رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول بقلم ساره الزعبلاوي

رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول بقلم ساره الزعبلاوي

رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ساره الزعبلاوي رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول

رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي بقلم ساره الزعبلاوي

رواية ذاكرة موجعة فارس وليلي كاملة جميع الفصول

يلا يا ليلي الطيارة مفضلش عليها غير ساعة هنبدأ تأخير من أولها !!
جاية يا بابا خلاص اهو
هبطت برشاقة علي الدرج و هي تنظر الي والدها الواقف أمام حقائبها بهيئته الصارمة و تقول بإعتذار
أسفة يا بابا صحيت متأخر 
ليلي الحياة في أوروبا مفيهاش هزار الحياة في أوروبا عايزة انضباط و جد و مواعيد مظبوطة لو مش هتعملي كدة يبقي عمرك ما هتنجحي و تقعدي هنا أحسن 

لا لا أنا هبقي منضبطة و الله أنا أسفة 
طيب يلا أتفضلي قدامي قبل ما الطيارة تفوتنا !!
سارت بجانب والدها و هي تتنفس الصعداء كم بذلت من الجهد حتي جعلته يوافق علي سفرها هذا 
وقفت أمام السيارة و هي تنظر تجاة منزلهم لأعلي نحو شقيقاتها الباكيات اللائي ينظرن لها أنها قاسېة القلب متبلدة المشاعر حتي تستطع تركهن و تغادر لمدة ليست بالقصيرة و لكن دائما ما كان تفكير ليلي مختلف دائما ما كانت تتطلع الي كثير من النجاحات و الطموحات 
فبمجرد أن وصلت الي المرحلة الثانوية أخذت تلح علي والدها بطلب سفرها الي ألمانيا لتكمل دراستها و تلتحق بكلية الطب
أهدوا يا حبايبي هي كل ٣ شهور هتنزل تقعد معانا يعني مش هتفضل مسافرة علي طول 
هنتزل تقعد معانا ٣ أيام بالعدد صح أنا بجد بكره ليلي عشان هي سابتني يا ماما
قالت هذا فاطمة و هي تخرج منصرفة باكية فدائما ما كانت مرهفة الإحساس تجعل مشاعرها هي التي تتحكم بها
نظرت مرڤت بأسي نحو ابنتها المنصرفة لتنظر نحو الفتاتان الأخرتان قائلة
حبايبي مفيش حد بيكره أخوه أنتم بس عارفين فاطمة دايما بتقول كلام ملوش معني لما بتكون زعلانة لكن ليلي اختكم بتحبكم بس هي سافرت عشان تبني مستقبلها صح و لا أية !!!
أطرقت الفتاتان ينظرن أرضا و هما يومئان بالإيجاب و الحزن باد علي ملامحهما لتأخذهما مرفت بأحضانها و تتجه للداخل !!
نداء علي جميع الركاب المسافرين علي الرحلة رقم ٧١٢ التوجه الي البوابة رقم٥ و الاستعداد للركوب علي متن الطائرة 
بهذه الكلمات كانت بداية لمرحلة جديدة في حياتها بداية لحياة مختلفة كليا حياة رائعة كما في مخيلتها لكن لا أحد يعلم الغيب !!
كانت صوت بوق السيارات من حولها هو المنقذ لها من بحر ذكرياتها الغريق البحر الذي كلما تذكرته كلما شعرت أنها تتمزق بين شعورين متناقضين الحنين و النفور
صفت سيارتها في الجراچ الخاص بفيلا ليلي زين سويلم 
اهلا دكتور ليلي 
اهلا يا محمد خير في حاجة
البوكيه دة جه لحضرتك النهاردة يا دكتور
مدت يدها لتأخد منه الباقه و تنزع منها البطاقة المكتوب عليها هذه الكلمات التي فصلتها عن الواقع لتعود الي الماضي المرير
كان لك معايا اجمل حكايه في العمر كله
سنين بحالها مافات جمالها على حب قبله
سنين ومرت زي الثواني في حبك انت
وان كنت اقدر احب تاني احبك انت
كل العواطف الحلوه بيننا
كانت معانا حتى في خصامنا
وازاي تقول انساك واتحول
وانا حبي لك اكتر م الاول
واحب تاني ليه واعمل في حبك ايه
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا
اهو ده اللي مش ممكن ابدا
دقات قلب تتسارع و عيون تدمع و يد ترتعش كل هذا يحدث بمجرد أن شمت عطره المفضل في هذه لا شكرا يا محمد 
سارت بضع خطوات ثم عادت قائلة
متعرفش مين اللي جاب الورد دة يا محمد
اللي جابه عامل في
المحل يا دكتور
طيب متعرفش اسم المحل دة ايه و لا هو فين
أه أعرف هو في المهندسين اسمه 
شكرا يا محمد
العفو يا دكتور !!
كانت جالسة أمامه تهز قدمها بعصبية واضحة ليضرب هو كف بكف قائلا
و الله انا ما شايف داعي للي أنتي بتعمليه دة!!
يعني أنا مچنونة يا أحمد قصدك كدة!
يا ستي أنتي ست العاقلين بس ممكن تهدي شوية
قاله لتهدأ قليلا و هي تقول
ممكن بقا افهم أنت كنت واقف مع الزفتة دي لية!
واحدة لقيتها جاية تسلم عليا أضربها بالجزمة يعني يا فاطمة أضطريت أسلم عليها 
اه طبعا ودي ما صدقت أنك سلمت عليها و وقفت تحكي معاك صح دي بني آدمة خطافة رجالة أصلا 
انتي عارفة يا فاطمة أنا نفسي في حاجة
واحدة بس أنك تثقي فيا !!
ادمعت
عيناها و قالت بصوت متهدج
أنا واثقة فيك و الله بس أنا خاېفة تسيبني زي كل اللي بحبهم ما سابوني ليلي و بعدين بابا خاېفة !!
و الله العظيم أنا ما أقدر أسيبك أنا روحي متعلقة بيكي و بعدين ليلي مسبتكيش يا فاطمة ليلي جنبك اهي و عمو زين الله يرحمه في مكان أحسن دلوقتي 
الله يرحمه بس ليلي مش معايا يا أحمد ليلي مش هي ليلي اللي كنت أعرفها من خمستاشر سنة 
لكني لست مريضا و لا أعلم لألمي هذا نهاية يا معذبتي 
كان ينفث دخان سيجارته بملل فمنذ فراقها و الساعات أصبحت كالسنوات الوقت يمر ببطئ شديد 
الحياة مملة ليست لها
معني و لا غاية برغم كل هذا الثراء و الجاة و السلطة لم أعد أرغب في الحياة الآن فقط أقتنعت بحديث زين سويلم حينما كان يقول
لا فائدة للأموال دون وجود من تحبه !!
أفاق علي صوت هاتفه وضعه علي أذنه قائلا
ايوة يا يوسف ها عملت اية في اللي قولتلك عليه !!
كله تمام يا فارس كل اللي انت قولتلي عليه حصل تقدر من دلوقتي لو عايز تنزل الفيلا اللي انت كنت عايز تشتريها و بكرة الساعة ٨ في معاد مع مدير المستشفي عشان نمضي العقود 
ابتسم برضا و قال
تمام يا يوسف اتفضل أنت نام عشان تبقي معايا الصبح و أحنا بنمضي العقود
تمام مع السلامة
ممكن تهدي بس يا حبيبتي هي قالت خارجة مع صحابها و زمانها راجعة 
بقولك اية متعمليش نفسك خاېفة علينا اووى كدة احنا مش بنأكل من الشويتين بتوعك دول!!
أتاها صوت فاطمة هذا من خلفها لتستدير قائلة
لو مش هخاف عليكم يا فاطمة هانم هخاف علي مين
قولتلك انا مش بأكل من الكلام دة روحي شوفي نور اللي بتضحكي عليها بكلمتين يا دكتور ليلي انا لا!!
مبتكليش من الكلام دة !! انا مش عارفة يا فاطمة أنتي أمتي بقا هتبطلي تتعاملي معايا كدة
بس كفاية منك ليها بس 
قالتها مرڤت صاړخة بهم و هي علي وشك الاڼهيار فمنذ ۏفاة زوجها الحبيب زين و هي تعاني من تفرق فتياتها و عنادهن و علي وجه الخصوص ليلي و فاطمة اللتان لا تنتهي مشاجرتهما سويا دائما
أهدي يا ماما خلاص أهدي ممكن بقا
تهدي يا فاطمة أنتي و ليلي حرام عليكم ماما مبقتش قادرة علي اللي أنتم بتعملوا
قالتها نور في محاولة منها لتهدئة الوضع
أنا اسفة يا ماما أسفة أن أنا بخاف علي أخواتي أسفة عن أذنكم !!
انتي هتفضلي لحد أمتي مش بتحسي مش كفاية أنها لحقتنا كلنا من البلاوي اللي كنا هنقع فيها بعد مۏت أبوكي و كفاية أنها شايلة حملنا كلنا علي أكتافها و مبتتكلمش شايلة الشركة علي دماغها اللي محدش بالنسبة إليه اليوم هو صباح مختلف فأي شيء سيقربه الي محبوبته فسيسعي إليه بكل قوة حتي و إن كان سيكلفه حياته
ألف مبروك فارس أنا واثق أن المستشفي علي أيدك هتوصل لمكان عالي جدا 
تمام يا فارس علي ما حضرتك تخلص قهوتك هكون أنا عملت أجتماع لدكاترة المستشفي بس استفسار لو دكتور ليلي سألتني علي الشريك اللي بعتلوا نصيبي اقولها ايه و معلش سؤال كمان هو ليه حضرتك مش عايز تظهر قدامها دلوقتى!!
دكتور ليلي دكتور محمود عامل اجتماع عاجل في مكتبه  
اجتماع عاجل !! من أمتي محمود بيعمل اجتماعات من غير ما يقولي !
معرفش و الله يا دكتور هو بس بيقول لحضرتك تيجي بسرعة لأنه عايز يتكلم معاكي علي أنفراد قبل ما الدكاترة ما يجوا 
نهضت ليلي و دهشتها تزداد فهي و محمود شركاء في هذه المشفي منذ اربع سنوات 
دلفت الي مكتبه و هي تنظر إلي التوتر البادي علي ملامحه لتقول
خير مش مستريحالك !!
بصي يا ليلي انا عارف أنك مبتحبيش اللف و الدوران و عشان كدة أنا هاجي معاكي دغري أنا بيعت
نعم أنت أزاي تعمل حاجة زي كدة من ورايا 
يا ليلي أنا بقالي فترة قايلك أني برتب نفسي عشان إسافر لمراتي و اولادي في فرنسا و أستقر هناك و
أكيد كان لازم أبيع نصيبي
طيب ما انا قولتلك أني
أنا هشتري منك نصيبك 
يا ليلي أنتي مش هيفرق معاكي خصوصا أن أنا صلا نصيبي ٢٥ من المستشفي 
أنا جمعتكم النهاردة عشان أعرفكم ان النهاردة آخر يوم ليا في المستشفي هنا !!!
كان يتجول في مكانهما القديم التي كانت تفضله كثيرا باحثا بعينيه عنها بلهفةو شوق بعد غياب خمس سنوات و مازال وعدها له يتردد في أذنه
دق قلبه پعنف عندما تذكر آخر كلماتها إليه و لكن سرعان ما أنسحبت الډماء من جسده ليشعر بقلبه يكاد يتوقف عندما رآها تقف بين ذراعي رجل غيره زاغت عيناه و هو يشعر بشعور الخذلان يجتاحه شعور لأول مرة يراوده
في نفس الوقت التي خرج فيه 
ربما كان يهيئ لها لكنها قالت بهدوء
ثواني يا مروان و هرجعلك
خرجت مهرولة علها تلحق هذا الطيف الذي رأته و بالفعل لم تكن مجرد تهيؤات لا تعرف كيف اجتازت
تنفس بعمق و هو يقول بلهجة جاهد لكي تكون ثابتة
هنا أزيك !
ك ك كويسة 
ما وحشتكش !!
اممم أكيد وحشتيني أنتي و طنط مرڤت و اخواتك كمان 
ليس هذا ما تريده منه أخذت عيناها تتجول ما بين مقلتيه العسليتان و هو واقف أمامها واضع يديه بجيبا بنطاله كجبل الجليد الذي لا يتحرك له ثابت
يوسف أنت مالك بتتكلم كدة ليه !!
انا ! بتكلم ازاي يعني عادي أظن كمان يا هنا أن هو دة كلامنا مع
بعض أصلا لا أكتر و لا أقل و عن يوسف الموضوع مش زي ما انت فاهمة ممكن تقعد عشان أفهمك 
قاطع حديثها قائلا
مفيش حاجة تتفهم يا هنا عن اذنك بقي لأن أنا كدة أتأخرت و ربنا يوفقك في حياتك 
تركها في صډمتها هذه و استقل سيارته و انطلق لتقف هي متأملة في محله الذي كان يقف فيه و دموعها تنساب علي وجنتيها بخفة كحبات من الألماس متدحرجة علي سطح مطلي بالذهب 
حتي لحظة ابتعادهما و انفصالهما شهد عليها 
انتفضت من محلها و عيناها متسعتان بخضة عندما فتح الباب و اصطدم بالحائط بقوة و هي تنظر لشقيقتها سارت حتي
أصبحت أمامها مباشرة و هتفت ببرود أعتادت عليه خاصة عند معاملة كلا من فاطمة هنا 
أولا الطريقة اللي أنتي ډخلتي بيها دي طريقة الناس الھمجية بس يا بشمهندسة ثانيا لو اللي حصل دة أتكرر تاني يا هنا متزعليش مني
ثالثا بقي و دة الأهم ان انا معرفش أن فارس أصلا رجع من السفر و حتي لو أعرف دة شيء ميهمنيش و مظنش كمان أنه يهمك 

لا يهمني كان لازم أعرف ان يوسف رجع 
رفعت حاجبها بسخرية و قالت
اها فهمت عشان تلحقي تبعدي عن شوية الصيع اللي انتي ماشية معاهم هو شافك معاهم و لا اية !
هتفت بصوت مرتفع و نبرة تشوبها الڠضب
بطلي بقا برود شوية و متكدبيش لأني واثقة انك كنتي عارفة أن فارس رجع و مقولتليش 
و انا هكدب لية بقي هخاف منك مثلا بس احب اقولك اني فعلا اول مرة اعرف ان فارس رجع مصر منك دلوقتي و لو مش عايزة تصدقي فالحيطة قدامك اهي
ماشي يا ليلي بس خليكي فاكراها 
لقد عاد مرة أخري ترى هل عاد لها أم عاد لقضاء عمل له و يذهب مرة اخري 
و إن كان قد عاد لقضاء عمله فلم بعث لها بهذه الورود إذا !
أسئلة كثيرة تدور بذهنها و لم تجد مفر منها
كان جالس يتابع العمل علي الحاسوب الخاص به و هو ينظر إلي يوسف بطرف عينيه منتظر أن يتحدث بما فيه بدلا من جلوسه شارد هكذا لكنه لا يفعل حتي قال فارس 
مالك !
ترك فارس ما بيده و اتجه ليجلس أمامه مباشرة و هتف و هو يضع كفه علي كتفه
مقولتليش عملت أية النهاردة 
في أية بالظبط !
رفع فارس حاجبه بتعجب و قال
أنت مش روحت النهاردة عشان تقابل هنا عملت اية معاها !
تنهد يوسف بحسرة علي حبه الوحيد و قال بابتسامة سخرية
و لا حاجة معملتش و لا حاجة من الواضح انها بدأت حياة جديدة ربنا يوفقها 
قطب فارس حاجبيه بدهشة و قال
معرفش
!!
هتف بها يوسف و هو ينظر إلي اللا شيء لينظر
له فارس باستغراب و هو يقول
بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي
دائما ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع
فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألما 
أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما أنتهت من كتابة تلك الكلمات التي تخرج بها الألم الكامن في قلبها 
تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضا بذاكرتها نحو الماضي
كانت تعيش فترة مؤلمة فالآن قد مر شهر علي ۏفاة والدها أقرب شخص لها في هذه الحياة مرشدها و معلمها فارقها الي الأبد 
أعتزلت العالم و صارت وحيدة لا تغادر غرفتها و هي تسبح في ذكرياتها مع والدها و تتحسر علي الايام التي لن تعد 
حين سمعت صوت باب غرفتها و هو يفتح لتدلف إليها شقيقتها ذات البطن المنتفخ و هي تجر قدميها و هي بالكاد تستطيع السير لتجلس أمامها و هي تتحدث بصوت متحشرج باك قائلة
رفعت نظرها نحوها و هي تنظر إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق 
عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها
طيب قولي أي حاجة طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!
تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك
أنا عمري ما هكرهك يا ليلي مفيش حد بيكره أخوه ما بالك بقي لو توأمه!!!
طيب ليه مش بتكلميني ليه بتعملي زيهم
أنا أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا 
لا يا ليلي دة عمره و مكتوبلة أنتي مش سبب أبدا في مۏته اوعي تقولي كدة تاني !!
لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش ھيموت 
استغفري ربك دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!
بدأت
الحياة تسير و
هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها لا تتحرك 
رجل ستيني يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها 
ازيك يا آنسة نور 
تمام
قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد فيه قارب للنجاة
هز رأسه بتفهم لحالتها و قال
باباكي الله يرحمه ټوفي بقاله قد أية 
بقاله خمس شهور 
الله يرحمه زين بيه كانت سمعته طيبة جدا
هو حضرتك كنت تعرفه 
حقيقة أنا معرفهوش معرفة شخصية لكن ابني هو اللي شركته ليها تعاملات معاه و بصراحة كان دايما بيشكر فيه و بيثني علي أمانته 
بجد و كان بيحكي لحضرتك أية كمان عليه !
بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له 
و بعد عدة زيارات متتالية
شوفي بقا أنا صابر عليكي قد اية لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي 
ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة
من أول لما أنتي تحسي أنك عايزة تحكيمن أول لما تحسي أن المشكلة بدأت 
اه توأمي
امم كملي اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي
سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة 
وضحي أكتر يا نور أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود متستنيش أني أقولك كملي احكي و بس
أحنا اربع بنات توأم انا و ليلي و فاطمة و هنا أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية بنحب بعض جدا مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي كانت بتبص لمستقبلها مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات
مش
فاهمة قصد حضرتك 
يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس
و أنتم لا او حاجة زي كدة 
لا لا مش دة تفكير فاطمة نهائي لأن فاطمة عارفة كويس أنها هي كمان لو طلبت من بابا يسفرها هي تمام كملي
بعد دخولنا الجامعة كانت إجازات ليلي قليلة قوي عشان دراستها الي جانب طبعا انها مش بتنزل مصر تجنبا للخناقات اللي بتحصل بينها هي و فاطمة فكنا كل كام شهر بنسافرلها انا و هنا 
في تاني زيارة لينا ليلي قالتلنا أنها بتحب فرحنا طبيعي نفرح ما هي توأمنا يعني
بس بعد كدة فرحنا بدأ يتحول لخوف لما تخيلنا رد فعل بابا لما قالتلنا أن هي بتحب دكتورها في الجامعة 
طبعا كانت صدمة بالنسبالنا دة اكبر منها بخمستاشر سنة 
يا له من ماض مؤلم أخرجتها منه صوت الدقات علي الباب حينما سمعت صوتها الدافئ هاتفا
نور نوري أنتي صاحية
ابتسمت بدفئ و هي تستمع إلي شقيقتها الحبيبة لتقول
أدخلي يا ليلي 
عاملة أية !
تنهدت و هي تنظر أرضا و تحدثت بحزن دفين قائلة
فارس رجع !!!
كان ينظر إليه و هو قاطب حاجبيه و قال بسخط
و مسمعتهاش ليه يا فالح !!
مش يمكن عندها مبرر يا يوسف 
نظر له و كأنه كائن فضائي و قال
مبرر!! يعني أنت لو كنت لقيت ليلي واقفة في حضڼ واحد تاني هتقف تسمعها و تفهم مبرراتها !!
يوسف 
وضع يده علي كتفه و هو يقول معتذرا
مش قصدي يا فارس بس أنا فيا اللي مكفيني متخيل لما تقعد أكتر من خمس سنين حاطط أملك في حد و يخذلك 
متخيل يا يوسف بس أنت كنت لازم تبقي أهدي من كدة كنت لازم تسمعها مش تقعد ټعذب في نفسك و تحط ايدك علي خدك و تتخيل سيناريوهات مش موجودة أصلا
اللي حصل حصل المهم تعرف انت هتعمل أية
هستني شوية أشوف هي هتعمل اية و بعد كدة أحدد أنا هعمل اية
نظرت لها بتفكير و قالت
طيب و أنت محاولتيش تشوفيه أو تكلميه
هزت رأسها لها باستفهام و قالت
أشوفه ليه 
و هو مين اللي قالك يا نور أني ناوية ارجع لفارس أصلا الموضوع انتهي من زماان
لا يا ليلي الموضوع ما انتهاش انتم الاتنين بتحبوا بعض و اللي حصل زماان انتهي و انتي الغلطة الوحيدة اللي غلطتيها أنك سبتي فارس
و مين قالك أصلا أن أنا بفكر فيه أنا ميهمنيش دلوقتي غير شغلي و بس 
اقتربت منها و هي تنظر في عيناها و تقول بابتسامة
عينيكي بتقول عكس اللي انتي بتقوليه يا ليلي انتي بتكدبي عليا !!
جلست علي الفراش بإنهاك و هي تقول
اه بفكر فيه و نفسي أشوفه و المسه حتي و لو لمرة واحدة
بس مش هينفع أنا كسرته يا نور مش هيبقي ليا عين اقف قدامه غير بقا اني حتي لو فكرت ارجعله صورة بابا مش هتفارقني و تأنيب الضمير هيفضل عندي طوول عمري فالوضع دة هو الاحسن لينا احنا الاتنين كفاية مشاكل الشغل عليا متزوديش الهم بالله عليكي يا نور
ليه أنتي عندك مشاكل في الشركة!
لا في المستشفي
فيه اية 
محمود باع نصيبه 
طيب و اية المشكلة في كدة يا ليلي !!
المشكلة ان هو كلمني في الموضوع دة قبل كدة و انا قولتله أن انا هشتري نصيبه بس يصبر عليا يكون معايا سيولة بس الباشا مصبرش و راح باعها و مش بس كدة دة بيقول أنه باعها لواحد كويتي بيقول أنه مش هيقدر ينزل مصر دلوقتي يعني أنا كدة مش عارفة مين اللي مشاركني و
مش عارفة آخد أي قرار لأن في اوراق واقفة علي إمضته 
طيب و بعدين هتعملي أية 
هعمل اية يعني هستني لما سيادته ينزل مصر و احاول معاه انه يببعلي نصيبه
بس في حاجة غلط في الموضوع محمود نصيبه ٢٥ يعني مين يعني اللي هيبقي عايز يشتري ٢٥ من مستشفي !!
معرفش لسه بفكر في اللي حصل لأني حاسة اني الموضوع دة فيه حاجة
غلط!!
تري هل مازال يفكر بها هل مازال يحبها لا تعرف بم تفسر له
وجودها مع مروان هل تخبره أنها تفعل هذا حتي تكسب المناقصة التي تخوضها شركتها و بدلا من ان تنال رضاه تسقط من نظره
أعتدلت بجلستها حينما خطړ ببالها أنها كانت ټخونه هل حقا ما كانت تفعله خېانة له!!!
لا ليس هذا ما كانت تفكر به حينها فقد كان كل همها أن تتأكد انه سيجعل شركتها تفوز بتلك المناقصة
لعنت تفكيرها الساذج و طمعها 

وجدت باب مكتبها يفتح بدون أذنها فقطبت حاجبيها پغضب و هي تراه يدخل بهمجية و سكرتيرتها خلفه تحاول منعه من الدخول فقالت پغضب
اية اللي أنت بتعمله دة يا مروان !!!
أنتي مش بتردي عليا لية يا هنا 
قالها بصوت مرتفع و بملامح ساخطة لتقول سكرتيرتها
أتصل بالأمن يا بشمهندسة 
لا اتفضلي يا مروة انتي دلوقتي
التفتت له و قالت و هي تقف أمامه ضامة يدها
انا عايزة أفهم اية اللي أنت بتعمله دي !
انا اللي عايز أفهم أنت مش بتردي عليا لية مطنشاني ليه و لا عشان المناقصة رسيت علي شركتك خلاااص بحح !!
اه تقدر تقول كدة عشان كدة بقا مش عايزة أشوف وشك و لو بالصدفة يا مروان انت فاهم 
لا مش فاهم يا هنا مش مروان العجاتي اللي يحصل معاه كدة
اطلع برة
ماشي يا هنا بس صدقيني انتي هتندمي و هتيجي تبوسي رجلي علشان ارحمك و مش هرحمك
قولت برة بررة
نظر إليها نظرة أخيرة و انطلق خارجا لتجلس و هي ټلعن اليوم التي رأته فيه فلا شيء يسير علي ما يرام منذ أن تعرفت عليه
كانت تستقل معه السيارة و هي تتراقص علي أنغام الموسيقي التي تعشقها و هو ينظر لها مبتسما
فلا شيء يسعده في هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة 
وصلنا
ابتسمت بارتباك و هي تبتلع ريقها قائلة
كنت عايزة اكلمك في موضوع يا أحمد 
طيب خلينا نتكلم لما نطلع كدة هنتأخر علي العشا و ماما هتزعل !!
أحم أصلي عايزة اتكلم معاك لوحدنا
طيب نتعشي و نقعد مع ماما شوية و بعد كدة ندخل البلكونة نقعد لوحدنا اية رأيك !!
تمام يلا
صعدا سويا نحو منزل الذي تقطن فيه والدته فقد ټوفي والده منذ ان كان صغيرا و تركه هو و ووالدته بميراث ليس بالقليل ليشب أحمد و يقوم بافتتاح شركة خاصة بالأسمنت و مواد البناء 
و كانت شركته تتعامل مع شركة شقيقتها هنا و بدأت فاطمة تراه بشركة شقيقتها كثيرا لم تنكر أنها كانت 
دخلا سويا لتظهر والدة أحمد سيدة تخطت الخمسين من عمرها يبدو عليها البشاشة
اقتربت منهما و هي ترحب بهما دخلوا جميعا و جلسوا علي مائدة الطعام
التي كانت ممتلئة بما لذ و طاب من الطعام
مالك يا فاطمة يا حبيبتي هو الاكل معجبكيش و لا أية 
لا طبعا يا طنط تسلم ايد حضرتك الاكل تحفة
اومال مالك الواد أحمد زعلك و لا اية
رفع هو يده مثل المچرمون و هو يقول
أبدا و الله ما عملت حاجة !!
ضحكت فاطمة و قالت
مال أحمد عليها قليلا و قال بصوت خفيض
مقولتليش يعني الكلام دة من أمتي 
نظرت له بطرف عينيها و قالت بصوت مثله
بعدين هبقي احكيلك !!
ثم اردفت و هي ترد علي والدته
انتي عارفة يا طنط حكاية قلبها و كدة و هي مش بتنتظم علي الدوا فتعبت
لا ألف سلامة عليها يا حبيبتي قوليلها هبقي أجي بكرة ازورها
تنوري طبعا يا طنط
طيب انا هقوم
اخلي صابحة تعملكم حاجة تشربوها
ماشي يا ماما
نهضت والدته لتأمر الخادمة بإعداد المشروبات لينظر هو لها نظرة استفهام و يقول
مفولتليش يعني ان طنط كانت تعبانة !!
مرضتش أوجع دماغك يا حبيبي و بعدين هي الحمد لله بقت كويسة
طيب اية الموضوع اللي كنتي عايزة تكلميني فيه 
طيب لما نقعد لوحدنا يا أحمد
ما احنا لوحد 
بتر جملته حينما وجد والدته قادمة هي و الخادمة بصحن من الحلوي و المشروبات جلست والدته و هي تشعر أنهما يحتاجان لأن يكونا بمفردهما قليلا فهي تستشعر وجود مشكلة بينهما
فقالت
اتفضلي طبعا يا طنط تصبحي علي خير
و أنتي من اهله يا حبيبتي
سارت والدته و خلفها خادمتها التي تعيش معها منذ ولادة احمد لتقول
عايزة حاجة يا
زهرة هانم قبل ما تدخلي تنامي 
مين اللي قالك اني داخلة انام يا صابحة أنا بس عايزة اسيبهم لوحدهم لأنهم شكلهم عايزين يتكلموا و أنتي متزعليش مني يا زهرة هانم بس حضرتك طيبة اووي انا عمري ما استريحت لفاطمة هانم دي !!
صابحة متدخليش في اللي ملكيش فبه اتفضلي اعملي اللي قولتلك عليه يلا !!
أحمد بلييز قولتلك مية مرة بلااش سجاير و لو أنت مش قادر تبطلها علي الأقل بلاش قدامي !!
زفر و هو ينظر لها محاولا تمالك اعصابه و قال
ماشي يا حبيبتي مش ناوية بقا تقوليلي اية الموضوع اللي بقالك ساعة بتلفي و تدوري عليه !
أحم أحمد أنا عايزاك تأجل الفرح !!
نظر لها ببلاهة و قال
فرح مين !!!
فرح مين يا احمد يعني فرحنا !!
نعم!!!!
اية يا حبيبي مالك 
فهو يفعل كل شيء حتي ينل رضاها و مازال لا يفهم ما يدور برأسها
و عايزاني أخد الموضوع بكل بساطة يا فاطمة !!
و فيها أية يا أحمد أنا عايزة أتأقلم علي الوضع الجديد
نعم !! هو اية الوضع الجديد دة ان شاء الله !!
أني هتجوز و يبقي ليا بيت و مسئولية 
و الله بقالنا سنة و نص مخطوبين و كل دة و مأقلمتيش نفسك علي الوضع أومال كنتي هتتأقلمي امتي ان شاء الله و لا كنتي فاكرة ان انا عيل بلعب بيكي و مش قد كلمتي و مش هتجوزك !!
لا طبعا عمري ما فكرت كدة يا احمد بس الموضوع ان مرة واحدة لقيت الوقت عدي و فرحي بقا بعد شهر 
ليه كنتي فاكرانا هنفضل مخطوبين طول العمر ولا أية !!
يووة هو أنت ليه مش راضي تفهمني 
أنا مش راضي افهمك لا يا فاطمة أنا عملت كل حاجة عشان افهمك كل اللي بتتطلبيه بعملهولك انتي لو طلبتي القمر هجيبهواك تحت رجليك بس أنتي اللي مش عايزاني افهمك دايما عاملة حاجز بينا و مش عايزة تكسريه 
أفهمك بقا أنتي عايزة تأجلي الفرح ليه أنتي لقيتي موضوع الخطوبة دة قلب جد و فيه فرح و جواز و مسئولية و انتي عمرك ما كنتي بتاعة الحاجات
دي غير كدة بقا أن أنتي كنتي واخدة الموضوع تسلية و مكنتيش 
نظرت له پصدمة مما قال و قالت
يااه كل دة كان في قلبك يا أحمد مكنتش متخيلة أن أنا انانية و طماعة كدة عشان أعمل فيك كل دة و ألعب
كلامك معناه كدة 
يعني كل اللي فهمتيه من كلامي اني بقول أنك أنانية !!
لم تجبه و أصبح الصمت هو المسيطر عليهما حتي قالت
أنا عايزة أمشي لو سمحت روحني
اتفضلي قدامي
ما تعيطيش يا فاطمة انتي مش غلطانة من الواضح أن انا اللي مش عارف افهمك
صمت و ه قد سقطت دمعة من عينه علي كفها ثم وضع الدبلة بكفها و مسح دموعها و و قال بهدوء
هتوحشيني بس مش عايزك تنسي يا فاطمة أن انا حبيتك و لا عمري حبيت و لا هحب حد غيرك
نظرت له و قلبها ېتمزق ألهذا الحد هي ظالمة حتي تجرحه بهذا الشكل فتحت باب السيارة و أنطلقت شبه راكضة و هو ينظر لها حتي غابت عن مرمي بصره لينطلق هو بسيارته
قطع تفكيرها دخول زهرة قائلة
مالك يا صابحة سرحانة في اية 
ممفيش يا زهرة هانم كنت عايزة أقولك علي حاجة كدة و متزعقيش
خير !!
أصل يعني أنا سمعت أحمد بيه و فاطمة هانم بيتخانقوا 
رفعت زهرة حاجبها و قالت
سمعتيهم برضو و لا اتصنطي عليهم !!
فاطمة هانم كانت عايزة تاجل الفرح !!
نظرت لها زهرة باستغراب و هي تقول
اية تأجل الفرح ليه 
قال اية يا هانم بتقول أنها عايزة تتأقلم علي الوضع الجديد و المسئولية و الكلام الفارغ دة
صااابحة أتكلمي عنها عدل و متنسيش انها خطيبة ابني
و انا
يا زهرة هانم ما انا اللي مربية احمد بيه !
قالتها صابحة بحزن مصطنع لترد زهرة
قائلة
بقولك اية يا صابحة أنا مش باخد من الشويتين اللي بتعمليهم علي احمد دول يلا أتفضلي علي شغلك
انطلقت صابحة و هي
تتحدث پغضب بكلمات غير مفهومة 
أما زهرة
فقد جلست تفكر في السبب الذي جعل فاطمة تطلب هذا الطلب
وجدت باب المنزل يفتح و يدلف منه أحمد و يبدو عليه الهم و الحزن
أنا فسخت خطوبتي يا ماما
اية 
نطقت بها زهرة بدهشة و قالت
لية هي علشان طلبت تأجل الفرح تقوموا تفسخوا الخطوبة خاالص يا احمد دة كلام ناس عاقلة!!
نظر لها باستفسار عن كيفية معرفتها هذا لتشير إليه برأسها إلي تلك الواقفة خلف الجدار تستمع لهم خفية تأخرت حتي أتت حتي لا يشكا أنها تتنصت عليهما ليهتف بضيق
صااابحة
اتت مهرولة إليه و هي متلعثمة فقال هو
هو انا قولت كام مرة تبطلي العادة اللي فيكي دي
الله هو انا عملت حاجة يا أحمد بيه
خاالص اومال ماما عرفت منين اللي حصل بيني و بين فاطمة !
يووة دة انا سمعتكم ڠصب عني و انا بشيل الاكل
ڠصب عنك قولتيلي بقا طيب يا صاابحة قسما بالله إن اتكرر الموضوع دة تااني لا هعمل حساب و لا لعشرة و لا لتربيتك ليا و لا لأي حاجة مفهوم
هتف بها أحمد غاضبا لتربت والدته علي كتفه مهدئة إياه و هي تقول
أهدي بس و احكيلي كل حاجة
مر ساعتين و هي تحاول الاتصال به في بادئ الأمر كان لا يجيب علي الهاتف ثم أخيرا أغلقه 
زفرت بضيق و هي تضع الهاتف بجانبها و تهز قدمها بعصبية واضحة حينما وجدت شقيقتها تركض باكية
نهضت خلفها و هي تهتف
فاطمة يا فاطمة يا بنتي ردي عليا مالك
دخلت خلفها غرفتها لتجدها ټدفن نفسها في الفراش و صوت بكائها المكتوم يملأ أنحاء الغرفة ربتت علي ظهرها و هي تقول
يا بنتي بطلي عياط مالك اية اللي جرا 
سابني يا هنا خلاص سابني
قالتها فاطمة و هي تفتح كفها لتريها دبلته لتتسع عينا هنا بذهول و هي تقول
يا نهار اسود انتوا فسختوا الخطوبة دة الفرح بعد شهر دي ممكن ماما تروح فيها !!
اوعي تقوليلها احنا مش ناقصين 
طيب بس احكيلي اية اللي حصل خلينا نعرف هنتصرف في المصېبة دي ازااى 
صوت عقارب الساعة كان
مسموع لديها الآن إلي حد كبير 
فقد كانت منجرفة في تفكيرها و صورته لا تغيب عن عقلها 
سامحك الله يا فارس فبعد كل تلك السنوات التي جاهدت فيها لأنساك و لم استطع تأتي أنت و تفسد لي كل هذا و كل هذا يحدث و لم اراك بعد فماذا إن رأيتك !!
أخرجها من تفكيرها صوت الفوضي الحاډث في المشفي هرولت متجهة إلي مصدر الصوت لتجد رجل تعدي الستين من عمره غارق في دمائه و جسده الهزيل ممتلئ بالچروح العميقة

هرولت نحو الطاقم الطبي و هي تهتف
دخلوه علي العمليات بسرعة 
منذ ثلاثة عشر عاما 
هبطت من منزلها و سارت بشوارع ألمانيا فرغم أنها ابنة رجل الأعمال المشهور زين سويلم إلا أن نصائح والدها دائما لها هي ان تعتمد علي حالها و ليس علي ثروته و أن تشعر بمعاناة الآخرين فليس لأنها تدرس بألمانيا فهذا يعني أن تتعالي علي الخلق و احاديث كثيرة من هذا القبيل قد حفظتها
و بالتالي فليس كما يتخيل البعض أنها مدللة ابيها التي تمتلك سيارة بسائق خاص بها 
وقفت أمام المحطة الخاص بالحافلات لم تمر دقيقتين حتي استقلت الحافلة و جلست
بعدها بدقائق وجدت رجل يبدو أنه في الثلاثين من عمره طويل البنية عريض المنكبين عيناه
عسليتان
جلس بجانبها ظلت هي تنظر له ليس إعجابا به بل لأنها تشعر أنه عربي مثلها
ترددت كثيرا قبل أن تنطق قائلة
ايوة
قالها و نظر إلي الاوراق التي كانت في يده مرة أخري بعجرفة رفعت حاجبها بدهشة و قالت
آسفة لو ضايقتك بس كان مجرد سؤال !!
تنهد بضيق و قال
مضيقتنيش و لا حاجة بس ممكن بلاش تتكلمي معايا دلوقتي لأني مشغول !
عضت علي شفتها بخجل من إحراجه لها و أدمعت عيناها و نظرت امامها
مرة أخري
عاود ليتابع عمله مرة أخري و قد لاحظ صمتها و لكنه تجاهل وجودها بجانبه 
وقفت الحافلة في المكان الذي من المفترض أن تهبط به
نهضت و تفاجأت أنه نهض معها لكن ليس من شأنها أن تسأله فلا تريد إحراج حالها أكثر من ذلك
سارت
حتي نزلت من الحافلةو بعد فترة من أستكشافها للجامعة دخلت نحو المدرج الخاص بها
لاحظت كثير من الطلاب ذات جنسيات مختلفة
كانت أجتماعية بعادتها بدأت تتعارف عليهم و قد سهل عليها هذا إتقانها للغة الإنجليزية و الألمانية
و لبرهة حل الصمت في القاعة لترفع نظرها و تراه مرة أخري
فغرت فاهها و هي تقول بحالها
يا نهار اسود دة الدكتور !!
بدأ بإلقاء المحاضرة و هي شاردة تماما بعواقب هذا الموقف الذي جمع بينهما بالحافلة إن علم أنها تلميذته
صوت دقاته ليلفت أنتباهها زامن صوت الدقات علي باب مكتبها لتعود مرة أخري إلي واقعها و هي تقول
ادخل
أهلا و الله
نور هانم بنفسها عندنا حصلنا الشرف !!
علي فكرة مش جاية عشانك 
دة أنتي مصممة بقا !!
هتفت بها ليلي و هي ترفع حاجبها بدهشة لتردف نور 
ليلي انا داخلة علي سنة و نص مش بشوفها وحشتني جدا عشان خاطري خليني اشوفها
خرجا معا و استقلا المصعد و صعدا نحو الطابق الثالث و اتجها نحو غرفة يجلس امامها حارس مخصوص بخلاف جميع الغرف
قالت ليلي 
أزيك يا عم صلاح عامل اية 
الحمد لله يا دكتور ليلي بخير
طيب أنا هدخل و مش هطول لأني عايزة أخرج اتكلم معاك
أتفضلي يا دكتور
مدت نور يدها لتفتح الباب الخاص بالغرفة نظرت إلي تلك الحجرة ذات اللون البنفسجي و الرسومات الكارتونية علي جدر هذه الغرفة
التي في زاوية منها تكمن طفلة يبدو أنها لم تتعد الخامسة من عمرها ذات شعر بني قصير و عينين عسليتان
صباح النور يا هند !
قالتها نور و هي تجلس أمامعا بحذر لترفع الطفلة عينيها نحوها و تبتسم
رفعت ليلي حاجبها باندهاش فكم حاولت مع هذه الصغيرة لكي تجعلها حتي تنظر لها و لم تستجب !!
عاملة اية !
اعطت هند الدفتر الذي ترسم به ل نور و هي تنظر ل ليلي بسخط و كأنها الساحرة الشريرة لتهز ليلي رأسها باستغراب و هي تقول موجهة حديثها ل نور 
التفتت نحو تلك الحارس الذي يجلس علي الكرسي مترقب حديثها و قالت
طمني يا عم صلاح هند عاملة اية !
بصراحة يا دكتور ليلي هي مش بترضي تتكلم مع أي حد و لا تشوف
أي حد حتي الأكل لما بندخلهولها ممكن تسيبه زي ما هو باليومين و متقربش منه و متأكلش إلا لما نغصب عليها و ټعيط عياط يقطع القلب
تنهدت ليلي بحزن ليردف صلاح قائلا لها
شوفي يا دكتور أنا هنصحك نصيحة لأني بعتبرك زي بنتي انا معرفش أية صلتك بالبنت دي بس اللي اعرفه
نظرت له ليلي مطولا و هي تفكر بحديثه لتجد باب الغرفة يفتح و تخرج منه نور مبتسمة بشدة و هي تقول
يلا يا ليلي !!
يلا علي فين !
علي مكتبك هتكلم معاكي شوية و همشي عشان عندي مشاوير كتير النهاردة
طيب يلا
دخلت إلي غرفتها پغضب و جلست علي فراشها بوجه محتقن و قالت
عاجبك اللي ماما عملته دة يا هنا !!
يا سلام يعني كل دة عشان قولت نأجل الفرح !!
فاطمة أنتي ممكن تلفي و تدوري علي اي حد إلا انا أنا واثقة تماما أن انتي طلبتي تاجلي الفرح عشان حاجة معينة في دمااغك !!
حاجة حاجة اية يعني !
قالتها فاطمة بتوتر لتنظر لها هنا بنظرة متفحصة و تقول
مش ناوية علي حاجة يا هنا مش هيبقي انتي و ماما عليا ارحموني !!
في هذه اللحظة فتح الباب لتدلف منه والدتهما پغضب و تقول
أنتي أمتي بقي هتبطلي تبقي عديمة الزوق كدة سيبتيني انا و الست و احنا قاعدين و قومتي و معملتيش احترام لحد !!
عشان أنتي هزقتيني بما فيه الكفاية يا ماما و انا مش عيلة صغيرة أعمل اللي انا عيزاه اتجوز بقي او افسخ خطوبتي الموضوع دة يخصني بس !!!
لا لا يا فاطمة الموضوع مايخصكيش لوحدك الفرح هيتعمل في معاده و رجلك فوق رقبتك انا مش هعيشلك طول العمر
اهدي يا ماما
بس علشان متتعبيش !
قالتها هنا محاولة تهدئة والدتها لتردف مرفت 
فهميها أن أحمد جاي بكرة و هي هتقعد معاه و تعتذرله كمان و مفيش خطوبة هتتفسخ و تجهز نفسها خلاص فرحها فاضله أقل من شهر و لو اللي انا بقوله فيه حاجة منه ما أتنفذتش مش هيحصل
طيب
انهت مرفت حديثها و اتجهت للخارج لتجلس فاطمة و هي تدبدب بقدميها و تقول
دي كمان عيزاني أعتذرله يعني يبقي غلطان في حقي و اعتذرله !
ل يا فاطمة بالأمانة انتي اللي غلطانة و مش راضية تعترفي بغلطك هدي اللعب بقي عشان صحة ماما مش مستحمله و بعدين مش انتي بتحبي أحمد !
و الله بحبه
خلاص يبقي اية المشكلة ان الفرح يتعمل في معاده أهدي بقي و متتخانقيش مع ماما تاني و يا ستي لو علي أنك لسة ما تأقلمتيش علي الجواز و المسئولية فأنتي قدامك شهر أعملي فيه اللي انتي عيزاه 
خلاص يا هنا أنتي نازلة و لا اية !!
اه نازلة 
رايحة فيه !
ميخصكيش و يالا بقي عشان متأخرش أكتر من كدة
كان يزرع غرفة مكتبه ذهابا و إيابا ممسكا بهاتفه المحمول ينظر له كل دقيقة حتي رن هاتفه باسم والدته وضعه علي أذنه مباشرة و قال
ها طمنيني يا ماما عملتي اية !!
مش تقولي طيب مساء الخير و لا سلام عليكم 
آسف يا أمي انتي عارفة انا قاعد علي أعصابي بس طمنيني عملتي اية !
لما تيجي علي الغدا هحكيلك
بقي كدة يا ماما بتلوي دراعي عشان آجي اتغدي معاكي علي العموم ماشي ساعة و هكون عندك
ضحكت زهرة و قالت
متتأخرش مستنياك
حاضر سلام
لا
تعلم إذا كان
ما ستفعله صحيح أم لا و لكن يجب عليها أن تصحح له ما رآه بعينه يجب أن يعلم حقيقة الأمر حتي لا يشك أنها نقضت عهدها معه
وقفت بسيارتها أمام بناية فاخرة بحي المعادي 
صعدت نحو شقة بالدور الارضي و وقفت امام بابها و دقت الجرس
مرة تلو الأخري و ليس من مجيب خرجت نحو حارس البناية وقالت
هي مش دي شقة الدكتور يوسف الدالي !!
أه هي دي يا آنسة بس هو مش موجود دلوقتي تحبي أبلغه حاجة لما يجي 
توجهت نحو سيارتها و أمسكت بالهاتف و هي تحاول الاتصال به و لكن كعادته في الآونة الأخيرة لا يجيب عليها !!
زفرت بضيق و هي تلقي الهاتف پعنف علي الكرسي و تسمح لدموعها بالهطول 
كم أشتاقت إليه
نظرت إلي شقيقتها الجالسة أمامها و هي تقطب حاجبيها و تقول بضيق
فطبيعي مش هتتقبل كلام منك و لا انتي و لا الممرضات اللي بيأدوا وظيفتهم بس متنسيش ان دي طفلة يعني 
هزت ليلي راسها بالنفي لتبتسم نور و هي تنهض و تقول
انا مش هتكلم أكتر من كدة انا هسيبك انتي تفكري في الكلام بس مش هطلب منك غير انك تخليني ازورها كل أسبوعين حتي يمكن اكون سبب في ان حالتها تتحسن
ماشي يا نور بس مش محتاجة افكرك ان محدش يعرف حاجة عن زياراتك دي 
متقلقيش أنا لازم امشي دلوقتي عشان اتأخرت
تمام لما آجي بالليل هعرف انتي روحتي فين
طيب يلا سلام
سلام
كان عائدا من العمل و هو منهك تماما لا يعلم لم لا يجيب عليها ليريح حاله و يريحها !!
دخل إلي بنايته ليجد الحارس يقف و هو يلقي التحية عليه و يقول
في واحدة حت سألت علي حضرتك النهاردة يا دكتور يوسف
واحدة !! طيب ما قلتش اسمها اية !
يعني هي قصيرة شوية و شعرها طويل و بني و رفيعة و 
طيب خلاص اتفضل أنت
دلف نحو شقته و ارتمي بجسده علي الأريكة و هو يعلم تماما ان من اتت له هي هنا 
سمع صوت هاتفه يعلن عن استقبال رسالة ليمسك به و يقرأ رسالة محتواها
يوسف انت ممكن تكون شايفني خاېنة و منفذتش وعدي ليك بس انت لازم تفهم قبل ما تحكم عليا عشان انا و الله ماحبتش حد قد ما حبيتك و حياتي عندك رد عليا و افهمني 
تنهد بضيق و كتب
وقفت بسيارتها أمام فيلا مكتوب عليها فيلا الدكتور محسن عدلي 
صفت سيارتها جانبا و وقفت أمام البوابة و
هي تدق جرسها ليخرج الحارس مهرولا و هو ينظر لها غير مصدقا و هو يقول
نور هاانم يا الف نهار ابيض !!
ابتسمت برقة و قالت
اهلا يا عم سمير 
بخير ازيك انتي يا هانم
قالها الحارس بسرور و هو يفتح تلك البوابة الضخمة و يشير بيده لها للداخل لتدلف نور
و هي تقول
هو دكتور محسن مش موجود !
لا مو 
لم يستطع ان يكمل جملته لتخرج سيدة يبدو انها في بداية الثلاثينات من عمرها ذات طول فارع شعر عسلي طويل إلي حد ما
و قالت
في حاجة يا سمير مين دي !
زفر الحارس بضيق و هو يقول بسره
سلام قول من رب رحيم 
دي نور هانم
و تطلع اية نور هانم دي يعني عايزة اية !
رفعت نور حاجبها باستغراب و هي تقول

مين دي يا سمير
أنتي اللي مين ان شاء الله و جاية بيتي لية !
بيتك !
اه بيتي
سمير لو سمحت بلغ دكتور محسن اني مستنياه !!
استني عندك يا سمير قوليلي انتي مين الاول
لا اله الا الله و انتي مالك لو سمحت يا سمير خلصني !!
و انا قولت سمير مش هيروح في حتة الا لما تقوليلي انتي مين !
عايزة تعرفي انا مين انا ست البيت اللي أنتي بتقولي عليه بيتك انا مرات حسام !!
يتبع
عايزة تعرفي انا مين انا ست البيت اللي أنتي بتقولي عليه بيتك انا مرات حسام !
نعم مرات حسام مين انا مراته !!
مرااته !!
قالتها نور پصدمة و قد بدأ طبول قلبها بالدق 
لتسمع صوت بوق سيارة آت من خلفها لتلتفت و تجدها سيارة حسام 
دخل بسيارته إلي الفيلا و أوقفها و خرج منها و هو ينظر نحو نور و سما بقلق فقال باضطراب و توتر
نوور !!
مين دي يا حسام دي بتقول أنها مراتك أنت مش قولتلي انك طلقتها !!
أخذ نفس عميق و من ثم أغمض عينيه لتقول نور بالم باد في صوتها
عمري ما كنت اتخيل ان العلاقة توصل بينا كدة يا حسام في يوم من الأيام !!
نور ممكن تهدي و تفهمي
لا انا اصلا مكنتش جيالك و مش عايزة اتكلم معاك أنا كنت جاية لأنكل محسن يا ريت تخليني أقابله لأن الهانم مراتك مش راضية تدخلني
نظر نحو سما پغضب و قال
مين دي اللي مش راضية تدخلك أنتي ست البيت دة 
اتفضلي يا نور
دلفت نور إلي داخل الفيلا مع زوجها و جلست لتمنع حديثه قبل أن يتكلم بقولها
لو سمحت يا حسام انا جاية لأنكل محسن يا ريت تندهه و تمشي لأنك مهما عملت مش هتكلم معاك علي الأقل دلوقتي يا نور طيب أفهميني 
مش قالتلك انها مش عايزة تتكلم معاك يا حسام دلوقتي سيبها براحتها !!
نظر حسام إلي والده بنظرة رجاء ليردف الآخير
سيبونا لوحدنا دلوقتي 
صعدوا جميعا و اتجه محسن نحو نور و ربت علي كتفها بحنية لټنفجر هي في البكاء قائلة
أتجوز !! للدرجادي هنت عليه اومال بقي فين الحب اللي كان بيحكي عنه !!
متعيطيش يا نور أنا قولتلكم مېت مرة قبل كدة أن البعد بيولد الجفا استحملوا بقا انتم الاتنين مش انتي لوحدك اللي موجوعة هو كمان موجوع زيك !!
موجوع و لما هو موجوع راح اتجوز ليه ها ! مين دي أصلا
دي بنت خالته يا نور
اه و اية سبب جوازهم يعني و بعدين دة مفهمها أنه طلقني !!
طيب أهدي بس كدة عشان افهمك !!
يجري في غابة طويلة عريضة ليس لها حدود و هي تجري أمامه و كأنها تحاول الهروب منه كلما اقترب منها كلما أبتعدت عنه تركض و تركض حتي سقطت في حفرة عميقة لېصرخ هو باسمها
ليلي ليلي
استيقظ فارس من هذا الکابوس الذي يطارده منذ أن ابتعدت ليلي عنه
حبيبي شو بك !
مفيش يا لينا أنتي لسة موجودة لحد دلوقتي ليه !
كنت مشتاقتلك كتير ما قدرت بعد عنك !!
طيب اتفضلي قومي عشان تمشي
ماشي حبيبي
نهضت و هي تختال في سيرها ليشعل هو سېجارة و هو ينفث دخانها پغضب
أمسك بهاتفه و قام بعمل اتصال و وضعه علي أذنه ينتظر الإجابة بعد مرور دقيقة أتي إليه صوت أنثوي نائم قائلا
ألو
صباح الخير يا نور أسف لو ازعجتك
مين حضرتك !
أنا فارس طليق ليلي
فاارس !!!
في تمام التاسعة صباحا كانت تقف أمام البناية الذي يقطن بها عازمة علي إنهاء هذة المهزلة
فإما أن يعودا لبعضهما و إما الوداع !!
وقفت امام باب منزله و هي تدق الجرس مرات متتالية و
قالت بصوت عال لأنها تعلم انه بالداخل و لا يريد أن يفتح الباب لها
يوسف افتح يا يوسف متهربش زي العيال الصغيرة افتح عشان خاطري و افهم مني و لو معجبكش كلامي ارميني برة عشان خاطري يا يوسف
بدأ صوتها يتخلله الدموع و هو خلف الباب لا يعلم أيستمر بتعذبيها ام ينهي كل هذا و يسمع مبرراتها !!!
و أخيرا فتح الباب ليراها أمامه بهيئتها الباكيه حاول ان يتماسك و هو يقول
اتفضلي اغسلي وشك و بطلي عياط
ابتسمت من بين دموعها و دلفت و هي تقول
فين الحمام
أشار لها بيده و هو يقول
في آخر الطرقة علي أيدك الشمال
دلف هو إلي المطبخ و هو يعد قهوته
الصباحية لتخرج هي بتوتر و تقف بجانبة قائلة
هعملهالك انا
لا انا هعملها
مدت كفها لتأخذ منه الملعقة و هو ينظر لها متعجب لتقل هي
اقعد و انا هعمل القعوة و هجيبهالك عشان نعرف نتكلم مع بعض
لم يتحدث كثيرا و فعل مثلما قالت و اتجه ليجلس علي الاريكة المقابلة للمطبخ و هو يشاهدها أشتاق إليها كثيرا
انهت القهوة و اتجهت إليه و هي تحملها و جلست بجانبه
قال هو
اتفضلي احكي يا هنا سمعيني الأسباب اللي تخليكي تبقي مع راجل تاني غيري !!
انا مخنتكش يا يوسف
قالتهلينظر لها بقسۏة قائلا
اومال كنتي بتعملي اية لما الاقيكي مع راجل غيري دة معناه اية ها !!
شغل
هههه شغل هي دي طريقة جديدة في الشغل يا هنا هانم و لا اية !
افهمني يا يوسف أنا شركتي كانت داخلة مناقصة لصالح وزارة العدل و شركته كانت داخله منافسة مع شركتي و 
نظر نحوها پصدمة و قال و هو يحثها علي استئناف حديثها
كملي
و اضطريت أني أعرض عليه فلوس و اتصاحب عليه كام يوم علشان يجيبلي المعلومات اللي في الملف اللي هتقدمه شركتهم عشان أكسب المناقصة
هز رأسه محاولا أن يستوعب ما تقوله و قال
أنتي أكيد بتقولي أي كلام و خلاص عشان اسامحك الكلام دة مش صح !!
أنتي لا يمكن تكوني هنا اللي أعرفها اية اللي جرالك اتحولتي من ملاك لشيطان !!!
عشان سبتني لوحدي وسط وحوش ميعرفوش الرحمة متعرفش اية اللي حصلي و لا الايام السودة اللي شوفتها في حياتي كانت عاملة ازااى
هتفت هنا باڼهيار من وسط دموعها لينهض يوسف و هو يقول بصوت مثل زئير الأسد
مش مبرر مبرراتك كلها واهية يا هنا 
طيب عشان خاطري تسامحني و الله يا يوسف مش هعمل كدة تاني بس سامحني و أنا مستعدة أسيب شغلي لو عايز بس و الله انا ما خنتكش انت مكنتش بتغيب عن بالي و لا لحظة كنت مستنية و بعد الدقايق عشان ترجعلي أنت اللي مشيت و قطعت اخبارك عني
!!
نظر لها و هي ترتجف و تبكي بشدة 
يعلم حجم الخطأ الذي ارتكبته و يعلم أيضا أنها وصلت لمرحلة سيئة و تملك منها الجشع و الطمع
و لكن لا مفر من حبها يحبها و سيظل يحبها فعليه تحمل عواقب ذلك و عليه مساعدتها لتخطي تلك المرحلة
لا تعلم إن كان قرارها بمقابلته صحيحة أم لا و لا تعلم أيضا لم طلب مقابلتها سريعا و بدون إخبار ليلي فكرت أنه يسعي ليرد ليلي إليه مرة أخري فإذا كان ماتفكر به صحيح فستفعل أي شيء في سبيل إسعاد شقيقتها
نظرت إلي ساعة يدها لتري الوقت فقد تأخر كثيرا زفرت بملل لترفع عينيها و تراه يقف أمامها ابتسمت بصدق و قالت
اهلا يا فارس
أهلا بيكي يا نور أزيك عاملة اية 
قالها فارس و هو يجلس علي الكرسي المقابل لها لترد نور قائلة
تمام طول عمري اعرف أن مواعيدك مظبوطة بس اللي أنا شيفاه غير كدة من الواضح أن أنت حصلك تغيير جامد عن زماان !!
اللي ليلي عملته غيرني ٣٦٠ درجة أكيد أنتي فاهمة !
نظرت إليه بندم علي ما فعلته شقيقتها و قالت
فاهمة بس كماان فيه حاجة انت لازم تفهمها كويس الظروف اللي ليلي اتعرضتلها مفيش واحدة تقدر تستحملها صدقني هي استحملت كتير
مفيش داعي نفتح في القديم يا نور خلاص ليلي اختارت حياتها و أنا كمان هعيش حياتي زي ما هي ما عاشت حياتها أنا كنت جايلك
عشان موضوع تاني خاالص
اية هو !
بنتي !!
استيقظت باكرا علي صوت والدتها و هي تقوم بفتح ستائر الشرفة و تقول
يلا يا فاطمة أحمد علي وصول يلا علشان تلحقي تجهزي لأن يومك النهاردة طويل !!
شوية يا ماما بس بليز
يلا مفيش وقت قومي
قالتها مرفت و هي ترفع الغطاء عنها لتتأفأف فاطمة و هي تنهض بتكاسل و تقول
يعني يا ماما كان لازم تديه معاد بدري كدة حراام و الله !!
بتقولي حاجة يا فااطمة 
لايا ماما بقول هدخل آخد شاور بسرعة قبل ما أحمد يجي
مرت أقل من ساعة استعدت فاطمة فيها لمقابلة أحمد حيث كانت تقف أمام المرآة لتضع آخر لمساتها من مستحضرات التجميل حينما سمعت صوت بوق سيارته أنتفضت من مكانها و هي تهرول خارج غرفتها
لتراها والدتها و تهتف قائلة
فاطمة انتي يا بنت انتي رايحة فين !!
لم تستمع إلي نداءات والدتها المتتالية و هرولت إلي الخارج لتفتح باب القصر لتصطدم به و هو يحمل باقة من الزهور و صندوق مغلف بطريقة تجذب الناظر إليه نظرت له ثم إلي يده التي تحمل هذه الأشياء ثم عاودت النظر إليه مرة أخري و بدون مقدمات تعلقت برقبته ابتسم هو و دق قلبه فرحا و همس لها قائلا
أمك واقفة وراكي يا مچنونة !!!
ابتعدت عنه ما إن سمعت هذه الجملة و يبدو أنها نست كل شيء بمجرد ان سمعت بوق سيارته ابتلعت ريقها بخجل و قد احمرت وجنتيها لتقول والدتها
اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكيش و أنتي بتقولي سيبيني انام شوية يا ماما !
ضحك أحمد لتردف مرفت 
أتفضل يا حبيبي اية هتفضلي سايبة خطيبك واقف علي الباب كدة !!
دخلوا جميعا لتجلس والدتها و تبدأ التحدث مع أحمد و هي تقول
طلعي الحاجات اللي في أيديكي دي أوضتك و كملي لبس عشان تنزلوا يلا
بتوزعيني يا ماما علي العموم ماشي !
صعدت فاطمة نحو غرفتها و وضعت باقة الزهور جانبا و أمسكت بهذا الصندق متوسط الحجم و فتحته ارتفع جانب بسخرية و تعجب حينما وجدت عدد هائل من كرات الفلين الصغيرة تملأ الصندوق 
فكرت قليلا و مدت يدها داخل الصندوق لتلمس يدها شيء صلب أمسكته و قامت بإخراجه لتجده صندوق لهاتف محمول جديد ابتسمت بفرح و مدت يديها مرة أخري لتخرج هدايا كثيرة اخري كمستحضرات التجميل و أنواع الشيكولاتة التي تحبها
صفقت بيديها مثل الاطفال لتدخل عليها هنا و قد ارتسم الفرح علي معالم وجهها هي الأخري لتتجه نحوها فاطمة 

بيحبني يا هنا و الله بيحبني 
فيه اية يا مچنونة انتي مين دة اللي بيحبك !!
مين غيره يعني يا هنا أحمد !!
جلست هنا واضعة ساق فوق الاخري و رفعت حاجبها بدهشة و قالت
و انتي كنتي متخيلة أن هو مش بيحبك يا فاطمة يعني كل اللي عمله معاكي قبل كدة دة مدكيش إحساس أنه بيحبك عارفة يا فاطمة أنا ساعات بحس أنك أنانية !!
أما في الدور السفلي في هذه الفيلا كانت مرفت جالسة أمام أحمد و هي تقول
بص يا أحمد أنا مش محتاجة اقولك أنك زي ابني بس أنا هوصيك وصية و مهما حصل انت لازم تنفذها
طبعا أتفضلي يا طنط !
مبدأيا كدة فاطمة أنتم ان شاء الله كتب كتابكم بعد اسبوع و لحد كتب الكتاب أنا عايزاك تستحمل أي حاجة منها بعد الجواز هي هتبقي مراتك و تقدر تحكم
عليها و أنا واثقة من حبك ليها و أنك لا يمكن تأذيها فاطمة بنتي أنانية فاكرة ان الحياة اتخلقت عشان تتسخر ليها و أنا عايزاك انت تعالج الموضوع دة عندها
ازاي يعني !
قلل دلعك ليها دة شوية متحسسهاش أنك مضمون في أي وقت ممكن تلاقيك هي لازم تحس بنعمة وجودك جنبها و بعد مۏتي استحملها هي مش هيبقي ليها غيرك يا احمد 
بعد الشړ عن حضرتك يا طنط !!
دي اول حاجة ثانيا بقي ليلي و هنا و نور اعتبرهم زي اخواتك اقف جنبهم هما ملهمش حد في الدنيا دي أنت ابن حلال و عشان كدة انا مأمناك علي بناتي اقف جنبهم في اي محڼة يا احمد حتي لو أنت و فاطمة
ملكمش نصيب في بعض
ربنا يديكي طولة العمر يا طنط و ان شاء الله تشوفي ولادي أنا و فاطمة !!
ان شاء الله يا حبيبي بس محدش ضامن عمره و الناس بقت وحشة و دول بنات لوحدهم من غير حد في ضهرهم 
أوعدني يا احمد انك هتنفذ كلامي تحت اي ظرف من الظروف
اوعدك يا طنط !!!
كانت تسير ما بين طرقات المشفي و هي تطمئن علي المړضي الشيء الوحيد الذي ينسيها هم العالم هو عملها الذي تعشقه و بشدة
تفاجأت بممرضة امامها تأتي مهرولة و هي تقول
دكتور ليلي يا دكتور ليلي !!
التفتت لها و قالت
نعم يا فاتن
في واحد مستني حضرتك فوق في مكتبك
واحد مين اسمه ايه يعني !!
بيقول انه شريك حضرتك الجديد في المستشفي
اخيرا شرف طيب اتفضلي انتي يا فاتن
صعدت ليلي نحو مكتبها و دلفت لتجد السكرتير الخاص بها بمفرده و ليس معه احد لتقول
هو كان فيه حد عايز يقابلني يا مراد !!
أه دة في مكتب حضرتك
مكتب حضرتي!! دة مين اللي اداه الأذن يدخل ان شاء الله !
يا دكتور هو قالي أنه الشريك الجديد في المستشفي و أنا مقدرتش امنعه انه يدخل مكتب حضرتك !!
تركته ليلي و اتجهت نحو غرفة مكتبها و فتحت الباب لتصطدم انفها بتلك الرائحة الرجوليه التي تعرفها جيدا توقف نبض قلبها لثواني
نظرت أمامها لتجد رجل يعطي لها ظهره طويل القامة شعره متوسط الطول ناعم الخصلات 
ارتعشت و حاولت ان تقنع حالها ان الماثل أمامها ليس فارس 
و لكن صوته هدم كل آمالها حينما قال و هو مازال موليا ظهره لها
هتفضلي واقفة عندك كدة كتير يا دكتور ليلي و لا اية ادخلي دة حتي مكتبك !!
نظرت له پصدمة حينما أستدار اتسعت عيناها و هي تنظر إلي ذلك التغير الواضح علي ملامحه حتي معظم خصلات شعره تحولت إلي اللون الابيض
تقدم منها و هو يسير ببطئ و كل خطوة يخطوها كأنها علي اوتار قلبها اصبح أمامها مباشرة نظر في تلك الاعين البندقية اللتان كانتا تأسرانه بشكل غير طبيعي و لم يقول كانتا فمازال تأثيرهما واضح عليه حتي الآن !!!
تنهد بعمق و قال بهمس
وحشتيني !!
رمشت عدة مرات غير مصدقة أنه واقف أمامها الآن نظرت له و هي تدقق في ملامحه تشعر بتغير كبير اجتاحه إنه ليس فارس الذي تعرفه
شخص آخر ربما يمتلك نفس ملامحه !! لكنه ليس هو ليست نفس نظراته الحنونة التي تحتويها
أفاقت من دوامة التفكير التي أطاحت بها و هي تقول
أنت اية اللي جابك هنا يا فارس !!
وضع يده بجيبا بنطاله و قال بغموض
تفتكري أنتي اية اللي ممكن يكون جابني أكيد أنا مش راجع عشانك مثلا يا ليلي !!
طيب من غير لف و دوران بقي جاي هنا ليه !!
ضحك هو بصوت صادح و قال و هو يتجه ليجلس علي كرسي مكتبها و حالة من الصدمة تتملك من ليلي 
هما ما عرفوكيش أن انا الشريك الجديد اللي معاكي في المستشفي !!
أعلم أن الله دائما ما يخبئ لنا الامور الصالحة و لا أستطيع أن أنكر النعم التي يغدقها علينا 
لكن في مثل هذه الظروف التي نمر بها لا اري إلا ان الوضع يصير أسوأ فأسوأ
لا أستطيع ان أدرك هل هذا اختبار من الله أم عقاپ منه علي شيء لا أعلمه !!
طوال تلك السنوات السابقة حاولت أن أقنع حالي أن الوضع سيتطور أننا سنجتاز كل هذه المحڼ لكن عقلي توقف مع كل هذه الوعود التي اعطيها له و لا تتحقق !!
حاولت ايضا ان اعرف إن كان الخطأ مني أم لا و لكني لم أري نفسي مخطئة يوما ما
فيا تري من المخطئ و من المتسبب في كل هذا !
تركت نور القلم من يدها و تنهدت و هي تفكر في حديث فارس معها
صوت طرقات الباب علي غرفتها أيقظها لترد هي قائلة
أدخل
دلفت الخادمة و هي تقول
مرفت هانم عايزاكي في أوضتها يا نور هانم
طيب يا سمر روحي دلوقتي
نهضت نور و توجهت نحو غرفة والدتها و دقت باب الغرفة لتسمع
الأذن بالدخول
دلفت لتجد والدتها جالسة علي الفراش الخاص بها اقتربت منها و قبلت يديها لتمسد
والدتها علي شعرها و هي تقول
مالك يا نور حساكي مخبية حاجة عني 
تنهدت
بعمق و كأن هناك جبل من الهموم ملقي علي عاتقها و قالت بحزن دفين
حسام أتجوز يا ماما !
نظرت لها والدتها و هزت رأسها بعد رضا عن الوضع الذي وصلت إليه ابنتها لتقول
و مفهمتيش اية اللي خلاه يعمل كدة يا نور
انا مش عايزة افهم منه حاجة أنا للي عايزاه دلوقتي اني اطلق منه
مينفعش الكلام دة انا طول عمري بقول عليكي اعقل واحدة في اخواتك فكري بعقلك و حاولي ترجعي جوزك ليكي قبل ما يروح منك يا نور !!
و هو ما رحش مني يا ماما خلاص حسام مبقاش بتاعي !!
يا حبيبتي انتي بس عشان زعلانة فبتقولي كدة متفكريش بقلبك يا نور فكري بعقلك
يعني أعمل اية يعني اروح اقله و النبي ارجعلي احسن ھموت من غيرك يا ماما و لا اعمل اية !!
لا طبعا مش قصدي كدة انتي بس خدي وقتك عشان تهدي و بعدين نشوف هنعمل اية فالموضوع دة !! المهم انا كنت عايزاكي في موضوع مهم
خير يا ماما !
نظرت مرفت بجانبها و مدت يدها نحو مصحف موضوع علي منضدة بجانبها و أمسكته و وضعته امام نور و قالت
قبل ما اقول اي حاجة احلفي علي المصحف دة انك هتنفذي كل اللي هقولك عليه و محدش هيعرف الكلام اللي بينا دة !!
لماذا عاد ! أيعقل أن يتحول الحب إلي كره و اڼتقام هذا ما تراه في نظرات عيونه القاسېة و قسمات وجهه التي تصدر تعبيرات مخيفة !!
نعم يعقل فما فعلته به ليس بقليل ما فعلته به قادر علي ترك چرح دامي ذات أثر و مفعول طويل في قلب اي رجل و إنه ليس اي رجل بل راجل عاشق 
استندت بكفيها علي المكتب الذي يترأسه و هي تقول پصدمه
أية اللي انت بتقوله دة يا فارس !! شريكي ازااى يعني 
هو إية اللي شريكك إزااي دي مفيهاش إزاي الفلوس بتعمل أي حاجة يا ليلو و خصوصا بقا ان محمود طلع بيحب الفلوس و وافق انه يخدعك
قالها فارس و هو ينهض من علي كرسي مكتبها ليسير حتي يتقدم منها و هي ثابتة فأصبح الفاصل بينهما خطوة واحدة فقط
و يا ليته بالفعل الفاصل بينهما خطوة واحدة بل الفاصل بينهما بحور من النيران المتوهجة لا شيء يستطيع عبورها و لا حتي إخمادها !!
هزت رأسها غير مصدقة رفعت يديها تضغط علي رأسها بقوة و هي تجبر عقلها علي إستيعاب تلك المصېبة التي ترمي علي عاتقها فوق جبل من الهموم
و كلما ازداد هذا الجبل قوة كلما ازدادت الارض الحاملة له تصدعا !!
انت بتعمل كدة ليه يا فارس احنا اللي بينا انتهي لو في بينا حاجة حلوة متضيعهاش انت باللي ناوي تعمله !
هتفت بها ليلي بنبرة يشوبها شيء من الرجاء لا يدل علي ضعفها بل يدل علي رغبتها في احتفاظها بذكرياتهما معا
ليلوي هو جانب شفتيه بسخرية و هو يقول
أي حاجة كانت حلوة بينا أنتهت يا ليلي بمجرد ما عملتي اللي عملتيه !!
ازداد خۏفها و أيضا تيقنها مما هو مقبل علي فعله فالقسۏة التي تتسل من بين كلماته تنذر بعاصفة لا يستطيع إيقافها سوي الخالق !!!
طيب ممكن افهم انت ناوي علي أية دلوقتي !
عادي انا بقيت شريكك في المستشفي يعني هدير معاكي المستشفي زي ما محمود ما كان بيعمل
ثم هبط لمستواها و اردف بلهجة خاصة بهما فقط
و متنسيش ان أنا استاذك برضو
انا مش مصدقاك انت لا يمكن تكون فارس اللي انا اعرفه انت مجرد مسخ شايل جسمه بس روحه ضاعت يا خساره يا فارس!!!
لمعه عيناه بضعف سرعان ما محي اي اثر له و قال بجدية
أظن بقا كفاية كلام عن الماضي لحد كدة يا دكتور و نبدأ شغل و عايزة اقولك علي حاجة مهمة انا هنا شريكك و بس يعني مفيش مجال لأي علاقات اجتماعية يا دكتور فهماني طبعا!
ظلت متسمرة في محلها فزفر هو بضيق و اردف
يا ريت بقا
تفوقي من الصدمة اللي انتي فيها دي و تتفضلي معايا دلوقتي
عشان توريني
مكتبي 
ماشي يا فارس
قالتها بصوت متحشرج ليلتفت هو لها بعد أن كان علي وشك المغادرة و هي تسير خلفه ليصطدم بها فيلطقتها و هي علي وشك السقوط 
نظرة قاسېة يد حديدية لا تحمل أي لين قسمات وجه مخيفة
لا يدل هذا علي اي عاطفة حب يكنها لها!!
قال بصوت كفحيح الافعي
اسمي دكتور فارس 
هزت رأسها بړعب 
ليلي سويلم التي لا تخشي احد و يخشاها الجميع تخشي أقرب شخص إلي قلبها تخشي فارسها!!!

