رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول بقلم سلوي عليبة
رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سلوي عليبة رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول
رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سلوي عليبة رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول
رواية اطيف منسية احسان واسمهان كاملة جميع الفصول
قلبى يحتاج الى قلب .....ليداوى جراحى بالحب ...فحياتى تمر بلا معنى ...ودوائى ليس بالطب ....فالقلب يهفو للقاء ....مع من يريد معه بقاء.....أبحث عنه بين البشر ....فهل يأتى ومعه السحر ...ويكون نصيبى من القدر .....ليداوى قلبى بالحب ....ويكون مكافأة على الصبر ....
●●●●●●●●●●●
فى شقه مكونه من ثلاثة غرف صغيره وصاله ومطبخ ودورة مياه ...تتميز بالأثاث البسيط ولكن منظم ويبث الهدوء والسكينه لمن فى المكان ....
يصدح صوت آذان الفجر من المسجد القريب لذلك المنزل ..فيستيقظ الأب عبد القادر ويأخذ منشفته ويذهب صوب دورة المياه لكى يتوضأ فهو دائما ما يحافظ على صلاة الفجر ثم يقرأ ماتيسر من القرآن الكريم وبعدها يرجع للمنزل وهو يحمل الفول والطعميه الساخنه للإفطار حتى يذهب بعدها لعمله فهو موظف بالشهر العقارى بمدينه إقليميه صغيره ...
تستيقظ الأم ناديه فهمى ربة منزل ليس بحياتها سوى أولادها الأربعه ...أسمهان وهى طالبه بالفرقه الرابعه بكلية الآداب قسم اللغة الألمانيه ...ثم إيمان طالبه بالفرقه الثانيه بطب الأسنان ..ثم التوأمين نورين وأخيها نور فهم بالصف الثالث الثانوى .....
ذهبت ناديه تجاه غرفة بناتها وهى توقظهم :
أسمهان .....أسمهان ....قومى ياحبيبتى عشان صلاة الفجر وصحى إخواتك يلا ياحبيبتى ....
تململت أسمهان فى نومها وقالت وصوتها متحشرج من النوم :حاضر ياماما قايمه أهو .....
خرجت الأم من الغرفه ولما لا وهى تعلم أن إبنتها أسمهان ستتولى مهمة إيقاظ أخواتها فهى الكبرى بينهم وتعشق اخوتها كثيرا ووالدتها وأيضا والدها رغم أنه لا يقبل الخطأ فهو شديد معهم جداااا خاصة الفتيات فهو يخاف عليهم بشده ،خاصة وهو يرى مايحدث حوله فأصبح خوفه عليهم كسجن يحاوطهم فممنوع أن يصادقوا أحدا ..
.يعلم مواعيد محاضراتهم ومتى تنتهى والويل كل الويل لمن يتأخر عن وقت رجوع المنزل مهما كان العذر ....فأصبح هناك خوف ورهبه من أبيهم ..عكس والدتهم تماما والتى دائما ماتعترض على زوجها فيما يفعله مع بناته خاصة وانه يعلم أخلاقهم جيدا ولكنه لايستمع لأحد مهما كان ......
صلى الجميع الفجر بعد أن أيقظتهم أسمهان وذهب نور الى المسجد حتى لاينال العقاب من أبيه .....
بدأوا فى يومهم فمنهم من بدأ فى استرجاع دروسه كنورين ودخلت أسمهان وإيمان مع والدتهم الى المطبخ لصنع طعام الإفطار وسط أحاديثهم ومرحهم حتى أتى والدهم ومعه نور ...التفوا حول السفره لكى يفطروا .....
تململت أسمهان وهى تريد أن تطلب من والدها بعض النقود ولكنها تشعر بالخوف والخجل ،فوالدها لايمتلك غير راتبه فهو شديد حتى بعمله ولا يقبل أى مال حرام حتى لو على سبيل "الشاى" كما يبررها البعض ....
أجلت أسمهان صوتها : .....لللللو سمحت يابابا ..كنت عايزه 50جنيه علشان عندى بحث وعايزه أعمله وأطبعه ..
نظر إليها والدها : .....ماشى بس هو لازم النهارده ....أطرقت أسمهان رأسها بخجل وقالت ...والله يابابا هو أصلا البحث من أسبوع بس أنا عارفه إننا كنا أخر الشهر وكده فمرضتش أطلب من حضرتك ،بس يعنى الدكتور قال اللى مش هيجيبه بكره هيشيل الماده ......
زفر عبد القادر بشده تحت إحساسه بثقل الحمل عليه وهو ينظر لأولاده ويعلم أنه مشواره معهم ليس بسهل ....
إبتسم عبد القادر بصعوبه :
خلاص بعد متخلصى أول محاضره رنى عليا لو المرتب نزل هقولك وساعتها حتى ابقى تعاليلى الشغل خدى الفلوس وابقى إطلعى اعمليه تمام .....
تمام هكذا ردت أسمهان بخفوت .....فقال نور بمرح ....:
يعنى يابابا النهارده هتقبض وهناخد فلوس الدروس أصل الأساتذه بيزنوا .....
نظر اليه والده بسخط وقال :
والله ماقاطم وسطى الا الدروس بتاعتكم دى ،امتى تخلصوا بقه انا زهقت .....
ردت نورين وهى تمضغ الطعام بنهم ...ربنا يخليك لينا يابابا ومايحرمنا منك ابدا يااارب ...ضحك الجميع على نورين ...ثم قالت إيمان هى الأخرى ....طب حضر نفسك ياسى بابا عشان عايزه انا كمان أدوات للكليه انت عارف طب أسنان محتاجه مصاريف كتيييير ......
تكلمت والدتهم وقالت ...خلاص بطلو طلبات بقه ...إيييييه معندكمش دم نفسى تبقوا زى أسمهان كده بديها الفلوس بالعافيه وتقول معايا ،إنما انتوا لو لقيتونى جنيه هتاخدوه ......
انهى الجميع الإفطار وكل ذهب الى واجهته حتى يبدأ نشاطه المعتاد .....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى مكان اخر فى القاهره بشقه راقيه فى حى المهندسين يجلس اللواء عبد الرحمن يتناول فنجان قهوته الصباحيه وهو يقرأ الجريده مثلما تعود يوميا ...
.دق جرس الباب وذهب العم الهامى ليكى يفتح فهو يمكث مع اللواء عبد الرحمن بمنزله بعد أن تقاعد كل منهما لكى يراعى مطالبه هو وإبنه دكتور إحسان طبيب جراح خاصة بعد وفاة زوجة اللواء منذ سنتين ....
دخل إلهامى بكل هدوء وهو يقول ....أستاذ محسن المحامى عايز حضرتك يا بيه ....
خليه يتفضل بسرعه ...هكذا رد.عليه عبد الرحمن باندهاش ....دخل المحامى بعد أن ألقى السلام وجلس بجوار اللواء عبد الرحمن وقال ..أنا اسف انى جيت من غير ميعاد بس الموضوع ضرورى جدا .....
انتبه عبد الرحمن لنبرة صوت المحامى المضطربه وقال ....خير يا متر فيه إيه ؟فيه مشكله بخصوص الأرض ولا إيه ؟
زفر المحامى بشده وقال .....:
حضرتك الأرض انت سايبها من فتره ولما رحت السهر العقارى اللى الأرض تبعها لقيت واحد هناك مزور ورق ان الأرض بتاعته وطبعا قالولى اللى انت عايز تعمله إعمله وحضرتك رافض إنى أقول إن الأرض دى تخص معاليك ومش عارف ليه الصراحه ؟!
رد عليه عبد الرحمن بغضب ....لإنى بإختصار مبحبش أمور الوساطه وانى أستغل منصبى كونى كنت لواء سابق ومساعد وزير الداخليه ....ثم قام من مكانه وأكمل بغضب ....دانا مرضتش أدخل إبنى الوحيد شرطه علشان متوسطش ليه يبقى دلوقتى أقول منصبى إيه علشان عايز أبنى على أرض تخصنى مسجد كبير ومستوصف .هو إيه مفيش رحمه ولا إيه .....
تقدم منه المحامى بهدوء : .....حضرتك سايب بلدكم من فتره طويله والأرض مكنش حد بيروح ناحيتها خاالص عشان كده اللى طمع فيها دفع لموظفين الشهر العقارى وعمل عقود قديمه إن الأرض ملكه .....انا طبعا هطعن فى العقود وهنكسب القضيه بس فكرتى إن لما يعرفوا إن الأرض تخص حضرتك أكيد هيتراجعوا ....
فكر عبد الرحمن قليلا وقال ....إنت رايح إمتى ؟
دلوقتى حضرتك ...أجاب عليه المحامى بإحترام .....
رد عليه عبد الرحمن بقوه ....تمام وانا بنفسى جاى معاك .....ثم نادى بصوته ..ألهامى يا إلهامى ...فين إحسان ؟.
رد إلهامى بإحترام ....خرج ياباشا من بدرى ....
زفر عبد الرحمن بقوه وقال ....مش عارف اعمل معاه إيه مخه قفل ومش راضى يتجوز ولا يتنيل كل حياته شغل وشغل وشغل حاجه قرف ....
ثم نظر الى الهامى وأكمل ...خلاص روح انت وابقى قول للبيه لما يجى إنى سافرت البلد عشان عندى هناك شغل تمام ..
♡♡♥︎♤♥︎♥︎♥︎♥︎♡♡♥︎♡♡♡♡♥︎
فى مستشفى إستثمارى كبير من يقف أمامها يظن أنها فندق خمس نجوم ولمَ لا وهى تعتبر نوع من انواع التجاره لرجل أعمال له ثقله فى الدوله وكأنه لم يبق غير المرض ليتاجروا ويتربحوا منه .....
كان يجلس دكتور إحسان عبد الرحمن ...طبيب جراحه أورام يتميز بالملامح الهادئه مع وسامه شديده ..يجلس معه صديقه المقرب باهر صديق إحسان فهو الأخر طبيب ولكن قسم نساء وتوليد ...
قال باهر بإستفسار ...:.إيه قلت لسيادة اللوا على موضوع سفرك ولا لسه ...؟
لسه أجابه إحسان باقتضاب ....
_ لسه ليه دانت خلاص هتوضب فى ورقك ....
_ صراحه مش عارف افاتحه ازاى خاصة انه كده هيقعد لواحده وطبعا مينفعش أخده معايا ...صراحه محتااار جدااا ومش عارف أعمل إيه ....
_ بص كده كده انت عايز تسافر تكمل دكتوراه بره ووالدك المفروض يفهم ان ده مستقبلك ولازم ميوقفش قصاده ...ثم أكمل مشجعا ...يلا يلا انت تروح تفاتحه على طووول فى الحوار ده على الأقل لما يبقى عنده خلفيه أحسن مايتفاجأ ....
فكر إحسان بكلام صديقه وقرر أنه بالفعل سيحدث أباه فى هذا الموضوع اليوم قبل غدا ...
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تتقابل الدروب من حيث لا ندرى ولكنه بتقدير من الله فكل شئ بميعاد وحياتنا ماهى الا دروب مختلفه منها من تقابل ومنها من يمشى بخطوط مستقيمه مثل قضيب القطار نشعر بالقرب منهم ولكننا أبدا لن يكون معهم بنا لقاء .....
ذهب اللواء عبدالرحمن الى مدينته الإقليميه طوخ
فهو لم يذهب إليها منذ زمن ولكنها الآن وصية زوجته الحبيبه ولابد من التنفيذ ..فهى كانت تمتلك قطعه أرض فى تلك المدينه وطلبت منه قبل وفاتها أن يقسمها مناصفةً،فيشيد مسجد ومستوصف للفقراء والنصف الأخر يقوم ببناء عماره كبيره لتكون لإبنها بعد ذلك ....وهذا بالفعل ما انتوى ان ينفذه لولا ما حصل مع موظفين الشهر العقارى ومع ذاك النصاب والذى زور عقود الأرض خاصة وانهم ليسوا مدركين من هو مالكها الفعلى فالأرض مازالت بإسم زوجته الراحله.....
دخل عبد القادر تجاه مكتبه فى مبنى الشهر العقارى ..ألقى السلام على زملائه بالمكتب ..فهو جاد جدا بعمله لا يقبل الخطأ او التهاون ورغم معرفته أن بعضا من زملائه ليسوا على القدر الكافى من النزاهه الا أنه لم يمتلك دليل حتى الان ..بدأ فى عمله بجد ونشاط وبعد فتره من الوقت دخل اللواء عبد الرحمن ومعه الأستاذ محسن المحامى ...
بدأ محسن بالكلام وسأل على الأستاذ إبراهيم وهو الموظف الذى أخذ منه الأوراق فى المرة الماضيه ولكنه لم يكن موجودا .....
تكلم عبد القادر :.أى خدمه ممكن أعملها ....؟
نظر اليه اللواء عبد الرحمن بازدراء وهو يقول ....مانت عارف احنا جايين ليه .....؟
رد عليه عبد القادر بجهل ...انا اسف والله بس فعلا انا مش عارف حضرتك إيه طلبك وبرده مش عارف حضرتك ليه متحفز كده ....؟
جاوبه سيادة اللواء بغضب :
ماهو لما توقفوا الاوراق اللى تخص الأرض بتاعتى تبقوا انتو كده مش تمام .....
ثار عبد القادر وقال ....:.أولا حضرتك تحترم نفسك وثانيا بقه انا معرفش انت.. بتتكلم على إيه ..فياريت يا تتكلم بأدب يا تمشى من هنا تشوف مصلحتك فى حته تانيه ......
ثار عبد الرحمن بشده وقال انت مش عارف انا مين ....
أنا اللوا عبد الرحمن الخولى صاحب الأرض اللى فى الشارع الرئيسى هنا واللى حضراتكم عملتوا عقود مزوره لواحد تانى انها ملكه عشان ياخدها منى ......
بهت عبد القادر مما سمع فهو يعلم أن زميله بالعمل إبراهيم ليس بنزيه بل والأدهى من ذلك انه من الممكن أن يقبل الرشوه بسهوله ليزيف الحقائق وهذا ماحدث بالفعل .....
هدأ عبد القادر قليلا وقال ...:.انا طبعا مقدر كلام حضرتك بس اللى عايزك تعرفه ان مش انا الموظف اللى عمل كده ،وسواء حضرتك لوا أو شويش فده ميهمنيش فى شئ لأن حضرتك فى الاول والاخر مواطن ولازم انى أعملك شغلك ...فياريت تتفضل على مكتبى وتقولى إيه الحوار بالظبط .......
حدث كل هذا والمحامى يقوم بإجراء مكالمه تليفونه خارج المكتب فلم يشهد الحوار من الأساس .تكلم المحامى وشرح لعبد القادر كل شئ .أخذ منه عبد القادر الأوراق الأصليه وبحث فى الكمبيوتر المتصل بمكتبه وبالفعل أخرج الأوراق الداله على أن الأرض ملك للواء عبد الرحمن وولده بعد وفاة زوجته ،بل وقام بنفسه ليختمها بختم النسر من المدير بالمصلحه حتى يكون كل شئ موثق وهو فى قراره نفسه لن يمررماحصل من زميله إبراهيم لأن هذا يسوء سمعة جميع العاملين بالمصلحه ....
فى هذه الأثناء دخلت أسمهان الى مكتب والدها بعد أن اتصلت عليه وعلمت انه قد حصل على مرتبه ...
السلام عليكم ...القت أسمهان السلام برقه وحياء شديدين فهى رغم انها تمتلك جمال طبيعى بلون أعينها الرصاصى الفريد وبشرتها النقيه الا انها خجوله الى اقصى درجه .....رد عبد الرحمن السلام هو والمحامى ....
نظرت أسمهان الى المقعد الفارغ وتساءلت ...هو الأستاذ عبد القادر مش موجود ولا ايه .....وقبل أن يرد عليها أياً منهما كان الساعى بالمكتب يدخل اليها بعد أن رآها وقال .....إزيك يا أسمهان يابنتى عامله ايه؟.
الحمد لله ياعمو شاكر ...امال بابا فين ؟ أجابها اللواء عبد الرحمن بهدوء بعد أن أعجب بهدوئها وخجلها ....بابا راح يخلص ورق وزمانه جى ...اتفضلى اقعدى ... قام المحامى من على المقعد وقال ...هروح اعمل تليفون على السريع كده للمكتب .....
جلست أسمهان وهى تنظر الى الأرض ،فسألها عبد الرحمن ....إنتى فى الجامعه ؟...اجابت بهدوء ..أيوه .
_ فى سنه كام بقه وبتدرسى إيه ؟
_ فى نهائى آداب ألمانى ..
ظهرت الدهشه على وجه عبد الرحمن وقال ...
.برافو عليكى ...طب واشمعنى ألمانى بقه ....
نظرت أسمهان للأمام بشرود وقالت بحالميه .....عشان نفسى أكمل ماجستير ودكتوراه وأشتغل مترجمه ..
ثم مالبثت أن تذكرت أن والدها يرفض أن تكمل تعليمها بعد الجامعه بحجة أن الفتاه للزواج وهو عند هذه المسأله وتنتهى معها رسالته .
لاحظ عبد الرحمن نظرة الحزن بعينيها ...فقال طب إيه اللى يمنعك بقه عن كده ...؟
لم ترد عليه لأن والدها قد أتى وفوجئ بها لأنه قد نسى أنه طلب منها الإتيان إليه ..تقدم منها وقال ..:
خير يا أسمهان فيه حاجه ؟
نظرت إليه بخجل وقالت ...لا يابابا بس يعنى حضرتك نسيت انى كلمتك وقولتلى تعالى.....
ضرب مقدمة رأسه بيده دليل على تذكره وقال ....أيوه صح .طب تمام ثوانى واجيبلك الفلوس اللى انتى عايزاها ....
أخرج من جيب بنطاله حفنه من المال وأخرج منها ورقة فئة المائة جنيه وأعطاها لها ....
ولكن أسمهان رفضت بهدوء وقالت ....لا يابابا انا معايا فلوس انا عايزه بس تمن البحث وهو هيتكلف 50 جنيه بس مش 100...
كل هذا تحت أنظار عبد الرحمن والذى كان الإندهاش هو حليفه ليقول بينه وبين نفسه ....هو لسه فيه بنات زى كده فى الزمن ده ...لااااااا دى مش لازم تفلت من تحت إيدى أبداااااا
↚
عندما تجبرنا الحياه أن نمثل دورا غير دورنا بحجة انه لا يوجد من يملأ هذا الدور..فكيف نعيش عندها حياتنا المنتهكه والتى لا نقدر أن نحقق بها أبسط أحلامنا لمجرد أننا نجب أن نضحى من أجل الآخرين ....
هكذا كانت أسمهان وهى تفكر لما يعاملها والدها بصرامه دوناً عن إخوتها ..لما دائما يقول لها أنتى الكبرى ومن يجب عليها أن تتحمل معى المسئوليه ولكن أى مسئوليه ممكن أن تتحملها أكثر من أنها تحرم نفسها من أبسط الحقوق من أجل أخواتها ...
فهى لا تأخذ من المصروف غير ما يكفيها بالكاد حتى يتمتع أخواتها بالمصروف الأكبر ...حتى ملابسها فهى لا تشترى الملابس الجديده كل عام وإن فعلت تحت إلحاح من والدتها فيكون طاقم واحد حتى يتسنى لأخواتها أن يشتروا أكثر من طاقم لهم ....فها هى دائما تلعب دور المضحيه عن طيب خاطر ..لا تتذمر أبدا فيكفيها أن يكمل أخواتها تعليمهم الجامعى بأفضل حال ......
دخلت أسمهان منزلها بعد أن أنهت بحثها ولكن الوقت تأخر ففوجئت بإعصار غضب من والدها وهو يقابلها ويقول بصوت جهورى :
كنتى فين يا أسمهان لغاية دلوقت ...
ازاى تسمحى لنفسك تتأخرى بره كده .؟؟
ردت أسمهان بإرتباك وخوف :
أسفه يابابا بس حضرتك عارف ان أخر معاد للبحث كان النهارده ويتسلم بكره فكان لازم اخلصه ...وكمان حضرتك لسه الساعه 5ونص يعنى متأخرتش جامد ولا حاجه...
نظر اليها نظره مرعبه ...يعنى إيه كنتى عايزه تتأخرى أكتر من كده ولا إيه ؟؟
تكلمت ناديه والده أسمهان والتى لا يعجبها تعامل عبد القادر مع إبنته :
جرا إيه ياعبد القادر ..يعنى البنت تعمل إيه يعنى ،كان عندها بحث ولازم تخلصه وكمان متنساش انها إتأخرت فى عمايل البحث بسبب انها مكنش معاها فلوس واستنت لما انت قبضت ،يعنى البنت كتر خيرها ....
ثم وجهت كلامها لأسمهان :
روحى ياحبيبتى غيرى هدومك وكوليلك لقمه وريحى شويه .....
ذهبت أسمهان والدموع تتلألأ بعينيها ولكنها تحبسهم بمقلتيها حتى لاتبكى أمامهم .
نظرت ناديه الى عبد القادر بغضب وهى تقول ....حرام عليك ياعبد القادر مش كده البنت بقت بتخاف منك ،مش عارفه اشمعنى هى اللى بتعمل معاها كده دونا عن أخواتها ....
نظر اليها عبد القادر بحزن :
علشان بنتك خام ياناديه ،مش واعيه زى اخواتها ،طيبه وغلبانه ومبتعرفش تتعامل مع الناس وفوق دا كله هى أجمل اخواتها .
زفر بشده وأكمل ...متعرفيش النهارده لما جاتلى الشغل كل زمايلى كانو بيبصولها ازاى ..اللى فرحان بيها واللى مش مصدق انها كبرت واحلوت كده ...بخاف ..بخاف عليها قوووى ياناديه ....
ربتت ناديه على كتف زوجها : ...
بس مش كده ياعبده ،انت كده بتبعدها عنك مش بتقربها ،انت كده بتخليها ترمى نفسها فى حضن أى حد ممكن يبقى حنين عليها أكتر منك ...وكمان أسمهان بينضرب بيها المثل فى أدبها وأخلاقها ،د غير انها دايما من الأوائل فى كليتها ،عايز منها ايه اكتر من كده .....
ثم أستطردت بهمس علها تلمس قلبه '
قرب منها ياعبده كفايه انك مش مخليها تكمل ماجستير بعد ما تخلص .
ثار عبد القادر بشده وهو يقول :
يعنى انا مش عايزها تكمل ليه يعنى ماهو علشان عايز أطمن عليها مع عريسها ..
ردت ناديه بتروٍ..يعنى ياعبده شايف العريس واقف على الباب وكمان ماهو كل عريس بيجى بيطلب شئ وشويات واحنا برده اللى معانا ميكفيش اللى بينطلب مننا واهو ربنا يبعتلها بن الحلال اللى يقدرها ويشيلها فى عينيه .....قوم يلا ادخل كده ريح وحاول تتكلم معاها بالراحه شويه عن كده ....
نهض عبد القادر وهو يفكر بكلام ناديه وهل معاملته لأسمهان ممكن أن تبعدها عنه أم لا ....ولا يعرف انها تحتاج منه كلمه فقط تستشعر بها حنانه عليها حتى ترتمى بأحضانه التى تشتاق إليه ....
□□□□□□□□□□□□□□□
تأخذنا الحياه لأماكن لم تكن فى الحسبان ولكنها تترك فينا أثرها ..حتى انها تغير بنا بعض الأفكار وتجعلنا نقرر أشياءً كان من الصعب علينا التفكير بها .....
رجع عبد الرحمن الى منزله ومازال يفكر ب أسمهان تلك الفتاه الجميله النقيه ..هل يوجد بزماننا من هو مثلها هكذا ...فإنه كان قد فقد الأمل بوجود فتيات مثلها .....
ظل يفكر ويفكر بشئ واحد حتى أختمرت الفكره برأسه وقرر أن ينفذها مهما واجهه من صعوبات ....
أمسك هاتفه وطلب رقما حتى أجاب فقال بإبتسامه واسعه ....
_ أهلا أهلا ياسيادة اللوا أيمن ...وحشنى ياراجل عامل إيه ...
_..........
_ لا أبدا بس كنت عايز منك طلب عندكم فى المحافظه واحد قاعد فى طوخ إسمه عبد القادر الحناوى وعنده بنت اسمها أسمهان فى نهائى آداب آلمانى .عايز كل حاجه تخصه من يوم ماتولد لغاية دلوقت ...وانا عارف انك قدها وقدود بس عايز المعلومات دى بأقصى سرعه تمام ......
___......................
_لا ألف شكر ليك وانا مستنى على نار ......
جاء الهامى بالقهوه وهو مندهش ويقول ....هو حضرتك بتسأل على الناس دى ليه ..انا لو مش عارف حضرتك كويس كنت قولت انك عايز تتجوز البنت اللى بتسأل عنها دى ....
ضحك عبد الرحمن بشده وقال :
ههههههههه تصدق فكره برده ..ثم أكمل بهدوء ومكر ..على العموم متقلقش بس هى تظبط وكل حاجه هتبقى زى الفل .......
◇◇◇◇◇◇◆◇◇◇◇
عندما يلغى الإنسان مشاعره ظنا منه أنها تتضعفه فهو لا يعلم انه يقتل بداخله البراءه وانه لايوجد حياة بلا قلب ....
هكذا كان دكتور احسان ...إنسان عملى الى أقصى درجه فهو لا يفكر بشئ غير مستقبله العلمى وبعثته حتى أنه لايفكر كيف انه سيترك والده بمفرده اذا سافر لبعثته ولكن حقا هو لا يكترث ...
كان يمر على إحدى المرضى وبعد أن كتب ملاحظاته خرج بإتجاه مكتبه عندنا نادت عليه دكتوره ..هنادى فهى زميله له بالمشفى وتعشقه وهو يعلم ذلك ولكنه لا يعير لها بالاً فهى رغم تفوقها من أسره عاديه وهذا مالا يفكر به .فحتى وإن أراد الزواج فسيكون زواج عقلانى بحت .بطبيبه ولكن من أسره راقيه من وجهة نظره تساعده للأمام ولا تأخذه للخلف ...
نظر اليها بملل وهو يقول :
أفندم يادكتوره ...
ردت عليه هنادى بإحراج من أسلوبه الفظ ....أبدا يادكتور بس فيه مريض كنت عايزه أسأل حضرتك عليه ....
رد بنفاذ صبر :إتفضلى اسألى .....
أنهت معه هنادى الحوار تحت نظراته الناطقة بالملل ..أما هى رغم انها تعرف شخصيته تمام المعرفه الا أنها لا تستطيع الإبتعاد عنه ..فقلبها الأحمق عاشق له أو هكذا تتوهم هى .....
ابتعدت عنه بعد أن سألته عما تريد ....
فجاء صوت من خلفه وهو يقول بامتعاض :
ياشيييخ يخرب بيت برودك ..البت فاضل شويه وتقولك بحبك وانت حتى كلمه حلوه مبتقولش .....ولم يكن هذا غير صديقه باهر ...والذى نظر له إحسان بإشمئزاز وهو يقول:
سيبتلك انت القلب الحنين يا أبو قلب انت شبه الخسايه ،إنما أنا مش عايز حاجه تعطلنى على اللى نفسى أحققه .وواحده زى هنادى مش هتساعدنى فى حاجه ..منكرش انها مؤدبه ومحترمه ودكتوره شاطره بس مش ليا .....
هز باهر رأسه بيأس من تفكير صديقه وقال :
يابنى ياحبيبى انت عايز تسافر ونفسك تحقق حلمك وهنادى دكتوره يعنى مش هتقف فى طريقك وكمان انت ناسى باباك هتسيبه لوحده اهو على الأقل لو اتجوزت هتعيش هى معاه وتاخد بالها منه وانت تجيلهم فى الأجازات لغاية متخلص دراساتك .
نهض إحسان بقوه وهو يقول بإمتعاض :
بقولك إيه ملكش دعوه انت وكمان بابايا مش صغير ومعاه عمى الهامى بيسبوش يعنى انا هكون مطمن عليه متقلقش انت ......
ردد باهر بهمس ...والله انت اللى هتندم وساعتها مينفعش الندم ......
●●●●●●●●●●●
يتمنى الأنسان أشياء ويحصل على غيرها ....ولكن دوما وأبدا علينا بالرضى فإختيار الله لنا دائما خير ...ولكن حقا مالا نتحمله هو أن يتمنى الإنسان أن يرتمى بين أحضان والده ولكنه لا يستطيع كمن يرى الماء وهو ظمئى ولكن لا يتمكن من الإرتواء ..
شعور قاتل يمزق الروح والقلب .....
بكت أسمهان وهى تكتم شهقاتها حتى لا تسمعها اختها العائده للتو هى الأخرى ولكن يالسخرية القدر فوالدها لم يقل لها كلمه واحده مما قد قيلت لها منذ قليل .....
هلعت إيمان عندما سمعت بكاء أختها المكتوم ..
ذهبت اليها وأخذتها بين أحضانها وقالت:
مالك يا أسمهان فيكى إيه ..؟
نظرت اليها أسمهان بحزن وقالت هو ليه مبيحبنيش
نظرت اليها إيمان بعدم فهم .....هو مين ؟
بابا ...ىدت عليها أسمهان ببساطه
نظرت اليها إيمان وكأنها برأسين وقالت :
بابا مبيحبكيش انتى ....
ضحكت بصخب وقالت :ياشيخه حرام عليكى دانا كل ما اقوله حاجه يقولى كان نفسى تتطلعى زى أسمهان عاقله كده ومفيش منها اتنين ....وكل ما اعمل حاجه متعجبوش ويقولى اتعلمى من أسمهان هتفضلى خايبه لغاية أمتى ..لدرجه انى كنت فى بعض الأحيان بغير منك ...حتى لما كنا بناخد فلوس وانتى مبتاخديش ...كان بابا دايما يقولنا محدش حاسس بيا غير أسمهان ..
ثم استطردت بسخريه وقالت :يابنتى دا محسسنا انه مخلفش غيرك واحنا مش عياله يبقى فى النهايه تقولى مبيحبنيش ليه ...انتى هبله يابنتى ولا بتستهبلى .....!!؟
كانت تستمع اليها وكأن ماتقوله أختها لا يخصها هى ...فهى حقا لا تشعر بكل هذا ..وإن كان هذا حقا هو تفكير والدها فلما لا يظهره أمامها ،لما لا يشعرها بحبه لها وبفخره بها ،لما دائما يشعرها انه حانق على افعالها ولا يعجبه شئ ...لما لا يشعرها بحنانه ولو بضمه بسيطه أو بقبله صغيره على صدغها ...أيجب عليها أن تحكى اختها كل هذا حتى تعلم ما بداخل والدها اليس لها الحق أن تشعر هى بذلك منه هو وليس من شخص اخر .....
ظلت شارده ودموعها مازالت مسترسله فى مجراها كنهر لحظه فيضانه .....
يشعر قلبها بالإختناق ..فهى بالفعل تعشق والدها لكنها تهابه ...لا تستطيع الكلام معه بحريه عكس اخواتها ..فهل ماتقوله اختها صحيح أم انها فقط لاتريد جرحها أكثر من ذلك ......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عندما ننتظر خبر هام بحياتنا لايتحرك الوقت فتكون الثانيه بمثابة سنه هذا ما شعر به عبد الرحمن وهو منتظر المعلومات عن عبد القادر فاللواء أيمن قال له سيأتى له بكل مايريد فى خلال ساعه بالكثير وهاهى الساعه تقارب على الإنتهاء ولم يتصل بعد .....
رنين الهاتف هو ماقطع تفكيره ...
التقط الهاتف سريعا وهو يقول :
أيوه يا أيمن إيه الأخبار ...؟
استمع عبد الرحمن لما يقول وعلامات الفرحه تتمثل فى ووجه وكيف لا وهويسمع كل خير عنهما وكيف يشكر بهم الجميع وحتى فى عمله فهو نزيه ولا يقبل الحرام مهما كانت الإغراءات وأسمهان إبنته كما توقع تماما فتاه خلوقه وملتزمه دينيا وعلميا .....إذاً إنها هى من يريد ولن يتنازل عنها مهما كانت الصعوبات التى أمامه .....
دخل عليه إحسان فوجد والده يبتسم وكأنه يعشق من جديد ....تقدم منه وقال: بإبتسامه جرا ايه ياسيادة اللوا مالك هيمان كده ليه اوعى تكون بتحب ....؟
ضحك عبد الرحمن بصخب وقال :
انت بتقول فيها انا فعلا بحب ...
ضحك إحسان بإندهاش وقال :لا والله ده ازاى ده .....؟؟
نظر اليه عبد الرحمن بخبث وقال :
سيبك منى وقولى كنت بتقول عايزنى فى موضوع ..خير ...؟
جلس إحسان بمقابلة أبيه وقال :
حضرتك عارف انى عايز أكمل ماجستير ودكتوراه بره وانا بالفعل راسلت جامعه فى ألمانيا ووافقت انى اكمل هناك بس التكلفه بالنص ..فكنت عايز حضرتك يعنى انك تساعدنى فى حاجه زى دى وحضرتك عارف ان ده حلمى من سنين ......
نظر اليه عبد الرحمن بحزن وقال :
عايز تسافر وتسبنى وانا فى سن محتاجلك جمبى فيه ....
امتعض وجه إحسان ولكنه حاول أن يخفيه وقال :انا طبعا مقدرش أستغنى عن حضرتك بس برده عارف انك مش هتقف قدام مستقبلى ....
اجاب عبد الرحمن بحزن :فعلا انا مش هقف قصاد مستقبلك ....فرح إحسان بشده ونهض ليقبل أباه ولكن عبد الرحمن أوقفه بكف يده وهو يقول .....انا موافق بس بشرطططط
↚
تأخذنا الحياه لمحطات لم نكن نعتقد أننا سننزل بها أو سيكون لنا بها غايه ولكننا نمشى بلا هواده نحاول أن نحقق ذاتنا حتى لوفعلنا مالا نعتقد أننا نستطيع ،ومشينا فى طرقات لم نعتقد أننا نستطيع المضى بها ولكن ....هذه هى الحياه .. .
وقف إحسان أمام والده وهو مندهش من كلامه فأى شرط يريد حتى يفعل له مايريد ولكن مهما كان هذا الشرط فهو سيوافق عليه حتى يحقق أحلامه فبالتأكيد سيقول له أن يأتى لزيارته كل بضعة أشهر ..فلا يوجد غير ذلك ....ولكنه أفاق من شروده على صوت والده يقول .....يعنى مسألتش إيه هو الشرط ....
تكلم إحسان بهدوء إعتقادا منه بسهولة الشرط :
مستنى حضرتك تكمل كلامك مره واحده ....
قال عبد الرحمن بمكر: يعنى موافق على شرطى من غير ماتعرفه ....
إحسان بثقه ليست فى محلها إطلاقا :أكيد ياسيادة اللوا ...
أكمل عبد الرحمن بغموض :
.تمااااااام معنى كده بقه انى أتصل بأهل البنت عشان نروحلهم قبل متسافر .....
انتبه إحسان للكلام وقال باستغراب :
.بنت مين هو حضرتك ناوى تتجوز ولا ايه هو ده شرط حضرتك انك تتجوز .....
نظر اليه والده بغموض وقال :ولو ده شرطى انت موافق ....
رد عليه إحسان بلامبالاه :
عادى يابابا لو ده يريحك مفيش مشكله واهو كده حتى هكون مطمن عليك وانا مسافر.....
قهقه عبد الرحمن بشده وقال :
بس مش انا اللى هتجوز ...ثم أكمل بهدوء وهو ينظر لعينى ولده ....إنت اللى هتتجوز .
انتفض إحسان من مكانه وقال:
نعععععععم مين ده اللى يتجوز واتجوز مين بقه إن شاء الله .....
وقف عبد الرحمن وتكلم بصرامه وقال :
والله لو انت معجب بحد فأنا موافق بس اللى أعرفه انك للأسف معندكش قلب وده أنا السبب فيه ...خوفت انى أدلعك فتبوظ وانت ولد.وحيد ربيتك بشده وحزم وفى نفس الوقت مبحرمكش من حاجه ،على أساس لما تكبر تقف جمبى بس للأسف طلعت عملى زياده عن اللزوم كل اللى همك مستقبلك ومصلحتك وبس .حتى مفكرتش فيا ..لما تسافر وتسيبنى مين هيبص عليا وياخد باله منى ...
رد عليه إحسان بعصبيه :
طب وده كله إيييه علاقته بأنى اتجوز .....
جاوبه بنفس العصبيه : ....هو ده شرطى مفيش جواز مفيش فلوس وعندك فرصه تفكر لبكره ،بعد بكره العرض انتهى ....ساااااامعنى .....؟؟
رد عليه احسان باستهزاء :
وياترى بقه لقيتلى عروسه ولا لسه ......؟
- أيوه ...جاوبه عبد الرحمن ببساطه رغم سخرية إبنه ...لقيتلك عروسه محترمه وهاديه وهتتحمل طباعك الزفت ....
أكمل سخريته وقال :لا والله يعنى كمان هى اللى هتتحملنى كتر خيرها والله .....
اجابه عبد الرحمن بقوه:..بص بقه من غير سخريه وهبل اخرك بكره ترد عليا ماشى ...
ذهب إحسان من أمامه وهو يقتله الغيظ من أبيه ولكن ماذا يفعل فعليه الهدوء حتى يحصل على مايريد .....
♡♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎
فى كليه طب الأسنان تجلس إيمان فى المدرج منتظره صديقتها شهد فهى قد تأخرت اليوم .....
ظلت تقرأ فى كتاب أمامها حتى دخلت صديقتها بمرحها وهو تقول :صباحوا عسل ياناس ياعسل ......
ضحكت إيمان بملئ فيها : ....بزمتك دى مصطلحات دكتوره محترمه يابنتى ارقى شويه مش كده .....
جلست شهد بجوارها وهى تقول:
.انا كده وهفضل كده ومش هتغير أبدااااااا ....
نظرت اليها إيمان بإستنكار وقالت :
بيئه هتفضلى طول عمرك كده ....
نظرت لها شهد وهى تخترق دواخلها وقالت :
وانتى بقه إيه ..مانتى دايما واخداها جد وبتطلعى من الأوائل حتى الدكتور رزق بتبقى عينه هتطلع عليكى طول المحاضره وانتى ولا انتى هنا ....
نظرت إليها إيمان بهدوء :
....ياشهد انا بابا يعتبر بيقطع من لحمه الحى عشان يعلمنى انتى عارفه مصاريف طب أسنان عامله إزاى ،كل شويه عايزين أجهزه ومستلزمات ..انا بقيت بتكسف وانا بطلب من بابا ،حتى أسمهان أختى بحسها بتبقى عايزه تروح كليتها مشى عشان توفرلنا المصاريف ،فوق كل ده اخواتى التوأم اللى فى ثانوى عام يعنى قطمة وسط ....
نظرت اليها واستطردت بحزن ...وبعد ده كله عايزانى اركزفى رزق ولا غيره ....
ثم أكملت بمزاح وهى تحاول أن تخرج من حالة الحزن التى إنتابتها .:
وكمان بزمتك عايزانى احب واحد إسمه رزق .....
نظرت إليها شهد بإستنكار '
وماله ياختى رزق ..دا كفايه أدبه واحترامه واخلاقه العاليه ...دانا فى الاول كنت بحسبه بيبص عليا انا كنت إيه بقه طايره لغايه مافمره جيت متأخر ومقعدتش جمبك ..
.ثم إستطردت بمرح :فلقيته ياختى قال إيييه معبرنيش بقيت عايزه أحدفه بطوبه يمكن يغير اتجهاته وهو أبدا تقوليش الناحيه اللى انتى فيها كان فيها مغناطيس ..بس عموما هو اللى خسرنى انا واحده متتعوضش مفيش منى إتنين أصلا .....
قهقهت إيمان على مرح صديقتها والتى تعلم تمام العلم انها لا تعنى هذا الكلام لأنها بالفعل مرتبطه بإبن خالتها ....ولكنها لم تشعر بأن ضحكتها كانت عاليه حتى جعلت هذا الذى دخل للقاعه فى حالة غليان لأنها لفتت إنتباه زملائها إليها .. فهى عفويه جداااا وجذااابه جداااا ويحبها جداااا جدااااا ولكن مهلا لم تضحك بتلك الصوره ...لم يتمالك نفسه من غيرته الا انه توجه اليها بسرعه شديده وهو يكز على أسنانه من غيرته وغيظه ..
مال عليها بهدوء وقال :
لو لقيتك بتضخكى تانى بصوتك العالى ده هحرمك من درجات العملى ماشى يادكتوره ....
ثم تركها وذهب بإتجاه المنصه وكأنه لم يقل شيئا ...أما هى فكانت حدث ولاحرج ...فشعورها الآن الغيظ منه والسعاده من غيرته فهى لاتنكر إعجابها الشديد به رغم صدها لأى محاوله منه ولو حتى للكلام العادى .....
نظرت لصديقتها والتى تكتم ضحكتها بشده فأخرجت فيها حنقها الشديد وهى تقول : اخرسى يازفته بدل ما أخنقك .....
ردت عليها شهد بهدوء وهى تدندن ....:جرب نار الغيره يا...رزق ....وقولى .وقولى إيه رأيك يا..يارزق .....
لكزتها إيمان بشده فى معدتها حتى تصمت تلك المعتوهه من وجهة نظرها .....
أما دكتور رزق فكان ينظر اليها وهو ممتقع من رفضها له ولكنه لن ييأس أبدا حتى توافق عليه خاصة وهو يرى نظرة الإعجاب فى عينيها رغم ما تبديه من رفض .
🌟🌟🌟🌟
نرجو ممن حولنا بعض الأهتمام ...فليس بالمال نحيا ولكن بالحب نعيش ونبقى ...
كانت أسمهان تجلس لإستذكار دورسها فهى الشئ الوحيد الذى يخرجها مما هى فيه ،أو على الأقل تهرب من حياتها لدروسها وجامعتها تلك الجامعه التى اختارتها بعنايه حتى تكمل حلم حياتها وهى العمل كمترجمه ولكن هل سيسمح لها والدها بذلك ..أم كالعاده لن يفكر حتى بالأمر ....
دخلت عليها والدتها وهى تبتسم بحزن على حال إبنتها الكبرى فهى تعلم مابها وحاولت أكثر من مره أن تلفت نظره أكثر من مره ولكنه لايستجيب فهو يعتقد انه هكذا يحميها من غدر الاخرين خاصة وانها طيبه القلب وبريئه وليس لها تجارب فى الحياه ....
بتعملى إيه ...قالت لها والدتها بهدوء ....
ردت عليها أسمهان بنفس الهدوء المغلف بالحزن :بذاكر ....
-طب ليه مروحتيش الكليه النهارده ......
-أبدا ..معنديش محاضرات مهمه فقلت اقعد اذاكر .....
تنهدت ناديه بشده وقالت :
.بصى يا أسمهان انا عايزه أقولك حاجه ...انا عارفه انك.زعلانه من معامله باباكى وانك حاساه قاسى عليكى دونا عن اخواتك ..بس اللى انتى متعرفيهوش انك.انتى أكتر حد هو بيحبه فى ولاده ....
نظرت لها أسمهان دون تصديق ....فأكملت ناديه:
...صدقينى ياحبيبتى ..طب تعرفى امبارح جالك عريس وهو رفضه انتى عارفه ليه ....نظرت اليها أسمهان بقلة حيله وقالت .....يعنى انا اصلا معرفش انى جالى عريس غير من حضرتك يبقى متفرقش هو رفضه ليه حتى من غير مايقولى ......
شهقت ناديه بشده لفهم ابنتها الخاطئ :
...لا ياحبيبتى دا رفضه لأنه عارف انك مبتحبهوش ولا حتى بتطقيه ...تعرفى العريس يبقى علاء بن عمك ابراهيم ....باباكى مهمهوش زعل عمك وانتى عارفه هو بيحبه قد إيه ..بس رفض ابراهيم لانه عارف انك مبتطقيهوش وكل ماتشوفيه حتى مبتسلميش عليه وبتدخلى اوضتك ...عرفتى بقه باباكى بيحبك قد إيه ....
نظرت اليها أسمهان وسط نظراتها المندهشه فهى بالفعل تكره هذا المدعو علاء رغم معرفتها بحبه الشديد لها ولكنه إنسان غير متزن وغير مسئول ...ولكنها أيضا كانت تخاف أن يوافق عليه والدها إذا تقدم لطلب يدها لأنها تعلم كم يعشق أبيها عمها إبراهيم ..فهل من الممكن ان يكون فعل هذا من اجلها هى ولم يهتم بغضب أخيه ....
فهمت والدتها تخبطها : ...صدقينى يا أسمهان يابنتى باباكى بيحبك بس مبيعرفش يعبرعن حبه ليكى ....
نظرت اليها بإستفسار :
...وليه بيعرف يعبر عن حبه ده لإخواتى ،اشمعنى انا يعنى ......!!
زفرت والدتها وقالت بهدوء ...:
عشان انتى مختلفه عنهم ...انتى هاديه وطيبه وقسوته اللى بتظهر دى من خوفه عليكى .يعنى يوم متأخرتى بره وهو زعق كان خلاص داخل يلبس وينزل يدور عليكى لانه بيحس انك لسه صغيره ومبتعرفيش تتعاملى ورغم ان اختك جت بعدك بس هو دايما بيقول إن إيمان جريئه مش زى أسمهان خجوله .فبتعرف تتصرف ..فهمتى بقه وجهة نظره .....؟؟
طأطأت أسمهان رأسها وتنهدت : ...أيوه ياماما فهمت وخلاص مفيش مشكله عادى يعنى انا اتعودت على أسلوبه معايا فمبقتش تفرق خلاص ...
☆★☆★☆★☆★☆★
عندما يكون الشخص مضطر لفعل شئ لايريده يصبح كالتائه فى دوامه ليست لها مخرج ولكن ماذا سيفعل فعليه ان يجد المخرج حتى يستقيم بحياته .....
ظل إحسان يجوب الشوارع بسيارته فهو يكاد رأسه ينفجر من التفكير .....فقرر مهاتفة صديقه باهر لعله يجد عنده النصيحه ...
كان يجلس بإنتظار صديقه بإحدى الكافيهات حتى جاء وقص عليه كل شئ وهو ساخط ....نظر اليه باهر وقال ....وانت دلوقت عايزنى أقولك إيه ...؟
نظر اليه إحسان بغضب :
...بقولك إيه بلاش طريقتك دى وقولى أعمل ايه انا لا عايز اتجوز ولا اتزفت ،انا عايز اكمل الرساله بتعتى واشوف مستقبلى لكن بابا بيلوى دراعى ....
نظر اليه باهر بسخط : ....تصدق كل كلمه قالها باباك صح انت للأسف مبتشوفش غير نفسك .بس يا احسان احنا اصحاب من ثانوى وعشرة عمر وانت عارف ان فيه تصرفات كتييير منك مبتعجبنيش .بس الصراحه بقه المره دى باباك عنده حق ....
.رد عليه احسان بإمتعاض ...ازااااااار بقه ان شاء الله ...
قال باهر بهدوء رغم غضبه الداخلى :.لأن ببساطه باباك عايز حاجه يربطك بيها هنا عشان يضمن رجوعك اللى انا نفسى مش ضامنه لانى عارفك .انت لو خلصت رسالتك وجالك عرض شغل هناك وده اللى هيحصل أكيد انت طبعا هتوافق ..وباباك مش غبى بالعكس دا لوا شرطه يعنى مخه ذرى وبيحلل الأمور كويس قوى وعارفك عشان كده عايز حاجه تضمن رجوعك .......
رد احسان بسخط :ياسلام وده بقه اللى هيضمن رجوعى .....
باهر بهدوء ...طبعا مانت لو اتجوزت ومثلا انت سافرت بقه وهى مثلا كانت حامل فأنت هترجع غصب عنك .....
نظر اليه إحسان بهدوء مميت : ....تمام أنا بقى هوافق وبعد مسافر هطلقها ....
امتقع وجه باهر من كلام صديقه : ...يا أخى حرام عليك انت بتفكر فى الطلاق قبل حتى ماتتجوز .مايمكن يا أخى تعجبك وتحبها وتعيش معاها ...افتح قلبك ده خليك تحس بالناس شويه .....
نهض إحسان بشده من على المقعد وقال لصديقه :
ملكش انت دعوه خلينالك انت القلب الحنين انا بقه محدش يلوى دراعى .ورز مابابا بيخطط انا كمان هيكون ليا خططى ..... ..
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
عندما تعطى جل اهتمامك لشخص بعينه فإنك تتمنى أن يرد هو ولو القليل من هذا الإهتمام ولكن ماتفعله الحياة بنا يجعلنا ننسى المعروف ونتذكر فقط ما يؤلمنا .....
هكذا كانت ذكريات عبد الرحمن وهو يسترجع أيامه مع زوجته وإبنه ...لم يكن يعتقد يوما انه سيكون بهذا الجفاء ..فماذا فعل هو به ..كان كل مايريده أن يكون صلبا قويا ولكنه أصبح صلب القلب .....
اخرجه من شروده صوت إحسان وهو يقول :
انا موافق على الجواز بس مش هتسافر معايا هتقعد مع حضرتك هنا وانا هبقى اجى كل كام شهر ولو معرفتش هبقى ابعت لها زياره ..تمام كده ولا إيه ....؟؟
نظر اليه عبد الرحمن وهو يحاول أن يستشف مابداخل عقله ولكنه لم يستطع ...ورغم ذلك هناك شعور أن إبنه ينوى على شئ لا يعرفه هو ......
جاوبه عبد الرحمن بهدوء .:..تمام وانا هتصل بأبو العروسه عشان اخدد معاه ميعاد .....
اوكى .....هكذا رد إحسان بلا مباله ....ثم اكمل ...:
بس ياريت يبقى بسرعه لأن الجامعه كلمانى النهارده والمفروض اسافر خلال شهرين ......
.نظر اليه والده باستهجان :
نعععععم ده اللى هو ازاى ....؟؟
.جاوبه إحسان باستفزاز ....والله ده اللى حصل وحضرتك أكيد ليك طرقك اللى تخليك تتأكد انى مش بكدب عليك .....
ماشى يا دكتور وانا هكلم باباها النهارده ...إيه مش عايز تعرف العروسه ولا إيه .....؟
هز كتفه بلا مبالاه وهو متجه صوب غرفته ...عادى اهى جوازه والسلام مش فارقه كل زى بعضه ......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تأتينا بعض المنح حتى تنتشلنا مما نحن فيه ولكن هل ستكون منحه أم إبتلاء اخر نكمل به حياتنا والتى لم ينتهى منها الإبتلاء .......وهل يبتلى غير المؤمن ..حتى يرتقى بصبره لأعلى درجات الجنان .....
دخل عبد القادر وهو يلهث بشده من كثرة هرولته فهو كان يطوى الطريق طيا حتى يرجع لمنزله ليقص على زوجته أوصاف ذلك العريس الغير متوقع والذى تقدم لإبنته أسمهان ....فهو لا يستطيع التصديق والأكثر من ذلك انه طبيب وشاب وعائلته محترمه وثريه بعض الشئ وفوق كل هذا وذاك انه لن يكلفهما أى شئ فى هذه الزيجه فهو كما قال له عبد الرحمن أن شقة العريس كامله بكل شئ الا من العروس فقط .....
ظل يحكى لها ويقص كل ماحدث فى تلك المكالمه ...
اردفت ناديه بالسؤال ....وده شافها فين ..انت زى مابتقول انهم من القاهره .....
ابوه هو اللى شافها وهو بيقول ان ابنه بيدور على عروسه بنت ناس وكويسه ومحترمه وان أسمهان دخلت قلبه من ساعة ماشافها عندى اتمناها لإبنه عشان كده قاله عليها وقرر انه يجى يتقدم ....
اشرق وجه ناديه وهى تقول :
طب يارب يجعله من نصيبها اسمهان طيبه وتستاهل كل خير ...
رد عليها عبد القادر بفرح ...فعلا ..رغم ان الواحد يعز عليه فراقها بس المهم راحتها ......
وغير كده مكدبش عليكى ....والده ده شخصيه
محترمه جدا وسمعته سابقاه وفى نفس الوقت هو مش هيكلفنا حاجه فى جوازتها ...دانا كنت ناعى الهم من الموضوع ده قوى ياناديه مانتى عارفه البير وغطاه ومصاريف اخواتها ..اهو ربنا بعتلنا الجوازه دى فى وقتها ......
نظرت اليه ناديه بتوجس وقالت :
.يعنى لو أسمهان معجبهاش الموضوع هتغصبها عليه .....
انتفض عبد القادر من مكانه وقال ...لا طبعا صحيح الجوازه دى هتشيل من عننا كتييير بس انا عمرى ما أبيع بنتى أبدااااا ولا بكنوز الدنيا كلها ...بس هى لو وافقت منكرش انى هبقى فرحان ......
كانت ذاهبه لوالدتها حتى تسألها عن شئ .فاستمعت لكل ما يقولون وترقرقت عيناها بالدموع وهى بداخلها قد توصلت الى ما ستفعله عندما يأتى هذا العريس المنشوووود ...
↚
نروى الزهور كى تتفتح على أغصانها ورغم هذا تنبت الأشواك معها ..ولو اردنا انتزاع الأشواك لأفسدنا الزهره ..هكذا حياتنا لانشعر بحلاوة النعمه الا بعد الشعور بالألم فعندها نحمد الله على ما آتانا فكل شئ وله سبب ....
كانت أسمهان تجلس بفستان عرسها الخلاب ولما لا وهى أحضرت كل ماتريده دون أى إعتراض من العريس أو والده ..
كانت تنظر حولها وهى ترى فرحة أبيها رغم الدموع التى تراها بعينيه ...هى هذه حقا دموع أم أنه يتهيأ لها ...
ثم نظرت لوالدتها وهى ترى فرحتها الممزوجه بالإشتياق منذ الآن ....أما اختها إيمان فكانت سعيده بل أنها من شجعتها على تلك الزيجه حتى تخرج للدنيا .فهو من وجهة نظرها عريس لا يتم رفضه ....
أكملت النظر لوالد.زوجها ورأت سعادته الظاهره على محياه .....ولكن مهلا زوجها ....لما هذه الكلمه غريبه على أذنيها فهى لم تعتادها بعد ....
حولت نظرها اليه فوجدته كما هو لا تستطيع أن تفهم مشاعره هل هو سعيد.ام حزين ام غير مبالى ولا يهمه الأمر ....عادت بذاكرتها الى يوم ان تقدم لها ....
فلاش باك ....
