والله معتش قادره أستحمل تعبت يارب قويني
أنا عندي حمل تقيل يا هانم محتاجه ال يساعدني حضرتك أطيب إنسانه قابلتها
أنا مش قادره أخدعك أكتر من كده
أنا عمري ما كنت كذابه أبدآ والله...
شعرت نوال بالقلق ولكنها شجعت ليلى علي الحديث لتقص عليها كل ماحدث منذ قابلت همس في الحضانه إلى تلك اللحظة.
جحظت عينا نوال من المفاجأه وقالت.
إسنديني أقعد: ففعلت ليلى
نوال بتعجب: إيه ال قولتيه ده وليه عملتي كده
ليلى بيأس: لما مراد ظهر فجأه كلمني علي إني شمس
الفكره خطرت في بالي
كنت فاكره مش هديله همس ودي الطريقه
ال هبعده عن همس بيها كنت حاسه هموت لو خدها مني...
نوال بحزن: ليه قولتيلي دلوقتي
بكت ليلى وإنتحبت وقالت: معتش قادره أستحمل
ظالمه نفسي. وظالمه جدتي المريضة بتقولي عاوزه تروح بيتها.
وأنا كنت فاكره كل أهل مجدي أشرار وهيأذو همس علشان بنت شمس بنت البواب هيه قالتلي كده وأنا إعتبرت همس أمانه ومحبتش أضيع الأمانه
الحقيقه حضرتك وأعمامها
حتى جدها رغم قسوته أااااا أنا آسفه بس بيحب همس جدآ
أنا همس يا هانم مش بنتي بس ربنا وحده يعلم
أنا خدتها صغيره جدا و كلامها مش مفهوم
أنا من ساعة ما خدتها في حضني وأنا مش متخيله تبعد عني
أنا الحمد لله عندي بيت وأرض ودخل كويس.
وبابا الله يرحمه كان محاسب ووالدتي مدرسه
أنا ماطمعتش عندكم إلا في حاجه واحده
لتبكي وتشهق وتقول، همس...
في حديقة الفيلا
جلست زيزي تحمل هاتفها في الحديقه
وهي تضع ساق أعلي ساق وتتحدث
كانت سعيده بما فعلته
يكفي أنها كدرت شمس
لكنها لن تمرر شتيمة شمس لها
ستنتقم أشد إنتقام
أغلقت الهاتف وشردت تفكر ماذا ستفعل لتزيح شمس وإبنتها من البيت و حياتها
أفاقت من شرودها علي شخص يقترب منها بخطوات ثابته.
إنه مراد يتجه نحوها بكت بطريقه تمثيليه حينما رأته
وما أن وصل إليها حتى صاحت
عاجبك يا مراد ال بيحصلي ده وممدوح ولا بيهش ولا ينش
مراد بصوت أجش غاضب: إتكلمي كويس عن الراجل ال إنتي شايله إسمه
زيزي بخوف: والله ما قصدت
مراد وعينان تلمعان غضبآ: زيزي أنا جاي أحذرك مالكيش دعوه بشمس وبنتها
إفتعال المشاكل و الحاجات دي لو إتكررت تاني أنا ال هقف لك
وحسابك هيكون معايا عسير.
ويا ويلك لو كنتي إنتي فعلا ال حاولتي تقتلي همس
زيزي بإنفعال مصطنع: أنا يا مراد
أنا تتهمني التهمه الشنيعه دي
وبكت بصوت عالي
فتركها وهو ينصرف بعد أن كرر تحذيره لها.
↚
ظلت نوال صامته لدقائق تستوعب ما سمعته للتو بذهول
وظلت ليلى تنظر إليها بشرود لقدقالت كل ما لديها لنوال
ما فعلته معها زيزي وخوفها علي همس
وضميرها الذي يوبخها ليلآ نهارا
جعلها تنهار باكيه أمام نوال التي تطلب منها بأمومه وعطف أن تناديها ماما
وها هي ليلى تنتظر قرار نوال بشأن ما قالته لها منذ دقائق
نوال بهدوء: خلاص يا ليلى إنتي إخترتي تلعبي دور شمس وهتستمري فيه
لحد ما آخد وقتي وأفكر إيه ال ممكن نعمله.
ماينفعش نصدم همس فجأه بعدم وجودك بحياتها
في الأول والآخر دي طفله ومش لازم تتيتم مرتين هندور علي حل بحيث ترجعي حياتك وتكمل هيه حياتها ولحد ما ألاقي الحل ده كل شئ علي وضعه
هزت ليلى رأسها بضعف وقالت، ال تشوفيه يا هانم كانت تشعر بالحيره
عقلها يأمرها بالخلاص وقلبها يأبي شردت ثواني لتفكر...
(حيران يا قلبي بشكل محلصشي)
(أفضل أنا ولا أسيب روحي هنا وأمشي)
(حيران. يا قلب شباب عايش بحمل تقيل).
. (، هنا برده ولا هناك بيتعبه التفكير)
(ولما تبكي حبيبتي وعني تسألكم يا ناس)
(هيقولو راحت ليلى إنسيها هيه خلاص)
(حيران. حيران يا قلبي بشكل ماحصلشي)
(أفضل أنا. ولا أسيب، روحي هنا وامشي)
نوال بهدوء: وحتى لو إنتي ليلى بلاش هانم قولي حتى طنط زي زيزي
ليلى بلهجه حزينه: أنا أصلا متعودتش أقول ماما إبتسمت بمراره وأردفت ولا بابا
رق قلب نوال وقالت: خلاص قولي ماما زي ماهي يا ليلى.
ليلي، همست ليلى وهي تفكر. كم هو جميل أن تعود لإسمها
وتشعر بنفسها من جديد مؤلم أن تعيش بلا هويتك وشخصك الحقيقي
في شقة كرم
ماهي بتذمر: خلاص يا كركر هترجع شغلك وأقعد لوحدي
كرم بمرح: وشغلي صعب يا ماهي وعاوز روقان بال يا حبيبتي
وطبعا هغيب في الشغل وممكن أطلع مأموريات
عاوزك بطل يا حبيبتي
أحاطت رقبته بذراعيها وقالت بدلال: طب ممكن يا كركر تاخدني معاك الشغل أتفرج عليك وإنت ظابط
وهقعد مؤدبه والله.
كرم بجديه: بصي يا ماهي يا بنت العم شاكر الخرافي
أخدك معايا الشغل وأجيب لك مصاصه وأقعدك مؤدبه
مش هيحصل؟
مدت ماهي شفتها السفلي كالأطفال
أردف كرم: كرم كرر كرومه دا بيبقي في الشغل بني آدم تاني بيتعامل مع المجرمين وقتالين القتله يا حلوه
بس ممكن هنا أوريكي كأنك جيتي معايا بالظبط
ماهي بسعاده: ماشي وريني
لينادي بصوت جهوري: تعالي يا عطيه خد المتهم علي الحجز
تبتسم ماهي بطريقه طفوليه.
لكنها تفاجئ بيد كرم القويه تجذبها بعنف من طوق قميصها الرقيق بحمالات رفيعه
وهو يصيح بصوت جهوري: تمام يا فندم المتهم تحت السيطره دا باين عليه خطير يا باشا ولابس عريان كمان باين عليه مش مظبوط
برئ يا بييييه آني برئ يا كركر قالت ماهي بصوت عالي ولهجه قرويه
كرم بتمثيل: كركر يا متهم إنت بتقل أدبك كمان.
خده يا شاويش عطيه إشنقه
لتصيح ماهي، شنق لأ يا بيه آني ماعملتش حاجه آني برئ يا حكومه.
ليحملها كرم إلى الفراش ويضعها ويصعد بجوارها قائلا
حكمت عليكي المحكمه بالشنق عشقآ
لتتعلق به ماهي وتقول: موافقه يا حضظابط كركر هو دا العقاب المناسب إبتسمت ماهي وقالت بمرح
آني موافقه يا حكومه
لتتعالي ضحكاتهم ويهيم كلامنهم بالآخر
بعد أسبوع آخر تعافت نوال وبدأت تجلس خارج حجرتها. في جناح ليلى بالفيلا
بتعملي إيه يا تيته قالت ليلى
نعمه بغضب وهي تجلس أعلي فراشها بلم هدومي في الكيس.
حرام عليكي يا ليلى أنا ست كبيره ومريضه إفرضي جرالي حاجه هنا
أنا عاوزه أموت علي فرشتي يا بنتي وخالتك وحشتني كمان
عاوزه أروح يا بنتي طول عمرك بتسمعي كلامي
يلا يا بنتي نروح بيتنا وحشني
بيتنا أحلي من قصورهم
وشجرتنا أحلي من جنينتهم
وبوابتنا الخشب أحلي من من بوابتهم أم كهربا دي كمان
هوا بيتنا وحشني يا بنتي
ليلى بتأثر: بس همس يا تيته
نعمه بغضب: همس بنتهم مش بنتك فوقي يا ليلى إنتي لا إتجوزتي ولا خلفتي.
إيه هتعيشي حياتك كده
مش إنتي بنت زي كل البنات مش هتتخطبي وتتجوزي وتخلفي ساعتها ربنا يعوضك يا بنتي
طول عمرك ماشيه ورا قلبك
لازم يا بنتي تفكري بعقلك كمان
جلست ليلى علي فراشها تبكي
يعني أنا ال حبيتها دا ربنا خلاني أحبها كده
دا ال بيربي قطه بيتعلق بيها يا ناااس
ودي طفله نيمتها في حضني
وغيرت لها
وأكلتها وشربتها
همس بنتي مش عاوزه ولادغيرها كانت تصيح لتسمع جدتها
حتى لو متجوزتش حتى لو عمري مخلفت.
حسيت يعني ايه أمومه مع همس
وقفت وداد تحمل صينية الطعام لنعمه
كادت أن تطرق الباب
ولكن هالها ما سمعت فوقفت تفتح فاها بتعجب
هل ماسمعته للتو حقيقه أم خانتها أذناها
لكن أذناها تلتقط الحوار جيدا
طرقت الباب بأيدي مرتعشه لتضع الطعام بشرود...
لكنها أفاقت علي صوت ليلى المرتفع وهي تقول لجدتها التي وضعت يدها علي قلبها تتألم
تيته مالك يا تيته
صاحت وداد: مالك يا ست نعمه
شحب وجه نعمه وإزرقت شفتاها وتأوهت.
كانت مريضه منذ أيام ولكنها الآن في أسوء حالتها
نزلت ليلى الدرج وهي تقفز بسرعه وتبكي
لترتطم بمراد الذي هم بصعود الدرج وهويتحدث هاتفيا
ليقع هاتفه علي الأرض
لم يهتم بالهاتف وإنما هاله منظرليلي الباكي
في إيه همس كويسه سأل مراد بلهفه
ليلى بسرعه: جدتي تعبانة قوي يا مراد بيه
عاوزه دكتور
مراد وهو ينحني ليلتقط هاتفه
إطلعي يا شمس إقعدي جنبها وأنا هطلب دكتور حالا
همت بالصعود فناداها لتلتفت وقال
إهدي متخافيش.
صعدت ليلى لتجلس بجوار جدتها
قالت برعب
تيته حبيبتي إنتي كويسه
أنا ماليش غيرك يا تيته
طمنيني الله يخليكي
قالت نعمه بصوت ضعيف لم تسمع ما قالته ليلى ولكنها رأتها تبكي
أنا كويسه متعيطيش قالتها وهي تتألم
لم يمر إلا نصف ساعه وطرق مراد الباب ومعه الطبيب
السلام عليكم قالها مراد
ردت ليلى ووداد التي بكت تأثرا لما قالته ليلى لجدتها
خرج مراد وترك الطبيب معهم
ووقف ينتظر أمام الباب
بعد ساعه كامله خرج الطبيب.
تعجب مراد لما تأخر كل ذلك الوقت هل الأمر خطيرا
خرج الطبيب مكفهر الوجه تتبعه ليلى
مراد بجديه: خير يا دكتور
أشار له الطبيب صديق العائله بعينيه
فقال مراد بقلق: فيه إيه يا نادر طمني
نادر بتأثر: قلبها تعبان جدا يا مراد دا غير مشاكل الشيخوخه طبعا نظر لليلي وقال
عندها كام سنه يا آنسه
ليلى ببكاء: اتنين وسبعين بس والله
ليبتسم مراد إبتسامه خفيفه رأتها ليلى.
فنظرت إليه بغيظ وقالت: بتضحك علي إيه دلوقتي أردفت بغيظ، يا عماد
الطبيب بهدوء: دا الدوا كتبته وطبعا هنحتاج أشعه ورسم قلب
ممكن تجيبها عندي يا مراد في المستشفي
هم الطبيب بالإنصراف
عندما قالت ليلى بجديه
لو سمحت يا دكتور كشف حضرتك كام
مراد وهو ينظر لها بإستياء: عيب كده مالكيش دعوه ب الكلام ده نادر صديقي
ليلى بإصرار: لكن مش صديقي أنا
قول يا دكتور والله ما إنت ماشي إلا ماتقول
إبتسم نادر لمراد
وهبط الدرج مسرعا.
وليلي تنادي: يا دكتور إستني
دخلت ليلى لجدتها النائمه بعد أن حقنها الطبيب مسدت علي رأسها و قبلتها
ثم نزلت مسرعه تبحث عن مراد
وجدت وداد تضع الطعام علي المائده
وتنظر لها نظرات غريبه تعجبت ليلى هل هي نظرات شفقه من أجل مرض جدتها
حيت ليلى نوال الجالسه في البهو الخارجي تداعب همس
قائله، إزي حضرتك النهارده يا ماما نوال
نوال بإبتسامه هادئة: الحمد لله
نوال بجديه: إزي جدتك.
جلست بجوارها ليلى وقالت بحزن تعبانة جدا وإن شاء ا لله بكره هنسافر المنصوره
لأنها عاوزه تبقي في بيتها بس
قالتها وصمتت
قالت نوال: همس مش كده لو رضت تخليها هنا روحي إنتي وجدتك وهنشوف هتتصرف إزاي
لمحت نوال دموع في عينا ليلى
فقالت: معلهش يا حبيبتي هتروحي لما جدتك تخف وهترجعي تاني
لو مش بصفتك أم لهمس يبقي بصفتك مدرستها
هزت ليلى رأسها بضعف وقالت، حاضر
خرج شاكر من مكتبه ليجلس علي المنضده.
وساعدت ليلى نوال للجلوس في مكانها
وجلست الأسره
وجذبت همس يد ليلى وقالت
يلا يا ماما تتغدي
يلا يا حبيبتي قالتها نوال لليلي
جلست ليلى بجوار نوال
أخذت تحرك الشوكه يمينآ ويسارا
ثم ترفعها لتطعم همس أحيانا
لم تستطع أن تأكل فبالها مشغول كيف ستترك همس وتذهب مع جدتها
ليتها لم تخبر نوال كانت ستقول سآخذ همس دون حرج
نظرت لهمس وربتت علي شعرها
وقالت: كلي يا حبيبتي
نوال بتفهم: همس بتاكل يا بنتي انتي ال مبتاكليش.
نظرت ليلى لزيزي فمنحتها نظره كريهه
أدارات وجها بسرعه
لتكتشف أن مراد ينظر إليها
ما أن نظرت إليه حتى نفخ فمه بطريقه مضحكه ليذكرها كيف كانت تأكل وغمزلها بعينه لتضحك فقد تذكرت ذلك اليوم
وضع ملعقه من الأرز بفمها تلوكها بفمها ولكنها لم تستطع أن تبتلع الطعام
ستسافر غدا بجدتها دون همس
بعدأن إنتهي الجميع من الطعام
نادت همس لليلي لتخرج معها الحديقه
جلست بجوارها علي أريكه صغيره بالمظله
وإلتفتت لهمس
لتحتضنها بقوه.
وهي تقول: إوعي تكرهيني في يوم يا همس
إوعي تصدقي عني كلام مش كويس
إوعي تنسيني يا همس
لتتعجب الصغيره وتقول ببراءه
أنا بحبك يا ماما أكتر حد في الدنيا دي
ليلى تحتضنها أكتر وتقول
يا حبيبتي يا همس إنتي أحلي حاجه حصلت في حياتي كلها...
إنتي خليتي لحياتي طعم
تنهدت ورفعت رأسها للسماء وقالت
إنت عارف يارب إنت عارف ال ف قلبي
جففت دموعها وقالت
همس تيته تعبانة قوي وأنا هروح معاها المنصوره بكره.
وإنتي يا حبيبتي هسيبك مع تيته نوال
تيته نوال حلوه وطيبه خليكي معاها علي طول
ومالكيش دعوه بزيزي
ولا بيري كمان علشان مامتها متضايقش منك حبيبتي
همس بإعتراض: أنا بحب بيري يا ماما
بس طنط زيزي وحشه وشريره زي التعلب المكار إل أكل ذات الرداء الأحمر
ضحكت ليلى رغما عنها لما قالته همس
أشارت همس بإتجاه البوابه وقالت
عمو مراد آهو رايح يخرج من البوابه
عمو مراد حلو
نهضت ليلى وقالت إندهي له يا همس.
تعالت صيحات همس: عمو مراد. عمو مراد
إلتفت إليها وعندما رآهم إستدار وسار بإتجاهم
نعم يا همس
قالت ليلى: أنا ال عاوزاك
خير قالها مراد
أخرجت ليلى من جيب فستناها ألف جنيه وقالت
لو سمحت دول فلوس علاج تيته وكشفها. ولو فيه زياده قول
لا حول ولا قوة الا بالله ما قلنا
لم يكمل جملته حيث قاطعته ليلى غاضبه
أنا مش شحاته ومش محتجاكم تصرفو عليه لو سمحت ليه بتحاول تضايقني.
همس مسئوليتكم أنا وتيته لأ قذفت المال في جيب بدلته الخارجي وإنصرفت وتركته متعجبا...
قال لهمس بتساؤل ممازحآ
وإنتي مش هتديني فلوس يا همس
همس ضاحكه: إنت معاك فلوس كتير يا عمو مراد
رن هاتف مراد فوجدها شهد
فقال بضيق: يييييييييه
ولم يرد علي الهاتف وإنما أعاده إلى جيبه ثانيا بملل...
في اليوم التالي إستعدت ليلى وجدتها للسفر إلى المنصوره لأيام تري الجده إبنتها خالة ليلى
ويعودا من جديد هكذا إتفقت نوال مع ليلى.
عند إنصرافهما بعد أن أمرت نوال السائق بتوصليهن
بكت همس كثيرا لأنها تريد الذهاب مع ليلى
حاولت ليلى التملص منها ولكن إزداد نحيبها وبكاؤها
كان مراد وممدوح يستعدان للذهاب للعمل
ذهب ممدوح دون تدخل
أما مراد فقال لنوال: خليها يا ماما تروح مع أمها وترجع معاها بدال مصممه تروح المنصوره
نوال بتوتر: لأ يا مراد خليها هنا تتعود علينا
يا بني
لتحتضن همس قدميها وتوسل إليها
الله يخليكي يا تيته نوال علشان ربنا يحبك.
سيبني أروح مع ماما
هلعب معاها عند شجرة التوت
وهنيجي تاني والله
قولها يا عمو مراد علشان ربنا يحبك ياعمو
خلاص يا ماما: قالها مراد
كانت ليلى تنفطر ألما لبكاء صغيرتها
نظر مراد لأمه وقال: متنسيش إنها كانت طول عمرها عايشه مع مامتها ولسه مش متعوده تبعد عنها
إستدارت نوال لتدخل الفيلا وقالت بإقتضاب
طيب تروح بس متتأخروش أكتر من أسبوع
رأي مراد إبتسامة ليلى وهي تحتضن همس وتجفف دموعها
نظرت له ممتنه وقالت: شكرا.
مراد بإبتسامه هادئة: متتأخروش علشان ماما
ليلى وهي تهز رإسها: حاضر مش هنتأخر
إستقلت السياره ووقف ينظر إليها وهي تبتعد...
حاول مراد أن يتجاهل شعوره بالحزن بعد أن إبتعدت السياره
وكذلك حاول أن يقنع نفسه أن يشعر بذلك لأنه سيفتقد همس...
في قسم الشرطه
جلس كرم علي مكتبه ليدخل الشاويش عطيه يخبره بأن أحد ما يريده بالخارج
ما أن رأي كرم عطيه حتى تذكر ماهي وكيف كان يمثل أنه الشاويش عطيه.
فإنفجر ضاحكا وأشار لعطيه بالإنصراف
إتصل بماهي التي تحدثت معه بدلال
ماهي، كرم وحشتني قوي يا حبيبي
تعالي بقي
كرم بمرح: أنا لسه واصل الشغل يا مدام
بايني هبعت لك عطيه يقبض عليكي يا ماهي...
نظر لهاتفه وقال، معلهش يا ماهي إقفلي لحسن ماما بتتصل لما أشوفها عاوزه إيه
ماهي وهي تلوي فمها بإستياء: حاضر يا كرم سلمي لي عليها ثم أردفت وعلي نوسه...
في الشركه، أخبر ممدوح والده عن سفر ليلى فقال.
أحسن تغور والله ما أنا طايقها في وسطنا
لولا غباء نوال كانت البنت نستها وأخدت علينا
سالم بمكر: هانت ياشاكر طول بالك شويه البنت لسه متعلقه بيها
هيعدي الوقت وهتكبر وتعرف أهلها يا شاكر
ما تستعجلش يا خويا
خلينا في خطوبة الولاد
البت شهد نفسها مكسوره من ساعة تأجيل الخطوبه يا شاكر...
شاكر بتفهم: خلاص هكلم مراد الليله إن شاء الله ونحدد ميعاد
في جناح ممدوح
كانت زيزي تقفز في مرح وتقول لنفسها.
أخيرا غارت هيه والزفته بنتها كابوس وإنزاح يا ناس...
لترتدي ثيابها وتتصل بممدوح لتقول بدلال
دوحه أنا راحه النادي يا بيبي
وهرجع متأخر
ممدوح بغضب: وبيري
زيزي بحنق: ييييييه يا ممدوح بيري مع آني هتذاكر لها وتلعبها في الجنينه
ممدوح بإستياء: بيري بنتك يا زيزي مش بنت آني
زيزي بغضب: يلا باي يا ممدوح
أغلقت الهاتف وقالت: أووووف متخلف راجعي،.
↚
وصلت السيارة إلى منزل ليلى
كانت الجده تتألم وتئن طوال الطريق رغما عنها. ورغم سعادتها بعودتها إلى منزلها
ترجلت ليلى وأيقظت همس النائمه
وساعدها السائق وحمل معها جدتها ولم يتركها إلا يعد أن وضع الجده علي فراشها
وقبل إنصرافه سألها إذا كانت تريد شيئآ
فقد أمره مراد بذلك
ٌ...
كان كرم يجلس علي مكتبه وأمامه أحد المتهمين يحقق معه في قضية نصب واحتيال
حينما اتصلت به والدته فاطمه
فاطمه بحنان: إزيك يا قلب أمك.
كرم بود: أهلا ست الكل
فاطمه: بقولك ياكرم مرات أخوك طبخالنا
ملوخيه بالإرانب وإنت بتحبها خلص شغل وتعالي إتغدي معانا هنستناك
كرم بمراوغه: لو عوزاني آجي إطلبي ماهي إعزميها أردف ضاحكآ أنا ماكلش من غير مراتي
فاطمه بطاعه: حاضر يا كرم هطلبها يا بني وهستناكم
مع السلامه
مع. السلامه يا ست الكل
تمصمصت فاطمه ونادت إيناس لتقول
كرم مش راضي يجي الا لما نطلب مراته
إيناس ضاحكه: والله عنده حق يا ماما.
وماهي زي العسل وأنا كمان بحبها
مع إنها من عيلة الخرافي وعندهم فيلا وعربيات وشركات
بس متواضعه جدا وعايشه مع كرم علي مستواه وراضيه
فاطمه بحنق: وهو كرم وحش ولا اقل منها يعني
إيناس بهدوء: لا يا ماما كرم سيد الرجاله بس برده مش غني زي عيلة الخرافي عنده شقه عاديه زينا وكده؛؛؛
فاطمه وهي تلوي فمها: طب إطلبيها يا حضرة المحاميه
ضحكت إيناس وهي تتجه لحيث وضعت هاتفها
لكنها تراجعت وهي تضع إصبعها تحت ذقنها تفكر.
وقالت بهدوء: بقولك إيه يا ماما متكلميها إنتي بتهيألي المفروض كده زي ما كلمتي كرم كلميها!
حاضر يا إيناس! حاضر يا أم العريف قالتها فاطمه بتهكم،!
إعتادت إيناس طريقة حماتها في الحوار
وتعلم أنها رغم حدة إسلوبها طيبة القلب
اتصلت فاطمه بماهي التي تحدثت بإسلوب مهذب متحفظ
أهلآ يا طنط إزي حضرتك
فاطمه بجديه: الحمد لله أنا طالبه أعزمك إنتي وكرم تتغدو معانا عندنا ملوخيه بالإرانب وكرم بيحب الأكله دي قوي.
لما يرجع بالسلامة من شغله تعالوا هنستناكم
ماهي بكياسه: شكرا لذوقك يا طنط هتصل بكرم وأشوف هيقول إيه!
عاد مراد من عمله ليجد والدته تجلس في بهو البيت ويبدو عليها الإنزعاج
السلام عليكم
عامله إيه يا ماما
نوال بموده: وعليكم السلام
الحمد لله يا مراد بس قلقانه علي همس ووحشنني كمان
مراد مبتسما: يا ماما يا نولا يا حبيبتي
همس. لسه ماشيه الصبح
وبعدين تقلقي ليه هيه مع مامتها.
أيوه قالتها نوال بتنهيده ونادت وداد لتضع الطعام علي المائده وأمرتها أن تنادي شاكر وممدوح وعائلته...
بالغعل تجمعت الأسره علي طاولة الطعام
وكلا منهم يتناول طعامه بصمت إلى أن قال شاكر
بقولك يا مراد عمك كلمني عاوز نحدد ميعاد الخطوبه
رغما عنه نظر مراد لمكان ليلى الخالي وتململ قائلا!
بابا إديني فرصه شهر ولا اتنين أنا مش مرتاح للموضوع ده بصراحة
شاكر بغضب لنوال: إشهدي يا ست هانم
البيه هو ال جالي المكتب وكلم عمه.
دلوقتي يقول لي فرصه
عاوز يخسرني علاقتي بأخويا الوحيد
نظرت زيزي لمراد وقالت بطريقه مصطنعة
لأ بجد يا مراد حرام عليك البنت بتحبك
وبترفض ناس كويسين علشانك وبعدين
قاطعها بعصبيه وقال!
وبعدين مايخصكيش يا زيزي أخطب أتجوز أطلق ال يخصك ممدوح وبس
بهت وجه زيزي التي شعرت بالإحراج وقالت بغيظ: أنا عملت لك إيه يا مراد ديمآ واقف لي...
حتى ال إسمها شمس دي بتقف معاها ضدي وإنت لسه عارفها من كام شهر بس.
شاكر بصرامه: خلاص يا مراد إنت راجل يا بني و عمرك ما رجعت في كلمتك علشان تعمل كده: مراد بتذمر: معلهش يا بابا أنا مش مستعد دلوقتي قلت لحضرتك شهر ولا اتنين ولو هيه مستعجلة نتجوز ولا تتخطب هو انا حوشتها يعني...
شاكر برجاء: أنا هقول له بعد شهر تكون حالة والدتك بقت أحسن
مراد بتململ: حضرتك قول ال تقوله يا بابا بس انا قلت لحضرتك إني لسه متردد
في المنصوره
اتصلت ليلى بخالتها لتخبرها بمرض جدتها وبأنها ستصطحبها لعمل الأشعه الدقيقه التي طلبها الطبيب
وأخبرتها خالتها سحر بأنها سوف تحضر في الغد
تركت ليلى جدتها تنام عدة ساعات وأيقظتها لتصطحبها في سياره بالأجره لعمل الفحوصات اللازمه...
وعزمت أن تذهب غدا للبنك لسحب بعض الأموال اللازمه لعلاج جدتها
ماقاله الدكتور نادر نفس ما أخبرها به الطبيب الذي أجري الفحص والآشعه بالمنصوره
أخذت ليلى الأشعه
وذهبت لطبيب شهير بالمنصوره مختص بأمراض القلب
دفعت أموال أكثر من قيمة الكشف لتحصل علي موعد مبكر في نفس اليوم
وجلست مع جدتها وهمس في إنتظار دور جدتها للدخول للطبيب؛؛؛
في شقة والدة كرم
إصطحب كرم زوجته عقب عودته من عمله.
كان مرهقآ وتمني ألا يذهب لأي مكان ولكنه خشي أن يخذل أمه
صف سيارته أسفل العماره التي تسكن فيها والدته
وصعد هو وزوجته
فوجئت ماهي بكرم يخرج مفتاح الشقه من محفظته ويفتح الباب
ليدخل ويرحب به الطفلان اللذان هللو وصاحو عند رؤية عمهم
كانت والدته تجلس بإبتظاره
فإنحني كرم ليقبل رأسها و يديها
وصافحتها ماهي مقبله وجنتيها
وجلسو معا...
كانت إيناس في المطبخ خرجت ترحب بهم ثم بدءت في وضع الطعام علي الطاوله وهي تقول.
أظن يا كرم ميت من الجوع وزمان ماهي كمان جعانه
إبتسمت ماهي وقالت: كرم نسي نفسه لما شاف الولاد
تحبي أقوم أساعدك يا إيناس
شكرتها إيناس وقالت: تسلمي يا ماهي وأردفت
يلا كل حاجه جاهزه يلا يا ماما يلا ياكرم
إستنشق كرم رائحة الطعام وقال
الله يا روايحك يا إيناس
جلس يأكل بشهيه وكذلك فعلت ماهي
فالطعام كان بسيط ولذيذ
وهي وجبة كرم المفضله الملوخيه والأرز والخبز ولحم الأرانب المحمر...
أخذ كرم يداعب عمر ويضع بعض الطعام بفمه بمعلقته ثم يأكل هو بها دون إمتعاض
قالت فاطمه وهي تلوك الطعام بفمها
إيه يا ماهي مافيش حاجه كده ولا كده دخلتو في تالت شهر جواز وكرم بيموت في الأطفال
ماهي بإبتسامه: والله يا طنط أنا كمان بحبهم قوي
لو ربنا أراد يبقي خير
ولو
إتأخر الموضوع شويه عقبال ما خلص دراستي يبقي خير وبركه
لتنتفض أم كرم وتقول: لأ دراسة إيه وكلام فارغ إيه
أنا عاوزه أشوف ولاد كرم.
ماهي بتفهم: ربنا يبعت يا طنط
أنهو طعامهم وإحتسي كرم الشاي وتناولت ماهي بعض الفاكهة
وإستأذنو للإنصراف
كرم بالسياره: مالك ساكته ليه يا ماهي
ماهي وهي تحاول ضبط مفرداتها: أنا مش عاوزه أضايقك يا كرم
بس مجرد ملحوظه
كرم يلتفت لها بوجهه: قول يا حبيبي
ماهي بتحفظ: مفتاح الشقه يا كرم آااااأقصد شقة والدتك
كرم بتساؤل: ماله مفتاح الشقه
ماهي تزدرد لعابها تحاول إخفاء إنفعالها وتقول بهدوء: إزاي يا كرم تفتح كده وتدخل.
والدتك مش لوحدها معاها إيناس
كرم بعصبيه وصوت عالي: يوووووه يا ماهي يا دي إيناس طلعيها من دماغك بقي
ماهي بغضب: إيناس مش في دماغي يا كرم أنا بقول الأصول وبس
كرم بغضب: بلا أصول بلا فروع كلها غيرة نسوان.
ماهي بإمتعاض: نسوان
ممكن تتكلم بطريقه أحسن من كده دي مش طريقه
كرم وهو يصيح: حرام عليكي أنا من الصبح شقيان مش قادر وإنتي إيه دماغك فاضيه مافيش حاجه شغلاكي أبدا
إيه الملل ده
كانا قدوصلا.
فترجلت ماهي غاضبه وصفعت باب السياره بعنف لتصعد وهي تقاوم دموعها
بدلت ملابسها بمنامه قطنيه مريحه وصعدت علي فراشها ونامت بطرف الفراش وتدثرت بغطاء خفيف يخفي وجهها الحزين.
. ،
في العياده
قال الطبيب لليلي علي إنفراد أن حالة جدتها متدهوره وذلك بجانب مشاكل الشيخوخه...
حاولت ليلى التماسك قدر المستطاع حتى لا تشعر جدتها بشئ ويصيبها القلق
وأخذتها وإنصرفت بعدأن أحضرت دواء معين وصفه الطبيب
في منزلهم كان جدتها نائمه تحرك أصابعها بحبات السبحه المضيئه وتذكر الله بصمت ورضا
وحاولت ليلى إسعاد جدتها والعنايه بها
كانت تنظر لجدتها وتدعو الله أن يعافيها.
فهي تشعر أنها سندها وأقرب إنسان لها بعد والديها
صعد كرم الفراش لينام ولأول مره منذ زواجهما لم تكن ماهي تضع رأسها علي كتفه
بل كانت بعيده علي الطرف الاخر من الفراش
شبك يديه تحت رأسه حيث كان ينظر لسقف للغرفه ويراجع ما حدث بينهما من حوار
أغمضت ماهي عيناها ونامت صامته
ظل كرم يتململ في فراشه
وأخيرا قال بهمس: ماهي، ماهي
لم ترد عليه
فحذبها بالقوه وقال برفق
حقك عليه يا ماهي متزعليش يا حبيبتي
لم ترد عليه.
فقال ممازحآ: هتردي ولا أخليكي تسلمي نفسك بطريقتي
تجاهلته تماما
كرم بمراوغه: طيب بدال نمتي خلاص تصبحي علي خير
وبخفه جلب زجاجة الماء من طاوله صغيره بجوار الفراش ثم ملأ فمه بالماء ونثره علي وجها لتصيح
وتنهض مسرعه لتقذفه هي الأخري بالماء
فقال
خلااااص خدتي حقك وإنتقمتي الغلط قد بعضه يعني نتصالح بقي
ليجذبها ويناما متعانقين. لتغمض ماهي عيناها وتبتسم
في المنصورة
في اليوم التالي حضرت سحر لرؤية والدتها.
سحر سيده في السابعة والأربعين لكنها تبدو أصغر من ذلك فوجهها بيضاوي بملامح بريئه وعندما تنزع حجابها في المنزل يظهر شعرها القصير بلون الحناء البني المائل للأحمر فهي تصبغه بذلك اللون باستمرار
كانت تبكي حينما وجدت أمها صامته لا تتحدث إلا قليلا
وتعجبت من وجود همس لكنها تفهمت الأمر حينما أخبرتها ليلى به...
كانت ليلى تطهو الطعام وتلهو بجوارها همس علي هاتف ليلى الذي عليه بعض الألعاب التي تلعبها ليلى معها للتسليه.
قالت همس: ماما ممكن أكلم تيته نوال
ليلى بتفهم: أنا مش معايا رقم موبايلها يا همس بس عندك رقم التليفون الأرضي
مكتوب عليه فيلا الخرافي
بالفعل طلبت همس الرقم: ولكنها صاحت بطفوله: عمو مراد أنا ال طلبت لوحدي
لوهله شعرت ليلى بالإرتباك حينما وجدت صغيرتها تتحدث مع مراد.
وبعد قليل قالت همس: عمو مراد عاوز يكلمك يا ماما
حملت ليلى الهاتف وقالت بهدوء
سلام عليكم
وعليكم السلام أتاها صوته دافئآ
تنحنح مراد وقال: جدتك عامله إيه
ليلى بحزن: تعبانة قوي الحمد لله على كل شئ
مراد بإهتمام: طيب رقم التليفون ال همس اتصلت منه ده بتاعك
أيوه قالتها ليلى
مراد بهدوء: أنا هرن عليكي بعد ما أقفل سجلي رقمي عندك علشان لو إحتجتي حاجه.
وشوفي هترجعي إمتي علشان أبعت لك العربيه علشان متتبهدليش أقصد إنتي وهمس يعني
ليلى: شكرا يا باشمهندس لو سمحت خلي نوال هانم تكلم همس
مراد بلطف: ماما والله أنا رجعت من الشغل لقيتها نايمه أصحيها
ليلى برقه: لأ خليها نايمه لما تصحي هنكلمها إن شاء الله وشكرا ليك
همس لليلي: هاتي أكلم عمو مراد
بالفعل أخذت همس تثرثر بأمور طفوليه وتضحك بسعادة فهي تحب عمها كثيرا.
أغلق مراد الهاتف وسجل رقم هاتف ليلى عنده علي هاتفه ثم طلبها لثواني لتسجل رقمه ثم أغلق الخط بسرعه...
في نهاية الإسبوع، وقبل آذان الفجر بقليل
إستيقظت ليلى علي صراخ وعويل
لتهب مفزوعه علي صوت نحيب خالتها وعويلها
لتجحظ عيناها وتهمس مرعوبه: تيته
في فيلا الخرافي
وقف مراد ينظر من النافذه تجاه المسبح وشبه إبتسامه مرسومه علي شفتيه
كان يتذكر يوم قذفته همس في الماء ليصبحو ثلاثتهم معا كم كان وقت سعيد تعالت فيه الضحكات
لكنه حك رأسه وهمس.
إيه ال إنت بتفكر فيه يا مراد ده إنت إتجننت من بين نساء الأرض تفكر في مرات مجدي تؤ تؤ تؤ
خرج من حجرته وقدقرر النزول للأسفل لإستنشاق الهواء في الحديقه
الوقت متأخر وقد إقترب الفجر وهو يشعر بالأرق لسبب لا يعلمه
بالفعل خرج وعند مروره بجناح الذي تقطنه ليلى
تفاجئ بأنه مضئ
تعجب هل عادت ليلى وعائلتها ولكنه تحدث معها
إذن من بالداخل هل يوجد لص بالفيلا
فتح الباب بهدوء
وإجحظت عيناه بذهول وهو يري زيزي
تعبث بأشياء ليلى.
وقد قذفت ملابسها و كتبها علي الأرض
وأخذت تقلب في محتويات خزانتها بحقد
شهقت عندما رأت مراد الذي وقف لثواني
يتأملها وهي منهمكه فيما تفعله
مراد قالتها بذهول
ليصيح مراد ؛ بتعملي إيه هنا يا زيزي بتدوري علي إيه
زيزي بإرتباااك: أصل، أصل فستان بيري إتقطع
وكنت، ك ن ت
وكنت بدور علي خيط وإبره آه صح كده خيط وإبره
إقترب منها مراد وقدكشر عن أنيابه وصاح بإنفعال: عاوزه منها إيه مالك ومالها.
إبعدي عنها وعن البنت فاهمه ولا لأ
لو عملتي حاجه غلط محدش هيحاسبك غيري يلا إمشي من هنا.
لتهرول زيزي إلى الخارج مذعوره
يجلس مراد علي الفراش ليلتقط أنفاسه ويهدأ فهو غاضب ومنفعل مرر يده علي شعره وذقنه بعصبيه
وظل ساكن لثواني
إنحني بعدها ليلتقط كتب ليلى وأوراقها المبعثره
ويفتح كتاب تلو الآخر
ليجد بعض الكلمات التي خطتها ليلى بعشوائيه دون ترتيب في إحد السجلات
من ذلك الغريب الذي دخل بيتي وإقتحم حياتي دون إستئذان.
أيها الغبي كيف تدخل من البوابه الخشبيه
وتراني أرتدي قميص وسروال
وعلي رأسي طرطورآ أحمر اللون
وألتقط حبات التوت وأنا فوق الشجره العتيقه...
كيف تفعل ذلك أيها المتطفل
نعم أنتي أول غبي رأيته وإلتقطني بين يديه كما ألتقط أنا حبات التوت اللذيذه
أنت مجرد لص، مجردحرامي التوت الوسيم، أنت اللص الوسيم
إبتسم مراد ثم ضحك بقهقهه وإنتزع الورقه من الدفتر
ليثنيها ويضعها يجيبه ويخرج مبتسما!
↚
(وداع يا جدتي يا رفيقة دنيتي)
(خلاص يا صاحبتي سيباني لوحدتي)
(مع السلامه وإبقي تعاليلي يا تيته ف المنام
(وهتبقي ذكراكي في قلبي علي الدوام)
(وسلمي علي ماما و بابا و أختي كمان)
(مع السلامه يا أنسي مافيش بعدك كلام)
(يا إيد في وسط العتمه أخدتني لبر أمان)
( عمر ماهنساكي حبيبتي ولو مر الزمان)
كانت تبكي بعينيها وقلبها بتمزق لقد ماتت نعمه
رحلت جدتها التي كانت رفيقة دربها.
رحلت مبتسمه بوجه قدرحل عنه الألم وإرتسم عليه الصفاء والرضا
حمدت الله علي وجود خالتها معها وأنها لم تكن وحيده في ذلك الموقف العصيب
تركت صغيرتها نائمه وقامت مفزوعه علي صوت نحيب خالتها
لتجد جدتها قد فارقت الدنيا راضية مرضية
إحتضنتها خالتها وربتت عليها وأخذتها خارج غرفة جدتها الممده في سكينه علي الفراش
عند آذان الظهر كان قد تم تغلسيلها وتكفينها وحمل المشيعون الجثمان إلى مقابر عائلة ليلى.
خرجت من المنزل إلى الأبد ولكنها لن تخرج من قلب ليلاها
جاءت هاله جارتها لتعزيها حامله معها بعض الطعام
وظلت تحاول أن تطعم ليلى وخالتها
بعد أن توسلت إليهم أكلت سحر بعض الطعام بدون شهيه
ورفضت ليلى تمامآ
فقد أغلقت علي نفسها حجرة جدتها لتنام علي فراشها وتحتضن ملابسها
وتمسك بيدها سبحتها البيضاء بحبات مضيئه وتهمس...
يا رب إرحمها كما رحمتني صغيره
كما عوضتني مرارة اليتم: يا رب إرزقها الجنه
قال رسولك الكريم.
أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنه وأشاربإصبعيه السبابه والوسطى
وقد كفلت نعمه ليلى وأحسنت إليها كانت دموع ليلى المنهمره وإنفطار قلبها علي جدتها الحنونه لم تنسيها همس كانت تشرد وتفكر.
هل ستخسر همس أيضا لتبقي وحيده إنها أبدا لم تكن مرتبطه بخالتها كثيرا بحكم البعد والمسافه التي تفصل بينهما كانت تأتي علي فترات لزيارة جدتها وأثناء تلك الزيارات تحنو علي ليلى ولكن ما أن تبتعد حتى تأخذها دوامة حياتها وبيتها...
وزوجها الذي يحب النساء وتخاف عليه أن يقع في براثن إحداهن فتخطفه منها.
فلذلك لا تترك بيتها كثيرآ فلها مشاكلها الخاصه و حياتها المستقله،
في شقة كرم!
إستيقظت ماهي من النوم ووكزت كرم وقالت
كرم
قوم آه يا معدتي مش قادره
مالك يا ماهي. مالك يا حبيبتي قالها كرم بإهتمام.
ماهي بضعف: معدتي يا كرم هتموتني معدتي تعبانة قوي مش عارفه أنام
كرم وهي يحك رأسه ويحاول مقاومة النعاس: لا حبيبتي ألف سلامه عليكي
وأغمض عيناه مره أخري
لتصيح ماهي. كرم إنت هتنام وتسبني بقولك تعبانة.
هرولت علي المرحاض وهي تضع يدها علي فمها تقاوم الإحساس بالغثيان.
تقيئت وغسلت وجهها وفمهما ونثرت بعض البرفان علي يديها وخرجت لتجد كرم يغط في النوم...
صعدت علي الفراش ووكزته ثانيآ
كرم تعبانه ياكرم
كرم بنعاس: يا ليلة أهلك ال مش فايته يا كرم
يا حبيبتي إغلي شوية كمون وإشربيهم
ماهي بإمتعاض: مبحبش الكمون
كرم بكسل: ينسون، نعناع أي حاجه
ماهي بغضب: مابحبش الينسون ولا النعناع
عاوزه شاي.
كرم حاضر وصاح بصوت عالي: شاي يا شاويش عطيه.
لتنفجر ماهي في الضحك وتصيح بجوار أذنه: باللبن يا شاويش عطيه
هب كرم جالسآ وقال وهو يزم شفتيه: عاوزه إيه يا ماهي
ماهي بدلال: تعبانه يا كركر
يجذبها كرم في أحضانه ويقول: طب نامي يا حبيبتي والصبح نشوف الموضوع ده...
لتغمض عيناها وتبتسم أيكون ما تفكر به حقيقيآ أتحمل في أحشائها طفلآ وضعت يدها علي بطنها وتثاءبت لتعاود النوم...
فجأه هب كرم جالسآ وقال بسعاده.
ماهي، ماهي، لتكوني حامل.
ماهي وهي مغمضه: إن شاء الله يكون كدهٌ، أنا عندي كل أعراض الحمل...
كرم بسعاده: حيث كده هقوم أعملك الشاي والنعناع والكمون والينسون يا حبيبتي يا ماهي
لتضحك ماهي بدلال وتقول: مصلحجي كل ده علشان النونو
كرم وهو يهز كتفيه ؛ النونو وأم النونو في عيون أبوالنونو يا ميهو، وأردف
أنا هقوم. أفرح ماما
ماهي ضاحكه: مش لما نتأكد الأول
كرم بسعاده: إن شاء الله أبوحميد جاي،
في صباح اليوم التالي.
يا ألف نهار أبيض يا ألف مبروك يا كرم يا بني إن شاء الله ال قلته دا أعراض حمل
تعيش وتشيل يا ضنايا، قالت ذلك فاطمه لكرم هاتفيآ وأغلقت الهاتف...
وهي تصيح يا إيناس تعالي لما أقولك خبر
في شقة كرم
وضعت ماهي طعام الإفطار
نظر لها كرم وقال: مش هتقعدي تفطري معايا
ماهي بإمتعاض: لأ ماليش نفس يا كرم
بس عاوزه نروح بقي أكشف وأعمل تحليل أتأكد
كرم بمرح: حاضر بس النهارده عندي مأموريه يا ماهي
خليكي بكره ولا بعده.
ماهي بتفهم: ماشي يا كركر خلي بالك علي نفسك يا حبيبي
كرم وهو يقبل وجنتيها: إدعي لي
ما أن إنصرف حتى وقفت ماهي أمام المرآة لتشد ثوبها للأمام وتتخيل بطنها المنتفخ بجنينها وتبتسم!
.
في المنصورة
ظلت هاله تجلس مع سحر وهمس
قالت هاله: يا سحر ليلى لازم تاكل حاجه مش هنسيبها قافله علي روحها يوم ورا التاني...
قالت هاله: محدش هيأكلها إلا همس
روحي يا همس هجهز الأكل وإنتي إدخلي أكليها...
بالفعل حملت همس صينيه صغيره عليها صحن مكروه وآخر به دجاج...
ركلت همس الباب بقدمها وقالت: إفتحيلي يا ماما أنا همس يا حبيبتي
همس نقطة ضعف ليلى تناديها حبيبتي
لا لن تترك همس أمام الباب
نهضت وجففت دموعها حتى لا تراها همس تبكي هي طفله ويجب ألا تشعر بأحزانها
تريد همس مبتسمه دائما.
فتحت الباب وإنحنت تحمل الطعام عن الصغيره وتضعه علي طاوله صغيره بجوار فراش جدتها وجذبت همس لتجلسا
سويآ علي الفراش وتحتضنها بقوه
همس ببراءة: ماما متعيطيش تيته في السما عند ربنا وبتلعب في الجنه كمان
لتبتسم ليلى وتهمس: بتلعب في الجنه
وتضحك همس وتقبل ليلى التي تنهدت وإحتضنتها مره أخري لتقول
ماعدليش إلا إنتي يا همس وخايفه كمان يا خدوكي مني
همس بطريقه طفوليه: لأ يا ماما أنا مش هسيبك أبدآ يا حبيبتي.
مش هتجوز كمان علشان ما أمشيش زي عمتو ماهي
لتضحك ليلى: حبيبتي يا همس قلبي
همس بوداعه، يلا ناكل سوا يا ماما
علشان لو ما أكلتيش أنا هروح الجنه عند تيته نعمه!
إحتضنتها ليلى بقوه وقالت: لأ يا همس لأ يا حبيبتي متقوليش كده تاني.
طب كلي يا ماما لو بتحبي همس كلي
حاضر يا همس يلا ناكل سوا وقطعت بيدها قطعه من الدجاج لتضعها في فم همس
وتتناول هي بالملعقه بعض حبيبات المكرونة لتضعها في فمها وتلوكها بدون شهيه.
دخلت سحر وقالت: يعني أتحايل عليكي ما ترضيش
وهمس تاخدي منها الأكل
ضحكت همس بإنتصار طفولي
إقتربت سحر من ليلى ووضعت في يدها شئ
لتنظر همس بيدها وتقول بشجن: سلسلة تيته نعمه
سحر بحنان: قالت لي إن السلسله دي تلبسها ليلى
ليلى بحزن: أيوه كانت قايلالي إن السلسله
أخدها لو جرالها حاجه
القلب الصغير ده فيه صورة ماما و صورتي وأنا قد همس
إحتضنت قلب السلسله الذهبيه براحة يدها
قالت سحر بتأثر: وإدتني الحلق بتاعها الله يرحمها.
نظرت ليلى لأقراط جدتها بيد خالتها سحر وقالت بتنهيده
الله يرحمك يا تيته نعمه!
ربتت سحر علي كتف ليلى وقالت
ليلى حبيبتي إن شاء الله بكره هروح بيتي في طنطا علشان عمك فريد لوحده يا بنتي
وطبعآ مينفعش تفضلي لوحدك
تعالي يا حبيبتي معايا هنقفل البيت بالقفل
وتيجي تعيشي معايا لأن أنا هبقي قلقانه عليكي!
ليلى شاكره! متحرمش منك يا خالتي بس أنا بيتي هنا
البيت ال عاش فيه أمي وأبويا وعشت فيه مع تيته نعمه.
وكمان أنا خلاص قدمت في كلية التجاره في القاهر ه يمكن أشوف سكن هناك لحد ما أخلص السنتين بتوع الدراسة
نعمه برفق: تعالي عندي وإبقي روحي الجامعه من هناك يا بنتي
لظروف سحر ولأنها لا تأمن علي ليلى بوجود زوجها زائغ العين لم تتمسك بوجود ليلى عندها وأذعنت لرغبتها في المكوث ببيتها!
في قسم الشرطه
دخل الشاويش عطيه مكتب كرم ليؤدي التحيه العسكريه قائلا: تمام يا فندم
الباشا بهجت عاوز حضرتك فوق.
لينهض كرم من مقعده ويقول
طيب رايحله
صعد كرم للطابق العلوي وطرق الباب وأدي التحيه العسكريه لرئيسه قائلا
حضرتك طلبتني يا فندم
تعالي يا كرم إتفصل
جلس كرم ليتحدث بهجت
المهمه ال إنت رايحها صعبه يا كرم
عاوزك تجيب راس المجرم الكبير
علشان زودوها قوي يا كرم متاجره ف الأعضاء البشريه وخطف
كرم بطاعه: حاضر يا فندم إن شاء الله أكون عند حسن ظن حضرتك يا فندم
بهجت: ربنا معاك يا كرم إتفصل جهز نفسك.
تمام يا فندم قالها كرم. وهو ينصرف
في شركة مراد: جلس علي مكتبه يوقع بعض العقود
وإستئذنه رامي أن يدخل إليه هو ومهندس
يريد توقيع بعض الأوراق
فأذن له وجلس يتكلم معهم عن العمل والمشروع الكبير بترميم سلسلة مدارس بإحدي المحافظات...
أنهي مراد عمله معهم وشعر بالإرهاق فطلب من سها إرسال عصير منعش
أحضرت سها زجاجة العصير وضعتها أمامه وإنصرفت
حمل الزجاجه ليحتسيها ليجدها عصير التوت الأحمر إبتسم وتذكر مطويته التي حملها بمحفظته
أخرج الورقه المطويه بعنايه
وقرأها ليبتسم ثم أعادها مكانها أخذ يملس ذقنه عدة مرات بشرود وتذكر أنه لم يخبر أمه عن مكالمة همس
حمل هاتفه وقدسجل عليه إسم شمس نظر للرقم بتمعن وتردد
ولكنها هاتفها بالفعل.
بعد دقيقه سمع صوت همس
لكنها لم تكن مرحه كالمرات السابقه
مراد: إزيك يا همس
همس بلطف: الحمد لله
مراد بتساؤل: هتيجو إمتي
همس ببراءة: ماما بس ال بتعرف
مراد بمراوغه: إيه كلتي توت من الشجره
همس بحنق: لأ ماما مش راضيه تطلعني علي الشجره
أخيرآ قال: فين ماما يا همس
همس بتأثر: نايمه علي طول علي طول علي طول
شعر مراد بالقلق فسألها: ليه نايمه
همس بحزن: زعلانه وبتعيط علشان تيته نعمه راحت عند ربنا في الجنه.
ماتت قالها مراد بذهول ثم أردف إديهالي يا همس
همس بملل: نايمه يا عمو
طيب مع السلامة يا حبيبتي وضع هاتفه أمامه علي المكتب وشعر بالقلق،
عادت سحر إلى بيتها بعد أن حاولت إقناع ليلى لإصطحابها معها ورفضت ليلى...
ظلت ليلى تشعر بالكآبه...
تطعم همس وتحاول أن تتناول طعامها فلا تستطيع حتى ضعفت وأصبحت تنام ولا تستيقظ إلا لإطعام همس
تلمس السلسله الصغيره وتبتسم بحزن
كم تركت نعمه فراغ لليلي...
نامت وجلست بجوارها همس وقد شعرت هي الأخري بالملل فخرجت لتشاهد برامج الكارتون بالتلفاز
، ,,,
كما أصبحت ليلى أمست بنفس الكآبه والحزن المصيطر عليها
تطعم همس وتؤدي فروضها وتنام بمجرد أن تضع رأسها علي الوساده
لتسنغرق في أحلامها تبتسم أحيانا لرؤية جدتها أو أمها في هلاوس من عقلها الباطن
وتبكي أحيانا
خرجت همس لتلعب عند شجرتها حينما سمعت سمعت رنين الجرس الخارجي للباب
إقتربت منه وقالت
مين، طنط هاله.
أتاها صوت عمها: أنا مراد إفتحي يا همس
فتحت همس الباب وقذفت نفسها في أحضان عمها وقالت
إقفل البوابه يا عمو علشان الحرامي لأنه ممكن ياخدني زي المره ال فاتت
ليبتسم مراد ويحملها ليعانقها
قال لها بحنان: همس ماما فين
همس بملل: طبعا نايمه: نايمه يوم ويوم ويوم تلت أيام
صحيها يا همس
دخلت همس تحاول إيقاظ ليلى فتململت ولم تستطيع أن تستيقظ تشعر بالضعف
خرجت لمراد الذي يقف بالفناء الخارجي
وجذبته من يده وقالت.
تعالي إدخل يا عمو مراد
مراد بتوتر: هيه ماما نايمه فين
أشارت لغرفة جدتها
وقف بجانب الحائط ونادي: شمس
شمس ثلاث مرات
إلتقطت آ ذان ليلى النداء: ظنت أنها تحلم
قالت: مراد، مراد
نهضت من فراشها وخرجت من الحجره
بشعرهاالمبعثر وقالت
همس أنا بحلم
مراد مبتسم: لأ علم
علم همست ليلى لتدلف إلى حجرتها مسرعه
ترتدي حجابها بسرعه كانت ترتدي عباءه سوداء لم تبدلها منذ ساعدتها خالتها على إرتدائها
دخلت همس وقالت: عمو مراد بره يا ماما.
هو واقف بره بينادي عليكي
ليلى تنحي وتزدرد لعابها بإرتباك: طيب يا همس إخرجي خليكي معاه وأنا هآجي
خرجت ليلى وهمست: سلام عليكم
رد السلام ونظر بحزن لوجهها الشاحب وعيناها الحمراوتين من أثر البكاء
قالت بضعف: هو حضرتك جاي تاخد همس مراد بنفي: لا أبدآ أنا كان عندي شغل هنا ف المنصوره
خطر ببالي أعدي يمكن تحبو ترجعو
ليلى بلا مبالاه: لأ مش دلوقتي مش قادره أشوف حد
مراد بمراوغه: تقصدي بالحد ده انا
ليلى بسرعه: لا والله.
آه فجأه دارت الدنيا بليلي وشعرت بدوار
همت أن تقع ولكن يدا مراد القويه ساندتها
مالك يا حبيب،؟ هم ان يقول حبيبتي لكنه قطع الكلمه بسرعه...