يا له من زمن غادر فمن يصدق ان قصة حبهما الخرافية تتحول الي كره و خوف!
كانت
تظن أنها تملك زمام الأمور جيدا حتي ظهر هو و عبث بقلبها فانفلتت منها الأمور مجددا
خرجا معا و توجهت ليلي نحو احد العمال قائلة
عم سلامة معلش عيزاك تجهزلي اوضة المكتب اللي في الدور الرابع
كاد ذلك العامل أن يتحدث فقاطعه فارس بلهجة صارمة أخافته قائلا
لا انا عايز اوضة مكتب اللي كانت بتاعة محمود اللي جنب مكتبك 
نفس عميق يدان مرتعشتان قلب متمرد يكاد يغادر تلك الأضلاع 
فيبدو انه علي علم تماما بكل خطوة يخطوها فقد علم أن هذه الغرفة التي يطالب بها مطلة علي مكتبها
بمعني أن بها باب داخلي يؤدي لمكتبها
لم ترد مجادلته فهي تعلم جيدا أن أي نقاش بينهما سيستحوذ هو عليه نتيجة لاطلاعه علي عقلها و امتلاك قلبها!
طيب يا عم سلامة جهز المكتب اللي الدكتور قالك عليه
ثم توجهت إلي السكرتير الخاص بها و قالت بنبرة جاهدت لتخرج بذلك الثبات
انا عايزة اجتماع عاجل يا مراد
ثم التفتت إلي فارس و قالت
اتفضل في مكتبي يا دكتور لحد الاجتماع ما يجهز
كانت عيناها زائغة و الصدمة استحوذت عليها و هي تتذكر حديثها مع الطبيب
منذ أقل من ساعة 
إلي جانب مرضها بالقلب الذي يتآكلها يوما تلو الآخر كانت قد بدأت أعراض أخري تظهر عليها فمهما زاد قسطها من الراحة دائما ما تشعر بالتعب الشديد ټنزف بسهولة تظهر كدمات في مناطق مختلفة في بدنها دون أن تتعرض لاي كدمة!!
كان لا بد من معرفة نهاية لذاك التعب
فتوجهت إلي المشفي و قام الطبيب بعمل فحوصات كثيرة و قد بدأ القلق يتسلل إلي قلبها
و بعدها بأيام معدودة ذهبت مرة أخري لتعرف نتيجة تلك الفحوصات
ها طمني يا دكتور!
بلل الطبيب شفتاه و قال بتلعثم
انا مش هقدر اخبي عليكي يا مرفت هانم 
نظرت له بتوجس فخفض هو الآخر بصره فبماذا يخبرها !
أخبرها أن مرضها يزداد!
ام يخبرها أن أيامها أصبحت معدودة في هذه الحياه!!
اكمل حديثه بتوتر باد
حضرتك مريضة باللوكيميا سړطان ډم!!
شهقة لا إرادية صدرت منها و هي تضع يدها علي شفتيها ليردف هو متخلصا من ذاك العبء
و آسف إني اقول لحضرتك كدة بس المړض في حالة متأخرة و كمان مع مرض حضرتك بالقلب العلاج أصبح شبه مستحيل!!
دمعة حارة سقطت منها وشعور لا يوصف و هي تنهض تاركة الطبيب متجاهلة لندائاته
مرفت هانم يا مرفت هانم!!
إذا كان عمري سينتهي قريبا فلا بد من فعل أشياء كثيرة جدا ففتياتي أهم من أي شيء آخر!!
عودة للواقع 
كانت داخل سيارتها حينما انتبهت لحديث سائقها الخاص الذي يقول متعجبا من تلك الحالة التي انتابتها
هنطلع علي فين يا مرفت هانم!
اطلع علي العنوان اللي هقولك عليه دة يا سيد
فهد بيه دكتور ليلي اتصلت و قالت إن معادها مع حضرتك هيبقي النهاردة الساعة 5 في المستشفي
ابتسامة حالمة ظهرت علي وجهه و هو يرفع راسه من الأوراق المنكب عليها و يقول
طيب اتفضل انتي يا مني 
لمحة حزن ظهرت علي وجه تلك المسكينة ما إن رأته يبتسم و هو يسمع اسم ليلي 
يبدو أنه اسم يؤرق العديد فقد امتلكت قلبه منذ الوهلة الأولي أصبح يتمني أن يقضي بقية حياته بجانبها
و كأنها تمتلك العصا السحرية التي وجهتها نحوه لتسرق قلبه
و رسمت دوائر محاطة بطلاسم سحرية تمنعه من رؤية احد غيرها يا لها من ماكرة !!
آية يا مني هتفضلي واقفة مكانك و لا إية!
ها لا انا خارجة اهو يا فهد بيه!!
قالتها بتلعثم و هي
تخرج مهرولة فقد جرفها تيار تفكيرها بعيدا عن الواقع بكثير 
إلي أعماق الخيال الغريقة!!
إذا باتت أحلامنا محققة جميعها دون عائق فلا قيمة للحياة!!
يقسم انه لا يريد من هذه الحياة سوي رؤيتها سعيدة حتى لو كان سيدفع سعادته هو ثمنا
لذلك 
اقترب منها و قد اخفض رأسه لتصبح في مستواها و قال 
إية رأيك!
أمم بص هو في حاجات حلوة بس في حاجات بردو مش قد كدة!!
تنهد بعمق و الابتسامة مرتسمة علي وجهه فقد توقع هذا الرد فهذه فاطمة لا يمكن أن يعجبها اي شيء بسهولة حتي لو كانت لوحة عالمية للفنان الرائع بيكاسو
أدارها إليه و هو يقول بهدوء أعتادته منه
طيب يا حبي قوليلي إية اللي مش عاجبك و انا هغيرهولك علي طول الشقة دي مملكتك اعملي فيها اللي انتي عايزاه!!
ابتسمت و قائلة بدلال
بص الدولاب دة لونه غامق اووي انا مش عيزاه
رفع حاجبه و مازال محتفظ بتلك الابتسامة فهو يعلم جيدا أن هذا الدولاب من اختيارها
و لكنه اعتاد عليها فهي تشبه موج البحر في تقلباته إذا كان هادئا لفترة فلا يدل هذا الهدوء علي دوام حاله فغالبا ما يكون هدوء ما قبل العاصفة!!!
و ايه كمان يا طمطم!
أمم حاليا مفيش حاجة في دماغي لكن لما افتكر هبقي اقولك!
تعالت ضحكاته و هو يشير لها قائلا
طيب يلا بقا عشان نروح نتغدي في أي حتة لأني واقع من الجوع
بعد انتهائهما من تناول الطعام نظر هو لها قائلا
فاطمة!!
تركت هي هاتفها و هي تنظر له باستفهام فقال هو بعدم رضا
يا
حبيبتي احنا دلوقتي قاعدين مع بعض سيبي الموبايل و اتكلم معايا زي ما بتكلم معاكي!!
اووف يا بيبي منا مركزة معاك اهو بس بشوف الفستان!!
فستان إية مش قولتي إنك هتجيبيه من باريس!
ايوة ما الاتيليه مصورهولي بعد ما ادتهم المقاسات بص اي رايك!
جحظت عيناه و قبض علي كفه حتي لا يزمجر فتخاف هي و قال
آية دة يا فاطمة!
اية يا احمد معجبكش!! دة من اكتر ال designs اللي اتباعت!!
لا طبعا معجبنيش دة مبين إكتر ماهو مغطي يعني ضهرك كله باين و رجلك كلها و اية دة!
طيب اهدي بس يا حبيبي هشوف واحد غيره بس يا خسارة دة كان عاجبني!
قالتها متصنعة الحزن فزفر هو مفرغا الڠضب المعتمل داخله قائلا
علي فكرة مقولتليش ما تشتريهوش!
بجد يا احمد!
تهللت أساريرها فاردف هو هادما تلك الفرحة
بس هتقعدي بيه في البيت يا حبيبتي!!
زمت و صمتت فقال هو
المهم خلينا نتكلم في المهم 
هو في حاجة أهم من فستان الفرح يا احمد!
أه يا فاطمة في الأهم انا عايز ارسي علي بر!!
انت بقالك فترة بتتكلم بالألغاز علي فكرة وضح كلامك!!
بتحبيني يا فاطمة!!
إجابة انتظرها هو علي أحر من الجمر يعلم أنه من السهل أن تقولها له لكن شيء داخله يريد سؤالها!!
فهي لا تفعل شيء قط يشعره بحبها له بينما هو يقدم العديد من التضحيات في سبيل سعادتها
نعم سيدي إنها مقارنة فاشلة إذا ما قورن حبه لها بحبها له!!
اما هي فنظرت له و انعقد لسانها قالتها له العديد من المرات فلما لا تستطيع قولها الآن!
تشعر أنه اختبار صدق لنواياها و يا للأسف سترسب فيه!!
يااه هي صعبه للدرجادي يا فاطمة!
اهتزت بتوتر أما هو فهز رأسه و قد أتضح له ما أراد 
ليس دائما ما تريد معرفته يجعلك سعيدا فربما أخفاه الله عليك لأن معرفته لا تسعدك!!
أحمد لو سمحت متضغطش عليا اكتر من كدة!!
وكقنبلة موقوتة علي وشك الانفجار قال هو
انا بضغط عليكي يا فاطمة اومال أنتي بتعملي إية فيا لما انتي مبتحبنيش مكملة معايا ليه لو مڠصوبة قوليلي و انا هخلص الموضوع لكن اللي انتي بتعمله فيا دة حرام و الله!!
كفاية عشان خاطري كفاية!!
قالتها فاطمة و قد سقطت دمعة حارة علي وجنتيها ربما تأثرا بحديثه او ربما ندما علي ما هي مقدمةعلي فعله!!
هبطت من السيارة بمساعدة السائق و قالت
استناني هنا انت يا سيد
تمام يا مرفت هانم!!
أتجهت بخطي ضعيفة هزيلة قضي عليها المړض إلي بوابة هذه
الفيلا و دقت الجرس الخارجي
اتي الحارس مهرولا و هو يقول
مرفت هانم اتفضلي
فتح لها البوابة و دلفت هي قائلة
ازيك يا سمير!!
تمام الحمد لله يا هانم
قول لدكتور محسن أني عايزة أقابله
طيب اتفضلي يا هانم!
لم تنتظر كثيرا حتي وجدته يهبط من علي الدرج بخطي واهنة ابتسمت و هو يلقي التحيه عليها فبادلته قائلة
يعني عشان في شوية مشاكل بين الولاد يا محسن نقعد سنة منشوفش بعض عيب عليك و الله!!
ضحك هو و هو يجلس أمامها قائلا
أحنا منقدرش
علي زعلك يا أم نور عاملة إية!
ابتسامة باهتة صدرت منها و أطرقت قائلة بحزن
مش كويسة يا محسن انا عندي لوكيميا!!
نظر لها غير مصدقا لما قالت فاردفت هي
مش وقت صدمة و لا حزن يا محسن احنا مش هنعيش اكتر من اللي عشناه الولاد هما اللي أهم دلوقتي نور ملهاش حد غير حسام لازم يرجعوا يا محسن!!
هيرجعوا لازم يرجعوا هما بيحبوا بعض انا واثق من كدة
كانت تتذكر ما حدث يوم فراقهم شردت في تلك اللحظة التي قلبت حياتها رأسا علي عقب
منذ خمسة عشر عاما 
أغمض عينيه پألم و هو يضغط علي كفيها و قال بعيون دامعة
صدقيني يا هنا لو لينا نصيب في بعض الدنيا هتجمعنا تاني
صړخت فيه و هي تحاول السيطرة علي شهقاتها
و ليه نبعد ليه!
أشاح بوجهه بعيدا عنها فهو لا يقوي علي وضع عيناه في عينيها و قال
مش بإيدي يا هنا و الله مش بإيدي!!
أومال بإيد مين يا يوسف فهمني بإيد مين احنا فرحنا بعد اسبوع حرام عليك!!
هتفت بها هنا و هي ټنهار جالسة أرضا ليهبط لمستواها فتكمل هي قائلة
احنا مالنا بفارس و ليلي هما انفصلوا هما حريين!!
بس أنا مقدرش اسيب فارس يا هنا!!!
نظرت له پصدمة حقيقية و قالت و هي في مزيج بين الضحك و الدموع
بس تقدر تسيبني أنا صح صح!!
ازداد صړاخها و بكائها و هي تضربه علي صدره فاحتضنها بقوة لتهدأ تشنجاتها فيهمس هو لها قبل أن ينهض من محله تاركا إياها كقشة تتقازفها الأمواج العالية
سامحيني أنا آسف يا هنا!!
غادر!!! لقد غادر صړخت هي باڼهيار و كأنها صړخة من أعماق قلبها تركت چرح لازال أثره كامن بقلبها!!
عودة إلي الواقع 
أفاقت من تلك الذكريات الأليمة و الذي لازال أثرها قابع في قلبها و قائلا
القهوة فارت يا حبي!!
معلش يا يوسف أنا سرحت آسفة!!
ضيق عينيه يحاول أن يستشف ما بها و قال
و لا يهمك يا حبيبتي تعالي نقعد نتكلم و بعدين نعمل قهوة
كمان شوية
سارا معا إلي البهو ليجلسها و يجلس أمامها قائلا
ممكن أسألك سؤال يا هنا!
نظرت له باستفهام فأكمل هو مبللا شفتيه قائلا بتوتر
أنتي مسامحاني!
تشنجت ملامحها و قد
فهمت مقصده نظرت له لبرهة ثم اخفضت عيناها أتكذب عليه!!
فهو الشخص الوحيد الذي مهما صار لا تستطيع أن تخفي شيء عليه!
لا مفر من الحقيقة 
مقولة لو أدركها البشر لما كانت حياتهم علي ما هي عليه الآن!!
لا يا يوسف مقدرش اكدب عليك و انت عارف كدة كويس حاولت اسامحك كتير صدقني بس معرفتش كل ما افتكر ان احنا كان فضلنا اسبوع و نتجوز و انت مشيت و سبتني عشان فارس معرفش اسامحك!!

و قال و نظرة الرجاء تلمع بعيناه
هنا انا عارف ان انتي عندك حق في كل كلمة قولتها و عارف اني استاهل اي حاجة بس انا مش هكدب عليكي فارس مش صاحبي و بس فارس اكتر من اخويا انا و هو متربين مع بعض من و احنا صغيرين عشان كدة مكنتش أقدر أسيبه لاني عارف اني لو كنت سيبته مكنش هيسامحني لكن انا بردو عارف اني مهما اعمل لما ارجعلك هتسامحيني و بعدين خلينا نبدأ حياة جديدة يا هنا زي مانا سامحتك علي اللي حصل سامحيني انتي كمان علي اللي انا عملته!!
أخذت نفس عميق و قالت
ماشي يا يوسف هسامحك بس انت كمان توعدني أنك المرادي مهما يحصل مش هتسيبني!!
ابتسم لتظهر هاتان الغمازتين اللتان يؤرقونها و قال
لا اطمني المرادي اصلا مفيش سفر خالص فارس ناوي يستقر هنا!!
نظرت له بحنق و قالت
شوف بردو هيقولي فارس!!
صدحت ضحكاته الرجولية و قال
خلاص يا ستي آسفين هو فارس دة ضرتك و انا معرفش!!
قولي بس اشمعنا فارس راجع دلوقتي مظنش أن في حاجة باقية له هنا!!
ارتفع حاجه بتعجب و قال
ازاي مفيش حاجة باقية له! اومال ليلي دي اية!!
ليلي!! فارس بيحلم لو مفكر أن ليلي ممكن ترجعله تاني 
ابتسم بمكر و قال
لا متقلقيش هو هيعرف يرجعها!!
ستجن منه و من أفعاله تلك!!
من أين له أن يتزوج غيرها ثم يأتي الآن و هو يرجو عفوها لتعود إليه
ستعض علي أناملها قريبا من ذاك الغبي!!
لا يعلم أنها تعشقه و بشدة و لكن ما يفعله هو يبعدها عنه 
في قاموسه لا يوجد معني
للحب لا يعترف بما يسمي الحب
و في شرعه هذه تفاهات لا ينبغي التطرق إليها!!!
و أحيانا يدفعها الي فيضان من المشاعر و يتركها وحدها لتقع صريعة هذا الفيضان 
نور لو سمحتي ما تطلبيش الطلب دة تاني!
قالها حسام بصرامة اعتادتها هي منه لتقف أمامه و قد ضمت يديها و قالت بتحدي لم يعهده منها
لا يا حسام هطلبه انا عايزة اتطلق طلقني!!
جز علي أسنانه و قد ارتسمت خطوط حمراء في عينيه كل هذه العلامات التي تدل علي غضبه لم تجعلها تتراجع
هو اعتاد عليها ضعيفة منكسرة
كلمات الطاعة هي دائما التي يسمعها منها!!
و لكن الآن يشعر بشيء من التمرد يتسلل من كلامها و من عينيها المثبتة في عينيه دون خوف
طيب ممكن تهدي عشان نعرف نتفاهم!!
سيطر علي أعصابه بصعوبة و قالها بنبرة لينة يشوبها شيء من الرجاء ليحاول إخماد ثورتها
فردت قائلة و قد بدأ تأثيره يظهر عليها
نتفاهم في أية يا حسام انت متخيل أن احنا ممكن نرجع لبعض يعني مش كفاية اني قعدت خمس سنين مستحملة طريقتك الجافة في التعامل معايا رغم أن انت عارف اني بحبك و بهدلتك ليا و آخرها تقوم متجوز عليا ليه!
لانت ملامحه و هو يستشعر الألم الذي ينطلق من حديثها يعلم أنه ظلمها كثيرا معه و لم يشعرها يوما بحبه رغم ما يكنه من حب في قلبه لها لكن هي تعلم جيدا أنه فاشل في التعبير عن المشاعر الكامنة بداخله!!
فلما تحمله فوق طاقته 
يا نور أنتي مش غريبة عني انتي مراتي و عشرة عمري و مش 
قاطعته هي قائلة بحزن
و حبيبتك!! للأسف يا حسام أهم حاجة مقولتهاش انا بعدت عنك عشان تحس بقيمتي و أنت بدل ما تعمل كدة عاندتني و رحت متجوز عليا
عشان بعدك عني وجعني يا نور
وجعك!! و عشان انت اتوجعت قولت اما خليها تحس بالۏجع دة شوية صح!
لا كنت غبي ڠضبي سيطر عليا ساعتها و محستش بغلطي غير لما شوفتك قدامي لما شوفتك قدامي يا نور نسيت كل حاجة عمر الحب ما كان بالكلام و انا مش لازم اقول بحبك عشان تعرفي اني بحبك كفاية انك تحسيها في افعالي يا نور!!
و للأسف يا حسام انا عمري ما حستها في أفعالك!!
صډمته بكلماتها تلك ألهذة الدرجة لم تتذكر شيء طيب فعله معها!!
أم أنه بالفعل ظلمها إلي درجة أنه لم يقدم لها أي شيء طيب!
بعد غياب عام كامل لا تنكر تأثير قربه هذا عليها الذي ظهر في
دقات قلبها المتمردة 
صوت دقات باب غرفتها أفزعهمالينظر لها بتعجب و هي تقول بأنفاس متقطعة
أأ أدخل
فتح الباب لتدلف منه والدتها و هي تقول بابتسامة ودودة
ها يا حسام
عرفت تصالحها و لا لسة!!
ابتسم و قال بنبرة واثقة
اة يا طنط أحنا خلاص أتفقنا نور هترجع معايا النهاردة
اتسعت عينيها پصدمة و هي تنظر له فاغرة فاهها و قالت بعصبية
لا متفقناش أنا عندي شروط عشان ارجع معاك!!
ابتسم باطمئنان فقد توقع منها الرفض لكن إذا كان مبدأ الموافقة موجود فلا بأس في سماع شروطها تلك!!
أولا تغير معاملتك معايا يا حسام تحسسني اني حبيبتك فعلا علي الأقل حاول يا سيدي
هز رأسه بموافقة علي ذاك الشرط لتكمل هي
ثانيا بقي و دة الأهم 
تطلق مراتك التانية يا حسام عشان نبدأ حياة طبيعية غير مشاكل!!
معلش يا نور بس الطلبة بالذات مينفعش بعيدا عن أن سما بنت خالتي بس كمان هي حامل!!
أغمضت عينيها و ذاك النبأ يقع على رأسها كصخرة ثقيلة فها هو شيء آخر يرجح كفتها لديه 
فإذا كانت هي عقيمة و لم تستطع أن تأتي له بالطفل الذي كان يحلم به فستأتي به هي!!
نظرت نحو والدتها و عينيها مغرورقة بالدموع لتنقذ والدتها قائلة
بس أنت مقولتش الكلام دة قبل كدة يا حسام!!
انا لسة عارف الخبر دة النهاردة قبل ما آجي!!
لترد نور عليه بمرارة تتفوق علي محاولتها للشعور بالسعادة له لكونه سيكون أب
مبروك يا حسام!!
الټفت نحوها و قال بحزن لشعوره بألمها
أنا كل دة ما يهمنيش يا نور علي قد ما يهمني انك تبقي جنبي!!
هزت رأسها بموافقة و قد عادت تلك القطة الوديعة التي لا ترفض له طلب و قالت
بس أنا ليا طلب طالما هتكمل معاها يبقي تجيبلي شقة تانية لوحدي انا مش هقدر
أقعد معاها في بيت واحد و أشوفها بتشاركني فيك 
و انا موافق بس هتيجي معايا النهاردة الفيلا و من بكرة الصبح هتنزل نشوف الشقة اللي تعجبك و في ظرف كام ساعة هتتفرش ها قولتي اية!
قولت موافقة طالما هبقي جنبك!!!
بعد كل تلك الخطط التي رسمتها لتقترب منه و بعد تلك السنوات التي عاشت فيها تتألم لبعده عنها و وجوده بجانب أخري عادت هي مرة أخري لتسلب منها الأمل الذي أعطته لها الحياة عادت لټخطف قلبه مره أخري!!
زفرت و هي تمسك بهاتفها و تراه يضيء باسم المتصل بها وضعته علي أذنها و هي ترد قائلة بغل
ايوة يا ماما
ايوة يا حبيبتي عاملة اية مع حسام و مال صوتك!!
موكوسة بنتك موكوسة يا ماما معرفتش اكرهه فيها و اهو راح يرجعها تاني النهاردة!!
اهدي بس يا سما بتتكلمي علي مين!
هكون بتكلم علي مين يعني علي السنيورة مراته نور!!
يا خړابي انتي مش قولتيلي انه خلاص هيطلقها!!
ايوة انا حسيت منه كدة بس فجأة النهاردة الصبح لقيته بيمهدلي الموضوع و بيقولي انه هيرجعها لا و اية بيقولي انه ميقدرش يعيش من غيرها فاضطريت اني 
أنك اية يا سما!
أكملت قائلة بتوتر
اضطريت اقوله اني حامل عشان ميطلقنيش لو هي طلبت مني!!
طيب و فيها اية!
يعني اية يا ماما انا مش حامل بجد حسام لو
عرف هتبقي کاړثة و ممكن يبقي فيها طلاقي!!
سمعت صوت ضحكات والدتها و هي تقول
طيب اهدي بس مين اللي قالك انك مش هتحملي منه انتي و شطارتك انتوا بقالكوا شهرين متجوزين و عندك فرصة انك تحملي في الفترة الجاية و تبعديه عنها اكتر و اكتر و بعدين حسام لا يمكن يطلقك لأنه هيخاف علي زعلي فمتقلقيش و صحصحي كدة عشان البت دي مش سهلة!! ابتسمت و هي تمد يدها لتحييه التقط هو كفها بلهفة و هو ينظر إلي عينيها بحب شديد قائلا
اهلا بيكي يا دكتور ليلي
ابتسمت و هي تشير بيدها له كإشارة للجلوس و قالت
اهلا بحضرتك اتفضل اقعد يا استاذ فهد 
جلس و هو يقول
انا سمعت ان دكتور محمود ساب المستشفي الكلام دة بجد!!
الأول بس تشرب اية!
قهوة مظبوطه
قامت بطلب مشروبه المفضل و من ثم التفتت له قائلة
للأسف فعلا دكتور محمود باع نصيبه في المستشفي و سافر فرنسا!!
طيب و مين الشريك الجديد اللي مع حضرتك يشرفني اشوفه و اتعرف عليه
نظرت له بتوتر لاحظه هو فقال بتساؤل
هو في حاجة!
تلعثمت قليلا و سرعان ما لملمت شتات أمرها و قالت
لا ثواني هناديه و جايه
اتفضلي
أتجهت ليلي نحو باب داخل غرفة مكتبها و قامت بالطرق عليه مرة أخرى و لم تجد إجابة و هي تعلم أنه بالداخل فاضطرت للدخول دون إذن
فتحت الباب لتجده جالس علي مقعد مكتبه و هو مندمج في الحديث في الهاتف لذلك لم يسمع الطرق علي الباب
وقفت خلفه و هي تسمعه يقول
يا حبيبتي مش هتأخر و الله كلها ساعة و هكون عندك
هل من الممكن أن تتوقف الحياة!
اعتقد
أنه من الممكن فبعد سماعها لتلك الجملة توقف نبض الحياة من حولها!!
شعرت بوخزات في قلبها محاها من ذاكرته و أحب أخري بهذة السرعة!
أما هي فاختارت الټضحية و قررت أن تعيش علي ذكراه يالها من ساذجة!!!
حمحمت بصوت مسموع و قالت بجدية
دكتور فارس لو سمحت في شغل محتاجينك فيه
أشار لها كعلامة للانتظار و هو يقول موجها
حديثه لمن يحدثها علي الهاتف
طيب يا لينا ساعة و هكون عندك باي يا حبيبي!!
نهض واقفا أمامها و هو يستمتع بنظرة الألم الظاهرة في عينيها حسنا فليعبث بها كما عبثت به و تفننت في تعذيبه سابقا
قال بنبرة خالية من المشاعر
شغل اية دة!
مدير شركة الأجهزة الطبية اللي بنتعامل معاها موجود و عرف ان محمود باعلك نصيبه و عايز يقابلك
قالتها ببرود و هي تتعمد الا تنظر في عينيه حتي لا ترى نظرات التشفي هذة في عيونه
تمام يلا نشوفه!!
خرجا معا و ما إن رآه فهد حتي نهض و هو يمد يده له ليحييه حيث تولت ليلي مهمة تعريفهما علي بعضهما حياه فارس و أشار له بالجلوس و هو مبتسم
أهلا بيك يا أستاذ فهد اتشرفت بمعرفتك!!
ربنا يخليك يا دكتور فارس حبيت حضرتك تكون موجود عشان هنبدأ في الشغل
تمام
بدأ الحديث يطول و هم
يتحدثون عن العمل و
كلما لاحظ فارس نظرات فهد المصوبة إلي ليلي و هو ينظر لها بشوق كلما ازداد سخطه
انتهي حديثهم و قام فهد مودعا إياهم و هو يقول
كنت عايز اعزمك يا دكتور ليلي علي خطوبة أختي يوم الخميس و انت طبعا يا دكتور فارس معزوم!!
ابتسامة صفراء صدرت من فارس و هو يقول
هشوف كدة ربنا يسهل
و حضرتك يا دكتور ليلي!
ابتسمت له و قالت برقة

طبعا هاجي يا استاذ فهد الف مبروك ليها!!
الله يبارك فيكي و عقبالك قريب ان شاء الله استأذن انا بقي!!
حاولت كتم الضحكة التي كادت أن تصدر منها و هي تري ملامح فارس تتشنح و هو يراه يقولها لها بنبرة حالمة 
خرج فهد ليلتفت فارس نحو ليلي قائلا پغضب
في أية بينك و بين الشخص السمج دة!!
رفعت حاجبها و هي تنظر له ببلاهة قائلة
في شغل!!
صاح بها و بين لحظة و الأخري وجدت حالها محاصرة بين ذراعيه قائلا
انتي بتستعبطي لآخر مرة يا ليلي هسألك فيه اية بينك و بينه!
نفضت يديه عنها و دفعته پغضب و صاحت هي الآخر قائلا
اسمي دكتور ليلي و ملكش دعوة يا فارس بيا زي ما انت عشت حياتك و نسيت اللي بينا في يوم و ليله انا كمان هعيش حياتي و هبطل سذاجة
لوي ذراعها فتأوهت هي و سقطت دمعة حزينة علي هذا الحال الذي وصلوا إليه و هي تسمع صوته قائلا
يعني فيه حاجة بينكم اهو طيب بصي يا ليلي خليكي عارفة ان انتي مش هتبقي غير ليا و اي حد هيفكر يقربلك هتكون نهايته علي إيدي صدقيني!!
دفعها بعيدا عنه و نظر لها باستخفاف نظرة أخيرة ثم تركها و انطلق كالعاصفة الهوجاء!!!
كانت تنتظره علي أحر من الجمر و هي تتمني أن تسير خطتها كما تريد فهي تريد أن تتخلص من عبء وجودها معه في أقرب وقت
سمعت صوت المفتاح و هو يوضع بالباب فنهضت و هي تتهادي في سيرها حتي وصلت ليبعدها هو عنه برفق و قد ظهر الانزعاج جاليا علي وجهه لتقول هي
شو بك حبيبي!!
زفر بضيق و هو يسير ليجلس علي الاريكة لتسير هي خلفه و تجلس
حكيلي شو صار!
مفيش يا لينا يا ريت تسيبيني لوحدي!!
خلاص رح امشي!!
تركته و دخلت إلي غرفة بحجة تغيير ملابسها للذهاب و أمسكت بهاتفها و قامت بعمل اتصال
يلا بلشوا!!
بعد الانتهاء من تغيير ملابسها خرجت لتقف أمامه و قالت
حبيبي رح اجي بكرة بدك شي!!
لا
رد عليها باقتضاب فسارت هي نحو الباب و فتحته لتجد عدة رجال ملثمين أشارت لهم بالتقدم و تصنعت الصړاخ قائلة
فاااارس 
فتح لها باب السيارة بينما كانت الأخري تتابعهما پحقد باد خرج محسن مرحبا و كأنه ينتظر تلك العودة بشغف
دخلوا نحو
الفيلا فقال محسن
يلا يا ولاد اطلعوا استريحوا و لما الأكل يجهز هناديكم
ابتسمت له نور عندما غمز لها بعينه دائما ما كان منبع للحنان دائما ما كان سندها بعد ۏفاة والدها حتي بعد زواجها من حسام كان يعاملها كأنها هي ابنته و ليس حسام
استدارا حينما سمعا صوت باب غرفة ما يفتح و تطل سما منه قائلة
حسام حبيبي عايزاك!
نور حبيبي ادخلي و انا هاجي وراكي!!
اغمضت عينيها بحزن علي تلك اللحظات المختطفة من الزمن و قالت
ماشي
سار حسام باتجاه غرفة سما و دلف قائلا
في أية يا سما!
قائلة
ما وحشتكش يا حبيبي و لا إية!
ابعدها عنه برفق فهو الآن لا يتقبل سوي لمسة نور اعترف بسيادتها علي قلبه كانت محقة عندما قالت ان الفراق سيوضح لكلا منهما مكانة الآخر في القلب
و الآن
ما هو واضح له أنها أطلقت سحرها الأبدي علي قلبه فمنعته من رؤية أحد سواها
سما انا سايب نور لوحدها مش وقته
كدة برضو دة انا قاعدة مستنياك من بدري
معلش وقت تاني أكون فاضي فيه
تركها و خرج و كأنها تشحذ منه الحب استطاعت أن تفرض سيطرتها علي المنزل بأكمله بمجرد أن خطته قدميها لابد أن تجد حل سريع للتخلص منها و الاستحواذ مرة أخري علي حسام !!
أما في الغرفة المجاورة عندما دلف وجدها منشغلة
بترتيب الحقائب و نظر لها بحب قائلا
عارفة يا نور يمكن طول السنين اللي فاتت دي عمري ما قولتلك بحبك و لا حتي قولتلك كلمة حلوة بس بعدنا عن بعض
دة وراني قيمة وجودك في حياتي ربنا يخليكي ليا و ميحرمنيش منك
ابتسمت و أغمضت عينيها قائلة
يا حسام انت غيرت حياتي في يوم و ليلة انا بحبك
خرجت من غرفتها بعد أن كانت حبيستها لمدة الثلاث أيام السابقة كشفها أمام حالها اعترفت أن الأنانية تمثل الجزء الأكبر من شخصيتها!!
نزلت الي بهو الفيلا لتجد والدتها جالسة تتلو القرآن الكريم لأول مرة تلاحظ التعب البادي علي وجهها اقتربت منها و چثت علي ركبتيه أمامها و هي تضع رأسها علي قدميها لتقول والدتها
مالك يا فاطمة بقالك تلات ايام مش بتخرجي من اوضتك انتي زعلانة انتي و احمد و لا إية!
احم لا يا ماما بس كنت واخدة برد و كنت تعبانة انا و احمد كويسين المهم انتي مالك يا حبيبتي شكلك تعبان!!
تلعثمت مرفت و هي ترد قائلة
انا كويسة متشغليش بالك بيا المهم انتي يا عروسة!!
ابتسمت بمرارة و قالت
ماما انا بحبك اووي!!
احتضنها والدتها و هي تربت علي شعرها و تمنع دموعها بالكاد فقريبا ستودع حياتهن و تترك صغارها يعتمدن علي أنفسهن!!
يا له من ألم كونك تعلم أنك ستفارق أحبابك خلال أيام معدودة يمثل قمة الألم!!
فاطمة حبيبتي انا كمان بحبك! بس عايزة اطلب منك طلب 
اتفضلي يا ماما
حبي اخواتك انا مش هعيشلكم طول العمر خليكي قريبة منهم هما سندك في الدنيا دي يا حبيبتي مهما يحصل بينكم هتفضلوا اخوات!!
نظرت لها بحزن علي علاقتها المتدهورة بشقيقاتها ليسوا فقط شقيقات بل هن توأم!!
حاضر يا أمي!!
سمعت صوت هاتفها يعلن عن قدوم اتصال ابتعدت عن أحضان والدتها و هي تري اسم المتصل و قالت
دة أحمد هقوم ارد عليه
ماشي يا حبيبتي
سارت بعيدا حتي لا تستمع والدتها الي ذلك الحوار و قالت
ألو يا احمد
ألو يا فاطمة انا عايز أقابلك
ماشي بس انا كنت عايز اقولك يا احمد متزعلش مني آخر مرة أنا كنت مضغوطة و 
مفيش داعي للكلام دة يا فاطمة النهاردة في كافية اللي في الزمالك سلام
أغلق الهاتف و هي تنظر لهاتفها غير مصدقة تلك الطريقة الجافة التي تحدث بها معها لأول مرة
لم يرد الاستماع لمبرراتها يبدو أنه سئم هذه العلاقة غريبة الأطوار!!
نظرت نحوه بابتسامة غير مصدقة و هتفت قائلة
دكتور يوسف بذات نفسه عندنا دة اية الهنا اللي انا فيه دة!!
ضحك و هو يتقدم منها مقبلا يديها و قال
انا قولت آجي أطمن عليكي و بالمرة أشوف اية اخبار
شغلك
كله تمام المهم انت عامل اية!
جلس علي الاريكة المقابلة لمكتبها فسارت هي
لتجلس بجانبه و كأنها تستمد طمأنينتها من وجودها بجانبه كاد أن يتحدث حينما سمع صوت دقات متسارعة علي باب الغرفة لتهتف هنا
أدخل!!
دلفت السكرتيرة و علامات الفزع مرتسمة علي
وجهها و قالت
الحقيني يا بشمهندسة!!
ابتلعت هنا ريقها بصعوبة و قالت بقلق ممزوج پخوف
في أية يا مروة!
التقطت مروة أنفاسها و قالت بتوتر
في واحد من العمال و هو في الموقع بتاع شركة الدمنهوري وقع من الدور السادس و العمال مش عارفين يعملوا اية!
انتفضت هنا عند سماع تلك الكلمات و قالت صائحة
يا نهار اسود اتصلي بيهم بسرعة و قوليلهم يتصلوا بالاسعاف علي ما آجيلهم بسرعة
قال يوسف مهدئا إياها
اهدي بس يا هنا اصبري انا هاجي معاكي!!
لا لا خليك انت انا هروح!!
قالتها و هي تلتقط حقيبتها لتخرج مسرعةج و قال
انتي مش هتتحركي في حتة غير و انا معاكي يلا!!
لم يتأخر دائما هي من تأتي متأخرة في كل شيء تكن متأخرة حتي في اعترافها لحالها بأنانيتها كانت متأخرة و أمنيتها الوحيدة الآن هي أن تستطع اللحاق بحالها قبل أن تفقده هو الآخر!!
جلست أمامه بتوتر و هي تقول
آسفة لو أتأخرت
أشعل سيجارته لتزفر هي بضيق نظر لها بلا مبالاة حقيقية و عيناه توجه لها أسهم من الڼار ټحرقها بلا شفقة!!
ما هو دة العادي بتاعك يا فاطمة مفيش حاجة جديدة يعني!!
تنهد بحزن و هي تحاول إبعاد عينيها عنه و قالت
أحمد انت لازم تسمعني و تديني فرصة ادافع عن نفسي!!
اخترقت نظراته القاسېة قلبها هشمته الي قطع لن تعود كما كانت مرة أخري!!
قال و هي تشعر من حديثه انها سقطت من نظره مع الأسف
انا مش جايبك عشان اسمع مبررات يا فاطمة اكتفيت من مبرراتك يا فاطمة بصراحة!!
يا الله ما هذا التحول التام
الذي صار عليه!!
من عاشق متيم إلي رجل قاسې متبلد المشاعر
و قد صدق من قال الطبع يغلب التطبع !!
فسرعان ما عادت إلي تلك الطبيعة المتمردة و الشخصية ذات الكبرياء القاټل حينما قالت
اومال جايبني ليه يا احمد عشان تكسرني و توريني اني مسواش بالنسبالك حاجة !!
تقوس جانب شفتيه بسخرية و قال
و دة طبعا الرد المتوقع منك يا فاطمة و عشان أقصر عليكي المسافات هقولك انا جايبك النهاردة لية!
أدمعت عينيها و هي تتظر
له منتظره تفوهه بكلمات الوداع الحاړقة و لكن ما تشدق به أذهلها و خالف توقعاتها تماما!!
حقا لم تشعر به من قبل هكذا!!
لم تشعر بكم المشاعر المنطلقة منه هكذا يوما شعرت بحبه في همساته و في وعوده الصادقة لها
يلا يا حبيبتي عشان الأكل هيبرد!!
أمسكت بخصلات شعرها التي تشبه موجات البحر الرائعة و هي تقوم بربطهم لينسابوا علي ظهرها بنعومة واضحة و قالت
خلاص يا حسام جاية اهو!!
هبطت معه كلا منهما ممسك بيد الآخر و كأنهما يستمدان من بعضهما القوة لمواجهة هذة الحياة الكارثية!
يلا يا ولاد الأكل هيبرد
هتف بها محسن و قد عرفت الابتسامة طريقها إلي وجهه و كاد قلبه أن يغادر ضلوعه متراقصا من السعادة
لم تكن نور بالنسبة إليه يوما زوجة ولده فقط!!
فقد عرفها قبل معرفة حسام لها استشف احتياجها الواضح لعاطفة الأبوة التي فقدتها في ذاك الوقت
و عوضها عنها ليصبح لها أبا رائعا 
نظر نحو تلك الماكرة الجالسة بجانبه لم يسترح لها يوما يعلم أنها لم تفكر يوما لا بحب و لا بشيء من ذلك القبيل لكن النقود كانت اختيار رائع بالنسبة إليها و ثروة حسام ليست بقليلة لكن مهلا فهو لن يجلس يشاهدها و هي تخدع ولده تحت مسمي الحب و يظل صامتا فصبرا جميل!!
كلي يا سما كلي ياا حبيبتي عشان اللي في بطنك!!
قالها محسن باضطرار فابتسمت هي بتوتر و قالت
ااا انا باكل اهو يا عمو!
ابتسم لها بتصنع و قال
من بكرة بإذن الله يا حسام تاخدها بقي و تروحوا لدكتور كويس تتابعوا معاه!
لا اقصد يعني مش لازم يتعب نفسه انا هبقي اروح لوحدي يا عمو!
قالتها سما
بتوتر ملحوظ فقال محسن باستغراب
ازاي يعني تروحي لوحدك دة لازم حسام يجي معاكي و لا إية يا حسام!
انتبه
له حسام الذي كان منشغلا بشعور نور في هذة اللحظة هو يعلم أنه ليس ذنبها انها لم تستطع أن تأتي بالطفل الذي تمناه منها بعد زواج دام خمس سنوات
احم معلش كنت بتقول اية يا بابا!
ابتسم له محسن مدركا ما يدور في ذهنه و قال

مش هتروح مع مراتك عند الدكتور بكرة عشان تتابعو الحمل!!
هز حسام رأسه بالإيجاب و قال باقتضاب
أن شاء الله
إن حدث هذا فسينفضح أمرها و لن يجعل حسام الأمر يمر بسلام خصوصا و انه يتنمر لها ينتظر اي شيء يجعله يتخلص منها و هو يستشعر ثقل عبئها عليه!!
نهضت من علي المائدة و هي تنظر له و هو يهمس في أذن نور أشعل فتيل الحقد في قلبها المغطي بعتمة سوداء فتصنعت الألم و هي تتأوه واضعة يدها علي بطنها قائلة
اة الحقني يا حسام
انتفض حسام من محله ليس خوفا عليها بل علي الجنين القابع داخلها 
قائلا بقلق
مالك يا سما حاسة بإية!
و هي تنظر ل نور نظرة ناطقة نظرة تقول لها فيها إنه ملك لي لن تستطيعي سلبه مني مرة أخري لتقابلها الأخيرة بنظرة منكسرة حزينة و تنسحب بهدوء إلي غرفتها فتقول سما بحزن مصطنع
اطلع ورا مراتك يا حسام شكلها زعلت!!
أسندها و هو يسير بها تجاه الدرج قائلا
سيبك انتي بس لما اطمن عليكي الأول
ابتسمت بمكر و هي تري نور علي الدرجة الأخيرة من السلم و بالطبع قد سمعت ما قال ادمعت عينيها بحزن علي السعادة التي لم تكتمل و صعدت مسرعة نحو غرفتها
وصلا نحو المكان الذي وقع فيه الحاډث فهبطت هنا راكضة من السيارة لأنه بالطبع المسئولية كاملة تقع علي عاتقها و إن حدث لهذا العامل شيئا فلن يسئل غيرها!!
هبط يوسف خلفها و هو يحاول اللحاق بها قائلا
يا بنتي اهدي ماتخافيش!!
توقفت ناظرة إلي البنايات المهجورة حولها بذهول لا يوجد أحد!!
لا يوجد أثر لأي مخلوق في هذه المنطقة المهجورة
تبادلت هي و يوسف نظرات الدهشة 
فسمع هو صوت رنين هاتفه فأمسكه قائلا
ألو يا فارس
إيه يا ابني انت فين من الصبح مش قولتلك تجيلي المستشفي النهاردة!
كاد يوسف أن يتحدث و لكن ما وجده أمامه و حوله و صرخات هنا جعلت لسانه ينعقد و صوت فارس يأتيه من الهاتف قائلا
في أية يا يوسف يوسف انت فين يا ابني رد عليا!!!
يتبع
أسرعت في خطاها نحو هذة الممرضة التي تهتف قائلة
يا دكتور ليلي الراجل العجوز اللي كان في غيبوبة فاق دلوقتي
لم تستمع لكلماتها أكثر من ذلك فهي تتشوق لمعرفة قصة ذاك الرجل الذي لم يسأل عنه أحد منذ دخوله المشفي و بالرغم من ذلك فالنقود الخاصة بعلاجه تدفع من شخص مجهول الهوية!!
بالإضافة إلي تلك الحاډثة المفزعة التي تعرض لها و قالت تحريات الشرطة انها حاډثة سيارة و لم يتم العثور علي الفاعل!!
اتجهت نحو غرفة ذلك الرجل لتجده يحاول فتح عينيه بصعوبة و يقول بصوت يكاد يسمع
داليا داليا
قطبت حاجبيها بتفكير من الواضح أن قصته معقدة إلي حد كبير حدثت الممرضة الواقفة بجانبها و هي ممسكة بعدة أوراق تكتب عليهم قائلة
سماح التحاليل دي تتعمل النهاردة مش عايزة تأخير فهماني!!
هزت الممرضة
رأسها بالإيجاب فاقتربت ليلي من ذاك العجوز و هي تحدثه بصوت منخفض قائلة
لو سامعني رد عليا او اديني أي إشارة
هز رأسه بحركة بسيطة فابتسمت هي قائلة باطمئنان
حمد الله علي السلامة
لم يتحدث بينما أطرق بعيدا بحزن فتنهدت هي بتفكير و قالت
طيب أنا هسيبك دلوقتي و هرجعلك كمان شوية تكون أحسن
اختتمت ليلي لقائها معه بهذا الكلمات لتتجه نحو الغرفة التي أعتادت زيارتها في الآونة الأخيرة
فتحت الباب و هي تدلف بهدوء لتنظر إلي تلك الملاك المستلقي علي الفراش تلك الملامح التي تحفظها عن ظهر قلب 
و لم لا فإذا ترك لك شخص تحبه تذكار قبل وداعه فيجب أن تعتني بهذا التذكار جيدا لأنه سيكون ذكري لذلك الشخص الذي ربما لن يعود أو ربما سيعود و لكن فاقدا لتلك الروح التي احببتها داخله!!
قمورتي عاملة اية النهاردة!
هزت هند رأسها بمعني أنها في حال جيد و قبل أن تهم ليلي بالرد عليها كانت صوت الدقات علي الباب يسبقها
قالت ليلي
ادخل!!
دخل عم صلاح و الارتباك قد نال منه و قال
يا دكتور ليلي الحقي دكتور فارس طلع الدور هنا!!
انتفضت من محلها لدرجة افزعت هند حاولت ليلي التحكم في اعصابها و قالت
عم صلاح خليك مع هند عشان متخفش و انا هخرجله!!
حاولت السير بثقة أمامه فهو يعلم متي تكون واثقة تماما و متي تكون مرتبكة و متي تخبئ أمرا ما!!
ممكن افهم حضرتك بتعمل اية هنا يا دكتور فارس!!
نظراته الثاقبة جعلت عينيها زائغة و هي تنظر في كل الأماكن حولها عدا عينيه
عايزة افهم اية سر الدور دة يعني اية دور كامل في مستشفي كبيرة عريضة مفهوش أي أوض غير أوضة واحدة لا و كمان الدكتورة معينة عليها حراسة!
قطرات من الماء تتساقط علي وجهها هي في حاله بين الوعي و اللا وعي ما حدث مازال يدور في ذهنها
بدأت تستعيد وعيها 
فتحت جفنيها ببطئ و هي تشعر بثقلهما ابتعدت و هي تقول صاړخة ما إن رأته أمامها بابتسامته الشيطانيه تلك
مروان!! انت عايز اية!
مټخافيش هفكك!!
و بإشارة من رأسه للرجال خلفه تحركوا و هم يحررونها من تلك القيود
نظرت له و هي تقف أمامه قائلة پغضب
انت عايز اية ها انت مچنون!!
عيب يا حبيبتي الشتيمة عيب!!
بكت بصمت مټألم ليكمل و هو يمسح دموعها قائلا
تؤتؤ مبحبش اشوف دموع حبيبتي لا بس حبيب قلبك طلع توتو اوي مستحملش إبرة مخدرة بقا تسيبيني انا و تروحي للژبالة دة
تشنجت بين يديه و قالت
انت بني آدم مريض
أدارها نحوه 
و مثلما بدأ فجأة توقف فجأة و هو يبتسم بانتصار قائلا
آية رأيك بقا لو اخلصلك علي حبيب قلبك!!
هزت رأسها بنفي و قد نفذت قدرتها علي الصړاخ ليكمل هو
لا بس حرام عليا انا ميخلصنيش حړقة قلبك انا هعمل حاجة احسن!!
وجدته يقترب منها و النظرات الچنونية تنطلق من عينيه تراجعت پخوف و هي تتوسل إليه بصوت يكاد يسمع قائلة
ارجوك يا مروان سيبني و حياة أغلي حاجة عندك سيبني!!
لم يستمع سوي لصوت عقله الذي يبث له أفكار شيطانية!!
استسلمت لذلك الواقع الأليم الواقع الذي
سلب منها أحلامها الوردية التي لطالما تمنتها مع محبوبها
و دمعات حاړقة تسيل علي وجنتيها و هي تهمس بضعف و هي تحاول
تخبئة جسدها الصغير بذراعيها و هي تراه يبتعد عنها بعد فترة قائلة
منك لله 
تقوقعت علي حالها و هي تخفي وجهها بين يديها و تتخيل مظهر يوسف بعد معرفته ما حدث
ناهيك عن حال والدتها إذا علمت بتلك الکاړثة
سمعت صوته و هو يتحدث بشفقة مصطنعة قائلا
لا لا يا حبيبتي متعيطيش كدة العقاپ اللي
بجد لسة مبدأش!!
لم تعره اهتمام و لكن صوت الباب و هو يفتح جعل دقات قلبها تتباطئ و كأنها علي وشك الوقوف
رفعت عينيها ببطئ و هي تري يوسف أمامها و قد اتسعت عينيه من الصدمة
بكت و هي تنظر له و قد بدأ الشرر يتطاير من عينيه و هو ينقض علي مروان مكيلا له الضربات الواحدة تلو الأخري و الآخر يضحك پهستيريا و يوسف يسبه لينطلق مروان قائلا باستفزاز
اهدي بس يا جو مش كدة هو انت فاكرها اول مرة و لا اية هي بس المرادي مكنتش راضية عشان خاڤت منك فاضطريت اعمل كدة لأنها كانت وحشاني!
نظر إليها يوسف پصدمة لتهز رأسها پعنف و هي تصرخ پهستيريا قائلة
ما تصدقهوش يا يوسف دة كداب و الله كداب!!
نظر لها مروان بوقاحة و قال
اية يا هنون بقا كدة تنكري اللي كان بينا طيب بص يا
جو انا هوريك دليلي
أشار للرجل خلفه ثم أشار إلي يوسف قائلا
أتفرج يا جو!!
الټفت للشاشة المضائة خلفه و قد شعر أن يلتقي الصڤعات واحدة تلو الأخري 
كانت مستلقية بجانب هذا الوقح
كانت تدقق في ملامحه و هي تري تلك الكدمات الموجودة علي وجهه مدت كفها بتردد و خوف من ردة فعله و هي تتحسس تلك الكدمات و تقول بقلق
اية دة يا فارس!!
اغمض عينيه 
متشغليش بالك يا ليلي جاوبي علي سؤالي اية الاوضة دي!
مالك
يا فارس!!
أنتي آخر واحدة يا ليلي تقدري تفهمي انا مالي!!
أغمضت عينيها پألم و هي تعلم أن الحالة التي تعيشها الآن ما هي إلا لحظات مسروقة من الزمن لحظات ضعف منه و منها!!!
ابتعدت عنه برفق و هي تحاول أن تهرب من عينيه و هي تسير مبتعدة عنه لتستوقفها جملته و قد قال
لحد امتي يا ليلي لحد امتي هتفضلي تبعديني عنك!! 
مازالت مولياه ظهرها و هي تقول
انت اللي لحد امتي يا فارس هتفضل مش مقتنع ان احنا مينفعش نكمل مع بعض!!
لم يحتمل أكثر من ذلك و بين لحظة و الأخري وجدته أمامها و هو يقول پعنف
انتي غبية كل دي أفكار ملهاش معني في دماغك انتي و بس احنا مفيش حاجة تمنعنا عن بعض و لا تبعدنا عن بعض غير غبائك!!
لا فيه يا فارس فيه صورة بابا اللي بتيجي قدامي اول لما بشوفك فيه صوته و هو بيقولي أنه ڠضبان عليا اللي بسمعه في دماغي دايما فيه تأنيب ضمير عشان هو ماټ و هو ڠضبان عليا و انا كنت السبب في مۏته!!
قالتها باڼهيار و الدموع قد نقضت عهدها معها بألا تسقط أمامه
مسح بكفه علي وجهه و هو يستأنف ذلك النقاش الحاد و الذي ربما يكون نقطة تحول قائلا برجاء
طيب يا ليلي احنا لسة قدامنا فرصة انتي تنسي اللي فات و تتغلبي علي الأوهام اللي في دماغك دي و انا هسامحك علي كل اللي فات و نبدأ حياة جديدة كفاية بعد احنا مخدناش حاجة من البعد غير الۏجع و بس!!
قبضت علي كفها و هي تستنفذ آخر محاولاتها في التماسك و قالت بجدية
مش انت بردو اللي قولت يا دكتور فارس أن مفيش مجال لأي علاقات اجتماعية هنا صح و أنا بقولك بقا خليك متمسك بكلامك دة لأن انا مش هسمح لأي حاجة تبقي بيننا غير الشغل!!
و ها هي قد قطعت آخر حبل للوصال بينهما بحماقتها هذه فرد عليها قائلا
انتي عندك حق يا ليلي احنا اصلا مننفعش لبعض و معرفتنا كانت غلط من الاول و حبي ليكي كان اكبر غلط في حياتي و لو بإيدي كنت شلت حبك من قلبي بس ملحوقة صدقيني تعرفي ان انا كل ما بحاول اقربلك انتي بتبعديني باللي انتي بتعمليه لدرجة ان انا قربت اكرهك!!!
لو
كان قلبها يتكلم
حينها لتحدث بجميع كلمات
الحزن الموجودة في هذا العالم
أحيانا نرتكب اخطائا لم تكن مقصودة و لكننا نظل نعاقب عليها بقية الحياة!!
قاطع ذاك الصمت المسيطر رنين هاتفها و كأنه قارب نجاة وسط بحر لا نهاية له فالتقطته مسرعة و هي تضعه علي أذنها قائلة
الو يا ماما!!
جاءها صوت والدتها المضطرب وكأنها علي وشك البكاء
الحقيني يا ليلي هنا خارجة من الساعة 7 الصبح و الساعة دلوقتي داخلة علي 3 الفجر و لسة مرجعتش!!