كان المنزل على قدم وساق فوالدتها تنظف البيت بهمه ونشاط حتى اخواتها فهم يساعدونها ووالدها ذهب لشراء الحلوى والمشروبات وبعض الفاكهه وبعض الفاكهه .....جاءت الساعه الحاسمه .....
أتى عبد الرحمن برفقه إبنه الوحيد دكتور إحسان .....لقى هذا الإحسان استحسان الجميع فهيئته تدل على أنه ذو شخصيه وأيضا وسيم الطلعه وفوق كل هذا فهو طبيب ووالده لواء متقاعد ...
دخلت أسمهان وهى ترتدى فستان من اللون اللبنى الفاتح مع حجاب من اللون الأوف وايت جعلها تبدوا جميله بشده .....لاتنكر انها اعجبت به عند جلوسها وأيضا فهى تكاد تجزم انها رأت بعينيه نظرة إعجاب لها ....تركهم الجميع بمفردهم ....
فبدأ هو بالحديث وقال :
انا عرفت اسمك بس معرفتش بتدرسى إيه .....؟؟
أجابته بصوت هادئ من شدة خجلها :
....آداب ألمانى .... أكمل هو تعارفهم ولا تنكر انها شعرت نحوه بالإرتياح ولكنها رغم ذلك لم تستطع أن تفسر نظراته فتارة تشعر انها نظرا إعجاب وتارة أخرى تشعر بأنها نظرات عامضه لا تستطيع تفسيرها ....ولكنها رغم ذلك عزمت أمرها على الموافقه ...فيكفى أنه سيتكفل بكل مصاريف الزواج وبهذا فهى لن ترهق والدها ....وأيضا يوجد معها اللواء عبد الرحمن ذلك الشخص الودود والتى شعرت تجاهه بالإرتياح الشديد ......
عادت لحاضرها عندما وجدت إحسان يشد على كف يدها حتى تنتبه له ..فعندما نظرت له قالت بهدوء فيه إيه ......رد بإستغراب ...إنتى اللى فيه إيه من ساعتها بكلمك وانتى مش هنا ..كنتى سرحانه فى إيه ....؟؟
أبدا مفيش ...كنت عايز حاجه .....اردفت بهدوء .....أجابها بلا مبالاه أبدا بس يلا عشان نرقص سلو مع بعض ...
نهضت معه وهو يمك بيدها وكأنه يعشقها ....كانو يرقصون مع بعضهم وهى تنظر بعينيه علها تستشف ما بداخلها ولكنها لم تستطع .....
نظرت اليه وسألته بهدوء .....ليه صممت ان الحوار يبقى فى خلال شهر ونص بالكتير ...وليه مثلا مكنتش خطوبه وبعدين نتجوز مدام انت كده كده مسافر .....
شعر بالحيره فبماذا يجيبها ...أيقول لها انه شرط والده أم يقول لها انه لو رآها بظروف اخرى كان من الممكن أن يحبها ولكن عندما تغصب الفتاه على الزواج فهى لا تتقبله أبدا فما بالك بالرجل والذى يشعر انه مغصوب على شئ لا يريده أكيد شعور أصعب ...لاينكر انه عندما رآها أول مره شعر بنفضه فى قلبه ولكنه وأدها بمهدها فهو لن يرضخ لشئ كان له بالغصب ....
.فعذرا أسمهان انتى من أتيتى بطريقى ولابد لى من المضى دون النظر للخلف .......
افاق على صوتها يقول ....مجاوبتش يعنى ....؟؟
نظر اليها وهو يحاول الثبات ويجلى صوته حتى يتكلم بثقه وقال .....أبدا كل الحكايه انى محبتش بابا يقعد لوحده وكمان كده كده هنتعرف على بعض حتى وانا مسافر يعنى هنتكلم على طول وهبقى ابعتلك تجيلى وانا كمان هبقى انزلك ......
حاولت أن تطمئن نفسها بهذا الكلام قليلا وهى تقر انه بالفعل اتفق مع والدها على هذا فبالتالى هو لن يخلف وعده ......
انتهى حفل الزفاف المقام بقاعه من اكبر قاعات القاهره ......وذهبت أسمهان برفقة إحسان الى غرفتهما بالفندق المقام به الحفل ......
دخلت أسمهان الى الغرفه وهى تشعر بارتجاف فى كل جسدها فهى حتى الأن تتذكر نصائح والدتها بأنها ستصبح زوجه وكيفية التعامل مع هذا الوضع الجديد كليا عليها ....ولكنها رغم ذلك تشعر بالرهبه فكيف لها ان تسلم نفسها لشخص مازالت تعتبره غريبا عليها .......
اما فى المقابل ...كان إحسان فى موقف لا يحسد عليه فهو لاينوى إتمام زواجه منها ولكن كيف يوضح لها هذا الأمر ....قرر الذهاب إليها ومحادثتها ...ولكنه عندما ذهب اليها وجدها تحاول ان تنزع عنها فستانها وقد فتحت جزء من سحاب الفستان ولم تستطع فتح الباقى كذلك لاحظ انها قد نزعت عنها حجابها واسترسل شعرها البنى على ظهرها فكانت آيه من الجمال فلم يشعر بنفسه غير وهو ذاهب اليها كالمغيب وأكمل فتح باقى السوسته ويداه تمر على ظهرها ترسل بها اشارات لجسدها ليتجاوب معه ....
قبلها بشغف ولم يشعر بما حوله غير وهو يتخذها زوجه قولا وفعلا تحت صدمته مما فعل .......
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
الإشتياق كالنار ياكل فى الجسد كما تأكل النار الحطب .....كان دكتور رزق يفتقد إيمان بشده ولا يعلم لما هى متغيبه منذ أكثر من ثلاثة أيام فقرر أن يسأل صديقتها عليها ..فذهب الى شهد والتى كانت تجلس بكافتريا الكليه ....تنحنح وهو ينادى عليها ...
.ذهبت شهدإليه وهى تخمن مايريده وبالفعل ....سألها بصوت مهزوز من الإحراج والخجل :
.كككنت عايز أسالك عن صاحبتك اللى بتقعد معاكى يعنى محضرتش المحاضره النهارده ليه ....لم يستطع ان يقول لها انه لم يلحظها منذ ثلاثة أيام ....
أجابت شهد بمكر أبدا يادكتور أصل عندها فرح .....
ذهل من حديثها ....:
فرح....فرح مين هههههى ههتتجوز ولا إيه ....؟
ضحكت شهد بمكر عليه وقالت :
..لا يادكتور متخافش اللى هتتجوز أختها لكن إيمان هتعنس أصل مخها ناشف حبتين ........
أخرج زفير قويا من داخل صدره دليلا على الإرتياح وقال .....:
بصى يا آنسه شهد ...انا معجب بإيمان جدااااا وعارف انكم اصحاب جامد فيعنى أنا بسأل يعنى هو فيه حد فى حياتها ......
أجابت شهد بصدق .....لا يادكتور مفيش وعلى فكره انا عارفه ان حضرتك معجب بيها أصل حضرتك.مفضوح الصراحه ...
نظر اليها بذهول ...
فاستدركت ماقالت وتمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها فقالت بحرج ...أسفه والله يادكتور بس يعنى حضرتك مفقوس قوى ...يوووووه قصدى يعنى مفضوح ....
بص بقه صراحه مش لاقيه كلمه تانيه توصف حضرتك الصراحه دى نص الدفعه عرفت ان حضرتك معجب بيها .....
ذهووول هو ما أصاب رزق حتى أنه قهقه بشده على كلام شهد وقال وهو يشير لنفسه :
يعنى انا مفضوح لا وكمان مفقوس ......
إمتقع وجه شهد وهى تقول فى سرها .:
..منك لله يا إيمان هو يحبك وانا بسببك هشيل الماده بإذن الله خاصة بعد الكلام اللى قولته ...بس اعمل ايه مهو اللى مفضوح الصراحه ....
وجدته يضحك بشده من جديد فنظرت إليه بامتعاض فقال لها ..:
.متخافيش مش هتشيلى الماده ولا حاجه ...بس قوليلى بما ان الكل عارف يعنى وكده صاحبتك بقه رأيها إيه أصل الصراحه مش عارف اخدمعاها حق ولا باطل .....
ردت شهد.بثقه ....:
بص حضرتك كل اللى أقدر أقولهولك إن إيمان متتعوضش ولولا انى عارفه ان حضرتك محترم وبتحبها بجد فمكنتش هكلمك اصلا ..بس انا هساعدك لأن اللى انا واثقه منه انها كمان معجبه بحضرتك جدا وده انا بشوفه فى عنيها لما أى طالبه تيجى تكلم حضرتك بحسها صراحه عايزه تضربها ....بس رغم كده إيمان عمرها ماهتوافق دلوقت خااالص لان بباها موظف بسيط وهى مش عايزه تشيله عبء مصاريف خطوبه وجواز وهو عنده مسئوليات تانيه.
سألها رزق مباشرة ...يعنى ده السبب بس ولا فيه سبب تانى .....!؟؟
لأحضرتك مفيش سبب تانى ...اجابت شهد.بهدوء .....
تهللت أسارير رزق وقال : لو على كده فأناهستناها لغاية ماتخلص ومهما حاولت تبعدنى عنها فأنا مش هبعد .. وشكرا ليكى ياشهد وفعلا انتى انسانه جدعه جدا وصاحبة صاحبك بجد .....
تركها دكتور رزق وهو يشعر بالفرح الشديد فحبيبته ليس بحياتها شخص اخر وكل صدها له بسبب ظروف ماديه ليس الا .....لاينكر انه هو أيضا ليس بالغنى فهو أيضا من اسره متوسطه الحال ولكنه يمتلك شقه ببيت والده فقرر ان يبدأ بتوضيبها من الأن ويكمل بها كل النواقص فى تلك السنوات التى سينتظرها بها حتى يخفف عبء الزواج من عليها دون حرج .........
■■■■■■■■■■■■■■
دائما ماتجبرنا الحياه على تغيير خططنا ...فما نريده لانحصل عليه دائما ...فتكون لنا بعض الأشياء كالنجوم فى السماء نراها ونشعر انها قريبه ولكنها بعيدة عنا تمام البعد ولن نحصل عليها أبدا ....ولكن يبقى عقلنا المريض هو من يمنى نفسه بالقرب المستحيل .......
كان علاء بن عم أسمهان يجلس بصحبة صديقه أكرم ...وهو يغل ويزبد من كثرة حنقه وغيظه أن أسمهان لم تكن له ....فهو يريدها منذ الصغر .انه لا يقبل الرفض فكيف ترفضه إبنة عمه ....أليس هو من تأتى الفتيات اليه ...أليس هو من يغير فيهم كأنه يغير احدى جواربه .....ولكن لما هى ..هل تراه قبيحا أم انه ليس بالمقام الرفيع كمن تزوجته ......ظل هكذا يشد فى نرجيلته وكأنه يشد الحقد منها .....
سأله صديقه بعد أن طال الصمت :
...إيييييييييه مااالك كده ماتفوق فيه إيه لاهى أول واحده ولا اخر واحده .دانت البنات بتترمى تحت رجليك .اهدى كده وقول هديت ......
سحب علاء نفسا طويلا من نرجيلته وقال بغيظ شديد ..:..
بقى ترفضنى أنا وتروح تتجوز العيل السمج ده ....طب ليييييه أفهم بس فيه إييييه زياده عنى ....لو على الفلوس فانا أبويا غنى وهى عارفه ماهو عمها .وانا برده وحيد لا ليا اخوات ولا يحزنون زيه بالظبط يبقى اشمعنى بقه ،يكونش عشان دكتور .......
نظر اليه أكرم بملل وقال :
.بص بقه وخليك فى الجد انت عارف انها عمرها ماتفكر فيك أبداااااا ...لانك بالنسبه لها عيل فلاتى وبتاع بنات وكل شويه تتعرف على واحده ...يبقى هتفكر فيك ليه وهى ألف من يتمناها .دا كفايه أدبها وأخلاقها و.....
لم يكمل أكرم كلامه بسبب صياح علاء :
.مااااالك انت بتضايقنى بزياده ولا بتهدينى ...وكمان يعنى مافيه شباب كتيييير كده وبيتجوزوا اللى هم عايزينه اشمعنى انا يعنى البنت اللى نفسى فيها ترفضنى وتتجوز غيرى ......
قال له أكرم بضيق :
ماخلاص بقه ياعم انت ....اللى انت محروق عليها قوى دى مش عشان بتحبها لا دى عشان رفضت انها حتى تكلمك مع انك بن عمها .كنت مفكر لما هتشاورلها هتجرى عليك زى غيرها بس هى كرفتك عشان كده انت محروق لكن انت مبتحبش حد أصلا ....
احتد عليه علاء من مواجهته بحقيقته ورغم هذا قال بإصرار :
طب ماشى يا أكرم بكره أوريك إن أسمهان دى هترجعلى زاحفه وبرده انا مش هسيبها .بس هخليها بس مع جوزها اليومين دول وبعديها جوزها كده كده هيسافر ومش هيبقى معاها حد وهى فى بلد غريبه بعيد عن بلدها يعنى هتبقى لوحدها وهنشوف بقه .ثم نظر لأكرم بخبث وقال والزن على الودان أمر من السحر ودى بقه هتكون ست متجوزه مش بنت ولا إيه ،وانا اللى هكون بسأل عليها وبطمن وعايز لها الخير ....
نظر له أكرم بصدمه : يخرب بييييييتك .انت عاوز تعمل إيه بالظبط ،اللى انت بتتكلم عنها دى بنت عمك يعنى لحمك ودمك ،دى شرفك ياجدع تقوم انت اللى عايز تمرمغه فى التراب ....
رد عليه علاء بغيظ ...هى اللى بدأت والبادى أظلم.....
□■□■□■□■□■□■□
الشعور بالندم شئ قاتل ولكن الأكثر من ذلك هو المضى فى ذلك الشئ الذى يشعرك بالندم ...فلم الإستمرار فيه مادام الإنسان يعرف أنه خطأ ولكنها الأنانيه ......
إستيقظ إحسان من نومه وهو يشعر بالضيق لما فعل فهو لاينكر شعوره بالسعادة حينها بل أنه شعر بأن قلبه كان أن ينفجر من دقاته لشعوره الممتع معها فهو إحساس جديد لم يجربه من قبل فهو لم يكن له أى علاقه بالنساء أبداولكنه يعلم انه لن يستمر معها ،فهو لن يضحى بمستقبله العلمى من أجل فتاه لم يتعرف عليها الا منذ أقل من شهرين حتى لو أصبحت زوجته .....
ظل ينظر لوجهها البرئ وهى نائمه لاتشعر بما حولها …تكلم بهدوء فهو يعلم انها لن تسمعه وقال :
.عارف ان اللى عملته غلط بس برده دا حقى الشرعى وبما انى أخدته فأنا مش همنع نفسى عنك لغاية مسافر لأنى حسيت بحاجات عمرى ماحسيت بيها بس معلش بقه انتى كنتى موجوده فى المكان وفى الوقت الغلط .....
انتفض من مكانه عندما وجدها تنظر اليه باستفسار وتكلمت بصوت متحشرج من أثر النوم .....
إيه هو اللى غلط بالظبط يا إحسان.....؟؟
لم يستطع الرد عليها وأدار وجهه من أمامها وقال بتردد .....ااااااااناااا ....اناا...
↚
عندما نقول على الأكاذيب حقائق فهذا لا يعنى غير شئ واحد وهو أن بداخلنا مشوه ....فنشوه كل ماحولنا حتى لانعترف بأننا المخطئون.. فالقاتل حين يقتل ينكر انه أخطأ بل يضع الخطأ على المقتول فهكذا حياتنا ان لم نصفى قلوبنا فلن تكون هناك حياه ......
ارتبك إحسان عندما رآها تنظر اليه هكذا ...أمن المعقول أن تكون قد سمعت حديثه .فماذا عليه أن يقول ...فكر قليلا ثم قال بإرتباك حاول ان يواريه :
.أأأاااابدا أنا بس كنت بقول إن يعنى احنا اتجوزنا بسرعه ووسط دراستك وخايف يكون ده غلط عليكى يعنى ....
نظرت اليه بشك خاصةً وأنها تشعر أنه يحاول أن يوارى خطب ما ....نهضت من الفراش بهدوء وتوجهت إليه بالحديث .....:
ممكن أسألك سؤال بس تجاوبنى بصراحه .....؟؟
وقف هو الأخر وتوجه إليها بالحديث وهو مندهش من جديتها .....إتفضلى اسألى وطبعا هجاوبك عليه لو أقدر ......
ابتسمت بهدوء ثم توجهت للأريكه وجلست عليها وقالت :
..انت ليه اتجوزتنى .....
بهت من السؤال فهو لم يتوقع أبدا أن تسأل هذا السؤال أبدا ....
حاول أن يتماسك قليلا ولايظهر أى شئ وقال بهدوء حذر .....:عادى يعنى ...انا فى سن جواز والطبيعى انى اتجوز بس مش من الطبيعى أنك تسألى سؤال زى ده فى يوم صباحيتنا ......
شعرت أسمهان بالإحراج ولكنها قررت أن تكمل ما بدأت فيه ولابد وأن تجد أجوبه على أسألتها ....
أكملت فى هدوءوارتباك ...:
انا عارفه إن سؤالى غريب خاصة فى يوم زى ده ،بس للأسف مكنش فيه فرصه انى أسألك قبل كده خاصة ان الخطوبه كانت تقريبا شهر ونص ومشوفتكش فيهم غير مرتين تلاته بحجه انك مش فاضى وبتخلص ورق فبديهى كان جوايا احساس بالخوف من ان يكون فيه حد فى حياتك وعشان كده مكنتش بتشوفنى أو حتى بتكلمنى فى التليفون كأى اتنين مخطوبين وطبعا كنت ناويه قبل اى حاجه تحصل بينا هتكلم معاك الأول ونتفاهم فى حاجات كتييير ....
أكملت بخجل عندما تذكرت إتمامه لزواجه منها بس طبعا مكنش فيه غرصه للكلام إمبارح .....
.تنهد بإمتعاض ......لا عادى انتى عارفه انى بس كنت بخلص ورقى قبل الجواز عشان ابقى فاضى يعنى ....تمام هكذا ردت بهدوء ولكنها أكملت وقالت ..:
.بس اللى كنت عايزه اعرفه إن انت دكتور ومن عيله كبيره ووحيد باباك يعنى من الطبيعى أنك تتجوز حد تانى فاهمنى ......فليييييه أنا بالزات ؟
كانت بداخلها تتمنى أن يرد.بإجابه تثلج صدرها كأنه أعجب بها أو راقه تدينها أو انها مختلفه عن باقى الفتيات فهى قلبها كالنبته الخضراء مازالت فى بداية تفتحها ولكنها تحتاج من يرويها ...
أما هو فنظر اليها ووجهها كحبة الفراوله الجاهزه للأكل من خجلها وارتباكها ولكن بما يجيبها ؟ فالإجابه الصحيحه ستضربها فى مقتل ...أيقول لها أنه تزوجها غصبا حتى يحقق مايريد ..وإن قال لها ذلك فكيف يفسر إتمامه لزواجه منها .أيقول الحقيقه أيضا وأنه لم يستطع أن يقاوم براءتها وجمالها الطبيعى الجاذب لأى شخص .فكيف لا ينجذب هو نحوه وهى عروسه التى زفت اليه ..حلاله ...
أفاق من شروده على صوتها وهى تنادى عليه برقه وخجل .....نظر اليها وهو لايعرف حقا بما يجيب .....فسألته مرة أخرى .....رحت فين مبتردش عليا ليه هو سؤالى صعب كده ......!!
استجمع إحسان نفسه وقال بإرتباك وتشتت حاول مداراته على قدر الإمكان ...أبدا بس كل الحكايه ان سؤالك برده غريب بس هجاوبك ...انا كده كده زى ماقلتلك فى سن جواز وكمان انتى عارفه انى هسافر اكمل دراسات بره فبابا هيبقى لوحده وكده فقلت يبقى معاه حد وفى نفس الوقت أكون مطمن عليه معاكى ......
أحبطت أسمهان من إجابته وقالت :
..طب إشمعنى أنا يعنى ؟ تأفف إحسان بداخله وقال ....أبدا ياستى انا كده كده مفيش حد معين فى دماغى فلما بابا قالى عليكى مكنش عندى إعتراض ...خلاص كده ولا فيه أسئله تانيه .....
نظرت إليه بخجل وقالت لا طبعا مفيش وانا أسفه لو كنت ضايقتك بس كنت حابه أفهم خاصة ان الجواز تم بسرعه غريبه ...ارتبك إحسان بشده وقال ...اااااابدا بس كل الحكايه انى مسافر خلاص على طول وخفت لو سفرت واحنا مخطوبين بس اتأخر عليكى ومعرفش أنزل عشان الجواز .......
صدمه هى ماحلت على أسمهان عند سماعها لكلامه أمعنى هذا أنه من الممكن أن يظل فتره طويله دون أن يأتى مصر ....إنتبه لشرودها وقال ....مالك فيه إيه؟
جاوبت عليه دون تفكير ....هو انت ممكن لما تسافر متعرفش تنزل لمدة طويله ...
ثم أكملت بتيه وكأنها تحدث نفسها ...طب لو كده كنا بنتجوز ليه كنت سيبتها خطوبه وخلاص لغاية ماتخلص ...انا بحسبك هتروح وتيجى ..نظرت اليه وأكملت أو على الأقل تبعتلى انا أجيلك .....
نظر اليها بشرود خاصة وهو يشعر أنه يظلمها بشده ولكنه تدارك نفسه بل أقنعها انه لم يظلمها فى شئ فهى من وافقت عليه وعلى ظروفه فلتتحمل إذا ......
أدار وجهه اليها وقال بلا مبالاه .....لا مانا هبقى ابعتلك لو انا معرفتش اجى .....
تهللت أساريرها وهى لا تعلم انه يضع لها السم بالعسل حتى لاتشعر بمرارة طعمه ولكنها حتما ستعانى من آثاره عما قريب ....
تعمد هو تغير الموضوع وقال ....طب دورى انا بقه فى الأسئله ...ياترى ليه انتى وافقتى تتجوزينى ......
اختضب وجهها بالحمرة وقالت .....ابدا انا كده كده قلبى فاضى وعمرى ماحاولت انى افكر فى حاجه غير دراستى وكنت شايله قلبى ومشاعرى للى هيبقى من نصيبى وانت جيت وشوفت فيك انسان كويس ومحترم وده غير عمو عبد الرحمن وطيبته فوافقت ......
لا يعلم لما شعر بالفرحه كونه هو أول رجل بحياتها ولكن هل ستكتمل فرحته ام سيوئدها فى مهدها حتى لاتقف أمام طموحه العقيم ......
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
عندما يترك الشخص مكانه تشعر بالفراغ الرهيب والإشتياق لمجرد النظره لعينيه كان هذا حال عبدالقادر وهو يشعر وكأن منزله يفتقد لأهم ركن به الا وهو أسمهان ..ورغم هذا فهو لا يريد لها غير الحياه السعيده والإستقرار وأن تبنى أسره جميله مثلها ......
كان يجلس فى بلكونة شقته وهو شارد بأسمهان وكيف كانت طفولتها هادئه ورزينه ..كانت ومازالت جميله تسحر من يراها ويقترب منها ...فلقد وهبها الخالق جمال الخلق والخلقه ....
أدمعت عيناه وهو يشعر بالإشياق الشديد لها ....دخلت عليه زوجته ناديه وهى تعلم مكانه فمنذ زواج أسمهان وهو يفضل الجلوس بمفرده فهى تعلم جيدا كيف يحبها والدها وكيف يفتقدها كثيرا ....
ربتت على كتفه وهى تقول بمرح .....إيه ياعبده دانا قلت هتجوز أسمهان وتفضالى بقه ،مش تنشغل عنى بزياده .....
نظر اليها بحزن وهو يعلم انها تحاول أن تخرجه مما هو فيه ......قال كلمه واحده فقط بخفوت شديد :
وحشيتنى ....أمسكت ناديى يديه وقالت بهدوء وعقلانيه .:
را ايه ياعبده هى مش دى سنة الحياه ولا إيه .يعنى مش انا برده ابويا سلمنى ليك وأكيد برده كنت بوحشه بس كل ده بيحصل عشان سعادة ولادنا ..ادعيلها ياعبده ان ربنا يوفقها فى حياتها ويرزقها الذرية الصالحه وصدقنى لما تشوفها سعيده ساعتها بس هتحس انك كملت رسالتك معاها .
سألها بلهفه ...انتى متصلتيش بيها عشان تطمنى عليها .....
نظرت اليه بإبتسامه مطمئنه ...اتصلت يا عبده وهى الحمد لله كويسه رجعو من الفندق على شقتهم وقالتلى ان حماها كان حاجزلهم فى فى العين السخنه بس هو محبش يسيب باباه لوحده الأسبوع ده خاصة انه هيسافر كمان اسبوعين .....
تهلل وجه عبدالقادر وهو يظن الخير بإحسان وقال .....طب كويس كونه مش عايز يسيب باباه لوحده معنى كده انه بار بيه وكويس والمفروض تقولى لبنتك ان دى مش حاجه وحشه يعنى ويبقوا يعوضوا السفر مره تانيه ......
اجابت ناديه بهدوء ....متخفش أسمهان عاقله جداااا ولماكلمتها عرفت انها مزعلتش ولا حاجه وقدرت انه عايز يقعد مع باباه وانت عارف هى بتخب حماها ازاى ......
شعر عبد القادر بالغيره وقال :
اسلام يعنى بتحب حماها وانا ايه يعنى عمرحماها ميبقى فى مكان ابوها ولا ايه ......
ضحكت ناديه بشده على زوجها وقالت إيييييه ......؟؟
○○○○○○○○○○○○○○○
كان الهدوء هو السمه العامه للمكان ..فكان عبد الرحمن يتناول الغداء ومعه أسمهان وإحسان والذى صمم أن ينزل لأبيه ولا يتركه وطبعا أسمهان مقدره جدا فعلته هذه معللة إياها بقرب سفره وهو يريد أن يشبع من أبيه ....
أما عبد الرحمن فكان يفهم إبنه جيدا فهو يرى نظرته المتغيره لأسمهان فهو قد بدأ يشعر بها ولهذا لايريد أن يتعلق بها أكثر ولذا فإنه صمم على ألا يذهب لعطلته بحجة أبيه .....
انهوا الطعام تحت كلمات الترحيب بأسمهان من عبد الرحمن حتى أنها شعرت نحوه بزيادة الألفه منه وانها ليست بغريبه .عكس إحسان فهى تارة تشعر بالقرب منه وتارة أخرى تشعر أنه بعيد كل البعد عنها ولكنها ترجع هذا لقرب سفره وبالتأكيد توتره وتحاول على قدر الإمكان الا تشعره بالعبء .....
قامت أسمهان حتى ترفع الأطباق من على المنضده فنظر اليها عبد الرحمن بإبتسامه حانيه وقال .:
.سيبيها إلهامى هيشيلها وبنت اخوه معاه متقلقيش انتى ...نظرت لإحسان بارتباك فوجدته ينظر لها نظره لم تفهم معناها هل هى إستنكار أم شئ اخر ...
.أجابت أسمهان بخجل وهدوء ....أسفه بس أنا متعوده إنى بساعد ماما فى البيت ....
.إبتسم عبد الرحمن بهدوء لتلك الفتاه القليلة الوجود ....
أمسك يدها بحب وهو يوجهها معه لكراسى الانتريه وهو يقول ....انتى هنا مش هتعملى حاجه خاااالص ماشى ياست البنات ...الهامى ده كان معايا عسكرى واتحالنا على المعاش مع بعض فقرر انه يجى يقعد معايا خاصة وان ولاده اتجوزا ومراته ماتت زى حلاتى يعنى وبنت اخوه بتيجى كل يوم تلت اربع ساعات تساعده فى عمايل الغد وتنضيف البيت فمتشليش هم خاااالص .....
ابتسمت أسمهان لهذا الشخص الحنون والذى يتكلم معها بأريحيه شديده وهى لم تتعود على هذا الأمر فوالدها لم يكن معها هكذا يوما ......
أكمل عبد الرحمن بهدوء ماكر بس ممكن بقه اطلب منك فنجان قهوه عشان حتى أدوق قهوتك ولا مبتعرفيش تعملى قهوه ....
أجابت أسمهان بسرعه شديده ..لا طبعا بعرف وصدقنى حضرتك بعد كده مش هتقدر تشربها غير من إيدى ....
اتجهت بأنظارها لزوجها القابع صامتا وهو يتابع حديثهم بلا مبالاه ....
قالت بهدوء ....تحب تشرب قهوه يا إحسان ....؟
لما إسمه منها مختلف ....نفض رأسه سريعا من هذه الفكره وقال ...اوكى ياريت مظبوطه أنا وبابا .....
فرحت بشده لمجرد رده عليها وقالت بسعاده حاضر ثوانى وتكون عندكم القهوه ....
دخلت المطبخ تحت أنظار زوجها ووالده والذى
توجه بكلامه لإحسان وقال ببعض الحده ...مسافرتش ليه وقبل ماتقول انه عشان خاطرى زى ماقلت لأسمهان وهى عشان طيبه ونقيه صدقتك فأحب أقولك ان مبررك مدخلش دماغى .....
اجابه إحسان بهدوء بارد ....ليه بس يابابا ....وكمان هو ده سببى لكن لو حضرتك مش مقتنع تمام براحتك ....
إنت باااارد ومستفز ...
أجابه عبد الرحمن بحده وهو يحاول أن يخفض صوته حتى لايصل لأسمهان .....أكمل ....أولا موضوع انك.تقعد معايا ده مش صحيح ودليل كده انك اصلا كنت مسافر ومفكرتش حتى فيا وانى هكون لوحدى ....
امتعض وجه آحسان من كلام أبيه المكرر من وجهة نظره ولكنه ترك والده يكمل حين قال ....
انت طبعا مش عايز تسافر لأنك خايف تتعلق بأسمهان لأنى فعلا ملاحظ أن فى عنيك نظرة إعجاب ليها ،بس طبعا حضرتك مش عايز تطلعنى صح وانك فعلا بدأت تتعلق بيها فقررت متسافرش معاها عشلن متبقوش لوحدكم وطبعا حجتك أنا مش كده ....
نظر إليه إحسان بنظرات مشدوهه فهو مهما حاول أن يخفى ما يفعله عن أبيه فهو دائما يسبر أغواره ويخرج مابداخله بمنتهى البساطه وكأنه كتاب مفتوح أمامه...لم يتكلم وكأنه بصمته يؤكد كلام أبيه .....
أكمل عبد الرحمن بصرامه شديده ...بص بقه لو زعلتها محدش هيقفلك غيرى سامع ..أسمهان بنت مفيش منها اتنين بس انت اللى اعمى البصر والبصيره .....
وقف إحسان وقد إستعاد بروده وقال :
.أظن حضرتك قولتلى اتجوز واتجوزت ومفتحتش بقى واهو هو حضرتك يعنى شايفنى بعاملها ازاى منا بعاملها كويس إيه المطلوب منى تانى بقه. ...؟؟!
اجاب عبد الرحمن بتهكم ....أيوه بتعاملها كويس بس ببرود مش بلهفة عريس لسه متجوز مبقالوش يومين .....
نظر إليه إحسان بتهكم وجرأه :
...الله هى اشتكتلك منى ولا إيه دانا حتى مش حارمها من حاجه وكمان الحمد لله انا جامد قوى واناديهالك حتى عشان تسألها .....
انتفض عبد الرحمن من مكانه لكلام إبنه وقال .:
...وقح عمرى مكنت اتخيل ان يوصل بيك الحال لكده تصدق انا دلوقت ندمان انى جوزتك لواحده ضفرها برقبتك بس صدقنى بكره تيجى وتقولى انك لفيت وملقتش زيها وهنشوف يا دكتور .....
دخلت أسمهان بثلاثة فناجين من القهوه وهى مبتسمه ولكنها شعرت بأنه يوجد توتر بالأجواء فقالت ....هو فيه حاجه ولا إيه ....؟
.رد إحسان بتهكم صريح لم تلحظه أسمهان :
..أبدا أصل بابا زعلان عشان سفرى وانا كنت بطمنه .....
أغمض عبد الرحمن عينيه بقوه وهو يشعر بخطأ تربيته لإبنه ولكن هل فات الأوان أم للزمن رأى اخر ومثل ما يقولون ...من لم يربه ابواه فالأيام كفيله أن تربيه .....
●●●●●●●●●●●●
جاء يوم جديد بصباح مفرح على البعض ومحزن للبعض الاخر ...
كانت إيمان تدخل كليتها بعد إنقطاع دام أكثر من أربعة أيام بسبب انشغالها بزفاف اختها ...
.كانت تشعر بسعاده فهى هاتفت أسمهان صباحا واطمأنت عليها وهى وباقى أسرتها حتى أن والدها قال لها انهم سيأتون لزيارتهم فى خلال يومين ....ياالله كم اشتاقت لأختها بشده وتشعر بأن هناك فراغ كبير قد تركته ......
دخلت وهى لم تلاحظ تلك الأعين التى تشتاقها حد الجنون ..كان رزق يود أن يذهب اليها ولكنه أبى أن يفعل ذلك خوفا من أن تتركه وتصده مرة اخرى ...
ذهبت باتجاه صديقتها شهد فهى كانت جالسه بكافتريا الجامعه ....جلست بجوارها وهى تقول ...:
.والله وليكى وحشه يابت ياشهد ....
صرخت شهد بفرحه وهى تأخذ إيمان بين يديها تعانقها بشده فهى قد اشتاقتها كثيرا فهم أصدقاء منذ زمن .... :
عامله ايه وحشتينى جدا بقه كده متجيش الفرح ......
أجابتها شهد بعبوس:
...ياسلام ياختى مانتى عارفه بابا عمره ماكان هيودينى القاهره لوحدى وكمان حمودى حبيبى قالى لو كنتى قلتيلى كنت فضيت نفسى لكن انا عندى شغل ومش هقدر أسيبه ....
نظرت اليها إيمان باستنكار وهى تضع يدها تحت ذقنها ....لا ياراجل بقى حمودى قالك ....ردت عليها شهد بهيام ..اااااه قالى .....ضربتها إيمان بشده على رقبتها وهى تقول ...طب فوقى ياختى انتى وحمودك ويلا على المحاضرات .....
امتعضت شهد وقالت ..:
.جرا ايه يازفته ايه هزار البوابين ده طب والله لقول لحمودى يقبض عليكى ويحبسك .....
ضحكت إيمان وردت بتهكم ...لا والله طب متنسيش بقه ان لو سى أحمد بتاعك ظابط انا بقه حما اختى لوا وكان مساعد وزير الداخليه ...
ثم أمسكت ياقتها الوهميه وقالت ...يعنى لو عايزه واسطه لسى حمودى بتاعك انا فى الخدمه .....
ضحكوا هم الاثنين على أفعالهم الطفوليه وذهبوا باتجاه المدرج ....فوجدت إيمان من ينادى عليها ،التفتت فلتجد زميل لها فى نفس العام الدراسى ولكنها حقا لا تعلم إسمه ....
توقفت وأمسكت يد شهد وهى تقول انتى رايحه فين متسيبنيش استنى هنا ....
مد زميلها يده إليه ولكنه وقبل ان تفعل أى شئ وجد من يمسك يده بشده ويقول ...
↚
مذبذبة أنا بحياتى ..فكن انت سببا لثقتى بذاتى ...
ارجوك كن لى وطنا يشعرنى بالإحتواء ....لاتنبذنى بعيدا ..لاتشعرنى بالخواء ...
احتفظت بقلبى دون مساس ...ليكون لك انت النبض والإحساس .....
فأرجوك حقاً........لاتكن سببا فى ضياعى فعليك وضعت آمالى وأحلامى ....فلاتكن خنجرا تطعن به قلبا لا يهفو الا لأمان لم يجده من أقرب الأشخاص ......
خواطر سلوى عليبه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لو كان العشق جنون فالغيره هى نار تأكل الشخص لتحرقه كليةً فلا تتىرك منه عضواً حتى انتهى واهترأ ...ورغم ذلك يرنو قلبنا للعشق حتى لو قتلتنا الغيرة والشوق .......
كان أحمد يمسك بيد رامز زميل إيمان وشهد ابنة خالته وحبيبته ....كان يضغط على يديه وهو يقول بتهديد :
أهلا وسهلا معلش معندناش بنات بتسلم ...مين بقه حضرتك ....
رد رامز بإرتباك واضح من هذا الشخص وملامحه المتحفزه كلياً.....اااااانا رامز زميل أنسه إيمان وكنت عايز بس أسألها على حاجه .....
رد أحمد بسماجه .....معلش والله يادكتور أسفين أصل إيمان مبتكلمش رجاله غريبه ..
ثم نظر لإيمان وقال ...مش كده يا إيمان والله إيه .....
.أماءت إيمان بسرعه بالموافقه دون كلام ......
شعر رامز بالإحراج فاستأذن بسرعه شديده قبل أن يفتك به هذا الأحمد ......ضحكت شهد بشده على منظر رامز وهو يعدو خوفاً من أحمد ..أما إيمان فكانت مندهشه من فعلة أحمد فكيف عرف أنها لاتود الحديث معه .....
نظر أحمد بغضب لشهد وقال ....
إيييييه صوتك ياحاجه وكمان قلنا ميت مره بلاش ضحكة الرقصات دى ....نظرت له شهد شرزاً وهى تقول ...
رقصات ماشى يا أحمد روح شوفلك بقه واحده غيرى تكون مبتضحكش ضحكة الرقصات دى ...
.ضحك أحمد بشده وقال :
ومين قالك انى عايز غيرك ،انتى ليكى صلاحيه ترقصى على قلبى لو يريحك ......اختضب وجه شهد بالحمره ...شعرت إيمان بالحرج من الموقف ..فحاولت أن تغير الحوار فسألت أحمد مباشرةً وقالت ....إزاى عرفت انى مش عايزه أكلم زميلى ....
تنحنح أحمد وقال :
.أولا يا إيمان انتى عارفه انى بعزك زى نرمين أختى بالظبط ...وعارف انك صاحبة الهبله دى ..وأشار على شهد من زمان .وو ..
وقبل أن يكمل كان تضربه شهد بقوه فى كتفه وهى تقول ....بقه انا هبله يارخم يارزل ياغتت يايايا ....
..لم يتمالك أحمد نفسه من كثرة الضحك هو وإيمان على مشهد شهد وهى تشعر بالغيظ الشديد منه ....
..توجهت لإيمان وقالت ...إضحكى ياختى اضحكى مااااشى يا أحمد أعرف بس انت عملت مع رامز كده ليه وبعدها مش هكلمك خاالص ....
شعر أحمد بالغيره وقال ....وانتى بقه عرفتى ازاى ان اسمه رامز يا ست شهد ......
نظرت اليه شهد بسخريه وقالت لا الصراحه ظابط ظابط يعنى هو مش لسه قايل اسمه ولا انا غلطانه ...
.تنحنح أحمد بإحراج وقال .. فعلا معلش بقه فاتتنى دى ....
وقفت شهد وهو تضم يديها على صدرها وتقول ...طب كمل عرفت ازاى انها مش عايزه تكلمه .....:
.أبدا ياستى كل الحكايه وانا داخل شفتها وهى بتمسك فيكى عشان متمشيش فعرفت انها مش عايزه تقف معاه ....هكذا اجاب أحمد ببساطه شديده .....إبتسمت شهد بفخر :
لا باين عليكى التظبيط ياظبوطى ....
.ضحكت إيمان بشده عليها بينما أحمد يقف مشدوه وهو يقول تظبيط وظبوطك الله يرحم ،أمشى ياشهد قدامى بدل مارجع فى أم الجوازه دى ...
.شهد بغضب ...لا والله ارجع ياخويا على أساس انى أنا اللى ماسكه فيك ....
يعنى انتى مش عايزانى ولا ماسكه فيا ،طب ماشى على العموم انا كنت اتهفيت فى مخى وجيت أخدك عشان تختارى الشبكه والفستان عشان هنعمل كتب كتاب يوم الخميس اللى جاى .وعلى فكره كمامتك ونرمين اختى فى العربيه بره .....
ثم استدار أحمد واتجه للبوابه وقال وهو يمشى ببطء بس خلاص مدام انتى مش عايزانى اروح اقول لخالتى كل شئ قسمه ونصيب .....
نظرت شهد تجاه إيمان وهى مشدوهه ...د بيقول خطوبه وكتب كتاب ،يعنى هبقى مرات حمودى ......
ضحكت إيمان بسعاده وهى تقول :
مبروك ياشوشو وعقبال الفرح ياااارب ...هنا واستفاقت شهد وقالت وهى تنظر لإيمان ....:
هو قال انه هيروح لماما ويقولها كل شئ قسمه ونصيب .....
صرخت مره واحده وقالت ....لااااااا د على جثتى واحده تانيه تتجوز حمودى ...
نظرت بجوارها وجدت أحمد وإيمان يضحكون بشده وهو يميل على أذنها ويقول :
كنت عارف انك.بتموووتى فيا ....
نظرت اليه وهى مشدوهه وقالت :.هو مش انت كنت مشيت ......
امسك يدها يشدها خلفه وهو يقول ....مشيت فين ياماما دانا مصدقت خدت اسبوع اجازه وقلت والله مانا ماشى غير لما اتجوزك ..أهبل انا عشان اسيبك ..هاه متعرفنيش ياشوشو ....:
يلا يا إيمان إنتى كمان عشان تنقى معاها الشبكه ومتخافيش مش هنتأخر .......
فرحت إيمان بشده لصديقتها وذهبت معهم بعد أن إستأذنت من والدها والذى وافق لحبه لشهد .....
كل هذا كان يحدث تحت أتظار رزق والذى كان يستشيط غضبا وغيره من رامز اولا وأحمد ثانيا ولكن إطمأن قلبه قليلا عندما رأى مافعله أحمد مع رامز ،ثم عندما وجد أن أحمد يقصد شهد وليس إيمان .......
زفر بشده وهو يقول ....يااارب اجعلها من نصيبى ياااااارب عاجلا غير اجل يا كريم ......
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
الشعور بالخوف من القادم هو شئ ملازم للإنسان حتى فى قمة فرحه .ولكن هل سيكون القادم هذا مريح لنا ام انه يحمل لنا من المفاجآت مالا نطيق .
كانت أسمهان تجلس فى غرفتها وهى تفكر قليلا فى زوجها ...نعم ان الكلمه لها واقع غريب عليها ولكنها رغم ذلك تشعر بحلاوتها ...فهى منذ أن تزوجت إحسان وهى لا تعلم ماهية شعوره فتارة تجده رقيق وحنون وشغوف بها خاصةً فى أوقاتهم الخاصة ...وتارةً أخرى تجده هادئ وينظر لها بنظرات لاتفهما ولا تستطيع تفسيرها فأحيانا تفسرها بالإعجاب وتارةً أ خرى بالغموض ولكنها رغم ذلك ترجع كل هذا الأمر لإنشغاله بالسفر وأيضاً لسرعة زواجهم ......
دخل عليها إحسان بهدوء حتى أنها لم تلاحظه ..نظر إليها فهو لا ينكر أنها حقا جميله بكل شئ وأنه لو كان بظروف أخرى لكان عشقها فعلا وكأنه يهدئ ضميره بهذا الكلام ولا يعلم أن الإنسان من الممكن أن يطوع كل الظروف كما يريد هو إذا اراد حقا.....
توجه إليها إحسان وبدأ بالكلام وقال:
..مالك قاعده هاديه قوى كده ليه ......؟
نظرت اليه أسمهان بخجل ....أبداً أنا كنت بفكر إنى أقعد أذاكر شويه عشان الإمتحانات خلاص قربت وبقالى فتره مش متابعه .خاصةً انك قلت انك نازل عند باباك شويه....
أجابها وهو ينظر لعيناها بتركيز بنظره أربكتها ....:
..فعلا كنت عند بابا بس باباكى اتصل وقال إنهم جايين فى الطريق فقلت أقولك عشان تحضرى نفسك .....
.قفزت بشده من مكانها وأمسكت بيده بين يديها لا إراديا وقالت ....بجد.يعنى هم فى الطريق دلوقت ...ربنا مايحرمنى من أخبارك الحلوه أبدا ...
ثم طبعت قبله على صدغه بعفويه شديده ...ولكنها تسمرت مكانها بشده من شدة إحراجها وتنحنحت وقالت :
.أسفه أصلهم وحشونى قوى وو.....
.قطع كلامها وهو يلف يده حول خصرها يقربها إليه وهو يهمس بجوار أذنيها عادى انا برضه زى جوزك يعنى ....
خجلت كثيرا من وقع كلماته وازداد نبض قلبها بشده ...أخرجهم من لحظتهم تلك هو رنين جرس الباب ....فتنحنح إحسان بخفوت وقال ....
إحم هروح أشوف مين .....
أومأت برأسها دون كلام من شدة خجلها ...أما إحسان فكان يلوم نفسه ويقول ...إييييه هتتعلق بيها ولا إيه ..بلاش انت وراك مستقبل تانى فى بلد تانيه ...بلاش تضيع كل ده عشان احساس ممكن تلاقيه مع أى بنت ..مكلهم أكيد شبه بعض يعنى .....ولا يعلم أنه عندما يدق القلب لشخص لا يمكن إستبداله بسهوله مهما كان الأمر .........
فتح إحسان الباب فوجد عبد القادر وأسرته ...رحب بهم وأدخلهم الى الصالون وذهب لكى ينادى زوجته ....أتت أسمهان وهى تجرى بشده ضمت أمها وظلت تقبلها بدموع لاتعلم من أين أتت وهكذا فعلت مع والدها والذى قال لها بخفوت ....البيت من غيرك ملوش طعم ...
لم تصدق أذنيها ولكنها شعرت بسعاده غريبه ...
.هكذا سلمت على إيمان وأخواتها التوأم نورين ونور .....
ظلوا يتبادلون الأحاديث بمرح وخفة ظل إيمان المعهوده خاصة بعد أن قاموا بإستدعاء اللواء عبد الرحمن حتى تتكتمل به الجلسه ....
.كانت أسمهان تشعر بالسعاده لتجمع كل من تحب ...نعم فهى لا تنكر أن قلبها بدأ بالخفقان لزوجها وبشده ....
كان اللواءعبد الرحمن يراقب من بعيد تعابير كلاً من إبنه وزوجته حتى أنه أقر وبشده أن أسمهان بالفعل قد أحبته وهو أيضا ولكنه الكبرياء هو من يجعلنا ننكر أشياء نحن متأكدون من تواجدها لمجرد الا نكون على خطأ...........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت الأيام تمر بما فيها ....وكان كل شخص يراقب هذه الأيام لغرض فى نفسه ...
ذهبت إيمان الى الجامعه فاليوم هو الخميس يوم كتب كتاب صديقتها شهد ولكنها قررت ان تذهب إلى الجامعه .يكفى مافاتها من محاضرات أثناء زفاف أختها ...فهى ستنهى محاضراتها وستذهب لشهد رأسا فهى قد أبلغتهم بهذا فى المنزل ..كان دكتور رزق يراقبها كالعاده حتى جلست فى الكافتريا تراجع بعصا منزمحاضراتها حتى يأتى ميعاد المحاضره ...
.ذهب رزق اليها بكل وقار والقى السلام ...:
..السلام عليكم ...
قفت إيمان مشدوهه ومرتبكه وردت عليه ...وعليكم السلام يادكتور .....
.تكلم بهدوء رغم مابداخله من مشاعر متأججه ....
كنت بحسبك مش جايه النهارده عشان يعنى خطوبة شهد وكده ...
ثم أكمل بتمنى ...عقبالك إن شاء الله ...ولكنه أكمل بداخله ....وأكون أنا العريس ....
.أفندم .....ردت عليه إيمان بدون فهم .....
فأجابها بهدوء ...أفندم إيه .....؟أجابته بنزق فهى لا يتوارى عليها نظراته الواضحه والتى تربكها بشده لأنها وببساطه شديده معجبة به أيضاً.......
يعنى حضرتك جاى عشان تسألنى انا جيت ليه ...اوكى خلاص انا ماشيه ....أجابها بلهفة وسرعه .....لا طبعا مش قصدى بس كل الحكايه انى كنت ناوى أعتذر عن المحاضره عشان متفوتكيش .......
فتحت إيمان عينيها بشده من صدمتها وقالت ....حضرتك كنت هتلغى المحاضره عشان خاطرى أنا .....!!
شعر رزق بالإحراج من تسرعه بالإجابه فقال وهو يحاول أن يخرج صوته هادئا دون توتر .....
اايوه أصل يعنى الماده بتاعتى صعبه شويه وأكترها عملى وانتى كده هتبقى غبتى محاضرتين ورا بعض ...وكمان انا كنت هلغيها النهارده بس يعنى وهديهالكم لما انتى وشهد يعنى تيجوا وكده ......
خجلت إيمان بشده فهى تعلم انه يفعل كل هذا لأجلها ولكن ماذا تفعل فهى لن تكون حملا زائدا على أبيها .....
كما أنها لن تفكر بالإرتباط حتى تثبت نفسها فى مجال عملها حتى تساعد نفسها بنفسها ....ولهذا لايجب أن تعطى دكتور رزق أى أمل حتى لا تظلمه .....فيجب أن تقتل أى إحساس بداخلها منذ البدايه .....
ظل ينظر اليها وهى تفكر ولكن الشئ الأكيد أنه يعلم بما تفكر ....فهو بات يعرفها عن ظهر قلب ..فهى شفافه لدرجه لا تصدق .....أكمل رزق قبل ان تبدأ هى بالكلام وقال بجديه ....
.شوفى يا إيمان انتى عارفانى وعارفه أنا عايز إيه فمن غير لف ودوران انتى إن شاء الله هتكونى من نصيبى وانا مستعد أستناكى لغاية متخلصى والاكتر من كده انى مستعد استناكى العمر له سامعانى ...فياريت تحطى الكلام ده حلقه فى ودنك تمام ....!!؟
..ثم تركها وذهب وهى مندهشه من كلامه حتى أنها لم تستطع الرد عليه ....
أفاقت من إندهاشها وهو يرجع مره أخرى ويقول بتملك وغيره شديدين .....أيوه واوعى تقولى بقه ده فرح وكده وأقوم احيى العروسه ..أكمل بتحذير..اوعى لو عرفت انك عملتى كده هموتك سامعانى ....
ثم تركها وذهب وعلى وجهه إبتسامة إنتصار وعشق كبير يخصها هى وحدها لا غير ......
♤♤♤♤♤♤♤♠︎♤♤♤♤♤♤♤♤♤
يدور الإنسان فى دائره يعتقد أنه حتما سيصل للنهايه ولا يعرف أنه لايوجد نهايه فى الدائره المغلقه ....لكننا نظل ندور وندور حتى نكل ونتعب وعندها نتألم على مافاتنا فى خضم المحاوله .....
كان إحسان يجلس يفكر جديا فى ما آلت إليه الأمور وكيف أنه يشعر ببدء فقدان السيطره على رغباته ...أمسك الهاتف واتصل على صديقه باهر وقرر أن يقابله ويتحدث معه فيما يؤرقه .....
بينما إحسان يرتدى ملابسه دخلت عليه أسمهان وهى بيدها كوبين من العصير ..تكلمت بإندهاش ...هو أنت خارج ولا إيه .....؟
رد عليها بينما يكمل ارتداء ملابسه .....
أيوه هروح أقابل واحد صاحبى ..أصابها الإحباط فهى إعتقدت انهم سيجلسون سويا .....أنهى ملابسه وقبل وجنتها وقال ....عايزه حاجه ....؟
لمست هذه القبله شغاف قلبها ....فأجابت بهدوء وخجل ...
لا سلامتك بس بعد إذنك هنزل أقعد مع عمو شويه مدام إنت مش موجود ....تكلم وهو متجه الى الباب ...
تمام وكمان لو حابه تنزلى فى أى وقت انزلى من غير حتى متقوليلى عادى ....
خرج وتركها .ذهب اتجاه الكافيه الذى سيقابل فيه باهر ..
.دخل الى الكافيه وجد باهر بإنتظاره بالفعل ....
ذهب وسلم عليه أخذه باهر بين أحضانه وهو يقول بمرح ...مبروووك ياعريس ..عامل إيه وازى العروسه ....لايعلم لما شعر بالضيق عندما سأل عليها باهر ...فأجابه باقتضاب كويسه الحمد لله ....
.نظر إليه باهر بتمعن وهدوء وقال ....أمال ليه حاسك إنت مش كويس خير هى العروسه لحقت تطفشك د يدوب مبقالكش أسبوع ...
تنهد إحسان بشده وقال ....مش عارف ..
نظر اليه باهر بعدم فهم ...يعنى إيه مش عارف .....
أجابه إحسان بنفاذ صبر يعنى مش عارف ....حاسس إنى تايه ،مخنوق ..
سأله باهر مباشرةً ...ليه إيه اللى خلاك تايه كده تقدر تقولى .....جاوبه إحسان بغضب وكأنه يكلم نفسه ....
مكنتش ناوى أقرب منها بس لقيت حاجه بتشدنى ليها وقربت وبعد.ماقربت حاسس إنى مش قادر أبعد أو بمعنى أصح مش عايز أبعد ..بس برده أنا كده كده هسافر مش هقعد ..حاسس بحاجه جوايا خنقانى ،يمكن فكرة إن بابا فرضها عليا ..مش عارف ،كل اللى عارفه إنى لازم أبعد لأنى مش مستعد أخسر حلمى مهما كان التمن.....
نظر اليه باهر بإشفاق وقال .....طب ليه متجمعش بين حلمك وحلم باباك ....نظر اليه دون فهم وقال ....:
وده ازاى يعنى ....!!؟
جاوبه باهر بهدوء وتعقل وقال .....
.يعنى سافر محدش قالك اقعد بس برده روح وتعالى .بلاش تنسى اللى هنا من غير حتى ماتعرف هم ممكن يكملوا معاك ولا لا ....؟؟ وكمان مراتك فى اداب المانى وانت مسافر ألمانيا مش يمكن دى إشاره من ربنا انها تكمل معاك ...ليه بتحط أسوء الفروض وإنها هتكون عبء عليك مش يمكن تساعدك وتهون عليك غربتك ...يا إحسان فوق من وهمك قبل فوات الأوان وكمان فيه حاجه ...ليه متاخدش ان باباك اختارها بالزات لأن ليه نظره مختلفه عنك وانها بالفعل هى دى اللى انت هتكمل معاها وهتستحملك وتستحمل طبعك الزفت ......