وجحظت عينا ليلى بتعجب وقالت
أنا أنا مكلتش حاجه من امبارح فدخت
مراد بلهجه آمره: طب إدخلي إلبسي ولبسي همس هنخرج
لأ لأ مقدرش
مراد بتصميم: لا هتقدري يلا إسمعي الكلام
ليلى بضعف: حاضر يا مراد بيه
مراد بإبتسامه: ممكن بلاش بيه دي
ليلى برقه: حاضر يا مراد بيه.
ليضحك مراد قائلا: لأ مطيعه قوي
ليلى بشبه إبتسامه: آسفه يا باشمهندس.
↚
جلس مراد في سيارته ينتظر خروج ليلى وهمس
رق قلبه لمظهرها الحزين وضعفها...
كان يفكر كيف قاده تفكيره إلى القدوم إليها
ظل يصارع عقله بعد أن أخبرته همس بوفاة الجدة...
روادته الأفكار بشراسه هل يذهب إليها قالت له همس أن والدتها نائمه منذ ثلاثة أيام...
أخيرآ وبعد تفكير قرر المجئ إليها
مشاعر مراد متضاربه بين قلب يريد وعقل يرفض...
فتحت همس البوابه وخرجت تجذب يد ليلى.
ترجل مراد من السياره وفتح الباب لهمس لتجلس في المقعد الخلفي
ونظر بتمعن لليلي التي إرتدت فستان باللون الأسود وحجاب رصاصي اللون ثم فتح باب السياره الأمامي لتجلس هي بجواره
لفت رأسه لهمس ملتفتآ وقال: نروح مطعم إيه يا همس دي بلدكم بقي وعارفينها
صاحت همس بمرح: أنا عاوزه بيتزا وبس
نظر لليلي الهادئه الصامته وقال: وماما بتحب إيه
همس بسعاده: بيتزا
إختار مراد مطعم هادئ ودخل تتبعه ليلى وهمس
ليجلسو معا.
وطلب لهمس ما طلبت وبعض الأطعمه والعصائر الأخري...
يلا كلي: قالها مراد لليلي التي نظرت للطعام بلا شهيه رغم إحساسها بالجوع
وبدءت تتناول بعض الطعام.
مراد بإبتسامه: علي فكره الهدوء الشديد ده مش لايق عليكي أبدآ
ليلى بتعجب: إزاي
مراد ممازحا: واخد عليكي قويه
ليلى بمراره وهي تتلمس سلسلة جدتها: موتها هزني قوي كانت حنونه...
مراد بتفهم: الدنيا مبتقفش يا شمس
همس بإعتراض: كلام، كلام، كلو بقي.
لتضحك ليلى وتنظر لها بمحبه.
مراد بتساؤل: بيعجبك كل ال همس بتقوله ليلى مبتسمه: همس دي حياتي
وضع مراد بعد الطعام بفمه ثم قال...
أنا ملاحظ حاجه علي فكره ياشمس
همس معترضه: لولو ماما قول لولو
مراد يبتسم بتعجب: إيه لولو دي
ليلى بسرعه وإرتباك: دلعي لولو شوشو اي حاجه
كنت بتقول ملاحظ إيه.
مراد وهو ينظر لعيناها: مبتجبيش سيرة مجدي الله يرحمه أبدا مع إني أسمع إنكم كنتو...
قاطعته ليلى بإرتباك: الله يرحمه هو إنت جيت ليه وعرفت منين إن جدتي ماتت...
همس بسعاده، أنا ال قلتله صح يا عمو مراد في التليفون
صح يا همس
صمت مراد قليلا وقال: أنا شايف ترجعو معايا أحسن
ليلى بإعتراض: علي فكرة أنا بحب بيتي قوي ومش متضايقه هنا بالعكس...
أردفت بنبره حزينه: أنا عارفه إن كل ال يهمك همس وبس لو رضت تيجي معاك خدهأنا كده. كدة، لازم أتعود أعيش لوحدي مرر مراد يده علي وجهه بعصبيه وقال...
مين قالك إني كل ال يهمني همس وبس
أنا بطريقه أو بأخري حاسس بمسئوليه تجاهكم
ليلى بعصبيه: أنا مش محتاجه مسئول عني فاهم ولا لأ أنا قويه وأقدر أعتمد علي نفسي يا ريتك ما ظهرت في حياتي يا ريتك ما خدت همس وخلتني آجي وراها
إنت إتسببت لي في حاجات صعبه
عايشه بطريقه غير طريقتي ومكان غير مكاني وناس غير ناسي وقابله
قابله ومضطره علشان همس.
بس تعبت والله تعبت، وفي الاخر أنا في حرب خسرانه، معركه محسومه لصالح فخامة عيلة الخرافي
ال بيبصو للناس من فوق
فوق قوي من برج عاجي عالي وبالتالي بيشوفوهم أقزام...
قذف مراد شوكته ومرر ال المنديل الورقي علي فمه بعصبيه وقال...
هغسل إيدي في الحمام جوه لحد ما تخلصو
بعد إنصرافه عبست همس بوجهها
وقالت ببراءه: أنا زعلانه منك يا ماما بتزعقي لعمو مراد وعمو مراد حلو.
شعرت ليلى بأنها خرجت عن وعيها وربما ندمت لما قالته بالفعل
نظرت لهمس التي تركت الطعام وقالت
شبعتي يا همس
همس ببراءة: اه كلت كتير آد كده وفتحت يديها الصغيرتين
ليلى بهدوء: قومي يلا تغسل إيدينا
دخلت الحمام النسائي ونظفت لهمس يديها وفمها وعادت لتجد مراد يقف بجوار الطاوله...
وعندما إقتربو قال بجديه: يلا علشان أروحكم وأمشي...
تبعته ليلى وهي تشعر بالأسف لما قالته ضغطت علي شفتها السفلي بأسنانها العلويه. تشعر بالندم لم يتحدث مراد وظل صامتآ
إلى أن قالت ليلى
أنا آسفه بجد آسفه بس أعصابي تعبانه لكن والله أنا فرحت لما شفتك قصدي لما جيت يعني...
عندما وصلو لمنزل ليلى كان مراد لا يزال صامتآ، جاد الملامح.
ترجلت ليلى. وكذلك همس وقال مراد بخشونه
سلام عليكم أنا ماشي عاوزين حاجه
ليلى. وهي تدفع همس نحوه
هتسيبي عمو عماد يمشي زعلان يا همس.
يلا هاتيه نشرب شاي في المدخل جنب الشجره...
لتدخل همس كالقذيفه بجوار مراد وما زالت ليلى تقف بجوار باب السياره الأمامي
تضحك علي همس التي أخذت تجذب مراد
وتقول بطريقه طفوليه
ممكن تدخل نشرب الشاي ماما بتقول
علشان أخليك تلعب معايا بالكوره.
مراد بجديه، لأ يا همس إنزلي يلا أنا مش جاي
همس وهي تنظر لأمها بغيظ: إنتي غلطانه يا ماما. وزعلتي عمو مراد ومن الشجاعه المؤدبه ال يغلط يقول أنا غلطان صح.
ضحك مراد رغمآ عنه لطريقه همس الجاده وقال.
الشجاعه الأدبيه مش المؤدبه
إنزل بقي: قالتها ليلى بتوسل
وأخيرا ترجل من السياره وسبقهما بخطوات إلى الداخل...
سارت ليلى وهمس تتشابك أيديهما
همست ليلى مازحه: يا واد تقيل
لتصيح همس ضاحكه: ماما بتقول يا واد تقيل عليك يا عمو مراد
لتحمر وجنتا ليلى وتهرول للداخل وهي تقول
أنا داخله أعمل شاي.
و يضحك مراد مع همس بصوت عالي وبعد قليل حملها ليرفعها إلى شجرة التوت لتلتقط بعض حبات التوت وتمنحه إياها
ثم أحضرت الكره ولعبت معه ليركلاها بالأقدام
في الداخل قالت ليلى لنفسها: منك لله يا همس يا فتانه كسفتيني،!
في شقة كرم: رن هاتفها لتجدإسم المتصل كرم الذي دونته علي هاتفها كركر حبيبي...
لتجد صوت غريب جاد
السلام عليكم
وعليكم السلام، فكرت هل ضاع هاتف كرم ووجده هذا الشخص
مين معايا دا موبايل كرم.
أيوه يا فندم.
حضرة الضابط إتصاب في المأموريه وهو دلوقتي بمستشفي القوات المسلحة
صرخت ماهي: كرم جراله حاجه
مات ليكونو قتلوه اتكلم
والله مصاب بس يا فندم بس هو ف (( العمليات
لم تنتظر وهبت واقفه لتهرول لخزانة ملابسها وترتدي ثياب بسيطه علي عجل
هاتفت والدتها. وهي تصرخ: إلحقيني يا ماما كرم في المستشفي
لم تستطع ماهي قيادة سيارتها فذهنها مشتت إستقلت تاكسي وأمرته وهي منهاره أن يسرع...
جلس مراد يحتسي الشاي وسألته ليلى.
إنت مرحتش الشركه النهارده
مراد بنفي: لأ عارفين اني عندي شغل بره
إبتسمت ليلى بطريقه ماكره وقالت
وجاي المنصوره بالصدفه
مراد يتساءل ضاحكآ: عاوزاني أقولك إيه
إرتبكت ليلى وقالت: ولا حاجه هتقولي إيه يعني.
جاءه إتصال مباغت: فنظر بشاشة هاتفه وقال دي ماما
السلام عليكم إزيك يا ماما
نوال بإضطراب: إنت فين يا مراد
مراد بثبات: عندي شغل في المنصوره يا ماما.
نوال بحزن: طيب يا حبيبي كرم كان في مأموريه والمجرمين ضربوه وف المستشفى وأختك منهاره
نهض مراد وقال بفزع: كرم جراله إيه
نوال ببكاء: ضربينه بالرصاص يا بني
طيب يا ماما مسافة السكة وهكون عندكم
هم أن يغلق الخط حينما قالت نوال
بتقول ف المنصوره يا مراد
أيوه يا ماما
طب يا بني ماتعدي تجيب همس وحشتني وقلقانه عليها
مراد موافقآ: حاضر يا ماما هجبهم معايا وأردف مع السلامه...
نظر مراد لليلي المتسائله وقال: ضربو كرم بالرصاص
أنا لازم أمشي حالآ تحبو تيجو معايا
ليلى بهدوء: طيب إديني ربع ساعه أجهز همس وأجهز
مراد: هستناكم ف العربيه،
في فيلا الخرافي جلست زيزي تبرد أظافرها
وتتابع بعينيها آني وهي تدرس لبيري المتململه العابسه. بعض قواعد الإتيكيت...
عندما لمحت وداد تنزل الدرج وبيدها بعض الأغطيه والمفروشات
وداد، نادت زيزي لتهرع إليها وداد
إقتربت وداد وقالت، نعم يا ست زيزي.
زيزي بلهجه آمره: تعالي معايا أوضتي عاوزاكي
دخلت عرفتها تتبعها وداد
جلست زيزي علي مقعد مريح أما م مرآتها الكبيره
وقالت بدلال: بصي يا دودو إنتي الوحيده ال بتتنقلي في كل مكان في البيت
أنا قلت لك قبل كده لما تعرفي حاجه عن اي حد قوليلهالي
خصوصا الزفته ال إسمها شمس لكن مقلتليش حاجه...
وداد بإرتباك: أقول لك إيه بس
زيزي بإبتسامه مزيفه: أي حاجه بتروح فين بتيجي منين بتكلم مين.
بتقول إيه لطنط نوال لما بتقعد معاها فهمتي
إبتسمت إبتسامه ماكره وفتحت درج أسفل الطاوله المثبت عليها المرآه وقالت. وهي تخرج أوراق ماليه
خدي يا وداد دول ألفين جنيه ولما تعملي ال بقولك عليه هديكي أكتر، أكتر بكتير
لمعت عينا وداد حينما رأت الجنيهات
وتناولتها بسعاده وهي تقول: حاضر يا هانم
وتبتسم زيزي وهي تلوي فمها بمكر شديد
في المستشفي
أخذت ماهي تزرع الإستراحه ذهابآ وإيآبآ بقلق.
إقتربت منها نوال تتوكأ علي عكازها وقالت
بحنان: إهدي يا بنتي إن شاء الله خير
ماهي بعويل: محدش راضي يقول فيه إيه يا ماما كل ما أسآل يقولو في العمليات أنا هتجنن ممكن أخسر كرم يا ماما؟ أنا مقدرش يا ماما أعيش من غيره أبدآ.
لتجذبها نوال برفق إلى أحضانها تهدئها
أشارت نوال إلى شاكر وممدوح القادمين بإتجاههم وقالت
أبوكي وأخوكي رجعو من عند الدكتور أهم وهيقولو لنا قالهم إيه.
هرولت ما هي بإتجاههم وصاحت: طمني يا بابا طمني يا ممدوح قالكم إيه الدكتور كرم ماله صاحت بكل ما لديها من طاقه: يا ناااااس طمنوني
شاكر بحنان: يا حبيبتي كرم كويس خد رصاصه في الطحال
و لازم يستأصلو الطحال
ماهي بحسره: هيشيلوله الطحال يا حبيبي يا كرم ربنا ينتقم من الظلمه
حسبي الله ونعم الوكيل في المجرمين ال ضربوه
إندفعت لتبكي بأحضان والدها المتأثر بحزن إبنته
وربت علي ظهرها ممدوح بحنا ن وقال إهدي يا ماهي.
مراد، قالتها نوال لمراد المندفع بسرعه تجاههم
حمد الله علي سلامتك يا حبيبي إنت جيت
أيوه يا ماما، وهمس ومامتها روحتهم البيت
ربت علي زراعها والدته بحنان
وما أن رأته ماهي حتى هرولت عليه
ليحتضنها وقالت: شفت يا مراد شفت كرم حصله إيه
مراد بحزن: إن شاء الله ربنا هيسترها يا حبيبتي، إجمدي شويه...
نظر حوله وقال: ممدوح فين
ماهي بضعف: كان هنا من شويه وقال هيروح يغير هدومه وجاي أصله من الصبح باللبس ال عليه...
في فيلا الخرافي
ما أن دلفت همس التي هرولت تسبق أمها إلى داخل الفيلا ورأت بيري تجلس مع آني إلا وجرت عليها تصفق بيديها بطريقه طفوليه
وقالت
بيري أنا جيت
هبت بيري واقفه لتقترب من همس وتعانقها
في نفس اللحظه التي خرجت زيزي من غرفتها لتجلس حيث تجلس بيري وآني في الردهه
لتجد الطفلتان متعانقتان تقفزان معا ببراءه
صاحت زيزي بكل قوتها: بيري
لتنظر بيري وهمس لزيزي وتأففت همس قائله، ييييييه.
لتقترب زيزي من الطفلتين وتجذب بيري لتقذفها بجوار آني
لتصيح همس بغضب طفولي: إنتي وحشه
لتصيح زيزي فيها بقسوه مالكيش دعوه ببيري فاهمه ولا لأ
إنت وحشه وأنا بكرهك قالتها همس
لتصفعها زيزي قائله بغيظ: بنت قليلة الأدب و لازم تتربي
جحظت عينا ليلى التي دخلت للتو لتري مافعلته زيزي
وبدون أن تلفظ كلمه واحده وثبت عليها كنمر صغير لتجذبها من شعرها صارخه
بتضربي همس إنتي إتجننتي دأنا عمري ما مديت إيدي عليها يا كلبه.
أنا كلبه يا بنت البوابين قالتها زيزي بحنق
لتصر ليلى علي أسنانها وتقول بغيظ ووعيد: أنا هوريكي بنت البوابين لو حد ضرب بنتها بتعمل فيه إيه قالت ذلك وهي تبتعد برأسها لتخبط زيزي التي صرخت
آه
وهمست ليلى: منفوخه علي إيه يا حقيره
رفعت زيزي قدمها بحذائها ذو الكعب العالي الحاد ودعست أصابع ليلى التي صرخت، آااااااه
ولكنها قاومت ألمها لتجذب شعر زيزي من جديد فتصرخ هي الأخري.
صوت ممدوح الجهوري جعلت كلا منهم تنتفض وتبتعد عن الأخري
ممدوح بصوت أجش: إيه ال بتعملوه ده
لتقترب منه زيزي بشعرها المشعت وهي تضع يدها علي جبهتها وتصيح
تعالي يا ممدوح شوف بنت البوابين بتضربني
لينظر إلى ليلى بغضب ويتساءل: بتضربيها ليه
ليلى بكبرياء: إسمها بنضرب بعض مش أنا يضربها مراتك المحترمه بنت الذوات
بتضرب همس بالقلم وتزقها
عارف ليه علشان بتسلم علي بيري وإسأل آني لو مش مصدقني كمان.
إيه ال حصل يا آني. سأل مراد
لتجيب آني بكل صراحه بلهجتها الغريبه
حيث تنطق حرف الحاء هاء...
ال هصل إن همس بتسلم علي بيري وتبوس هوه
المدام زيزي ضربت همس وهدفتو علي الكرسي
مدام شمس زعل ضرب مدام زيزي هصل إشتباااك كبير
الاتنين غلطان كتير بس المدام زيزي غلط الأول بصراهه...
لتصيح زيزي بآني: حد قالك قولي رأيك ولا إحكمي إخرسي يا آني
تلفت ممدوح بنظره بين ليلى المتحفزه وزيزي الغاضبه وتجاهلهن تمامآ.
وإقترب من همس التي جلست تبكي بخوف وفزع لأنها تري المعركه الطاحنه بين ليلى وزيزي
حينما إقترب منها ممدوح
قالت بصوت باكي مؤثر: والله يا عمو ماعملت حاجه
أنا بوست بيري بس وطنط زيزي ضربتني هنا
أصابع زيزي الطويله التي تركت آثارها علي وجنة الصغيره أحزنت ممدوح
فجذبها إليه يحتضنها وقال: معلهش يا حبيبتي حقك عليه يا همس
وينظر لبيري المذعوره: ليحتضنها هي الأخري فتبكي.
بتعيطي ليه يا حبيبتي سألها ممدوح لتقول وهي تنهنه: علشان مامي ضربت همس
إقتربت زيزي من ممدوح وقالت غاضبه: بتتحداني يا ممدوح ولا كأني مراتك
رايح تصالح البنت حفيدة البوابين
صفعه: مدويه مباغته علي وجنتها من ممدوح ألجمتها لتصمت تمامآ
إخرسي يا زيزي
همس بنت مجدي أخويا وليها في الفيلا وفي كل حاجه زيها زي بيري
جذبت ليلى همس لتصعد جناحها مسرعه
وتتعالي صيحات زيزي الغاضبه
في المشفي.
خرج الأطباء مرهقين منهكين القوي من غرفة العمليات
لتهرع إليهم ماهي لتسأل بلهفه: طمني يا دكتور
أجابها الطبيب بوقار: إطمني يا مدام الحمد لله ربنا ستر إستخرجنا الرصاصة ولكن إضطرينا نستأصل الطحال
الكابتن الحمد لله هيبقي كويس بس هو تحت تأثير المخدر لسه
ماهي برجاء: الله يخليك دخلني أشوفه ومش هتكلم أبص عليه بس...
أقنعه مراد أن يوافق علي طلب شقيقته لعلها تهدأ قليلآ
بالفعل إرتدت ماهي كمامه طبيه وثياب معقمه ودخلت.
لتري كرم ممدآ علي الفراش لا حول له ولا قوه
يتنفس بهدوء ويهمس بضعف
ماهي. ببكاء...
حبيبي كرم سلامتك يا روحي
لتجذبها الممرضه برفق إلى الخارج...
ظلت تنتظر حوالي نصف ساعه أخري مع والديها ومراد
حتى إستفاق كرم، وركضت ماهي إليه لتركع علي الأرض وتقبل يده لتبللها بدموعها الغزيره
إلا أن همس كرم بضعف: أنا كويس يا حبيبتي الحمد لله
نظر لمراد وأبويها وقال أمال ماما فين
وضعت ماهي يدها علي وجنتها وشهقت.
لقد نسيت تمامآ أن تتصل بها وقد أقبل الليل...
قالت ماهي بإرتباك حاضر يا حبيبي هيجو حالا
وخرجت لتتصل بوالدته التي صرخت وصاحت
من إمتي وإبني مرمي في المستشفي
ماهي بإرتباك: هو كويس يا طنط مستنينك يا حبيبتي، وأغلقت الهاتف في وجل.
↚
صاحت فاطمه وهي تتجه صوب ماهي تتبعها إيناس بطفليها
إبني فين، كرم رجاله إيه يا ماهيتاب
ماهي بتوتر: كرم الحمد لله عمل العملية وفاق بس الدكتور المتابع طلعنا كلنا علشان ينام ويرتاح...
نظرت فاطمه لوالديها ومراد وقالت
إنتي هنا من إمتي يا ماهي
ماهي بصوت منخفض: من قبل الضهر يا طنط
فاطمه بصوت عالي: إبني مرمي من الصبح مضروب بالنار وإنتي هنا إنتي وعيلتك وأنا معرفش
ماهي بآسف: حقك عليه يا طنط بس والله إتلبخت و...
قاطعتها بخنق: واللبخه دي عليه بس
عديني لما أروح أشوف إبني يا ماهي. يلا يا إيناس تعالي ورايا
لمعت عينا ماهي بالدموع لتقترب منها نوال وتقول بحنان: مالها يا ماهي حماتك مشت من غير ما تسلم علينا
ماهي بحزن: زعلانه علشان متصلتش بيها من ساعة ما عرفت
نوال بتفهم، : ليها حق يا حبيبتي لو أنا مكانها هزعل راضيها يا بنتي بكلمتين
ماهي بقلة حيله: والله إعتذرت لها يا ماما
نوال برفق: معلهش أنا هراضيها يا بنتي.
إقترب شاكر من نوال وقال: تعالو بقي روحو معايا أنا ومراد ونيجي الصبح والدته قالت إنها هتفضل معاه
ماهي بحزن: لا يا بابا أنا مش هامشي بس ماما تعبت وإنتم كمان
يلا إتفضلو إنتو
يلا يا ماما. علشان خاطري روحي معاهم
نوال بآسي: طيب يا حبيبتي هنيجي لك الصبح
وهبعت لك أكل وغيار مع السواق
طيب يا ماما قالتها ماهي وأردفت وهي تربت علي يد أبيها ومراد
ربنا ميحرمنيش منكم أبدآ؛؛؛.
جلست فاطمه تبكي بجوار كرم وتهدئها إيناس
خلاص يا ماما إهدي يا حبيبتي ما الدكاتره
قالو إنه كويس بس نايم
فاطمه وهي تجفف دموعها: إفتكرت أخوه الله يرحمه
إقتربت فاطمه من كرم لتمسد علي رأسه بحنان وتقول من بين دموعها
فوق يا كرم إصحي يا قلب امك جيبالك حبايبك عمر وعلي معايا...
دخلت ماهي بهدوء وقالت بتأثر: الدكتور قايل ساعه كده وهيفوق ويكلمنا يا طنط.
لتنظر لها فاطمه بإستياء وتقول: إسكتي اإنتي خالص لولا ما إحنا ف المستشفى وحالة إبني دي كان بقالي حساب تاني معاكي
بكره تعرفي يعني ايه ضني...
لتخرج ماهي مهروله وتجلس في الإستراحه وتبكي بصوت مسموع وتقول
مس كفايه زعلي علي جوزي ناقصاكي كمان تبهدليني كل شويه
لتجد يد حنونه تربت علي كتفها رفعت رأسها لتجد إيناس التي جلست بجوارها.
وقالت: معلهش يا حبيبتي قلب أم برده دلوقتي لما كرم يضحي وربنا يتم شفاه هتنسي دي طيبه والله بس هيه ال ف قلبها علي لسانها
ماهي بتفهم: إن شاء الله، شكرا يا إيناس
متحرمش منك،
أمام الفيلا صف مراد السياره ليترجل منها هو ووالديه
تعجبو جميعا حينما إقتربت منهم زيزي تحمل حقيبتها بيد وتجذب بيري من الأخري
خير يا زيزي راحه فين يا بنتي، سأل شاكر
لتنهار زيزي وتقول بصوت عالي باكي: ماشيه يا عمو شاكر راحه بيت باباه.
حصل إيه بس فهميني: قالت نوال
قال مراد بتعقل: طب بس تعالو ندخل جوا تتفاهم ولو ليكي حق أنا هوصلك بنفسي
إنتهزت زيزي الفرصه لتدخل فكرامتها دفعتها لتترك البيت أما ما تريده حقا أن تبقي جاثمه علي أنفاس ليلى وابنتها
كان ممدوح يقف في الردهه يراقب المشهد
لقد حاول كثيرا أن يمنعها ويراضيها ولكنها رفضت
شاكر بجديه: حصل إيه يا ممدوح
ممدوح بضيق: إسألها يا بابا
زيزي بغضب عارم: البيه يا عمي بيضربني علشان بنت البواب.
همس مراد: شمس
أيوه زفت قالت ذلك زيزي وهي ترفع شعرها ليظهر جبينها الأحمر المتورم
نوال بتعجب: هيه ال عملت فيكي كده
صاح شاكر: أنا مش فاهم حاجه يا وداد إندهي همس ومامتها من فوق
لتنزل ليلى بعد قليل بكل إباء وهي تجذب همس لتجد الجميع جالسين بغرفة الصالون
مجرد أن دخلت الغرفه
سألها شاكر بعبوس: إنتي ضربتي زيزي يا شمس
إلتقطت ليلى أنفاسها وقالت بكبرياء: أيوه ضربتها.
لا يعلم مراد لما كان يريد الإبتسام ويحاول منع نفسه بشده...
وقفت تلك القصيره لتعترف لشاكر بلا أدني خوف
نوال بلوم: إزاي تعملي كده
لتجذب ليلى همس وتديرها لتظهر آثار أصابع زيزي علي وجنتها وتقول
علشان كده...
شهقت نوال: مين عمل فيكي كده يا همس
لتشير همس لزيزي وهي تمد شفتها السفلي بطريقه طفوليه وتقول بحزن: طنط زيزي ضربتني وزقتني وقعتني
علشان بسلم علي بيري بس وبكت وقالت
والله ماعملت حاجه يا عمو مراد.
ليجذبها مراد ويقول بغضب لزيزي ؛ إزاي تضربيها يا زيزي كده
زيزي وهي تصيح ؛: وأنا ال بنت البوابين ضربتني وممدوح ضربني علشانها
ممدوح: أنا ضربتك علشان ال بتقوليه علي همس وإنتي عارفه
زيزي بعصبيه: وهقولها تاني يا ممدوح حفيدة البوابين مالهاش دعوه ببنتي
لتصيح نوال: دي بنت مجدي يا زيزي
مراد غاضبا: أقسم بالله لومديتي إيدك عليها تاني
لتقاطعه نوال، يعني إنتي يا زيزي ضربتي همس من غير سبب.
ليلى وهي تنظر لزيزي بتحدي: وحتى لو بسبب مش من حقها تمد إيدها عليها
بغبائها
سامع يا عمو بتقولي إيه
نظر شاكر لهمس وقال معلهش يا حبيبتي متزعليش
وإنتي يا زيزي أول وآخر مره تمدي إيديكي علي بنت مجدي هيه حفيدتي زي بيري بالظبط نظر لليلي بإستياء وقال: بغض النظر عن أي حاجة...
وأمعن النظر لليلي وقال بلهجه آمره ؛؛؛؛ إنك لازم تعتذري يا شمس لزيزي
ميصحش تضربيها
تدخل مراد: خلاص يا بابا الاتنين غلطو وزيزي إل بدءت.
لتقول ليلى بتحدي: مافيش مشكله يا مراد
بيه خلاص لو شاكر بيه عاوزني أعتذر لها
خلوها تعتذر لهمس وتبوس رأسها كمان
قدام بيري وآني وساعتها هعتذر لها...
نظر لها مراد بإعجاب: فقد وضعت الكره بملعب زيزي
زيزي بلهجه متعاليه: إنتي إتجننتي
نوال بحكمه: فعلا يا زيري همس بنت صغيره وإنت زعلتيها مافيهاش حاجة لما تصالحيها
حاول ممدوح إقناع زيزي أن تفعل ووعدها أن يعتذر لها أيضا
إقتربت زيزي من همس وهي تزدرد لعابها بغصه...
فقالت ليلى إستني لما أنادي بيري واآني
لتنظر لها زيزي بكراهيه
بالفعل تحضر بيري بصحبة مربيتها
لتقبل زيزي رأس همس وتقول، متزعليش يا همس، سوري
فيقبلها ممدوح قائلا: حقك عليه يا حبيبتي
لتقترب منها ليلى مبتسمه، وتقول بدلال مفتعل
أسفه يا زيزي. سوري
ثم جذبت همس لتصعد جناحهما
ونظر شاكر لممدوح وقال: يلا يا ممدوح خد مراتك وإطلع صالحها
هم ممدوح أن يمسك ذراع زوجته فإنتفضت ودفعت يده بعيدآ وهرولت لتصعد غرفتها غاضبه.
ليشير له مراد وهو يضحك: وراها يا معلم
ليصعد ممدوح في آثر زوجته وهو يغمز لمراد يضحكان سويآ
تنحنح شاكر وقال: البنت شمس دي زودتها قوي ومش عارف طالعه فيها علي إيه لتكون قعدتها هنا نسيتها أصلها
و عامله ندها بند زيزي
مراد بإعتراض: إسمحلي يا بابا أعترض علي رأي حضرتك كل إنسان عنده كرامه
لتتنهد نوال بحزن وتقول: إيه رأيكم أقول لوداد تخلي صالح يحضر العشا
شاكر بهدوء: لأ أنا تعبان وهطلع أنام.
صعد شاكر ليتجاذب مراد مع أمه أطراف الحديث
لتدخل وداد وتقول: شهد هانم وأخوها بره
خليهم يدخلو قالتها نوال
دخلت شهد لتلقي السلام وتقول بغضب
إزاي يا مراد متقوليش علي ال حصل لكرم
نوال: مين قالكم
محمد بمرح: بابا ولسه جايين من المستشفي كمان
تلفت محمد حوله وقال: أمال فين همس
نوال بطيبه: مع مامتها في أوضتها
وداد بنفي: لا يا ست هانم نزلو من شويه راحو الجنينه.
ليخرج محمد منطلقا وهو يقول: طيب هروح ألعب مع همس لحسن وحشتني
ونهضت نوال وقالت: هخلي وداد تعمل لكم حاجه تاكلوها وهدخل أستريح شويه
تنحنح مراد وقال لشهد: ما تيجي نروح الجنينه يا شهد
شهد بإعتراض: لأ خلينا هنا لوحدنا بيني وبينك محمد معجب قوي بشمس ونفسه يتكلم معاها
ليهب مراد واقفآ ويقول: أنا رايح الجنينه فتتبعه شهد متزمره...
نظر مراد بحده لمحمد الذي يقذف الكره لهمس.
وتقف ليلى في المنتصف تحاول إلتقاط الكره ويجري ثلاثتهم عليها بمرح
تعمد محمد أن يلقي بالكره لمسافه بعيده لتجري همس ورائها
ويقترب هو من ليلى ويقول بمحبه
تعرفي إني جاي مخصوص علشان أشوفك
ليلى بتعجب: ليه مش فاهمه
محمد: عاوزه أعزمك إنتي وهمس يوم في مزرعتي
إقترب منهم مراد وقال بغضب: عزومه مرفوضه يا محمد
ليلى بإعتراض: ليه لأ عادي هنيجي
أنا نفسي أشوف المزرعه قوي
شهد لمراد: وإنت هتيجي يا مراد مش كده.
نظر لليلي بإستياء وقال: كده يا شهد
،
في المستشفي
فتح كرم عينيه بتثاقل ليجد أمه الباكيه بجواره
أنا كويس يا ماما الحمد لله ربنا ستر
رأي الطفلين فقال بضعف
قربيهم ليه يا ماما أبوسهم
إزيك يا إيناس
إيناس بحنان: الله يسلمك ياكرم حمد الله علي سلامتك
تلفت حوله وقال: أومال فين ماهي
إيناس بود: قاعده بره في الإستراحه هروح أنده لها
فاطمه بعتاب: يرضيك ماهي ما تتصلش عليه غير لما إنت تعمل العملية وتفوق كمان.
ونجيب قرايبها كلهم...
كرم بإبتسامه: يا ماما ماهي إتخضت وإتوترت معلهش متزعليش
دخلت ماهي باكيه: ليقول كرم بحب: أنا كويس يا حبيبتي متخافيش
تجفف دموعها وتقول: الحمد لله يا كرم
الدكتور بيقول ممكن نروح بعدأسبوع واحد
فاطمه بإصرار: يروح عندي لحد ما يطيب
مش كده يا كرم
ماهي بإعتراض: حضرتك تعالي عندي
إيناس بتعقل: يا جماعه مش وقته بعد الإسبوع نبقى نتكلم
وسيبو كرم يرتاح.
كرم لأمه: يلا يا ماما خدي إيناس والولاد وروحو إرتاحو أنا كويس
وماهي معايا مبتسبنيش
لتلوي فاطمه فمها بإستياء وتقول: لا أناقاعده معاك
ماهي وإيناس يروحو
إيناس مبتسمه: جري ايه يا ماما
الراجل عاوز مراته تفضل جنبه قومي يلا نمشي ونيجي الصبح إن شاء الله، متشكره يا إيناس قالتها ماهي وهي تربت علي كتفها بمحبه...
إتصل محمد علي ممدوح ليعزمه أيضا هو وزيزي
فقال ممدوح: خليها بقي لما كرم يروح بيته يا محمد ولا إيه.
ماشي يا كبير، قالها محمد بموافقه
مر الأسبوع سريعآ وتحسنت صحة كرم الذي تلقي الرعايه والعنايه
وصممت ماهي أن يعود معها زوجها إلى شقتهم
فذهبت معهم فاطمه التي أصرت ألا تترك كرم حتى تطمئن عليه تماما...
في شقة كرم: جلست فاطمة مع كرم تطعمه بيدها
فسألها: فين ماهي
فاطمه: نزلت من نص ساعه قالت هتجيب طلب وجايه
يلا قوم أقف علي رجلك بقي علشان أطمن عليك وأرجع بيتي.
كرم بإبتسامه: إرجعي بالسلامة يا ماما أنا بقيت كويس وماهي معايا
فاطمه بمحبه: يا بني خليني! أديني بطمن عليك وفرصه إيناس راحت تزور أهلها...
إنقطع الحوار حينما دخلت ماهي وهي تبكي وتنهنه
كرم بفزع: مالك يا ماهي فيكي إيه
ماهي وهي تزدرد لعابها: أنا مش حامل يا كرم
الدكتوره قالت لي كده
كرم بوجل: وعملتي تحليل
آه قالت لي ممكن تكون نزلة برد!
أو حمل كاذب
فاطمه بلوم: كاذب إيه وصادق إيه مش تتأكدي قبل ماتقولي.
كرم بحنان: ولا يهمك يا حبيبتي متزعليش إحنا مبقلناش شهور
لترتب فاطمه طرحتها وتقول
طيب أنا هروح ياكرم لحسن ولاد إبني وحشوني
فيزداد بكاء ماهي التي إقتربت لتجلس بجوار زوجها الذي جذبها لأحضانه
وأخذ يتمتم ببعض كلمات جعلها تضحك بشده فقال
بس كده مش عاوز أشوفك زعلانه أخف أنا وإن شاء الله هنخلف عشر عيال
أنا بحبك قوي يا كركر
كرم، حياتي يا مراتي،
في المزرعه تعالت ضحكات ليلى وهمس
حيث كانتا تلعبان.
وتربط ليلى عينا همس لتغميهاوتطلب منها أنت تجدها بين الجالسين
لتحسس همس مراد وتصبح: عمو مراد
. عمو ممدوح، طنط شهد...
فين ماما
ثم تتحسس وجه زيزي وتقول ببراء: ييييييييه دي طنط زيزي
ليضحك الجميع وتهرول زيزي غاضبه ليظل ممدوح يحايلها ويداعبها
جلس مراد أسفل شجره وجلست بجواره شهد وهي تلومه وتطلب منه أن يخطبها رسميا
جو المزرعه جميل فهي واسعه بها أشجار وزروع
وجزء جعله محمد إسطبل للخيل
كان الجميع سعداء بالتجربه.
و ليلى تلعب كره مع همس كعادتها
حينما إقترب منهم محمد وقال لليلي
عاوز أتكلم معاكي تابعه مراد بعينه لينهض ويقترب منه ليستمع إلى حديثه مع ليلى
ليلى: في إيه
محمد بهيام: إنتي مش ملاحظه إني معجب بيكي يا شمس
ليلى بجديه: محمد الكلام ده لو سمحت آخر مره أسمعه متخلنيش أندم إني ماسمعتش كلام مراد ورفضت آجي
لاحظ مراد وقوف محمد بجوار ليلى
فإقترب منهم وهو يشعر بالضيق من إسلوب محمد ومحاولته الواضحه التقرب من ليلى.
أنا فعلا بفكر فيكي و حاسس إني
ليقترب مراد ويجذب ليلى بعنف صائحآ
إيه يا محمد متحترم نفسك يا أخي إيه شغل العيال بتاعك ده
نظر محمد لمراد بلوم وقال بجديه: أنا يحبها يا مراد وعاوز أتجوزها
طلبك مرفوض
قالها وهو ينصرف ويجذب ليلى بعنف لتصيح: سيب إيدي إنت بتعمل كده ليه أنا مغلطش
مراد بغضب: غلطتي لما بتسمحي لأي حد يقرب منك وتشيلي الحدود ال بينك وبينه!
ليلى بإستياء: يا سلام ما أنت قاعد مع شهد من ساعتها وأنا مدخلتش.
مراد بإندفاع: بس انا بحبك إنتي مش شهد،.
↚
في شقة فاطمه
ظلت إيناس تضحك علي حديث حماتها وقالت!
آه منك يا ماما: ما أنا كما سقطت سنه وخدت أولي جامعه في سنتين علشان إتشغلت بأحمد الله يرحمه
فاطمه بكبرياء: بس كرم ماشاا الله عليه كان بينجح علي طول ومعدش ولا سنه
إيناس بسخريه: ما ماهي سقطت في آخر سنه من حبها وإنشغالها بكرم يا ماما...
ومدام بتحبي إبنك لازم تحبي مراته كمان يا ماما...
قالت ذلك إيناس وهي تتجه لحجرتها دخلت وأغلقت الباب خلفها.
وإتجهت إلى درج بطاوله أسفل مرآه كبيره مثبته عليها وفتحته لتخرج ألبوم به بعض الصور
أخرجت صورة زفافها
لتنظر لنفسها كانت تبدو سعيده جميله وبجوارها زوجها الوسيم الذي يشبه كرم كثيرا.
رفعت الصورة إلى فمها تقبله ولمعت عيناها بالدموع وهمست...
وحشتني قوي يا أحمد. الله يرحمك يا حبيبي عمري مهنساك
وحشني كلامك وضحكك وحشتني كلمة ننس ال كنت بتقولهالي.
ملحقتش أشبع من حنانك ولادك وأمك في عنيه يا حبيبي. ثم قبلتها مره أخري وأعادتها لمكانها...
من يري ضحكات إيناس لا يظن أن بقلبها غصه وإشتياق لرفيق دربها الراحل...
مر يومان ونوال مازالت عندإبنتها
حاولت أن تسنأذن إبنتها لتعود منزلها ولكن ماهي متعلقه بها كطفله صغيره
في شركة مراد
جلس مراد علي مكتبه يناقش مشروع هندسي هام مع أحد المستثمرين
حينما دخلت سها لتخبره أن الآنسه شهد تنتظره بالخارج.
تململ مراد وأخبرها أن تنتظر حتى ينهي المقابله
وبعد أكثر من نصف ساعه أنهي مقابلته ودخلت له شهد وهي عابسة الوجه غاضبه
وقالت بلوم...
دي أول مره أجي لك الشركه يا مراد وبدال ما تتفاجئ وتفرج بتلطعني بره زي أي حد غريب
أشار لها قائلا إتفضلي يا شهد معاكي عشر دقايق بس علشان مشغول
شهد بتهكم: طب ما تطردني أحسن يا مراد
مراد بملل: نعم يا شهد مش كنا سوا في المزرعه من يومين
شهد بمرواغه، : أبدآ كنت عاوزه أخد رأيك في موضوع
خير قالها مراد بجديه
شهد بدلال: با سيدي الموضوع يخص محمد مش إنت تعتبر أخوه الكبير
مراد بثبات: خير.
شهد وهي تتأمل تعابير وجهه: عاوز يخطب واحده كانت متجوزه قبل كده ومخلفه كمان
أردفت بسرعه: وعاوزه أخد رأيك في ال أنا
قلتهوله
قولتيله إيه سألها بصوت منخفض
إعتدلت في جلستها لتضع ساق فوق ساق وتتحدث بكبرياء
قلت له إني رافضه طبعا
تمام، قالها مراد
لتردف هيه، سألني هو أنا رافضه ليه نزد
قلت له إنت راجل مهندس زراعي ومتجوزتش قبل كده ليه تتجوز واحده، ولامؤاخذه خرج بيت.
وكمان كانت متجوزه وبتحب جوزها يعني إنت بالنسبه لها هتبقي درجه تانيه
الحقيقه هتبقي درجه تالته كمان مش تانيه بعد جوزها وبنتها
لوت فمها بإذدراء وأردفت: أصل بسلامتها مخلفه بنت أضافت وهي تضحك لأ وإيه يا مراد
خد التقيله بقي دي كمان بنت بواب يعني بيئه ترضاها بقي لمحمد سالم الخرافي يا مراد
ترضاها رد عليه لو سمحت...
تغيرت تعابير وجه مراد ليظهر عليه الضيق وقد فهم المغزي من كلام إبنة عمه
قال بهدوء: تشربي إيه.
شهد بإبتسامه منتصره: عاوزه أعرف رأيك
نظر لها بشبه إبتسامه وقال: المهم يكون بيحبها يا شهد
لأن ممكن يقابل بنت جميله ومن عيله وآنسه كمان لكن ما تشدوش ما تلفتش نظره، لو بيحبها متقفيش في طريقه يا شهد دا لو قبلته طبعآ ولو بتبادله مشاعره
أكيد شاف فيها حاجه مختلفه عن غيرهاأم كويسه، ست يعتمد عليها. روحها حلوه. وإنسانه جدعه بتقف جنب المريض وقت شدته لحد ما يقوم علي رجليه من تاني.
شهد بعصبيه: آه مريض تقصد طنط نوال لما كانت واقعه وتعبانه كلنا كنا جنبها
إبتسم مراد وقال بمكر، : إنتي بتقصدي حد معين بقي.
كاد الشرر أن يخرج من عينا شهد من شدة إنفعالها وضيقها وقالت بغيظ
بطل لف ودوران يا مراد وقولي بتحبها...
مراد بإبتسامة واسعه: مين ال لف ودار يا شهد
جاوب يا مراد لو جاوب
مراد بنفاذ صبر: إسمعي يا شهد أنا عمري قلت لك إني معجب بيكي أو بحبك
شهد تدافع البكاء: لأ بس كلمت بابا.
مراد بلهجه صادقة: أنا آسف يا شهد أنا عمري ما كرهتك طبعا لأنك زي ماهي بالنسبه لي لكن مش حاسس إني هسعدك أرجوكي يا شهد إعتبريني زي محمد وبس
شهد بسخريه: زي محمد
فيها إيه شمس دي فيه إيه علشان إنت ومجدي تسيبوني علشانها
أنا ومجدي: قالها مراد بتعجب
لتنهض شهد وتنصرف غاضبه...
نهضت ماهي لتجلس بعد أن أتمت الطبيبه الكشف عليها وقالت
إتفضلي يا مدام ماهي إنزلي أنا خلصت كشف.
جلست الطبيبه الشهيره هانم علام.
وجلست ماهي ونوال في مقعدين مقابلين لها يفصل بينهم المكتب الأنيق
قالت الدكتوره هانم وهي تتأمل الأشعه الموضوعه علي جهاز أمامها
بصي يا ماهي دلوقتي أقدر أقولك إنتي زي الفل. معندكيش أي مشكله طبيه تحتاج علاج أبدآ
ماهي بهدوء: طيب ممكن منشط أو حاجه تساعد يا دكتوره
إبتسمت الطبيبه وقالت بهدوء: إنتي مش محتاجه حاجه الخصوبه عند ممتازه
ماهي بتعجب: أومال
قاطعتها الطبيبه وقالت: لازم كمان أشوف الزوج.
ماينفعش في الحاجه دي كشف علي الزوجه لوحدها
ومن خلال فحص الزوج وتحاليله
ممكن لو فيه مشكله تظهر نحاول نعالجها، ما فيش يبقي الصبر طيب
دلوقتي العلم إ تقدم فيه أطفال أنابيب وفيه طرق حديثه
كل ده متوقف علي الفحص للزوج يا ماهي
ربتت نوال علي زراع ماهي وقالت
إن شاء الله خير يا حبيبتي أهي الدكتوره هانم طمنتك يا بنتي
إبتسمت الطبيبه لماهي وقالت بود: تفائلو بالخير تجدوه يا ماهي...
نهضت ماهي لتتصرف هي ووالدتها وهي تفكر هل سيقبل كرم ويحضر للعرض علي الطبيبه...
في فيلا الخرافي
جلست شهد بالحديقه مع زيزي التي تبثها الحقد والكراهية لليلي...
قالت شهد بحزن: يعني أعمل إيه يا زيزي
زيزي بمكر: ما تستسلميش يا شهد.
أردفت بحقد ؛: هيه البنت همس دي سبب وجودها إنتي عارفه البنت دي لو مش موجوده. كان عمي شاكر طردها دا مابيقبلهاش أصلا
شهد بحقد: أنا هقول لعمي با زيزي علي ال بينها وبين مراد.
زيزي برفض: يا غبيه هما حريصين جدا كل ال بينهم نظرات إعجاب، .
شهد بغيظ: أنا متغاظه منها قوي يا زيزي
زيزي بنظره شريره: إصبري عليه إن ما طلعت القلم ال إدهوني ممدوح علي جتتها مابقاش زيزي
هتعملي إيه
زيزي بنظره متوعده ؛: هلاعبها يا شهد
هكسر عضمها وهخليها متنفعش لمراد ولا غيره، ما بتشوفيش أفلام رعب و ضحكت ضحكه مقيته
أشارت بيدها وقالت
آهي نازله يا شهد إلبخيها شويه معاكي وعامليها كويس.
حاضر قالتها شهد وهي تنادي لليلي التي تمسك يد همس لتجلس معها بالحديقه وتحدثها حديث تافه عن المزرعه والخيل...
بينما صعدت زيزي، وتسللت إلى جناح ليلى لتدخل المرحاض وبيدها زجاجه بها زيت
لتقذفه بأرض الحمام بغل وحقد وهي تقول
: يا رب تقعي إنتي وبنتك وتتقطم رقابتك
وآجي أزورك في المستشفي
والله لأدفعك حق القلم ال خدته من حياتك و عمرك يا حقيره...
أنهت ما فعلت وخرجت لتغلق الباب وهي تبتسم وتتخيل ليلى أوهمس مصابتان
عاد مراد من عمله وصف سيارته في جراج الفيلا
لمح شهد مع ليلى وهمس.
صاحت همس كعادتها عندما تراه وهي تركض نحوه مما أثار حقد شهد ولكنها تصنعت الإبتسام
لم يقبل مراد نحوهما بل حمل همس ليدخل إلى الفيلا من الباب الداخلي
وجلس يداعبها ويسمع ثرثرتها وبعد قليل دخل كلا من شاكر وممدوح
ليجلسا بجوار مراد وحاول شاكر مداعبة همس وقال يحدث ممدوح
هيه زيزي هتفضل حابسه بيري مع مربيتها في الجناح ليل ونهار يا ممدوح.
ممدوح بملل: كبر يا بابا لحسن زيزي دي لها دماغ لوحدها ثم أردف إحنا مش هتتغدي ولا إيه
وصاح ينادي علي وداد لتضع الطعام وقال
هيه ماما إستحلت القعده عند ماهي
تنحنح شاكر وقال: هيه طلبتني قالت هتقعد كمان يومين...
نزلت زيزي الدرج بدلال وإصطفت علي الطاوله بجوار ممدوح
وذهبت وداد بعد أن وضعت الطعام بعنايه علي المائده لتنادي علي ليلى فدلفت إلى الداخل وبصحبتها شهد التي تعمدت أن تظل لتراقب مراد وتصرفاته.
السلام عليكم، قالت ليلى ليرد الجميع عليها السلام
وخلفها شهد التي قالت بدلال: هاي يا جماعه
ليرحب بها عمها ويدعوها للجلوس بجواره إلا أن زيزي قالت بخبث: إقعدي يا شودي جنب مراد
مش كده يا عمو
آه طبعا إتفضلي يا حبيتي قال ذلك شاكر.
كان مراد يجلس شمال والده
فتعمدت زيزي أن تترك مقعد خالي بجواره لتجلس شهد
وفي المقابل جلست ليلى وبجوارها همس فأصبحت أمام مراد مباشرة
نظرت شهد لليلي لتلاحظ نظراتها المختلسه لمراد.
فتعمدت أن تحمل بيدها قطعه من اللحم الإستيك لتقربها من فم مراد وهي تقول بدلال
خد دي من إيدي يا ميرو
تأفف مراد وهو يرفع شوكته إلى فمه ليلتقط منها الطعام وتجاهل يد شهد وقال بحده
أنا باكل يا شهد أنامش همس محتاج حد يأكلني
ليلمح إبتسامه خفيفه راضيه علي وجه ليلى لتلمع في ذهنه فكره أن يطيع شهد ليري تعابير وجه ليلى...
فإلتقط قطعه صغيره بفمه لتبتهج شهد وتطعمه أكثر.
ليري ملامح ليلى المتجهمه والتي بدأت تطعم همس بعصبيه...
وكلما تجهمت ملامحها وظهرت ملامح الغيره جليه علي وجهها البرئ شعر هو بالسعادة
فها هي تنظر إليهم بإستياء
حملت ليلى قطعه من الدجاج البانيه لتلتهمها بغيظ وعيناها مسلطتان دون وعي منها علي يد شهد التي تتنقل بين صحن الطعام وفم مراد
وإرتسمت ملامح الرضا والإنتصار علي وجه زيزي...
قالت همس ببراءه: طنط شهد بتأكل عمو مراد وماما بتأكلني.
شبعتي، قالتها ليلى لهمس بجديه
لتقول، الحمدلله يا ماما
لتجذبها ليلى من يدها لتتجه إلى المرحاض لتنظف يديها وتخرج لتقول لها
يلا يا همس علشان أطلع أذاكر لك المدارس هتبدء الأسبوع الجاي
ومجرد أن صعدت دفع مراد يد شهد بقوه وقال بجديه: شيفاني عاجز، إيه أنا مرضتش أكسفك بس متسوقيش فيها
لتنهض غاضبه وهي تقول: شايف يا عمو بيعاملني إزاي
ليتجاهلها مراد ويقف ليدخل إلى المرحاض ثم يصعد جناحه الخاص
في شقة كرم.
صاح كرم بغضب: يعني إيه إنتي كويسه والدكتوره طلباني
لتقول نوال بهدوء: يابني إنت متعلم ومثقف
وفاهم إن دي ضروره ماهي مستعجله علشان عاوزه ترضيك
كرم بسخريه ؛ لأ دي عاوزه تهزئني يا طنط
لتبكي ماهي، وتقول، أنا عاوزه أهزئك ياكرم إزاي هان عليك تقول عني كده...
شعرت ليلى بالملل وكذلك همس فقررتا النزول للحديقه وأخذت همس كرتها معها
في الأسفل وعند دخول ليلى للحديقه
فوجئت بجلوس مراد علي أريكه مريحه يحمل جهاز اللاب توب علي قدمه ليعمل عليه ويسجل بعض البيانات الخاصه بعمله
سلامو عليكم
قالتها ليلى بإقتضاب وقالت يلا يا همس هنروح الركن البعيد ده
لتقول همس معترضه: خلينا نلعب هنا جنب عمو مراد
لتنهرها ليلى: لأ مش هنقعد جنب حد يلا وتجذبها لتذهب إلى الركن القصي بالحديقه.
إبتسم مراد بجانب فمه
ووضع اللاب بجواره
ومشي نحوهم وعندما إقترب منهم إلتقط الكره
فإقتربت منه همس لتقول: هات الكوره ياعمو
ليرفع يديه بالكره للأعلي ويقول ضاحكآ: لو طلتيها خديها...
إقتربت منه ليلى العابسه وقالت بحده
هات الكوره لو سمحت يا أستاذ عماد
لتتعالي ضحكات مراد ويقول: فهمت عماد دي بتاعت الغضب
ليلى بحده: وأنا هغضب منك ليه
ليردف قائلآ بهمس: ويمكن تكون بتاعت الغيره.
لتشير بسبابتها نحوه وتقول: لااااا دا إنت خيالك راح بعيد قوي، د إنت بتحلم
ثم لوت لسانها وقالت بتهكم: يا ميرووو
ليضحك مراد ويرفع الكره لأعلي أكثر
وتقفز ليلى القصيره تحاول إلتقاطها لينحني فجأه
وتجد زراعيها تحيطان بعنقه...
فتشهق وتهمس: هات الكوره
إ نتبهت حينما قال مراد إنت كده هتخنقيني لتبتعد بسرعه عنه
ولكنها تهمس، : أحسن لما تتشنق
يا شريره قالها مراد.
لتصيح: إلحق همس فيلتفت لتختطف الكره وتضحك كالأطفال وهي تصيح إجري يا همس وتقذف الكره لتبتعد همس لتحضرها...
ليهمس لها مراد: غيوره
لتصيح بدلال وهي تنصرف بعيدآ عنه، بتحلم يا مغرور...
في شقة كرم...
ظلت ماهي تبكي إلى أن إستسلم كرم وقال
خلاص بقي إسكتي يا ماهي
ماهي برجاء، هتيجي معايا للدكتوره
كرم بغيظ، هتزفت آجي.
↚
في المساء في شقة كرم الذي
كان مغمض العينين عابس الوجه يفكر فيما قالته له ماهي وما أخبرتها بها الطبيبه وضرورة ذهابه للفحص وعمل التحاليل...
نكزته ماهي لتقول بدلال: كيمو حبيبي نمت
ليظل صامتآ
لتتنهد وتقول تخيل يا كركر إننا يبقي عندنا بيبي جميل يملا حياتنا
عاوزاها بنوته بس لازم تعرف لا هنسمي علي إسم ماما ولا طنط فاطمه
عارف هسميها إيه
هسميها، قمر وأقولها روحي يا قمر تعالي يا قمر
و عارف كمان ؛؛؛؛.
ليلتفت لها كرم وينهرها بصوت هادر: إيه ما بتفصليش خلاص رحتي للدكتوره وواثقه قوي من نفسك
إيه التفاهه بتاعتك دي متروحي تذاكري أحسن بدال ما تعيدي السنه تاني
أطفال إيه وزفت إيه
لتنهار ماهي غير مستوعبه مايقوله زوجها وتصيح باكيه
معقول إنت كرم ال بيتكلم إنت الإنسان ال حبيته وإختارته من بين الناس
بتكلمني بالطريقه دي إزاي. إزاي يا كرم
لتنهض وهي تقول.
أنا هنام بره ومش هتكلم معاك تاني أبدآ.
زفر كرم وهوينهض ليجذبها من يدها وتتململ هي ليقول لها آسف
معلهش يا حبيبتي حقك عليه أنا أعصابي تعبانه يا ماهي اليومين دول وطالع من محاولة إغتيالي. ومضروب بالرصاص.
ليعانقها ويهمس لها ببعض الكلمات التي تجعلها تبتسم...
في فيلا الخرافي
جلست ليلى مع همس في ردهة المنزل تضحكان معا...
حينما هبط ممدوح الدرج وهو يصطحب بيري التي إبتسمت عندما رأت همس. فقد تعمدت زيزي الخروج والذهاب إلى النادي مع مجموعه من صديقاتها بعدما فعلت ما فعلت حتى تكون بعيده عن أي شبهه إذا حدث شئ لليلي أو همس
بعد قليل دخل مراد الذي كان مازال جالسآ علي الأريكه بالحديقه لبعض الوقت.
ألقي السلام وجلس الجميع معا لتقول همس أنا جعانه يا ماما وتقلدها بيري
قالت ليلى لممدوح ومراد: أكيد إنتم كمان جعانين وداد راحت أوضتها مع عم صالح شويه وهتيجي...
أنا هحضر العشا
بالفعل جهزت العشاء البسيط ووضعته علي المائده وجلست تطعم همس كما تفعل دائمآ
قال ممدوح لمراد: أنادي بابا بقي يتعشي
مراد بهدوء: بابا قال إنه طالع ينام يا ممدوح يلا إحنا ناكل لأني عندي شغل هطلع أخلصه.