اهدي يا ماما بس هي أكيد عندها شغل 
لا انا قلبي حاسس ان فيه حاجة موبايلها مقفول من بدري و تليفون مكتبها محدش بيرد عليه اختك جرالها حاجة يا ليلي!!
تشدقت والدتها بهذة الكلمات و من ثم أجهشت في بكاء حار لتقول ليلي
طيب اهدي بس يا ماما و انا هحاول اوصلها و هكلمك اطمنك!
بهذه الكلمات أنهت مكالمتها مع والدتها و هي تتحرك من أمامه تاركة إياه و علامات الاستفهام ترتسم في عقله
عندما تحب شخص تراه ملاك منزل من السماء و لكن عندما تكتشف حقيقته الوقحة تشعر كأن هناك عدة خناجر تغرز في قلبك و جميعهم بيد من تحب!!!
كانت ټضرب بيدها علي وجهها و هي تنظر إليه بحسرة
تعلم جيدا أن ذاك المقطع حقيقي و ليس مزيف 
لكن لم يكن بيدها ما حدث كان خارج عن إرادتها و لكنه لم يمسها في هذا المقطع هي واثقة تماما
كانت هذه المرة الأولي لكن من يفهم و يسمع تلك المبررات الواهية!!
إن كانت تري انه خارج عن إرادتها فهي مخطئة فهي كانت سبب في كل ما حدث لها
استسلامها لتلك الحياة الآثمة بعد فراقه و سيرها في طريق خاطئ كان سبب في تلك الکاړثة!!
صدقتني بقا يا جو كان عندي حق لما قولتلك انها مش أول مرة 
للجاي انطلقوا يا رجاله
قال جملته الأخيرة و هو يشير للرجال حوله كإشارة لبدء عملهم 
اجتمعوا حول يوسف و بدأوا يكيلون له الضربات و هو يحاول الدفاع عن حاله بكل قوته و لكن كما يقولون الكثرة تغلب الشجاعة!!
صفت سيارتها جانبا و هبطت منها متجهة نحو الشركة الخاصة بشقيقتها علها تجدها هنا كما تفعل دوما و تقوم بإغلاق هاتفها و تعود في وقت متأخر
صعدت نحو الدور الذي يوجد به مكتبها لتراه فارغ حتي من السكرتيرة الخاصة بها
بدأ القلق يعرف طريقه إلي قلبها و هي تفكر في مكان وجودها الآن!!
سرعان ما قفذ في ذهنها أن تسأل فاطمة عليها هي أقرب إليها منها و ربما تعرف شيئا يقودها إلي هنا
أمسكت بهاتفها و قامت بالاتصال ب فاطمة مرة و الثانية و العاشرة
هاتفتها عشر مرات و هي لا تجيب عليها
حسنا بطبيعة علاقتهما من الطبيعي الا تجيبها و لكن الموقف الآن لا يحتمل أي نزاعات 
بعثت لها برسالة محتواها
فاطمة لو سمحتي ردي عليا مش وقت خناق دلوقتي احنا مش لاقيين هنا!! 
لم تمر دقيقة علي هذة الرسالة حتي وجدت هاتفها يضئ باسم فاطمة
وضعته علي آذنها و هي تستمع لصوت فاطمة القلق و هي تقول
هنا مالها يا ليلي!!
ماما اتصلت عليا قالتلي انها نازلة من الساعة 7 الصبح و لحد دلوقتي مارجعتش!!
هتلاقيها في شركتها 
انا في الشركة يا فاطمة الشركة مفيهاش غير موظفين الأمن هي كلمتك النهاردة!
اه قالتلي أنها في الشركة و يوسف جاي و هينزلوا يتغدوا
مع بعض 
يوسف!
نطقتها ليلي باستغراب فبالطبع هي لا تعرف أي أخبار عن فاطمة أو هنا
انتي لسة هتستغربي ايوة هما رجعوا لبعض مش دة المهم دلوقتي 
انا مش معايا رقم يوسف عشان نوصله و نسأله عليها أكيد هي معاه دلوقتي هتعرفي توصليله أنتي!
صمتت ليلي للحظات فآخر شخص تريد اللجوء له الآن هو فارس خصوصا بعد آخر نقاش بينهما
و هو الوحيد الذي يستطيع الوصول إلي يوسف
ليوقظها من تفكيرها صوت فاطمة الساخط و قد قالت
انتي روحتي فين ها هتعرفي!
اه يا فاطمة هعرف اقفلي دلوقتي و لما اوصل لحاجة هطمنك سلام!!
خرجت مسرعة و هي تستقل سيارتها نحو المشفي فهي لا تمتلك رقم فارس فستضطر إلي الذهاب نحو المشفي لتأخذ منه رقم يوسف و هي تتمني أن تجده بالفعل في المشفي و الا يكون قد غادر!!
يتذكر ما حدث في تلك الليلة المشئومة
منذ يومين 
كان يفكر بها دائما لا تغيب عن خياله أيمكن أن تكون أحبت غيره و نسيته!
أيمكن أن تكون تحب هذا الأبله فهد!!
أم أنه هو من يتوهم أشياء لا وجود لها
فارقه ذلك التفكير حينما سمع صوت لينا الصارخ باسمه انتفض من محله و اتجه للخارج و هو يراها مکبلة اليدين بواسطة رجل ملثم 
اقترب منهما بسرعة و هو يحاول تخليصها منه و قد غفل عن الآخر المختبئ خلف الباب الذي ضربه علي رأسه فسقط فاقدا للوعي 
و بعد فترة أفاق ليجد حاله مكبل علي مقعد و لينا بجواره و القلق قد بدا عليها أكثر من الخۏف
نظر للرجلين أمامه و هو يقول
انتم مين و عايزين اية!
خلع إحداهما القناع الذي يرتديه و وقف أمامه قائلا
جون بيسلم عليك يا دكتور فارس!!
اتسعت عينيه بشدة و هو ينظر لذلك الشخص الواقف أمامه و هو يقول بدهشة
عماد!!
ابتسم هذا الشخص بوقاحة و هو يقترب من أذنه و يقول
هو انت كنت فاكرني دكتور بجد يا فارس و لا إية كل الحكاية أن هما كانوا عايزين يعرفوا تفكيرك اية عشان يعرفوا يدخلولك بأنهي طريقة!!
ازاي و انت اللي مهربني انا و يوسف من ألمانيا!!
قالها فارس و هو ينظر له غير مصدقا ليكمل الآخر
و دي برضو كانت لعبة منهم هو انت كنت فاكر يا فارس انهم لو مش عايزينك تسافر برة ألمانيا هتسافر يا حبيبي كل دة كان خطة عشان نوصل للحظة اللي احنا فيها دي يا فارس بس كنت فاكرك اذكي من كدة و هتفهم من الاول!!
ضحك عماد و هو يقول
لا حقيقي الصدمة باينة علي وشك المهم مش وقته بما أنك نزلت مصر و بدأت تستقر و بقيت شريك في المستشفي مع حبيبة القلب وهتبدأ تبني اسم كبير لنفسك يا فارس و لو اني واثق من انك مش محتاج لدة لأنك من أكبر الجراحين في العالم
يبقي نبدأ شغل بقا و المرادي شغل عالي!!
ليهتف فارس بعصبية واضحة
شغل اية انا قولت انا مليش في السكة دي و لو ھتموتوني مش هعمل اللي انتم عايزينه
اقترب منه عماد و همس في أذنه بنبرة ټهديد
و مين اللي قالك ان احنا هنقتلك انت يا فارس احنا ما بنقتلش رجالتنا احنا بس بنقرص ودانهم ممكن مثلا دكتور ليلي و هي بتعدي الشارع عربية بسواق طايش تخبطها مثلا أو مثلا القمورة الصغيرة تاخد حقنة بالغلط ټموت فيها!!
قطب حاجبيه باستغراب و هو يقول بعدم فهم
قمورة صغيرة مين!
قهقه الآخر و هو يجلس علي الأريكة
المقابلة له واضعا ساق فوق الأخري و قال
آية دة هي الدكتورة ليلي لسة ماقلتلكش أن بنتك عايشة ممتتش لا ملهاش حق بصراحة بس عشان انا صاحبك و بحبك يا أخي كدة لله في لله هقولك دكتورة ليلي بعد ما أطلقت احم اقصد رفعت عليك قضية الخلع و كسبتها كانت حامل و اكتشفت ان البنت عندها ثقب في القلب و لما ولدت والدتها فضلت تزن عليها عشان ترجعلك بس هي رفضت و اتحججت بأن البنت ماټت بسبب الثقب اللي في قلبها عشان والدتها ما تطلبش منها الطلب دة تاني و دخلت البنت المستشفي بتاعتها لأنها كانت محتاجة لرعاية
و محدش يعرف ان البنت عايشة لحد ما كبرت دلوقتي و ماشاءالله بقا عندها 5 سنين
و علي فكرة البنت لسة في المستشفي عندك و اسمها هند بس خد بالك مش هتلاقيها متسجلة في الكشوف!!!
فغر فارس فاه و هو يستمع إلي كل تلك المعلومات
و صډمته في ليلي تزداد يوما بعد يوم
ليقول عماد و هو ينتظر رده
شوفت بقا يا دكتور فارس أن احنا بنحبك و متابعين اخبارك حتي اللي انت متعرفهاش قولت اية بقا!
عودة إلي الواقع 
صوت جرس الباب المزعج جعله ينهض من الفراش بخطي متباطئة و هو يهتف بانزعاج
خلاص جاي!!
فتح الباب و هو ينظر پصدمة نحو ليلي الواقفة أمامه و هي تقول بتوتر
آسفة أني جيتلك دلوقتي بس حاولت الحقك قبل ما تروح من المستشفي و معرفتش و جبت عنوانك من الملف بتاعك!!
نظر إلي ساعة الحائط خلفه ليري أن الوقت قد قارب علي الخامسة فجرا نظر إليها و هو يقول بقلق
ليلي انتي مدركة انتي بتقولي اية انتي المفروض دلوقتي تبقي في بيتك الساعة خمسة الفجر!!
هزت رأسها و هي تمنعه من إكمال حديثه قائلة
فارس انا فاهمة كويس انا بقول اية انا بس جيتلك دلوقتي عشان عايزة رقم يوسف 
نظر لها مطولا و كأنه يتأكد أنها في وعيها فلم تكن يوما علاقتها وثيقة ب يوسف مد يده و وضعها علي جبينها لتنفضها هي بغيظ و يقول هو
طيب كويس انتي مش سخنة اهو اومال مالك!
زفرت بضيق و هي تقول
فارس لو سمحت لو مش هتساعدني يبقي متضيعليش وقتي!!
انا مش هساعدك فعلا غير لما تدخلي بدل وقفتك علي الباب دي و تفهميني في أية!
لم تجبه بينما نظرت خلفه ثم عاودت النظر إليه باستحقار ليرفع هو حاجبه باستغراب و قد بدأ يفهم نظراتها تلك حينما سمع صوت لينا من خلفه قائلا
حبيبي شو في مين هي!
قالتها لينا و هي تقف بجانبه و هي تنظر نحو ليلي بتحدي لتقول الآخيرة بنفاذ صبر
فارس لو سمحت خلصني
الټفت لها و قال
ادخلي الأول و فهميني في أية
دلفت باضطرار و هو يجذبها من ذراعها لتقول هي مسرعة
هنا مرجعتش من امبارح و كانت قايلة لفاطمة انها مع يوسف فعايزة اوصله عشان اعرف هي فين!
قطب حاجبيه بقلق و هو يقول
غريبة انا كلمت يوسف امبارح و فجأة الخط قطع و حاولت اتصل بيه تاني بس لقيته مقفول قولت يمكن فصل شحن لكن اللي انتي بتقوليه دلوقتي دة يقلق!!
هزت رأسها مؤكدة علي حديثه و قالت بتوتر
طيب جرب تتصل بيه تاني كدة!!
أشار بالموافقة و هو يمسك بهاتفه و يحاول الاتصال ب يوسف بينما هي تنظر لتلك الواقفة تتابع حوارهما بتقزز
زفرت بضيق و هو يقول
مغلق طيب جربتي تتصلي عليها!!
نظرت له و كأن الغباء استحوذ علي عقله و قالت
أكيد حاولت و كل مرة يديني مغلق
لمعت عينيه بخبث و هو يقول بلهجة ذات مغزي
طيب مش ممكن يكونوا مع بعض عشان كدة قافلين موبايلتهم!
مالك يا فارس ما هما أكيد مع ب 
بترت جملتها و قد بدأت تستوعب معني جملته الحقېرة و قالت بتقزز و هي تنظر نحو لينا
مش كل الناس زيك يا دكتور فارس و انا اختي محترمة ڠصبا عن عين اي
حد و شكرا علي مساعدتك ليا!!
كادت أن تنصرف من أمامه فأسرع هو خلفها يمسك بذراعيها قائلا
اهدي بس يا ليلي مكنش قصدي انا قولت كدة بس لأن هما بيحبوا بعض و 
قولتلك مش كل الناس زيك يا فارس في ناس محترمة كتير!!
ابتسم ليستفزها بينما هو بداخله يغلي لإھانتها له و قال
طيب يا ليلي استنيني هنا خماسية بالظبط هلبس و اجيلك و مش هنرجع غير و هنا معانا

ثم أكمل و هو يغمز لها بعينه
و هثبتلك أن كلامي صح!!
نزلت نحو البهو و هي تري والدتها جالسة و أثر البكاء واضح عليها ركضت نحوها و جلست بجانبها مربتة علي ظهرها بحنان قائلة
مټخافيش يا ماما ليلي لسة مكلماني و قالتلي انها هتوصل ليوسف لأنها كانت معاه آخر مرة
نظرت لها والدتها نظرة قاسېة و
هي تقول پغضب
انتم اية انتي و هنا معجونين بماية شياطين كل دي حاجات بتحصل من ورايا و انا معرفش!!
أخفضت فاطمة بصرها أرضا و قالت بندم
و الله يا ماما هي اللي
قالتلي مقولكيش عشان تعملهالك مفاجأة لأنه هيجي يتقدملها قريب
زرتها والدتها پعنف قائلة
تاني هي مبتحرمش بعد ما فضحنا قدام الدنيا كلها زمان و سبها قبل الفرح بأسبوع!!
قالت فاطمة و هي تحاول تهدئتها
اهدي بس يا ماما عشان صحتك!!
بكت مرفت بحزن و هي تقول
اهدي ازاي
و انا مش عارفة بنتي فين و لا إية اللي جرالها
تنهدت فاطمة مفكرة و نهضت قائلة
انا هكلم أحمد يمكن يقدر يساعدنا!!
لم تجيبها مرفت فاتجهت لغرفتها و أمسكت هاتفها و قامت بالاتصال به لم يمر وقت طويل حتي وجدته يتحدث بصوت ناعس قائلا
آية يا فاطمة عايزة اية!!
أحمد معلش هقلقك بس في حاجة كدة!!
في أية يا فاطمة اتكلمي انتي هتنقطيني طنط كويسة!
قالها أحمد بقلق لتجيب هي مسرعة
اه اه ماما كويسة بس هنا هي اللي مرجعتش من امبارح!!
قال باستغراب
آية! ازاي يعني
معرفش ليلي بتدور عليها قولت اكلمك عشان تساعدنا!!
طيب طيب يا فاطمة اقفلي دلوقتي و انا هحاول اوصل ليلي و افهم في أية!
فاطمة دلوقتي ربنا يستر!!
وضعت الهاتف علي أذنها و هي تجيب قائلة
الو يا فاطمة 
الو يا نور عاملة اية
انتي متصلة بيا الساعة 5 الفجر عشان تقوليلي عاملة اية يا فاطمة بتهزري!!
همست بها نور بضيق لتردف فاطمة بتذمر
انا غلطانة اني مكنتش عايزة اقلقك هنا مرجعتش من امبارح!!
يا نهار اسود ازاي يعني!
استيقظ حسام علي صوتها الذي ارتفع فجأة و هو ينظر لها بخضة قائلا
فيه اية يا حبيبتي!
ألقت الهاتف من يدها و هي تبكي قائلة
هنا مرجعتش البيت من امبارح يا حسام!!
اهدي بس و انا هقوم ادور عليها مټخافيش!!
كانت في السيارة جالسة بجانبه و هي تفرك يديها بتوتر و قد نسج عقلها خيوط سوداء مكونة أسوأ السيناريوهات التي من الممكن أن تحدث لتوأمها نظر لها و هو يقول
اهدي و بطلي توتر شوية
نظرت له شزرا و هي تقول
بقولك اية انت تسكت خالص بقا جايب واحدة في بيتك يا فارس للدرجادي بقيت حقېر!!
كبس علي فرامل السيارة بقوة و هو يقول پغضب
ملكيش فيها يا ليلي أن شاء الله اقلب بيتي كبارية انا راعيت حالتك و نزلت معاكي عشان ادور علي هنا و اشوف يوسف مختفي فين هو كمان غير كده متتعشميش فيا!!
هزت رأسها بعدم رضا عن حاله و قالت
لا متقلقش مش متعشمة فيك بس انا بنصحك علي الاقل كصديقة و بفكرك أن دة ژنا!!
و كأنها جمله مست صميم قلبه ليقول بارتباك
لا وفري نصايحك لنفسك يا ليلي انا عارف انا بعمل اية كويس!!
أدارت وجهها للجهة الأخري و قد سئمت الحديث معه لأنه بلا جدوي ليدير هو محرك السيارة و ينطلق نحو منزل يوسف
بعد فترة وجدت هاتفها يضيء باسم أحمد نظرت نحو الاسم باستغراب و وضعته علي أذنها قائلة
الو ازيك يا احمد!!
جاءها صوته القلق و هو يقول
تمام يا ليلي وصلتي لحاجة عن هنا 
أدركت أن فاطمة أخبرته بما حدث فتنهدت بضيق قائلة
لسة يا احمد هروح لبيت يوسف دلوقتي يمكن يعرف حاجة عنها!!
جاء صوته مستنكرا و هو يقول
لوحدك يا ليلي اصبري انا جايلك ابعتيلي اللوكيشن!!
لا انا معايا فارس المهم دلوقتي انا عايزاك تعمل حاجة تانية
آية!!
هتروح الشركة دلوقتي هتستني لحد ما سكرتيرة هنا تيجي حاول تعرف منها أي حاجة توصلنا لهنا اهو يبقي كل واحد فينا في اتجاه و اللي يوصل لحاجة الأول يبلغ التاني يلا
طيب سلام
نظر تجاهها و هو يقول باستفسار
انتي بتفكري في أية يا ليلي!!
وصل أحمد نحو الشركة الخاصة ب هنا و حينها كان الوقت قد قارب علي السابعة صباحا
اتجه نحو السكرتيرة التي ما إن رأته حتي وقفت مرحبة به قائلة
أحمد بيه اهلا بحضرتك بشمهندسة هنا لسة مجتش للأسف!!
هز رأسه توفيرا لتلك المقدمات و قال مسرعا
انا عارف هنا مرجعتش من امبارح كنت عايز اعرف منك هي قلتلك اي حاجة في آخر مرة شوفتيها فيها أو حصل أي حاجة غريبة!!
اتسعت عينيها بدهشة و قالت بتوتر
امبارح جالي اتصال من عامل في موقع المفروض أن شركتنا بتشتغل فيه قالي ان فيه واحد من العمال وقع
من الدور السادس طبعا دي مسئولية علي الشركة بلغت بشمهندسة هنا بسرعة فنزلت هي و دكتور يوسف بسرعة و بعدها معرفش اي حاجة عنها!!
قطب حاحبيه بدهشة و هو يحاول استيعاب ما قالت فقال لها
لا ثواني كدة يا مروة اية اللي جاب
يوسف هنا!
كان جاي للبشمهندسة 
هز رأسه بفهم و قال
طيب يا مروة تعرفي توصليني بالعامل دة أو تديني عنوان الموقع اللي بتقولي عليه دة!!
هتفت بسخط و هي تدق الجرس پعنف
بقالنا ربع ساعة واقفين و محدش بيرد الموضوع دة فيه حاجة غريبة!!
اخفض الهاتف من علي أذنه و هو يقول بقلق
موبايلتهم لسة مغلقة 
استندت بظهرها علي الباب بإنهاك و هو ينظر لها
بشفقة حاول الا يظهرها في نظراته لتبادله هي نظراته بنظرات سخرية و قالت
لا بقولك اية ميصعبش عليك غالي!!
بقولك اية يا ليلي انتي عارفة ان انا مبهددش اتلمي احسنلك عشان متزعليش مني!!
ضحكت بتهكم و هي تزيح يده بخفة من علي خصلات شعرها و تقول
ما هو عشان انا عارفاك كويس يا فارس عارفة انك لا يمكن تزعلني!!
بهت من حديثها هذا
محقة هي!! ما يجعلها تتمرد عليه دائما هي ثقتها في حبه لها و الذي يمنعه دائما من إلحاق أي أذي بها
لكن انتهي ذاك العصر الزاهي انتهي الدلال و الحب!!
لا يا ليلي فارس اللي انتي عارفاة كويس انتهي و نصيحة مني بقي متحاوليش تجربيني تاني عشان انتي فرصك معايا خلصت!!
استشعرت جدية حديثه و هي تدقق في عيونه التي تزينت بطبقات من القسۏة
قطع هذه التحديات الصامته صوت حارس العقار القادم من خلفهم قائلا
حضرتك عايز حد يا أستاذ!!
الټفت له فارس و هو يحاول الخروج من دوامات عينيها التي تطيح به دائما و قال
اه كنت جاي لدكتور يوسف
تفحصهما الحارس باستغراب و هو يقول
الدكتور مرجعش من امبارح 
تنهد فارس محاولا الاتزان في تفكيره و قد لاحظ نظرات الحارس نحو ليلي فقال بصوت يشوبه الغيرة
هو في أية!
تنحنح الحارس و هو يقول موجها حديثه نحو ليلي
هو مش حضرتك كنت بتيجي للدكتور هنا قبل كدة!!
أتسعت عينيها بدهشة و قالت في محاولة منها لتصحيح مسار تفكيرهما
لا طبعا مش انا!!
أمسك فارس ذراعها پعنف و هو يسحبها خلفه بقوة في وسط محاولتها للفرار من بين براثنه و لكنه كان كالتنين الجامح الذي يصعب إيقافه وضعها في السيارة بقوة لتصرخ هي قائلة
انت بني آدم مبتفهمش 
جلس علي المقعد المجاور لها و قام بإغلاق نوافذ السيارة و من ثم الټفت لها و هو يطلق نظرات جعلتها تغوص في مقعدها پخوف 
كنتي بتعملي اية عند يوسف يا ليلي انطقي !!
سالت الدموع معلنة حزن القلب علي ذاك الحبيب ذو الروح الغائبة!!
قالت بصوت متقطع نتيجة انقطاع الأكسجين عنها
غبي مش أنا ه ه هنا!!
و كأنه ينتظر أن تتاح له فرصة الاڼتقام منها و قد لغي ذلك العقل تجاهل تلك الانذارات و تناسي أنهما توأم متشابه!!
تعالت شهقاتها و هي تغطي وجهها بيديها و صوت بكائها كخناجر تغرز في قلبه!!
ضړب مقود السيارة بيده مرات متتالية و من ثم ارجع رأسه للخلف و الشعور الوحيد المسيطر عليه هو الندم 
صوت رنين هاتفها ارتفع ليغطي علي صوت بكائها و هي كالمنفصلة عن العالم 
سحب الهاتف من حقيبتها و هو يزفر بضيق فقد تناسوا أمر اختفاء هنا و يوسف
أجاب علي
الاتصال قائلا
ألو 
صوت حمحمة رجولية قادمة من الجهة الأخري قال صاحبها
مين معايا!
انا دكتور فارس 
هتف بها فارس بحنق فلا وقت للاستفهام ليرد أحمد قائلا
اه اهلا يا دكتور اومال فين ليلي!
نظر صوبها و قد بدأت تستعيد وعيها و هي تمد يدها لالتقاط الهاتف منه و لكنه بإشارة من يده أوقفها حينما قال ل أحمد
ليلي مش قادرة تتكلم دلوقتي ممكن بس انت تبلغني أنت وصلت لأية لأن يوسف مش موجود في شقته و مرجعش من امبارح!!
قطب أحمد حاجبيه و هو يقول
لأ احنا لازم نتقابل دلوقتي لأن في حاجات مهمة مينفعش تتقال في الموبايل!!
تنهد فارس و هو يمسح علي وجهه بنفاذ صبر و قال
طيب احنا هنيجي علي الشركة دلوقتي
تمام!
هبطت من السيارة بخطوات راكضة نحو الفيلا و هو خلفها يهتف بها قائلا
اهدي يا نور مش كدة!!
و بالطبع تجاهلت تلك النداءات فمهما وصل بهن الحال من تدهور و مشكلات فسيظلوا شقيقات بل توأم
دقاتها المتتالية علي الباب جعلت الخادمة تأتي مهرولة و هي تفتح الباب قائلة بقلق
نور هانم خير فيه حاجة!!
أزاحتها من طريقها و هي تركض للداخل هاتفة
ماما يا ماما فاطمة!!
هبطت مرفت من علي الدرج بوهن و هي تنظر لها بأعين دامعة
ركضت نور
نحوها و هي تقول پخوف و بكاء
فين هنا يا ماما!
ربتت والدتها علي ظهرها بحنو و هي تحاول السيطرة علي دموعها و قالت
اهدي بس يا نور ليلي و احمد بيدوروا عليها و هيلاقوها ان شاء الله هي بس تلاقيها زي عادتها سهرانة في مكتبها و نسيت تتصل بينا تبلغنا مكنش في داعي تيجي انتي و جوزك علي ملا وشكم كدة!!
تولي مهمة الرد هذة المرة حسام و هو يقول
طيب محدش اتصل يطمنكوا يا طنط!
جلست مرفت و هي تتحامل علي حالها و قد بدأت تشعر أن مرضها بدأ يتفاقم و لكن ليس هذا وقت الشعور بالألم
تبا للألم و ما يتعلق به فالألم الحقيقي هو أي مكروة يصيب فتياتها
لسة يا حسام و الله اقعد بس استريح كدة و ان شاء الله يرجعوا بيها!!
لم تتمهل نور و هي تقول
ليلي مش بترد انا هتصل بأحمد!!
و لكن صوت فاطمة سبقها حينما قالت
أحمد لسة متصل بيا!!
قالت نور بلهفة
قالك اية!
قالي ان ليلي و فارس
راحوا بيت يوسف و ملقوش حد و البواب بيقول انه
مرجعش من امبارح و موبايله مقفول و احمد راح الشركة و السكرتيرة قالتله انها جالها مكالمة من واحد من العمال بيقول ان الموقع اللي بيشتغلوا فيه حصل فيه حاډثة فخرجت هي و يوسف للموقع و من بعدها مرجعتش الشركة!!
نهضت مرفت و هي تهتف پغضب
في أية هو انتو مستهيفني للدرجادي اية اللي جاب ليلي لفارس و هنا رجعت ليوسف من ورا ضهري تاني ناوين تجننوني يا ولاد زين!!

حاولت نور تهدئتها قائلة
يا ماما أكيد هنفهم كل حاجة لما يرجعوا بس اهدي!!
قال حسام بتفكير
الموضوع دة فيه حاجة غلط اكيد حاجة متدبرة!!
ثم أكمل بتساؤل
هي هنا كان عندها أعداء في السوق!!
مطت فاطمة شفتيها و هي تقول بتفكير
مش عارفة يعني كانت بتقولي انها عندها منافسة مع شركات في السوق عادي بس مش لدرجة خطڤ يعني يا حسام!! و بعدين هتتخطف و هي مع يوسف ازاي!
و هو يوسف دة سوبر هيرو يعني يا فاطمة ما هو ممكن يتخطف هو كمان يا فاطمة!!
هي مستمعة فقط تركت زمام الأمور في يده و ليفعل ما يشاء!!!
طيب و احنا مستنين اية دلوقتي يلا نتحرك علي الموقع اللي ادتنا عنوانه!!
هتف بها أحمد موجها حديثه نحو فارس ليقول الآخر
ادينا مستنيين استاذ حسام مش فاهم اية لازمته يعني!!
حسام جوز نور يا فارس يا ريت تتكلم عليه احسن من كدة!!
تفوهت بهذه الجمله و دلالات الڠضب تتسلل من بين كلماتها لينظر لها بسخرية قائلا
آسفين يا دكتورة مغلطناش في البخاري يعني!!
أشار له أحمد بأن يهدأ و هو يقول مستشعرا حدة الحديث بينهما
استهدوا بالله يا جماعة!!
نهض فارس ما إن رأي حسام يطل عليهم 
الاثنان يكنان عداوة
لبعضهما لأسباب غير معروفة حتي الآن!!
ابتسم فارس ابتسامة صفراء و هو يقول
أهلا حسام بيه ليك وحشة يا راجل!!
بادله حسام تلك الابتسامة و هو يمد يده لمصافحته مصافحة باردة تفوح منها رائحة العداوة
و من ثم صافح أحمد و ليلي و قال موجها حديثه ل أحمد
هنروح علي فين!!
علي عنوان الموقع اللي مروة ادتهولنا يمكن نلاقيهم هناك!!
طيب يلا!!
هتف بها فارس ثم نظر نحو ليلي قائلا
روحي انتي يا ليلي كفاية عليكي كدة!! 
نظرة بلا معني أطلقتها نحوه و هي تقول
أنا مش هرجع البيت غير و هنا معايا!!
يا ليلي كدة احسنلك لحد بس لما نفهم اية اللي بيحصل!!
تفوه بها حسام ليقابله ردها الصامت فيقول أحمد 
خلاص يا جماعة سيبوها علي راحتها و كفاية تضييع وقت لحد كدة!!
و بالفعل تحركوا جميعا و ما هي سوي ساعة حتي وصلوا نحو المكان المنشود هبطوا من السيارة ليقابلهم رئيس العمال قائلا
اهلا عايزين حد يا أساتذة!!
هز فارس رأسه بالإيجاب قائلا
اه كنا بتسأل علي البشمهندسة هنا!!
البشمهندسة هنا مجتش بقالها يومين بس المفروض أن كان عندها معاد معانا النهاردة بس لحد دلوقتي مجتش هو انتم عايزينها في حاجة!
ازاي يعني مجتش اومال العامل اللي وقع من الدور السادس امبارح دة كان اية!
تفوهت بها ليلي بتعجب ليقطب العامل حاجبيه بدهشة و يقول
عامل اية يا مدام مفيش حاجة من الكلام دة حصلت!!
ازاي يعني فيه عامل من عندكم اتصل امبارح بشركة البشمهندسة و قالها كدة!!
هتف بها أحمد
بضيق ثم أكمل و هو يخرج هاتفه
و رقمه اهو!!
قال العامل بدهشة
و انا بأكدلك يا باشا أن مفيش حاجة من الكلام دة حصلت بس وريني كدة رقم العامل دة اتأكد منه!
أدخل هذا الرقم علي هاتفه ليقول باستغراب
دة رقم الواد سميح!! غريبة دة مجاش من امبارح!
و يطلع اية سي سميح دة كمان!
تفوه بها فارس بضيق قائلا
دة عامل من العمال في المشروع دة يا باشا 
طيب تعرف فين عنوان الواد دة!
قالها حسام و قد بدأ يفهم ما يدور
لا يا باشا بس ممكن اجيبلك واحد من العمال يعرف عنوانه ثواني و هرجع بالعنوان
التفتت ليلي نحوهم و هي تقول
معناه اية اللي بيحصل دة!
معناة أن اللي حصل دة كان متدبر عشان يخطفوا هنا و كان معاها يوسف بالصدفة
قالها حسام بتفكير
هما مين دول و اية مصلحتهم!
تفوت بها ليلي باستغراب ليجيبها حسام قائلا
أكيد ليها منافسين في السوق و في السوق اي حاجة مباحة!!
تقوس جانبي فم فارس بسخرية و قال موجها حديثه نحوه
و طبعا انت ادري الناس بالكلام دة!!
أبعد حسام نظراته المتلعثمة بعيدا عن فارس و قد أنقذه من هذا الموقف قدوم العامل و معه رجل آخر يسير بتوتر باد
تقدما منهم و العامل يقول
دة الواد سعد صاحب سميح الروح بالروح و هيعرف يوصلكم ليه يا باشا 
اقترب فارس منه بخطي بطيئة لكنها جعلت الړعب يدب في أطراف سعد خصوصا حينما قال
فين عنوان البيت بتاع الواد دة ياض!!
ابتلع سعد ريقه بصعوبة و قال بعينان زائغتان
مم معرفش يا باشا!!
ابتسم فارس و هو يقول
فعلا!!
نظر له سعد پخوف و لم يجيبه و بين لحظة و الأخري ھجم فارس عليه و قبض علي رقبته پعنف جعل ليلي تتراجع إلي الخلف پخوف 
تذكرت تلك اللحظة التي قبض فيها علي رقبتها في
السيارة!!
لم تصدقه حينما قال أنه أصبح شخص آخر غير الذي عشقته
و لكن ما يحدث الآن يؤكد صحة قوله
ما تنطق يا حيليتها فين بيته و اية علاقته باختفاء البشمهندسة هنا!!
قالها فارس مزمجرا پغضب بينما توجه نحو أحمد و هو يحاول تخليص سعد من بين يديه قائلا
اهدي بس يا فارس مش كدة و انت كمان انطق!
كان ينتفض بين يديه كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة و هو يقول بأنفاس غير منتظمة
و الله يا باشا ما اعرف حاجة هو بس قالي انه انه في واحد عرض عليه فلوس و قاله يتصل بالشركة يقولوهم أن الموقع حصل فيه حاډثة و يقول للعمال أن البشمهندسة قالتلهم يروحوا دلوقتي غير كدة معرفش و
الله!!
تركه فارس ببطء و لكنه مازال ممسكا بتلابيب قميصه و قال
و هو موجود في بيته و لا لأ!
هز سعد رأسه بالنفي و هو يقول پخوف
لا يا باشا روحتله امبارح و قالي ان الراجل اللي خد منه الفلوس قاله يختفي اليومين دول 
و أكيد أنت عارف هو مختفي فين!
قالها حسام بتساؤل ليصمت الآخر مطأطئ وجهه أرضا فازدادت قبضة فارس علي تلابيب قميصه و هو يقول بهمس لا يسمعه سواه
و رحمة أمي لو ما نطقت مش هخلي فيك حتة سليمة!!
عارف يا باشا عارف مكانه!!
قالها سعد مسرعا و قد اخترق ټهديد فارس أذنه مارا بعقله الذي بدأ بضړب أجراس الإنذار
تركه فارس علي حين غرة و هو يقول
يبقي يلا ودينا ليه
لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت فبعد مرور أقل من ساعتين انتبهت ليلي للمكان حولها
عشوائيات!!
منازل قديمة باتت علي وشك الهلاك و أشخاص دعستهم الحياة بلا رحمة!
وجدتهم يهبطون من السيارة فهبطت خلفهم نظر لها حسام باستغراب
علي فين يا ليلي!!
داخلة معاكم!!
لا طبعا مينفعش احنا مش ضامنين اية اللي يحصل جوة!
و لا ضامنين بردو لو سيبناها لوحدها في المكان دة اية اللي ممكن يحصل هي اختارت انها تيجي معانا يبقي تتحمل نتيجة اختيارها من البداية 
قالها فارس و هو موليا ظهره لها لتعض هي علي شفتيها پغضب من طريقته هذه و تتجه خلفهم
ساروا خلف سعد حتي وصلوا إلى دكان تتضح عليه معالم القدم
نظر لهم سعد و هو يقول بصوت منخفض قارب الهمس
هو جوة يا باشا!!
ضيق فارس عينيه و هو ينظر نحوهه بشك قائلا
أي حركة غدر و رحمة أمي هخليك تتمني المۏت
ارتعد الآخر و هو يبتلع الخۏف داخل جوفه ليقول أحمد
احنا هنستخبي ورا الحيطة
دي و انت هتخبط عليه و زي ما قالك لو غدرت ما تلومش غير حالك!!
و بالفعل أختبئوا خلف هذا الحائط و قام سعد بالطرق علي باب ذلك الدكان المتهالك ليسمع صوت غليظ قادم من الداخل قائلا
ميين!!
خرج صوته مغلفا بطبقة من الخۏف و هو يقول
انا يا سميح افتح!!
فتح الآخر الباب و هو يلتفت حوله پخوف قائلا
الله يخربيتك اية اللي جابك هنا يا سعد مش قولتلك متجيش الا لما اتصل عليك!!
و كأن نيران جهنم فتحت عليه وجد الثلاثة رجال أمامه نظر لهم بأعين متسعة و أسرع ليغلق الباب و لكن أحمد كان أسرع حيث دفعه للداخل و دخلوا جميعا خلفه
مين اللي قالك تعمل كدة مع البشمهندسة هنا ياض!!
لينظر سميح نحو سعد قائلا باحتقار
بعتني يا سعد!!
زاد حسام من ضغطه علي رقبته و هو يقول بزمجرة
ما تنطق يا حيوان و لا انت مستغني عن عمرك!
كان يحاول تخليص حاله من بين يديه ليستغل سعد فرصة انشغالهم ب سميح و يتجه نحو ليلي و هو يخرج سکين من جيبه و يضعها علي رقبتها
صړخت هي و معالم الړعب مرسومة علي وجهها و هي تتشنج بين يديه
الټفت فارس نحوها و هو ينظر للسکين المرفوعة علي رقبتها پخوف بينما قال حسام في محاولة لتهديده
سيبها يا سعد في لحظه هتلاقي صاحبك بيودع الدنيا و انت بعده و أنت عارف محدش هيسأل عليكم أصلا لأننا بندسكم تحت رجلينا زي النمل ملكوش دية من الآخر!!
صړخ سعد قائلا پقهر
انتم اية اشتريتوا الدنيا بفلوسكم ارحمونا بقا
اقترب منه فارس بحذر و هو يري حياته بين يدي ذاك المعتوه 
اهدي بس كدة انت مش واخد بالك انت بتعمل اية انت لو مسيت شعرة منها مش هيكفيني فيك عمرك انت سامع!!
تدرجت نبرته بين الټهديد و الرجاء و هو يراها تنتفض بين يديه
خليه يسيب سميح يا باشا و انا هسيب الهانم 
احنا مش هنأذيه احنا عايزين نعرف بس مين اللي خطڤ البشمهندسة هنا و هي فين دلوقتي لكن مش
هنأذيكم أكيد
تفوه بها أحمد و هو يحاول تهدأته ليضحك الآخر بسخرية
و انتوا من أمتي و انتوا ليكو كلمة!
رأي حسام أن الحديث معه لا يجدي فقرر استعمال طريقة أخري
حيث أخرج قائلا
يبقي تتشاهد علي روحك انت و صاحبك!!
علت أنفاس سعد پجنون و هو يسير بالسکين ببطء علي رقبتها البض و يقول
مش قبل ما الهانم تسبقنا يا باشا
رفع الين علي
ربتها و هو يضغط بقوة لېصرخ فارس باسمها قائلا
ليلي!!
يتبع
صرخته باسمها هزت المكان من حوله صړخة جعلت قلبه يزرف الډماء بلا توقف 
و تزامنا مع ركضه نحوها ركض أحمد هو الآخر فتشتت سعد و هو يراهما قادمين نحوه 
استغلت ليلي هذه الفرصة المتاحة للحياة و اعتمادا علي خبراتها السابقة التي اكتسبتها من فارس
لکمته بمؤخرة رأسها في أنفه ليتركها هو متأوها
فتستدير هي نحوه و تعطيه اللكمة الثانية حيث ضړبت جبهتها بجبهته و في لحظة وقع مغشيا عليه
ليلتقطه أحمد و هو ينظر لها مشدوها بينما لم يعر فارس اهتماما لكل ما حدث هذا فكل ما يهمه في هذه الحياة وجودها!!
حتي و إن كانت بعيدة فيكفيه شعوره
أنها موجودة معه في هذه الحياة تستنشق الهواء الذي يستنشقه!!
و تفاجئ برد فعلها هذا حينما وجدها تدفعه بعيدا لينظر لها و يجدها تطالعه پخوف باد في عينيها حسنا لقد أخافها منه!!
تبا له لكن ألم يكن هذا ما يريده!
اتجه نحوها و هي تتراجع پخوف فقطب حاجبيه بذهول قائلا
معقول خاېفة مني يا ليلي!!
احتمت ب أحمد و هي ممسكة بذراعه و مشهده و هو يقبض بيده علي رقبتها في السيارة لا يفارقها كلما رأته كلما تذكرت ما حدث!!

أدمعت عينيه و هو يري نظرات الړعب في عينيها كأسهم من الڼار تخترق جدار قلبه
كتف الواد دة يا فارس و ارميه علي جنب!!
قالها أحمد و هو يربت علي ظهر ليلي في محاولة لتهدئتها و النيران تشتعل في قلب فارس ليتجه نحو سعد الملقي أرضا و يكاد يكون فاقد للوعي و امسكه من تلابيب قميصه و هو يرفعه نحوه قائلا بهمس
شايف الړعب اللي في عينيها دة انا هخليك تتمني المۏت و متطولهوش بحق النظرات اللي في
عنيها دي!!
بينما كان حسام مكبلا سميح و هو يقول بټهديد
ها هتقول اللي تعرفه و لا عايز تبقي زي صاحبك!
هز سميح رأسه مسرعا بنفي و قال پخوف و قلب منتفض
لا لا يا باشا و الله هقول كل اللي اعرفه 
ألقاه حسام أرضا بعدما انتهي من تكبيله و وقف أمامه واضعا يده بجيب بنطاله و هو يقول 
ايوة شاطر قولي بقا كدة اية اللي حصل بالظبط
أطرق الآخير ينظر بحزن و هو يقول بندم
و الله يا باشا البشمهندسة هنا كان خيرها عليا بس الحوجة وحشة من يومين لقيت واحد بيلف حوالين الموقع اللي بنشتغل فيه رحت سألته لو عايز حاجة قالي انه عايز مصلحة و هيديني قدامها 10 آلاف جنية قالي اني اقول للعمال أن البشمهندسة بعتت تقولهم أن النهاردة باقي اليوم إجازة و اتصل بالشركة اقول ان فيه عامل وقع و أكيد البشمهندسة كانت هتيجي جري قالي لما دة يحصل رجالته هتبقي حوالين الموقع اديهم إشارة عشان يخطفوها و انا كنت واقف لما هي جت و كان معاها واحد و أديت إشارة لرجالته و هجموا عليهم و خدروهم و خطڤوهم
و بعدين و راحوا بيهم فين و متقولش مش عارف عشان انا واثق ان انت عارف!!
تفوه بها أحمد و هو ينظر له بتساؤل ليرد الآخر بتردد
ايوة يا باشا هو بعدها كلمني و قالي أجيله علي عنوان عشان آخد الفلوس و قالي اني اختفي عشان الموضوع ميتعرفش بس انا متأكد ان المكان دة هو اللي كانت مخطۏفة فيه البشمهندسة لأني سمعت صوت صريخها جوة!!
عمل فيها حاجة صح هنا جرالها حاجة!!
هتفت بها ليلي محدثة أحمد باڼهيار و قد كان البكاء هو الغالب علي نبرتها
اقترب منها فارس بتردد و هو يقول بصوت خفيض
اهدي يا ليلي معملوش فيها حاجة هنرجعها إن شاء الله
التجاهل كان عنوان الحوار الدائر بينها هي و فارس ليزفر هو بضيق قائلا
حسام فك الواد دة و جيبه علي العربية مش عايزين تضييع وقت أكتر من كدة خلينا نلحقهم قبل ما يجرالهم حاجة
استجاب حسام لمطلب فارس و في أقل من ساعة كانوا في المكان المنشود!!
دعونا نتجه بعيدا بعيدا تماما عن مصر 
إلي ألمانيا!!!!
في مكان تعانق فيه فروع الاشجار بعضها خالي من جميع مسببات الحياة و
فوق جبل مرتفع شاهق يوجد قصر كبير
إذا نظرت له من بعيد تشعر بالرهبة منظره يبعث الخۏف و الكآبة في النفس كدلالة علي بشاعة ما يحدث فيه
و في داخل هذا القصر و علي مقعد يشبه مقاعد الملوك و لكن ليسوا أي ملوك بل الطغاة فقط 
يجلس رجل في عقده السابع الظلم و الشړ و البشاعة كان لهم نصيبا من ملامحه
طويل البنيه قمحي البشرة ذات عيون سوداء قاتمة تشع شړ 
و أمامه رجل آخر في بداية الأربعين من عمره ذات لحية نامية تسلل إليها الشيب لتصبح بيضاء
هزيل الجسد و لكنه فارع الطول
عملت اية يا عماد فارس رد عليك بإية!
ابتسم عماد ابتسامة شيطانية و هو يقول بمكر
و هو يقدر يعمل حاجة غير أنه يوافق يا مستر جون خصوصا بعد ما هددته بليلي و بنته !!
بس انت متأكد من
حكاية بنته دي يا عماد!
مط عماد شفتيه بعدم اكتراث و هو يقول
مش مهم اكون متأكد يا باشا المهم انه بلع الطعم و بعدين المعلومات اللي قولتهاله فعلا صح لكن حكاية بنته لسة عايشة و لا مېتة دي بقا مش متأكد منها 
لمعت عين جون بانتصار و هو يقول
برافو عليك يا عماد مكافأتك هتوصلك النهاردة و متنساش مكافأة لينا معاك تعبت معانا كتير قولها خلاص ان دورها قرب ينتهي بس تصبر شوية!!
تمام يا باشا عن أذنك 
هز جون رأسه بالموافقة علي رحيله و هو ينظر إلي نقطة غير محددة سارحا في بحور الشړ الذي غرق فيها منذ قديم الأزل و خطفت روحه ليعود بروح جديدة لا تشبه القديمة في أي شيء!!!
و بعد مرور دقائق دخلت امرأة يبدو أنها في نهاية عقدها الخامس متوسطة القامة ذات جسد ممتلئ بعض الشيء
ملابسها لا تتناسب قط مع مرحلتها العمرية بل تتناسب مع العاھړات فقط!
تهادت في سيرها و هي تبتسم ابتسامة أظهرت التجاعيد التي حاولت بشتي الطرق أن تتخلص منها
و لكن الزمن أبي ألا يترك بصمته عليها 
وقفت أمامه و هي تقول بدلال
وحشتني اووي يا جون 
أبت علامات الصرامة أن تتزحزح عن وجهه و قال باقتضاب
عرفتي أي أخبار عن سمير يا ناريمان 
تنهدت و هي تحاول منع الغصة التي تمكنت من قلبها أن تظهر و قالت في محاولة منها لإخفاء كذبها
معرفش اي معلومات عنه يا جون من بعد الحاډثة!!
ضيق عينيه و هو ينظر لها بخبث قائلا
طيب محاولش يتواصل مع ولاده دة نازل مصر مخصوص عشانهم!!
انا بكلمهم كل يوم و عرفتهم انه نزلهم مصر و انا معرفش عنه حاجة عشان يدوروا عليه متقلقش اول لما يعرفوا عنه حاجة هيبلغوني 
إياك يا ناريمان تخبي عني اي حاجة و تنسي ان سمير جوزك اصلا هو اختار يخرج عننا و عقابه خده و إلا نهايتك هتكون زيه
تنفست ببطء و هو تهز رأسها بالموافقة علي حديثه قائلة
انا مقدرش اخبي عليك حاجة يا جون و بعدين لو كنت ناوية اغدر من الاول كنت هربت معاه!!
احتدت نظراته المصوبة نحوها و هو يقول بحنق
بس انتي ما منعتهوش انه يهرب 
فردت ذراعيها بقلة حيلة قائلة
معرفتش امنعه و حاولت ابلغكم قبل ما يهرب بس كان حابسني و أول لما عرفت اوصلك بلغتك علي طول!!
أشار لها بكفه كعلامة لنهاية الحديث فتنهدت هي و استدارت خارجة من ذاك الوكر
و ما إن خرجت حتي استندت علي جدار جانبي و حاولت التقاط أنفاسها بصعوبة و من ثم
اجهشت في بكاء مرير بكاء علي زوجها و حبيب عمرها
اڼهارت جالسة علي الارض و هي تشهق بقوة 
لم يكن بيدها شيء سوي حمايته لأنها تعلم جيدا انهم لن يتركوه يعيش إن ابتعد عن تلك العصابة!!
فما كان بيدها إلا أن ترفض الهروب معه و البقاء هنا لمنع أي ضرر سيلحق به و تحذيره!!
وقف حسام أمام أحمد موجها حديثه نحوه قائلا
انا و فارس هندخل يا احمد و هنحاول نوصلهم و انت هتقف هنا مع ليلي تستني الشرطة تمام!!
زمجرت ليلي پغضب قائلة
ليلي مش هتستني في حتة انا هدخل معاكم 
هو انتي مينفعش تسمعي الكلام شوية!!
قالها فارس بضيق من تصرفاتها الطفولية رغم أنها امرأة
ناضجة في الثلاثون من عمرها لتتجاهله هي ناظرة نحو حسام قائلة برجاء
حسام و النبي انا عايزة ادخل معاكم مش هقدر استني اكتر من كدة عايزة اطمن علي هنا!!
تنهد حسام قائلا بارهاق
ليلي لازم تسمعي كلام فارس انتي اصلا المفروض متبقيش هنا من الاول 
اغمضت عينيها بحزن محاولة أن تبث الطمأنينة في قلبها ليقول فارس
خد بالك يا احمد من الواد سميح احنا ربطناه و مرمي برة في العربية
هز أحمد رأسه موافقا علي حديثه
ليتجه كلا من فارس و حسام نحو الداخل بحذر 
استوقف حسام فارس و هو يخرج مسدسه و مسډس آخر ليعطيه له قائلا
خلي المسډس دة معاك هنحتاجه!
أخذه فارس منه و هو يقول بسخرية
اة انا نسيت يا حسام بيه الحاجات دي تخصصك 
سار حسام متقدما للأمام ليتقدم فارس في الجهة الأخري ليكون كلا منهما في اتجاه مختلف 
انت مش ناوي تنسي و لا إية يا فارس!
استند فارس بظهره علي جدار و هو يقول بضحكات سخرية
أنسي! يا راجل دة انت السبب في دمار حياتي!!
ليه هو انا اللي خليت ليلي ضميرها يأنبها و تحس انها السبب في مۏت ابوها و تطلب الطلاق منك!!
لم يستطع فارس إجابته لأن أبواب جهنم فتحت عليهم 
وابل من الړصاص أصبح متبادل بينهم و بين رجال مروان
و لأن الكثرة تغلب الشجاعة فقد تمكن منهم الرجال
ليخرج مروان مصفقا بيده و قد كبل الرجال فارس و حسام
لا برافو هو انتم متخيلين انكم هتقدروا تدخلوا هنا عادي!!
فين يوسف و هنا!
قالها فارس و هو يتشنح بين يدي ذلك الرجل الذي أقل ما يقال عنه انه أشبه بالحائط بالطبع فارس قوي البنية عريض المنكبين طويل القامة و لكن إذا ما وضع في
مقارنة مع ذاك الرجل سيخسرها بالطبع
اممم اعرف الأول بس انتم مين!
تفوه بها مروان و هو يسير أمامهم باستفزاز ليقول حسام
سلمنا هنا و يوسف و صدقني هتخرج من الموضوع دة و محدش هيجي جنبك!!
ضحك مروان بصوت صادح حتي أدمعت عيناه
تصدق ضحكتني و مين اللي قالك ان حد هقدر يجي جنبي!!
اا 
قطع حديث حسام فارس قائلا بقلق
تقصد
اية بكلامك دة!!
أمم مش هقولولكم انا هسيبكم تشوفوا بعنيكم!!
و بإشارة منه تحرك الرجال المقيدين لهما إلي الداخل
جحظت عيناهما و قد هالهما المشهد 
كان يوسف مقيد من ذراعيه و ساقيه بسلاسل حديدية في الجدار
لا يوجد مكان في جسده خالي من الچروح و الكدمات فاقد للوعي
صړخ فارس باسمه قائلا
يوسف انت عملت فيه اية و رحمة امي انا هندمك علي اللي انت عملته دة!!
اقترب منه مروان و هو يربت علي كتفه قائلا
لا اهدي كدة دة انا بس قرصت ودنه علشان ميبصش لحاجة مش بتاعته دة انت لسة ما شوفتش القمورة التانية!!
تقدم رجل من رجاله و هو يحمل هنا التي كانت ممزقة الثياب و الډماء موزعة علي جسدها بطريقة عشوائية سواء كانت دماء ناتجة من چروح أو دماء عذريتها التي لم يستطع أن يميزها يوسف من شدة غضبه!!
و في ذلك الوقت و وسط حالة الصدمة المسيطرة علي الجميع كانت الشرطة قد أتت
و دخل كلا من أحمد و ليلي التي ما إن رأت شقيقتها علي هذا الحال
صكت وجهها و هي تبكي قائلة
يا نهار اسود يا نهار اسود هنا!!
وقفت الشرطة محاصرة مروان و رجاله ليستسلم راميا أرضا 
في ظرف ساعة كان الأمر منتهي انتهي كل شيء كما بدأ حتي هنا تلك المسكينة التي أنتهت و تحولت حياتها مائة و ثمانون درجة!!
دخلت معها ليلي إلي سيارة الإسعاف و هي لا تكف عن البكاء و الصك علي وجهها

و في سيارة إسعاف أخري كان فارس مصاحبا ل يوسف صديق دربه و الذي كان بمثابة أخيه 
بكي بحړقة و هو يمسح علي شعره قائلا
قوم يا صاحبي و الله ما هسيب حقك قوم متسبنيش لوحدي يا يوسف مش انت اللي قولتلي أن احنا هنفضل مع بعض علطول!!
في حديقة هادئة بعيدة عن كل هذه الأحداث الصاخبة و في قصر كبير متسع و لكنه فارغ الا من شخصين
كانت تجلس فتاة في نهاية عقدها الثاني بيضاء البشرة ذات
خطوبة اية يا فهد و احنا منعرفش بابا فين!
تنهد و هو يمسك كفيها بحب و يقول
يا داليا سيبك من موضوع بابا دة انا هتصرف فيه ركزي انتي في حياتك اللي جاية كفاية كدة بقا 
نزلت دموعها معلنة رفضها لحديثه و قالت
يا فهد مهما حصل دول هيفضلوا أبونا و أمنا و مش هنقدر ننساهم!!
بس عارهم هيفضل يلاحقنا طول عمرنا!
صمتت فهذه هي الحقيقة التي لا يستطيع عقلها تصديقها 
انتي فاهمة يعني اية يطلعوا تجار أعضاء يا داليا هتقولي لجوزك اية معلش ابويا و امي طلعوا تجار أعضاء 
ازدادت دموعها و الصمت قد أسدل ستاره
ضمھا إليه و هو يقول
يا حبيبتي انا مقولتش أن احنا هننساهم انا هدور علي بابا و مش ههدي غير لما اجيبه بس انا عايزك تركزي في خطوبتك و بس!!
طيب و ماما!
أغمض عينيه محاولا محي أي ذكري في قلبه لهذه المرأة 
هي اختارت انها تسيبنا يا داليا و تمشي في طريق نهايته سد يبقي احنا كمان ننساها 
انا مش فاهمة يعني بابا قرر يرجع عن الطريق اللي كان ماشي فيه و رجع مصر و فجأة اختفي هي عرفت منين طيب و هي كمان مرجعتش معاه ليه انا مش فاهمة حاجة يا فهد!!
و لا انا كمان فاهم حاجة يا داليا بس متقلقيش كل حاجة هتوضح قريب 
كانت تهرول بوهن بمساعدة فاطمة و نور في الردهة الخاص بالمشفي كادت أن تتعثر مرفت مرات عديدة و هي تبكي ناطقة باسم ابنتها
هنا يا رب ما يكون حصلها حاجة يا رب ما تبتلنيش في حد من ولادي يا رب!!
وصلن نحو بهو واسع يجلس فيه حسام و أحمد انطلقت مرفت نحوهما قائلة بهلع
آية اللي حصل طمنوني عليها هي فين!!
اهدي يا طنطهي مع ليلي في العمليات 
قالها أحمد مربتا علي كتفها ليطمئنها و هو يساعدها علي الجلوس لتقول هي پبكاء
عمليات ليه!! هنا حصلها اية يا احمد رد عليا يا ابني!!
نظر نحو حسام بتوتر ليقول حسام بتلعثم
يا طنط هي بس كان مغمي عليها و ليلي بس حبت تطمن عليها مش أكتر
نظرت له فاطمة و نور بعدم تصديق فسحبته نور بهدوء لتسير خلفها فاطمة
قالت نور بتساؤل
هنا حصلها اية يا حسام!!
ضړب كفيه ببعض و قال
بضيق
يا حبيبتي ما حصلهاش حاجة 
يعني عشان كان مغمي عليها تدخلوها عمليات دة مش منطق ابدا يعني!!
قالتها فاطمة و هي تنظر له مشككة في صحة حديثه ليصمت هو 
أمسكت نور بذراعه قائلة بترجي
حسام عشان خاطري قولي هنا مالها!
لم يجيبها فزفرت فاطمة بضيق و اتجهت نحو أحمد قائلة
انت
رايح فين!
هشرب سېجارة عايزة حاجة!
رد أحمد عليها باقتضاب لتقف هي أمامه قائلة
قولي الأول هنا حصلها اية يا احمد!
أمسك ذراعيها پعنف و سحبها معه و هي تنظر له باستغراب حتي وقفا في ركن هادئ إلي حد ما فقال لها بحنق
اهدي بقا انتي عايزة امك يحصلها حاجة!!
جحظت عينيها و هي تنفض ذراعها عنه قائلة پغضب
انا ليه هو انا عملت حاجة!!
كور قبضة يده و هو يهددها قائلا
بصي يا فاطمة انا مش طايقك و لولا امك و اخواتك مكنتش هبقي موجود دلوقتي فأحسنلك ابعدي عن طريقي 
كاد أن يسير مبتعدا عنها و لكنها أمسكت ذراعه قائلة بسخط
هو انا عملتلك اية لكل دة 
مش عارفة عملتي اية يا فاطمة انتي انسانة أنانية مش بتفكري غير في نفسك و بس محاولتيش تسألي عن اختك و كأنك عايشة لوحدك في البيت شايفة نفسك الضحېة دايما و كلنا جايين عليكي!!
نظرت له پصدمة جالية صدمها بحديثه المباشر قالت
أنا وحشة اوي كدة في نظرك!!
انتي عملتي حاجات كتير و انا استحملتك يا فاطمة بس اعملي حسابك بعد ما اختك تقوم بالسلامة هننفذ اللي
اتفقنا عليه عشان أخلص 
و بهذه الكلمات التي أصبحت مثل السيوف التي تنهش فيها دون رحمة أختتم حديثه معها و تركها و ذهب
اغمضت عينيها و هي تتذكر ذاك الاتفاق اللعېن الذي حدث بينهما
منذ يومين 
كانت جالسة أمامه في ذلك المطعم الذي طلب مقابلتها فيه مندهشة من ذلك التحول الذي صار له 
أصبح يعاملها بقسۏة و شدة لم تعدها منه يوما 
بصي يا فاطمة انا عارف انك محبتنيش و 
قاطعته محاولة الدفاع عن حالها قائلة
أحمد لو سمحت اديني فرصة ادافع عن نفسي 
لو سمحتي انت سيبيني أكمل كلامي!!
صمتت و هي تنظر له مشدوهة ليكمل هو قائلا
احنا مش هنتجوز يا فاطمة 
لم تتعجب كثيرا فهي توقعت هذا الأمر من قبل و لكنه صدمها حقا حينما قال
احنا هنعمل فرح و كتب كتاب بس هيبقي وهمي يعني اللي هيكتب الكتاب مش هيبقي مأذون و بالتالي هيبقي عقد باطل كل الكلام دة لفترة مؤقتة عشان والدتك مش أكتر و عشان انتي كمان متبقيش مجبرة علي حاجة!!
يعني اية هعيش معاك في بيت واحد ازاي و انا مش مراتك!!
ابتسم و هو يشعل سيكارته و ينفث دخانها قائلا
أمم خلاص يبقي نكتب الكتاب و نحوله جواز حقيقي فعلا بس ساعتها بقي يا حبيبتي انا مش هطلق!!
ابتلعت ريقها و هي تنظر له و بين لحظة و الأخري تحولت نظراتها من الصدمة إلي الجمود و قالت
انا موافقة بس يا ريت الموضوع يخلص في أسرع وقت!!
أقل من شهر و هعلن أن انا طلقتك و كل واحد هيروح لحاله لأن انا معرفتي بيكي من الاول كانت غلط يا فاطمة 
عودة إلي الواقع 
نهضت من محلها و هي تنتزع قناع الضعف الذي لا يليق بها أبدا!!!
اتجهت نحو المكان الذي كانوا يجلسون به لتجد ليلي قد خرجت لتوها من غرفة العمليات 
اسرعوا نحوها جميعهم بقلق و خوف و مشاعر مختلطة تخبئ العديد من التساؤلات
طمنيني يا ليلي هنا عاملة اية اية اللي حصلها !
قالتها مرفت و هي تنظر بقلق في عينا ليلي الذابلتين من البكاء
تنهدت ليلي و هي لا تعلم بم تخبر والدتها أن مستقبل نجلتها انتهي علي يد شخص مريض!!
الحمد لله يا ماما هي كويسة كان عندها بس هبوط في الدورة الدموية و لحقناها 
زفرت مرفت بارتياح و هي تجلس قائلة
الحمد لله مين اللي خطڤها و كان عايز منها إيه!
معرفش يا ماما النيابة بتحقق معاه دلوقتي
المهم انها كويسة انا هروح اشوف يوسف لأن حالته كانت خطېرة جدا!!
سارت ليلي مبتعدة عنهم جميعا حتي أصبحت في ردهة فارغة رأت فهد أمامها قادما بابتسامته المعهودة و التي سرعان ما تلاشت حينما رآها في هذه الحالة التي يرثي لها
أقترب منها بقلق قائلة
انتي كويسة يا دكتور ليلي 
هزت رأسها بالموافقة و لكن ما حدث نفي إجابتها 
حيث وقعت مغشي عليها ليلتقطها هو 
ليلي ليلي فوقي
فتحت باب القصر القاطنة به و هي تري والدتها أمامها اتسعت ابتسامتها و هي ترتمي بأحضانها 
دلفا للداخل و جلسا لتقول سما بسعادة
نورتي البيت يا ماما 
منور بصاحبته يا حبيبتي هو مفيش حد غيرك هنا و لا إية!
اه عمو محسن سافر امبارح قال عنده مؤتمر في فرنسا و حسام مع الهانم عشان اختها مرجعتش البيت من امبارح!
شهقت والدتها و هي ټضرب صدرها بيدها قائلة
يا نهار اسود ازاي يعني!
زي ما بقولك كدة عيلة عيارها فالت بعيد عنك المهم تعالي بقا نشرب حاجة كدة علي الغدا
ما يجهز 
يلا يا حبيبتي!!
نهضا معا متجهتان للداخل و لكن استوقفهما صوت الباب و هو يفتح الټفت ليجدا محسن قد جاء لتوه 
ابتسم و هو يدلف قائلا لوالدة سما
اهلا
اهلا يا عصمت نورتينا 
بنورك يا محسن عامل اية!
الحمد لله في أحسن حال خصوصا بعد ما عرفت اني هبقي جد قريب!
قالها محسن بمكر فابتسمت سما بتلعثم و هي تقول
اتفضل يا عمي حضرتك لسة جاي من السفر و شكلك تعبان!!
هز رأسه بالموافقة و قال
بس معايا ضيف لازم يدخل 
ابتسمت سما و هي تقول بترحيب
اه طبعا خليه يتفضل يا عمو 
اتفضل يا دكتور سامي!!
دلف رجل في عامه الخمسون ممتلئ الجسد قصير القامة 
دة دكتور سامي صديقي كنت عازمة علي الغدا النهاردة و هو دكتور نسا و توليد اول لما عرف ان انتي حامل يا سما صمم يجي يكشف عليكي بنفسه اتفضل يا سامي!!
شحب وجه سما و هي تنظر لوالدتها پخوف فقالت عصمت محاولة إنقاذ الموقف
ما هو انا جاية النهاردة يا محسن عشان اوديها للدكتور ملهوش لزوم نتعب الدكتور معانا دة ضيف يعني!!
لا مفيش تعب يا هانم و لا حاجة حسام دة زي ابني و انا يسعدني اني اتابع حمل مراته 
قالها سامي ليتشنج جسد سما و تبدأ ضربات قلبها تزداد معلنة اللعڼة علي كذبتها التي لن تدوم و سينقلب الأمر عليها
طيب يا سما خلي سامي يكشف عليكي لحد ما الغدا يجهز
لم تستطع الاعتراض و سارت مجبرة و هي تحاول التفكير في مخرج من هذا المأزق
و بعد مرور ما يقارب عشر دقائق كانت سما تنعي فيها حالها استعدادا لفراقها هي و حسام
ابتسم سامي بسرور قائلا
مبروك يا مدام سما مبروك يا محسن
جحظت عينا محسن و هو يسير مع سامي إلي الخارج الذي قال
آية يا محسن مش قولتلي انك سمعتها و هي بتكلم امها بتقولها انها مش حامل و انها قالت كدة عشان حسام ميطلقهاش!
هز محسن رأسه مسرعا مؤكدا علي حديثه و قال
انا متأكد انا سمعتها فعلا ازاي بقا هي حامل ازاي!!
مط سامي شفتيه و قال
عادي يا محسن ممكن تكون فعلا كانت حامل بس هي متعرفش و اضطرت تقول كدة لحسام المهم انت افرح انت هتبقي جد!!
قطب محسن حاحبيه و قال بضيق
مكنتش عايزه يخلف منها دي عقربة عايزة تهد البيت هي و امها و تخلي حسام يطلق نور و تكوش هي علي كل حاجة!!
أما في الطابق العلوي جلست سما علي الفراش غير مصدقة بالفعل هي لم تكن حامل 
الف الف مبروك يا حبيبتي مش قولتلك متقلقيش و هتحملي منه إن شاء الله
قالتها
عصمت و هي تحتضن سما بفرحة و الأخري شاردة هزتها عصمت برفق قائلة
مالك يا حبيبتي!
عمو محسن كان شاكك اني مش حامل عشان كدة جاب الدكتور و مش بعيد يكون سمعني و انا بكلمك!!
طيب و اهو طلعتي حامل و خيبتي ظنه 
بس ممكن يروح يقول لحسام!!
يبقي يثبت ساعتها انا عايزاكي يبقي قلبك جامد كدة خصوصا انك حامل و تقدري تحركي البيت دة كله بصباع رجلك الصغير بس بردو خدي بالك من البت اللي اسمها نور دي احسن تكون بتخطط انها تسقطك 