نظر اليه إحسان وهو يفكر بكلامه ولكنه هز رأسه وكأنه ينفض أى فكره مغايره لما يريد ...
أكمل باهر وقال ...طب هسألك سؤال ...مراتك وحشه أو مش مريحاك ....لا هكذا ببساطه شديده جاوبه إحسان ...ليكمل باهر ويقول ...إنت عارف إيه عيبك ..!!؟
.نظر اليه إحسان دون كلام ليكمل باهر ويقول ...عيبك انك مبتحبش تطلع غلطان وانت من البدايه ناوى تبعد وتسافر ومتبصش وراك بس للأسف انت حبيتها أو على الأقل بدأت تحبها بس ازاى وجهة نظر دكتور إحسان تطلع غلط فلازم تأكد أنك صح حتى لو هتخسر بس نصيحه فوق قبل مايفوت الأوان .......
صمت إحسان وكأنه لايعلم ماذا يفعل هل يسمع كلام صديقه أم يكمل ما بدأ به رغم أنف الجميع .
↚
تختبرنى الحياةُ مِراراً ....فلا تُسقينى إلا مَراراً.
صابرةٌ أنا وأنتظر ..أن يكافأنى ربى لما أعانى وأصطبر ....
فما الدنيا الا ابتلاء ...وانا لا أملكُ غير الرجاء ....
خواطر سلوى عليبه....
☆☆☆☆☆☆☆☆☆
الإحساس بأنك محق حتى لو أجمع الجميع على خطأك لا يدل الا على وجود خلل ما بتفكيرك .وأنك يقينا ستعانى بمفرك ولن تجد بجوارك من ابتعدت عنهم لأنك على حق أيها المخطئ .... من وجهة نظرك فقط ......
كان احسان يجلس بشرود فهو يشعر انه بين شقى الرحى فقلبه يوجهه لمكان وعقله يوجهه لمكانٍ آخر ......كلام باهر مازال يشتته ،يشعره بأنه لايعلم ماذا يفعل ....لما هذا القلب اللعين يحثه على شئ لم يكن فى تفكيره من بادئ الأمر..لما وضعه والده فى هذا المنعطف ..فهو لم يكن يريد الزواج ولكنه رضخ للأمر حتى يحقق مايريد فلما الآن أصبح مايريد وكأنه حمل ثقيل لايقدر على تحمله ......
ظل يفكر كثيرا حتى وقف مرةً واحده وكأنه يخاف أن يرجع مرةً أخرى فى تفكيره ......رن على أسمهان فهى كانت عند والده ثم إستدعاها لأمر مهم .....
أتت أسمهان وهى لا تعلم ماذا يريد ...أخذ ينظر إليها وكأنه يشجع نفسه على الكلام حتى لا يتراجع.....
ذهبت إليه أسمهان وهى تمسك يده وتشعر بتوتره وتقول .....مالك فيك إيه ؟
نظر إليها وكأنه يستمد القوه من عينيها رغم أنه يعلم انه سيحزنها بكلامه ......
تكلم بهدوء : ....بصى يا أسمهان إنتى عارفه إن سفرى كان كمان 10 أيام.....أدار وجهه ليهرب من عينيها
واكمل .....بس النهارده طلبونى وقالوا إنى لازم أسافر فى خلال يومين لأن فيه أوراق ناقصه ولازم أروح أكملها ....
.ظل يعطيها ظهره ولكنه إستدار عندما لم يجد أى رد منها ......
زهول وشعور بالندم هو كل ماشعر به إحسان عنما وجد أسمهان ودموعها تنسج خيوطا على وجنتيها وهى تكتم شهقاتها ....لم يعرف ماذا يفعل ...
شعر بغصه فى حلقه ...فاسترسل بالكلام وهو يحاول الا يتراجع عما يريد ....أمسك يديها وأجلسها بجواره على الأريكه ...مسح دموعها بيديه برقه شديده متنافيه مع الموقف ....وقال ....انتى عارفه من البدايه انى مسافر يبقى ليه العياط ......
تحدثت أسمهان من بين دموعها وقالت .:
.كنت فاكره ان لسه بدرى مش على طول كده .....
ابتسم بخفه محاولا أن يدارى شروده وقال .....:
بدرى إيه دانا اتأخرت بسبب الجواز ....لم تفهم ماذا يقصد .....قصدك.إيه .......!!؟
إبتلع ريقه : ...قصدى يعنى انى كان المفروض أسافر بس أتأخرت شويه على ماتميت جوازنا يعنى .....
ثم أكمل بهدوء وكأنه يستعطفها ....وكمان انتى عارفه إن ده مستقبلى وحلمى ومش ممكن أتخلى عنه أبدااااا مهما كان التمن ......
نظرت إليه بريبه وقالت ...:
يعنى إيه مهما كان التمن ..طب لو كنت انا التمن ده ،هتتخلى عنى عشان حلمك........
ارتبكت معالم إحسان فهو لم يتوقع أبدا مثل هذا السؤال .....
أجاب بهدوء محاولا أن يتدارك إرتباكه ....:
لللا طبعا انتى عندى مهمه يا أسمهان بس انا قصدى يعنى إن المفروض السفر كان من بدرى بس انا اللى اتأخرت ....ثم أكمل محاولا تلطيف الأجواء ......وكمان انا ناوى اجى كل كام شهر انشاله اسبوع ولو معرفتش هبقى أبعتلك تجيلى ....
تهللت أسارير أسمهان من كلامه ولم تتدارك نفسها الا وهى ترتمى داخل أحضانه وهى تبكى بشده وتقول ...:
.ربنا مايحرمنى منك أبدا وانا هفضل مستنيه انك تيجى او انا أجيلك وعمو عبدالرحمن فى عيونى بس بالله عليك ابقى كلمنى على طول عشان هتوحشنى قوى ....
..قالت له هذه الجمله بصوت خافت وكأنها تخجل من أن يسمعها ولا تعلم انها دخلت قلبه مباشرة فمزقته إربا لشعوره أنه يخدعها رغم مايشعر به تجاهها ....
أقنع نفسه بالنهايه انه سيحاول بالفعل أن يأتى كما وعدها ولكنه لن يأخذها أبدا الى تلك البلاد .......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لايدرى الإنسان أين سيكون نصيبه أو متى سيحصل عليه فكل شخص يحاول ويحاول أن يحقق مايريد ولكنه دائما سيحققه بإرادة الله وحده...ولا يعلم أحد أى الأقدار أفضل ......
كانت إيمان تجلس فى الكافيتيريا بإنتظار شهد فهى قد تأخرت اليوم ولمَ لا وهى كالعاده تظل مستيقظه لفتره طويله وهى تكلم أحمد فى الهاتف ......
وجدت من يجلس جوارها دون حديث فأتجهت بوجهها إليه ظنا منها أنها شهد ......إنتى ياكلبة الب........
.ولم تكمل لأن من يجلس بجوارها لم يكن غير رامز ذلك الزميل الذى حاول أن يكلمها منذ عدة أيام .....
.قال رامز بهدوء وهز يرى ارتباك إيمان .....:
.أنا اسف انى قعدت مره واحده كده من غير ما استأذنك ..بس انا عايز أتكلم معاكى ومش عارف .......
وقفت إيمان بخجل وإرتباك وقالت ....:
بس انا اسفه انا مبكلمش حد ......
رد رامز بسرعه شديده ...:
.عارف والله وده اللى عاجبنى فيكى بجد انك ملكيش فى حوارات البنات دى ،مهتميه بدراستك وبس ،ومبتصاحبيش أى شاب ...
أردفت إيمان بتعجب ....طالما انت عارف كل ده جاى دلوقتى عايز تكلمنى فى إيه .....
.تنحنح رامز وقال ....صراحه انا معجب بيكى وكن........
لم بكمل حديثه لإنتفاض إيمان بشده وهى تقول بصوت مرتبك ......لللو سمحت انا مبحبش الكلام ده وأظن انت نفسك اللى بتقول كده ......
أجاب رامز عليها بسرعه وهو يحرك يديه كأنه ينفى عن نفسه اتهام .....:
لالا طبعا انا مقصديش كده انا قصدى يعنى لو مفيش حد فى حياتك فأنا بتمنى أكون فيها ولما نتخرج هخطبك على طول وكمان مستعد اخطبك من دلوقت لو انتى عندك استعداد وكمان انا مش هكلمك ولا هعمل اى حاجه تضايقك بس تدينى أمل بس .......
ذهول هو كل ما كان مرسوم على وجه إيمان ...
ردت بحده وقال ...بص يادكتور كل اللى بينى وبينك هو انك زميل وبس والزماله اللى بينا مديلكش الحق فى الكلام ده وحتى لو مفيش حد فى حياتى بس اسفه جدا لو فيه مش هيكون إنت تمام وأظن أنا عارفه انت بتعمل كده عشان خاطر إيه بس بلاش نفتح فى حاجه ملهاش لازمه وياريت تبعد عن طريقى ......
ذهبت إيمان من أمامه وهى يتآكلها الغضب أما هو فيتآكله الغيظ منها وهو يتوعد لها بالكثير والكثير ......
كل هذا يحدث أمام ناظرى رزق والذى كان سيتدخل لولا تدخل شهد والتى قد.أتت هى الأخرى لتسمعهم وترى رزق وهو متجه صوبهم فأوقفته قائلةً له .....:
.سيبها يادكتور هو مش هيسكت غير هى ماترد عليه وانا واثقه فى إيمان وفى اللى هتقولهوله ..
ثم نظرت إليه بتردد وقالت ولا انت مش واثق فيها ....
جاوبها بسرعه شديده قائلاً .:
..لا طبعا واثق فيها جدااااا كمان بس مش واثق فيه هو لأنى عارفه طالب بينجح بالعافيه وبيجى الجامعه عشان البنات وبس ...وإيمان ملهاش فى اللوع ...
.ثم أكمل بغيره .....بس ليها انها تتعبنى وخلاص من كتر النار اللى بتولع فيا لما بشوف حد بيبصلها مابالك بقه باللى واقف هناك زى الطور ده بيتكلم معاها .....
كتمت شهد ضحكتها على منظر دكتور رزق ولكنها فجأه ورد على خاطرها سؤال ....ألا قولى يادكتور يعنى بدون زعل هو ليه سموك رزق ؟
نظر إليها رزق بدهشه وقال .....يعنى إيه ليه ؟
ثم إستطرد بإمتعاض وقال .:
..يلا اهو إسم وخلاص ثم أكمل بهمس منها لله بقه جدتى قال إيه سموه رزق لانه وحيد على البنات وكمان الصغير ..........
ضحكت شهد بشده على كلامه والذى ظن أنها لم تسمعه ......
نظر إليها بغضب وقال ..:
..بتضحكى على إيه ؟ نظرت إليه شهد ببراءه وقالت ....والله يادكتور جدتك دى زى العسل يلا متجوزش عليها غير الرحمه وعلى العموم لو الإسم مضايقك غيره مفيهاش مشكله ثم ضحكت بشده .....
تكلم رزق بهدوء حذر وقال :.....
امشى من قدامى أحسنلك لأنك والله لولا انك صاحبة إيمان لكنت مشيلك المواد بتاعتى كلها لغاية متتخرجى ......
ركضت شهد من أمامه وهى تحاول أن تكتم ضحكاتها بشده ذهبت الى المدرج ووجدت إيمان تجلس بوجه مكفهر فهى لم تلحظ أنها قد مرت بجوارهم هى ورزق .....
كلمتها إيمان بغضب وقالت ....كنتى فين يازفته من ساعتها مستنياكى ومش عارفه حضرتك فين ......؟!
ضحكت شهد بشده وقالت ...كنت بشوف ليه سموه رزق ......
نظرت اليها إيمان وكأنها برأسين ...:
.هم مين دول؟ جاوبت إيمان من بين ضحكاتها ...لا مش مين دول ...د مين دى طلعت جدته عشان ياحرااام طلع ولد وحيد على البنات وجاى بعد شوقه ......هو مين ؟
سألتها إيمان بإندهاش فقلت لها ....حبيب القلب رزق رزوقه .....ضربتها إيمان على كتفها بشده ولم ينقذها منه غير دخول الدكتور الى قاعة المحاضره.......
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عندما تشعر انك ظلمت شخصا بريئا ليس له أدنى ذنب بما تريده أنت غير أنه قد وقع أمامك عن طريق الخطأ ... فماذا يفعل حينها هل يدرأ عنه هذا الظلم .أم يتركه يمضى بطريقه لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .....
كان شعور عبد الرحمن بعد ما علم بسفر إبنه الغير متوقع فى هذا الوقت ..الا شعوراً مفرطا من الألم ليس بحقه هو ولكن على إنسانه بريئه ليس لها ذنب غير انها أصبحت زوجته ولكن الم يقع عليه بعض من هذا الظلم فهو من صمم عليها وكأنها ستقوم بإصلاح ما أفسده هو بتربيته الصارمه ....ولا يعلم أن سنين من اللا مبالاه وعدم الشعور بالآخرين لن يمحيه مجرد أيام مع فتاه نقيه مثل أسمهان .....
دخل عليه إحسان وهو يعلم بما يفكر ،جلس بحواره على الكرسى ومازال عبد الرحمن صافنا فيما فعل هو وما فعل إبنه ....بابا ....هكذا ناداه إحسان بهدوء حتى أخرجه من شروده .....
نظر إليه عبد الرحمن وقال بسخريه.....خير تكونش جاى تسلم عليا ......!!؟؟
تأفف إحسان وقال ...فيه إيه يابابا أظن حضرتك عارف إنى هسافر فليه بقه السخريه دى ......
نظر اليه عبد الرحمن بشده وقال ...:
..أيوه عارف انك هتسافر زى مانا عارف برده ان سفرك لسه كمان 10 ايام أقل حاجه مش بكره يادكتور .....
وضع إحسان وجهه فى الأرض وقال بخفوت ....:
والله بقه هو ده اللى حصل رفع وجهه ونظر لأبيه وقال:
وكمان انا مش عارف فيه إيه لده كله ....انا عملت كل اللى انت عايزه يبقى من حقى أعمل اللى انا عايزاه ولا ايه ......؟ وكما مش حضرتك اللى ربتنى جد.وأن مستقبلى أهم من أى حاجه .....
غضب عبد الرحمن بشده وقال ....ايوه منكرش انى غلطت فى تربيتك وكنت مفكر انى كده انا صح عشان متطلعش لعبى وفلاتى وانت وحيدى بس برده جبتلك زوجه بنقائها وطيبتها تخلى الحجر يلين مش بس قلبك ......
نظر اليه إحسان وهو يحاول أن يوارى بداخله شعوره ناحية زوجته وقال ......:
مستقبلى مش هقدر أعوضه لكن الزوجه ممكن تتعوض حتى لو انت بتحبها فممكن تحب تانى ...لكن فرصتى فى مستقبلى لو راحت مش هقدر أجبها تانى ولا أعوضها .....
نظر إليه عبد الرحمن بأسف وقال ....:
.ياخساره يا بنى بكره انت اللى هتندم وتعض على إيدك ومحدش ساعتها هينفعك حتى مستقبلك اللى انت بتضحى بالكل عشان خاطره
■■■■■■■■■■■■■■
ياليت دنيانا سهلة المنال ولكنها دائما محاطه بالصعاب وبالأحلام المستحيله ......
كان رزق يأتى فى مكتبه ويجئ ولا يعرف ماذا يفعل فى رأسها اليابس هذا ولكنه لن يتركها أبدا فهو يعرف رامز هذا جيدا ويعرف أنه لا يوجد أمامه مستحيل بل يأخذ مايريد بأى ثمن ....
سمع طرقا على الباب فأجاب بأن يدهل وهو يعرف انها هى ولمَ لا وهومن بعث فى طلبها .....
دخلت إيمان وهى متحفزه بشده فهى لم تكن تريد ان تأتى ولكن شهد من شجعتها حتى تعلم مايريد ......
قالت بهدوء ....حضرتك طلبتنى يادكتور .....؟؟
أجابها بهدوء ماقبل العاصفه ...اتفضلى يا إيمان أقعدى ......
أسفه يادكتور بس أنا ورايا سكشن كمان نص ساعه .....
اجابها بصوت هادر ....إيماااااااااان انا بقول اقعدى يا ريت تسمعى الكلام من أول مره لأنى على أخرى سااااامعه ......!!!
.انتفض جسدها من صوته الهادر وقالت بتلعثم .....هههو فيه إيه ليه بتكلمنى كده .....!؟؟
-لأنك غبيه عرفتى ليه بكلمك كده ......نظرت إليه بشده وكأنها استعادت رشدها وقالت .....:
أولا انا مسمحش لحضرتك تكلمنى كده وكمان انا معملتش حاجه لده كله ........
.أجابها وهو يكز على أسنانه من فرط غيرته .:
..لا وربنا يعنى معملتيش حاجه أمال مين اللى كان قاعد مع الزفت رامز إيه تكونش أمى .......
نظرت إليه باندهاش ولكن بداخلها فرحه عارمه ...معرفش حضرتك مامتك كانت قاعده مع مين ......؟؟
أكل المسافه التى بينهم ووقف بالقرب منها وهو يحرك سبابته أمام وجهها ويقول .....:
.استظراف مش عايز وهى كلمه واحده كان عايزك فى إيه ؟ نشرت إليه ببراءه وقالت:
..كان عايز يخطبنى ......
نععععععععععم ياختى كان عايز إيه ؟ هكذا رد عليها بصوته المرتفع فرط غيرته وعصبيته ...وهى بكل برود وهدوء قالت:
وكأنها تتهجى حروفها ......ي....خ..ط..ب. ن..ى. .. يعنى يخطبنى يادكتور ......
.سيطر رزق على غيرته وحاول أن يهدأ وقال لها بصوت حاسم شديد اللهجه لم تسمعه منه من قبل ....:
.طب يا إيمان لو لمحتك مره واقفه معاه مش هيحصلك كويس انا مبرداش أكلمك لأنى بدعى ربنا انه يجعلك من نصيبى عشان كده مبحاولش انى أغضبه فيكى ،بس مش معنى كده انى مركب قرون ماشى ...!!!!
انا قلتهالك ولسه بقولهالك انتى إن شاء الله هتبقى مراتى تمام فياريت تحترمى ده وتراعى انى معاكى فى نفس المكان .....
فتحت إيمان فمها حتى تتكلم فأوقفها بيده وقال ... .:
.مش عايز أسمع منك ولا كلمه واتفضلى يلا على السكشن بتاعك وبعدها من باب المدرج على بابا الجامعه ومنه لباب بيتكم ماشى ولا مش ماشى ....يلاااااا .....
انتفضت إيمان وخرجت مسرعه واكن بداخلها تناقض فى مشاعرها ....فهى سعيده جدا بغيرته الظاهره وأيضا تشعر بالغيظ من تحكماته الغير مبرره ولكنها بالتأكيد شعور السعاده يطغى على أى شعور اخر ......
♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
عندما يشعر الأنسان بأن روحه تُسلب منه وكأن أحداً ينتزعها انتزاعا فإنه لايقدر على المقاومه بل أن كل مايملكه هو الإستسلام للظلام السائد من حوله .....
كانت أسمهان تشعربالعجز وهى ترى أن زوجها سيتركها ويسافر .....كان لديها شعور داخلى بأن ما سيأتى لن يكون فى صالحها ....فهى تشعر بغصه فى قلبها ولكن ماذا تفعل فهى لن تقف أمام مستقبله ....وهى منذ البدايه تعلم أنه سيسافر ليكمل دراساته العليا فلما تشعر بالحزن الآن ....
كان احسان بالمقابل يتأكد من غلق حقائبه وأن بها كل مايريد وفى المقابل فهو لا ينظر لأسمهان لا يعلم لما يشعر تجاهها بالخزى وأنه خذلها ولكن عقله كالعاده يهيئ له انه لم يفعل وكل مايحدث هو متفق عليه منذ البدايه إذا فهو لم يظلمها أبداااا .حمل حقائبه واتجه ناحية الباب لينزلهم الى التاكسى المنتظر تحت العماره ...
نادت عليه أسمهان بصوت خافت متحشرج من أثر البكاء .....:
إحساااان ....وقف على مضض فهو لا يستطيع أن يودعها ولا يعلم لماذا .....أكملت عندما لم تجد منه إجابه وقالت بصوت مخنوق ......:
انت حتى مش حابب تسلم عليا .....
أجابها إحسان بإرتباك ...:
.لا طبعا بس كل الحكايه انى كنت هنزل الشنط واطلع اسلم على سيادته اللواء وبعدها هسلم عليكى .......
صدقه قلبها الأحمق الذى خفق له دون درايةٍ منها ولكنها رغم ذلك تقربت منه وقالت ....:
ليه مش عايزنى أوصلك .....؟
ماذا يقول لها أيعترف لها أنه خائف من أن يضعف أمامها ويلغى سفره .....ماذا يقول إذاً......إستدار اليها وأخذها بين أحضانه وضمها بشده وهو يحاول تهدئة دموعها الفياضه وقال ......:
طب بتعيطى ليه دلوقت احنا مش قلنا اننا ان شاء الله هنتكلم على طول وكمان اهو ياستى انا سفرت بدرى عشان تركزى فى امتحاناتك وتطلعى من الأوائل زى كل سنه تمام ....
قبل جبينها بشده ثم تركها بسرعه وأخذ حقائبه ونزل الدرج وهو يهرول وكأنه خائف أن يلتفت خلفه فيتغير مصيره ........
ذهبت الى البلكونه لكى تراه وهو يركب التاكسى أشارت له بيدها وهى تغتصب إبتسامه على شفتيها ورد اليها الإشاره ثم ركب بسرعه ومشى أمام عينيها التاكسى وهو بداخله ولا تدرى هل بسفره ستبدأ حياتها أم أنها ستنتهى ؟
↚
أعطيتك من قلبى حباً ...ولم أجد الا نكرانا .
أعطيتك من حياتى زهراً ...ولم أحصد الا خذلانا .
أعطيتك من عمرى ربيعاً ...ولم أجد الا نسيانا...
فلا تأتى يوما تطلب منى عفوا وصفحا وغفرانا .....
خواطر سلوى عليبه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أن تقع فى الحب فهو أمر جميل ولكن أن تقع فى حب من لايريد الحب فهو شعور بالتمزق تارةً بين قلب شغوف وتارةً بين عقل يشدك لأن تبقى بعيداً .........
كانت أسمهان تجلس شريده فمنذ سفر إحسان منذ أسبوعين كان يهاتفها يوميا ولكنه منذ يومين لم يهاتفها وهى قلقةٌ عليه جداً ولكن ماذا تفعل فهى رنت عليه مرتين وكان الهاتف مغلق ..أتقول لوالده ولكنها لاتريده أن يكون قلقاً هو الاخر ...
دخل عليها عبد الرحمن دون أن تلاحظه ....ربت على كتفيها بهدوء أخرجها من شرودها وقال .......:
مالك يا أسمهان سرحانه فى إيه ....
نظرت اليه بحزن وقالت أبدا ياعمو مفيش حاجه انا بس كنت بذاكر وقعدت شويه عشان أريح .....نظراليها وهو يدرك مابداخلها ولكنه أرد أن يخفف عنها فقال بمرح ...:
.أيوه بقه أكيد فرحانه عشان هتروحى تقعدى عند باباكى طول فترة الامتحانات ....
ضحكت أسمهان بخفه ....:
والله ياعمو لولا الإمتحانات ماكنت سيبت حضرتك بس هيبقى صعب عليا أسافر واجى فى نفس اليوم ....
أجابها عبد الرحمن بحنان شديد .....:
لا طبعا ياحبيبتى وأنا ميرضنيش طبعا بهدلتك وكمان انا متعود على القعده لوحدى واهو الهامى معايا بيسلينى وانا كمان كل فتره هبقى اجى ياستى واتغدى معاكم وارزل عليكم شويه إيه رأيك ؟
تهللت أسارير أسمهان من إهتمام عبد الرحمن وقالت ....:
طبعا ياعمو دانت تنورنا والله بس على شرط تيجى فى اليوم اللى يكون عندى فيه امتحان ....نظر اليها عبد الرحمن باستغراب وقال ....إشمعنى يعنى ؟
ردت ببساطه شديده ...لأن اليوم اللى بيبقى عندى فيه امتحان متعوده لما برجع باخده بريك ومبذاكرش عشان أفصل بين المواد فكده هقعد معاك براحتى .....ضحك عليها بشده وقال .....:
ماشى يابكاشه بس برده انا ليا شرط ....
.ردت أسمهان بإستغراب .....شرط إيه ده ؟
أجابها عبد الرحمن بحسم ....:
شرطى أنك تطلعى من الأوائل زى كل سنه عشان لكا تكملى دراساتك العليا يبقى ليكى الأولويه فى المنح ...
نظرت إليه بإنكسار ....:
ومين قال لحضرتك انى هكمل انا خلاص اتجوزت ومش هيبقى عندى وقت .....انتفض عبد الرحمن بشده فهو يعلم ان هذا هو حلمها ولكنها تردد فقط كلام أبيها ......بصى يا أسمهان أولا انتى مواركيش هنا حاجه ،حتى جوزك مسافر يبقى ليه متكمليش وتحققى حلمك ......
نظرت اليه بهدوء وقالت ....:
ربنا يسهل ياعمو وكمان انا مكلمتش إحسان فى الموضوع ده فطبعا لسه اما نشوف رأيه إيه ....
رد عليها بصرامه وقال .....:
إحسان عمره ماهيعترض خاصةً بقه وهو كده كده مسافر ومش موجود .
نظرت إليه بتردد وقالت ...:
.ههو إحسان مكلمش حضرتك النهارده ...
.ارتبكت نظراته ولكنه حاول ان يواريها حتى لا تلاحظها فماذا يقول لها انه حتى نسي أن يحادثه هو أبيه ....
تكلم بهدوء وقال ...لا ياحبيبتى اتكلم من شويه وانتى كنتى فوق وكان بيحسبك معايا عشان يكلمنا احنا الاتنين ......
فرحت بشده وقالت ..طب هو كويس ...طب مكلمنيش ليه ...يعنى بدأ خلاص ينتظم ....ضحك عبد الرحمن عليها وهو بداخله مشفق على تلك الفتاه البريئه وقال .....حيلك حيلك فيه إيه على العموم ياستى هو كويس وانتظم خلاص ومكلمكيش لانه كان وراه محاضرات كتيير وكمان قال متقلقوش عليا لو اتأخرت عليكم فى الإتصالات وطبعا بعتلك سلام مخصوووووص جداااااااا .....
خجلت أسمهان من كلام عبد الرحمن ....وقفت مرةً واحده وقالت ....طب عن إذنك بقه ياعمو هدخل أكمل مذاكره ......
راقبها عبد الرحمن وهى تختفى داخل حجرة إحسان القديمه فهى تخاف أن تظل بمفردها ولهذا قررت أن تقيم فى شقه والد زوجها حتى يرجع من سفره .....قال:
بينه وبين نفسه ......بقى كده يا إحسان أول القصيده كفر .....لسه مبقالكش اسبوعين ونسيت تتصل بيا وبمراتك ...هقول إيه بس غير ربنا يهديك يابنى وتعرف قيمة الحاجه اللى بين إيديك .
☆★☆★☆★☆★☆★☆★☆
عندما تتمكن منا الغيره لانشعر بشئ حولنا غير لذة تدمير من نغار منهم .... فليس ذنبهم هم ان قلوبنا سوداء ....
كانت نرجس والدة علاء تجلس بجواره وهو تعطيه قطعه من التفاح وتقول له وهى تلوى شفتيها .....
طلعت خايب ومعرفتش توقع أسمهان وقال إيه دانا كل يوم مع بنت شكل ،اهى حتة بت مفعوصه مقدرتش عليها .....
وقف علاء بغضب وقال ....:
يوووووه ياماما فيه إيه مهو عشان موضوع البنات ده هى مرضيتش بيا .مانتى عارفه عمى مربيهم ازاى ،دحتى الواد نور مع انه فى ثانويه عامه وولد ايه شكله حلو ومز كده بس برده ملوش فى اللف والدوران ..
ثم أستطرد وقال ....:
دانا مره كنت معدى جمب سنتر الدروس لقيت بنت بتجرى وراه بحجة انها تسأله عن حاجه وهو بأف بعيد عنك وحياتك حتى مابص عليها لما البت بقت بتنفخ ........
شردت نرجس بعيدا وكأنها تكلم حالها وقالت ...:
.مليش فيه الكلام ده انا كنت عايزاك تتجوز أسمهان عشان أكسر عين ناديه وعمك عبد القادر اللى كل شويه فرحانين بعيالهم اللى بيطلعوا الأوائل كل سنه وانهم وانهم ...ثم أكملت بغيظ بس يلا فاتت من إيدى .....
فتحت عينيها بشده وكأنها تذكرت شيئا وقالت .....:
.بقولك ايه أسمهان مش موجوده بس إيمان موجوده ......
نظر اليها علاء وهو يضحك بشده وقال .....جرا إيه ياماما يعنى أسمهان اللى معاها اداب مرضيتش بيا يبقى إيمان اللى فى طب هى اللى هترضى بيا .....
ثم أكمل بغضب وكمان انا كان نفسى فى أسمهان ياماما أدب وأخلاق وجمال بنت كامله .......
نظرت اليه والدته وهى تمصمص شفتيها وقالت .....:
ما إيمان أخت أسمهان إيه المشكله يعنى .....
هز رأسه بالرفض وقال .....:
لا يا ماما ..إيمان جريئه مش معنى كده انها وحشه لا بس مبتسكتش على حقها وطبعا هتحس انها اعلى منى فى تعليمها بقه وكده لكن أسمهان غير ...أسمهان دى قطه مغمضه كان نفسى تفتح على إيدى ......استطرد وقال بغضب .....:
ياااااه لو كانت بقت من نصيبى بس يلا مسيرها برده هتيجى ........
نظرت إليه نرجس بترقب حذر وقالت .....:
هتيجى ازاى يا اخرة صبرى .انت ناوى على إيه ياولا ......
ارتبك علاء وقال ....ناوى على كل خير يا أم علاء متقلقيش انتى بس ........
جلست مره اخرى بهدوء ولكنها وقفت فجأه وقالت ...:
..بقولك ايه ياواد ياعلاء إيه رأيك فى نورين .البت زى العسل وشبه أسمهان فى شكلها وكمان هاديه وملهاش فى اللوع ........
ضحك علاء بشده وقال ...:
.نورين إيه بس ياماما دى عيله فى ثانوى .......وايه يعنى هكذا أجابت والدته .....
.نظر اليها باندهاش ايه يعنى ازاى ،انتى عارفه بينى وبينها كام سنه ......أكملت بلهفه ايوه طبعا يجى 6 او 7 سنين يعنى عز الطلب مش كبير ولا حاجه طب ماجوز أسمهان أكبر منها يجى ب 5 سنين إيه المشكله يعنى .......
صمت علاء وكأنه يفكر فى كلام أمه وقال ...:
..تصدقى صح وكده بقه يبقى ليا الحق أطمن على أسمهان مانا هبقى بن عمها وجوز أختها .....
.أكمل بخبث وقال ....:
كانت تايهه عنى فين دى بس والله وجايلك يانورين ولازم تبقى من نصيبى حتى لو عملت نفسى اتغيرت عشان عمى يوافق .........
♡♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎
ان تجد الحب بجوارك ويراعيك ويحتويك فهو كأنك وجدت ينبوع ماء طاهر بعد عناء العطش والمشقه ....
كان أحمد يجلس بجوار شهد فى السياره وهو يقود بروية حتى لا ينتهى الوقت برفقتها فهو سيسافر فى مهمه بعد أربع ساعات كان يود أن يقضيها معها ولكنه يعلم ان وقتها مضغوط بسبب الإمتحانات فلقد اقتربت بشده وهو يعرفها جيدا ،فهى تتوتر من أبسط الأمور .....
التفت اليها وقال بحب ....:
إيه البرنسيسه مش ناويه تتنازل وتقعد معايا شويه قبل ماسافر ..نظرت اليه باعتذار وقالت .....:
والله ياحمودى كان نفسى بس انت عارف خلاص الامتحانات قربت واحنا كليتنا عملى هعمل ايه بس..
ثم حركت عينيها حركات متتاليه ( بربشت يعنى) ضحك أحمد بشده وقال ......:
إيه اللى بتعمليه ده .اوعى تكونى بتغرينى ...صمت قليلا وقال .....هار اسوح لو كان ده الاغراء فى نظرك يبقى انت كده ضعت يا ابو حميد ......
.لكزته شهد على كتفه وهى تقول بخجل ...:
.جرا ايه ياحظابط نص كد انت عيب كده ......
أشار أحمد بيده على نفسه وهو مندهش وقال ...انا حظابط نص كم ....طب ياشهد ان ماوريتك مايبقاش انا حمودتشى .....
ضحكت شهد بشده وقالت ماخلاص بقه وكمان اطمن دانا عملالك بروجرام لما نتجوز انما ايييييه عنب .....إشجينى والنبى وبصى اتكلمى براحتك وانتى بتوصفى انتى ناسيه انك مراتى ولا ايه ياشوشو ....؟
نظرت اليه بغيظ وهى تقول .....:
انت ليه بتحسسنى انك بتنادى على رقاصه ....عض على شفتيه وقال ..:
..أموووت انا فى جو الرقاصات ده ....
.نظرت اليه بفخر وقالت ....لااااااا دانا هبهرك متخافش ....
.قال لها من بين بكاؤه المصطنع ...:
هتبهرينى يبقى ربنا يستر والله انا خايف نقضيه فى السيده زينب والحسين .....
صفقت شهد بشده وقالت. .....:
عرفت ازاى ......
نظراليها بغيظ شديد وقال وهى يكز على أسنانه .....:
.احمدى ربنا اننا وصلنا الكليه والا والله لكنت مبيتك فى القسم النهارده ......
تمسحت به كقطه وديعه وقالت .....:
هتحبس مراتك ياحمودتشى ......أبعدها من على كتفه وقال ..:
.مرات مين دانا لو اتجوزت واحد صاحبى هيدلعنى اكتر منك .....
.شهقت شهد وقالت ....:
ياخرابى ياحمودتشى هو انت ليك فى الرجاله .......
انزلها من السياره بشده وهو يقول ......:
وربنا لو منزلتى دلوقت ياشهد من العربيه لكون مموتك سااامعه ،امشى يابه غورى من وشى جاته نيله اللى عايز جواز ......
نزلت شهد وهى تضحك بشده بينما أحمد يتآكله الغيظ منها .....
◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆◇◆
العوده لمكانك الأول كالعوده لأحضان أمك بعد طول الغياب ..
.ظلت أسمهان تلف وتدور ببيت والدها وكأنها كانت غائبه عنه منذ سنين وليس شهر واحد ....ظلت تجوب بكل الغرف حتى دورة المياه والمطبخ ،فهى لم تترك أى شبر فى داخل منزلهم الا ودخلت فيه .....
ضحكت ناديه بشده وهى تقول ...:
.مالك يابنتى اكأنك كنتى فى غربه ......
ضحكت وهى تحتضن والدتها للمره التى لاتذكر عددها وقالت ....:
انتى بتقولى فيها ياماما ..فعلا والله اكنى كنت فى غربه ...
.استطردت أسمهان وقالت بحنين ...:
.تعرفى ياماما رغم ان الشقه اللى انا متجوزه فيها شبه القصور فى تجهيزاتها وعفشها والإمكانيات اللى فيها ورغم انى تقريبا مبعملش مجهود يعنى فيه اللى بينضف واللى بيعمل الأكل ...لكن هنا فيه حاجه مش موجوده هناك .....
أردفت والدتها بإبتسامه ....الذكريات يا سمسمه ...انتى هنا ليكى ذكرى فى كل ركن ...فيه حاجات بتشتاقلها ..بس تعرفى لما تخلفى وتقعدى مع جوزك هتعملى ذكريات هناك لدرجة انك لما تيجى هنا هتبقى قاعده على ناااار ونفسك ترجعى بيتك ...
نظرت اليها أسمهان بإستنكار وقالت ..:
..معقوله ياماما ....!!
.ضحكت ناديه وقالت ..معقوله ياروح ماما ...يلا بقه تعالى نحضر الغدا عشان باباكى زمانه جاى وكمان سيادتة اللوا اللى راح يبص على الأرض بتاعته وزمانه جاى ده كمان ...
ثم أستطردت وهى متجهه صوب المطبخ هى وأسمهان ....:
والله الراجل ده كتر خيره يعنى مهنش عليه يسيبك تيجى لواحدك مواصلات وجه وصلك بنفسه ...شكله طيب والله الواحد بيحترمه من حنيته عليكى ......
تنهدت أسمهان بشده وهى تقول .....:
تصدقى ياماما انا فى ساعات من كتر حنيته عليا ببقى مش عارفه أعمله إيه...لدرجة إنى لو قمت عملتله فنجان قهوة من إيدى بيقعد يهلل كأنه عيد ويشكر كأنى طبختله خروف مش فنجان قهوه ...دلولا هو معايا مكنتش عارفه هعمل إيه بعد سفر إحسان .....فعلا انا بحبه جداااا والله ......
لم تكن تدرى أسمعان بأنه يوجد من يسمع كلامها ويشعر بنيران الغيره فكسف لأسمهان أن تقول هذا الكلام على والد زوجها .فهو عندما علم بمجيئها ترك عمله وأتى على وجه السرعه ..فهو اشتاقها جداااا ....اغرورقت عيناه بالدموع وهو يقول لنفسه ....لقت الحنيه اللى انت كنت حارمها منها ....
لم تشعر أسمهان بنفسها الا وهى تُسحب لداخل أحضان أحدهم ولكنها استكانت عندما شعرت برائحة أبيها .نعم إنها رائحة الأمان والسكينه مهما اختلف عليها الرجال .....
أمسك والدها وجهها بعد أن اخرجها من أحضانه وقال ....وحشينى ياحبيبة بابا ..البيت ملوش طعم من غيرك .....وكمان انا بس اللى تحبينى ماشى ...حماكى راجل محترم على عينى وراسى بس أنا ابوكى مفيش حد يبقى زيى فى قلبك ياقلب أبوكى ....
نظرت اليه أسمهان بإستغراب شديد ...هل هذا هو أباها حقا .أم انه تبدل بشخص أخر .......
كانت أسمهان تحلس بين اسرتها وهى سعيده جدا ورغم ذلك تشعر بحنين لمنزل زوجها رغم انها لم تجلس به كثيرا ولكن السبب يعود لإشتياقها الشديد لصاحب المكان ...
.كانت تتصل عليه يوميا فتاةً يجيبها ومرات كثيره لا يجيب ورغم ذلك لم تجعل أحد يشعر بشئ وكانت تُرجع ذلك لإنشغاله فى دراسته وانشغالها هى فى إختباراتها ....
جاءت نهاية الإمتحانات وشعرت أسمهان بالتحرر من قيود الدراسه فها هى أنهت أخر ترم لها فى دراستها ...
أما إيمان فكانت تؤدى إختباراتها تحت عيون رزق والذى كان يوليها بإهتمامه دون أن يوجه لها أى كلام وأفعله هذه جعلت قلبها يتحرك كليا تجاهه دون إرادة منها .. .....
♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎
عندما تحاول تقويم ضلع أعوج فلابد من الرويه حتى لاينكسر بين يديك ....
كان عبد الرحمن يحاول كثيرا ان يتصل بإحسان دون فائده حتى وجده أخيرا يرن عليه .....أمسك التليفون وهو فى قمة غضبه .....
__ الو ياباشا فينك يعنى حتى إسأل على أبوك ولا انت خلاص عملت اللى انت عايزه وسافرت وميهمكش حد هنا ...
___________________
_يعنى إيه مشغول ..مشغول مش لاقى دقيقه تكلمنى فيه ولا تكلم الغلبانه اللى مستنيه منك تليفون تسأل عليها حتى وهى وسط أهلها ...
_______________
_ يعنى ايه يا إحسان ..خلاص مش هترجع دلوقت خالص حتى عشان تبص على مراتك .....
________________
_ انت ليييه بتقاوح سيب قلبك يحب يا أخى .انا نفسى كنت بشوف نظراتك ليها كأنك خايف انها تبعد بس فى نفس الوقت مش راضى تقرب ولا هى عشان اختيارى يبقى هى وحشه ..
__________________
_ نفرت أوردة عبد الرحمن من شدة غضبه وهو يقول ......انا غلطان ياسيدى عرفت خلاص انى غلطت لما غصبت عليك تتجوزها وحطيت موافقتك عليها قص موفقتى على سفرك ومساعدتى ليك ..بس كل ده لأنى شايفها بنت مش هتلاقى زيها ،بنت قلبها نقى ،وانت اللى هتيجى بعد فوات الأوان وتقولى انك عايزها وساعتها مش هتلاقيها ..بس اللى لازم تعرفه انى زى ماظلمتها بجوازتها منك مش هرغمها انها تعيش معاك سامعنى .....انا معايا توكيل منك ولومرجعتش وتعاملها كويس هطلقها منك سامعنى ..؟؟
_________
_ماشى يا إحسان يبقى انت كده اللى اخترت بس ياريت متندمش بعد كده .......
استدار عبد الرحمن ليجد أسمهان تقف خلفه ودموعها تجرى على وجنتيها ويظهر على وجهها الصدمه .......
نظر اليها عبد الرحمن بصدمه وقال ...:
..أسمهان انتى هنا من إمتى ؟
↚
حاربت دموعى ألا تنزل عليك .....فأبت إلا النزول ...
حاربت آنات قلبى ألا تشعر بك ....فأبى قلبى إلا الخضوع....
حاربت حنينى ألا يصبو إليك ....فأبى إلا التمزق والخشوع ....
أيا قلباً قُتِلت به الأحلام ....أيا أماناً مات مع الأيام ......أيا حباً أردت به الإكتمال فأصبح هو قمة الآلام ...
خواطر سلوى عليبه...
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
أقوى شعور يحطم الإنسان هو الخذلان من شخص أعددته الأقرب لقلبك ...وضعته قى مكانه صعب الوصول اليها لأنه فريد بحياتك .....ولهذا عندما يخذلك هذا الإنسان تشعر بتمزق القلب والروح معاً.
ظلت أسمهان واقفه مكانها فقدميها قد خذلتها هى الأخرى فأبت أن تتحرك قيد أنمله . لم تعرف هل ماسمعته صحيح ،هى أتت هرولةً الى بيت زوجها بعد أن أنهت إمتحانات آخر العام ...لم ترد أن تبلغ والد زوجها بقدومها حتى تفاجئه .ولكن كانت المفاجأه والصدمه لها هى ......
خرجت من حالة التيه التى بها عندما لفظ عبد الرحمن إسمها بدهشه وخوف من أن تكون قد سمعت شيئاً .ولكن هيئتها المزريه لاتقول الا شيئاً واحدا أنها سمعت كل شئ ....
أما هى فنظرت إليه بمشاعر مختلطه أهذا الذى تعتبره بمكانة والدها ،بل إنه كان أحن عليها من والدها .لما دائما تُصدم فيمن تُحب ...فهاهو والد زوجها الذى أحبته بشده وكأنه والد لها كان هو السبب فيما تعانيه ..لما دائما تصدمها الحياه....لما دائما تكون هى المفعول به وليس الفاعل .....
أخرجها من شرودها صوت والد زوجها وهو يقول بحزن شديد ........:
أسف يا أسمهان مكنتش أعرف إن ده هيحصل،كنت متخيل انه لما هيتجوز هيفضل جنبى أو على الأقل هيرجع عشان مراته بس ........
رفعت أسمهان يدها لتوقفه عن الكلام وأكملت بإستهزاء وإنكسار .....متكملش ياعمو ..متكملش ...خلاص عرفت اللى فيها وعرفت إن حضرتك اللى أجبرته على الجواز منى ….
ثم أكملت بإنهيار لم تستطع تفاديه.....بس لييييييييه ...ليييييه ياعمو كمل جوازه منى وخلانى مراته مدام كده كده ناوى يسيبنى .....ليه ياعمو هوانا رخيصه للدرجه دى .....
جلست على المقعد بعنف ووضعت يديها على وجهها وهى تبكى وتكمل بصوت ضعيف ...:
.أنا كنت بحسبه هيبقى ليا عوض السنين ياعمو لييييييه يعمل كده .والله لو كان صارحنى ماكنت زعلت زى مانا مقهوره ومكسوره دلوقت .........
نهض عبد الرحمن من مقعده وعيناه ملئي بالدموع على تلك البريئه التى ظلمها هو أولا قبل إبنه .....
أخذها بين أحضانه وتركها تفرغ مابداخلها من دموع وآهات تقتل القلب والروح .....قبل رأسها بشده وقال .....وحيات دموعك الغاليه دى لهخليه يطلقك غصب عنه وتعيشى حياتك زى مانتى عايزه ومحدش هيقفله غيرى .........
خرجت أسمهان من أحضانه وبهدوء شديد يتنافى مع ثورتها منذ قليل وقالت بصوت مخنوق ولكن به إصرار ......
أنا أسفه ياعمو لو حضرتك جوزته غصب عنه فأنا مش هخلى حضرتك تطلقنى منه غصب عنى ......
صدمه هى ما ارتسمت على ملامح عبد الرحمن وهو يقول .....يعنى إيه .....؟
أسمهان بقوه رغم الإنكسار .....يعنى أسفه انا برفض الطلاق .....
عبد الرحمن وهو مذهول من حديثها ....يعنى إيه بترفضى الطلاق ....
أجابت أسمهان وهى تكافح دموعها بشده.......:
يعنى لأول مره هفكر فى نفسى ،لأول مره هحب نفسى أكتر من غيرى ،لأول مره هبقى أنانيه ...
عبد الرحمن بهدوء ......بس إنتى عمرك ماكنتى أنانيه ياسمسمه ولا هتعرفى ...قالها ببعض المزاح حتى يخرجها مما هى فيه ....
أجابت عليه بإستهزاء ....:
.أيوه عمرى ماكنت أنانيه عشان كدع كنت دايما بتظلم ...ثم أكملت وهى تحدثه بحزن ...هو حضرتك متوقع إيه من بابا لما يلاقينى رجعتله بعد أقل من شهربن جواز وأنا مطلقه ......
أستطردت وقالت ...:
.أقول لحضرتك أنا .....هيقفل عليا أكتر من الأول بحجة انه خايف عليا، مش هيسمحلى أشوف الشارع بحجة كلام الناس ،وفوق كل ده هيجوزنى أول واحد يخبط الباب بحجة إنى مطلقه ،وأرجع تااااااانى لنفس الدوامه .......
أكملت بقوه وتحدى ....:
.يبقى لا ....لازم أكون أنانيه وأحب نفسى شويه عشان كده بقول لحضرتك أسفه برفض الطلاق.
وقف عبد الرحمن أمامها وهو يقول بثقه ..:
.وأنا هساعدك تكونى اللى نفسك فيه حتى لو سفرتك بره مصر تكملى دراسه .....نظرت إليه وهى تقول بصوت مخنوق ....وهتقدر تستغنى عننا ......
لم يفهم ماترمى إليه ولكنه اعتقد أنها تشير لنفسها ولإبنه بكلامها ولكنه بهت عندما مسكت يده ووضعتها على بطنها وقالت ......هتقدر ياجدو تستغنى عننا .......
ظل عبد الرحمن مشدوه من المفاجأه حتى أنه لم يعبر بأى شئ يدل على الفرح أو الحزن ....بل أصابه حاله من الجمود ...نظرت اليه أسمهان وهى تقول ....:
إيه مش فرحان ياعمو ولا إيه ......؟
انفجر عبد الرحمن ببكاء شديد وهو يضمها بين يديه ويقول من بين دموعه .....ولا أقدر أستغنى عن ضفرك انتى قبل اللى فى بطنك ......
وقفت فجأه وهى متردده وقالت ...:
..بس عندى طلب ...متقولوش ...
.وقف ينظر اليها وقال ...مين ...ثم فهم ماتعنيه وقال بحزن ....:
..ليييه مش يمكن ده سبب إنه يرجع .......
قالت بحزن :وحضرتك ترضهالى ياعمو انه يرجع بس عشان خاطر إبنه لكن باباه ومراته مش فى حساباته خالص ...وكمان مش عايزه اتوجع أكتر من كده ....
تساءل عبد الرحمن بعدم فهم إزاى ؟
ردت عليه أسمهان ببساطه ....:
لأن لو حضرتك قولتله ومرجعش ساعتها بجد هبقى خلاص انا انتهيت ،لكن على الأقل دلوقت انا بجمع نفسى عشان خاطر ابنى وعشان خاطر نفسى ...لكن هو ممكن يجى لو عرف ،طب لو مجاش هيكون إيه أحساسى وإيه احساسك انت كمان ؟
نظر اليها عبد الرحمن وهو حرفياً لايقدر على الإجابه ......
♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎
الإشتياق هو أحد العوامل التى تجعلنا نفعل مالا نريد أن نفعله ....
كان الإشتياق حليف رزق فى أيام الأجازه الصيفيه .فهو اشتاق إيمان بطريقه لا يمكن وصفها ولكنه أيضا لن يقدم على فعل شئ أحمق مهما كان مدى إشتياقه .....
ولكن بعد مده لم يقدر فدخل على صفحتها الشخصيه من خلال جروب الجامعه وطل يقرأ فى المنشورات التى تشاركها لعله يجد ما يطفئ نار وجدانه ولكنه كالعاده لم يجد غير منشورات عاديه جدا ،وطبعا لم يجد لها أى صوره فهى لا تنشر صور شخصيه لها على حسابها الشخصى وهذا شئ يجعله سعيد جداااااا رغم شوقه لرؤياها .......
دخلت أخته رغد وهى مهندسه ديكور وتعمل فى شركه خاصه وتكبر رزق بعام واحد ....
صاحت بمرح وقالت .....إييييه يادكتور اللى واخد عقلك يتهنابه ....ضحك رزق بشده وهو يقول ....تتهنى بيه وبس طب يارب يجى اليوم اللى اسيبها تتهنى بيا كلى كده على بعضى وانا كمان وربنا مانا عاتقها ......
نظرت اليه رغد بدهشه وقالت وهى تصفق يدها بشده .....:
.ايه ده .هو الباشا وقع ولا إيه ، لا متقولش شكلك باين عليه ،طب قولى هى مين واسمها إيه وشكلها عامل ازاى ،قول قول دانا اختك حبيبتك برده ....
.وقف رزق مره واحده وهو يقول ..:
..إيييييه حيلك حيلك فيه إيه مالك عامله زى ماسورة المايه اللى انفجرت فى وشى .....وكمان انتى كنتى جايه ليه ،عايزه إيه منى ......
ضربت رغد على جبينها دليل التذكر وقالت .....:
اااااه صح نسيت انا كنت جايه اقولك يلا عشان تنزل معايا انا واختك عشان عايزه شوية حاجات لجهازى انت عارف فرحى كمان أسبوعين ........
ضحك رزق بتهكم وقال ...:
.لا والله طب فرحك إنتى انا مال أهلى بقه ،انتى هتشترى طلبات خاصة بيكى عايزانى لييييييه ....!؟
أمسكت رغد ذراعه بطريقه كوميديه وقالت ...:
.عشان ياحبيبى مين اللى هيشيل الحاجه ولا انت عايزنى أتبهدل بقه واقعد أشيل وأجيب تاكسى واخويا حبيبى قاعد مواراهوش حاجه .....
ضربها رزق على رقبتها وقال ...:
..إمشى يابت إطلعى بره ثم صمت قليلا وقال بإبتسامه ...ولا عايزانى أغير قدامك .....تهللت أسارير رغد وهى تقول اخويا حبيبى ..ذهبت إليه وقبلت وجنتيه ....
.ضحك بشده على أفعالها الطفوليه وقال ....:
بس مش لافف معاكم ،انتو لفوا براحتكم بس انا هقعد على أى كافيه أستناكم قشطه ولا بلاش .....
ضحكت رغد وقالت ...وحياتك مشاريبك كمان عليا بس يلا .....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
من يقول ان الحياه مجرد صدفه ..لا والله بل إن كل شئ من تدابير الله عز وجل .فلا يوجد مكان للصدفة بيننا....
كانت شهد تضحك بشده على إيمان عندما دخلوا سويا الى محل للملابس الخاصه لكى تشترى شهد بعض احتياجاتها .....
فكانت إيمان من شدة خجلها لاتقدر على النظر حتى أنها خرجت من المحل فأتت شهد ورائها وهى تضحك بشده وتقول ....:
تعالى بس ياجعفر باشا خد هنا .....
اغتاظت إيمان من كلام شهد وقالت ..:
..مين ده اللى جعفر ،إنتى اللى بقيتى منحرفه .....
أكملت شهد ضحكاتها وهى تقول .....:
دانا كده مؤدبه أمال لو شفتى الحاجات اللى أحمد اشتراها ياختااااااااى كان هيغمن عليكى ......
شهقت إيمان وقالت ...:
نعععععم ياختى وهو يشترى حاجات من دى بمناسبة إيه ان شاء الله..
تكلمت شهد بهيااام وقالت ..:
.الله د أحمودتشى جوزى يابت من حقه يجيب ويعمل اللى هو عايزه ......
ضربتها إيمان وقالت طب إمشى قدامى يامنحرفه انتى وسى أحمودك ده.
أكملوا طريقهم وهم يتجاذبون أطراف الحديث المرح .حتى قالت شهد انا عطشانه وجعانه تيجى نروح نشرب حاجه ....قالت إيمان ماشى يلا .....
.ردت عليها شهد بحسم وقالت :
بس على حسابى لانك اصلا نازله عشان خاطرى ....رفضت إيمان بشده ولكن أصرت شهد ولم تترك لها مجالاً للإعتراض ......
اتجهوا الى إحدى الكافيهات ...جلسوا وهم على وضعهم من الضحك والمرح ...كانت إيمان تشرب عصير المانجو الذى طلبته وهى تضحك على احدى مواقف شهد المتكرره حتى وجدت من يقول بهدوء حذر بجوار أذنها .....:
هو صوت ضحكتك ده لازم يبقى عالى كده .....
.انتفضت إيمان من مكانها فوجدت رزق أمامها وهو يعقد ذراعيه أمام صدره وينظر إليها بغيره شرسه ....بينما شهد تضع يدها على فمها حتى تمنع ضحكتها ولكنها تمالكت نفسها وقالت .....:
معلش يادكتور هى إيمان دايما كده ،أقولها صوتك يا إيمان ،
ضحكتك يا إيمان بس هنعمل إيه مفيش فايده ...
.كانت إيمان تموت غيظا من صديقتها شهد ...