قطع رنين هاتف ممدوح الصمت ليرد علي زيزي التي قالت بتردد
إزيك يا ممدوح إنتو كلكم كويسين
تعجب ممدوح فلم تعتاد زيزي الإطمئنان عليهم أثناء وجودها بالخارج
ممدوح بتعجب: آه الحمد لله إنتي مرجعتيش ليه يا زيزي
زيزي بدلال: معلهش يا دوحه هروح أبات مع باباه وماماه لوحشوني
متخليش بيري تسيب آني خليها تنيمها بدري
مع السلامه يا زيزي قالها ممدوح بملل وهوينظر لبيري ضاحكآ ويقول.
إفراج النهارده يا بيري هتتعشي معانا يا حبيبتي وتطلعي لآني تنيمك...
بيري بتعاسه: إشمعني أنا يا بابي آني ال تنيمني
همس مامتها بتنيمها وتحكي لها حدوته...
وكمان بتأكلها وآني مبتنيمهاش ليه زيي
لتعترض همس بحزن: طب يا بيري إنتي عندك بابا كمان وأنا معنديش...
شعرت ليلى بوخزه في قلبها لكلمات صغيرتها البريئه الصادقه...
وكادت أن تجيب حينما إبتسمت همس إبتسامه واسعه وهي تنظر لمراد وتقول بطريقه طفوليه.
خلاص عمو مراد هيبقي ببايا صح يا عمو مراد
ممكن أقولك يا بابا ويبقي عندي بابا وماما زي بيري
إرتسمت ملامح الصدمه والمفاجأه علي وجه الجميع
لقد مست الطفلتان مشاعرهم ببرائتهم وصدق حديثهم الطفولي
إنتظرت همس أن يرد عليها مراد الذي إلتقط أنفاسه ونظرإلي ليلى المذهوله...
وقال بحنان: موافق يا همس خلاص. أنا بابا
همس بسعاده وهي تشير للجميع.
بابا مراد وماما كمان وعموممدوح وضحكت وهي تقول بعناد طفولي وهي تهز رأسها: وبيري هتقول عمو مراااد
ليضحك الجميع بعد أن تناول الجميع طعامه تناول مراد بعض الفاكهة وصعد بصحبة بيري لجناحهم...
نظرات مراد لليلي جعلها ترتبك فنهضت لتقول
إحنا كمان هنطلع ننام قولي لعمو تصبح علي خير يا همس
همس بإعتراض وهي تقترب من مراد لتقبله
تصبح علي خير يا بابا.
وإنتو من أهله قالها مراد بحنان وبعد صعودهن.
جلس يردد كلمة همس الجديده كأنها يتذوقها
بابا، بابا مراد
في شقة سالم
جلست شهد علي أريكه مريحه لتتحدث مع زيزي هاتفيآ...
ضحكت شهد بصوت عالي وقالت: يخرب عقلك يا زيزي دا إنتي طلعتي فظيعه
بس غلطانه إنك مافضلتيش ف البيت
زيزي بضحكه أنثويه ماكره: بدري عليكي يا شودي
دلوقتي مستحيل حد يشك إن الموضوع بفعل فاعل لأني بره البيت من قبل المغرب.
أكيد الزفته دي تحت طول النهار بدال مجرلهاش حاجه لسه تبقي قاعده مع حبيب القلب تحت أو ف الجنينه
لتشتعل نار الغيره في قلب شهد وتهمس: تفتكري
زيزي بجديه: طبعآ
يلا سلام يا شودي هحاول أضرب علي ممدوح وأقوله إني بطمن علي بيري
سلام قالتها شهد لتنهي المكالمه
في فيلا الخرافي
بجناح ليلى
بدلت ليلى ملابسها المحتشمه بمنامه قطنيه بأكمام قصيره.
جعلتها تبدو فتاه صغيره وأبرزت قصر قامتها وتركت شعرها التي تجمعه طوال اليوم تحت حجابها لينساب علي ظهرها
وقالت لهمس يا هموستي بدلي هدومك علشان تدخلي تغسلي أسنانك وننام
وتحكي لي حدوته: قالت همس
آه يا حبيبتي، : قالتها وهي تدلف إلى المرحاض لتستدير لتغلف الباب وما أن تحركت خطوه حتى إنزلقت قدماها بعنف.
نعومة أرض الحمام مع الزيت جعلها تتزلج لتهوي وهي تصرخ ليصاب رأسها بقاعدة الحوض وتثني قدماها تحتها لتتألم بشده وتصيح
آآآه
ماما ماما قالتها همس المذعوره
نظرت همس لأمها لتصرخ بهلع لرؤية الدماء تسيل من رأسها
تهزها همس وتصيح: ماما، حبيبتي، ماما
متخافيش حبيبتي قالتها ليلى قبل أن تفقد الوعي ويبهت لونها
لتهرع همس إلى الأسفل وهي تنهنه ولا تستطيع أن تعبر
همس، قالها مراد الذي نهض من أمام اللاب توب.
ليلتقط الصغيره المفزوعه التي تبكي بهستريا
مالك يا حبيبتي
لتنطق بصعوبه من شدة الإنفعال والتأثر
راس ماما فيها دم، في الأرض، ماما، وقعت.
ليصعد مسرعآ وقد شعر بالفزع من تعبيرات همس
بينادي، شمس، شمس، ولا مجيب
ليدلف إلى الداخل وتشير همس إلى المرحاض
ليقترب بتحفظ: وسرعان ما يصيح علي جميع من الفيلا
وداد، ممدوح...
تسمع وداد صوته الهادر فتصعد لتتبين الأمر لتصرخ بكل ما فيها من قوه ليصيح مراد
إخرسي يا وداد.
لينحني ويحمل ليلى ويحاول التحامل رغم مشاعره المضطربه
ليصيح بوداد معايا يلا إمشي معايا ولا أقولك إسبقي إفتحي باب العربيه
مشي بهروله إلى أن وصل للسياره فنظر لوداد وقال بلهجة آمره
إدخلي يلا
وداد بتعجب: أدخل
أيوه إدخلي ليضع ليلى علي المقعد الخلفي بجوارها
ويستقل مقعده الأمامي بسرعه
وتجلس بجواره همس الباكيه
إسكتي يا همس
همس بحسره: هيه ماما هتروح عند ربنا
لأ يا حبيبتي هتبقي كويسه، قال مراد.
وداد برعب: دي راسها بتنزف يا سي مراد
مراد بغضب: الأرض مزحلقه شوفي انتي مسحاها بزفت صابون ولا إيه
وداد بتعجب: والله بنشف الأرض علي طول
مراد وهو يصر علي أسنانه ويقود بسرعه جنونيه، خلاص مش عاوز أسمع صوت
من أن وقف بسيارته أمام المستشفي الكبير حتى إندفع تجاهها لينحني ويحملها علي كتفه ليتدلي رأسها علي ظهره
ويهرول إلى الداخل وهو يصيح
دكتور بسرعه
دكتور بسرعه
وبالفعل يتجمع حوله العاملين بالمستشفي.
لتجلب إحدي الممرضات سرير متحرك وتصيح
نيمها علي السرير بسرعه لتجري وتجذب السرير ورائها لتدخل غرفه مخصصه لإسعاف مثل تلك الحالات.
ليحضر أكثر من طبيب ليتجمعو حولها ويطلبو من الجميع الإنصراف ليظلو هم وحدهم معها
جلست وداد تحمل همس التي نامت من كثرة البكاء وكم الهلع الذي واجهته، برؤية أمها بتلك الحال المزريه
وظل مراد يجوب الإستراحه ذهابآوإيابآ بعصبيه، ليفكر
هل ستموت شمس تاركه الصغيره بلا أم أيضآ كانت تبحث عن والد منذ ساعات وتطلب منه أن تناديه بابا
هل ستبحث أيضآ عن أم.
وشمس، شمس ذات الوجه البرئ والكبرياء هل ستغرب لقد دخلت فيلتهم هي وهمس لتجعل فيها حياه وتملأ قلبه بمشاعر أبدا لم تراوده من قبل
سيجن، كاد، أن يجن
شمس قالها كالصرير من بين أسنانه وهويلكم الحائط بعصبيه...
أخرج هاتفه من جيبه بعصبيه ليتصل بأمه
التي هالها الخبر وقالت، إنت في أي مستشفي يا مراد، ليجيبها...
طيب هاجي أنا وماهي حالا...
كان يمرر يده علي وجهه ببطئ وهو مغمض العينين.
ينتظر خروج الأطباء بعد نصف ساعة صاح بعصبيه
هوماحدش بيخرج ليييييييه يقول إيه ال حصل
موقف مراد وإنهياره أكد له صدق مشاعره
بعد نصف ساعه أخري فتح شخص ما باب الغرفه ليخرج الطبيب
ليتجه نحوه مراد متسائلا بلهفه...
إيه يا دكتور فيها ايه
تعالي معايا المكتب
ليتبعه مراد فورا
جلس الطبيب وأشار لمراد ليجلس وقال
الحمد لله بالنسبه لراسها إرتجاج خفيف وجرح أسفل الرأسي خيطناه وهيألمها شويه أكيد لحد ما يلتئم.
وللأسف رجلها اليمين إتكسرت وبتتجبس حاليآ.
الوقعه واضح إنها شديده جدآ بس ربنا لطيف بعباده
مراد والخياطه دي، أقصد هي إتألمت
الطبيب بإبتسامه: هيه جايه فاقده الوعي أصلا من شدة الخبطه
بس فوقناها وطبعآ خدرناها موضعي قبل الخياطه
ألف سلامة عليها، مش حضرتك مراد بيه الخرافي
أيوه
وهيه أخت حضرتك. مراد بشرود أيوه أردف بسرعه
لا دي، مرات مجدي أخويه الله يرحمه...
حضرت نوال وماهي وأخبرهم مراد بما حدث...
ودخلت نوال لتلقي عليها نظره
كانت نائمه والجبس يغطي قدمها المرفوعه قليلا علي وساده...
نظرت لها نوال بتأثر وخرجت لمراد لتقول بإستياء: إنت جايبها بالبجامه العيالي دي يا مراد وراسها مكشوفه...
هتضايق يا بني لما تصحي
مراد بملل: يا ماما قلت لك همس نزلت تعيط وطلعت لقيت دمها سايل ماكنش فيه وقت
ماهي بحزن: مسكينه قوي يا عيني دي مدشدشه
مش تاخدي بالك يا وداد وإنتي بتمسحي الحمامات ماتسبيش صابون يزحلق.
نفت وداد أن تكون تركت صابون ولم يخطر علي أحدهم أن يتعمد أحد فعل ذلك
فاقت، قالتها ممرضه متهجه إليهم لتدخل ماهي مسرعه
لتستمع إلى تأوهات ليلى وندائها المتكرر
همس...
ماهي بتأثر، همس كويسه يا حبيبتي ألف سلامة عليكي
لتنتبه ليلى وتقول بعينن شبه مغلقتين من ضغط الضماده وألم الجرح أسفل رأسها، بضعف شديد
هاتيها يا ماهي علشان كانت خايفه
ماهي بود، نايمه يا حبيبتي مع وداد بره.
لم يدخل مراد وظل بالخارج يعرف أخبارها من ماهي ووالدته
بعد ساعه كامله
قال لهم الطبيب الذي جاء ليطمئن علي ليلى
ويحقنها بمسكن ليخفف آلام جرحها
لماهي ونوال: كده ممكن تتفضلو ترتاحو في البيت
المريضه هتستني معانا شويه
لتقبلها نوال وكذلك ماهي وتنصرفا لتخبرا مراد ما قاله الطبيب
ماشي يلا أوصلكم علشان وداد تنيم همس
ماهي بتوسل: خلي همس معايا لحد ما مامتها تقوم بالسلامة.
مراد برفض: بلاش علشان البنت متتخضش يا ماهي خليها في المكان ال إتعودت عليه...
صح كلام أخوكي وأنا هروح البيت بقي يا ماهي علشانها
إنصرف الجميع وإستقلت ماهي سيارتها لتتجه لشقتها
وقاد مراد سيارته، بشرود
وعند الفيلا ترجلت نوال ووداد تحمل همس
وإستدار مراد بسيارته ليعود إلى المستشفى
في فيلا الخرافي
دخلت نوال متأثره بما حدث لليلي لتجد شاكر قد إستيقظ ونزل للأسفل ليتناول ثمرة تفاح.
قالت بحزن، إنت معرفتش ال حصل يا شاكر وقصت له ماحدث
ليقول بغلاظه ؛: وإنتي متأثره ليه هيه كانت من بقيت عيلتنا يا نوال
نوال بإعتراض: لأ بس إنسانه يا شاكر عايشه معانا يا أخي إيه معدش إنسانيه
تنحنح وقال بلا مبالاه: أخبار ماهي إيه
لتزفر نوال ونتركه لتدخل حجرتها وتأمر وداد أن تضع همس في فراشها...
في المستشفي
صف مراد سيارته ودلف مسرعآ إلى الداخل
وعند حجرتها
طرق الباب برفق لتقول بضعف إدخل
ألف سلامة عليكي.
مراد قالتها بهمس
ليقترب بجوار الفراش ويجلس علي حافته ويناولها كيس صغير
إيه ده
مراد بتأثر، طرحه أقصد حجاب إشتريته لأني جبتك بسرعه...
حاولت أن ترفع يدها لوضعه ولكنها تألمت
فقام لينحني قليلا ويضع الحجاب حول رأسها ويرفع الضماده قليلا حيث كانت تضغط علي عيناها...
ليلمح دموع في عيناها ويقول
ليه زعلتي
ليلى بتنهيده، متعودتش حد يهتم بيه يا مراد
بلاش تقرب مني بلاش تتعلق بيه وتعلقني بيك
علشان هننجرح جامد.
ليه بتقولي كده، قال مراد
لتهمس بضعف، أكيد هقولك ليه بقول كده
بس مش دلوقتي...
تنهدت فسألها: الجرح بيوجعك
شويه قالتها وهي تدفع يدها تحت الوساده
لتمسك خصله كبيره من الشعر
إيه دي
ليلى بحزن: خصله قصوها علشان يعرفو يخيطوالجرح كويس
لتتغير ملامح مراد ويجذب خصلة الشعر منها ليقول
طيب أنا هرميها بره في الصندوق ولا عاوزاها
لتبتسم بضعف وتقول، يعني هلزقها تاني في راسي.
↚
عندما دخل مراد الفيلا كان الوقت متأخر والجميع داخل أجنحتهم الخاصه
فصعد لجناحه الخاص ليبدل ملابسه دلف إلى المرحاض ثم إغتسل وخرج ليجلس علي فراشه
ثم تمدد ليبتسم قليلا وهو يتذكر كلمات ليلى...
نهض مره أخري ليدخل يده في جيب الجاكت الذي كان يرتديه منذ قليل
ليخرج خصلة الشعر الناعمه ويعاود الجلوس وهو ينظر إليها ويلمسها برفق بأطراف أصابعه.
ثم يستنشق رائحتها بهيام أخير فتح خزانة ملابسه ووضعها بعنايه في علبه جميله كانت ماهي قد أحضرتها له كهديه عند عودته من السفر بها مصحف صغير حمله ليضعه علي الطاوله بجواره ليقرأ فيه وظلت العلبه فارغه بالخزانه
فتح تلك العلبه ووضع فيها خصلة الشعر بعنايه وأغلقها ليضعها داخل الخزانه.
ثم عاد لينام بفراشه مره أخري
بعد نصف ساعة سمع طرقات خفيفه علي الباب وقال إدخل فلم يستجب الطارق.
نهض متكاسلآ ليفتح الباب ولم يحد أحد نظر للأسفل فإذا همس تقف ساكنه وتبكي بصوت غير مسموع بمنظر مؤلم
همس قالها وهو ينحني ليحملها ويسير بإتجاه فراشه ليجلس عليه
أجلسها علي ركبتيه وربت علي وجنتها بحنان ليسألها
مالك يا حبيبتي
همس وهي تتنهد وبصوت متقطع: ماما فقط ماما لم تلفظ غير تلك الكلمه التي عبرت عن الكثير من المشاعر.
مراد بحنان: إنت بقيتي كبيره يا همس وهتدخلي المدرسه قريب وعارفه إن لم حد بيبقي تعبان بيروح المستشفى ولما يطيب بيرجع البيت، صح؟
طيب يا عمو ممكن أروح أقعد مع ماما في المشتفشي دي
ليضحك مراد ويصحح لها الكلمه، إسمها مستشفي مش مشتفشي
أردف بتفهم: وحاضر هبقي أوديكي تزوريها وتقعدي معاها شويه وتيجي تاني
وبعدين إيه عمو دي مش إحنا اتفقنا تقولي بابا.
آاااااااه صحيح قالتها همس بطريقه طفوليه وهي تضع يدها علي جبينها كمن تذكرت شئ. أردفت.
أنا هقول بابا كتير، كتير. كتير علشان أفتكر علي طول
أنا أصلي من زمان ماكنش عندي ولا أي بابا
ليضحك مراد مره أخري ويقول وهو يدغدها لتضحك، إنتي بتجيبي الكلام ده منين...
بعد أن ضحكت تركها وقال، يلا روحي نامي علشان تيته متقلقش عليكي
لتعترض وتلوي أنفها وفمها وتقول
لأ تيته نوال هيه الديب الشرير ال أ كل ذات الرداء الأحمر
لتتسع عينا مراد بدهشه ويقول وهو يقاوم الضحك.
عيب يا همس الأطفال الحلوين مايقولوش كده علي جدتهم...
لتقول غاضبه، هيه السبب ؛
لأنها خوفتني
مراد بتعجب، : تيته نوال خوفتك
همس بسرعه: آه لما صحيت من النوم كانت مغمصه عنيها وبتعمل صوت مرعب
وأنا جريت وجيت
ليضحك مراد بقهقهه ولا يتمالك نفسه
ويقول، دا صوت لأنها نايمه تعبانة وهيه كبيره كمان
أنا هنام معا ك هنا بس متعملش صوت زي تيته، قالت همس بجديه
وبسرعه إنكمشت لتنام وقالت ببراءه
أنا هنام في مكان صغير...
ليجذبها ويحتضنها ثم يدثرها بالغطاء
ويقول مازحآ...
أول مره حد ينام جنبي يا أزعه
لتهمس، بابا
بابا لايعلم مراد لما يشعر بالضعف أمامها حينما تناديه بابا
نعم قالها بهدوء
لتردف، ماما بتحكي لي حدوته كل يوم
مراد بإستنكار، بس أنا مبعرفش حواديت
علشان خاطري يا بابا توسلت إليه همس
ليرتجل بصعوبه...
كان مره فيه
لتصيح، وتقاطعه قول صلي علي النبي الأول...
مراد بملل
صلي علي النبي
همس بهدوء: عليه الصلاة والسلام.
مراد وهويتثائب بكسل ويتحدث بنعاس
كان فيه عصفوره صغيره مامتها قالت لها متنزليش من علي الشجره
وبعدين قول بسرعه، قالت همس
ليردف مراد: ماسمعتش كلام مامتها ونزلت من علي الشجره
قامت القطه وكلاها في بقها هم هم هم
لتصرخ همس، لأ عاوزه العصفوره تعيش هاتها ماتخليش القطه تاكلها...
ياليلتك إل مش فايته يا مراد، قال مراد.
همس ببكاء، خلي القطه متاكلش العصفوره حرام عليك هيه تقول أنا آسفه ومتعملش كده تاني وبس ومامتها تسامحها
مراد بملل. ٌ خلاص العصفوره نزلت ومامتها طلعتها الشجره تاني وقالت لها كده عيب، وخلصت الحدوته
لتصيح همس: والقطه راحت فين
مراد بملل، راحت في داهيه يلا نامي
لتغمض عيناها وتحاول النوم ورغمآ عن مراد يبتسم...
في الصباح عادت زيزي إلى الفيلا لتدخل إلى جناحها وتجد ممدوح نائمآ...
فتوكزه بضيق وتناديه، ممدوح يا ممدوح
ممدوح بنعاس وصوت مبحوح أجش: عاوزه ايه
فوق يا ممدوح وكلمني
نهض ليجلس وقال بضيق: نعم يا زيزي
زيزي بمراوغه: إي إنتو كويسين قصدي بيري كويسه
ممدوح: - أيوه كويسه ونايمه في أوضتها
جذب الغطاء علي رأسه وقال بضيق
أنا عاوز أنام...
أووووف، قالتها زيزي وسارت لتخرج وتهبط الدرج ببطئ وهي تتلفت يمينآ ويسارا لتستطلع الأخبار
جلست في البهو ونادت لوداد بحده
عندما جاءتها وداد.
سألتها: إيه ال حصل وأنا مش هنا يا وداد
وداد بتأثر: مافيش بس الست شمس يا عيني وقعت في الحمام وإتجبست رجلها
بس، قالتها زيزي بغيظ
لتتعجب وداد وتقول: رجلها إتكسرت
زيزي بمكر تصطنع الاهتمام، : وقعت إزاي مش تخلي بالها
وداد وهي تتمصمص: منه لله ال كان السبب
تقصدي إيه يا وداد
وداد بتعاطف، حد مغرق السيراميك زيت
زيت طبيخ
جحظت عينا زيزي وقالت: والتخاريف دي عرفتيها إزاي.
وداد بتأكيد: طلعت أنضف الحمام شفت المنظر وإتأكدت علشان كده سبته لما الهانم تشوفه
صرت زيزي علي أسنانها وقالت بتهديد: غوري نضفي الحمام والكلام ده لو طلع من بقك هاقطع عيشك وعيش جوزك ال عجز وخرف وأقول إن لقيت في الأكل صرصار وإنتي عارفه ستك نوال بتأرف إزاي
وداد بخوف: ليه كدة يا ست زيزي دا أنا خدامتك!
زيزي بإستنكار: قلت لك هديكي فلوس، فلوس كتير وتقوليلي أي حاجة تحصل ومقولتيش حاجه يا وداد.
والنهار ده بتقولي كلام فارغ علشان تعملي مشاكل في البيت!
ولعلمك كمان هقول إنك سرقتيني أيوه سرقتي الخاتم البلاتين بتاعي
وداد بخوف: أعدم نظري ان كنت شفته يا ستي
إطلعي غوري إمسحي الحمام ولو لسانك ده طول هقطعه قالت ذلك زيزي ثم أردفت
يلا غوري
لتصعد وداد لتنظف الحمامات وتخفي آثار الزيت وهي ترتعد خوفآ من زيزي لتفكر مع نفسها
زيزي لو حطتني في دماغها هتدمرني أنا وصالح...
يا ريت قلت لها وخدت الفلوس وإسمي آمنت شرها.
لتتنهد وتقول
آه هوأنا حمل زيزي هانم ولا كنت حملها،
إستيقظت نوال فلم تجد همس بجوارها فنهضت مفزوعه تناديها
وصاحت علي وداد لتبحث عنها بالحديقه وقالت بقلق...
لتكون طلعت بره الفيلا يا وداد
وداد بثقه: لا يا هانم هما الأمن ال علي البوابه هيسبوها تخرج مستحيل
وأخير ا ذهبت نوال لتطرق الباب علي مراد لتسأله
فقال بصوت ناعس: إدخل
لتراه نائم وبجواره همس التي نامت علي ذراعيه بينما هو يحتضنها...
أنا بدور علي همس.
أشار عليها مراد وقال بإبتسامه خفيفه
جت بالليل نامت جنبي
كانت عاوزه تروح لأمها
نوال بإرتياح: طيب الحمدلله أنا قلقت عليها
عموما إصحو يلا علشان نفطر وتوصلني أطمن علي شمس المسكينه بايته لوحدها كده في المستشفي
أنا هنزل وحصلني
حاضر يا ماما، قالها مراد ليعاود النوم من جديد
.
في شقة كرم
وضعت ماهي الطعام وقالت بهدوء
إفتكر إن النهارده معادنا مع الدكتوره
كرم بعناد: أنا لسه تعبان يا ماهي مش خارج.
ماهي بتوسل: إنت بقيت أحسن يا كرم كتير وإحنا هنروح بالعربيه وأنا ال هسوق يعني مش هتتعب
كرم بعناد: أنا مش رايح لدكتوره
ست هروح لراجل يا إما مش رايح
ماهي بتفهم: خلاص يا حبيبي ال تشوفه يا كروم أنا موافقه عليه...
في فيلا الخرافي
جلس الجميع يتناولون طعام الإفطار وكان مراد يقوم بدور ليلى فيحمل بعض الطعام ليضعه في فم همس التي جلست بجواره
نوال بإهتمام: أنا هروح النهارده لشمس
همس برجاء: أنا هاجي معاكي يا تيته
زيزي بحده: مفروض الأطفال ميرحوش المستشفيات أردفت بتصنع، ممكن ياخدو عدوي لا قدر الله
شاكر بصرامه: زيزي معاها حق يا نوال
لتعترض همس: أنا هروح المشتفشي مع تيته
ليضحك الجميع علي طريقة نطق همس للكلمه.
ويقول مراد: مافيهاش حاجه لما تروح تشوف مامتها خديها معاكي يا ماما...
لتزفر زيزي بضيق، دائما مراد يقف ضدها
ودائما يفسد مخططاتها لا يترك هو ولا والدته الطفله لحظه واحده
وكانت تظن أن بعدشمس عن الفيلا سيمنحها الفرصه للتخلص من تلك الطفله التي سلبت لب وعقول أفراد العائله...
،
في المستشفي جلست ليلى علي فراشها
إنها تتلقي رعايه وعنايه مميزه
لكن هناك ما يؤرقها.
إنها قلقه طوال الليل، متوتره نهارا، لقد تبلورت مشاعرها تجاه مراد
أصبحت تنتظر قدومه وتسعد بقربه
إنه حنون وقوي...
ماذا لو أخبرته سرها
تود أن تقول له أنا ليلى تحلم أن يناديها بإسمها
فهي أحيانآ تغار حينما يظهر بعض مشاعره موجهها لشمس...
أخذت تفكر هل تعترف له هنا أم تنتظر إلى أن تشفي لتكون قادره علي التحمل وربما الهروب، إذا لزم الأمر
قطع تفكيرها صوت همس التي أقبلت نحوها تصيح
ماما حبيبتي.
همس قالتها ليلى وهي تفتح ذراعيها لإستقبال صغيرتها التي قفزت بجوارها لتجلس علي بطنها ممده قدميها يمينا ويسارا
لتصيح نوال إنزلي يا همس ماما تعبانه
لأخليها: قالتها ليلى وهي تربت علي ظهر همس بحنان
إزيك يا حبيبتي عامله إيه دلوقتي، قالت نوال
الحمدلله بخير يا هانم، قالت ليلى ثم أردفت
إتفضلي إقعدي وأشارت لمقعد بجوار الفراش
لتجلس نوال وتناولها حقيبه بلاستيكيه وتقول...
دا فستان طويل خليت وداد تجيبه من دولابك علشان تغيري
شكرا: قالتها ليلى بهدوء
ثم قالت بضعف: طنط نوال كنت عاوزه أتكلم مع حضرتك في موضوع
إتفضلي يا بنتي إتكلمي
قالت ليلى: ممكن حضرتك تقفلي الباب لحد يجي فجأه
فعلت نوال ذلك وجلست مره أخري لتستمع لليلي التي قالت بحزن
أنا عرفت حضرتك سري ودوافعي ال خلتني أعمل ال عملته
بس انا مش هعيش طول حياتي في كذبه كبيره زي دي
أنا عاوزه حضرتك تعرفيهم كلهم
أنا...
قاطعتها نوال وقالت بحصافه: إنتي بتحبي مراد يا ليلى لو أنا غلطانه قوليلي
صمتت ليلى وأطرقت برأسها بخجل
فربتت نوال علي ذراعها وقالت بحنان: يا بنتي المشاعر دي مش بإيدينا
فهمست ليلى: مش عارفه دا حصل إزاي أو ليه
بس أنا زعلانه إني بخدعه وف نفس الوقت مش قادره ولا عارفه أقول له إزاي
نوال بإبتسامه: إنت من بعد ماجيتي الفيلا قلتي لي يا ليلى لو إنتي نصابه أو نيتك وحشه ماكنتيش عملتي كده.
أنا مقدره مشاعرك يا بنتي ولما تخفي أنا ال هقول للبيت كله بطريقتي أجلي الكلام ده لحد ما ربنا يشفيكي وترجعي البيت بالسلامة
إقتربت نوال من ليلى وعانقتها لتشعر ليلى بحنان الأمومه وتتذكر جدتها وتبكي رغما عنها.
بتعيطي: قالت نوال بتعجب
لتجيب ليلى بهدوء: أنا شاكره لحنان حضرتك وعطفك...
كم هي رقيقه تلك الفتاه هكذا فكرت نوال مع نفسها وهي تنظر لليلي
يلا ياهمس هنمشي، قالتها نوال
لتتصنع همس النعاس.
فتقول نوال، هيه نامت ولا ايه، يا همس، يا همس
لتطلب منها ليلى أن تتركها معها للمساء
فتقول نوال بإبتسامه ماكره: خلاص هخلي مراد يعدي يجيبها
بعد إنصرافها رفعت همس رأسها النائم علي صدر ليلى وقالت بسعاده
تيته مشت وأنا هفضل معاكي لتحتضنها ليلى وتقول
إنتي مكاره يا مي
،
في شقة كرم
وقف أمام المرآه يرتدي يصفف شعره وهو يزفر بضيق
مرإكثر من إسبوعين علي خروجه من المستشفي، وهذه أول مره يخرج فيها بعد إصابته.
وقفت بجواره ماهي تساعده وتنثر عليه بعض العطر المفضل لديه وقالت
يلا يا كروم هنتأخر، ماصدقنا خدنا الميعاد ده. دكتور كبير قوي. والعياده زحمه
قال كرم بضيق: أنا هروح المره دي بس علشان بعد كده معتيش تجيبي لي السيره دي يا ماهي، فهمتي...
ماهي تدلله: فهمت يا كرومتي يلا بقي
بالفعل هبطا الدرج ليستقل السيارة بجوار ماهي التي تولت القيادة...
ودخلا للعياده المزدحمه بالمرضي وما أن رأتهم الممرضه حتى إقتربت من ماهي تصافحها وبعد قليل سمحت لهم بالدخول لحجرة الطبيب، فقد أجزلت لها ماهي العطاء حينما حضرت من قبل للحجز والإستعلام...
رأي الطبيب الفحوصات الخاصه بماهي وأكدما قالته الطبيبه السابقه
وقام بعمل الفحوصات اللازمه لكرم وطلب منه القيام بعدة أنواع من التحاليل الطبيه.
وأخبرهم بأنه سينتظرهم الأسبوع القادم للإطلاع علي نتائج التحاليل، وإستيفاء الفحوصات اللازمه...
ليخرج كرم من لديه متأفف ويقول بغضب
تحاليل وإشاعات وراحين جايين بقي وفضايح مالهاش لازمه...
ماهي بحنان: معلهش يا حبيبي علشان خاطري
قال بجديه: طيب قبل ما نروح بقي نفوت علي ماما علشان وحشتني...
ماهي بمحبه: طيب مافيش مشكله ال يسعدك يسعدني يا كركر.
في المساء ف المستشفى.
وجود همس مع ليلى جعلها مسروره فقد أخذت تقص عليها أحاديث مسليه وكيف نامت بجوار عمها مراد وقص عليها حدوتة قبل النوم
سمعتا طرق علي الباب فظنته مراد
إعتدلت في جلستها علي الفراش وأصلحت حجابها وجذبت الغطاء الخفيف علي قدميها وقالت إتفضل
ليدخل محمد وهويحمل باقه كبيره من الورود الجميله وضع بها بطاقه صغيره خط عليها بعض الكلمات
محمد، قالتها بذهول.
ليقول محمد بهدوء: ألف سلامه عليكي زيزي لسه قايله لشهد النهارده علي ال حصل
شكرا يا محمد تاعب نفسك ليه، قالت ليلى
ليجلس علي المقعد بجوارها ويربت علي وجه همس ويقول
همس معاكي في المستشفي ليه
لتقص عليه همس بمرح طفولي كيف إدعت أنها نائمه لتتركها جدتها
وتتعالي ضحكات محمد وهمس ليسمعهما مراد الذي حضر للتو ليأخذ همس
مراد، السلام عليكم
ردو عليه السلام
وقال محمد: أهلآ يا مراد
مراد بضيق: بتعمل إيه هنا يا محمد.
محمد بإبتسامه ماكره: إيه ال بتعمل إيه بزور شمس عرفت إنها وقعت فجيت أزورها.
ولا تعلم ليلى لما تذكرته وشهد تطعمه فخطر لها أن تحاول إغاظته
تملكتها الشقاوه، فحملت الورود التي وضعتها بإهمال منذ قليل لتستنشق عبيرها الفواح وتقول بدلال مصطنع
شكرا علي الورد يا محمد إنت أول حد يجيب لي ورد أدإيه بيفرحني الورد
نظرت لهمس القابعه فوق ركبتيها وقالت
شفتي عمو محمد جابلي إيه يا همس...
همس ببراءة: ورد حلو قوي ماما.
لينهض محمد وهو يشعر بالسعادة ويقول
أنا همشي بقي، ألف سلامة عليكي لو عوزتي أي حاجة إطلبيني
باي يا همس...
بمجرد أن إنصرف محمد جذب مراد باقة الور بعنف وأخرج البطاقه ليقرأ ما فيها
بدون صوت
إلى من لا أعني لها شئ وهي بالنسبة لي أغلي شئ، شفاكي الله وعافاكي
ثم قال بصوت غاضب: أنا كنت فاكرك أحسن من كده
لتتسع عيناها وتقول بغضب: تقصد ايه قال بغضب عارم: لو مش بتدي لمحمد وش ماكنش كتب لك كده.
ولا جاب لك الورد ده قال ذلك وهويقذف الورد بجوارها
لتصيح بحنق: بتقصد إن أنا مش كويسه لمجرد إن محمد جاب لي ورد حاطط فيه كارت أنا مشفتوش أصلا
وإنت لما كانت الست شهد بتأكلك وتقولك يا ميرو كان عادي
مراد بصوت هادر، : أنا راجل، راجل فاهمه ولا مش فاهمه
يلا يا همس قالها بحده وهو ينحني ليحمل الصغيره ويهم بالخروج
حينما نادته ليلى بلهفه، : مراد.
إلتفت ليري عيناها تلمع بالدموع وقالت بضعف: محمد وكلام محمد مايعنيش أي شئ بالنسبه لي
ثم قذفت الورود علي الأرض تحت قدميه
ليتفاجئ هو بذلك التصرف
وضع همس علي الأرض وإقترب منها ليجلس علي المقعد المجاور لها وقال بشكل مباغت
وأنا أعني لك حاجه
ليلى بخجل: هتصدق لو قلت لك تعني لي كل حاجه
لينفرج ثغره بإبتسامه راضيه ليقول
كده يبقي هقدر أواجه الدنيا أنا هكلمهم في البيت ونرتبط رسمي
لأن مافيش أجمل من الحلال أردف بحنان.
أنا بحبك...
لتتورد وجنتاها وتغمض عيناها كطفله صغيره خجلي
ويتعجب مراد فمن يري تصرفاتها يشعر أنها طفله بريئه لم تتزوج من قبل
بل يشعر كأنما لم تحب رجلآ قبله
كان بداخله تساؤلات. كثيرة فما سمعه من قبل أنها كانت عاشقه لشقيقه
فلما لاتذكره نهائيا ولو بطريقه عابره...
في فيلا الخرافي
كانت زيزي تتعامل مع وداد بجفاء ودائمة التهديد لها منذ أخبرتها أن أحد تعمد إيذاء ليلى
أخيرآ قررت وداد أن تكسب ودها مرة اخرى.
كانت زيزي تجلس بالحديقه بجوار بيري وآني...
حينما أقبلت عليها وداد وإنحنت لتهمس لها قائله
عاوزه حضرتك يا زيزي هانم
عاوزه ايه، قالت ذلك زيزي بحده
لتقول وداد، حاجه عرفتها علي الست شمس
لتنهض زيزي مسرعه وتقول، تعالي ورايا يا وداد!
↚
ظل مراد جالسآ بجوار ليلى الممدده علي فراشها وهويحمل همس علي ركبتيه.
فقال بهدوء: طيب إحنا هنمشي عاوزه حاجه.
ردت ليلى برقه: شكرآ يا مراد بس فيه طلب صغير
هز رأسه ليستفسر عما تريده
قالت بوجل وهدوء: بلاش تتكلم مع عيلتك في موضوع ارتباطنا دلوقتي أجل الموضوع ده شويه
ليه، مش فاهم، سأل بتعجب
لتجيبه: شويه لما أخف وأرجع البيت إحنا لسه في كلام كتير لازم نتكلمه مع بعض أرجوك إصبر شويه
حاضر يا شمس
تعجب حينما إمتعض وجهها وأغمضت عينا ها
لتشرد وتتحدث مع نفسها.
لا تقل لي شمس أنا لست شمسآ أنا ليلاك يا مرادي فلا تفطر قلبي بأن تهمس بإسم غيري
أتساءل وهل يغير الأحياء من الأموات؟
نعم يا شمس أحقد عليكي لوتسمعين كيف ينطق حبيبي إسمك بعزوبة ورقه
تراه يقول به الأشعار وتظل ليلاه في المجهول خارج إطار عقله وشريان قلبه وبعيدآ عن مخارج حروفه...
أفاقت من شرودها حينما ناداها وقال
شمس، سرحتي في إيه، ال واخد عقلك
لتبتسم بشرود: وتقول بوداعه، هات همس لما أبوسها قبل ماتمشو.
قرب منها همس لتقبلها وهو يقول بمرح: يا بختك يا همس
ليتلون وجه ليلى وتغمض عيناها كعادتها عندما تخجل: ليبتسم مراد ويخرج بهدوء حاملآ الصغيره
في الصباح إستيقظت ليلى علي ضجة العاملات والممرضات بالمستشفي
وكلآ منهن تدخل لتبتسم لها بطريقه مريبه ومنهن من يتمازحن وهي تتعجب لما تفعلن ذلك.
وحينما دخلت الطبيبه الشابه التي تتابعها
قالت ليلى بتعجب: هما مالهم يا دكتوره سما بيبصو لي كده ليه ويضحكو.
لتبتسم الطبيبه وتقول بمرح: أصل جايلك ورد
ليلى بتساؤل: ورد
سما ضاحكه: آه حد باعت لك ورد أخليهم يدخلوه
ليلى بموافقه: أيوه خليهم يجيبوها
سما تتسائل: يجيبو إيه
ليلى بتعجب: بقول خليهم يجيبو باقة الورد أشوفها من مين وليه بيضحكو
سارت سما خطوات نحو الباب وقالت بلهجه آمره
دخلوه يلا
شهقت ليلى حينما وجدت عدد كبير من العاملات والممرضات تحمل كلا منها باقه رائعه من الزهور بأنواعها
لتضعها بجوار ليلى.
لتجد نفسها محاطه بباقات الزهور من كل جانب حيث صفوا الباقات الجميله كدائره حولها وتم وضع باقي الزهور علي الأرض بجوار فراشها لتصبح كمن تنام داخل حديقه من الزهور
لتلتقط سما لليلي، عدة صور بكاميرا هاتفها
وعلامات الذهول مرسومه علي وجهها حيث تنفرج شفتاها بإبتسامه متعجبه
ناولتها الدكتوره سما وهي تغمز بعينيها ظرف صغير يحمل بطاقه من المرسل
لتعتصره ليلى بين راحتيها بخجل دون أن تفتحه لتري المكتوب بداخله...
وأخيرآ قالت سما بإبتسامه جميله: بصي بقي إحنا خليناكي تشوفي كل الورود ال جاتلك.
لكن طبعا مش هنقدر نسيبهم كده إيه رأيك نحط شوية باقات ورد قدام الأوضه بتاعتك
قالت ليلى بتفهم: لأ يا دكتوره سما سيبي لي الورد البلدي والفل وممكن واحده من الياسمين
وشيلي باقي الورد وزعيه علي باقي المرضي علشان يفرحو زي ما أنا فرحت
لتربت الدكتوره سما علي كتفها بحنان
وتخرج وتتركها مع زهورها...
نظرت ليلى للظرف الصغير المغلق وإزدردت لعابها بترقب
وفتحت البطاقه الصغيره لتقرأ تلك الكلمات التي خطت بيد من أرسل الزهور
قذفتي زهورك تحت قدماي لتكوني الورده الوحيدة بقلبي
.
همست برقه وكأنها تتذوق حروف إسمه: مراد، أكيد مراد
في فيلا الخرافي
جلست زيزي في البهو الداخلي للفيلا وهي تزفر من الضيق وتتحدث مع وداد
إنتي مش امبارح قلتي لي هتقولي لي حاجه عن شمس وقاعده من امبارح تلفي وتدوري عليه.
وشوية تقوليلي إن شمس بتكلم واحده إسمها سحر في التليفون
وأنا مالي ومال بتكلم سحر ولا سعاد كنتي عاوزه تقولي إيه امبارح ورجعتي في كلامك وألفتي القصه دي
وداد بخوف: والله سمعتها بتكلم واحده وبتقولها طنط سحر
صرخت زيزي: إنتي مش قلتي لي حاجه مهمه
معقول المهم، ده إنها كلمت واحده إسمها سحر قلبي حاسس من امبارح إنك كنتي جايه تقوليلي حاجه ورجعتي خوفتي
هخاف من إيه بس يا ست زيزي: قالت ودا برعب.
زيزي وهي تصر علي أسنانها، إسمعي يا وداد أنا صبرت عليكي امبارح علشان وقفتي تعيطي وترتعشي
بس خلاص أنا هعلمك الأدب روحي دلوقتي
إنتبهت زيزي لصراخ بيري القادمه نحوها تتبعها آني
فيه أيه يا بيري صوتك عالي ليه
فيه إيه يا آني
آني بحزن: هو ا بيري هبيبي (حبيبي) نام زعلان بالليل، الصبح كمان هو قام من النوم زعلان أنا مش عملتو فيه أي حاجه مدام زيزي صدقني أنا مش عارف هوا ليه متأصب (متعصب).
هبط مراد الدرج ببطئ وكسل ليستمع إلى صياح الصغيره الباكيه التي قالت بحزن
مامي أنا مش عاوزه آني أنا عاوزه آكل لوحدي وألعب لوحدي
آني وحشه، آني مش بتحضني، مش بتحكي لي حدوته قبل النوم، وكمان مش بتتكلم زينا أردفت ببكاء
مامي همس عندها ماما بتلعب معاها بالكوره والعرايس وتأكلها وكمان
صمتت الصغيره حينما هبط كف زيزي الغاضبه علي وجنتها لتضع بيري يدها الصغيره علي وجهها البرئ
إرتجفت زيزي عندما سمعت صوت مراد الهادر.
زيزي إنتي إتجننتي
زيزي بعتاب، : أنا يا مراد بتكلمني كده علشان بربي بنتي
مراد بحنق وإستياء: إنتي عقدتي بنتك في عيشتها بإستهتارك
كذب، صرخت زيزي. وأردفت هما الحثاله ال عاشو معانا هما السبب بيري عمرها ماعملت كده ال لما شافت ال إسمها شمس وبنتها
إنحني مراد ليعانق الصغيره ويقبلها وقال آمرآ آني
خدي بيري فطريها يلا
لتطيعه منفذه الأمر
ليلتفت مراد إلى زيزي ويقول بصوت غاضب سمعه كل من في البيت.
بنتك لما شافت همس وأمها عرفت يعني إيه أم يا زيزي
عرفت إن فيه حنان من نوع تاني غير ال بتاخده من آني
فوقي لبنتك وربيها بكره تكبر ومتقدريش تضربيها بالقلم
زيزي بصراخ: إنت إزاي تكلمني كده أنا جايه لها مربيه بالعمله الصعبه مثقفه وخريجة جامعات وبتتكلم أربع لغات
مراد وهو يتركها ليسير إلى غرفة الطعام، هاتيلها أم أحسن.
سامع يا ممدوح سامع يا عمي مراد بيقولي إيه، قالت ذلك لممدوح وشاكرالذين هبطا الدرج ليستمعا إلى ما قاله مراد
ممدوح بغضب: إنتي إزاي تضربيها علشان بتتكلم معاكي أنا سمعت كل حاجه
لتصيح: أخوك مراد ده مش من حقه يتدخل في تربية بنتي
ليرفع ممدوح يده يهم بضربها ليدفع والده يد إبنه ويقول
إيه يا ممدوح التفاهم مش كده طول عمرك هادي وصبور
قرفت، قرفت، قالها ممدوح وهو يتجه صوب الباب ليخرج
ويتبعه بسرعه شقيقه
،.
هم ممدوح أن يستقل سيارته حينما ربت مراد علي كتفه وقال بود
إهدي يا دوحه متكبرش المواضيع و بلاش تسوق وإنتي متضايق تعالي أوصلك بعربيتي
ممدوح بغضب: منه لله أبوك هو السبب في الوقعه المنيله دي عمل ثوره لما عرف إني بحب ساره بنت عم كامل الموظف في المصنع وراح بسرعه خطب لي بنت سيادة السفير علشان خاف أعمل زي مجدي الله يرحمه.
آهي ساره بقت دكتوره وإتجوزت دكتور جامعي وأنا جبت بنت السفير ال مورهاش إلا النادي و الكوافير والسهرات
مش راضيه تخلف غير بيري وياريتها عارفه تربيها أنا زهقان قوي يا مراد!
مراد يحاول ممازحة أخيه: إنت لسه فاكر ساره يا ممدوح الله يخرب عقلك...
ممدوح بحنق: إيه ال في حياتي يخليني أنساها يا مراد أنا بحاول كتير أكبر رأسي مع زيزي علشان لو وقفت لها بيري هتدفع التمن؛.
مراد بطريقه مرحه: واد يا ممدوح متعملناش فيها ضحيه: ويلا هعمل بأصلي وأعزمك علي الفطار
ليبتسم ممدوح
ويصيح مراد مازحا: مادي متعفن
.
بعد أسبوع
وقفت ماهي في ردهة شقتها تصيح بود
يلا كرم، كرومي هنتأخر علي الدكتور
خرج كرم من الغرفه بكامل أناقته وقال بجديه
إهدي شويه يا ماهي يعني راحه الجنه ومستعجله ديمآ محسساني إننا هنروح للدكتور نرجع بعيل في إيدينا.
قول يا رب قالتها ماهي برجاء وهبطا الدرج لتجلس بجواره ويقود هو هذه المره...
ظلت ماهي تدعو الله سرآ أن يهبها من فضله العظيم.
وعندما وصلا لعيادة الطبيب
قالت ماهي بهدوئها المعهود: أنا هسبقك يا حبيبي خطوات علشان أفهم السكرتيره تدخلنا علي طول
أشار برأسه موافقآ
وسار بخطوات هادئه إلى أن دخل العياده المزدحمه بالمرضي
جلس بهدوء وبعد دقائق نادت السكرتيره إسم ماهي ليدخلا معآ للطبيب.
رحب بهم الطبيب الحاذق وأخذ يقلب بعض الأوراق أمامه ببطئ إلى أن قال: أنا شفت نتيجة الفحوصات والتحاليل وبعت نسخه منها كمان لزميل مختص بيعمل منذ سنوات طويله في أكبر مستشفيات ومراكز بفرنسا وقالي نفس النتيجة
كرم بجديه: أي نتيجه
تنحنح الطبيب وقال بهدوء: يا كرم بيه
أنا آسف لكن حضرتك مصاب بعقم مستعصي!
لتشهق ماهي وتجحظ عيناها
ويقول كرم بثبات: مش فاهم ممكن تفاصيل؟
قال الطبيب بهدوء وصبر: عقم مستعصي مع غياب كامل للحيوانات المنوية
دا يا كابتن كرم حصل نتيجة ضمور جزئي في الخصيه مع تخاذل الأنطاف فيها
دا الوصف العلمي المبسط لحالتك
للحظه شعر كرم أنه طعن بسكين بارد فظل جامدآ دون حراك
إلا أن قال الطبيب بكياسه
في نظر الطب الحالات دي مستعصيه لكن رحمة ربنا واسعه وبتحصل معجزات نقف قدامها عاجزين.
يلا يا ماهي، شكرا يا دكتور قالها كرم وهو بتصنع الثياب ليسير بخطوات سريعه تتبعه ماهي لينصرفا ويعودا لمنزلهم...
في شركة مراد
نهض مراد من مقعده ليبحث في أحد الرفوف عن ملفات مهمه. بعد قليل دخل إليه رامي
ليطلب منه أن يوقع له بعض الأوراق
فجلس مره أخري وأخذ يقرأ الأوراق بتمعن
حينما سمع رنين هاتفه
ليجدإسم المتصل شمس فينظر لرامي قائلا
طيب إتفضل إنت يا رامي وتعالي بعد خمس دقايق
ليفعل رامي بإبتسامه رضا.
لير د مرادالسلام علي ليلى
لتقول: يعني ال يجيب ورد يروح يجمع الورد ال في جمهورية مصر العربية كله يبعته المستشفي
عجبك: قالها بإبتسامه جذابه
لترد ليلى: عجب المستشفى كلها دي الدكتوره سما صورتني وأنا في وسط السرير والورد حواليه شكل الصورة يضحك جدا
لا دا أنا لازم أشوف الصورة دي ملاك وسط ورود قالها مراد ذلك لتخجل ليلى وتصمت
أردف مراد ماتسيبيش صورتك مع الدكتوره لأني بغير
لتضحك ليلى: بتغير من الدكتوره سما.
مراد ضاحكآ: لأ بس ممكن هيه توريها لحد
أنا هعدي عليكي قبل ما أروح
ليلى بخجل: مالوش لازمه يا مراد علشان محدش...
قطع حديثها وقال، مش عاوزه تشوفيني
لتهمس ؛ بالعكس
يلا مع السلامه وأنهت المكالمه، ليدخل رامي مره أخري ويعاود مرادعمله بحماس...
في فيلا الخرافي
قام صالح بإعداد طعام الغداء وقال لزوجته أن تضعه علي المائده حينما تجتمع الأسره
لتتذوق وداد الحساء وتقول بإعجاب: تسلم إيدك ياصالح الأكل حلو قوي
خرج للذهاب إلى حجرته وصعدت وداد لتنظيف الطابق العلوي
لتنتهز زيزي الفرصه وتدخل المطبخ لتفتح أواني الطعام وتضع كميات كبيره من البهارات و الملح وتقلبهم
وتهرول إلى الخارج
نزلت وداد الدرج لتناديها زيزي.
يلا جهزي الأكل علشان هاكل أنا وبيري يا وداد لأني عاوزه أصالحها
لتضع وداد الطعام بعنايه كعادتها وتجلس زيزي علي الطاوله وتقول بخبث: إطلعي إندهي لبيري يا وداد وقبل أنا تبلغ وداد أعلي الدرج
صرخت بها زيزي لتهبط الدرج بسرعه
لتأمرها زيزي أن تتذوق الطعام
فتفعل وداد ليشمئز وجهها وتسعل: وتقول زيزي بكبريا ء: جوزك كبر وخرف يا وداد ولما يجي عمي شاكر لازم يطردكم من هنا
لتبكي وداد التي تكهنت بما فعلته زيزي.
وتقول بتوسل: لاء بالله عليكي متقطعي عيشنا
هقول لك كل ال أنا أعرفه
تتسع ابتسامة زيزي المنتصره: وتقول بزهو أيوه كده تعجبيني يا وداد. وكمان هديكي الفلوس ال وريتهالك لو طلعتي المره دي شاطره وحكيتي ال تعرفيه
لتقص عليها وداد كل الحوار الذي سمعته من ليلى وجدتها وتقول، هو دا ال سمعته يا ست زيزي
لتتسع عينا زيزي غير مستوعبه ما تقصده وداد لتقول
تقصدي إن همس دي مش بنت مجدي.
وداد بنفي، : لا يا ست زيزي همس بنت مجدي بيه الله يرحمه بس شمس مش شمس
إنتي هتجنينيني: يعني إيه شمس مش شمس قالت زيزي بحيره
وداد وهي تشير بيدها: شمس إدت همس أمانه ل ل ل، يا دي النيله نسيت إسمها
وال هنا دي عامله نفسها شمس لكن شمس ماتت
صرخت زيزي: ماتت مرات مجدي ماتت يعني ال عامله ام همس دي نصابه...
وداد بحزن ووخزة ضمير: لا والله دي قالت لجدتها إن هيه ربت همس ومتقدرش تسيبها.
زيزي بإهتمام: إنت عارفة لو كلامك ده طلع حقيقي يا وداد هعمل لك كل ال نفسك فيه
لتبتسم وداد برضا وتقسم
والله حقيقي وبكره تعرفي
لتتعالي ضحكات زيزي التي شعرت وكأنها عثرت علي كنز ثمين
وهمست لنفسها بشرود، : الموضوع ده عاوز تكتكه بقي روحي يا وداد
خلي جوزك يطبخ أكل تاني وسبيني أفكر
وأخطط...
تسير زيزي بإتجاه الدرج وتصعد برشاقه لتدخل جناحها وتقف أمام المرآه الكبيره المثبته أعلي طاولة الزينه الخاصه بها.
لتنظر لنفسها وتبتسم بنشوي
وتهمس: أخيرآ وقعتي في إيدي يا شمس لتقهقه بصوت عالي وتردف قصدي يا نصابه...
↚
في السياره
صمت مريب طوال طريق عودتهم من عند الطبيب
ساد الوجوم وإرتسم علي وجه كلاهما تعابير مخيفه مختلفه
إنها الصدمه التي زعزعت أمنهم وأمانهم
دموع ماهي أبت أن تتوقف
وكرم وضع يديه علي محرك السياره ليقودها بعصبيه وسرعه
جففت ماهي دموعها وهي تنظر في مرآة السياره، وتصنعت الإبتسام لتقول بهدوء
كرم ٌ، آاااا
ولا كلمه، قاطعها كرم قائلا ذلك بصرامه.
أطاعته لتنظر من النافذه وكأنها تتطلع إلى المجهول المريب الذي يهدد حياتها الزوجية السعيده...
أوقف سيارته عند مدخل البنايه التي يقطنان فيها
صعد هو الدرج بسرعه لتتبعه ماهي الحائره
لقد آثر الصمت عكس ماهي التي إقتربت منه ظنآ بذلك أنها ستخفف عنه...
لتقول بحنان: خلاص يا حبيبي ولا يهمك
لينهار كرم تمامآ ويخرج منه المارد الغاضب الذي حاول أن يخفيه طوال الطريق.
ليصيح بصوت هادر: خلاااااااااص، هوإيه ال خلاص إرتحتي وصممتي نروح للدكاتره
مبروك يا هانم إطمنتي إنتي زي الفل
أخذ يقذف كل ما تطوله يداه ليكسر المرآه والمقاعد ويحمل الطاوله ليقذفها بعنف
وماهي تبكي بهلع خائفة أن تتحدث فيطالها أذي في ثورته العارمه
ليردف وهو يركل إحدي قطع الآثاث بقدميه
عقم مستعصي مش كده، مش قال كده، مش دا ال قاله، سمعتي...
إهدي يا حبيبي، إهدي يا كرم أنا خايفه قوي يا كرم.
ليهرول متجهآ للباب الخارجي الشقه ليفتحه ويخرج صافعآ إياه بكل قوته لترتعد ماهي
وتبرك علي الأرض وسط الحطام الذي صنعه كرم دافنه وجهها براحتيها
لتبكي كما لم تبكي من قبل وتهمس بضعف
لا يا كرم، لا يا كرم متعملش فيه كده، أنا ما أستهلش تسبني وتمشي...
في المستشفي
تحسنت ليلى كثيرآ نتيجه للإهتمام وتلقي العلاج اللازم...
مع الأيام تذبل الورود لكن تلك الورود مهما ذبلت ستظل ليلى سعيده برؤياها.
حملت بعض منها لتضعهابعنايه في حقيبتها كذكري من مراد
نظرت للصوره التي علي هاتفها لتبتسم بسعاده لقد نقلها مراد لهاتفه أيضآ
وكتب فوقها ورده بين الورود...
ستخبره حتمآ بمجرد عودتها للبيت لتساندها نوال التي طلبت منها عدم إفشاء السر إلا بعد شفائها
دخلت إليها الدكتوره سما لتقترب من رأسها
وتقول: الجرح بقي تمام خالص.
وكمان رجلك أنا متوقعه نفك الجبس قريب إن شاء الله اممممم ممكن هتعرجي شويه بعدها بس ماتخافيش هترجعي زي الأول وأحسن
لتبتسم ليلى شاكره إياها
همت سما بالإنصراف حينما قالت نسيت أقول لك قريبك بره
مراد قالت ليلى وأردفت كويس أكيد جايب همس دي وحشتني جدآ
لأ قريبك التاني محمد علي ما أظن
ليدخل محمد ويصيح: موجود يا فندم
لتفزع سما ويضحكو جميعآ
سما بعتاب: حد يدخل كده.
لينظر محمد لها بإعجاب فهي ذات ملامح جميله هادئه محجبه ومحتشمه...
عن إذنكم قالتها سما لتنصرف
أنا قلت آجي أطمئن عليكي، قال محمد لليلي
شكرآ يا محمد قالتها بجديه كانت تشعر بالقلق وتنظر صوب الباب سيغضب مراد إذا حضر ووجد محمد عندها
مالك: سآل محمد...