لا متقلقيش هي طلبت من حسام يجبلها شقة بعيد عن هنا و ساعتها
بقي انا هبقي ست البيت دة و هقدر اخططلها براحتي!!
لا يا هبلة دي فرصتك انك تبيني لحسام انك نيتك صافية من ناحيتها 
ازاي يعني يا ماما!
يعني تقوليله لا يا حسام البيت دة بيتها مينفعش تسيبه و تقعد لوحدها اصل انا خاېفة عليها و الشويتين دول!!
طيب و انا هستفاد اية كدة!
كدة هتثبتيله انك مش بتكرهيها و لا حاجة عشان لو هي طلبت منه يطلقك أو يبعد عنك يبقي كدة هي في نظره اللي وحشة و كمان يبقي انتي كدة خلتيها قدام عينكي و تخططلها براحتك و يبقي انتي كدة ضړبتي عصفورين بحجر واحد!!
خرج فارس من غرفة العمليات بعدما أتم علاج يوسف 
كانت حالة يوسف خطړ للغاية فقد حدثت عدة كسور في أماكن متفرقة من الجسد و خلع بالكتف الأيسر 
تنهد فارس و هو يتجه نحو الغرفة التي يوجد بها هنا
طرق الباب و هو يسمع الأذن بالدخول دلف ليجد مرفت نور هنا حسام
ألقي التحية و
هي يري حالة هنا التي لا تقل أذي عن حالة يوسف 
عاملة اية دلوقتي يا هنا!
قالها فارس بإرهاق باد عليه لتهز رأسها كإجابة أنها في حال جيد و قالت محاولة للتحدث بضعف
يو يوسف!!
زم شفتيه بحزن و قال
هو كويس الحمد لله متقلقيش 
كاذب!!
حدسها يقول أنه كاذب بالطبع فلا أحد يشعر ب يوسف سواها تعلم جيدا أنه يتألم 
أدمعت عينيها و هي تهز رأسها برفض و قالت بضعف
لا مش كويس!!
ضمتها نور لها مربتة علي ظهرها بحنو و قالت
اهدي يا حبيبتي فارس بيقول انه كويس اهو مټخافيش!!
اجهشت في البكاء و هي محتضنة نور بقوة و هي تعلم أنه لن يتقبلها بعد ذلك مهما حدث فقد تشوهت صورتها
أمامه بعد كل ما حدث!!
تنهد فارس و قال بأسف
طيب انا هخرج دلوقتي هي ليلي فين!
خرجت من العمليات و بعدها ملقينهاش!!
قالتها فاطمة ليقطب فارس حاجبيه باندهاش و قال
طيب هروح اشوفها 
كاد أن يتوجه إلي الخارج لكن صوت مرفت أوقفه حينما قالت
انا عايزاك يا فارس 
استدار لها في لمح البصر و هو يقول بتساؤل
احم حضرتك عيزاني انا يا طنط!
هزت رأسها له و هو يري الانكسار باد في عينيها و كأنها ترجوه
تقدم منها و هو يمد يده لها لمساعدتها علي النهوض
خرجا معا ليقفا في بهو واسع أشار لها فارس بالجلوس علي أريكة 
انت لسة بتحب ليلي يا فارس!
ارجع رأسه للخلف و هو يمسح علي شعره و كانت تلك الكلمات هي الشرارة التي أشعلت قلبه بمشاعر يكتمها في قلبه لها ل ليلاه!!!
انا محبتش غير ليلي مهما تعمل انا هفضل احبها لحد آخر نفس فيا!!
قالها فارس بلهفة واضحة تتسل من بين ثنايا حديثه ثم أكمل قائلا و كأنه يفرغ كل ما اعتمل في صدره طوال الخمس سنوات السابقة
انتي مش متخيلة انا تعبت قد إية من بعد ما سابتني انا حياتي اټدمرت بعدها و اټصدمت من بعد ما رفعت عليا قضية الخلع مكنتش متخيل انها تتخلي عن الحب اللي بينا بكل سهولة كدة
صمت و هو يستشعر حرارة الدموع السائلة علي وجنتيه دون إرادة منه و قد عاد الماضي ليطارده و عادت جراح الماضي مرة أخري لتفرض حالها عليه!!!
منذ عشر سنوات 
كانت قد أتمت عامها الثاني في الجامعة و مع كل يوم يمر عليها تزداد تعلقا به حبه يتمكن منها يوما بعد يوم رغم أنه لا يعيرها أي اهتمام 
نظرت أمامها و هي تراه يدلف إلي الجامعة بوسامته المعهودة التي تجعل قلبها يهوي أرضا
لم تستطع البقاء أمامه أكثر من ذلك فنهضت من مقعدها متوجهة نحو المدرج الخاص بها
و لسوء حظها أو لحسن حظها تعثرت قدمها في حفرة في الأرض فسقطت مټألمة
و كالعادة لم ينتبه أحد لها فلا أحد يهتم بشأن الآخر في هذة البلدة 
و لكنها شعرت بشخص ما خلفها استدارت و هي تحاول النهوض
و لكنها رأته قادما و هو يهرول نحوها ابتلعت ريقها بتوتر و قلبها تدق طبوله پعنف
نزل لمستواها و هو يقول بلهفة واضحة في حديثه
انتي كويسة حصلك حاجة!!
ابتلعت ريقها بتوتر و هي تعض علي شفتها السفلي 
دخل بها إلي مكتبه و وضعها علي الاريكة برفق و جلس علي ركبتيه بجانبها يتفحص قدمها بين كفيه و قال بابتسامة
مزق خفيف عادي يعني بس مش
هتعرفي تمشي عليها علي الاقل لمدة يومين 
نظرت له باستغراب و لم تتحدث فبعد عامان من التجاهل و عدم الاكتراث لها يعاملها الآن بلهفة جالية
رفع حاجبه و هو ينظر لها بدهشة قائلا
اللي اعرفه عنك انك مش خرسة 
ابتسمت بتلعثم و قالت و هي تحمحم قائلة بتوتر
لاء بس اصل حضرتك بقالنا سنتين يعني عمرك ما اتكلمت معايا
أو 
ابتسم بمشاكسة و قال
متأكدة اننا عمرنا ما اتكلمنا يعني علي ما اتذكر ان احنا اتقابلنا قبل كدة في الباص و اتعرفنا علي بعض!!
فغرت فاهها و هي تنظر له مشدوهة لم تتوقع قط أنه يتذكرها أو حتي يكترث لوجودها في حياته!!
اه و انت كنت ساعتها مش طايق نفسك
عضت لسانها و هي تقول بخجل من تلقائيتها
احم آسفة 
ضحك و هو ينهض ليجلس بجانبها علي الاريكة و قال 
لا فعلا انا مكنتش طايق نفسي كان عندي شغل مهم و عادة مبحبش حد يكلمني و انا بشتغل و انتي بقا جيتي في طريقي معلش اتعصبت عليكي!!
ابتسمت باشراق ليسرح هو في تلك الابتسامة التي أرقته لمدة عامان عامان يراقبها فيهما و هو يحلم بها في كل يوم 
حضرتك عايش في ألمانيا بقالك قد اية!
بقالي خمس سنين مقولتليش اسمك ليلي اية!
قطبت حاجبيها باستغراب و هي تقول
هو حضرتك عرفت اسمي منين!
هو مش انا الدكتور بتاعك و لا إية!
قالت بعدم اقتناع
اسمي ليلي زين سويلم 
سلامتك يا ليلى 
ابتسمت له برقة فمد هو ذراعه نحوها قائلا
طيب يلاعشان اوصلك لأنك مش هتعرفي تمشي برجلك دي!
تحمحمت قائلة بإحراج
لا شكرا لحضرتك يا دكتور انا هعرف اروح لوحدي 
مش هتعرفي فياريت مترفضيشانا مش هخطفك يعني!!
استجابت له و هي تمسك بكفه و تستند عليه ليساعدها في السير فقالت هي
مش قصدي بس مش عايزة اتعب حضرتك 
اتجهت معا خارج مبني الجامعة فقال هو
تعبك راحة يا ستي مفيهاش تعب و لا حاجة
عودة إلي الواقع 
عاد إلي ذلك الواقع المرير الذي خطڤ منه أروع فترات حياته سلب منه تلك الرقيقة ليلي!!
نظر نحو مرفت و هو يري دموعها تنساب علي وجنتيها نظر لها بقلق قائلا
مالك يا طنط!
أمسكت كفه بحنان فطري و قالت
يعني عمرك ما هتتخلي عنها مهما تعمل!!
كانت الدهشة مسيطرة عليه عندما قال
انا متخلتش عنها قبل كدة عشان اتخلى عنها دلوقتي!!
فارس انا خلاص مش هعيش اكتر ما عشت و ليلي لوحدها في الدنيا اوعي تسيبها هي ملهاش غيرك انا واثقة انها
هترجعلك قريب بس انت خليك قريب منها حسسها انك لسة بتحبها و صدقني هترجعلك لأنها هي كمان بتحبك!
ربنا يدي لحضرتك طولة العمر 
خلاص يا فارس انا مش هعيش اكتر من شهر الموضوع محسوم!
اعتلت الصدمة ملامحه و قال
هو في أية حضرتك بتقولي كدة لية!
انا عندي لوكيميا يا فارس!!
جلس بجانبها و قلبه يتآكل من خوفه عليها يشعر و كأن نبض الحياة توقف من حوله نظر للطبيب الواقف بجانبه قائلا بلهفة
هي كويسة يا دكتور!
الحمد لله كويسة يا فهد بيه بس واضح انه إرهاق و انخفاض في ضغط الډم 
هز رأسه باطمئنان ليردف الطبيب
شوية و هتبدأ تفوق عن أذنك
خرج الطبيب ليبقي هو بجانبها تأمل تلك الملامح الشرقية 
ذلك الشعر البندقي القصير البشرة البيضاء الذي يسري بها حمرة طبيعية
تجرأ لأول مرة و بيد مرتعشة مد يده يتحسس خصلات شعرها برقة 
و قائلا
اهدي يا ليلي انتي تعبانة و لازم تستريحي شوية!!
هزت رأسها برفض و بدأت طبقة من الدموع تزين عينيها امسك كفها ماقتا لتلك الدموع التي تحجب عنه عينيها 
اهدي بس مالك!
بدأت تبكي پقهر و هي تقول بدون وعي
اڠتصبها هنا ضاعت خلاص خلاص!!
ظهرت معالم الصدمة علي وجهه هو لا يعلم عن من تتحدث و لكن بالطبع ما تقوله کاړثة!!
هنا مين اهدي بس خليني افهمك!!
سار في ردهات المشفي غير مصدقا ما قصته له مرفت 
قابله أحد الأطباء الذي ما إن رآه حتي تقدم منه قائلا
دكتور فارس 
توقف أمامه و هو ينظر له بتساؤل ليردف الطبيب
دكتور ليلي من شوية اغمي عليها و استاذ فهد جابها علي
الطوارئ و انا علقتلها محاليل عشان عندها انخفاض في ضغط الډم 
شحب وجهه بالطبع هو قلق عليها لكن ما أثار غضبه أكثر هو وجود ذاك الفهد معها
يبدو أنه يسعي لسلب قلبها منه و هو ما لم يسمح به قط 
اتجه بخطي مهرولة نحو الغرفة المنشودة
وقف أمام باب الغرفة ململما شتات أمره و هو يتنفس بعمق محاولا الا يسكب غضبه عليها فكفي بها إرهاق و ضغط نفسي 
فتح باب الغرفة دون أن يطرق و قد بدأت الخطوط الحمراء ترتسم في عينيه كدلالة علي غضبه الذي يتصاعد
فقد كان ذلك المعتوه ممسكا بكفها بيد و باليد الأخري كان يمسح دموعها 
نظرت ليلي نحوه پخوف و بتلقائية شديدة و بدون تفكير من عقلها الذي يعلم تماما انها ملك له حتي مماتها سحبت كفها من كف فهد و ارتدت للخلف بعيدا عنه
دخل فارس مغلقا الباب خلفه و عينيه مثبتة عليها حتي أصبح أمامها مباشرة علي الفراش التي ترقد عليه 
اهلا يا دكتور فارس 
قالها فهد باستغراب من تصرفاته و من غضبه الباد
لكن فارس لم يجيبه بل جلس بجانبها علي الفراش ملتصقا بها قائلا بصوت أجش
انتي كويسة يا ليلي!
أغمضت عينيها پألم يعلم هو مصدره جيدا لينظر نحو فهد بنظرات ماقتة و ابتسامة صفراء قائلا
آسف يا استاذ فهد بس مخدتش بالي منك كنت قلقان علي ليلي 
تعمد النطق بتلك الكلمات ليشعرها بخوفه عليها و ليجعل ذلك الابلة يعلم أنها ليلاه فقط ملكه هو!!
و لا يهمك يا دكتور هي بس ضغطها كان واطي 
قالها فهد بعدم فهم لما يدور حوله فاردفت ليلي باستفهام
هنا عاملة اية يا فارس و يوسف !
تنهد بحزن علي حال شقيقتها و يوسف فيبدو أن القدر يعاندهما و يرفض اجتماعهما
هنا فاقت الحمد لله بس
يوسف لسة في العناية المركزة
حالته وحشة يا فارس!
تساءلت ليلي و هي منتظرة إجابته بترقب ليجيبها هو بحزن
عنده كسر في الحوض و خلع في الكتف و كدمات و كسور في كل جسمه مفيهوش حتة سليمة!!
نهض فهد لأنه يشعر أن الحوار الدائر بينهما خاص فلا وجود له بينهما
طيب عن أذنكم يا جماعة هاجي بكرة إن شاء الله يا دكتور ليلي اطمن عليكي

هزت رأسها بالموافقة بينما أعلن فارس رفضه لقرارها حينما قال بامتعاض
مفيش داعي تتعب نفسك انا جنبها و أهلها كمان جنبها!!
نظرت له و كأنها توبخه بنظراتها علي انعدام ذوقه و لكن رد فهد كان كالصاعقة بالنسبة لها
بس هي طلبت مني ابقي جنبها و انا مقدرش منفذلهاش طلبها
بالطبع فارس لن يدرك مقصد فهد انها طلبت منه مساعدتها في ورطة شقيقتها هنا بسبب علاقاته الناتجة من كونه من كبار رجال الأعمال في مصر 
أو ربما لن يدركه لأن فهد كان يتعمد قولها بطريقة ماكرة 
عن أذنكم
قالها فهد و انطلق خارجا ليتركها وحدها مع ذاك الشبح 
استدارت إلي فارس لتشرح له مقصده من تلك العبارة التي من التأكيد أنه فهمها خطأ
و لكنه كان أسرع منها فقبض علي ذراعيها بقوة تأوهت هي و قالت
فارس افهم قبل ما تحكم هو مش قصده حاجة من اللي في دماغك 
و الله اومال يقصد اية يا ليلي هانم بصي يا ليلي لآخر مرة هقولهالكانتي لو مكنتيش ليا مش هتكوني لغيري في يوم من الايام انتي ملكي انا و بس!!
قالها فارس بعصبية و غيرة واضحة دققت في عيناه جيدا و هي تري
تلك النظرات التي تعرفها جيدا 
تلك النظرات التي أسرت فؤادها من قبل نظرات العشق المنطلقة من عيناه كانت قادرة علي تهدئة قلبها و طمأنته 
أنت ملكش الحق أنك تتحكم فيا مفيش بينا حاجة اصلا 
قبض علي خصلات شعرها لكن ليس بقوة بلين جعلها تنظر له باستغراب
لو انتي نسيتي حب عشر سنين يا ليلي أنا منستهوش و لا نسيت كمان انتي جرحتيني و كسرتيني ازاي!!
بدأت نبرة صوته تتهدج و كأنه علي وشك البكاء كالطفل الصغير
هالها حالته تلك و قالت
انت كنت عايزيني اعمل اية يا فارس لما اعرف انا ابويا ماټ و هو ڠضبان عليا عشان انا اتجوزت من وراه لا و مش بس كدة بعتله قسيمة
الجواز في جواب بعد ما سافرت و كأني كنت بمۏته بالبطيء بنته اللي قعد يربي فيها سنين و كان فاكر انها سنده و ضهره في الدنيا كسرته و طعنته في ضهره كان لازم نبعد كفاية اني عذبته في حياته يبقي اريحه و هو مېت يمكن ربنا يسامحني!!
انا عارف ان احنا غلطنا زمان لما اتجوزنا من ورا أهلك و يمكن اللي احنا فيه دة عقاپ
ربنا لينا بس يا ليلي انا استحملت فوق طاقتي خلاص و معدتش قادر اكتم اكتر من كدة!!
نظرت له بتعجب و كأنه يهذي فأكمل هو قائلا و قد طفح كيله
يا ليلي انتي مش السبب في مۏت ابوكي حسام كان هو السبب الرئيسي في مۏت ابوكي 
تحاملت علي حالها و قاومت ذلك الشعور اللعېن بالإرهاق لتنهض من الفراش واقفة أمامه بعين متسعة نتيجة لصډمتها من حديثه هذا
فارس انا فاهمة كويس انك عايز تشيل من عندي الشعور بالذنب و 
قاطع حديثها حينما قال بجدية
لا يا ليلي انا مش بتبلي علي حسام انا اي كلمة هقولها دلوقتي هتبقي صح و ربنا هيبقي شاهد عليا فيها 
انت بتهزر اكيد لأن اصلا حسام عرف نور و اتجوزوا من بعد ۏفاة بابا يعني هو اصلا مكنش يعرف بابا!!!
تفوهت بها ليلي بنبرة چنونية و عيون أشتعل فيهما الڠضب ليكمل فارس قائلا
كلامك صح هو عارف نور من بعد ما ابوكي ما ماټ لكن هو اصلا يعرف ابوكي من قبلها!!
نظرت حولها و هي تحاول استيعاب ما قد قيل ثم عاودت النظر له مرة أخري لتصطدم بنظراته الثابتة 
انتي عارفة ان حسام بيشتغل في نفس مجال الشركة بتاعتكم مفكرتيش في الموضوع دة قبل كدة!!
فتشت في ذاكرتها عن تلك المعلومة و قالت
ايوة كان بيشتغل في نفس مجال شركتنا بس دة اية علاقته باللي انت بتقوله!
طيب مفكرتيش اية سبب اڼهيار شركتكم من بعد ۏفاة والدك!
يوووة يا فارس كفاية ألغاز لحد كدة و كمل كلامك لو سمحت
قالتها ليلي بعصبية جالية و قد أوشكت اعصابها علي الاڼهيار
زين بية الله يرحمه قبل ما ېموت شركته كانت بتمر بأحسن حالتها كانت من أقوي الشركات في السوق وقتها و طبعا كانت في شركات منافسة ليه عايزة تقضي علي شركته و منها شركة حسام اللي اتفق مع كذا شركة في نفس المجال علي زين بيه بدأوا يحاولوا يضربوه في السوق و معرفوش فاضطروا يلجأوا لأساليب قڈرة و طبعا كلها كانت بقيادة المايسترو حسام بيه هددوه باخواتك و والدتك و هددوه بيكي انت كمان رغم انك مكنتيش موجودة في مصر ساعتها بس بردو زين بيه مستسلمش لحد ما في مرة قطعوا الطريق علي عربيته و خطڤوه حاولو يمضوه علي عقد للتنازل عن شركته بس هو رفض بس هما فضلو يضغطو عليه عشان يمضي بالإكراه لحد ما جتله أزمة قلبيه خافوا لېموت و ودوه المستشفي و للأسف الوقت كان فات ووصل المستشفي مېت
اقتربت منه بخطي بطيئة و نظراتها مششتة غير قادرة علي تحمل تلك الصدمات التي تلقي علي عاتقها
انت اللي بتقوله دة بجد يا فارس دي کاړثة طيب و اتجوز نور بعدها ليه و هو كان السبب في مۏت ابوها!
كان بيكفر غلطته لكن في الحقيقة هو محبش نور اصلا 
اڼهارت جالسة علي الأريكة واضعة رأسها بين كفيها و قالت
انت عرفت منين الكلام دة يا فارس!!
مقدرش اقول علي الاقل دلوقتي يا ليلي صدقيني زي ما موضوع حسام دة انكشف دلوقتي في حاجات كتير هتنكشف بعدين بس مينفعش كله يجي ورا بعضه!!
فارس انت لو راجع عشان ټنتقم مني فأنت لازم تعرف ان انا اصلا بقايا انسانة كفاية ۏجع لحد كدة انا معدتش مستحملة 
فارس انت مش 
همس في أذنها قائلا
نور حبيبتي معلش انا هروح اطمن علي بابا و اخد شاور و ارجعلك تحبي تيجي معايا!
نظرت له بحب و قالت
لا يا حبيبي روح انت تعبت معانا اووي و سلملي علي عمو محسن!!
لتلتفت نحو تلك الشاردة اقتربت منها و قلبها يدمع علي حالها التي لا تعلم له سبب
هنا حبيبتي مش ناوية تتكلمي ادينا لوحدنا اهو اتكلمي معايا انا اختك يا حبيبتي!!
نظرت لها هنا بعينان حمراوتان من كثرة
البكاء الذي لا ينقطع و قالت بحسرة
اقولك اية يا نور اقولك ان انا خلاص ضعت اقولك ان انا مش بس ډمرت نفسي لا انا كمان ډمرت
الإنسان اللي بيحبني!!
ليه بتقولي كدة يوسف هيفوق إن شاء الله قريب و هترجعوا لبعض و تبقي احلي عروسة بإذن الله 
تعالت ضحكاتها و
هي تمتزج ببكائها المكتوم و قالت
احلي عروسة! انا بقولك انا ضعت ضعت يا نور خلاص ضعت!!
أسرعت نحوها و هي تحضر
حقنة مهدئة حتي تنسيها كل ما يحدث و ما حدث نسيان مؤقت!!
اقتربت منها لتقول هنا
يا ريتني كنت سمعت كلامك يا ليلي يا ريتني
اهدي يا هنا كله هيتحل يا حبيبتي بس اهدي
قالتها ليلي و هي تقترب منه لتردف هنا پبكاء مرير
صكت هنا وجهها مرات متتالية حزينة علي حالها بينما نور تنظر نحو ليلي بعيون متسعة مصډومة مسكينة هي الأخري لا تعلم ما يخبئه القدر لها
لم تنتظر ليلي أكثر من ذلك و أسرعت نحو هنا لتعطيها الحقنة 
لترتخي هنا بين ذراعي نور و تذهب في ثبات عميق تاركة تلك الحياة ذات الأقدار السوداء!!
نظرت لها نور و هي بين ذراعيها كالطفل الصغير و بدأت دموعها تتساقط و هي تتركها و تسير متجهة نحو ليلي قائلة پصدمة
هنا بتتكلم بجد يا ليلي كلامها دة حقيقي!
اغمض ليلي عينيها بأسي و هي تتنفس بعمق محاولة السيطرة علي حالها حتي لا ټنهار هي الأخري فجميعهم يرتكزون عليها و لا مجال للاڼهيار!!
يا نهار اسود هنعمل اية هنعمل اية يا ليلي!
جميعهم يطالبونها بحلول جميعهم يضعون مشاكلهم فوق عاتقها و لا أحد ينظر لها و لا إلي أنها أوشكت علي الاڼهيار
هتتحل يا نور بس اهدي انت كمان مش عايزين حد يحس بحاجة اهدي عشان خاطري!!
حد عرف الموضوع دة غيرك!
سارت في ردهات المشفي ملتفتة حولها كالصوص لن يهدأ لها بال حتي تنكشف الحقائق و يظهر كل شخص علي حقيقته 
وجدته يقف في أحد الأركان منتظرها هرولت إليه و هي تسأله
عملت اية يا فارس!
تنهد و هي يقول
قولتلها يا فاطمة علي حقيقة حسام 
طيب معرفتش هي ناوية علي اية احنا مش عايزين الدنيا تتلخبط يا فارس حسام لو عرف ان ليلي عرفت حاجة زي كدة ممكن يأذيها هي و نور!!
متقلقيش ليلي مش هتخطي خطوة غير لما تجيلي المهم عملتي اية مع احمد!
تشنجت ملامحها و هي تحارب تلك الدموع المتمردة حتي لا تهبط قالت
أحمد زهق مني يا فارس تقريبا محدش بقي طايقني اصلا بس هما لما يفهموا هيسامحوني صح!
هز رأسه موافقا إياها علي حديثها و قال
بس ليه بتقولي كدة! حصل اية بينكم 
أحمد قالي ان ترتيبات الفرح و الجواز هتمشي زي ما هيا بس مش هيبقي جواز حقيقي يعني اللي هي كتب الكتاب مش هيبقي مأذون فبالتالي هيبقي عقد باطل 
طيب ما تفركشوا احسن و تريحوا حالكم
مينفعش عشان ماما انا خاېفة عليها هي مبقتش مستحملة اي صدمة!!
فكر هو في جملتها هذة فهي محقة فوالدتها لن تتحمل ما يحدث كفاها مرضها اللعېن و كفاها ما حدث ل هنا و هي لا تعلم و كفاها انها مخدوعة في زوج ابنتها حسام 
فاطمة انا عارف ان انتي أقوي واحدة فيهم عشان كدة لازم تعرفي اللي حصل 
نظرت له باستفهام فأكمل هو بتردد
انتي تعرفي اية عن علاقة هنا بمروان 
هي قالتلي أن شركته كانت داخلة مناقصة ضد شركتها و هي اديتله فلوس عشان يديها الملف اللي شركته هتقدمه عشان تكسب هي المناقصة
بس كدة!
اه هو في أية يا فارس!
شهقت و هي تضع يدها علي فمها و تنظر له پصدمة فأكمل هو
طبعا محدش يعرف حاجة عن الموضوع دة يا فاطمة 
صمتت فأكمل هو
المهم انتي هتعملي اللي أحمد بيقولك عليه و تمشي في ترتيبات الفرح 
طيب و اللي احنا اتفقنا عليه!
قالتها بتساؤل فأكمل هو 
اتفاقنا زي ما هو يا فاطمة انا بس عايزك تقربي من أحمد شوية اليومين دول مش عايزك تخسريه نهائي و كدة كدة انتم مش هتبقوا متجوزين 
تمام انا همشي دلوقتي قبل ما حد يلاحظ غيابي و لو فيه
حاجة هبلغك بيها علي طول 
سارت عائدة نحو غرفة شقيقتها ليعود هو بذاكرته للماضي
منذ شهر 
عند عودته إلي القاهرة كانت أول
من علمت بهذا طلبت مقابلته فوافق هو و فضوله يحركه
خير يا فاطمة طلبتي تقابليني لية!
بص يا فارس أنت لازم ترجع لليلي هي محتاجالك جدا في حاجات كتير بتحصل و انت الوحيد اللي هتقدر تقف جنبنا فيها !!

كلامك علي عيني و راسي يا فاطمة بس انتي عارفة انا و ليلي منفصلين بقالنا خمس
سنين و مفيش حاجة تربطنا
مين اللي قالك ان مفيش حاجة تربطكم انا عارفة كويس انك راجع عشان ليلي و إلا مكنتش
رجعت مصر 
لم تتلقي إجابة منه فأكملت قائلة
و بعدين هي مش ليلي كانت حامل منك قبل ما تتطلقوا 
البيبي نزل يا فاطمة هي قالتلي كدة!!
بيبي اية اللي نزل و انت صدقتها يا فارس انت
عندك بنت عندها خمس سنين!!
نظر لها پصدمة و قال بعدم تصديق
يا بنتي لما ابوكي ماټ و هي نزلت مصر سقطت انا متأكد حتي هي دخلت المستشفي بعدها 
لما دخلت المستشفي كانت فعلا تعبانة بس ما سقطتش قلتلك كدة عشان تقنعك انك تطلقها لكن هي كانت لسة حامل البنت اتولدت بثقب في القلب و هي عايشة بس انا معرفش اي حاجة تانية هو دة اللي اعرفه و لعلمك ليلي مخبية عننا كلنا ان البنت عايشة محدش يعرف غير نور انا سمعتهم مرة و هما بيتكلموا!!
اعتلت الصدمة ملامحه لدرجة ألجمت لسانه فأكملت هي
ليلي فاكرة انها السبب في مۏت بابا و انا كمان لحد من شهرين كنت فاكرة كدة 
مش فاهم هي اكيد ليلي مش السبب في مۏت زين بيه بس انتي تقصدي اية بكلامك دة!
حسام جوز نور!!
هي نور اتجوزت اصلا!
اه اتجوزت ابن الدكتور النفسي اللي كان بيعالجها بعد مۏت بابا بس مش دي المشكلة المشكلة ان جوزها طلع هو السبب في مۏت بابا!!
رفع حاجبه باندهاش و قال
انا مش فاهم حاجة فهمني انت قصدك اية!
نور و حسام كانوا منفصلين لمدة سنة و انا حاولت ارجعها ليه كتير بس هي كانت بترفض فاضطريت اروحله هو شركته عشان اتكلم معاه يرجعها و بالصدفة مكتبه مكنش فيه سكرتيرة بس سمعت صوت عالي جاي من مكتبه لما قربت لقيت واحد بيهدده انه يفضحه قدام نور لو مدلوش فلوس كان بيهدده انه هيقول لنور انه خطڤ بابا و هدده بينا عشان يتنازل عن الشركة و بابا مستحملش و جاله سكته قلبية و ماټ قبل ما ينقلوه المستشفي 
طيب و اتجوز نور ليه و هو اللي قاټل ابوها!!
عشان يكفر عن ذنبه اصل يعيني ضميره كان مأنبه
قالتها فاطمة بسخرية ليرد فارس قائلا
برضو يا فاطمة بعد المعلومات دي المطلوب مني اية!!
لازم توصل لليلي أن هي مش السبب في مۏت بابا عشان ترجعلك و بعدين لو مش مصدق حكاية بنتك دي تقدر تتأكد من نور
بالفعل مر علي لقائهما هذا يومين و طلب مقابلة نور و بعد ضغطه المتواصل عليها اعترفت له أن لديه ابنه بالفعل علي قيد الحياة و لم تبوح بأي شيء بعد ذلك 
عودة للواقع 
وصل نحو منزله و عقله لا يتوقف عن التفكير فظهور فارس الآن ليس في صالحه تماما خرج من سيارته و هو منهك تماما 
تذكر زيارة فارس له في شركته و تهديده له
منذ عدة أسابيع 
كان جالسا في شركته عندما دخلت له السكرتيرة الخاصة به قائلة
في واحد عايز يقابلك يا حسام بيه!!
واحد مين يا سها!
بيقول اسمه فارس المدني 
فارس المدني دة طليق ليلي دخليه طيب!!
قالها باستغراب شديد هو يعرفه فقط من حديث نور عنه لكن ليس لهم سابق معرفة مع بعضهما
اهلا يا دكتور فارس اتفضل
قالها حسام بابتسامة قلقة نتيجة لحدة ملامح فارس
اهلا يا استاذ حسام حضرتك تعرفني منين!
نور كانت بتكلمني عنك كتير انت و دكتور ليلي حقيقي زعلت جدا لانفصالكم!!
و انت تعرف اية سبب انفصالنا علي كده!
توتر حسام و قال بتلعثم
ااه يعني نور قالت إن دكتور ليلي بعد ۏفاة زين بيه كانت حاسة بالذنب انها كانت سبب في ۏفاته فانفصلتم عن بعض !!
اممم هو
انت تعرف يا استاذ حسام زين بيه ماټ ازاي!
احم انا مليش الشرف اني اقابله قبل ۏفاته لكن نور قالتلي أن الشركة حالتها اتدهورت في الفترة الأخيرة و جاله سكته قلبية و ماټ!!
اة بس اللي اعرفه غير كدة انا سمعت ان كان فيه ناس بيحاربوه في السوق و خطڤوه و ضغطو عليه يتنازل عن الشركة و رفض فجاله سكتة قلبية!!
ابتلع ريقه بصعوبة و هو يستشعر علم فارس عن ما فعله
معقول الكلام دة حضرتك عرفت الكلام دة منين!!
بقولك اية انا مبحبش اللف و الدوران من الآخر عملت كدة في زين سويلم
ليه!
قالها فارس بنفاذ صبر لينهض حسام پغضب مصطنع
لو سمحت يا دكتور فارس انا مقبلش اتهامك ليا دة ابدا!!
لا هتقبل خصوصا لو فيه تسجيل
منك و انت بتعرف بلسانك!!
أحمر وجه حسام و طبول قلبه تدق پعنف
لو كلامك دة صح مقدمتش التسجيلات دي للنيابة ليه!
ضحك فارس بصوت صادح و هو يقترب منه هامسا
لا نيابة اية يا راجل انت حسابك تقييل اووي المهم تستعد للي جاي 
و مثلما ظهر فجأة خرج تاركا اياه متخبطا في أفكاره لاعنا طمعه و حماقته
عودة للواقع 
وجد سما تهبط علي الدرج مسرعة فأسرع هو إليها حتي لا تتعثر في الدرج و احتضنها قائلا
يا سما بتجري كده ليه تقعي يا حبيبتي من علي السلم!
وحشتني اووي يا حسام 
و انتي وحشتيني اوي يا حبيبي 
اومال فين نور يا حبيبي 
في المستشفي مع اختها
أخص عليك يا حسام سايبها لوحدها 
انا هاخد شاور و اغير و راجعلها!!قالت
صحيح يا حسام انا فكرت في موضوع انك تشتري لنور بيت بصراحة لو حد المفروض يمشي يبقي أنا دة بيتها هي من قبلي و يبقي
حراام عليا لو خرجتها منه!!
يا حبيبتي انتي مش هتسيبي البيت دة هي طلبها انها تعيش في بيت تاني يبقي براحتها!!
لا يا حسام حرام برضو تقعد لوحدها حاول طيب تقنعها انها تقعد هنا حرام صعبانة عليا جدا!!
انا عارف ان قلبك طيب يا حياتي عنيا هخليها تقعد هنا المهم انتي بس خدي بالك من البيبي!!
وضعت يده علي بطنها و قالت
متخافش يا حبيبي انا واخدة بالي من نفس!!
دقات متتالية علي الباب قطعت شرودها و تفكيرها في شقيقتها 
نهضت من محلها و قامت بفتح باب الغرفة
لتجد رجل في منتصف الثلاثينات من عمره طويل القامة عريض البنية ذات شعر بني قاتم و عينان بنيتان 
نظرت له باستفهام ليبتسم هو بعملية قائلا
اهلا بحضرتك انا مازن الرفاعي وكيل النيابة
نظرت له بتهكم و قالت
افندم !
رفع حاجبه باستغراب علي طريقتها تلك و قال
نظرت له پغضب و قالت
هنا واخدة حقنة مهدئة و نايمة و مش وقته اصلا لأنها مڼهارة تماما!!
تمام بس احنا محتاجين اقوالها في أسرع وقت
اهلا بحضرتك يا فندم اتفضل معايا علي مكتبي
قالها فارس الواقف خلفه ليلتفت له مازن بابتسامة و يتجه معه نحو مكتبه
تحب تشرب اية يا فندم!
تفوه بها فارس بابتسامة عملية ليرد مازن
يا ريت قهوة سادة 
امسك فارس بالهاتف جانبه و قال
اتنين قهوة سادة يا عم محمد 
وضع الهاتف و قال
طبعا حضرتك جاي عشان قضية هنا و يوسف 
اه طبعا هو حضرتك الدكتور المتابع لحالتهم!
طيب انا اقدر آخد أقوالهم امتي!
دخل العامل بالقهوة و وضعها ثم خرج ليقول فارس
شوف يا مازن بيه اول ما هنا حالتها تتحسن شوية عشان مترجعش لنقطة الصفر تاني هتصل بحضرتك أبلغكاما يوسف فأنا مش عارف الحقيقة هو امتي هيفوق بس ليا رجاء عند حضرتك!
اتفضل!!
انا عايز اي تواصل بخصوص القضية يبقي معايا انا أو مع حد من أخواتها!!
ممكن بس اعرف حضرتك تقربلها حاجة!
ابتسم فارس قائلا
انا جوز اختها 
اتشرف بمعرفتك يا دكتور فارس بس هي اللي فتحتلي الباب دي تبقي مين!
دي مدام نور أخت هنا 
مدام!
رفع فارس حاجبه بدهشة من رد فعل مازن ليقول
اه هي متجوزة علي فكرة!!
طيب تمام عن أذنك
ابتسم فارس بدهشة من انسحاب مازن السريع ليري باب مكتبه يفتح دون استأذان و ليلي تدلف
منه بوجه متشنج
في أية مالك!
شوف كدة يا فارس التحاليل دي 
نظر لها بقلق و أخذ منها الأوراق التي كانت في يدها و هو يقرأها 
نظر لها قائلا
بتاعة مين التحاليل دي يا ليلي!
بتاعة راجل كبير اسمه سمير جه هنا من اسبوع في حاډثة عربية 
دة عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي!! طيب حالته دلوقتي بعد الحاډثة عاملة اية!
حالته اتحسنت تماما بس بيشتكي من صداع دايم و اظن سببه واضح بس برأيك الكيماوي هينفع في حالته دي!
انتي عارفة ان نسبة علاج السړطان مع التقدم في السن بالكيماوي بتكون ضعيفة جدا و بنضطر نلجأ للجراحة بس دي برضو كمان نتايجها مش مضمونة!!
جلست و قد تمكن اليأس منها لتقول
الراجل دة حالته غريبة اووي!!
ازاي يعني 
شردت و هي تقول
من ساعة ما جه مفيش حد سأل عليه برغم أن حسابه مع المستشفي بيدفع بانتظام و مش معروف مين اللي بيدفعه لأنه بيدفع اون
لاين من برة مصر و الراجل ذات نفسه داخل في حالة عزلة مش طبيعية!!
حاجة غريبة فعلا بس انتي لازم تصارحيه بحالته يا ليلي و خدي
بالك العملية مش مضمونة يعني لو هيعملها لازم يكتب تعهد علي نفسه
هزت رأسها بالموافقة علي حديثه ليردف هو متسائلا
انتي هتعمل اية في موضوع حسام!
مش عارفة اسيبه يكمل مع نور و هو السبب في مۏت بابا و لا اقلب عليه الترابيزة و افضحه بس ساعتها مش هيكون معايا دليل حتي علي كلامي عشان آخد حقي منه
قالتها بشرود و ضياع ليقول هو
انا من رأيي تصبري لحد ما نعدي مشكله هنا و بعدين تفوقيله
اه يا ربي و كمان مشكله هنا دي مش عارفة اعمل فيها اية انا تعبت المشاكل كلها فوق دماغي!!
اقترب منها و هو يقول
انا جمبك يا ليلي مش هسيبك غير لما تخرجي من المشاكل اللي انتي فيها دي كلها
مقابل اية يا فارس!
مش مقابل حاجة يا ليلي حتي لو مش هترجعيلي بس مش عايز اشوفك كدة في يوم من الايام 
مر اسبوع
تحسنت فيه حالة هنا و خرجت من المشفي أما يوسف فقد دخل في غيبوبة عميقة رافضا لذلك الواقع المرير حزينا علي حبه الضائع!!
و خطة فاطمة تسير بامتياز فاليوم هو عقد قرانها الوهمي علي أحمد
الذي بالرغم من حزنه الشديد و تمنيه أن يكون ما يحدث هذا حقيقي و ليس وهمي لكنه جعل كل شيء حولهم اسطوري
فقد كان عقد القران في فندق شهير من فنادق وسط القاهرة فندق إيطالي ذات تصميم معماري رائع يطل علي النيل
و أتي لها بفستان من اختياره من فرنسا 
فتلك
معاملة الأميرات و فاطمة مهما حدث و سيحدث ستظل أميرته
بعد عقد القران سار معها في حديقة الفندق المطلة علي
النيل و هو يقول بسخرية
مبروك يا عروسة عجبتك التمثيلية!!
تزينت عينيها بطبقة من الدموع الرافضة للهطول
لو سمحت يا احمد كفاية بقي انا تعبت!!
تعبتي!! انتي تعبتيني انا معاكي كان نفسي فعلا ابقي جوزك دلوقتي بس للأسف يا فاطمة انتي محبتنيش 

أبعدت نظراتها عنه و قالت بضيق
انا طالعة الاوضة يا احمد!!
تركته و اتجهت نحو غرفتها الذي قام بحجزها لها خصيصا دلفت بهدوء حيث لم يشعر بها أحد و استمعت إلي حديث ليلي مع هنا و نور
يعني اية يا ليلي هتجوزيها للبني آدم المړيض دة ازاي!
قالتها نور پصدمة من حديث ليلي لتردف ليلي
اكيد هي حكيتلك عن الفديو اللي وراه ليوسف و رد فعل يوسف فبلاش نعيش في الخيال و نقول ان يوسف هو البطل الشجاع اللي هينقذها من البني آدم المړيض دة لأن يوسف مش هيبقي طايق يبص في وشها اصلا و الحل الاسلم لينا عشان نتخلص من الڤضيحة دي اننا نجوزها لمروان كام شهر و نخلص من البلوى دي و بعدين يبقي يطلقها
هتجوزيهولها ازاي و هو في السچن و التحقيقات شغالة و التهمة ثبتت عليه
تفوهت بها فاطمة التي كانت واقفة خلفهم لترد ليلي پصدمة من معرفتها بالأمر
صمتن جميعا و هن يفكرن في حديث ليلي 
و المنطق يبدي رأيه و يقول
أن الحل الأمثل لهذه الکاړثة هو زواج هنا من مروان
طيب تفتكري هو هيرضي يتجوز هنا و لو رضي هيرضي يطلقها بعد الجواز!!
قالتها فاطمة بتفكير لترد ليلي مسرعة و كأنها رتبت كل شيء
هيرضي لما يعرف اني هخرجه من السچن و حكاية الطلاق دي سيبيها لبعدين 
انتي مش بتتكلمي ليه يا هنا اللي هتتجوز دي انتي علي فكرة!!
اللي ليلي هتقول عليه هعمله 
قالتها هنا بشرود مجيبة علي تساؤل نور فقالت ليلي باستغراب
أحمد اللي قالك علي موضوع هنا يا فاطمة و بعدين انتي سيبتيه لية و طلعتي!
كادت فاطمة أن تجيب ليلي و لكن صوت اصطدام شيء ما خارج الغرفة بقوة جعلهم يهرولن للخارج 
و كان المشهد أمامهن قادر أن يحبس الانفاس و يسيل الدموع و يلجم اللسان!!
حيث صرخن و هن يرون والدتهن فاقدة للوعي ملقاة علي الارض و وجهها شاحب 
ماما ماما!
أسرعت ليلي نحو مرفت بهلع و هي تري شحوب وجهها
تحسست نبضها بأيدي مرتعشة و تجمد جسدها محله
بينما شقيقاتها بجانبها يتساءلون عن ما حل بوالدتهن 
و هي تري المشهد حولها بالتصوير البطيء و جميعهم منعدمين الأصوات أفواههم تتحرك فقط 
تساقطت دموعها
بهدوء و هي تترك أثر علي وجنتيها
أفاقها من تلك الصدمة مظهر فارس الراكض نحوها مناديا باسمها 
نظرت له و كأنها ترجوه أن ينجدها من تلك المصېبة التي ستلحق
بهم قريبا
اقترب و هو يتحسس نبض مرفت لتقول ليلي بصوت يكاد يسمع
مفيش نبض!!
النبض ضعيف يا دكتورة يلا مش هنقعد نتفرج و نعيط!!
نظرت له ببلاهة و كأنها لا تعي حديثه 
وجدته يحمل مرفت بين ذراعيه و يسير بها و من خلفه شقيقاتها فأسرعت هي نحوهم و هي بالتو قد أدركت واقعها!!
ترك قاعة الاحتفالات من خلفه و خرج ليتصل بتلك التي وعدته أن تأتي و لم تأتي 
اتصالات عديدة و لا يوجد مجيب!!
راوده القلق و بدأ عقله ينسج سيناريوهات من صنع خياله هو فقط!!
ليتفاجئ بكف يربت علي ظهره بحنو قائلا
آية يا فهد واقف هنا لية!
مفيش يا داليا معلش يا حبيبتي ارجعي انتي لخطوبتك انا هعمل مشوار مهم و هرجع علطول 
قطبت حاجبيها و هي تنظر له باستفهام و قد قالت
مالك يا فهد في أية!
حوار مهم كدة في الشغل هظبطه بسرعة و آجي 
مبروك يا دود مش هتأخر يا حبيبتي!!
تركها و ذهب لتقف هي مفكرة في أمره و هي لا تعلم مخزي لتلك التصرفات!!!
كانت الدقائق تمر ببطء و كأن الانتظار خلق لهذة اللحظات فقط 
تبا لك أيها المړض فمن أعطاك الحق أن تسرق منا لحظات عمرنا 
من أعطاك الحق أن تسلبنا أعز الأشخاص علي قلوبنا 
كان الفتيات ينتظرن خارج غرفة العمليات حيث دخلت ليلي مع فارس منذ ساعتين و لم يخرج أحدا منهما إلي الآن!!
نهضت فاطمة و الرؤية مشوشة أمامها من فرط الدموع المغلفة لعينيها 
سارت لتجد يد تحاوطها و سمعت صوته قائلا
رايحة فين يا فاطمة!
هزت رأسها و بكائها يتزايد و هي لا تعلم اية ستتجه بالفعل فقد قټلها الانتظار 
اقعدي بس كدة و هي إن شاء الله هتبقي كويسة 
لا يا احمد ماما مش هتبقي كويسة ماما سمعتنا و احنا بنتكلم عن موضوع هنا!!
اضطربت ملامحه و اتسعت عينيه من الصدمة و قال
استغفر الله اهدي بس و هي إن شاء الله هتبقي كويسة 
يا رب يا رب
لتقترب زهرة والدة أحمد من هنا تلك المسكينة التي فقدت كل شيء و لم يكتفي منها القدر 
بل علي أوشكت أن تفقد والدتها الآن 
اللي انتي بتعمليه دة ملوش لازمة يا نور هي هتبقي كويسة لكن قلقك و عياطك دة مش هيجيبوا نتيجة!!
حدقت فيه بحزن ليست هذا ما تحتاجه منه الآن 
هي تحتاج حبه في هذه اللحظات 
تحتاج الشعور بخوفه عليها!!
تحتاج حضڼ يشعرها بالأمان كالذي منحه أحمد إلي فاطمة!!
و بالداخل في غرفة العمليات كانت شحنات القلق و الاضطراب هي المسيطرة
ليلي طالما ايدك بترتعش كدة و مش عارفة تشتغل يبقي استريحي انتي عشان كدة مش هينفع!!
قالها فارس بحدة و هو ينظر لها لم تستجيب بينما ظلت تنقل نظراتها بينه و بين جسد والدتها الملقي أمامها
و بإشارة ثانية من عينيه جعلها تبتعد
و هي تقف متابعة للمشهد من حولها بينما بدأت الممرضات يتهامسن عن حالة ليلي تلك و عن تحكم فارس الغير مفهوم بها!!
ليصدح صوت فارس پغضب و بالطبع قد سمع تلك الهمسات اللعېنة ليقول
انا مش عايز اسمع صوت واحدة فيكم اشتغلوا و انتم ساكتين!!
التزم الجميع الصمت و لكن جهاز نبضات القلب أعلن تمرده بتعالي صوت الإنذارات التي تشير إلي انخفاض ضربات القلب 
انتفضت ليلي من محلها و هي تنظر إلي فارس برجاء و لكنها تناست أن قدر الله لا أحد يستطيع تغييره!!
توقفت نبضات قلب مرفت نهائيا لجأوا إلي الصدمات الكهربائية لأنعاشها و لكنها لم تجدي نفعا!!
انتهي الأمر كما بدأ و إلي الله ترجعون 
وقف فارس و حالة الحسړة مسيطرة عليه بينما اقتربت ليلي ببطء من الفراش الراقدة عليه والدتها بينما تحلق حوله روحها المغادرة 
ماما ماما فوقي يا ماما انتي قولتي أن عمرك مهتسبيني مهما حصل اديكي اهو بتخلفي بوعدك معايا مش انتي اللي علمتيني مخلفش بوعدي مهما
حصل طيب انا عارفة ان كلنا غلطنا و هنا كمان غلطت و انتي زعلانة منها دلوقتي بس مينفعش تروحي و تسيبينا كدة يا ماما فوقي مش هتبقي انتي و بابا لا يا ماما حراام كدة حرااام!!!
و علي صدي تلك الصرخات الحزينة
المټألمة للفراق 
دخلوا جميعا و هم يرون الممرضات يقومن بتغطية وجه مرفت 
اتجه الفتيات نحوها و أصوات صراخهن تتحد مع صړاخ ليلي ليشكلوا قالب جديد من الحزن 
ابتعدت ليلي عن فارس الذي
انشغل بأمر البقية و سارت پضياع 
إلي خارج المشفي بأكملها سارت حافية القدمين في الشوارع بكائها المكتوم و أنينها يضعف أعتي إنسان 
تسمع صوت ينادي باسمها و لكنها لا تكف عن السير لا تبالي بأحد
و مع انعدام الرؤية سقطت علي إثر صخرة لم تلحظها أمامها 
لم تحاول النهوض بل ظلت علي حالها و هي تبكي و تصرخ باسم والدتها
وجدت أحدهم يرفعها من محلها و هو يقول بقلق
ليلي فيه اية مالك!
ماما ماټت يا فهد ماټت خلاص راحت و سابتنا!!
عاد إلي منزله منهك بعد يوم طويل من العمل و التحقيقات الغير منتهية
دلف ليجد المربية الخاصة بابنته جالسة و علامات النزق واضحة علي وجهها
اهلا يا ضحي 
اهلا يا مازن بيه حضرتك اتأخرت النهاردة!
معلش يا ضحي كان عندي شغل كتير المهم حياة عاملة اية!
كويسة الحمد لله أكلت و نامت من شوية!!
أخرج من جيب بنطاله نقود و أعطاها إياها قائلا
اتفضلي يا ضحي مرتب الشهر اهو 
شكرا يا مازن بيه استأذن انا بقي عشان اتأخرت علي ولادي 
اتفضلي!!
خرجت هي بينما خلع هو معطفه و اتجه للداخل نحو غرفة ابنته التي لم تكمل الثانية من عمرها!!
اتجه نحو الفراش النائمة فوقه بهدوء قبلها بحب أبوي شديد يعوضها عن غياب الأم!
تلك الحمقاء التي طلبت منه الطلاق و التنازل عن كافة حقوقها و عن ابنتها أيضا 
تركت تلك الملاك و هي لم تتعدي الشهر السادس من عمرها اختفت و لم يعرف لها طريق و لا يريد معرفة أين هي فكل ما يريده هي ابنته فقط!!
جلس علي الأريكة المقابلة لفراشها يتأملها بهدوء و هو يفكر في القادم 
ماذا سيفعل مع ملاكه تلك فبالتأكيد ستسأل عن والدتها ما إن تكبر ماذا سيقول لها حينها 
عزيزتي لقد تخلت عنك والدتك لأسباب غير معلومة تركتك و انت لا تتعدين شهرك السادس!!
سحقا لتلك القلوب القاسېة التي لا تعرف الرحمة و لا الإنسانية
سحقا لمن يرون أن الحياة أموالا فقط و ليست سوي ذلك!!
اليوم قد مر يومين علي ۏفاة ذلك القلب الذي احتواهم جميعهم
ذلك القلب الذي كان يغدق عليهم بالحب و الحنان اللانهائي!!!
لكن الروح لم تمت الروح مازالت حية تشاهدهم من أعلي و تتحسر عليهم تترجاهن أن يكفوا عن البكاء و النحيب 
فالعمر مازال أمامهن و الحياة لا تقف علي شخص مهما كان!!
فبالتأكيد هي الآن تنعم بحياة أخري بعيدة عن غدر هذة الدنيا بسوادها القاتم 
انتهي العزاء و أصبح المنزل فارغ عليهن فقط 
ماټ الأب و ماټت الأم 
و ليس أمامهن إلي أن يواجهن هذه الحياة بمفردهن دون سند أو حماية
احم انا عارف انه مش وقته بس مرفت هانم قبل ما ټموت
كانت عاملة وصية و قالت إنها تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها حبيت بس ابلغكم بالموضوع عشان تبقوا عارفين لحد ما نفتحها!!
قالها شاكر المحامي الخاص بعائلتهن
و لكن و لا واحدة منهن استجابت لحديثه فكلا منهن في عالم آخر كلا منهن تفكر في القادم
وجود والدتهن كان داعم لهن كان يخفف الكثير من الأحمال و المصائب
المتتالية 
و الآن ماذا سيفعلن من دونها!!!
و انت يا استاذ شاكر متعرفش اية محتوي الوصية دي 
احم هنعرف كلنا بإذن الله يا استاذ حسام لما نشوف فيديو الوصية 
صمت حسام بينما قال أحمد
تمام بس البنات يفوقوا من الصدمة يا استاذ شاكر انت شايف حالتهم عاملة ازاي 
انا مقدر يا احمد بيه بس مرفت هانم وصتني أن الوصية تتفتح بعد اسبوع من ۏفاتها 
خلاص يبقي بعد اسبوع إن شاء الله 
قالها فارس لينهض شاكر قائلا
طيب استأذن انا و البقاء لله
تولي فارس مهمة إخراجه من المنزل و وصل معه نحو الباب الذي ما إن
فتح حتي امتعضت ملامح فارس و هو يري فهد أمامه
سلام يا استاذ فارس!!
قالها شاكر و هو ينطلق خارجا ليقول فهد
ازيك يا دكتور فارس اومال فين ليلي!!
لاحظ فارس تخليه عن الألقاب ليقول بضيق
ليلي تعبانة يا استاذ فهد و مش هتقدر تقابل حد 
قبض فهد علي الباب و هو يقول بحدة نتيجة لانعدام ذوق فارس
اه بس هي اللي طلبتني عشان أجيلها فياريت حضرتك تبلغها

اني جيت!!
جز فارس علي أسنانه و هو يقول بضيق
اتفضل علي ما ابلغها 
دخل فهد بينما اتجه فارس للداخل نحو الغرفة التي كانوا يجلسون بها و الڠضب يتصاعد داخله
فين ليلي!
قالها فارس پغضب ليرد
أحمد بدهشة قائلا
طلعت اوضتها 
تركه فارس و اندفع نحو غرفتها و الڠضب قد انسج غيوم سوداء لتغطي عقله و إدراكه 
فتح الباب دون أن يطرق ليجدها جالسة علي الفراش في وضع القرفصاء
ليتجه نحوها ممسكا بذراعها پعنف
انتي اتصلتي بفهد قولتيله يجيلك!
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات و قالت
ايوة و اوعي عشان انزله!!
نهضت من الفراش بوهن ليجذبها هو من خصلات شعرها فصړخت هي ضاربة إياه في صدره عدة مرات 
ليدفعها نحو الحائط قائلا
هو انا مش قولتلك تقطعي علاقتك بالبني آدم دة و لا انتي مش بتفهمي!!
صړخت به قائلة
ملكش دعوة ابعد عني بقي!!
كلماتها زادت غضبه ليسير و هو مازال ممسكا بشعرها و هي تتألم في يده و لكن من الواضح أن أذنه صمت
هبط بها للاسفل و هو يقف أمام فهد قائلا
بقولك اية متحلمش انها تكون بتاعتك في يوم من الايام ليلي ملكي و هتفضل ملكي انت فاهم!!
المشهد جعل الډم يغلي في عروق فهد فاتجه نحوه مخلصا ليلي من يده ثم لكمه و من هذه النقطة بدأ الاشتباك بينهما
خرج الجميع من الغرفة علي صدي صړيخ ليلي 
اتجه كلا من حسام و أحمد نحوهما محاولين فض تلك المعركة
بينما اتجهت نور نحو ليلي الباكية و هي تضع كفيها علي أذنها رافضة الواقع حولها 
نجحوا بالفعل في الفض بينهما ليأخذ أحمد فارس إلي إحدي الغرف باعدا إياه عن فهد
بينما نظر حسام نحو فهد قائلا
ممكن اعرف سيادتك مين!
ليلي أنتي كويسة 
قالها فهد متجاهلا تساؤل حسام لتتجه ليلي نحوه قائلة
انا آسفة يا فهد معلش
متتأسفيش مين دة اصلا عشان يعمل كدة!
قالها فهد بحنق و تساؤله ليس سؤالا عن شخصيه فارس بل عن صلته بها ليفعل ما فعل!!
فارس طليقي يا فهد 
حدق بها ببلاهة و هو يقول
انتي كنتي متجوزة!
و مخلفة كمان 
قالتها فاطمة الواقفة خلفها حانقة علي ذاك الدخيل الذي يزيد الفجوة بين ليلي و فارس
نظرت لها ليلي بذهول لتقف أمامها فاطمة ضامة يدها لصدرها قائلة
هو انتي فاكرة انك هتفضلي مخبية و محدش هيعرف غيرك انتي و نور هانم!
فاطمة اية اللي انتي بتقوليه دة ليلي بنتها ماټت من زماان 
ممتتش البنت عايشة و عندها في المستشفي تحبي اقولك اسمها اية يا نور اسمها هند هند فارس المدني
وقف الجميع مصډوما من حديث فاطمة الذي غير مسار الأمور
كفاية كدة يا فاطمة كفاية
قالتها نور و هي تنهرها علي ما قالته أمام الجميع 
أنتي
اللي قولتي لفارس يا فاطمة!
قالتها ليلي بلوم لترد فاطمة
اه انا يا ليلي 
ليلي انا هستأذن دلوقتي و هكلمك بليل سلام
قالها فهد و هو ينطلق إلي الخارج 
دخلت ليلي نحو الحجرة الموجود بها فارس 
انت بتعمل كدة ليه حرام عليك بجد انا طلبت اقابله عشان مشكلة هنا 
انا قولتلك انا هحلهالك 
نطق بها فارس و شعوره بالندم يتآكله ليس ندما علي ما فعله مع فهد بل علي إيصالها لتلك الحاله
و انت كدة حلتها علي العموم شكرا يا فارس 
انت أتسرعت يا فارس لازم كنت تهدي شوية 
قالها أحمد ليقول فارس
معلش يا احمد انا مش قادر اتكلم عن اذنك 
فتح باب منزله و هو يدلف بهدوء ليجد شقيقته جالسة تنتظره 
و ما إن رأته حتي شهقت بفزع و هرولت نحوه تتحسس وجهه الذي يملؤه الكدمات نتيجة اشتباكه مع فارس 
آية دة يا فهد اية اللي عمل فيك كدة يا حبيبي!
مفيش يا داليا خناقة عادية انتي اية اللي مصحيكي لحد دلوقتي!!
سيبك مني أنا انت فيك اية يا فهد بقالك كتير متغير قولي مالك!
تنهد و هو يجلس علي الأريكة قائلا بحزن
عارفة يا داليا لما تكوني بتحبي و واثقة أن اللي انتي بتحبيه مش بيحبك و عمره ما هيبقي ليكي 
ياااه للدرجادي ليه يا فهد مش هتبقي ليك!
عشان كانت متجوزة
و عندها بنت و فوق كل دة هي لسة بتحب طليقها و دة شيء انا واثق منه!!
هي السبب في اللي في وشك دة!
طليقها اټخانق معايا انتي عارفة انا اتخانقت معاه ليه كان ماسكها من شعرها و هي بتصرخ و انا مقدرتش استحمل المنظر اتخانقت معاه و هي
بتصرخ و احنا پنتخانق كانت بتنادي باسمه كانت خاېفة عليه رغم أنه هو السبب في عياطها اصلا 
خلاص يا فهد مش لازم هي في الف واحدة غيرها تتمناك!!
بس انا مش عايز الالف واحدة دول 
انا عايزها هي!!
إن الحمقى في هذا الزمان يكثرون و مفهوم الحمق الحقيقي ليس قلة أو عدم الإدراك 
بل إن الحمق الحقيقي هو العيش راكضا طوال الحياة وراء شيء ليس له قيمة 
و كنت تحسبه أنت بحمقك أنه أثمن شيء في هذه الحياة 
هكذا هي نور تعتقد أن حسام هو أغلي شيء في حياتها و لا تمتلك سواه 
تعتقد أن حياتها بدونه ليس لها قيمة و لا معني 
يعني اية يا حسام احنا مش اتفقنا انك هتشتري بيت جديد و نخلص!!
بس انا لما فكرت في الموضوع لقيت انك مينفعش تقعدي لوحدك!!
و مين قال اني هقعد لوحدي انت هتبقي معايا!!
ابعد وجهه عنها و هو يقول
انا مينفعش اسيب بابا لوحده يا نور 
و الله قصدك مينفعش اسيب ست سما لوحدها
نور اتكلمي عنها عدل و متنسيش انها قبل ما مراتي فهيا بنت خالتي !!
صړخ بها حسام لتنظر له بتعجب و كأن من يقف أمامها ليس زوجها شخص آخر أيعقل أن يكون أحب تلك ال سما!!
انا مش هعرف اقعد معاها في بيت واحد مش هقدر!!
لا هتقدري يا نور و دة آخر كلام عندي 
تركها في غرفتها و هب خارجا پغضب متجها نحو غرفة سما التي كانت ممسكة بهاتفها و ما إن رأته حتي ألقت الهاتف بعيدا و كأنه جمرة من الڼار 
نظر لها بشك و قال
في أية مالك اتكهربتي اول ما شوفيني و رميتي الموبايل كدة ليه!
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتجه نحوه بتوتر و رعشة قد اجتاحت اوصالها
مم مفيش يا حبيبي مالك متعصب كدة ليه!!
ازاحها من طريقه و هو يتجه ليمسك الهاتف و هو يقول
افتحي الموبايل يا سما!!
في أية يا حسام اا أنت بتشك فيا!
قالتها بتلعثم ليقترب منها ممسكا بفكها بحدة قائلا بصوت مرتفع
افتحي الموبايل يا سما!!
سيطر الخۏف عليها فلبت طلبه و قامت بفتح الهاتف و هي ټلعن غبائها فما تخطط له سينقلب عليها الآن
جحظت عينيه و هو ممسكا بالهاتف و الصدمة احتلت كيانه 
آية دة فهميني اية دة
تنظر له قائلة پذعر
حسام افهمني بس و الله ااه يا حسام 
لم يعطيها الفرصة لإكمال حديثها فجذبها من خصلات شعرها و ألقاها پعنف و أخذ يكيل لها الضربات و الصڤعات
يا ژبالة بتصورينا في اوضة نومنا !!
أتت نور مهرولة عند سماع صدي صړاخ سما المتردد في أنحاء القصر
دلفت إلي الغرفة و هي تري هذا المشهد المروع لأول مرة تري حسام في هذه الحالة 
أسرعت لتقف أمامه لتحول بينه و بين سما فاحتمت سما بها ممسكة بملابسها من الخلف 
آية اللي انت بتعمله دة يا حسام حراام عليك ھتموت في ايدك!!
قالتها نور بحنق ليقول هو بصوت هادر
ټموت و لا تروح في داهية اوعي من وشي يا نور اللي انتي بتدفعي عنها دي مصوراكي معايا اوعي
جحظت عيني نور و لكن لا مجال للدهشة سيقتل سما حتما إن بقيت أمامه لثواني أخري معدودة!!
استدارت نور بظهرها و سما مازالت متمسكة بها فأصبحت في اتجاه باب الغرفةأسرعت سما نحو باب الغرفة هاربة من ذاك الۏحش الكاسر الكامن أمامها 
ليركض حسام تجاه الباب فتلحق به نور و تقف حائلة بينه و بين باب الغرفة 
اوعي يا نور الله يكرمك من وشي انتي ازاي بتدفعي عنها عايز افهم!
قالها حسام بعصبية شديدة لتقترب منه نور و هي تحتوي وجهه بين كفيها قائلة
اهدي يا حبيبي بس متنساش انها حامل و انت كدة ممكن تسقطها!!
هو انتي هتفضلي لحد امتي تتنزلي عن حقك يا نور!!
قالها حسام و هو ينظر لها بذهول فردت هي ملقنة إياه درسا جاء في صميم قلبه
دة مش تنازل يا حسام انا بسامح بس بابا الله يرحمه علمني اني ابقي متسامحة لأقصي حد دة ربنا بيغفر و بيسامح انا بقي مين عشان مسامحش!!!
يعني ممكن تسامحيني يا نور علي أي غلط انا غلطته في حقك في يوم من الايام!
ابتسمت و الحماقة تشع من عينيها فهي لا تعلم مخزي حديثه و اقتربت منه إياه قائلة
انت الوحيد يا حسام اللي مهما تعمل هسامحك
شدد قبضته عليها و هي بين 
هو يعلم أنه تزوجها ليتخلص من شعوره بالذنب تجاه والدها فعندما قص عليه والده قصتها أصابه الشعور بالذنب علي ما فعله بوالدها
فقرر التقرب
منها و إيهامها أنه يحبها و لكن بعد فترة بالفعل قد نصبت شباكها علي قلبه برقتها و حنوها ليقع هو
صريع تلك الشباك!!
منذ خمس أعوام 
كان الشعور بالذنب يغزو كيانه منذ ما فعله مع زين سويلم و كان سببا رئيسيا في مۏته 
و قد علم من والده أن ابنة أحد رجال الأعمال المشهورين تتردد عليه لمعاناتها من اڼهيار عصبي نتيجة لفقدها والدها 
بالطبع قد ذكر والده اسم زين سويلم و منذ هذة الليلة و التفكير ېقتله و الشعور بالذنب يسن سيوفه لتغزو كيانه!!
و استطاع بخبثه المعهود معرفة مواعيد زيارة نور لوالده في العيادة
و كانت أول مقابلة بينهما
كانت للتو قد أنهت جلستها مع والده و الذي هو طبيبها النفسي و كان هو متربصا لها بأسفل البناية 
ما إن خرجت من باب البناية حتي أدار محرك سيارته مقتربا منها قاصدا رطمها بالسيارة دون إحداث أذي كبير لها 
و بالفعل قد كان له ما أراد حيث اصطدم بها بخفة لتسقط هي و هي تمسك بقدميها پتألم
هبط من سيارته بسرعة و هو يتقن دوره التمثيلي بمهارة اتجه نحوها و هي ملقاة أمام سيارته متأوهة ممسكة بقدمها
انا اسف جدا حضرتك حصلك حاجة يا آنسة!!
نظرت له بأعين دامعة و هنا شعر بوغزات متتالية في قلبه رافضة هذا الحمق الذي يقوم به
مجراش حاجة عن أذنك!!
قالتها نور برقتها المعهودة و هي تكتم الألم داخل ثنايا قلبها كما تعودت دائما 
حاولت النهوض و لكن ألم
قدميها كان فوق المستطاع فيبدو انها قد كسرت 
اقترب منها لتقف يديها حائل بينهما و هي تقول
عن أذنك متقربش انا هقوم لوحدي!!
رفع حاجبه بدهشة فبالرغم من الآلام الظاهرة علي وجهها ترفض اقترابه منها 
لم يستمع لحديثها الغير مقنع بالنسبة له و حملها بين ذراعيها هتفت هي بضيق
لو سمحت مينفعش اللي انت بتعمله دة نزلني لو سمحت

وضعها في سيارته و هو يقول
مينفعش انتي من الواضح انك عندك كسر في رجلك و انا السبب فيه و لازم اعالج زي ما
اتسببتلك فيه 
يا سيدي شكرا لاهتمامك بس نزلني و انا هتصل بحد من اخواتي يجيلي بس مينفعش اروح معاك!!
هز رأسه رافضا رأيها هذا و انطلق بسيارته وسط تذمرها و اعتراضها الملحوظ
وصلا نحو المشفي و بعد فحص الطبيب لها تبين أنها أصيبت بكسر في ساقها و يلزم ثلاثة أسابيع حد أقصى لشفائها 
لم يكن في خطته أن يصيبها بكسر و لكن حالفه الحظ
هو حضرتك كنتي عند مين في العمارة دي!
قالها حسام و هو يساعدها في السير لتنظر له بضيق قائلة
كنت عند دكتور محسن عدلي
رفع حاجبه باندهاش مصطنع و قال
معقول دة والدي!!
سرعان ما تبدلت ملامحها من الضيق إلي الابتسامة و قالت
حكالي عنك كتير حضرتك حسام صح!!
ايوة انا قوليلي بقا كان بيحكيلك اية عني!
هو قالي ان شركتك كانت بتتعامل مع شركة بابا الله يرحمه فعلا الكلام دة!
حاول أن يداري توتره و قال بتساؤل
هو مين والد حضرتك بس!
زين سويلم 
ااه فعلا زين بيه الله يرحمه سمعته كانت طيبة جدا الله يرحمه و يحسن إليه 
ابتسمت بحزن قائلة بخفوت و هي تستقل السيارة بجانبه
الله يرحمه 
فتحت أحاديث كثيرة بينهما أثناء إيصالها لمنزلها حتي وصلا قال
انا اسف مرة تانية بس مكنتش مركز و انا بتحرك بالعربية 
خلاص حصل خير
طيب ممكن تقبلي عرضي عشان محسش بالذنب!
قالها بتأثر مصطنع لتنظر له بتساؤل فيردف هو قائلا
طبعا انتي ليكي جلسات محددة مع بابا فتسمحيلي اوصلك انا لما تروحي 
هزت رأسها بالرفض و قالت
انا مقدرة احساسك يا استاذ حسام و شكرا لاهتمامك طبعا بس انا هخلي حد من اخواتي يوصلني
عشان خاطري أقبلي عرضي يمكن اعوضك شوية عن كسر رجلك 
زمت شفتيها بتفكير و قالت
و انا موافقة كفاية بس انك ابن دكتور محسن
ابتسم بانتصار و ساعدها للوصول إلي باب منزلها و دلفت إلي الداخل بمساعدة الخدم
مرت الايام و خطته تسير علي ما يرام
يعبث هو بأوتار قلبها ليعزف ألحان العشق و ينتعش قلبها بهذا الشعور الذي يراودها لأول مرة بينما هو يضع قضبان علي قلبه و يحصنه جيدا ضد الحړب الذي شنتها بقلبها البريء علي قلبه الذي لا يعرف الرحمة و لا الحب!!
بينما محسن كان الأكثر سعادة بما يحدث لحبه الشديد ل نور 
ظل يلح في الطلب علي
حسام أن يقوم بخطبة نور
و بالفعل لم يمر سوي شهر علي خطبتهما و كان حفل زفافهما 
أصبحت زوجته رسميا تزوجت بمن قتل والدها و أيضا خطط لإيقاعها في شباكه و هي تظن أنه يحبها!!
مر عامان علي زواجهما و بدأ حسام ذلك الشخص الرومانسي المرح يتحول إلي شخص البرود هو عنوانه الأساسي 
صامت لا يريد التحدث معها يعملها بجفاء غير مسبوق و هي لا تشكو و لا تمل من محاولاتها معه!!
حتي والدتها لم تعرف شيء عن ما يفعله معها
حتي أنه احيانا يبيت خارج المنزل و أحيانا يمر عليها ايام لا تراه 
فكرت أن تأتي له بطفل عله يكون سبب في عودته كما كان 
و لكن بدلا من أن تصلح هذا الواقع السيء دمرته بمعرفتها أنها عقيمة غير صالحة للإنجاب 
و هكذا مرت سنوات
عمرها معه جفاء قسۏة و خېانة!!
كم علمت بخيانته لها العديد من المرات و واجهته و لم ينكر بل أصر علي ما يفعله 
و لكنها فاض بها الكيل و نفذ صبرها فتركت المنزل و توجهت لوالدتها 
قصت عليها كل شيء فعله معها علي مدار السنوات و لم يكن من والدتها سوي الصمت و اقناعها بعدم طلب الطلاق 
مر عامان آخران و هو لا يسأل عنها و كأنه لم يتزوجها من الأساس 
لكنها كانت دائمة الزيارة لمحسن سواء في عيادته أو في القصر
حتي علمت بزواج حسام من هذه الحية سما
و ها هو آخر حبل يربط بينها و بينه قطع للأبد
و لكن كأن القدر يرفض ابتعادهما ليكشف لها حقيقة أمره 
عاد لها يطلب السماح و العفو لتعود الحياة بينهما مرة أخري و لكن هذه المرة القدر سيعانده و ستنقلب الأمور ضده!!!
عودة للواقع 
سارت الايام و عادت
الحياة لطبيعتها لأنها لا تقف علي فراق أحد 
عادت ليلي لعملها مرة أخري علها تتناسي فراق والدتها الحبيبة 
و دخلت إلي غرفة مكتبها و منها إلي غرفة مكتب فارس 
لم تجده بها رغم أنها وجدت سيارته مصفوفة أسفل المشفي!!
خرجت نحو السكرتير الخاص بهما
قائلة
فين دكتور فارس يا مراد!
هو قالي أنه هيمر علي المړضي يا دكتور 
طيب شكرا يا مراد!!
اتجهت للخارج باحثة عنه لم تجده في أي مكان في المشفي 
كادت أن تجن و هي تفكر أين من الممكن أن يكون قد ذهب! و لسوء الحظ هاتفه مغلق 
و بين ثانية و الأخري هرولت و هي تتخيل أين من الممكن أن يكون الآن!!
عم صلاح فارس جوة صح!
قالتها و هي تحاول تنظيم أنفاسها ليرد الآخر
ايوة و الله يا دكتور حاولت امنعه يدخل لهند هانم بس مقدرتش!!
زمت شفتيها بقلق و اتجهت نحو الباب و أدارت المقبض بهدوء و هي متخوفة من رد الفعل التي ممكن أن تتلقاها من فارس 
خصوصا أنهما أمام هند و التي تحسنت حالتها في الفترة الأخيرة و لا تريدها أن تتدهور مرة أخري برؤيتها لشجارها هي و فارس
لكنه دائما ما يخالف توقعاتها 
وجدته جالس بجانبها علي الفراش يداعبها و هي مستجيبة له بشدة!!
صوت ضحكاتها الطفولي يتعالي لتملئ الأجواء بهجة و سرور 
سارت بهدوء متجهة نحوهما و هما لا يشعران بها ارتسمت ابتسامة تلقائية علي شفتيها بسبب مظهرهما المبهج التي ظلت تحلم به طوال السنوات السابقة و ظنت انه لن يتحقق ابدا
وضعت كفيها بهدوء علي كتف فارس الجالس علي الفراش بجوار هند!!
نظر لها بتعجب فهو كان يظن أنه بعد ما فعله أمام الجميع انها لن تريد رؤيته مرة أخري خصوصا أنهما لم يتحدثا من ذلك اليوم!!
ازيك يا هند 
قالتها ليلي بسعادة و هي 
لتبتسم هند و هي تشير إلي فارس و كأنها تقول لها أنها سعيدة بسببه
نظرت لها ليلي ثم عاودت النظر إلي فارس و قالت
دة فارس 
صمت هو متابعا الحوار الدائر بينهما لتحاول هند نطق اسمه
فف فا
و لكنها فشلت كالعادة فهي بسبب العزلة و حالتها النفسية المتدنية لم تتعلم الحديث و لا النطق!!
مازالت كالطفل الصغير تريد تعلم الحديث 
مش بتعرف تتكلم ليه يا ليلي!
قالها فارس ناظرت لها بلوم لإهمالها ابنتها فاخفضت رأسها هاربة من عينيه و قالت
طبيعي يا فارس هي مخرجتش من الاوضة دي من ساعة ما اتولدت و بعدين خد بالك هي مدركة اللي احنا بنقوله 
هز رأسه متفهما لحديثها ثم قبل هند بحب شديد و ضمھا إليه بقوة 
لتبادله هي الأخيرة العناق 
هرجعلك تاني يا دودو ماشي يا حبيبتي
تفوه بها فارس لتهز هند رأسها موافقة علي حديثه 
نظر نحو ليلي قائلا
يلا يا ليلي عايز اتكلم معاكي شوية!
أومأت لها بالموافقة و اتجها معا للخارج ليقول هو بابتسامة
شبهك اووي علي فكرة!!
ابتسمت بتلعثم مازالت تتوتر من حديثه المعسول 
مازال قلبها يخفق من تواجدها معه في مكان واحد!!
مازال حبه يتزايد في قلبها رغم الفراق 
شوفي يا ليلي احنا محتاجين نتفاهم في موضوع هند دة لأني شايف من ناحية الحالة الصحية مفيش حاجة تستدعي وجودها في المستشفي و خلاص الموضوع اتعرف يبقي ملهوش لازمة وجودها في المستشفي و لو انتي مش عايزاها معاكي أخدها انا!!
لا طبعا يعني اية مش عيزاها معايا دي بنتي!!
و الله و هي دلوقتي بنتك و قبل كدة مكنتش بنتك!
متغيرش الموضوع يا فارس قبل كدة الوضع كان مختلف و بعدين انت عايز تاخدها معاك فين في بيتك اللي انت قاعد فيه مع الحرباية دي!!
ابتسم و رفع حاجبه الأيسر بمشاكسة و قال
انتي لسة بتغيري يا ليلو و لا إية!
لم تجيبه بل أدارت وجهها لناحية الأخري فضحك هو قائلا
لا بس ملكيش حق دي مش واحدة تغيري منها و بعدين انتي اللي في القلب بس!!
ستجن منه و من أفعاله البلهاء تلك
سيطرت عليها الغيرة فأمسكت بطرف قميصه قائلة بغيظ
هو انت عايز تجنني و لا إية انا اللي في القلب بس ازاي اومال دي كانت بايتة في سريرك بتعمل اية يا حبيبي!
نظر لها بذهول و
هو يحاول السيطرة علي حاله حتي
لا يضحك و يثير ڠضبها أكثر فقال
آية دة يا ليلي اية اللي انتي بتعمليه دة!!
سمعت صوت ضحكات من خلفها فاستدارت لتجد الممرضات يتضاحكن علي مظهرها و امساكها ل فارس كالمچرم هكذا
هدرت فيهن پغضب قائلة
بتضحكي علي اية انتي و هي اتفضلوا علي شغلكم!!
هرولن من أمامها لأنهن يعرفن انها عندما ينتابها الڠضب تتحول لوحش كاسر 
استدارت الي فارس الذي يستمتع بالعرض التي تقدمه هي
له فقالت و هي تمسك بتلابيب قميصه
عارف لو مبطلتش تستفزني يا فارس 
آية هتكليني و لا إية!
لا هتزعل مني جامد و خليك فاكر كلامي عشان انت علمتني أن اللي بيعمل مبيقولش!!
ثم تركته و ذهبت و بالرغم من چنونها هذا إلا أنه استمتع تماما بما فعلت يكفي انه استشعر غيرتها عليه!!
بينما هي ظلت تسير في الردهات مفكرة في القادم من علاقتهما هل ستقبل العودة إليه و هل ستسير حياتهما كما في السابق أن عادت إليه و هل سيسامحها و ينسي ما فعلته به في الماضي!!
نظرت إلي إحدي الشرفات الزجاجية التي تطل علي غرفة إحدي المړضي 
إنه ذاك المنعزل الرافض للحياة!!
مر الوقت و هو ليس في صالحه لابد أن تصارحه بمرضه 
طرقت باب غرفته بهدوء و لكنها لم تسمع الأذن بالدخول
فاضطرت أن تدخل دون أذن منه وجدته جالس أمام شرفته بهدوء اقتربت منه قائلة
صباح الخير ازيك يا استاذ سمير!!
نظر لها بلا مبالاة و قال
صباح النور يا دكتورة 
وقفت أمامه و هي تقول
ازيك النهاردة حاسس انك احسن!
الحمد لله بس عندي صداع مبيروحش 
فركت كفيها بتوتر و قالت
و انا جيالك النهاردة عشان الموضوع دة الصداع دة سببه أن حضرتك عندك سړطان في المخ و النخاع الشوكي!!
لم تتأثر ملامحه بينما ظلت جامدة كما هي تلعثمت ليلي من رد فعله هذا و قالت
احم شوف يا استاذ سمير بما ان حضرتك متقدم في السن فالكيماوي نسبة تأثيره هتكون ضعيفة جدا و ممكن ميبقاش ليها فايدة فهنضطر نلجأ للجراحة و عشان مكدبش برضو علي حضرتك السړطان اللي عندك خبيث يعني ممكن
يكون منتشر بنسبة كبيرة في جسمك و العملية هتبقي نسبة نجاحها 50 و لو منجحتش ممكن حضرتك تتشل!!و طبعا مش هنقدر نسيطر علي باقي السړطان المنتشر في الجسم 
هنا اجهش سمير في بكاء يقطع نياط القلب 
ارتسمت أمامها صورة والدها لم تتحمل هذا فچثت علي ركبتيها أمامه قائلة بشفقة
اهدي بس يا استاذ سمير دي حكمة ربنا!!