نظرت اليها وقالت ...:
دى أنا اللى بعمل كده...ماشى ياشهد أنا اللى غلطانه انى نزلت معاكى .....
لم تكمل إيمان كلامها حتى أتت رغد وأختها ميرال ...
..دخلت رغد الى رزق وهى تقول ...:
روحت فين ياحبيبى من ساعتها بندور عليك .....
نظر اليها رزق بمحبه وقال .....:
معلش يا رغد ،إيه خلصتى اللى انتى عايزاه ولا لسه .....؟
تكلمت ميرال بامتعاض وقالت ......:
هى دى بتخلص وكل اما أقولها حاجه تقولى ملكيش دعوه رزق قالى هاتى اللى نفسك فيه كله ....
ضحك رزق ملئ فيه وقال ...:
.دى حبيبتى وملكيش دعوه بيها كل اللى فى نفسها هجيبهولها ماشى ...
.قبلته رغد وهى تقول بفرحه :
ربنا مايحرمنى منك يااااارب ....
كل هذا تحت أنظار إيمان والتى شعرت كأن خنجر قد غُرس بقلبها ...أما شهد فلا تختلف عن إيمان غير أنها كانت تتوعد رزق المخادع كما تظن هى .....نطقت شهد أخيرا عندما وجدت هيئة إيمان المزريه ..وقالت بسخريه وهى تنظر لرزق ...:
طب يلا احنا يا إيمان عشان الدكتور يشوف اللى معاه ......
هنا نظر رزق الى إيمان وهاله ما رأى ...إيمان عينيها كالدماء من حبسها للدموع بداخلها أما شهد فهى كالنمره التى تود الإنقضاض عليه ....لم يعرف أيفرح لشعوره بغيرة إيمان أم يحزن لهيئتها تلك ....وعند تلك النقطه كان لابد وأن يزيل سوء التفاهم أولاً ....
أحاط رزق كتفى رغد وميرال وهو يقول بسعاده .:
..أعرفكم على إخواتى ...ثم نظر لإيمان وقال بمشاغبه ...:
إخواتى ماشى ...ثم أشار لميرال وقال ...:
دى ميرال أكبر منى ب 4 سنين محاسبه فى بنك ودى بقه رغد أكبر منى بسنه واحده يعنى نعتبر توأم ودى بقه مهندسة ديكور وفرحها كمان أسبوعين على دكتور صاحبى ....
نظرت اليه رغد بغمزه وقالت ...طب يادكتور انت عرفتهم علينا مش هتعرفنا عليهم ......
فى تلك اللحظه انفرج فم شهد بإبتسامه كبيره وقالت ...:
لااااا سيبى المهمه دى عليا ...انا ياستى شهد رايحه رابعه صيدله بإذن الله ده بقه لو أخوكى ..إحم إحم قصدى دكتور رزق مسقطنيش ....أما بقه دى وأشارت لإيمان التى كانت تضع وجهها أرضا من شدة خجلها لتلميح رزق أنه فهم سبب غضبها وقالت ...:
دى إيمان ماشى زميلتى برده بس إيه من الأوائل دايما يعنى بإذن الله هتبقى مع الدكتور ..
تنحنحت وقالت قصدى يعنى زميلته مش كده يادكتور ......؟؟!
نظر اليها رزق وقال بهدوء :
كده يا دكتوره شهد ومتخافيش انا مسقطتكيش ولا حاجه عشان خاطر إيمان بس .......
سألت رغد مباشرةً وقالت ...:
وانتو كنتوا بتعملو إيه .....؟
أجابتها شهد بفرحه وقالت كنت بشترى حاجات لجهازى .....
تحمست رغد وقالت ....بجد هو انتى مخطوبه .....؟
.تكلمت شهد بسخريه وقالت هى الدبله مش باينه ولا إيه ،أكيد مش باينه انا قلت لاحمد يكبرها شويه بس قالى الفلوس خلصت ماشى يا أحمد ....
ضحك الجميع عليها بما فيهم إيمان وقالت رغد ...:
لا والله باينه بس انا اللى مأخدتش بالى ..طب بقولك إيه بما انك بتجهزى إيه رأيك ناخد تليفونات بعض وننزل مع بعض بعد كده بدل كل مره أخد حد من اخواتى يعملولى محضر ويقغدوا يقولوا الولاد واجوازنا ومعرفش إيه .....؟
أجابتها شهد بحماس ...:
طبعا موافقه وش ،على الاقل اجيب اللى نفسى فيه مش الاخت جعفر اللى بتقولى عيب .....
لكزتها إيمان بشده وهى تقول جرا ايه ياأم لسانين انتى ....
ضحك رزق وقال ....:
هو انتى جعفر بقه تصدقى لايق عليكى الإسم لما بتصدرى الوش الخشب بيبقى أعوذ بالله .....
نظرت إليه إيمان شرزا وقالت ...:
خلاص ابعد عن الوش العكر وشوفلك وش تانى يكون مفرود .....
ضحك رزق بشده وقال .....:بس انا بحب وش جعفر أعمل إيه قلبى أعمى بعيد عنك ..........
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عندما يريد الإنسان أن يهرب الى مكان ليس به أحد غيره هو حتى يجد الراحه والسكينه ...فماذا يفعل حتى يحصل على هذا الهدوء .......
هذا مافكرت به أسمهان وهى منعزله بداخل غرفتها فرغم مرور أكثر من شهر على معرفتها بالحقيقه ورغم قوتها فى ذلك الوقت ...
فهى الآن تعترف أنها كانت قوةً واهيه ..فقلبها كأنه داخل طاحونه تأخذه وتلف به بين متاريسها حتى إهترأ ولم يتبق منه أى شئ.....لما يحصل معها هكذا ....
حتى حملها الشئ الوحيد الذى أعطاها القوه والأمل بالحياه فهاهى الطبيبه تحذرها من ضعفه الشديد وأن الحزن يؤثر عليها وممكن ان يسبب الإجهاض ...ولكن ماذا تفعل فى الحزن أهو بأيدينا ...فلو كان بأيدينا لإنتزعنا السعادةً نزعاً ولم نترك للحزن طريق بيننا ولكن هيهات .....
أمسكت بين يديها صورة لإحسان وهى تجلس على سريرها وقالت من بين دموعها ......:
لييييييه عملت كده ...طب كنت قولى انك مش عاوزنى ....بس انا كنت بحس بحبك وانت فى حضنى ،كنت بحس بلهفتك عليا وانا معاك ...ساعات كنت ببص عليك فجأه الاقيك بتبص عليا بنظره مليانه عشق ...طب إيه اللى حصل ...والله ماكنت همانع سفرك بالعكس كنت هشجعك لانى بحبك .....
شهقت بشده وقالت .....:
والله حبيتك مش عارفه ازاى بس غصب عنى .....
كان عبد الرحمن ذاهب اليها ليطمئن عليها فسمع كلامها ومزق قلبه ولكنه قرر ان يدق الباب ويدخل ....
دخل عليها وحاول أن يضحكها ....:
إيه ياستى المحبوسه أنتى ...مش ناويه تقعدى معايا شويه ولا إيه .....؟؟!
نظرت اليه بحزن وقالت ...:.هو عمل فيا كده ليه ....؟
جلس بجوارها وقال بثقه .....:
طب هتصدقينى لما أقولك انه فعلا بيحبك ....
نظرت اليه نظره معناها لاتضحك عليا أرجوك .....
ربت على يدها وقال ....:صدقينى ..إبنى وأنا عارفه ...زى ماكنت عارف انك انتى اللى هتستحملى طبعه ..فانا برده عارف وواثق انه بيحبك .....
ضحكت أسمهان باستهزاء وقالت ......:
فعلا بيحبنى لدرجة لدرجة انه سافر بعد اسبوعين من الجواز ومقدرش يكمل الشهر ........
أجابها عبد الرحمن بثقه ....:
عشان كده انا واثق ان سفره سفر هروب ،انا عارف ابنى لما كنت بجبله حاجه مش على مزاجه بس بضغط عليه فيها كان يعاند معايا وميتخلاش عنها بسهوله عشان يقولى اهو عملت اللى انت عايزه بس برده مش هغير رأيى .....لكن انتى لا لانه عرف انه لو قعد معاكى هيسلم ...انا ابنى عنيد وصعب ....عشان كده بيهرب عشان محدش يكسره وانتى حبك كسر الغشاوه اللى على قلبه .طب تعرفى بقه انه بيخاف يسأل عنك ...خايف ينطق اسمك فيوجع قلبه ..عشان كده كل مايكلمنى فى اخر المكالمه يقعد ساكت وميقفلش ولانى فاهمه برد بكلمه واحده هى كويسه يقوم يقولى وانا مسألتش عنها .....
كانت تنظر اليه وهى غير مستوعبه لكلامه بالمره حتى قال .......:
طب تصدقى ان اخر مكالمه صممت أعاند معاه لدرجه انى مقولتلوش اى حاجه فضل فاتح المكالمه اكتر من ربع ساعه وكل ما اقوله خلاص مش هتقفل يقولى هو انت مش عايز تتكلم معايا لغاية مازهق منى وقالى مش عايز تقولى حاجه ...قولتله لا وقفلت فى وشه ،ضحك بخفه وقال ..:
وحياتك رن عليا تانى بس انا معبرتوش .....
تكلمت أسمهان بهدوء وقالت ....:
وانا مش هفضل تحت رحمة عناده وياريت تفهمه انك طلقتنى منه عشان ميحطش أمل ويفضى لمستقبله اللى هو رايحله وانا كمان أحقق نفسى ومكونش فى يوم محتجاله ......
مسكت بطنها بشده ....هلع عبد الرحمن وقال ....:
مالك يا أسمهان مش الدكتوره قالتلك بلاش ضغط على اعصابك وزعل لان حملك ضعيف ......
أمسكت أسمهان بطنها بشده وهى تقول .....:
شكله هو كمان هسيبنى زى اللى سابونى .. ثم استسلمت للظلام من حولها ...
فصاح عبد الرحمن بشده ...: أسمهااااااااااااااااااااااااااان
↚
أمشى بصحراء حياتى ....أتحسس بين الدروب ..
أريد ألا أنسى جرحك ...لعلى من عشقك أتوب ....
لا أريد أن ألقاك ثانيةً .....ولكنى لا أعلم إلى متى الهروب...
أعشقك صدقاً ..ولكن كما أنهيت دربى سأجعلك تائهاً بين الدروب .. .
سأحارب ضعفى نحوك ...وانت ستكون الخاسر الوحيد بكل الحروب ....
خواطر سلوى عليبه ......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما تعطينا الحياة شيئاً فيكون بإرادة الله وعندما تسلبنا شيئاً تكون أيضاً إرادة الله .ولهذا علينا دائما الحمد فى السراء والضراء فكل ما نمر به ماهو الا اختبار فلابد لنا من النجاح فلا يوجد أمامنا إختيار آخر ......
كان عبد الرحمن يمشى بأروقة المشفى بقلق حقيقى ،فهو لا يعرف ماذا يحصل بالداخل ....لا يقدر على نسيان هيئة أسمهان المزريه وهى تمسك بأسفل بطنها من شدة الألم ...أتى بها هرولةً الى هنا ....لايشعر بالإطمئنان أبداً ولايوجد من يطمئنه ...
وجد الباب يُفتح فجأه وخرجت منه الطبيبه المعالجه لأسمهان وقالت بتأثر ......:مش قلت لحضرتك ياسيادة اللوا فى اخر زياره ان مدام أسمهان حملها ضعيف وبيتأثر بحالة الحزن اللى هى فيها ....
رد عليها عبد الرحمن بلهفه .....:
هى عامله إيه وإيه لازمته الكلام ده دلوقت يادكتوره .......
الدكتوره بعمليه شديده رغم حالة الحزن لحالة أسمهان ......هى كويسه بس احتجانا لكيسين دم لأنها نزفت كتير بس للأسف الحمل نزل ......
جلس عبد الرحمن على الكرسى بشده وقال بحزن شديد ..:
.إنا لله وإنا إليه راجعون ...مش عارف اقولها إيه بس اللى بيحصل ده ذنب إبنى لأنه ميستاهلش إبن من واحده زيها .....
نظر الى الطبيبه وقال ....:
ممكن أدخلها .....ردت عليه وقالت .....:
هى هتتنقل أوضتها بعد ربع ساعه تكون فاقت من البنج .هى بعدعمليه الإجهاض هتحتاج راحه وطبعا ياريت تغير جو الحزن اللى فى البيت والف سلامه عليها .....
ظل عبد الرحمن ينتظر خروجها وهو لايدرى أيتصل على أبيها ويخبره أم لا ..ولكنه قرر أن يسألها أولا ولن يبلغهم شيئا الأن ....
خرجت أسمهان من العمليات وذهبت لغرفتها بعد ان أفاقت من أثر التخدير ..دخل عليها عبد الرحمن وهو يحاول ان يكون قويا حتى لاتنهار ولكن ما أدهشه حقا هى أسمهان نفسها عندما نادت عليه بصوت ضعيف وقالت ......:
تعالى ياعمو من غير ماتفكر هتقولى إيه .....؟
نظر اليها وعيناه مغرورقه بالدموع ...:
حمدالله على السلامه يابنتى ومش عايزك تزعلى على.......
لم يكمل الجمله حتى أكملت أسمهان وقالت ....:
.الحمد لله على كل شئ ..على فكره انا مش زعلانه بجد لأن رغم انه ابنى وكان نفسى أكون أم ،بس فى نفس الوقت مكنتش حابه ان إحسان يرجع عشان خاطره ...عشان كده لما نزل أنا مزعلتش غير على حاجه واحده بس ....إن لو إحسان كان موجود أو على الأقل كان بيتكلم وبيتصل كان زمانا كلنا فرحانين واحنا بنبلغه وساعتها بس الوضع كان اختلف .....
استطردت بضعف وقالت ...:
.بس كده أحسن الحمد لله .كل قدر ربنا جميل ....مش كده أحسن انه يجى الدنيا وممكن ميشوفش باباه أو يمكن باباه ميعوزهوش .....
نفى عبد الرحمن بشده وقال ....:
لا يابنتى لا مش معقول إحسان كان هيرفض إبنه مهما كان قلبه قاسى لا طبعا. .......
نظرت إليه أسمهان بحزن وقالت ....:
الله أعلم بس كل اللى انا عايزاك تتأكد منه دلوقت انى بجد مش زعلانه على نزوله بالعكس دى أول حاجه تحصلى من فتره واحس انى مطمنه انها حصلت .....الحمد لله على كل شئ .....
أمسك عبد الرحمن يدها وقبلها من رأسها وقال ......:
ربنا يحفظك ويعوضك خير عنه يااارب وانا لسه عند وعدى انى ممكن أطلقك منه بسهوله انا معايا منه توكيل عام بكل حاجه وانتى عارفه انى بلغته بكده انى هطلقك منه ......
اردفت أسمهان بهدوء ...:
وانا قلت لحضرتك رأيى ومش هغيره ،عايز تقوله انك طلقتنى منه براحتك لكن انا مش هطلق .لا انا لازم أحقق حلمى واكمل دراسات عليا واشتغل مترجمه زى ماكنت بحلم وكل ده مش هيحصل لو رجعت تانى عند أهلى ،فعشان كده انا قاعده على قلبك ولا انت مش عايزنى معاك ....
.ضحك عبد الرحمن بشده وقال ....:
تصدقى انا غلطان ،المفروض كنت اتجوزتك انا وسيبت الواد إحسان ده اللى طلع مبيفهمش ......
إبتسمت أسمهان وقالت .... .:
تصدق بقه وانا كنت هوافق على طول هو فيه عريس حلو كده دلوقت .....
قهقه عبد الرحمن بشده وقال...:
..لااااااا دانتى طلعتى بتألشى أهو ...شكلنا كده هنتسلى وخاصةً بقه واحنا هنقعد مع بعض .
ربت عبد الرحمن على يديها وقال ....:
صدقينى يا أسمهان بكره تبقى حاجه كبيره قوى وإبنى الغبى هو اللى هيتمنى انك ترجعيله ويجرى وراكى بس ساعتها انا اللى هقف ضده ......
إبتسمت أسمهان على قلب عبد الرحمن الطيب وقالت .....:
إن شاء الله ياعمو .
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
تمر ليالينا بين فرحة وحزن بين مرارة وحلاوة .فالأيام ليست على وتيرةٍ واحده ،ولكن جُل مانريده أن نحيا بسلام وأمان وراحه وأن نحقق مانرجو من حياتنا .......
إقتربت نتيجة الثانويه العامه وكل من نورين ونور يجلسون على أحر من الجمر حتى أن إيمان كانت متوتره من كثرة توترهم ....وكل فتره يأتيهم إتصال من أسمهان لتطمئن عليهم ......
حتى إتصلت أسمهان بهم تلك المره وهو تهلل .....
.أجابتها إيمان بفزع وقالت ....:
إيه يابنتى ودنى اتخرمت من صوتك إيه مالك .....
ردت إيمان على الجانب الآخر وقالت ....مالى إيه جبت النتيجه نور جاب 98% ونورين جابت 86% الحمد لله كده كده كنا عارفين ان نورين نفسها تدخل فنون جميله واخوكى نفسه يدخل هندسه كده هيحققوا اللى نفسهم فيه ......
قفزت إيمان من فرحتها وقالت ....ياماما ...ياماما ....الواد الرخم نور نجح هو والزفته التانيه .....
أتت أمها مهروله فهى الأخرى كانت مضطربه ولكنها دخلت لتلهى نفسها فى عمل الطعام ......
أحتضنت الأم التوأمين ونور يقفز من شدة فرحته ويقول ......:
هيييييه هدخل هندسه ان شاء الله هبقى مهندس ياماما والنص الرخم بتاعى هتدخل فنون جميله زى ماهى عايزه .....احتضنته نورين بشده وهى تقول ...الحمد لله ربنا فرحنا احنا الإتنين ...أما اروح بقه افرح بابا زمانه على ناااااار ......
كان الجميع سعيداً بالنتيجه وخاصةً أن أسمهان أخبرتهم أنها ستأتى لكى تمكث عندهم لمدة أسبوع على الأقل ومنها تسحب أوراق تخرجها من الجامعه لإكمال دراساتها العليا فى جامعة القاهره ....
رن هاتف إيمان فذهبت للرد عليه فكانت شهد والتى عرفت بالنتيجه وقالت لها انها ستأتى اليها حالاً لتبارك لأخواتها ....
بالفعل لم تمر نصف ساعة وجاءت شهد ومعها علبة شيكولاته ،هنأت التوأم ووالدتهم وأخذت إيمان الى غرفتها وباغتتها وقالت .......:
قوليلى بقه مخك الناشف ده لغايه إمتى ....؟
.تهربت إيمان من نظراتها وقالت ...:مخ إيه اللى ناشف وكمان إنتى عايزانى أروح أقول لبابا بعد إذنك يابابا عايزه اروح حنة واحده انا لسه عارفاها ميجيش من أسبوعين لا وهروح الفرح تانى يوم .تيجى إزاى بس ....
نظرت اليها شهد بغضب وقالت زى الناس ياختى ....
صممت إيمان على موقفها وقالت ....لا ياشهد مينفعش انتى بس عشان عايزه تقربينا من بعض فبتقولى كده لكن مينفعش اروح خاصةً بقه وانتى عارفه اللى فيها .....
تنحنحت شهد وقالت صدقينى يا منمن انا مفكرتش فيها كده ....:
.أجابتها إيمان بإبتسامه وقالت ....وأنا مصدقاكى يا شهد وعارفه انك عايزه تقربى المسافات بس من وجهة نظرى أنا كده زى اللى مصدقت وترخص نفسها فعشان كده اسفه مش هروح لا الحنه ولا الفرح ولو رحتى وحد سألك اتحججى بأى حاجه وخلاص ....
ضحكت شهد بخباثه وقالت ..'
هو محدش هيسألنى الا واحد بس ...
ثم ضحكت بمكر وقالت ...:
ساعتها بقه هقوله أصل جايلها عريس وهى بتحضرله نيهاهاهاهاها ...
ضحكت إيمان بقوة وقالت ...:
.يخرب عقلك إوعى تعملى كده ....
ضحكت شهد بخبث وقالت .
..مش أنا نجحت السنه دى الحمد لله خلاص بقه أعمل فيه المقلب ده براحتى ولو لقيته متنرفز هبقى أقوله انك رافضه بس هتقعدى معاه عشان خاطر باباكى ......
نظرت لها إيمان بخبث هى الأخرى وقالت .....:
براحتك وانا عن نفسى لو سألنى هقوله محصلش ....
وخليه بقه يسقطك يافالحه مانتى فاضلك رابعه وخامسه .....
نظرت اليها شهد بعند طفولى وقالت .....:
مش مهم ..هبقى اهديه بأى حاجه بعدين ......
هزت إيمان رأسها دليل على قلة الحيله مع صديقتها الطفوليه شهد ....
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
تُهيأ للإنسان أمورا يترك من أجلها حياته ورغم أنه يشعر بالفراغ وأن هناك ماينقصه ،فالنفس البشريه بسوئها ترغمه على المضى فيما يفعل حتى لايثبت للأخرين أنه مخطأ ،رغم يقينه أنه على خطأ ....
كان إحسان يجلس فى مكتبة الجامعه يبحث بين مراجعها عما يريد عندما دخلت عليه زميله له تسمى بيانكا ....تكلمت معه وقالت " الحوار بالفصحى اعتبارا انه مترجم "
_ ماذا تفعل عزيزى ؟ هل أساعدك؟
لم يعيرها انتباها فهو يعلم انها معجبة به منذ أن وطأت قدميه الى الجامعه ورغم أنه فى ظل ظروف أخرى كان قد فرح بشده لإعجاب طبيبه جميله متفوقه مثل بيانكا ولكنه لا يعلم لما لم يفرح بهذا بل إنه يشعر بالإختناق عند إقترابها منه .
نظرت اليه بحب وقالت .....لماذا لاترد على سؤالى؟
نظر اليها بلا مبالاه وقال ....:
شكرا لكى بيانكا فأنا عندما أحتاج للمساعده سأطلبها منكى بالتأكيد ،ولكنى فعلا لا أحتاج مساعدة الأن فأنا هنا فقط لكى أنهى دراساتى وليس لأى سبب أخر .....
تجاهلت تلميحاته الواضحه بشده وقالت ...:
هل ستأتى مع ستيوارت للسهر ليلاً ،فاليوم هو نهاية الأسبوع وغدا السبت .
أكمل ما كان يفعله وقال دون أن ينظر إليها .....:
آسف بيانكا كما قلت لكى انا هنا للدراسة وللعمل فقط وليس لدى وقت لأى تفاهات أخرى فأرجو المعذرة منكى ..
تأففت من طريقة ردوده وكانت ستتحدث عندما دخل ستيوارت كان صديق إحسان منذ مده وهو من ساعده على الالتحاق بالجامعه فى ألمانيا بل أنه جعله يعمل معه فى المستشفى وذلك لكفاءة إحسان الواضحه للجميع وإثباته لوجوده رغم قصر المده التى مكث بها فى ألمانيا..
دخل ستيوارت بمرحه المعتاد وقال .....:
اوووه إحسان هل ستظل هكذا بين الكتب والمراجع وفى وقت فراغك فى المشفى ....
أمسكه من يده وقال ...:
هيا يارجل ،هيا بنا ننال بعض المرح انه يوم عطلتنا الأسبوعيه ..
ترك إحسان مابيده وقال ....:
أنت تعلم انى لا أرغب بالذهاب .فاذهب انت واتركنى .ثم أنى أشعر بتعب وإرهاق وسأذهب لأخذ حماما سريعا واغط بنوم عميق .....
تكلم معه ستيوارت بإستهزاء وقال ....:
لولم اعرفك يارجل منذ مده كنت أقسمت أنك غارق بالعشق ......
نظر إليه إحسان بنظره بها مسحه من الحزن فهمها ستيوارت على الفور فقال وهو يضحك بشده تحت نظرات الإنتباه من بيانكا منتظره كلام إحسان ………لا لا لا تقل هل وقع إحسان بالعشق ...إحسان من كانت ترتمى النساء تحت قدميه وهو لا يعيرهم أى انتباه هل وقع بالعشق؟! .....
تنهد إحسان وقال بإستياء....وهل ليس لى قلب مثل باقى البشر؟ ...أم أننى أملك حجراً يارجل .
نظر ستيوارت الى بيانكا تلك الفتاه المشدوهه من كلام إحسان والذى تأكدت منه أنه على علاقةٍ بأخرى ،قال لها ....:
إذهبى أنتى بيانكا وانتظرينى مساءاً فى الملهى سنلهوا حتى الصباح .....
ذهبت بيانكا وهى مستاءه من ستيوارت ولكنها لن تترك إحسان تحت أى سبب كان ....
أما ستيوارت فتوجه لإحسان وقال ...:
..هيا هيا ...من هى التى أوقعت صعب المراس إحسان فى عشقها ؟
زفر إحسان وقال بحزن .....:
زوجتى أو من كانت زوجتى ....
.بهت ستيوارت وقال .....هل أنت متزوج إحسان ؟ لما لم تخبرنى بهذا الأمر من قبل ؟
تنهد احسان وشرح كل شئ منذ البدايه لصديقه والذى استاء جداً منه ...
صمت ستيوارت وقال له بشده ..:.
.لقد أخطأت يارجل فيما فعلت .....
نظر اليه إحسان وقال ...:
..لاتقل هذا فأنت لاتدرك كيف أن تكون طبيبا معروفا ولك شخصيه طاغيه على الجميع وفى النهايه يُجبرك والدك على الزواج ...شعرت أنى بلا عقل عندما وافقت وأننى عدت طفلا صغيرا أخذ الأوامر من والده ......
ضحك ستيوارت باستهزاء وقال ..:
..ولهذا أصبحت ذلك الغبى الذى عاقب قلبه وقلب من أحب ..بل أنه تمادى فى عقابه وطلب من والده أن يمضى بإجراءات الطلاق ....
ثم أكمل بسخريه ...إسمح لى صديقى فإن كنت طبيباً عبقريا ،فأنت بالتأكيد إنسان فاشل لم يحافظ على مايريد من أجل العند فقط والكبرياء .ولكن صديقى تباً لكبرياء يحرمنى من السعاده ...
نظر اليه إحسان وقال ....:
.وماذا أفعل يا هذا إن كنت فى مكانى فماذا سوف تفعل؟ فأنت وباهر تنصحون لأنكم لستم فى الموقف وفقط...
قال ستيوارت بلا تردد ....إرجع إحسان ....إرجع لها وصحح أوضاعك ولا مانع من سفرك مرة أخرى ....
زفر إحسان وقال ....:
.لقد أخبرت أبى منذ أكثر من شهر أن يتمم إجراءات الطلاق .فكيف أذهب اليها وهى لم تعد زوجتى بعد .....
أحمق أنت ياصديقى ..تباً لك ولغباء قلبك ...
وقف إحسان وقال بتصميم ....:
.بل لست غبى سأرجع ولكن ومعى حلمى الذى سافرت من أجله ووقتها من المؤكد انها ستنبهر بى خاصةً عندما أخبرها بعشقى ....أليس هذا صحيحا ستيوارت .....
نظر اليه ستيوارت وقال .....:
حقاً ....هل ستفعل ذلك حقاً ،هنيئاً لك إذا بالخساره إحسان فالبعد سيولد الجفاء وعندما تراها من الممكن أن تكون قد عشقت أخر يارجل ......
وقف إحسان مرة واحده وقال بينه وبين نفسه .:
...معقول أكيد لا أسمهان خجوله وبريئه وصعب انها تدخل فى علاقه على طول كده ...أكيد أكيد مش هيحصل ......
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
عندما تكون حياتنا بين مفترق الطرقات ..فلابد لنا أن نتحرى الدقه حتى لانتحرك فى طريق خطأ وتتغير معه حياتنا الى الأبد ......
سحبت أسمهان اوراقها من الجامعه بعد أن مكثت اسبوعا كما قالت لهم ...:
.تغيرت معاملة أبيها لها وأصبح أكثر حنانا وتقربا منها ورغم ذلك لم تقدر على إخباره ماحصل معها ،حتى حملها لم تكن أخبرت أى من عائلتها ولهذا لم تقل لهم أنها أجهضت هذا الجنين ....فإن غلم والدها بما حذث فمن المؤكد انه سيأخذها مرة أخرى وستعود لتلك الدائره المغلقه مرة أخرى ولهذا قررت المضى بطريقها .....
قدمت أوراقها الى جامعة القاهره لتكمل دراساتها العليا ...بل أن اللواء عبد الرحمن وبمساعدته قد عملت لدى مكتب خاص بترجمة الكتب والأبحاث العلميه وأيضا فى المؤتمرات ومثل هذا القبيل ..كانت تعتبر فرصه حقيقيه لها ..حيث أنها وإن أثبتت جدارتها ستوكل اليها الترجمه الفوريه فى المؤتمرات وهذا ماكانت دائما تطمح إليه .....
دخلت المكتب أول يوم لها وهى مضطربه بشده ...فمثل هذا لا يقال عليه مكتباً أبدا ..فهو مكون من طابقين بإحدى العمائر الراقيه بحى المهندسين ...
دخلت وهى تسأل عن مدير هذا المكان الأستاذ كرم .....
وصلت إليه وأدخلتها السكرتيره ..فوجدت أن أستاذ كرم هذا ليس بكبير بالمره فهو فى الأربعين من عمره رغم أنه لايظهر عليه السن أبدا ...رياضى ،وسيم لأقصى درجه ،بشوش الوجه جدااا .....
أشار إليها بالجلوس وقال ......:
إتفضلى مدام أسمهان ،تحبى تشربى إيه ...؟
ردت أسمهان بارتباك وقالت ....أبدا ولا حاجه ....
رد عليها بمرح ليخرجها من حالة التوتر التى بها ....أنا هطلبك عصير لمون عشان تهدى .مالك كده متوتره احنا بمنموتش ولا حاجه ...
إبتسمت أسمهان وقالت ...أبدا بس يعنى دى أول مره أشتغل وخايفه شويه .
رد عليها كرم بعمليه ...:بصى يا أسمهان انا مش هكدب عليكى وأقولك انى هشغلك على طول ...بهت وجه أسمهان أهى لن تعمل ...
ولكن كرم أكمل كلامه وقال ...:
عشان متفهميش غلط ..انا قصدى ان الحمد لله مكتبنا يعتبر من أشهر المكاتب فى مجال الترجمه وده لأنى بشغل ناس بروفيشينال فى شغلهم وفى مواعيدهم ..تمام .فأنا دلوقت هشوف السى فى بتاعك وهغملك اختبار صغير لو عدتيه يبقى مبروك عليكى الشغل ..معدتيهوش يبقى انا اسف وده انا قلته لسيادة اللوا بس هو بقه قعد يقول فيكى شعر وانك.ممتازه ومش عارف إيه فهنشوف بقه ..ماشى ولا ايه ....
اومأت أسمهان بالموافقه وقالت ...:
تمام وانا جاهزه حضرتك .....
كان يقلب فى الأوراق الخاصه بها أمامه ..:
.نظر اليها وقال بإعجاب ...برافو عليكى من اوائل كليتك فى الأربع سنين ..بس طبعا الحياه العمليه والممارسه غير ودلوقت هنشوف تمام ....
وقف وأشار لها هى الأخرى ...تقدمها وخرجت خلفه ....
ذهب الى غرفة مغلقه وطرق الباب ..
.دخل ودخلت هى معه وقال لها أستاذ نادر هو اللى هيختبرك .....استدار لهم نادر وقال ...اهلا مستر كرم ثم نظر لأسمهان وقال ....أهلا ....ولم يكمل الكلمه حتى قال:
بشهقه ......أسمهااااااان مش معقول .
↚
سأمضى بحياتى ولن أنظر ورائى .....
لن تهتز ثقتى بنفسى وكأن وصمة عارى هى نقائى ....
سأعيش يومى وغدى ولن تكون انت سببا لبقائى ....
بل سأفتح قلبى لحياتى ولذاتى ومنك سأعلن شفائى ....
ياقلبا تركنى بحيره ....فلقد إبتعدت رغم دموعى ورجائى ...
فلا تسألنى يوماً ....أين أنتِ فلن أنتظرك يوماً حتى لو أردت لقائى ....
فهنيئاً لك ما اخترت ...وهنيئا عليا وحدتى وشقائى ....
خواطر سلوى عليبه
♥︎♡♥︎♡♥︎♡♥︎
تأتينا من الحياه منح على هيئه أشخاص تقف بجوارنا وكأننا نعرفهم منذ القدم .وكأن الحياة تخبرنا هاهى فرصة أخرى لكى تعيش وتشعربوجودك رغم كل ما مررت به .....
كانت أسمهان مندهشه أكثر عندما وجدت نادر هنا هو الأخر ....فهى لا تقدر ان تنسى ذلك الشخص أبدا والذى دافع عنها بشده عندما تعرض لها البعض من زملائها الشباب ومعهم بعض الفتيات الشاعرين بغيره تجاهها كونها جميله ومتفوقه وليس لها علاقه مشبوهه مثل الكثيرين ....
دافع عنها عندما وجدها هكذا وهو لا يعرفها ولكن نخوته ورجولته هى من دفعه لذلك فى زمن قلت فيه النخوه والرجوله مع الأسف الا من رحم ربى ....
كان نادر يكبرها بعامين ...شاب ليس بالوسيم بشده قمحى البشره لكنه جذاب ويكفى شهامته ورجولته لتجعله أوسم الرجال .نظر اليه كرم وقال ....:
.انت تعرفوا بعض ولا ايه .... ؟
ضحك الاثنين بشده وقال نادر بفرحه ....:
ألا أعرفها ،أسمهان كانت أصغر منى بسنتين بس واتعرفنا على بعض فى خناقه
ثم وجه نظره لأسمهان وقال ..صح ولا انا غلطان ....؟
إبتسمت أسمهان وقالت ...طبعا صح ...انا مبسوطه قوى انى هشتغل معاك هنا لأن وجود شخص اعرفه فى المكان خلانى مش حاسه برهبه زى الأول .....
ابتسم كرم وقال ...:
خلاص مفيش داعى بقه لوجودى ...
ثم وجه كلامه لأسمهان ....نادر ياستى هو اللى هيختبرك ولو نجحتى هو اللى هيدربك وميغركيش انه يعرفك ،لااااا نادر فى شغله عامل زى القطر .....
نظر اليه نادر بفخر وقال ...منكم نستفيد ياخالى .....
نظر له كرم بغيظ وقال .....:
خالك دى عند أمك يالا هنا اسمى مستر كرم ماشى .....
ضحك نادر وقال ...:
طب بلاش قدام الضيوف حتى ....
ضحك كرم بسماجه وقال ....ضيوف ايه بقه ماطلعت متعرف عليها فى خناقه ياوحش ..بس هتحكيلى ايه هى الخناقه دى .....
أماء نادر بموافقه وقال ان شاء الله بس بالليل بقه عند أمى ....
خرج كرم وهو يستشيط غضبا من نادر ولكنه يحبه وبشده ،فهو لم يرزقه الله بنعمة الأولاد ويعتبر نادر ابن له والحق يقال فنادر ونعم الإبن البار به ...
وقفت أسمهان وقالت بهدوء هى حبيبتك فين دلوقت .....؟؟
ضحك نادر بشده وقال ....اوعى تكونى خايفه منها ....
تذكرت أسمهان نظرات حبيبته وابنة عمه عندما وجدته يدخل فى مشاجره بسبب فتاة أخرى ...
كانت تريد أن تأكله حيه لولا تدخل نادر وإفهامها ماحدث ببساطه .....
تكلمت أسمهان بهدوء ...لا ابدا مش خايفه وكمان عندها حق لما تلاقى الانسان اللى مرتبطه بيه بيتخانق عشان حد تانى ...أصلك متعرفش الرجاله دلوقتى طبع الغدر بقه هو الشئ الأساسى .....
لمح فى عبنيها نظرة حزن ولكنه لم يريد أن يضغط عليها فقال .....على العموم ياستى رواء موجوده معانا هنا انتى ناسيه انها انجليزي ولا ايه ....؟
ارتبكت أسمهان وقالت ..طب مش هيبقى فيه مشكله يعنى لو لقيتنى شغاله معاك ....
ضحك نادر وقال بهيام شديد .....هييييه براء دى نااار قايده بس بعرف أطفيها متقلقيش وكمان خلاص دى بقت مراتى ...
ابتسمت أسمهان وقالت ..بجد ألف مبروك ...
.رد لها نادر الابتسامه وقال ....الله يبارك فيكى بس يعنى لسه مع إيقاف التنفيذ ...لم تستوعب أسمهان فقال ...
.ياستى عملنا خطوبه وكتب كتاب عشان يعنى عمى متوفى ومينفعش ادخل واطلع كده من غير صفه رسميه حتى لو ابن عمها ......
نظرت اليه بفخر وقالت...
ربنا يتمملكم على خير ويباركلكم ياااارب ....
جلست أسمهان وبدأ نادر فى عمل بعض الإختبارات فى اللغه لها والتى اجتازتهم بمهاره ولما لا وهى متفوقه بالفعل ...بعد فتره من الوقت وبعد إنتهاء الإختبارات ..
نظرت له وقالت ...اللى يشوف شخصيتك المرحه ميشوفكش وانت فى الشغل دانا كنت مرعوبه لأغلط وانت تطردنى .....
ضحك بشده على كلامها وكان سيجيبها لو دخول براء زوجته عليهم ووجدته يضحك هكذا فقالت بغيره شديده خاصة عندما وجدت معه فتاه جميله ولم تكن قد تعرفت عليها....:
والله عاااال بقى انا مستنيه حضرتك عشان ميعاد البريك جه ومش هاين عليا اكل من غيرك وانت قاعدلى تضحك هنا مش تضحكني معاك ...
أمسك نادر يدها وقبلها وقال ...اهدى يابوتاجاز انتى ،مش فاكره دى مين ...؟
نظرت رواء لها شرذاً وقالت ....لا مش فاكره ....
ضحك نادر عليها فهى تغار عليه من الهواء وهو يدرك ذلك ....فأجاب بهدوء وتفهم ...دى يا ستى أسمهان اللى انا اتخانقت عشانها من كام سنه وانتى كنتى هتاكليها يومها .....
اغتاظت رواء منه وقالت ...كنت هاكلها ليه يعنى هو انا من اكلى لحوم البشر ....
تقدمت إليها أسمهان وقالت ...إزيك يامدام رواء عامله ايه انا مبسوطه اننا هنكون زمايل هنا ....
نظرت اليها رواء وقالت ...هو انتى هتشتغلى معانا هنا .... اجابتها أسمهان بابتسامه مريحه ...:
اتمنى بس لسه بقه القرار النهائى فى إيد مستر كرم وده طبعا على حسب توصيات مستر نادر لو لقانى مناسبه أو لا ......
هدأت رواء قليلا ناخية أسمهان فهى بالفعل وجهها بشوش ومريحه وقد انفتح قلب رواء لها وقالت بحماس ...متقلقيش إن شاء الله هتشتغلى هنا وهنكون إصحاب كمان ولا انتى مش موافقه ......
ابتسمت أسمهان بشده وقالت طبعا موافقه انا عمرى ماكان ليا أصحاب واتمنى نكون اصحاب فعلا .....
ضحك نادر وقال ....ربنا يستر شكلكوا كده هتعملو رباطيه عليا انتو الاتنين .....
.نظرت إليه رواء بشده وقالت ....نااااااادر أسمهان هتشتغل ولا لا ....؟
مثل نادر الخوف وقال ..هتشتغل ياباشا وربناهو انا هقدر وانا بقه هستقيل ثم مثل البكاء ...
تنهدت أسمهان بشده وهى تحمد الله على تلك الصحبه والتى من الواضح أنها ستعوضها الكثير ...فرب أخ لم تلده أمك ،بل ولدته المواقف والأيام ....
♠︎♠︎♠︎♠︎
ليت الانسان يتعظ مما يحدث حوله ،ولكنها النفس البشريه التى تعتقد ان مايحدث للغير لن يصيبهم هم وكأنهم ليسوا من البشر ...ولكنها النفس الأماره التى تفوقت على الشيطان فى مكرها .
كان إبراهيم شقيق عبد القادر وهو وزوجته وولده علاء فى زياره لهم حتى يهنئوهم بنجاح التوأمين فى الثانويه العامه ...
جلس الجميع بغرفة الصالون تحت نظراتٍ خبيثه يبثها علاء تجاه نورين ..تلك الفتاه التى تشبه أسمهان بشده فى كل شئ حتى قلبها النقى .....ولكنها تختلف عنها بجرأتها وتفهمها للأخرين رغم صغر سنها ....
لم يغب عليها نظرات علاء تجاهها والتى فهمتها فورا ولكن مهلا انها ليست أسمهان بطيبتها المفرطه ...فلو حاول هذا العلاء أن يمسها بسوء فستقف له بالمرصاد ...فهى كانت تلاحظ نظراته لأسمهان من قبل ولكن أسمهان كانت بريئه وهشه فكانت تتهرب من لقاءاته ....إنما نورين فلا فهى مختلفه تمام الإختلاف عن أختها الحبيبه أسمهان .....
نظرت شرزاً إليه وكأنها توصل له رساله بأنها ليست باللقمه المستصاغه للمضغ بسهوله ،فليحذر عند تعامله معها ....
بدأت نرجس بالكلام وهى تقول بغيره واضحه تحاول مداراتها ....مبروووك ياناديه ياحبيبتى والله ماتعرفى انا فرحت قد إيه لنور ونورين .ماشاء الله مجاميع تفرح بس نورين كانت شدت حيلها شويه بس يلا مش مشكله ماهى البنت مسيرها للجواز فى الاخر الدكتوره زى الجاهله كله بيتحوز وبيربى عيال .....
ردت عليها نورين وقالت بلؤم ....
لا طبعا ياطنط بتفرق برده من متعلمه لغير متعلمه يعنى عندك ماما اهى متعلمه ومعاها حقوق فتلاقيها برده فى تربيتها لينا حاجه تانيه ،متفتحه وصاحبتنا عشان كده تلاقينا كلما ماشاء الله يعنى شطار ومتفوقين والكل بيحلف بأخلاقنا ولا إيه ياطنط ....؟
اغتاظت نرجس وقالت ...قصدك إيه يانورين انى عشان مكملتش تعليمى واتجوزت عمك بعد الاعداديه انى معرفتش أربى ولا إيه .....؟
نظرت لها نورين وقالت ببراءه .....أنا ياطنط ...اخص عليكى هو أنا أقدر برده .....نظرت اليها ناديه وضغطت على عينيها حتى تصمت نورين ..ثم وجهت كلامها لناديه وقالت ...
..والله نورتينا تشربوا إيه .....؟
قومى يا إيمان هاتى حاجه ساقعه وجاتوه حلاوة نجاح اخواتك يلا ياحبيبتى قومى ...
نهضت إيمان وهى تحاول أن تكتم ضحكاتها بشده على احتقان وجه زوجة عمها ....
تكلم علاء وقال .....ناوى على ايه يانور .....
أجابه بهدوء ....هندسه إن شاء الله ......
ثم وجه كلامه لنورين وقال بصوت حالم ....وانتى يانورين ناويه على إيه ......ضحكت نورين وقالت ..:
.هو انت بتتكلم كده ليه فيه حاجه بتوجعك ياعلاء ....تنحنح علاء وقال ...لا أبدا انا بس بسألك .....ابتسمت بثقه وقالت فنون جميله إن شاء الله .....
قال عمها إبراهيم ....بس متهيألى ان فنون جميله فى القاهره مش كده ....أجابه عبد القادر وقال ....أيوه فى القاهره وهى خلاص امتحنت قدرات ونجحت فيها فاضل بس التنسيق وخلاص انما نور هيدخل هندسه هنا ان شاء الله .....
حركت نرجس شفتيها دليل على التصعب وقالت ....
بس انت قد المصاريف دى كلها يا أبو نور ......
امتعض وجه عبد القادر وقال .....مش قدها ليه إن شاء الله على العموم لما هحتاج مش هبقى أطلب منك ......
تنحنح إبراهيم بإحراج من كلمات زوجته وقال ....
انت عارف انها متقصدش حاجه هى بس يعنى عارفه إن مصاريف الجامعه غاليه وكده وعلى العموم انا رقبتى سداده ياخويا لو احتجت حاجه من جنيه لألف ....
أغتاظت نورين بشده وقالت ....
وهى طنط تعرف مصاريف الجامعه منين يعنى ده حتى معندهاش غير علاء ودخل تجاره يعنى يعتبر مفيهاش مصاريف زى باقى الكليات وكمان كان بينجح بالعافيه ولا ايه ياعمو...لم يقدر عمها على الرد فتلك الصغيره أفحمته ولم يستطع أن يقول لها انتى مخطئه ......؟
نظر لها والدها بفخر هو الاخر فأولاده لا ينفكوا يدافعون عنه تحت أى ظرف ........
إنتهت الزياره الغير مرحب بها بالمره ولكن لم تكن نورين تعلم أن بشخصيتها تلك أستهوت علاء أكثر فهو كان يعدها صغيره ولم يكن يعرف انها بهذا الجمال والقوه فإن أحب فى أسمهان جمالها فنورين تختلف فى شخصيتها وسيسعد كثيرا وهو يرودها ولا يعرف انها هى من ستؤثر عليه وليس هو .....
♡♥︎♡♥︎♡♥︎
تمضى بنا الأيام ونحن نركض بها ركض الوحوش لعلنا نصل الى مانريد ولكن هل عندما نحصل عليه سنشعر بفرحه أم نشعر أننا أضعنا حياتنا هباءاً على وهم وسراب .....
مضى أكثر من شهرين وأسمهان تعمل فى مكتب الترجمه بل وأثبتت نفسها جداً فى فتره بسيطه .توطدت علاقتها برواء كثيراً ونادر أيضاً أصبح لها مثل الأخ الذى لم تلده أمها ...أما كرم فكان يشعر بأنها أخته الصغرى وأنه المسئول عنها فكان يوجهها عند الخطأ ويكافؤها عند الصواب فأخبت عملها أكثر وأكثر ....قصت أسمهان على رواء ماحدث معها وتفهمت رواء وجهت نظرها من عدم رغبتها بالطلاق الآن .....
رواء بهدوء ....طب دلوقت انتى مرضيتيش تطلقى طب ناويه على إمتى .......؟؟
أجابتها أسمهان بحزن .....لما أثبت ذاتى ساعتها هخلى عمو عبد الحمن يتمم إجراءات الطلاق ،لكن دلوقت مينفعش مش مستعده انى ارجع تانى لخوف بابا عليا أو انهويحوزنى مره تانيه لحد تانى ....
نظرت اليها رواء وقالت ...بس باباكى ملوش ذنب فى جوازتك وده اللى فهمته منك .....
زفرت أسمهان بشده وقالت ...لا طبعا ملوش حتى بعد الكلام اللى سمعته وان الجوازه دى هتبقى مريحه له لانها مش هتكلفه حاجه بس منكرش برده انه قال لماما انى لو رفضت عمره ماهيغصبنى ....بس انا لقيتها جوازه كويسه فاهمانى يارواء ......
تنهدت رواء وقالت .....فاهماكى يا أسمهان .... نظرت اليها بتمعن وقالت ....عمرك ماحبيتى يا أسمهان ...
إبتسمت أسمهان بنزق وقالت ...لا عمرى ماحبيت عشان كده حسيت انى شيلت مشاعرى للراجل اللى هيبقى حلالى ولما جه رميتها تحت رجليه وللأسف داس عليها .......
أكملت رواء بحزن وتردد ....ااانتى لسه بتحبيه .....
.نظرت اليها أسمهان بتيه وقالت .....هتصدقينى لو قلتلك انى مشاعرى ملغبطه ...مبقتش عارفه انا بحبه ولا بكرهه ولاممتنه ليه .....
-.نععععم ممتنه ازاى يعنى هكذا سألتها رواء بإندهاش ......ضحكت أسمهان بخفوت وقالت .....
أيوه ممتنه مهو لو مكنش عمل كده مكنتش هشتغل واكمل دراستى شوفتى بقه ...مهو ساعات بيجى الخير من قلب الشر .....
ضحكت رواء بشده وقالت ...: غريبه انتى والله ...يابنتى انا لو منك كنت ولعت فيه ...انتى عارفه لو بس نادر فكر انه يسيبنى يوم واحد وحياتك أخنقه بإيدى هو انا متجوزاه عشان يسيبنى ولا ايه انا متجوزاه عشان يدلعنى ويحبنى ويخلينى ملكه كده فى حياته ......
دخل نادر عليهم بعد أن سمع كلام رواء فقال بمرحه المعتاد ....:
طب وقرمط الغلبان ملوش نصيب فى الدلع والحب ولاهو بس هيتولع فيه ...ااااه يانا ياما انتى اللى قولتيلى انجوز د الجواز حلو اهو هتولع فيا من قبل ماادخل دنيا ......لا خلاص انا رجعت فى كلامى ...
ضحكت أسمهان بشده وقالت ...:
بقولكم إيه انا عندى رسالة دكتوراه بترجمها وعايزه أخلصها وانتو ماشاء الله هتضيعونى معاكم .......
تحدثت رواء بجديه وقالت ....:
بقه انت رجعت فى كلامك مش كده ....نظر نادر حوله بطريقه كوميديه وقال ...هو مين ده اللى رجع فى كلامه ياباشا وان هجيبه من قفاه .....
ناااااااااادر رد عليا ....نظر اليها نادر وقال ....قوليلى عايزه إيه وانا أجاوب على طووول ......
ردت رواء بغيظ ..نااادر بطل استعباط ....
ضحك نادر وقال ......بطلنا يا معلمه أى خدمه تانيه .....
نظرت اليه رواء وقالت بحزن ...بجد.انت خلاص مش عايز تتجوز ......
نظر اليها نادر فى عينيها وقال ...:
.مين الاهبل العبيط اللى قال كده ...يارورو دانا هموووووت واتجوزك امبارح مش النهارده بس إنتى ترضى ياباشا قلبى وربنا كل حاجه جاهزه مش فاضل غير فستان الفرح وده هننزل نجيبه فى ثانيه ..
نظرت إليه وعيناها مغرورقه بالدموع ....خايفه تسيبنى ......طمأنها بأن أخذها بين أحضانه وقبل رأسها وقال ...أنا نادر يارواء مش شاكر باباكى ...
كانت أسمهان مازالت واقفه وهى لا تعى شيئاً ولكنها أدركت أن قسوة رواء فى بعض الأحيان مع نادر ماهى الا غطاء لضعف شديد بداخلها وسببه الرئيسى هو والدها ........
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆
الحب داء ودواؤه قرب الحبيب ....واالبعد ناااار يتكوى القلوب ولكنها بالقرب تطيب .....
بدأ العام الدراسى الجديد كان رزق فى سعاده غااااامره فهو سيلقاها أخيراً بعد طول إشتياق ...فهو كان يتتبع أخبارها على استحياء من صفحتها على الفيس بوك ولكنه حتى الآن يريد أن يراها حتى يسألها عن ذلك العريس الذى تقدم لها ..:
.نععععم ف شهد قد نفذت وعدها وقالت له انها مشغوله ولن تأتى زفاف أخته لأنه يوجد عريس متقدم لها ...
كان يستشيط غضباً وغيره ...لم يكن يعلم ماذا يفعل فهو لم يكن معه ما يكفى لزواجه .فهو قد قام بتجهيز أخته على أكمل وجه على أن يبدأ هو فى تجهيز شقته بعد زواجها ....فماذا يفعل ...ولكنه إطمأن قليلا عندما أخبرته شهد انها قد رفضت هذا العريس المزعوم ......
كان يقف فى شباك مكتبه المطل على مدخل الكليه ...رآها وهى تدخل وتضحك مع شهد ...كان يود أن يزرعها بين أحضانه ولكنه لن يفعلها حتى تصبح ملكه فليتدارك نفسه الآن ....
نزل مهرولا على الدرج ووقف أمامهم وهم يحاولون الذهاب لكى يروا جدول المحاضرات ....
أوقفهم بيده وقال وهو ينظر لإيمان ....:
كل سنه وانتو طيبين ،إيه رايحين فين كده ؟
أجابته شهد بتسليه ...رايحين نجيب الجدول يادكتور مع انه زحمه مووووت ..
نظرت إليها إيمان بغيظ وقالت ....زحمه إيه سلامة النظر ماهو فاضى أهو ....
تجاهل رزق رد إيمان وقال ....اتفضلى الجدول اهو يا شهد وياريت تقولى لصاحبتك بلاش نبقى زى القطر كده وبلاش وش جعفر اللى هى مركبهولى ده ....بس ياترى وش جعفر ده هو اللى قابلت بيه عريس الغفله ولا غيرته .....؟
اغتاظت إيمان بشده وقالت ....هو إيه وش جعفر ده ماتحترم نفسك ولا انت مفكر عشان دكتور عندى مش هرد عليك وكمان عريس إيه اللى بتتكلم عنه ده ...
.نظرت إليها شهد بتوتر وقالت ...العريس العريس يامنمن اللى انتى مروحتيش فرح رغد أخت الدكتور عشانه ......
تذكرت إيمان كلام صديقتها وقالت ....ااااااه هى قالتلك على العريس ....
نظرت إليها شهد برجاء ألا تخبره الحقيقه حتى لا يأكلها حيه ....
تنهدت إيمان بغيظ من صديقتها المجنونه ....أما هو فقال ....
.أيوه العريس هو انتى نسيتيه ولا إيه ...؟
ثم أكمل بتملك وغيره ... هو أنا مش قايلك قبل كده انك هتبقى مراتى ومفيش مخلوق هيقربلك ..يبقى لييييييه بقه رايحه تقابليلى عرسان وزفت على دماغك ......
فتحت إيمان عينيها بشده دليل على دهشتها وقالت :
زفت على دماغى ...طب إسمع بقه يادكتور انا أقابل عرسان زى مانا عايزه ..ماهو بابا لما يجى ويقولى فيه عريس متقدملك واقعدى معاه بس وشوفيه .مش هرد أنا وأقوله معلش يابابا أصل الدكتور بتاعى بيقولى إنى هبقى مراته ..لا يادكتور وخليك عارف كمان إن لو لقيت حد مناسب هوافق عليه عااادى جدااااا .....
نظرت إليهم شهد وهى تلعن حالها فهى كانت تود المزاح أما الآن فيوجد أمامها أسدين يتقاتلان .......
قالت بينها وبين نفسها .....هااار اسوح دى هتولع أعمل إيه ،طب أهرب أروح فين أنا ....
وقفت إيمان بتحدى أمام رزق ولكن قلبها يدق من الخوف من نظراته القاتله ...