لتقول بهدوء: محمد أنا عاوزاك تبطل تيجي هنا
علشان مراد. قالها بإبتسامه
لتخجل ليلى وترتبك
فيقول محمد: بتحبيه. أقصد بتحبي مراد.
تبتسم ليلى وتقول بهدوء: مش هقدر أكدب عليك وأقول لك لأ بس يا ريت متقولش لحد
محمد بتفهم: من غير ما أقول كل الناس هتلاحظ
نهض ليقول بتعقل: ربنا يسعدكم يا شمس أنا أعجبت بيكي أكيد لكن مقدر مشاعرك
تبتسم ليلى بمكر وتقول: بس انا عندي ليك عروسه حلوه أحلي مني
مين، سألها محمد، لتجيب، الدكتوره سما.
ليبتسم ويلقي عليها السلام ليخرج دون أن يرد عليها ولكنها شعرت بسكينه وراحه فيكفي أنه تفهم موقفها لمحمد شخص لطيف ومسالم بطبعه، وربما تكون شهد كذلك لولا تأثرها الشديد وصداقتها لزيزي التي تبث إليها دائمآ بأفكار شريره...
طوال الليل وكرم يسير علي غير هدي لا يعلم أين يذهب لا يريد العوده لشقته يشعر بالإختناق...
لم يكن حال ماهي أفضل منه فهي تقف في الشرفه تنظر يمينآ ويسارا علها تري سيارته قادمه فيطمئن قلبها حاولت كذلك مهاتفته مرارآ وتكرارآ لتصعق وهي تسمع رنين هاتفه وتكتشف أنه تركه بالشقه قبل خروجه، فتقول بضعف: لا حول ولا قوة إلا بالله حتى التليفون سايبه يا كرم
أخيرآ هداها تفكيرها أن تتصل بوالدته ففعلت
تصنعت الهدوء والثبات وقالت: هو كرم جه عندك يا طنط فاطمه.
فاطمه بلوم: لأ مجاش إوعي تكوني نكدتي عليه يا ماهي كرم إبني هادئ وصبور بس زعله وحش قوي
ماهي بهدوء: لا يا طنط منكدتش عليه ولا حاجه بس هو نسي موبايله وإتأخر شويه
وحضرتك عارفه إنه في أجازه من شغله...
همت بإنهاء المكالمة ولكنها قالت، : طنط ممكن تديني إيناس
نادت فاطمه علي إيناس التي رحبت بماهي
ثم همست ماهي: إيناس لو كرم جه عندكم في أي وقت إتصلي بيه
إيناس بإبتسامه: حاضر يا حبيبتي.
لتسألها فاطمة: هيه عاوزه ايه يا إيناس
عاوزه سلامتك يا بطه قالتها إيناس ضاحكه وهي تتجه لغرفتها...
لتلوي فاطمه فمها بطريقه مضحكه...
،
في فيلا الخرافي
جلس ممدوح ومراد في الحديقه مع والدتهما
وظلت همس تلح عليهم أن تذهب إلى والدتها فوعدها مراد أن يأخذها لها غدآ
أقبلت عليهم زيزي بدلال وقالت بمرح
آه بالحق يا طنط نوال أنا فكرت نعمل حفلة إستقبال. لشمس وهي راجعه من المستشفي إيه رأيكم...
نظر كلا منهم للآخر بريبه وتعجب لتردف هي: مش واجب برده ولا إيه أصل أنا نويت أفتح صفحة جديده
ثم نظرت لهمس وقالت بحنان مزيف: إيه يا هموسه ما بتلعبيش مع بنت عمك ليه إطلعي يا حبيبتي إندهي لها تلعب معاكي
إنتوإخوات
لتزداد الدهشه علي وجوههم
لتنصرف زيزي بدلال وتتركهم يتعجبون إلى أن قال ممدوح: معقول
نوال بطيبه: ربنا يهدي يا بني لقتنا كلنا زعلانين منها فبتحاول تصلح غلطها
يمكن: قالها مراد بعدم إقتناع.
في شقة ماهي.
علا رنين هاتفها لتجد المتصل إيناس
فترد بلهفه: أيوه يا إيناس
إيناس بصوت منخفض: لسه داخل وضارب بوز وقال مش عاوز حد يدخل عليه ودخل ينام في أوضة والدته وقفل عليه وقالها تنام مع الولاد وهيه قاعده بره هتتجنن أنا بكلمك من أوضتي
طيب يا إيناس كتر خيرك قالتها ماهي وهي تنهي المحادثة، لتهرول إلى خزانة ملابسها تبدل ثيابها. علي عجل وتحمل مفتاح سيارتها لتهرع إليه
في المستشفي
ماما حبيبتي أنا جيت.
صاحت همس التي قفزت علي الفراش بجوار ليلى
التي أخذت تعانقها بشوق جارف فهي لم تراها منذ إسبوعين
كده يا همس تغيبي عني كده
السلام عليكم: قالها مراد الذي وقف عند الباب يشاهد لقاء همس وليلي
مراد: همست ليلى
ليقول: إتأخرنا عليكي
تصمت قليلآ ثم تعاود عناق همس القابعه فوق ركبتيها
مراد بإبتسامه هادئة، : الدكتوره قالت إنك خلاص هتخرجي بكره ولا بعده.
آه، قالت ليلى وأردفت، الدكتور ال عمل الجبس كمان جه النهارده شاف رجلي وقال بقت تمام الحمدلله
مراد بتساؤل، : زهقتي من قاعدة المستشفى
لتجيب برقه: هتصدقني لو قلت لك أجمل أيام حياتي قضيتها بالمستشفي
ليشرد مراد: كيف وقد قضت مع مجدي سنوات تزعم أن أيام لقائه بها هي أجمل أيام
إزدادت داخله التساؤلات ولكن إن كانا قد تصارحا بمشاعرهما فيجب أن يصارحها بما يجول بنفسه
سرحان في إيه: سألت ليلى.
تنحنح مراد وقال: أبدآ أصلهم طلبو صورة بطاقتك علشان التسجيل في بيانات المستشفى طلبوها أول ماجيتي بس ما كنتيش فايقه
بطاقتي: قالتها ليلى بهلع ولكنها أردفت بسرعه نسيتها في المنصوره
غريبه: أمال بتروحي الجامعه إزاي
ليلى وقد زاد إصفرار وجنتها: دا أنا يا دوب قدمت وجبت الكتب...
أنقذتها همس حينما قالت بفرحه: طنط زيزي بقت طيبة وهتعمل حفله كبيره ونجيب تورته كمان.
نظرت ليلى لمراد بتساؤل فأخبرها بنوايا زيزي لتتعجب كثيرآ وقالت
الله يخليك يا مراد مش عاوزه حفلات وهيصه أنا أساسآ أول ما أخرج من هنا هيبقي ورايا حاجات أهم كتير
حاضر يا شمس هحاول أقنعها إنك تعبانه و محتاجه هدوء...
إبتسمت بقلق فإقتراب عودتها للمنزل تعني إجتماعها به ووالدته لتعلمه كل شئ
تري هل يتقبلها ويغفر لها...
رن هاتف مراد ليجد المتصل رامي يستدعيه لعمل هام
فقال: شفتي الحظ لازم أروح الشركه حالآ.
ليلى بتعجب: متأخر كده
عادي الشغل بيجي في أي وقت لو عوزتي أي حاجة إتصلي بيه، يلا يا همس أنا هروحك الأول وبعدين أروح الشركه.
إنحني ليحمل همس ليتجهم وجه ليلى وهي تفكر هل ممكن أن تغيب عنها همس
وماذا سيفعل شاكر حينما يعلم حقيقتها
في شقة فاطمه
طرقت ماهي الباب لتفتح لها إيناس هرولت
ماهي للداخل وهي تقول
إيناس فين كرم
أشارت إيناس لغرفة حماتها التي كانت بالداخل لتهرع ماهي لتطرق باب الغرفه بقوه وعنف.
فتح كرم الباب لتندفع ماهي تجاهه لتعانقه بقوه وتتشبث به كطفل صغير باكي
ماهي: قال بهمس ثم تنهد بحسره
لتهمس ببكاء هي الأخري حتى لايسمعها أحد
أسفه يا كرم حقك عليه سامحني يا حبيبي بس متزعلش مني
ليبتسم بمراره ويقول: إنتي مغلطتيش في أي حاجه أنا عارف إني زودتها بس غصب عني
يربت بحنان علي ظهرها لتقول بتأثر
عمري ماهجيب ليك السيره دي تاني يا كرم
أهم حاجه نفضل مع بعض
خلاص بطلي عياط، قال كرم بحنان.
ليجذبها ويجلسا معا علي فراش والدته
لتحتضنه وتغمض عيناها لتشعر بالأمان،.
↚
ظلا ماهي وكرم متعانقان لدقائق قبل أن تكتشف ماهي أن كرم يبكي بصمت.
لتقول بفزع
بتبكي يا كرم عمري دا أنا ما شفت حتى في عنيك دموع من أول ما عرفتك.
ليحاول التماسك ويقول بنبره حزينه هادئه: لو مشكلتي كانت تخصني لوحدي صدقيني ما كانش هيأثر فيه زي دلوقتي
بس يا ماهي لو واحد بيغرق ليه يشد حد تاني علشان يغرقو الاتنين بدال مايسيب التاني ده يعيش ويستمتع بحياته...
صمت حينما وضعت ماهي باطن كف يدها علي فمه وقالت بجديه وعبوس
ولا كلمه زياده ياكرم ولا كلمه...
خلاص الموضوع ده هننساه ونعيش مع بعض نكمل ال ناقصنا بحبنا...
وضعت يدها علي رأسها بضعف
ليسألها بإهتمام: مالك يا ماهي عندك صداع
ماهي مبتسمه: عندي جوع، ما أكلتش من ساعة الفطار الصبح
والله ولا أنا قالها كرم وهويحذبها ليخرجا إلى الردهه
وينادي أمه بصوت عالي لتخرج من الحجره وتكتشف وجود ماهي...
نعم يا حبيبي أردفت: إزيك يا ماهي
الله يسلمك يا طنط بخير
حك كرم رأسه وقال: إيه يا بطه مافيش واجب لماهي ولا إيه.
أنا جعان مش هتعشينا
يا قلب أمك: قالتها فاطمه وهي تهرول للداخل لتجهيز الطعام
وبعد قليل خرجت إيناس لمساعدتها
وجلس الجميع يتناولون الطعام...
وبعد الإنتهاء ذلك أعدت إيناس الشاي
فقال كرم لزوجته: يلا يا ماهي إشربي شايك علشان نروح
لتصيح إيناس: تروحو ليه دا الفجر ساعتين ويأذن
إدخلو إرتاحو في أوضة ماما للصبح وبعدين إنت عندك أجازه يا كرم خليكو إتغدو معانا بكره هعملكو ملوخيه بالأرانب إيه رأيكم بقي.
موافقه يا ماهي.
قالت ماهي بإبتسامه جميله: زي ما كرم يحب...
بالفعل دخلو حجرة فاطمه وبدلت ماهي ملابسها بملابس مريحه تخص إيناس التي أصرت أن تفعل ماهي ذلك...
ناما متعانقين وضحكت كثيرا حينما مازحها كرم قائلآ
لولا سرير أمي ده عتيق وأخاف يقع بينا ويعمل فضايح والله ما كنت عاتقك
لتتعالي الضحكات...
وتتمصمص فاطمه التي تجلس في الخارج تنتظر آذان الفجر لتصلي وتقول
ال يشوفك وإنت داخل عليه مايسمعش ضحكك يا كرم. يلا ربنا يهنيك يا بني
،.
في شقة سالم
تعالت أصوات محمد وشهد
لتصيح شهد: إنت عاوزني أوافق بالعافيه قلت لك لأ يعني لاء يا محمد أنا مش هتجوز إلا مراد
إنت عاوز الناس يقولو سابها وراح لشمس ال مخلفه وعندها عيله
سابها: قالها محمد وهو يقهقه عاليآ هو إنتي كنتي معاه أصلآ علشان يسيبك
قالت شهد بتذمر: زيزي قالت لي إن قريب مراد هيخطبني
ليصرخ محمد: إنتي مش موديكي في داهيه إلا زيزي دي.
إنتي إيه مالكيش شخصيه تخلي واحده تافهة. زي زيزي دي تسيطر عليكي
شهد بإعتراض: زيزي ذكيه جدا ولعلمك بقي قاطعها ليقول بحنق: في الشر ذكيه في الشر لكن إنسانه فاشله قال ذلك محمد ثم أردف
مالك ده ضافره برقابتك أصلآ
شهد بسخريه: آه علشان صاحبك يبقي محصلش
محمد بهدوء: يا شهد مالك معيد في كلية الزراعة وهيسافر يكمل دراسته وهيبقي له مستقبل كويس، إسمعي كلامي
قولي لها يا ماما، قال ذلك لأمه التي قالت بلامبالاه.
من إمتي رأيي مهم عندها هيه حره يا محمد تخبط رأسها في الحيطه
ليتركهم محمد ويخرج متأففآ ليذهب إلى عمله أحسن إنه مشي قالت شهد ذلك وهي تتجه لحجرتها وتقول بمرح
لما أجهز نفسي وأشوف هلبس إيه بعد بكره في حفلة زيزي...
في مصنع شاكر
جلس شاكر مع شقيقه في حجرة مكتب شاكر الأنيقه يتحدثان بينما ممدوح يقوم بالإشراف علي عمال المصنع...
لفت نظره سيده شابه ترتدي ملابس سوداء اللون أنيقه ومحتشمه.
وتسير بخطوات متزنه إلى مكتب السكرتاريه ولا يعلم لماذا وجد نفسه مشدودا إليها...
ليدخل إلى نفس المكتب الذي دخلته هي بعد قليل من دخولها
ليقف مشدوهآ أمامها
قال بإرتباك، ساره ثم أردف
إزيك يا دكتوره ساره عامله إيه
إزيك يا ممدوح قالتها ساره بإبتسامة هادئه
إتفضل: يا ممدوح بيه
قالها كامل الموظف بالمصنع كسكرتير وهو يقول بإحترام لممدوح، : ساره مش هتعطلني عن الشغل دي خمس دقايق وهتروح شغلها...
خدو راحتكم طبعآ قالها ممدوح وهو يخرج من المكتب...
ليتعمد التلكؤ أمام. المكتب
لحين تخرج ساره
بالفعل خرجت ليبتعد خطوات ويدعي أنه قادم نحوها عن غير عمد
وقال بإهتمام: عامله إيه يا ساره وأخبار الدكتور أكمل والولاد إيه
قالت بنفس الإبتسامه الهادئه: الدكتور أكمل مات من تلت سنين يا ممدوح والولاد كويسين الحمد لله
مات، أنا آسف
الحمد لله على كل شئ قالتها ساره برضا
ممدوح بمرح: عندك ولاد إيه
ولد وبنت قالت ساره.
سألها بفضول، : أسمائهم إيه
لتقول بخجل: ميرا و ووو وممدوح
لتتسع ابتسامة ممدوح ويقول: مسميه إبنك ممدوح
لتنفي بسرعه وتوتر، : أبوه الله يرحمه ال سماه ممدوح
يلا عن إذنك وإنصرفت مسرعه، لتتابعها نظرات ممدوح بشرود
،
في مكتب شاكر
قال سالم بتأثر لشقيقه: مش شايف يا شاكر إن مراد زودها شويه
تقصد ايه يا سالم، سأل شاكر
ليجيبه شاكر بحنق ولوم: لو مراد قالك إنه مش عاوز يخطب شهد عرفني وإحنا برده إخوات وحبايب يا خويا.
أخوها زعلان كل يوم والتاني ترفض عريس
ومالك صاحبه متقدملها وأهو معيد في الجامعه وليه مستقبل برده
وهيه رأسها وألف سيف لترفض علشان مراد
إسأله تاني يا خويا وقولي بصراحه
علشان أعرف رأسي من رجليه...
تنحنح شاكر وقال بود: حاضر يا خويا هرد عليك الإسبوع ده إن شاء الله
تنحنح سالم وقال: أخبار مرات مجدي إيه: شاكر بتجهم: أديني صابر عليها لما البت تتعلق بينا ومتبقاش محتاجه ليها وبعد كده هشوف لها حل...
:
في شقة فاطمه
جلس الجميع علي الطاوله لتناول الطعام الشهي التي أعدته إيناس...
ورغم إتفاق ماهي وكرم ألا يتحدثوا عن موضوع الإنجاب
إلا أن الآخرين لا ينطبق عليهم هذا الإتفاق
وضع كرم بعض الطعام في فم عمر القابع علي ركبتيه ليطعمه...
لتتنهد أمه وتقول: يا رب يا بني تطعم إبنك وأشوفه بعيني.
ليهتز الطعام في يد ماهي التي قالت بجديه
أنا ورايا تعليم وإتفقنا إننا مش عاوزين نخلف خالص دلوقتي يا طنط.
ثم حملت الطعام لتضعه في فم كرم ضاحكه...
لتلوي فاطمه فمها بضيق، ويضع كرم عمر علي المقعد المجاور له ليترك الطعام وينهض ليدلف إلى المرحاض، ثم يهاتف طبيب أسنان صديقه ليطلب منه تحديدميعاد لزيارة ماهي له حيث أخبرته أن ضرسها يؤلمها...
فتنتهز فاطمة الفرصه لتنظر لماهي بإزدراء وتقول بصوت منخفض خوفآ من كرم: وإبني ذنبه إيه في دراستك إتجوزتي ليه لما وراكي مذاكره أنا مش عارفه هو طالع خايب كده لمين لأبوه كان نار قايده
تصنعت ماهي البرود وقالت بلا مبالاه لفاطمه، : تسلم إيدك يا نوسه
الله يسلمك يا يا حبيبتي بقك ال حلو يا ماهي، قالت إيناس بإبتسامه جميله.
يلا يا ماهي هنمشي: قال ذلك كرم. ثم أردف أنا حجزت لك بعد بكره عند الدكتور حازم علشان أسنانك ال بتوجعك دي.
لتشكره ماهي علي إهتمامه...
وتقول كأنها تذكرت شيئآ: بس بعد بكره هتكون إنت رجعت شغلك
قال بهدوء: إبقي عدي علي طنط نوال خديها معاكي
يلا أنا هسبقك عندالعربيه...
لتتبعه ماهي وينصرفا بهدوء
لتقول إيناس لفاطمه: يا ماما الله يهديكي كل ما تشوفي ماهي تنقعيها بالكلام وتسمي بدنها...
فاطمه بإستياء: هو أنا غلطت إني عاوزه أفرح بولاد إبني
إيناس بعناد: آه والله غلطتي إبنك مش عيل صغير إبنك راجل و عارف مصلحته...
لتتركها فاطمه وتدخل حجرتها وهي تزمجر بالكلام لتبتسم إيناس بلا مبالاه...
بعد يومين
في الصباح تلقت نوال إتصالآ هاتفيآ من ماهي
التي قالت وهي تتألم لأمها أن أسنانها تؤلمها بشده وستذهب إلى الطبيب في المساء...
نوال بحنان: هتروحي مع كرم
لأيا ماما كرم رجع شغله وهيجي متأخر إيه رأيك أعدي عليكي بالعربية وتيجي معايا
نوال بحنأن وماله يا حبيبتي، : حتى ترجعي معايا علي البيت تحضري الحفله بتاعت زيزي.
لتضحك ماهي وتقول بتعجب: والله ما أنا مصدقه زيزي عامله حفله لشمس سبحان مغير الأحوال صحيح...
ربنا يهديها لأ وسايبه همس تلعب مع بيري كمان
ماشي يا ماما هعدي عليكي المغرب علشان تلحق نرجع نحضر الحفله
نوال بجديه: طيب مع السلامه يا حبيبتي...
في المستشفي
أزال الطبيب الجبس والأربطه عن قدم ليلى
التي كانت تختلط عليها المشاعر المختلفة
هل ستسعد لشفائها أوتستعد لشقائها إذا غضب مراد مما تنوي مصارحته بها.
دخلت الطبيبه سما مبتسمه وقالت
لاء دإحنا بقينا تمام التمام
الحمد لله همست ليلى
لتجلس بجوارها سما وتقول بحنان: مش فرحانه إنك هتروحي بيتكم
بيتنا، رددت ليلى الكلمه وأردفت والله يا دكتوره سما أنا زعلانه إن الأيام عدت
لتغمز سما بعينها بمكر وتقول: آه صحيح كفايه يوم الورد
تبتسم ليلى وتقول بمحبه: هتوحشيني يا دكتوره سما...
إنقطع الحديث حينما طرق مراد الباب
ودخل لتتجه سما إلى خارج الغرفه...
ألقي مراد التحيه.
وجلس علي المقعد المجاور للفراش وهذه المره
كانت ليلى تجلس علي طرف الفراش ممده قدميها للأسفل
فنظر لقدمها اليمني وقال: مبروك الجبس إتفك أهو
الحمد لله، قالت ليلى ثم أردفت، مش ده ميعاد شغلك
مراد بإبتسامه: قلت أجي أشوفك لو عاوزه حاجه وكمان أقولك إستعدي لإني هعدي عليكي أروحك معايا وأنا راجع من الشغل...
ليلى بهدوء: أنا مش عاوزه حاجه يا مراد شكرا وهستناك إن شاء الله
هم بالإنصراف لكنه عاد ليقول.
علي فكره عاوز ألفت نظرك لحاجه
نظرت له بتساؤل ليقول: أكيد لما نواجه العيله برغباتنا في الارتباط: بابا هيعترض
أنا عاوز أطمنك مهما حصل مش هتخلي عنك
لتبتسم ليلى بمراره وتقول بلهجة ممزوجه بالشك: مهما حصل، مهما حصل مش هتتخلي عني
مراد بإبتسامة حانيه: عندك شك في كده
يلا هنتأخر علي شغلك يا مراد قالتها بهمس لتتفاجئ به ينحني ليخطف قبله سريعه من جبينها.
لتشهق وتقول بحده وجديه: إنت إتجننت يا مراد وقبل أن توبخه ولي مهرولآ...
لتتحس جبينها وتقول بشرود: أكيد إتجنن
في فيلا الخرافي
أدت نوال فريضة المغرب وخرجت تتوكأ علي عكازها لتخرج من الفيلا وتستقل سيارة ماهي التي وصلت للتو لتذهب معها كما إتفقتا
في نفس الوقت تقريبا خرجت ليلى بصحبة مراد من المستشفي وإستقلت السياره بجواره عائده معه لفيلا عائلته...
في فيلا الخرافي
تلألأت الحديقه بالأضواء وأعدت الطاولات بعنايه وصفت عليها أصناف الحلوي...
وإختلت زيزي بهمس وبيري في جناحها الخاص
وقدأعدت حفل مماثل خاص بالأطفال مما أسعد الطفلتان كثيرآ. قالت زيزي بحماس: كده بقي إنتي يا بيري وأصحابك عندكم حفله جميله لسه زعلانه مني
لأيا مامي إنت حلوه كتير وبحبك قالت ذلك بيري برضا...
إتجهت زيزي لآني. وطلبت منها عدم ترك الطفلتان أوالسماح لهم بالنزول للأسفل.
هرولت همس بسعاده بإتجاه زيزي وقالت
بس لما ماما توصل إبعتي داده وداد تقولي يا طنط
حاضر يا حبيبة طنط قالتها زيزي بسخريه لا يستوعبها الأبرياء أمثال همس...
هبطت زيزي الدرج وإتجهت للحديقه وصممت أن يحضر شاكر وممدوح وكذلك سالم الذي إصطحب زوجته وأبناؤه معه
حينما وصلت سيارة مراد تلفتت زيزي لتبحث عن نوال فأخبرتها وداد بخروجها مع ماهي.
لتتصل بها زيزي غاضبه وتقول: إزاي يا طنط تخرجي وعارفه إن فيه حفله وكمان ماهي أنا عزماها
نوال بتعقل: يا بنتي أنا لسه عيله صغيره وبعدين ماهي أسنانها تعبانه أخدت بنج ولسه هتدخل للدكتور يعمل الحشو
آااااه عموما هصور الحفله يا طنط علشان مايفوتكيش منها حاجه: قالت زيزي ذلك بنشوي. وسعاده. جعلت نوال نفسها تتعجب
إستقلت زيزي ليلى وإحتضنتها قائله: يلا بقي علي الحفله علي طول.
ليلى بتوتر: أنا آسفه يا زيزي بس تعبانه وهطلع أنام.
يرضيك كده يا مراد: قالت ذلك زيزي بدلال
ليقول مراد لليلي: خليكي شويه وبعدين إطلعي
ليلى برجاء: طب أطلع أغيرهدومي وأشوف همس الأول
لتجذبها زيزي وتصر أن تدخل معها مباشرة للحديقه
إستشاطت شهد غضبآ حينما رأت اهتمام مراد بليلي ولكنها جاهدت لتسيطر علي أعصابها
أخذ ت المدعوات من صديقات زيزي
وكذلك أفراد العائله في إلتهام الحلوي بسعاده.
بينما صعدت زيزي فوق إحدي الأرائك بالحديقه لتسترعي إنتباه الجميع الذين تعجبو لأنها أيضأ تمسك بيدها مكبر للصوت
صاحت زيزي: يا جماعه إجمعوا عندي هنا مراد، ممدوح، شهد وإنت يا عمو شاكر كلكم تجمعو عندي حالآ
عندي ليكم مفاجأه أردفت: قربي شويه يا شمس
ظن الجميع أنها سترحب بشمس) (ليلى) ومنهم الذي إبتسم ينتظر المفاجأه...
لتقول زيزي بإستياء: عاوزه أقول لكم كلكم علي حاجه.
عيلة الخرافي المحترمه بقي فيها نصابين ومحتالين وأشارت بيدها إلى ليلى...
إيه ال بتقوليه دا يا زيزي إنتي إتجننتي، قال مراد ذلك
لتصيح، لأ يا مراد الجنان بعينه ال هتسمعه دلوقتي حالآ
المدام وأشارت لليلي وأردفت، المدام ال عامله نفسها مرات مجدي الله يرحمه
مالها شمس إياكي: قال ذلك مراد وهويشير بسبابته يحذر زيزي من إهانة شمس.
لتصيح بصوت أعلي: شمس مرات مجدي ماتت وال بيننا دي نصابه إحتلت شخصيتها ومش بعيد تكون قتلتها كمان
مش بس كده، حتى البنت ال هيه جيباها نضمن منين إنها كمان مش تمثيليه عاملاها تلطش بيها قرشين...
هبطت من أعلي الأريكه للأرض وإقتربت من ليلى التي شعرت بدوار وبهت لونها وجحظت عيناها برعب كانت تنوي إخبارهم ولكن ليست بهذه الطريقة!
أشارت زيزي لليلي لتحدق بها كل العيون: وقالت بثقه إسألها يا عمي شاكر: إسألها يا مراد، وهتعرف مين الكذاب ومين ال بيحب العيله دي وخايف عليها...
ليقترب الجميع من ليلى فيشير لهم مراد بيده ليثبت كلآ منهم في مكانه
وينظر هو لليلي يتفرس ملامحها المذعوره الباهته ويقول
كلامها حقيقي إنتي مش مرات مجدي
أيوه. صحيح، قالتها ليلى بضعف
ليصيح مراد بحده: يعني مرات مجدي ماتت
أيوه، أجابت ليلى.
شاكر بغضب عارم: والبنت ال فوق دي والأوراق ال معانا بتثبت إنها بنت مجدي
ليلى بضعف، بنتكم، البنت بنتكم يا شاكر بيه...
عملتي كده ليه، سأل مراد وهو يصر علي أسنانه بوجه عابس غاضب
لتجيب: علشان همس عملت كده بس علشان همس، علشان خفت تاخدوها مني والله علشان كده بس.
ليصفعها شاكر صفعه مدويه تطيح بها أرضآ
وينحني مراد ليجذبها ويرفعها للأعلي وينظر بوجهها بإحتقار قائلا: كنت فاكره هتورثي مكان شمس أد إيه إنتي حقيره.
الوش البرئ ده مخبي تحته الخداع ده كله كل ال قلته ليكي بالمستشفى وقدرتي تخدعيني...
يا مراد، همت ليلى بالحديث ليقاطعها شاكر صائحآ: أنا هطلب البوليس يقبض عليها النصابه...
ليقول مراد بصوت أجش: خلاص يا بابا كفايه لو سمحت إهانتها قدام الناس، نظر لها بخيبة أمل وحزن وأردف بأسي: و كفايه إحتقارنا ليها
إمشي إطلعي برااااااااا، براااااا، وحالآ. أنا مش قادر أبص في وشك: قال مراد بآسي.
يا مراد إسمعني، علشان همس، أنا مقدرش، قالت ليلى بتوسل
ليصيح: إطلعي بره بكرامتك بدال ماتترمي في السجن
نادي الخدم وأمرهم بإلقائها وإلقاء كل أغراضها بالشارع، غير آبهين ببكائها وصياحها وإصرارها أنها بريئه وفعلت ذلك فقط من أجل همس...
↚
وقفت ليلى خارج الفيلا تبكي شاعره بالضياع لتحضر وداد حقيبتها الجلدية الممتلئه بأغراضها التي تناثرت أرضآوحقيبة يدها
وتناولها إياهم قائله بتأثر بصوت خافت: سامحيني بالله عليكي أنا سبب ال حصلك أنا ال قلت لزيزي بس والله هددتني...
ليلى بضعف: مسمحاكي يا وداد أنا والله كنت هقولهم بالله عليكي خدي بالك من همس ومتخليش زيزي تأذيها
أجهشت بالبكاء وأردفت: أنا عملت كل ده علشانها والله علشانها.
إستدارت وداد لتدخل وتركتها وسط كومه من ملابسها وأغراضها بركت علي الأرض لتضعها بالحقيبه الجلديه الكبيره وتحكم إغلاقها
همت بالإنصراف بخطوات بطيئه متثاقله ولكنها إستدارت مره أخيره للفيلا عسي أن تلمح همس
بينما صعد مراد ليقف في الشرفه وينظر عليها وهويستتر بقماش الستاره السميك
بوجه عابس حزين لتختلط عليه المشاعر حقد تعاطف كراهيه وشفقه كان مصدومآ مذهولآ لايستوعب عقله ماحدث.
أتلك البريئه الرقيقه تخدعه بهذه السهولة
أهي قاسيه إلى درجة أن تجرحه وتصدمه وهو أحبها بصدق وكاد أن يواجه والده بضراوه من أجل الارتباط بها
وضع يده علي قلبه
أأنت أيها القلب تنحني لتلك الكاذبه المدعيه التي إستغلت طفله بريئه للوصول إلى أغراض دنيئه...
سارت ليلى لخطوات بحقيبتها الثقيله علي يدها وحملها الجاثم علي قلبها الجريح، وهي تفكر أين تذهب في هذا الوقت تفقدت مفتاح بيتها في حقيبتها وإطمأنت لوجوده.
هو وبعض الأموال داخل حقيبتها
قررت أن تذهب لمحطة القطار وحجزتذكره لمدينة المنصورة
فليس لها أقارب أو معارف بالقاهره ولكنها ترددت فالوقت متأخر وتخشي السفر ليلآ...
نظرت أمامها لتري أنوار مئذنة المسجد مضيئه وكأنها أشاره من الرحمن إليها فوجدت ساقاها متجهتان تلقائيآ تجاه المسجد
سألت سيده قابلتها عن المدخل الخاص بالنساء فدلتها السيده بإبتسامه هادئه.
صعدت ليلى الدرج ودخلت المسجد وضعت حقيبة ملابسها جانبآ وظلت تحمل الحقيبه الصغيره علي كتفها
دخلت إلى المرحاض ثم توضأت ودخلت المسجد مره أخري
لم تكن قد صلت فريضة العشاء
أخذت تصلي بهدوء وكلما سجدت بثت حزنها إلى الله وهي تبكي وشكت زيزي إلى ربها وقالت بوجل وخشوع
يا رب إني أنا أشعر بالوحده، أعلم يا رب أنني أخطئت وكذبت وأنت يا رب لا تحب الكاذبين.
لم أنوي سوء لأحد ولم أفعل إلا من فرط حبي لهمس وإحساسي بالمسئوليه وخوفآ علي الأمانه
لكنني أقر بذنبي فأغفرلي
اللهم إني أستودعتك الصغيره الضعيفه ولا تضيع ودائعك في الأرض ولا في السماء وأنت السميع البصير
أنهت صلاتها وشعرت بالسكينه والهدوء وكأن الله قد ربط علي قلبها
هكذا هو اللجوء الصادق إلى الله وقت المحنه يزيل الهموم ويجبر الخواطر نزلت الدرج بخطوات هادئه وهي مازالت تفكر أين تذهب.
وكأن الله سبحانه وتعالى ألهمها الصواب فخطرت علي بالها الدكتوره سما...
لم تكن صديقتها بمعني الكلمه لكنها إنسانه ودوده بسيطه وقد أعلمت ليلى برقم هاتفها وطلبت منها التواصل معها أحيانآ
طلبت ليلى الرقم بيد مرتعشه ليأتيها صوت سما الحاني
أهلآ مريضتنا الحلوه لحقت أوحشك
ليلى بخجل: دكتوره سما أنا، أنا محتاجه مكان أبات فيه لحد الصبح علشان خايفه أسافر دلوقتي المنصوره.
تعجبت سما ولكنها قالت: إنتي فين مش روحتي مع حد من عيلة الخرافي
ليلى بضعف: أنا في الشارع
: سما بتفهم: طيب تعرفي تاخدي تاكسي وتجيلي المستشفي
بالفعل إستقلت ليلى تاكسي وعند المستشفى اتصلت مره أخري بسما التي خرجت من المستشفي بسرعه لتقابل ليلى وتستقلا معا سيارة سما...
وتصر سما أن تصطحبها معها لمنزلها لتقضي معها ليلتها
منزل سماعباره عن شقه جميله بالمعادي قريبه من المستشفي التي تعمل فيها.
لتتعرف ليلى علي أسرة سما
والدتها الدكتوره ألفت وطفله في العاشره تدعي أسيل
قالت سما بإبتسامه واسعه: حظك حلو بابا مسافر في مؤتمر علشان متتحرجيش
و مافيش غيري أنا وأسيل والدكتوره الفت
الست الوالدة
دخلت سما مع والدتها لدقائق لتخبرها عن إستضافتها لصديقتها إلى الصباح
وبعدها تفهمت والدتها ورحبت بليلي كثيرا
قالت سما لليلي: إتفضلي يا شمس إدخلي غيري هدومك وإرتاحي أنا وماما هنحضر العشا سوا
وأسيل هتسليكي وتساعدك.
صح يا سولا...
لتتبع الصغيره ليلى التي إلتفتت لسما وقالت بهدوء
أنا إسمي ليلى علي فكره
وشمس سألت سما بتعجب...
لتقول ليلى بإبتسامه حزينه: إسمي الحقيقي ليلى
سما بمرح: هنشوف الموضوع ده بعد العشا إن شاء الله
بدلت ليلى ثيابها وجلست علي فراش سما كانت تشعر بالخجل
وتخشي أن تكون تطفلت عليها ولكن لم يكن أمامها حل آخر
دخلت سما تحمل صينيه عليها الطعام وقالت لأختها الصغيره بحنان.
إطلعي يا سولا إقعدي مع ماما ونامي معاها النهارده...
لتطيعها الصغيره بهدوء
وضعت سما الطعام علي منضده بحجرتها وقالت
تعالي يا شمس أقصد يا ليلى كلي أكيد جعانه
جلست ليلى معها تحاول أن تتناول بعض الطعام ولكن تفكيرها بهمس جعلها شارده
إيه الحكاية ممكن أعرف؟ سألتها سما
وبالفعل كانت ليلى بحاجه لمن يشاركها أحزانها في تلك اللحظه
فقصت علي سما ماحدث منذ قابلت شمس الحقيقيه إلى تلك اللحظه التي تقضيها معها...
في فيلا الخرافي
بعد أن إنصرفت ليلى من أمام المنزل
وقفت سيارة ماهي أمام الفيلا لتترجل ماهي أولآ وتساعد والدتها علي الترجل من السياره
قالت ماهي بعد أن سارت للداخل قليلا
ماما باين خلصوالحفله بدري
نوال بتعجب: يمكن معملوهاش أصلا يا بنتي مالحقوش
قبلت ماهي والدتها وقالت
خلاص يا مامي أنا هروح أطب علي كرم وأخده وتخرج نتعشي بره...
نوال بحنان: تعالي وإطلبيه يجي.
ماهي بإبتسامه هادئة، : لأ أنا عاوزه أعمل مفاجأه وأروح له سلميلي علي شمس
وإستدارت لتستقل سيارتها وتنصرف...
دخلت نوال لتجد شاكر وولديها يجلسون في الردهه.
وزيزي تجلس معهم ويبدو عليها الإرتياح
أخذت زيزي تقص عليها ما حدث...
وقال شاكر بضيق: لولا مراد كان زمانها مرميه في السجن
همس فين: سألت نوال لتجيبها زيزي بضيق، آهي فوق مع بيري علي فكره أنا شاكه إن البنت دي كمان مش بنت مجدي.
إخرسي، قالتها نوال لزيزي ليلتفت إليها الجميع
أردفت نوال وهي تتفرس ملامح زيزي بغضب عارم: البنت ال فوق دي بنت مجدي وإل طردتوها وبهدلتوها دي مش نصابه
ليلى مش نصابه فهمتو ولا لأ
مرادبحيره، ليلى
أيوه ليلي، ليلى علي عبد الرحمن، ليلى مش نصابه ليلى عملت كده علشان همس وحكت لي من أول ما جت الفيلا وأنا ال طلبت منها متقولش حاجه فهمتم ولا لأ
ألجمت الصدمه مراد الذي جحظت عيناه
أمه تعلم ما هذا الذي يسمعه!
نهض شاكر من مقعده وصاح: يعني إنتي مساعده النصابه دي تكذب علينا ليه ما قلتيش يا نوال
نوال بحده وقد نفذ صبر ها: لأنك أناني يا شاكر
مبتفكرش إلا في نفسك
لأن آخر حاجه كنت هتفكر فيها مشاعر طفله يتيمه...
ليلى خدت همس وهيه أقل من تلت سنين كانت جعانه، يتيمه، بائسه، وأمها مريضه بتحتضر
ليلى بنت صغيره لسه ما إتجوزتش بس يتيمه محبتش همس تعيش ال عاشته هيه
أخدتها ربتها وكبرتها لحد ما إنتو عرفتو طريقها...
قالت لك كده يا مراد علشان خافت تاخد منها همس...
ولما جت قالتلي أيوه قالتلي
نظرت لزيزي وقالت بغضب، : مكنش من حقك تهينيها يا زيزي
علي الأقل كنتي إحترميني وخدي رأيي في ال هتعمليه...
مرر مراد يده علي وجهه بعصبيه وقال بوجوم وحزن: كان لازم تقولي يا ماما كان لازم هيه كمان تقول
نوال غاضبه: كان هيطردها أبوك والبنت ممكن تتصدم وتضيع مننا أردفت بحنق ولعلمكم ليلى ما كنتش مستفيده حاجه بوجودها معانا.
كانت بتدينا أكتر ما بتاخد
بتدينا خير وحب وللأسف نظرت لزيزي وأردفت
بتاخد أذي وشر وتكبر
ليلى أطيب بنت شفتها، ليلى إنسانه نقيه مش زيك يا زيزي
صرخت زيزي: كفايه بقي يا طنط، كفايه
شاكر بغضب: أنا مش هسامحك يا نوال علي ال عملتيه
نوال بسخريه: طول عمرك متكبر فظ غليظ القلب يا شاكر ولعلمك إنت السبب في ضياع مجدي وموته جالك يترجاك ويتحايل عليك لكن كبريائك نساك إنك أب وخذلته...
رفع شاكر يده يريد أن يصفع نوال التي فاض بها الكيل
لكن يد مراد كانت الأسرع فدفع يد والده وقال
لأيا بابا ماما مش هتتهان في السن ده
بتقف لي يا مراد؟ قال شاكر بعتاب
مراد بخشونه: العفو يا بابا بس ماما مش صغيره علشان أسيبها تتهان
ماما كانت خايفه علي بنت مجدي والحقيقه إنك فعلا كنت هتتطرد شم. أقصد ليلى لو عرفت حقيقتها والبنت تتصدم...
في شقة سما
قصت ليلى علي سما كل ماحدث معها بالتفصيل لتندهش سما من تلك القصه العحيبه
نظرت لليلي مبتسمه وقالت: كان لازم تقولي لمراد يا ليلى
ليلى بحزن: صدمني قوي مراد يا دكتوره سما
سما بتفهم: إنتي كمان صدمتيه يا ليلى ويا ريت تقولي سما بس من غير دكتوره أظن إحنا قريبين لبعض وعلي فكره أنا كمان عندي سر هقولهولك
محمد بيكلمني، وبيحاول يقنعني نتخطب.
ليلى بإبتسامه: معقول. ال بتقوليه ده. عمومآمحمد من أطيب الناس ال عرفتهم في العيله دي يا سما وافقي يا ريت توافقي
سما بمرح: خلينا فيكي دلوقتي، هقوم أعمل شاي ونمخمخ وتشوف هنعمل إيه...
حديث سما بسيط ومريح وإكتشفت ليلى أنها إنسانه راقية المشاعر متفتحة الذهن
همست سما: إنتي بتحبي مراد يا ليلى
ليلى بحزن: أنا مش هينفع أحب إلا همس بس ميستهلش أي حد غيرها حبي
عمل إيه مراد يا سما طردني زيه زي زيزي زي شاكر.
سما بتعقل: لو مراد معملش كده كان أبوه رماكي في السجن يا ليلى
وأنا شخصيآ متعاطفه مع مراد حاسه إنه إتصدم زيك وأكتركمان
إنت كان لازم تصارحيه كانت هتفرق كتير
ليلى بحزن: إل حصل حصل يا سما
وهتعملي إيه دلوقتي: سألت سما
قالت ليلى بشجن: هرجع بيتي وأكمل دراستي ويمكن أرجع الحضانه لو لقيت لسه ليه مكان
قالت سما لليلي: إسمعي يا ليلى إنتي لازم تخرجي من شخصية شمس المقهوره المنكسره وترجعي ليلى القويه فاهمه ولا لأ.
ليلى بحزن: بس همس يا سما
سما بقوه: همس بنتهم وهما ال هيحتجولك مش إنتي ال هتحتاجي لهم عيشي حياتك. ومتستسلميش
ليلى بإبتسامه: الحمدلله إني إتعرفت عليكي يا سما كأن ربنا فتح لي باب مقفول في وقت الدنيا ضايقه بيه
ما كانش نفسي تبقي همس وحيده زيي
سما بتعقل: همس في وسط عيله كبيره يا ليلى جد وجده وأعمام
همس ظروفها غيرك يا حبيبتي
لمحت سما دموع ليلى الصادقه فضمتها برفق تحاول منحها القوه لتصمد وتتحمل...
في فيلا الخرافي
صعدت بيري لتجد همس تحاول النزول للأسفل و آني تمنعها
فقالت بغيظ: سبيها يا آني تنزل لجدتها
قالت همس ببراءة: ماما جت يا طنط زيزي
لتصيح زيزي بحقد: مامتك ماتت يا همس تنحني زيزي لتضع كفيها علي كتفا همس تهزها بعنف وتقول بصوت أجش كفحيف الأفعي ؛: ال كنتي بتقولي لها ماما دي نصابه وجدك طردها بره وأمك شمس ماتت، فاهمه ماتت
لتصرخ الصغيره وتهرول إلى الخارج لتهبط الدرج وهي تصرخ بأعلي صوتها تنادي أمها.
إلى أن إرتمت في أحضان جدتها وأخبرتها بما قالته زيزي...
وهي تنتحب وتبكي
ربتت نوال علي ظهرها بحنان وأخذت تهدئها ببعض كلمات
قالت همس: عاوزه ماما يا تيته
نوال بحنان بالغ: حاضر يا همس بس إهدي يا حبيبتي إهدي يا همس...
دخل مراد من الخارج ليسمع بكاء همس ويشعر بوخزه في صدره
شعوره بالضياع لا يقل عن شعور ليلى صعدمنهار إلى غرفته.
وجلس علي فراشه يمرريديه بعصبيه علي وجهه بذقنه مرات عديده وهومغمض العينين يشعر بالتوتر والحسره
كان يلوم نفسه ليدور حديث بينه وبين قلبه
بين العقل المفكر والقلب المحب
= ما كانش لازم تتطردها ما كانش لازم تبقي زيك زيهم إنت خذلتها
= لأ لأ لأ هيه ال خذلتني وخدعتني ليه مقالتليش ليه
= كنت حاسس كانت بتخجل من كلمة حب كانت بتقول أول مره تحب كنت حاسس
لكن خدعتني، لو فعلا بتحبني ما كنتش خبت عني.
= لأ يا مراد إنت بتبرر غلطك معاها
= لااااااااااء أنا مغلطتش أنا حبيتها
حبيت شمس و لقيتها ليلى لو مطردتهاش كان بابا سجنها
أنا كنت عاوزها تبعد أنا في عز الصدمه كنت خايف عليهاااااا
حرااااااام ال أنا فيه ده ظلم
= حمل هاتفه لينظر إلى صورتها التي خط عليها
ورده بين الورود
= هاجمه صداع عنيف من شدة التفكير فوضع الهاتف بجواره وبحث عن مسكن ليتناوله نهض متثاقلآ ليغلق الأضواء ويظلم الحجره ليحاول النوم...
في الصباح
قامت سما بإيصال ليلى إلى المكان المخصص لسيارات الأجره المتهجه إلى مدينة المنصوره
ودعتها بعدما ألقت إليها ببعض النصائح لتعود ليلى إلى بيتها وبلدها مره أخري...
سارت بخطوات متثاقله بعد أن فتحت البوابه الخشبيه
لتراودها الذكريات
إحتضنت شجرتها العتيقه بشوق وتذكرت يوم سقطت هي وهمس ليتلقاهما مراد
وفي الداخل دخلت حجرة الجده وكأنها تبحث عنها...
تنهدت بحسره ودخلت حجرتها بعد ذلك
تلك الحجره وذلك الفراش الذي تشاركته مع صغيرتها
فتحت خزانة الملابس وأخرجت ملابس همس الصغيره والمحفوظه بعنايه وعروستها القطنيه والكره التي كانت تحبها كثيرا.
وضعتهم علي الفراش بعنايه وتوسدته لتحتضن تلك الأشياء الصغيره كهمس وتغمض عيناها المبللتين بدموع الإشتياق...
↚
إستيقظت نوال علي بكاءهمس المتواصل فلم تنم طوال الليل وكلما أغمضت عيناها وشعرت بالنعاس إستيقظت مفزوعه...
لتصرخ: لأ ماما عايشه طنط زيزي كذابه ماما حبيبتي هتيجي تاني
قالت نوال بتأثر: يلا يا حبيبتي هنقوم نفطر وداد جهزت الفطار...
تململت همس فجذبتها نوال من يدها وأجبرتها علي دخول المرحاض والإغتسال وإصطحبتها للخارج حيث وضعت وداد طعام الإفطار علي المائده وجلس شاكر يتناول إفطاره بتجهم...
وإكتفي مراد بإحتساء كوبآ من الشاي الساخن
إبتسم مراد لهمس التي لم تبادله الإبتسام وإكتسي وجهها بالعبوس بينما
هبط ممدوح الدرج ليجلس بجوار شقيقه يتناول إفطاره
يلا كلي يا همس: قالت نوال بحنان
لتصيح همس: مش عاوزه آكل أنا عاوزه ماما بس
شاكر بحده: كلي يا بنت بلاش دلع
همس غاضبه: لاء إنت وحش طنط زيزي قالت إنك طردت ماما إنت وحش وأنا مش بحبك.
وإنت كمان مش بحبك: قالت ذلك تخاطب مراد وأردفت وهي تبكي بمراره: وخلاص هقول عمو مش هقول بابا بس هات ماما تاني
عاوزه أقول ماما بس
عاوزه أروح بيتنا ال فيه شجره واحده هوأحلي من بيتكم ال فيه شجر كتير...
بس يا بنت: نهرها شاكر وقد نفذ صبره وصاح
مافيش ماما فيه تيته بس يا همس فاهمه ولا لأ
لتلقي همس شوكتها أرضآ وتنهض مسرعه لتصعد إلى الجناح التي كانت تقيم فيه مع ليلى وهي تبكي وتصيح.
إنتو وحشين وأكلكم وحش ماما لولو بس حلوه هيه بتأكلني أكل حلو ونعمل كيكه سوا...
وبعدين هنفضل علي الحال ده كتير قالها ممدوح بآسي متعاطفآ مع الصغيره وهوينظر لوالده الذي قال بجمود: الحق موش عليها الحق علي الهانم جدتها ال سمحت للنصابه تدخل البيت وتخلي البنت تتعلق بيها
نوال بحده ؛: همس متعلقه بليلي من أول يوم شفناها يا شاكر
شاكر بجديه: يومين تلاته وهتنسي دي طلعت ولا نزلت طفله ومسيرها تنسي النصابه دي...
ليقول مراد بضيق: طالما كانت قايله لماما تبقي مش نصابه يا بابا، غلطتها إنها ماقالتش من الأول، أردف وهو يقول لأمه
خدي بالك منها يا ماما لوسمحتي
حاضر يا حبيبي، قالت نوال لمراد بحنان.
قبل أن ينصرف مراد لعمله صعد للأعلي ودخل الجناح الذي كانت تقطن فيه ليلى.
ليري همس تقف بجوار النافذه وترفع وجهها إلى السماء...
بتعملي إيه يا همس
قالت بدون أن تنظرإليه: بدعي ربنا يجيب لي ماما أويوديني عندها.
أردفت تبكي: إشمعني بيري عندها اتنين ماما طنط زيزي وآني كمان بتعلمها وتلعب معاها
وأنا يبقي معنديش ماما
بتحبيها ليه علشان هيه ماما بس
لتندفع الصغيره إليه وتتوسل بضعف
وديني عندها يا بابا ماما لولو حلوه هي بتعلمني وهيه بتأكلني وهيه حبيبتي
إحتضنها مراد بحنان وهمس: يا ما نبهتيني يا همس ومخدتش بالي كنتي بتقولي ماما لولو كل لما أقول شمس
لمعت عيناها وقالت: طب ممكن تخليني أكلمها بالتليفون.
طلب همس صادف هوي في نفسه فأخرج هاتفه ليطلبها...
إستيقظت ليلى علي صوت رنين الهاتف لتجد المتصل مراد.
مسحت عيناها لتتأكد وقالت بغيظ...
والله لو ضربت ألف مره ما أرد عليك أبدآ...
وضعت الهاتف علي الوضع الصامت وعاودت نومها...
في الفيلا
نظر مراد لهمس بيأس وقال: مش راضيه ترد عليه
ضربنا خمس مرات ومش راضيه ترد
أقولك سر، قال بصوت منخفض، كلميها من موبايل تيته نوال
لتضحك الصغيره لذلك السر وتقول همسآ: حاضر...
في المنصوره.
تململت ليلى في فراشها بعد أن أيقظها رنين مراد
حملت الدميه وقالت بحنان: صباح الخير يا ميسو يا تري غسلتي أسنانك وفطرتي
طب بتحلي الواجبات ال بديهالك
كان نفسي أبقي معاكي وإنتي رايحه المدرسه بس معاكي تيته نوال الطيبه وعمتو ماهي، وكمان عموممدوح تعمدت ألا تذكرمراد فهو جرحها. لقدكانت أثناء سير هاحامله متاعها بعد ما حدث من زيزي تختلس النظرات خلفها.
كانت تأمل أن يلحقها ويتفاهم معها لكنه لم يفعل كيف وعدها ألا يتخلي عنها وفعل ذلك بسهوله
رنين هاتفها جعلها تفيق من شرودهانظرت لتجد نوال المتصله
السلام عليكم
ردت نوال بصوت دافئ حنون كعادتها
إزيك يا ليلى عامله ايه يا حبيبتي
ليلى بنبره حزينه: الحمد لله يا طنط نوال أنا كويسه همس عامله إيه
متزعليش يا حبيبتي أنا عرفت إل حصل من زيزي
ليلى بحسره: يا ريت من زيزي لوحدها.
مراد معذور يا ليلى. قالت نوال التي إستشفت ما تعنيه ليلى...
بهتت ليلى أتعلم نوال أنها حزينه مما فعله مراد بشكل خاص
صمتت ليلى لثواني ليأتيها صوت همسها المشتاق
ماما حبيبتي تعالي خديني أنا بدور عليكي يا ماما طنط زيزي وحشه بتقول مامتك ماتت
أنتي حبيبتي يا ماما
ما ما، ماما
تزلزل كيان ليلى لتشهق بالبكاء فليس لديها إجابه لهمس ظلمآ أن تجعلها تتعلق بها من جديد ليتها تنساها حتى لا تتألم.
رغمآ عني حبيبتي الصغيره.
رفيقة الدرب! أمك تملأها الحيره
من قال أني تركتك حبيبتي
أنتي معي في أحلامي ويقظتي
وإسألي دميتك التي تقبع بأحضاني
وإسألي الشجرة العتيقه كم يلتاع وجداني
لاتبكي صغيرتي وتحزني فيتصدع كياني
ليت القرار قراري فما تركتك ولولثواني
وضعت ليلى الهاتف علي الطاوله ولم ترد علي صغيرتها التي أخذت في الصراخ والعويل ولم تعلم أنها أضرمت الحريق في قلب الصغيره الملتاع...
ليملأ عويلها أركان الفيلا ويلتف الجميع حولها يحاول تهدئتها بلا طائل
ليمر أسبوع كامل كأنه الدهر علي ليلى حاولت أن تشغل حالها وتعود إلى عملها أوتستذكر دروسها
فإذا آتي المساء وأسدل ظلامه إحتضنت دمية همس القطنيه لتنام وهي تتخيلها صغيرتها...
في شقة كرم
أضاءت ماهي بعض الشموع وإنتظرت عودة كرم وقد أعدت عشاء رومانسي وإرتدت قميص نوم باللون الأحمر، ما أن سمعت صرير المفتاح في الباب
حتى إنحنت لتدخل تحت الأريكه وتختبأ تمامآ. وهي تبتسم وتتخيل أن تخرج بشكل مفاجئ بعد أن يبحث عنها كرم كثيرا
ضحكت وهي تتخيل الموقف
ولكنها فزعت حينما قال كرم بصوت عالي
إتفضل يا مراد إدخل...
وضعت يدها علي فمها وهمست مراد.
كادت أن تبكي فكيف ستخرج الآن وهي ترتدي هذا القميص الفاضح إنه عاري تمامآ...
إحمر وجهها من الخجل خوفآ أن يراها مراد كذلك فصممت تمامآ تتحين الفرصه لتخرج بدون أن يراها شقيقها
ولسوء حظها جلس مراد في الردهه علي نفس الأريكه المريحه التي تنام هي أسفلها لتتلاحق أنفاسها بذعر...
قال كرم بتعجب: دي ماهي محضره العشا يا سلام وعلي ضوء الشموع كمان وأنا بقول الكهرباء قاطعه
ليضحك مراد ويقول.
طب تعالي يا عم الرومانسي إقعد معايا نخلص الكلمتين علشان أسيبكم للرومانسيه...
كرم بحيره وهويدور في أنحاء الشقه
ماهي، يا ماهي. راحت فين دي يا تري
يمكن خرجت تجيب حاجه إستني هضرب لك عليها، قال مراد
ليصدر رنين هاتفها من حجرة نومهم
قال كرم: لأ أكيد نزلت ونسيت الموبايل بس غريبه دي مبتنزلش من غير ما تقولي
طب يلا يا مراد هنتكلم وإحنا بنتعشي
أردف، هطفي الشمع ده ويلا أقعدناكل أنا ميت من الجوع...
بالفعل جلسا يتناولا الطعام بشهيه
وقال كرم وهو يلوك الطعام بفمه
بانيه وكبده وكفته الظاهر كانت عامله عزومه
مفجوع، همست ماهي بغيظ
كرم بمكر: يعني من ال حكيته إنها زعلانه منك يا كبير صح
مراد بغيظ: أومال يعني هتبقي فرحانه إني طردتها يا كرم، بس لازم تقدر موقفي، هيه كذبت عليه، تخيل خدعتني ولا مره حاولت تقولي الحقيقه
كرم ضاحكآ: يا عم إنت الكسبان فكر بعقلك.
كنت بتحبها رغم إنها كانت متجوزه ومخلفه وفجأه تكتشف إنها بنت ما تجوزتش قبل كده ولا خلفت بس ربت البنت الصغيره وإعتبرتها بنتها
كان لازم تقولي يا كرم، قال مراد
كرم وهو يضع بعض الطعام في فمه: مرادبقولك إيه
من غير لف ولا دوران بتحبها ولا لأ
مراد بخفوت: بتزفت أحبها خلص عاوز تقول إيه، وبعدين دا منظر، ماهي تعمله عشا رومانسي ناقص تاكل الصحون.