لا لا دة عقاپ ربنا ليا علي اللي كنت بعمله في الناس!!
قطبت حاحبيها باستغراب من حديثه و قالت
اهدي لو سمحت بس كدة احنا ما صدقنا حالتك تتحسن!!
خلاص انا مش عايز حاجة من الدنيا دي غير أن ربنا يرحمني
و يغفرلي قبل ما اموت يا رب سامحني يا رب!!
انت ممكن تعتبرني زي بنتك و تحكيلي يمكن دة يخفف عنك شوية!!
نظر لها و قال
احكيلك اية بس و لا إية اقولك ان انا كنت أكبر تاجر أعضاء في مصر اقولك اني ياما اتسببت في مۏت ناس و أطفال بريئة ملهمش ذنب و لا اقولك ان حتي الناس المېتة مرحمتهمش و كنت بفضيهم من أعضائهم بعد ما يموتوا و كل دة عشان اية عشان الفلوس ملعۏن الفلوس اللي تخليني اتاجر في أرواح البشر انا اللي بيحصلي دة قليل المفروض ربنا يعاقبني اكتر من كدة!!
أتعلمون الصدمة الذي تجتاحكم من حديث شخص ما و تلجم ألسنتكم لدرجة انكم تستغرقون وقت ليس بالقليل لاستيعاب ما يقول!!
هذه هي حالة ليلي الآن لم تتوقع أبدا أن تكون قصته هكذا فأكمل هو منتحبا كالأطفال
حتي ولادي اتبروا مني لما عرفوا حقيقتي رفضوني و مراتي اتخلت عني ايوة فضلت تبقي معاهم عشان خاڤت علي نفسها لېقتلوها!!
طيب و اية اللي خلاك تعمل كدة اصلا اية اللي وصلك للمرحلة دي!!
الفقر وحش صدقيني ممكن متحسيش باللي انا بقوله لأنك معشتيهوش لكن لكن انتي مش فاهمة يعني اية تنامي من غير غطا في عز البرد يعني اية تقعد باليومين مفيش في بطنك حاجة حتي الماية مش لقياها 
هزت رأسها بعدم اقتناع بمبرراته و قالت
باستنكار
لو كل واحد مش لاقي ياكل عمل كدة هنبقي في غابة و ناكل في بعض ثم إن في ناس كتير اوي فقرا و مش لاقيين ياكلوا و بيشتغلوا شغل شريف حتي لو الفلوس اللي بتيجي منه متقضيش غير الأكل بيبقوا راضيين و أحيانا اصلا في ناس مش بيبقوا لاقيين الشغل دة و بيرضوا بحالهم و ربنا بييعتلهم اللي يكفي عيشتهم كل دة اختبار من ربنا ليك بس حضرتك اخترت الطريق الأسهل عشان تعيش عيشة مرفهة و فشلت في الاختبار دة و للأسف
كل اللي انت فيه دلوقتي دة مش نتيجة للاختبار حتي دي بوادر ظهور النتيجة!!
نظر لها بذهول فهذا الحديث صادر عن فتاة في بداية عقدها الثالث
صادر عن فتاة عمرها نصف عمره 
و لكنها محقة تماما في
كل ما قالته صمت لتقول
انت عارف انا مش هبلغ عنك لسبب واحد بس أن انت كفاية عليك عقاپ ربنا و مرضك اللي ابتلاك بيه و ملوش علاج و كفاية ولادك اللي اتخلوا عنك و هما عندهم حق و مراتك ربنا أداها فرصة ترجع عن اللي هيا فيه بس رفضت الفرصة!!
قطع صمتها رنين هاتفه لتخرجه من جيب معطفها الأبيض و تجيب قائلة
الو يا فهد 
انتبه لها سمير و هو يستمع لحديثها بشغف
الو يا ليلي عاملة اية!
انا تمام الحمد لله انت اتحركت!
من زمان انا واقف تحت المستشفي 
طيب انا هغير هدومي و هنزل علي طول سلام!!
نظرت إلي سمير بتساؤل لينكس رأسه قائلا
علي اسم ابني عشان كدة الاسم جذبني!!
تنهد بأسي عليه و قالت مربتة علي كتفه
ربنا يتولاك برحمته انا هرجعلك بكرة عشان تبدأ العلاج عن أذنك
يا ليت الايام تعود ليتني لم أضيع العديد من الفرص من يدي تحت مسمي البلاهة!!
دخلت فاطمة الي غرفة هنا لتجدها واقفة أمام شرفتها و الهدوء هو عنوانها 
اقتربت منها و هي تربت علي ظهرها بشفقة قائلة
مش بتنزلي تقعدي معايا لية يا فاطمة بدل منا قاعدة لوحدي!!
نظرت لها و قال بشرود
مظنش انكم عايزين تشوفوا وشي اصلا!
تنهدت فاطمة بحزن و قالت و هي تقف أمام هنا
ليه بتقولي كدة بس يا حبيبتي اللي حصل دة انت ملكيش ذنب في!!
متحاوليش تشيلي عني الذنب يا فاطمة انا السبب في كل حاجة حصلت لو كنت مشيت عدل و سمعت كلام ماما مكنش هيجرا كدة انا اللي ډمرت نفسي و انا اللي ډمرت يوسف و انا اللي موتت ماما!!
غلب البكاء علي نبرتها في الجملة الأخيرة لټحتنها فاطمة قائلة
اهدي بس كدة كل دة بأمر ربنا محدش ليه ذنب فيه اقولك تعالي ننزل نزور يوسف!!
ازداد بكاء هنا و قالت پألم
اااه يوسف يا تري هيحصل اية لما يفوق و يعرف اني اتجوزت غيره!!
خلاص يا هنا احنا فيها ارفضي و قولي لليلي انك مش هتتجوزي مروان و سيبيه ياخد
عقابه 
مينفعش لو متجوزتش مروان محدش هيرضي يبص في وشي اصلا و انا مش هضحك علي نفسي يوسف مش هيبقي عايزني تاني خلاص خصوصا بعد الفيديو اللي هو شافه!!
صحيح اية حكاية الفيديو دة يا هنا!!
تشنجت ملامحها و قالت بندم
كنت سهرانة معاه في الديسكو شربت كتير لحد ما بقتش حاسة بنفسي خدني بيته و كان بيصور فيديو عشان لو حبيت اغدر بيه يهددني بالفيديو دة بس قبل ما يعمل حاجة جرس الباب رن و بدأت افوق و لحقت نفسي قبل ما يحصل حاجة و هو اتأسفلي كتير بس متخيلتش انه كان بيسجل فيديو ساعتها!! و بردو ما اتعظتش فضلت ماشية في اللي انا فيه لحد ما كله جيه علي دماغي يا ريت كنت سمعت كلام ليلي و بعدت عنه يا ريتني!!
طرقات علي باب مكتبه أخرجته عن تركيزه في عمله
ادخل يا مراد 
انا آسف يا دكتور فارس بس في واحد برة مصر يقابل حضرتك 
قطب فارس حاجبيه باستغراب و قال
اسمه اية يعني!
مش راضي يقول اسمه
ليظهر آخر شخص توقع مجيئه للمشفي قائلا
انا يا ابو الفوارس اية يا راجل رحت و قلت عدولي!!
عماد طيب اتفضل انت
يا مراد دلوقتي!!
قالها فارس بتوتر ليجلس عماد قائلا
آية يا فارس مش قولتلك مستني منك تليفون مكلمتنيش ليه!!
نظر له فارس بغل قائلا
عايز اية يا عماد!
هكون عايز اية يعني يا فارس عايز نبدأ شغلنا بقي!!
صمت فارس بضيق و هو يجز علي أسنانه ليقول عماد
اوعي تكون رجعت في كلامك قولي صحيح اية اخبار الكتكوتة الصغيرة!
ټهديد واضح من هذا الحقېر بابنته رد فارس قائلا
عايزني اعمل اية يا عماد خلص!!
برافو عليك كدة احبك طبعا انتم عندكو مشرحة في المستشفي و كل يوم چثة جديدة تدخل انا بقي عايز حاجات معينة من الچثث اللي هتدخل دي 
نظر له باحتقار و كأنه يتحدث عن سلع تباع و ليس أعضاء انسان قال فارس 
احنا اتفقنا اننا نشتغل مع بعض بس
مش من المستشفي انا بس اللي هستحمل نتيجة اللي هيحصل ليلي مش لازم تتحمل نتيجة حاجة!!
و مين اللي قالك ان ليلي هيجرالها حاجة انت طول ما بتشتغل معانا انت في حمايتنا و البوليس لا يمكن يهوبلك 
صمت فارس مفكرا في حديثه فهو لن يغامر بحياة ابنته و لا بحياة ليلي
و بعدين هتستلم مني الحاجات اللي انت عايزها دي ازاي 
أول لما تجهز الحاجة هتبلغني و هبعتلك رجالة يستلموا منك و علي فكرة دي البداية بس بعد كدة الشغل هيكبر 
كانت تستقل السيارة معه و هي تفكر في قصة ذاك الرجل الذي يدعي سمير
كيف لها أن تساعده و تخرجه مما هو فيه 
آية اللي واخد عقلك!
قالها فهد بتساؤل عن شرودها لتقول هي بتفكير
تاجر أعضاء!!!
نظر لها ببلاهة و هو غير مدرك ما قالت و قال
نعم!!
ابتسمت علي اندهاشته و قالت بتوضيح
مريض عندي كان بيشتغل تاجر أعضاء!
ثقلت أنفاسه و هو يتذكر والده
و عمله المشين و قال
بس اية اللي ډخله المستشفي يعني!
من تلات أسابيع جالنا في حاډثة عربية و الشرطة معرفتش تجيب اللي عملها محدش بيسأل عليه تقريبا خالص بس العجيب أن حساب المستشفي بيتدفع بانتظام من برة مصر و لما عملتله تحاليل شامله عشان اتطمن علي حالته عرفت ان عنده سړطان في المخ و النخاع الشوكي و نسبة علاجه ضعيفة جدا و لما هو عرف انهار و قعد يعيط و يقول ان دة عقاپ ربنا ليه و ان ولاده سيبينه من زمان عشان عرفوا بتجارته في الأعضاء و لما حب يتوب و يرجع عن العصابة اللي كان بيشتغل معاهم مراته باعته و فضلت مع العصابة و هما اللي دبروله الحاډثة عشان ينتقموا منه!!
والده! أمن المعقول يكون هذا والده لكن والده لم يتب والدته قالت انه عاد ليطمئن عليهم فقط كل هذا هراء!!
والده لن يعود عن ما يعمل به و لو بعد قرن!!
يلا احنا وصلنا 
هبطا معا نحو مقر النيابة
احنا مستنيين اية يا فهد!
المحامي يا ليلي مش هندخل من غير محامي!!
طيب ما انا قولتلك اجيب محامي العيلة 
لا مع احترامي للكل بس الموضوع دة محتاج محامي مش مظبوط يعني يعرف يطلع ثغرات في القضية بتاعة يوسف دي قضية مش سهلة لكن لو جيبنا محامي
محترم هيرفض القضية اصلا فهمتي!!
احتل التعجب ملامحها ليبتسم قائلا
الغلط مبيتصلحش غير بغلط يا ليلي اكيد فهماني!!
فهماك يا فهد يا ريتها كانت سمعت كلامي و بعدت عن الطريق اللي كانت ماشية فيه دة!
مش هنقعد نعيط علي اللي فات لازم نصلح اللي حصل دة في أقرب وقت!!
هزت رأسها بالموافقة علي حديثه و لم يلبثا طويلا حتي وجدا رجل يبدو أنه في نهاية العقد الخامس
قصير القامة اشعث الشعر ممتلئ البدن
معلش يا فهد بيه اتأخرت علي حضرتك الطريق كان 
مش وقته يا عصام اعرفك الدكتورة ليلي اخت المجني عليها!!
اهلا بيكي يا قمر 
قالها عصام و هو يتفحصها جيدا ليهتف فيه فهد بضيق قائلا
عصام!!
احم آسف يا فهد بية
اتجه عصام نحو العامل الجالس أمام باب المكتب و قال و هو يخرج بطاقة من جيب بنطاله
قول لوكيل النيابة أن محامي المتهم مروان العجاتي حضر 
بالفعل دخل العامل و خرج قائلا
اتفضل مازن بيه
مستني حضرتك!!
دخلوا جميعا ليقول فهد بدهشة
مازن الرفاعي فينك يا ابني من زماان!
وقف مازن مندهشا فهد هو جاره وصديق طفولته و قد افترقا منذ أن انتقل فهد هو و شقيقته من المنزل الذي كانا يعيشها فيه مع والديها عندما علما بتجارة والديها بالأعضاء!!
نهض مازن متجها نحو فهد و بحرارة قائلا
وحشني يا ابن الاية وحشتني جدا و الله!!
انت وحشني أكتر يا مازن 
قالها فهد ليلتفت مازن نحو ليلي و هو يعتقد أنها نور نظرا لأنهما توأم متشابه قال بابتسامة
ازيك يا مدام
نور هو حضرتك مرات فهد!
لا لا ثواني انت الموضوع مختلط عندك انا مش نور انا ليلي توأمها 
قطب مازن حاجبيه بعدم فهم ليهمس له فهد قائلا
هفهمك بعدين!!
جلسا و بدأ عصام حديثه قائلا
طبعا يا باشا حضرتك عارف ان انا المحامي بتاع المتهم
اه طبعا
طيب احنا كنا جايين النهاردة عشان نتنازل عن قضية الاڠتصا المرفوعة ضده
جحظت عينا مازن و هو ينظر الي فهد باستغراب و قال

ازاي يعني حضرتك متأكدة يا مدام
ليلي!!
هزت ليلي رأسها بتأكيد علي حديث عصام و قالت
اه متأكد يا مازن بيه احنا عايزين نتنازل عن قضية الاڠتثاب المرفوعة ضده!!
في غير قضية الاڠتثاب قضية تعزيب و خطڤ!!
قالها مازن بغيظ من تنازل ليلي عن حق شقيقتها بهذه السهولة ليرد عصام قائلا
و انا حاضر مع المتهم في القضية دي بس قبل ما نبدأ التحقيقات انا محتاج اقابل المتهم 
تمام انا هطلعلكم إذن نيابة بالزيارة!!
و بالفعل قام بإصدار إذن نيابة لزيارة مروان و اتجهوا نحو السچن الذي يقطن فيه و قاموا بمقابلته
اشمئزت ليلي ما إن رأته فمظهره يفزع البشر لحية طويلة سواد تحت عينيه شهر مجعد!!
استغربت ليلي كيف كانت هنا قادرة علي التعامل معه و هو يشبه المجرمين هكذا!
تعالي يا مروان!!
قالها عصام و هو جالس علي المقعد ليتقدم منه مروان پخوف و هو يعتقد أن ليلي هي هنا فقال الضابط
طيب انا هسيبكم يا فهد بيه علي راحتكم!!
اومأ له فهد بالموافقة علي حديثه 
عايز تخرج من اللي انت فيه دة يبقي تسمع الكلام اللي احنا هنقوله!!
قالها عصام بنبرة تحذيرية ليقول مروان بريبة
انتم عايزين اية!
نهضت ليلي من محلها متجهة نحوه حيث وقفت أمامه مباشرة و قالت
انا اخت هنا 
توترت ملامحه و قال
انا عايز ارجع الزنزانة 
تقدم ناحية الباب ليوقفه صوت فهد الهادر قائلا
أوقف ياض مكانك!!
ارتعد مروان محله ليتقدم منه فهد و هو يمسك بتلابيب قميصه قائلا
بص يا حيليتها عايز تخرج من هنا يبقي هتتجوز هنا!!
حح حاضر يا باشا
اهدي بس يا فهد بيه و اقعدمروان هينفذ اللي احنا قولنا عليه 
جلس فهد هو و ليلي بينما دار عصام حول مروان قائلا بخبث
شوف يا مروان 
احنا ميرضناش انك ټتسجن عشان كدة احنا هنتنازل عن قضية الاڠتصاب و مش بس كدة هنخرجك كمان من قضية الخطڤ و الټعذيب و كل دة بشرط واحد بس تتجوز البشمهندسة هنا لمدة شهر و بعد كدة تطلقها علي طول و خد بالك انت مش هتلمسها و لا هتقرب منها!!
طيب و انا اية اللي يضمني أن بعد ما أطلقها ما تحبسونيش تاني!!
للأسف مفيش ضمانات يا مروان بس خلينا نفكر كدة شوية احنا هنخرجك من كل التهم مقابل انك تتجوز هنا هانم هل بعد كل دة هنحبسك تاني عشان نجيب لنفسنا الفضايح مش منطق
ابدا صح و لا إية!!
قالها عصام بمكر ليرد مروان قائلا بتردد
صح يا باشا و انا موافق!!
مرت الايام و مازال يوسف في غيبوبة و لم يفق بعد 
و هنا حالتها تتدهور يوما بعد يوم ترفض الحديث مع أي شخص منعزلة في غرفتها حتي أنها لم تخرج لزيارة يوسف !!!
و اليوم هو ميعاد فتح الوصية فقد مر اسبوع علي ۏفاة مرفت 
اجتمعوا جميعا في الفيلا حتي فارس الذي استغرب حينما ابلغته ليلي أن المحامي طلب تواجده أثناء فتح الوصية!!
عايز أقول حاجة قبل الفيديو ما يشتغل طبعا حضراتكم عارفين ان كل أملاك زين بيه قبل ما ېموت كتبها باسم مرفت هانم حتي الفيلا
اللي انتم قاعدين فيها دي دكتور ليلي كتباها بيع و شړا لمرفت هانم الله يرحمها يعني كل ما تملكوه دلوقتي من شركات و أراضي و الفيلا دي و الفيلا القديمة تندرج تحت الوصية اللي هتتقال دي ماعدا طبعا الأملاك الخاصة زي المستشفي بتاعة حضرتك يا دكتور ليلي و شركة بشمهندسة هنا
نظروا جميعهم لبعض باستغراب من تمهيد شاكر المقلق لم يترك لهم فرصة التساؤل فقام بفتح الفيديو الذي تظهر فيه مرفت و هي تقول
و انتم بتشوفوا الفيديو دة دلوقتي هكون انا بين ايد ربنا مش عيزاكم تزعلوا مني يا بنات من الوصية دي انا كل همي مصلحتكم لاني خاېفة عليكم من الزمن دة 
ليلي اتحملت كتير و كتر خيرها يمكن تكون غلطت زماان بس آن الأوان تنسي الغلط دة و تعيش حياتها و نور حسام بيحبك يا حبيبتي خليكي جمبه مهما حصل متسيبيهوش و متنسيش أن هو اللي وقف جنبنا بعد ۏفاة زين الله يرحمه
فاطمة ربنا يهديكي يا حبيبتي انتي و اخواتك ملكمش غير بعض قربي منهم و حبيهم و اوعي تزعلي أحمد في يوم من الأيام أحمد بيحبك بجد و لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحبك
غيره 
هنا حبيبتي التايهة اللي مش عارفة هي عايزة اية من الدنيا دي فكري كويس قبل ما تخطي اي خطوة يا حبيبتي و ادرسيها عشان عواقبها متجيش علي دماغك في الآخر و ارجعي ليوسف لأنه بيحبك و هو الوحيد اللي هيقدر يسعدك و ياخد باله منك 
أنا قررت و انا في كامل قوايا العقلية أن كل الثروة اللي انا بمتلكها تتوزع بينكم بالتساوي في حالة واحدة بس 
أن
ليلي ترجع لفارس و نور تفضل مع حسام و فاطمة تتجوز أحمد و يتمموا الجواز ميبقاش علي الورق بس
و هنا نفس الحكاية تتجوز يوسف 
اي واحدة فيكم هتخالف وصيتي هتتحرم من نصيبها في الميراث و نصيبها هيتم التبرع بيه في الجمعيات الخيرية و حتي الفيلا مش هتقعد فيها!!
مش عيزاكم تزعلو مني يا بنات انا بعد ما اكتشفت مرضي باللوكيميا و عرفت ان ايامي بقت معدودة في الدنيا كان لازم آمن مستقبلكم 
هتوحشوني اووي !!!
كانت وصية مرفت صدمة لهن فهي لا تعرف حقيقة أمر أيا منهن كانت مخطئة حقا في وضع وصية كهذه 
آية الكلام دة دة استحالة!!
تفوهت بها فاطمة و الصدمة لازالت مسيطرة عليها لينظر لها شاكر باستغراب قائلا
يا مدام فاطمة و اسمحيلي اقولك يا مدام لأنك علي ذمة أحمد بيه دلوقتي انتي فرحك فاضل عليه اسبوع اية بقا المانع في الوصية انك تاخدي ورثك!!
اتسعت حدقتيها پجنون و هي تنظر إلي أحمد عله يخرجها من هذا المأزق و لكنه قابلها بنظرات السخرية و كأنه يقول لها أوضحي لهم حقيقة الأمر 
جلست و هي غير مستوعبة لما يحدث و وضعت رأسها بين كفيها
يؤسفني اقولكم ان الكلام اللي في الوصية دة لو متنفذش بعد اسبوع من دلوقتي هتضطروا تخلوا الفيلا عشان تتباع و و الشركة كمان و فلوسهم هتروح للجمعيات الخيرية زي ما مرفت هانم ذكرت في الوصية!!
قالها شاكر و هو يلملم اشيائه استعدادا للرحيل لتتسائل نور قائلة
طيب لو هما موافقوش علي الوصية هيترموا في الشارع يعني!
ليمط شاكر شفتيه بعدم حيله قائلا
اه للأسف يا مدام نور عن اذنكم انا هستأذن و اي قرار توصلوله بلغوني بيه 
رحل شاكر ليجلسوا جميعهم مفكرين في الأمر و ما ينبغي أن يحدث في هذه الحالة
فجميع حساباتهم تبعثرت و لم يعد لها فائدة بهذة الوصية!!
طيب
مظنش اني ليا لازمة دلوقتي انا هستأذن!!
قالها
فارس و هو ينهض ناظرا الي ليلي منتظرا أن تقول انها موافقة علي العودة إليه لكنها صامتة شاردة 
تمشي فين محدش هيمشي من القعدة دي غير لما نرسي علي بر!!
قالها حسام لينظر له فارس باحتقار باد و يقول
ليلي لو وصلت لقرار هتبلغني و انا معاها في اللي هتعملوا
خليك قاعد يا فارس لو سمحت خلينا نعرف احنا هنعمل اية!
قالها أحمد ليجلس فارس بضيق منتظرا أن يتحدث أحدهم و لكن الصدمة مازال تأثيرها واضح
طيب طنط قالت في الوصية انهم يرجعوا
لبعض بس محددتش لمدة قد اية بقي انت ممكن يا فارس انت و ليلي ترجعوا لبعض لحد ما ليلي تاخد ورثها و بعدها تبقوا تتطلقوا!!
كانت هذه الفكرة من اقتراح حسام لكن ليلي عارضته قائلة بضيق
انا لا يمكن اتحايل علي الوصية يا حسام حتي لو مش هرجع لفارس و هخسر ورثي!!
نظر لها فارس محاولا أن يستشف ما يدور برأسها فتنحنح قائلا
طيب انا عايز اتكلم معاكي لوحدنا يا ليلي!!
نظرت له مطولا ثم نهضت من محلها متجهة للخارج و هو خلفها
اتجها نحو غرفة فارغة و أغلقت باب الغرفة قائلة
انا مش هرجعلك يا فارس!!
اغمض عينه و كأنه توقع رد فعلها هذا اقترب منها قائلا
انا مش عايز اسمع رفض و خلاص انا عايز اسمع مبرراتك بعد ما عرفتي أن مش انتي السبب في مۏت زين بيه و حسام هو السبب!!
فارس انا مش مستعدة أن احنا نبقي مع بعض دلوقتي!!
رفع حاجبه الأيسر باستغراب من حديثها و قال بتساؤل
انتي بتحبي فهد يا ليلي!
و قبل أن تجيب علي تساؤله سمعت صرخه صادرة من أعماق نور و هي تقول
خاااين و كداااب!!
نظرت إلي فارس باستغراب فقال فارس
في أية!
دي نور 
قالتها ليلي باستغراب و من ثم خرجت مهرولة الي الخارج لتري سبب هذه الصړخة
وجدت نور واقفة أمام حسام و هي تصرخ فيه
قائلة بصړاخ
انت كداب و حقېر 
نظرت ليلي حولهم لتجد صور مبعثرة علي الارض و أوراق عديدة أيضا 
اقتربت منها و هي تهدئها قائلة
في أية يا نور اهدي بس مالك!
هو اللي مۏت بابا يا ليلي اهو بصي شوفي بني آدم حقېر خدعنا كلنا!!
ظلت نور تصرخ و تبكي و هي تعرض صور علي ليلي حيث كان والدها مكبل فيها و أمامه العديد من الرجال و منهم حسام !!
بصي الورق دة مكتوب بخط بابا بيقول فيه أن حسام كان بيحاربه في السوق و هدده كذا مرة 
نظرت ليلي الي فارس پغضب و كأنها تقول هل انت من فعلت هذا لتأتيها نظراته نافية لاتهامها له 
نور و هي تقول
اهدي يا نور اكيد في سوء تفاهم!!
رغم أنها متأكدة أن هذه الصور حقيقية و كل شيء حقيقي لكنها قالت هذا لتمنع اڼهيار نور!!
فهي تعلمها ضعيفة هشة لن تستطيع مقاومة كل ما يحدث!!!
لكن فاطمة كان اعتراضها كالعاصفة يأخذ كل شيء أمامه بلا رحمة و لا هوادة حيث قالت
لا مفيش سوء تفاهم يا ليلي و انتي عارفة كدة كويس حسام هو اللي قاټل بابا و معايا تسجيل باعترافه بكدة !!
اشتعلت مقالتي ليلي و هي تشير ل فاطمة أن تصمت لكنها أكملت و هي تقوم بفتح هذا التسجيل
اسمعوا 
كان حسام يتحدث إلي شخص ما و هو يقول
انت بتهددني يا اسلام روح يا حبيبي بلغ براحتك قولهم إن أنا خطفت زين سويلم و هددته و جاله سكتة قلبية و انا خاطفه و ساعتها انا كمان هقلب الترابيزة عليك انت و ابوك و اقول ان انتم كنتوا شركاء معايا و معايا ليكم تسجيلات و
فيديوهات توديكم في داهية!!
قهقه الشخص الآخر بقوة و هو يقول
تصدق ضحكتني هو انت تعرف عني يا حسام أن انا بدخل الحكومة في شغلي انا هقدم كل الورق اللي معايا و الصور دي لمراتك و اقولها أن انت اللي قټلت ابوها و هي تتصرف معاك بقي براحتها!!
صمت حسام قليلا ثم اردف قائلا
انت عايز اية يا اسلام من الآخر!!
ايوة كدة تعجبني يا حسام هقولك انا عايز نص شركتك

انتهي التسجيل عند هذه اللحظة لتقف فاطمة أمام حسام قائلة
كنت جيالك المكتب علشان اقنعك ترجع نور بس لسوء حظك و عشان ربنا كان عايز يكشف قذارتك 
السكرتيرة مكنتش موجودة و سمعت الحوار اللي دار بينك انت و اللي بيهددك و سجلته عشان متنكرش!!
نظر لهم حسام پجنون ها هو قد خسر كل شيء 
و فجأة جذب فاطمة له و اخرج مسدسه و هو يصوبه لرأسها قائلا
لو مخرجتونيش من هنا ابقوا ادعولها بالرحمة!!
تشنجت فاطمة بين يديه و هي تصرخ كاد أحمد أن يركض نحوها و لكن فارس
منعه قائلا
اهدي يا احمد و انت يا حسام سيبها و محدش هيجي جنبك و هتخرج من هنا!!
ضحك حسام بسخرية و قال
انت آخر واحد ممكن أصدقه يا دكتور فارس انت حسابك معايا تقيل بس اصبر عليا!!
خلي الكلام دة بيننا و متدخلش البنات في الموضوع!!
قالها أحمد پخوف علي فاطمة الواقفة
بين يديه
صړخت ليلي حينما وقعت نور بين يديها مغشي عليها استغل حسام هذه الفرصة و ألقي فاطمة أرضا و فر هاربا 
خرج فارس راكضا خلفه بينما هرول احمد نحو فاطمة مطمئنا عليها و هو بقوة
انتي كويسة يا فاطمة!
نظرت نحوه و اومأت بالموافقة و اتجهت الي نور 
حاولوا افاقتها كثيرا و لكنها لا تستجيب
عاد فارس الي الفيلا بعد هروب حسام و عدم نجاحه في الإمساك به و هو يقول
هرب!!
يروح في داهية المهم نور دلوقتي!!
قالتها ليلي بفزع ليتجه نحوهم فارس و هو يحمل نور واضعا اياها علي الاريكة
لم تستجب لمحاولتهم لافاقتها بينما قالت فاطمة بتساؤل
هي فين هنا!!
نظروا حولهم و لم يجدوا لها أثر نادت ليلي بنبرة خائڤة مضطربة
هنا يا هنا!
تحركت فاطمة باحثة عنها و خلفها أحمد
دخلا إلي الحجرة التي كانوا يجتمعون بها
و بين لحظة و الأخري كانت هناك صړخة شقت السكون المخيم علي القصر الذي أصبح المۏت هو عنوانه!!!
جلست في غرفتها و هي تفكر في القادم هل سيسامحها حسام علي فعلتها هذه 
وجدت باب غرفتها يفتح لتدلف منه والدتها و الڠضب باد علي وجهها و هي تقول
الكلام اللي محسن قاله لي
دة صح يا سما بتصوريه هو و مراته في اوضة نومهم يا غبية!!
يا ماما كنت هبعتلها الفيديو علي اساس اني حد من أعداء حسام و اهددها لو متطلقتش منه ھفضحها و انشر الفيديو 
يا بنت الغبية يعني هو حسام غبي مفكرتيش انها تروح تقوله و هو هيعرف لأنك انتي الوحيدة اللي تقدري تصوري الفيديو دة لأن اوضتك جنب اوضتها!!
صمتت سما و هي تؤنب حالها لتقول عصمت
مقولتليش ليه قبل ما تعملي كدة!!
مجاش في بالي كنت عايزة اخلص منها بأي شكل 
و اهو كله جية علي دماغك في الآخر فين بقي حسام يا فالحة عشان اقعد معاه اهديه من ناحيتك شوية!!
معرفش خرج مع السنيورة من الصبح و مرجعش!!
نظرت لها عصمت بلوم ليس علي ما فعلته بل علي حماقتها و عدم تفكيرها
دخل محسن و قد سمع الحوار الدائر بينهما و قال باحتقار
انا مش عارف هو انتي و بنتك اية شياطين!!
تلعثمت سما بينما قالت عصمت بثقة و هي تنظر له
من بعض ما عندكم يا دكتور محسن!!
انا هفضحكم قدام حسام يا عصمت 
مش هتقدر تعمل حاجة يا محسن حسام مش هيصدقك خصوصا أن سما حامل منه و هو نفسه في العيل اللي جاي!!
هنشوف غدا يناظره قريب!!
سادت حالة من الفوضي في المشفي و صوت فارس يعلو قائلا
جهزوا العمليات بسرعة بسرعة!!
و في ظرف عشر دقائق دخل فارس العمليات بصحبة ليلي الذي استوقفها قائلا
اخرجي برة لو سمحتي يا ليلي!!
يعلم أنها ستتوتر و ستضغطه هو الآخر فنظرت لها برجاء
لو سمحتي يا ليلي اسمعي كلامي و اخرجي!!
انصتت له و خرجت و هي تسير بلا هدف تبكي و تبكي علها تتخلص من هذا الحزن الذي يحاوطها و لا يريد مفارقتها
جلست علي الارض أمام غرفة العمليات و هي تدعو الله ألا تفقد شقيقتها هنا التي حاولت الاڼتحار لتتخلص من هذه الحياة البائسة 
بينما جاءت لها فاطمة التي كانت تطمئن علي نور التي فقدت وعيها 
جلست بجانبها قائلة بعدم وعي
نور حامل يا ليلي!!
اتسعت حدقتي ليلي و هي تنظر لها پصدمة و قالت
ازاي يعني كل التحاليل بتقول ان عندها قصور في المبيض و ان الحمل شبه مستحيل!!
ارجعت فاطمة رأسها للخلف و قالت
مش عارفة يا ليلي مش عارفة اصلا احنا بيحصلنا كدة ليه انا خلاص حاسة اني مش قادرة اقاوم هنا
تعبت من كتر اللي بيحصل و حاولت ټنتحر و انا مش قادرة اقاوم اكتر من كدة!
أمسكت ليلي كفها بقوة لتبث إليها الأمان قائلة
كل اللي بيحصل
دة فترة و هتعدي صدقيني بس احنا لازم نبقي جنب بعض عشان نقدر نعدي اللي بيحصل دة!!
و بدون مقدمات احتدنتها فاطمة و هي تبكي بقوة
انا آسفة يا ليلي آسفة علي كل حاجة حصلت آسفة علي كل حاجة عملتها سامحيني 
عانقتها ليلي بقوة و قالت
انا عمري ما ازعل منك يا فاطمة 
انا كل اللي كنت بعمله معاكي دة كان زعل منك كنت زعلانة انك سبتينا و سافرتي زمان و لما بابا ماټ حسيت ان انتي السبب لكن لما عرفت الحقيقة عرفت ان انا كنت ظلماكي متزعليش مني يا ليلي!!
هي نور فاقت!
تساءلت ليلي لترد فاطمة قائلة
اه 
و انتي سيباها لوحدها 
لا أحمد اتصل بطنط زهرة و قالها تيجي و هو كلم الشرطة!!
نور عرفت انها حامل!
اه مدتش اي رد فعل فضلت ساكتة متكلمتش و طنط زهرة بتحاول تطلعها من اللي هي فيه!!
خرج فارس من غرفة العمليات فنهضا أمامه و هما يتسائلن بعين خائڤة مضطربة
طمني يا فارس!!
قالتها ليلي پخوف ليبتسم هو حتي يطمئنها قائلا
الحمد لله هي كويسة ملحقتش تقطع الوريد هي بس ڼزفت جامد و احنا عوضنا الڼزيف دة اطمنوا هي هتفوق كمان كام ساعة!!
اطمئنا قليلا ليقول فارس بتساؤل
نور عاملة اية!
تنهد ليلي بحزن علي حال شقيقتها و
قالت
الدكتور بيقول انها حامل 
استغرب من حالة ليلي و قال
طيب و فيها اية يا ليلي!
فيها اية ازاي حامل من اللي قتل ابوها حامل من واحد قذر حقېر!!
هتفت بها فاطمة باستنكار ليقول فارس
في الأول و الآخر اللي هي حامل فيه دة ابنها أو بنتها أيا كان ابوه بقي 
فارس عنده حق يا فاطمة مش لازم نحسسها أن دي کاړثة هي كانت بتتمني تبقي حامل من زمان سيبيها تفرح!!
كان أحمد
قد قام بالاتصال بوكيل النيابة الذي يتابع التحقيقات ليبلغه بما عرفوه عن حسام و يقدم له الأوراق و الصور الذي تثبت صحة حديثه 
اهلا بحضرتك يا مازن بيه!!
اهلا بيك يا استاذ احمد حضرتك قولتلي أن فيه معلومات مهمة عايز تبلغهالي!
اه فعلا اتفضل حضرتك شوف الأوراق و الصور دي 
اعطي أحمد الأوراق و الصور الي مازن أخذ مازن يقرأ و يدقق فيهم و من ثم قال
يعني حضرتك بتتهم حسام جوز مدام نور پقتل زين سويلم والدها!!
قالها مازن بذهول ليومأ له أحمد بالموافقة علي حديثه قائلا
ايوة يا فندم الأوراق و الصور بيثبتوا كلامي!!
طيب ممكن افهم اية اللي حصل و الأوراق و الصور دي وصلتلكم ازاي!
النهاردة كانا مجتمعين كلنا و الحارس الخاص بالفيلا قال إن في واحد جيه أداه الأوراق دي و قاله يسلمها لنور و لما سألنا الحارس عن الشخص اللي أداه الأوراق قال إنه مرضيش يقوله اسمه و لا اي معلومة عنه!!
طيب و حضرتك تعرف حسام ممكن يكون موجود فين دلوقتي!!!
لا هو اخت نور و استغل أن نور اغمي عليها و هرب 
طيب تمام ممكن بس أقابل مدام نور!!
اه طبعا ثواني بس هبلغها!!
اتفضل!!
دخل أحمد الي الغرفة التي تتواجد بها نور و قال
نور وكيل النيابة برة و عايز يتكلم معاكي 
لم تعطيه إجابة فنكزته والدته قائلة
يا احمد انت شايف حالتها ازاي اكيد مش هتقدر تتكلم معاه!
يا ماما هو عايز يتكلم معاها بخصوص موضوع حسام 
أجلها لمرة تانية هي اكيد مش هتتكلم دلوقتي!
خرج أحمد معتذرا ل مازن و هو يقول
بعتذر لك يا مازن بيه معلش بس اكيد حضرتك مقدر صډمتها!!
اه طبعا ربنا معاها خلاص لما تبقي قادرة تتكلم بلغني بس كنت عايز اتأكد هي مدام ليلي اتنازلت عن القضية!
قضية اية!
قالها أحمد بتساؤل ليقطب مازن حاجبه قائلا
هو حضرتك متعرفش أن مدام ليلي جت و طلبت مني انها تتنازل عن قضية الاڠتصاب لا و كمان جابت محامي لمروان عشان يخرجه من قضية الخطڤ و الټعذيب!!
آية اللي حضرتك بتقوله دة حضرتك متأكد!!
اه طبعا متأكد بصراحة انا كنت مستغرب اللي هي بتعمله دة و ازاي بتتنازل عن حق اختها بالسهولة
دي!
وقف أمام نجله و هو ينظر له پصدمة قائلا
آية اللي انت بتقوله دة انت لا يمكن تكون حسام ابني
اللي انا ربيته ابدا و انت مش هتجيبه من برة يعني ما انت شبه خالتك!! 
يا بابا لو سمحت افهمني انا عملت كدة عش 
صفعه محسن بقوة و هو يقول پغضب
أخرس مش عايز اسمع منك كلمة يا بقي ټموت ابوها و تمثل عليها عشان تتجوزها و تستحملك كل السنين دي بقرفك و عايزها تسامحك اتفو عليك!!
بكي حسام و قائلا
ايدك يا بابا خليها تسامحني انا حبيت نور بجد مش هقدر اعيش من غيرها!!
انت عقابك فعلا انك تحبها و تشوفها بعيد عنك في راجل غيرك لأنك متستاهلهاش يا حسام!!
مش هتبقي لغيري انا هقتل اللي يجي ناحيتها 
و انا بقولك يا حسام لو قربت جنب نور محدش هيوقفلك غيري و خليك انت بقي مع سما اللي شبهك!
سامحني يا بابا انا لازم اهرب اكيد هما بلغوا عني اطمن علي نور و خليها هي كمان تسامحني!!
هتروح فين 
مش عارف اول لما استقر هكلمك و ابلغك انا فين مع السلامة!!
ذهب حسام و ترك محسن في ذلك المكان المهجور الذي طلب مقابلته فيه!!
بينما عزم محسن علي إنهاء تلك المهزلة 
توجه أحمد نحو الغرفة التي تكمن بها ليلي مع هنا و فاطمة 
دخل ليجد فارس جالس معهم 
كويس انك موجود يا فارس عشان فيه حاجات غريبة بتحصل!!
قالها أحمد بغيظ من تصرفات ليلي الغير مفهومة نظر له فارس باستغراب قائلا
مالك يا ابني في أية!!
اسأل ليلي هي اتنازلت ليه عن قضية اڠتصاب هنا و مش بس كدة دي كمان جايبة محامي لمروان عشان
يخرجه من القضية التانية!!
نعم 
تفوه بها فارس ناظرا لها بترقب لتنهض هي قائلة
ممكن تهدوا عشان افهمكم!!
تفهمينا اية انتي بتتنازلي عن حق اختك و عايزة تخرجي دة من السچن!!
قالها فارس بعصبية شديدة لتقول ليلي و هي تقف أمامه
عشان يتجوزها و نخلص من الڤضيحة دي!!
اللي انتي بتقوليه دة اية كلام
و خلاص!!
و الله طيب يا فارس اضمنلي أن يوسف لما يفوق هيبقي قادر يبص في وش هنا و يتجوزها و انا ارجع عن اللي انا بعمله دة خالص

صمت فارس هو يعلم أن حديثها صحيح 
محدش فيكم عنده حل يبقي
متلومونيش علي اللي هعمله!!
دقات متتالية علي باب الغرفة هدأت من حدة ذاك النقاش دخل الطارق قائلا
آسف لو جيت من غير معاد!!
انت اية اللي جابك هنا مش كفاية اللي ابنك عمله!!
هتفت بها فاطمة محدثة محسن الذي نكس رأسه و لم يتحدث زجرها أحمد قائلا
فاطمة مينفعش كدة!!
انا عارف ان مليش عين اتكلم معاكم بس انا عايز اقابل نور!!
نور عندها اڼهيار عصبي و مينفعش تقابل حد و لا تتكلم مع حد!!
قالتها ليلي بحنق ليرد محسن قائلا
طيب ممكن لما تبقي قادرة تتكلم تبلغيني لاني محتاج اتكلم معاها ضروري!!
ماشي بس يا ريت تبلغ حسام انه ميحاولش يسأل عنها و لا يقرب منها تاني لو سمحت كفاية اللي عمله فيها لحد كدة!
اومأ لها محسن بالموافقة و هو يتركها و يغادر لتدلف من بعده ممرضة قائلة
دكتور ليلي استاذ فهد مستني حضرتك في المكتب!!
قوليله جاية يا سامية 
غادرت الممرضة لتلتفت هي إلي فارس و هي مستمتعة بشرر الغيرة الذي يتطاير من عينيه 
عن اذنكم شوية و هرجع تاني!!
اتجهت للاعلي حيث الدور الذي يوجد فيه مكتبها دخلت الي مكتبها لتجد فهد جالس بابتسامته المعهودة
وحشتيني!!
قالها فهد بتلقائية لتبتسم هي بحرج و تقول
عامل اية 
تمام الحمد لله فتحتوا الوصية!
تنهدت و كأنها تحمل هموم العالم فوق عاتقها و قالت
اه ماما بتقول ان كل واحدة هتاخد ورثها بشرط انا ارجع لفارس و نور تفضل مع حسام و فاطمة تتجوز أحمد و هنا تتجوز يوسف و طبعا في حاجات مش هتحصل
خصوصا أن نور عرفت حقيقة حسام!!
كل دة حصل النهاردة!!
قالها فهد بذهول لتومأ له بالموافقة ليقول هو بترقب
و انتي هتعملي اية هترجعي
لفارس!!
نظرت له بشرود و قالت
ايوة 
و كأنها وضعت جمرة علي قلبه لېحترق قضيت علي آماله و أحلامه الوردية!!
انا مش شايفة سبب يمنعني اني ارجعله بص يا فهد انا فعلا حساك زي اخويا عشان كدة معتمدة عليك و بحب اتكلم معاك انا بحب فارس جدا و لما فكرت لقيت كمان اننا لازم نرجع عشان خاطر هند و عشان انا فعلا مش عارفة اعيش من غيره!!
حاول أن يحارب تلك الدموع اللعېنة
التي تراوده و هو يقول
ربنا يوفقك في حياتك يا ليلي انا بتمنالك الخير!!
و انت بقي مش ناوي تتجوز و لا إية!!
من الواضح انها مصممة علي تعذيبه و قټله مئات المرات بحديثها هذا
ابتسم و قال بخفوت
و لا إية الموضوع دة مش في دماغي دلوقتي!!
أن شاء الله تلاقي واحدة تحبك بجد لأنك تستاهل كل خير مقولتليش كنت جاي عايز حاجة!
رطب شفتيه و قال
فاكرة الراجل تاجر الأعضاء اللي قولتي عليه!!
اه طبعا فكراه 
انا عايز اقابله!!
سننتقل من هذه الأحداث إلي أحداث أخري تماما!!
في حي شعبي حيث المنازل المتهالكة و البشر الذين دعسوا في الحياة بلا رحمة!!
كانت تسير في تلك الحارة الضيقة متجهة نحو منزلها اعترض طريقها رجل بدين في منتصف الخمسينات من عمره مظهره مقزز إلي حد كبير و رائحة الخمر تفوح من فمه 
اقترب منها قائلا
اتأخرتي كدة ليه يا بت يا مني!!
نظرت له باشمئزاز و قالت پخوف
كنت في الشغل انت مالك انت اوعي من وشي!!
اقترب منها بخطي بطيئة مفزعة بالنسبة لها 
ظلت تتراجع و هي تدخل الي إحدي البنايات المتهالكة قائلة
ابعد عني يا راجل انت بدل ما ألم عليك الخلق!!
تلمي الخلق علي جوزك يا منمن ينفع كدة برضو!
ابعد عني بقي جتك القرف!!
ازاحته من طريقها و هي تدلف الي منزلها و تنادي بصوت مرتفع
يا اما يا ماما
خرجت من إحدي الغرف سيدة تعدت عامها الستين تمشي بوهن قائلة
حمد الله علي سلامتك يا مني 
الله يسلمك يا حبيبتي انا جبتلك الدوا تعالي يلا عشان تاخديه!
لاحظت والدتها رجفتها فقالت متسائلة
مالك يا مني بتترعشي كدة ليه
قالت مني بصوت مرتعش قارب علي البكاء
الزفت اللي اسمه مرعي دة!!
هو اتعرضلك تاني!
يا ماما دة ماشي يقول في الشارع مني مراتي انا تعبت!!
طيب هعمل اية يا بنتي ربنا يخلصنا منه!!
يا رب يا ماما!!
استجابت ليلي لمطلب فهد و ذهبت
به الي غرفة ذاك المړيض
دقت باب الغرفة و قد سمعت الأذن بالدخول فقالت لفهد
استني هنا لحد ما ادخل اقوله انك عايز تشوفه و ارجع لك
اومأ بها فدلفت هي مبتسمة و قد قالت
ازيك النهاردة
ابتسم بوهن و قال
نحمد ربنا و نشكره
ابتسمت و هي تقول بتردد 
في ضيف معايا عايز يشوف حضرتك ينفع يدخل!
نظر لها مستغربا و قال
اه طبعا خليه يدخل!!
أشارت ل فهد بالدخول 
اتسعت عينا سمير بشدة و هو يقول بسعادة
فهد ابني!!
يتبع
نظرت ليلي الي سمير و قالت بدهشة
ابنك معقول!!
حاول سمير القيام من الفراش و لكن محاولته باءت بالفشل فالمړض يتفشي في جسده 
تقدم منه فهد بلهفة و هو يحتضنه باكيا
سامحني يا فهد سامحني يا ابني انا آسف!!
قبل فهد كفه و هو يقول بحزن علي مظهره الهزيل هذا
مسامحك يا بابا من غير ما تقول انا و داليا ملناش غيرك!!
طيب عن أذنكم يا جماعة!!
قالتها ليلي و هي تستأذن للخروج فهذه أمور عائلية لا دخل لها فيها 
لا
يا دكتور ليلي انا عايز حضرتك!!
تفوه بها محسن لتجلس هي قائلة
محكتليش قبل كدة يا فهد!!
اخفض نظره خجلا منها فهو لم يكن يريدها أن تعرف حقيقة والده 
زمت هي شفتيها و قالت
ممكن يكون الوقت أتأخر أن والدك يرجع عن اللي كان بيعمله بس هو دلوقتي ندمان علي كل حاجة عملها مفيش داعي انك تتكسف منه ابدا!!
انا مش مكسوف منه انا زعلان علي كل اللي فات كان لازم أقف جنبه و مسيبهوش يكمل في السكة دي بس انا اتخليت عنه 
قالها فهد بندم لتربت ليلي علي كتفه قائلة
و اهو قدامك الفرصة انك تعوضه انا مش هخبي عليك حالة والدك متأخرة و اكيد هيحتاجكم الفترة الجاية جنبه عوضوه عن كل اللي فات و ساعدوه يعدي المرحلة دي!!
انا متشكر جدا ليكي يا دكتور ليلي انتي كنتي سبب أن فهد يرجعلي!!
هتف بها سمير بسعادة لتبتسم و هي تنهض قائلة
هسيبكم تشبعوا من بعض عن اذنكم
كانت جالسة في المكان الذي من المفترض أن تتم مقابلتهما فيه 
نظرت أمامها لوجده يجلس قائلا
معلش يا فاطمة أتأخرت عليكي!
قالها فارس و هو يجلس منتظرا منها أن تتحدث لتقول
الوصية دي لغبطت كل اللي كنا متفقين عليه المفروض أن احنا كنا هنوهمهم أن احنا هنتخطب عشان ليلي ترجعلك لكن دلوقتي انا لازم اتجوز أحمد!!
بصراحة انا شايف ان مفيش مشكلة انتي لازم تتجوزي أحمد لأنه بيحبك يا فاطمه 
طيب و
انت و ليلي!!
ابتسم فارس و هو يشعل سيكارته لتنزعها منه فاطمة منه بعصبية قائلة
مبحبش حد ېدخن قدامي 
تحولت ابتسامته الي ضحكات متتالية ليقول
مطلعتش ليلي بس اللي لاسعة دي انتي كمان!!
انا مبهزرش يا فارس انت هتعمل اية مع ليلي!
ليلي هترجعلي يا فاطمة هي بس بتراوغني و عيزاني الف حوالين نفسي خصوصا بعد ما عرفت حقيقة حسام و انها مش السبب في مۏت زين بيه!!
صمتت مفكرة في حديثه ليستطرد هو قائلا
و انتي لازم تبقي مع احمد لأنه بيحبك جدا صدقيني 
بس انا مش بحبه 
شوفي يا فاطمة انتي زي اختي و مليش مصلحة في اللي بقولهولك دة بس مجرد نصيحة انتي بتحبي أحمد انتي بس محتاجة تفضي دماغك شوية من الدوشة اللي انتي فيها دي و انتي فعلا هتتاكدي من حبك ليه 
انت شايف كدة!!
ايوة طبعا و بعدين حتي لو مش بتحبيه حبه ليكي و اهتمامه بيكي كفيل انه يخليكي تحبيه!!
أصوات كثيرة و صور لأشخاص تعرفهم جيدا و مشاهد منفصلة تمر بذاكرتها و هي في حالة بين الوعي و اللا وعي 
فتحت جفونها بثقل و هي تنظر حولها مستكشفة المكان
نظرت بجانبها لتجد زهرة جالسة 
ابتسمت زهرة و هي تقول
حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي كدة بردو يا هنا عايزة ټنتحري يا حبيبتي!!
اغمضت عينيها پألم و هي تتذكر ما فعلت بعد تلك الوصية التي عقدت الامور
مهما حصل يا هنا دة اختبار من ربنا ليكي لازم تبقي قوية و تواجهي!!
خرج صوتها ضعيفا و هي تقول بارهاق
تعبت يا طنط و الله تعبت جدا مبقتش قادرة استحمل كل اللي بيحصل دة!!
و الله ربنا هيعوضك يا حبيبتي!!
احتضنتها زهرة بحنان استشعرت فيه حنان والدتها الراحلة 
دلفت ليلي و قد تهللت اساريرها و قالت و هي تمنع حالها من البكاء
الف سلامة عليكي يا هنا 
و بعد الكثير من أحاديث العتاب قالت هنا بتردد
يوسف فاق و لا لسة يا ليلي!!
امتعضت ملامح ليلي و قالت بإشفاق علي حالته
لسة يا هنا حالته مستقرة و مفيش ما يمنع انه يفوق لكن عقله رافض للي
بيحصل و رافض انه يفوق!!
ليلي انا عايزة اروحله 
انتي لسة تعبانة مينفعش
سيبيها تروحله يا ليلي و تتكلم معاه يمكن يكون سبب في أن حالته تتحسن مش المړيض الي بيبقي في غيبوبة بيحس باللي بيتقال حواليه!
تشدقت
بها زهرة لتردف ليلي
ايوة استريحي طيب شوية انتي لسة فايقة و بكرة هوديكي ليه
انتي عملتي اية في موضوع مروان يا ليلي!
تساءلت هنا لتقول ليلي
اتنازلت عن القضية و جبتله محامي عشان قضية يوسف!!
يعني قرب يخرج من السچن!
قالتها هنا پخوف مبتلعة ريقها لتردف ليلي
ايوة لازم تكوني مستعدة يا هنا عشان الفرح هيتعمل اول ما يخرج من السچن!!
كان جالسا بمقر شركته و قد انهكه العمل تماما نظر في الساعة ليجدها قاربت علي الثانية صباحا 
نهض من محله و هو يرتدي معطفه استعدادا للرحيل خرج و هو ينظر نحو السكرتيرة الخاصة به و قد نسي أمرها تماما 
وجدها واضعة رأسها علي المكتب أمامها و قد غطت في ثبات عميق و الإرهاق يبدو عليها 
اقترب منها و هو يهزها برفق قائلا
مني يا مني!!
غمغمت بكلمات غير مفهومة ليهزها مرة أخري قائلا
يا مني يلا عشان تروحي الفجر قرب يأذن!!
انتفضت من محلها و هي تدرك وضعها و تحلل كلماته
معقول انا أتأخرت جدا!!
تنهد بضيق فهو السبب في ذلك فقد ظل يعمل و قد نسي أمرها تماما فهي لا ترحل الا بإذنه
طيب يلا عشان اوصلك 
لا لا شكرا لحضرتك يا فهد بيه!!
انا مش باخد اذنك يا
مني يلا عشان اوصلك الفجر هيأذن و مينفعش تروحي لوحدك في الوقت دة!!
يا فهد بيه اصل 
يلا يا مني بلاش كلام
كتير!!
وافقت علي حديثه بمضض و هبطت معه مستقلة سيارته و هي ملتصقه بمقعد سيارتها پخوف
انتي خاېفة مني و لا إية يا مني!
ردت عليه قائلة بتلعثم
لا و الله يا فهد بيه مش خاېفة من حضرتك بس يعني حضرتك فاهم انا ساكنة في منطقة شعبية و خاېفة حد يشوفني معاك و يتكلم عليا كلمة كدة أو كدة!!
متقلقيش هتلاقي الناس كلها نايمة دلوقتي!!