.أما رزق فقال بهدوء يتنافى مع البركان الثائر داخل قلبه .....ماشى يا إيمان إبقى إقبلى العريس اللى إنتى عايزاه وأنا مش هعترض وهسيبك تعملى كل اللى نفسك فيه لأن تقريباً كده ان أنا اللى اندلقت عليكى بزياده .......
تركها رزق وغادر وفى قلبه نار تأكله من الغيره أما إيمان فوقفت مكانها لا تستطيع الحراك فهى لم تكن تريد أن يحدث كل هذا ......
رن هاتف شهد وجدته أحمد فأجابت سريعا وقالت .....:
أحمد إلحقنى بالله عليك انا عملت كارثه .....
_________
يعنى انت بره طب ادخلى بسرعه بالله عليك ..
ذهبت شهد لإيمان وقالت وهى تبكى .....:
أسفه يا إيمان والله ماكان قصدى كل ده يحصل انا غبيه كان لازم أعرف انه بيحبك وبيغير عليكى وأكيد لما يشوفك هيطلع كل ده عليكى ...سامحينى بالله عليكى وأنا هروح وأقوله كل حاجه ...
أوقفتها إيمان وقالت ..:
.لا ياشهد متقوليش حاجه يمكن كده أحسن انا كده كده مش فاضيه للحب والكلام ده انا عايزه اخلص دراستى وبس ....
نظرت شهد اليها بعدم تصديق وقالت ....:
بزمتك مصدقه نفسك .أمال وشك باين عليه انه مخطوف وعيونك المدمعه دى ليه عشان مش همك مش كده ...قولى للكل أى حاجه لكن أنا لا ....
أتى أحمد سريعاً وقال ....:
عملتى إيييه يامصيبة حياتى ...نيلتى إيه يابلوة عمرى ....هببتى إييييه ياقرة عينى المنيله .....
أدمعت شهد وقالت ...جرا إيه يا أحمد إنت ماصدقت وعايز تشتم وخلاص ....
نظر أحمد الى إيمان وقال ..:
.قوليلى إنتى يا إيمان ...شهد.حبيبتى ...لالا شهد إيه ماهو شهد يعنى عسل والصراحه بمنظرها ده هتبقى بصل وخل كمان ....قولى يا إيمان قولى عملت إييييه ...
.نظرت إليه إيمان بحزن وقالت ...معملتش حاجه يا حضرت الظابط ،هى كده بس بتأفور الأمور ....
.لم يقتنع أحمد فهيئه شهد وإيمان لاتدل على خير أبداً .....
إستأذنتهم إيمان بهدوء فهى متعبه وترغب فى الإنصراف ...
.وافقت شهد بسرعه تحت نظرات الدهشه من أحمد فهى لم تعرض عليها أن توصلها فى طريقها مثل كل مرة .إذاً فالأمر جلل.....
نظر إليها أحمد بهدوء وقال ....إيه هنحكى اللى حصل ولا هنقعد كده كتييير ....
قصت عليه شهد كل ماحدث منها دون أى زياده أو نقصان .
.أما أحمد فكان يكتم غضبه وغيظه منها ،فهى لم تعد تلك الصغيره التى تفرح بأن تعمل مقالب فى الآخرين وهاهو كذبتها البيضاء تحولت الى سوداءٍ قاتمة.....
تكلم أحمد بغيظ وقال ...:
هتعقلى إمتى ياشهد ...أجابت شهد بدفاع من بين دموعها ..والله كنت بقوله كده عشان يشعلل ويغير عليها مكنش قصدى كل ده يحصل .....
أشفق عليها أحمد فهو يعلم أن قلب حبيبته برئ ونقى نقاء الحليب .....قال لها بهدوء ....أولا هتروحى لدكتور رزق وانا معاكى وهتحكيله كل حاجه حصلت .سامعه ...؟؟
أجابته شهد بخفوت ...هيسقطنى ...
..رد عليها أحمد بغيظ ...يارب ياشيخه عشا أقعدك من الجامعه واتجوزك وألمك بدل المقالب اللى بتعمليها دى ......
نظرت إليه شهد.ببراءه قاتله وقالت ...هتلمنى يا أحمد هو أنا مبعتره ....
.وضع أحمد يده على وجهه دليلاً على نفاذ صبره وقال ..:
.يااارب لو هى تكفير ذنوب انا خلاص تبت إليك وندمت ....تصدقى ياشهد انتى مسيرك فى يوم هتلاقينى بكلم نفسى شبه المجانين بسببك ......
ابتسمت شهد وتناست ماهى فيه وقالت .....:
وانا هبقى مرات المجنون أحمودتشى ......
وقف أحمد وقال ...لاااااا كتير كده والله كده كتيييىر انتى يابت انتى مش كنتى بتعيطى من شويه دلوقتى قاعده بتضحكى وفرحانه انك بقيتى مرات المجنون ...ااااااه يانا يانفوخى هموووت ياناس وربنا هتموتنى .... .
...
ردت شهد بعفويه وقالت ......
بعد الشر عليك يا أحمد يرضيك أبقى أرمله وانا لسه مدخلتش دنيا ......
نظر اليها أحمد بجنون وقال ....ومش هتدخليها انا خلاص نويت اترهبن ياشهد إمشى من قدامى بدل ما أموتك ويبقى الخبر ...ضابط يقتل خطيبته بسبب تخلفها العقلى ........
إمشى ياشهد نروح لدكتور رزق بدل ما أموتك هنا يلاااااا..
انتفضت شهد وقامت من مكانها وهى تهرول تجاه مكتب رزق ...
..دخلت إليه بعد.أن استأذنته فوجدت وجهه حزين بشده ...تنحنحت قليلاً ثم قصت عليه كل ماحدث بصراحه ....
وقف رزق أمام النافذه وهو يوليه ظهرها وقال ......:
انا مش هعاقبك على الكدبه بتاعتك دى رغم انها عيشيتنى أيام صعب أوصفهالك ....بس حتى لو صدقت كلامك إن إيمان هى كمان عندها مشاعر ليا فبعد اللى حصل النهارده لازم أعيد حساباتى .....
شهقت شهد وقالت ...يعنى إيه ..يعنى خلاص هتبعد عن إيمان .....؟؟؟!!!
أجابها بتأكيد أيوه .......
وقفت أمامه عند النافذه وقالت ....يعنى خلاص مبقتش عايزها ولا عايز تتجوزها ....؟؟
أجابها بعصبيه وغيره وقال ....لا طبعا عمر ماحد هيقرب منها ومش هتتجوز غيرى .....
هزت شهد رأسها دليلا على عدم فهمها وقالت ..
..انا مش فاهمه حاجه خااالص .....
ابتسم رزق بخبث وقال ..كل اللى هعمله انى هعلمها ان الله حق ...ويانا يانتى يا إيمان ..
↚
ااااه على لوع الفراق وأنت أمامى .....
بوجودك أنتى تبتهج أيامى .....
بعدك عنى يقتلنى ...وقربى منكى أكبر أحلامى ...
ولكنى لن أطأطأ رأسى يوماً ...حتى لوكنتى انتى عشقى وهيامى ....
أحبك صدقاً وأموت شوقاً ولكنى رجلٌ ولن أنكسر أمام غرامى ...
خواطر سلوى عليبه
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما يدركنا الندم ورغم ذلك لا نستطيع الرجوع ،وكأننا نعاقب أنفسنا بالبعد ولاندرك أن هذا البعد هو الذى يزيد الندم يوماً ما ...
كان إحسان يتفانى فى عمله وفى دراساته وكأنه يحاول أن ينسى بهما شيئاً هاماً .أصبح شخصا جاداً أكثر من اللازم ...لايقبل الخطأ ولا ينال قسطاً وفيراً من الراحه .بل أنه يحاول أن يواصل الليل بالنهار لأنه وببساطه شديده يود الهروب .كان يمشى بأروقة المشفى بعد أن أنهى عمليه جراحيه خطيره جعلت الجميع يشيد بمجهوده كالعاده .....
كانت بيانكا ضمن الفريق الجراحى فى تلك العمليه ....فهى مازالت تحاول أن تتقرب من إحسان فى كل دقيقه ...ولكنه أبداً لا يراها الا كطبيبه وجراحه ماهره ليس إلا ...نادت عليه بيانكا بلهفه :
إحسان الى أين أنت ذاهب ؟ ....
نظر اليها إحسان باندهاش وقال .....:
سأذهب لكى أغير ملابسى وأذهب للمنزل .فأنا مرهق جداً وأريد أن أنال قسطاً من الراحه ......
أمسكته بيانكا من ذراعه وقالت بدلال ...:
..أرجوك إحسان تعالى معنا فلنمرح قليلاً فقط .....
أبعد إحسان يدها بهدوء من على ذراعه وقال ....:
أسف بيانكا انتى تعلمين أنى لا أحب السهر وبالفعل فأنا مرهق ولم انم منذ البارحه فأرجوكى أعذرينى .....
ذهب إحسان فى طريقه ولم يعير بيانكا أدنى إهتمام ...:
.إغرورقت عيناها بالدموغ وقالت بصوت خافت ولكنه وصل له ..:
ألهذا القدر تعشقها ؟ ....
إستدار إحسان بدهشه وقال بإستفسار ....:
من تقصدين ؟ .أجابت بخفوت حزين ....زوجتك من تركتها بمصر،فأنا قد سمعتك عندما كنت تتكلم مع استيوارت ......
إبتسم إحسان بعفويه عند تذكره لأسمهان ولكن مهلا ..هل نسيها يوما ؟! بالطبع لا ولهذا يهلك نفسه بعمله ....
تنهد احسان وقال ببساطه ..:.نعم انا بالفعل أعشقها رغم أنى جرحتها ولكنى أعشقها ......
نظرت اليه بيانكا وقالت ..:
.ولكنها بعيدة عنك والبعد يولد الجفاء ويزيده .....
ضحك إحسان بمراره وقال ....'
.ولكنه فى حالتى انا بيانكا لم يزيد الجفاء ولكنه زاد الإشتياق واللوع ..
أصبحت أقتل نفسى بعملى حتى أنام دون أن أشعر ولكن هل تعلمين ،حتى إن فعلت ذاك فهى تأتينى بأحلامى ،تعاتبنى وتلومنى على البعاد ..
أجابته بيانكا بحزن ..:..إذاً لما لاتعود إليها ؟ ....
أجابها بحزن ومرار ...:
..لأنها لم تعد زوجتى للأسف ....فكان عقابى لنفسى أن أتفانى فى عملى حتى أهلك ..
.نظرت اليه بيانكا باستغراب ..:
..هل عملك هو عقابك؟ ..
..أجابها بهدوء .....بل ابتعادى عنها هو عقابى ،شوقى اليها وعدم مقدرتى على أن أخذها بين ذراعى هو عقابى ،أن أحقق ما أردت تحقيقه وألا أشعر بالفرح والنجاح لعدم وجودها الى جوارى فهو عقابى ....
عقابى الأكبر هو عشقى لها والذى لم اتأكد منه الا عندما إبتعدت .....
سألته بحزن عميق ..:..وهل العشق عقاب ؟ .....
أجابها ببساطه .:...نعم عندما أعلم أننى فقدتها ولن أستبدلها يوماً بإمرأة غيرها فهو عقاب ...
نظر اليها إحسان وقال بلطف .:
..بيانكا أنتى إمرأة جميلة حقاً ...وقد يرانى الجميع معتوهاً لأنى لم أعجب بكى رغم مشاعرك الواضحه تجاهى ولكن صدقاً إن كان لقاؤنا فى ظروف أخرى لكنت أحببتك بشده ولكنك للأسف جئتى فى وقت أصبح قلبى فيه ليس لى ولن أقدر أن امنحك أى شئ .......
تكلمت من بين دموعها وقالت .....:
.أنت تقول أنها لم تعد زوجتك إذاً ما المانع من أن تحاول وصدقنى إحسان سأجعلك تنساها حقاً .....
.تكلم إحسان بهدوءوأسف وقال .....:
.ومن قال لكى أنى أريد أن أنساها بيانكا ....لا والله فأنا لن أنساها ما حييت .....
-إذاً لما تركتها ؟ .....
-لأنى أحمق بيانكا .كنت أظن أنى أعاقب أبى لأنه أرغمنى على الزواج منها ،ولم أكن أعرف أنى لم أعاقب الا نفسى وهى ...
حاربت إحساسى بها حتى لا ينتصر عليا أبى ..فهو أرادنى أن اتزوجها حتى أحصل على ما أريد . ففعلت ظناً منى أنها وسيله وفى النهايه فعلت ما اراده أبى حتى أُلبى إرادتى أنا ..ولم أكن أعلم أننى أنا الخاسر الوحيد فى تلك القصه فما الفائده لشهادات وعمل كلل بالنجاح ومنزلى خاوٍ من الحب والدفء والأمان .....لم أفهم كلمة أبى عندما قال لى أنى سأندم .....
إبتسمت له بيانكا من بين دموعها وقالت ...:
هنيئاً لها بقلب مثل قلبك....
ضحك إحسان بمراره وقال ...:
.هذا القلب الذى تتكلمين عنه قد جرحها بشده وأعتقد إنها إن رأتى فلن تغفر لى أبداً ...
-إن كانت تعشقك فستغفر لك ....هكذا أجابته بيانكا ......
-طأطأ رأسه بأسى وقال .....ياليتها تفعل ......
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
ااااااه من القلب عندما يتمكن منه الكبرياء والعقل ....هكذا كان حال إيمان فهى تحكم قلبها ولا تعلم انها بذلك تخسر من تريد .أما رزق فكان يمشى بخطته كما يريد ...كان التجاهل هو أساس تلك الخطه والتى أتت بثمارها فكانت إيمان تشعر بالإختناق من ذلك التجاهل ...
كانت تجلس بجوار شهد فى المدرج بإنتظار دكتور رزق ..
.دخل بهيئته الخاطفه للأنفاس كالعاده ..نظر اليها سريعاً ثم ألقى السلام وبدأ فى الشرح ....لم تنتبه فى المحاضره لما قد تم شرحه ،فهى كانت مشغوله بكلام زميلتها الجالسه خلفها وهى تقول لزميله أخرى ......:
ياخراااابى على دكتور رزق ده مز السنين بس تقيل تقل ....
أجابتها الأخرى بتأكيد ....:
.إنتى هتقوليلى دا فظيييع بس تصدقى كان خارج أول إمبارح من الجامعه وانا كنت جمبه كلمته ورد عليا عادى ،شكله كده هيبتدى يفكها ....
ضحكت الأخرى بخفوت وقالت ..:
..أيوه يابنتى واحد غيره كان انحرف من زمان يا بنتى دى البنات هتمووووت عليه وكل مابيتقل أكتر كل مابيندلقوا أكتر ....بس لوز اللوز ابن الإيه ....
ضحكت الأخرى وقالت .:
..وانا بقول اتاريكى منظبطه قوى فى المحاضرات بس بتاعته هو وبس .....ضحكوا الاثنين وقالت إحداهم ...خلاص بقه ليشوفنا ويطردنا وانتى عارفاه زى القطر وانا لو انطردت أموت ....
صمتت الفتاتان ولم يدركوا أنهم أشعلوا نار تلك الجالسه أمامهم
أما شهد فكانت تكتم ضحكتها على تغير وجه صديقتها ...
نظرت لها إيمان وقالت ..:.
.إنتى عارفه لو اتكلمتى كلمه واحده هخنقك ...
..قامت شهد وكأنها تغلق فمها بالسحاب وهى تومئ لها بعدم الكلام حتى لا تنفجر فيها تلك الإيمان .......
انتهت المحاضره وقررت إيمان أن تسأله على أشياء لم تفهما .....
ذهبت إليه قبل أن يخرج من القاعه وقامت بمناداته ....:
.لو سمحت يادكتور ....
إبتهج قلبه بشده ..هل هى بالفعل من تنادى عليه ولكن مهلاً عليه أن يتمالك نفسه وليلقنها درساً ...
.إلتفت إليها بعد أن قام بمواراة إبتسامته وقال ..:
.أفندم يادكتوره فى حاجه .......؟
أجفلت إيمان من جديته وقالت بتردد .:
..اااااايوه كان فيه حاجه كده مش فاهماها فى المحاضره .....
.نظر إليها بجديه رغم نبضات قلبه العاليه وقال ....ليه ......؟
نظرت إليه بإرتباك وقالت هو إيه اللى ليه ...!!
..أجابها بنفس الجديه .....:
يعنى انا فى المحاضره قلت مره واتنين وتلاته اللى مش فاهم حاجه يقول انتى بقه سكتى ليه ومقولتيش ساعتها ....
أغرورقت عيناها بالدموع لا تعرف لما ؟ هل بسبب جفاء أسلوبه أم لأنها لم تتوقع منه تلك الردود ؟!
وقفت أخيرا بكبرياء وقالت ..:
.أسفه يادكتور وبعد كده لو مفهمتش حاجه هبقى أسأل عنها فى المحاضره عن إذنك .
إستعدت أن تمشى فشعر بألم بقلبه من نظرات عيناها الممتلئه بالدموع...
.فقال بلهفه حاول مداراتها ......:
انا مقولتش تمشى ....
وقفت مكانها وهى تمسح دموعها بكبرياء وقالت دون أن تلتفت إليه ...:
..أظن حضرتك وضحت وجهة نظرك وانا خلاص فهمتها ممكن بقى أمشى ......
رد بسرعه وقال ... :
يعنى انتى فعلا فهمتى اللى انا عايز أقوله ...؟
ضحك بسخريه وقال ....:
معتقدش يادكتوره لأن الفهم عندك بطيئ شويه بالذات فى بعض المواضيع المهمه .....
استدارت إليه وقالت ..:قصدك إيه .....؟
أجابها بهدوء لا أبداً متاخديش فى بالك ...إيه بقه اللى مش فاهماه وياريت بعد كده تركزى فى المحاضره مش فى كلام اللى وراكى ......
نظرت اليه بذهول ...إذاً لقد كان ينظر اليها أثناء المحاضره ومهتم بها ...فأجابته بغيره ...:
طب مادام حضرتك عارف ان اللى ورايا بيتكلموا مطردتهمش ليه ،مانت دايما بتطرد أى حد بيتكلم .....
ضحك بخبث وقال ....:
.أصل صراحه حسيت إن كلامهم مهم أوى بالنسبه ليكى عشان كنتى مركزه معاه على الأخر فقلت أسيبك معاعم شويه .....
شعرت بالغضب لأنه كان يقرأ تعابير وجهها وتركهم رغم ذلك .....
نظر اليها بلؤم وقال ..:
..الا هما كانو بيقولو إيه هاه إيه ؟
نظرت إليه بغيره شديده وقالت بإندفاع ...:
..أبدا كانوا بتغزلوا فى جمال حضرتك وقال إيه انت مز وجنتل ومدوخ البنات جاتهم القرف ......
ضحك رزق بشده على عصبيتها وقال ...:
.طب انتى مالك متعصبه ليه ،ناس بتشكر فى حلاوتى دى حاجه تزعلك فى إيه يعنى معرفش والله وكمان انتى لو اتنرفزتى من كل حد يشكر فيا وفى حلاوتى يبقى هتتعبى أصلهم كتييييير الصراحه ..
نظرت إليه بغيظ وغيره وقالت باستهزاء ..'
.أصلهم كتيييير الصراحه ليه يعنى كنت عمر الشريف ولا رشدى أباظه ..
وقف بمكانه بفخر وقال:
لا دكتور رزق ...بس برده اللى حابب اعرفه إيه اللى مضايقك وكمان انا ياستى لاعمر الشريف ولا رشدى أباظه بس الحمد لله عارف قدر نفسى كويس قووووى ..والاهم من كده انى متصالح مع نفسى ومبضحكش عليها ... وأنا لو عايز أعرف بنات فبإشاره من صباعى الصغير ألف بنت هتبقى معايا وده مش تكبر ولا حاجه لا ...بس أنا عمرى ماكنت كده وعمرى مافرحت بلمة البنات حواليا حتى لما حد منهم يجيلى مكتبى بأى حجه بتكلم معاهم بكل أدب وعمرى ما استغليت الفرص ..
ثم أمال عليها وقال ...:
وعلى فكره بتبقى كتييير قوى الفرص دى ،لا والأكتر من كده إن البعض منهم بيبقى مرحب جداً لو انا عملت معاهم أى حاجه بس أنا مش كده وعمرى ماهكون كده ......
نظرت اليه إيمان بارتباك وقالت ....:
ههههم يييعنى فيه بنات بتجيلك المكتب ......!!!!؟
رفع إحدى حاجبيه وقال ....:
.هو ده كل اللى انتى سمعتيه من كلامى ..
.ثم ضحك بإستهزاء وقال ...:
.اللى يسمعك يفكر انك غيرانه ولا حاجه ....
ارتبكت من كلامه وقالت ....:
وااانا يعنى هغير ليه .....؟
ضحك بخبث وقال ...:أنا عارف يادكتوره شوفى إنتى بقه .....
نظرت إيمان لشهد والتى لم تتدخل بالمره بينهم وذلك بسبب توصيات أحمد الشديده لها حتى لا تختلق مشاكل مرةً أخرى ...قالت إيمان بصوت عالٍ .....:
يلا ياشهد عشان نمشى .....
.ضحك رزق وقال لشهد بخبث...:
.إبقى شوفى الدكتوره متعصبه ليه أصل صراحه انا مش عارف وكمان عرفيها أن العصبيه هتطفش منها العرسان مش كفايه وش جعفر ...
إغتاظت إيمان وقالت .....:
مش هرد عليك على فكره ....
مر من جوارها وهو متجه لمكتبه وقال :
وأنا ميهمنيش تردى على فكره .....
كزت إيمان على أسنانها بشده من شدة غضبها وقالت ...:
شايفه ياشهد ....أجابتها شهد ...شايفه .....
قالت لها إيمان ...:سامعه قالى إيه ...ردت شهد ..سامعه ....
التفتت لها إيمان وقالت ...:
.هو إيه انتى بغبغان وبترددى وخلاص مش كفايه هو غايظنى هتبقى انتى وهو ....
نظرت اليها شهد بهدوء وقالت بلؤم ..:
.والله انا شايفه انه عنده حق ..البنات شايفاه حلو وبتحاول تقرب منه ،مالك انتى بقه مش انتى خلاص قولتيله لو حالك عريس هتوافقى مركزه معاه ليييييه .......
خجلت إيمان وقالت ....:
أنا على فكره مش مركزه معاه ولا حاجه عادى يعنى .....
ضحكت شهد وقالت ...:
فعلا انا شايفه انك عادى خاااالص لدرجه إن ودانك بتطلع نار شبه التنين أبو أجنحه ....
كادت إيمان أن تضربها ثم تمالكت أعصابها وقالت ...:
..أنا ماشيه أحسن ما أولع فيكى وفيه وفى الكليه كلها ...
.
غادرت إيمان الجامعه تحت نظرات رزق والذى كان يراقبها من نافذة مكتبه ...
ضحك بإنتصار وقال ...ولسه يا إيمان ان ماخليتك تقولى حقى برقبتى مابقاش انا رزق ...:
مع السلامه يامدام رزق ......
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما نحلم بشئ ونرجو تحقيقه نفعل ما نستطيعه حتى نتمم ما بدأنا فيه ....
انتظمت نورين فى الجامعه وأقامت فى المدينه الجامعيه رغم أصرار أسمهان ان تجلس عندها ولكنها رفضت بشده فهى لا تود أن تثقل عليها وتعللت بأن المدينه الجامعيه قريبه من الجامعه وفى بعض الاحيان تكون المحاضرات فى وقت مبكر أو أن يكون لديهم ورش فنيه فستتأخر ليلا ولهذا فالمدينه أفضل لها...وافقت أسمهان على مضض على أن تأتى لزيارتها كل حين وعندما لاتقدر على السفر فستقضى نهاية الأسبوع عند أسمهان ....
أما نورين فكانت تشعر وكأنها تمسك بقطعه من السماء أنهت محاضراتها وقررت أن تذهب لكى تتناول الغداء فى المدينه الجامعيه وتنال قسطا من الراحه لتبدأ مذاكره .....خرجت معها صديقتها لمار ...تلك الفتاه التى تعرفت عليها فى الجامعه فهى من كفر الشيخ ومعها بالمدينه الجامعيه .....
عند خروجها وجدت أمامها ...علاء واقفاً أمام سيارته ويرتدى نظارته الشمسيه فكان حقاً جذاباً حتى أن لمار قالت ....:
.دا مين اللى واقف هناك ولا نجوم السيما ده .....
سحبتها نورين من يدها وقالت ...:
واحنا مالنا ان شاء الله .يلا بينا عشان نروح ....
.إنتبه علاء لنورين وهى تمشى أمامه فنادى عليها ولكنها لم تجيبه وظلت فى طريقها ....
أوقفتها لمار وقالت ....:
فيه إيه يانورين دا بينادى عليكى .أقفى يابنتى شوفى عايزك فى إيه ...
.زفرت نورين وقالت....:
.أنا مش واقفه يا لمار عايزه تقفى براحتك لكن انا مش هقف أكلم حد ....
..هرول علاء بسرعه حتى وصل اليهم وقال ....:
.نورين مبترديش ليه ...؟
.وجدت نورين أنه لامفر من الرد عليه فقالت بتأفف ....:
.،نععم، أفندم ،خييير ؟
نظر اليها بوله وقال .....:
إيه مش عايزه تردى عليا ولا ايه ... ؟
رفعت احدى حاجبيها وقالت ...:
.عادى يعنى انا جايه هنا عشان اتعلم مش عشان اقف واتكلم وارد على الناس .....
إبتلع علاء ردها الجاف وقال بإبتسامه ..:
..طب مش هتعرفينى حتى على صاحبتك وتعرفيها عليا ...
ردت عليه بجديه ....والله لو هى عايزه تتعرف تتفضل انا مش حايشه حد .....
مد علاء يده للمار وقال ....'
أهلا انا علاء بن عم نورين وانتى ....
أجابت لمار بخجل انا لمار أهلا بيك .....
نظر اليهم علاء وقال ....:
ماتيجوا اعزمكم على الغدا ،إيه رأيك.يانورين تحبى تتغدى فين .....؟
ضحكت نورين بسخريه وقالت ...:
.بس انا موافقتش عشان تسألنى هتغدى فين ...وكمان انا هروح اتغدى فى المدينه زيى زى زمايلى وغير كده محدش يعرف انك ابن عمى عشان اكلمك أو اخرج معاك وانا حبيت أقف المره دى عشان أقلك الكلام ده وهو انى مش هرد عليك تانى حتى لو ناديت عليا فياريت ترجع على طوخ وتكمل صرمحه هناك وعلى فكره البنات هناك على قفا من يشيل لكن أنا معتقدش خاااالص ....
ثم نظرت اليه بقوه وقالت .:
..أنا مش أسمهان ياعلاء اللى كانت بتشوفك تهرب لاااااا اأنا نورين ولو شفتك هقف فى وشك تمام ...وياريت كده نبقى على نور من الأول ...سلام يا.....يابن عمى .....
ذهبت نورين وتركت علاء وكأن هناك دلو ماء وقع على رأسه فى ليل يناير ..ماهذا أهذه من كان يعدها طفله ...لا والله بل هو طفل صغير بجوارها ولكن مهلا نورين إن كنتى تعتقدين أن بهذا الكلام سأذهب عنكى ،لا والله لقد زدت إصراراً عليكى يا ابنت عمى ......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عند الوصول لحلم كان من المستحيل تحقيقه ...تكون سعادتنا فى عنان السماء ...
كانت أسمهان تنكب على ترجمة كتاب من اللغه العربيه الى اللغة الألمانيه ...كانت مرهقه جداً ومركزه على عملها حتى أنها لم تستمع لرنين الهاتف مرة تلو الأخرى ...حتى دخل عليها عبد الرحمن وقال ....:
.أسمهان نادر زميلك فى الشغل بيقول انه رن عليكى كتييير وعايزك ضرورى ،خدى هو على تليفونى أهو ...
أجابته أسمهان ....:
شكراً ياعمى فعلا انا قاعده مركزه وكنت عامله كمان التليفون صامت ....
ألو أيوه يانادر خير ...
....................
يعنى إيه انت عارف يانادر انى مبحبش النظام ده .
................
لا ألف سلامه عليها ،بس يعنى مفيش غيرى .
...................
طب هتغيب قد إيه .
..................
انا مش خايفه كل الحكايه ان ممكن يطلب منى اروح بالليل لو فيه اجتماعات وانا مبحبش كده ...
...............
خلاص خلاص انت هتعيط ماشى ياسيدى بس حاول تيجى بسرعه ..قولتلى بقه اسمه إيه.
.............
تمام خلاص دونت الإسم والعنوان وشكرا ياسيدى على الثقه اللى هتيجى فوق دماغى دى ..
أنهت المكالمه تحت أنظار عبد الرحمن وقبل أن يسأل قالت له ......:
نادر زميلى عايزنى اروح مكانه لأنه حصله ظروف واضطر يسافر عند عمه يومين بيقول جدته تعبانه وطالبه تشوفه هو واخواته ...
سألها عبد الرحمن .....:
عايزك بداله فى شغل يعنى .....
أومأت أسمهان بالإيجاب: وقالت أيوه بس انا مبحبش النوع ده مش الشغل .....
سألها عبد الرحمن وقال ...:
نوع ايه يعنى ...
.أجابت أسمهان فى هدوء ...:.شغل الشركات يعنى ساعات الشركات الكبيره بتيجى المكتب عندنا وبتطلب مترجم لما بيكون فيه ثفقات وكده مع دول أجنبيه فحد بيروح مننا وبيكون معاهم وبيترجم العقود اللى بتتعمل منها نسختيت نسخه بالعربى ونسخه تانيه بلغة الشريك فى الثفقه ....بس المشكله ان فى ساعات بيعملو بقه عشاءات عمل وخروجات ولازم المترجم يكون معاهم. فأنا كنت برفض الشغل ده عشان كده وكان نادر عهو اللى بيروح دايما وانا فى الغالب باخد الشغل اللى بيكون فى المكتب ...بس دلوقت حصل ظرف اهو ولازم اروح
كانت تنظر اليه وهى مترقبه من ردة فعله ..
تكلم عبد الرحمن بهدوء ....:
روحى شغلك وانا هوصلك وهخلينى معاكى على تليفون منين متخلصى هاجى أخدك ....
قفزت أسمهان وأخذته بأحضانها وقبلته بشغف وقالت .....:
أحلى عمو عبد الرحمن فى الدنيا .....
ضحك عبد الرحمن وقال ..:
.بكاشه روحى البسى يلا ....:
بس خدى هنا مقولتليش أسم الشركه إيه ....؟؟
تكلمت أسمهان وهى ترتدى ملابسه فى غرفة الملابس إسمها البربرى جروب والمدير اسمه حمزه البربرى ......
وقف عبد الرحمن بإضطراب وقال بصوت منخفض...:
. .حمزه البربرى وملقتيش غير ده ربنا يستر .
↚
تزج بنا الأيام نحو طريق لم نرغب المضى فيه ولكنه القدر يفعل ما يحلو له وعلينا الإنصياع ...
كانت أسمهان مرتقبه لوجه عبد الرحمن المكفهر عندما سمع إسم الشركه وصاحبها .....
إقتربت منه أسمهان وقالت بحذر ...فيه إيه ياعمو ....:
ليه حضرتك اتغيرت لما سمعت اسم الشركه .......
زفر عبد الرحمن بضيق وقال .....:
..أنا كنت أعرف والد حمزه ،كان بينا صحوبيه بس مش جامده قويه ..معرفه يعنى وكنت بسمع منه عن حمزه وعن استهتاره ولعبه بالبنات وان اى بنت تعجبه ياخدها ..
ثم ابتسم بسخريه.......بس الحق يقال مبيعملش حاجه فى الحرام كله بالجواز عرفى بقه أو شرعى مش مهم المهم إنه ياخد اللى هو عايزه وبس ....ورغم كده جد جدا فى شغله ومبيعرفش أبوه حتى لو غلط يطرده ..تركيبته غريبه محدش يفهمها وعشان كده خفت عليكى لما سمعت إسمه ......
إبتسمت أسمهان على خوف عبد الرحمن عليها وقالت ... .:
متقلقش ياعمو وكمان من كلامك أقدر أستشف النوع اللى بيعجبه وأظن أنا مش منهم خاااالص . وغير كده كل اللى بينا هيبقى شغل وبس وهى المره دى وخلاص وبعد كده يكون نادر رجع وهو الى هيكمل معاه ....
قبلته على وجنتيه برقه وقالت ...:
.يلا ياعمو سلام أشوفك بعدين .....
وقف أمامها وقال ثوانى هنزل أوصلك ..:
..رفضت بشده وقالت هطلب أوبر وكمان الجو حر عليك ...
.لو اتأخرت هبقى أرن عليك تيجى تاخدنى تمام...سلام بقه ....
ظل ينظر عليها حتى خرجت من باب الشقه ثم قال بينه وبين نفسه .....:
ربنا يملا حياتك بالخير زى مامليتى عليا حياتى وخليتى ليها طعم ...............
نزلت أسمهان وهى تدعو الله ألا يحدث أى شئ خطأ فى هذا العمل وأن تنهى هذا العمل بلا أى مشاكل ....
.ركبت السياره واتجهت الى الشركه ....نزلت أمامها وهى تنظر لهذا الصرح الكبير بإنبهار ...
إتجهت الى الأمن وعرفتهم بنفسها فسمحوا لها بالدخول .....
تمكنت منها الرهبه فتلك المره الأولى التى ساتعمل بها بالترجمه مباشرةً ،فهى كانت تعمل على ترجمة الكتب والرسائل العلميه والحق يقال كانت تنهيهم بسرعه وببراعه ودون أدنى خطأ .....
كانت تمشى بالرواق وهى تتلو آية الكرسى حتى يطمأن قلبها ....
دخلت الى المصعد وتوجهت إلى الدور الخامس والذى به غرفة الإجتماعات كما قالو لها ......
وصلت وسألت بعض من الماره حتى أشاروا على الغرفه ولكنهم أخبروها أن تذهب أولاً لسكرتيرة حمزه باشا لكى تخبرها بقدومها ....
.ذهبت الى تلك السكرتيره والتى يجب أن يقال عليها فهو راقصه وليست سكرتيره فهى ترتدى ملابس ضيقه للغايه وشعرها به بعض من الخصل الصفراء بألوان متدرجه ولكنها لاتنكر أنه جميل ..وأيضا تضع من مسحوق التجميل ماجعل منها فتاه جذابه من وجهة نظر الآخرين طبعاً .....
نظرت اليها السكرتيره من رأسها حتى إخمص قدميها وقالت ...بإستعلاء ....:ا أفندم أى خدمه ....؟؟
تغاضت أسمهان عن أسلوبها المتعالى وقالت ....:
أنا أسمهان مستر كرم باعتنى عشان الترجمه الخاصه بالوفد الألمانى ....
نظرت إليها روجيدا السكرتيره وقالت:
....بس احنا بنتعامل مع مستر كرم من فتره وكان دايما بيبعتلنا مستر نادر ليه غير المره دى .....
أجابتها أسمهان وهى تود إقتلاع رأسها من مكانه من أسلوبها المتعالى وقالت ..:
.مستر نادر جاتله ظروف قهريه وأنا مكانه فيه عندك مانع ...؟
.
تكلمت روجيدا وقالت ...:
.طبعا موانع مش مانع واحد واكتر مانع إن مستر حمزه مبيحبش المحجبات وإنتى محجبه ...
عند تلك النقطه ولم تتمالك أسمهان أعصابها وقالت. ...:
لا والله هو له شغلى مش شكلى وكمان يحبنى ولا يكرهنى د شئ ميهمنيش فى حاجه ،هو نفسه ميهمنيش فى حاجه ولا يهمنى رأيه لأنه لو هو فعلا بروفيشينال بجد هيقيم الإنسان اللى قدامه من شغله مش من شكله وكمان سورة يعنى هو عشان متعود على لبس الرقصات من حواليه فعمره ماهيحب النضافه .....
إلتفتت لتمشى وقالت ...:
وعلى العموم فى مكاتب ترجمه كتير ممكن تطلبوا منهم واحده قالعه هدومها عشان تعجب الباشا ..جاتكم القرف .....
وقفت روجيدا ولم تنطق بحرف واحد .وذلك لأن حمزه بالفعل كان قد وصل الى مكتبه وسمع رد روجيدا على أسمهان وعندما كان سيتكلم لم يستطع وذلك لأن أسمهان قد قالت كل ماتريد وهى لا تراه .....
عندما قررت أسمهان أن تمشى فوجدت أمامها حمزه وهى طبعاً لا تعرفه .....ولكنها وجدت شاب وسيم وجذاب شعره أسود فحمى به بعض التجاعيد مهندم بشده ..لم تعرف من هو ولهذا قالت وهى مازالت على غضبها .....:
لو سمحت عايزه أمشى ...
.كز على أسنانه بشده منها وقال ...حضرتك مين ورايحه فين .....؟؟
زفرت أسمهان وقالت ...:
حضرتى كنت المترجمه تمام ورايحه فين فأنا مروحه فيه أسئله تانيه .....
نظر الى عينيها والتى جذبته بشده وقال ..:
..إنتى قابلتى حمزه باشا ولا لسه .......؟
زفرت أسمهان وقالت ....:
يادى حمزه باشا ...لا ياسيدى مقابلتش حمزه باشا وميشرفنيش أقابل حمزه باشا حلو كده عن إذنك بقه ....
لم يتحرك حمزه من مكانه وهو يتفحصها وقال ..:
...ليه هتمشى من غير ماتقابليه ....!!؟
إبتسمت أسمهان بسماجه وقالت :
....إسأل السكرتيره وهى تقولك ...ممكن بقه أمشى .....؟
نظر الى روجيدا وقال بغضب .....:
إنتى قولتلها إيه ......!؟
تلعثمت وقالت ...مقولتش يافندم هى اللى جايه شايطه كده ومعرفش مالها .....؟!
إبتسمت أسمهان وقالت ...ممكن أعدى ...؟
..سألها حمزه ...بتقول انها مقالتش مش هتبررى موقفك ......؟
ردت عليه بقوه إكتسبتها من عملها ....:
.لا عشان انا مبحبش أتناقش مع كذابين وهى كذابه وزى مابيقولو ...علاج السفيه إجتنابه ....وصراحه شكل اللى بيشتغلوا هنا كلهم كده......
نظر حمزه الى روجيدا بتوعد وقال ...:
.على العموم انا سمعت إنتى قولتلها إيه وحسابك معايا بعدين ....
نظرت إليه أسمهان وهى لاتفهم شيئاًوقالت .....:
أسفه بس هو حضرتك مين ......؟
ضحك حمزه بغيظ وقال ..:
.أنا لا أبدا أنا السفيه اللى مشغل السفيهه دى .....
وضعت أسمهان وجهها أرضاً ولكنها سريعا ما رفعته وقالت ....:
على العموم أنا مغلطتش فى حاجه هى اللى من البدايه بتبصلى بنظره مش عجبانى وكأنى من كوكب تانى وفى النهايه بتقولى انك مبتحبش المعجبات .وأنا مالى تحب ولا متحبش اللى بينا شغل وهينتهى وخلاص ...ولو شغلى معجبش حضرتك أكيد هسمع أى نقد ومش هزعل لكن لبسى وحجابى خط أحمر سورى ..ولو حضرتك مش عجبك مظهرى فأنا بعتذر وهمشى حالاً ....
نظر إليها حمزه بإعجاب شديد وقال ...:
..ومين قال إن مظرك وحش بالعكس إنتى شيك جداً وجميله جداً ...
.إحمر وجه أسمهان وقالت ...:
لو سمحت مبحبش أى تجاوز فى الحوار وده أو بند من بنود التعامل اللى بينا واللى أعتقد انها مش هتدوم لأن نادر بإذن الله لما يرجع هو اللى هيتابع معاكم ......
نظر اليها بنظره ذات مغزى وقال .....:
أما نشوف هيدوم ولا لا ....وعلى فكره كلمة جميله مش تجاوز وأول مره أشوف واحده وشها بيحمر منها .......
ثم ضحك بشده ودخل الى مكتبه وفى أثناء ذلك قال ......:
ثوانى وجايلك عشان نروح أوضة الإحتماعات سوا .....
وقفت أسمهان وهى ترجو الله أن يمر الإجتماع على خير ...
.أما روجيدا فكانت مندهشه من تصرف حمزه فهو لا يستطيع أن يقف فى وجهه أحد أو أن يرجع عليه كلمه فلما تركها تقول ماتريد ....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما يشعر المرء بالغيره على الحبيب فإنها تكون مثل نار تأكلنا أحياء وعندما نطفئها نرمى عليها البنزين بدلا من الماء فتزداد إشتعالاً......
كانت إيمان تجلس بالكافيتيريا هى وشهد ....ولكنها تستشيط غضباً من أفعال رزق معها فهو منذ اخر مره تكلم معها وهو يتجاهلها تمام التجاهل ....
ضحكت عليها شهد بشده وقالت .....مالك بس يا منمن ؟إيه مزهقك ؟
زفرت إيمان بشده وقالت ...:
اااااه غايظنى ابن الإيه ...هولع منه ياشهد قاعد ياختى يكلم دى ويكلم دى والبنات إييييييه آخر سهوكه على الآخر حاجه كده تغييييظ .....
لم تستطع شهد أن تكتم ضحكتها أكثر من ذلك وقالت .....:
تصدقى بالله أنا فرحانه فيكى .عشان تبطلى دور شجيع السيما بتاعك ده وإنك مش همك حد ،أديكى أهو هتولعى كان إيه لازمته بس فرد الدراع .....
أخفضت إيمان رأسها وقالت بحزن ....:
إنتى عارفه اللى فيها ياشهد ....مصاريفنا كتييير واخواتى كمان بقوا فى الجامعه ومجتاجين مصاريف وبابا محلتوش الا وظيفته مش حمل جواز ولا خطوبه ،دا حتى أسمهان جوزها غنى وكانت شقته جاهزه من مجاميعوا ورغم كده بابا أخد سلفه على مرتبه عشان يجيب لأسمهان لبسها مهو مش معقول هتدخل من غير لبس جديد كمان .....
ربتت شهد على يديها وقالت ...:
يا إيمان إنتى تفكيرك غلط وكمان رزق بيحبك وانتى عارفه واللى بيحب بيعمل أى حاجه حتى لو هيضحى مانتى عندك أحمد أهو رغم انه ابن خالتى بس ماما نفسها مكنتش عايزاه لاهى ولا بابا بحجة إنه ظابط وعمره على كف عفريت رغم إن باباه مكنش ظابط يعنى وبرده مات صغير ..ووقفولوا يعتبر فى كل حاجه وهو استحمل عشان خاطرى ويعتبر هو اللى هيجيب أكتر الحاجات ....
فصدقينى إنتى مكبره الموضوع بجد ....
زفرت إيمان بضيق وقالت:
يمكن أكون أنا غلط بس هو المفروض يطمنى مش يتجاهلنى ويغيظنى ...وكمان انا مش عارفه أعمل ايه دلوقت ....
نظرت لها شهد بإستفسار وقالت .:.فى إيه؟
أجابت إيمان بحيره .....:
أصلنا ياستى هنروح يوم الخميس عند أسمهان .إتصلت ببابا وصممت إننا نروح نقضى خميس وجمعه معاها ونورين هتكون عندها وطبعا الخميس عندى سيكشن دكتور رزق وبالمنظر ده هيعاند معايا لو لقانى غبت وممكن ينزلنى فى العملى وانتى عارفه أنا الدرجه معايا بتفرق عشان الترتيب ......
تكلمت شهد ببراءه .....:
خلاص روحيله المكتب وإستأذنى منه زى أى حد مابيعمل وهو مش هينزلك فى العملى ....
نظرت لها إيمان وهى تحاول أن تستشف ما وراء كلماتها فقالت بحذر ...:
.يعنى إنتى عايزانى أروح استأذنه ...
أومأت شهد برأسها وقالت :
أيوه ماهو مفيش غير كده ......
وقفت إيمان مرةًواحده وقالت بشجاعه مزيفه .:
..أروح إيه المشكله يعنى هياكلنى ولا هياكلنى ...
ذهبت إيمان فى طريقها تحت نظرات شهد المشجعه إياها ....وجدت من يوقفها ويقول ....:
.دكتوره إيمان ممكن كلمه ؟
نظرت إيمان لمن يتكلم وجدته رامز فارتبكت وقالت ...:
خير يادكتور أظن مفيش بينى وبين حضرتك كلام ....
.وقف رامز أمامها وقال ...:
ممكن أعرف إنتى ليه رفضانى إيه اللى مش عجبك فيا ؟
تلفتت إيمان حولها وهى خائفه أن يراها رزق وهى واقفه معه ولم تكن تعلم أنه رآها بالفعل وكان يود الهبوط إليها ولكنه قرر أن يتابعهم تحت نظرات الغيره الشديده ...
إيمان بارتباك ...:
.أولاإنت زميل زى أى زميل ولو إنت واخد بالك هتعرف إنى مليش علاقه بأى شاب فياريت تحترم رغبتى دى ومتكلمنيش تانى وأظن المرة اللى فاتت حضرة الظابط أحمد فهمك كده .......
وجدت إيمان شهد قد أتت وهى مكفهرة الوجه .
..إقتربت من رامز وقالت .....:
.إييييييه أنت عايز تتهزأ تانى ولا إيه ...بتليفون واحد أجيبلك أحمد خطيبى هنا يظبطك ..؟؟
.إبعد عن إيمان أحسنلك وروح لشلة الأُنس بتوعك وروح للبت الصفرا اللى عنيها هتطلع عليك ...يلا يابابا وسيبنا فى حالنا .......
تركهم رامز وهو يكز على أسنانه من الغيظ وقال ..:
..مااااشى انا وانتى والزمن طويل يا إيمان .....
أحتضنت إيمان شهد وقالت حبيبتى حبيبتى ...بس انتى عرفتى ازاى انه وقفنى انا بصيت عليكى لقيتك مديرالى ضهرك ..
قالت شهد بمرح .....:
أسكووووتى هو إنتى متعرفيش ...!!
نظرت اليها إيمان بإرتياب وقالت ...:
لا معرفش خييير .....
إبتسمت شهد بخبث وقالت .....:
.أصل دكتور رزق هو اللى إتصل وقالى تقريباً كده شافكم من الشباك .....
إبتلعت إيمان ريقها بصعوبه وقالت ...:
.بتتكلمى جد ولا بتهزرى كالعاده ...؟
.هزت شهد رأسها بالنفى وقالت ...:
.ياريتنى كنت بهزر يا منمن بس على العموم متخافيش ..صوته كان هااااادى جدااااااا لدرجة إن ودنى ماكنتش سامعه اللى بيقوله ...
نظرت إليها إيمان بريبه وقالت وهى تبتسم بصعوبه ....:
شكلك بتهزرى ياشوشو عارفاكى انتى تموتى وتعملى مقالب .....مثلت شهد البكاءوقالت ...:
والله ياشابه كان نفسى أقولك إنى بهزر بس للأسف مبهزرش ولو عايزه تتأكدى بصى وراكى هتلاقى دكتور رزق فى الشباك وشكله بيدل على انه كيوت وهادى وبيفكر إزاى هيقتلك ويتاويكى ......
إستدارت إيمان فوجدت بالفعل رزق فى النافذه وعندما نظرت إليه أشار إليها بيده أن تطلع إليه ....بلعت ريقها بصعوبه وقالت .....:ربنا يستر ....
تكلمت شهد ببكاء وقالت ...:
ياحبيتى يامنمن كنتى طيبه والله يالله كلنا لها .......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما يدق القلب فإنه يقودك لمن دق له دون إرادةٍ منك وكأنك مسلوب العقل ......
لم يأخذ علاء كلام نورين على محمل الجد وذهب الى القاهرة مرةً أخرى بحجة أنه سيذهب لليحث عن عمل رغم أن والده كان يريده أن يمسك معه تجارته فهو عنده ورشة ميكانيكا كبرى وفتح أيضاً محلاً كبيراً لبيع السيارات ....
ولكنه رفض بحجة أنه يريد أن يبدأ بنفسه دون مساعدة أحد .....لم يشعر بنفسه الا وهو أمام كليتها ينتظر خروجها ...
وقف أكثر من ساعتين دون كلل أو ملل حتى رآها تخرج مع صديقتها لمار .رأت لمار علاء وهو متكئ على السياره فقالت:
لنورين ....مش ده ابن عمك اللى اسمه علاء .....
نظرت نورين بإتجاهه فوجدته بالفعل فزفرت بشده خاصةً عندما وجدته يتجه نحوهم ،فقالت للمار:
ياريت يالمار نمشى على طول ومترديش عليه ماهما نادى .....
كانوا يمشوا فى طريقهم ولا يعيروا علاء ومناداته لهم أى إعتبار …حتى قالت لمار ...:
.يابنتى ردى عليه لأنه شكله كده مش هييأس ومش هيبطل مناديه والناس بدأت تبصلنا ......
إبتسمت نورين بخبث وقالت :
تمام بس تعالى الأول نرجع الكليه عايزه أجيب حاجه ....
إستدارت نورين ومعها لمار وهى لا تفقه شئ فإبتسم علاء اعتقاداً منه أنها سترد عليه ولكنها تجاوزته ولم تعيره إنتباه ..
.ذهب ورائها مرةً أخرى وهو يقول ...:
مانا مش همشى من هنا يانورين غير لما تكلمينى إن شاله أبات هنا سامعانى .....؟؟
إقتربت نورين من بوابة الكليه الخاصة بها فوقفت قليلا حتى اقترب منها علاء وهو يقول ...:
.نورين ياريت بس تسمعينى وبعدين إعملى اللى انتى عايزاه .....
.فوجئ بها وهو تتجه لأمن الجامعه وهى تقول ....:
لو سمحت الحقنى الشخص ده قاعد من ساعتها بيمشى ورايا حتى انا كنت رايحه المدينه فضل ماشى ورايا خفت ورجعت تانى أرجوكم إبعدوه عنى ......
بُهت علاء من تلك الماكرة الصغيره .....فهل تلك عقلة الإصبع هى من تفعل به هكذا ....فوجئ بالأمن وهو يمسكه ويكيلو له الضربات وهم يحذرونه ألا يتعرض لها مرةً أخرى ...فتلك الماكرة طلبت منهم ذلك فهى لاتريد أن تذهب لقسم الشرطه ولكن يكفى أن يلقنوه درساً صغيراً ......
كان يصيح ويقول ...:
دى بنت عمى وكنت عايز أقولها حاجه بس ..
نظر إليها ضابط الأمن وقال ....:
.إنتى بجد بنت عمه ......!!!
هزت رأسها بالرفض وقالت ....:
لا معرفوش وكمان لو كان بن عمى كان زمانى رديت عليه لكن هو بعاكسنى وحضرتك شوفته وهو ماشى ورايا حصل ......
أومأ الرجل بالإيجاب وقال فعلا حصل ....متقلقيش احنا هنظبته وهنخليه ميتعرضلكيش تانى ....
كانت تضحك بتشفى وهى تقول ......:
مع السلامه تعيش وتاخد غيرها يا ....ثم أخفتت صوتها وقالت ....يابن عمى ....
أما لمار فنظرت إليها ببهتان وقالت ....:
إيه اللى عملتيه ده حرام عليكى دول مخلوش فيه حته سليمه ......
إبتسمت نورين وقالت أحسن خليهم يربوه مدام طنط نرجس معرفتش تربى وفالحه بس فى ترمية الكلام ...يلا نصيبه بقه ........
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما تعلم بأن هناك ذئباً بإنتظارك وليس هناك مفر من مقابلته فعليك إذاً أن تحضر كل أسلحتك حتى تقضى عليه .....
كانت إيمان تشعر بنبض قلبها يتعالى خوفاً وإشتياقاً لرزق ...لاتعرف حقاً أى الشعورين يفوز ....ولكنها تعلم رغم ذلك أنها ستواجه أعاصير بداخل ذلك المكتب ...وقفت أمام المكتب ودقت عليه وكأن رزق بإنتظارها حقاً فهو بالفعل بإنتظارها ....
فتح الباب حتى قبل أن تكمل دقتها الأولى ....أفسح لها الطريق وقال بأداء مسرحى ....:
.إتفضلى يافندم ....احنا بإنتظار معاليكى وبإنتظار تشريفك ......
إبتلعت ريقها وقالت بداخلها .....:
أهلاً كده البدايه غير مبشره بالمره ....
قررت أن تتغاضى عن موضوع رامز وتخبره بالموضوع الآخر ....
وقفت بإرتباك وقالت ....:
والله يادكتور انا كده كده كنت جايه لحضرتك عشان يعنى أستأذنك إنى هغيب من السكشن بكره إن شاء الله .....
إبتسم رزق بسخريه وقال ...:
.طب والله كويس .طلعت الحمد لله ليا أهميه وجايه تستأذنى عشان تغيبى .....
أجابت إيمان بسرعه ....:
طبعاً مش حضرتك الدكتور بتاعى وهتنقصنى فى العملى لو غبت فأنا جيت عشان أقولك إنى هغيب .....
نظر اليها وهو يود أن يقتلها وقال ....:
وياترى البرينسيس ناويه تغيب ليه ...ولا إستنى إستنى متجاوبيش أكيد جايلك عريس صح ......؟؟
أجفلت إيمان من تهكمه وقالت بسخريه ....:
لأ غلط انا مسافره لأختى بكره انا وعيلتى ومينفعش مروحش معاهم لأنهم هيباتوا وطبعا مش هفضل فى الشقه لوحدى ......
هدأ رزق قليلاًولكنه تذكر رامزوقال بغيره ....والزفت رامز كان واقف معاكى بيهبب إيه ....؟
جاوبته إيمان بهدوء وقالت محاوله أن تثير غيرته أكثر ......:
أبداً كان بيسألنى أنا ليه رافضه أنى أديله فرصه وأتعرف عليه يعنى يمكن أحبه ...
.كشر عن أنيابه وقال .....:
حبه برص ...وانتى كان ردك إيه إن شاء الله ؟
حاولت أن تثير غيرته أكثر ولكنها تراجعت عندما رأته متحفزاً للإجابه وكأنه يريدها أن تُخطئ بأى شئ حتى ينقض عليها .....
إبتلعت ريقها وقالت بخفوت ....:
.قولتله إنى مبفكرش غير قفى مذاكرتى وبس وأن هو زميل مش أكتر ....كان سيرد عليها عند دخول إحدى الفتيات اللاتى كانو يتكلمون فى المحاضره ...