كرم بجديه: جعان يا عم الحمد لله إن ماهي مش هنا كانت هتموتني من الجوع عقبال ما نقعد نطفي الشمع وأشكر فيها...
قهقه عاليآ وضحك مراد أيضآ
لتصر ماهي علي أسنانها وتهمس: ماشي يا كرم يا مفجوع إن ما وريتك، ثم أردفت بنفس الصوت: هموت من الجوع و هيخلص الأكل كله...
أنهيا طعامهما ودخل كرم ليصنع الشاي ليقدمه لمراد وقال
روح لها يا مراد إسمعها وتسمعك طنط نوال بتقول إنها إنسانه كويسه.
مراد بحيره: شكلي هصطدم تاني مع بابا البنت حالها يقطع القلب يا كرم
بنت مين: سأل كرم
همس يا أخي، قال مراد وأردف بالنسبه لليلي أنا قاصد أستني شويه لحد ما أفكر صح وهيه كمان تفكر في كل ال حصل...
وجهة نظر يا مراد، بس كل ال أنا متأكد منه إنك نخيت يا ميرو مش كنت بتقول بنت إيه دي ال هتشغل بال مراد الخرافي أديك طبيت
مراد بتأثر: تعرف يا كرم إنها طلعت صغيره في العمر قوي أنا كمان كنت متعجب من أول ماشفتها.
إزاي دخلت عليه، إزاي صدقت إن الأزعه دي تبقي مرات مجدي
تثاءب كرم فنهض مراد وقال: أنا ماشي.
كرم بحيره: خليك عندنا النهارده، بات هنا
مراد ضاحكآ: لأ لما ماهي تيجي إتصل كلمني
إنصرف مراد وإستدار كرم ليدخل ليتفاجئ بالأريكه تهتز
وتخرج ماهي التي تشعث شعرها من تحت الأريكه
ليقول بذهول: ماهي
ماهي بملل: أيوه ماهي يا كرم وسمعت كل ال قلته علي الأكل
لتقذفه بوسائد الأريكه وتصيح وهي تنظر للمائده
وكمان خلصت الأكل ومسبتليش.
كرم كاذبآ: مراد إل أ كله كله يا حبيبتي
ويهرول للداخل لتجري ورائه تقذفه بالوسائد ليباغتها ويحتضنها من ظهرها صائحآ
مقبوض عليكي يا ماهي بتهمة التلصص والتجسس
وتحاول الفرار ليأبي أن يتركها قائلا بمرح
لا يا حبيبتي هو دخول الحبس زي خروجه
محكوم عليكي بالموت عشقآ
لتتعالي ضحكاتهم السعيده، وتجمعهم لحظات حلوه يذوب كلا منهم في كيان الآخر...
في فيلا الخرافي.
هبطت همس الدرج بهدوء لتتسلل إلى خارج الفيلا وتهرول في الشارع لتسأل الماره عن المستشفي التي كانت فيها ليلى تظن أنها ستجدها هناك
ويتفاجئ مراد الذي كان عائدآ إلى الفيلا بطفله تقف بين جموع الناس تبكي وتصف لهم المستشفى
ليصيح بذهول. همس.
ما أن رأته حتى هرولت تجري ليترجل بسرعه من السياره
ليتبعها مهرولآ يناديها فلاتقف
وأخيرآ صاح: تعالي يا همس أنا هوديكي لمامتك.
إقتربت منه بحظر وترقب وقالت بإعتراض وغضب طفولي وهي تركل الأرض بقدمها
: لأ ء إنت بتضحك عليه أنا هروح المستشفي لوحدي
أخذ يقترب منها بهدوء ويتحدث إليها إلى أن جذبها من يدها ودفعها لتجلس بجواره وهي تصيح وتبكي
وهو يحاول تهدئتها
عند البوابه صاح برجال الحراسه: إنتو إزاي تخلو همس تخرج بره من غير ما تمنعوها
ليقول أحدهم، والله ما شفناها يا بيه
ليصيح مراد بصوت هادر: تبقو زي قلتكم...
حمل همس التي أخذت تصيح وتركله بقدمها
ليدخل من البوابه إلى الداخل ويخبر الجميع بمافعلته بعد أن صاح هادرآ ليستيقظ جميع من في البيت...
قال شاكر بغضب: وبعدين بقي معاكي يا همس عاوزاني أضربك
همس بعناد: إضربني بس هات لي ماما إنتو وحشين، عاوزه ماما بس
لتقول نوال بكل مافيها من قوه: شاكر البنت ضعفت مبقتش تاكل خالص والنهار ده حاولت تهرب
لازم ليلى تيجي أو...
نظر إليها الجميع لتصيح: أوهمس تروح تعيش معاها.
ليصيح شاكر: إنتي أكيد كبرتي وخرفتي يا نوال عاوزاني أودي حفيدتي عند دي
مالها دي، صاحت نوال، مالها دي يا شاكر
لمت لحمنا لولاها كان زمان همس مرميه في أي ملجأ منعرفش مكانها...
لتصيح زيزي: البنت دي مش ممكن ترجع هنا تاني، أبدآ عمو معاه حق و بالنسبه لهمس هيه فعلآ تستحق الضرب...
اتكلم يا ممدوح
نظر ممدوح بتأثر لهمس وهي تبكي وتتنهد بحسره وقد خسرت الكثير من وزنها وبهت وجهها الجميل.
وقال بحده: لازم نفكر في مصلحة البنت أولآ وقبل كل شئ
أنا قلت لأ يعني لأ وآخر مره حد يكلمني في الموضوع ده، صاح شاكر
ليصمت الجميع فجأه حينما تمددت همس بسكون وضعف علي الأريكه
ليقترب منها مراد صائحآ: همس حبيبتي
همهمات فقط ما تقولها بضعف: ماما، لولو. حبيبتي...
وقف مراد في مواجهة والده وقال: ماما معاها حق يا بابا إحنا كده ممكن نشوف همس بتروح قدام عنينا.
لتصيح زيزي: آه الموضوع كده يا مراد كلكم إتفقتم علي المسرحيه دي علشان تجيبو البنت دي هنا تاني.
المسرحيات دي إنتي ال بتعرفي تعمليها يا زيزي، قال مراد بسخريه
لتصيح زيزي: طب ما تخليك شجاع وتقول إنك بتحبها يا مراد وعاوز تجيبها هنا علشان كده، بتحبها حتى من أيام ما كنا فاكرين إنها بنت البواب
صاح مراد وهويشير بسبابته في وجه زيزي: حتى لو كانت بنت البواب، حتى لو كانت أرملة مجدي وحتى لو كانت مخلفه بنت...
هيه أحسن منك مليون مره علي الأقل خلت البنت تحبها وترتبط بيها لأنها كانت أم حقيقيه مش مزيفه زيك...
إخرس يا مراد: قالت زيزي
ليصيح مراد: أيوه بحبها
شاكر بغصه: إنت بتقول إيه يا مراد إنت إتجننت
ليصيح مراد وقد نفذ صبره: بقول بحبها وهتجوزها وهنربي همس سوا
صفعه علي وجهه من والده ألجمته لثواني
ليستمع لشهقات أمه وخوفها عليه ويري نظره منتصره في عينا زيزي وصرخه بريئه من همس وذهول ممدوح.
ليضع يده علي وجنته وينظر لوالده بتحدي ليقول: بس المره دي يا بابا أنا مراد مش مجدي أنا عندي شركتي
وهقف علي رجلي وهاخدها هيه وهمس ونسافر وإنت الخسران للمره التانيه...
صفعه والده علي وجهه وصفعه هوبسياط كلماته علي قلبه
فقد وضع شاكر يده علي قلبه ليتأوه ويصيح الجميع
بابا، قال مراد بلوعه وهو يسند والده ويساعده ممدوح
ليدخلاه إلى عرفته ويذهب ممدوح مسرعآ لإحضار الطبيب...
بعد نصف ساعه، خرج الطبيب من حجرة شاكر.
ليقول بهدوء: أنا عملت اللازم وإن شاء الله ربنا هيعديها علي خير أهم حاجه الرعايه والعنايه
والإنفعال ممنوع نهائيآ
نوال بإنفعال: عنده إيه يا دكتور
مبادئ إزمه قلبيه، بس ربنا ستر، قال الطبيب.
↚
الف سلامه عليك يا بابا، قال مراد بحنان
ليتلقي نظرات عتاب ولوم من والده الذي قال بهدوء: هيه حصلت تتحداني يا مراد
مراد بإبتسامه هادئة: ماعاش ولا كان يا بابا ال يتحداك
بس حضرتك مختلط عليك الأمور
نظر له والده المدد علي الفراش بحجرته حيث يجلس بجواره مراد الذي يمسك بيده زجاجة الدواء وملعقه يملأها من الزجاجه ليضعها في فم شاكر...
إستئأنف مراد حديثه قائلآ بهدوء وتعقل: يا بابا إنت بتكره مين شمس مرات مجدي الله يرحمه ولا ليلى حضرتك، بتتعامل معاهم علي إنهم واحد ليلى غير شمس يا بابا
قال شاكر بغضب: ليلى نصابه مدعيه وغلطها ما يقلش عن غلط شمس يا مراد ما تتذكاش عليه ياولد
ليبتسم مراد ويردف بحنان: إسمع يا بابا خلينا نتناقش بالعقل...
أنا بحب ليلى وبحترم حضرتك ياريت تتفهم يا بابا وجهة نظري، أرجوك يا بابا.
سبني دلوقتي أنا م وأرتاح يا مراد نتكلم بعدين، قال شاكر
بالفعل خرج مراد وأغلق الباب خلفه...
ليترك شاكر الذي حمل هاتفه ليتحدث مع أحد موظفيه وقد إلتمعت عيناه بفكره شريره ليلقي عليه ببعض الأوامر
لينهي المكالمة وينظرإلي الفراغ مبتسمآ وهو يهمس، طيب هنشوف شاكر الخرافي ولا إنتي يا حثالة المجتمع: في المنصوره
جلست ليلى علي الأرض أسفل الشجره التي ألصقت ظهرها بها لتستند عليها.
ومسكت بيدها قلم وبعض الأوراق نستذكر إحدي موادها النظريه...
بينما وقفت سيارة حديثه أمام بيتها ليترجل منها شاب وسيم ويطرق بيده علي البوابه الخشبيه
نهضت ليلى لتدخل مسرعه وترتدي إسدالها الطويل ثم تخرج مره أخري لتفتح البوابه
وتصيح مبتسمه: يا سر
إزيك يا لولي وحشتيني
ليلى متفاجئه: حمد الله علي السلامه رجعت مصر إمتي
ياسر بمرح: تصوري لسه راجع امبارح ماما حاولت تخليني أستني شويه بس مقدرتش.
ليلى بإبتسامه: وطنط سحر عامله إيه يا ياسر
ياسر بجديه: كويسه خلينا فيكي كنت خايف قوي أرجع ألاقيكي إتخطبتي ولا إتجوزتي
لتضحك ليلى وتقول: آه منتش شايف الفرسان بيضربو بعض بالسيوف علشاني
إلتفتت لتدخل البيت وقالت: هجيب لك كرسي لحسن مينفعش تقعد بالبدله الأنيقه دي علي الأرض
وطبعآ ماينفعش أقول لك إتفضل جوه، أردفت بحزن: لو كانت تيته لسه عايشه
ياسر بتفهم: الله يرحمها.
عامله إيه يا لولي أخبارك الصحيه والعاطفيه وكل حاجة
تركته لتدخل وخرجت بعد قليل تحمل مقعدين وضعتهم علي جانب من السور
وجلست لتتنهد وتقول: الحمد لله يا ياسر إنت راجع أجازه ولا علي طول
ياسر بهدوء يتأمل ملامحها الجميله: جاي أخطب البنت ال إخترتها ويمكن أتجوز وأخدها وأسافر تاني شغلي كويس هناك الحمد لله يشتغل في شركة عريقه ورواتبها مجزيه بيحبوني ومتمسكين بيه.
أردف، زي ما انا متمسك بيكي يا بنت خالتي، وعاوز أعرف رأيك أنا قايل لأمي من زمان إني عاوز أخطب ليلى...
ليلى وقد خجلت وإحمرت وجنتاها: يا ياسر أنا عمري ما فكرت فيك غير كأخ
و
قاطعها ليقول بإبتسامه: لأ أنا عاوز أتنقل لمكانه أعلي
ليلى بخجل شديد: ساعات كتيره بتمني أمي تكون موجوده يا ياسر علشان متحطش في المواقف دي أبدآ...
صمتت قليلا وشردت تفكر في مراد سحقآ لك أيها القلب، أتحبه، بعدما صنعه.
لماذا تترد في قبول طلب إبن خالتها
إنه وسيم بشعره الناعم الطويل الذي يصل لأسفل رقبته وطوله المعتدل وملامحه الرجوليه
فعيناه عسليتان كعينا ليلى وأنفه مستقيم متناسق مع شفتاه الغليظتان المتسعتان قليلا...
ليلي، ناداها ياسر ليقطع شرودها
فتتنهد وتقول بصراحة: ياسر أنا آسفه.
ياسر بود: فكري يا ليلى هرجعلك تاني بكره لكن متتسرعيش أنا هحافظ عليكي وأشيلك في عيني
خلاص يا لولي...
نهض ليقف وخرج لدقيقه ليعود وبيده كيس صغير وقال
دا برفان حلو عجبني جدا لأنه ناعم زيك
تسمحي تقبليه
أصل يا ياسر
ياسر بإبتسامة: دا مجرد هديه أنا جايب للعيله كلها هدايا
شكرا يا ياسر، قالتها ليلى وهي تتناول منه الهديه
لينصرف مصابآ ببعض خيبة الأمل كان يظن أن ليلى لن تتردد لحظه في قبوله...
لكن الواقع يبدو غير ذلك
فيما دخلت ليلى لتقف أمام مرآتها لغرفتها لتنظر إلى نفسها بغيظ وتصيح
رفضتي ياسر ليه يا ليلى علشان مين.
أد كده كرامتك رخيصه بعد مارماكي بره بيته كأنك كيس زباله
بعد إبوه ماضربك
لتصيح، لأ أنا رفضته لأنه فعلا بالنسبه لي مش أكتر من أخ
همست لنفسها بآسي: لأ بسبب الغبي الحرامي يا ريتني ما شفته...
لتقذف زجاجة البرفان بغيظ علي فراشها ثم تخرج مسرعه من الغرفه وتعود لتجلس في مكانها تحت شجرتها العتيقه...
في جناح ممدوح
صاحت زيزي غاضبه: إنت ليه ضدي يا ممدوح ليه ديمآ بتعارضني وتحرجني.
ممدوح بملل: وليه إنت ديمآ بتعارضي أي رأي مراد يقول عليه...
إرتبكت زيزي وقالت: لأ طبعا الموضوع مش كده
ليصر ممدوح علي أسنانه قائلا: أول ما مراد رجع من بره وحضر الحفلات ال كنتم بتعملوها عندكم في بيتكم
كنتي منبهره بشخصيته ولم بابا طلبك لإبن من ولاده كنت سعيده وفرحانه
صرخت زيزي بإرتباك: ممدوح إيه ال بتقوله ده، إنت إتجننت
ممدوح بغضب: إنتي كنتي معجبه بمراد بجنون.
دلوقتي بنفس الجنون بتعارضيه بدون سبب أنا مبقتش فاهم أي حاجه...
زيزي وهي تصر علي أسنانها، : ولما إنت كنت عارف كده: ليه إنت إتقدمتلي يا ممدوح وعموما أن لو كنت بفكر في مراد ماكنتش وافقت عليك، ولو سمحت آخر مره تتكلم معايا بالطريقه دي
ليبتسم ممدوح ويقول بطريقه ساخره، وهويتجه للباب ليخرج تاركا إياها
ال أعرفه إن الواحده بتغير علي جوزها يا زيزي مش أخوه
خرج ليتركها وقد إتسعت عينا ها من الدهشه...
ماهذا الذي قاله زوجها، نعم أغرمت بمراد بشخصيته القويه وعنفوانه وحنانه علي أمه
حتى صديقاتها، كن منبهرات بشخصية مراد العائد الوسيم من الغرب بأناقته وراحة عطره الرجولي الحاد...
وافقت سعيده حينما أخبرها والدها أن شاكر الخرافي، طلبها لإبنه ظنته مراد لتتفاجئ بمراد يبارك زواج أخيه...
بل ويضع الحدود الفاصله في التعامل بينه وبينها...
لقد نستيت الأمر كان مجرد إعجاب وإنتهي فلماذا تحارب إختياره الآن بضراوه، رغمآ عنها نظرت أمامها في الفراغ لتشرد وتفكر فما قاله ممدوح، في الواقع أن فيه بعض الأساس من الصحه...
في جناح شاكر
إبتسم وهويتحدث هاتفيا ليقول...
يعني خلاص طلع...
طيب ما تخليهوش يغيب عن عينك.
وديمآ تحاول تقوله الكلام ال عرفتهولك عاوزه يصدقه، بأ ي طريقه، ويقتنع بيه جدا، والواد ال شال الليله إدي أهله كل الفلوس ال هما عاوزينها. خلاص يا متر
إبتسم شاكر برضا وهمس: إنتي ال جبتيه لنفسك يا ال إسمك ليلى...
دخلت نوال إلى حجرته تطمئن عليه وقالت بحزن وآسي.
البنت مش مبطله عياط يا شاكر وأنا تعبت
ليتنحنح ويقول بهدوء: خلاص أنا موافق إن مراد يجيب البنت ليلى تعيش معانا.
لم تصدق نوال ما سمعت للتو وهمست: فعلا يا شاكر موافق بس إنت بتكره ليلى من أول ما شفتها
بس إبنك بيحبها يا نوال والعناد مالوش لازمه مراد عنيد وأنا خلاص موافق
خرجت نوال وهي تصيح وتنادي علي إبنهابسعاده ولم تعلم ما يدبر شاكر من سوء...
في شقة ماهي
سمعت رنين هاتفها لتحمل الهاتف وتقول بدلال
كركر حبيبي...
كرم بمرح: ماهي أنا طلبتك علشان أقول لك إني جيت عند ماما أشوفها وأشوف القرود دول.
أنا إتغديت إتغدي إنتي يا حبيبتي
حاولت ماهي إخفاء ضيقها وقالت: يعني إنت عندك من ساعة ما خرجت من الشغل
آه، قالها كرم وهو يضحك بصوت عالي مع عمر الذي جلس علي ركبتيه...
أنهت ماهي المكالمة، وشعرت بالضيق، لسببآ لا تعلمه...
في اليوم التالي...
قرر مراد الذهاب لجلب ليلى إلى المنزل مره أخري
يعلم أنها غاضبه منه فهي لا ترد علي هاتفه
لكنه سيذهب إليها ويقنعها بالعوده...
لقد وعد همس بأنه سيحضر ليلى...
فكر مراد أن يفاجئها كما فعل من قبل فأدخل يده إلى المزلاج الداخلي
ولكن يد قويه ضغطت علي يده بعنف شديد ليصيح
آاااه إيدي هتنكسر يا ليلي، أنا آسف يا حبيبتي، أرجوكي تفهمي موقفي
لتضغط تلك اليد القويه علي يده أكثر
ويعد لحظات تفاجئ بياسر يفتح له الباب ليصيح مراد: إيه ال إنت عملته ده
ياسر بإبتسامة واسعه، : معلهش آسف فكرتك حرامي
دلك مراد كف يده ونظر بغيظ لياسر قائلا: حصل خير، فين ليلى.
ليلى بنت خالتي، قال ياسر وأردف جوه بتجيب شاي
دقائق جلس كلا منهما علي مقعد لتخرج ليلى حامله صينيه عليها كوبآ واحدا من الشاي
إرتجفت الصينيه بيدها حينما رأت مراد وتفاجئت به ولكنها إقتربت منهما محاوله التماسك
إزيك يا مراد بيه، ممكن أعرف سبب الزياره
ليشير مراد إلى ياسر بضيق ويقول: مش تعرفيني يا ليلى
ليلي، إنفرجت شفناها بإبتسامه صغيره راضيه، لقد قال ليلي، لأول مره.
قالت بهدوء: دا ياسر إبن خالتي، راجع من الكويت من يومين وجاي يتقدملي
دا مراد بيه الخرافي يا ياسر عم همس ال خالتي حكت لك عنها...
أهلا وسهلا يا مراد بيه وآسف لأني ضغطت جامد علي إيدك
قال مراد بتجهم متجاهلآ ياسر: ممكن أكلمك علي إنفراض ياليلي
لمعت عينا ليلى ببريق غريب وقالت: حضرتك اتكلم قدام ياسر دا مش غريب دا إبن خالتي يعني في مقام أخويا الكبير وكمان هيبقي خطيبي.
وكأنها أضرمت نار الغيره في قلب مراد الذي قال بصوت أجش غاضب: ما تختبريش صبري لأنك هتندمي فاهمه ولا لأ
عاوز إيه، قالت ليلى بتحدي
قال ياسر بتفهم وقد بدء يستوعب ما يسمع ويري نظراتهما المتبادله و التي تعني الكثير
أنا هستني جوا ياليلي
دخل ياسر إلى الداخل وقد بدء يعلم لما رفضته ليلى...
ليصيح مراد في ليلى: إيه ال بتعمليه ده.
ليلى بتحدي: بعمل إيه، إحمد ربنا إني مقلتش لك إطلع بره وطردتك زي ما عملت معايا ولا نسيت...
جاي ليه دلوقتي، ممكن اعرف
مراد بهدوء: جاي أخدك معايا تاني، جاي أرجعك لهمس
همس، قالت ليلي، بالنسبه لهمس هيه هتفضل أحلي حاجة في حياتي
لو عاوزني أبقي مع همس، هاتها عندي زي الأول
بالنسبه للرجوع عندكم: إنت بتطلب المستحيل فاهم أردفت بإسهاب
بيتي الصغير ده عندي أجمل وأدفي من مليون فيلا زي بتاعتكم.
إنت دلوقتي بتكلم ليلى: ليلى علي عبد الرحمن
وليلي مبتتانزلش عن كرامتها أبدآ. ليلى مش شمس الضعيفه ال بتبيعو وتشترو فيها يا مراد إنت وعيلتك كلها
مراد بغضب عارم: يعني مش هترجعي معايا
أيوه مش هرجع معاك قالت ليلى وأردفت، وكمان هتخطب لياسر
لوي زراعها بحركه مفاجئه وقد جن جنونه ليصيح
آخر مره تنطقي إسم حد، غيري، قال مراد وهو يصر علي أسنانه من الغيظ.
إنت إتجننت يا مراد سيب إيدي، صاحت ليلى وهي تحاول إخفاء إبتسامه ماكره
ليتركها مراد ويمرر يده على وجهه بعصبيه قائلا، يعني مش هترجعي معايا
لأ، أكيد لأ قالت ليلى ذلك
خرج ياسر بعد ذلك لينظر لهما نظرات متسائله حائره...
وينصرف مراد غاضبآ ليصفع الباب خلفه
وتتابعه ليلى بعيناها رغمآ عنها ليهمس ياسر، بتحبيه ياليلي.
↚
عاد مراد إلى الفيلا وعلي وجهه الغضب والعبوس
ليجد أفرادالأسره تجلس علي المائده تتناول طعام الغداء
سألته نوال بإهتمام: فين ليلى
نظر مراد لوالده عابسآ وقال: مرضتش تيجي معايا يا ماما
ولا فرحت ولا جت جري يا ست زيزي
لتلوي زيزي فمها بإبتسامه راضيه
فين همس: سأل مراد
نايمه فوق في الجناح بتاع ليلى: قالت نوال
لتعترض زيزي: إيه يا طنط جناح ليلى دي ال بتقوليها...
تركهم مراد يتجادلون وصعد الدرج ليدخل إلى حيث تنام همس
بمجرد دخوله رفعت رأسها وقالت بلهفه: جبتلي ماما؟
تنحنح مراد وإلتقط أنفاسه ليقول: لأ يا همس ماما مرضتش تيجي معايا
لتهز همس رأسها غاضبه وتقول: طب وديني عندها وأنا هعيط وأخليها تيجي معايا
تفتكري لو روحتيلها وقعدتي تعيطي هتيجي معاكي، قال مراد
أه بس وديني وأنا هروح أعيط وأجيبها إبتسمت وقالت
أو أخليني معاها هناك ونلعب سوا عند الشجره...
ليلوي مراد فمه بإعتراض وقال
لأ يا همس تجيبها ماشي إنما تتنادلي وتقولي أقعد معاها هناك، لا طبعا
فهمتي ولا لأ يا بليه. ٌ.
يعني هتوديني، قالت همس بملل
مراد بجديه وهو يجلس بجوارها علي الفراش
بصي يا همس إنتي دلوقتي تعيطي وتتنططي وتفضحي الدنيا وتتحايلي علي تيته نوال علشان تيته نوال تتحايل عليه أخدك وأروح لها تاني بس إياك تفتني
همس بملل: يووووووه خلاص بقي أنا فهمت أنا هروح أ عيط عند تيته نوال، وأضفح الدنيا.
مراد ضاحكآ: لأ إسمها تفضحي الدنيا
أردف. شاطره يا همس. يلا روحي نفذي الخطه
همت همس بالإنصراف
فناداها مراد
همس إوعي تاكلي أبدا قولي لهم مش هتاكلي غير لما مامتك تيجي
همس بطريقه طفوليه: بس أنا جعانه
مراد بتفهم: هجيب لك أكل من غير ماحد يعرف أردف بتحذير
بس دي أسرار
طيب قالتها همس وهي تنصرف لتنفيذ الخطه
وما هي إلا دقائق إلا وسمع صياحها وبكاؤها المزعج
ليبتسم برضا...
في المنصوره.
بعد أن إنصرف مراد شعرت ليلى بالغصه في قلبها
إنتصرت لكبريائها وكرامتها ولكنها إعتصرت قلبها حزنا
تحبه، بكل كيانها تحبه، قلبها يدق بجنون عند رؤيته تقسم لوإقترب منها لسمع دقات قلبها...
في داخل نفسها أيضا تبرر له خطأه فيها وطردها وإهانتها
فالمحب دائم الإلتماس لأعذار حبيبه لكن ذلك الموقف لم تأخذه ليلى من مراد وحده
بل من عائلة الخرافي بآكملها.
إنها حره آبيه ولا تقبل تلك النظره الدونيه التي يرمقها بها شاكر، أو زيزي...
بالنسبة لياسر فهو شخص ذكي ولماح والدقائق القليله التي رأي فيها
ليلى ومراد معا، برغم التحدي والعناد الذي يتسم به كلا منهما
ولكنه يقسم أنهما متحابان غارقان في بحر الهوى الذي ليس له قرار...
إنسحب بهدوء تاركآ ليلى لغرامها واعدآ إياها ألا يخبر والدته ما يضايقها عن ليلى أويسبب بينهما أي خلاف.
ياسر رجل بمعني الرجوله يآبي أن يرتبط بمن وهبت قلبها لسواه...
ليس ذلك فقط فقد طلب منها إعتباره ولي أمرها وشقيقها الأكبر وسألها أن تخبره برقم هاتف مراد لأنه يريد التحدث معه...
ليلى رحبت بتدخل ياسر فهو ناضج وبالتأكيد لن يفعل ما يؤذيها...
الخطه التي رسمها مراد لهمس آتت ثمارها فها هو صراخها الباكي يملأ أركان المكان
إحتضنت أقدام جدتها وهي تتوسل إليها
أن تعيد إليها والدتها...
ليدخل مراد جناح والدته ويسأل وهو يدعي البراءه
مالها يا ماما همس صوتها جايب لآخر الشارع...
نوال بحزن، : با مراد أنا معتش قادره أتحمل ساعات بكاء همس ا لمتواصل
كان لازم تصمم تجيبها معاك
لازم تروح لها تاني يا مراد
مراد يدعي الضيق: لأ طبعآ آسف يا ماما أنا مش عيل صغير أفضل أجري علي الطريق علشان الأزعه دي تحن وترضي تيجي
لتلكمه همس في قدمه وتقول بغضب: ماتقولش علي ماما أزعه...
خليني أروح يا تيته وأنا هعيط وأخليها تيجي معايا...
نوال بحنان: معلهش يا مراد خد همس بكره بعد ما شاكر ينزل المصنع
وإعمل محاوله كمان قول لها إنها هتكون هنا معززه مكرمه، دا وعد
في مزرعة محمد
سار محمد مع سما يتجولان في مزرعته
وأخذ يصف لها أدق التفاصيل عن المزرعه
كانت سما تكتشف محمد
وحينما وجدته يحاول مساعدة حصان فقد وليفته...
ويحنو عليه شعرت بأنه حنون
لاحظ محمد تردد سما بخصوص الارتباط به.
قال بهدوء: وآدي مزرعتي وحكيت لك كل حاجة عني ليه التردد بقي يا سما
سما بإبتسامه هادئة: أنا قلت لماما يا محمد إني هاجي معاك مزرعتك و أتعرف عليك أكتر
ووعدتها أقول لها قراري النهائي بخصوصك.
محمد بمرح: طيب ممكن أعرف القرار ده أنا كمان
موافقه يا محمد أنا موافقه نعمل الخطوبه بابا هيبقي في البيت بكره ولا بعده تقدر تيجي تقابله، قالت سما بضحكه خجوله.
لمعت عينا محمد بالسعادة فهو يري سما إنسانه مميزه هادئة الطباع، وقدلفتت نظره منذ رآها بالمستشفى لأول مره...
في شقة سالم
جلست شهد علي جهاز اللاب توب تتحدث إلى شخص تعرفت عليه عبر الإنترنت
تحدث معها عن حرية المرأه. وإعجابه بالمرأه قوية الشخصيه...
رفضت في البداية أن تتحدث إليه ثم سرعان ما إستجابت له، وأصبحت تقضي ساعات في الحديث معه...
ولأنه إنسان محنك في مثل هذه الأمور فقد بدء التعامل معها بتهذيب شديد.
يعبر عن إعجابه بصورتها الشخصيه التي وضعتها ببلاهه علي إميلها الخاص...
لاحظ محمد إنشغالها الدائم فأخبرته كاذبه أنها تتحدث مع صديقات لها...
كان مراد في غرفته حينما هاتفه ياسر وطلب منه مقابلته لأمر يخص ليلى...
أخبره مراد بأنه سيذهب إليها في الغد مع همس...
وحدد معه. موعد للقاء، كان مراد يظن أن ياسر سيطلب منه الإبتعاد عن ليلى...
ويتوعده في نفسه، فلن يسمح لأيآ كان
بالتدخل في حياته الشخصيه...
بالفعل في اليوم التالي إصطحب مراد همس معه في السياره ليذهب مره أخري إلى ليلى...
طوال الطريق من القاهر ه إلى المنصوره لم تكف همس عن الثرثره لدرجه أزعجت مراد
وعندما وصل لبيت ليلى
صاحت همس: بيتنا حبيبي
فتح لها مراد الباب لتسبقه بخطوات إلى الداخل
كانت ليلى بالداخل وحينما سمعت صوت رنين الجرس
خرجت لتستطلع من بالخارج، فتح مراد مزاج البيت كما إعتاد أن يفعل ليسمع صياح ليلى
التي صرخت بسعاده حينما رأت الصغيره.
همس، يا ربي معقول هرولت كلا منهما، لتحتضنها ليلى التي ركعت علي الأرض لتهوي همس في أحضانها
وتبكي وهي توبخها لأنها تركتها...
معلهش يا حبيبتي، سا محيني يا همس
دخل مراد الذي وقف عند البوابه متعجبا فمستحيل أن يظن من يشاهد هذا الموقف إلا أنهما أم وإبنتها تلاقتا بعد غياب.
نظرت إليه ليلى بإمتنان لأنه أحضرلها الصغيره...
مراد مازحآ بإبتسامه: علي الله يطمر
إقعد يا مراد قالت له ذلك وأشارت إلى المقعد بجوار السور.
إقتربت منه وهي تحمل همس التي قالت بطريقه مضحكه: أنا وبابا مراد عملنا خطه علشان أصرخ وأعيط ونجيلك
شششش، بس، همس قالها مراد الذي حاول أن يجعل همس تصمت ولا تفشي ما فعل
لتضحك ليلى بخجل...
ماما إنتي هترجعي معانا صح: قالت همس
لم ترد ليلى فقد تفاجئت بقدوم ياسر الأنيق كعادته ليخبرها أنه علي موعد مع مراد
طلب منها ياسر أن تدخل مع همس وتتركه مع مراد، فعلت...
قال ياسر بعد أن صافح مراد ووضع المقعد بحيث يجلسا وجها لوجه...
ياسر بجديه، بص يا باشمهندس مراد امبارح ليلى قالت لك إني جاي أتقدم لها...
حصل فعلا، أردف، أنا وليلي عمرنا ما قربنا من بعض هيه كانت صغيره لما أنا سافرت ومفيش بيننا مشاعر خاصه
بس مكنتش هلاقي زوجه صالحه وطيبه أحسن منها لكن ليلى قلبها معاك إنت...
إبتسم مراد ليسترسل ياسر بالحديث.
علشان كده أنا في مقام أخوها الكبير دلوقتي ممكن تقبلني كأخ كبير لليلي. ثم
مد يده ليصافحه فصافحه مراد قائلا
وأخ ليه أنا كمان يا ياسر لأنك راجل وتستاهل
قال ياسر بلوم: وعلشان أنا أخوها حكت لي من أول ما قابلتك لحد دلوقتي
ليلى غلطتت يا مراد مافيش كلام
وإنت دلوقتي عاوز ترجعها لنفس الغلط
مراد بإستفهام: مش فاهم قصدك.
ياسر بإبتسامة هادئه: قصدي علشان تاخدليلي تعيش مع همس عندكم وبما إنكم بتحبو بعض يبقي لازم العلاقة تكون رسميه أردف مبتسمآ
وكتب كتاب كمان مش خطوبه
علشان تقدر تحميها وعلشان يبقي لها صفه في بيتكم، قلت إيه...
مراد بدون تفكير: أكيد موافق أنا بحب ليلى وعاوز أتجوزها يا ياسر صحيح كان هيبقي فيه ترتيب تاني
بس لو هيه وافقت أنا مستعد من اللحظه دي أكتب عليها،.
↚
خرجت ليلى تحمل صينيه عليها بعض لفائف الشاورما المصنوعه منزليآ وأكواب من الشاي الساخن
ولأن الإسدال الذي ترتديه كان طويلا فعندما إقتربت من مراد وياسر أوشكت أن تسقط أرضآ ليهرول مراد ويساندها لتعتدل في وقفتها وقد بهت لونها فقال...
إنتي كويسه
آه الحمد لله شكرآ يا مراد
وضع مرادالصينيه التي حملها عن ليلى أمامهم علي طاوله صغيره جدا
وهمت بالإنصراف.
فقال ياسر ليلي، تعالي، أنا هدخل أجيب لك كرسي تقعدي معانا عاوز أتكلم معاكي...
ليلى بجديه: طيب تعالوا نقعد جوا في الصاله أحسن يا ياسر علشان همس جوا
بالفعل دخل الجميع بيت ليلى الهادئ المريح
وجلس مراد وياسر علي الأريكه المريحه ووضعت ليلى صينية الطعام علي طاوله أمام الأريكه
قالت بهدوء: طيب إتفضلو أنا عملت لكم ساندوتشات شاورما عاملاها علشانكم.
إبتسم ياسر وقال: لأ بدال شاورما يبقي هناكل الأول إتفضل يا باشمهندس...
مراد وهويتناول الطعام من ياسر، قول مراد بس يا ياسر أظن إحنا بقينا أصدقاء
جلست ليلى في المقابل لهم علي مقعد مريح وخرجت همس من المطبخ وقد أكلت وأصبح فمها شكله مضحك يحيط به آثار الطعام.
قالت بسعاده: خلصت الشاورما كلها يا ماما أنا شاطره بقي، نظرت لمراد وقالت ببراءه: طبعا عند ماما آكل صح لكن عند تيته هعمل زي ما قلتلي بالظبط: مش هرضي آكل أبدآ وهقول لازم تجيبو ماما الأول وإنت يا بابا تأخدني في أوضتك وتأكلني همست وهي تضع يدها علي فمها (في السر صح)
ليضحك ياسر كثيرآ وتبتسم ليلى بخجل
وينظر مراد لهمس بغيظ قائلآ: ونعم من يحفظ السر يا همس ما شاء الله عليكي يا حبيبتي.
وتزداد ضحكاتهم عندما تبتسم همس وقد شعرت بالإطراء ولم تفهم مايعنيه مراد...
قالت ليلى وهي تنهض: ثواني وراجعه
لتصطحب همس إلى المرحاض لتنظف لها وجهها ثم تجففه بالمنشفه وتعيد ترتيب شعراتها بيدها ثم تحملها وتقبلها بحنان وتخرجا مره أخري إلى حيث يجلس ياسر ومراد...
أنهيا طعامهما وحملت ليلى البقايا إلى الداخل
وجلست تنتظر ما يريده منها ياسر
جحظت عيناها وإرتبكت حينما نظر إليها ياسر مباشرة وقال.
إنتي بتحبي مراد ياليلي؟
إحمرت وجنتاها خجلآ وتلعثمت وهي تجيب
إيه ال بتقوله دا يا ياسر؟!
جاوبي ياليلي آه ولا لأ؟
صمتت ليلى بخجل إستمتع به مراد فقد أصبح وجهها يشبه البندوره الحمراء
فقال مراد مشفقآ عليها: خلاص يا ياسر
لكن ياسر أعاد عليها السؤال لتهز رأسها موافقه دون أن تنظر إلى أيآ منهما...
ياسر بجديه: طيب طالما بتحبيه أنا بصفتي ولي أمر ك وأخ كبير ليكي...
مش هسمحلك تشوفيه تاني...
لترفع وجهها وتنظر بلوم إلى ياسر ليستأنف
ولا تروحي معاه بيته بدون صفه...
مراد طلبك مني وأنا وافقت
ياله من موقف قالت ليلى في سرها.
قالت ليلى بخجل: لكن يا ياسر ماينفعش علشان والده...
قاطعهاياسرقائلا بحده: بصي يا ليلى إل بيعيشو في مكان واحد
زي فيلا عيلة مراد حاجه من الاتنين ياإما أصحاب البيت يا إما خدم
وإنتي بوضعك ده مش من أصحاب البيت وأنا مرضاش إن بنت خالتي تبقي من الخدم
وضعك الحالي مالوش صفه إلا كده.
غضبت وقالت: لأ طبعا أنا علشان همس لكن.
قاطعها ياسر قائلا: يا إما هترجعي مع مراد وإنتي مراته يا إما عمرك ماهتروحي هناك تاني، أردف ولا هتنزلي مصر حتى علشان التعليم ومهما كانت الأسباب يا ليلى الكذب مش مباح وإنتي كذبتي في البداية و دلوقتي هتعيدي نفس الغلط لازم تعترفي إنك غلطتي يا ليلى دخلتي بيت وإدعيتي إنك شخص تاني أي حب وإرتباط ده بهمس ال يخليكي تتصرفي برعونه بالشكل ده، وكان ممكن تبقي مرميه في السجن دلوقتي لولا مراد...
لكن، قالت ليلى بإعتراض تريد أن توضح موقفها...
ليقاطعها هذه المره، مراد
الذي قال بجديه: ياسرمعاه حق ياليلي في كل ال قاله...
ليلى بحيره: ووالدك يا مراد. أردفت بحزن وزيزي
مراد بإبتسامة هادئه، : دول مشاكلي وأنا إن شاء الله قادر عليهم
ليلى بغضب: إحنا لازم نتخطب الأول يا مراد و...
قاطعها قائلا: زي ما ياسر قال هنكتب الكتاب وتبقي خطوبه وكتب كتاب
وشويه هنعمل فرحنا علشان الإشهار والإعلان
ليلى بحيره، لكن.
مراد مطمئنآ إياها: إنتي هتبقي مرات راجل يا ليلى هيعرف يحمي مراته كويس وإلا ميستهلهاش، إطمني
لكن عيلتك يا مراد
عيلتي المعترض فيهم هيفضل معترض سواء إتجوزنا ولا لأ
بس أنا مصمم إنك ترجعي معايا، ومش هينفع غير لما نكتب كتابنا يبقي نكتبه
قال ياسر، كده بقي ياليلي قدامك ساعتين لحد ما أطلب ماما وبابا ويوصلو بالسلامه
بابا هيشهد معايا علي العقد وخالتك من حقها تعرف
عندك مانع يا مراد، قال ياسر ذلك.
ليبتسم مراد ويقول: لأ عادي من حقهم...
نهض ياسر وقال، طيب أنا هطلع أطلب ماما وأفهما...
تركهم يا سر ليخرج وترك ليلى الغارقه في بحر الخجل مع مراد الذي غمزها بعينه وقال
يا تري لما نتجوز هتفضلي تتكسفي كده...
لتقول ليلى همسا: نتجوز، أنا والله مش مصدقه ال بيحصل ده حاسه إني بحلم وهفوق...
بعد كتب الكتاب هأكدلك إنه علم، قال مراد
قليل الأدب، قالتها ليلى وهي تفر هاربه من أمامه وتتركه يضحك من برائتها،
في مصنع شاكر.
أغلق شاكر باب مكتبه عليه ومعه محامي الشركه الذي قال بسعاده...
خلاص يا شاكر بيه عملت كل ال قلت لي عليه
طه البواب هيطلع من السجن خلال الإسبوع ده بالكتير...
شاكر بغلاظه: دخلت له الواد ال فهمه إل اتفقنا عليه
المحامي: أيوه حصل وخلاه يشوف أدله مزوره كمان وبقي مصدق جدا ونفسه يطلع ينتقم من ال قتلت بنته وإنتحلت شخصيتها كمان
ضحك شاكر بصوت عالي: وقال وعيناه تلمعان بالشر.
دا جزاء ال يلعب بشاكر الخرافي لازم يدوق المر والهوان
مبقاش شاكر إن خليت الدبان الأزرق يعرف لها طريق النصابه الحقيره
كفايه بنت البواب ضيعت مجدي
مش هسيب حتت نصابه تضيع التاني كمان
تعالت ضحكاته الإنتقاميه الشريره
وهويشعر بالفخر من شدة دهائه...
فقد خطط بذكاء منقطع النظير أن يستغل البواب المسكين الذي زج به في غياهب السجون ظلمآ بقضيه ملفقه، ليكون آداه طيعه بلا فكر للخلاص من ليلى...
في شقة كرم.
إستيقظ كرم ليستعد لإرتداء ملابسه والذهاب إلى عمله بينما ماهي ممدده علي الفراش تقاوم النعاس
قالت وهي مغمضة العينين: كرومي حبيبي أقوم أحضر لك الفطار.
كرم بمرح: لا يا حبيتي خليكي مرتاحه أنا هفطر نفسي أردف مبتسمآ...
وبالمناسبه ممكن أعدي أشوف العيال
هبت ماهي لتجلس على الفراش فجأه وقد شعرت بأنه قذف عليها ماء بارد جعلها تستيقظ تمامآ.
نهضت لتقف علي الأرض وتتجه إلى حجرة الطعام لإعداد الإفطار لزوجها وهي واجمه تمامآ
مالك يا ماهي: مكشره ليه، قال كرم
لتصيح ماهي غاضبه: إنت السبب يا كرم
إنت ال بتفنن تضايقني إزاي
مش فاهم: قال كرم
لتقول ماهي بتأثر: يوم ويوم تسبني وتقول رايح تشوف مامتك أوالولاد
إنت بتاكل في وسطهم وأنا بأكل لوحدي
بتضحك معاهم وأنا هنا مكتئبه لوحدي
بتتكلم معاهم وأنا بكلم الحيطان
لازم تفكر فيه يا كرم لازم تهتم بيه أكتر.
أنا ماليش ذنب في، شهقت
ووضعت يدها علي فمها لتصمت تماما
ليصيح كرم: مالكيش ذنب في إيه كملي
كملي يا ماهي
في إن معندناش أطفال قصدك تقولي كده
ماهي بضعف: لاء، لاء، يا كرم مش قصدي، أنا
لم تكمل عبارتها فقد تركها ليخرج صافعآ الباب بقوه لترتجف هي وتبكي بمراره...
في بيت ليلى بعد ثلاث ساعات
عانقتها خالتها سحر وقالت بلوم
كده يا لولو الخاله آخر من تعلم أنا زعلانه منك
لا والله يا طنط سحر دي حاجه كده جت من غير ترتيب، قالت ليلى.
نظرت سحر لمراد بحنان وقالت: ليلى يتيمه ومالكش بركه إلا هيه
مراد بود: من النهارده إن شاء الله أنا أهلها
أبوها وأخوها وكل أهلها.
كانت ليلى سعيده وخائفه، سيعقد قرآنها علي مراد بعد قليل ولكن بطريقه لم تكن تتمناها، فهي تخاف أن يخسر مراد أهله بسببها وتشعر بالقلق، وفي نفس الوقت تريد ألا تترك همس وتتركه
أطلقت سحر الزغاريد حينما حضر المأذون
خطب المأذون خطبه صغيره عن النكاح
وطلب من مرادوليلي أن يتصافحا
كانت يد ليلى ترتعد من الإنفعال
وقال المأذون قولي
زوجتك نفسي لتردد خجلي وسعيده
ويبتسم مراد ويقول: وأنا قبلت زواجك.
وشهد علي عقد القرآن ياسر ووالده
وبعد أن إحتسي الجميع العصير الذي أحضره ياسر
خلا البيت بعد إنصرافهم إلا من ليلى التي كانت ترتدي فستان بسيط باللون الروز المبهج وحجاب باللون الأبيض بدت فيه كملاك رقيق...
حينما إنصرف الجميع ووجدت نفسها وحيده مع مراد وهمس...
شعرت بتوتر وإرتباك لا تعلم مصدره وقالت
بهدوء: مراد إنت كده مش إتأخرت ممكن يلاحظوا غيابك.
ليهمس مراد: يلاحظوا زي ما هما عاوزين يلا إلبسي هنخرج شويه وبعدين نسافر القاهر ه
حاضر. قالت ليلى وأردفت خمس دقايق أجهز نفسي
خرج هو وهمس إلى خارج البيت وطلبت منه همس أن يلتقط لها بعض حبات التوت من الشجره
فخلع الجاكت ووضعه علي رأس همس التي ضحكت كثيرا
ليتسلق الشجره بخفه ورشاقه ويحضر بعض حبات التوت اللذيذه
لتضحك همس بسعاده
خرجت ليلى لتضحك معهم وإبتسمت بخجل حينما أطعمها مراد بيده بعض حبات التوت.
كما يفعل مع همس...
أكل هو الأخر البعض منها ثم قال
يلا هنمشي
سبقتهم همس بخطوات وبعد خروجها من البوابه الخشبيه أغلقها مراد بسرعه ليلتقط قبلته الأولي من ليلى التي همت بصفعه حينما قهقه بصوت عالي وقال بمرح: واضح إنك نسيتي إننا لسه كاتبين كتابنا حالا
لترتبك وتحمر وجنتاها وتهمس بإرتباك: مش إنت قلت مخطوبين لحد الإشهار والإعلان
مراد ضاحكآ: الإشهار والإعلان، ماشي نستني لحد الإشهار والإعلان.
يعني علشان أبوس مراتي لازم نشهر ونعلن
ليلى ببراءه: علي فكره كده عيب ال بتقوله ده أردفت بعناد مضحك
والله أقولك عماد
مراد مستمتعآ ببرائتها: طب قولي عماد كده وشوقي هيجرالك إيه
لتصيح همس: يلا بقي إطلعو أنا زهقت
. إستقل مراد السياره وجلست بجواره ليلى وفي المقعد الخلفي همس
قالت ليلي، طيب خلاص نروح مصر علي طول ولما نوصل نخرج هناك شويه قبل ما نروح بيتكم
بيتنا، قالها مراد بحنان.
بالفعل بعد وصلوهم للقاهره بعد ساعتين ونصف أغمضت فيهم ليلى عيناها ليجذبها مراد لتضع رأسها علي كتفه غير مستوعبه تلاحق الأحداث السريعه التي حدثت معها
ظلت همس تثرثر كالعاده
وعند ما وصلو القاهره أخذهم مراد إلى الملاهي...
وإستمتعت ليلى باللعب مع همس كأنها طفله صغيره مثلها
وتعالت ضحكاتهم عندما قامو بقيادة سيارات السباق الصغيره وأخذمراد يقدم عليهما بسيارته فتصيحا بسعاده...
ساعتان من اللعب والضحك المتواصل.
ثم تناولوا الطعام في فندق شهير وإلتهمت همس البيتزا بسعاده
قالت ليلى بمرح: دا يوم ولا في الأحلام شكرا يا مراد علي اليوم الجميل ده
لينظر لها مراد بإعجاب قائلا: عفوآ زوجتي الحبيبة
ليلى بمرح: مفروض تقول عفوآ زوجتي السعيده
بجد سعيده، قال مراد
لتهمس: أكيد يا مراد أسعد وقت في عمري،.
↚
رحبت نوال بليلي. ولاحظت سعادة همس التي بدت في أحسن أحوالها...
سألت عن مراد...
فأخبرتها ليلى أنه ذهب لمقابلة عمل بعد أن قام بإيصالهم للفيلا فقد هاتفه رامي
حينما هبطت زيزي الدرج ورأت ليلى تلون وجهها بالغضب والضيق وتجاهلتها تمامآ
وصاحت في الخدم تخرج شحنة غضبها قائله: إيه دا مستحيل التناحه ال بقيتم فيها دي لحسن تكون إتغريتم إنكم بتشتغلو في فيلا الخرافي...
الخدم ومربيات الأطفال لازم يكونو أحسن من كده.
إبتسمت ليلى بلا مبالاه لما تقوله زيزي
فهي أصبحت زوجه لمراد مما منحها ثقه أكثر بنفسها...
ستعامل زيزي بنديه هذا ما تنويه ليلى
فرحانه يا همس: سألت نوال همس التي قالت
طبعا يا تيته بقي عندي بابا وماما كمان وعندي تيته نوال حبيبتي
لتنحني نوال وتقبلها بحنان وهي تقول: جايبه العسل دا كله منين يا همس بتفكريني بخفة دم مجدي الله يرحمه
لم تبالي همس أوتهتم بما قالته نوال.
ولكن ليلى قالت بهدوء، أنا عاوزه أتكلم معاكي لوحدنا يا ماما نوال ممكن، طبعا يا ليلى إتفضلي تعالي ندخل أوضة المكتب...
صاحت بيري التي دخلت مع آني حيث كانت تلعب في الحديقه
همس، همس، جيتي تاني
لتتعانق الطفلتان وتقفزان معا بسعاده بينما دخل ممدوح
ليضحك قائلا، فعلا براءة الأطفال
إستدار ليري زيزي الغاضبه فقال بملل: مالك يا زيزي مبلمه ليه.
زيزي بحنق: الأبله النصابه رجعت تاني وهيه ومامتك عاملين أصحاب وداخلين المكتب يتكلموا
طب ما يتكلموا وإنتي مالك
أو إدخلي إقعدي معاهم وصاحبيهم
ماما ما صدقت لقت حد يهتم بيها طول عمرك بعيده عنها وعن الكل
بتقصد إيه يا ممدوح، سألت زيزي بحنق
ممدوح بسخريه: ليلى دخلت البيت ما كملتش سنه وإحتوت الكل حتى الخدم
وإنتي بقالك سنين با زيزي وعمرك ما إهتميتي بحد إلا شخص واحد بس
عارفه مين، زيزي، نفسك بس ال تهمك.
أووووف بجد يا ممدوح إنت بقيت ممل
قالت ذلك زيزي وهي تزفر
خرجت ليلى ونوال من حجرة المكتب
لتبتسم ليلى وتقول ؛ إزاي حضرتك يا أستاذممدوح
إزيك يا ليلى حمد الله علي السلامه، قال ذلك ممدوح ثم حمل همس يقبلها بحنان...
بعد ساعه صعدت ليلى جناحها هي وهمس
كانت تضع أغراضها في خزانة الملابس
حينما فتحت زيزي الباب بلا إستئذان.
ونظرت لها بغضب وقالت بصرامه: رجعتي ليه تاني إنتي معندكيش كرامه أبدآ أنا مش هزقتك وعرفت الناس حقيقتك
راجعه ليه...
إبتسمت ليلى وقالت بهدوء مصطنع: دي حمد الله علي السلامه ال بتقولهالي يا زيزي
وعموما أنا سامحتك
عارفه ليه، أردفت بسعاده ودلال، لأنك خدمتيني من غير ماتحسي
شلتي عني حمل تقيل قوي يا زيزي، كراهيتك الغير مبرره كانت سبب لسعادتي
شكرا يا زيزي...
زيزي بعصبيه: إنتي إنسانه بارده.
ليلى بهدوء: وإنتي إنسانه غبيه
زيزي بإبتسامه ساخره: زي ما إترميتي مره بره هتترمي تاني وتالت لأنك من غير صفه
مجرد مربيه زي آني، وآني كمان أحسن منك
زفرت ليلى وقالت: أنا مش هرد عليكي يا زيزي
هسيبك تولعي أردفت بسخريه: زي الناروالحطب تولعي مع نفسك في نفسك
وفي الأخر، مش هتضري إلا نفسك
لأنك بالنسبه لي ولا شئ
إنتي قليلة الأدب: قالت زيزي
لتتفاجئ بليلي تجذبها من ثيابها لتدفعها خارج الغرفه وتغلق الباب.
إدعت ليلى عدم الاهتمام بما تقوله زيزي لكنها بعد أن أغلقت الباب
ألقت نفسها علي الفراش وقالت بضعف
وبعدين أعمل إيه يا ربي معاها أنا تعبت
. إبتسمت وهي تهز رأسها بسعاده وهمست
كفايه هتموت من القهر لما تعرف إني بقيت سلفتها العزيزة، ٌ
كانت ليلى تشعر بالسعادة كلما تذكرت إقترانها بمراد
إنه زوجها و حبيبها، وهي لم تعشق في حياتها سواه...
في شقة كرم
حان موعد عودته من العمل ووقفت ماهي في الشرفه تتلفت يمينآ ويسارا.
فهي تظن أن لن يحضر إليها بعدما قالته له في الصباح
قفزت من الفرحه حينما لمحت سيارته السوداء قادمه
لقد عاد إليها...
دخلت من الشرفه تنتظر صعوده
وحينما سمعت صرير مفتاحه في كالون الباب
فتحت الباب بسرعه
ليدخل دون أن يلقي عليها السلام
دخل الحجره ليبدل ثيابه، وصعد فوق الفراش لينام وقد جذب الغطاء فوقه
تسللت ماهي لتدغدغ أطراف أصابع قدميه فجذب قدميه بسرعه ولم يتحدث معها
فجلست بجواره وأخذت تجذب شعره بقوه.
فقال غاضبآ. عاوزه ايه يا ماهي
نتصالح يا كرومي، قالتها ماهي بدلال
وأردفت مش كفايه زعقت عليه
وأخذت تغني بصوت مضحك مثل الكرتون
رغم زعيقك رغم جعيرك، ما أستحملش أعيش من غيرك...
ضحك كرم فصاحت
ضحكت والله العظيم ضحكت قوم بقي يا كرملتي نتغدي
جذبت الغطاء وقالت: يلا قوم
نهض كرم من الفراش وسار بجوارها ليجلس علي الطاوله ويتناول الطعام بهدوء
وأخذت ماهي تداعبه وتجذب أنفه مره وأذنه أخري وتغني بصوت مزعج.
قولي حاجه أي حاجة قول قول
قول بحبك وقول تاني بحبك قول قول
ضحك كرم وقال بحنان: بطلي تغني وتخربي الأغاني، يلا كلي معايا...
إوعي تبطل تحبني يا كرم. ٌقالتها ماهي بنعومه...
إنت مجنونه يا ماهي طبعا عمري ماهبطل أحبك، إنتي أطيب قلب ممكن حد يقابله في حياته أردف بلهجه حزينه
إنتي صعبانه عليه قوي يا ماهي...
ألقت رأسها علي صدره العريض ليضمها بشده. وهمست
أنا سعيده طول ما إحنا سوا يا كرم...
في فيلا الخرافي.
عاد مراد إلى الفيلا متأخر فقد ظل لوقت طويل مع بعض العملاء
رأي ليلى تقف في شرفتها تنتظره فلوح لهابيده وبعد أن دخل إلى جناحه هاتفها
سهرانه ليه ياليلي، قال مراد
ليلى برقه: عادي يا مراد
يعني ما كنتيش مستنياني؟
إتأخرت ليه؟
ضحك مراد وأردف آه كده حسسيني إني مهم وفيه حد مستنيني...
ليلي، طبعآ عندك شك، إنت أهم واحد في حياتي...