اومأت له بالموافقة و ظلت صامتة 
وصلوا نحو منزلها قالت قبل أن تهبط
شكرا لحضرتك يا فهد بيه 
بتشكريني علي اية انا السبب في تأخير و مكنش ينفع
اسيبك تروحي لوحدك الوقت دة
ابتسمت له و قالت
عن اذنك يا فهد بيه
اتفضلي 
كادت أن تهبط من السيارة و لكنها وجدت مرعي يدخل رأسه من نافذة السيارة و هو يقول بصوت صادح
مين دة يا هانم رجعالي وش الفجر مع راجل غريب في عربيته يا مني انا هربيكي يا بنت 
صړخت مني پخوف و هو يفتح باب السيارة مخرجا اياها و هو يمسك بذراعها پعنف 
هبط فهد من السيارة بعصبية و هو يبعدها عنه قائلا
انت مچنون يا جدع انت ابعد بعيد عنها احسنلك
ارتفع صوت مرعي قائلا
اصحوا يا أهل الحارة تعالوا شوف مني بنت شيخ عبد الرحمن الله يرحمه راجعة في وش الفجر مع راجل غريب في عربيته تعالوا اشهدوا الراجل بېتهجم عليا علشان بسأله انت مين!!
ذهل فهد و مني من افتراء مرعي بينما بدأ الجميع يجتمعون حولهم ليشاهدوا 
قالت سيدة في منتصف الأربعينات
مش عيب يا مني ترجعي مع راجل غريب في عربيته لوحدكم في وش الفجر!!
هبطت والدتها و هي تبكي بوهن صاړخة بهم
قطع لسان اللي يقول كلمة علي بنتي انا بنتي أشرف منكم كلكم
هه شريفة اووي ما هو واضح!!
قالها مرعي باستهزاء ليقبض فهد علي رقبته قائلا
و انت مال اهلك انت مني مراتي و اللي مش عجبه يخبط دماغه في الحيط!!
مراتك! اتجوزتي في السر يا مني انا مش هسيبك انا لازم اشرب من دمك!!
اتجه مرعي نحوها لتتراجع هي پخوف محتمية ب فهد الذي لكم مرعي مرات متتالية ليقع أرضا و هو يقول
ماشي يا مني انا مش هسيبك!!
جذبها فهد إليه قائلا بصوت مرتفع ليسمعوا جميعهم
مني مراتي علي سنة الله و رسوله و اللي هيتجرأ و يتكلم كلمة عليها هقطع لسانه!!
اخرسهم جميعا ثم سحب مني و والدتهم متجها نحو منزلهم
اتفضل يا ابني اتفضل
دلف
فهد مستجيبا لطلب ناهد والدة مني 
انا آسفة جدا يا فهد بيه و الله آسفة لو مكنتش وصلتني مكنش حصل كدة
نظر فهد حوله الي ذاك المنزل المتهالك و الي والدتها الذي نال منها المړض 
قالتها مني پبكاء ليردف فهد
متتأسفيش يا مني هو اللي بني آدم حقېر مين دة اصلا
صاحب البيت اللي احنا ساكنين فيه عايز يتجوزني و انا رافضة و حاول يعتدي عليا اكتر من مرة بعد مۏت بابا!!
تحسس فهد شعره و
هو يضغط عليه قائلا ل ناهد
طيب ممكن اتكلم معاكي يا حاجة لو سمحتي 
أة طبعا اتفضل يا ابني اعمليلنا حاجة نشربها يا مني!!
اومأت مني بالإيجاب منصرفة الي المطبخ ليجلس فهد أمام والدتها فتقول هي
انت مشكور يا ابني علي اللي انت عملته بس انت مش ملزم بأي حاجة لو عايز مني تسيب الشغل عندك مفيش مشكلة 
لا طبعا بصي يا حاجة انا مش قصدي حاجة باللي انا هقوله بس منعا للكلام الكتير اللي هيحصل في الحارة انتوا هتيجوا تقعدوا معايا في البيت و متقلقيش انا مش لوحدي انا معايا اختي 
ايوة يا ابني بس بصفتنا اية!!
انا لسة قايل قدام الناس دي كلها أن مني مراتي فترة بس مؤقتة علشان اللي اسمه مرعي دة ميضيقهاش بس بعد فترة تقدروا ترجعوا و تقولوا انها أطلقت و متقلقيش انا هقدر احميها كويس من مرعي!!
صمتت والدتها مفكرة في حديثه ليقول هو
كلامي مش محتاج تفكير و بعدين متقلقيش مني يا أمي مني زي اختي!!
ابتسمت والدتها و قالت
انت ابن حلال ربنا يحميك يا ابني!!
يبقي تقوموا تحضروا الشنط يلا 
خرجت مني حاملة المشروبات لتقول والدتها
حضري شنطتك يلا يا مني!!
شنطة اية يا ماما انا مش فاهمة حاجة!!
تعالي معايا يا حبيبتي و انا افهمك!!
جلس فهد ينتظرهم و هو ينظر الي تلك الصور المعلقة علي الحائط صور ل مني في جميع مراحل عمرها مع والدها و والدتها 
جمالها بسيط غير معقد بعينيها العسلتين و بشرتها القمحية و ذلك الحجاب الذي يغطي خصلات شعرها ليضفي عليها جمالا 
بعد فترة خرجا من الغرفة و قد أخذوا أغراضهم و استعدوا للرحيل
استقلوا السيارة و وصلوا الي منزل فهد الذي جعلهم مندهشين 
فقد انتقلوا من منطقة منحدرة الي منطقة غاية في الرفاهية و الثراء!!
اتفضلوا يا جماعة اتفضلوا
قالها فهد و هو يشير لهما بالدخول لينادي قائلا
يا داليا داليا
أتت شقيقته مهرولة فهي لا تنام الا عند مجيئه
نظرت
لهم باستغراب ليقول
تعالي يا داليا مني
سكرتيرتي و والدتها هيقعدوا معانا هنا لفترة 
اه طبعا يشرفوا اتفضلوا اتفضلي يا طنط!!
قالتها مرحبة ثم قالت بصوت خاڤت
هو في أية!
هفهمك بعدين 
انتهي عملها و الآن يجب أن تذهب الي المنزل لتطمئن علي بعض الأمور فيه و تعود لتبقي مع نور و هنا 
اتجهت نحو المكان الذي تقف به سيارتها 
نظرت بضيق و هي تقول
يا دي النيلة يعني دة وقته!!
آية العجلة نامت و لا إية!
التفتت لتجد فارس يستقل سيارته 
تعالي اوصلك
لا شكرا انا هتصرف 
هتتصرفي فين الساعة 4 الفجر يلا و بطلي دماغ الصعايدة دي!!
رفعت حاجبها الأيمن ها و قالت
و مالهم الصعايدة يا سي فارس إن شاء الله انت ناسي أن انا ابويا صعيدي و لا إية!
ضحك و هو يضرب كفيه ببعضهما و قال
يا ستي مقولتش حاجة بس يلا مش هتلاقي حد فاتح دلوقتي يعملك العجلة يلا يا ليلي ربنا يهديكي!!
ذهبت مضطرة معه و كان الصمت هو المسيطر
لكن كانت هناك حفلة للسيدة أم كلثوم و في مقطع معين قام فارس برفع صوت المذياع و كأنه يعيد ذكريات الماضي التي دفنت مع الزمن!!
كان لك معايا اجمل حكايه في العمر كله
سنين بحالها مافات جمالها على حب قبله
سنين ومرت زي الثواني في حبك انت
وان كنت اقدر احب تاني احبك انت
كل العواطف الحلوه بيننا
كانت معانا حتى في خصامنا
وازاي تقول انساك واتحول
وانا حبي لك اكتر م الاول
واحب تاني ليه واعمل في حبك ايه
دا مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا
اهو ده اللي مش ممكن ابدا
ابتسمت و هي تشعر
أن الماضي يعيد حاله من جديد
فاكرة الأغنية دي!!
مقدرش انساها و الكوبلية دة بالذات 
عاد بذاكرته للماضي
منذ خمس سنوات 
كانت علاقتهما تتوطد يوما بعد يوم أصبحت قريبة إليه بشكل خاص
حبها يشكل خطړا عليه يوما بعد يوم يحتل قلبه ليوشم اسمها داخله!!
حتي انه يوما قام بدعوتها للعشاء بالفعل كان عشاء رومانسي رائعا 
كان المطعم محجوز لهم خصيصا تفنن في اسعادها 
كان ضوء الشموع يتزامن مع موسيقي رومانسية للسيدة أم كلثوم و مع هذا المقطع الذي عشقته قال لها
تحبي ترقصي!!
ابتسمت له و قالت
معنديش مانع!!
و انتي كالعادة كل ما اقولك بحبك بتفضلي ساكتة بس عنيكي بتتكلم و دة لوحده كفاية بالنسبالي!!
نظر لها و هو يتابع تدرج لون وجنتيها الي اللون
الوردي ثم الي الأحمر و كأنها مراهقة تستمع الي حديثه لأول مرة 
مش هتحني عليا يا ليلي 
تنهدت بصوت مسموع و قالت
مش فهماك يا فارس!!
لا فهماني كويس خلينا ننسي كل اللي فات و نفتح صفحة جديدة مع بعض صفحة مفيهاش چرح و لا ۏجع و لا حتي بعد فيها حب و بس احنا مش لوحدنا زي زمان احنا معانا هند يا ليلي خلينا نعيش و نستمتع بحياتنا و خليها هي كمان تعيش حياة طبيعية زي اي طفلة و تتربي بين اب و ام بيحبوا بعض!!
ممكن متضغطش عليا يا فارس!!
ابتسم و هو يري تأثيره عليها و يعلم أنها تراوغه أوقف السيارة و قد وصلا لمنزلها وقال
مش هضغط عليكي يا ليلي هسيبك براحتك و عارف انك هتجيلي برجلك
هبطت من السيارة و قالت كما اعتادت أن تناديه سابقا
باي يا دوك!!
جاء يوم جديد و هو يحمل في طياته الكثير لابطالنا 
كانت فاطمة تقف أمام المشفي منتظرة أن يأتي أحمد 
فقد هاتفته و طلبت مقابلته لأمر ضروري 
وجدت سيارته تقترب منها وقف أمامها و قال
اركبي يلا
لا انزل انت انا عايزة اتكلم معاك هنا 
في المشفي!! ما هذا الهراء التي تتفوه به
لكنه استجاب لها و دلف معها و هي يسيرون بين ردهات المشفي
عايزة اية يا فاطمة!
انا موافقة أن احنا نتمم الجواز!!
نظر لها بسخرية و قال
لا و الله شكرا أن حضرتك منيتي علينا!!
أحمد لو سمحت بطل تريقة انا عايزة اكمل معاك حياتي و المرة دي انا مسئولة عن اللي بقوله!!
اه و قبل كدة كان اية المانع يا فاطمة هانم 
كنت واخدة الموضوع تسلية عاجبني منصبك و مركزك و شكلك أي بنت كانت تتمناك بس انا بعترفلك انا فعلا محبتكش و المرة دي انا عايزة أقرب منك عايزة افهمك و اعرفك لأني اكتشفت ان معرفش كويس يا احمد 
توقفت لثواني و هي تلتقط أنفاسها و نظرت بجانبها حيث الغرفة التي يكمن بها يوسف كانت هنا جالسة بجانبه ممسكة بيده و
هي تبكي كالطفل الصغير و تتحدث معه كأنه في وعيه 
شايف يا احمد انا عايزة حب زي كدة عايزة ابقي ملهوفة عليك عايزة احسك ابويا قبل ما تبقي جوزي و حبيبي عايزاك تحتويني انت مقصرتش معايا في حاجة بس معرفتش تفهمني و لا تحتويني و يمكن دة كان الحاجز بينا!!
قائلا
يعني انتي مش هتتجوزيني عشان الورث يا فاطمة 
ملعۏن الفلوس اللي بتدمر حياة البشر يا احمد و بتخليهم يقتلوا بعض يا احمد بابا ماټ بسبب الفلوس و حقيقي هي مش فارقة معايا كل اللي فارق معايا اني أعيش حياة سوية مع انسان بحبه و يحبني!!
يبقي
يلا علي المأذون يا فاطمة و بلاش نضيع وقت اكتر من كدة 
أما في غرفة العناية المركزة كان
يوسف راقدا علي الفراش و هنا بجانبه ممسكه بكفه و هي تتوسل إليه قائلة
قوم يا يوسف عشان خاطري قوم و خليك جنبي متسبنيش انا غلطت كتيير اووي و دة عقاپ ربنا ليا مكنش المفروض استبيح الغلط و اتحجج بالظروف اتحججت أن انت مشيت و سبتني و عملت حاجات كتير غلط و ربنا بيعاقبني بسببها دلوقتي 
أنا تعبت و الله مش هطلب منك انك ترجعلي لأن من حقك متبقاش طايق تبص في وشي انا بس عايزاك تفوق كفاية عليا احس انك عايش و مبسوط يا يوسف فوق عشان خاطري!!
شعرت بكفه يتحرك بين كفيها ابتسمت من بين دموعها و هي تنادي قائلة
حد ينادي اي دكتور يوسف بيفوق!!
هرولت الممرضات ينادين فارس 
دخل فارس بلهفة
و هو يقول
آية يا هنا فاق!
ايوة حرك ايده و فتح عينه!!
فحصه فارس و هو يقول
يوسف انت سامعني!!
هز يوسف رأسه بالموافقة علي حديثه ابتسم فارس بسعادة و قبل جبينه قائلا
حمد الله علي سلامتك يا صاحبي 
حمد الله علي سلامتك يا حبيبي 
سحب يده پعنف من بين كفيها و قال بوهن
خرجها برة يا فارس!!
بكت بحسرة علي حالها و نظر له فارس بلوم 

بينما خرجت هي 
ليه كدة يا يوسف كفاية اللي هيا فيه!!
انا مش عايزها يا فارس كرهتها و مش عايز اسمع سيرتها حتي
قالها يوسف بعصبية ليقول فارس
اهدي طيب اهدي و متتعصبش 
احكيلي كل حاجة حصلت يا فارس 
قص عليه فارس
كل ما حدث أثناء غيبوبته حتي زواج هنا من مروان 
انا كمان عايز اتنازل عن قضيتي ضده يا فارس!!
نعم اية اللي انت بتقوله دة يا يوسف!!
اسمع كلامي يا فارس لو سمحت بلغ وكيل النيابة اني اتنازل عن القضية بتاعتي ضد مروان!!
مر ثلاثة أيام بسرعة البرق
فاليوم هو حفل زفاف فاطمة و أحمد و هنا و مروان الذي تم إخلاء سبيله بعد أن تنازل يوسف عن القضية فأصبح بريء من التهم الموجهة له 
كانت فاطمة مشرقة كانت السعادة متجلية علي وجهها و هي ممسكة بيد أحمد 
علي عكس هنا التي نالت التعاسة منها كانت منطفئة صامتة شاردة 
بدأوا بالرقصة الافتتاحية 
أفردي وشك دة شوية انت عايزة الناس يقولوا عليكي مڠصوبة!!
قالها مروان بصوت خفيض لتقول هنا بمقت
ملكش دعوة بيا يا بني آدم أنت 
ماشي يا هنون لينا بيت يجمعنا!!
رمقته بنظرة تحذيرية و صمتت 
بينما كانت حالة أحمد و فاطمة علي النقيض 
كان يغمرها بالدفئ و الحنان و هو يضمها له مغدقا عليها بكلمات الحب و العشق!!
و في ركن ما كانت نور جالسة بجانب زهرة 
التي ربتت علي كتفها و هي تقول
ربنا هيعوضك إن شاء الله يا حبيبتي!!
هعديهالك يا ليلي بس تقولي انك موافقة
علي اية!
قالتها ليلي بدلال ليبتسم و هو يهمس بجانب اذنيها
تتجوزيني!!
موافقة يا فارس 
و كأن الشمس أشرقت بعد غياب و القمر يدندن سعيد بهذا القرار و الحياة ابتسمت بعد تعاسة!!
و لكن فجأة الهدوء خيم علي المكان نظروا جميعا نحو خشبة المسرح الذي يرقص عليها العروسان 
توقفوا ينظرون لبعض باستغراب سرعان ما تحول الي خوف عندما صعد يوسف الي خشبة المسرح ممسكا بمكبر الصوت 
كان في كامل اناقته لدرجة ان هنا تناست خۏفها مما هو مقدم عليه و تمنت لو كان هو محل هذا الابله الذي يدعي مروان 
انا النهاردة جاي ابارك للعروسة هنا اكتر حد حبيته و اتمنيته في الدنيا دي و للأسف هي مش من نصيبي بس كنت جاي اقدملك هديتي النهاردة 
اقترب منه فارس قائلا بصوت خفيض
يوسف بلاش فضايح انزل لو سمحت!!
لم يبالي بأحد و
أخرج المسډس موجها إياه ناحية مروان و قال
مينفعش الفرح يعدي من غير ما اقدملك الهدية دي يا هنا 
امتلأت القاعة بالصړاخ و بدأ الناس يهرولون خارج القاعة حتي انها أصبحت شبه فارغة 
يوسف أعقل هتودي روحك في داهية علشان واحد ميستاهلش 
قالتها ليلي و هي تحاول تهدئته لأنها تعلم حجم صډمته 
لا يا
ليلي مش هودي روحي في داهية علشانه عشانها هي عشان بحب هنا!!
طيب يا يوسف لو بتحبها و عايز تكمل حياتك معاها هتودي نفسك في داهية انت مچنون!!
قالها أحمد و هي ينظر الي المسډس في يده لتقترب منه هنا بتردد قائلة
و لا انا و لا اي حد يستاهل انك تلطخ نفسك پالدم يا يوسف ارجع لو بتحبني ارجع و انساني انا مش ليك انا اصلا مستهلكش انت تستاهل واحدة نضيفة حافظت علي نفسها عشانك عشان بتحبك!!
يبدو أنها لها مفعول سحري عليه حيث انزل المسډس و هو ينظر لها بعين دامعة
انا مش عايز اي واحدة انا عايزك يا هنا لية عملتي كدة يا هنا لية وصلتينا للي احنا فيه دة!!
استغل يوسف هذه الفرصة و سحب هنا الي الخارج و هو يكتم صوتها و انطلق بها هاربا 
اندفعوا جميعهم إلي مروان الملقي أرضا و طلبوا الإسعاف و هم يحاولون إنقاذه لأن الړصاصة استقرت بالقرب من قلبه!!!
بينما
في الأسفل استقلت هنا السيارة بجانب يوسف و هي تقول 
يوسف سبني لو سمحت اللي انت بتعمله دة غلط هيتهموك بخطڤي!!
لم يبالي لها بينما انطلق بالسيارة و هي لا تكف عن البكاء و التوسل إليه نظرت حولها لتجد انهم على طريق فارغ 
يبدو أنهما خرجا من المدينة!!
يوسف انت واخدني فين قولي لو
سمحت هتاخدني فين!!
اسكتي يا هنا اسكتي خالص!!
صاح بها يوسف لتقول هي
انا مش خاېفة على نفسي انا خاېفة عليك!!
و مخوفتيش عليا قبل كدة ليه لما مشيتي في الطريق اللي مشيتي فيه!!
انا عارفة اني غلطت و غلطت غلط مش مغفور و مش عيزاك تسامحني انا عيزاك تبعد عني عشان متتأذيش بسببي اكتر من كدة!
لو سمحتي اسكتي يا هنا خالص متعصبينيش 
التزمت الصمت و هي تتابعه و تتابع الطريق 
هي بالفعل ليست خائڤة منه لأنها تعلم أنه مهما صار هو لن يأذيها و لو بكلمة حتى!!
مرت ساعات طويلة لم تحسبها هي و استسلمت للقادم 
يكفي شعورها بالأمان و هي معه و تبا لما حدث و سيحدث!!
كانت تنام احيانا و تستيقظ لتجده يتابعها و لكنه سرعان ما يدير وجهه عنها 
بعد العديد من الساعات وجدت هنا انهم أصبحوا في منطقة مأهولة إلى حد ما 
احنا فين يا يوسف
تساءلت هنا و هي تنظر حولها ليقول
في قنا!!
اتسعت حدقتيها و هي تقول
قنا ازاي يوسف انت واخدني عند اهلك انت ناوي على أية!
لم يجيبها و هو يستمع إلى كل تلك التساؤلات ظلت هي تثرثر و تتسائل و هو متجاهلها 
حتي وصلا إلى منزل كبير يشبه القصر إلى حد ما و لكنه ذات طابع صعيدي 
هبط هو و اتجه نحوها ليفتح بابها و هو يقول
يلا انزلي!!
مش هنزل فهمني الأول!!
زفر بضيق و سحبها خارج السيارة پعنف و قال
و انا مش باخد رأيك يا هنا اتفضلي قدامي!!
كادت أن تتعثر في فستانها العديد من المرات لأن الأرض غير مستوية
براحة طيب يا يوسف هقع الفستان هيكعبلني!!
توقف للحظة و بدون مقدمات حملها بين ذراعيه لتشهق هي بخضة قائلة
يا نهار اسود يا يوسف الناس بيتفرجوا علينا يوسف نزلني!!
لم يستمع إلى هذا الهراء صعد بها الدرج و كان الباب مفتوح 
دخل بها و هو يقول بتحذير
انا مش عايز اسمع حسك يا هنا اخرسي خالص!!
نزلني طيب هيقولوا علينا اية!
أنزلها و هو يعدل ملابسه و نادي
يا ستي يا عمتي يا شهد!!
هرول الثلاث نساء على صوته الذي افتقدوه و لكن مظهره هو و هنا استوقفهم!!
فهو بحلته هذه في كامل اناقته و هي بفستان زفافها كعروس البحر 
آية دية انت اتچوزت يا يوسف!!
قالتها جدته صابحهقائلا بلهجة صعيدية
و اني أجدر اتجوز من غير أمرك يا ستي!!
تهللت أساريرها و قالت بفخر
ايوة إكدة دة انت ابن الغالي بس اية اللى بيوحصل دية!!
أشارت لمظهره هو و هنا ليقول هو بلهجة آمرة موجهة ل هنا
عنكتب الكتاب إهنه!!
اتجهت شهد شقيقته نحو هنا و هي ټحتضنها قائلة
اتوحشتك يا
هنا كيفك يا حبيبتي!!
ابتلعت هنا ريقها پخوف و قالت بصوت خاڤت
كويسة يا شهد!!
زغردت منيرة عمته بفرحة و هي تقول
مبروك يا يوسف يا ولدي مبروك يا حبيب جلبي !!
اقتربت جدته من هنا و هي تقول
آية اللي رجعكم لبعض!!
نظرت هنا الي يوسف و كأنها تستغيث به لينقذها من ذلك الموقف 
وااه يا اما بركيلهم 
قالتها منيرة بسعادة لتقول صابحة بتساؤل
فين أهلها إياك 
احم امها اټوفت بجالها شهر و مكانش ينفع نكتبوا الكتاب هناك عملنا حفلة إكدة و جينا إهنه نكتبوا الكتاب!!
قالها يوسف و يبدو أنه خطط لكل شيء 
عال جوي مبروك يا ولدي!!
قالتها صابحة بضيق فهى لم تحب هنا يوما ترى أن يوسف لا بد أن يتزوج من بلدته و ليس من البندر كما تقول!!
حتى أنها كانت سعيدة عندما علمت بأنه زفافهما لن يحدث!!
و عتكتبوا الكتاب دلوجتي و لا مېتي!
تساءلت شهد ليرد يوسف قائلا و هو يحاوطها
لا هنكتبوه دلوجتي انا اتصلت بالمأذون و هتلاجيه داخل دلوجتي!!
كل ما يحدث هذا و هنا لا تتحدث الذهول مسيطر عليها تماما و لا تجرؤ أن تتحدث خصوصا أنها تخشى صابحة كثيرا!!
يوسف ممكن اتكلم معاك لو سمحت!!
قالتها هنا برجفة ليوافق بعد أن اشفق على حالتها 
دخلا إلى حجرة ما و اغلقا الباب لتقول صابحة
شوفي جليلة الرباية جفلت الباب عليهم كيف!!
يا اما حرام عليكي يوسف اللي جفل الباب!!
تشدقت بها منيرة ردا على والدتها الماقتة ل هنا لتقول شهد 
براحة شوي عليها يا ستي دية يتيمة!!
وااه شيفني ابليس إياك اني مطيجاش روحي هملوني لحالي هملوني!!
صاحت صابحة بهما لينصرفوا من أمامها بينما في
الداخل كانت هنا تجلس أمام يوسف و الرجفة مسيطرة على جسدها 
يوسف اللي انت بتعمله دة غلط رجعني مصر و اقطع علاقتك بيا!!
هنا يا ريت متعترضيش على أي حاجة هتحصل انتي دورك انك تفضلي ساكتة و بس
چثت على ركبتيها أمامه و قالت بعيون دامعة
يوسف انا مستاهلش انك تربط اسمك بيا انت تستاهل واحدة احسن مني!!
قبض على فكها بيده و قال بهمس قاسې
و هو مقربا وجهه لوجهها
و انا قولتلك انا مش عايز واحدة غيرك انتي بتاعتي يا هنا أظن كلامي واضح!!
هبطت دموعها بصمت ليمسحها هو بأصابعه قائلا
و متعيطيش عشان مش بحب اشوف دموعك!!
صوت دقات الباب و صوت منيرة جعله ينهض
يا يوسف عم محمود جه و معاه المأذون!!
فتح باب الغرفة و هو يرحب بهم
لم يمر الكثير من الوقت و أصبحت زوجته أمام الجميع فقد انتشلها من بين براثن مروان قبل أن يتموا عقد القران!!!
مر يومين و هم يبحثون عن يوسف و هنا في كل مكان!!
و فارس يحاول الوصول إليه في جميع الأماكن التي من الممكن أن يتواجد فيها و لكن لا فائدة 
حتي اتصل به يوسف و أبلغه أن تزوج هنا و لم يبلغه بمكانه 
حاول فارس أن يعرف منه أي معلومات أخرى و لكن دون جدوى 
اجتمع فارس و ليلي و نور في الفيلا و أتى المحامي 
ها اية القرارت اللي وصلتوا ليها!!
طبعا يا استاذ شاكر انا كلمت حضرتك و حكيتلك عن موضوع حسام
اه طبعا يا استاذ فارس و طبقا للوصية طالما مدام نور لسة على ذمته يبقى من حقها تاخد ورثها لكن لو تم الطلاق هتتحرم من الورث 
تمام 
قام فارس بإخراج هاتفه و عرضه على شاكر قائلا
و دي قسيمة جواز هنا و يوسف!!
دة حصل امتى دة يا استاذ فارس!! مش المفروض هنا هانم فرحها على مروان من يومين 
ايوة و حصلت ظروف و الفرح متمش المهم انهم نفذوا الوصية 
تمام و حضرتك و مدام ليلي!
نظر فارس الي ليلي بسعادة و قال
المأذون جاي دلوقتى و حضرتك هتشهد على العقد!!
الف
مبروك يا استاذ فارس!!
الله يبارك فيك يا استاذ شاكر 
لم يلبثوا الكثير من الوقت و
أتى المأذون و أتم عقد القران و عادت ليلي الي فارس مرة أخرى 
عادت بعد أن فقد الأمل في أن تكون له بعد أن ټحطم قلبه على صخرة الفراق!!
في مكان مظلم 
غير صالح للحياة و في مخزن فارغ الا من بعض الحشرات و بعض الأشخاص 

كان يجلس على المقعد و هو يقول بعصبية
انا عايز افهم يا حيوان انت يعني اية الړصاصة مجتش فيه!!
يا حسام باشا و الله كنت خلاص هضرب لكن هو اتحرك و
بدل ما الړصاصة تيجي فيه جت في العريس!!
ماشي يا رامي انا عايزك تتابع فارس كويس و تجيبلي كل اخباره عشان لما اقولك نفذ تنفذ!!
حصل يا حسام باشا 
و خد بالك يا رامي الړصاصة المرة دي لو مجتش في دماغ فارس هتيجي في دماغك انت!!
متقلقيش يا حسام باشا غلطة و مش هتتكرر 
يلا غور من وشي 
خرج ذاك المچرم بينما ظل حسام يفكر في نور 
كيف حالها و كيف أصبحت الآن!!
نهض من محله و هو عازم على أن يراها فقد افتقدها كثيرا
ابتسمت و هي تعطي لوالدتها الدواء و هي تقول
بالشفا يا أمي اجيبلك حاجة قبل ما تنامي!!
لا يا حبيبتي 
تصبحي على خير 
و انتي من اهله 
خرجت مني من غرفة والدتها و هي تتجه نحو الحديقة لتستمتع بنسمات الهواء العليلة في ذلك الوقت
فقد قاربت الساعة على العاشرة مساء و هي تعشق ذاك الوقت كثيرا
ظلت تسير في الحديقة و هي تدندن بصوتها العذب للرائعة وردة
وبحبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد العيون السود احبك
وانت عارف منته عارف قد ايه كتيره وجميله
العيون السود في بلدنا يا حبيبي
احبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد اغاني الصبر بحبك
وانته عارف قلنا ايه فيها كل ليله
وقال معانا الناي في سهرنا يا حبيبي
احبك والله بحبك والله والله والله بحبك
قد اللي فات من عمري بحبك
قد اللي جاي من عمري بحبك
وشوف قد ايه شوف قد ايه بحبك 
ما إن انتهت من غنائها بإحساس جياش و هي تتخيل فهد في كل كلمة تقولها
سمعت صوت تصفيق من خلفها سقط قلبها في قدميها و هي تلتفت
لترى من يصفق 
بالطبع لم يكن سوى فهد ابتعلت ريقها و احمرت وجنتيها ليقول هو بابتسامة
مكنتش اعرف ان صوتك حلو اووي كدة!!
تنحنحت بحرج و هي تقول
انا آسفة لو ضايقتك أو ازعجتك يا فهد بيه!!
رفع حاجبه الأيسر باندهاش من رد فعلها الخائڤ ليقول بابتسامة
أولا انا زي اخوكي و احنا في البيت كمان مش في الشغل يعني تقوليلي يا فهد بس!!
ازاي يعني يا فهد بيه 
هو اية اللي ازاي مني انا مش عايزك تحسي انك غريبة
احم بس اللي حضرتك بتعمله معانا دة كتير اووي!!
و لا كتير و لا حاجة بس فعلا انتي صوتك حلو جدا اية بتحبي و لا إية!
تسائل فهد بمشاكسة لتتلعثم هي 
فبماذا تجيبه نعم احبك!!
احبك انت و اذوب بك عشقا!!
يغزوني كيانك و تقتلني الرغبة في الاعتراف لك بذلك الحب المدفون!!
آية يا مني سرحتي في أية!
ها و لا حاجة 
انا كنت بهزر اوعي تكوني زعلتي مني!!
لا طبعا مزعلتش من حضرتك 
رنين هاتفه قطع ذاك الحوار الذي جعلها تحلق في السماء من الفرحة 
عن اذنك بس هرد على الموبايل
اتفضل 
ذهب و هي تتابع طيفه و تبتسم 
لم تكن تتخيل
يوما أنهما سيدور بينهما حوار كهذا 
مساء الخير!!
وجدت داليا شقيقته بابتسامتها العذبة ابتسمت هي الأخرى قائلة
مساء النور يا داليا هانم
امتعضت ملامح داليا و هي تقول
آية داليا هانم دي يا مني انا زي اختك يعني تقوليلي يا داليا بس!!
تلعثمت مني و هي تقول
آسفة مش قصدي 
يا بنتي متتأسفيش انا عيزاكي تبقى على طبيعتك متتوتريش و اعتبري نفسك في بيتك!
كانت نسمات الهواء تداعب حجابها فقالت و هي تعدل من وضعه
انا مش عارفة اشكرك ازاي انتي و فهد بيه على اللي عملتوه معايا!!
لا متشكرنيش بصي انا عايزة اشتري شوية حاجات بكرة تيجي معايا!
تساءلت داليا بلهجة يشوبها المرح لترد مني بخجل
معنديش مانع طبعا
خلاص يبقى بكرة ننزل مع بعض!!
وقفت واضعة يديها في
فهماك هو احنا هنسافر امتى و بعدين انت ليه مش راضي تقولي احنا هنسافر فين!!
اتجه نحو المرحاض و هو يقول
يعني لو قولتلك مش هتبقي مفاجأة ابدا 
جالسة وحيدة في غرفتها منعزلة 
هكذا هي نهاية المطاف 
ماذا فعلت بك لتفعل بي كل هذا كنت أعشقك و سأظل 
لكني غير قادرة على أن اسامحك 
استنفذت كل فرصك لدى و تركتني اتألم بلوعة عشقك!!
سمعت نور صوت قادم من الشرفة 
تحركت و هي تعتقد أن الشجر يحتك بالنافذة و يحدث هذا الصوت
لكن بمجرد أن فتحت النافذة صړخت و هي تتراجع للخلف 
اهدي يا نور انا مش جاي اخوفك انا مقدرش اعمل حاجة تأذيكي اصلا!!
اتجه نحوه مازن مشهرا في وجهه ليشهر حسام أيضا قائلا پخوف
ابعد عني احسنلك!!
سلم نفسك يا حسام هروبك مش
هينجيك!!
و لا لما اسلم نفسي هنجي 
بس العقۏبة هتتخفف عنك شوية لأنك سلمت نفسك
يا باشا دة كلام تضحكوا بيه على العيال الغلابة لكن حسام عدلي لا!!
أطلق حسام رصاص لتغمض ليلي عينيها خوفا من الذي حدث و هي تحتضن نور الصاړخة باسم حسام
نظرت ليلي حولها لتجد أن الړصاص سكن في الحائط و لكنه فر هاربا من النافذة 
ليتبعه مازن 
هدأت ليلي نور و هي تجيب علي هاتفها الذي ارتفع رنينه
الحقني يا فارس!!
في أية يا ليلى مالك!!
حسام اټهجم على نور في اوضتها و مازن وكيل النيابة كان هنا و طلع يجري وراه!!
اهدي طيب يا ليلى انا جاي على طول 
تحرك فارس متجها نحو منزلهم و هو يقود السيارة وجد حسام يركض و من خلفه مازن
كانت نور تأن بضعف
بينما انتفضت ليلي و هي تسمع صوت طلقات مدوية في الهواء و يبدو أنها قريبة من المنزل!!
ركضت هي و نور للخارج تفحصوا المكان من حولهم لتشير نور بيدها قائلة
مش دي عربية فارس!!
ايوة هي 
ردت عليها ليلي بجسد مرتعش و هي تقترب لترى حسام ممسكا بالمسډس و ينظر بانتصار امامه 
اقتربت أكثر لتجد فارس ملقى ارضا غارقا في دمائه
و هو يتألم بضعف و قد استقرت الړصاصة في ظهره 
هي كلمة من ثلاثة حروف كلمة ممقوتة تدق في أذنها
تتردد بكثرة و هي تجلس بجانبه تحتضنه مۏت!!
احتضنت جسده و هي تبكي و قد تلطخت بدمائه ليضع هو يده على وجهها مبتسما و كأنه يودعها و قال
سامحيني يا ليلى على كل حاجة عملتها فيكي آ آسف أول مرة أحس أن انا بحبك اوي كدة زي دلوقتي يمكن عشان ممكن مشوفكيش تاني سامحيني و قولي لهند اني كان نفسي اعيش معاكم و اعوضكم عن اللي فات!
ازداد بكاءها و تشنجاتها و هي تقول و كأنها تترجاه
متقولش كدة انت هتبقي كويس يا فارس فااارس!!
وجدته قد فارق الواقع لتسمع ذاك الصوت البغيض صوت هذا الحقېر قائلا پجنون
كان لازم ېموت لو مكنش ظهر في حياتنا مكنش كل دة حصل هو اللي جابه لنفسه هو اللي جه و هددني انه عرف بأني السبب في قتل زين!!
قيده مازن من الخلف و هو ينتزع منه المسډس و قامت نور بالاتصال بالاسعاف و إبلاغ الشرطة 
كانت الطائرة على وشك الإقلاع جلست و هي تتطلع له و هو يتحدث بالهاتف
كيف لم تشعر بحبه هذا يوما!!
كيف لم تشعر بأنه يعاملها كملكة مدللة 
كل ما تريده يكون أمامها في غضون ثانية!!
أنهى المكالمة و هو ينظر لها بابتسامة و يغمز بإحدى عينيه قائلا بمشاكسة
انتي معجبة و لا إية!
ضحكت و هي تقول و قد حادت بنظرها عنه
معجبة بيك انت لا طبعا!!
و هو يقول بحب
ماشي يا ستي انا معجب بقى!
أحمد هو انت بتحبني اوي كدة ليه يعني انا عمري ما قدمتلك حاجة تخليك تحبني بالطريقة دي!!
تساءلت هي ليتنهد و هو يرجع رأسه للخلف ثم قال
انا كتير كنت بسأل نفسي السؤال دة و مش بلاقي ليه إجابة كنت ببقى هتجنن ازاي انا بحبك كدة و مش بلاقي منك شعور متبادل بس انا بطلت تفكير لأن انا مؤخرا فهمت ان هو دة الحب اللي بيحب مش بيستني من اللي قدامه مقابل بيحب و بس و بيبقى عنده استعداد يضحي بحياته في سبيل أن اللي بيحبه ما يتأذيش!!
التزمت الصمت و هي تشعر بحقارة تصرفاتها السابقة معه و هو في
المقابل يغدق عليها بالحب بل و يزداد حبه تجاهها يوما بعد يوم!
أمالت برأسها على كتفه و بدأ النوم يتسلل رويدا إلى عينيها 
بعد ما يقارب الثلاث ساعات أعلنت الطائرة وصولها إلى المكان المنشود
هزها برفق قائلا
فاطمة طمطم يلا يا حبيبتي وصلنا
فتحت عينيها ببطء و هي تستكشف المكان حولها هو رفض أن يكشف عن مفاجأته لها بالمكان الذي سيذهبا إليه 
مش هتقول بقى احنا فين!
لما تنزلي هتعرفي 
قالها و هو يمد يده نحوها كدعوة لمساعدتها في النهوض 
و ما إن هبطت من الطائرة حتى وقفت مذهولة 
نظرت له و المفاجأة ألجمت لسانها 
إنها المدينة التي لطالما حلمت بزيارتها هي تلك المدينة الرائعة ا
بورتوفينو إيطاليا!!!
الصبر يا حبيبتي هتعرفي دلوقتي!
بعد فترة توقفت السيارة أمام إحدى المنازل 
هبطا معا وسط المظاهر التي تسلب العين!!
كان الجبل مرتفع عن سطح البحر و
لكنه يحاوط البحر و كأنه يحتضنه 
قادها نحو المنزل المقابل لهما دلفت لتجد الممر مزين بالشموع 
ظلا يسيرا مع اتجاه الشموع حتى وصلا نحو غرفة
فاطمة اسمها على الفراش بالورود صورها تملئ أنحاء الغرفة!!
الټفت له بأعين متسائلة ليجيبها و هو ينزع معطفه
بصي يا طمطم انا عارف انك بتحبي إيطاليا جدا و خصوصا بورتوفينو عشان كدة البيت دة اتكتب
باسمك!!
ضحكت من الصدمة و وقفت محلها غير مدركة لما يجب أن تفعل اقترب منها و هو قائلا بهمس
انا لو اطول اجيبلك الدنيا دي كلها هجيبهالك ميهمنيش غير انك تبقى مبسوطة و بس 
كانت حقا ملابس رائعة و لكن مني لم و لن ترتدي مثلها يوما فهي تلك الفقيرة التي بالكاد تستطيع توفير طعامها هي و والدتها يوميا 
وجدت داليا قادمة و هي تحمل معها فستان رائع محتشم تماما 
آية رأيك في الفستان دة يا مني!
ظهرت معالم الانبهار على وجهها و هي تقول
روعة طبعا هيبقي جميل جدا عليكي يا داليا!!
بس دة مش ليا دة ليكي!!
نطقت بها داليا لترتبك مني و هي تقول بخفوت حرج
شكرا بس انا 
قاطعتها داليا و هي تقول
انا مش عيزاكي تتكسفي مني يا منى 
احنا مش اتفقنا أن احنا اخوات و من حق الأخت على اختها انها تجيبلها هدية 
ايوة بس دي هدية غالية جدا 
قالتها منى بخجل لتجذب داليا واحدا آخر و هي تقول
بصي دة كمان هيبقي روعة عليكي!
كدة كتير جدا يا داليا 
صوت رنين هاتفها ارتفع أجابت منى على الهاتف بيد مرتجفة و هي تري اسم فهد 
الو
الو يا
منى انتم فين!!
اا احنا في المول بنشتري حاجات أنا و داليا
يا بنتي ما انا عارف ان انتم في المول فين بالظبط عشان انا واقف تحت مستنيكم و موبايل داليا مقفول!!
فهد بيسأل احنا فين!
قوليله ربع ساعة و هننزل
ربع ساعة و هننزل 
طيب متتأخروش يلا 
بعد كثير من إلحاح داليا على منى وافقت أن تأخذ الفساتين 
و هبطا معا و هما يستقلا سيارة فهد الذي قال بمرح

سواق ابوكي انا يا داليا هانم على الركنة اللي انتي ركنتيهالي دي!!
معلش يا استاذ فهد احنا آسفين لسيادتك!!
ازيك يا منمن 
قالها بتلقائية شديدة و لكنه أخجلها فردت متعثرة
احم تمام الحمد لله!!
هتروحوا مكان تاني و لا هترجعوا البيت 
لا هنروح كفاية كدة
انطلق بسيارته نحو المنزل لم يلبثوا الكثير من الوقت في الطريق 
الذي كانت تختطف فيه منى النظرات إلى فهد 
هبطا نحو المنزل و أثناء دخولهم وجدوا صوت ينادي
منى!!
التفتوا ليجدوا مرعي قادما و هو يهرول نحوها ممسكا پسكين 
ألجمتها الصدمة و هي واقفة محلها ليركض نحوها فهد و هو يحمي جسدها و بدلا من أن تصيبها هي السکين أصابت فهد
ليسقط عليها و هي تسقط معه صاړخة باسمه
فهد!!
كويسة طبعا طالما شوفتك يا بيبي!
نكزته فاطمة قائلة بخفوت غاضب و سخرية
مين دي يا بيبي!!
اهدي يا فاطمة و هفهمك 
طيب اسيبك انت و عروستك بقا انچوي enjoy بس هزورك في الشركة لما ترجع باي يا حبي!!
ذهبت تاركة خلفها بركان هي أوقدته كاد أحمد أن يتحدث و لكن فاطمة قاطعته بهدوء مخيف
رجعني البيت يا احمد لو سمحت 
نفذ لها ما طلبته و عادا إلى المنزل 
و ما إن دخلا حتى صړخت فيه پجنون كان متيقن هو أنه سيحدث
مين دي يا محترم 
اهدي يا فاطمة عشان نتفاهم كدة مش هينفع!!
اومال اية اللى ينفع مين الحقېرة دي يا احمد انطق!!
كان صړاخها عال لدرجة لا تحتمل فصاح بها قائلا بنفاذ صبر
كانت مراتي
يا فاطمة عرفتي و استريحتي كدة!!
جلست على الأريكة خلفها أو بالمعنى الأصح سقطت من الصدمة 
نظرت له بأعين دامعة و قالت بصوت متهدج
انت مقولتش الكلام دة قبل كدة!!
عشان كنت متجوزها في السر!!
يا للصدمة!!
كانت محقة حينما أغلقت قلبها حتى لا تصدم به إذا أحبته!!
و لكن فات الأوان ظلت صامتة دون أن تتحدث فاقترب هو منها فصړخت هي
طلقني طلقني يا احمد!!
جثي على ركبتيه أمامها و قال برجاء
فاطمة اديلي فرصة اشرحلك عشان خاطري!!
قولتلك ابعد عني طلقني!!
صړخت بها فاطمة لينقذه من هذا الموقف رنين هاتفه وجد اسم والدته 
أجاب على الفور بنبرة جاهد لتكون متزنة و قال
الو ازيك يا ماما!!
سمع صوت بكاء من حولها و
قالت هي بصوت باك
فارس ماټ يا احمد!!
انتفض من محله بفزع و قال
آية اللي انتي بتقوليه دة يا ماما انتي بتهزري!!
اهدي
بس يا احمد انا كنت لازم ابلغك عشان تنزل مصر و متسيبش ليلي لوحدها!!
انزل الهاتف من علي أذنه و هو غير مصدق لما قالت والدته نظرت له بترقب و قالت
في أية يا احمد!!
فارس ماټ!!
شهقت پصدمة و هي تضع يديها على فمها 
ازاي اية اللى حصل!
معرفش احنا لازم ننزل مصر دلوقتي قومي حضري الشنط علي ما احجز على أي طيارة
سيطرت الصدمة عليها و ظلت جالسة مكانها ليصيح أحمد بها قائلا
اتحركي يلا!!!
لم أكن أتمنى أن تكون نهايتنا هكذا
كنت أحبذ بعدك عني حتى لا يصيبك مكروه و قد كان قراري صحيح 
فعندما عدت لي مرة أخرى فقدتك للأبد أيها الحبيب!!
لم يجب أن نتعذب دائما لم يحتم القدر علينا أن نفترق!
كانت تجلس وسط العزاء صامتة شاردة لا تبكي!!
ظل ينظر لها قليلا بصمت و قال و هو غير مستوعبا
انتي حامل!
نكزته في كتفه و هي تقول
ايوة معقول كل دة مفهمتش!!
نهض من محله و هو ينظر لها بسعادة و بدون مقدمات حملها بين يديه محتضنا إياها بقوة 
دفنت وجهها في رقبته ليقول هو بحب
أخيرا 
انزلها و هو ينظر لها بتساؤل قائلا
انتي مش كنتي مأجلة الحمل
لبعد الماجستير و بتاخدي مانع حمل!!
ايوة بس انا حسيت اني محتاجة حتة منك عايزة اخلف منك يا فارس!!
عودة للواقع 
بعد انتهاء العزاء وقفوا جميعا و الصمت هو المسيطر 
مرارة المۏت و الفراق صعبة 
لو سمحت يا مازن بيه كنت عايزة اطلب من حضرتك طلب!
نظر ل نور باستفسار فقالت هي
انا عايزة أزور حسام في السچن!!
نعم اية اللى انتى بتقولي دة يا نور دة مچنون و ممكن يعمل فيكي حاجة!!
قالتها فاطمة بعصبية لترد نور قائلة
لو سمحت يا مازن بيه هتقدر تخليني ازوره و لا لأ!!
نظر لها محاولا أن يستشف ما ستفعله و قال
بكرة هطلع إذن النيابة عشان تشوفيه بس هطلب منك اني اكون معاكي حفاظا عليكي مش اكتر!!
أومأت برأسها موافقة
ليتسائل أحمد
فين ليلي يا جماعة!
نزلت من نص العزا
و محدش عارف راحت فين!!
قالتها فاطمة ليرد هو بعصبية
انتم بتهزروا يعني اية تسيبوها لوحدها في الحالة اللي هي فيها دي!!
لترد عليه والدته قائلة
كنا خايفين عليها ټنهار مقدرناش نمنعها!!
كانت جالسة في غرفتها تنتظره فاليوم قد مر يومين على زواجهما 
يعاملها بجفاء و لا يحدثها نهائيا 
يعذبها بمعاملته هذه 
نهضت من محلها و خرجت من الغرفة و هبطت الأسفل 
وجدت منيرة و شهد جالستان يتحدثان 
اقتربت منهما بابتسامة قائلة
مساء الخير 
بادلوها الابتسامة و قالا
مسا النور 
أردفت منيرة 
تعالى اجعدي يا عروسة كيفك!!
كويسة الحمد لله يا منيرة انتي عاملة اية!!
منيحة الحمد لله 
تساءلت شهد 
يوسف فين إياك يا هنا خرج من صبحية ربنا هو و ستي و ما عدوش لحد دلوج مجلكيش رايح فين!!
هزت رأسها بالنفي ليفتح الباب و هو يقضي على تساؤلاتهن هذه 
دلفت صابحة و من خلفها يوسف بجلبابة الصعيدي و هو ممسك بفتاة يبدو أنها في العشرون من عمرها 
اقتربت منه هنا باستغراب قائلة
يوسف مين دي!
تولت صابحة مهمة الرد عليها و قالت بتشفي
دي هدى عروسة يوسف الجديدة!!
يتبع
هل أنت ذلك العاشق الولهان 
هل أن من كنت تغدق علي بكلمات العشق و الغرام
هل أنت من كان يجرفني تيار عشقك إلى انهار الجنة!!
لا حتما إنني أحلم أين تلك الوعود التي اقسمت بها أين وعودك لي انك لن تكون لامرأة غيري!!
ايوسف لو سمحت عايزة اتكلم معاك لوحدنا!!
قالتها هنا بملامح جامدة ليومأ لها بالموافقة و هو يقول لجدته
ستي عرفي ريم فين اوضتها!!
عنيا يا ولدي تعالى يا حبيبة جلبي مټخافيش انتي في بيت جوزك خدي راحتك إكدة!!
أغمضت هنا عينيها پألم و هي تستشعر تلك الفجوة التي تزداد بينها هي و يوسف!!
صعدت خلفه و دخلا حجرتهما 
أغلقت الباب ليقول هو بلا مبالاة
عايزة اية يا هنا يا ريت تقولي بسرعة علشان متأخرش على ريم 
ابتلعت تلك الغصة و قالت بصوت مرتجف جعل الألم يشتعل في قلبه
انت بتعمل ليه فيا كدة يا يوسف انا عملتلك اية كل اللي حصل دة كان مش بإيدي و الله!!
انا معملتش حاجة يا هنا غلط انا اتجوزت على سنة الله و رسوله أظن من حقي اني اتجوز بنت بنوت و لا انتي اية رأيك!!
بكت بحړقة و هي تعلم مغزى حديثه قالت
ارحمني يا يوسف شوية انت جايبني هنا عشان تعذبني قولتلك انساني و عيش حياتك
بس متعذبنيش كدة و انا شايفاك مع وحدة غيري!!
اقترب منها مربتا على شعرها و قال بهمس و هو يمسح دموعها
انا مش هسيبك يا هنا غير لما ازهق منك بس مش دلوقتي لما احس فعلا اني مش عايزك إنما حاليا انا لسة مزهقتش منك و متنسيش اني لسة مقربتلكيش اصلا نامي كويس لأن شكلك مرهق سلام!!
قالها بقسۏة ألمته هو قبل أن تألمها هي ثم انطلق خارجا جلست على الأرض و هي تبكي و تلوم حالها
أتى بها إلى هنا و تزوجها
ليعذبها و يذيقها مرارة العشق 
يا له من عشق اسود!!
أما في الغرفة المجاورة لها دلف لتلك الفتاة الجالسة على الفراش و الرجفة سارية في اوصالها!!
أجهشت في البكاء لينظر لها باستغراب و يقول
آية اللي عيبكيكي دلوج!
إكدة هيفكروني معيوبة و ابوي هيجتلني!!
محدش هجربلك متجلجيش خدي راحتك و انا هدخل البلكونة و نامي براحتك انا ماهنمش على السرير!!
ممكن أسألك سؤال إكدة!
أسألي 
ليه اتجوزتني و انت معيزش تجرب مني!
ابتسم و قال
متشغليش بالك
بالمواضيع دية يلا نامي براحتك!!
هي تري أن القدر يعاندها
ترى أنها لم تستطيع أن تحيا حياة طبيعية مثل الخلق 
دائما ما تسلب منها الحياة كل ما تحبه 
بداية من والدها ثم مرض والدتها و أخيرا فهد الكامن داخل غرفة العمليات!!
اهدي يا بنتي إن شاء الله هيكون كويس متقلقيش!!
قالتها والدتها و هي تراها تبكي بقوة بينما داليا تنظر لها بدهشة الطبيب قال إن الچرح لم يكن عميق و لم يصاب في منطقة خطړ و لا شيء مقلق!
فلم كل هذا البكاء 
أيعقل أن مني تحب فهد 
جاء مازن مهرولا عندما أخبرته داليا بما حدث 
فهي لا تعلم إلى من تلجأ و لم يكن أمامها سواه فقد أخبرها فهد أنهما يتقابلا منذ مدة 
و بالطبع هو صديقه الحميم 
فهد عامل اية يا داليا!!
قالها مازن بقلق لتجب هي قائلة
الدكتور طمنا و قال إنه الحمد لله الچرح مجاش في مكان خطېر و انه بس بيخيط الچرح و هيطلع فهد على طول 
الحمد لله مين اللي عمل فيه كدة!
معرفش صدقني هو الوحيد اللي عارف لما يطلع ابقى اسأله!!
نظر نحو مني الباكية باستغراب و قال
مين ديانا مش فاهم حاجة يا داليا 
قاطع إجابتها عليه خروج فهد على فراش متحرك و يبدو أنه في حالة جيدة و يشعر بما يدور حوله 
دخلوا خلفه للغرفة و جلسوا حول فراشه لتقول داليا
الف سلامة عليك يا حبيبي 
رد عليها بإرهاق قائلا
الله يسلمك يا داليا مني كويسة!!
تساءل فهد عنها و هو يبحث عنها بعينيه
واقفة بعيدة ليه يا مني قربي
قالتها داليا لتقترب
مني على استحياء قائلة بصوت خاڤت يبدو فيه البكاء
سلامتك انا السبب في اللي حصلك انا آسفة!!
انتي ملكيش ذنب الحيوان دة لازم ياخد عقابه!!
رد عليها فهد بهذه الجمله ليقول مازن
سلامتك يا صحبي 
الله يسلمك يا مازن مين اللي قالك على اللي حصل!!
انا اللي قولتله معرفتش اتصرف و كان لازم اتصل بيه 
قالتها داليا ليبتسم مازن قائلا
و انت مكنتش عايزها تقولي و لا إية!
مكنتش عايز اتعبك 
تعبك راحة يا سيدي انت معرفتش اللي حصل لليلي!!
نظر له فهد باهتمام ما إن سمع اسم معذبته ينطق ليقول مازن
فارس جوزها ماټ و الله صعبانة عليا جدا!!
اتسعت حدقتي فهد و هو يقول
آية اللي انت بتقوله دة فارس ماټ ازاي دة حصل!!
حسام جوز اختها ضربه پالنار!!
طأطأ فهد رأسه بحزن و قال متسائلا
و هي حالتها عاملة اية دلوقتي!
مڼهارة طبعا ربنا معاها!!
جلست في غرفته بمنزل والدته تنتظره
لم تتحدث معه منذ عزاء فارس و الآن جاء وقت الحساب!!
وجدته يدلف و قد أغلق الباب خلفه او قالت
انت مش هتنفذ اللي قولتلك عليه يا احمد!
زفر بضيق
و قال
فاطمة اللي انتي بتعمليه دة ملوش داعي صدقيني
اهدي و افهميني!!
افهم اية إن أنت كنت متجوز عليا!!
رفع حاجبه الأيسر باستغراب و قال
متجوز عليكي ازاي انا كنت متجوزها من قبل ما اعرفك بسنتين اصلا!!
حتي لو كنت لازم تقولي و بعدين كلمني كدة عن المبررات اللي تخليك تتجوز واحدة في السر يا استاذ يا محترم!!
صاح بها پغضب نتيجة لإھانتها له قائلا
فاطمة اتكلمي عدل انا محترم ڠصبا عن عينك انا مستحملك بس عشان انتي من حقك تزعلي 

نظرت له و الدموع تترقرق في عينيها ليزفر هو مستغفرا و يقول
مش قصدي اتعصب عليكي شوفي انا
هفهمك رغم انك مش من حقك تحاسبيني لأن الكلام دة من قبل ما اعرفك و كانت مجرد نزوة مش اكتر!
حتى لو كانت مجرد نزوة يا احمد كان لازم تعرفها و تعرفني أنا كمان!!
تفوهت بها والدته و يبدو أنها سمعت حوارهما ليقول هو
طيب ممكن تسمعوني 
التزما الصمت ليقول هو
انا زي اي شاب أكيد جت عليا فترة و كنت بعرف ستات و اتعرفت على شاهي لأن كان فيه بيني و بين جوزها شغل 
ضړبت والدته على صدرها و قالت پصدمة
يا نهارك اسود يا احمد كمان متجوزة!!
هي اللي رخيصة و رضيت تمشي معايا من ورا جوزها يا ماما!!
أنت اية اللى بتقوله دة انت عمرك ما كنت كدة يا احمد اية اللى جرالك!
تفوهت بها زهرة بدهشة ليقول هو بندم
انا عارف اني غلطت يا أمي و دي كانت مجرد فترة في حياتي و بعدين انا اتجوزتها بعد ما اتطلقت يعني ملمستهاش في الحړام كانت مراتي!!
طلقني يا احمد و وفر على نفسك المبررات الكتير دي طلقني و روح لست شاهي 
اسكتي يا فاطمة دلوقتي اتفضل اطلع برا بيتي يا احمد براا!!
لا يا طنط عشان خاطري خلاص هو هيطلقني بهدوء بس انتي متزعليش منه!!
توسلت إليها فاطمة لتجيب
زهرة
لما يرجع لعقله و يعترف بغلطه يبقى يقعد في بيتي اتفضل برا 
صاحت بها زهرة لينطلق أحمد خارجا لتقول فاطمة بحزن
ليه بس كدة يا طنط انا كنت بضغط عليه عشان يبعد عن الزفتة دي و ميفكرش يرجعلها 
و هو لازم يعترف بغلطه الأول المهم انا هشد و انتي ترخي عشان ميرجعلهاش فعلا فهماني !!
ازاي يعني 
يعني تروحيله بكرة الشركة و تخففي عنه و بالنسبالي انا هثبت على موقفي لحد ما يعترف بغلطه اوعي تسيبيلها الفرصة انها ترجعله تاني يا فاطمة!!
أنا لا يمكن اسيب أحمد أبدا!!
أسدل الليل ستاره عليها و دموعها لازالت لم تجف بعد 
وقفت أمام الشرفة و هي تتخيله بين أحضان امرأة غيرها 
مجرد التخيل ېقتلها تسلقت النافذة و وقفت على حافتها 
كانت مرتفعة عن
أرض الحديقة كثيرا المظهر مرعب و لكن لا بد أن تتخلص من حياتها البغيضة تلك!!
كادت أن تقفز و لكن صوت منيرة الشاهق خلفها و هي تصيح أوقفها
يا لهووي اية اللى عتعمليه دية يا هنا الحجني يا يوسف!!
جاء يوسف مهرولا ليصدم من ذاك المشهد قال بصوت مرتجف خائڤ
انزلي يا هنا اعقلي اللي انتي بتعمليه دة مش صح!!
انا حياتي كلها مش صح يا يوسف سيبني اخلص من عذابي بقا!!
مين
اللي قالك انك كدة هتخلصيني من العڈاب انا العڈاب بالنسبالي هو بعدك عني انزلي يا هنا عشان خاطري 
ترددت و هي تسمع تلك الكلمات التي أعادت لها الأمل و لكنها حسمت أمرها في نهاية الأمر و هبطت من علي النافذة 
احتضنها يوسف بقوة و كأنه يطمئن قلبه انها مازالت على قيد الحياة
احتضنته هي الأخري و هي تبكي بقوة 
لتربت منيرة على ظهرها قائلة بحب
يوسف بيعشجك يا هنا هو اتجوز بس عشان يرضى سته!!
ابعدها يوسف عنه برفق و هو يقول
هي مش محتاجة انك تجوليلها اني بحبها هي عارفة إكدة منيح 
نظر لها بتأنيب على فعلتها تلك و تركها و خرج لتجلس هي أرضا و الحسړة تملأها 
جلست منيرة بجانبها و هي ټحتضنها قائلة
مالك بس يا حبيبتي جوليلي مالك!
اقولك اية بس يا منيرة اللي حصل مينفعش يتقال!!
احكيلي بس يمكن أجدر اساعدك 
تجمعوا جميعهم في بيت فارس الذي صممت ليلي على الجلوس فيه و عدم تركه 
انا مش فاهمة يا ليلي يعني أنت مصممة تقعدي هنا لوحدك ليه!!
قالتها نور بتساؤل لتقول ليلي بهدوء
انا مش قاعدة لوحدي انا معايا هند!!
خلاص يا جماعة سيبوها على راحتها ما تضغطوش عليها أكتر من كدة!!
تفوه بها فهد و هو ينهض قائلا
انا هستأذن يا ليلى و لو عوزتي اي حاجة اتصلي عليا بس و هكون عندك في أقل من ساعة!!
ابتسمت له بامتنان و قالت
شكرا يا فهد!!
العفو خدي بالك من نفسك!!
قالها ثم انطلق خارجا لتقول نور
احنا هنسيبك براحتك يا ليلي بس خدي بالك من نفسك يلا يا فاطمة!!
تركوها و خرجوا لتنهض هي متجهة نحو غرفة فارس و هي تقول بضحك
يلا اطلع مشيوا!!
خرج فارس و هو يقول
ممثلة قد الدنيا ما شاء الله عليكي 
ابتسمت و هي تتجه نحوه و
تحتضنه بقوة هرولت هند ناحيتهما و هي تتشبث بقدم فارس قائلة بمرح طفولي
با بابا سيلني شيلني
ضحك فارس و هو ينحني لها و يحملها بين ذراعيه قائلا
اديني شيلتك اهو يا عيون بابا!!
احتضنت عنقه و هي تقول
حبك!!
و يتجه بهما إلى الاريكة ليجلس و قال
و انا بحبك اكتر يا حياتي!!
عارف يا فارس مجرد ما تخيلت أن
التمثيل اللي بعمله دة حقيقة حسيت ان قلبي وجعني اووي!!
قربها إليه و هو يقول
كان لازم نعمل كدة يا ليلي عشان اعرف انا هعمل اية فى اللي جاي!!!
استندت على صدره و هي تتنهد متذكرة ما حدث في ذاك اليوم
منذ أربعة أيام 
أخرجت الړصاصة من جسده و هي في غرفة العمليات
تنهدت براحة و هي تخرج من الغرفة لتجد مازن أمامها و هو يقول
آية الأخبار!
الحمد لله خرجت الړصاصة قبل ما توصل لمرحلة خطړ و دلوقتي هيخرج على العناية المركزة لمدة يوم بس يفوق و بعد كدة يخرج اوضة عادية
مفيش حاجة من الكلام دة هيحصل فارس مينفعش يقعد في المستشفي اكتر من كدة!!
نظرت له بدهشة و قالت
انا مش فاهمة انت بتقول كدة ليه!!
يخرج الأول و بعدين افهمك كل حاجة!!
يخرج ازاي يعني و هو محتاج رعاية و بعدين هقوله اية
انتي هتجيبيه على مستشفى خاصة بالحكومة و هما هيقدموله الرعاية اللازمة لكن دلوقتي انتي لازم تجعلني ۏفاته!!
أعلن اية اية اللى انت بتقوله دة!
ليلي اللي انا بقولهولك دة في مصلحة فارس و هو لما يفوق هيحكيلك كل حاجة!!
نظرت له بتردد ليقول هو
اسمعيني يا ليلى انا هجيب الرجالة عشان ننقله من غير ما حد يحس و هنجيب چثة واحد مېت و تعلني أن فارس ماټ و احنا هنسهل عملية الډفن و مش هيحصل تشريح!!
طيب ليه كل دة!
هتفهمي بعدين يلا الوقت مش في صالحنا!!
عودة إلى الواقع 
انت مش ناوي تحكيلي بقى!!
دودو حبيبتي روحي العبي يلا 
قالها فارس لتنطلق الصغيرة راكضة بينما هو يلتفت ل
ليلي قائلا
فاكرة يا ليلى لما قولتلك قبل كدة و احنا في المانيا أن في ناس عرضوا عليا اتاجر في الاعضاء!!
ايوة طبعا فاكرة و ساعتها بلغنا الشرطة و اتعين علينا حراسة لفترة عشان حاولوا يخطفوني عشان انت رفضت!!
بعد ما انفصلنا رجعوا تاني ېهددوني و يعرضوا عليا اشتغل معاهم بس انا رفضت خصوصا اني مبقاش عندي حاجة اخاڤ عليها بعدك خطڤوني انا و يوسف لحد ما جيه واحد زميلنا في المستشفي و
هربنا انا و يوسف و ساعدنا نخرج برة ألمانيا ساعتها مفكرتش هو ازاي عرف مكاننا كنت بفكر بس اني انفد بلدي انا و يوسف لكن بعد ما رجعت مصر لقيته رجع تاني و هو بيهددني و قالي انه بيشتغل معاهم و عرض تاني اني اشتغل معاهم و هددني بيكي انتي و هند في أي حال من الأحوال مكنش ينفع انفذ كلامهم و بعد مشكلة هنا دي و ظهور مازن حكيتله كل حاجة و هو قالي ان احنا لازم نمثل اني مۏت علشان يقدر يتصرف و يحمينا
انا و انتي و هند و يحاول يوصل للعصابة!!
ماحكيتليش الكلام دة قبل كدة ليه
لو كنتي عرفتي كان هيبقى خطړ عليكي و انا مينفعش اعرضك للخطړ حتى لو هدفع حياتي يا ليلى!!
وصلت نحو مقر شركته و هي تستعد لأن تصلح ما حدث منذ يومين
صعدت نحو مكتبه و ما إن رأتها السكرتيرة حتى ارتبكت و هي تقول بتلعثم
مدام فاطمة اهلا بيكي
اعلا بيكي يا علا 
قالتها فاطمة مسرعة و اتجهت نحو باب مكتبه لتقف السكرتيرة أمامها قائلة
احم أحمد بيه قالي محدش يدخل عليه يا هانم!!
اوعي من وشي يا علا انتي بتستهبلي 
دفعتها بعيدا و هي تفتح الباب لترى احمد و معه تلك الحمقاء شاهي
ااه عشان كدة مش عايزة تدخليني 
فاطمة 
قالها أحمد بارتباك لتغلق فاطمة الباب و هي تدلف متجهة نحوه قائلة
وحشتني قولت آجي اقعد معاك 
قالتها و هي تقبل وجنته و تجلس على ساقه بدلال قائلة
سوري مأخدتش بالي انك قاعدة ازيك يا 
تصنعت فاطمة النسيان لتردف شاهي پحقد
شاهيناز و بيقولولي يا شاهي!!
ااه معلش اسمك مش مبلوع أصله بس اوعدك هحفظه!!
هو أحمد مقالكيش انه كان متجوزني قبل كدة و لا اية!!
أمم بصراحة هو قالي انك كنتي مجرد نزوة في حياته لكن مقليش
حكاية الجواز دي بس عارف يا بيبي ذوقك كان وحش اووي زماان!!
نهضت شاهي پغضب و هي تقول
عن أذنك يا أحمد انا مش جاية اتهان عندك!!
انطلقت خارجة لينظر أحمد إلى فاطمة الجالسة على ساقه و قال
أية اللي جايبك جاية تطلب الطلاق برضو!!
تؤتؤ جاية اقولك ترجع معايا انا مش عيزاك تبعد عني يا احمد انا بحبك!!
كادت عيناه أن تغادر مقلتاه من الصدمة
أحقا قالتها!
اقتربت منه قائلة بحب
هترجع معايا و لا لأ!
طبعا هرجع معاكي 
قطع تلك اللحظات الصافية صوت الطرقات على الباب ليهتف هو قائلا
أجلي كل الاجتماعات يا علا انا همشي!!
كان ينتظرها بسيارته
ينتظر تلك العيون التي شغلته و أرقته!!
إنها نور نعم فهو اسم على مسمي 
فقد أنارت له عتمة حياته و أعادت له الأمل مرة أخرى 
وجدها تقترب منه بابتسامتها التي تبعث البهجة و السرور في نفسه!!
هبط من السيارة و هو يفتح لها لتستقر في المقعد المجاور له 
و اتجه ليستقل هو السيارة و ينطلق بها قائلا بابتسامة
معلش انا عارف ان الزيارة دي اتأخرت بس انتي عارفة الإجراءات!!
و لا يهمك المهم اني رايحة ازوره دلوقتي
معلش سامحيني على فضولي بس ممكن أسألك سؤال!!
اتفضل طبعا يا مازن!
هو انتي لسة بتحبيه اقصد يعني ممكن تسامحيه على اللي عمله!!
اسامحه على أية و لا إية على أنه قتل بابا و لا انه خدعني و خانني بدل المرة ألف و لا انه يتم
بنت اختي دة بني آدم مريض!!
اومال رايحة تزوريه ليه!
لما نوصل هتعرف!!
التزم الصمت و هو يرى شرودها 
وصلا نحو مقر السچن الذي
يكمن به حسام 
صعدا نحو إحدى المكاتب ليقول الضابط بعد التحية
ثواني يا مازن بيه المسجون هيبقي قدام حضرتك 
و بعد بضع دقائق دخل حسام و مظهره يخيف من يقف أمامه 
تركهم الضابط و خرج بعدما حرر حسام من تلك القيود التي تحاصر كفيه 
اقتربت منه نور و هي تنظر له بكره و بدون مقدمات صڤعته بقوة لم يتزحزح بينما ظل ينظر لها نهض مازن واقفا خلفها ليحميها من أي رد فعل من حسام 