دقت الباب وبما أنه كان مفتوح فدخلت وقالت بصوت رقيق متجاهله إيمان تماماً …:
مساء الخير يادكتور ......حاول رزق أن يرد بهدوء وقال ....مساء الخير يادكتوره خير ....؟؟
.أجابته الفتاه وهى لا تنقل عينيها من عليه وقالت برقه مصطنعه ....:
.أبداً حضرتك أنا بس فى نقطه مكنتش فاهماها وكنت عايزه حضرتك تشرحهالى ....
.رد بهدوء وقال ....طبعاً إتفضلى إقعدى يادكتوره .....ردت بنعومه وقالت ...:
جنه إسمى جنه يادكتور .....
نظر رزق لإيمان وجدها تنظر لتلك الجنه وهى تود أن تخنقها بيديها فكبت ضحكته بصعوبه وقررملاعبتها قليلاً فقال .....:
هاه يادكتوره إيمان فهمتى اللى كنتى عايزاه ولا لسه ......؟؟
رفعت إحدى حاجبيها وقالت بغيظ ...:
.لا حضرتك أنا فهمت جداً بس كبعا بما إن فيه حته الدكتوره مش فاهماها فأنا أحب أحضرها أهو زيادة تأكيد للمعلومه ........
نظر إليها رزق نظرة معناها ...فعلا ً .....!!
فردت عليه بنظره متوعده وكأنها تقول له إياك أن تطلب منى الذهاب .....
جلست إيمان أمام جنه وهى تكتم غيظها وغيرتها الشديده .....
.فبدأت جنه بسؤال رزق عما تريد بعد أن يأست أن تتركهم إيمان بمفردهم فهى كانت تود أن تكون بمفردها معه حتى تتدلل عليه عله ينتبه إليها ولكنها حقاً لا تعلم أن قلبه ملكٌ لأخرى ولا يوجد مكان لغيرها .....
أنهت جنه ماكانت تريده او بمعنى أصح ماكان سبباً حتى تأتى لرزق وتتكلم معه ....
.خرجت من المكتب وهى تنظر لإيمان بغيظ وهى تبادلها بنظره شرسه هى الأخرى ولكن رزق قال ...:
.لو سمحتى يادكتوره إيمان فى حاجه بس عاوزها منك ممكن ثوانى ......
نظرت إليه إيمان وقالت نععم أفنندم فيه حاجه ....؟
نظر اليها رزق بغيره وقال ...:
أيوه فيه زفت حاجه ....أولا كلام مع رامز أو غيره محبش .ثانيا ....هتسافرى بكره فتقومى تستحلى القعاد عند أختك هموتك ،يوم السبت تكونى فى محاضراتك تمام .....ثالثاً بقه ....انا كلمت باباكى يادكتوره وقلتله كل ظروفى وهو وافق عليا يعنى انتى دلوقتى خطيبتى وعلى ما اعتقد أنه هيقولك النهارده أو بكره بالكتير لأنى الصراحه مبحبش شغل الحراميه ده وإنى أكلمك وانا خايف أو حاسس بالذنب ....
صدمه هى كل ما حل عليها وقالت ....:
.قللللت إيه ،طلبتنى من بابا إمتى وازاى ؟
ضحك بسخريه وقال .....:
إمتى إمبارح بالليل لمانزل يقعد على القهوه شويه ....روحت وقعدت معاه ...إزاى بقه فزى الناس الطبيعيين .....وأهم حاجه يا إيمان ....أقسم بالله لو قليتى بعقلك ورفضتى ماهيحصلك كويس سامعه ....وكمان مفيش جواز دلوقت هما دبلتين وبس عشان كلام الناس والحواز لما حضرتك تخلصى كليه وعلى فكره حتى الدبلتين كنت هأجلهم لأنى كلمت باباكى عشان ميبقاش ليكى حجه وتقابلى العرسان اللى بابا جابهملكم أدينى قفلت الطريق خلاص ...بس بعد اللى حصل من رامز النهارده فاحنا هنلبس دبل والكل هيعرف إننا مخطوبين ....ماشى يادكتوره .....؟؟؟
وقفت إيمان وهى فقط مندهشه من كلامه ولم تقدر على الرد .......ضحك عليها رزق وقال .....:يلا السكوت علامه الرضا مبروووك ياعروسه .. ..
♥︎♥︎♡♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما تشعر وكأنك مراقب فكل ماتتمناه أن تتنهى تلك المراقبه على خير وأن تختفى بمكان لايراك فيه أحداً .....
كانت أسمهان طوال الإجتماع وهى تترجم كل مايدور من العربيه للألمانيه ومن الألمانيه للعربيه ...
كانت فعلاً واثقةٌ من نفسها ولم تهتز أبداً ...طال الإجتماع حتى قرب من الأربع ساعات ....فتحدثت أسمهان بخفوت الى راسل ذراع حمزه الأيمن ولكنه بشوش الوجه ومريح .....
غضب حمزه من هذه الفعله وقال بينه وبين نفسه لما تتكلم مع راسل بتلك الأريحيه ولا تتكلم معه هو بها .....
وجه إليهم الكلام وقال بغضب ...:
.فيه إيه بتتوشوشوا بتقولو إيه ....؟
تكلم راسل بهدوء وقال .....أبدا بس أستاذه أسمهان بتسأل هو إحنا مش هناخد بريك بقالنا أكتر من 4 ساعات بنشتغل ......
نظر إليها حمزه وكأنه قد مسك عليها خطأ وقال ...:
إيه تعبتى ولا إيه ... ؟
أجابته بثقه لا متعبتش ولا حاجه ....؟
.أجابها بنفس نبرة السخريه وقال ....:
.يبقى جوعتى ......
نظرت إليه بتحدى وقالت ....:
يعنى سألتنى تعبتى ولا جوعتى هو مفيش حاجه تانيه ناخد عشانها البريك ......؟
تكلم بثقه وقال ....:
والله اللى أعرفه إنك تكونى ياتعبانه ياجعانه فتاخدى بريك غير كده يبقى مفيش سبب .....
.نظرت إليه بإستهزاء وقالت ....:
.ليه مسمعتش عن حاجه إسمها الصلاه .....؟!!!!
!بُهت من ردها فلم يقدر على الكلام حرفياً .....
فضحكت بسخريه وقالت ....:
.أنا قلت كده برده إن الصلاه مش فى القاموس عندك ...على العموم احنا فى إجتماع من الساعه 11ودلوقتى الساعه 3وربع يعنى بقالنا أربع ساعات وربع وصراحه أنا مبحبش أصلى فرض مع فرض تانى وكفايه قوى إنى أتأخرت فى صلاته ....فممكن ناخد بريك حتى ربع ساعه يعنى لو حضرتك عايز تاكل ولا تشرب وأنا اروح أصلى فيهم الضهر قبل العصر ......
نظر إليها حمزه بشده لدرجة أن وجهها أصبح كحبة فراوله طازجه جاهزه للأكل وكأنه يحدث نفسه ...من أى كوكب أتيتى الىّ ...فلا يوجد من حولى من هم مثلك أنتى ...فأنتى كالشمس وهم من حولك الكواكب .....
أيقظته من شروده عندما تكلمت مع راسل وقالت ..:
.أنا هخرج أصلى على متراجعوا العقود وهم كمان ويكون مستر حمزه فاق من السرحان ده .....
أجفل من خروجها مرة واحده وقال بينه وبين نفسه ...:
وبعدييين بقه فيه إيه إشمعنى إنتى اللى بسمحلك تطلعى فيا كده ..غيرك مايجروءش أنه حتى يكلمنى بصوت عالى شويه ....
ثم إبتسم وقال .....أما نشوف هوصل معاكى لفين ياست أسمهان ....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما ترتبط روحك بشخص فإنك تشعر بما فيه من ضيق وكرب حتى لوكانت بينكم مسافات .....
كانت شهد غير مستقره ..لأنها وببساطه تشعر بقبضة داخل صدرها تنبؤها بحدوث شئ خاطئ ....
اتصلت على إيمان بتطمئن عليها فوجدتها بخير هى وأسرتها وهى بالفعل قد وصلت عند أسمهان ....
فقررت مهاتفة أحمد ولكن هاتفه مغلق .......:
ظلت تحاول وتحاول ولكنها نفس النتيجه .....شعرت بالفزع لما هاتفه مغلق ولكنها حاولت ان تطمئن نفسها وقالت أكييييد فى مأموريه ولا حاجه .....
لم تكمل كلمتها حتى رن هاتفها برقم غير معروف ...فأجابت بلهفه ولكنها لم تكد تمسك الهاتف وتستمع الى مايقال حتى وقع الهاتف من يديها وهى تصرخ ....أحمممممممممد ....
↚
عندما تقترن روحك بشخص أنت منه ك نفسه .....تشعر بالتمزق عندما تبتعد عنه ...تشعر بآهاته حتى لو بينكم أميال ....تشعر بآلامه حتى لو بينكم حوائط وسدود......
كانت شهد تبكى بإنهيار وهى فى سيارة والدها متجهه للمستشفى العسكرى فى الإسماعيليه فمن هاتفها لم يخبرها ماذا حدث بالضبط ..كل ماقاله أن أحمد أصيب أثناء تبادل لإطلاق النيران بين أفراد الشرطه وبين تشكيل عصابى لتجارة المخدرات .....لم تستفسر عن أى شئ فكل ماجال بعقلها هى أن أحمد بخطر ومصاب. . ......
تكلم والدها وهو مشفق عليها وقال ....
خلاص ياشهد بقه ،إيه هتفولى عليه استنى اما نروح ونعرف إيه اللى حصل ....؟
نظرت له والدتها بعتاب وقالت ...
جرا إيه مالك إن شاء الله خير.....
نظر ليها هشام والد شهد نظره معناها ألم أقل لكى ...ولكنه رغم ذلك تكلم بما يجول فى صدره وقال ....
بصى ياشهد هى دى هتبقى حياتك ،قلق وخوف من إنه يطلع وميرجعش طبعا الأعمار بيد الله بس ده ظابط معرض فى أى لحظه ان حاجه تحصل وأديكى أهو لسه مخطوبه وشوفى اللى حصل .....
صرخت شهد بشده من بين دموعها وقالت:
.....حررررام عليك يابابا والله حرااااااااام ..ده بدل ماتطمنى جاى دلوقت تثبت ان وجهة نظرك صح وأنا غلط .إرحمووووونى حراام عليكم وعلشان تعرف حتى لو أحمد جراله حاجه مش هتجوز حد غيره سامعنى يابابا .....
إستشاط والدها غضباً منها وهمّ بالرد ولكن لم تمهله نهله زوجته أى وقت وقالت وهى تنظر إليه بحذر وعيناها مغرورقه بالدموع هى الأخرى فأحمد مهما كان هو بن أختها وزوج إبنتها .....قالت نهله بصوت مبحوح:
خلاص يا هشام إن شاء الله أحمد هيبقى بألف خير وسلامه انا قلبى بيقولى كده .....
صمت تاااااام هو السائد فى السياره طوال الطريق حتى وصلوا الى المشفى .......
نزلت شهد مهرولةً الى داخل الممر وخى تسأل عن حاله الضابط أحمد عبد الحافظ ......
دلتها إحدى الممرضات على غرفته ...ذهبت إليها مسرعه حتى أنها لم تتطرق الباب بل فتحته مرة واحدة من شدة لهفتها عليه ولكنها وجدته نائما ومحاطا بالأسلاك على صدره وعلى فمه جهاز الاوكسجين ....
نزلت دموعها وكأنها نهر وقد كسر سده من كثرة فيضانه .لم تستطع أن تتكلم ولكنها دخلت إليه وجلست بجواره على كرسى موضوع بجانب التخت .....
أمسكت بيده وقبلتها حتى أنها أغرقتها من دموعها .....حاولت التماسك وقالت .....:
أحمد .....أحمد ...فوق يا أحمد وكلمنى ...انا من غيرك مقدرش أعيش وانت عارف كده ...أنا بضحك وبهزر لأنى مطمنه إنك موجود معايا وجنبى ،منين ماحتاجك ألاقيك ....
شهقت بشده وقالت .....:
طب لو مشيت وسيبتنى قلبى ده هعمل فيه إيه ....والله يا أحمد هيموت ...أوعى يا أحمد تسيبنى هزعل منك جاااااامد ....قوم بقه رد عليا ....طب بص انا مش هعمل مقالب فى حد تانى ..اه والله بتكلم بجد وكمان هكون عاقله وهكبر ومش هبقى عيله تانى بس قوووم يا أحمد عشان خاطرى قووووم .....
ظلت تبكى بإنهيار حتى مالت على صدره برأسها وهى تتحدث بخفوت وتقول .....:
.أنا بردانه يا أحمد عشان خاطرى خدنى فى حضنك ودفينى .....بالله عليك قوم بقه ...بص أنا جعانه ومش هاكل من غيرك وكمان انا بردانه قوووى يا أحمد والله بردانه عشان خاطرى قوم ودفينى ......أنا فتحت عينى عليك .....رضعت حبك مع لبن أمى ..قوم بقه عشان خاطرى ...طب والله ماهزعلك تانى ....طب بص مش هعمل مقالب مع إيمان ودكتور رزق ..خلاص هسكت بس انت قووم ...
ظلت تهذى بهذه الكلمات وكأنها بدنيا أخرى تحت مرأى ومسمع من والدها ووالدتها والتى أنهمرت دموعهم عليها فلأول مره يشاهدوا شهد وهى بتلك الحاله وقى تلك اللحظه فقط أدركوا أن شهد بدون أحمد لن تعيش ......
فجأه سمعوا صوتاً غريباً للأجهزه المعلقه بصدر أحمد ......
أفاقت شهد وهى لاتدرك ماذا يحدث ..خرجت مسرعه تنادى على إحدى الأطباء ولكنها قالبتهم فى الرواق متجهين إليه بالفعل ....
هرولوا إليه وجدوا نبضات قلبه سريعه للغايه وقد بدأ فى التحرك والإفاقه ...ابتسم الطبيب وهو يقول .....:
.الحمد لله المريض بيفوق خلاص .....نظرت اليه شهد باستجداء وقالت .....يعنى هو كويس ...؟!
.الطبيب بعمليه ....الحمد لله احنا كنا فين وكمان الرصاصه جت فى منطقه خطر جنب الرئه والحمد لله اننا قدرنا نطلعها بدون أى مضاعفات بس طبعا هو هيحتاج راحه لفتره ......
أومأت شهد بابتسامه وعيونها تبكى ولكن تلك المره من سعادتها ...
ذهبت إليه وأمسكت يده وقبلتها بشده ولكنها فوجئت بيده تمسك بيدها ويقول بخفوت .....
مليش دعوه انتى بتضحكى عليا انا عايز واحده من اللى على الشفايف مش على الإيدين ....
ضحكت شهد بشده وهى تقول ...:
.حمدالله على السلامه ..كل اللى انت عايزه هعمله بس انت قوم بالسلامه وياريت متخضنيش تانى ......
نظر إليها أحمد بحب وقال ...:
..أنا لو بعافر فى الدنيا دى فكله عشان خاطرك انتى ....انا من غيرك ماسواش ياشهد ....
ضحكت شهد بشده وجلست بجواره وهى تبكى وتقول .....:
.تعرف مكنتش أعرف إنى بحبك قوى كده ......
حاول أحمد أن يخرجها من حزنها رغم مافيه من ألم فقال .....:
ياشيخه أمال مين اللى راضع حبى مع لبن أمه .....
جحظت عين شهد فلكزته فى صدره فتأوه بشده .....ظلت تتأسف وتقول ....:
أسفه والله مكانش قصدى ،معلش حقك عليا .....
نظر اليها أحمد بإشفاق وقال ...:
خلاص خلاص حصل خير بس خفى إيدك دى بدل انتى اللى تموتينى .......ردت عليه شهد وقالت .....:
بعد الشر عليك إن شاله اللى يكرهك ....
قال أحمد بلؤم .....:
بلاش تدعى على أبوكى ياشهد كله يهون عشان خاطرك انتى ....
وقفت شهد وقالت بغيظ ...:
تصدق انت تستاهل اللى يجرالك وانا غلطانه انى جتلك وأبويا هاه أبويا جه معايا هو وماما اللى هى خالتك وكمان مرضيناش نقلق مامتك عشان متتخضش عليك ،وانت فى النهايه قاعد بترمى بالكلام على بابا ....
ابتسم أحمد وقال .....:
خلاص ياستى ثم أخذنفسه بسرعه ....
اتجهت اليه شهد بسرعه وقد أقلقها سرعة تنفسه وقالت ...مالك فيك إيه ......
تكلم ببطئ وقال ...:
.م فيي.ش حاج.ه متتتتخفييش ....
وضعت يدها على فمه وقالت بقلق .:
.خلاص متتكلمش الدكتور طلب انك ترتاح والظاهر ان الكلام الكتير عملك أجهاد ....
دخلت نهله والدة شهد وهشام والدها للاطمئنان .....ثم قامو بالخروج وتركوا شهد بجواره بعد أن أيقنوا أنهم لا يمكنهم الإفتراق .........
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
ما أحلى أن تشعر بالدفء وسط عائلتك ...فكل شخص دون عائلته كالغصن المقطوع ...
كانت أسمهان تشعر بالفرحه وعائلتها بجوارها ....
فهى استقبلتهم فى شقة اللواء عبد الرحمن ....جلسوا يتسامرون ويطمئنون على أحوال بعضهم البعض ....
عرف الجميع أنها الآن تعمل وأيضا تكمل دراساتها .......
سألها والدها وقال ....:كويس ان جوزك وافق انك تكملى مع ان يعنى مكنش له لزوم ،انتى هنا فى القاهره يتخاف عليكى خاصةً انك متعرفيش فيها حاجه .....
نظرت اليه أسمهان ولسان حالها يقول .....لن يتغير أبدا ....
رد عليه اللواء عبد الرحمن وقال .....:
اولا أسمهان بميت راجل وكمان الشغل والدراسه هيوسعوا أفقها وفوق ده وده جوزها مش هنا وهى فاضيه يبقى ليه متستغلش الوقت ده فى إنها تحقق اللى نفسها فيه ....وكمان متخفش يا أبو نور أنا واخد بالى كويس قووى من أسمهان .دا غير لو انت سمعت كلام المدير بتاعها فى الشغل عنها هتشعر بالفخر من إن بنتك حققت الإنجاز ده فى شغلها فى الفتره البسيطه دى .......
شعرت أسمهان بالإمتنان تجاه كلام عبد الرحمن .أما عبد القادر فقد شعر بالغيره الشديده من حبه لأسمهان ومن نظرة أسمهان له ،فهو للمره التى لايعلم عددها قد أخفق فى توصيل خوفه عليها بل إن الذى وصلها كالعاده هو تحكمه فقط .....
مر اليوم سريعا وسط أجواء من الفرحه والاشتياق رغم كلام عبد القادر لأسمهان .....
أجتمع الفتيات بغرفة الأطفال ومعهم والدتهم فى شقة أسمهان ....
أما عبد القادر فتوجه للنوم بغرفة إحسان وهو ونور فى شقة اللواء عبد الرحمن .
ظلوا يتسامرون ويتناولون أخبارهم واطمأنت والدتهم على أسمهان وبالطبع لم تقل لها أسمهان شيئاً يقلقها ...
.ذهبت نادية والدة أسمهان فى نوم عميق ...أما الفتيات الثلاث فظلوا يتكلمون حتى الصباح ....
قصت إيمان كل ماحدث بينها وبين رزق ....سعدت أسمهان بشده وقالت ....:
بصى يا إيمان واحد زى رزق ده إوعى تفرطى فيه فاهمانى ....شردت قليلا وقالت ...:
صدقينى الحب بقه فى الزمن ده نادر والإنسان اللى يتمسك بيكى بقى صعب الوجود ......
شعرت إيمان ونورين بالحزن فى كلام أسمهان فسألتها إيمان مباشرةً ....:
أسمهان هو إنتى مش مبسوطه مع إحسان .....؟
.تداركت أسمهان نفسها وقالت بصوت حاولت أن تجعله سعيد .....:
لا طبعا مبسوطه الحمد لله بس يعنى انتى عارفه سفره والبعد مضايقنى شويه .....
لم تشعر إيمان بالإرتياح أما نورين فداخلها صوت يؤكد لها أن أسمهان يوجد بها شئ فأختها لاتعرف للكذب عنوان ولهذا يظهر عليها بشده عندما تريد أن تكذب فى شئ وهى تكاد تجزم أنها الأن كاذبه وبشده ولكنها لن تتركها حتى تعرف مابها ..
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
عندما تريد أن يمر الوقت ولكنه يقتلك ببطئه ،تشعر وكأنك تريد أن تصارع الزمان .....
هكذا حال إحسان يجلس بمفرده شريدا فى منزله بعد أن أنهى عمله والذى كالعاده يقتل نفسه فيه كالعاده حتى لايفكر فيها ولكن هيهات ....لم يكن الأمر مجرد تفكير بل أصبحت صوره فوتوغرافيه كبيره أمامه ينام عليها ويستيقظ عليها فقد إشتاقها حد الجنون ولكن قلبه العنيد هو من جعله يعانى .....
رن جرس المنزل فنهض وهو لايريد النهوض فهو عادة لا يأتى إليه أحد إذا من هذا ياترى؟
فتح الباب فوجد استيوارت أمامه .....دخل وهو ورائه تحت نظرات الإستغراب من إحسان .....
ضحك إستيوارت وقال ....:
مابك يارجل إنى أعلم أن المصرين كرماء فلما أنت عابس عندما وجدتنى ؟
إبتسم إحسان وقال .....:
أعذرنى إستيوارت فأنا لست معتاداً على زيارتك لى فأنا هنا منذ مايقرب العام وأكثر ولم تأتى لزيارتى أبدا .فما الموضوع إذاً؟
جلس استيوارت وقال ...:
ألن تضيفنى شيئاً أولا ؟ الا يوجد لديك أى مشروب؟نظر إليه إحسان بإمتعاض فضحك استيوارت وقال من بين ضحكاته ..أسف لك يارجل فأنا نسيت أنك لاتتناول هذه الأشياءولا تدخلها بيتك .......
زفر إحسان بشده وقال ...:
هيا استيوارت فلتقل ماتريد إما أن ترحل فأنا متعب للغايه وأريد أن أنال قسطاً من الراحه ....
كاد استيوارت أن يتحدث ولكنه رأى صورة أسمهان معلقه على حائط غرفة النوم فشقة إحسان عباره عن أستوديو وهو غرفة نوم واحده وحمام وصاله بها ركن خاص بالمطبخ فكان من السهل عليه رؤيتها .....
فتح إستيوارت فمه من شدة إعجابه ببراءتها وقال .....:
من هذه إحسان ؟ هل هذه هى زوجتك من تركتها خلفك وذهبت ؟
إمتعض إحسان منه وقال بتحذير .......:
إستيوارت توقف حالاً عن هذا الهراء ..ثم ماذا تريد أنت إن كانت هى أم لا؟
أجابه إستيوارت بثقه ..لأنها لو كانت تلك زوجتك من تركتها خلفك فإنك بالفعل أحمق كبير ....فالنظر لهذا الملاك ينسيك عالمك إحسان ....
شعر إحسان بالغيره فأمسك إستيوارت من تلابيبه وقال .....:
خذ حذرك منى إستيوارت فأسمهان خط أحمر لا يحوز لك تجاوزه ......
ضحك استيوارت وقال .....هههههه انك تغار يارجل ههههه..إذاًأنت عاشق لها ..تباً لك ....
جلس إحسان وقال ....:
ماذا تريد منى إستيوارت فأنا متعب للغايه أرجوك لا تضغط عليا أكثر من ذلك فبعدها يقتلنى يارجل ولكن بأى وجه أقابلها وبأى وجه أطلب منها الرجوع وأن تسامحنى وأنا كنت نذل معها حتى النهايه .....
أشفق إستيوارت على حال إحسان وربت على كتفيه وقال .....:
.حارب من أجلها إحسان ...إرجع لها وحاول مرة ومرة ومرات حتى تسامحك فإنه من السهل أن ترى عشقك لها بعينيك ...وإن كان على دراساتك فأنت أوشكت على إنهائها فأنت تعمل ليل نهار حتى أنك حققت فى عام من لم يحققه آخرون فى عشره وأصبح لك إسم كبير هنا وبالطبع سيكون لك مكانه عظيمه فى بلدك ....
نظر إليه إحسان والأمل يحبو بداخله وقال له ...هل من الممكن أن تسامحنى استيوارت ......
رد عليه استيوارت بتشجيع وقال .....:
لا تيأس وحاول معها ولا تبتأس إن رفضتك مره .بل حاول فهى ستكون أعظم إنجازاتك صدقنى إحسان ....
نظر له إحسان بأمل وقال ....:
صدقاً استيوارت فأنا سأحاول معها ولن أتركها لغيرى فهى حقى ،حتى إن أضعت هذا الحق مره فلن أتوانى حتى أسترجعه مهما كانت العقبات .....
ابتسم استيوارت وقال .....:
إذاً فلتنتظر مفاجأة منى قريباً ستجعلك تشركى لآخر عمرك .....
نظر له احسان دون فهم وقال وما تلك المفاجأه ؟ ضحك استيوارت بصخب وقال ...:
تريث يارجل وهل ستكون مفاجأه إن قلت لك ماهى ؟
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
عندما يشعر المرء بذاته وأنه بدأ فى تحقيق مايريد ...عندها فقط يشعر بالثقة بنفسه أكثر وأنه من الممكن أن يفعل المستحيل ...
كانت أسمهان بالمكتب تترجم بعض الأعمال التى أسندها إليها نادر ..كانت منهمكه فى عملها حتى إن نادر دخل عليها ولم تنتبه إليه ....
جلس على مكتبه وهو ممتعض الوجه ..لاحظت أسمهان وجوده من صوت أنفاسه الثقيله وكأنه يوجد ثقل على كتفه ولا يستطيع أن يزيله .....
نهضت أسمهان وذهبت باتجاهه وجلست على المقعد الوجود أمام مكتبه وقالت .....
مالك فيه إيه متنرفز قوى كده ليه ؟
نظر إليها بغضب وقلة حيله وقال ....:
.تعبت يا أسمهان والله تعبت ......
ردت أسمهان باستفسار ....من إيه بس ؟ إيه اللى تعبك قوى كده ؟
زفر بشده وقال ...الإنتظار يا أسمهان تعبت من الإنتظار ...
.لم تفهم عليه أسمهان فأكمل وهو يزقر بشده وقال ....
.شقتى جاهزه بقالها سنتين وأنا خاطب رواء بقالى 4 سنين وبحبها من وهى فى اللفه يمكن يعنى خلاص وكل ما اقولها إننا نحدد فرحنا تتهرب منى وفعلا خلاص صبرى بدأ ينفذ .....
فهمت أسمهان ما يبداخله خاصةً وأنها ترى تردد رواء رغم حبها الشديد لنادر وغيرتها الناريه عليه ...
تنحنحت أسمهان وقالت ....:
بص يانادر صراحه انا كنت عايزه أسألك على حاجه بس لو مش عايز تجاوب خلاص متجاوبش ....
نظر إليها نادر بإستفسار وكأنه يحثها على السؤال ....
تنهدت وقالت ...:
الصراحه فى مره من المرات انت قلت لرواء أنا انت يعنى مش زى باباها ..ليه قلتلها كده ؟
ضحك نادر بسخريه وقال .....لأن عمى شاكر الله يرحمه بقه هو السبب فى حالة رواء دى ....
نظرت اليه أسمهان وقالت ...إزاى يعنى ؟
إعتدل نادر فى جلسته وأسند ظهره على الكرسى وقال .....:
أقولك ازاى ....عمى شاكر كان بيحب مامت رواء جدااا لدرجة إنه حارب الكل عشان يتجوزها رغم رفض الكل ..وعشان بس متفهميش غلط الرفض كان بسبب عمى شاكر لأنه كان مدلع ،كان الصغير واللى هو نفسه فيه بياخده فطبعا لما اعجب بمرات عمى يبقى لازم ياخدها وفعلا اتجوزها وعاشوا مع بعض كام سنه كويسين وبعدها عمى بدأ يمل وعايز يجدد ..بقى كل شويه يتعرف على واحده وبدأ يهمل فى مرات عمى وطبعا هى كانت بتعرف ولما كلمته جرحها جامد وقالها انه كانت عجباه لكن لما خلفت وجسمها اتغير ومبقاش عجبه وطبعا اسطوانة انك اهملتينى والكلام ده وبرده كان بيعمل اللى هو عايزه ....رواء كبرت على دموع مامتها بسبب خيانه باباها المتكرره رغم الحب اللى المفروض كان بينهم وللأسف لأن أهلها حاولوا كتيييير انهم يمنغوا الجوازه دى .فلما راحتلهم عشان تطلق رفضوا وقالولها ده اختيارك وانتى تتحملى عواقبه ....
وفى النهايه لما مرات عمى من كتر الزعل والقهر جالها القلب سابها واتجوز واخده اصغر منه ب 20 سنه ....
بعد كل كده رواء مش قادره تنسى وأنا عاذرها بس أنا مش عمى شاكر وهى عارفه كده كويس جداً بس دايما جواها إحساس انى هسيبها مش عارف ازاى امحى جواها الاحساس ده .....
طمنها ...هكذا أجابت أسمهان بثقه من بين دموعها ....
انت بتحبها صح ......؟
ضحك نادر بشده وقال ...:
أمال انا إيه اللى مصبرنى على جنانها ده غير انى بمووووت فيها مش بس بحبها ...دانا صممت انى اكتب كتابى عليها وعملت حجة انهم بنات ومينفعش ادخل واخرج عليهم كده مع انهم معانا فى نفس العماره عشان بس هى تتأكد انى عمرى ماهبعد ....
تنهدت أسمهان وقالت ....:
بص يانادر كل اللى محتجاه رواء انك تكون معاها وتطمنها وتجيباها النماذج الإيجابيه وبس يعنى مثلا زى مامتك وباباك أو مثلا زى مستر أكرم ومراته اللى رغم انهم مخلفوش مسبوش بعض ومكملين لأنهم ببساطه بيحبوا بعض ...بلاش تجيب قدامها أى نموذج سلبى ولو فرضا جه قدامها نموذج.من دول أقعد اشتم.فيهم وحسسها انهم مش رجاله وان الراجل هو اللى يصون ويحمى فى المرض قبل الصحه وفى الفقر قبل الغنى .صدقنى ساعتها هتطمن اكتر وهى كمان هتحاول وانا عن نفسى مش هسيبها غير لما توافق على ميعاد الفرح اللى انت عايزه لأنى الصراحه بقه نفسى افرح ياناس .....
ضحك نادر وقال ...:
تصدقى انك من يوم ماجيتى المكتب وانا حاسس إن رواء بتتغير للأحسن ..بجد شكراً ليكى يا أسمهان ،إنتى فعلاً ونعم الأخت ....
إبتسمت أسمهان وقالت .....:
صدقنى يانادر محدش عارف مين اللى ساعد مين بس اللى انا متأكده منه إن وجودك.إنت ورواء ومستر أكرم فى حياتى فرق معايا كتيييير جدا ربنا مايحرمنى منكم ياااارب ....
■■■■■■■■■■■■■■■■
عندما نشعر بعدم أهميتنا عند بعض الأشخاص فيجب عندها ان نعيد حساباتنا خاصةً عندما نعلم أن الخطأ ليس منهم بل موجود بداخلنا نحن فقط .....
كان علاء يجلس بغرفته فهو منذ موقفه الأخير مع نورين ورغم مرور بضعة أشهر عليه الا أنه لم يمحيه من ذاكرته أبدا ..بل جعله يتساءل لما يراه ينات عمه وأكنه دون الأخرين ،رغم أن جميع الفتيات يتهافتن عليه .....ولكن ما المميز بنورين حتى أنه لم يعد يرغب فى تلك الفتيات مرة أخرى .فعندما كان معجب بأسمهان لم يبتعد أبداً عن تلك العلاقات العابره ....أما نورين فعندما يجلس مع أى فتاه يرى وجهها هى وليس شخص آخر ....
رغم أنها أهانته ولكن هناك جزء بداخله يشعر بالسعاده لأنها ليست كباقى الفتيات .....
دخلت عليه والدته وهى تمصمص شفتيها دليلاً على اعتراضها عليه وعلى أحواله .
تكلمت بضيق وقالت ....:
مالك هتفضل كده كتييير أموت واعرف مين اللى ضربك العلقه اللى من بعدها وانت متغير كده .
نظر اليها وقال بسخريه ...:
فيه إيه ياماما هو مينفعش أقعد لوحدى شويه ...
ضحكت باستهزاء وقالت ...:
مانت قاعد.لوحدك بقالك كام شهر عملت إيه يعنى ...هو انت ياواد مش كنت متفق معايا انك هتقرب للبت نورين واهى صغيره وخام وهتعرف تبلفها .
ضحك علاء بشده وقال .....:
مين دى اللى صغيره ياماما ..دى توديكى البحر وترجعك عطشانه ....بالله عليكى ياماما فكك من الحوار ده ........
صرخت نرجس بعصبيه وقالت ...:
أفكنى من إيه إن شاء الله ..لاااا دانا بحلم باليوم اللى هتتجوز فيه واحده من بنات عمك وتيجى هنا وازلها وساعتها بس الروس تتساوى ماهو ابنى هيبقى جوز بنتهم .....
وقف علاء وقال بإستفسار .....:
نفسى أعرف بتكرهيهم كده ليه مع اننا مشفناش منهم حاجه وحشه بالعكس دايما عمى ومرات عمى معانا فى المرة قبل الحلوه ......
نظرت اليه وقالت بحقد وكره ماهو ده السبب ....كان دايما الكل شايفها هى الملاك البريئ اللى دايما بيقف مع ده ويراعى ده .....د حتى لما جدتك تعبت رحت عشان أخدمها عشان أسبقها لقيتها هى هناك وشايلاها أكنها أمها بقت جدتك بتدعيلها فى كل وقت ليه كل ده عشان انا مش حمل انى اشيل واحط واحده كبرت وتعبت طب وانا مالى هى كانت أمى ..بس ازاااااى لازم ست ناديه تطلع هى الملاك وهى اللى تراعيها لغاية ماماتت ....حتى لما ابوك ربنا فتحها عليه وفتح اجنس العربيات قلت هتغير وهفرسها .....
.أكملت بحقد ...لقيتها قال ايه جايه تباركلى وتهنينى ولا كأن الأمر يعنيها ....حتى ولادها كلهم فلحوا فى تعليمهم ودخلو كليات تشرف بس كنت بشوفهم وهم بيوفروا من مصروفهم عشان ميحسسوش أبوهم بالمسئوليه فكنت أنا بقه أديك فلوس قدامهم عشان أحسسهم بفقرهم بس بردوا ولا كان بيأثر فيها ....فعشان كده لازم تتجوز حد من بناتها واجيبها هنا وتبقى تحت رجلى وانا أأمر وأنهى وبس .ساعتها بس هفش غلى من أمها فيها .
نظر إليها علاء بسخريه وقال ......:
ياااااااه ياماما دانا كل ده وانا فاكر ان مرات عمى دى عملت فيكى حاجه وحشه قوى لدرجه انك عايزه تعاقبيها …أخرج ضحكة سخريه وأكمل ...بس طلع كل ذنبها انها إنسانه كويسه عرفت تحبب الكل فيها وعرفت تربى ولادها صح فى الوقت اللى انتى كنتى بتضيعينى فيه عشان تنتقمى منها ... .
أضيعك أنا ازاى بقه ..دانا كنت دايما بلبيلك كل طلباتك وبقف قصاد ابوك لو انت عملت حاجه غلط ومخلهوش يقرب منك ولا يعاقبك ..بقيت فى النهايه انا اللى ضيعاك يابن بطنى .....
ثار علاء بشده وقال ....أيوه ياماما ضيعتينى لأنى ببساطه لقيت كل حاجه سهله الفلوس سهله فليه اتعب واشتغل ..كده كده الأجانس مستنينى يبقى ليه أنجح ماشغلى
موجود ....حتى البنات كنتى بتتباهى ان ابنك حلو والبنات بتموت فيه ودايما تفتخرى انى بغير فى البنات زى مابغير فى الشرابات ...عمرك ماقلتيلى ان كده غلط وحرام لا ...د حتى بابا لما حاول يعترض قولتيله سيبه يعيش حياته د حتة واد وحيد ...حتى لما فكرتى فى بنات عمى قلت دى ماما طلعت بتنقى صح
.جايبالى حد محترم ومتربى عشان يصونى لكن ازاى لااا طبعا لازم يبقى فيه غرض تانى وهو انك تفشى غلك فيهم عشان اتربوا صح وانا اتربيت غلط .....
صاح بشده وقال ووجهه أحمر من شدة الغضب ..:
.بس لا ياماما انا بقه هبعد عن نورين عارفه ليييييه لانها تستاهل حد أحسن منى ...تستاهل حد محترم يحبها ويصونها مش واحد يجبها خدامه لأمه .....
جلس بحزن على التخت وقال ...:
.فعلا أنا لازم أبعد عنها لأنها حد نضيييف قوووى وأنا حد وحش قوووى حتى لو حبيتها بس أنا ماستهلهاش ......
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما نجد أن هناك أشخاص فى هذه الحياه ليسوا مثلنا وكأنهم من كوكب اخر ...فيجب علينا أن نعلم عنهم كل شئ .فالفضول يقتلنا أحيانا .....
كان حمزه يجلس فى مكتبه وهو يراجع بعض الاوراق ...ولكن فجأه وبدون سابق إنذار قفزت صورة أسمهان فى رأسه ....لم تشغله أنثى على وجه الأرض مثلها والغريب فى الأمر أنها ليست من النوع الذى يستهويه ....
ولكنه رغم ذلك ينتابه الفضول حولها ...خاصةً وأنها لم تعيره أدنى إهتمام ...فمنذ أن انتهى عملهم وهى لم تحاول أن تهاتفه او اى شئ مثل باقى الفتيات واللاتى يجعلن العمل مادة خصبه وسبباً ذريعاً للتحدث مع حمزه البربرى ....
والذى اغاظه بشده أنه عندما حاول هو أن يحد أى شئ فى العقد حتى تأتى مرةً أخرى الى الشركه وظن أنه نجح بذلك ولكنه لم يجد أمامه سوى نادر والذى راجع العقد ويالى السخريه فلا يوجد أى شئ به ....
دخل عليه باسل وجده شارداً فهز رأسه يميناً ويساراً ممتعضاً من حالة صديقه والتى لم تحدث له من قبل ولكنه رغم ذلك متخوف وبشده مما سيقول له عليه الان ....:
حمزه مالك سرحان فى إيه ؟ إنتبه حمزه إليه ولم يجيب على سؤاله بل سأله وقال ....جبت اللى قولتلك عليه .....؟
ابتلع باسل ريقه وقال ...:
أيوه جبته .....اندهش حمزه من طريقة كلام باسل وقال ....أمال مالك حاسك كده فيه حاجه مش مظبوطه ...!؟
.
تنحنح باسل وقال ....بص من الاخر كده طلعت متجوزه .......
نهض حمزه بشده من على مقعده حتى أن المقعد وقع على الأرض وقال ....نعععععععم مين دى اللى متجوزه ....!¡!!!!!
تكلم باسل بخفوت وقال ...أسمهان هيكون مين يعنى .....؟؟
وقف حمزه والغضب يتآكله بشده وقال ...
↚
عندما تريد أن تحصل على شئ ولكنك تجده بعيداً كل البعد عنك ويوجد بينكم سدود وأسوار .....فحينها ستفعل المستحيل حتى تحصل عليه إن كان من حقك الوصول إليه ......أما إن كان ليس من حقك فيجب عليك الإبتعاد بكرامه إن عندك شئ منها ...
كان حمزه يشعر بألم بشع فى صدره لمعرفته أنها متزوجه لايعلم لماذا هى خاصة من أرادها بهذا الشكل ...أمن باب الممنوع مرغوب لايعرف حتماً ...
نظر الى باسل والذى ينظر إليه ولسان حاله يقول لما هو ثائر هكذا ....
-بص ياباسل انا عايزك تعرف كل حاجه عن جوزها وعن ظروف جوازها فاهمنى وحياتهم عامله ازاى مع بعض ....؟
نظر إليه باسل وقال بغضب ....:
لا يا حمزه مش هعمل كده ....
وقف حمزه وضرب على سطح مكتبه بشده وقال ....
يعنى إيييييه لا دى إن شاء الله ....
وقف باسل أمامه نداً له وقال ....:
يعنى لا مش هسأل ومش هشوف وانت هتبعد عنها ياحمزه ولو قررت تعمل معاها حاجه فأنا اللى هقفلك سامعنى .....
ضحك حمزه بسخريه وقال ...
.لا والله تكنش حبتها وانا معرفش .....!!
إستشاط باسل منه وقال ....:
ماتفوق بقه يا أخى مالك كده طايح فى الكل ومفكر انك لازم تبقى محور كل الستات اللى فى الدنيا دى ....واحده ومحترمه ومعبرتكش ولا وقعت فى دبايبك ولا رمت نفسها عليك زى غيرها إيييييييه بقه لازم تخليها تركع يعنى ...وكمان انت عارف كويس قوووى انى متنيل خاطب أختك وبحبها،إيييه مالك قاعد تخبط فى الكل كده ليه ..؟؟
اتجه باسل إليه وقال ...:
بص ياحمزه إنت عارف كويس ان علاقاتك مع الستات أنا عمرى مدخلت فيها وده سببه إنى كنت بشوفهم وهم اللى بيرمو نفسهم عليك وفيه كمان منهم اللى للأسف كان متجوز ورغم كده متمنعوش انهم يعرضوا نفسهم عليك بكل رخص .لكن أسمهان ست محترمه ،ملهاش فى القرف ده وهى قاعده معانا لأكتر من4 ساعات وهى تقريباً باصه فى الورق اللى قدامها ومبصتش لحد فينا ....ست لراجل واحد وبس فياريت تبعد عنها ولما يبقى فيه شغل هوصيهم يبعتوا نادر مش هى ......
اتجه الى الباب وتركه وسط حقائق كثيره أثارها باسل فهو يعلم تمام العلم أنها غير أى إمرأه قابلها ورغم ذلك فشعوره بها أيضاً مختلف عن أى شعور آخر تجاه أى أنثى .....
أمسك هاتفه فجأه وطلب رقما بسرعه وقال ......:
أسمهان عبد القادر عايز كل المعلومات اللى تخصها من ساعة ماتولدت لغايه اللحظه اللى بكلمك فيها ...أى هفوه مش مهمه بالنسبه ليك هتبقى مهمه بالنسبه ليا وفى خلال 24 ساعة تكون المعلومات على مكتبى ......
أقفل الهاتف ثم تحدث بنبره شرسه ......:
معلش بقه ياباسل مش هقدر أبعد عنها مش لما لقيتها أبعد ولو على جوازها سهل تطلق .....ثم أطلق ضحكه خبيثه .....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
كانت إيمان تمشى فى رواق الجامعه بمفردها وهى ذاهبه الى المدرج فهى تفتقد شهد وبشده ولكنها تنقل لها جميع المحاضرات حتى تعطيهم لها عند رجوعها .فأحمد مازال بالمشفى وهى بجواره لم تتركه ...
.اتصلت بها أكثر من مره واطمأنت عليه وعليها وأخبرتها أنه سيخرج من المشفى بعد يومين وعندها ستنظم وقتها حتى لا تتأخر على محاضراتها أكثر من ذلك .....
أما والدها فأخبرها بطلب دكتور رزق ووافقت فعلا على الا يحدث أى شئ حتى يخرج أحمد من المشفى ووافق الجميع وطبعا لم يعلم من بالجامعه بالخطبه بعد......
إصطدمت إيمان بشخص أمامها ..كانت ستعتذر ولكنها وجدته رامز والذى قال بخبث .....:
إيه يا دكتوره مش تحاسبى ولا اللى واخد عقلك يتهنى بيه ........؟
أتت جنه هى الأخرى وقالت ....:
طبعا لازم يتهنى بيه خاصةً بقه لما ترفضك عشان خاطر اللى أكبر منك .......
قال رامز بضيييق ....اااااه قصدك دكتور رزق اللى كل شويه الدكتوره عامله حجه ورايحه مكتبه .....
مال برأسه تجاه أذنها وقال ....:
لى فكره رزق ده غشييييم لكن أنا كنت هبسطك أكتر منه بكتييييير وغير كده أنا عندى فلوس تشترى ميت واحد زى رزق ......
ضحكت جنه بصوت رقيع وقالت ...
لا يارامز متقولش كده هى أصل هى بتبص لقدام ..هى لما تصاحبه هيساعدها فى الكليه ومش بعيد يجبلها الإمتحانات واهى فى النهايه هيبقوا زمل ....
ضحك رامز بشده وقال .:
..إذا كان كده فأنا موافق ياقطه خلصى معاه وبلاش دور الشرف اللى انتى ماشيه فيه ده وانا برده تحت الخدمه والنظر ..ثم غمز بعينيه لها بطريقه مقززه ......
كانت إيمان لاتفعل شئ غير البكاء فهى لم تتوقع أن تكون فى مثل هذا الموقف أما عندما قال لها رامز هذا لم تشعر بنفسها الا وهى تضربه على وجهه ......
إحمرت عيناه غضباً وقال ...:
.بقى إنتى بتضربينى أنا ....مااااشى إن ماوريتك مبقاش أنا رامز .....
وقفت إيمان ومازال جسدها يرتعش وقالت .....:
أيوه أضربك وأقطع لسان أى حد يقول عليا ربع كلمه ...ولو كان على دكتور رزق اللى بتقولو انى بروحله فأنتى ياست جنه كمان روحتيله على الاقل لما جيتى لقيتى الباب مفتوح على وسعه ،الدور والباقى للى كانت عايزه تطرقنى وقاعده بتتدلع بطريقه قذره على الدكتور ولا ايه .....؟
وانت يادكتور رامز حرقك قوى إنى معبرتكش ومرضيتش اكون ضمن استاف الحريم اللى عندك ...دخلتلى الاول من باب الحب وانك عايز ترتبط لانك واثق ومتأكد انى عمرى مبصاحب ..صح ولا غلط .....؟
واذا كان على دكتور رزق فهو فعلا احسن منك مليون مره ..ومتقلقش فيه مفاجأه حلوه عشان خاطركم كنت مأجلاها بس شكلها خلاص جه وقتها ....
ثم تركتهم وفى داخلها وجهه معينه ستذهب إليها ...
أما جنه ومازن فكانو يشعرون وكأن أحدهم قد أطلق عليهم الرصاص ..فرامز لم يتوقع أبدا أن تضربه أنثى على وجه الأرض أما جنه فلم تعرف كيف عرفت إيمان بنواياها تجاه رزق ..وماهى المفاجأه التى قالت عليها ......
____
ذهبت إيمان صوب غرفة دكتور رزق ودموعها تجرى على خديها ...والذى ينظر إليها لايعرف مابها ....
دقت الباب ولم تنتظر أن يفتح لها بل فعلت هى ودخلت مرة واحده ...
نهض رزق عن مقعده عندما رأى هيئتها المذريه ....اتجه إليها وقال بقلق ....مالك فيكى إيه ؟ إيه اللى حصل ؟ حد فى البيت حصله حاجه ردى ؟!!!!!!
لم تستطع الكلام من كثرة بكائها ....فأمسك يدها والتى وجدها ترتجف بشده ....استدعى الساعى وطلب منه كوب ماء وعصير فرش .....
تكلمت بدون مقدمات وقالت وصوتها متقطع من أثر البكاء .....:
ب يقول..لو..لى .إننننى بببضحك عععليييك عععششااان خخخاططر تتتتدييينى الامتتتتحااانااااتت ...
لم يفهم رزق ماتقول ولكنه حاول تجميع كلماتها وفهم ماقالت ..فقال بغضب مين دول اللى بيقولو كده ......؟
أجابته بنفس الطريقه .....هههم اللى قققالو اااانى ااانا االللى بجججرى ورراااك ....
زفر رزق بشده وقال ....أهدى بس وقوليلى مين دول ؟
جاء الساعى ومعه الماء والعصير ....شربت إيمان الماء دفعة واحده وكأنها تحاول أن تبتلع ماقالوه من كلام .....
هديتى شويه .....؟
.هكذا سألها رزق بحنيه شديده ...أماءت برأسها بنعم ......
فأكمل وقال ....:
طب قوليلى بقه كده من الأول وإيه اللى حصل بالظبط وكمان اللى اعرفه انك عندك محاضرة دكتور عمر دلوقتى .معنى كده انك محضرتيش ...؟
تنهدت بشده ومازالت عيونها تلمع بالدموع ...:
جنه ورامز .....عند سماعه لهذا الإسم إستشاط غيره وغضبا وقال ...:
.وإنتى بتكلمى سى زفت ده ليييه مش انا قلتلك كلام معاه بلاش منه عايزانى أموته وارتاح ......
انتفضت من طريقته الغاضبه وقالت .....ااانا معملتش حاجه هو اللى خبط فيا .....
وقف رزق بغضب وغيره تكاد تقتل ذلك الرامز ....:
.نععععغم يختى خبط فيكى ..خبط فيكى فين بالظبط ......؟؟
توسعت عين إيمان من دهشتها وقالت ...يعنى إيه مش فاهمه ......
أمسك رزق شعره بشده يكاد يقتلعه من غيرته فذلك الرامز قد لمسها ماذا يقول لها ....
هدأ قليلا وقال ....:ممكن أعرف إيه اللى حصل وياريت ،ياريت يا إيمان متفوتيش حرف واحد سامعه .....؟
قصت إيمان عليه كل ماحدث ودار بينها وبين جنه ورامز .....ولكن مالم تكن تتوقعه بالفعل هو غضب رزق المبالغ فيه من وجهة نظرها ...فهو كان يذهب ويجيئ فى غرفة مكتبه وكأنه يفكر بطريقه لقتل ذلك الثنائى ....
وقف مرة واحده وقال ....تعالى معايا ....
وقفت إيمان وقالت ...على فين ؟
أجابها رزق بحده تعرفى تسكتى لأنى هاين عليا أولع فيكى وفيهم دلوقت ...ماهو لو الهانم سمعت كلامى كان زمان الكل متنيل عارف انك خطبتى .بس ازاى ...لا طبعا ،بلاش يارزق يعرفو عشان ميقعدوش يتكلموا كل شويه علينا .....
رفع صوته مرة واحده وقال ....:
.أهو ياستى ارتحتى اهم اتكلموا علينا بس مش على اساس اننا مخطوبين لا على اساس اننا متصاحبين لأسباب قذره زيهم ....
لم تتمالك إيمان نفسها وطلت تبكى بشده ....رق قلب رزق فزفر بشده واستغفر ربه بداخله وقال .....:
خلاص ياإيمان أنا اسف إنى انفعلت بس انا فعلا انفعلت عشانك انتى مش عشانى .يعنى انا لو فضلو يتكلموا من هنا لبكره ميهمنيش لكن عشان يطلعوا عليكى حرف واحد فده اللى عمرى ماهسمح بيه أبداً ....
خرجت إيمان خلفه ولا تعلم أين هو ذاهب ولكنها فوجئت به أمام المدرج والذى به دفعتها تتلقى المحاضره على يد صديقه وزميله دكتور عمر....
.طرق الباب ودخل بهدوء يتنافى مع الغليان الذى بداخله .....
أهلا أهلا دكتور رزق ..اتفضل اوعى تقول انك جاى تاخد المحاضره بدالى وتريحنى ....
ضحك رزق بمجامله لصديقه وقال ....:
لا يعم محاضرتك خليهالك انا بس جاى عشان عايز الدفعه الجميله دى فى كلمتين ومقدرتش أأجلهم لبكره تسمحلى ......
أشار عمر بيده وقال ...طبعا طبعا الميكرفون معاك ثم إبتسم ...
تقدم رزق وعيناه تبحث عن جنه ورامز والذى وجدهم كالعاده فى اخر المدرج فلولا درجات العملى لن يحضروا تلك المحاضرات أبداً ....
أشار رزق لإيمان أن تدخل ..رفضت فى البدايه ولكنه حثها بعينيه حتى دخلت ووقفت بجواره تحت همهمات من الجميع واستغرابهم للموقف برمته ...
بدأ رزق بالكلام وقال .....طبعا كلكم عارفين دكتوره إيمان ..زميلتكم والأولى على دفعتكم التلات سنين اللى فاتو وان شاء الله هتفضل كده لغاية متتخرج ...ثم نظر اليها وابتسم إبتسامه مطمئنه لها ....
أكمل وقال ...الصراحه بقه كنت عايز اشتكيلكم منها .....
تكلم الجميع فى وقت واحد لمعرفه السبب.....
رفع رزق يده وقال .....بزمتكم انا عريس اترفض .....
ضحك الجميع وقالت بعض الفتيات ...مين اللى مبتفهمش دى يادكتور هو فيه حد زيك ...؟؟
وقالت أخرى ...مين دى طب د لو حضرتك اتقدمتلى انا اللى هجيب الشبكه ....وأخرى وأخرى وإيكان تود أن تقتله وتقتل كل فتاه قالت شيئا عليه ...
ضحك رزق وقال .....انا اتقدمت أكتر من مره لدكتوره إيمان وهى مكنتش بتوافق . لغايه فى الاخر بقه ملقيتش فيه غير حل واحد ....قال الجميع فى وقت واحد إيه هو ؟
ضحك رزق وقال ...قولتلها لو موافقتيش هسقطك وهخلى كل زمايلى يسقطوكى مش كده يادكتور عمر ......؟؟
ضحك عمر وقال ....مجنون وتعملها هتجوز البت تحت التهديد يادكتور ....
ضحك رزق وقال ...المهم اتجوزها ...ودلوقت بقه هى الحمد لله وافق وأنا بعزمكم على الخطوبه بس ان شاء الله لما الإمتحانات تخلص ....
تعالت التهنئات من الجميع أما جنه ورامز فلم يشعروا بشئ الا ورزق يقف بجوارهم ويقول بشر ....:
.أسمع بس إن حد فيكم إتعرض لإيمان بحرف واحد والله فى سماه ماهتشوفو تخرج من الكليه دى واحتمال تحولو منها كمان سامعين .....؟؟؟؟؟؟؟
ثم اتجه لرامز وقال ....:
واحمد ربنا انى مكنتش موجود وخلصت على قلم واحد لانى لو كنت ساعتها معاكم مكنتش هتخلص منى غير على نقاله ......
تركهم واتجه لإيمان والتى تشعر بالفخر الشديد لوجود رزق فهو بالفعل اسم على مسمى ....