مراد بحنان: فين همس
نامت يا مراد، قالت ليلى
مراد بمكر، طب إطلعي علي الباب
ليلى بتعجب، ليه.
هديكي حاجه، مراد
فتحت ليلى الباب الخارجي لجناحها ووقفت خارجه
خرج مراد بعد أن بدل سيابه بملابس مريحه سروال قطني مريح وتي شيرت رائع باللون الأبيض بخطوط سوداء
إبتسمت ليلى حينما أقبل نحوها مبتسمآ
قال ضاحكا: لابسه حجاب وإنتي طالعه تقابليني يا ليلى. ويا فرحتك يا مراد بكتب الكتاب
ضحكت وقالت: يمكن حد يمر ولا حاجه
طيب خدي، ناولها لفافه جميله
إيه دي يا مرا، سألت ليلى
هديه يالولو، قال مراد.
ليلى بسعاده: لولو، أول مره تدلعني
مراد مبتسمآ: إنتي ما كنتيش بتاعتي علشان أدلعك
بتاعتك، قالتها معترضه
ليلمس تحت ذقنها بأطراف أصابعه برقه ويرفع وجهها للأعلي ويقول وهو يدعي الغضب: بتاعتي ولا مش بتعتي
إقترب من شفتاها ليلتقط قبله ويتركها لتقول بطريقه مضحكه: بتاعتك يلا إدخل أوضتك بقي
مراد موافقآ: طب تعالي هوريكي حاجه
سارت بجواره لتقف علي أعتاب جناحه الخاص لأول مره...
دخل لثواني وخرج يحمل العلبه الجميله.
وفتحها وهو ينظر لعيناها
قالت بهمس: شعري، خصلة شعري، إنت ما كنتش رميتها يا مراد
هز رأسه وقال: لأ مقدرتش
أنا بحبك قوي يا مراد. قالتها بسرعه وهي نقف علي أطراف أصابعها لتضع قبله خاطفه علي وجنته
وتهرول لحجرتها كطفل فعل شيئا خجل منه وفر هاربآ
ليضحك. مراد ويتلمس وجنته هامسا...
بعد أن إبتعدت، والله بايني هبقي مجنون ليلى علي آخر الزمن.
في شقة فاطمه...
جلست فاطمه علي المقعد تتنهد
لتسألها إيناس برفق: مالك يا ماما.
فاطمه بحزن: مش عارفه يا إيناس حاسه إن كرم فيه حاجه ومخبي عليه...
إيناس بحيره: علشان مجاش النهارده يعني، يا ماما كرم ليه بيت وزوجه لازم تفتكري دي...
لتصيح فاطمه بغضب: وليه أم معاه في نفس البلد يا إيناس
أم مالهاش غيره، فيها إيه لوعدي كل يوم شافني يا بنتي هو لسه في العمر ال جاي قد ال راح ولا إيه مش كفايه حسرتي علي إخوه...
إيناس ببعض الضيق: ما تنسيش يا ماما إنك مش قاعده هنا لوحدك وممكن مراته تتضايق من جيته كل يوم والتاني
سبيه علي راحته، دا رأيي وكمان يا ماما مراته ليها حق...
فاطمه بعبوس: طيب خلاص نزورهم إحنا يا إيناس
أنا هقول لكرم إننا هنروح بكره نقضي اليوم معاهم...
إيناس بجديه: إسمها تروحي مش نروح
إنتي والدته مفروضه عليه ومفروض عليكي
إنما أنا أرملة أخوه قالتها وبكت رغمآ عنها.
ثم أردفت ؛: أنا كمان هروح أشوف عيلتي يا ماما...
في اليوم التالي
عاد مراد من عمله منهكآ فأمرت نوال وداد
أن تعد طعام الغداء وأردفت أنا هنادي شاكر بيه وإنتي قولي للباقيين ينزلوا علشان الغداء
بالفعل أطاعتها وداد
ووضعت الطعام بعنايه علي الطاوله التي زينتها ببعض الزهور الجميله نسقتها في فازه بعد أن جلبها لها البستاني من الحديقه
يلا يا ماما أنا ميت من الجوع، قال مراد وهو يجلس علي الطاوله.
وإجتمع جميع أفراد الأسره
قالت نوال لوداد: ما ندهتيش لهمس وليلي ليه يا وداد
قالت وداد بخجل: أصل الست زيزي قالت لي أطلع لهم أكلهم فوق
تابع مراد الموقف بصمت وضيق
لتردف نوال، إجري إطلعي إندهيلهم وآخر مره تعملي كده
بالفعل بعد دقائق محدوده هبطت ليلى الدرج وقد إزدادت إشراقا وجمالا بفعل سعادتها في الأونه الأخيره بعد إقترانها بمراد
كذلك كانت همس كفراشه صغيره بفستان طفولي جميل
السلام عليكم، قالت ليلى.
وجلست بجوار نوال وبجوارها همس
مررت إبتسامه سريعه لمراد وسمت الله
وما أن إلتقطت بعض الطعام بشوكتها
حتى نظرت لها زيزي وقالت بكبرياء، : لما كنتي عامله شمس كنتي بتقعدي معانا علي أساس مرات مجدي وقبلناكي
لكن معلهش يا طنط لفتت وجهها إلى نوال وأردفت
هيه دلوقتي ليلى مربية همس يعني زي آني وآني بتاكل فوق...
صدمه وإرتباك مفاجئ أصبح باديآ علي وجه ليلى
التي وضعت الطعام من يدها وهمت بالإنصراف...
حينما صاح مراد: إستني يا ليلى
أنا، أنا. أنا هطلع فوق، قالت ليلى وقد بهت وجهها...
ليصيح بغضب: قلت لك إستني يبقي تستني مفهوم ولا لأ
أنصت الجميع بإهتما م
ليقول مراد وهوينظر لزيزي بعناد وتحدي
معاكي حق. لما كانت شمس مكانها كان هناك جنب ماما
و دلوقتي لأنها ليلى مكانها هيبقي هنا جنبي علي طول
قال لممدوح بلهجه آمره: سيب الكرسي ده يا ممدوح ليطيعه ممدوح
ويقول مراد بعد أن نهض ليقف.
ليلى من النهارده مكانها جنبي لأنها خطيبتي و...
قاطعته نوال: خلاص يا مراد يا حبيبي فهمنا
روحي ياليلي إقعدي جنب مراد
شاكر بلهجه صارمه: يعني إيه خطيبتك
مراد بتحدي: يعني خطيبتي يا بابا بعد إذنك أكيد
مررها شاكرعن قصد، فتصنع الإبتسام وقال بلهجه ماكره: إنت حر يا مراد إنت معدتش صغير
لتتسع ابتسامة نوال وتقول...
خلاص تعالي إنت يا مراد أقعد هنا جنب عيلتك
وأنا هقعد علي شمال شاكر.
نهض ليجلس علي يمين والده وبجواره ليلى وهمس
لتشتعل النار في قلب زيزي الذي يملأهاالحقد...
وقال ممدوح بسعاده: مبروك يا مراد، مبروك ياليلي
لم يكتفي مراد بما فعله بل ربت علي كتف ليلى أمام الجميع وقال بحنان
يلا كلي.
همست في إذنه. : الله يعزك يا مراد زي ما عزتني
مراد بهدوء: يلا كلي الأكل برد
شعرت ليلى بأنها ليست جالسه علي مقعدها بل وكأنها تطير وتحلق في السماء.
ها هو رجلها الأوحد يدافع عنها بضراوه، وأمام عائلته بأكملها لم يخشي نظرات والده ولا لومة لائم...
دخلت وداد لتقول: الباشمهندس محمد سالم بره
خليه يدخل بسرعه، قال شاكر
ليدخل محمد بمرح المعتاد قائلا: لا سلام علي طعام يا جماعه
إقعد إتغدي يا محمد، قالها مراد لمحمد الذي تعجب من جلوس مراد بجوار ليلى والصغيره
وقال وهو يجلس بجوار همس ويداعبها
إزيك يا هموسه
إزيك يا محمد: قالتها همس ليضحك الجميع
وقالت ليلى مبتسمه: عمو محمد يا همس
همس ببراءه: أنا إتفقت معاه وإحنا في المزرعه نبقي أصحاب.
قال محمد بهدوء: بإختصار يا جماعه أنا جاي أعزمكم علي خطوبتي بعد يومين
وأناوالعروسه إتفقنا نعملها في المزرعه
قدم الجميع التهاني الحاره لمحمد. وقال شاكر...
أيوه سالم قالي في المصنع النهارده
ماشاء الله نسب يشرف قالها وهو ينظر لليلي بإشمئزاز
مين يا محمد: سأل ممدوح
ليقول مبتسما: مراد وليلي عارفينها كويس
الدكتوره سما
لتصيح همس، وأنا كمان عارفاها
قال مراد بمرح وهوينظر لليلي: إيه رأيك نعزم خالتك وياسر.
لتهز رأسها موافقه
وتنهض زيزي لتصعد جناحها وهي تشعر بغصه...
بعد إنتهاء وجبة الغداء
توجهو إلى الحديقه بعد أن أمر مراد وداد بإعداد الشاي...
بالفعل إصطفو معا حول منضده دائريه بالحديقه
نوال ومراد وليلي مع همس ومحمد
قالت ليلى: عرفت تنقي يا محمد سما دي حبيبتي
مراد بسعاده: هيبقي لك صديقه في العيله
لتعترض ليلى: ماهي صديقتي من قبل وأحلي منهم كلهن مامتي حبيبتي ال رجعتني أقول ماما من تاني.
قالت ذلك ثم جذبت كف نوال لتقبله بحنان
ربنا يسعدكم يا حبايبي: قالت نوال
بعد إنصرافه محمد نظرت نوال لمراد بعتاب وقالت
ليلى تقولي وإنت لاء يا مراد أردفت، بتكلم علي كتب كتابكم
ليلى قالت لي ال حصل كله
مراد بتعجب: أومال ليه حاولتي تمنعيني أقول علي الغداء
نوال بحنان: أبوك كان عنده مبادئ أزمه قلبيه من مفيش يا مراد مينفعش تفاجئه مفاجأه زي دي
يمكن يجراله حاجة فيها يا بني.
شويه وهنعمل حفله ونقول فيها إنكم كتبتم كتابكم في الجامع وجيتو علي الحفله
ربنا يخليكي ليه يا ماما ؛: قالها مراد وهو يقبل رأس أمه.
بعد يومين...
في مزرعة محمد الخضراء
تلألئت الأنوار وزينت الأشجار وصفت المناضد
وأعدت كوشه للعروسين كأجمل مايكون
جلست سما كقمر منير بفستانها الطويل بلونه الروز وحجاب يعلوه تاج لامع بدت فيه كملكه متوجه بجوار محمد الذي تألق ببدله سمراء اللون
كانت العائله كلها مجتمعه.
قبل حضور ليلى للحفل إتصل بها مراد وقال لها
إلبسي الخاتم والطوق ال جبتهم لك
تعجبت ليلى وقالت: خاتم إيه يا مراد
مراد بتعجب، الهديه ال جبتهالك
ليلى وهي تشهق: تصدق نسيت أفتحها ثانيه واحده با مراد
لتفتح اللفافه وتري علبه صغيره بها خاتم من السوليتير وسلسله رقيقه
فصاحت: الله إيه دول يا مراد
شبكتك يا حلوتي والدبله بقي سبتها ألبسهالك بنفسي
شكرا يا مراد
بس كده دا آخرك في الأكشن: قال مراد ضاحكآ.
لتقول بخجل: شكرا يا حبيبي
أغلق الهاتف بسرعه دون أن يرد عليها
في الحفل عاتبته قائله: كده تقفل في وشي
مراد ضاحكآ: يا عبيطه أنا قفلت علي أخر كلمه قلتيها علشان ميتقلش بعدها كلام
كلمه إيه، قالتها عابسه
ليقول غامزا بعينيه: حبيبي
أول مره تقو ليها...
ضحكت بخجل وتركته لتعانق ماهي وترحب بها، كانت ليلى وماهي ترتديان فساتين سهره بنفس اللون الموف فقد إتفقنا هاتفيآ علي ذلك، عكس زيزي التي إرتدت فستان قصير باللون الأحمر وجلست علي طاوله مستقله مع زوجها...
كل من في الحفل كان مسروا
وهنأت ليلى سما من قلبها
صاحت ليلى: ياسر آهو يا مراد
أقبل ياسر ليصافح مراد وقال، ألف مبروك الحمد لله إنكم عزمتوني علشان أشوفكم قبل ما أسافر
فين خالتي يا ياسر، سألت ليلى.
قال مراد، مقدرتش تيجي يا ليلى معلهش
لمعت عينا ليلى بفكره مجنونه وقالت
بقولك إيه يا ياسر من غير لف ودور ان عندي لك عروسه جميله وطيبه بس عاوزه راجل زيك كده يقودها بالإحسان والإيمان
تعجب مراد وقال: هتشتغلي خاطبه ياليلي ولا إيه وبعدين مين ال عروسه دي
أشارت ليلى إلى الفتاه الواقفه بجوار محمد
وقالت آهي...
مراد بتعجب، شهد
ياسر مبتسمآ ؛ لاء يا ختي دي مش محجبه.
ليلى بإصرار: والله طيبه جدا يا ياسر وإنت غني ومبسوط زيهم يعني هتسعدها
قال ياسر تؤ. تؤ ولكنه ظل يتابعها بعيناه وكأن الفكره أعجبنه
صدحت الفرقه بالأغاني وجلس الناس مجموعات
ونظرت ليلى حولها فلم تجد همس
نهضت لتسير بإتجاه سور المزرعه بينما كان مراد مستغرق بالحديث مع ياسر بالفعل كانت همس وبيري تلعبان مع مجموعه من الأطفال.
لفت نظر ليلى شحاذآ رث المظهر يرتدي بدله لونها أزرق باليه تشبه ملابس العمال والكناسين، وقف علي باب المزرعه
نظر إليها بإستعطاف وقال، حاجه لله يا بنتي
أخرجت من حقيبتها عشرين جنيها
وإقتربت له تمد يدها بالنقود
لتتفاجئ بقبضة الرجل القويه علي يدها وبيده الأخري وضع منديل مبلل بالمخدر
ليحملها ويهرول
ويفتح الصندوق الخلفي لشا حنه كبيره ليلقي ليلى بإهمال
بينما تعالت صيحات همس وبيري فقد رأو ما فعله الرجل بليلي.
لقد ألقاها بصندوق الشاحنه وإستدار ليقود السياره بسرعه جنونيه
ويفر هاربآ
لتتعالي الصيحات بعد أن نبهت صرخات همس الجميع
ويهرول مراد يتبعه كرم ليتبعا تلك الشاحنه بسيارتهما...
وإنتفض الجميع يتابعون ما يحدث بتعجب
حتى قال محمد لسما هشوف فيه إيه وأرجعلك
فيه إيه يا ماهيتاب: سأل محمد
لتشهق باكيه وتصيح: ليلى إتخطفت يا محمد...
محمد بتعجب، إزاي إتخطفت يا ماهي.
ماهي بإنفعال: العيال بيقولوا واحد شالها وخطها في كبينه عربيته وهرب
بسرعه إتصل محمد علي مراد وصاح
فيه إيه يا مراد
راد بإنفعال: سبني دلوقتي يا محمد إبن، هيتوه مننا بعربيته
إقسم بالله لعلقه بس أشوف مين ال وراه الأول...
إحتضنت ماهي همس التي كانت تبكي بهستريا
وإقتربت من والدتها التي كانت قلقه للغايه خوفآ علي ليلى ومراد الذي هرول كالمجنون بصحبة كرم
فين بابا: سألت ماهي.
لتجيب نوال بحزن: والله ما أعرف إختفي فين هو كمان
لا حول ولا قوة إلا بالله الفرح باظ
كانت سما متعجبه مما يحدث حولها وحينما أخبرها محمد
طلبت منه أن يعاونها لترتدي شبكتها القيمه بسرعه، لينتهي الحفل سريعآ، فقد تشتت تفكير الجميع ولم يعد هناك مجال للإحتفال
كان مراد ثائر بمعني الكلمه عيناه مسلطتان بضراوه
علي تلك الشاحنه
إنها هناك ليلاه، ليلاه راقده هناك
تراها تبكي، تتألم...
أم غائبه عن الوعي تماما...
يلا يا كرم سوق أسرع. من كده صاح مراد
كرم بإنفعال: أكتر من كده هنموت يا مراد
ليهمس مراد: والله لطلع عينه في إيدي لو مس شعره منها...
خاطره
بتروحي يا ليلى بتضيعي من إيدي
يا ساكنه في وريدي
والقلب بينادي متردي يا ليلااااي
يا ضحكه يا مغربه
يا بعيده ومقربه
حب الشباب والصبا
بناديكي يا ليلى
بناديكي متردي
وطمنيي قلبي
محروق قوي عليكي
ووعد ياليلي
من بعد ها الليله
متروحي من عيني
يا أغلي من عيني . بناديكي يااااا. ليلى.
↚
حاول ياسر الإتصال بمراد ولكنه هاتفه أصبح غير متاح
قال محمد، طيب إهدي يا أستاذ ياسر أكيد هيوصلو لها...
ياسر بحزن: أكيد مراد هيعمل كل جهده دي مراته
مراته، قالت شهد بتعجب
ليجيب ياسر، ؛ أيوه مراد كتب كتابه علي ليلى وعلشان كده أكيد مش هيسبها
نظر لمحمد وقال: أطلع بعربيتي أشوفها ولا أعمل إيه
محمد بتأثر: مالوش لازمه لأننا منعرفش مكانهم
كانت سما أيضا حزينه من أجل ليلى...
عادت نوال مع ماهي وممدوح وزوجته إلى الفيلا...
وكانت زيزي في أحسن حالاتها وفي جناحها الخاص قالت ببرود لممدوح: مش عارفه الدنيا مولعه علشان إيه ما تغور في ستين داهيه...
ممدوح بغضب: إنت إنسانه متبلدة المشاعر يا زيزي أقسم بالله أنا نفسي بقيت بخاف منك
مالك بتكرهي الناس كلها ليه، ما تحطي نفسك مكانها مش أي حد معرض لكده
قالت وهي تضع طلاء الأظافر علي أظافرها وتزفر الهواء بدلال عليه ليجف.
إنزل يا ممدوح إقعد مع الزعلانين تحت مش ناقصه نكد أنا...
إنتي النكد كله، قال ذلك وهويزفر ضيقا ويتركها ليصفع الباب بعد خروجه.
في الأسفل
كان القلق والتوتر. سيد الموقف فالكل خائف علي ليلى ومراد وكرم أيضا
با رب رجعهم بالسلامة، قالت ماهي وهي تجلس وتحتضن همس التي نامت في أحضانها الدافئه...
في المزرعه
قال ياسر بحزن: طيب أنا هروح ولو عرفت حاجه بلغني لو سمحت يا محمد
كان مراد قدقام بتعريف ياسر لمحمد قبل خطف ليلى...
فقال محمد: معاك حق قعدتنا هنا في المزرعه زي قلتها إحنا كمان هنمشي
إتفضل معانا يا ياسر...
لا شكرا، أنا همشي ولو عرفت حاجه بلغني
ممكن تقولي رقمك أطلبك وتسجل رقمي علشان لو فيه جديد أكون شاكر لو بلغتني
طبعا، قالها محمد وبالفعل تبادلا أرقام الهواتف
نظرت له شهد بتمعن وقالت.
هوإنت ملاكم؟
ياسر بتعجب: إشمعني يعني. لاء مش ملاكم ولا حاجه بس بلعب رياضة
عن إذنكم أنا ماشي!
قالت شهد لمحمد: طب مش إنت هتروح توصل سما يا محمد أنا ممكن أخلي الأستاذ ياسر يوصلني، ولا عندك مانع يا أستاذ ياسر
لاء أبدآ إتفضلي
صعدت لسيارته الحديثه وجلست بجواره وقالت بدون تحفظ
علي كده بقي إنت غني أوي صح؟
لاء عادي، قال ياسر وأردف، تعرفي إني مستغربك قوي
ليه، قالت شهد بدلال.
جريئه زياده عن اللزوم عكس ليلى بنت خالتي الله بردها بالسلامة: قال ياسر
شهد بدلال: يعني عجبتك
ياسر بدون تفكير: إطلاقا
. مش فاهمه: قالت ببلاهه
ياسر بجديه: ال زيي تعب علي ما كون نفسه وبقي حاجة يا آنسه شهد
لما يعجب. يعجب بإنسانه جاده مظهرآ ومضمونا، إنتي حلوه بس متعجبنيش
شهد بغيظ: تعرف إنك قليل الذوق
ياسر بإبتسامة واسعه: أعرف إني صادق في كل كلمه بقولها متعودتش أنافق.
شرد ليفكر في ليلى وقال بتوتر: يا رب يجيبك بالسلامة يا ليلى
شهد ببعض الغيره: ليلى بالنسبه لك بنت كويسه
ياسر بإندهاش ؛ ليلى تعتبرأختي الصغيره
لكن طبعا أي حد يشوفها بنت كويسه
علشان لابسه حجاب: قالت شهد بسخريه
شعر ياسر أن شهد إنسانه غريبه نوعآ ما
فقال بهدوء: لوسمحتي قوليلي البيت فين بالظبط علشان أنزلك عنده
شهد بلا مبالاه: لما نوصل هقولك بس كمل كلامك...
ياسر بجديه: معدش عندي كلام يا آنسه شهد.
بس فستانك القصير مثلا وشعرك ال جعدتيه بشكل غريب يلفت نظر أي حد طبعا
بس مش بالضرورة يعجبه
هنا أشارت شهد لبنايه عاليه وقالت
بس شقتنا هنا
أوقف ياسر السياره وقال: مع السلامه
لتصيح شهد قبل أن تصفع الباب بقوه: علي فكره إنت إنسان قليل الذوق
وإستدارت لتتركه متعجبآ ليقول: إنسانه غريبه ربنا يهديكي...
في شقة سما
جلست هي ومحمد في غرفه مريحه علي مقاعد الصالون الفضي العتيق.
تناول محمد رشفه من كأس العصير وقال: أنا آسف يا سما علي ال حصل أكيد زعلانه إن الخطوبه باظت
سما بتفهم: ولا باظت ولا حاجة يا محمد إحنا مع بعض أهو
أنا فعلآ متضايقه علشان ليلى صعبانه عليه قوي وخايفه ال خطفوها يعملوا فيها حاجه وحشه
مسكينه با عيني
محمد بحزن: ليكي حق ربنا يردها بالسلامة
تعرفي إني إتفاجئت بجوازها من مراد ليلى دي من يوم ما ظهرت وكلها مفاجأت مره شمس ومره ليلى.
ومره مراد يطردها ومره يقولو إتجوزها. شخصيه محيره
سما بنفي: بالعكس شخصيه بسيطه وطيبه جدا أنا إتعاملت معاها المده ال قعدتها في المستشفي بنت في منتهي الرقه
ربنا يردها سالمه
آمين: قال محمد
في سيارة كرم
ظلت الشاحنه تتبع طرق مختلفه بغرض التمويه فقد رأي سياره تتبعه في مرآة سيارته واستمر مراد بالصياح منفعلآ: العربيه هتفلت مننا يا كرم هاتني مكانك
بالفعل أوقف كرم السياره ليتبادل الأماكن مع مراد.
الذي أخذ يقود بسرعه جنونيه في حين إتصل مراد بزملاؤه للتبليغ عن واقعة الإختطاف وطلب الدعم...
في الشاحنه التي إتجه سائقها إلى الصحراء وأصبح يسير بطرق متعرجه
شعرت ليلى بالتخبط وفتحت عيناها ببطئ لتتعجب أين هي وما هو هذا المكان المظلم الكئيب
بدأت تسترد وعيها وتذكرت ما حدث
تحسست حقيبتها الملقاه بإهمال بجوارها
وفتحتها بحذر لتخرج الهاتف.
لم تسمع رنينه من قبل من آثار المخدر ولكن إنحدار السياره وتخبطها جعلها تنتبه
فتحت الهاتف لتطلب مراد الذي صاح ؛
ليلي، ليلي، بتتصل يا كرم
جذب كرم الهاتف من مراد
وقال بسرعه: ليلى إحنا وراكم إنت لسه في العربيه مش كده...
ليلى بتثاقل: أنا مش عارفه يا كرم في صندوق عربيه ضلمه
والسواق بيسوق بجنون فين مراد
جذب مراد الهاتف بعنف وصاح: ليلى حد آذاكي
ليلى برعب وهي تهمس: أنا خايفه قوي يا مراد.
لو جرالي حاجه خد بالك من همس متخليش زيزي تأذيها...
ليلى. ليلى. صاح مراد وهو يلقي الهاتف بعنف علي مقعدالسياره فقد إنقطع الإتصال
ظل السائق يقود السيارة بسرعه جنونيه
حتى إختفي في الصحراء
وسمعت ليلى صرير إطارات السياره وهدأت الحركه قليلآ عن قبل
فعلمت أن الرجل توقف بشاحنته
إرتعدت أوصالها من الخوف
ها هو قادم ليفتح صندوق الشاحنه ويصيح بغلاظه
إنزلي.
تأملت ليلى ملامح الرجل القاسيه إنه رجل خمسيني داكن البشره عابس الوجه.
نحيف وطويل: نظر إليها مطولا وصاح إنزلي قلت لك
نزلت ليلى التي بهت لونها خوفآ. تحمل حقيبتها
الني جذبها الرجل عنوه وألقاها بإهمال في الشاحنه
كان يحمل بيده اليمني مسدس حديث الطراز به كاتم للصوت
بيد صلبه دفع ليلى بإتجاه باب مخزن قديم وقف بسيارته أمامه وقال بلهجه آمره: إفتحي الباب.
دفعته ليلى بإيدي مرتشعه وهي ترتعد وقالت بخفوت: أنا معملتش حاجه. إنت مين وعاوز مني إيه
دفعها بقوه لتقع علي أرض المخزن الصلبه كان المكان واسع وفارغ إستدار هو ليغلق أبواب المخزن الخشبيه الكبيره
وصاح. بإنفعال واضح، قتلتيها ليه
مين قتلت مين، بتقصد مين. سألت ليلى التي بهت لونها من الخوف وتحشرج صوتها
طه بصياح: إنتي مش جيتي بيت شاكر وقلتي إنك شمس وجبتي معاكي بنتها
إيوه حصل، بس مراد لما جاني.
إخرسي: أمرها لتصمت تماما
أخذ يتحدث وكأنه قاضي يصدر حيثيات الحكم بالإعدام علي المتهم
! إنتي هتموتي لأنك قتلتي بنتي. قتلتي شمس، قتلتيها علشان تيجي تعيشي مع الناس الأكابر
قال بحزن دفين: ليه قتلتيها شمس كانت غلبانه وطيبه. شرد لثواني ليردف. بحزن، وحسره، كانت جميله.
كانت ليلى مذهوله تماما مما يحدث وما يقوله هذا الرجل
أيتهمها بالقتل ولا يدع لها المجال لتبرئ نفسها
هل سيقتلها بذلك السلاح الذي يحمله.
فلترد الشهادتين إذا. فلا مجال للتحاور معه
رفعت سبابتها لتنطق الشهادة وأسنانها تصطك من الخوف والإنفعال
تكورت في ركن من المخزن الواسع
فقط لويمنحها فرصه لتدافع عن حالها
قالت بيأس: أنا مقتلتش شمس أنا ساعدتها وحبيتها وهيه حبتني وأمنتني علي بنتها وأوراقها. صدقني
إتشاهدي علي روحك. قالها طه ورفع سلاحه
ليسمع إرتطام الباب
حيث دفعه كرم ودخل مراد مثل المجنون
يصيح ليلي، ليلى
ما أن رأي طه كرم ومراد حتى إندفع كالسهم...
ليجذب ليلى ويدفعها أمامه كدرع بشري ويسلط المسدس علي رأسها ويقول
محدش يقرب، لو قربتم مني هفرغ المسدس في رأسها
مراد. همست ليلى
ليستدير طه وهو يدفع ليلى بحذر أمامه ليقترب من باب المخزن
آمرآ مراد وكرم بالدخول في ركن قصي من المخزن وإلا سيطلق الرصاص علي ليلى
قال كرم بتمرس: إهدي يا مراد وإسمع الكلام
مراد بصياح: لو لمستها هقتلك.
طه بضحكه هستيريه وصوت أجش: أنا كده كده ميت متفرقش معايا، بس، لاء، لازم أعيش وأنتقم من كل ال آذي بنتي وآذاني
إنت إبن شاكر صح طالع كلب زيه
إقترب مراد منه ليجذبه كرم قائلا؛ ما تهدي يا مراد
إنت مين، قال مراد
ليصيح طه: أنا طه أبو شمس ال الكلبه دي قتلتها. أردف أنا مراقبكم من إسبوع وعرفتكم كلكم بس محامي ابوك النتن موصيني مجيش جنبك أردف بإنفعال
قتلتو شمس ليه؟
مين ال قالك إن ليلى قتلت شمس ال قالك كده قذر كذاب: قال مراد
أبوك ال قالي، وطلعني من السجن، وجابلي إثباتات ان البت دي منتحله شخصية شمس بعد ما قتلتها أردف بتساؤل
صح هيا مش كانت عامله نفسها شمس، قال ذلك طه
صح بس علشان تحمي بنتها، صاح مراد
بابا، بابا ال قالك، إنت كذاب. كذاب
كانت ليلى ترتعد وتهمس: مراد إبعد يا مراد
هيأذبك، إبعد يا حبيبي علشان خاطري.
فجأه لم يتمالك مراد نفسه فقد تكهن أن طه يراوغه ليقترب أكثر من الباب فيقتل ليلى ويفر هاربا
وهكذا كان يفكر طه بالفعل...
في لحظه واحده إندفع مراد ليهجم علي طه يريد أن يدفع المسدس من يده
لتنطلق الرصاصه وتصرخ ليلى ويسقط مراد
الذي إستقرت الرصاصه بكتفه الشمال.
ليسرع كرم ممسكا بطه، الذي كان الأسرع حيث ضرب علي رأسه بالمسدس ليترنح كرم قليلا ويفر طه هاربا بكل ما لديه من سرعة، بينما حاول كرم التماسك وركض ليري مراد الذي أوشك علي فقدان
وعينه وركعت بجواره ليلى ترفع رأسه علي ركبتيها
وتشعر بالإنهيار...
لسه جايين، صاح كرم لزميله الذي هاتفه ليسأله عن مكانه الحالي
صرخت ليلى: إنت لسه هتتكلم في التليفون مراد دمه هيصفي.
قال كرم بحده: روحي إفتحي باب العربيه بسرعه وتعالي ساعديني ننقله لحد ما حد يجي ياخد عربية المجرم ال هرب الله ينتقم منه...
ليلى باكيه: الله ينتقم من ال ضحك عليه
بسرعه فعلت ليلى ما أمرها به كرم وساعدته لإدخال مراد في المقعد الخلفي وجلست بجواره وهي تحتضن رأسه بين يديها
وتنحني لتقبل رأسه وتبلل جبينه بدموعها السخيه...
لاحظت النزيف المستمر فنزعت عنه الجاكت الذي تلوث بدمائه ووضعت جزء منه علي جرحه وأخذت تضغط بيدها وتصيح، يا رب. إسترها يا رب دمه إتصفي
بسرعه يا كرم الله يخليك مراد هيروح مننا...
عندما وصلو المستشفي صاح كرم: حد يلحقنا
بالفعل تم نقل مراد علي فراش نقال وظلت ليلى تهرول وتبكي وراءه
إلى أنا منعها العاملين بالمستشفى من دخول غرفة العمليات
فوقفت علي الباب تبكي بصوت مرتفع.
فما حدث معها كان مؤلما منذ خطفها إلى تلك اللحظه...
إتصل كرم بماهي وأخبرها ما حدث
وبعد وقت وجيز حضرت عائلة الخرافي بأكملها...
كان وجه ليلى شاحب وقد خارت قواها
فجلست في إستراحة الانتظار
لتتفاجئ بشاكرالقادم نحوها بوجه متجهم
ليصيح: ضيعتي إبني.
واقفه تتفرجي عليه إمشي غوري إطلعي بره من هنا...
ما أن أكمل عبارته حتى إنهارت ليلى فقد ذاقت اليوم الآمرين وليست بحاجه لكلمات شاكر اللازعه.
أردف بكبرياء يستكمل عباراته القاسيه
إنت سبب البلاوي ال بتحصل لإبني إطلعي من حياتنا، مراد لو جراله حاجه هخنقك بإيديه دول
صمت عندما صاحت ليلى ليسمعها كل أفراد العائله: جبروتك هوال ضيع مجدي وشمس ال كانت مريضه وجوزها إستنجد بيك خذلته
مات إبنك ومراته بسبب قسوتك وعنادك...
ومراد إنت السبب ف ال جراله.
الراجل ال خطفني إنت ال بعته وخليت رجالتك يخدعوه ويفهموه إني قتلت شمس مع إنك القاتل الحقيقي، إنت ال مفروض تكون مكانه دلوقتي، إنت سبب البلاوي كلها...
شاكر بغلاظه، أنا هنادي السواق يرميكي بره
ليلى بصوت عالي: لعلمك بقي ال مرمي جوه ده جوزي علي سنة الله ورسوله ولوقتلتني مش هسيبه لحظه.
جحظت عينا شاكر الذي همس: بتقولي إتجوزك...
↚
في المستشفي
جحظت عينا شاكر وقال بذهول يخاطب ليلي، : بتقولي مراد إتجوزك
نوال برجاء: خلاص بقي يا ليلى كفايه كلام دلوقتي لحد ما نطمن علي مراد إحنا في إيه ولا في إيه يا جماعه، تدخلت نوال بعد أن إستمعت لجزء من حوار شاكر مع ليلى
ليستدير لها شاكر ويقول بلهجه صارمه ؛: كنتي عارفه يا نوال إن مراد إتجوزها
نوال بلا مبالاه: إحنا في إيه ولا في إيه يا شاكر جواز إيه وطلاق إيه وإبني مرمي جوه.
كانت نوال منهاره تمامآ وخائفه أن تفقد مراد. كما فقدت شقيقه من
قبل ولكن شاكر قال للمره الثانيه...
كنتي عارفه يا نوال؟
أيوه كنت عارفه أومال كانت هتعيش معانا بصفتها إيه،؟
بكاء ماهي جعلهم يقطعون حديثهم فقد كانت ماهي مرعوبه علي مراد وأخذ كرم يربت علي كتفها، ويهدئها ممدوح
وتركتهم ليلى جميعا وعند باب الغرفه التي بها مراد
ركعت علي الأرض بجوار الباب المغلق تتوسل إلى الله تاره وتبكي أخري.
وصمت شاكر تمامآ وجلس يمرر يده علي وجهه بعصبيه
وبالفعل كان الجميع يشعرون بالقلق
بعد أكثر من ساعتين قضوهم بين الخوف والترقب
خرج الطبيب: ليلتف حوله الجميع
قال الطبيب بهدوء: الحمد لله المريض ده محظوظ الرصاصه كان بينها وبين القلب مافيش لكن ربنا ستر
إستخرجنا الرصاصه وعملنا نقل دم للمريض
ال فقد كميه كبيره من دمه...
وبرده من كرم ربنا إن فصيلته كانت متوفره
وهو دلوقتي في غرفة الإفاقه مع الدكتور المختص.
الحمد لله قالتها نوال
في غرفة الإفاقه وقف طبيب التخدير
يربت علي وجه مراد ويناديه
مراد، مراد
ليهمس مراد، ليلى
خرج الطبيب مبتسما وقال: مين ليلى
ليتجهم شاكر
وتقول نوال وهي تشير لليلي: آهي ليلي، مراته يا دكتور
إقتربت ليلى من الطبيب تتوسل إليه أن يتركها تدخل لمراد لدقائق
ليقول ضاحكا: طيب إدخلي لقيس ال أول مافاق نادي علي ليلاه
ليضحك الجميع عدا شاكر الذي كان مصدومآ...
بدء يشعر كم هو بعيد عن عائلته ألدرجة أن يخفي عنه إبنه الأكبر زواجه...
دخلت ليلى ومعها نوال التي أصرت أن تري إبنها
إنحنت ليلى لتقبل قدم مراد المدد علي الفراش ثم إستدارت لتقبل يده وتنهمر دموعها بشكل مؤثر
ليه كده يا بنتي، قالت نوال
لتهمس ليلي، : ضحي بنفسه علشاني الطلقه دي كانت هتبقي في رأسي لولا مراد.
كرم ظابط بس كان حذر وهادي لكن مراد ماهموش أي حاجه وهجم علي طه في اللحظه ال كان ناوي يضربني بالرصاص ويهرب...
إنحنت لتركع علي الأرض وتحتضن يده الممده إلى جواره...
ليلي، نادي مراد بضعف مره أخري
لتهمس ليلى: أنا هنا يا حبيبي، أنا جنبك يا مراد، جنبك لآخر عمري
رأت طيف إبتسامه لاحت علي محياه
وإبتعدت قليلآ لتقترب منه أمه وتنحني لتقبل جبينه...
دخل الطبيب فسألت نوال: هو مش فايق ليه يا دكتور.
قال الطبيب بتفهم: هوبدء يفوق ونادي علي ليلى شويه، شويه. هيفوق تمامآ
بس إتفضلو إخرجو بقي علشان ممنوع الإرهاق أوالإزعاج...
خرجت ليلى مره أخري لينظر إليها شاكر نظره مبهمه لم تعرف ليلى مغزاها، في حينها.
ولكنها فهمت بعد قليل حينما إتجه نحوها رجل عملاق يتبعه آخرون وقال لها ذلك الرجل علي مرأي ومسمع من الجميع
يلا إتفضلي بره من هنا دي أوامر شاكر بيه الخرافي.
إتجهت نوال نحو الرجل وقالت بحزم: إنتو إتجننتو دي مرات مراد
لتسمع صياح شاكر الذي أشار إليهم ليحمل الرجل ليلى علي كتفه بعنف
وخرج بها وهي تصيح وتستغيث ليلقيها الرجل في الشارع ويقف أمام المستشفي ليمنع دخولها مره أخري
صاح كرم: ال عملته ده غلط يا عمي دي مرات مراد
شاكر بغلاظه: دي قليلة الأدب وغلطت فيه ولعلمكم قال ذلك وأشار للجميع
مراد أول مايفوق لازم يطلقها وإلا هحرمه من الميراث وإعتبره مات زي مجدي بالظبط.
نوال بقهر: حرام عليك والله ال بتعمله ده ميرضيش ربنا إبنك فداها بروحه وإنت بترميها في الشارع
وبكت ماهي لما حدث مع ليلى وخرجت لتجدها تجلس بجوار درج المستشفى الخارجي تبكي وتنتحب
إقتربت منها وقالت: ليلى يا حبيبتي خدي مفتاح شقتي و روحي إقعدي هناك لحد ما مراد يقوم بالسلامة ونشوف حل
ليلى بحده: والله ما أنا متحركه من هنا لو شاكر ده قطعني للكلاب.
مراد ضحي بحياته علشاني وأنا مش هسيبه إلا لو هو قال لي مش عاوزني فاهمين ولا لأ!
ربتت ماهي علي كتفها بحنان وقالت: بابا والله غلطان في ال بيعمله بس هنعمل إيه
كان ممدوح قد عاد للمصنع وبعد عودته علم ما فعله والده
وحاول أن يتحدث معه ولكن صوت شاكر المرتفع وحدته ألجمت الجميع
حاول كلا منهم أن يتحدث معه ولكنه كان عازم أن يطرد ليلى من بيتهم وحياتهم للأبد.
في شقة فاطمه: جلست فاطمه تحمل الصغير عمر وخرجت إيناس من المطبخ يتبعها علي...
قالت فاطمه بود: ما تتصلي كده يا إيناس بماهيتاب، تشوفيهم ما بيردوش علي التليفون ليه من امبارح
إيناس بهدوء: يا ماما كانت قايله إنهم رايحين خطوبة إبن عمها امبارح
والخطوبه بتبقي زيطه وهيصه وزمانهم رجعو متأخر ونامو.
. طب والنهارده مابيردوش ليه بدءت أقلق عليهم، قالت فاطمه.
لتتصل إيناس بماهي مره أخري وهذه المره ترد عليها وتخبرها ما حدث بالتفصيل
إيناس، طب وإخوكي عامل إيه دلوقتي يا
ماهي بهدوء: الحمد لله الدكتور بيقول كويس بس لسه مش سامحين. لنا ندخل نشوفه...
بيقولوا نص ساعه كمان
إيناس بمحبه: طيب الحمد لله بس إبقي خلي كرم يكلم ماما لقلقانه عليه
حاضر يا نوسه، قالت ماهي بلطف...
في فيلا الخرافي
سمعت زيزي ممدوح يقص علي محمد هاتفيآ ما حدث من والده تجاه ليلى.
وأنها منذ أكثر من ساعه تجلس علي درج المستشفى وترفض أن تذهب لأي مكان.
وما أن سمعت ذلك حتى قالت بسعاده: عااااش عمي شاكر عاااش
نادت لوداد التي حضرت للتو وقالت
نعم يا ست زيزي
زيزي بسعاده: فين البنت همس
وداد بحزن: قاعده في الجناح بتاعهم إتهرت عياط و عماله تقول ودوني لماما وبابا...
زيزي بمرح ؛ سبيها تعيط ولا تخفي يا ريت تيجي ال إسمها ليلى تاخدها معاها ويغورو سوا.
وداد بعتاب: إنتي بتكرهيها ليه يا ست زيزي دي الست ليلى زي النسمه
لتنظر إليها زيزي بغضب وتشير بسباتها بإتجاه الباب وتصيح: براااااا يا وداد ثم أردفت وهي تزفر: نكدتي عليه الله ينكد عليكي
: في جناح ليلى
نامت همس علي الفراش تبكي...
دخلت وداد تحمل صينيه عليها بعض الطعام
وقالت بحنان: مش قلت لك يا همس مامتك رجعت
وهيه فين، قالت همس بحزن وأردفت ومحدش راضي يأخدني معاه خرجو كلهم وسابوني...
أخذت وداد تحايلها وتلاطفها إلى أن أقنعتها بتناول الطعام فهي تشفق عليها. وتتعجب لما تكرهها زيزي هي وليلي...
في المستشفي
لاحظت ماهي أن كرم تركهم ليجلس بعيدا علي أريكه جانبيه ويبدو عليه الإرهاق
إقتربت منه لتجلس بجوار ه وقالت بحنان: مالك يا حبيبي أكيد تعبت النهارده كان يوم صعب قوي
لاحظت ضيقه الشديد، فعادت تسأله
قال بغضب: يعني عاجبك ال مرميه بره دي يا ماهي...
دي لويهوديه مفروض ميعملش معاها كده وأنا وممدوح غلبنا معاه مش راضي يسمع كلام حد...
آاااااه قالها وهو يمرر يده علي رأسه من الخلف.
لتصيح ماهي بهلع: دم يا كرم رأسك مجروحه
كرم بتأوه: إبن ال ال إسمه طه ضربني علي رأسي بس إتلهينا في مراد
ماهي بقلق: قوم معايا يا كرم لازم حد يشوف جرحك، إزاي ساكت علي نفسك يلا الله يخليك قوم
بالفعل دخل معها لحجره وقامت إحدي الممرضات بتنظيف الجرح السطحي ووضعت عليه مطهر و قطعه من القطن ثم وضعت فوقه لازق طبي...
وبعد. ذلك صممت ماهي أن يذهب كرم للبيت ليحصل علي قسط من الراحه ثم يعود مرة أخري...
ترك كرم زوجته وهم بالإنصراف ليسمع رنين هاتفه، ليجد المتصل أمه ويحدثها قائلا
أيوه يا ماما، أنا بخير
قلقانه ليه، طيب هآجي أشوفك بس حضري لي لقمه أكلها أنا ميت من الجوع
طيب يا حبيبتي، مع السلامه
بعد ساعه أخري: فتح مراد عينيه بضعف ليتأوه فوجد والدته بجواره
حمد الله علي سلامتك يا حبيبي: قالت نوال
الله يسلمك يا ماما
حبيبي يا أخويا: قالتها ماهي بحنان
وإنحني ممدوح الذي عاد من الفيلا مرة أخري ليقبله
وخرج يصيح.
الحمد لله مراد فاق وبيتكلم معانا يا بابا
ليدخل شاكر وشقيقه سالم الذي حضر وجلس بجوار أخيه
إجتمعت العائله حول مراد عدا شهد التي كانت تجلس كعادتها علي جهاز اللاب توب لتتحدث مع هذا الشخص المجهول...
وقال شاكر: حمد الله علي السلامه يا بني كذلك قال سالم
الله يسلمك يا بابا
قال مراد ذلك وإلتفت ينظر في وجوه الحاضرين وكأنه يبحث عن شخصآ ما
وأخيرآ قال: فين ليلى يا ماما
ليلي، رددت نوال بحيره وهي تنظر إلى شاكر بعتاب.
تعجب مراد فكل شخص ينظر إلى الآخر بريبه ولا يخبره أحد شيئآ بخصوص زوجته
قال بجديه: ليلى جرالها حاجه حد يجاوبني
ليقول شاكر بغلاظه: مشت يا مراد، رجعت ما طرح ماجت
مش فاهم حاجه: قال مراد
لتقول ماهي بحزن: بابا طردها يا مراد وحلف ما عادت تشوفك
ليصيح مراد الخائر القوي: يعني إيه
شاكر يعني خلاص. متسألش عنها تاني
إنتفض مراد لينهض وبكل غيظ نزع الإبره الموصوله بوريده حيث تم حقنه بمحلول معلق علي شماعه بجوار الفراش...
ليه كده يا حبيبي: قالت نوال
لينهض مراد وهويتحسس جرحه ويتألم بشده
لتصيح نوال: روحي يا ماهي إندهي لها هيه قاعده بره عند البوابه
إستني عندك: لتقف ماهي ودموعها تسيل من التأثر لتقول بضعف: حرام عليك يا بابا
كلمه يا عمي سالم وقوله إن كده غلط...
ولكن سالم ضعيف الشخصيه ودائما يوافق شقيقه ولا يردعه عن خطأ سواه
فقال لماهي: لازم تحترموقرارات أبوكم يا ماهي، دا برده كبير العيله.
هيجيبها لا يبقي إبني ولا أعرفه: قال شاكر
ليصيح مراد وهو يتجه بضعف شديد إلى الخارج واضعا يده علي جرحه
مش عاوز أعرفك والله ما عدت عاوز أعرفك، إنت بتحب تعذب ال حواليك ليه بتستفيد إيه
لاء يا مراد، حاولت نوال منع مراد من الخروج لكنه
خرج وهويئن وينحني للأسفل من الألم
قالت نوال لشاكر: عاجبك كده تخليه يطلع بلبس المستشفي وهو لسه. فايق من البنج
خرج مراد
ولكن نوال صاحت بمحمد: حصله يا بني هيقع من طوله.
جري محمد ليسند مراد وقال له: خليك وأنا هطلع أجيبها
مراد وهويدفعه بغضب: ابعد عن طريقي يا محمد
محمد بحنان: والله هجيبها بس المستشفى كلها بتتفرج عليك يا مراد
إستني هنا لو مجبتهاش إخرج قال ذلك وهويهرول للخارج، وخرجت ماهي لتقف بجوار مراد تسنده وقالت بحنان: إصبر يا حبيبي إنت لسه طالع من العمليات يحصل لك مضاعفات.
ليصيح: علشان أبوكي يرتاح
دخل محمد وهويصطحب ليلى التي تورمت عيناها وإحمرت من كثرة البكاء
ليلي، همس مراد
لتحتضنه ليلى فيربت علي كتفها قائلا، : متزعليش حقك عليه يا ليلى
بتتحداني يا مراد: قال ذلك شاكر الذي خرج للتو من الغرفه تتبعه نوال
إستند مراد علي كتف ليلى التي ساعدته ليعود إلى الغرفه...
دخل شاكر وراءه وأعاد السؤال: إنت مبتردش عليه ليه يا مراد إنت بتتحداني.
مراد بهدوء، : أنا مش هسمح لحد يهين مراتي ويطردها في الشارع حتى لو أبويا
إن شاء الله لما أخف هاجي البيت نلم هدومنا وناخد همس كمان
وهنسكن في إي مكان ما دام بيت أبويا الكبير مش سايع مراتي
ومش بس كده دا أبويا بيتعامل مع قاتلين قتله وباعت واحد يقتل إنسانه بريئه
كل ذنبها إنها مش عاجبك شاكر بيه الخرافي
شكلك هيبقي إيه يا بابا لو أنا وكرم قلنا مين ورا خطف ليلى ومحاولة قتلها
شاكر بضعف: يعني بتختارها.
مراد: بختار العدل والحق أنا تعبان كله يطلع براااا
إلا ليلى آ! وماما طبعا
بتطردني يا مراد: قال شاكر
مراد بسخريه: إنت ال بتطرد الناس يا بابا وترميهم برااا كأنهم مش بشر
نوال بحزن: يا جماعه سيبوه يرتاح دا لسه تعبان
شاكر بلوم: كله بسببك يا نوال كله بتحريضك
نوال بعصبيه: لحد هنا وبس يا شاكر
أنا إتحملت كتير، كل واحد يروح لحاله يا شاكر
إنت إتجننتي يا نوال: قال شاكر
لتجيبه بسخريه: لا ء عقلت بس للأسف متأخر.
في شقة فاطمه
جلس كرم يتناول طعامه وهو يحمل عمر علي ركبتيه ويطعمه كالعاده
عندما إقتربت منه إيناس وقالت: مجبتش ماهي معاك ليه يا كرم
كرم وهويبتلع الطعام: قاعده في المستشفي جنب مراد
إيناس: يا عيني زمان طنط نوال وعموشاكر هيتجننو
ليهمس كرم: عمو شاكر ده ربنا ينتقم منه
بتقول حاجه يا كرم
لا ولا حاجه يا إيناس هي ماما راحت فين
فاطمه: أنا جيت آهويا بني...
عقبال ماتشيل ولادك يا كرم.
الحمد لله شبعت: قالها كرم بضيق وهويناولها الصغير...
في شقة سالم
ضحكت شهد الجالسه أمام اللاب توب كعادتها
وقالت، هلكتني من الضحك يا عصام
ليأتيها صوته الماكر: طب إنتي لابسه إيه دلوقتي إفتحي الكاميرا عاوز أشوفك
لتفتح شهد الكاميرا وتستمع إلى كلام عصام المعسول. الزائف حيث أشاد بجمالها الخارق وخفة ظلها...
وظلت تتسامر معه وهي ترتدي منامتها القطنيه...
ليضحك قائلا: إيه لبس العيال ال إنتي لابساه ده حاسس إني بكلم بنت أختي
لتتعالي ضحكاتها...
وفجآه شعرت بمن يجذبها بقوه من شعرها
لتصيح بفزع: محمد!
↚
تعالت صيحات شهد التي جذبها محمد بعنف من شعرها لتصيح ألمآ
ألقاها علي الفراش بقسوه
وجلس علي مقعدها ليقول للشخص التي تحدثه
أقسم بالله لو عدت تتصل تاني أوتحاول تتكلم معاها لأكون جايبك ومطلع عينك من وشك بصوابعي دي...
لتتعالي ضحكات عصام الذي قال ببرود
إل عنده كلبه يلمها يا معلم
إتفو علي وشك، قالها محمد وهو يغلق المحادثة
ويستدير ليجذب شهد مره أخري وبمنتهي الغيظ أخذ يكيل لها اللكمات ويصيح.
سمعتي، قال ال عنده كلبه يلمها معاه حق إنتي فعلا كلبه ماتسويش
طول اليوم تتكلمي ونسألك تقولي بتكلمي صاحبتك
بتكلمي الكلب ال زيك بلبس البيت
مالبستلوش قميص نوم ليه يا رخيصه
كلما همت بالحديث يصفعها لتصمت
إلى أن حضرت أمها لتجذبها من يده وهي تصيح: هتموتها يا محمد، هتموتها يا بني!
محمد بغضب: تموت ولا تخفي بدال ما تجيب لنا العار.
إيش أدراكي إن الزباله ال زيها ما بيسجلهاش وتلاقيها منشوره علي اليوتيوب علشان تبقي فضيحه بجلاجل
إنتي معندكيش دم الله يخدك ونرتاح...
شهد من بين دموعها: أنا كنت بتكلم بس يا محمد معملتش حاجه غلط
ليصيح بصوت هادر: ماهيه بتيجي واحده واحده يا روح إمك النهارده إفتحي أشوفك
بكره لابسه البجامه
بعده عريانه يا فاجره، ليحاول أن يهجم عليها ليلكمها مرة أخري ولكنها أغشي عليها فقد ركلها محمد بقدمه.
نظر لأمه بعبوس وقال ؛ وإنتي يا ماما قاعده في البيت بتعملي إيه لما متعرفيش بنتك يتعمل إيه؟
مبقدرلهاش يا محمد: قالت أمه بضعف
ليصيح
خلاص بابا مدلعها وإنتي مبتقدريش سبوني أخلص عليها وأرتاح
فتحت شهد عيناها ببطئ: ليقترب منها ويبصق في وجهها قائلا: إتفو عليكي دي سما ال عملنا حفله وشبكه وهيصه عمري ما شفتها إلا بالحجاب بتقولي بعد كتب الكتاب تبقي تقلع الطرحه قدامي
وإنتي عامله نفسك معرض يا قذره...
ليه حق مراد أقسم بالله ليه حق لقي قدامه بضاعه مكشوفه والدبان ملموم عليها
وبضاعه نضيفه متغطيه لحد ما يجي صاحب نصيبها يفرح بيها
راح للبضاعه النضيفه، وسابك للصيعين ال زيك
كفايه، كفايه، كفايه حرام عليك: قالت شهد ببكاء
تركها ليخرج ويصفع الباب بغضب وعنف...
لقد
في المستشفي
جلست ليلى علي طرف الفراش بجوار مراد.
حاولت منع نفسها من التنهد وإظهار حقيقة حزنها مما حدث قبل ساعات قبل أن ينصرف الجميع ويتركوها وحيده مع زوجها...
أخذت تقطع ثمرة تفاح لقطع وتطعمه بحنان كطفل صغير...
سألها مراد عن ياسر وأخبرته أنه عاد إلى الكويت مره أخري
وهاتفها ليطمئن عليها...
قال مراد: ربنا يصلح حاله شاب كله رجوله
لاحظ أنها صامته، وشارده قليلا فسألها
مالك ياليلي شكلك لسه زعلانه.
ليلى بهدوء: والله يا مراد مش زعلانه علي نفسي أو علي ال عمله معايا والدك
أد ما أنا زعلانه إني سبب الخلاف بينكم حتى ماما نوال كمان زعلانه
مراد بتنهيده حزينه: ماما نوال زعلانه من زمان أد إيه الإنسانه دي صبوره بابا عمره ما أهتم بيها بالعكس من وهيه شابه صغيره
وهيه بتعاني
وبعد موت مجدي إنفصل عنها تمامآ عايشين شكل قدام الناس بس
وليه إستحملت: سألت ليلى.
مراد بإبتسامة ساخره: لأن كل أم عندها نقطة ضعف كبيره قوي، ولادها يا ليلى
شوفي إنتي عملتي إيه علشان همس لمجرد إنك ربتيها
همس، قالت ليلى بحزن، وأردفت خفت أروح الفيلا أشوفها بباك يبهدلني
بس تصدق هتجنن عليها الحمد لله إن ماما نوال سمعت كلامك وروحت ببقي مطمنه وهيه معاها...
فعلا يا مراد الولاد هما نقطة ضعف الأم معاك حق.
مراد بتأكيد: إنتي فاكره كل الحياه الزوجيه والبيوت المفتوحه دي سببها إرتباط الزوجين أردف مبتسمآ، أكيد فيه ناس عايشه علشان الحب بس أغلب الناس بتعيش وتتحمل علشان ولادها
ليلى بنفي ودلال: بس أنا هعيش معاك علشان الحب يا مراد
غمزها بعينه وقال: وولادنا يا ليلى
لتضحك كثيرآ وتدفن وجهها في كلتا يديها
لتقول ببراءه. ما إحنا عندنا همس
مراد بمراوغه: لاء عاوزين همس ولمس وحب وحنان.
إيه دول يا مراد: قالت ليلى مراد وهويضع يده علي جرحه: اااه، ثم يردف وهويتجاهل الألم، بقولك يا لولو إحنا هنفضل متجوزين مع إيقاف التنفيذ لحد إمتي يا بنت الحلال
ليلى بهدوء، : لحد ما تخف إن شاء الله وتحل مشاكلك مع والدك ونعمل فرحنا إنت مش قلت لازم إشهار وإعلان
مراد ساخرآ: إعلان مين دا إحنا أعلنا في المستشفي كلها وفرجنا خلق الله علينا
قهقه عاليآ ليقول: وأنا طالع بالجلابيه اللبني أم صفره وزراير دي.