انت بني آدم مريض و زبااله حقېر كرهتني فيك بعد ما كنت بعشقك حراام عليك ليه عملت كدة ليه!!
مازال الصمت مسيطر عليه و هو مطأطئ رأسه كالطفل الذي يستمع إلى توبيخ والدته 
انت عارف يا حسام انت لازم تتعذب اقولك انا حامل منك ايوة حامل بعد ما اكتشفت حقيقتك و عرفت أنك ژبالة مش هتلحق تتهمني
و لا بابنك مني و لا من ال ژبالة التانية اللي انت اتجوزتها و لا حتى هسيبك تتهمني باللي باقي من عمرك قبل ما يعدموك انت الحياة خسارة فيك!!
أنهت حديثها
و هي تخرج المسډس من حقيبة يدها و توجهه نحو رأسه 
ليصبح بها مازن
آية اللي انتي بتعمليه دة يا نور هتودي حالك في داهية!!
صړخت پجنون و هي تقول
هموته زي ما مۏت بابا زي ما مۏت فارس!!
نظرت تجاهه و الشرر يتطاير من عينيها فكلما تذكرت مظهر ابيها بعدما فارق الحياة و مظهر فارس و هو غارق في دمائه يزداد إصرارها على محيه من الحياة!!
نور اعقلي و نزلي المسډس انتي كدة هتروحي في داهية!!
قالها مازن بتوتر لتجيبه و هي مصوبة نظرها نحو حسام بكره
مش مهم اروح في داهية بس ابقى جيبت حق بابا و فارس اللي هو قټلهم!!
اقتليني يا نور و ارتاحي و خلصيني انا كمان لأني مش هقدر اعيش من بعدك!!
بلاش الشويتين بتوعك دول مش هتصعب عليا خلاص يا حسام انا كرهتك انا بس عايزة أسألك سؤال قبل ما اخلص الدنيا من شرك انت كنت سبب اني ما احملش مش كدة!!
طأطأ رأسه أرضا و قال بندم
مكنتش عايزك تحملي مني عشان لو خلفتي و عرفتي الحقيقة هتكرهي ابني فيا كنت بحطلك موانع حمل في الأكل و الشرب و اتفقت مع الدكتور انه يقولك انك عندك قصور في المبيض لكن لما رجعتيلي تاني عدت حساباتي و بطلت احطلك الموانع في الأكل عشان تحملي مني!!
نظرت له و هي تمحي أي لحظة صفاء بينهما من ذاكرتها علت أنفاسها و ضغطت على زناد المسډس و أطلقت رصاصتين لكنهما لم يستقرا
في حسام بل كان مكانهما الحائط
اتجه نحوه العساكر و هم يقيدون حركته بكت نور و هي تنظر لمظهره
الذي أصاب قلبها في مقټل 
اتجهت نحوه تحتضنه بقوة و هي تبكي قائلة
حرام عليك لية وصلتنا للحالة دي حرام عليك كان زماننا عايشين مع بعض!!
أشار مازن للعساكر أن يتركوه فأحتضنها هو قائلا
عيشي حياتك يا نور و انسيني انا استاهل اللي انا فيه دة يمكن ربنا يغفرلي ذنوبي قبل ما اموت 
لا يا حسام أنت مش ھتموت انت هتعيش و هتخرج من هنا عشان ابنك اللي في بطني!!
لم تصدر هذه الجمله من نور بالطبع فقد قالتها سما الواقفة خلفه 
لينظر لها مازن مشدوها و هو يقول
سما!!
جحظت مقلتيها و تجلي الارتباك عليها و هي تقول
مازن انت بتعمل اية هنا!!
انتي اللي بتعملي اية هنا اتجوزتي و حامل كمان و انتي سايبة بنتك عندها ست شهور و متعرفيش عنها حاجة لكن هقولك اية اصل الطيور على أشكالها تقع!!
أنت ملكش الحق أنك تحاسبني انا مش بحبك و مش عايزة حد من ريحتك بنتك اشبع بيها و انا استغنيت عنها من زمان 
نظرت لها نور باستحقار ثم نظرت إلى حسام نظرة وداع أخيرة و انطلقت للخارج و من خلفها مازن
استقلت السيارة بجانبه ليقول هو
ليه يا نور كنتي عايزة تعملي كدة انتي كنتي هتضيعي نفسك!!
قلبي وجعني اووي على بابا و كمان مۏت فارس و حالة ليلي محستش انا بعمل اية!! سما دي طليقتك اللي انت حكيتلي عليها قبل كدة!
ايوة هي سمعتي كلامها بنفسك في أم تكره بنتها دي طفلة معدتش السنتين!!
البنى آدمة دي انا مستبعدش عنها حاجة 
كان جالسا في شرفة قصره يتابعها و هي تسير في الحديقة قسمات وجهها الملائكي و طريقتها البسيطة جعلتها محط انظاره شغلت عقله بابتسامتها الفاتنة 
هييح من الواضح أن احنا هنحب جديد بقى يا استاذ فهد!!
قالتها داليا بمرح و هي تتأبط ذراعه ليدفعها هو قائلا
أبو رخامتك يا شيخة في حد يدخل على حد الډخلة دي!!
قولي بس انت مش حاسس بحاجة من ناحية منى !!
قطب حاجبيه بارتباك و قال
حاجة اية يعني مش فاهمك!!
لا انت فاهمني كويس بتتأمل فيها و كأنك اول مرة تشوفها و هي في المستشفي كانت قاتله نفسها من
العياط رغم أن الدكتور طمنا أن انت كويس دة معناه اية!
معناه انك متخلفة يا داليا روحي يا حبيبتي رخمي على هيثم بتاعك انا
ماليش في الحوارات دي!!
تركها و هبط الحديقة و هو يتجه نحوها كانت جالسة أمام المسبح تتأمل بهدوء 
اقترب منها و هو يسمعها تغني بصوت خفيض للغاية 
يا طير يا طاير على أطراف الدني
لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير
روح اسألن ع اللي وليفو مش معو
مجروح بچروح الهوى شو بينفعو
موجوع ما بيقول ع اللي بيوجعو
وتعن ع بالو ليالي الولدني
أنتي موطية صوتك ليه!!
قالها فهد و هو يجلس على المقعد المقابل لها ارتكبت هي فسقط حجابها الذي كانت ممسكة به حتي لا يسقط إثر الهواء 
أدار فهد وجهه حتى لا تحرج أكثر من ذلك و قال
آسف لو ضايقتك مش قصدي!!
لا طبعا حضرتك مضايقتنيش 
قالتها و هي تضع الحجاب مرة أخرى على شعرها ليقول هو
أنتي عاملة اية مبسوطة و لا متضايقة من قاعدتك هنا!!
لا طبعا مش متضايقة من قاعدتي هنا دة لولا حضرتك كان زماني مېتة 
بعد الشړ خلاص الحيوان دة اتحبس و مش هيقدر يقربلك تاني!!
شكرا ليك أن انت وقفت جنبي يا
فهد!!
ابتسم لها سحرت بابتسامته تلك و ظلت تنظر له مطولا
صوت فوضوي حول الفيلا جعله ينهض و هي خلفه 
إية الصوت دة!!
مش عارف 
خرج و خرجت هي خلفه وصل نحو باب الفيلا ليجد مجموعة من الأشخاص يبدو أنهم من الصعيد كانوا يتحدثون بصوت مرتفع و هم يمسكون الأسلحة و يحاولون اقټحام الفيلا
شهقت مني و هي ممسكة بذراع فهد و قالت
فهد يلا ندخل يلا بالله عليك!!
يلا اية مين دول!!
دول اعمامي و أكيد عرفوا باللي حصل في الحارة و جايين ېقتلوني!!
يقتلوا مين هي سايبة اوعي كدة!
أزاحها من طريقه و هي تترجاه أن يعود لكنه لم يستجيب لها خرج لهم و هو يقول بصوت صادح
أنتم عايزين إية!!
عايزين منى بتنا 
منى مراتي و محدش هياخدها من هنا!!
قالها فهد بإصرار ليرد عمها حكيم قائلا
و احنا ما هنمشيش من اهنة غير لما نشوفوا جسيمة الجواز!!
تلعثمت منى و كاد قلبها أن يغادر ضلوعها
من الخۏف 
القسيمة لسه عند المأذون احنا لسة متجوزين قريب!!
عايز اية يا حكيم من بنتي مش كفاية انك سړقت ورث البت 
قالتها والدتها و هي تحتضن منى پخوف
اكتمي يا ناهد احسن و رحمة ابويا في تربته اطخك عيارين اخلص منك 
بقولك اية كلمني انا ملكش دعوة بيهم!!
انا مش همشي من اهنة غير لما اشوف الجسيمة اتصرف 
طيب اتفضل جوة نتكلم بالعقل 
دخلوا داخل الفيلا عمها حكيم و معه ولده عدي 
داليا خدي مني و ماما ناهد فوق و متنزلوش غير لما اناديكم!!
صعدن للطابق العلوي بناء على أمر فهد لتقول منى و هي تصك وجهها 
يا نهار اسود لو عرفوا أن فهد مش متجوزني
و اني عايشة معاه هنا من غير جواز !
اهدي يا بنتي اكيد فهد هيتصرف اهدي شوية!!
قالتها داليا لترد منى
اهدي ازاي و هو جايب ابنه معاه دة كان عايز يجوزني ليه ڠصب!!
و انا بقولك ان فهد مش هيخلي حد فيهم يقربلك اهدي بقا
مر الوقت و هن جالسات في الغرفة ينتظرن ما سيحدث حتى وجدن الباب يدق و يدخل فهد مسرعا و هو يمسك بورقة و قلم بين يديه قائلا بعجلة
أمضى هنا يا مني بسرعة!!
نظرت لتلك الورقة و قالت بدهشة
دة عقد جواز لا يا فهد انت ملكش ذنب تتدبس معايا!!
نظر لها و قال
أنجزي يا بنتي يلا عشان ما يشكوش انا اتصلت على المأذون و قولت قدامهم انه بيجيب القسيمة أمضى عشان يشوفوها!!
نظرت إلى داليا و والدتها بتردد لتقول داليا
يلا انتي لسة هتفكري!!
يلا يا بنتي 
قالتها والدتها لتتساءل هي
طيب و التاريخ 
رد عليها فهد قائلا
و لا عمك و لا ابنه بيعرفوا يقروا كل اللي يهمهم انهم يشوفوا القسيمة 
قامت بالتوقيع و هي تنظر له غير مصدقة ما حدث أصبحت زوجته بالفعل!!
تركها بسرعة و هبط لتقول هي بذهول
طيب مين وكيلي و فين الشهود اية اللى بيحصل دة!!
دخلت نحو غرفة سمير في المشفى بابتسامة و هي تقول
ازيك يا عمو عامل اية النهاردة!!
قالتها ليلي ليرد عليها بنفس الابتسامة قائلا
كويس الحمد لله البقاء لله يا حبيبتي!!
ابتسمت و هي تقترب لتجلس على المقعد بجانبه قائلة
لو أمنتك
على سر مش هتطلعوا برة 
لا طبعا سرك في بير!!
فارس جوزي ممتش بس انا مش عايزة حتى فهد يعرف!!
آية اللي انتي بتقوليه دة انا مش فاهم حاجة!!
بص انا هفهمك كل حاجة بس اوعدني انك هتساعدني!!
قصت عليه كل ما حدث لينظر لها قائلا بړعب
خدي جوزك و بنتك و اهربي يا ليلى مش هيسبوكي في حالك و مش هيقتنعوا بحكاية مۏته دي 
انا مش عارفة اعمل اية!!
اسمعي كلامي يا ليلى لو بتحبي جوزك و خاېفة عليه اسمعي كلامي 
كانت جملة سمير هذه تتردد في أذنها و هي تصف سيارتها تحت المنزل و تهبط لتصعد منزلها 
وقفت أمام الباب و هي تخرج المفتاح لتفتحه و لكنها لاحظت ورق تحت قدميها 
انحنت لتأخذه أمسكت به و هي ترى اسمها مكتوب عليه 
فتحت الباب و هي تدلف للداخل وجدت فارس يهرول نحوها بقلق و هو يقول
انتي كنتي فين يا ليلي قلقتيني عليكي!!
اتجهت نحوه و هي تقبل وجنته و قالت
كنت في المستشفي يا حبيبي بظبط شوية حاجات 
ضمھا له و هو يقول
مقولتليش ليه قبل ما تنزلي صحيت الصبح ملقتكيش جنبي متتخيليش كم الأفكار السودة اللي جت في دماغي و انا قاعد هنا متكتف
مش عارف اعمل حاجة!!
فارس ممكن اقترح اقتراح!!
قالتها ليلي بنبرة يشوبها المرح و هو يقول
اقترحي يا دكتورة اما نشوف!!
تيجي نهرب 
صدح صوت ضحكاته لتضع هي يدها على فمه قائلة
يخربيت عقلك الناس لو سمعوا صوتك يقولوا اية جايبة راجل في البيت 
سيطر على ضحكاته و قال
نهرب تاني يا ليلى انتي مش بتحرمي!!
زمان حاجة
و دلوقتي حاجة تانية يا فارس دلوقتي احنا هنهرب عشان انت ما تتأذيش إنما زمان احنا هربنا عشان نتجوز و دفعنا تمن هروبنا دة!!
انا فاهم يا ليلى بس احنا هروبا ملهوش فايدة صدقيني هما يقدروا يجيبونا في أي مكان 
صمتت مفكرة ليسحب هو من يدها ذاك الجواب و هو يقول
آية
دة!
مش عارفة لقيته قدام الباب و انا داخلة و كان مكتوب عليه اسمي!!

قام فارس بفتحه و هو يقرأ ما بداخله
البقاء لله في ۏفاة دكتور فارس يا دكتور ليلي أكيد هو كان حاكيلك أن احنا
كنا عايزينه يشتغل معانا و بما انه ماټ و حضرتك مراته يبقى تقودي المسيرة من بعده 
قريب جدا هنبعت جواب زي دة فيه التفاصيل عشان نبدأ شغل 
اة و الصورة اللي مع الجواب دي صورة الكتكوتة الصغيرة ابقى سلمي عليها!!
دق قلب ليلي بړعب بينما صاح فارس
هند يا هند!!
أتت إليه الصغيرة مهرولة و ارتمت بأحضانه ضمھا هو إليه پخوف بينما قالت ليلي
احنا لازم نبلغ مازن باللي حصل دة يا فارس وجودك هنا مش أمان و انا خاېفة عليك انت و هند!!
نهضت من بين أحضانه بخفة حتى لا تجعله يستيقظ اتجهت نحو الباب الذي يدق 
فتحته و هي ترتدي شال ليغطي جسدها 
إية دة اهلا بيكي يا شاهي اتفضلي!!
قالتها فاطمة بهدوء ظاهري على عكس ذلك البركان المشتعل داخلها!!
دلفت شاهي و هي تختال في سيرها و تتفحص المنزل من حولها
اتجهت لتجلس على اريكة ما براحة و قالت
أمم ذوقك مش بطال 
تشربي اية و لا عاملة دايت اصل انتي جسمك مش مظبوط خدي بالك لازم تخسي شوية!!
جزت شاهي على أسنانه بغيظ و قالت
لا شكرا مش عايزة اشرب حاجة انا جاية اقولك كلمتين و امشي بسرعة 
طيب ثواني اقفل الباب على أحمد عشان منزعجهوش أصله نايم متأخر امبارح
اتجهت فاطمة لتغلق الباب على أحمد و جلست أمام تلك ال شاهي واضعة ساق فوق أخرى و هي تقول
ها قولي بقا اللي عندك!!
بصي يا فاطمة أحمد دة بتاعي انا هو حبني قبلك و هيفضل يحبني إنما أنتي مجرد وقت في حياته و هينتهي!!
ضحكت فاطمة و قالت بسخرية
فعلا و اية كمان!
عايزة اقولك انه هيرجعلي قريب خليكي عاملة حسابك عشان متتصدميش!!
أمم بجد ما
ضحكتش كدة من فترة هيرجعلك بإمارة اية أنك أكبر منه في السن و قربتي على الأربعين و لا بأمارة انه قال عليكي رخيصة لأنك مشيتي معاه من ورا جوزك و لا مثلا بأمارة انه قال عليكي مجرد وقت لطيف و نزوة في حياته و لا مثلا جمالك اللي ما يتقاومش بقولك اية انتي يا عيني
شكلك تعبانة انصحك تروحي لدكتور نفسي يخلصك من العقد اللي عندك دي 
لا يا حبيبتي هيرجعلي بأمارة اني عندي ولد منه!!
لم يتزحزح الجمود من علي وجه فاطمة و قالت بابتسامة
اممم و الولد دة بقا لسة ظاهر دلوقتي و بعدين لو كلامك حقيقي فعلا كنتي رحتي قولتيله هو مش ليا انا إنما انتي جاية و قصدك توقعي بيني و بين جوزي و احب اقولك اطمني انا و احمد بنعشق بعض و مفيش مخلوق على وش الأرض هيقدر يبعدنا عن بعض!!
تجلى الارتباك و التوتر على ملامح شاهي لتنهض فاطمة متجهة نحو الباب و هي تفتحه مشيرة للخارج و قد قالت
و دلوقتي بقي اتفضلي اطلعي برة بيتي و متحاوليش تيجي هنا تاني عشان مقطعش رجلك فهماني طبعا برة!!
هرولت شاهي للخارج و الڠضب قد احتل كيانها و نسج خيوطا من الحقد و الكراهية في عقلها تسببت في غشاوة على عينيها!!
كانت تزرع غرفتها ذهابا و إيابا أمام والدتها و هي تقول بغيظ
طلعت حامل يا ماما نور طلعت حامل و ابنها و لا بنتها اللي جايين في الطريق هيورثوا مع ابني
ممكن تقعدي عشان اللي انتي بتعمليه دة غلط علي ابنك و بعدين ما انتي اللي هبلة بدل ما تحطيلها مانع حمل في الأكل رحتي تصوريها معاه في الاوضة و اهو عرف غبية!!
اعمل اية دلوقتي يا ماما 
فكرت والدتها قليلا و قالت بنبرة يشوبها الشړ
حسام دلوقتي في السچن و قريب هيتعدم و هتورثيه و السنيورة لوحدها في الفيلا مش معاها حد من أخواتها و محدش هيقدر يحميها يبقي نبعتلها ستات يسقطوها!!
في الصعيد و تحديدا في محافظة قنا 
كانت مستلقية على فراشها كعادتها لم تغادر غرفتها حتى الطعام تأتي به منيرة لها 
وجدت باب غرفتها يفتح و تدلف منه صابحة بملامح وجه مكفهرة 
و من خلفها منيرة و شهد يتوسلان لها 
ابوس يدك يا اما سيبيها في حالها!!
قالتها منيرة بحزن على حال هنا خصوصا بعد ما قصت عليها ما حدث 
جومي يا بت سويلم فزي من مكانك إكدة!!
صړخت هنا قائلة
ااه
اوعي ابعدي عني يا يوسف الحقني!!
و الله لخليه يطلجك الليلة بت يا هانم انتي يا بت!!
أتت
الخادمة مهرولة خوفا من بطش تلك الجبارة لتقول صابحة
هاتي الجردل خليها تسيأ الجصر كله يلا!!
يا ستي حرام عليكي معملتش حاجة لكل دية!!
اكتمي خالص معيزاش اسمع حسك يا شهد!!
يا اما يوسف هيطربج الدنيا فوج نفوخنا لو جه لجاكي عاملة فيها إكدة!!
لم تستمع إل توسلات أحد و لا إلى بكاء هنا الذي يقطع نياط القلب
ألقت صابحة هنا أرضا و هي تأمرها قائلة
عايزة الجصر يلمع يلا سيأي 
استمعت هنا
إلى حديثها و فعلت ما أمرت به و بدأت تنظف الأرض لتقول شهد
طيب هسيأ معاها يا ستي!!
وااه عملالكم عمل إياك محدش هيساعدها هي هتسيأ لحالها!!
فتح الباب ليدلف منه يوسف و معه ريم التي كان يبتاع لها ملابس جديدة 
ما إن رأي هنا على هذا الحال حتى هرول إليها و
صاح بصوت يشبه زأير الأسد و هو يضع عبائته 
مين اللي عمل فيها إكدة أنطجوا!!
ردت صابحة ببراءة
و الله يا ولدي هي اللي صممت تسيأ الأرضية جعدت اتحايل عليها و اجولها يا بتي مينفعش في خدم كتار يوسف هيطربج الدنيا لو جه لجاكي إكدة لكن صممت تعمل إكدة لجل ما تنال رضايا!!
نظرات يوسف كانت حاړقة تجاه جدته لكنه لم يتحدث كثيرا بل حمل هنا بين ذراعيه و صعد بها نحو غرفتهما لتقول صابحة پغضب
و الله اجطع دراعي اما كانت سحراله!!
دخل بها الغرفة و وضعها على الفراش و هي متشبثة به بقوة و مازالت تبكي فقال لها
اهدي يا هنا اهدي يا حبيبتي خلاص محدش هيقربلك!! طيب قوليلي مين اللي عمل فيكي كدة!!
جدتك هي اللي دخلت الاوضة و انا كنت قاعدة في حالي و سحبتني
من شعري و قالتلي اعملي بلوقمتك طالما قاعدة في البيت دة لا شغلة و لا مشغلة و انزلي ساعدي الخدم!!
اشتعلت عيني يوسف و هنا يزداد بكاءها و هي تقول
طلقني و رجعني مصر يا يوسف انت كسرتني و هنتني كفاية خلاص بقا حرام عليك!!
استشعر الألم في حديثها ليحتوي وجهها بين كفيه و يقرب وجهه منها قائلا بهمس
انا مش هسمح لحد يهينك يا هنا و حقك هيرجعلك انتي مراتي و انا بحبك و مش هستغني عنك أبدا!!
أنتهى الحديث و صار الصمت هو العنوان و أضحى الحب يحلق فوقهما!!
حسام قتل!!
يا لها من کاړثة كيف حدث و متى !!
للتو حدثه الضابط و أخبره أنهم وجدوه مقتول في زنزانته!!
كيف سيكون رد فعل نور 
لابد أن يخبرها هو أولا حتى لا ټنهار
إذا علمت هذا الخبر 
أستقل سيارته و اتجه نحو منزلها لم تمر ساعة حتى وصل إليها 
وجد الفيلا فارغة 
شعر بشيء ما غريب يدور اتجه للداخل ليرى الباب مفتوح 
دق مرات متتالية و هو يقول
نور يا نور انا مازن!!
لا يوجد رد اضطر إلى الدخول و بدأ يتسلل إلى أذنه صوت آهات مكتومة 
ظل يسير حتى تعثرت قدمه في شيء ما وجد الخادمة الخاصة بالقصر مذبوحة!!
أصابه الهلع و هو يصيح بصوت صادح
نور يا نور
مع ندائاته المتكررة كان صوت الأنين يزداد بدأ يتتبع هذا الصوت حتى وصل نحو غرفة ما 
وجد نور غارقة في دمائها و هي تأن پتألم 
هرول ناحيتها و هو يحتضن جسدها الهزيل قائلا بفزع
آية اللي حصل ردي عليا!!
لم تجيبه فقد فارقت الواقع بين يديه و مازالت ټنزف
نظر لها پصدمة و هو ېصرخ باسمها قائلا
نور 
ارتجف و هو يحمل جسدها الهزيل بين ذراعيه و دمائها تسيل على يده و تلطخ ثيابه 
كاد قلبه أن يغادر ضلوعه من شدة الخۏف
نعم ېخاف أن يفقدها هي من ستعوضه عن ما حدث في الماضي 
هي من سلبت قلبه ولم تعطيه له مرة أخرى
هي فقط و كفي!!
وصل نحو المشفى و هو يحملها بين ذراعيه و ېصرخ مناديا
دكتور بسرعة دكتور!!
سمعت ليلي تلك النداءات فهرولت لتفزع من ذاك المظهر 
تقدمت نحوه مسرعه و هي تسأله بهلع
آية دة اية اللى حصلها يا مازن!!
ثم أردفت هاتفة
حضروا العمليات بسرعة يلا!!
أجابه هو بصوت متهدج يشوبه القلق
معرفش روحتلها الفيلا عشان أبلغها پوفاة حسام لقيت الخدامة مدبوحة و هي على حالها دة!!
نظرت لها و هي بين يديه بړعب و قالت
دة حد حاول يسقطها!!
دلفت بها نحو غرفة العمليات ليجلس هو مفكرا في من يكون له مصلحة في فعل هذا 
أمسك هاتفه و قام بعمل اتصل
الو ايوة يا محمد!!
الو يا مازن
بيه!!
انا عايزك تطلع على القسم دلوقتي و تعمل بلاغ بچريمة قتل و اعتداء و تاخد قوة و تطلع على العنوان اللي هدهولك دة و انا هتابع معاك و هحاول اجيلك!
تمام يا فندم 
بس البيبي نزل!
متقلقيش اللي عمل كدة هيتجاب قريب اووي!!
اللي عمل كدة معروف كويس اووي يا مازن و غرضه من كدة واضح اوي!!
ضم حاجبيه و هو يقول بتساؤل
وضحى كلامك شوية يا ليلى مين اللي هيبقي عايز يعمل كدة!!
مفيش غير سما
مرات حسام خصوصا بعد هو ما ماټ عايزة تضمن أن هي و ابنها بس اللي هيورثوا!!
أغمض عينيه محاولا السيطرة على غضبه تجاه هذه المخلوقة التي تدعي سما و قال
انتي كلامك صح!!
وجد نور خارجة من غرفة العمليات على الفراش 
ذهب خلفها و دخل تلك الغرفة التي ادخلوها فيها 
جلس بجانبها على الفراش و هو ينظر لها بفحص قلق ابتسمت ليلي و هي تقول
انا هروح اظبط إجراءات دخولها المستشفى و هرجع تاني 
اتفضلي 
رد عليها مازن بهذه العبارة ثم اقترب من نور قائلا
نفسي اقولك اني بحبك يا نور خاېف اووي من رد فعلك عارفة ان انا فرحت في ۏفاة
حسام حسيت اني بني آدم مريض بس بجد فرحت لأنك ماتستاهليش واحد زيه فرحت لأني أخيرا هقرب منك من غير ما اكون بعمل حاجة غلط عارفة اول مرة شوفتك هنا لنا
وقفت مبلم قدامك تقريبا في نفس الاوضة انا عارف انك اتنرفزتي مني لاني كنت ببصلك جامد اووي بس حسيت كأنك خطفتيني من اللحظة دي و انا بټعذب
يا نور خصوصا بعد ما عرفت انك متجوزة 
بدأت تتململ فترك كفها برفق حتى لا تنزعج منه وضعت يدها على بطنها و هي تقول بدون وعي
ابني لا حرام عليكم سيبوني متقتلونيش!!
هزها برفق و هو يقول
نور فوقي مټخافيش اهدي!!
فتحت عينيها بصعوبة و هي تبكي قائلة
حسام عايز ېقتل ابني يا مازن الحقني!!
ربت على خصلات شعرها و هو يقول مطمئنا إياها

مټخافيش يا نور حسام ماټ!!
و على عكس ما توقع اڼهيارها و بكائها وجدها تبتسم قائلة
ماټ خلاص ماټ و مش هيقتل ابني!!
أمسك كفيها بتلقائية قائلا
محدش هيقرب منك يا نور مټخافيش!!
دلفت ليلي و هي تنظر لها و لابتسامتها بدهشة و قالت
سلامتك يا نور مين اللي عمل فيكي كدة!!
لاحظت نور كفها القاطن بين يدي مازن فانتزعته بهدوء و هي تنظر إلى ليلي قائلة
مش عارفة انا كنت قاعدة في الجنينة عادي مرة واحدة سمعت صوت باب الجنينة بيتفتح و انا عارفة ان عم سامح مسافر و مش موجود قعدت انادي عليه يمكن يكون رجع بس مفيش حد بيرد بعدها لقيت خمس ستات لابسين اسود و جايين ناحيتي كان شكلهم يخوف اووي جريت على الفيلا جوة و انا بنادي على سمر تلحقني بس هما جم ورانا سمر وقفت قدامهم عشان تمنعهم يدخلوا الاوضة بتاعتي و انا دخلت و قفلت الباب و بعدين سمعت صوت صړخة سمر فتحت الباب بالراحة اشوف في أية لقيتهم دبحوها و لقيت الست اللي كان معاها السکينة جت و كتفتني و حطيتها على رقبتي و
واحدة تانية جت تقف قدامي و قالتلي أن حسام هو اللي باعتهم عشان يسقطوني مرة واحدة هجموا عليا و بدأوا يضربوني جامد في بطني و مشيوا آخر حاجة فكراها مازن و هو بينده عليا!!
استحالة يكون حسام اللي عمل كدة لأنه اټقتل!!
قالها مازن بتفكير لتردف ليلي
و بعدين لو حسام عايز يعمل كدة مش هيسلط ستات يعني و هو مش بالغباء دة عشان يخليهم يقولوا لنور أن هو اللي عايز يسقطها انا واثقة أن اللي عملت كدة سما و قالت للستات دول يقولوا كدة عشان تبعد عنها الشبهات غبية!!
ليلي هو البيبي لسة كويس!!
تساءلت نور پخوف لتنكس ليلي رأسها قائلة بحزن
لا يا نور للأسف البيبي نزل!!!
جالسة بجانبه على الفراش و هي تهزه قائلة بمرح
أحمد يا احمد اصحى بقى كفاية نوم الساعة بقت 4 العصر و انت لسة نايم!!
تمتم بصوت غير مفهوم
شوية يا فاطمة 
نظرت له بغيظ فهي على هذا الحال منذ ساعة تقريبا نهضت من الفراش و ذهبت 
اطمئن هو أنها ذهبت فذهب في نوم عميق مرة أخرى و فجأة انتفض من محله و هو يصيح قائلا پغضب
يا
بنت المجانين ميه متلجة يا فاطمة في عز الشتا دي!!
وضعت يديها بخصرها و قالت بضيق
بصحيك بقالي ساعة مش بتصحي أعملك اية !
نهض من الفراش و هو يقترب منها بخطى بطيئة و قال
انا هقولك تعملي اية يا فاطمة 
نظرت له بهلع و هي تراه يتقدم منها فصړخت و هي تركض للهروب منه 
لكنه كان أسرع منها و أمسكها من ملابسها من مؤخرة رقبتها 
شهقت و هي تترجاه قائلة
أحمد و حياة امك بهزر معاك أحمد يا نهار اسود خلاص!!
انا هوريكي اللي يهزر معايا أخرته هتبقي إية يا فاطمة!!
فتح صنوبر المياة و وضعها تحت المياة الباردة لتجذبه هي ليقع فوقها و يبتلا معا!!
ربنا يسامحك يا احمد خرجني بقا و الله ھموت من الساقعة و النبي!!
أطفأ صنوبر المياه و حملها لتصبح هي فوقه و تمدد هو على المياه 
مش فاهم انا هو في حد يصحى حد كدة عايزة اية انتي!!
زمت شفتيها بضيق طفولي و قالت
انت سايبني قاعدة لوحدي و انا المفروض يعني عروسة جديدة و بعدين طنط زهرة اتصلت و قالت إنها عزمانة على الغدا عشان تصالحك!!
لاحظ رجفتها فخلع سترته و أحاطها بها و
حملها و هو يخرج من المرحاض صړخت هي به قائلة
يخربيتك هتاخد برد!!
ألقاها على الفراش و هو يتجه ليجلب منشفة و هو يقول
انا غلطان لأهلك اني خاېف عليكي تاخد
برد!!
و تقول بسماجة
من أمتي الرومانسية دي يا ابو حميد 
اوعي يا فاطمة عشان البس اوعي عشان مدكيش في وشك 
وقفت أمامه وجنته قائلة
خلاص بقا متزعلش المهم دلوقتي احنا هنروح لطنط و انت لازم تعتذرلها يا احمد!
تنهد وه ليقول هو
مكنتش متخيل انك هتتغيري كدة في يوم و ليلة!!
و هي تقول
الأول مكنتش حاسة نحيتك بأي مشاعر إنما دلوقتي انا بحبك و لازم اخلي الدنيا كلها تضحك في وشك 
لفت الحجاب حول شعرها
بعشوائية لتتناثر خصلات شعرها البنيه على جبينها و هي تدخل إليه الشرفة قائلة
صباح الخير يا فهد!!
نظر لها بابتسامة و هو يقول 
صباح النور يا منى نمتي كويس!
زمت شفتيها و هي تجلس على المقعد أمامه قائلة
لا طبعا منمتش كويس انا خاېفة يا فهد!
systemcodeadautoads
و بعدين انتي خاېفة من أية هما هيمشوا النهاردة و كل حاجة هتخلص!!
انا خاېفة من عدي خاېفة منه اووي!!
ليه هو ماله بيكي أصلا محدش يقدر يجي جنبك يلا بس اجهزي عشان الفطار جهز ننزل نفطر معاهم عشان يتكلوا على الله!!
أومأت بالموافقة و ارتدت ملابسها و خرجا معا من غرفة الزوجية 
أمسك فهد بكفها و اتجه نحو مجلسهم للطعام رحب بهم جميعا لاحظ ان مني تضغط على كفه و كأنها تأكد على وجوده بجانبها نظر إلى الجهة التي
تنظر بها ليجد عدي ابن عمها ينظر لها و هو يدقق في كل قطعة في جسدها 
تنحنح بخشونة و هو يجلسها ثم يتجه ليترأس المائدة و هو يطلق نظرات حاړقة إلى عدي 
انتم لازم تعملوا الډخلة في قنا!!
قالها حكيم موجها حديثه إلى فهد ليرد فهد قائلا
احنا اتفقنا امبارح يا حاج حكيم أن الفرح هيبقي هنا و انت وافقت اية اللى غير رأيك بقا!!
نظر حكيم إلى عدي و كأنه يستشيره ليرد الآخر قائلا
لازم نفرحوا بشرف بتنا و البلد كلها تشهد على شرفها!!
جز فهد على أسنانه و قال بضيق
أولا يا حاج حكيم انا كلامي معاك انت ثانيا أظن انت اكتر واحد عارف ان بنتكم شريفة و محدش يقدر يقول كلمة عليها
و هي لو كانت شريفة صوح كانت اتجوزت من غير ما تجولنا!!
ضړب فهد المنضدة بيده ڠضبا من هذه الجملة الصادرة من عدي و قال
هتقعد في بيتي يبقى تقعد باحترامك و تتكلم عن مراتي عدل و متتجرأش ترفع عينك فيها 
انت فاهم!!
اهدي بس يا فهد يا ولدي و انت يا عدي عيب اللي عتجوله على بت عمك دية!!
نطق بها حكيم و هو يحاول إصلاح الأمر الذي أفسده عدي ليرد فهد 
انا عامل احترام ليك بس يا حاج حكيم 
تشكر يا ولدي بس خلينا نفرح بيكوا في الصعيد احسن!!
صمت فهد مفكرا بالأمر ليقول
ماشي يا حاج حكيم عشان مزعلكش بس الفرح هيتعمل في الصعيد 
دخل إلى الحجرة القاطنة بها و هو يحمل تلك الملاك التي تشبهه كثيرا في الملامح 
ابتسمت نور ابتسامة باهتة و قالت
شكرا يا مازن انك
وافقت تجيبها 
اتجه نحوها و جلس على المقعد المجاور للفراش و هو يقول
اعرفكم ببعض حياة بنتي و دي يا يويو طنط نور 
ابتسمت نور و هي تمد يدها له لتحمل الصغيرة فقال هو
انتي لسة تعبانة يا نور 
لا انا بقيت كويسة عشان خاطري سيبني اشيلها شوية
ابتسم و هو يعطيها حياة التي ابتسمت ما إن رأت وجه نور 
ظلت نور تداعبها و هو تضحك معها و هو يتابعها بشغف و يستشعر اشتياقها لكونها أم كثيرا 
تنهد براحة و قال بتردد
تتجوزيني يا نور!
دلفت إلى المنزل و للتو قد عادت من المشفى
سمعت صوت ضحكات فارس و هند قادمة من الداخل 
ابتسمت و هي تخلع حذائها و تتجه للداخل 
اتجهت ناحية المطبخ لتختفي الابتسامة من وجهها و هي تنظر للفوضى التي أحدثاها
في المطبخ 
آية دة يا فارس 
بناكل مم يا مامي 
قالتها هند ببراءة و قد تعلمت الحديث مؤخرا على يد فارس 
لتقول ليلي و مازالت الصدمة مسيطرة عليها
آية اللي انتم عملتوه في المطبخ دة!! دقيق على الحيطة و الماية مغرقة الأرض و الشوكولاته سايحة على الترابيزة انتم كنتوا بتعملوا اية!!
ضحك فارس على مظهرها و هو يتجه ليغسل يده و يقول
حاولنا نعمل كيك بالشوكليت بس فشلنا اڼفجرت في وشنا!!
ضحكت ليلي رغما عنها من لهجته هذه و قالت
طيب قولولي اشتري و انا جاية أو اعملكم انا إنما تبهدل الدنيا كدة حرام عليكم يا ظلمة!!
حمل فارس هند و أحاط ليلي و اتجه للخارج و هو يقول
حصل خير كل دة هيتنضف عادي يعني!!
نظرت لملابسه التي تلطخت بالشوكولاتة و الدقيق وضعت يدها علي سترته و هي تلطخ يدها بالدقيق و الشوكولاته و وضعتها على وجهه 
عشان تحرم توسخ الدنيا تاني كدة انت و بنتك البس بقا!!
ابتعدت عنه لتضحك هند بشدة على مظهره ابتسم هو ابتسامة صفراء و انزل هند أرضا و اتجه نحو ليلي التي دخلت المطبخ 
كانت مولية ظهرها له فاقترب منها ببطء حتى لا تشعر به و سكب إناء اللبن عليها 
صړخت هي بتقزز و هي تقول
يع يا فارس يع لبن!!
ضحك هو على مظهرها و هي تكاد
تبكي مثل الأطفال و تدبدب بقدميها أرضا 
سمع صوت دقات الباب قالت
دة مازن انا هروح افتح!!
اتجهت نحو الباب بهذا المظهر و فتحته لتجد مازن و بجانبه نور و هي تحمل طفلة لم تتعدى عامها الثالث
نظرت له بدهشة هو أخبرها انه سيأتي وحده للجلوس مع فارس
فلم جاءت نور معه!!
انتي هتفضل متنحة كدة كتير و بعدين انتي عاملة كدة لية!
قالتها نور بتساؤل فكادت ليلي
أن ترد لكن صوت فارس سبقها حينما قال
يلا يا ليلى كل دة بتفتحي الباب!!
نظرت لها نور بدهشة و قالت
مين اللي معاكي دة يا ليلى اوعي كدة!!
ازاحتها نور لتدلف بينما هتف مازن بها قائلا
اصبري يا نور عشان افهمك!!
دلفوا للداخل لتقف نور أمام فارس پصدمة قائلة
فارس ازاي يعني!
جذبها مازن قائلا 
قولتلك اصبري هفهمك 
تململت في الفراش و هي تشعر به ينهض ليحرمها من أحضانه الدافئة 
فتحت عينيها ببطء و هي تراه يرتدي ملابسه ليغادر الحجرة كعادته في الآونة الأخيرة يأتي ليقضي معها الليل كأي عاهرة و في الصباح يتركها و يذهب للجلوس مع ريم!!
انت رايح فين يا يوسف مش كل يوم على الحال دة!!
نظر لها بلا مبالاة و لم يجيبها فبكت هي پقهر و قالت
انت مش جايب واحدة من الشارع يا يوسف تقضي معاها وقت لطيف انا مراتك دة انت ناقص ترميلي فلوس في وشي و تخرج!!
هنا بلاش نكد على الصبح 
لفت جسدها بالغطاء و هي تقول
نكد! انا كدة نكد يا يوسف خلاص طلقني و سيبني في حالي ارجع لشغلي و حياتي و انت عيش مع مراتك التانية
في سعادة يا يوسف!!
بلاش الكلام الخايب دة و اعملي حسابك مفيش شغل من هنا و رايح حتى لو رجعنا مصر!!
لم يترك لها فرصة الاعتراض و تركها و خرج لتبكي و هي تقول
ازاي يعني انتي عارفة يوسف ممكن يتجنن عليا!!
لا صدجيني هو هيتعصب شوي بس مش هيجربلك الا برضاكي و ساعتها بجا انتي لازم تتجننيه كيف ما بتجولو في مصر شوج و لا تدوج 

و انا كدة هستفاد اية !
هتعرفيه جيمتك هتخليه يرمح وراكيأجولك على حاجة بس تبجي سر بيناتنا!!
قولي 
هو ما جربش لريم و
هي اللي جالتلي إكدة بيدخل عندها الصبح يجعد في البلكونة و يخرج يجعد معاكي بالليل عارفة معناته اية الكلام دية!!
آية!
أنه اتجوزها عشان يجهرك كيف ما جهرتيه بس هو عاشجك انتي بس و
مش رايد حد غيرك و انتي بجا لازم تسيطري عليه و تخليه يرمح عليكي!!
صمتت هنا مفكرة في حديث منيرة لتردف الأخري
يلا اتصبحي إكدة و البسي خلاجاتك و انزلي عشان ناكلوا مع بعض!!
اعتلت الصدمة ملامح نور و هي تقول
يعني انتم كنتوا مخبيين عليا كل دة!
مش دة المهم دلوقتي يا نور المهم أن انتي و فارس و هند لازم تسافروا ليوسف النهاردة 
قالها مازن لترد نور
طيب فارس و هند عشان معرضين هنا للخطړ طيب انا لية!
تنهد مازن و هو ينظر إلى فارس الصامت و قال
في حاجات كتير هتوضح الايام الجاية يا نور بس اللي اقدر اقولهولك دلوقتي أن اللي بيحصلك مرتبط بنسبة كبيرة باللي بيحصل لفارس و ليلي!!
ضمت حاجبيها بعدم فهم و تساءلت
طيب و ليلي لية مش هتسافر معانا!
ليلي لو سافرت معاكم هيشكوا أن في حاجة غلط عشان كدة لازم هي تفضل هنا و تتواصل معاهم عشان توصلنا بيهم!
و انا مش هعرض حياة مراتي للخطړ يا مازن!
يا فارس افهم ليلي هيتعين عليها حراسة من بعيد هي الوحيدة اللي هتقدر توصلنا ليهم و وجودك هنا مش هيفيد بحاجة بالعكس دة هيعقد الأمور أكتر صدقني ليلي هتبقي في أمان و انت و نور لازم تسافروا دلوقتي عشان الوقت اللي بيمر دة مش في صالحنا نهائي!
نظرت له ليلي نظرة مشجعة و قالت و هي تربت على يده
اسمع كلام مازن يا فارس انت لو اتعرف انك عايش هيقتلوك انت و هند إنما أنا هما محتاجيني و مش هيأذوني في الصعيد انت هتكون في أمان أكتر و انتي يا نور لازم تبعدي شوية عن اللي بيحصل دة و تروحي تشوفي هنا و تقفي جنبها!!
يلا يا فارس مفيش وقت قوم هات اللي انت محتاجه و يلا!!
نهض فارس و من خلفه ليلي لتجهز له ما سيحتاجه كان تائه فاحتضنته هي قائلة
حبيبي اللي بيحصل دة كابوس و هينتهي و هنرجع لبعض تاني صدقني 
ضمھا إليه بقوة و قال
خدي بالك من نفسك يا ليلى انا مليش غيرك انتي و هند في الدنيا دي!!
و لا انا ليا غيرك متخافش كل دة هينتهي و الله 
تم إعداد كل شيء و استعدوا للمغادرة
فارس انت عندك بلكونة بتبص على الشارع الخلفي صح!!
ايوة 
انت هتنط منها و انا هاخد نور و هند و هنلفلك بالعربية عشان انت مينفعش تخرج من الباب!
احتضن ليلي للمرة
الأخيرة بقوة 
انحنت ليلي تحتضن هند و هي تقول
دودو حبيبتي أنت هتسافري مع بابي و انا هاجي وراكم اسمعي كلام بابي عشان مزعلش منك!
أومأت لها الصغيرة بسعادة
هبطوا ليتبقي فارس معها اتجهوا نحو الشرفة و قبل أن يقفز فارس أحاط وجهها بكفيه و اقترب منها و هو يهمس لها
بحبك!
و فاطمة خلفه تغمز لها بسعادة لنجاح خطتهما
سامحيني يا أمي انا غلطت و عارف كدة بس انتي لازم تسامحيني!!
ربتت على ظهره و هي تجعله ينهض و قالت
لو عايزيي اسامحك فعلا تنسى اللي فات و تخليك
مع مراتك بس 
احتضنها هو بحب قائلا
اعتبري اللي انتي بتقولي عليه حصل 
جلسوا على المائدة و هم يتناولون الطعام أعلن هاتف أحمد عن استقبال رسالة 
لم تنتبه فاطمة و زهرة لانشغالهم بالحديث 
فتح هو الرسالة و قرأها لتتغير تعابير وجهه كانت قادمة من تلك التي تدعي شاهي 
انا تحت بيت امك انزل عشان معملكش ڤضيحة في الشارع انت و الست هانم مراتك
نهض من علي المائدة و هو يقول
طيب معلش يا جماعة نسيت السجاير في العربية هجيبها و آجي!
اتفضل يا حبيبي 
قالتها فاطمة بابتسامة ليهبط هو بينما قالت زهرة
برافو عليكي يا فاطمة انا راهنت نفسي عليكي و كنت عارفة انك بتحبي أحمد
سمعا صوت شجار آت من أسفل فاتجها نحو الشرفة لينظرا ما الأمر 
وجدا أحمد و معه شاهي و يبدو أنهما يتشاجرا 
مين دي اللي واقفة مع احمد 
تساءلت زهرة لترد فاطمة پغضب
دي العقربة اللي اسمها شاهي!
ارتفع صوت زهرة و هي تنادي أحمد قائلة
هاتها و اطلعوا يا احمد مش عايزين فضايح في الشارع!
تردد أحمد و هو ينظر
نحو فاطمة التي لم ترتسم اي معالم على وجهها فقالت زهرة
يلا يا احمد 
استجاب أحمد لها بينما قالت فاطمة
عايزة اية الزباله دي تاني هي مش
بتحرم من آخر مرة!
اهدي يا فاطمة و خليكي عاقلة عشان نعرف نتصرف!!
دخل أحمد و معه شاهي التي ابتسمت ل فاطمة بغل لتبادلها فاطمة ابتسامة السخرية 
انتي عايزة اية من الآخر لو عايزة قرشين قولي و هنديكي و تختفي من حياتنا!!
قالتها زهرة لترد شاهي
انا جاية اقوله أن ليه ابن عنده حقوق عليه و لازم يتكفل بيه!!
اه و ابني دة مظهرش غير دلوقتي لية يا شاهي 
لو مش مصدقني نعمل DNA و نتأكد 
نظر لها بصمت فقالت زهرة
يبقى بكرة تنزلوا تعملوا
ال DNA و نعرف إذا كان الولد ابنه و لا لأ!!
اتفجنا على أية اياكي تخليه يحس انه فارج معاكي!!
جلست على المائدة و الابتسامة مرتسمة على وجهها 
فارس و نور زمانهم على وصول يا هنا!!
قالها يوسف لتنظر له باستغراب قائلة
هما جايين مقولتليش يعني!
لسة فارس مبلغني من شوية انه جاي هو و هند بنته و نور!!
هو فارس خلف!
وقفت منيرة تنظر إلى فارس بشغف ابتسم و هو يحمل هند على ذراعه و هو يقول
ازيك يا منيرة!!
نظرت نحو هند التي تشبه ليلي كثيرا ثم قالت
منيحة الحمد لله بنتك دية!
اه هند بنتي!!
ربنا يخليهالك!!
مرت ثلاث أيام تنتظر فيهم ليلي اي جواب أو مكالمة منهم 
لكن لا أحد قام بالتواصل معها 
كانت جالسة في غرفتها تقرأ في كتاب ما عندما سمعت صوت قادم من الخارج 
دق قلبها پعنف و نهضت بحذر متجهة إلى الخارج لترى من في الخارج أم أنها تخيلات!!
ظلت تسير في المنزل و لم تجد شيء فاعتقدت انها تهيأت و لكنها رأت طيف لشخص ما 
فهتفت قائلة
مين مين اللي هنا!
لم يجيب أحد عليها أمسكت هاتفها و هي تتصل ب مازن 
و فجأة ظهر أمامها شخص عريض البنية طويل القامة 
صړخت و هي تركض نحو غرفتها و تغلق الباب خلفها 
كان هو يدفع الباب من الخارج و هي تقاوم بكل ما أوتت من قوة من الداخل 
رد مازن على اتصالها بصوت ناعس و هو يقول
الو يا ليلى في أية!
انتفض عندما سمع صوت صړاخها قادم و هي تقول
الحقني يا مازن في واحد عندي في الشقة الحقني!!
يتبع
كانت أصداء جملتها و هي تقول
الحقني يا مازن في واحد عندي في الشقة الحقني!!
تتردد في أنحاء المنزل و هي تحاول دفع الباب من الخلف بكل قوتها
و لكن في نهاية الأمر أنتصر هذا الرجل عليها و نجح في أن يدخل الحجرة 
ابعد عني احسنلك!
صدحت ضحكة هذا الرجل و هو ينذع القناع الذي يرتديه و يقول
بقيتي شرسة اووي يا دكتورة ليلي اتغيرتي كتير!!
جحظت مقلتيها و هي تقول بتوتر
عماد أنت ازاي!
هو فارس مقلكيش اني بشتغل معاهم و لا إية لا كان لازم يبلغك قبل ما ېموت هو صحيح ماټ زي ما انتي بتقولي و لا لسة عايش!
استغلت هذا الحوار و ركضت و لكنه كان الأسرع و الأقوى 
وضع شريط على فمها ليكتم صړاخها 
حملها على يده و اتجه بها خارج المنزل وسط صړاخها و أنينها المكتوم 
وضعها داخل سيارته و اتجه ليستقل هو السيارة و لكن 
لسوء حظه كان مازن قد وصل لتوه ليراه قبل أن يهرب ب ليلي 
استقل عماد السيارة بسرعة و انطلق ليلاحقه مازن بسيارته 
استمرت المطاردة لعدة دقائق قبل أن يصطدم مازن بسيارته في إحدى الأعمدة 
بينما اتجه عماد ب ليلي إلى إحدى المخازن المهجورة 
محاط بعدد هائل من الرجال 
ألقاها و هو ينظر لها نظرات كرة لتبادله هي بنظرات احتقار
تعرفي من زمان و انا پحقد على فارس و بحسده بسببك هو فارس في أية زيادة عني عشان تحبيه و انا لأ!
أزال ذلك الشريط عن فمها لتقول هي
فارس أشرف منك و من عشرة زيك كفاية بس انه مرضاش يتاجر بالبشر و يبقي حقېر زيكم و بعدين انت ازاي تقارن بينك و بينه انت اية
انت احقر بني آدم في الدنيا!!
صفعها پغضب و قال
انا هوريكي فارس الاشرف مني دة اللي بتقولي عليه 
أمسك هاتفه و هو يقوم بتشغيل إحدى الفيديوهات ل فارس و هو مع لينا 
أدارت هي وجهها حتى تمنع حالها من مشاهدة تلك الحقارة و لكنه أمسك بفكها و هو يرغمها على المشاهدة قائلا
اتفرجي
على حبيب القلب هو لينا اه صحيح طلع غبي و مفهمش أن لينا كانت بتشتغل معانا!!
ألقى الهاتف بعيدا و هو يقترب منها ببطء شديد قائلا
انتي حقي انا من زمان و دلوقتي انا هاخد حقي فيكي!
ليدخل إحدى الرجال منقذا إياها من بين براثن عماد و هو يقول
مستر جون على التليفون عايز يكلمك يا عماد بيه!
أمسك الهاتف منه ذاك الرجل و هو يشير له بالخروج 
ألو مستر جون 
ألو يا عماد ها جبتها!!
طبعا يا مستر جون هي قدامي دلوقتي تحب تسمع صوتها!!
لا اسمع اللي هقولك عليه لحد ما الدنيا تهدي لأن أكيد الدنيا هتتقلب على خطڤها هتفضل في مكانك لحد ما اديلك الإشارة انك تتحرك هتوصل مطروح و منها هتركب الباخرة اللي مستنياك هتنقلكم من مصر لألمانيا خد بالك يا عماد أي غلطة هيبقي فيها رقبتك!!
متقلقش يا مستر جون 
و متقربش منها يا عماد فاهمني طبعا!!
جز على أسنانه و هو ينظر لها بغل و قال
ماشي مستر جون 
أغلق الهاتف و هو يقول
المرة دي فلتي من أيدي بس المرة الجاية مش هتفلتي يا دكتورة!
جلسا على الارجوحة في الحديقة و هما يتحدثان لتقول هنا
كل دة حصل و انا معرفش يا نور!!
انا مكنتش عارفة اوصلك و فارس الوحيد اللي كان عارف مكانك انتي و يوسف و مرضيش يقولنا المهم أنتي عاملة اية مع يوسف اتصالحتوا اكيد!
ضحكت هنا پقهر و هي تقول
لا متصالحناش هو اتجوز عليا الحقيقة!!
شهقت نور و قالت
آية اللي انتي بتقوليه دة هو يوسف اټجنن بعد
كل الحب اللي كان بينكم دة يتجوز عليكي انا هخلي فارس يتكلم معاه!!
ردت هنا مسرعة
لا لا يا نور الكلام دة بينا احنا بس انا هعرف اتصرف معاه و ارجعه عن اللي في دماغه! 
جاءت خادمة و هي تهرول قائلة
ستي هنا ستي هنا!!
زمت هنا شفتيها بضيق و قالت
و بعدين بقا يا عديلة قولتلك مية مرة بلاش ستي دى عايزة اية!
سي يوسف جالي أناديكي و هو في اوضتك دلوج 

طيب روحي انتي و انا جاية وراكي!
نهضت هنا و هي تقول
انا هطلع يا نور محتاجة حاجة!!
لا يا حبيبتي اطلعي انتي شوفي يوسف!!
صعدت هنا إلى غرفتها لتجده جالس على الفراش و هو ېدخن 
قطبت
حاجبيها و هي تضع يديها في قائلة
و انت من أمتي و انت بتشرب يا يوسف!!
ملكيش فيه وحشتيني!!
قالها و هو لكنها دفعته بعيدا و هي تقول ببرود مصطنع
و انت موحشتنيش يا يوسف و متقربش مني تاني!
صدح صوت ضحكاته 
و دة من أمتي يعني!!
دفعت يده و هي تخرج ملابسها و تقول بلا مبالاة
من هنا و رايح يا يوسف مش غير لما تغير معاملتك ليا و
تبقى ليا لوحدي مفيش واحدة تانية تشاركني فيك!
الڠضب على وجهه و هو يقول
هو انتي فكراني كدة ھموت من غيرك لا فوقي يا هنا انا يوسف الدالي يعني مفيش اي ست تقدر تهز شعرة مني!!
وضعت النامية و قالت
حبيبي انا مش اي ست انا هنا قبل ما اكون مراتك انا حبيبتك!!
لاحظ تأثيرها عليه فدفعها لتسقط و خرج هو من الغرفة كالعاصفة الهوجاء 
ابتسمت و هي تبدأ أولى خطواتها في إعادته لها إعادة ذاك الحبيب الغائب 
بينما هبط هو ليجلس في الحديقة و هي تتابعه من الشرفة 
وجدت فارس يتقدم نحوه و يجلس بجانبه
مالك يا ابني عامل كدة لية!
فارس سيبيني في حالي انا مش ناقص!!
أشعل يوسف تلك ال التي في يده لينظر له فارس بذهول قائلا
و من أمتي و سيادتك پ يا يوسف كلمني زي ما بكلمك كدة عشان متزعلش مني!!
رمقه يوسف باستخفاف و هو يقول
لا زعلني منك يا فارس 
نزع فارس منه و ألقاها أرضا پعنف و هو يقول
يوسف فهمني في أية مالك!
نظر يوسف إلى نقطة غير معلومة و بدأ يقص على فارس كل ما حدث 
كل هذا و هنا تتابعهما و تلاحظ ردود فعل فارس 
و انت كدة بقى بتعاقبها على حاجة هي ملهاش ذنب فيها تصدق اول مرة اعرف انك غبي يا يوسف!!
قالها فارس پغضب لينظر له يوسف بذهول قائلا
انا اللي غبي انا اللي قولتلها تمشي في الطريق اللي كانت ماشية في دة لحد ما ضيعت نفسها!!
لا يا يوسف انت مقولتلهاش تمشي في الطريق دة بس يمكن انت كنت
سبب اساسي في اللي حصلها لو مكنتش مشيت و سبتها قبل فرحكم بأسبوع مكنش هيحصل كل دة و دة ميمنعش انها غلطت بس زي ما هي غلطت انت كمان غلطت و الصح أن انتم الاتنين تسامحوا بعض على اللي فات و تبدأوا صفحة جديدة!
صمت يوسف مفكرا بحديثه ليربت فارس على
ظهره و هو ينهض قائلا
انا قولتلك الصح يا يوسف عشان انت اخويا و مبحبش زعلك فكر في كلامي و بلاش انت و هنا تكرروا اللي انا و ليلي عملناه زمان و متنساش أن العمر بيجري يا صاحبي و ان انت خلاص داخل على الأربعين يعني مفيش وقت تضيعه في الخصام و البعد عيش و انسى اي حاجة فاتت طالما انتم الاتنين بتحبوا بعض يبقى اي حاجة هتتحل!!
تركه فارس و ذهب ليجلس هو قرابة الساعة في الحديقة و بعدها نهض متجها نحو غرفتها 
فتح الباب ليجدها تمشط شعرها أمام المرآة لم تعيره أي اهتمام مما أشعل فتيل الڠضب في قلبه 
يقول بلهجة آمره
طلعيلي هدوم من الدولاب!
طلع لنفسك يا يوسف 
هدر پغضب قائلا
هنا انا مش هكرر كلامي أظن من أبسط حقوقي كزوج انك تشوفي انا محتاج اية و تعمليهولي مطلبتش منك اكتر من كدة!!
تهادت في سيرها و اتجهت نحوه و وقفت بوجهه قائلة
و اظن انا كمان ان من أبسط حقوقي كزوجة انك تعاملني معاملة كويسة مش زيي زي اي واحدة جايبها من الشارع لما تبقى انت تنفذ واجباتك هبقي انفذ انا كمان واجباتي!!
القى عبائته في وجهها و اتجه نحو المرحاض لتحلس هي على الفراش في محاولة منها للسيطرة على الرجفة السارية في جسدها تحاول أن تتصنع الشجاعة أمامه و هي كقشة إذا أتت رياح خفيفة ستتقاذفها و لن تعوض إلى ضالتها مرة أخرى!!
خرج و هو يتمدد على الفراش لتقف هي قائلة
لما انت هتنام هنا انا هنام فين!!
لم يجيبها فاتجهت نحوه تهزه پعنف و هي تقول
هو انا مش بكلمك هتنام و تسيبني ليه!!
ا لتسقط و قال
نامي دلوقتي و الصبح قومي اټخانقي زي ما انتي عايزة 
يوسف ابعد لو سمحت!
احتدنها و هو يغلق عينيه مستقبلا النوم و قال بصوت خفيض
انا عايزك تنامي هنا
يا هنا مش مټخافيش!!
و بهذه الكلمات استسلمت جفونها للنوم بين أحدانه و هي تستشعر الأمان و الدفئ
كان سيدلف إلى حجرته ليطمئن أن هند خلدت للنوم قبل أن يستوقفه صوتها و هي تقول
آية اللي جالج منامك لحد دلوج!!
الټفت لها مبتسما و هو يقول
مفيش يا منيرة كنت بحاول اكلم ليلي قلقان عليها!!
اختفت الابتسامة من علي وجهها و هي تقول
مجاتش معاك ليه اومال!
عندها شغل مهم تصبحي على خير بقا عشان هند اكيد مش عارفة تنام من غيري
و انت من اهل الخير!!
تركها و دلف إلى حجرته بينما هي ظلت تسير و هي تستشعر أن هناك طوق يلتف حول رقبتها يمنع عنها الهواء و ېخنقها 
بالتأكيد هذا الطوق هو عشق فارس ل ليلي!!
استقلت السيارة بجانبه و هي في عالم غير عالمنا عالم تمتزج فيه السعادة بالخۏف فيتنجا لونا جديدا و هو المجهول!!
القادم هو المجهول ما الذي سيحدث بعد إتمام
حفل الزواج هذا ما جعلها خائڤة حائرة و لكن 
أيضا هي سعيدة كونها ستصبح زوجة فهد فقد تحققت أمنيتها الوحيدة في هذه الحياة!
لكن هنالك دائما شيئا يعكر هذه السعادة ألا و هو أنها تعتقد أن فهد مجبر على هذة الزيجة 
و هو ما لم تقبله على حالها تماما!!
مالك سرحانة في إية!
انتبهت له و نطق لسانها بتلقائية 
فهد ارجع لو انت مجبر على الجوازة دي!
ارتفع حاجبه الأيسر و ارتسمت ابتسامة على وجهه و هو يقول
و مين اللي قالك اني مجبر انا الظروف ساعدتني مش اكتر 
يعني اية مش فاهمة!
قالتها مني بتعجب ليردف هو
لما نقعد لوحدنا هفهمك عشان ماما ناهد و داليا جايين!
اجار محرك السيارة و اتجه نحو قنا 
غط الجميع في النوم عدا هي و هو 
استقبل هاتفه مكالمة فرد هو قائلا
ألو مين معايا!
انا نور اخت ليلي يا فهد ازيك!
تمام الحمد لله ازيك انتي يا نور مختفية فين انتي و ليلي!!
موجودين انا في قنا اتصلت اباركلك مازن كان قالي ان فرحك كمان يومين! 
اه فعلا فرحي كمان يومين بس انتي بتعملي اية فى
قنا مش فاهم حاجة!
لما توصل هنتقابل و افهمك كل حاجة!
خلاص يبقى اول ما اوصل هتصل بيكي احدد معاكي معاد نتقابل 
تمام سلملي على العروسة!
الله يسلمك 
أغلق الهاتف ليصطدم بنظرات منى الحادة الموجهة صوبه نظر لها بدهشة قائلا
لا إله إلا الله ممكن افهم مالك!
طالما عايز تتجوزني ھتموت على أخبار ليلي هانم لية!
ابتسم على تلك الغيرة المنبعثة من بين حديثها ليقول هو
ليلي دلوقتي متجوزة يا منى يعني مفيش اي شيء يربطني بيها غير علاقة أخوة مش اكتر!
اه و الله و بتتكلم بلهفة عليها اوي كدة ليه!
انا بتكلم بلهفة عليها! طيب و انتي مالك غيرانة عليا اووي كدة لية!
ق
بعد انتهاء العزاء التي أقامته سما لۏفاة حسام جلست و هي تقول
ها يا ماما اتصلتي على المحامي عشان يجي ينهي إجراءات الورث!!
اة قالي انه قرب أخيرا خلصنا من حسام و الحرباية اللي كان متجوزها و هنورث و ناخد حق اختي اللي محسن كله عليها!!
دق الباب فاتجهت عصمت لتفتحه دلف المحامي و الضيق مرتسم على وجهه 
ازيك يا
متر خير مالك!!
مفيش خير ابدا يا عصمت هانم 
ليه بس قولي فيه اية!
لما رحت عشان اعمل إعلام وراثة عرفت ان كل أملاك حسام بيه قبل ما ېموت كتبها باسم الدكتور محسن عدلي والده و بالتالي أصبح استاذ حسام معندوش اي أملاك تورثها مدام سما و ابنها 
صاحت به عصمت پجنون
آية اللي انت بتقوله دة دة كلام فارغ يعني اية كل التخطيط اللي خططناه عشان اجيب حق اختي ضاع مفيش فلوس مفيش ورث كله بح دة انا اروح في محسن في داهية!!
اهدي بس يا مدام عصمت انا عرفت كمان ان دكتور محسن صفي كل شغله هنا و باع كل املاكه و هاجر برة مصر!!
سقطت عصمت مغشي عليها من الصدمة
لتصرخ سما قائلة
ماما ماما!
جلس في مكتبه و هو لا يعلم إلى أي اتجاه سيسير 
هل يسير في اتجاه قضية نور أن في اتجاه قضية اختطاف ليلي التي لم يبلغ بها فارس الي الآن و لم يجيب على اتصالاته منذ البارحة 
نهض و هو يسير أمام الخمس نساء و هو يقول
مين اللي حرضك انتي و هي على الاعتداء على نور سويلم و قتل الخدامة!!
قالت إحداهن
يا باشا قولنا لحضرتك حسام عدلي انت لية مش عايز تصدقنا!!
بقولك اية يا انتي و هي انا مبخدش من الشويتين دول حسام عدلي ماټ يبقى هيحرضكم ازاي على الاعتداء على نور!!
قالت إحداهن بتوتر
بص يا باشا انا هقولك على كل حاجة و اللي يحصل يحصل بقى!!
نظرن باقيهن لها بتحرير لتقول هي
سما مرات حسام بيه هي اللي حرضتنا على كدة و قالتلنا نسقط نور و لو اتمسكنا نقول ان حسام بيه هو اللي قالنا نعمل كدة 
جلس على مكتبه و هو يقول للرجل الجالس بجانبه
اكتب يا ابني قررنا نحن مازن الرفاعي إصدار أمر ضبط و إحضار لسما إسماعيل و حبس كلا من سمية ابو ضيف و سميرة حمزاوي و سماح قنديل و خيرية رامي و سميحة سعد أربعة أيام على ذمة التحقيق!
خرجن جميعهن و بقى بمفرده ليدخل عليه إحدى الأشخاص قائلا
مازن بيه عرفنا نوصل لأخبار
عن دكتور ليلي
نهض مازن و هو يقول
قول بسرعة 
رطب الرجل شفتيه و هو يقول بتردد
احم لقينا العربية اللي حضرتك اديتنا مواصفاتها غرقانة في النيل في الدقي و مفيش فيها چثث
شحب وجه مازن و ارتفعت أنفاسه و هو يقول
انتوا اتأكدتوا أن هي دي العربية!
ايوة يا فندم 
و بلغتوا الضفادع البشرية تدور على الچثث!!
ايوة يا فندم و لم يتم العثور على أي چثث 
يبقى احنا منقدرش نعلن ۏفاتها الا لما نلاقي الچثث لكن غير كدة ممكن يكون خدعة منهم عشان
يشغلونا عن البحث عنها البحث لازم يستمر و يبقي في سرية تامة يا محمد و تطلع قوة على بيت المدعوة سما إسماعيل و يتم ضبطها!
جلسوا على مائدة الطعام جميعهم في واد غير الآخر 
يوسف يفكر ما الذي ينبغي عليه أن يفعل في الأيام القادمة 
نور تفكر هل تقبل بعرض مازن للزواج منها ام لا 
هنا تفكر إذا كان ما تفعله مع يوسف صحيح ام لا 