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
العمل ثم العمل ثم العمل ...هذا ماقررت أسمهان ان تفعله بجانب دراستها فها هى السنه قربت على الإنتهاء ليمر على سفر إحسان سنتين .....لا تعلم هل مازال يتصل بوالده أم لا ..فهى لا تسأله أبداً ...فكرت فى أن تطلب من عمها عبد الرحمن أن ينهى هذه الزيجه ،ولكنها رغم ذلك تشعر بالألم عندما تفكر فى هذا الموضوع ...
فقررت أن تنسى زواجها وأن تنسى نفسها كزوجه وتمضى بحياتها وفقط ...لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ....
لم تكن تعلم أن حمزه قد علم كل شئ عنها وأنه يتحين
الفرص بل ويخلقها أحياناً حتى يقابلها ويتكلم معها ولكنها رغم ذلك لاتعيره إنتباهاً وهذا مايجعله يستشيط غضباً فوق غضبه ......
كانت تجلس مع رواء داخل مقهى قريب من مكتب الترجمه ....تحاول أن تقنعها بأن توافق على الزواج فنادر قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الجنون من أفعالها .....
قالت أسمهان .....هاه ..هتفضل كده كتيير ....؟
نظرت اليها رواء وقالت وعيناها تلمع من الدموع المحبوسه بداخلها .....:
خايفه ومش عارفه أعمل إيه فى خوفى ده ....
أمسكت أسمهان يدها وقالت ....:
من إيه تقدرى تقوليلى ...نادر راجل بجد وبيحبك وكل يوم بيثبتلك انك انتى وبس اللى فى قلبه..وعمره ماهيكون لغيرك ....
قالت رواء من بين دموعها ..:
.بابا كمان قال لماما كده وبعدين إيه اللى حصل ؟!
زفرت أسمهان بهدوء وقالت ....باباكى شخصيته غير نادر انتى عندك شك فى ده ...
حركت رواء رأسها يميناً ويساراً دليلا على رفضها ..
اكملت أسمهان .....طيب يعنى انتى واثقه انهم مش شبه بعض ....وكمان انا عايزاكى تعيشى حياتك ولو حتى فرضا انتى عندك خوف من المستقبل ....الخوف ده عمره ماهيروح الا لما تواجهيه وانتى مش هتواجهيه غير لما تتجوزى نادر ساعتها بس هتحسى انك قد إيه كنتى غبيه انك موافقتيش من زمان بدل ماهو قاعد يندب حظه كده .....
ضحكت رواء وقالت ...:
فعلا نادر استحمل من جنانى كتييير دا حتى ماما بتقولى انه غير بابا .....
وجدت من يمسك يدها ويقبلها ويقول ...:
والله العظيم أنا غيره خاااالص وبحبك وبموووت فيكى والبت أسمهان تشهد على كده .....
.ضحكت رواء بشده هى وأسمهان ...
نظرت اليه أسمهان وقالت بغيظ ....:
.إنت إيه اللى جابك هنا .....غمز الى رواء وقال بحب ....:
أى حته حبيبتى فيها انا راشق فيها على طول ...ولا إيه يارور .....؟
ضحكت أسمهان وقالت ...تصدق بالله انت مجنون بطريقه صعبه ....
قهقه نادروقال ...عادى قديمه ياباشا .....إيه قولو يلا .....
هنعمل الفرح امتى بقه نقول بكره نشترى الفستان وبعد بكره الفرح .....
تكلمت أسمهان بسخريه وقالت :
و ليه تنتظروا ده كله ماتاخدها وتمشى وخلاص ....وقف نادر وقال تصدقى عندك حق ..يلا يارورو ....؟
تكلمت أسمهان بذهول وقال ....يلا فييين ياباشا الفرح ان شاء الله بعد اسبوع تكون رواء جهزت نفسها .....
وكمان انت ناسى ان وراك شغل وكمان فيه شهر عسل لازم يتحجز وفستان لازم نجيبه وقاعه تدور عليها ..إييييه يلا بقه هوينا ياباشا روح شوف كل دول وملكش دعوه بالترتيبات الباقيه .....
نظرت اليهم رواء وهى مصدومه وقالت ...:
.فرح مين اللى بعد أسبوع وفستان ايه اللى هنشتريه .....
أشارت أسمهان لنادر وقالت ..روح انت وملكش دعوه هى هتفوق دلوقت من الصدمه متقلقش ......
أمسكت أسمهان يدها وقالت ...يلا ياعروسه يلا عشان نلف شويه على الفساتين والذى منه يللللا ........
■■■■■■■■■■■■■■■■
بعد مرور عشرة أيام ...تم فيهم الكثير ..فرح رواء ونادر والذى كان آيه من الجمال ...أصبح ثقل العمل على كتفيها وحدها ....
استدعاها مستر أكرم ...ذهبت إليه فقال لها ......:
أنا عارف يا أسمهان أن ضغط الشغل عليكى بقى كتييير بس معلش بقه حظك جه كده ....
ضحكت أسمهان وقالت. ..:
خير يامستر مفيش حاجه وكمان نادر قبل فرحه خلص تقريباً كل الشغل المتأخر عشان أنا متزنقش .....
ضحك أكرم وقال ....:
فعلا ربنا يهنيه هو ورواء واشوفهم أسعد اتنين يااارب .....
أمنت أسمهان على دعائه وقالت ....:
.هاه إيه الشغل الجديد بقه .....؟
جلس أكرم على كرسى أمامها وقال .....:
بصى ياستى فيه دكتور جراحه ألمانى هيوصل مصر ان شاء الله كمان كام ساعه وطبعا عايزين له مترجم عشان يبقى وسيط بينه وبين الحالات المرضيه اللى هو هيعملهم العمليات ...
نظر اليها وقال بنظره ذات معنى وهو يبتسم ....:
والصراحه بقه نادر المفروض هو اللى كان هيروح وكان عارف بميعاد وصوله لانه متحدد من حوالى شهر بس جوازته بقه هى اللى غيرت كل حاجه .....
اتسعت عينيها بشده وقالت ...:
يعنى كان عارف ومقليش ..؟
.ضحك أكرم بشده وقال ...:
الصراحه انا بحسبه قالك بس لقيته بعتلى رساله من شويه بيفكرنى بالميعاد وبيقولى أقولك لانه خاف يقولك ....
ضحكت أسمهان بشر ...ماااشى يعنى هو خاف ليقولى فقام هرب .....ثم أكملت ..طب وحضرتك هو هيقعد قد إيه ...؟
-تقريبا من عشره ل 15 يوم لانه حاليا هيعمل عمليات بأجر رمزى فى مستشفى خاص فيها جزء خيرى مملوكه لرجل أعمال كبير ،بعد كده فيه أكتر من مستشفى إستثمارى هيعمل عندهم عمليات بس بأجر ....
زفرت بشده وقالت .....يعنى حضرتك كده ال 15 يوم دول مفهومش راحه .....؟
أقر أكرم بذلك وقال ...وعلى فكره انا خصصتلك عربيه تكون معاكى عشان لو اتأخرتى أو حاجه .....
-تمام هقوم أنا عشان الحق اروح اغير هدومى وأطلع على المطار عشان أستقبله .....
-إتفضلى وربنا يوفقك وصدقينى أول مانادر ينزل من أجازته هخليه هو يكمل ....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡
اااه من شوق ساقنى اليك كما يسوقون الذبيحه لنحرها .....
كان علاء يقف أمام كليه الفنون الجميله فهو لم يستطع منع نفسه أن يراها فهو أشتاقها لدرجه غير عاديه ...
نظر اليها وهى تخرج ومعها صديقتها ...:
.ياالله كم هى بريئه .. ..
ضحك فى نفسه وقال ....براءه تُذهبك للجحيم رأسا وانت راض ....فهى فعلت معه مالم يفلح به الكثيرون ...
وقع نظرها هى الاخرى عليه ولكن لما تراه مختلفاً تلك المره حتى نظراته اليها مختلفه فيها شئ من الحزن و .....الحب .....لا لا غير معقول فعلاء لا يعرف للحب طريق .....
انتظرت أن يناديها كما يفعل ولكنه لم يفعل فكل ما اراده حقاً هو أن يراها وفقط لأنه يعلم بداخله أنه لايليق بها ....ولا يعرف إنه عند تآلف القلوب لايقف بينهم مستحيل ......
ركب سيارته ومضى بطريقه حتى أنه مر من جانبها ولكنه أرسل اليها نظرة أسف لم تستوعبها أبدا فهى كانت تتوقع أن يثور أو أن ترجع لتجده قد اشتكى منها لوالدها ولكنه لم يحدث أى من هذا ...فما الذى يحدث معه ...فهى لا تعرف ...
♣︎♣︎♧♧♧♧♣︎♣︎♧♧♧♧♣︎♣︎
عندما نمشى بطريقنا ولكننا لا نتوقع نهايته ...وهل ستكون تلك النهايه مرضيه أم أنها سترسل بنا للألام من جديد ....
نزلت أسمهان بعد أن ابلغت عمها عبد الرحمن وجدت السياره بإنتظارها .....ركبتها متوجهه الى المطار لإستقبال دكتور أرمان الألمانى ....
ظلت تبحث عنه فى الانترنت فهى دائما تريد أن تعلم مع من تتعامل ...قرأت عنه الكثير وعن شخصيته القويه فهو قد كرس حياته للعمل ولم يتزوج يبلغ من العمر 55 عاماً ورغم ذلك لايظهر عليه العمر أبداً ...وكعادة الأجانب فعيونه باللون الأخضر وشعره أصفر ذهبى يختلط به بعض الشعر الأبيض وفى وجهه بعض النمش ...
وصلت المطار وجدت الرحلة قد وصلت بالفعل ...سألت عليه فوجدته بقاعة كبار الزوار ...عرفت عم نفسها وانها هى المترجمه فأفسحوا لها الطريق بعد ما رأوا مايثبت ذلك ...
دخلت الى القاعه وأول من وقع عليه عيناها هو باسل وحمزه والذى ابتسم اليها بشده وقال ...:
.أهلا أهلا مدام أسمهان اتفضلى ....نظرت إليه بإحراج قد زادها جمالا وهى تقول ....:
أسفه على التأخير بس الطريق كان زحمه وأنا معرفش بالميعاد غير من كام ساعه بس ... .....
لم تعلم أن هناك من ينظر اليها وهو يريد أن يخبئها بداخله ....لم بكن يتوقع أن يكون لقائهم بمثل تلك السرعه ...فهو كان يفكر ويفكر فر ألف طريفه وطريقه كى يقابلها بها ...وما هو الكلام الذى سوف يقوله ......
أكمل حمزه وقال ...على العموم محصلش حاجه ...حظنا ان كان فيه دكتور مصرى ضمن الوفد من المساعدين للدكتور أرمان كان هو اللى شغال مترجم لغايه ماتيجى .....
ثم وجهها إليه وقال أعرفك دكتور ....
لم يكمل كلمته حتى قالت هى ......إحساااااااان ....
↚
عندما يشعر الإنسان بالعطش وسط نهر من المياه ....لا يقدر أن يرتوى ولا يقدر على الإبتعاد ....
كان هذا حال إحسان عندما وجدها أمامه ...لم يستطع التصديق إنها هى ..من أراد البحث عنها ..من أراد أن يقابلها علها تغفر أو تسامح ....
أما أسمهان فكان الحال عندها مختلف ...فكانت تشعر أن الأرض تميد بها ولا تستطيع الوقوف ...حاولت كثيرا التماسك ولكنها لم تستطع وققرت الإستسلام للظلام من حولها علها تفيق مرةً أخرى فتجد أنها كانت فى حلم لاتعرف إن كان جميلاً أم لا .....
وقعت أسمهان وسط خوف حمزه الفعلى ووسط زهول إحسان والذى لم يفق منه حتى الآن ...... كان حظ أسمهان أن ورائها كرسى عندما وقعت وقعت عليه .....كان حمزه ينظر لأسمهان وهو لايفهم شيئاً .لماذا عندما رأت ذلك الطبيب حدث لها ما حدث ؟ أهى تعرفه ؟ وجد باسل يسحبه من يده وهو يقول ....ابعد كده ياحمزه عنها خليها تشم هوا وخلينا نجيب حاجه تفوقها ...
عند تلك اللحظه وكأن إحسان قد إستيقظ مما هو فيه ...ذهب إليها مسرعاً ..أمسك يدها وهو يدلكها لها ...أخرج زجاجة عطر من حقيبته وذهب إليها حتى يفيقها ...فى هذه الأثناء كان حمزه يصيح بباسل أن يجد شيئاً حتى تستفيق .....
سحبه إحسان بشده وتكلم معه بغضب وغيره لما رآه من لهفت حمزه على أسمهان .. ...:
لو سمحت متنساش إنى دكتور ،إبعد شويه كده خليها تفوق ..وياريت تروح تقف مع دكتور أرمان عشان ميحسش بحاجه والحمد لله انه بيتكلم مع اللى جنبه ومركزش ....
نظر اليه حمزه ولسان حاله يقول من أنت ولما أنت قلق هكذا ولكنه لم يستطع ..فأشار الى باسل وقال ...:
روح ياباسل خلص الاجراءات خلينا نمشى من هنا ..وانا مش هتحرك غير لما أسمهان تفوق ...
لم يعيره إحسان بالاً فكل مايريده هو أن تفوق إسمهان من إغمائها .....
ظل إحسان يقرب العطر منها ويدلك يدها ويضرب على صدغها برفق وهو يقول بصوت خافت ولكن سمعه حمزه ذلك الذى يستشيط غضباً ..
فوقى يا أسمهان ..فوقى ياحبيبتى ...انا اسف لو اعرف انى رجوعى هيتعبك مكنتش رجعت ..عارف انى جرحتك كتيير بس كنت راجع وعندى أمل انك تسامحينى ...ارجوكى فوقى عشان خاطرى .....
بدأت أسمهان أن تستفيق ...وياللغرابه فإحسان بالفعل أمامها ،لم تكن تتخيل ....مهلاً مهلاً ماهذه الدموع التى بعيناه ...هل كان يبكى ..تباً ...هل الآن فقط يبكى ؟ لما؟ لما الآن؟ أبعد أن بدأت تجد.نفسها وتحقق ماتريد .....
فوجئت بحمزه وهو يتكلم معها بلهفه ويقول ...:
.إنتى كويسه فيكى حاجه ،حاجه بتوجعك ،أجبلك دكتور ؟
عند تلك النقطه زمجر إحسان بغضب وقال ..:
.على أساس إنى إيه سباك مانا دكتور ولا مش عاجبك ...؟
نظر إليه حمزه بتفحص شديد وقال ...:
لا أبدا إزاى ،أنا بس من لهفتى على أسمهان قولت كده .أصلك متعرفش هى غاليه عليا قد إيه ....؟
نظر إحسان إليها بعد أن فهم من كلامه أنه يوجد بينهم شئ .خاصة بعد صمت أسمهان ...ولم يكن يعلم أن أسمهان لم تسمع حرفاً واحداً مما قيل فهى حتى الآن لم تخرج من صدمتها من رؤياه الغير متوقعه والأكثر من ذلك كيف ستراه يومياً ولمدة شهر ....يا اللله اخرجنى من هذا الموقف .....
نهضت مرةً واحده وقالت .....:
أسفه جدا يامستر حمزه ...أنا بس مأكلتش حاجه من الصبح ويومى كان مشغول جداً فحصلى هبوط مفاجئ .....
صرخ إحسان بها بقلق وقال ...:
وانتى ازاى تخرجى أصلا من غير أكل يا أسمهان انتى بتستهبلى ...
نظرت اليه وردت ببرود وقالت ...:
سورى المره الجايه هبقى اكل .....
ثم نظرت لحمزه وقالت ....:
اسفه كمان مره ..هو فين دكتور أرمان ...
ضحك.حمزه وقال ....:
دكتور أرمان زمانه راح الفندق ...ستر ربنا انك اغم عليكى فى أول القاعه وهو كان معاه ناس جوه مأخدش باله...
سألته أسمهان بهدوء ...:
طب دلوقت إيه اللى المفروض يحصل ..يعنى هنروح الفندق ولا هو دلوقت هيرتاح وهنتقابل بكره .....
أجابها إحسان بغيظ من كلامها السلس مع حمزه ......:
تقدرى انتى تروحى ودكتور أرمان لو احتاج حاجه انا هترجمهاله ..أظن انك تعبانه والمفروض تاكلى وتستريحى ولا إيه .....؟
لم ترد عليه أسمهان ولكنها نظرت إليه نظرة عتاب معناها وهل أنت تهتم حقاً .....؟
.أجابها هو الآخر بنظرة أسف علها تقبلها ولكنها حولت عينيها عنه وقالت لحمزه ....:
.أستأذن انا بقه من حضرتك ولو فيه أى حاجه مع حضرتك تليفونى ..
إطمأن إحسان من كلام أسمهان مع حمزه .فهى تتكلم معه برسميه شديده إذاً لا يوجد شيئا بينهم أو على الأقل لا يوجد شئ منها تجاهه أما هو فبالطبع لا ...فعيناه تحكى الكثير ...ولكنه صدقاً لن يتركها لأحد سيسترجعها مرةً أخرى .....اااااه لو تعرف انها حتى الان لم تذهب لغيرك ولكنها ملكك أنت ...ورغم هذا فاسترجاعها أيضاً صعب ....
.إستوقفها حمزه وقال ......:
مدام أسمهان اتفضلى معايا أوصلك ....
اجابته بإبتسامه لم تصل لعيناها وقالت ....:
شكرا لحضرتك بس أنا معايا عربيه بره .....
قال إحسان بتهور ..خلاص وصلينى فى طريقك ...
نظر إليه حمزه وكان سيرد عليه ولكن سبقته أسمهان وقالت بنظره ذات معنى ....أسفه طريقى غير طريقك يادكتور ومعتقدش انه ممكن يبقى واحد فى يوم من الأيام.....
ثم خرجت وهى تدعى القوه ولكنها حقاً تريد أن تتوارى من أمامه وتنفرد بنفسها .....
وقف حمزه أمام إحسان وقال ...:
تعالى يادكتور وانا اوصلك ......
نظر إليه إحسان بضيق وقال ...
شكراً هاخد تاكسى ...ثم ذهب وهو يود الفتك بذلك الحمزه ويود أيضاً أن يذهب ويأخذ أسمهان بين أحضانه حتى ترضى عنه وتسامحه .......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡
عندما ترى وأن الدنيا بأسرها تجبرك على شئ حاولت نسيانه ...هكذا كانت أسمهان ...
ظلت طوال وقتها بالسياره وهى تحاول أن تتمالك نفسها حتى لاتنهار ..وصلت الى المنزل ولا يوجد.بداخلها غير سؤال واحد ...هل كان عمها عبد الرحمن على علم برجوع إحسان أم أنه لايعلم ..قررت أن تسأله وتعرف منه إن كان يعلم لما لم يقل لها ؟....
فتحت الباب ودخلت اليه ولكنها لم تجده سألت عليه إلهامى فقال لها أنه خرج للقاء بعض الأصدقاء ....
لم تعلم مع من تتحدث فنادر ورواء بشهل عسلهم ولن تقلقهم أبداً ...دخلت الى غرفتها وأبدلت ملابسها وتوضأت للصلاه ...
رن هاتفها فأنهت صلاتها وذهبت للرد لم يكن رقماً
مسجلاً .....
السلام عليكم مين معايا......؟
.............
أهلا مستر حمزه فيه حاجه .
.............. ..
الحمد لله انا احسن دلوقت ...
................
الف شكر على سؤال حضرتك وأنا اسفه جدا مضطره أقفل مع السلامه .
قذفت الهاتف على التخت وهى تقول ....وماله ده كمان كل شويه بلاقيه فى وشى ربنا يستر .
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♤
كان حمزه يستشسيط غضباً مما حدث ...خاصةً عندما هاتف أسمهان وردت عليه ببرود ....
دخل عليه باسل وهو يقول .....:
فيه إيه مالك كده مش على بعضك؟!!!!!!
نظر اليه حمزه بزمجره دليل على غضبه ....:
.عملت إيه ؟ جبت اللى قلتلك عليه ولا لا؟
تنحنح باسل وقال ...بقولك إيه متفضك من الموضوع ده وتنساه ماالبنات على قفى من يشيل واللى انت بتشاور عليه بيجيلك لتحت رجلك .....
رد عليه حمزه بغضب وقال ...:
بقولك ايه ياباسل انا مبعملش حاجه حراام سامعنى .....؟
ضحك باسل باستهزاء وقال ....:
حق ربنا انت بتتجوزهم عرفى بس واللى تعصلج قوى تتجوزها رسمى وأقصاها شهر واقلب ....
نظر اليه حمزه بضيق وقال .:
.محدش بيضربهم على إيدهم ماااشى .....؟
صرخ باسل وقال ....عشاااان كده نفسى أفهم عايز إيه من أسمهان ؟ ليه بعتنى أعرفلك كل حاجه عن دكتور إحسان لييييه؟
لأن نظرته ليها مش مريحانى ...لهفته عليها وجعتنى فهمت لازم أفهم مين ده ويبقى ليها إيه؟ ..دانا كنت مبسوط انى هشوفها كل يوم ولمدة شهر بحجة دكتور أرمان ...كنت هحاول أقرب منها يمكن تحبنى ......
نظر إليه باسل بإستغراب وقال ....:
تحبك مين دى اللى تحبك؟ .....
جاوبه حمزه بصياح ونفاذ صبر ....:
أسمهاااان يا أخى إييييييه مش من حقى إنى أحب وأستقر مع حد نضيف ...حد أبقى عارف انه هيصونى وانا معاه وأنا مش معاه .....
جلس على المقعد وقال بصوت هادئ قليلا ....:
غصب عنى حبيتها ....اتمنتها تكون ليا ....إيه مش من حقى ....ولما عرفت انها متجوزه حسيت ان ده عقاب ربنا ليا على اللى عملته ....إن اللى انا حبتها مش من حقى ...بس من كلامك عرفت انها متجوزه جواز صالونات فى خلال شهرين خطوبه وفرح و ان جوزها مسافر بقاله اكتر من سنتين ومرجعش قولت خلاص فرصه إنى أقرب منها يمكن تحبنى وتطلب الطلاق من جوزها ...عارف انى غلط بس والله غصب عنى ....
ربت باسل على كتفه وقال ...:
يااااه يا حمزه كل ده جواك …بس للأسف ياحمزه اللى انا عرفته مش فى صالحك خالص....
رفع حمزه بصره إليه بإستفهام فأكمل باسل وقال ....:
دكتور إحسان عبد الرحمن يبقى جوز أسمهان ...وغير كده اكتشفت انه كان بيشتغل فى المستشفى بتاعتنا قبل مايسافر للمنحه بتاعته ...وكمان كان من أكفأ الدكاتره اللى فى المستشفى وفغلا هو أثبت نفسه فى ألمانيا عشان كده بروفيسور أرمان إختاره انه يكون ضمن الفريق الطبى بتاعه وعشان كده جه مصر مره تانيه ....
وقف حمزه وهو يضحك بشده وقال ....
يعنى أنا كنت مشغل غريمى عندى فى المستشفى ههههههه نكته والله وكمان جه مره تانيه ضمن الفريق الطبى اللى انا بسعى انه يجى من أكتر من ست شهور ......ههههههههه لا والله دانا طلعت غبى قوى ......وانا اللى كنت فرحان انى هقرب منها قمت ايه جبت لها جوزها ....
توقف مرة واحده عن الضحك وقال ....
بس لا ....مقابلتهم لبعض تدل ان فيه حاجه مش مظبوطه مابنهم ... لو فعلا هم زوجين وبيحبوا بعض وكان عاملها مفاجأه مثلا لها ...كانت أول ماشفته اترمت فى حضنه ..بس دى اغم عليها وغير كده قالتله ان طريقهم مش واحد ....
إبتسم بخبث وقال ......لو طريقهم مش واحد أنا بقى هخليه مش موجود أصلاً .........
◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◆◇
كان إحسان يجلس بشرفة غرفته بالفندق ..يفكر بأسمهان وكيف تغيرت وأصبحت أجمل وأنضج ...تذكر أيضا كلمتها له وأنهم طرقهم مختلفه .....ردد بينه وبين نفسه ....
حتى لو طريقنا مختلف فأنا هخليه واحد يا أسمهان ....بقه معقول مسمعتش الحرب اللى كانت جوا قلبى لما شافتها .....
تنهد بشده وقال .....شكل طريقنا طوييييل بس مش مهم انا بقه اتعلمت البرووود ومش هسيبك ....
دخل عليه استيوارت وهو يضحك ويقول ......
مابك يارجل هل تحدث نفسك ؟
نظر إليه إحسان وقال بسعاده ....
نعم استيوارت فأنا لم أوقع أن اراها فور وصولى لقد كانت أفضل مفاجأه يارجل ..
رفع إستيوارت يده الإثنين وقال ....
ليس لى يد بتلك المفاجأه إحسان .بل إن مفاجأتى لك كانت فى وجودك ضمن فريق بروفيسورأرمان ولأنك تستحقها فلم تأخذ منى أى مجهود ولكنى كنت أعلم أنها ستكون مفاجأه مبهجة لك ياصديقى ...
ضحك إحسان وقال ....
صدقاً استيوارت لقد كانت أفضل مفاجأه حصلت عليها منذ مده ....
جلس استيوارت بجواره وقال ....
ولكن يارجل إن إمرأتك أجمل بكثيير من الصور ...ثم أكمل بخبث وأعتقد أن لديها معجبون ..
انتفض إحسان وقال ...ماذا تقول ؟ عن أى معجبون تتكلم ؟
وضع أستيوارت قدماً فوق أخرى وقال ...ذلك الرجل المدعو حمزه صاحب المشفى الذى سنجرى بها العمليات الجراحيه .....
نظر اليه إحسان بغيره وخوف من فقدانها فهو كان يشعر بذلك ولكن أن يواجهك أحد فالأمر مختلف .....
سأله إحسان بخوف ...هل من الممكن أن أفقدها استيوارت ....فعندما رأيتها أردت أن أضرب نفسى بالرصاص لإبتعادى عنها يارجل ..عندما رأيتها أردت أن أخذها بين أحضانى وأخفيها عن العالم بأسره ....
.رد عليه إستيوارت بنزق ...ولما لم تأخذها يا أحمق ......
طأطأ إحسان رأسه وقال ....لأنها لا تحل لى الم أقل لك أنى طلبت من والدى تطليقها منى .....
أحمق أنت فقط أحمق كبير رغم أنك طبيب عبقرى الا انك مُحِبٌ غبى يارجل ....
وقف إحسان وقال .....حسناً استيوارت فأنا لن أتخلى عنها فهى لى أنا ولن تكون لغيرى .......
ضحك استيوارت وقال .....هذا هو يارجل وانا سأساعدك حقاً حتى تسترجع حبيبتك .....
نعم استيوارت فأنا سأسترجعها ....وسأحدث أبى غداً وسأجعله يساعدنى هو الآخر ..
نظر اليه استيوارت باستغراب وقال....حقاً يارجل لما لم تبلغ أباك بميعاد وصولك ألم تشتاقه ....
زفر إحسان بحنين وقال ....بل أشتاقه كثيراً إستيوارت ولكنى لم أرد أن أبلغه حتى أفاجؤه بوجودى وأرى إشتياقه لى.
سأله إستيوارت .....إذاً لما لم تذهب اليه الآن ؟ رد عليه إحسان بهدوء وقال .....فكرت بذلك ولكنى أعلم والدى فهو يقابل أصدقاؤه بالنادى يومياً ويتسامرون سوياً وإذا ذهبت الى المنزل فلن أجده ...وأنا أريد أن افاجئ عندما يستيقظ ...سيرانى أمامه ..فأنا سأذهب إليه فى الصباح الباكر ... فأنا حقاً أشتاقه جداااااا .
★★★★★★★☆☆☆☆☆☆
لماذا يدق القلب لمن لن يكون أبداً من نصيبك ...ولكن مهلاً هل عندك علم ماذا سيفعل القدير بالطبع لا ...إذاً علينا السعى وعلى الله التدبير ....
جلس علاء وهو يحاول أن يرتب أوراقه من جديد .....فهو قرر أن يبدأ حياته الفعليه بعيدا عن تلك الأفعال المشينه والتى تجعله محط سخط من الجميع عدا والدته بالطبع .....
قرر أن يحاول ويسعى وأن يدعو الله أن يجعلها من نصيبه ..فهو مازال يذهب لها فى الجامعه لكى يراها ولكن لم يتحدث معها أبداً .بل والأكثر من ذلك عندما يعرف أنها سترجع الى بلدتهم فإنه يذهب حتى تركب السياره ويمشى ورائها حتى يطمئن على وصولها ....ولا يعرف إن كانت تراه أم لا ....فهو يفعل هذا حتى يطمئن عليها فقط ...شعور جديد عليه أن تكون مسئولاً عن شخص ما ...ويكون هذا الشخص هو محور حياتك بل وتحاول أن تسترضيه تمام الرضا.......
ذهب الى والده فى ورشة الميكانيكا الخاصة به .....وجده جالس على المكتب فهو الان لا يعمل بيده .فوجئ به إبراهيم واستغربه فى الوقت نفسه ....
وقف إبراهيم وقال ...خير عايز فلوس ولا ايه ....؟
إبتسم علاء بينه وبين نفسه ولسان حاله يقول ....
.أن والده هو أيضاً له يد فى ضياعه ....
جلس علاء بهدوء وقال .....لا يابابا مش عايز فلوس ،بس عايز حاجه تانيه ......
قال ابراهيم باستغراب ...حاجة إيه دى إن شاء الله ......
رد عليه علاء بثقه ....أشتغل ،عايز أشتغل يابابا ....أظن قبل كده كنت قلت لحضرتك انى عايز امسك الأجانس وانت رفضت ...وانا دلوقت بكرر طلبى ..وقبل ماتوافق أو ترفض فانا هقولك على حاجه ...
سأله إبراهيم وقال ......إيه هى الحاجه دى ؟
قال له حمزه بهدوء ......شهرين ..إدينى مهلة شهرين أمسك فيهم الأجانس لو عجبك شغلى هكمل ..لو معجبكش خلاص هروح أدور على شغل تانى ..وغير كده مش هاخد غير مرتبى وبس والمرتب ده هو نفس مرتب عادل اللى كان ماسك الاجانس قبل كده وبرده اى عربيه هبيعها هيبقى ليا نسبه منها زى ماكان ماشى بالظبط مش عايز حاجه أكتر ولا أقل ...
نظر اليه إبراهيم وقال بهدوء غريب رغم السعاده التى بداخله فهاهو إبنه الوحيد يريد أخيراً أن يساعده .....
إيه السبب اللى غيرك كده وخلاك بقيت جد ...ولا دى حيله جديده عشان تقرب وتاخد اللى انت عايزه وتفضل ماشى فى طريقك اللى انت ماشى فيه .....
نظر اليه علاء بحزن وقال ...
حقك يابابا .بس ياريت متنساش ان الطريق ده انا مرحتلوش لوحدى ..بالعكس انت وماما ليكم يد فيه وانتو كنتو السبب الرئيسى ...ماما بحقدها وغيرتها من عمى ومراته وولاده ...وانت بسلبيتك معايا لدرجه انى مهما عملت من غلط مكنتش بتوجه أو بتعاقب ...لا للأسف كنت بتسيبنى مجرد ما. ماما تقولك خلاص ده حته واحد ....بس المفروض يابابا عشان أنا حتة واحد كنتوا تحبونى أكتر ...كنتوا تخلونى عندى مسئوليه أكتر لأنى ببساطه مليش سند غير نفسى لان مليش اخوات .....
وقف مرة واحده وقال .....
أنا مش وحش يابابا ..صدقنى انا عمرى مكنت وحش وده لانى إبنك لانى عارف ان قلبك طيب وقد ايه بتحب الخير للكل وبتحب عمى وولاده قد ايه عكس ماما ربنا يهديها ...
بس برده انت اللى اديتها الفرصه لكده لو كنت من البدايه رفضت اى كلمه ليها عن عمى وولاده مكنش الموضوع وصل لكده ...بس الحمد لله انى واخد منك انت مش منها ...
اخدت قلبك انت وطيبته ..عشان كده انا حابب انى أتغير هتساعدنى يابابا ولا برده مش هيكون ليك موقف ..
وقف إبراهيم أمام علاء وأخذه بأحضانه وقال ...من بكره تستلم مفتاح الأجانس وتشغله زى مانت عايز وأنا واثق فى قلبك وعقلك يابن إبراهيم ....
ضحك علاء وقال ....ربنا يباركلى فيك ياااارب
أخرجه إبراهيم من أحضانه وقال بلؤم .....
أقطع دراعى من هنا ان ماكان الموضوع ده له علاقه بمزه حلوه خلتك تتغير ..
إبتسم علاء بحزن وقال .....
حتى لو اتغيرت هيفيد بإيه وهى واخده عنى فكره زى الزفت ....يلا الحمد لله ...يلام يابابا .
تتبع إبراهيم علاء حتى خرج من الورشه وقال ....ربنا يريح قلبك يابنى ياااارب..
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما لايشعر الانسان أنه يريد المواجهه فإنه يهرب لأى شئ حتى يبتعد .....
لم تستيقظ أسمهان من النوم حتى الساعه الثامنه فهى بالعاده تستيقظ فى السادسه ...إستغرب عبد الرحمن والذى شعر بالقلق عليها خاصةً بعد كلام إلهامى أنها كانت فى حاله مزريه بالأمس وانها قد سألت عليه ...حاول الدخول لها بالأمس ولكنها وجدها مستغرقه بالنوم على غير عادتها .فهى بالعاده تنتظره حتى يأتى مهما تأخر ....ولم يكن يعلم أن نومها هذا ماهو الا هروب مما حدث.
طرق الباب مرة بعد مره حتى استيقظت أسمهان ...نظرت الى الموبايل فوجدت الساعه قد تخطت الثامنه ....
قفزت من على التخت وهى تقول كيف حدث هذا ....
ذهبت مسرعه الى دورة المياه ...اخذت دشا سريعا وخرجت غيرت ملابسها بسرعه وصلت فرضها وخرجت فوجدت عبد الرحمن أمامها .....نظر الى وجهها وقال.....
مالك يا أسمهان ..وشك.شكله مرهق ليه ولا انتى كنتى بتعيطى ولا ايه .....؟
اتجهت الى الباب وقالت ...لو سمحت ياعمو سيبنى دلوقت ولما ارجع نبقى نتكلم ....
صرخ بها بشده لم تعهدها منه وقال.....أسمهااااان من إمتى لما بكلمك بتسبينى وتمشى ......
نظرت اليه أسمهان وأجابت بحده ....من لما عرفت انى مليش قيمه عندك ....طب كنت قولى انه جاى مكنش روحت وحسيت باللى انا حسيته لما شفته قدامى .....
لم يفهم عليها عبد الرحمن وقال.....مين ده اللى شوفتيه واللى انا مقلتلكيش عليه انا مش فاهم حاجه ....!!!
وقفت أسمهان أمامه قالت بحزن .....يعنى حضرتك متعرفش ان دكتور إحسان العظيم رجع وانى شفته إمبارح مع الوفد اللى انا كنت رايحه أقابله .....
جلس عبد الرحمن على المقعد بقوه وهو يشعر بغصه فى قلبه ....أرجه ولده دون أن يقول له ...بل والاكثر أنه هنا منذ الأمس ولم يأتى إليه ...
جلست أسمهان على الارض أمامه ووضعت يديها على رجليه وقالت . من بين دموعها وكأنه تستجديه .....:
.أرجوك قلى انك مكنتش تعرف ...قلى انك اتفاجأت دلوقت زى مانا اتفجأت ....صدقنى مش هستحمل انك انت بالزات تكون بتكذب عليا والله ما هستحمل ...انت أبويا
ايوه والله انا بحس معاك انك فعلا ابويا . فبلاش تخذلنى عشان خاطرى ......
أمسك عبد الرحمن وجهها بين يديه ودموعه هو الاخر تجرى على صدغيه حزناً عليها وعلى ولده الذى لم يضعه فى الحسبان ....قال لها .....
والله يابنتى ماعرف غير منك دلوقت ...ولو كان قالى او عرفنى كنت هقولك وأخيرك ..عمرى مكنت هسيبك تتفجئي زى ماحصل .....انتى يا أسمهان مليتى عليا حياتى وحسستينى فعلا انى ليا بنت وبتخاف عليا ...دانتى أحن عليا من ابنى نفسه اللى اكتشفت انه وصل مصر ومفكرش انه يجيلى أو يفوت عليا حتى .....
نظرت إليه أسمهان وقالت ....أنا مش هينفع أقعد هنا تانى .لأنه لو قرريجى مينفعش انه يلاقينى هنا .....أعتدلت فى وقفتها وقالت من بين دموعها وهى توليه ظهرها..... أرجوك ياعمو طلقنى منه ....انا مش عايزاه يعرف انى لسه مراته أرجوك ....
لم تلقى إجابه من عبد الرحمن فاستدارت فوجدته ينظر لذلك الواقف أمامه وعيناه ملئى بالدموع وهو يقول بهذيان .....
بجد ..أسمهان لسه مراتى ...يعنى بابا مطلقاش منى .......
صرخ بشده وهو يقول .....مراااااااتى أسمهان لسه مرااااااتى .
↚
عندما تنتظر الإهتمام من شخص ما ولا تجده ..فإنك تشعر بإنعدام قيمتك ...تشعر بأن ما قدمته من تصحيات قد ضاعت هباءاً .بل إن صفعة الخذلان لن تأتيك إلا من أقرب إنسان إليك .......
كان عبد الرحمن ينظر الى ولده الغائب وهو أمامه ....لايعرف ماذا يفعل ،فقلبه يخبره أن يأخذه بأحضانه فهو العائد بعد طول غياب ....وعقله يحثه على الإبتعاد فهو قد أتى منذ البارحه ولم يكلف نفسه عناء الإطمئنان عليه ولو حتى عن طريق الهاتف .....ولكن ماذا نفعل فى قلب مهما حدث له فهو يسوقنا الى الهلاك ...فما بالك بقلب الأب المتلهف لرؤية ولده الحبيب ...فليأخذه بين طيات قلبه وبعدها فليعاتبه كما يريد .......
إستدارت أسمهان عندما سمعت صوته وهو يردد بعدم تصديق أنها مازالت زوجته .....فى هذه الأثناء وقف عبد الرحمن واتجه نحو ولده والذى أصبح تائها من هول ماعلم ...فهو لم يكن يتوقع تلك المفاجأه .....
وقف عبد الرحمن أمامه وقال بعتاب ...
لسه فاكر إن ليك أب جاى تسلم عليه ....
نظر إليه إحسان وقال بإشتياق وهو يرتمى داخل أحضانه ...
.وحشتنى قووى قوووووى يابابا ……
ضمه عبد الرحمن إليه بشده وكأنه يتأكد من أنه هو بالفعل بين يديه ....
بكى عبد الرحمن من شده إشتياقه وكذلك إحسان والذى ظل هو الآخر بداخل أحضان والده عله يلتمس الأمان الذى إفتقده أثناء غربته ........
كانت أسمهان تتابع مايدور بين شفقة وحزن ...فهى تعلم أن عبد الرحمن مهما حدث من إبنه فهو سيظل فى قلبه ولن يخرج ....فالوالد دائما ما يسامح فى حقه أمام راحة أبنائه ...فكيف بعبد الرحمن والذى اختزل كل الأبناء فى إبن واحد ليس له إخوه .....وحزن على حالها وماذا ستفعل فى أيامها القادمه وكيف ستتعامل معه خاصةً وأنه قد علم أنها مازالت زوجته ....
بدأت بالإنسحاب دون أن يشعروا....ولكن إنتبه إحسان لها فخرج من أحضان والده وقال بصوت مسموع لها بوضوح ......أسمهان رايحه فين .....؟
لم تستجيب لندائه ولا لسؤاله وأكملت طريقها تجاه الباب لكى تفتحه ...
هرول إليها بسرعه وقال لها بلهفه ...رايحه فين .... ؟؟
نظرت إليه بإستهزاء وقالت ملكش فيه ....
ثم نظرت الى عبد الرحمن وقالت ....لو سمحت ياعمى أنا دلوقت قعدتى هنا مبقاش ليها لازمه ...انت عارف إنى كنت قاعده مع حضرتك لسبب وأظن خلاص الدكتور وصل وحتى لو مقعدش هنا فأكيد هيجى كل شويه يزورك وأنا مقدرش أمنعه من بيته فأنا بعد إذنك همشى من هنا وهشوف مكان تانى عشان ......
لم يمهلها عبد الرحمن أن تكمل مابدأته وقال بغضب .....
بصى بقه يا أسمهان وده أخر كلام هقوله .. مفيش حد.هيمشى سامعانى ولو على إحسان يجى وقت مايحب ولو انتى مش عايزه تشوفيه براحتك ولو عايزانى أقابله بره كمان فأنا موافق لكن اللى فى دماغك ده مش هيحصل .......
نظرت إليه أسمهان وقالت بإستعطاف ..أرجوك ياعمى حط نفسك مكانى انا همشى ..صدقنى هرتاح لما همشى ....
ذهب إليها إحسان وقال بقوه .....مش هتمشى يا أسمهان مش هسمحلك تمشى خاصةً بعد ماعرفت إنك لسه مراتى .....
أنا كنت جاى أصلا من السفر عشان أجيلك وأتكلم معاكى وأحاول أخليكى تسامحينى وترجعيلى .....يبقى لما رجعت ولقيتك لسه على زمتى أسيبك ...مستحيل ده يحصل سامعه مستحيييييل ......
سحبت أسمهان يدها بقوه وقالت ...
..وأنا مش مستنيه رأيك على فكره....انت خلاص وجودك زى عدمه ...إنت بعدت وبعت وسافرت عايز إيه تانى .....أجابها بصوت على يشوبه الألم ...وندمت ....والله ندمت واللى انتى عايزاه هعملهولك الا إنى أطلقك سامعانى ولا لا .....!!!
إبتسمت أسمهان بسخريه وقالت ....
طب والله كويس ندمت بعد سنتين ....مكنتش أعرف إن الندم بيحتاج الوقت ده كله ...
نظر إليها بإستعطاف وقال ...
كنت مفكرك مبقتيش مراتى ...خفت أرجع ....والله خفت ...
عارف إنى غبى بس أعمل إيه .طول عمرى حياتى عمليه ،شغلى وبس ،جيتى إنتى ودخلتى وغيرتيها بطيبتك وحنانك ورقتك معايا ومع بابا ...خفت ...أيوه خفت اللى تعبت فيه يضيع بسببك لأنى لقيت نفسى ضعيف قدامك .....ضعيف لدرجة إنى مكنتش ناوى أتمم جوازى منك ،بس لما شفتك حسيت كأنك جنيه وبتندهيلى أدخل العالم بتاعها فدخلت ....لكن بعدها خفت معرفش أطلع منه وصدقينى ندمت وبقول ياريتنى ماطلعت ....أعذرى بقه وسامحى .....
لاتنكر أن كلماته أثرت بها ولو قليلاً ولكن جراحها منه مازالت غائره لم تلتئم بعد ....
نظرت إليه بقوه وقالت . .
وأنا موافقه إنى أسامحك وأنسى كل اللى عملته بس على شرط ........
رد عليها بدون تفكير ووجهه يعلوه إبتسامه فرحه وقال ...
.وانا موافق على أى شرط هتقوليه مهما كان ......
نظرت أسمهان الى عبد الرحمن والذى يتابع الحوار دون تدخل فوجدت فى عينيه تشجيع على أن تقول ماتريد ....
وجهت أسمهان نظرها لإحسان وقالت وعيناها تترقرق بها الدموع.....
.تعرف ترجعلى إبنى اللى راح من زعلى بسبب اللى عملته ....مش هقول رجعلى فرحتى اللى اتسرقت ولا أحلامى اللى ضاعت بس هقولك رجعلى إبنى وأنا ساعتها بس هسامحك ......
صدمه هى كل ماحلت عليه من كلامها لدرجة أن دموعه جرت على صدغيه دون أن يدرى ....
تصلب جميع جسده عند سماعه لكلامها ....عن أى أبن تتكلم ....هل كانت تحمل طفله هو ....ومن غيره قد يكون ....هل فقد ولده هو الآخر .......اااااااااااااااااه خرجت من جوفه تلك الكلمه وكأنها تذبح روحه ......
لم يستطع عبد الرحمن أن يتابع ما يحدث من شدة ألمه ليس على أسمهان فقط ولكن أيضاً على ولده الوحيد فهو عندما علم بطفله فى ذات اللحظه علم بفقدانه ....ولكن من يلوم وإبنه المخطئ ولكنه هو الآخر يحمل من الوزر مايثقله .....
تركهم وجلس على المقعد وهو يضع وجهه بين كفيه بينما مازال إحسان على وضعه من الصدمه أما أسمهان فتمالكت دموعها وقالت من بين حشرجة صوتها ....
هتقدر على الشرط يادكتور ولا تطلقنى وترتاح .....؟؟
تركته أسمهان وخرجت من الباب وهى تحاول أن تلملم شتات نفسها .....
توجهت للخارج وجدت السياره أمامها ...ركبت السياره واتجهت الى الفندق المقيم به دكتور أرمان حتى تبدأ عملها فهى لن تتراجع عما بدأت فيه وستكمل طريقها حتى النهايه .......
أما عند عبد الرحمن وإحسان .......فلم يتغير فإحسان واقف مكانه حتى أنه لم يلاحظ نزول أسمهان فهو كل ما يدركه الآن أنه كان سبباً فى فقدان أسمهان لجنينها .......
وجد من يربت على كتفيه بهدوء وكأنه يوقظه من تفكيره ....
اتجه بناظريه الى والده والدموع مازالت تجرى من عينيه وقال ......هو أنا كده خلاص خسرت كل حاجه ....
..أخذه والده بين ذراعيه وشدد من إحتضانه .....عندها ترك إحسان العنان لنفسه وأصبح يقول وكأنه يهذى .....
والله أنا بس كنت عايز أحقق مستقبلى ،مكنتش عايز حاجه تانيه ،أنا كنت أنانى عارف بس والله انا حبيتها ومراحتش من بالى لحظه واحده بس خفت يابابا والله خفت أرجع أكون خسرتها وتكون اتجوزت بعد ماطلبت منك تطلقها ...أخذ يصيح ويقول ...ياريتنى رجعت مكنتش خسرتها ولا خسرت إبنى يابابا.....أنا بمووت والله بموووووت .......
أجابه عبد الرحمن وسط صوته المخنوق بالدموع وقال ....قولتلك محدش هيندم غيرك مصدقتنيش ..........
أيوه انا ندمت والله ندمت ....
ثم إنتصب مرةً واحده من أحضان أبيه وقال من بين دموعه .....بس لا برده مش هسيبها ،أسمهان مراتى وهحاول أعملها اللى هى عايزاه لغاية مترجعلى ....وهسيبها براحتها والأيام هتداوى اللى بينا لكن طلاق مش هطلق ......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
لو كان يعلم الإنسان أنه من الممكن أن يقبل شيئاً رفضه بشده قبل ذلك ....فلن يعترض أبداً على أى شئ بل سيقول كل شئ بمشيئة الله ...........
كانت نورين تجلس بغرفتها فهى فى عطلة ماقبل الإمتحانات وقررت أن ترجع الى بيتها لتذاكر وهى بجوار أخيها التوأم نور والتى إفتقدته بشده رغم كلامهم يومياً على الهاتف.....كما اشتاقت أيضاً لأسرتها جميعاً ....
نهضت من على مكتبها وذهبت لنور دقت الباب عليه .....
ممكن أدخل ولا لا ......؟
ضحك نور بشده وقال .....ليه هو إنتى لسه مدخلتيش ولا إيه ......؟
إبتسمت نورين وقالت تصدق إنى دخلت ...
طب إيه انا هعمل نسكافيه أعملك معايا .....؟
.ضحك بإمتنان وقال ياريييت أصل هندسه ميكانيكا دى طلعت رخمه قوووى الصراحه ......
ضحكت بشده وقالت تستاهل مش إنت اللى اخترتها ..يلا بقه هروح أعمل النسكافيه وكمل مذاكره يابشمهندس ... .....
رن جرس المنزل أثناء حديثهم فقالت له .....
هروح أشوف مين يمكن تكون ماما رجعت من السوق ....
ذهبت بعد أن ارتدت إسدالها تحسباً ....فتحت الباب فوجدت أمامها أخر شخص تتمنى أن تراه ليس لأنها تكرهه ولكن لأن قلبها ينبض عند رؤياه وهذا مالا تريده أن يحدث .....
أما هو فحدث ولا حرج ....فكان كالصنم لايتحرك وعيناه مركزه على من فتحت له ...ياالله كم إشتاقها فهو حقاً كان لايريد أن يجتمع بها فى مكان واحد حتى لايفتضح وأيضاً كان يريد أن يكون على قدر المسئوليه والا يكون فقط علاء المستهتر الضائع .....
أجلى صوته وقال ....إحم إزيك يانورين عامله إيه ؟
خرجت هى الأخرى من صدمتها وقالت بصوت منخفض ....الحمد لله كويسه ...
نور هنا لو سمحتى ممكن تناديله ؟
نظرت إليه نورين بإستغراب وقالت نور وإنت من إمتى ليك علاقه بنور ؟
نظر إليها بحزن فهو فهم خوفها على أخيها منه إعتقاداً أنه مازال كما هو .....رد بحزن وقال .....
لو سمحتى نادى نور وبعد كده إبقى إسأليه ....
نظرت إليه بشده وكأنها تريد أن تفهم ثم قالت
طب إتفضل انا كده كده كنت هعمل نسكافيه تعالى إدخل وهعملك معانا ....
إبتسم بفرحه وقال بجد إنتى اللى هتعمليه ......؟؟!!
إرتبكت قليلا وقالت ....
ااه مانا كده كده هعمل يعنى فإتنين بقه ولا تلات كوبيات مش فارقه …….
دخل ورائها وقال..
طبعا داحتى لو نص كبايه مدام منك فأنا موافق ......
إرتفعت دقات قلبها بشده وفرت من أمامه حتى لايلاحظ عليها شيئاً ....
نادت على نور وذهبت تجاه المطبخ ...صنعت النسكافيه ثم أخذته إليهم ..إستأذنت منهم وأخذت كوبها وذهبت تجاه غرفتها ولكنها فوجئت به يقول بلهفه.....
متشربيها معانا هنا حتى تسمعى إيه اللى أنا عايزه من نور ..
رغم أنها كانت تريد ذلك وبشده الا أنها أبت الجلوس حتى لاتنظر إليه أو تتعلق به أكثر فيكفيها مايحدث .....
ردت عليه بهدوء وقالت ....
لا معلش أصل عندى مذاكره كتييير لازم أخلصها ....
دخلت تحت أنظاره الحزينه المشتاقه إليها ....
أنهى كلامه مع نور وخرج من المنزل .....
خرجت نورين بسرعه من غرفتها ثم أمسكت يد أخاها وقالت ....
قولى بقه كان عايزك فى إيه سى علاء ده ...اوعى يانور اوعى تمشى فى سكته عشان خاطرى بلاش .....
ضحك نور بشده وقال ....إنتى هبله يابنتى والله ...أصلك مشوفتيش علاء بقالك أكتر من السنه .....
نظرت إليه وقالت بإستفسار ....
طب والسنه دى يعنى هتعمل إيه ؟
ضربها على رأسها بخفه وقال .....
أصلك معذوره ..بصى ياستى علاء اللى انتى شوفتيه دلوقت غير علاء اللى كان قبل كده ....أولا ساب إصحابه اللى كان ماشى معاهم من زمااان والتزم فى الصلاه يمكن أكتر منى لدرجة ان هو اللى بيصحينى للفجر ...
فتحت عينيها من الصدمه وقالت بخفوت ...
علاء معقول علاء اتغير كده ......
أكمل نور وقال بثقه ....مش كده وبس دا مسك الأچنص بتاع عمو إبراهيم ودلوقت ياستى كان جايلى عشان عايز يفتح زى نظام مكتب كده يبقى خاص بالعربيات من اول التصليح لكل شئ وده طبعا جنب شغله فى الأچنص ....أصل مقولكيش بقه جد جداً فى شغله وفوق ده وده كل الناس اللى شغالين معاه بيحبوه ...
سألته بهدوء طب وإيه اللى غيره كده وفوق ده هو عايز منك إنت إييه؟
ضحك نور وقال ....عايز منى إيه فأنتى شكلك مش مركزه ،إنتى ناسيه إنى هندسه ميكانيكا يعنى ده صميم شغلي فهو عايزنى فى الأجازه انزل أمسك.معاه المكتب وأهو بالمره يبقى تدريب ليا .....
أما بقه إيه اللى غيره فعلمى علمك بس تقريباً كده الموضوع فيه واحده ......
شعرت بألم يغزو قلبها وقالت بتلعثم ....
ووواحده واحده مين وايه اللى عرفك ؟
اقترب منها وكأنه يقول سر حربى وقال ....
أصل مره روحتله شغله لقيته فى أوضه كده دخلت عليه لقيته بيصلى وسمعته وهو بيدعى وبيقول يارب غير فكرتها عنى واجعلها من نصيبى ......
ثم أكمل سبحان الذى يُغَير ولا يتغير ...ربنا يهديه كمان وكمان .....وغير كده انا طول عمرى بعز علاء رغم صفاته الوحشه كنت دايماً شايف إن جواه خير بس عايز حد.يطلعه ......
ذهب كل واحد الى غرفته لإكمال مذاكرتهما ولكن عقلها وقلبها أيضاً مشغول بما حدث مع علاء ومن تكون تلك الفتاه التى غيرته والأكثر من ذلك لما تشعر هى بالحزن كونه مرتبط بأخرى ؟
نفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت ....يارب سهل الأمور وله خير قربه منى ولو شر إبعده عنى ياااااارب .....
★★★★★★★★★★★★★★
عندما نمشى بدرب من دروب الحياه فيجب علينا إكمالها حتى نرى نتيجة مافعلنا ولا نيأس مهما قابلنا من ضغوط الحياه .....
ذهبت أسمهان إلى الفندق وتعرفت على دكتور أرمان والذى رغم أنه فى العقد السادس من العمر الا انه وسيم جدا وجذاب جدا رغم جديته بالعمل ولكنه رغم ذلك ليس بالشخص الثقيل فى المعامله ...