وعيلتي طالعه تجري ورايا
وأنا أقول عاوز مراتي
وأمي تزعق هاتيها له يا ماهيتاب إسنده يا محمد
كل دا ومعملناش إشهار
لتتعالي ضحكاتهم معآ ظلت ليلى تضحك حتى إحمرت وجنتاها
وهي تردد من بين ضحكاتها كلماته، الجلابيه أم صفره وزراير وقصيره كمان يا مراد لاء وكمان بشبشب بلاستيك...
مراد مبتسمآ وقد أدمعت عيناه من كثرة الضحك، معاكي حق منك لله يا بابا فرجت علينا خلق الله
هكذا جعلا الأحداث المريره ذكريات حلوه ومضحكه...
نظر لها مراد وقال بجديه: قربي مني يا ليلى كده عنيكي فيها حاجه غريبه
لتقترب ليلى منه بوجهها متسائله: مالها عنيه فيها إيه
إلتقط قبله من شفتيها لتشهق وهي تبتعد
وتتلمس شفتاها بأصابعها لتقول بغيظ: إنت واحد محتال يا مراد
مراد ضاحكآ: يعني بعد ال عملته ده كله ما أستهلش بوسه، وبعدين عنيكي فيها لمعه حلوه أنا ما كذبتش...
تثاءبت ليلى فلم تنم منذالأمس
فقال مراد: عاوزه تنامي.
هموت وأنام، قالت ليلى التي نهضت من جواره لتجلس علي مقعد مريح لتسند رأسها وتغمض عيناها
فيجذبها مراد لتنام بجواره بإتجاه جانبه الأيمن الغير مصاب
ويستغرقا في النوم وكل منهم يشعر بالإطمئنان لوجوده بجوار الآخر.
خاطره
مطمنه، أنا في حضنك، يا ملاك
مليت لي عيني ودنيتي وحياتي فداك
معاك بحس حنان فبنام وأحلم برضاك
قوي وحنون وساعات مجنون ما احلاك
وبنسي أي هموم وبلاقي الكون أجمل وياك.
ومهما شفنا صعاب نفضل أحباب وأنا وعداك
ودا كل يوم عن يوم أجمل ما دمت معاك
مطمنه، أنا، في حضنك، يا ملاك.
يا سلاااااااام دي مبقتش مستشفي دا بقي فندق الغرام: قالت ذلك ماهي التي دخلت للتو. لتنهض ليلى مفزوعه وتقول بخجل، : والله ماحسيت بنفسي كنت تعبانه قوي
ماهي ضاحكه، : ولما الدكتور يجي يمر هيقول إيه يا حلوين
رفع مراد رأسه وقال: هو هيمر كل خمس دقايق ولا إيه
لتضحك ماهي من حديث شقيقها...
ماشي يا سي قيس وبعدين: قالت ماهي
جلست ليلى علي طرف الفراش وسألت ماهي بإهتمام: ماما نوال عامله إيه دلوقتي وهمس.
ماهي بحزن: بابا مرجعش البيت من ساعة ال ماما قالتهوله يا ليلى وهمس كويسه الحمد لله
عامل إيه يا مراد دلوقتي: سألت ماهي
تمام الحمد لله: قال مراد
حاولت ماهي إقناع مراد أن يحاول إسترضاء والده بعد ماحدث بينهم ولكن مراد رفض الحديث في هذا الأمر. نهائيآ...
بعد إسبوعين
في شقة سما: جلست سما تتحدث مع محمد وعندما سألته عن شهد تردد كثيرآ ثم قال: بقولك يا سما شهد مالهاش إخوات بنات وحاسه بالوحده
وبصراحه ما صحبتش غير زيزي وأنا مش موافق إنها تتأثر بيها لأن زيزي تفكيرها غيرنا
سما بتفهم: عاوزني أقرب منها
محمد برجاء: يا ريت يا سما تحاولي تقربي منها، تتكلمي معاها، تنصحيها بطريقه غير مباشره
سما بإبتسامه هادئة، : حاضر يا محمد أوعدك أعمل كل ال أقدر عليه...
ربنا يخليكي ليه يا سما: إيه رأيك تجيبي أسيل وطنط ونقضي يوم في المزرعه بين الخضره والهوا
سما بسعاده: موافقه بس لما أتصاحب علي شهد الأول علشان ترضي تيجي معانا
في شقة سالم
ظلت شهد حبيسة حجرتها لا تخرج منها إلا لضروره
ما قاله لها محمد صدمها. تمامآ
نعم إنها أخطئت وتهاونت ولكنه نعتها بصفات قبيحه لم تسمعها من قبل.
واجهها بقسوه وضراوه، وضربها بعنف وقد خاصمها تمامآ منذ ذلك اليوم. ووبخها سالم أيضآ بعد أن أخبره محمد ما حدث
سمعت طرق الباب فقالت. إدخل
ليدخل محمد ويقول بهدوء: ممكن أتكلم معاكي شويه يا شهد
لم ترد عليه ولفتت وجهها للجهه الأخري حتى لا تراه
فإقترب منها وجلس علي مقعد بجوارها وقال، أنا عارف إني قسيت عليك، بس يا شهد إنتي أختي الوحيده و لازم أحافظ عليكي.
لتبكي بحزن وتقول بطريقه طفوليه: ما هو مراد ال سابني بعد ما الكل كان عارف إننا هنتخطب
وراح إتجوز ليلي، وياسر قريبها قال لي إني معجبتشوش، هو أنا وحشه يا محمد، أنا وحشه قوي كده
رق قلب محمد لشهد فهي بالفعل حزينه شاعره بالضياع وربما فقدت الثقة بنفسها فلجأت إلى ذلك الشاب اللآهي ليشعرها بالاهتمام
ربت محمد علي ظهرها وإحتضنها وهو يقول: والله إنتي طيبه يا شهد بس مخك صغير.
مراد مالوش ذنب في كلام الأهل وإتفاقهم هو مش بيكرهك بس شايفك زي ماهي بالظبط...
إسمعي كلامي يا شهد مالك كلمني تاني وهو خلاص هيسافر
مالك شاب كويس وهتحبيه، ليه لتجري ورا ال يرفضك وترفضي ال بيحبك
هزت رأسها بإقتناع وقالت: خلاص يا محمد أنا موافقه علي الخطوبه لمالك...
ليحتضنها محمد وهويشعر بإرتياح...
في مصنع شاكر
جلس علي مكتبه وهو شارد يفكر فيما حدث مؤخرآ...
ربما قالت نوال ذلك في لحظة إنفعال فهي منذ وفاة مجدي تشعر بالرعب علي أبنائها
نهض م مكتبه وحمل حقيبته
وقرر أن يعود للفيلا سيتحدث معها مجددآ
في شقة كرم مساءآ
جلس كرم مع زوجته ليرن هاتفه وتخبره أمه أنها حضرت لزيارته
فتح الباب بسرعه وقال: ماهي ماما طالعه السلم أنا هنزل أجيبها
بالفعل صعدت فاطمه وهي تجذب بيدها الصغير علي
قال كرم مرحبا: أهلا يا بطوطه أومال فين عمر
فاطمه بود: قاعد مع إيناس وعلي شبط فيه...
أهلا يا علوه قال كرم وهو يحمل الصغير ليدلف إلى داخل الشقه
رحبت ماهي بحماتها كثيرآ وحملت علي لتقبله وتمنحه الحلوي والشيكولاته
ثم أعدت طعام العشاء
وقالت بحنان: يلا يا كرم يلا يا طنط العشا جاهز
بالفعل جلسو يتناولون الطعام وأخذت ماهي تطعم علي بحنان فهو طفل وديع وهادئ
قالت تداعبه: تخليك عندنا إسبوع يا علوه
فهز الطفل رأسه موافقآ
فقالت بجديه: متسبيه عندنا يومين يا ماما تحبي أطلب إيناس أستئذنها.
نهض كرم ليغسل يديه بينما قالت فاطمه بغضب
بدال متشهونه علي العيال كده إنتي وجوزك إتشطري وخلفي حتت عيل يملا عليكو البيت...
ماهي بنفاذ صبر، : يا طنط أنا مبخلفش أطفال خالص ممكن منتكلمش في الموضوع ده تاني
لتصيح فاطمه بغلاظه: وكرم إبني الوحيد ذنبه إيه يا ماهي يعيش مع واحده عاقر
لاء الشرع حلل له أربعه
نادت بأعلي صوتها علي كرم الذي خرج علي الفور وهو متعجب من صياح أمه
فيه إيه يا ماما، قال كرم.
لتصيح فاطمه متجاهله دموع ماهي
إنت لازم يا بني تتجوز مره تانيه. ماهي دي أنانيه. إنت ذنبك إيه تعيش من غير عيال يحملو إسمك من بعدك...
كفايه يا ماما، قال كرم
لتصيح فاطمه: لاء مش كفايه الظلم حرام يا بني هيه ما بتخلفش وإنت ذنبك إيه
صمت مطبق أحاط بالمكان بعد أن صاح كرم
ولو كنت أنا ال مبخلفش ظلم إنها تعيش معايا
أنا ال مبخلفش ماهي زي الفل، إيه القسوه دي، ما تسيبونا عايشين وراضين.
إنتي كده بتخربي بيتي، أنا تعبت. تعبت
خلاص يا كرم إهدي أرجوك، قالت ماهي بتوسل...
في فيلا الخرافي: عاد شاكر بعد غياب إسبوع لتجري عليه همس وبيري
تصيحان، جدو جه
إحتضنهما وقبل كلا منهما وسألهما عن جدتهم
أنا هنا يا شاكر: قالت ذلك نوال التي خرجت من الحجره بعد أن سمعت صياح الصغيرات
قال شاكر بهدوء: أنا جاي أتكلم معاكي يا نوال
جلست وقالت: إتفضل يا شاكر بيتك ومطرحك.
شاكر بضيق ؛ إل عملتيه مع مراد كان غلط تشجعيك ليه إن يتجوز بدون علمي ورغبتي غلطه كبيره يا نوال
نوال بعصبيه: وإل عملته إنت معانا طول عمرك كان إيه يا شاكر
ولادك رجاله مش أطفال: كفايه ممدوح أجبرته علي الجواز من زيزي وديمآ حاسه إنه تعيس، مش عاوز حد فينا يبقي فرحان أبدآ
يعني محستيش بغلطك، قال شاكر
نوال بإبتسامه ساخره: شاكر هو شاكر عمره ما هيتغير إنت من جواك عارف إنك غلطان بس بتكابر.
أنا مصممه علي رأيي يا شاكر، طلقني وأظن أنا ليه ورث عندك
إعتبر الفيلا ورثي علشان أفضل عايشه الباقي من عمري مكرمه مع ولادي
وعمومآ إحنا ما كناش متجوزين بمعني الكلمه
طول عمرك بعيد عني وعمرك ما راعيت مشاعري
أنا عشت لوحدي، ربيت ولادي لوحدي
ولما مات مجدي حزنت لوحدي مالقتش ال يواسيني
إطلع من حياتنا يا شاكر بفلوسك ومصانعك
بجبروتك وغرورك
بتقيس الناس بالفلوس ما أنت غني وعيلتك كلها مش سعيده
مصممه علي رأيك: قال شاكر.
لتجيبه بصرامه: أيوه ومالكش دعوه بولادي ولا بليلي أنا بحذرك يا شاكر،.
↚
في شقة كرم
رغم صعوبة الموقف علي ماهي إلا أنها شعرت بالشفقه تجاه فاطمه في تلك اللحظه
ففاطمه القويه، صامته تمامآ تستمع إلى كلمات كرم اللاذعه ولومه عليها
وهي صامته واجمه
ما قاله كرم نزل عليها كالصاعقه ظل يتكلم وهي صامته تستمع بذهول إلى أن أجهشت بالبكاء وقالت بضعف شديد
حقك عليه يا بني حقك عليه يا كرم
حقكم عليه والله ماقصدت أضايقكم يا ولاد نيتي كانت خير كنت بستفزك يا ماهي علشان تحققي رغبتي.
يا بني ربنا كبير قوي أكبر من الطب والدوا والعلاج
ربتت علي كتف ماهي وقالت
ربنا يرزقك يا بنتي زي ما رزق ستنا ساره ال ولدت وكانت عجوز عقيم
ربنا قادر علي كل شئ...
أنا ماشيه. قالت ذلك وهي تلملم حالها وتتجه إلى الباب متعمده أن تتجاهل الصغير وتتركه...
قالت ماهي بإبتسامه حزينه ؛: وصل مامتك يا كرم ما تسبهاش تمشي لوحدها الدنيا ليل...
كرم وهو يتنهد: خلاص باتي معانا النهارده يا ماما.
لاء يا بني معلهش وصلني علشان إيناس لوحدها، قالت فاطمه
هم كرم بالنزول خلفها ثم إلتفت وقال طب وعلي...
فاطمه بحنان: خليه يومين يسلي ماهي أنا هقول لإيناس
كرم بتحذير: ماما ال قلتهولك متقوليهوش لحد ولا لإيناس حاضر يا بني. قالت فاطمه
بالفعل نزل كرم بصحبة والدته.
ونظرت ماهي للطفل الصغير بسعاده وقالت: هتبات في حضني النهارده يا علي وهحكي لك حوادبت كتير قوي إنحنت لتحمله وتحتضنه بحنان غلبتها عاطفتها وإندفعت دموعها رغمآ عنها فقالت تقاوم دموعها وإحساسها باليأس: يا رب، يا رب.
في فيلا الخرافي
نهض شاكر ليقف وقال بحده
شوفي يا نوال مش شاكر الخرافي ال يسبب بيته وحد يطرده منه...
لو مصممه علي طلبك هنفذه ولو إبنك صمم يكسر كلامي هوحر
بس ما عدش ليكم وجود في الفيلا هنا ولا في حياتنا...
ومليم واحد مش هتطلوه مني
وميراثي، حقي من أبويا ال خدته وكبرت بيه لحد ما الغرور ركبك: قالت نوال
شاكر بتحدي: قلت لك ولا مليم. فاهمه ولا مليم ولا عاوزه تاخدي الفلوس تديها لمراد والبت ال راح إتجوزها.
أردف بحقد وغل: كفايه علمته بره وعملت له شركه ما كانش يحلم بيها وكانت غلطه...
نوال بإبتسامه ساخره حزينه: حسبي الله فيك يا شاكر
أنا ال غلطانه مش إنت، علشان ربنا كرمني وجعل لي ذمه ماليه منفصله وميراث خاص من أبويه يكرمني بيه وأنا ال سلمتك كل حاجه ببلاهه...
خدت كل ميراثي وقلت هتشغل فلوسي والآخر طمعت فيه...
إل بتعمله ده بيخليني أصمم علي طلبي وإعرف يا شاكر إنك كبرت في السن ولسه مغرور بأموالك.
بس كل الطغاه ال زيك ماتو وإنت هتموت وربنا هيحاسبك علي كل ال عملته
كل شغلك مش مظبوط وبتستعين بالمحتالين، حتى القتل يا شاكر وصلت لأنك تحاول القتل ال ربنا حرمه...
أنا ماشيه يا شاكر وأتمني ماعدتش أشوفك لحد ما أموت
وقفت زيزي تتنصت علي الحوار وهي تشعر بالسعادة
كانت راضيه تمامآ عما فعله شاكر
طردهم جميعا ولن يبقي في البيت سواها هي وزوجها وبنتها
ضحكت وهمست: دي إحلوت قوي.
كانت مازالت واقفه حينما خرجت نوال بغته لتراها فقالت بسخريه: سمعتي ال يرضيكي يا زيزي
ليه كده يا طنط نوال ديمآ ظلماني كده...
ربنا يهديكي، قالتها نوال بلا مبالاه
في شقة سالم
جلس محمد مع صديقه مالك وهو يقول
إشرب العصير يا مالك، شهد هتيجي حالا
إسمع يا مالك لما أقولك، أنا أقنعت شهد بيك لأنك صاحبي وعارف إنك راجل وجدع
بس ال مخوفني إستعجالك علي الجواز.
مالك بإبتسامه هادئة ؛ ما أنت عارف يا محمد إني لازم أسافر أكمل دراستي ومش أي حد يجيله بعثه بسهوله
بس أنا عاوز أبقي متحوز علشان أستقر يا محمد وأصون نفسي
وأوعدك شهد هتبقي في عنيه يا محمد...
إبتسم محمد حينما دخلت شهد ترتدي فستان جميل طويل وقد وضعت غطاء شعر مطرز بشكل جميل
كانت جميله وراقيه
إيه الحلاوه دي، قال محمد
لتقول شهد بخجل: الطقم ده هديه من سما.
شرد محمد، كم هي جميله هذه السماء التي أصبحت عروسه يعجبه فطنتها وعقلها الراجح...
نحن هنا، قالت شهد ليقول محمد طيب هسيبكم تقعدو مع بعض شويه
نظرت شهد تتأمل مالك بإبتسامه خجوله: إنه وسيم لايقل وسامه عن مراد
متوسط القامه ببشره بيضاء وشعر فاتح اللون بني العينان، مليح القسمات، وعندما تحدث معها وجدت في نفسها أنس بحديثه...
في فيلا الخرافي
صاح ممدوح الذي عاد من الخارج ليجد نوال قد جمعت كل ما يخصها ويخص همس ومراد وليلي
بمساعدة وداد
فقال بتعجب: فيه إيه يا ماما لامه الحاجات دي وراحه فين
نوال بحزن: ماشيه يا ممدوح خلاص إنتم كلكم كبرتم وإتجوزتم وأنا إطمنت عليكم
خد بالك من بيري يا ممدوح وخلي زيزي تهتم بيها أكتر من كده
هتروحي فين يا ماما...
هروح لماهي لحد ما أخوك يخرج بالسلامة ونشوف هنعمل إيه.
ممدوح بحزن: لاء يا ماما ما ينفعش تسيبي البيت
أنا كده هكرهه بال فيه...
نوال بحنان وهي تربت علي كتف ممدوح: إنت يا حبيبي شغلك كله مع أبوك ما تخسروش يا ممدوح...
وما تتكلمش معاه هوا خلاص معدش فيه فايده وأنا تعبت يا بني، ومعتش قادره أستحمل
خد بالك من بنتك يا بني الله يعينك قالت ذلك وأمرت الخدم بتوصيل كل الأشياء إلى السياره
حاول ممدوح كثيرآ أن يثنيها عن عزمها ولكنها رفضت تمامآ...
فقال ممدوح: العربيه مش هتاخد الحاجات دي يا ماما بدال مصره هاجي أوصلك ونخلي السواق يمشي ورانا
كانت نوال تشفق داخليا علي ممدوح لقد حاول إرضائها كثيرا وبدا كطفل حائر. ولكنها إتخذت القرار ولن تعود مرة أخري
يلا يا همس، قالت نوال لتتبعها الصغيره
بعد خروج نوال
جلست زيزي في البهو الخارجي واضعه ساق فوق الأخري وهي تنظر لوجهها بمرآه صغيره بيدها وتضع بعض مستحضرات التجميل.
كانت تشعر بنشوة الإنتصار هاهي ليلى وهمس قد تركو البيت ومعهم نوال التي كانت تدافع عنهم دائما...
نادت زيزي علي وداد بصوت عالي لتحضر وداد في الحال، لتقول
نعم يا ست زيزي
زيزي بكبرياء: من هنا ورايح كل يوم تسأليني عن نوعية الأكل ال صالح هيطبخها
وكل أوامرك مني فهمتي
وداد بحزن: يا حبيبتي ياست نوال يا عاقله يا كامله ثم تمتمت علي رأي المثل. راح النوار وقعد القوار.
زيزي وهي تزفر بضيق: أوار إيه ونوار إيه إمشي غوري من قدامي داهيه تاخدك...
في المستشفي
دخل الطبيب حجرة مراد ليفحص جرحه ثم ابتسم وقال ؛ لا لا لا دا إحنا عال
الحمد لله، همست ليلى
مراد بتساؤل: يعني ممكن أمشي النهارده وأرجع شغلي...
الطبيب: بكره! إن شاء الله تخرج بالسلامة
. خرج الطبيب وسألت الممرضه ليلى إن كانت تريد شيئآ ثم خرجت تتبع الطبيب.
إبتسمت ليلى وقالت: إظاهر إننا وش مستشفيات يا مراد ما بنبقاش مع بعض علي طول إلا في المستشفي...
تنهدت وقالت: مفروض همس تروح المدرسه النهارده يا تري راحت ولا لأ.
مراد بهدوء: إحنا إن شاء الله هنكون مع بعض علي طول
خلينا نعمل فرحنا أول ما أخرج من هنا علشان حياتنا تستقر
وأنا أركز في شغلي شويه مش ملاحظه إن ماما مطلبتنيش من امبارح.
قالت ليلي، طب إطلبها إنت يا مراد وإسأل علي ميسو.
حاضر، قالها مراد وهو يطلب والدته التي ردت عليه وأخبرته ماحدث
سمعته ليلى بحادث أمه ويقول
ولا يهمك يا ماما أنا أصلا طلبت من رامي يشوف لي شقه واسعه وكويسه
وأول ما أخرج هكون مجهزها وأخدك تعيشي فيها.
وضع الهاتف وقص علي ليلى ماحدث فقالت
مسكينه ماما نوال، مستكتر عليها الفيلا وهو خد عمرها كله...
مراد بضيق: إن شاء الله هعوضها وأشتري لها شقه خاصه بيها.
ليلى بتعجب: يعني في السن ده وبعد العيله واللمه تعيش لوحدها في شقه يا مراد
لاء طبعآ ماما نوال هتعيش معانا
خد شقه واسعه يا مراد علشان نعمل أوضه لماما وأوضه لهمس...
مراد بتساؤل: بس كل بنت بتحب تعيش، مستقله و لوحدها يا ليلى...
ليلى بمرح: لما تبقي حماتها ماما نوال يبقي
أكيد هيبقي حلمها تعيش معاها
مراد بسعاده: كده هبقي عايش مع أهم اتنين في حياتي
عبست ليلى فقال، أنا قلت حاجه غلط.
ليلى بغضب مصطنع: طبعآ نسيت أهم حد
مراد وهو يحك رأسه: مين
ليلى وهي توكزه: ميسو
مراد ضاحكآ: بايني هغير من ميسو يا لولو ليلى وهي تذكره: إحنا لولا ميسو ماكناش عرفنا بعض...
مراد وهو يجذبها ليعانقها بحنان: طبعآ إنتو رزقي من أول ما شفتكم مش لقفتكم من الشجره تبقو بتوعي
لتتعالي ضحكاتها وتقول، دا كان يوم يا مراد...
مراد مازحآ: اللص الوسيم حرامي التوت.
ليلى بتعجب: عرفت منين يا مراد إني قلت عليك كده بالله عليك تقولي...
مراد وهويحك ذقنه: إممممم طب لو قلت لك هتديني إيه...
ليلى بسرعه: خمسه جنيه
مراد: تؤتؤ تؤ خمس بوسات
ليلى بغضب مصطنع: تؤتؤ تؤ إنت إنسان إنتهازي...
مراد مازحآ: طب اتنين ومعدش فصال
ليلى بجديه: موافقه قول الأول
مراد ضاحكآ: شفت الورقة ال إنتي كتباها في دفترك
ليلى وهي تقذفه بالوسائد، : حرامي، متطفل
مراد بإبتسامه جميله: يلا هاتي إل إتفقنا عليه.
ليلى بمرح طفولي. وهي تقذف له قبلتين في الهواء. وقالت. واحده، اتنين، إتفضل أي خدمه مش خساره فيك...
في شقة ماهي
إحتضنت ماهي همس وأمها ورحبت بهن كثيرآ
كرم أيضآ حاول أن يشعر نوال بأنها عزيزه ومرغوب فيها، فهي حساسه وراقية المشاعر...
في صباح اليوم التالي سمعت همس طرق علي باب الشقه في الصباح الباكر
قالت بصوت منخفض: تيته نوال إصحي
إستيقظت نوال وقالت: فيه إيه يا همس
همس ببراءه، : الباب بيخبط يا تيته.
خرجت نوال بعد أن وضعت عليها شال كبير لتفتح الباب وتصيح وهي تبكي
مراد، حبيبي
صاحت همس التي رأت ليلى خلف مراد وهي تندفع حولها
ماما حبيبتي، جتلي تاني
حملتها ليلى وقالت: قلب ماما يا همس
ما روحتيش المدرسه ليه مش الدراسه بدءت
همس ببراءه: مين هيلبسني ويعمل لي حاجاتي...
يا قلبي إنتي يا ميسو: قالت ليلى
ووضعت همس لتحتضن نوال
كذلك حمل مراد همس ليقبلها
دخلت همس لإيقاظ عمتها ماهي وهي تقول
بابا وماما جم بره يا عمتو ماهي.
بكت نوال رغمآ عنها حينما قال لها مراد أنه
سيوقع بعد ساعه واحده عقد شراء شقه واسعه علي النيل
دلفت نوال للداخل وخرجت تحمل صندوق به مصوغاتها وقالت بحنان...
خد يا حبيبي علشان يساعدو في ثمن الشقه
مراد بجديه، : شيلي حاجتك يا ماما الحمد لله أنا عندي ال يكفينا وزياده.
أردف وهو يقبل ماهي التي خرجت للتو
أنا نازل يا ماما رايح الشركه...
وبالليل هأخدكم تشوفو الشقه ويومين بالكتير هتكون مفروشه إن شاء الله.
ليلى بخجل: أنا كمان عندي فلوس يا مراد من إيراد أرضي
مراد بجديه: ولا كلمه زياده قلت لكم معايا ال يكفينا...
همس ببراءه أضحكت الجميع: وأنا يا بابا معايا عشره جنيه من عمتوماهي خدها هات الشقه...
مراد ضاحكآ: دي آخرها شقة فول يا همس...
في شقة سالم
تعالت ضحكات شهد ومالك مما جعل محمد يشعر بالإرتياح...
فأخيرا سيطمئن علي شقيقته، وهويعتقد أن مالك إنسان محترم. وسيصونها ويقدرها
بعد إنصراف مالك.
قالت أمه لشهد: باين عليكي مبسوطه بمالك يا شهد
شهد بإبتسامه راضيه: الخقيقه يا ماما هو شكله طيب جدآ وعدني كمان يعلمني السواقه...
محمد ضاحكآ، معقوله يا شودي هتتجوزي وتسافري، والله هحس حاجه نقصاني
هلطش لمين في الرايحه والجايه
قال ذلك وجذبها ليحتضنها بحنان
في المساء...
إصطحب مراد نوال وليلي والصغيره لرؤية الشقه
إنبهرت ليلى فالشقه في بنايه حديثه.
واسعه جدآبها أربع حجرات وردهه كبيره وبها كذلك شرفات تطل علي النيل مباشرة
كانت همس تقفز من الفرحه وهي تصيح
بيتنا الجديد يا تيته صح
نوال بسعاده، صح يا همس ثم نظرت لليلي وقالت بصوت منخفض
بقول يا ليلى إيه رأيك إني أبيع صيغتي وأشوف شقه صغيره علي قدي علشان تاخدو راحتكم يا بنتي
لتجذب ليلى يدها لتقبلهاوتقول، راحتي أبقي معاكي يا ماما أنا مصدقت ألاقي لي أم
ورجعت أقول يا ماما من تاني...
لتعانقها نوال فقد تأثرت بكلماتها الصادقه
نظر لهم مراد مبتسما وهو يزفر بإرتياح
قال مراد بلهجه آمره، إعملي حسابك يا ليلى قدامك أسبوع واحد ونكون عاملين فرحنا...
أنا عاوز أعيش مع عيلتي الحلوه
ربنا يسعدك يا بني، قالت ذلك نوال بمحبه
في شقة كرم
جلست ماهي مع زوجها يتناولان طعام العشاء
ولاحظ كرم أن ماهي متوتره بعض الشئ
نظر لها بتمعن وقال: مالك يا ماهي.
ماهي برجاء: عندي طلب منك يا كرم بس هيه حاجه لو عملتهالي هكون أسعد إنسانه في الدنيا...
فيه إيه يا ماهي قولي عاوزه إيه. قال كرم
ماهي برجاء: عاوزه. نتبني طفل رضيع يا كرم أربيه ويكون إبني أو بنت وأسميها قمر...
كرم بإنزعاج: طيب سبيني أفكر شويه في الموضوع ده يا ماهي.
ماهي برقه: أنا متأكده أنك مش هتزعلني يا كرم
مرت الأيام سريعآ ومراد بين شركته ومحلات الموبيليا لتجهيز شقته.
حتى صارت شقه جميله، راقية الآثاث والمفروشات
في شقة كرم: جلست ليلى مع ماهي وهي تشعر بالإرتباك
فقالت ماهي: مالك يا عروسه متوتره ليه
ليلى بوجل: مش مصدقه يا ماهي إن بكره فرحي أنا ومراد، حاسه إني بحلم
ماهي ضاحكه: و الفستان التحفه ال مراد إشتراه وجابه ده كمان حلم...
ليلى بسعاده: دا أجمل حلم حلمته وإتحقق يا ماهي...
↚
في فيلا الخرافي
عاد شاكر من عمله كعادته ولم يجد من يضع الطعام علي الطاوله أويهتم به كما إعتاد دومآ
منذ إسبوع وبالتحديد منذ أن غادرت نوال البيت وهو يشعر رغمآ عنه بأن المكان أصبح باردآ معتمآ، لم يهتم بها أبدآ ولكنه إعتادها وإعتاد وجودها وإهتمامها بكل صغيره و كبيره تخصه
زيزي أفسدت نظام المنزل أمرت الخدم ألا يفعلو شيئآ بدون إذنها وها هي لاهيه كالعاده، لا تهتم بشئون أحد إلا نفسها فقط.
صاح شاكر بصوت هادر، : وداد. صالح
إنتو يا بهايم
هرولت وداد بإتجاهه وهي ترتعد وقفت أمامه وقالت
أوامرك يا شاكر بيه؟
شاكر بغضب: فين الغدا هو أنا هطلبه كل يوم إنتي مش عارفه نظامي ال متعودين عليه من سنين مش باجي كل يوم أغير هدومي وألاقي الغدا محطوط وكلهم بيستنوني
وداد بحسره: هو فضل مين يستني يا سعادة البيه دا ممدوح بيه بقي بياكل بره علي طول والست زيزي بظروفها...
شاكر بغضب عارم: إنتي كمان هتناقشيني، أردف بلوم، ماهو كله من إهمالكم
وداد بتوتر: والله مالينا ذنب يا سعادة البيه زيزي هانم قالت لي الصبح ما أخليش صالح يطبخ علشان هيه هتطلب أكل من بره النهارده
شاكر وهويزفر بضيق: من إمتي بنطلب زفت من مره
هبطت زيزي الدرج وهي متأنقه كالعاده
وقالت بإبتسامه واسعه: أنا راحه النادي يا وداد لما بيري تيجي خلي آني تنزل تقابلها وهي نازله من باص المدرسه.
إنتبهت لشاكر العابس الوجه: فقالت بدلال باردون يا أنكل مخدتش بالي من حضرتك...
شاكر بضيق شديد: ليه قلتي لصالح ما يطبخش يا زيزي
زيزي وهي تخبط جبينها بيدها: يا خبر أبيض سوري يا أنكل شاكر أصل نودي صاحبتي اتصلت قالت إنها مستنياني في النادي فنسيت والله. أطلب الأكل أردفت
حالآ يا عمي هطلبك أكل
صاح شاكر بغضب: ما تطلبيش زفت وآخر مره تقولي لصالح ميطبخش.
نظر لوداد محذرآ وقال بلهجه آمره، : أقسم بالله لو إتكررت الهمجيه دي لأكون طاردكم من الفيلا نهائي
غوري هاتي أي حاجه أتسممها
حاضر يا سعادة البيه، قالت وداد وهي تهرول إلى حجرة الطعام
بينما تجاهلت زيزي غضب شاكر العارم وإنصرفت بدون أي إحساس بالمسئوليه
جلس شاكر علي مقعد أمام الطاوله الخاويه.
وهو ينظرإلي الفراغ، أبدآ لم يشعر طوال حياته مع نوال بأهميتها لكنه الآن في داخل نفسه رغم مكابرته يقر بأنه يشعر بأن المكان
أصبح خالي من الذوق والنظام بعد إنصرافها...
إفتقدها، وهو الذي كان يظن أن وجودها من عدمه لايفرق معه...
لطالما أهملها ولكنها أبدآ لم تهمل مطالبه يومآ كانت تعلم موعد عودته وتعد له متطلباته. الصغيره والكبيره...
أحضرت وداد بعضا الطعام من المطبخ ولكن شاكر فقد الرغبه في تناول الطعام.
فقال بجديه: روحي إعملي لي قهوه وهاتيها أوضة المكتب
أشارت وداد الطاوله وقالت: والأكل يا سعادة البيه
شاكر بضيق، : مش عاوز زفت...
جلس شاكر علي مقعده وإستند بمرفقيه علي المكتب وهويحك أسفل ذقنه بعصبيه
إتصل بماهي التي رحبت به وقالت
أهلآ يا بابا إزيك يا حبيبي عامل إيه
شاكر بلوم، : هوأنا بهمك ولا بتسألي يا ماهي من ساعة مامتك ما مشت لا إتصلتي ولا جيتي البيت.
. ماهي بحزن: مين يا بابا هيقابلني في البيت، وداد!
ماحضرتك عارف إن زيزي مبتحترمش حد
شاكر يزدرد لعابه ويقاوم إنفعالاته الغاضبه: عاجبك ال عملته مامتك يا ماهي بعد العمر دا كله جايه تخيب علي كبر...
تسيب البيت علشان رفضت وجود البنت ال مراد إتجوزها بدون علمي يعني إيه عاوزه تتحداني نوال هيه كمان بدال ما تعرف أخوكي غلطه وتخليه يجي يبوس إيدي ويصالحني
كبرته وعلمته وعملته بني آدم علشان في الآخر يتحداني...
ماهي بحزن وعتاب: يا بابا والله ليلى دي ال مش عاجبك حضرتك ضافرها برقبة زيزي حضرتك شوف اهتمامها بهمس
وسوف زيزي ال جايبه آني تهتم ببنتها ومريحه رأسها...
شاكر بجديه: دا بدال متعقلي أمك يا ماهي بتشجعيها.
ماهي بشجاعه: أنا آسفه يا بابا بس حضرتك خذلت ماما جامد وهيه طول عمرها بتحترمك وعمرنا ما سمعناها بتغلط.
شاكر بغضب، : خلاص يا ماهي بدال كلكم عاملين عصابه يبقي خلاص تعمل ال هيه عاوزاه، أنا غلطان إني كلمتك، مع السلامة قال ذلك وأنهي المحادثة...
. لا حول ولا قوة إلا بالله قالت ماهي ذلك وهي تضع الهاتف علي الطاوله...
كرم بتساؤل: فيه إيه يا ماهي
ماهي بإبتسامه ساخره: بابا يا كرم مفتقد ماما جدا دا ال حسيته بس مستكتر يقول خليها ترجع
كرم مازحآ: خليه يقعد بوزه في بوز زيزي بعد ماخربوها وقعدو علي تلها
ماهي وهي توكزه بدلال: ما تقولش علي بابا بوزو ياكرم عيب عليك
كرم بمرح: بوزي انا وبوز ال خلفوني بس البوز العسل ده ما يكشرش
ليضحكا معآ.
وتخرج نوال من الحجره لتسأل: الله يسعدكم إيه ال بيضحكم جامد كده يا ولاد
ماهي ضاحكه: بابا يا ماما طالب يبوس القدم ويبدي الندم علي غلطته في حق القمر
قالت ذلك ثم قبلت أمها التي قالت بغضب مصطنع، ما تجبليش سيرته يا ماهي تاني أبدا، فاهمه ولا لا ء
وبعدين. فين ليلى هتروحو إمتي للسنتر علشان تتذوق وتجهز
ماهي بحنان: راحت بالفعل يا ماما من بدري وعارفه راحت معاها مين
مين، تساءلت نوال.
ماهي، شهد وسما راحو معاها وهمس طبعآ. ٌ...
خرج مراد من الغرفه وقال بمرح: مين ال بيجيب سيرة مراتي
كرم بمحبه، إيه يا عريس ما تدخل تاخد حمام الهنا وتستعد عاوزينك ترفع رأسنا...
مراد مازحآ: أيوه هترتاح مننا بدال ما إحنا كابسين علي قلبكم.
كرم ضاحكا: يا حبيب أخوك هو إسبوع وهنردهالك وأجيب أختك ونيجي نقرفكم
وحجتنا معانا
جايين لماما نوال، عندك مانع
علي رأسي يا كركر، قالها مراد وهويشير لرأسه.
جو من المرح يسود شقة كرم التي أصبحت بيت العائله في الوقت الحالي...
في شقة فاطمه: إفترشت فاطمه سجادة الصلاة علي الأرض وجلست عليها بعد أن أنهت صلاتها وهي ترفع يدها إلى السماء وتمتم بالدعاء.
إبتسمت إيناس وقالت. ربنا يتقبل يا ماما
اللهم أمين يا إيناس، قالت فاطمه وأردفت
بقولك يا إيناس
نعم يا ماما، ردت إيناس
فاطمه بتساؤل: هوإنتي كنتي إتضايقتي لما سبت علي مع ماهي.
إيناس بتعجب: لا والله يا ماما مزعلت بس الخقيقه مش متعوده علي غياب حد من ولادي عني...
فاطمه برجاء: بس في بعض الأوقات يا نوسه إبقي سيبي علي عندعمه يملا عليهم البيت بيصعبو ا عليه يا بنتي
ساعة ما بيبقي هناك عيل بتبقي ماهي فرحانه قوي...
إيناس بتعجب: سبحان مغير الأحوال شيفاكي رضيتي عن ماهي يا ماما وبتدعيلها...
فاطمه بلهجه حزينه نوعآ ما: البت دي بنت حلال يا إيناس وأصيله يمكن علشان مقابلتها ليه كانت حلوه تنهدت وقالت
ربنا يرضيها زي ما رضتني وبترضي جوزها...
إيناس بتفهم: ما أنا طول عمري بقول كده يا ماما ماهي فيها صفات حلوه كتير
فاطمه: طالعه لأمها ولاد شاكر كلهم طيبين لأمهم. ست عاقله وكامله وعرفت تربي.
في شقة سالم
قال سالم بتعجب: يعني النهارده فرح مراد مافيش فايده برده إتحدي أبوه
محمدبنفي: علي فكره يا بابا مراد مش غلطان هو حر يتجوز ال عاوزها مشكلتك إنت وعمي إنكم بتبصو للناس من برج عالي
كأنهم نمل حقير...
سالم بتعجب: إيه ال بتقوله ده يا محمد إزاي تقول كده
محمد بإبتسامة هادئه، : متزعلش مني يا بابا بس حضرتك عمرك ما بتعارض عمي
حتى لو بيعمل حاجه غلط.
سالم بغضب: جري ايه يا محمد عاوزني أعارض أخويا الكبير وأزعله مني وبيني وبينه شغل مشترك
أردف بإعتراض: متعرفش إن الحديث الشريف بيقول إنصر أخاك ظالمآ أو مظلوما
محمد بإهتمام: يا بابا تفسير الحديث زي ما فسره العلماء
إنك تنصره مظلوم بإنك تقف جنبه وتجيب له حقه
وظالم: بإنك ترده عن ظلمه وترجعه عنه وبكده تكون نصرته وحشت عنه ذنوب وعفيته من عقاب ربنا
سالم بتعجب: أول مره أسمع التفسير ده يا بني.
محمد بحنان: لاء يا بابا هو دا المعني الصح للحديث الشريف
يعني تمنع أخوك عن الظلم وتواجهه كمان مش توافقه علي الصح و الغلط وتقول أخويا الكبير
كده بقي كنت أنا أنصر شهد وأسيبها تعمل أي حاجه غلط...
تركه محمد وإنصرف بعد أن قال: فكر يا بابا في كلامي وإنت تقتنع بيه، إنت يا بابا
ساعدت عمي شاكر لما ما ردتوش عن غلطه...
في البيوتي سنتر
تزينت الفتيات وكان يعم المكان فرح وبهجه عارمه.
وقامت السيده المتخصصه بتزيين ليلى التي أصبحت آيه من الجمال
فأبدآ لم تضع المساحيق علي وجهها من قبل ذلك
إنها مرتها الأولي التي تتزين فيها فبدت حسناء رائعة الجمال
وعندما إرتدت فستانها الجميل الذي فاجئها به مراد بدت كأميره حقيقيه
واو، قالت ذلك شهد التي تغيرت كثيرآ وأصبحت أكثر ثقه بنفسها وبالآخرين بعد أن تمت خطبتها علي مالك الذي يحبها ويعاملها برقه ويمنحها الحنان التي لطالما حلمت به.
فالاهتمام والتقدير يجعل النساء جميلات واثقات في أنفسهن
كالورود التي يهتم بها ساقيها فتزهر وتزدهر
شهد بمرح: أنا هبقي حلوه زي ليلى كده في فرحي يا سما
قالت سما بموده: طبعآ هتبقي أحلي عروسه يا شهد وأحلي حاجه إنك قطعتي علاقتك بال إسمها زيزي دي وسمعتي كلام محمد
إقتربت سما من ليلى وقالت
عاوزين نعمل مقلب في مراد ياليلي
شوفي لما يجي هقعدك جنب العروستين دول ونغطي وشكم
والعريس ال يعرف مراته يحصل عليها.
ضحكت ليلى وقالت: يحصل عليها إفرضي حصل علي واحده تانيه لاء يا ختي مش هعمل كده...
إرتدت همس فستان أبيض طويل وصارت عروس صغيره...
وصممت أن تضع لها السيده التي تزين ليلى بعض أحمر الشفاه
وقالت بسعاده: أنا كمان عروسه صح يا ماما؟
صح أحلي عروسه يا ميسو: قالت ليلى بحنان
في شقة ماهي
قال كرم: يلا يا مراد ممدوح واقف تحت بعربيته وإحنا الاتنين بنتخانق العرايس هيركبو مع مين إياك تتنادل وتركب معاه.
مراد مازحآ: مين فيكو عربيتو متزوقه أحسن
كرم بمرح: لاء بصراحه الواد ممدوح عامل شوية شغل حلوين هو ومحمد إبن عمك
لاحظ كرم وجوم مراد المفاجئ فقال: مالك يا مراد كشرت فجآه ليه
مراد بحزن: بصراحه يا كرم ما كنتش فاكر إني هزعل كده إن أبويا ميحضرش فرحي...
كرم وهويربت علي كتفه: أنا كلمته أنا وماهي يا مراد وهو رافض تمامآ
أردف يلا يا عريس زمان العروسه قلقانه
.
خرجت ماهي وقالت: أنا هسبقكم علي القاعه أنا وماما ومرات عمي سالم
وكمان قلت لإيناس وطنط فاطمه وهيجوا
قبلها كرم علي جبينها وقال: يا أم الذوق إنتي يا مراتي يا حبيبتي.
مراد وهو يجذبه: يلا يا خويا مش وقته تقعدو تحبولي في بعض
بعد ساعه كامله
صاحت شهد: العريس وصل يا بنات
لتتعالي الزغاريد وتملأ البهجه أركان المكان
ودخل مراد الذي إرتدي بدله جميله باللون الأسمر ليزداد وسامه وإشراقآ
إحم السلام عليكم.
سما بمرح: أهلآ بالعريس
مراد بتساؤل: فين ليلى
أشارت شهد وهي تقاوم الضحك: آهي قدامك
نظر ليجد ثلاث عرائس يجلسن بظهورهن
فقال بحيره: طيب ما بتبصش ليه
همس ضاحكه: ما أنت هتعرف الفستان يا بابا
ربنا يهديكو. يابنات، قال ذلك مراد وهو ينظر بتمعن ثم أردف ضاحكا
تعالي يا ليلى إنتي ال في النص
ليضحكن جميعا فقد كانت هي ليلى فعلآ
إستدارت وأقدمت نحوه ليرفع الغطاء من فوق وجهها ويقبل جبهتها قائلآ...
ما شاء الله الجمال ده كله بتاعي لتخجل ليلى كعادتها...
تأبطت زراعه وخرجا معآ في جو من السعادة والمرح
إستقلا سيارة ممدوح وجلست بينهما همس التي رفضت أن تتركهما
كلما إقنرب مراد برأسه من ليلى
دفعته همس التي شعرت بالغيره علي ليلى
قائله لمراد بغيظ: هيه مامتي أنا
لتتعالي ضحكات ممدوح الذي قال: إوعي تسبيهم يا همس لازم تنامي جنب ماما...
بس الله يخرب بيتك لحسن تلزق فينا: قالها مراد وهو يضرب ممدوح علي رأسه بغيظ.
عند وصولهم للقاعه
جلس العروسان في الكوشه المزينه بالورود
لم يرقصا مثلما فعل كرم بل جلست ليلى هادئه رقيقه كالملاك
وتفاجئ مراد بممدوح يصعد فوق المسرح
ويمسك مكبر الصوت ليقول يلا المفاجأه يا جماعه: لتصعد كلا من شهد وماهي
ويصعد محمد وكرم
ويهدون العروسين أنشوده جماعيه تدربو معآ عليها
بدء ممدوح فقال بتساؤل!
الليله حلوه ليه؟ إيه ال حلاهااااااااا؟
ماهي وهي تشير للعروسين: علشان مراد مع ليلى وليلي يا محلاها ااااا.
كرم بحركات مضحكه: وأخيرآ نالو ما يتمنو وحبايبهم وياهم غنوا مبروك، مبروووك
شهد بطريقه تمثيليه: با مراد شيل ليلى جوا عنيك أموره وحلوه ولايقه عليك...
محمد بحماس: مبروك. مبروك. مليون مبروك تفرح، تتهني، يا قلب أخوك
ضحكت ليلى ومراد كثيرآ من تلك المفاجآه التي قدمها لهم شباب العائله...
ورقصت همس بطريقه مضحكه وكانت ليله جميله، مبهجه.
إنتهي الفرح وأقنعت نوال همس بصعوبه شديده أن تبقي معها عند ماهي بعد أن بكت كثيرآ وصممت أن تصعد إلى الشقه الجديده مع والدتها
وقالت ليلى: سبيها يا ماما تيجي معانا متخليهاش تعيط
فقال مراد بغيظ: علي جثتي
ليضحك الجميع ويسود المرح بينهم مره أخري
ترك الجميع مراد وليلي عند المصعد
وفي المصعد أشارت ليلى لمراد بسبابتها قائله، مراد إياك تقرب مني
مراد ضاحكآ: دا أنا غلباااان
وعندما وصلا حملها ليدخلا شقتهما الجديده.
وما أن وضعها
حتى هرولت إلى الحمام وأغلقت عليها الباب. بسرعه
إحنا بدءنا حركات العيال دي، قال مراد وهو يطرق الباب
إفتحي يا ليلى
ليلى: لااااء يا مراد مش فاتحه أنا مكسوفه
مراد ضاحكآ: هنصلي بس
قول والله، قالت ليلى
والله هنصلي، أقول لك أنا داخل أنام أنا زهقت
تنهدت ليلى بإرتياح، حينما إنصرف وسمعت باب غرفة النوم يغلق
ففتحت الباب بهدوء شديد: لتخرج رأسها لتنظر بحذر
فإذا بمراد الذي إختبآ خلف الباب.
يمسك يدها بقوه قائلآ وهو يضحك: قفشتك،.
↚
في فيلا الخرافي
إستيقظت آني مبكرآ كالعاده وأقبلت علي بيري النائمه لتوقظها وهي تربت علي كتفها لتنتبه...
يلا بيري، يلا قوم، إنت إتاخر علي المدرسه هبيبي، (حبيبتي)
تثاءبت بيري وتململت بكسل ولكنها أطاعت آني وإستيقظت، نهضت من الفراش وإتجهت لحجرة والديها وطرقت الباب وأذن لها ممدوح بالدخول: حيته بيري بأدب وإقتربت منه ليقول...
أهلآ، أهلآ حبيبة قلب باباه.
بيري وهي تقطب ما بين حاجبيها، : أنا زعلانه منك يا بابي كنت عاوزه آجي معاك فرح عمو مراد وألعب مع همس بس سبتني هنا مع آني ومامي كمان خرجت زي كل يوم
ربت ممدوح علي ظهر الصغيره وحملها ليقبلها بحنان ويقول: إن شاء الله هنروح نزور همس وهاخدك معايا
بيري بسعادة، : بجد يا بابي أنا فرحانه قوي إن حضرتك هتوديني عند همس علشان أشوفها ونلعب سوا وكمان أشوف بيتهم الجديد يا بابي: قالت بيري.
لتصيح زيزي التي إستيقظت وسمعت حوار بيري مع والدها
يلا يا بيري حالآ تروحي تجهزي للمدرسة وأخر مره تجيبي سيرة البنت دي أو ال إسمها ليلى أوحتي عمك مراد
ممدوح بغضب: يااااااه زودتيها قوي يا زيزي بدال ما إنتي صاحيه وبتدي آوامر للبنت قومي معاها وصليها للباص وحسسيها بحنانك زي أي أم.
زيزي بإنفعال: يووووه يا ممدوح إنت ما بتزهقش مش قلت لك مليون مره آني بتعمل كل ده لأنه وظيفتها وبتاخد عليه فلوس...
دفع ممدوح صغيرته برفق لتنصرف وقال لزيزي بلهجه ساخره، : وإنتي وظيفتك إيه يا زيزي، وظيفتك كلمة الأم المكتوبه في شهادة الميلاد بتاعت بيري مش هيه دي وظيفتك، أردف بعتاب
البنت حاسه بالنقص. ٌ. ديمآ تعبر بطريقتها الطفوليه، وأنا كمان بقيت حاسس بالملل، حتى أبويا بقي يقول إن البيت باظ ومعدش بيت.
ماتعلمتيش حاجه من ماما وصبر ماما طب ما تعلمتيش من ليلى إلى خلت البنت اليتيمه بتشع مرح وسرور ومعندهاش أي نقص في حياتها
وإنتي بنتك ال أمها حيه ترزق قربت تصدق إنها بنت آني
كفايه بقي يا ممدوح المحاضرة البايخه ال علي الصبح دي...
إنت فاهم نفسك بتدرس لعيله في الروضه
لاء فوق إنت بتكلم زيزي عبد المنعم بنت سيادة السفير...
قطع حديثها وقال بملل: إنتي مافيش منك أمل يا زيزي والله مافي منك أمل
وإنصرف صافعآ الباب...
ليجلس مع بيري التي يشفق عليها كثيرآ علي طاولة صغيره تتناول عليها إفطارها
تصنع المرح وقال: إيه رأيك بابي يفطر معاكي يابيرو يا حبيبتي
لتعانقه الصغيره الحنونه وتقول بصدق: إنت أحسن أب يا بابي أنا بحبك قوي...
في شقة مراد
كانت ليلى ما زالت مغمضمة العينين عندما إحتضنت مراد وهي تقول بصوت ناعس: صباح الخير يا ميسو...
لتتعالي ضحكات مراد الذي إستيقظ منذ فتره وظل يتأمل وجه ليلى الجميل بإعجاب ويمرر ظهر كف يده علي بشرتها الناعمه برقه وإستمتاع...
ضحكاته أفاقتها لتنظرإليه بخجل ودهشه تتذكر أحداث الأمس وفجأه جذبت الغطاء علي وجهها لتتدثر بالكامل وهي تتشبث بالغطاء وتمتم ببعض الكلمات غير المفهومه.
أراد مشاكستها فحاول أن يجذب الغطاء برقه عن وجهها قائلآ بمرح
بتغطي إيه يا لولو دا أنا بقالي تلت ساعات عمال أتأملك
لتخرج سبابتها الصغيره لتشير بها كما تفعل دائمآ معه وتقول بطريقه طفوليه: عيب يا مراد، عيب بجد أنا بتكسف
يلا قوم علشان مش هعرف أقوم غيرلما تمشي وإدخل الحمام التاني علشان أنا هدخل ال هنا...
تأوهت حينما قضم إصبعها برفق وقالت سيب صابعي يا مراد!
مراد بطريقه مضحكه: إطلعي من الخن ال عملاه ومستخبيه فيه ده خلاص كل شئ إنكشف وبان يا قطه
عامله لي شبح علي الصبح
تعالي صياحها حينما فؤجئت بمراد يحملها ويتجه إلى المرحاض
لتجد نفسها معه تحت دش الماء الساخن لتعترض وتصيح إلى أن يذوب الثلج رويدآ رويدآ ويسود جو من المرح والسعادة بين العروسين...
في شقة كرم
أنهت ماهي إعداد همس التي ساعدتها في إرتداء الزي المدرسي
وجلست تسقيها كوب من الحليب ولكنها لاحظت وجوم همس
مالك يا ميسو مكلضمه ليه. قالت ماهي
ميسو بغضب طفولي: ولا ماما ولا بابا شافوني بلبس المدرسه وكمان يا عمتو هما وحشين وأنا مخصماهم.
ماهي بإبتسامه هادئة: لاء عيب يا ميسو تقولي علي بابا وماما وحشين
همس ببراءه: هو كمان مش عيب يسيبو بنتهم في بيت عمتها القديم وهما يروحو بيتنا الجديد لوحدهم...
تعالت ضحكات ماهي وقالت بحنان: طيب تعالي يا لمضه يلا لما أوصلك للباص
همس بمرح مفاجئ وكأنها تذكرت شئ: ممكن يا عمتو تزودي ساندويتش وفاكهه كمان في اللانش بوكس
ماهي بتعجب: وليه بقي
همس: علشان بيري تاكل معايا
حاضر يا ميسو وإبقي سلميلي عليها كمان
دخلت همس لتقبل جدتها النائمه والتي سعدت بها كثيرا
وبعد أن خرجت من غرفة جدتها قالت لماهي: وأسلم علي عمو كرم كمان ويشوف لبسي يا عمتو.
ماهي ضاحكه: والله فكره إدخلي سلمي عليه يا همس بس دا نومه تقبل
همس بثقه: لاء متحافيش هصحيه...
بعد أن دخلت همس غرفة كرم تنهدت ماهي وقالت بحسره: مليتي عليه البيت يا همس بس هتسبيني وتروحي...
في غرفة كرم
صاحت همس: عمو كرم، عمو كرم
لم يرد عليها ولكنه همهم بإنزعاج
فإقتربت منه همس لتجذب الغطاء من فوقه وتشده من إذنه بملل وهي تقول
يلا إصخي شوفني علشان إتأخرت علي الباص والله أرش عليك ميه.
نهض كرم مسرعا بعد أن سمع تهديد همس
ضحك عندما قالت بإطراء: شاطر يا عمو كرم، شوفني بقي أقولك أنا هطلع فوق...
قفزت علي الفراش وإستعرضت ثيابها بسعاده، ليجتذبها كرم ليحتضنها بحنان ويقبلها قائلآ.
أحلي صباح يا هموسه، قمر يا حبيبتي
همس ببراءة: خلاص هصحيك كل يوم
أردفت بسرعه بس أنا هروح بيتنا الجديد
منحها كرم بعض الجنيهات كمصروف لتعانقه همس وتقبله...
وبعد إنصرافها يقول بمرح: عسل ما شاء الله يا همس
في شقة سالم.
جلس مالك ينتظر محمدفي غرفة الصالون فسيذهب معه إلى المزرعه
تلفت شمالآ ويمينآ يبحث عن شهد ثم فكر مع نفسه أنها بالتأكيدما زالت نائمه...
دقائق ودخلت الغرفه لتقول بمرح: سلام عليكم
صباح الخير يا مالك
مالك بإرتياح: صباح الفل محمد قالي إنك بتصحي الضهر
شهد بإبتسامه: قلقت لأن محمد قالي إنك هتعدي عليه الصبح تروحو المزرعه سوا
مالك بسعاده: صحيتي علشاني أعتبر ده اهتمام
إبتسمت شهد وقالت بمرح: فطرت.
مالك وهويهز رأسه: لا والله ما فطرت يا شهد هفطر مع محمد بره
شهد بإصرار: لاء أنا هحضرلكم الفطار لحظه مش هغيب.
إرتدي محمد ملابسه وقال بجديه: يلا يا مالك
مالك بهدوء: إستني يا محمد شهد بتعمل لنا فطار
محمد بتعجب: شهد صحت وبتعمل فطار كمان بركاتك يا شيخ مالك!
ضحك مالك وقال: صباحو قر يا حماده
دخلت شهد وهي تبتسم وقالت بزهو: الفطار جاهز يا جماعه إتفضلو علي السفره.
نظر محمد بحقد مصطنع لمالك وقال: الا عمرها ما جهزت لي فطار وكمان ماشاء الله فول ومربي وجبنه وزبادي وبيض مسلوق وشاي بحليب بركاتك يا ملوك
إقعدي إفطري معانا يا شهد قال مالك بود
بالفعل جلست شهد علي مقعد بجوار مالك
الله الفول حلو قوي، قال مالك
ليضحك محمد ويقول: جاي معمول جاهز يا معلم
رخم، تمتمت شهد بينما تناول مالك بيضه وما أنا حاول كسرها حتى شهق ونهض بسرعه...