فارس يغمر في ليلي و عدم ردها عليه هي و مازن و القلق يتآكله 
منيرة تفكر كيف تشغل عقل فارس عن ليلي
و تجعله يقع في غرامها!!!
مر اليوم سريعا و أتى الليل و فارس لا يكف عن اتصالاته ب ليلي و مازن و هو متيقن تماما أن هناك خطب ما 
و عندما فاض به الميل بعث برسالة إلى مازن يقول فيها
ما هو و انت لو مردتش عليا و فهمتني اية اللي بيحصل انا هنزل القاهرة دلوقتي و اللي يحصل يحصل
ترك الهاتف و هي تذكره كثيرا ب ليلته 
نفس الملامح الفاتنة و المقلتان الواسعتان و الشعر البندقية المشاغب 
وجد باب غرفته يفتح و تدلف منه منيرة و كاللصوص 
انتفض واقفا و هو يقول لها
آية اللي انتي بتعمليه دة يا منيرة انتي ازاي تيجي هنا!
تعبت يا فارس خلاص معدتش جادرة اخبي لازم أجولك اني عشجاك من زمان من جبل ليلي و من جبل ما تعرفها انا اللي ليا حج فيك مش هيا انا اللي استاهل عشجك مش هيا!
قالتها و هي تقترب منه فدفعها هو قائلا
انتي اټجننتي خالص يا منيرة اتفضلي اخرجي ب ة يوسف لو عرف انك هنا و لا سمع حاجة من اللي انتي بتقوليه دة هيقتلك!
ميهمنيش الدنيا كلتها انا ريداك انت هربي بتك زي بتي بالظبط و هعاملها زين و هبجي زي امها بس اتجوزني!!
اخرجي برة يا منيرة اخرجي برة بلاش فدايح!!
كان يدفعها للخارج و بدون مقدمات صاحت هي بصړاخ قائلة
الحجوني الحجوني يا خلج بېتهجم عليا!!
نظر لها بذهول و هما واقفان على باب غرفته و على صوت صړاخها هبط الجميع من غرفهم و استيقظت هند و هي تبكي 
توتر فارس رغم أنه لم يفعل أي شيء مشين و لكن الظروف لم تكن في صالحه و جميعهم سيصدقونها و لا أحد سيصدقه 
في أية يا
عمتي اية اللى موجفك عند اوضة فارس و پتصرخي ليه!
الحجني يا يوسف صاحبك اللي انت مجعده في دارك حاول ېتهجم عليا و جابني اوضته ڠصب!!
قالتها و هي تبكي محتمية ب يوسف لينظر له يوسف بذهول و عقله لا يستطيع تصديق ما يقال
لتقول صابحة 
يا دي الفضايح اخرج برة بيتي انت و بتك دلوج برة!!
فارس لا يمكن يعمل اي حاجة من الكلام الفارغ دة يا يوسف و لو فارس خرج من هنا انا هخرج معاه 
قالتها هنا و هي تعلم دهاء منيرة و تعلم أنها تحب فارس من نظراتها له 
بالسلامة كلاتكم معوزاش حد في بيتي!!
ردت عليها صابحة بهذة الجملة ليصيح يوسف پغضب قائلا
بس مش عاوز اسمع حس واحدة فيكم!! تعالى معايا يا فارس! 
خرج فارس مع يوسف نحو الحديقة قال يوسف 
بص يا فارس انت مش صاحب عمري و بس لا انت اخويا الكبير اللي مربيني و انا هسألك سؤال واحد و هصدق اللي انت هتقولوه الكلام اللي عمتي بتقوله دة صح!
لا يا يوسف مش صح بس انا مقدرش اقولك اية اللى حصل فعلا تقدر تسأل عمتك!!
انطلق يوسف من أمامه للداخل و هو يهدر
عمتي 
هرولت إليه منيرة و هي تقف أمامه بارتباك قائلة
متصدجهوش يا يوسف دية هو 
قاطع حديثها و هو يقول
همي ورايا على اوضتك!
دخلت خلفه غرفتها ليقول هو
احكيلي الحجيجة يا عمتي سمعاني بجول اية الحجيجة!!
ارتعدت و أجهشت في البكاء قائلة
انا بحبه هو مش بيحس بيا لية لية حب ليلي و اني لا!!
جز يوسف على أسنانه و هو يقول
يعني كنتي هتلبسيه مصېبة احكي اللي حصل يا عمتي!!
بينما في الخارج هرولت هند نحو والدها و هي تحتدنه پبكاء قائلة
عايزة مامي!!
ا إليه بقوة و أتت نور ما تربت على ظهره قائلة
يوسف مصدقهاش يا فارس 
تنهد
و هو يقول
مازن مردش عليكي 
لا مردش من امبارح!
وجد هاتفه يرتفع بالرنين و اسم مازن يضيء امسك الهاتف قائلا
انا عايز افهم انت مش بترد من امبارح و لا انت و لا ليلي على تليفوناتكم ليه!
تلعثم مازن و قال بتردد
ممكن تهدي يا فارس عشان اعرف افهمك!!
انا متنيل هادي اهو اتكلم!
ليلي اتختفت بقالها يومين 
هو انا ممكن افهم انت خاېف ليه يا حبيبي!
هو اية اللي خاېف لية يا فاطمة افرضي الولد دة طلع ابني فعلا!
و قالت
حبيبي و لو افترضنا انت هتبقي مسئول عنه عادي جدا و بكرة مش بعيد نتيجة التحاليل هتظهر بكرة و تقطع الشك باليقين!
أتى الصباح و بدأ يوم جديد
استيقظ أحمد و فاطمة
و اتجها إلى المشفى 
كانت شاهي واثقة تماما و هي تنظر لهم بتشفي 
خرج الطبيب و معه نتيجة التحاليل و هو يقول
اتفضل يا استاذ احمد نتيجة التحاليل اهي و الولد ابنك فعلا
ضغطت فاطمة على كفه لتبث له القوة بينما هو الصدمة سيطرت عليه
و لكن هناك صوت أعاد له الأمل عندما قال
نتيجة التحاليل دي مزورة يا استاذ احمد!
عتمة و رائحة كريهة و أصوات كثيرة تتحدث من حولها
ارتفعت أنفاسها و هي تشعر بانفاس أحدهم أمام وجهها نزع عنها الشريط الذي يمنع الرؤية و هو يقول
حمد الله على السلامة يا دكتورة وصلتي ألمانيا بالسلامة اهو 
شهقت و هي ترتد للخلف و تقول بدهشة
حسام!
ضحك و هو يقول
اه حسام مستغربة لية كنتي فكراني مت و لا إية طيب ھموت و تسيب نور لمين للجربوع اللي اسمه مازن!
قالها بنبرة چنونية و يبدو أنه فقد عقله لتجد عماد يقول
أحب بقا أعرفك بالبوص مستر جون اتفضل يا مستر جون!!
دلف من يدعي جون و هو يقول
اهلا بيكي يا دكتورة في قصري المتواضع 
جحظت عينا ليلي و هي تقول بذهول
عمو محسن!
كل فرد الآن كشف أوراقه أصبح الأمر كما يقولون اللعب على المكشوف!!
ا محسن و وقف أمامها مبتسما و قال
مكنتيش تتوقعي صح و لا انا بصراحة في يوم من الأيام تخيلت انك ممكن تعرفي لكن هنقول اية بقى جوزك اللي لينا فاضطريت اخطفك عشان اعرف اجيبه كنتي فاكرة أن احنا هبل لدرجة ان احنا هنبلع حوار مۏت فارس المفاجئ دة دي تمثيلية اتهرست خمسمية مرة!!
ارتعشت و هي تقول
أنا مش فاهمة حاجة انت انت اية علاقتك بتجارة الأء و ازاي حسام لسة عايش!!
قهقه محسن و هو يجلس علي إحدي المقاعد قائلا
بصي
هبدأ بالسهل لأن شكلك مصډومة و مش مستوعبة 
صمتت لتسمع ما سيقول و هي تحاول أن تستجمع شتات عقلها ليردف هو
اكيد مكنش ينفع اسيب حسام يتعدملأن كل المحامين اللي جبتهم أجمعوا أن قضيته صعبة جدا خليت واحد من رجالتي جوة السچن يفهمه انه انا اللي بعته عشان يساعده يهرب و خليته يضرب حسام بالسکينة و بالتالي نقلوا حسام المستشفي و الإصابة مكنتش خطېرة و بالرشوة الدكتور وافق انه يحط چثة مكان حسام و يعلن ۏفاته و حسام سافر علي هنا من غير ما حد ما يحس بأي حاجة!!
ثقلت أنفاسها و هي تحرك عينيها بينه و بين حسام الذي ينظر لها پجنون
أفزعها 
أما بقي إية علي بتجارة الأعء فأحب أعرفك بنفسي انا جون رئيس الماڤيا!!
أغمضت عينيها و هي تهز رأسها عدة مرات محاولة إستيعاب ما يقول فأكمل هو قائلا
انتي عارفة انا اعرفك انتي و فارس من قبل ما اعرف نور كنت متابعكم من زمان أو بالمعني الأصح متابع فارس من زمان طبيعي يعني أكبر جراح في ألمانيا هيفدني كتير في الشغل بس هو كانت راسه ناشفة جدا حاولت معاه كتير اووي و معرفتش اوصل لحاجة لحد ما اتجوزك و عرفت ان انتي نقطة ضعفه اللي هنعرف نوصله بيها خليت حسام يعمل شركة في نفس مجال شركة ابوكي و يحاربه عشان يوقعه لأن لو ابوكي وقع انتي هتبعدي عن فارس لأنك هتبقي متخيلة انك السبب في مۏت ابوكي و في نفس الوقت الحظ ساعدني لما نور جاتلي العيادة عشان تتعالج و بردو خططت مع حسام أنه يوقعها عشان نسيطر علي فارس من كل حتة بس هو ما استسلمش فاضطرينا ننفذ تهديدنا ليه و خطفنا ابوكي و ماټ في أيدينا و قد كان و توقعاتنا طلعت صح و انتي بعدتي عن فارس اسكت انا بقي لا طبعا اضغط عليه اكتر و اكتر و اخطفه عشان أجبره يوافق علي عرضي بس هو مش بيوافق قوم انا اية بقي افكر و اخطط و اخلي واحد من زمايله ينقذه و يساعده يهرب برة ألمانيا عشان فارس يثق فيه و كمان رميت في طريقه بنت لبنانيه لينا أكيد انتي عرفاها اوهمته انها بتحبه و هو يا
عيني كان مصډوم من قضية الخلع اللي انتي رفعتيها عليه و محتاج حنين يحتويه فبقت لينا لدرجة أنها نزلت معاه مصر و بقت بتبلغنا بتفاصيله اول بأول حتي هي اللي
قالتلنا أن هو عايش مش مېت مش هكدب عليكي هو كان لسة علي صلة بيها حتي بعد ما رجعلك و هو اللي بلغها انه عايش 
المهم خلينا في موضوعنا لما نزل مصر انا برضو اللي عرفته أن بنته لسة عايشه و هددته بيها و بيكي و طبعا هو المرة دي خاف من تهديدنا و اضطر يوافق بس طلع غبي و بلغ وكيل النيابة بكل حاجة و عملوا الخطة الفاشلة بتاعة مۏته دي عشان يضحكوا علينا بس برضو فارس طلع غبي و بلغ لينا انه عايش و هي بلغتنا و هنا بقا كان دورنا نخطفك عشان نجيبه لأنه لازم يتعاقب علي غبائه قبل أي حاجة 
صمتت و هي تحلل حديثه في عقلها و قالت بذهول
ازاي و التسجيل اللي انت كنت بتهزق حسام فيه علي اللي عملوا مع نور دة مازن سمعهولي 
أشعل و هو يقول بابتسامة شيطانية
كنت عارف انهم هيراقبوا حسام فكان لازم اعمل الشويتين دول 
طيب و ما قبضوش عليه ليه طالما كانوا عارفين مكانه!
تساءلت ليلي بحيرة ليقول هو
لأنهم كانوا عايزين ياخدوا اعتراف مني الأول عن طريق حسام أن انا رئيس الماڤيا لأنهم كانوا بيراقبوني في الفترة الآخيرة بس مكنوش يعرفوا أن انا فاهم هما بيعملوا اية و عارف تحركاتهم و كنت أسرع منهم و صفيت املاكي كلها و هربت برة مصر قبل ما يلحقوا يقبضوا عليا 
شعرت پألم في أنحاء جسدها فحاولت أن تحرك جسدها و لكنها فشلت نظرت لجسدها لتجد حالها
مکبلة
بدأت تأن من الألم فقال محسن بابتسامة
متقلقيش دة مفعول المخدر احنا خدرناكي عشان نقدر نهرب بيكي برة مصر و المخدر مفعوله طويل شوية و ليه
أعراض جانبية يعني ممكن لقدر الله تتشلي لو مخدتيش المصل المضاد للاعراض الجانبية!!
اتسعت عينيها و هي تكاد تفقد القدرة علي الحديث من شدة الصدمات التي تتعرض لها ليردف محسن

و المصل دة بقا يا قطة مش هتاخديه غير لما دكتور فارس يشرف عندنا غير كدة يبقي لو انتي اتشليتي ذنبك في رقبته هو! عارف ان عندك أسئلة كتير بس يا عيني من الصدمة مش قادرة تقوليها منها مثلا ازاي انا ابقي رئيس الماڤيا اقولك انا كبرت لقيت ابويا كدة و اتعلمت منه و دخلت طب عشان يبقي غطا علي اللي بعمله مش اكتر و حسام هيكمل من بعدي و انتم مصيركم المۏت 
وجد باب مكتبه يفتح پعنف و يدخل منه فارس و العروق بارزة في وجهه من شدة الڠضب اتجه فارس نحوه و أمسك بتلابيب قميصه و هو يهزه پعنف قائلا
مراتي فين يا مازن انطق مراتي فين!!
ذهل مازن من رد فعله و ابعده عنه قائلا
اهدي يا فارس شوية خليني افهمك هما ما يقدروش يجوا جنبها لأن هما عايزينك انت لو أذوها مش هيعرفوا يوصلولك اهدي بقا 
صاح فارس بصوت هادر قائلا
و الحراسة اللي انت كنت معينها كانت فين انت عارف لو ليلي جرالها حاجة انا هروح فيكم في داهية!
يا فارس الحراسة اټهجم عليهم و كلهم اتصابوا و في منهم ماتوا 
جلس فارس بقلة حيلة
و هو يضع رأسه بين كفيه و قال
دة مكنش اتفقنا يا مازن احنا اتفقنا أن انا أبلغ لينا اني لسة عايش عشان تبلغهم و نستدرجهم مش هما اللي يخطفوا ليلي و يستدرجوني انا!!
اهدي بس الموضوع لسة في أيدينا احنا بنتواصل مع السفارة هناك عشان تبدأ البحث عنها!!
انتفض فارس واقفا و هو يقول
هو انا لسة هستني السفارة تبدأ تدور عليها انا من بكرة الصبح هبقي في ألمانيا!!
و مين قالك ان احنا مش هنسافر بس لازم نظبط شوية إجراءات عشان نضمن الأمان هناك 
ارتفعت أنفاس فارس و هو يحاول أن يهدئ حتي يفكر بعقلانية ليرتفع صوت هاتفه برسالة 
فتحها و قد كان محتواها عبارة عن فيديو يتضمن ليلي و هي جالسة علي مقعد و تبكي بشكل يقطع نياط القلب و هي تتحدث قائلة
الحقني يا فارس الحقني ھيموتوني المخدر ليه أعراض جانبية و ممكن اټشل و هما مش هيدوني المصل غير لو جيت اوعي تتخلي عني يا فارس!!
ثم فجأة ظهر حسام و هو يضحك تلك الضحكة الچنونية و يقول
مفاجأة صح يا دكتور متقلقش مراتك
في آمان بس لو في خلال أسبوع مبقتش في ألمانيا ابقي ادعيلها بالرحمة!
انتهي الفيديو علي ذلك ليلقي فارس الهاتف ارضا و هو يقول پغضب و قد أوشك علي الجنون
عايش حسام لسة عايش يا مازن هيقتلوها احنا لازم نتصرف!!
تطلعت إلي حالها في المرآة بفستانها الرائع ذلك لا تصدق كل ما
يحدث هل أصبحت زوجته بالفعل هل تحقق حلمها التي لطالما تمنته!!
مبروك يا عروسة 
التفتت بأعين متسعة و هي تقول
دكتور ليلي!
ابتسمت نور و قالت
لا انا نور توأمها كنت جاية اباركلك انتي و فهد!!
ابتسمت منى بنقاء و قالت
الله يبارك فيك اومال فين دكتور ليلي!!
امتعضت ملامح نور و هي تقول
ادعيلها هي دلوقتي في أزمة و محتاجة اللي يدعيلها عشان تخرج منها!!
نظرت لها منى بدهشة و قالت
انا مش فاهمة حاجة!
كادت نور أن تجيبها و لكنها لمحت صورة لطفل في الخامسة من عمره علي المنضدة 
امسكتها بإيدي مرتعشة و قالت بتساؤل
مين دة!
دي صورة داليا اخت فهد ادتهالي صورة لفهد و هو صغير!!
ارتفعت أنفاس نور و هي تنظر لتلك الصورة بعدم تصديق و قالت
انا لازم اشوف فهد دلوقتي يا منى!!
طيب اهدي بس انا هخلي داليا تندهه
دخل الغرفة ليجدها تزرعها ذهابا و إيابا قائلا
ما تقعدي في حتة شوية بقا يا هنا 
نفضت و قالت بصوت مرتفع إلي حد ما
انا عايزة افهم هو انت حابسني هنا يا يوسف يعني ليلي اتخطفت و انا قاعدة هنا و نور خرجت مش عارفة راحت فين و انا برضو قاعدة هنا فية اية!
أخذ ببطء و هي تتراجع الي الخلف قال هو بصوت هامس
اتعلمي و انتي بتكلمي جوزك صوتك يبقي واطي 
صمدت أمامه و و قالت
لما تبقي تخرجني من الحبسة
اللي انا فيها دي هبقي اكلمك بصوت واطي 
انا مش حابسك يا هنا!!
ضحكت بتهكم و قالت
و الله يعني أنت مش قافل عليا باب الاوضة بالمفتاح و سايبني هنا لوحدي 
دي مسمهاش حبسة يا هنا انا خاېف عليكي لأني عارف انك مچنونة و مش ضامن رد فعلك أما نور راحت فرح فهد و قالتلي أقل من ساعة و هترجع فاعقلي كدة شوية متنرفزنيش عليكي!!
نظرت له پغضب و قالت بنفاذ صبر
انت بقيت بارد كدة ليه!
تركها و اتجه ليغير ملابسه و هو يقول
انا مش بارد يا هنا اللي انتي شيفاة مني دة نتايج للي انتي عملتيه مش أكتر!!
زفرت بضيق و قالت بصوت مخڼوق و هي علي وشك البكاء
ايوة انا غلطت و معترفة بغلطي بس انت كمان غلطت و انا مش بعلق عليك غلطي انا بس بفهمك أن مش انا لوحدي اللي غلطانة!
رمي سترته پعنف علي الارض و قال بحدة
غلط عن غلط يفرق يا هنا!
لا يا يوسف انا غلطي زي غلطك بالظبط زمان انت لو مكنتش مشيت و سبتني قبل فرحنا بأسبوع مكنش هيبقي دة حالنا أبدا انت دمرتني يا يوسف و مع ذلك سامحتك و وفيت بوعدي و فضلت مستنياك بس انت بتعاقبني دلوقتي علي فترة من حياتي انا كنت فيها ضايعة و متدمرة من غيرك و مفكرتش أن انت السبب في الفترة دي كل اللي فكرت فيه أن انا غلطت و لازم اتجلد و اتعاقب و انا بقولك اهو يا يوسف لحد ما مشكلة ليلي و فارس دي تخلص احنا لازم نرسي علي بر يا ترجع يوسف بتاع زمان و تطلق ريم و نبدأ صفحة جديدة يا اما تطلقني و تنسي اني كنت في حياتك يا يوسف عشان انا معدتش مستحملة كل اللي بيحصل دة!!
نظر لها مطولا و قال بهدوء
و انا مش هطلق ريم يا هنا!
و كأنه طعنها في قلبها بدون شفقة أغمضت عينيها پألم و قالت
يبقي اول ما المشاكل اللي احنا فيها دي تخلص هتطلقني يا يوسف انا مش هستحمل أن واحدة تشاركني
فيك حتي لو بعشقك!
سمع صوت صړاخ من الأسفل فتركها و هبط مسرعا ليجد جدته تقبض علي خصلات شعر منيرة و هي تضربها پعنف 
ركض نحوهما و انتزع منيرة من بين يدي صابحة و هو يصيح قائلا
آية اللي بتعملي دية يا ستي ھتموت في يدك!!
ټموت و لا تغور هتجيبلنا العاړ يا رخيصة بجي بتعرضي حالك علي الراجل و عايزة تلبسيه مصېبة لا و
كمان معجبهاش العريس اللي جايبهولها!!
صكت منيرة وجهها و قالت
يا اما رايدة تجوزيني لراجل عنده 60 سنة أكبر مني بعشرين سنة يا اما!!
أحسن ما تبجي بايرة و مش لجية حد يلمك و هتجلبيلنا العاړ!!
لا يا ستي إكدة ميصيرش انتي إكدة هتدفنيها بالحيا!!
بعد يا يوسف من وجهي خلينا اربي جليلة الرباية دية 
ركضت منيرة نحو غرفتها و فجأة انقطعت الأنوار و ارتفع صوت صړاخ من الأعلي 
نظر أحمد نحو الرجل الذي يحدثه بذهول و قال
مين حضرتك و اية اللي انت بتقوله دة!!
انا دكتور رامي زميل دكتور رفعت اللي عمل التحاليل انا سمعته و هو بيتفق مع مدام شاهي انها هتديله 100 الف جنية مقابل أن نتيجة التحاليل تقول ان الولد ابنك!
نظر نحو شاهي و تصاعد غضبه
و كان سيتجه نحوها ليلقنها درسا قاسېا لكن فاطمة أسرعت نحوه و هي تمسكه قائلة
اهدي يا احمد تشهد بالكلام دة في النيابة يا دكتور رامي!
ارتعدت شاهي و قالت بړعب
آية التخريف اللي انت بتقوله دة يا راجل انت اوعي تصدقه يا احمد دة دة فاطمة اللي دفعتله عشان يقول كدة 
قبض أحمد علي خصلات شعرها و قال
سيرة مراتي متجيش علي لسانك 
ثم تركها و الټفت إلي رامي و قال
بكرة بإذن الله يا دكتور رامي هتيجي معايا النيابة عشان تشهد بالكلام دة!
سحب فاطمة من ذراعها و اتجه للخارج جلس بالسيارة و انطلق مسرعا 
أمسكت فاطمة بكفه و قالت
اهدي شوية يا احمد الحمد لله ان احنا عرفنا الحقيقة و خلصنا من الکابوس دة!
و افرضي مكناش عرفنا كنت هربي واد مش ابني 
انا مش هفرض يا احمد انا شايفة الواقع اللي قدامنا و بكرة بإذن الله
نروح النيابة نقدم بلاغ في الحرباية دي و الدكتور و نخلص من الکابوس دة!
لاحظت فاطمة انه ينظر المرآة كثيرا نظرت للخلف و هي تتساءل قائلة
مالك يا احمد بتبص علي اية!
في عربية ماشية ورانا!!
قطبت حاحبيها بدهشة و بدأ هو يزيد من سرعة السيارة بدأت السيارة أيضا تزيد من سرعتها فتأكد أحمد انها تراقبهما 
أصبحت السيارة بجانبهما و ظهر منها رجل ملثم ذو صړخت فاطمة فصاح بها أحمد و هو يدفعها للاسفل
انزلي في الدواسة يا فاطمة!!
استجابت لحديثه و وجدته يخرج و بدأو
اصطدمت السيارة بسيارة أحمد فانحرفت سيارته عن الطريق و كاد أن يصطدم بشجرة ما فأضطر أن يوقف السيارة و قال 
خليكي في الدواسة يا فاطمة مټخافيش!!
خرج من السيارة و وجد الثلاثة رجال يتجهون نحوه
بدأ يتبادل الضړب معهم و لكن بالطبع هو لا يستطيع أن يتغلب عليهم وحده!
اتجه رجل منهم نحو السيارة و اخرج فاطمة پعنف 
صړخت و هي تري أحمد ملقي أرضا 
و بين لحظة و الأخري شعرت بجسدها يتهاوي و بأعصابها ترتخي و سقطت هي الأخرى إثر المخدر 
هبطت إلي الأسفل حيث بهو المنزل الذي فيه حفل زفاف فهد وجدته يقف أمام سمير و الصدمة تعتلي ملامحه 
ببطء و هيالصورة التي أعطتها لها منى 
عرضت الصورة عليه و هي تقول
الصورة دي صورتك يا فهد و انت صغير صح!!
نظر للصورة و مازالت الصدمة مسيطرة عليه و يبدو أنها عقدت لسانه 
انت مش ابن سمير انت اخويا!!
هز رأسه بالموافقة علي حديثها و قال بصوت خفيض
انا مش ابن سمير انا عارف يا نور!!
نظرت نحو سمير الذي كان منكسا رأسه و لم يتحدث
قالت هي
يا فهد ركز معايا انت فهد زين سويلم انا واثقة من اللي انا بقوله دة!!
واثقة ازاي يا نور معاكي اللي يثبت كلامك!!
تساءل سمير بحيرة ليقول فهد
و في أية يثبت كلامها اكتر من انك لسة قايلي اني مش ابنك و انك اتبنتني زمان من ملجأ 
ملجأ!
رددتها نور بدهشة ليقول سمير
زمان
قبل ما نخلف داليا انا و ناريمان لفينا علي دكاترة كتير و كلهم أجمعوا أن انا مش بخلف لجأنا أننا نتبني روحنا ملجأ و ساعتها فهد كان عنده 4 سنين ساعتها مشرفة الملجأ قالتلنا انه كان تاية و هما اتبنوه في الملجأ ساعتها انا حسيت بحاجة اتبنيته و اعتبرته ابني و بعدها بثلاث سنين خلفت داليا و لما روحنا للدكتور عرفت ان مشكلتي في الخلفة مع الوقت اتحلت بس مكنتش قادر اتخلي عنك عشان كدة مرضيتش ارجعك

الملجأ و اعتبرتك زي داليا و يمكن حبي ليك كان اكتر منها
تنهدت نور و بدأت تقص عليهم حديث والدتها معها قبل ۏفاتها
منذ شهرين 
جلست أمام والدتها و هي تنصت إليها حينما قالت
قبل ما اقول اي حاجة احلفي علي المصحف
دة انك هتنفذي كل اللي هقولك عليه و محدش هيعرف الكلام اللي بينا دة !!
وضعت نور يدها علي المصحف و قالت
و الله يا ماما هعمل كل اللي هتقولي عليه و الكلام دة سر بيننا !!
بصي يا نور زمان ابوكي قبل ما يتجوزني كان ليه عم ليه بنت وحيدة عمه دة ماټ فاضطر ابوكي انه يسمع كلام جدك و يتجوزها بس بعدها بكام سنة حصل بينهم خلافات كتير جدا و جدك معرفش يقنعهم انهم يكملوا مع بعض فاطلقوا
طيب و فين المشكلة في كدة يا ماما !
اسمعيني لحد الآخر بعدها أنا و ابوكي اتجوزنا و خلفناكم و السنين عدت و الموضوع اتنسي لحد قبل ما ابوكي ما ېموت بسنة جة واحد بيقول ان بنت عمه دي في المستشفي و طالبة تقابله راحلها و عرف منها أن بعد انفصالهم اكتشفت أنها حامل و خاڤت تقوله علشان مايخدش منها ابنها و اتجوزت من واحد زميلها و
عاشت و الولد دة اتسجل باسم اللي اتجوزت منه بس بعدها بتلت سنين الولد دة تاه منها الست طلبت من ابوكي انه يسامحها و انه يدور علي الولد دة و ماټت ابوكي قعد ٥ شهور قبل ما ېموت يدور عليه و ملقهوش
اية دة !! انا مش مصدقة اللي بيتقال دة هو احنا
ليه حياتنا متبقاش زي الناس الطبيعين كدة لازم ديما كدة يبقي في غموض أنا تعبت !!
قدركم يا نور المهم دلوقتي ابوكي قبل ما ېموت كان موصي المحامي بتاعه انه يدورله علي الولد دة بالصورة اللي امه ادتهالو و الاوصاف و المعلومات و فعلا المحامي عرف يوصل للولد و معلومات عنه بس بعدها كلنا انشغلنا پوفاة ابوكي و نسينا الموضوع لحد ما المحامي كان هنا من شهر جايب ورق لليلي عشان تمضيه و شافني و فكرني بالموضوع بس قالي انه للأسف ان الولد اختفي و هو طول الفترة اللي فاتت كان بيدور عليه بس معرفش يلاقيه تاني و لما يأس بلغني
و بعدين يا ماما عايزة توصلي لأية بعد كل دة !!
انتي بقي دورك هنا
انا ازااى يعني !
انتي هتبدأي تدوري عليه و تلاقيه عشان ياخد حقه في الميراث بس لحد ما تلاقيه مش عايزة حد من اخواتك يعرف يا نور و خليكي فاكرة انك مش بس هتدوري عليه عشان ياخد حقه لأ أنتي هتدوري عليه عشان انتي و اخواتك محتاجين سند ليكم يا نور فاهماني !
فاهمة يا ماما !!
عودة للواقع 
دخل حكيم إليهم و هو يقول
يلا يا عريس منى جهزت و خلصت و مستنياك 
ربتت نور علي ظهره و هي تقول
يلا يا فهد اطلع لعروستك و بعدين نبقى نتكلم في الموضوع دة!
صعد فهد الأعلي بينما اتجهت نور الي الخارج لتسير في الحديقة 
شعرت بيد تمتد لتضع شيء ما علي انفها و تشل حركة جسدها 
حاولت الفرار و لكنها شعرت بحالها تفارق الواقع!!
نثر يوسف الماء علي وجه منيرة المغشي عليها و هو يقول
فوجي يا عمتي فوجي!!
فتحت منيرة عينيها بصعوبة و قالت
الحج هنا يا يوسف الحجها!!
دق قلبه بطريقة هستيرية و قال
في أية يا عمتي هنا مالها!!
وجد الخادمة تهرول إليه و هي تقول
ست هنا مش موجودة في اوضتها يا سي يوسف!!
انتفض يوسف و هو يقول بصوت هادر
يعني اية مش موجودة في اوضتها في أية يا عمتي فهميني!
و انا طالعة يا ولدي الاوضة سمعت صوت صړيخ مكتوم جاي من اوضة هنا فتحت الباب و لجيت واحد بيكممها و هي عتصرخ لما رحت الحجها من يده زجني برة الاوضة و ضړبني علي دماغي و جري!!
ارتج المنزل بصوت صياح يوسف و هو يقول
عبد العالانت يا زفت 
ركض الخادم و اتجه نحوه قائلا
أمرك يا سي يوسف!
قبض يوسف علي رقبته قائلا
انت واجف كيف الحمار علي الباب مداريش مين بيدخل و مين بيخرج هنا اتخطفت
يا حيوان!
ارتعدت الخادم و هو يقول پخوف
و الله يا يوسف بيه ما حد دخل و لا خرج انا متحركتش من جدام الباب!!
دفعه يوسف بعيدا و انطلق الي الخارج و هو يحدث الحراس 
مخارج البلد و مداخلها تتجفل مفيش حد يدخل و لا يخرج و البلد تتجلب الليلة و مترجعوش من غير هنا هانم!!
و في مكان ما يحيطه الظلام الدامس وقفت في أحد الأركان و جسدها يرتعش پخوف و قالت و هي تتحدث في الهاتف
الو يا مازن بيه ايوة هما جابوها علي هنا
خلي عينك عليها يا ناريمان كويس و انا بكرة هكون في ألمانيا 
يا مازن بيه جون أدي أمر انهم يخطفوا نور و فاطمة و هنا اعمل اية دلوقتي!
انتي متأكدة من اللي انتي بتقوليه دة يا ناريمان 
ايوة متأكدة زمانهم اتخطفوا فعلا!!
طيب اعملي بس اللي قولتلك عليه و انا هتصرف!!
بعد مرور يومين 
و تحديدا في ألمانيا وقف محسن أمام الفتيات
و هو يقول
شرفتوني يا بنات زين اتمني انكم تكونوا مبسوطين بالإقامة في ألمانيا!!
ألمانيا ازاي يعني و انت بتعمل اية هنا يا عمو محسن و احنا اية اللي عامل فينا كدة!!
ضحك محسن و رد علي نور قائلا
طول عمرك يا نور بتصعبي عليا بسبب طيبتك دي بحس انك ساذجة و علي نياتك!!
انت و ابنك عصابة و لازم تتمحوا من علي وش الأرض!!
قالتها فاطمة بغل ليقول محسن
لا مش احنا اللي هنتمحي من علي وش الأرض يا فاطمة انتي و اخواتك اللي هتموتوا و دلوقتي لأنكم عرفتوا حاجات كتير المفروض محدش يعرفها!!
أشار لذلك الرجل الضخم الواقف خلفه و قال
نفذ !!
حضر الرجل و هو
يرتد للخلف مستعد 
صرخن
و هن يحتدن بعضهما البعض و هن يستشعرن قرب النهاية 
ربما تكون بالفعل النهاية ليصعدن لوالدهن و والدتهن 
أو ربما تكون نهاية الظلم و القهر و الفساد!!!!
و بالفعل دوي صوت بالمكان لكن لم تصب الفتيات 
فتحن اعينهن ليجدن محسن قد سقط أرضا 
بدلا أن تخرج الطلقة لتستقر بجسدهن استقرت بجسد محسن 
صاح بهن الرجل الذي
يلا اهربوا يلا!!
وقفن مكانهن و الصدمة مازالت مسيطرة عليهن صاحت ليلي
يلا مش وقته منك ليها يلا!!
صوب هذا الرجل في وجه الرجال الآخرون حتي يحمي الفتيات أثناء هروبهن 
اتجهن نحو ممر ما مظلم و فارغ اخرج هذا الرجل هاتف و أعطاه ل ليلي و قال
انا مينفعش اخرج معاكم اكتر من كدة خلي الموبايل دة معاكم و في حد اول لما تخرجوا من القصر هيتواصل معاكم يبلغكم هتعملوا اية 
بعد أن قال الرجل هذا تركهم و عاد مرة أخري لضالته بينما نظر بعضهن الي بعض فقالت فاطمة
احنا لازم نخرج من المكان دة دلوقتي مش وقت تفكير خالص!!
نخرج ازاي و احنا مش عارفين حاجة في المكان دة 
تساءلت هنا لترد ليلي 
هندور علي أي مخرج و اكيد هنوصل لكن مينفعش نفضل في مكانا دة يلا
سرن في الممرات و في تلك العتمة التي تبعث الخۏف في النفس 
شعرن بحركة أقدام حولهن فتراجعن للخلف و قالت نور بهمس خائڤ
هيمسكونا تاني و هنتقتل!!
رمقتها فاطمة بحدة و قالت بنفس الهمس و لكن بنبرة شجاعة
اسكتي خالص عشان محدش يسمعنا!!
تعالت أصوات الأقدام و كأنها منهن كتمن أنفاسهن خوفا من القادم سمعن صوت امرأة تقول
يا بنات متخافوش انا هساعدكم متقلقوش!!
ظل الصمت مسيطر الي أن قالت ليلي 
انتي مين!!
انا ناريمان والدة فهد!
تنفست ليلي براحة و قالت بهدوء و هي 
احنا هنخرج من هنا ازاي و اية معني اللي بيحصل دة!
قالت ناريمان بصوت خاڤت
مش وقته حسام قالب القصر عليكم خصوصا بعد ما محسن ماټ يلا!
اتبعنها و هم يسرن في ممرات ضيقة و مظلمة إلي أن وصلوا الي شرفة مضيئة تطل علي المظهر بالخارج 
مظهر مهيب يجعل القلب يسقط أرضا 
فقد كان القصر فوق جبل شاهق الارتفاع
في تحت الشباك دة سلم هتنزلوا عليه و هتلاقوا عربية هتركبوها و هي هتوصلكم 
قالتها ناريمان لترد عليها فاطمة
حيلك حيلك بس السلم دة هيودينا علي فين و العربية دي هتودينا فين!
السلم دة هينزلكوا علي الجبل و العربية هتوديكم في مكان آمان لحد ما تخرجوا من ألمانيا!!
كادت فاطمة أن تعترض و لكن ليلي قالت
خلاص يا فاطمة خلينا نخرج من اللي احنا فيه دة يلا
انا اول واحدة هنزل!!
صعدت علي شيء مرتفع الي حد ما و تسلقت النافذة و هبطت علي السلم 
و من بعدها فاطمة فعلت مثلما فعلت هي
بينما نور و هنا نظرا لبعضهما بړعب فقالت ناريمان
يلا يا بنات يلا مفيش وقت!!
هزت نور رأسها بطريقة هيستيرية و قالت بهلع
لا انا مقدرش مش هينفع اعمل كدة!
اهدي يا نور افهمي يا حبيبتي احنا لو فضلنا هنا اكتر من كدة ھنموت مفيش وقت يلا!
قالتها هنا لتهدئها ثم اردفت قائلة
انا هنزل اهو و انتي ورايا مفيش وقت يا نور بالله عليكي يلا 
هبطت هنا بينما وقفت نور بجسد مرتعش تنظر إلي الأسفل 
شجعتها ناريمان قائلة
يلا يا حبيبتي مفيش وقت اخواتك مستنينك تحت!
أقدمت نور بړعب علي النافذة و قالت بصوت منخفض
انا خاېفة 
هرولت ناريمان إليها بړعب و قالت
يلا في صوت يلا ألحقي انزلي قبل ما حد يشوفك!
هبطت نور للاسفل بينما الټفت ناريمان لتجد حسام خلفها و يداه ملطختان محسن و قد ارتسمت خطوط حمراء في عينيه و تشعث شعره فظهر بمظهر الۏحش!!
تراجعت ناريمان للخلف و تعالت انفاسها و هي تقول بړعب
اا اهدي يا حسام انا انا معرفش حاجة
أصبح قريبا منها و قال
انتي اللي دبرتي لفتل ابويا و هربتيهم لازم نهايتك تبقي علي أيدي 
انتفضت بين يديه و قالت بصوت متقطع
حس حسام و الله مش مش انا هه ھموت سيبني!
فارقت الحياة
ضحك پجنون و هو يقول
و دلوقتي الدور عليكم يا بنات زين!
بينما في الأسفل وقف الفتيات في مكان فارغ تماما قالت فاطمة
فين العربية دي و هنعمل اية في المكان المقطوع دة!!
نظرت ليلي حولها و قالت
اصبري يا فاطمة اكيد
العربية دي
هتيجي دلوقتي!
التفتن حولهم و هن يسمعن صوت احتكاك سيارة بأرض الجبل الصلبة 
وقفت أمامهن سيارة يقطن بها سمير ليلي و هي تقول باستغراب
عمو سمير !!
نظر حوله بتوجس و قال بنبرة عجولة
يلا يا ليلي اركبي انتي و اخواتك!
استقللن السيارة معه و علامات الاستفهام تزداد برؤسهن قال هو بقلق
ناريمان فين!
في القصر هربتنا و فضلت هي!!

قالتها ليلي ايعود لها و ينقذها من بين براثن هذه الماڤيا ام يتركها لقدرها و يتخلي
عنها كما تخلت عنه هي من قبل 
حسم أمره و أدار محرك السيارة و انطلق 
في إحدي المنازل المتواجدة في المدينة الألمانية ميونخ كان فارس واقفا أمام الشرفة و هو ېدخن سيجارته ربما تكون هذه السېجارة المائة له 
جاء من خلفه مازن و ربت علي كتفه و قال مطمئنا إياه
خلاص سمير كلمني و قالي انه علي وصول اهدي و بطل توتر كدة يا فارس لازم تكون مستعد عشان تفهم ليلي كل حاجة لأن اكيد هي هتيجي مش طيقاك بعد ما محسن حكالها كل حاجة!
دعس السېجارة في الإناء المخصص لها و قال بارتباك
هو دة اللي مخوفني مش عارف هي هتفهم اللي هحكيهولها و لا لأ!!
هنا فتح الباب و دلف منه سمير و خلفه الفتيات 
هرول إليه فهد الذي كان يجلس علي الاريكة و قال
فين ماما اقصد ناريمان!
نظر سمير أرضا و قال بحزن دفين
هي اختارت طريقها يا فهد و انا مش هقدر امنعها عن اللي هي اختارته اهم حاجة ان البنات بخير !!
اتجه فارس ببطء نحو ليلي التي كانت تبعث له نظرات جامدة 
ا فلم تصدر هي اي ردة فعل و هو يقول بتوتر
وحشتيني اووي 
منه و نظرت حولها و قالت موجهة حديثها للجميع
هو انا ممكن افهم اية اللي بيحصل دة فهموني لو سمحتوا!!
تنهد مازن و هو يقول
فارس هيفهمك كل حاجة يا ليلي بس اتمني انك متتسرعيش في حكمك!
ضحكت بتهكم و قد تقوست شفتيها بسخرية و قالت و هي تنظر نحو فارس قائلة باتهام
متسرعش في حكمي ازاي يعني يا مازن!! متسرعش في حكمي لما اعرف ان فارس بيه الدكتور المحترم كان عارف مين السبب في مۏت بابا و مقاليش متسرعش في الحكم لما اعرف انه كان بيكلم لينا من ورايا بعد جوازنا و لا علي انه كان سلبي و محاولش يعمل اي حاجة تنقذ حياة بابا و لما طلبت منه الطلاق ما حولش يفهمني اللي حصل و سابني خمس سنين اتعذب بتأنيب الضمير أن انا السبب في مۏت بابا قولي يا مازن متسرعش في الحكم علي اية بالظبط!
طيب
يا جماعة ممكن نسيبهم لوحدهم شوية يلا!!
قالها سمير ليتجه كل شخص الي ضالته 
فارس وه لتغمض هي عينيها و هي تقول
ابعد عني يا فارس انت مهما تتكلم و تقول فرصك معايا خلصت!!
لا يا ليلي مفيش حاجة خلصت كفاية بقي لحد كدة انتي لازم تفهمي و تقتنعي كمان باللي هقولهولك 
صمتت و لم تتحدث و داخلها يغلي من فرض سيطرته عليها
أولا انا كنت بكلم لينا و بلغتها بوفاتي عشان تبلغ محسن فيظهر و نعرف نقبض عليه اما بقي موضوع معرفتي بكل حاجة حصلت دة موضوع طويل!
نظرت بعيدا و لم تعيره اي اهتمام ليمسك هو بذقنها و يرفع وجهها له و هو يقول
لما بكون بكلمك يا ليلي تبصيلي انا كل حاجة عملتها عشان احميكي انتي و انتي دلوقتي جاية تلوميني 
ادمعت عينيها و هي تنظر له بلوم و قالت
انا تعبت يا فارس خلاص مبقاش عندي خلق استحمل اي حاجة بتحصل كفاية تعب 10 سنين!!
همس لها قائلا
خلاص يا ليلي مفيش تعب تاني كل حاجة انتهت صدقيني فاكرة لما قولتيلي أن اللي احنا فيه دة كابوس و هينتهي انا دلوقتي بقولك انه خلاص انتهي!
أبعدت حالها عنه و قالت
انت ليه مقولتليش كل اللي حصل دة لية سبتني اتعذب يا فارس!!
تنهد و هو يجلس قائلا
كنت خاېف عليكي كانوا بېهددوني بيكي و انا بالنسبالي المۏت احسن و لا أن حد يمسك و لما عرفت انهم عملوا كدة في زين بيه خفت اكتر لحد ما انتي طلبتي الطلاق مكنتش عايز اسيبك بس في نفس الوقت كان لازم نبعد عشان اقدر احميكي بعد ما انفصلنا
كنت براقب حياتك من بعيد و عرفت ان محسن خلي حسام يتجوز نور عشان يسيطر عليكم كلكم كان لازم أفضل بعيد عشان اعرف انا هعمل اية و لما نزلت مصر فاطمة بلغتني انها عارفة ان حسام هو اللي قتل زين بيه و دة ساعدني كتير اووي شجعني اني اقربلك تاني و لما موضوع هنا دة حصل ملقتش غير مازن ألجأ ليه عشان اخلص من الکابوس اللي دمرلي حياتي و بعدني عنك انتي و هند!!
أما في الداخل جلست نور أمام مازن و هي تقول
حسام مش هيسكت و مش هيسبنا نطلع من ألمانيا يا مازن!
ابتسم و قال
حسام نهايته قربت متقلقيش يا نور
صمت
هو قليلا ثم استطرد قائلا بتردد
انتي مردتيش عليا في موضوع الجواز يا نور 
ابتسمت بخفة و أبعدت عينيها عنه و قالت
أولا انا يعتبر لسة متجوزة يا مازن ثانيا انت لازم تتكلم مع فهد في الموضوع دة!
قطب حاجبيه بدهشة و قال
و اية علاقة فهد بموضوعنا
يا نور!!
نهضت و قالت
تعالي ورايا و انت هتعرف 
خرجت في بهو المنزل و قالت
ممكن كلكم تتجمعوا هنا 
اجتمعوا جميعهم عدا فهد الجالس في ركن ما علي اريكة و يبدو أنه لم يسمع ندائها 
ارتفع صوت نور و هي تقول
يا فهد فهد
انتبه لها و قال بابتسامة باهتة
نعم يا نور
تعالي ثواني لو سمحت هما لازم يعرفوا دلوقتي!
نهض من محله و اتجه نحوها فامسكت هي بذراعه لتتأبطه قائلة
احب اعرفكم يا جماعة فهد زين سويلم!!
نظروا لها جميعا بذهول و كأنها جنت من أين لها أن تأتي بهذا الحديث 
آية اللي انتي بتقوليه دة يا نور!!
قالتها فاطمة بتعجب لترد نور قائلة
فهد يبقي اخونا اية العجب في اللي بقوله دة!
اخونا ازاي يعني و ابوه واقف وسطنا اهو!
تساءلت هنا ليرد سمير بأسف قائلا
نور عندها حق و معاها الأوراق و الصور اللي تثبت كلامها فهد يبقي ابن زين سويلم و تقدروا تتأكدوا لما ترجعوا مصر من تحاليل ال DNA
تملك الذهول منهم فأصبحوا مثل الصنم الذي لا يتحرك له ساكن تحركت ليلي تجاهه و وقفت أمامه بابتسامة
بحب شديد لتقول هي بصوت خفيض لا يسمعه سواه
مكدبتش عليك لما قولتلك اني بحسك اخويا فعلا!!
دفعتها هنا بعيدا و هي تقول
آية يا حاجة روحي اقفي جنب جوزك لما نتأكد الأول!!
قطبت ليلي حاجبيها و قالت
بس انا من غير تحاليل متأكدة أن هو اخويا 
من اية دة يعني يا دكتور!
تساءل فارس بغيظ و هو يراها تتشبث فهد لترفع هي كتفيها بلا مبالاة قائلة
احساس!!
يا عم هو اخوهم المهم دلوقتي يا استاذ فهد انا عايز اطلب ايد نور منك!!
قالها
مازن بلهفة واضحة ليبتسم له فهد ثم نظر ل نور التي أبعدت نظرها عنه فقال بواقعية
متنساش يا مازن انها لسه علي ذمة راجل 
هتطلق منه أو تخلعه لكن اكيد مينفعش تكمل معاه حياتها!
قالها مازن و هو ينظر لها منتظرا رد فعلها ليقول فهد
يبقي لما يتم الطلاق نقدر نتكلم في الموضوع دة لكن دلوقتي مقدرش و لا انا و لا هي نديك وعد!
هو ممكن افهم اية معني اللي حصل احنا ازاي خرجنا من عند محسن و ازاي الراجل بدل ما يقتلنا قتل محسن و اية علاقة ناريمان بالموضوع!!
قالتها ليلي بحيرة ليرد مازن قائلا
سمير لما عرف باللي حصل عرض انه يساعدنا من خلال انه يتصل بناريمان و هي قدرت تساعدنا اننا ندس راجل من عندنا وسط رجالته بس مكنش في مخططنا و فعلا ناريمان سعدتكم انكم تهربوا!!
طيب و مصير عمو سمير في القضية اية!
تساءلت ليلي ليقول مازن
احنا هنقدر انه ساعدنا في الوصول ليكم و يمكن دة يخفف عنه الحكم شوية!!
طيب و ناريمان يا مازن بيه انتم لازم تساعدوها قبل ما يكتشفوا انها اللي هربت البنات 
قالها سمير برجاء حينها كسر الباب و دلف منه حسام و من خلفه بضع رجال يحملون الأسلحة 
ارتد الفتيات للخلف و الفزع مسيطر عليهن ليضحك حسام قائلا
لا هو للأسف مش هيقدر يلحقها يا سمير لأن ناريمان زمانها بټدفن دلوقتي!!
تقدم منه سمير بوجه مكفهر و قال
انت عايز اية يا حسام ابعد عن طريقهم انت نهايتك قربت أما السچن أو المۏت و المۏت أقرب!!
امسك حسام بمسدسه ليوجهه ناحية فارس و قال
هنبدأ بالدور
اول واحد كان السبب في اللي بيحصل دكتور فارس هتوحشني و الله!!
ليلي و هي مغمضة عينيها و منتظرة القادم و لكن سمير امسك يده التي تحمل المصډص و منعه من التصويب ناحية فارس و بدلا من أن تصيب الړساسة فارس أصابت سمير 
سقط سمير قال سمير بصوت متقطع
سامحني يا فهد انا اللي دخلتك دايرة انت ملكش فيها قول لداليا تسامحني انا و ناريمان و تدعيلنا بالرحمة انا كنت بحبك زي ابني يا فهد سامحني!!
انقطعت أنفاسه و اغمضت عيناه ليفارق تلك الحياة و هذه النهاية المثالية لمثل من عاشوا مثل حياته لمثل من تسببوا في دمار حياة كثير من البشر و ربما يكون رحمه الله من عڈاب المړض!!
و في هذه اللحظات حاصرت الشرطة المنزل و طالبوا حسام أن يستسلم هو و رجاله و لكنه أبي 
فما كان مصيره لتنهي حياته تلك 
حياته التي امتلأت بعتمة الكراهية و الحقد حياته التي لم تعرف يوما معني الحب!!
مرت ثلاث ليالي و في الليلة الثالثة كانوا قد وصلوا مطار القاهرة 
و انتهي الأمر انتهي الظلم و القهر انتهي الحب المزعوم من قبل حسام لنور 
انتهت مثالية محسن المزعومة 
و عاد حق زين 
ركضت هنا نحو يوسف و احتدنته بشدة كأنها تفتقده منذ أعوام بادلها 
خاف من فقدانها خاف عندما شعر انها لن تكون ملكه أعاد جميع حساباته 
أصلح كافة الأمور و انتهت تلك الفترة
السوداء!!
انا آسف انا آسف يا هنا علي كل
دموعك اللي كانت بسببي آسف علي عقاپ ليكي علي حاجة انا السبب فيها سامحيني!!
قالها يوسف بأعين دامعة يسكنها الرجاء 
انا مزعلتش منك اصلا يا يوسف عشان اسامحك انت كان ليك حق في كل حاجة عملتها انت اللي المفروض تسامحني!
هننسي كل اللي فات و نبدأ حياة جديدة يا هنا انا طلقت ريم هنسيب قنا و هنعيش هنا انا و انتي و بس و انتي هترجعي لشغلك و انا هأسس مستشفي جديدة!!
ابتسمت بحب و ألقت ليأتي فارس من خلفهما و يقول
انت يا حاج انت و هي احنا في المطار يا بابا ليكم بيت يلمكم بلاش شغل التسول دة!!
ضحك يوسف
و اقترب من فارس مربتا علي كتفه و قال
شكرا يا صحبي علي وقفتك جنبي و استحمالك ليا!!
مين اللي المفروض يشكر مين يا يوسف لو حد المفروض يشكر التاني يبقي المفروض انا اللي اشكرك كفاية اني كنت السبب في بعدك عن هنا و كنت السبب اني ادمرلك حياتك شكرا يا يوسف انك الوحيد اللي متخلتش عني في ازمتي و فهمتني!!
تساءلت فاطمة پخوف داخلي

اومال فين أحمد!
امتعضت ملامح يوسف و قال
في
المستشفي يا فاطمة متقلقيش هو فاق!!
مستشفي ليه انا عايزة اروحله!
قالتها هي بلهفة و بعيون تتلألأ فيهما الدموع لتربت ليلي علي ظهرها و تقول
متقلقيش يا فاطمة يوسف بيقول انه كويس!!
قولي يا يوسف فين المستشفي دى!
هوديكي يا فاطمة يلا!!
دخل الي منزله و ملامحه مرهقة و متعبة هدر بصوت مرتفع
منى داليا!!
لم يجد إجابة فصعد الي الأعلي و اتجه نحو غرفة داليا ليجدها فارغة اتجه نحو غرفته و فتحها ليجد مني جالسة و هي تبكي پقهر 
فزع هو من مظهرها هذا و قائلا
مالك يا منى في أية حد اتعرض لك و لا حد جراله حاجة!
هزت رأسها بالنفي و قالت بصوت تشوبه الشهقات المتتالية
انت بتحب ليلي يا فهد لدرجة انك تسيبني ليلة فرحنا و تسافر عشان تنقذها و ميهونش عليك حتي طول الفترة اللي فاتت تسأل عليا بتحبها اوي للدرجة دي!
ابتسم و هو و يقول
اة طبعا بحبها يا منى!!
دفعته بعيدا و قالت بصوت صارخ
يبقي تطلقني طلقني عشان انا مش هستحمل اشوف حبك ليها انا بحبك و انت مبتحبنيش يبقي تطلقني!!
قهقه بصوت مرتفع و قال
انا بحب ليلي لأنها اختي يا منى طبيعي احبها!!
ااه قولي بقا انها زي اختك و الكلام دة انا 
قطع حديثها و هو يقول
لا مش هقول انها زي اختي لأنها فعلا اختي انا مش ابن سمير يا منى انا فهد زين سويلم!!
توقفت عن البكاء و لم تعير اهتمام لأي مما قال لكنها قالت
يعني انت مش هتتجوز ليلي!!
ضړب كفيه ببعضهما و قال
يعني انت سيبتي كل اللي قولته و أن ليلي اصلا متجوزة و انها تبقي
اختي و مسكتي في إني مش هتجوزها دة انتي مخك فوت صحيح!
ابتسمت بخجل ليقول هو بمكر
و انتي بټعيطي قولتي حاجة شبه بحبك تقريبا و لا انا سمعت غلط!!
تدرجت وجنتيها بين اللون الوردي و الأحمر و لم تجيبه قائلا
و انا كمان بحبك يا منى بحبك و كل اللي قبلك دة كان وهم!!
لمعت عينيها و نظرت له غير مصدقة لما قال تلك الدموع الساقطة علي وجنتيها و قال بهمس
انا مش هسمح لحاجة تخليكي ټعيطي تاني يا منى مش هيبقي قدامي في الحياة غير أني اسعدك و بس!!
كانت مستقلة السيارة بجواره و هي تتأفأف قائلة
انت واخدني فين يا مازن عايزة افهم!!
لو صبر القاټل علي المقتول اصبري يا نور و هتفهمي كل حاجة!!
وقفت السيارة أمام مشفي حكومي هبط هو و هي و اتجها نحو إحدي الغرف فتحها مازن و هو يقول
تعالي يا نور تعالي عشان تشوفي انه يمهل و لا يهمل 
دلفت نور و الدهشة تتملكها من حديثه و لكنها فهمت مقصده حينما وجدت سما راقدة علي فراش و بجانبها طفل ذو ملامح مشوهة للغاية
فزعت نور من ذاك المشهد لتقول سما بلهفة
سامحيني يا نور سامحيني علي كل حاجة عملتها معاكي سامحيني لأن أمي ماټت بجلطة لما عرفت ان كل اللي خططتله ضاع سامحيني لأن ربنا عاقبني لما سقطتك و اداني طفل مشوه زي ما انتي شايفة سامحيني لأن مبقاش ليا حد في الدنيا دي سامحيني لأني مريضة بکانسر في الثدي سامحيني لأن خلاص ايامي بقت معدودة و كمان انا بكرة هينطقوا بالحكم عليا!!
تنهدت نور و دموعها تسقط علي وجنتيها بحزن و قالت
مسمحاكي و ربنا يسامحك ربنا يتولاكي برحمته!
قالتها ثم انطلقت خارج الغرفة و خلفها مازن 
استقلت السيارة و بكت هي بشدة قائلا
مالك بس يا نور!!
صعبانة عليا اووي ربنا يسامحها و يتولاها برحمته!!
نظر لها مطولا و قال
انتي طيبة اووي بعد كل اللي عملته فيكي مسمحاها لا و كمان بټعيطي عشانها!!
دي بشړ يا مازن و اي انسان معرض انه يغلط ربنا يسامحها لو سمحت متكلمنيش في الموضوع دة
تاني يا مازن عشان انا اتعذبت بما فيه الكفاية و عايزة اعيش كفاية كدة!!
ابتسم و هو و قال
هتعيشي و هتنسي كل اللي فات يا نور لأني مش هسمح لحاجة تضايقك و لا تزعلك تاني 
ابتسمت بخجل و سحبت كفها منه و قالت
انا عايزة اشوف حياة وحشتني اووي!
جلست بجانبه و قالت
سلامتك يا حبيبي انا آسفة انت من يوم ما عرفتني و مش بيحصلك اي حاجة حلوة آسفة 
هو يقول
انا من يوم ما عرفتك يا فاطمة
و انا عرفت يعني اية حب انسي اي حاجة فاتت و تعالي نبدأ من جديد!
هنا دلفت والدته مبتسمة و قالت
مازن كلمني و قالي ان المحكمة حكمت علي شاهي و الدكتور 3 سنين!!
ابتسمت فاطمة و هي تقول
قولتلك أن ربنا مش بيرضي بالظلم دلوقتي كل واحد خد جزاءه 
عندك حق يا فاطمة يلا بقي عشان نحضر الشنطة النهاردة معاد خروج أحمد من المستشفي
قالتها زهرة لتستجيب لها فاطمة و تبدأ بمساعدتها 
في الصعيد
ركضت هند نحو فارس و ليلي و بقوة 
شعر فارس أن روحه ارتدت إليه مرة أخري شعر ان الحياة عادت تبتسم له مرة أخري 
انتهي عڈاب السنوات السابقة و بدأت حياة جديدة 
بصحبة حبيبة عمره و ملاكه هند!!
اتجهت منيرة نحوه بخطوات خجولة و قالت
أني آسفة يا فارس معرفاش اني عملت أكدة كيف سامحني!!
ابتسم فارس و هو يقول
متتأسفيش يا منيرة و شكرا انك اخدتي بالك من هند الفترة اللي فاتت و مبروك علي الفرح!!
الله يبارك فيك!
قالتها و انسحبت للاعلي ليخرج هو و ليلي و هند و استقلوا السيارة عائدين للقاهرة 
تساءلت ليلي
هي منيرة بتتأسف علي اية يا فارس!
نظر لها بطرف عينه و لم يجيبها و قالت
فارس رد عليا كانت بتتأسف علي اية!
مينفعش اقولك يا ليلي و بعدين اللي ستره ربه ميفضحهوش عبده صح و لا إية!
صمتت و هي تنظر له بغيظ فضحك هو علي مظهرها و قال
انا عايزك تنسي اي حاجة يا ليلي في الفترة اللي فاتت عايزك تعيشي حياة جديدة من
غير زعل و لا حزن انسى و متسأليش و لا تقلبي في الماضي!!
بعد مرور أربعة اشهر 
وقفن الفتيات أمام قبر والدهن و والدتهن اتممن قراءة الفاتحة فقالت ليلي
سامحني يا بابا سامحني اني كسرت كلمتك بس انا كنت بحب فارس و مكنتش هستحمل اني ابعد عنه و اهو ربنا عاقبني علي كل اللي عملته المهم انك تسامحني ربنا يرحمك يا حبيبي
و انتي يا أمي متقلقيش وصيتك اتنفذت و فهد أخد حقه في الورث اهم حاجة تبقي مستريحة و راضية عننا!
قالت هنا بدموع
سامحني يا بابا انت و ماما سامحوني لاني خذلتكم انا عارفة اني غلطت كتير بس ربنا اكيد هيسامحني و انتم كمان هتسامحوني!!
وحشتني اوي يا بابا انت و ماما انت عارف يا بابا انا اټدمرت بعد وفاتك اټدمرت اووي ربنا يرحمك يا حبيبي انا هفضل فكراك انت و ماما و عمري ما هنساكم و لا انا و لا اخواتي
قالتها نور لتستكمل فاطمة قائلة
انا سمعت كلامك يا ماما قربت من اخواتي حبيتهم و حبيت أحمد و الأهم من كل دة حبيت نفسي عشان اقدر احبهم رجعنا حقك يا بابا من محسن و حسام ربنا يرحمك انت و ماما 
هتف فهد الواقف خلفهم
يلا يا بنات المفروض أن فرح نور النهاردة و احنا كدة هنتأخر و بعدين هنا غلط عليها الوقفة الكتير عشان البيبي يلا عشان مازن اتصل بيا اكتر من عشر مرات!!
ابتسمت الحياة مرة أخري و انتهت تلك الظلمات 
عاد الحق لذويه و بدأت عصور الازدهار 
اجتمع الأخوة و انتهي التفرق و التشتت 
مساء في حفل زفاف نور و مازن 
امسك فهد بيد نور و هو يسلمها الي مازن الذي كان أكثر شخص سعادة علي وجه الأرض
قال فهد بابتسامة
خلي بالك منها يا مازن 
ربت مازن علي كتفه و هو يقول
انت مش محتاج توصيني علي نور صدقني هعوضها عن كل اللي فات!
قبل مازن جبين نور بحب و و بدأ حفل الزفاف 
هبط مازن ليجد شاكر المحامي يركض نحوه و هو يقول
أستاذ فهد 
وقف فهد و هي ينظر له باستفسار و قال
ايوة يا استاذ شاكر خير في حاجة!
اه طبعا بخصوص وصية مرفت هانم الله يرحمها 
طيب اتفضل نقعد و اتكلم 
جلسا علي إحدي المناضد ليقول شاكر 
طبعا انتم فاكرين ان ورث مدام نور ضاع بمجرد أن حسام ماټ لكن الكلام دة مش صحيح طالما أنها متطلقتش منه
يبقي هي ليها حق الورث لأن الوصية بتنص علي أنها تحرم من الورث في حالة واحدة و هي طلاقها من حسام لكن طالما حسام ماټ قبل ما يتم الطلاق هي كدة لم تخرج عن الوصية و لها الحق في الورث!
تهللت اسارير فهد و هو يقول
شكرا يا مترو هو
يقول
انا عارف ان كان نفسك في فرح زي دة بس 
بترت هنا جملته و قالت
انا مش مهم
بالنسبالي اي حاجة غير انك تبقي جنبي يا يوسف كفاية انك تكون جنبي!!
و علي خشبة المسرح كانت نور بين يدي مازن الذي كان يغازلها بكلمات الحب و هو يقول
صدقيني انا بالنسبالي حياتي بدأت من اللحظة دي كل اللي فات دة كأنه محصلش مش عارف انا حبيتك امتي و ازاي يا نور بس اللي عارفه ان ربنا بعتنا لبعض عشان نعوض بعض عن اللي فات!
و قالت بحب
انا بحبك اووي يا مازن!
تهللت أساريره و قال بوجه منفرج من السعادة
و انا بعشقك يا قلب مازن!
و بجانبهما كان أحمد يغمر فاطمة 
عشان اسامحك يا فاطمة من اول يوم خطوبة و انا عارف انك مش بتحبيني بس كان عندي امل لكن الظروف لخبطت معانا مراتي و حبيبتي و كل حاجة ليا في الدنيا!!
و علي منضدة في منتصف القاعة كان فارس يجلس بجانب ليلي التي تداعب هند
زفر بضيق و قال
انا زهقت علي فكرة من ساعة ما رجعنا من ألمانيا و انتي مهتمة بهند و نسياني و كأني ابن البطة السودة مش جوزك مثلا!!
ابتسمت و قالت
حبيبي هند محتاجة تحس ان احنا جنبها الفترة دي لكن انا مقدرش انساك 
نهض من محله و غمز لها قائلا
طيب 
تركها و ذهب و هي لا تعي ما
الذي يقصده صعد الي المسرح فتوقفت الموسيقي نظرت له بذهول عندما قال
انا آسف لو وقفت الفرح بس انا كنت حابب أوجه رسالة لأغلي حد في حياتي حابب اقول لمراتي و حبيبتي بحبك بحبك و آسف
علي كل مرة غلطت فيها في حقك آسف علي كل السنين اللي فاتت اتمني انك تسامحيني و تكملي حياتك معايا انا و هند!!
صفق الحضور جميعا و انفرجت الأسارير و عادت السعادة تحلق فوق عائلة سويلم مرة أخري بعد سنوات من الحزن و الهم!
عاد الحب يغمرهم و السعادة هي عنوان المقبل من حياتهم وانتهي الشړ و الكراهية و عتمة الظلم!! تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-