فقد سالت البيضه النيئه علي ثيابه لتتعالي ضحكات محمد الذي قال بمرح: إشرب يا معلم
شهد بإحراج: أنا آسفه والله يا مالك نسيت أولع البوتجاز...
مالك بإرتباك ؛: أعمل إيه دلوقتي يا شهد في هدومي دي
محمد وقدتعالت ضحكاته التي ضايقت شهد الذي بهت وجهها: دلوقتي بقيت مالك بالبيض، زي بسطرمه بالبيض كده
تعالي لما أصلح ما أفسدته خطيبتك وأديك غيار. من عندي لله...
أنا آسفه يا مالك، قالت شهد.
مالك بضيق: فيه حد ينسي يسلق البيض يا شهد
محمد، إشرب يا ما شربنا يا كبير
بعد أن بدل مالك ثيابه: قال محمد لشهد خدي بقي هدومه إغسليها وكفري عن سيئاتك
مالك بهدوء: خلاص يا محمد متحرجهاش يكفيها شرف المحاولة
لتصيح شهد بغضب: بس خلاص أنا غلطانه أصلآ إني عملت لكم فطار
والله لدخل أنام تاني، ودخلت غاضبه وهي تقذف ثياب مالك علي ظهر أحد المقاعد...
في شقة مراد
نظر مراد لليلي التي إرتدت منامه رقيقه بدون أكمام
وقال مازحآ: تصوري يا ليلى إني طلعت غبي جديد
ليه بتقول كده، قالت ليلى
مراد وهو يلوي فمه بمرح: أنا مراد ال دارس بره صاحب ومدير شركة المراد أصدق إن الإزعه دي متجوزه ومخلفه همس
ليلى بفخر: الأزعه دي مش عجباك ولا إيه
مراد بمرح، : أقسم بالله عاجباني. ومجنناني كمان تعالي وأنا أشرحلك
لتبتعد ليلى وتهرول، ليهرول ورائها مراد يصيح
إستسلمي، يا ليلى.
لااااء يا مراد مش هستسلم أيها اللص الوسيم حرامي التوت
صعدت علي طاولة غرفة السفره بخفه ورشاقه
ليقف حائرآ فلو صعد ورائها لحطم الطاوله
فقال بهدوء: إنزلي يا ليلى
تؤ تؤ تؤ، يا مراد
حينما ذهبت لأخر الطاوله إبتسم بدهاء
وقبض علي طرف الطاوله المجاور له
وضغط عليه للأسفل قليلآلتتزلح قدما ليلى وتسقط فوقه
علي الأرض وهي تقول، آاااه بقع يا مراد
مراد وهو يغمز بعينيه ؛ عيب عليكي دا أنا دارس كل الأبعاد الهندسيه...
عرفتي إنك متقدريش تهربي
بلا! إعتذري وصالحيني
أنا عملت إيه. قالت ليلى
هربتي. يا لولو، حملها كطفله صغيره علي كتفه وهو يقول، مسكتك يا أزعه
إنت ال طويل يا مراد، قالت ليلى بدلال طفولي...
طبعآ بالنسبه لك عملاق كمان مش طويل
أنا جعااانه قوي يا مراد مش هنفطر بقي
نزلني أعمل الفطار. قالت ليلى بإستجداء
وضعها علي الأرض كطفله صغيره ونظر في وجهها مطولآ ليقول بهدوء...
عاهديني تفضلي تحبيني يا ليلى...
ليلى برقه، عاهدني الأول ما تهنيش أبدآ يا مراد عاوزاك أهلي ال فقدتهم، عاوزاك كل أهلي، عاوزاك أب تحتويني وقت غضبي
وأخ ينصحني ويرشدني حتى لو غلطانه
وزوج حنون يبقي رحيم زي رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أمنا عائشه...
مش بس وإحنا عرسان جداد علي طول يا مراد حتى لو بعد خمسين سنه
أنا بحبك قوي يا مراد وعاوزه أحبك أكتر بالعشره...
مراد بهدوء، : قوليها تاني
ليلى بذهول: أعيد كل ال قلته دا كتير قوي.
مراد مبتسمآ: لاء عيدي آخر جمله
ليلى بخجل ودلال رقيق: بحبك قوي يا مراد
حملها مراد من جديد متجهآ إلى فراشهما وهو يقول: كده بقي ما فيش فطار، يلا الأول لما نقول شوية قواعد. نمشي عليها...
في المدرسه: . صاحت همس التي رأت بيري...
بيري، تعالي، أنا جيت...
لتعانقها بيري التي هرولت تجاهها وتقفزا معآ كما تفعلآ دائمآ
فتحت همس حقيبتها وقالت: عمتو ماهي عملت لك ساندوتش وجابت لك تفاحه أحمرا...
بيري بفرحه: يا ريتني آجي أعيش معاكم يا همس وأسيب آني بتتكلم غيرنا ضحكت وقالت بتقولي، هبيبي.
ضحكت الصغيرتين معآ وبعد ذلك دخلت كلآ منهما إلى صفها الدراسي
همس كعادتها إجتماعبه ولم تجد صعوبه في التأقلم في يومها الأول بل لفتت نظر المعلمه بخفة ظلها وعندما نادتها وهي تقرأ إسمها قالت
ياهمس إنتي همس مجدي شاكر الخرافي
هزت همس رأسها وقالت بابا إسمه مراد وماما ليلى...
تعجبت المعلمه قليلا وكتبت ملاحظه في دفتر الملاحظات تستفسر عن الأمر...
مر اليوم الدراسي الأول
وإتجهت الصغيرات كلآ إلى الباص الخاص بها.
وقفت بيري تنظر في زميلاتها وهي تنتظر همس
ولم تنتبه لتلك السيده الطويله التي تخفي وجهها، إقتربت منها لتحملها وتهرول وسط صراخ الأطفال
لينتبه العامل وبعض والمدرسين ويطاردو تلك السيده الطويله التي تعمدت إخفاء وجهها
ولكنها دخلت إحدي الشوارع بعد أن كممت الصغيره لتفقد وعيها
وكأنها أعدت العده وخططت لذلك من قبل فإختفت تمامآ.
ليصيح أحد المعلمين: إسمها إيه يا ولاد البنت ال إتخطفت ولم يستوعب شيئآ من بكاء الأطفال وصياحهم
فقد أفزغتهم تلك السيده الطويله التي تعمدت خطف بيري من بينهم...
ليسود جو من الرعب داخل المدرسه وخرجت مديرة المدرسه تهرول بعد سماعها بتلك الأنباء
لتستمع إلى الصغيرات الباكيات وتكتشف أن الطفله المخطوفه من عائلة الخرافي فتقول برعب
دي حفيدة الخرافي دا شاكر الخرافي هيقفل لنا المدرسه!
قال أحد المدرسين، البنت إتخطفت برا المدرسه يا حضرة المديره
لتصيح المديره: فين مسئولة الباص كانت فين وقت ال حصل...
كانت في الباص بتستقبل الأطفال الموضوع دا مدبر. قالت إحدي المدرسات
لترد الأخري...
والست ال خطفتها دي عملت كده ليه بس
لازم نبلغ اليوليس
قالت مدرسه أخري ؛إستني يل حضرة المديره فيه أساتذه بيلفو جوالين المدرسه يمكن الحراميه دي تاخد حلقها مثلا وتسيبها.
صاحت المديره بعصبيه: الأيام دي خطف عيال وسرقة أعضاء دي مصيبه سوده علي راسنا
دي حفيدة عيلة الخرافي
قالت سلمي معلمة بيري وهي تبكي. : دي بنت في منتهي الرقه والأدب
وبنت عمها برده جايه جديد المدرسه
المديره: فين بنت عمها
سلمي بتأكيد: ركبت الباص بتاعها بتروح منطقه تانيه غير بيري...
في شقة كرم
وقف الباص عند شقة كرم وفتح السائق الباب لتصطحب هدير مشرفة الباص همس للأسفل...
وما أن وضعت همس قدمها علي الأرض حتى صاحت من الفرحه: ماما، بابا
لتندفع نحو ليلى ومراد حيث وقفا معآ ينتظرا عودة همس التي بكت من السعادة
حملتها ليلى لتحتضنها وتقول: عمتو ماهي قالت لنا إنك زعلتي الصبح وإحنا جينا نشوفك وإنتي راجعه بلبس المدرسه...
حملها مراد عن ليلى وصعد الجميع للآعلي.
قالت نوال بعتاب: كده يا ولاد تطلعوا من شقتكم وإنتو لسه عرسان جداد
ليلى وهي تحتضنها بحنان: وحشتونا يا ماما والله.
وكمان هتيجي معانا إنتي وهمس
نوال وهي تخبط علي صدرها برفق: يا دي الفضيحه نيجي معاكم تاني يوم فرحكم
ليلى بإصرار: الشقه كبيره وإحنا أوضتنا في ناخيه وأوضكم في ناحيه تانيه خالص يا ماما وكمان إنتي تاخدي راحتك في بيتك يا ماما...
صممت ماهي أن تطبخ طعام مميز للعروسين وإستقبلتهما إستقبالآ مميزآ...
وقضي الجميع وقتآ سعيدآ معآ ولكن نوال رفضت وبشده أن تعود معهم هي أو همس قبل مرور الإسبوع الأول من زواجهما علي الأقل...
في قسم الشرطه: جلست مديرة المدرسه تقص ما حدث من إختطاف طفله بعد خروجها من المدرسه...
وأن المدرسه غير مسئوله لأن ذلك حدث خارج المدرسه...
قال كرم بجديه: إحنا ال هنحدد المدرسه مسئوله ولا لاء يا حضرة المديره
و دلوقتي قوليلي إسم الطفله المخطوفه وملابسات الخطف ووصف االست ال بتقولي خطفتها وساعة الخطف كمان.
قالت سميه مديرة المدرسه بحزن شديد: البنت إسمها بيريهان، بس بيقولوا لها. بيري، بيري ممدوح شاكر الخرافي
لتجحظ عينا كرم وهو يردد: بتقولي بيري بنت ممدوح الخرافي،.
↚
في مصنع شاكر
دخل سالم لأخيه المكتب ليجده عابسآ قاطبآ بين حاجبيه ويتحدث بعصبيه وهويلقي آوامره علي بعض عمال المصنع بحده وصرامه
جلس سالم علي مقعده المقابل لأخيه الجالس أمام مكتبه...
بعد إنصرافهم قال سالم بتأثر: مالك يا شاكر مش عاجبني أبدآ اليومين دول
شاكر بضيق: والله يا سالم مش عارف أقول لك إيه بس، من ساعة نوال ما مشيت وزيزي مرات إبني قلبت نظام البيت رأسآ علي عقب معدش حاجه بمواعيد ولا بنظام.
يا إما أرجع ألاقيها أمرت الشغالين مايجهزوش الغدا، يا إما وداد تحط الغدا والآقي نفسي قاعد بطولي يا سالم
نوال كانت مخليه البيت زي الساعه ووقت الغدا أو الأكل عمومآ صغير قبل كبير قاعد في مكانه
هز سالم رأسه وهو يتذكر كلمات محمد ونصائحه قائلآ...
فعلآ يا شاكر يا خويا معاك حق مراتك ست عاقله وكامله وبصراحه يا خويا يمكن إنت غلطت لما وقفت لمراد. وهينت مراته، أنا كمان غلطت يا خويا إني منصحتكش خساره البيت كله إتفركش
فعلآ البيت إتخرب يا سالم، قال شاكر بحزن جلي.
سالم بتساؤل: إنت كنت طلقت نوال زي ما طلبت يا شاكر
شاكر بنفي: لاء لسه سايبها لما أشوف أخرتها يا سالم بس عمرها ما تجرأت وتحدتني زي ما عملت دلوقتي
ليلى دي كانت لعنه ودخلت بيتي خربته وفرقتنا...
كلما هم سالم بموافقة أخيه كعادته تذكر حديث محمد معه فصمت أو حاول أن يهدئ أخيه باللين والرفق
تنهد سالم وقال: يعني يا خويا ما إنت بتشكي من زيزي مر الشكوي وأهي من عيله كبيره وإنت ال صممت ممدوح يتجوزها...
زمجز شاكر بغضب وقال: خلاص يا سالم مش ناقص كلامك ده قوم شوف العمال
عاوز أقعد لوحدي شويه، موش طايق نفسي يا سالم...
بالفعل نهض سالم ليخرج تاركآ شقيقه في حيره من أمره، فلم يعتاد شاكر التنازل أو العوده عن قرار إتخذه حتى لو كان مخطئآ.
كان ممدوح بغرفة ماكينات التصنيع يتحدث مع أحد الفنيين...
حينما سمع رنين هاتفه خرج ليستطيع إستقبال المهاتفه بعيدآ عن ضجيج الماكينات...
ثم رفع الهاتف علي إذنه وقال بترحيب، أهلآ يا بونسب...
-أيوه يا كرم. لاء لسه ماروحتش، بروح --بعد العصر النهارده عندنا ورديه بنخلصها
-لا ء الحاج كمان في مكتبه مروحش، فيه إيه
. يا كرم، ماما كويسه ولا إيه قلقتني.
-لاء زيزي ما إتصلتش قالت لي حاجه...
صاح ممدوح بغضب، ما تقول يا كرم فيه إيه معدش فيه أعصاب يا أخي لتكون ماما ولا ماهي فيهم حاجه
جحظت عينا ممدوح وقال بصراخ، /بتقول إيه بيري، بيري بنتي...
بينما قال كرم...
محاولآ تهدئته: طيب إطلب زيزي الأول وإتأكد إنها مروحتش. إهدي يا ممدوح
ممدوح، ممدوح، وضع كرم الهاتف وقال بتأثر، /قفل الخط
هرول ممدوح كالمجنون وهو يتحدث مع نفسه بذهول، بيري بنتي، إتخطفت.
حمل الهاتف بعصبيه، ليتصل بزيزي بيده المرتعشه صائحآ.
إنتي فين يا زيزي
زيزي بصوت عالي: في الجيم يا ممدوح والميوزك عاليه سامعني
ليصرخ ممدوح: بنتك رجعت البيت
زيزي بتعجب: أكيد رجعت آني في البيت
ليصرخ ممدوح بكل قوته: الله ينتقم منك يا زيزي، بنتك إتخطفت يا هانم وإحنا آخر النهار ومحستيش قلبك الحجر محسش
رمي الهاتف وهو يجهش بالبكاء ويصرخ بصوت عالي ؛
بنتي، بنتي، بنتي حبيبتي.
مالك يا ممدوح قالها شاكر وهو يهرول بإتجاهه هو وسالم يتبعهم باقي العمال الذين سمعوا الضجيج حول مراد ليتعجبوا من منظر ممدوح الراكع علي الأرض وهويجهش بالبكاء الحار.
إقترب منه شاكر وقال بفزع: مالك يا بني، مالك يا ممدوح
لينطق بضعف وصوت متحشرج: بنتي إتخطفت يا بابا، خطفو بيري، خدو بنتي الوحيده...
قوم، قوم يا بني، أردف قوم يا ممدوح قوم نشوف الموضوع ده...
قالها شاكر وهو يجذب ممدوح بقوه، ٌ.
لينهض ممدوح بتثاقل ويقسم أن ينتقم لإبنته إذا مسها سوء...
ذهب شاكر وممدوح وسالم لقسم الشرطه للإطلاع علي محضر مديرة المدرسه وما أن رآها ممدوح حتى ثار بوجهها صائحآ: أقسم بالله لوديكم في داهيه لو بنتي مجتش
هحرقكم، هحرقكم كلكم، كلكم
إهدي يا ممدوح، إهدي يا حبيبي قالها كرم وهو يهدئ ممدوح الذي قال، والعمل إيه دلوقتي يا كرم. قولي، العمل إيه
كرم بجديه: بنحقق ونحاول نوصل لأي خيط.
دلوقتي يا ممدوح قولي بينك وبين حد عداوه؟
ليضرب ممدوح كفآ بكف ويهز رأسه بنفي
ويعد ساعه كامله قال كرم: يلا يا عمي خد ممدوح وروحو إرتاحو ولو وصلنا لأي حاجه هوصلكم الأخبار...
أرتاح، قالها ممدوح بسخريه
في مطار القاهره: في المطار وقف مراد وليلي ينتظرون ميعاد طائرتهما المتجهه إلى شرم الشيخ...
لقد فاجئ مراد ليلى بأنه قد قام بالحجز في أفخم الفنادق هناك لمدة إسبوع...
قال مراد وهو يحتوي كتفا ليلى بزراعه إن شاء الله هنلف الدنيا سوا بس دا إسبوع علي السريع لأن لازم أرجع الشركه وأتابع شغلي...
ليلى بسعاده، بس ليه ما قلتليش إلا قبل ما ننزل ونركب العربيه علي طول
عاملها لك مفاجآه يا لولو، قال مراد
ليلى بسعاده: وطبعآ ماما عارفه علشان كده مرضتش تيجي معانا الشقه
مراد بسعاده: ماما وماهي وكرم أمة لا إله الا الله كلها عارفه إلا إنتي يا لولو...
لتتعالي ضحكات ليلي، التي قالت بسعاده، إسبوع كامل هنقضيه سوا قبل ما ترجع الشركه يا مراد، أنا فرحانه قوي...
مراد بمرح: بس بعد كده يا حلوه هتستحملي غيابي طول اليوم في الشغل...
طبعآ يا مراد هستحمل، إنت في عينيه الاتنين.
تعمد كرم ألا يخبر ماهي ونوال حتى لايثير فزعهما وظل في العمل طوال اليوم في تحقيق حول تلك الجريمه لعله يكتشف من هي خاطفة بيري، ولماذا؟
في شقة كرم
قالت نوال لماهي بعد أن لاحظت اهتمامها بهمس
بقولك يا ماهي. مافيش حاجة كدا ولا كده في السكه، شيفاكي مشتاقه للأمومه يا بنتي
لاحظت وجوم ماهي التي جلست بجوار أمها وقالت بجديه: ماما عاوزه أقولك علي حاجه وإحلفي ماتقوليها لحد...
أوعدك يا بنتي، قالت نوال بطيبه.
لتقص عليها ماهي ما قاله الطبيب ليبدو عليها التأثر والإنفعال، ثم. أنهت حديثها وصمتت لتلتقط أنفاسها وتقول بحزن: بس يا ماما، هو دا كل ال حصل وكرم عرض عليه كتير ننفصل بس أنا طلبت منه ميقولش الكلمه دي تاني، لأني بحبه قوي
ومتخيلش حياتي من غيره
يا حبيبتي يا بنتي، قالتها نوال وهي تجذب ماهي التي لاذت بأحضان أمها كطفل صغير.
قالت نوال. بحكمه، أنا كان عندي ولاد يا ماهي بس عمري ماحسيت بحنان شاكر، لأن شاكر بيعتبر التعبير عن مشاعره ضعف يا بنتي لكن كرم بيحبك وبيتعامل معاكي بحنان وذوق...
ما دمتي بتحبي جوزك يا ماهي عيشي يا بنتي. الرضا بالمقسوم عباده ممكن تسبيه وتتجوزي غيره وتخلفي ولاد وبرده تحسي إن ناقصك حاجه، أردفت، وربنا رزقه واسع وفضله عظيم
ماهي بتساؤل: وفكرة التبني يا ماما.
نوال، وماله يا بنتي كله بثوابه هتشبعي غريزتك وتكسبي ثواب في طفل يتيم
تعاطفت نوال مع ماهي وشعرت بوخزه بقلبها ولكنها تعمدت أن تبتسم وتبسط الأمر عليها حتى لا تزيد من أعبائها...
وصل شاكر وممدوح إلى الفيلا
ليسمع نحيب زيزي وعويلها لقد تفاجئت بما قاله له ممدوح وحينما عادت مسرعه للفيلا وتأكدت من عدم عودة بيري. جن جنونها. وأصبحت تصرخ كالبلهاء وتنادي إبنتها...
هرولت بإتجاااه شاكر وممدوح لتقول بفزع: بنتي يا ممدوح لقيتو بنتي
دلوقتي بنتك. قال ممدوح بحزن
ليشير له شاكر قائلآ: خلاص يا ممدوح دي برده أمها يا بني!
إقتربت زيزي من ممدوح لتجذبه برفق من كم قميصه وتقول بلهفه: هنعمل إيه يا ممدوح بيري راحت مننا؟
إبعدي عني، قالها ممدوح وهويدفعها ليتعالي نحيبها، كانت بالفعل ملتاعه وحزينه، لم تأبه بما فعله ممدوح كان تفكيرها بإبنتها يطغي علي أي شيئآ آخر
وظلت تنادي إبنتها كالمجنونه
دخلت حجرة بيري لتحتضن ملابسها وتستنشقها وهي تقول...
تعالي يا بيري، تعالي يا حبيبتي. وأنا مش هسيبك ولا لحظه بعد كده...
تعالي يا بنتي، وأنا هسعدك وأعوضك ليزيد نحيبها وتصيح، هصحي معاكي الصبح، وهوصلك للباص، وهأكلك وألعب معاكي، هعيش علشانك بس إرجعيلي، إرجعيلي...
إقتربت منها كلا من وداد وآني لتهدئتها. بلا جدوي...
في شقة كرم
ما أن عاد كرم من عمله وأخبر نوال وماهي ماحدث حتى قالت نوال وهي تربت علي قلبها بحزن: يا قلبي يا بيري
إخص عليك يا كرم المصيبه دي وتقول محبتش أفزعكم.
يلا وديني عند إبني حالآ فيما تعالي بكاؤها المختلط ببكاء ماهي وهمس التي سمعت حديثهم وقالت بحزن طفولي
أنا خايفه علي بيري من الحراميين ال خدوها...
لتصيخ نوال. وهي تخاطب ماهي، ومعدتيش تودي همس المدرسه يا ماهي لما نشوف
بالفعل إستقلت نوال وماهي وهمس السياره بجوار كرم
وما أن وصلو إلى الفيلا حتى ترجلت نوال ودخلت مهروله وهي تنادي لممدوح...
دخلت لتجده جالس علي مقعد بالردهه وبجواره شاكر.
لتقترب منه وتقول: حبيبي يا ممدوح يا رب يا يرجعها بالسلامه يا قلب أمك!
تعالت صيحات زيزي التي صرخت تقول: شفتي يا طنط بنتي راحت يا طنط! بيري راحت...
رغم إعتراض نوال وماهي علي تصرفات زيزي
إلا أن منظرها أصبح مثيرآ للشفقه
لقد جلست علي الأرض متكوره علي نفسها وظلت تنادي علي إبنتها وتنتحب. بحسره، ولوعه...
فوق الجبل في مكان مخصص للمجرمين المطاردين من العداله أشبه بكهوف في العصور الوسطى...
أفاقت بيري من آثار المخدر ونهضت من نومتها علي الأرض الصلبه المتعرجه لترتعد وهي تري تلك السيده التي قامت بخطفها تقف علي باب الكهف بعبائتها وطرحتها السوداء المتدليه علي وجهها
وما أن نزعت السيده الرداء والطرحه حتى صرخت بيري من منظر الرجل العجوز الذي تخفي بتلك الملابس وإختطفها.
إبتسم طه لتظهر أسنانه الصفراء لتبكي بيري بفزع
ليقترب منها ويحتضنها بحنان قائلآ: ماتخافيش يا همس ماتخافيش يا بنتي أنا جدك طه إنتي بنت شمس بنتي. أنا جدك ومش هأذيكي، لو سبتك معاهم هيقتلوكي زي ما قتلو بنتي، وزي ما حبسني شاكر وعذبني، ما تخافيش يا همس
لتقول الطفله المفزوعه بصوت متهدج: همس مع باباها ومامتها ليلى
إنتي مين.؟ سأل الرجل بتعجب.
أنا بيري، بابا ممدوح شاكر الخرافي وماما زيزي الله يخليك يا عمو وديني هناك هنا وحش وضلمه!
عاوزه أروح بيتنا!
ليشهق الراجل متعجبآ، فيه بنت صغيره غير همس عايشه بالفيلا
بيري برعب: همس راحت لمامتها ليلى
ليقول الرجل وهويتأمل بيري: حكمتك يا رب، والله هتكفر عن خطاياك يا شاكر روح بنتكم قصائد روح بنتي. قصاد شمس، بس إنت الكسبان يا شاكر بنتي كانت شابه، وبنتكم عيله صغيره...
تعالت ضحكاته العاليه، لترتعد بيري وتبكي بصمت خوفآ منه!
في شرم الشيخ
وقف مراد وليلي علي شاطئ البحر لتتنفس ليلى الهواء العليل وتقول بطريقه حالمه...
كان نفسي همس تكون معانا تصوريا مراد بقيت بحس حاجه نقصاني من غيرها...
للدرجه دي بتحبيها، سأل مراد.
لتبتسم ليلى وتقول: همس دي أنا حبيتها من أول ما عيني وقعت عليها، شمس كمان يا مراد كانت إنسانه جميله بس كان جواها حزن كبير قوي، ما شفتش واحده بتحب جوزها زي ما شمس كانت بتحب مجدي...
كده هغير من قصة مجدي وشمس
ليلى بنبره حزينه: تغير ليه دي كانت حكايه قصيره يا مراد
حاول مراد أن يغير الموضوع حتى لا تحزن ليلى فقال. بمرح...
وكنتي بقي بتحكي حواديت للعيال في الحضانه
ليلى مبتسمه: حواديت وأناشيد.
مراد يقلد الأطفال: قوليلي نشيد يا أبله
ليلى وهي تنظر إليه بشغف حاضر هقولك بس نشيد للكبار إنت طفل كبير قوي يا شاطر، أكيد جابوك الحضانه بالغلط...
مراد. بتعجب، هو ا فيه أناشيد للكبار.
ليلى بمرح بصوت طفولي. : ...
عمري ما دقت حنان في حياتي إلا حنانك ولا حبيت يا حبيبي حياتي إلا عشانك
جذبها مراد من خصرها ليضمها إليه، وفي تلك اللحظه...
رن هاتف مراد فقطع حديثهم الهامس
ليجد المتصل، محمد إبن عمه يخبره ما حدث لبيري.
فيقول بجديه: إيه ال بتقوله ده يا محمد
معقول إل بتحكيه ده هو إحنا في غابه
أنهي المحادثة لتتغير ملامح وجهه
فتسأله ليلي، محمد قال إيه يا مراد
مصيبه يا ليلى بيقول بيري إتخطفت
لتصيح ليلى: طه هو طه، طه قالي هينتقم من كل عيلة الخرافي
يلا ياليلي، حضري هدومك هننزل مصر حالآ، قالها مراد بشحن عميق...
في فيلا الخرافي
دخل كرم الذي خرج وترك ماهي مع عائلتها
وقال بجديه...
عرفتو التحقيقات أسفرت عن إيه؟
لتشرئب إليه الأعناق تنتظر الأخبار الجديده
كرم بثقه ؛: الخاطف راجل مش ست بنت من الأطفال قالت إيديه كبيره وسمرا وبيجري بسرعه جدآ.
المواصفات دي لراجل مش ست
نظر لشاكر بحده وقال: وغالبآ هيطلع طه يا عمي هيعمل كده لسببين أولآ
طه البواب مش بعيد يكون عمل كده وهو معتقد إنها همس حفيدته وفي ظنه إنه بيحميها منكم!
ثانيآ: ممكن خطف بيري علشان ينتقم من عيلة الخرافي
قال بآسف، : وف الحالتين في خطوره علي بيري...
ليسمع الجميع صراخ زيزي التي سمعت ما قاله كرم للتو،.
↚
رأت ماهي الملاحظه التي دونتها المعلمه بدفتر همس...
ونظرت لهمس بحنان وقالت
همس المدرسه بتقول إنك مش عارفه إسمك
همس بتعجب: قلت لها بابا مراد
لا يا حبيبتي: بابا كي إسمه مجدي أخو مراد
همس بتساؤل، وبابا مراد
ماهي بحنان: باباكي وعمك بس لما يسألك حدعن إسمك تقولي: همس مجدي الخرافي فهمتي يا حبيبتي
حاضر يا عمتو إسمي في المدرسه همس مجدي الخرافي
لكن في البيت عندي بابا مراد
صح يا حبيبتي، هاتي حضن كبير لعمتو...
في فيلا الخرافي: نظر ممدوح في شاشة هاتفه وقال بإقتضاب موجهآ حديثه لأمه ووالده: مراد بيتصل ؛
أمه بحزن: يبقي عرف الخبر
رد ممدوح علي شقيقه وقال: طيب يا مراد
بيقولك إيه يا بني: سألت نوال
ممدوح بجديه: واقف بره هو ومراته وعاوزني أطلع له بره مش عاوز يدخل
لتصيح نوال: ودا وقته خليه يدخل هو وليلي أردفت وكمان علشان يوصلوني عند ماهي في طريقهم.
ليتدخل شاكر: ما تعقلي بقي يا نوال ماهي إيه ال تروحيلها ما ماهي خدت البنت ومشيت لسه من شويه، متسبيش بيتك يا نوال
معدش بيتي يا شاكر بس أنا مقدرتش أسيب إبني بحالته دي أبدآ
قالت بلهجه آمره: نادي لهم يا ممدوح
صمت شاكر وأردخ لزوجته فلا مجال لإثارة المشاكل
صاحت زيزي التي أصبحت كالشبح بجلبابها الأسود الطويل و شعرها المشعت ووجها الباهت بصوت محشرج من آثر البكاء: خليها تيجي، خلي ليلى تيجي، يا ممدوح.
نظرت لشاكر وقالت بنواح: مقعد الأم الفاشله في بيتك وطردت الأم الكويسه ياعمي!
شاكر بحده: إسكتي يا زيزي إنت مش في وعيك...
كانت زيزي تعاني الأمرين غياب إبنتها الوحيده وإشتياقها لها ناهيك عن شعور
مؤلم بالذنب لتقصيرها يحزنهاويمزق
نياط قلبها...
فهي وإن قصرت وأهملت تظل أم للصغيره...
لم يعد ممدوح يعتابها فحالها أصبح يرثي له...
خرج ممدوح ينادي لشقيقه...
وصاحت زيزي بصوت عالي...
يا رب، يا رب، عقابك صعب قوي يا رب.
يا رب، أنا عارفه يا رب إني أستاهل بس هيه طفله بريئه يا رب...
إرحمها يا رب...
إهدي يا بنتي، قالت نوال
لتقول زيزي بصوت ملتاع: سيبوني أتكلم يمكن ربنا يغفر لي، ويردها
دخل مراد بصحبة ممدوح تتبعه ليلى التي جذبها زوجها من يدها وكأنه يعلن حمايتها، للجميع.
صافح مراد والده وإنحني ليقبل يده كذلك فعل مع أمه...
أما ليلى فعانقت نوال بمحبه ووقفت متردده تصافح شاكر أم لا.
لكن نوال قالت بلهجه حانيه لا تخلو من الأمر: سلمي علي عمك شاكر يا ليلى
مدت ليلى أطراف أصابعها لتصافح شاكر برسميه وتحفظ...
ربنا يرجعها بالسلامه يا زيزي: قالت ليلى وهي تربت علي كتف زيزي فقد هالها منظرها لدرجة أنها لم تتمالك نفسها فبكت كثيرآ...
لتصيح زيزي: بتعيطي علشاني يا ليلي، أنا صعبانه عليكي...
تنهدت بمراره وأردفت بصوت مسموع
لو كان ده ذنبها أنا تبت يا رب والله تبت توبة نصوحه بس رد لي بنتي المسكينه.
سامحوني، إلتفتت لليلي وأردفت. سامحيني يا ليلى
ليلى بتأثر: علشان يوم الحفله طردتيني مسمحاكي والله مسمحاكي
لتجحظ عينا زيزي وتقول بمراره جعلت الجميع منصتين لها...
أنا ال رميت همس في حمام السباحة، أنا كنت عاوزه أقتلها علشان تمشي إنتي من هنا...
همهمات من الجميع الذين تفاجئو بما قالته زيزي
لتردف: وأنا ال رشيت لك زيت في الحمام ووقعتي إنكسرتي
أنا كسرت رجلك لكن ربنا كسرلي قلبي
سامحيني يا ليلى. هاتي رأسك أبوسها.
هاتي إيدك أبوسها يمكن ربنا يخفف عني العقاب الآسي ال أنا فيه ده!
إتسعت عينا شاكر! وقال بذهول
معقول يا زيزي، إنتي تعملي كده
وهم ممدوح أن يركلها بقدمه وهو يقذفها بأبشع الألفاظ
لكن ليلى قالت بحده: خلاص يا ممدوح، خلاص كلكم كفايه عليها ال هيه فيه
وإقتربت من زيزي لتجذبها وتعانقها لتربت علي ظهرها وتقول: إن شاء الله بيري هترجع ربنا كبير يا زيزي
ربنا كبير...
سامحتيني من قلبك، قالت زيزي.
لتبتسم ليلى وتهمس: والله سامحتك من قلبي يا زيزي...
نظر مراد لوالده وهمس: آدي ليلى يا بابا ال طردتها وبهدلتها
ولعلمك يا بابا إنت السبب في خطف بيري
أنا، قالها شاكر بذهول
ليجيب مراد بحزن: مش طه ده حضرتك طلعته من السجن بطريقتك علشان يقتل ليلى أهو خطف بيري
لتصيح زيزي وهي تقترب من شاكر لتنهش وجهه بأظافرها: إنت السبب، إنت ال طلعت المجرم من السجن
جذبها ممدوح قائلآ: إنتي إتجننتي.
ليقول شاكر بألم وحزن: سيبها يا ممدوح أنا فعلا غلطان
صمت الجميع، أنصت الجميع، تعجب الجميع!
ها هو شاكر الخرافي بجبروته يعترف بخطأه لأول مره، فالطفله حفيدته، قطعه من روحه...
بتقول إيه يا بابا: سأل ممدوح
شاكر والألم يعتصره: طه دخل السجن مظلوم أنا إنتقمت من بنته ومنه أنا ال حطيت له مخدرات أوبمعني أصح أمرت حد من رجالتي حط له مخدرات في أوضته في بير السلم في عماره كان شغال فيها بواب.
وبلغت عنه، وإتحكم عليه بخمسه وعشرين سنه...
ولما حبيت أخلص من ليلي، بعت واحد تاني شال التهمه، بمقابل طبعا لأ مجرم ومابيهموش وعليه قضايا تاني وكده كده واخد إعدام فمش هاتفرق معاه يشيل تهمه كمان ويستفيد ويأمن ولاده...
أنا عملت كده، وآهو خطف حفيدتي.
لتصيح زيزي: الله ينتقم منك با شاكر دم بيري في رقابتك...
صفعه من ممدوح ألجمتها وألقتها أرضآ لتعاود النواح...
وأجهش ممدوح في البكاء ليقول: وأنا وبنتي ذنبنا إيه.
نظر ممدوح لشاكر بلوم وقال: ذنب بيري إيه يا بابا. العيله دي ال لسه متعرفش حاجه في الدنيا ذنبها إيه أردف صائحآ ذنبها إيه. اااا حد يقولي
إهدي يا ممدوح، قال مراد
لكن ممدوح إنهار تمامآ ليلقي نفسه علي مقعد مجاو ر له ويصيح، آه يا بنتي...
تركهم شاكر مهرولآ إلى غرفة مكتبه وما أن دخل الحجره وأغلق الباب خلفه
إلا وسمح لمكنونات نفسه العميقه ومشاعره الدفينه أن تظهر
ليبكي بصمت، وندم...
في الكهف المظلم.
نظر طه للصغيره الباكيه بحقد وهو يتذكر الهوان الذي ذاقه بسبب شاكر...
وهمس بغيظ: شمس بنتي جدك ال قتلها زي ما قالت ال إسمها ليلي، مجدي راح له يطلب منه فلوس وعلاج ليها رفض ساب شمس الجميله تموت ويتم بنتها...
حرق قلبي، وأنا هحرق قلبه، لازم أحرق قلبه...
قومي. قالها بغلاظه وهو يجذب بيري
التي كانت ترتعد وتصطك أسنانها ببعضها من الخوف
جذبها ليخرج من الكهف المظلم ويجذبها ليقف أعلي قمة الجبل...
نظر إليهابتمعن وقال: إنتي عيله مالكيش ذنب بس بنتي كمان ماكان لهاش ذنب، كانت غلبانه زي أبوها، والغلابه بيداسو بالرجلين
حفيدتك هتداس بالرجلين يا شاكر
صاح ليسمع صدي صوته القوي لترتطم كلماته العا ئده إليه بآذانه
ويبتسم برضا ليصيح مرة أخري
حفيدتك هتتحدف من علي الجبل يا شاكر
هتتوجع يا شاكر، هتتألم، وهتعرف الظلم مر إزاي يا ظالم، ظالم، ظالممممممممممم.
وترتعد الصغيره لتبول لا إراديآرغمآ عنها من الفزع وتصطك ركبتاها النحيلتين ببعضهما...
يحملها طه من أكتافها ليلوحها في الهواء قبل قذفها لتصيح برعب: هقول لربنا عليك...
ينظر إليها طه يتأمل وجهها لكن وجه شمس إرتسم أمامه، رأي وجه إبنته الباكي
ليضع الصغيره علي الأرض أمامه
ويحتضنها، كاد أن يعتصر ضلوعها الرقيقه، من فرط إنفعاله...
ليقول بتأثر: زمان شمس قالت لربنا علي جدك...
آااااااه، حقك عليه يا بنتي، حقك عليه ولا عليه هو يا بنتي، منه لله
ليستعيذبالله من الشيطان الرجيم
ويعود بها إلى الكهف فيضعها لتتكور علي الأرض...
ويمسك هو قاروره بها ماء ليتوضأ. ويصلي، ويقرأء آيات من الذكر الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) (سورة النساء).
أنهي صلاته التي تمتم فيها مع الله بآلامه وأوجاعه وطلب منه الثبات ليشعر براحه تجتاح قلبه...
فيربت علي الصغيره المذعوره ويقول برحمه: متحافيش يا بنتي، متحافيش.
. في شقة سالم: قال محمد بتعجب: معقول يا شهد هنكتب الكتاب وتسافري من غير أي مظاهرإحتفال
سالم بتفهم: يا بني نعمل إيه مالك لازم يسافر بعد بكره...
وبيت عمك فيهم ال مكفيهم مقدرش أقول لهم رايح أعمل فرح. ومالك مش راضي يأجل سفره.
محمد: مالك معذور يا بابا مش هيضيع البعثه ال بيحلم بيها!
شهد بإبتسامه هادئة: مالك بيقول هيعمل لي هناك حفله وأنا موافقه يا بابا هلبس فستان عروسه وأسافر معاه...
. أنا زعلانه علي بيري كمان يا بابا ومش هينفع نعمل فرح وهيصه وهما بالحالة دي
ليحتضنها والدها وتبكي والدتها تأثرآ
قال محمد: خلاص يا بابا إعكمها مبلغ محترم تعويض بدل فرح، تنهد وقال بمرح
وأخيرآ مش هلاقي حد ألطش له في الرايحه والجايه...
وكزته شهد برفق ودلال وتقول بحنان: ماشي بكره تقول ولا يوم من أيامك يا شودي...
إسبوع كامل قضته بيري مع طه الذي إختفي بمكان آمن بعيد عن البشر.
ولكن ما معه من ماء وطعام أوشك علي النفاذ...
إسبوع بالنسبه. لعائله الخرافي ولزيزي بالتحديد كان عصيب كئيب
شاكر بعد آخر مره تحدث فيها مع أبناؤه وإعترافه لهم بما فعل
ليتلقي ما يكفي من اللوم من زيزي ومن كل فرد من العائله
أصبح يشعربنظراتهم له كأنها أسواط تلسعه.
أصبح دومآ يجلس في حجرة مكتبه لا حول له ولا قوه
ترك المصنع فلم يعد يذهب لمباشرته وترك سالم يتابعه في غيابه. أما ممدوح فلا يترك كرم ولا حضور التحقيقات هو ومراد
ظلت. ليلى مع عائلة زوجها حملت الطعام لتجلس بجوار زيزي الممده كجثه هامده علي فراشها وقالت
قومي يا زيزي كلي مني حاجه، كلي علشان خاطر بيري...
زيزي بضعف: بيري، حاسه إني ظلمتها يا ليلى. إحساس جوايا بيموتني
ما كنتش أتخيل إن ده يحصل...
إن شاء الله هترجع يا حبيبتي، هترجع وتفرحي بيها تاني
زيزي بحزن: إنتي طيبه يا ليلى إزاي بتقابلي الإساءه بالمعروف
ليلى وهي تربت علي كتف زيزي
إذا كان ربنا بيسامح يا زيزي العبيد مش هيسامحو بعض...
في قسم الشرطه
قال مراد: يعني مافيش أمل يا كرم
كرم بغيظ: مش سايب لنا ثغره واحده نوصل منها أكيد كان مخطط لكل شئ كأنه فص ملح وداب
يا خوفي يكون خلص علي البنت.
مراد بتأثر: بابا ظلمه كتير يا كرم بس البنت ملهاش ذنب عمري ما شفت بابا ندمان أول مره في حياتي أشوفه بالحالة دي بينام علي كنبه بأوضة المكتب وحابس نفسه ما بيشوفش حد...
صاح ممدوح ثائرآ: وبعدين يا كرم بنتي راحت مني خلاص!
أردف بتأثر: بابا ظلمه ما نتقمش منه ليه بيتشطر علي طفله صغيره الجبان. الجبان، والله لو شفته لقطعه نساير وأرميه للكلاب...
إهدي شويه يا ممدوح: قال كرم
بعد إنصراف ممدوح ومراد
دخل الشاويش عطيه.
ليقول لكرم: فيه ناس كتير بره معاهم عيل مولود وعاوزين يقابلوك
خليهم يدخلو يا عطيه
دخل رجل وإمر آتان تحمل إحداهما رضيع
بلفافه باليه وقالت ؛: يا سعادة البيه إحنا عندنا قهوه بلدي بنفتح القهوه لقينا حد رامي المولوده دي بكرتونه والكلاب كانت هتنهشها
نظر كرم للرضيعه وقال طيب، ما لبستهوش ليه دا هيموت من البرد
لتقول إحداهما: دي بنت مش واد يا سعادة البيه وأنا هاخدها أربيها رسمي لو سمحت لي يا باشا، دي قمر...
. قمر، ردد كرم الإسم بذهول وتذكر ماهي وهي تقول: وتبقي بنت يا كرم وأسميها قمر...
كرم بجديه: خلاص سبوها وتوكلو علي الله البنت هتروح دار رعايه
هنعمل محضر بالواقعة وتتوكلو علي الله تمشو وتسيبوها
أنا ممكن آخدها، قالت إحدي السيدات
ليصيح كرم...
قلت خلاص، مينفعش
ليصمت الجميع وينصرفو هادئين...
بعد إنصرافهم
وضع كرم الرضيعه التي تمتص أصابعها علي مكتبه وقال بشرود.
سبحان الله ناس بترميكم في الشوارع وناس بتموت كل دقيقه من حسرتها عليكم...
وناس تتمناكم ومش قادره تجيبكم
سبحان مقسم الأرزاق، سبحان الملك...
شرد كرم ليفكر سيتبناها ويطلق عليها إسم قمر لن يمنحها إسمه لأن الإسلام نهي عن ذلك حتى لا تضيع الأنساب والحقوق، لكنه سيمنحها قلبه وبيته وأم حنون سيكفلها بكل ما للكلمه من معاني ساميه ليبتغي الأجر والثواب من الله ويحقق أمنية ماهي فهي ساندته ولم تتخلي عنه وهو مدان لها بالإخلاص والمحبه...
نهض ليستقل سيارته ويعود لشقته وهو يضع الصغيره بعد أن لفها بملاءه قديمه
بجواره علي المقعد.
وعندما وصل لبيته ترجل وصعد شقته فتحت ماهي الباب وقالت
إيه ال معاك ده يا كرم
ليناولها إياها والحزن العميق مرتسم علي ملامحه
ويقول، دي قمر يا ماهي ناس لقوها ملهاش أهل
لتتسع إبتسامة ماهي وهي تحمل الصغيره لتنظر في وجهها وتهمس وهي. تردد اسمها برفق
قمر، قمر، أردفت بسعاده. بقي لها أهل خلاص يا كرم
بقي لها أم، وأشارت إليه وقالت، وأب
. في فيلا الخرافي: قال مراد بإرهاق، : يلا يا ليلى هنروح أنا تعبان وعاوز أنام.
نوال بحنان: كل يوم تاخد مراتك بالليل تروحووترجعوتيجو الصبح ما تبات هنا وخلاص يا مراد مش هينفع نسيب ممدوح وزيزي لوحدهم وأهي ليلى بتاخد بالها من الكل...
حتى أبوك مش راضي يا كل، بيشرب شاي وقهوة وعليها ومابيخدش علاجه كمان
هعمل إيه بس يا ماما: قال مراد
قالت ليلى التي جاءت من المطبخ تحمل صينيه عليها طعام
وبعض حبوب العلاج الخاصه بشاكر وكوب من الماء
أنا ال هعمل:!
راحه فين يا ليلى بالأكل: سأل مراد.
ليلى بتحدي: داخله لعمي شاكر لازم ياكل وياخد علاجه، وداد دخلت له وطردها
مراد ساخرآ: وإنتي داخله علشان تتطردي
آهي محاوله يا مراد. قالت ليلى
لتهمس نوال: إنتي ملاك يا ليلى ربنا بعته للعيله دي علشان يكون البسمه والأمل.
الله يبارك فيكي يا ماما قالتها ليلى وتوجهت لباب حجرة المكتب لتطرق الباب برفق
وتدخل مبتسمه لتقول، تسمح لي أدخل يا عمي
لاء، قالها شاكر بجمود.
لكنها تجاهلت ما قاله وسارت بإتجاهه وهي تقول بس أنا دخلت خلاص يا عمي!، عاوزه إيه، قال شاكر
ليلى برقه: عاوزه حضرتك تاكل وتأخد العلاج
عامله قلبك عليه قوي، يلا إطلعي برا
لكنها ظلت واقفه بإصرار
نظر لها شاكر بتمعن وقال بحده، إنتي عاوزه إيه
ليلى بتأثر: أنا ما كنش ليه أم يا عم شاكر وماما نوال عوضت يتمي كمان ماليش أب ممكن تعتبرني زي ماهي، أردفت
بلا ش زي ماهي، زي زيزي حتى بالنسبه لحضرتك.
تأثر شاكر برقة ليلى وقال: بس أنا أذيتك كتير
أذيتكم كلكم
ليلى بحنان: من كان منكم بلا خطيئه فليرمها بحجر...
كلنا عندنا أخطاء وذنوب يا عمي شاكر وربنا بيتجاوز وبيغفر
ربنا هيغفر كل ال أنا عملته، قال شاكربيأس
لتهمس ليلي، حضرتك فيه ذكر وفيه صلاه وفيه حج وعمره
فيه أبواب كتيره قوي يا شاكر بيه
ممكن تاكل بقي من إيدي وتاخد العلاج كمان
هز شاكر رإسه موافقآ لتطعمه ليلى بيدها وتناوله العلاج فيتناوله ويشكرها بإقتضاب.
ولم تكن المره الأولي التي صممت ليلى أن يأكل شاكر بل مرات عديده حتى إعتاد حنانها ورقة إسلوبها
جلس وحيدا يفكر، هل كان تفكيري حجري عقيم...
ها هي ليلى تلهم المنزل كله السماح والعطف...
ها هي في محنة الأسره ترفض أن تنصرف مع زوجها
وتقول بثقه: لاء ما ينفعش نسيب أهالينا في محنتهم يا مراد، عمي شاكر، ماما نوال، ممدوح، وحتى زيزي نسيبهم إزاي في الفجيعه دي
وإهانتك يا ليلي، قال مراد.
ربنا الواحد الأحد ردلي إعتباري يا مراد ودخلني البيت من منطلق القوه وأنا مرات مراد شاكر الخرافي وأم همس...
ربنا مكني يا مراد ورزقني بزوج حنون وبنت ربيتها وبقت حته من قلبي وأم زوج حنونه رجعتني أنادي أحلي كلمه. ماما وأنا غلطت في البدايه وجيت علي إني شمس يعني كذبت وإنت سامحتني وعذرتني.
في المساء
جلس الجميع في ردهة الفيلا
ومراد وممدوح يقطعون الردهه ذهابآ وإيابآ كلآمنهم عكس الآخر.
ساد التوتر والقلق وبلغ الفزع علي بيري مداه
وجلس كرم بجوار نوال وشاكر الذي جلس متجهم
قال كرم لمراد وممدوح: ما تقعدو بقي جبتولنا حول رايحين جايين
هنعمل إيه ياكرم. قال مراد
كرم: فكرو معايا ممكن يكون طه إختفي فين دا كأن الأرض إتشقت وبلعته...
يا شاكر يا خرافي، يا شاكر يا خرافي
نداء شق ظلام الليل ووصل إلى مسامعهم
لينظر كلآ منهم للآخر بتعجب ليتكرر النداء
يا شاكر يا خرافي، يا شاكر يا خرافي.
تعجب الجميع ونهض شاكر ليخرج إلى الحديقه التي يأتي منها الصوت واضحا
ليقول، مين بينادي عليه؟
إستني إنت با عمي، هشوف أنا مين خرج كرم يتبعه مراد وممدوح
ليسمع الجميع صياح ممدوح الهستيري: بيري بيري بنتي، حبيبتي يا بنتي
سمعت زيزي إسم إبنتهالتقفز الدرج كالمجنونه
وخرجت كل العائله
لتجد طه الذي تسلق سور الحديقه ليدخل هو وبيري التي دفعها أمامه وسلط علي رأسها المسدس ليقول: محدش يقرب.
شاكر بس ال يقف قصادي ولو حاولتو تعملو أي حاجه هطخها وأطخ روحي وأرتاح.
أشار شاكر للجميع ليبتعد ووقف ليقول بثبات...
سيب البنت يا طه سيب البنت!
بابا، بابا صاحت بيري ليهم ممدوح بالإندفاع نحوها ليصيح طه إبعد
فيتراجع ممدوح خوفآ علي إبنته، ويصبح طه سيد الموقف
نظر طه لشاكر وقال: عرفت قيمة الضنا يا شاكر
عرفت إن الظلم وحش
كان فيها إيه لو كنت رحمت بنتي وإبنك.
كان فيها إيه لو سبتني في حالي بدال ما ترميني سنين طويله في السجن. والعذاب
مدفنتش بنتي ومحضرتش جنازتها
أنا كنت فاكر هقدر أنتقم منك وأقتلها لكن هيه بريئه وأنا مقدرتش، ٍ.
لتقول ليلى: ربنا يعوضك خير يا عم طه. دفع طه بيري لتتجه إلى ممدوح في الوقت الذي إختفي كرم وتسلل السور بمهاره
ليمسك يد طه بغته ويحاول أن يقيده لتنطلق رصاصه من المسدس الذي يحمله طه لتستقر في قلب شاكر...
ليصرخ الجميع ويلتفو حوله خرشاكر ليقع علي الأرض وسط بركه من الدماء، وينظر كرم بيده بصدمه أهو الذي أطلق الرصاصه أم طه
ليتحدث شاكربضعف وبحروف متقطعه، وهويشير لكرم
سيبه، سيب طه، إوعو تأذوه. سيبه وإكرموه، أنا ال ظلمته
وخلوه يسامحني، علشان ربنا يسامحني، لقنه مراد الشهادتين باكيآ
ليلفظ أنفاسه الأخيره.
ويترك كرم طه ليذهب إلى حال سبيله
نار أضرمها شاكر ودفع هو الثمن، دفع الثمن حياته.
وتعالي الصراخ والنحيب وركعت نوال بجواره تحتضنه
وهمست. مسمحاك يا شاكر
حمل مراد وممدوح والدهم في مشهد محزن ليدخلاه الفيلا، ويتم التعتيم علي موته قتيلا وشهد الجميع أنه أطلق الرصاصه علي نفسه أثناء تنظيف مسدسه...
وتم تجهيزه ودفنه وعمل العزاء في مشهد مهيب...
. حزين
لتحيا الأسره حاله من الحزن ولكنها حاله فريده تجعلهم يتحدون، معآ
فممدوح أصبح المسئول الأول عن الشركه
ليزيد إنتاجه وتزدهر صناعتهم.
ومراد بالطبع يولي شركته إهتمامه وأنشآ فروعآ أخري في بعض البلاد العربية
لتتوالي الأيام والشهور ويلتئم الجرح.
. وتتعالي ضحكات عائلة الخرافي من جديد...
حاولت نوال أن تقنع مراد أن يقيم معهم في الفيلا مرة أخري ولكنه قال لها أن الفيلا ستكون البيت الكبير الذي تجتمع فيه العائله
في كل نهاية إسبوع.
زيزي، زيزي أصبحت أم ومربيه وها هي تحمل شاكر الصغير طفلها الثاني وعادت آني لبلادها فزيزي هي التي ترعي أبنائها بنفسها...
لقد صممت أن تجمع شمل أسرتها وتحول نفور ممدوح منها! إلى حب وإهتمام فبعد موت والده ظل يجافيها لشهور عرض فيها الزواج علي ساره التي رفضت فهي تحيا فقط لرعاية أبنائها...
وإستطاعت زيزي أن تصلح علاقتها بالجميع
وتغيرت للأفضل وصممت أن تهدي ممدوح طفله الثاني ليقوي رباط الحب بينهما.
وتزوج محمد من سما ويحيا معها حياه مستقره سعيده، لا تخلو من المشاكل أحيانآ شأن كل العلاقات الزوجيه.
وأنجبت شهد مولودها الأول، محمد، فهي لم تنسي فضل شقيقها الوحيد محمد...
. تعالت صرخات ليلى في منتصف الليل
ليفزع مراد النائم بجوارها ويقول بإهتمام
مالك يا حبيبتي
ليلى وهي تئن بألم: بايني بولد يا مراد
إلحقني.
هتولدي إزاي يعني
لتصيخ: إطلب ماهي وطنط نوال حالآ حد يسأل مراته هتولدي! إزاي.
وفي المستشفي وبعد دخول ليلى لغرفة الولاده بساعه واحده، سمعو بكاء الوليد
لتقفز همس، أخويا جه...
ليخرج الطبيب ضاحكآ، ليقول، مبروك، ولد جميل
لتصيح نوال، يوسف، بدال جميل نسميه يوسف، يوسف مراد
ويدخل مراد لليلاه ليطبع قبله علي جبينها ويحمل صغيره يقبله بحنان وتقول له ليلى
اذن في ودنه يا مراد، هتسميه إيه
مراد بتساؤل: ماما بتقول نسميه يوسف.
لتردد ليلى الإسم بسعاده: يوسف مراد بقي عندنا بنت وولد يا مراد بس هتفضل همس الحب الأول...
في حديقة الفيلا إجتمعت العائله وحضرت ماهي بصحبة إبنتها بالتبني قمر التي أصبحت تعشقها بل تعشقها كل العائله فهي جميله وذكيه وأصبح عمرها عام وشهرين
مامي، نانا ه، كاوم، أسماء أعتادت قمر نطقها، لقد إستطاعت الصغيره قمر أن تجعل حياة ماهي وكرم أجمل وعشقتها فاطمه...
ودائمآ تضحك إيناس مع ماهي وتخبرها أن قمر ستصبح زوجة إبنها عمر ليصيح علي
لاااااااء، أنا ال هتجوز قمر
لتقول إيناس: عاجبك كده يا ماهي ولادي هيقطعو بعض علشان الست قمر
لتضحك فاطمه وتقول: قمر ست البنات...
دخل كرم ليحملها عن ماهي ويقبلها بشغف وحنان قائلآ: قمر حبيبة قلب أبوها...
وتهز همس رأسها قائله وأنا هشيل أخويا يوسف هو أحلي من قمر وشاكر...
حالاقاته برجالاته يا رب يا ربنا تكبر وتبقي آدنا، قالتها سحر التي دخلت الحديقه للتو لتحتفل مع ليلى بالمولود السعيد...
حملت ليلى يوسف وجذبت همس بيدها لتتعالي الضحكات، ويلتف حولها الجميع ليرددو جميعآ
حالاقاته برجالته، ويحمل أحيانآ مراد صغيره لينظر له بحنان ثم يرده لأمه
وتجتمع الأسره في الحديقه...
زيزي هي التي أعدت الاحتفال لسبوع يوسف، وأصرت أن تحتفل به جميع الأسره بالحديقه، في بيت العائله.
حضرت الأسره مجتمعه ودعت ماهي حماتها وإيناس
أحضر محمد معه زوجته سما التي إنتفخ بطنها بجنينها الأول...
وجلس سالم وزوجته يتضاحكان مع نوال، وعلا رنين هاتف مراد ليجد المتصل ياسر الذي علم من والدته بالمولود السعيد وإتصل من الكويت لتهنئة ليلى ومراد
لتعم السعادة من جديد علي عائلة الخرافي
ولتهمس القلوب...