تعرفت أيضا على إستيوارت والذى كان يعرفها بالفعل ....أختهم الى المشفى المتفق عليها ليقابل المرضى ويدرس حالتهم هو وفريقه الطبى والذى عرفت أنه يوجد طبيبه ولكنها ستصل اليوم لأنها طرأت مشكله بجواز سفرها .....
كانت تترجم بطلاقه جميع اللقاءات بين الفريق الطبى ولين المرضى وأهلهم ....حتى سأل دكتور أرمان عن إحسان وأين هو ....لم تعرف لما شعرت بالخوف عليه أن يؤذيه لكونه غائب عن تلك اللقاءات ....وفى هذه الأثناء دق الباب ودخل من بالخارج فكان إحسان .....لم تنظر إليه أسمهان وظلت تنظر فى بعض الأوراق التى معها .....
وجدت من يجلس بجوارها على الأريكه فوجدته هو بعينه ...نظرت إليه بغيظ وقالت ....
قوم لو سمحت من هنا الكراسى على قفا من يشيل ....
لم ينظر اليها بل ظل ينظر أمامه وقال ....
وأنا مرتاح هنا ومش هقوم .....نكزته فى جانبه وقالت من بين أسنانها ...
روح ارتاح فى أى حته تانيه بعيد عنى ......
عندها فقط نظر فى عينيها وقال ....بس انا راحتى فى أى حته إنتى فيها وأنا قررت إنى خلاص تعبت ونويت أدور على راحتى اللى هى معاكى ...
قررت النهوض من جواره ولكنها فوجئت به يقبض على يديها ويقول بهدوء ...
إقعدى أحسنلك بدل ما اعرف الكل انك مراتى وساعتها بقه هرزعك بوسه قدامهم وهم أجانب هيقعدوا يسقفولنا ومش بعيد يسيبولنا الأوضه كلها .....
شهقت من كلماته الوقحه وقالت ...
إنت قليل الأدب على فكره ....
رفع كتفيه بإستهزاء وقال ....مهو عادى إنى أكون قليل الأدب مع مراتى ......
نظرت إليه بغضب وقالت ...إنت إيه قاعدتك مع الأجانب علمتك قلة الحيا ولا إيه ......؟؟!
ضحك بألم وقال ....لا وحياتك علمونى حاجات تانيه كتييير بس أكتر حاجه علمتهالى الغربه إنها متستهلش إنى أبعد عن اللى بحبهم ....
إختضب وجهها بالحمره من الخجل ورغم ذلك قالت .....
ياريت اللى إتكسر ينفع يتصلح .بس للأسف مينفعش ...
كان سيرد عليها لولا دخول حمزه الى الغرفه وهو مشرق الوجه لأنه سيراها ولكن سرعان ما تغيرت تعابير وجهه للغضب عندما رآهم يجلسون بجوار بعضهم البعض ...شعر به باسل والذى دخل وراؤه ...
فأمسك بيده وقال بهدوء....إهدى كده وقول هديت متنساش إنه جوزها .....
نظر إليهم بسماجه وقرر تجاهل إحسان وذهب تجاه أسمهان وقال ....إزيك دلوقت مدام أسمهان ....
ردت عليه بإقتضاب ...الحمد لله أحسن ....أراد حمزه أن يضايق إحسان فقال ......
تصدقى أنا إمبارح معرفتش أنام غير لما إتطمنت عليكى وسمعت صوتك بالتليفون ....
إرتبكت أسمهان وقالت …كلك واجب يامستر حمزه ...انا الحمد لله أحسن دلوقت وشكرا لإهتمامك ....
.نظر إليه إحسان وقال بغيره واضحه .....
وإنت بقه بتطمن على كل الناس كده وأسمهان وبس وتعمد أن يقول إسمها دون ألقاب ...
.فهم حمزه مغزى كلام إحسان وقال .....
طبعا مش كل الناس عندى مهمه زى مدام أسمهان ...
وقف إحسان بغيره غضب وقال ...
يعنى إيه بقه الكلام ده ؟ ....
تراجع حمزه قليلا وقال بمراوغه ...
قصدى يعنى إن أسمهان مفيش منها إتنين إنسانه محترمه وخلوقه وأى شخص يقرب منها لازم يعجب بشخصيتها ........
وقفت أسمهان هى الأخرى وقالت بضيق .....
لو سمحتوا إنتوا الاتنين احنا فى مكان شغل وكمان ميصحش تسيبوا دكتور ارمان ده كله وهو قاعد بيتكلم مع دكتور استيوارت وانتو قاعدين تتناقروا مع بعض .....وكلمه ياريت أخيره ليكم انتو الاتنين .......أنا مفيش فى دماغى حاجه غير شغلى وبس تمام وبس ...
ثم تركاهم وذهبت تجاه دكتور أرمان والذى ظلت تتكلم معه فى شتى المواضيع .....
توجه إحسان لحمزه وقال ......
ياريت تبعد عن أسمهان سامعنى ملكش دعوه بيها خاااالص ……..
سلط عليه حمزه نظره بتحدى وقال ....
وإن مبعدتش هتعمل إيه ......؟
ضغط إحسان على أسنانه من الغضب وقال .....
لو مبعدتش ساعتها أنا اللى هوقفك عند حدك .......
أكمل حمزه إستفزازه رغم كلام باسل له وقال ..
بمناسبة إيه يعنى ؟ رد عليه إحسان بغضب ...
بمناسبة إنى جوزها ........
ضحك حمزه بشده وقال ....جوزها اللى سابها وسافر واول ماشفته اغمى عليها بدل ماتاخده فى حضنها ....
ثم أكمل بخبث طب أزاااى يعنى ،دى شكلها مش بتطيقك ....وعلى العموم أما نشوف هى هتختار مين فينا..اللى سابها وسافر ولا اللى ممكن يعملها اللى نفسها فيه ويعوضها عن كل شئ حصل لها معاك ...سلام ...
خرج حمزه وترك إحسان يغلى من الغيره فهو قالها صراحةً لن يترك زوجته ....أى وقاحة تلك ..ولكن هل من الممكن أن تختاره أسمهان ...كيف ذلك ...لا والف لا فهو لن يتركها أبدا مهما حدث ....
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎■■
لو كان الإنسان يعلم أن العند يبعدنا عن السعاده لتركناه جانبا ً ....
كانت شهد هى وإيمان يجلسون بكافيتريا الجامعه ....فمنذ حادثة أحمد وشهد فقدت حسها الفكاهى خاصةً بعد موقف والدها فبدلا من مؤازرتها الا أنه أصبح يثبت صواب نظريته ووجهة نظره .....
ربتت أسمهان على كفيها وقالت ...
خلاص بقه ياشوشو مش متعوده عليكى نكد كده ...
فوقى كده وفرفشى وشيلى كلام باباكى من دماغك خااالص وكمان إنتى عرفتيهم ان عمرك ماهتبعدى عنه صح ولا إيه .....أومأت برأسها بشده ....
ضحكت إيمان وقال ...
خلاص براحه عارفين إنك مدلوقه عليه ....بصى طول ماهو جنبك ميهمكيش حد وكمان محدش ضامن عمره ودلوقت الشباب بيموت وهو نايم ....كل واحد وله عمره ومش كل الظباط بيموتو يعنى ..مانتى عندك عمو عبد الرحمن اهو اتحال على المعاش ولسه عايش ....
ردت شهد بهدوء .....أنا عارفه كل ده ومؤمنه بيه ..بس متعرفيش هم مالهم ،تفكيرهم غريييييب ...يعنى تعرفى انتى عارفه حنين بنت عمى لسه متجوزه مكملتش 5 سنين وجوزها مهندس ورغم كده مات من يومين فى حادثه .قلت هيفوقو ويقولوا دى أعمار ماهو مش ظابط اهو ومات ،بس برده لقيت تفكيرهم زى ماهو ...أنا تعبت والله تعبت ......
وجدت من يمسك يدها ويقبلها ويقول ....ماعاش ولا كان اللى يتعبك ياست البنات كلهم ......
وجدت أحمد أمامها وهو مبتسم بشده ......
فرحت شهد.وقالت رجعت إمتى ....؟
جلس أحمد وقال ....اولا إزيك يا إيمان وازاى دكتور رزق .....
أجابت إيمان بهدوء وقالت ....الحمد لله حمدا لله على السلامه .......
رد عليها وهو نظره على شهد وقال الله يسلمك انا جيت على طول عليكى يعنى حتى مروحتش لخالتك لسه ....
.إبتسمت شهد وقالت ربنا يخليك ليا يااااارب .....
إبتسم بشده وقال بترجى ويخليكى ليا بس وافقى بالله عليكى على اللى قولتلك عليه ...ماتقنعيها يا إيمان ....
إيمان بإستفسار ...أقنعها بإيه بس .....
أحمد بإستجداء ...انها تخلص الترم ده ونتجوز كده كده خلاص مفضلش غير ترم وتتخرج ...
ضحكت إيمان وقالت ...اللى يشوفك وانتى رافضه ميشوفكيش وانتى هتموتى وتتجوزى ....
نظرت اليها شهد بتحذير وفالت ...إيماااان .....
ضحك أحمد وقال ....من غير إيمان ماتقول حاجه أنا عارف إنك بتموتى فيا وهتموتى وتتجوزينى إنتى مفكره إنى بقدم الجواز عشان خاطرى أبسلوتلى ده عشان خاطرك أنتى ثم غمز بعينه .....
ضحكت إيمان بشده عليهم بينما إغتاظت شهد وقالت ...
بقى عشانى أنا طب أنا ياسيدى مش عايز.....
وقبل أن تكمل وضع يده على فمها وقال والله مانتى مكمله ...ياستى أنا اللى هموت واتجوزك بقه تعبت إنتظار إرحمى أمى .....
ضحكت شهد بثقه وقالت ....أيوه كده اتعدل .....
تمنت لهم إيمان السعاده واستأذنت منهم للذهاب الى دكتور رزق فهو ينتظرها بعد إنتهاء محاضراته ......عند ذهابها وجدت رامز أمامها ولكنها لم تعيره إنتباها فسمعته يقول .....
ياعينى مش عارفه إيه بيحصل من وراها ..يلا خليها تعرف يمكن تفوق .....
لم تفهم ما يرمى إليه بكلامه ولكنها ذهبت فى طريقها الى مكتب رزق والذى وجدته مفتوح قليلا فدقت مرةً واحده وقالت بفرحه .....
نحن هناااا ولكنها صدمت مكانها مما رأت عندما رأت تلك الجنه قابعه بأحضان دكتور رزق
↚
عندما نُصدم بحياتنا بأشخاص لم نتوقع منهم الصدمه ....تكون عندها حياتنا آيله للسقوط كمنزل متهالك وجاء له زلزال دون إرادة منه فانهار .......ولكن رغم ذلك فيجب علينا ألا نهدم آمالنا لعل إنهيارنا ماهو الا بداية لحياةٍ جديده.........
وقفت إيمان تنظر لذلك الثنائى وعقلها متوقف تماماً عن العمل ولكن نظرة سريعه هى ماجعلت عقلها يرجع من جديد وهو أن رزق يده ممدوده بجانبه فهو لا يضمها إذاً هى من تفعل ذلك وليس هو ...لحظةٌ واحده ووجدته وكأنه إستفاق هو الآخر من صدمته عندما شعر بها تكبله فرفع يده لكى يبعدها عنه .....عند تلك اللحظه كانت هناك نمرة شرسه قررت الإنتقام ممن تريد هدم.حياتها مع من تحب .....
ذهبت إيمان بقوه إليهم وأمسكت جنه وسحبتها بعيداً عن رزق ثم هوت على صدغها بصفعه جعلت وجه جنه وكأنه سيقتلع من مكانه .......قالت بعصبيه مفرطه .....
ده جزات اللى يجى جنب حاجه مش ملكه ومش بتاعته ...انتى مفكره لما ادخل الاقيكى فى حضنه انى هصرخ واسيبك معاه وامشى ...
أكملت بقوه وهى تلوح لها بيدها أمام وجهها ...
لاااااااا يبقى متعرفنيش ....انا أيوه فى حالى لكن أقدر أميز الشخص اللى قدامى كويس وعارفه رزق يعنى إيه وممكن يعمل إيه وممكن ميعملش إيه والأكيد ياشاطره أنه عمره مايبص لواحده زيك مقضياها مع ده شويه ومع ده شويه .ومش بس كده لا دا عشان انا واثقه فيه لدرجه انى لو شفته معاكى فى اوضة النوم برده مش هصدق غير قلبى اللى بيقولى انه عمره مايخون سااااامعه ......!!!
ذهب إليها رزق وهو مشفق عليها من الحالة التى بها وقال ...إيمان صدقينى اناااا....
وضعت يدها أمام فمه وقالت ...من غير ماتكمل ولا تقول أى كلمه انا واثقه انك متعملش حاجه زى دى ....
ثم نظرت لجنه والتى لم تستفق من الصدمه بعد ليس صدمة الصفعه وحسب ولكن صدمة رد فعل إيمان فهى لم تتوقع ذلك بالمره .
قالت لها إيمان بإشمئزاز.....وياريت المره الجايه تعرفى انتى بتلعبى على مين
لم يرد رزق وترك.إيمان تفعل ماتريد فهو يعذرها تماما فيما تفعل ...أما جنه فبدأت تنتبه لكلام إيمان ..فقالت
ومازالت تريد أن تزعزع ثقتها مستغلية عدم كلام رزق .....
إنتى مين انتى عشان تقوليلى الكلام ده ثم أكملت بخبث ...
إذا كان صاحب الشأن متكلمش تقريباً كده كان عجبه الوضع ولا ايه يادكتور ....؟!!!
نظر إليها رزق بغضب واحتقار وقال .....
لاطبعاً وانتى عارفه كده واذا كنت سايب إيمان هى اللى ترد عليكى فده لأنى أخصها هى مش حد.تانى لكن ده مش ضعف منى ودليل على كده انك.هتتقدمى لمجلس تأديبي وياريت تطلعى بره مكتبى ومتعتيبهوش تانى ولاحتى تحضرى ليا أى محاضره بعد كده
وقفت أمامه إيمان وقالت ...ثوانى بس يادكتور رزق بعد اذنك مش لما نعرف الأول مين قالها تعمل كده ماهو لو راجل فعلا كان واجه بنفسه مش اتدارى ورا بنت ........
ارتبكت جنه وقالت ...
قصدك مين أااااانا محدش قالى اعملى حاجه ....
ضحكت إيمان وقالت هو انا قلت مثلا ان رامز هو اللى مسلطك لا أبدا دانتى اللى قولتى ولا إيه .......؟
جنه بثبات زائف لا انا مقولتش ......
إيمان بثقه بجد تمام ...طب ياريت تورينى تليفونك .....
ارتبكت جنه أكثر تحت نظرات رزق المندهشه ...أكملت إيمان وقالت بصوت عالى هاتى تليفونك ....
أمسكته إيمان رغماً عنها وأمسكت إصبعها عنوه وقامت بفتحه فوجدت رساله من رامز مكتوب فيها
( نفذى يلا إيمان داخله عليكوا)
رفعت الهاتف فى وجه جنه المصدوم وقالت مش ده برده اللى حصل ....؟؟!
أمسك رزق الهاتف وقام بعمل صورة ذاتيه للهاتف وأرسلها لنفسه وقال لها بغضب ....
انا بعتها لنفسى عشان تكون دليل لأنى مش هسكت على اللى حصل أنا حذرتك انتى والزفت التانى مره واتنين وتلاته ومفيش فايده .المره دى بقه هطلع على رئيس الجامعه وهقدمكم لمجلس تأديب ..بس اللى عايز أعرفه انتو عملتوا كده لييه أفهم لييه أذيتكم فيا انا ولا إيمان ...
شهقت جنه بشده وقالت ......
ااانا بحب رامز وهو وعدنى بالجواز بس هو هيموت على إيمان وهى مش مدياله ريق حلو ..واللى غاظه بزياده انك خطبتها وهو معرفش يوصلها عشان كده طلب منى انى اعمل كده معاك فهى طبعا هتسيبك ومش بعيد تفضحك فى الجامعه
أكملت وهى تشهق ....بعد كده بقه هو هيقرب من إيمان ولما ياخد اللى هو عايزه هيسيبها ويكسرها .......
كانت إيمان تستمع إليها وهى غير مستوعبه لما تقوله ...أمعقول أن يكون هناك من يفكر بمثل هذا الشر ......
أما رزق فكان سيجن من الغيره من فكرة أن رامز كان يود الوصول لإيمان بأى شكل من الأشكال ..
أمرها رزق بالإنصراف متوعداً إياها بأشد العقاب هى ورامز .....
أما إيمان فمازالت بمكانها تبكى بصمت ...وقف أمامها رزق وقال بهدوء وحزن ....
إيمان ..حبيبى والله أنا معرفش إيه اللى حصل ،أنا كنت واقف بطردها لانها زودت فى الكلام فجأه عملت نفسها وقعت اترمت فى حضنى وساعتها على طول إنتى دخلتى ....
أمسك يدها وقبلها وقال .....والله والله انا مابحب غيرك ولا عايز فى الدنيا دى كلها غيرك انتى .....
سحبت إيمان يدها بهدوء وقالت وصوتها مازال مختنق بالدموع ...
وانا عارفه الكلام ده وواثقه فيك ...
ثم أجهشت فى البكاءوقالت ....
بس منكرش إنى حاسه بنااااار جوايا من فكرة إنها حست بحضنك قبلى حتى لو كان غصب عنك وحتى لو انت محستش بحاجه ..بس أكيد هى لا ……
لا يعرف ماذا يفعل ...أيفرح لغيرتها عليه أم يحزن لحزنها على ماحدث ....
ضحك فى وجهها بخفه وقال ....
ليكى عليا ياستى هروح اخد دش بديتول من فوقى لتحتى وهدومى اللى كنت لابسها هرميها فى الزباله بس انتى متزعليش بقى ...
نظرت إليه بحزن رغم محاولته لإسعادها وقالت ....
.ياريت تسيبنى دلوقت يارزق أنا مخنوقه بجد ومش مستحمله كلام واحمد ربنا انى بثق فيك وكمان انى خدت بالى من رامز بعد مامشيت وهو ماسك تليفونه وحسيت انه بيبعت رساله وكويس انى ربطت الامور ببعض ....أنا ماشيه وياريت تسيبنى براحتى شويه ....
أمسك يدها وقال بلهفه ...
أرجوكى يا إيمان متعمليش كده معايا .....
سحبت يدها وقالت بدموع.....
أسفه بس غصب عنى والله مش قادره حاسه انى بموت كل ما افتكر المنظر .....
ذهبت تحت ناظريه شديدى الإحمرار من كثرة الغضب وقررأن ينالهم أشد العقاب على كل دمعه نزلت من عين محبوبته
♥︎●♥♥♥︎♥♥︎♥︎♥♥
عندما تمضى الأيام تحت ترقب من الاخرين على أن يحدث شئ معين حتى نحقق مانريده نحن .....فهناك من يقتنص الفرص حتى لو لم تكن ملكه ....وهناك من يضيعها وهى بين يديه....
كانت أسمهان جالسه فى كافيتريا المشفى حيث أن الفريق الطبى بأكمله قد بدأ فى إجراء العمليات منذ الصباح ..وقد أتت أيضاً الطبيبه المتأخره ولكنه لم تلتق بها حتى الآن .....
نظرت فى ساعتها فوجدت أنه مازال متبقى من الوقت حوالى الساعه على أن ينتهوا ..فقررت أن تقوم بمهاتفة نادر ورواء ....
أمسكت هاتفها وطلبت الرقم وكانت بإنتظار الرد ....
ألووووووو إزيك ياعروسه عامله إيه ...مش ناويين تيجوا بقه ولاإيه ؟
............. ......
ضحكت أسمهان وقالت ....
طب ياختى قولى لجوزك متخفش خلاص أسمهان لبست فى الوفد وانت هناك بتتفسح ...
...............
أجابت أسمهان بجديه ....
لا أبدا أنا كويسه متقلقيش لما تيجى هبقى أحكيلك .المهم انتو كويسين ...
................
نعمممممم ياختى عايزين تقعدوا كمان أسبوغعين وربنا هنفخكوا بصوا بقه انتوا اخركم يومين انا زهقت وربنا ......
................
اجابت أسمهان بنزق .....أضحكى ياختى اضحكى انتى وراكى إيه ..بصى بقه قولى لسى نادر اخرك يومين وبعدها انا هسيب الشغل سامعانى ..مش انتو تتهنوا وانا اقع هنا فى المشاكل .....
................
زفرت بشده وقالت ....مفيش يارواء صدقينى وحشتونى بس وحاسه انى ناقصنى حاجه من غيركوا بجد وحشتونى ...يلا بقى سلام وسلميلى على العريس الهربان منى ده .....؟؟
أنهت أسمهان المكالمه وزفرت بشده ..
جاء النادل بكوب من عصير البرتقال الطازج ....
نظرت إليه بدهشه وقالت ..
بس انا مطلبتش برتقان ممكن تكون غلطان فى الطلب ......
رد عليها النادل بإحترام ....لا يافندم مش غلطان حمزه باشا هو اللى طلب منى أنزلهولك .....
زفرت أسمهان بشده ولكن ليس للنادل أى ذنب ....فأومأت بهدوء وقالت تمام تقدر تروح لشغلك .....
وجدت من يجلس بجوارها وهو يقول بإبتسامه شديده .....
لقيتك.قاعده لوحدك من فتره طويله قلت اطلبلك برتقان تهدى بيه نفسك .....
إبتسمت بحذر وقالت ...
شكراً لحضرتك مستر حمزه ..بس إيه يعنى هو حضرتك مواركش حاجه غير المستشفى ولا ايه ،اللى اعرفه انها نشاط إستثمارى مش أكتر لكن تركيزك كله فى شركاتك .......
أجابها وهو منصب بنظره على عينيها حتى أنها أحست بالخجل الشديد وزاد خجلها مما قال .....
أنا أكون فأى مكان إنتى فيه يا أسمهان ......
إنتفضت أسمهان بشده وقالت ...
حضرتك بتقول إيه ،ياريت تحاذر فى كلامك معايا انا مبحبش كده .....
أجابها بخبث مهو ده أكتر حاجه انا بحبها فيكى أنك بيور ملكيش دعوه بلوع البنات ده خااالص ...
حذرته بإصبعها بغضب وقالت ....
ياريت كلام حضرتك يبقى معايا بحدود بعد كده ......وقف حمزه هو الاخر وقال بتحدى سافر ....لييه ..تقدرى تقوليلى عشان ايه أكلمك بحدود ......
ضمت يديها الإثنان لصدرها وقالت ...
يمكن عشان متجوزه ......
ضحك.بشده وقال ....قصدك دكتور إحسان ....؟؟
صدمت من معرفته للأمر وقالت ....
انت تعرف منين .....؟
إقترب منها وقال .....أنا أعرف كل حاجه عنك يا أسمهان مهما كانت صغيره ........
إرتبكت أسمهان وابتعدت عنه وقالت بتحذير ...
لو سمحت يامستر ......لم تكمل لانه قال ....
حمزه إسمى حمزه يا أسمهان ياريت تقوليها من غير ألقاب .....
قالت أسمهان بقوه
أسفه يا مستر حمزه اللى بينى وبينك شغل وبس وده ميسمحش انى اقولك بإسمك كده بدون ألقاب وأعتقد إنت كمان مش مسموحلك تناديلى بدون ألقاب .....
غضب حمزه وقال ....
بسألك.كمان مره لييه عشااااان إيه ....عشانه هو اللى سابك وسافر سنتين من غير مايسأل عليكى والا اللى كان سبب فى إجهاض جنينك ودخلتى اوضه العمليات وطلغتى منها وبرده هو مش معاكى يبقى لييييه تقدرى تقوليلى .....
شهقت بقوه لمعرفته لهذا الأمر ...فلا أحد يعلم به حتى والديها .....نزلت دموعها دون أن تشعر ....شعر هو بالألم لأجلها ....
قال لها بأسف ....أنا اسف صدقينى أسف يا أسمهان أنا غبى بس بلاش تعيطى مش هقدر أشوف دموعك كده صدقينى .....
نظرت إليه وقالت بصوت مخنوق ...عرفت منين .....؟!
جاوبها بحزن ...صدفه والله صدفه إنى عرفت انك كنت عامله العمليه فى مستشفى من المستشفيات بتاعتى والدكتوره اللى غملتلك العمليه كانت جايه هنا المستشفى لأننا كنا محتاجينها وشافتك ونادت عليكى بس انتى مسمعتيش فسألتها تعرفك منين فحكتلى الموضوع كله .........
أمسكت بحقيبة يدها وتركت المشفى تحت نظرات حمزه المشفقه عليها فهو يعلم أنه ضغط عليها ولكن كل السبل متاحه فى الحب والحرب ......
كان الفريق الطبى قد أنهى العمليات الخاصه به ...وخرجوا للإستراحه أما إحسان فذهب كى يراها .سأل عليها وعرف أنها بكافيتيريا المشفى وعندما ذهب وجدها تقف مع حمزه وقف ولم يعرف ماذا يفعل أمن حقه أن يذهب إليها ويأخذها من ذراعيها ويمشى ويضرب ذلك اللئيم ...قرر بالفعل أنه لن يتركها فيكفيه مايشعر من غيره لوجودها معه ...ولكنه وجدها تهب مسرعةً حتى أنها لم تنتبه إليه ......
ذهب هو لحمزه وأمسكه من تلابيبه وقال .....
برده مش هتبطل قذاره ..عايز إيه منها ..قولتلك مرااااتى ومش هطلقها سامعنى .....
نظر اليه حمزه بإستخفاف وقال ......
ههههه متهيألك قريب قوووى هتطلب الطلاق ومش بعيد تخلعك يا دكتور .....
صرخ إحسان فى وجهه وقال .....
بعيييينك ده يحصل سامعنى بعيينك ولو حتى حصل انا أقتلها وأقتل نفسى بعدها ولا إنى أسيبها لواحد زيك .....
أمسكه هو الاخر وقال ...لو انت بتحبها تسيبها تختار مش كفايه سيبتها وسافرت كمان عايز تحجر على تفكيرها انت أنانى قوووى يادكتور ...
تركه إحسان وخرج هو الآخر من المشفى بعد أن شعر بنيران الغضب والغيره تأكل أحشاؤه ...
●●●●●●●●●●●●●●●●
ما أحلى اللقاء بعد طول الصبر والجفاء ...ما أحلى الوصال بعد طول الحرمان ......
كان نادر يجلس على البحر وبجواره رواء والتى كانت شارده فى مكالمة أسمهان .....قبلها نادر من وجنتيها
وقال ....حبيبتى مشغوله فى إيه عنى واحنا فى شهر العسل .......
إبتسمت رواء بخفوت وقالت .....أ
سمهان يانادر حاساها فى مشكله أو فيه حاجه حصلتلها .....
إندهش نادر وقال ....
ليه بتقولى كده ..حصل حاجه ولا إيه ؟ أجابته رواء بتركيز وقالت ....
لا بس كل مره تتصل تقولى عيشوا حياتكم وانبسطوا وانا بسد وراكم متخافوش وكلام من ده .بس المره دى لقيتها بتسألنى هتيجوا امتى وكده ولما قولتلها اننا هنتأخر كمان أسبوع حسيتها كده انها اتصدمت ولما سألتها قالت بحزن كده حسيته فى صوتها أصلكم وحشتونى ومعرفش إيه ..مش عارفه انا متأكده إن فيه حاجه .....
إعتدل نادر وقال ....
قلقتينى فعلا طب إيه رأيك أنا هقوم أكلم خالى أكرم وأشوف فيه إيه....
ذهب نادر لكى يتحدث مع خاله أكرم أما رواء فكانت تنظر للبحر وهى تدعوا الله الا يكون بأسمهان أى شئ فهى تحبها بشده ويكفى ماتمر به من وجع .......
رجع نادر ووجهه مكفهر من الغضب ....
جلس بجوارها وقال ......انتى تعرفى إسم جوز أسمهان .....؟؟
نظرت إليه رواء وقالت ..هى قالتلى عليه بس مش فاكره إسمه بالظبط يعنى ...سألته مباشرةً وقالت ليه فيه إيه ......؟؟
.
زفر نادر بشده وقال ...خالى قالى ان الوفد فيه دكتور مصرى واول ما اسمهان شافته اغمى عليها ولما سألته عن إسمه قالى إسمه دكتور إحسان عبد الرحمن ....
قفزت رواء من على مقعدها وقالت .....
أيوه هو ده إسمه ..معنى كده إن أسمهان بتشتغل مع الوفد اللى فيه جوزها ...ياحبيبتى يا أسمهان وانا بقول صوتك ماله ربنا يكون فى عونها ....
نظرت لنادر بترجى وقالت ...نادر إحنا لازم نرجع مينفعش نسيبها لوحدها ......
وقف نادر هو الاخر وقال ..
من غير ماتقولى طبعا هنرجع ربنا يعلم انا بعز أسمهان إزاى وبعتبرها أختى يلا بينا وهبقى اعوضك عن شهر العسل بشهرين تلاته ياقمر انتى .....
إبتسمت رواء بخجل وقالت ...طب يالا بينا وبطل كلام .....
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما ينكسر القلب وتحاول أن تجمعه مرة أخرى فلابد أن تكون حذرا ..لانه لو تحطم مرة أخرى فيكون من الصعب التئامه .....
وصلت أسمهان الى منزلها وهى تحاول ألا تنهار أكثر من ذلك ..
.دخلت وحمدت الله انه لايوجد أحد بالمنزل ..فلابد أن عبد الرحمن مع أصدقائه فى النادى كعادته والعم إلهامى ذهب الى منزله اليوم وسيأتى بالصباح .....
ذهبت الى الحمام بعد أن أبدلت ملابسها وأخذت حماما سريعا علها تنسى ما حصل اليوم ...
جلست على سريرها وهى تفكر فى كل شئ لما يحدث معها هكذا ..لما هى بالذات ولكنها دائما ماتحمد الله على مابها فيكمن الخير فى الشر ..فلولا ماحدث معها لما أكملت دراساتها ولما أصبحت ماعليه الآن فهى تُطلب بالإسم رغم مدة عملها البسيطه وذلك لإتقانها لعملها وأيضا ذكائها بجانب أخلاقها العاليه .....
سمعت طرقاً على الباب فذهبت كى تفتح على أنه عمها عبد الرحمن وقد نسى مفاتيحه فهو يفعلها كثيراً ..لذا لم تهتم بأن تضع شيئاً على رأسها او لتدارى باقى جسدها فهى كانت تلبس بيجامه برموده ليست بالفضفاضه وأيضا ليست بالضيقه المفسره لجسدها بلون الموف الهادئ وكان شعرها مازال مبللا فكانت تخطف الأنفاس .
لو كانت تعلم من بالباب لماذهبت لكى تفتح ...أما هو فوقف لبرهه لا يقدر على الكلام فها هى زوجته أمامه بهيئه تجعلك لاتريد المُضى من أمامها .....أما هى فدخلت بسرعه لكى تبحث عن إسدالها لكى تلبسه وعندما وجدته فى غرفتها وأمسكت به وجدت من يوجد خلفها وأنفاسه فى عنقها وقال بصوت هادئ للغايه .....
أنا جوزك على فكره وغير كده مش أول مره أشوفك ولا إيه .....؟؟
شعرت أسمهان بضربات قلبها اللعين وهى تتسابق بينها وبين بعضها أيهم الأسرع ..إرتبكت بشده من قربه منها ولكنها قررت الا تنصاع أبداً ولا تهتز ....
إستدارت ناحيته وليتها لم تفعل فهى أصبحت أقرب إليه ووجهها أما وجهه ورغم ذلك إستجمعت شتات نفسها وقالت ...
.لو انت فاكر انك لسه جوزى فأنا نسيت خلاص إنى زوجه.......
وكأنه لم يسمع شيئاً مما قالت وكيف له أن يسمع وكل حواسه أصابها التشتت من بحر عينيها ..أراد القرب وأرادت الإبتعاد ...ذهبت بعيداً عنه وعند تلك اللحظه وكأنه استفاق مما هو فيه ومن تأثيره عليها وفجأه أتى برأسه حمزه ووقوفها معه ...كانت هى فى ذلك الوقت ذاهبه تجاه الباب كى تخرج ولا تظل معه بغرفة واحده .......
ذهب اليها ونار غيرته هى من تقوده .أمسكها من معصمها وأدارها إليه بعنف حتى أنها ارتطمت بصدره ..تأوهت بخفه وقالت بغضب.....
مالك فيه إيه أوعى كده سيبنى أطلع ...أمسك.وجهها بين يديه ونظر لعينيها وقال بغيره مفرطه ....كنتي واقفه مع زفت حمزه ليييه مش حذرتك منه .....؟؟
نظرت إليه بقوه وغضب وقالت .....
أقولك كنت واقفه ليه هاه كنت واقفه عشان بيعايرنى بيك ...بيعايرنى بجوزى اللى سابنى سنتين من غير مايفكر يسأل مره واحده ...بيعايرنى إنى أجهضت طفلى لوحدى وجوزى مش معايا .....
نظر اليها بصدمه يعرف أن حمزه أعلن عليه الحرب لكى يصل اليها ولكن لما يفعل معها ذلك ...
أما هى فانهارت وشدت نفسها بقوه من بين يديه وقالت وهى تضربه بقوه على صدره وكأنها تفرغ مابها من ألم ......قالى
إنى أستاهل حد يحبنى ويقدرنى ...حد يحسسنى بقيمتى مش يمشى و يسيبني ...قالى انه بيحب كل حاجه فيا ومستعد.يعمل أى حاجه علشانى عرفت كان بيقولى إيه ....؟؟ ارتحت!!!!!
.
نظر اليها بغضب وغيره جحيميه وقال ...
وانتى ازاى تسمحيله انه يقولك كده ازاااى انتى مراتى أنا ،ملكى انا ،بتاعتى أنا ..
وقفت أمامه وقالت بقوه ..
مش أنا اللى سمحت بكده إنت اللى سمحت بده مش أنا .....
وقف بدهشه ينظر إليها وقال ...
أنا اللى سمحت إزاى انا مكنتش موجود ولو كنت موجود كنت قتلته .......
ضحكت بسخريه وقالت ....سمحت بكده لما سيبتنى ومشيت ..لما مخلتنيش أقدر أدافع عنك لأنك ببساطه معملتش معايا حاجه حلوه تخلينى أدافع عنك ...لما مفكرتش فيا وانت رمينى ده اللى خلاه يكلمنى كده ...عرفت مين السبب وعلى العموم يادكتور أنا مسمحتش انه يكلمنى بالطريقه دى وسيبته ومشيت ..وده مش عشانك لاسمح الله لا ،ده عشانى أنا وعشان تربيتى أنا وعشان عمى عبد الرحمن اللى فضله عليا مش هقدر أنكره لكن إنت خلاص مبقاش ليك عندى خاطر ........
أدارت ظهرها إليه وقالت ...
ياريت تتفضل بره الأوضه لأنى محتاجه أنام شويه ......
وجدت الصمت هو كل مايحيط بها فحسبته قد ترك الغرفه ولكنها عندما استدارت وجدته ولكن لم يكن ذلك إحسان فكانت ترى دموعاً فى عينيه ...وجدته يدنو منها ثم أخذها مرةً واحدةً بين أضلعه وهو يقبل رأسها ويقول ......
أنا أسف على كل كلمه حد وجعك بيها وكنت أنا السبب ......
أسف على كل لحظة ألم مريتى بيها وانا الملام الوحيد ......
والله بحبك وهفضل أحبك بس اللى مش هقدر عليه انك تكرهينى ..بلاش يا أسمهان تكرهينى هموووت والله أموووت لو حسيت بكرهك ليا .وانا مبقولكيش كده عشان فى النهايه أسيبك لا ...انا يا أسمهان مش هسيبك مقدرش والله مقدر كل اللى اوعدك بيه انى هحاول امسح اى حزن حصل معاكى عشان تسامحينى ......
ثم قبل رأسها بقوة مرة أخرى وتركها وذهب بطريقه ........
■■■■■■■■■■■■■■
عندما تكون الصحبه من الشيطان فيجب علينا الحذر لانها لن تتركنا ننعم بسلامنا ......
كان يجلس مجموعه من الشباب فى شقة أحدهم وهم يدخنون السجائر الملفوفه كما يقولون ويشربون ماحرم الله ....
راغب ....أمال يعنى قلت ان علاء جاى جاى امال هو فين ..؟
نظر إليه سمير وهو يخرج دخان نرجيلته من فمه وأنفه ...
.ياعم متخافش انا مسيبتوش غير لما أقنعته وزمانه جاى ..انت عارف ميقدرش يبعد عن المزاج .....
راغب بخبث ...
انت هتقولى دا من يوم ما مشى والعمليه مقشفره لكن هو الصراحه كان مشبرأها علينا .....
رن جرس الباب وذهب راغب بفرحه خبيثه وفتح الباب وقال .....
أهلا أهلا نورت ياعلاء فينك ياراجل من زماان
↚
تكون صداقتنا إما كبحر ماؤه أُجاج عندما نروى به يموت النبات أو كماء عذب فرات نروى فيزدهر ويترعرع ويظلل علينا بالأغصان المورقه ....فتكون صداقتنا كظل نهرب به من زمهرير حياتنا ....ولا تكون كنار تحرق كل شئ جميل ....فحذارى ثم حذارى عند إختيار الصديق ........
كان علاء يقف على الباب ولايدرى لما سمع كلام شيطانه وأتى ولكنه حقاً ظن أنه يستطيع أن يقاوم واه والف اه من كبر النفس وعجرفتها ......
دخل عليهم وأصدقاؤه ينظرون لبعضهم البعض على نجاح مخططهم فى إستقطاب علاء مرة أخرى ......
نظر إليه سمير بإبتسامه كاذبه ..:
أهلا أهلا يا أبو الصحاب ،وحشتنا ووحشتنا أيامك ......
نظر إليه علاء وبداخله صوت يقول له لا تفعل وصوت اخر يقول سأجلس قليلا وفقط ولن أشرب شيئاً .....
جلس بجانب راغب وقال ....
أهلا بيكم إيه يعنى ملحقتش أوحشكم مانتو على طول بتنطولى فى شغلى ....
غمز راغب بعينيه بلؤم وقال ......
بس قاعدتنا دى مختلفه يعنى بزمتك موحشتكش السجاره المحشيه دى ولا حجر الشيشه المغمس ثم قهقه بصوت عالى للغايه ....
إبتلع علاء ريقه وقال بصوت مهزوز ...
بببص بقه أنا جاى أقعد معاكم شويه .لكن لو قعدتوا تقولولى اشرب ايه ومعرفش إيه همشى وأسيبكم ماشى .....
نظر سمير لراغب وقال بخبث ومكر .....
خلاص ياراغب متتقلش عليه فى الكلام يمكن الحاج شده ولا حاجه ومش عايز يقول .....
وقف علاء بغضب وقال ....
بقولك إيه أنا راجل ومفيش حد بيشدنى حتى لو كان أبويا ...بس الفكره إنى بطلت ومش عايز أرجع تانى .....
ضحك راغب وقال وده من إمتى ياعلاء داحنا قولنا بقه انك رجعتلنا وهنعيد الأمجاد تانى بس على العموم براحتك خااالص وكفايه انك.قاعد معانا ومأنسنا ولا إيه ياسمير ......؟
إبتسم سمير بخبث وقال ...ااااه طبعا أومااال ....
جلسوا جميعا يتحاورون فى كثير من المواضيع ..بينما سمير وراغب يشربون ماحرم الله وهم يتلذذون به تحت أنظار علاء وعقله الذى يراوده ويقول له ...ماذا فيها إن أخذ مرة واحده ..فلن يحصل أى شئ حينها ...
كان علاء يبتلع ريقه بشده فى كل مرة يرى من يقولون أنهم أصدقاؤه وهم ينتشون مما يشربون .....
أراد أن يجرب هذا الإحساس ثانية ولما لا ...ضعفت قواه وقل إيمانه ولم يقو على الإختبار فمد يده الى سمير وقال ....
بقولك إيه إدينى الشيشه بس مره واحده بس .....
غمز سمير راغب وهم يرون علاء وقد بدأ فى طريق العوده إليهم وتلك المره لن يتركوه أبدا ولن يبتعدوا عنه حتى لايبتعد هو ....
وضع علاء مبسم النرجيله على فمه لكى يسحب منها ولكنها فجأه وفى ومضة بسيطه جاءت صورة نوران أمامه وهى تنظر له بإشمئزاز لما يفعل ....
قذف النرجيله ووقف مرة واحده وقال بصوت جهورى وكأنه يعنف نفسه أولا قبل أصدقائه ...
بصوا بقه القرف ده مش هرجعله تانى ،انا بحمد. بما كل يوم انى بعدت عنه وربنا هدانى ولو عايزين تفضلوا اصحابى يبقى تسيبكوا انتو كمان من القرف ده سامعين يا إما مش عايز أعرفكم خاالص ....
ثم ذهب بإتجاه باب الشقه وخرج بقوه وكأنه يهرب من شئ ما .....
★★★★★★★★★★★
لوكانت قلوبنا بأيدينا لأصبحت حياتنا أفضل .وذلك لأننا سنوجهها كما نريد ولما نريد ولكنها دائما تذهب لأشخاص لم يكن يوما نفكر أن تكون قلوبنا ملكا لهم .....
كان إحسان يجلس فى غرفته بالفندق فاليوم العمليات بعد وقت الظهيره فلم يرد أن ينزل الى الأسفل لكى لا يلتقى بها هى مرهقة قلبه وعقله ولكن فلتفعل ماتشاء فهى محقه فيما تفعل .....
دخل عليه استيوات وهو مشفق عليه ..ربت على كتفه وقال ....
مابك ياصاح ..هل ستظل هكذا وحيدا شريدا ألم ترجع لبلدك لكى ترجع لك حبيبتك والتى الى الآن زوجتك ...
إبتسم إحسان بحزن وقال ...
بلى رجعت ولكنى لم أكن أعلم أنى حين خرجت من بلدى تركت ورائى زوجه وطفلا مات بسبب عنادى وكبريائى اللعين ....أكمل بشرود ...
ظننت أنها لا تمثل لى شيئا ولم أكن أعلم أنها تمثل لى كل شئ ..بل أنى دونها ضائع ولا أجد لى مأوى غير بين يديها .....أشتاقها وهى أمامى .
ااااااااااه يارجل من كم المراره والألم الذى أشعر به ..فكيف شعورها هى وأنا من تركتها ورائى ورحلت دون أن أنظر خلفى ودون أن أقيم إعتبارا لأى شئ اخر .....
نظر اليه استيوارت وقال .....
ياالله كم غريب هذا القلب ..كانت بين يديك وتركتها طواعية والان تريدها بشده بعد أن جرحتها وآلمتها ....ولكن ماذا أقول غير أن عليك أن تحارب بشده حتى تستعيدها أم تريد ذلك السمج الآخر يأخذها منك .فزوجتك جميله ومن يريدها ليس بخصم سهل .....
إشتد إحمرار عين إحسان من الغيره والغضب وقال .....
من قال لك على ذلك السمج إستيوارت .....
ضحك استيوارت بشده وقال .....
ويحك يارجل إن أذنيك تكاد تخرج منها النيران ...وصدقا فلم يقل لى احدا على هذا السمج ولكنى نظر وأفهم نظرات الرجال وهو ينظر لها نظرة مُحب عاشق،إحسان .....
وقف إحسان وأخذ يذهب ويجئ وهو يتوعده بالقتل إن لم يتركها ويبتعد .....
ذهب الى باب الغرفه وقال ساهبط للأسفل حتى أتكلم معها ..
ضحك إستيوارت بلؤم وقال ..
.نعم نعم فأنت يجب عليك الهبوط حقاً فهى تجلس مع بيانكا بمفردهم بعد صعود بروفيسور أرمان لحجرته ....
صرخ إحسان وقال ماذاااااا !!
هبط بسرعه وهو يدعو الله الاتقول لها بيانكا شيئا عن حبها لإحسان فهى لم تفقد الأمل أبدا حتى بعد أن علمت بمدى عشقه لزوجته .....
ظل يبحث عنها وسط الوجوه حتى وجدها تجلس مع بيانكا ويضحكون سويا فى المطعم التابع للفندق .....
ذهب اليهم وسط فرحة بيانكا العارمه وشعور متضارب من قبل أسمهان بين خجل وغضب وألم ولنه أبدا لم يكن كره .....
كان ذاهب تجاههم وهو يبتسم إبتسامه واسعه صادقه لرؤيته أسمهان رغم خوفه من بيانكا وكلامها معها .......
كادت أن تتحدث بيانكا ولكن مافعله إحسان قد ألجمها ليس هى فقط ولكن أسمهان أيضا ....فهو توجه لأسمهان وأخذها بين أحضانه وقبل وجنتيها وقال بصوت منخفض مشتاق .....
وحشتينى ..وحشتينى جدااااااا ......
لم تفهم بيانكا ماقاله ولكنها غضبت وبشده فمن تلك التى يأخذها بأحضانه الم تكن تطلبها منه صراحة انها تريد أن تشعر بطعم أحضانه ولو لمرة واحده فكان يرفض بحجه دينه ووفائه لزوجته ....
أما أسمهان فكانت بعالم آخر فهى لم تشعر بشئ مما حولها ..فقط تشعر بإرتياح غريب وهى بين أحضانه ،إشتياق كاامل لزوجها المبتعد عنها .كانت تريد الا تخرج من بين يديه ولاتعرف لما .هل لأنها تشعر بالخجل أم لانها متلذذه بطعم أحضانه التى إشتاقتها كثيراً ...لوهله بسيطه إستجمعت قواها وخرجت من بين أحضانه وقالت بحرج شديد وصوت مهزوز من خجلها ...
إننت إييه اللى عملته ده ...إزاى تعمل كده .....؟؟
ضحك عليها بشده وفرح كثيرا لكونه علم أنه مازال يؤثر عليها إذا هى لا تكرهه وهو راضى تماما عن تلك النتيجه حتى الآن ...نظر اليها وقال بعبث .....
والله اللى انا شايفه انك كنتى مبسوطه .....
ضحكت بسخافه وقالت .....والله واللى انا شايفاه انك بقيت وقح .....
ضحك بشده وقال ...واللى انا شايفه برده ان بيانكا هتموووت وتاخد حضن زيك ....
نظرت له أسمهان بغيظ مكتوم وقالت بلا مبالاه عكس إحساسها بالغضب ....
والله وماله روح إديها وأنا إيه اللى يهمنى فى الموضوع ......
نظر إليها إحسان بعدم تصديق وقال .....
ماشى براحتك بس ساعتها بقه لو مطلعتنيش من حضنها متبقيش تتكلمى أصلها بتموووت فيا...
نظرت اليه أسمهان وقالت بغيظ ...
لا والله انشاله تموت انت وهى .....
غمز بعينيه وقال غيرانه ولا إيه ......؟!
تكلمت بحزن وقالت ...
لا بس متنساش انى مراتك ولا دى كمان هتنساها .والمفروض تحافظ حتى على كرامتى ولا اقولك عادى مانت دوست على كل حاجه قبل كده إشمعنى دى .....
حزن إحسان بشده عليها وقال لها ...
عندك حق أنا دوست على حاجات كتيير جدا بس صدقينى أول حاجه دوست عليها هى قلبى انا ...
نظر إلى بيانكا الواقفه بجوارهم وهى لاتفهم أى شئ بالمره ولكنها تنصهر من الغضب والغيره عليه ……..
أمسك إحسان بيد أسمهان دون رغبتها .....
قبلها بشده ثم قال موجها كلامه لبيانكا .....
أقدم لك عشقى وزوجتى أسمهان ..أعتقد أنكى قد تعرفتى عليها بصفتها المترجمه الخاصه بنا ولم تكونى تعلمى أنها زوجتى وحبيبتى .....
بهتت بيانكا وقالت ...
ماذا تقول إحسان ..ألم تقل لى أنك قد طلقت زوجتك وتركتها .....؟؟!!!!!!
أجابها بسرعه عندما رأى نظرة الحزن على وجه أسمهان وقال ....
وأيضا قلت لكى أنى مازلت أعشقها وأنى لن أكون مع إمرأة غيرها مهما كانت فاتنه وأنها هى فقط من ستكون معى لاخر عمرى ولن أتخذ دونها بديلا ....
إبتلعت بيانكا ريقها وقالت بصوت مهزوز .....
حسنا حسنا هنيئا لكم العوده الى بعضكم البعض .....
ثم أمسكت بحقيبة يدها وخرجت مسرعه من المطعم متجهه الى غرفتها وهى تبكى ....
نظر إحسان الى أسمهان ولسان حاله يقول ...
أصدقتنى الآن ....؟
جلست أسمهان بإرتباك وقالت ....
الساعه دلوقت 11 ونص والمفروض نروح على المستشفى على الساعه واحده ياريت ترن على بقيت الدكاتره عشان يستعدوا إننا نمشى ......
جلس إحسان بجوارها وقال ....
مالك حاسك مضايقه ليه .....؟
زفرت أسمهان وقالت ..
مفيش حاجه ياريت تبلغهم خلينا نمشى لو سمحت ......
وقفت واتجهت لخارج المطعم وذهبت الى قاعة الإستقبال فى الفندق وجلست على مقعد وثير بإنتظارهم ولسان حالها يقول ...
لما شعرتى بالغضب عند معرفة أن بيانكا تحب إحسان ...لاتعرف ولكن عقلها يقول لها أنه سيتركها مرة أخرى ويذهب مع بيانكا فهى طبيبه وجميييله جدااااا وتعشقه وسوف تساعده فى تحقيق طموحه اللا متناهى .....
زفرت بشده وهى تصمم أكثر على طلب الطلاق منه فهى لن تستطيع أن تعيش ما عاشته مرة أخرى ......
♣︎♣︎♣︎♣︎♣︎♣︎♣︎♣︎♣︎
تمر بنا الأيام ونحن نشتاق لمجرد الكلام مع من نحب ....خاصة عندما يكون أمامنا وليس ببعيد ....
ظلت إبمان غاضبه على رزق لاتعرف لماذا .فهو لم يفعل شيئا ولكن آحساسها أن غيرها كان بين أحضانه فهو يشعرها بنار تأكل قلبها .....عندما اراد معها الكلام أكثر من مره فإنها ترفض بهدوء وتتركه ......
غضبت منها شهد كثيرا ولكنها لم تقتنع بغضبها بل لامتها لكونها لاتشعر بما تشعر هى به ....
جلست شهد أمامها وقالت .....
يلا بينا يازفته عندنا محاضرة دكتور رزق ولا مش ناويه تحضريها .....
وقفت إيمان بغضب وقالت طبعا هحضرها أمال إيه يعنى زعلى منه حاجه والمحاضرات حاجه تانيه ....
ضربت شهد كفا على كف وقالت ....
ااااه يامثبت العقل والدين ياااارب ....يابنتى هو عمل إيييه أموت واعرف ...داحتى يومها على طول طلع على رئيس الجامعه وقدمهم لمجلس تأديب .عايزه إيه تانى يعنى .....؟؟!!
وقفت إيمان وقالت بشده ...
ياسلام ياختى انتى شايفه ان مفيش حاجه حصلت وست زفته وهى فى حضنه .....
غضبت شهد وقالت اديكى قولتيها هى اللى فى حضنها مش هو .......
قالت إسمان بغيره
بقولك.إيه انا كل ما افتكر ببقى عايزه اولع فيه وربنا ....
ضحكت شهد وقالت ....
يابنتى ماهو ولعوفى ام الهدوم اللى كان لابسها عشان خاطرك لأ وصورهملك كمان عشان ترتاحى وحلفلك انه استحمى بديتول يعملك إيه تانى ...!!
ضحكت شهد بخفه وأكملت بغمزه وقالت .....
انتى عارفه يابت يا إيمان إيه اللى هيريحك ....ن
ظرت إليها إيمان بريبه وقالت ...إيه يا أم العريف ......؟؟!
ضحكت شهد وقالت ....انك تروحى انتى وتحضنيه جااامد .....قالت شهد هذا الكلام
ثم أشرعت بالفرار من أمام إيمان والتى كادت أن تقتلها لما تفوهت به .....
ظلت إيمان تتكلم بصوت منخفض وهى تقول ...
قال أحضنه قال ..هبله وكلامها أهبل وربنا .....
وجدت من يقول من ورائها بصوت منخفض..
لو هيتحضن ده يبقى أنا فأنا موافق جداااااا ...
قفزت أمامها من الخوف فوجدته رزق يضحك بعد ماقال ما قاله ...نظرت إليه شرزا وقالت ....
تعرف تسكت أحسنلك ......ولا لأ؟؟!
أغلق فمه بيده وكأنه يغلق سحاب على فمه ....
أشار لها بيده بأن تمشى معه حتى المحاضره .....
مشت إيمان تحت غيظها من شهد ورزق ....ولكنها تنهدت وقالت ...
بس ياترى هيبقى شكله إيه ......؟؟!
أجابها رزق بعبث حلو والله عايزه تجربى انا موافق جداااا .....
لكزته فى يده وقالت
على فكره عيب على دكتور محترم زيك يقول الكلام ده ....
ضحك بشده وقال ...
والله انا حاليا بكلم مراتى المستقبليه وخطيبتى وحبيبتى مش بكلم طالبه عندى فيه فرق حضرتك ......
وقفت أمامه وقالت وهى تجز على أسنانها ...
هو انت عايز تكلم الطلبه بتوعك كده دانا كنت موتك وموتهم ......
غمز بعينه وقال ....
أموت أنا فى الشرير اللى بيغير ياناس ...
إبتسمت لدعابته وتغيره معها وقالت ..
.على فكره بقه انت اتأخرت على المحاضره يادكتور ...
ضرب جبهته بيده وقال .....
روحى منك لله نستينى نفسى وربنا ..يلا ياختى قدامى على المحاضره يا أخره صبرى ...
لم يكونو قد تقدموا بعد.وجاءت طالبه من المدرج اليهم ثم توجهت بالكلام لرزق وقالت برقه متصنعه .....
دكتور رزق حضرتك نسيت المحاضره ولا إيه ؟! إحنا مستنينك من بدرى .....
رفعت إيمان إحدى حاجبيها وهى تنظر لها وهى تتحدث أما رزق فقال بينه وبين نفسه ...
الله يرحمك والله كنتى طالبه مجتهده مع انى معرفش إسمك .....
نظر الى إيمان وقال بإبتسامه ....
اتفضلى وأنا جاى وراكى على طول وأسف على التأخير ....
نظرت إليه إيمان بغيظ وقالت لتلك الطالبه ....
.هو مش انتى برده سمعتيه وهو بيقولك جاى وكمان عايزه اكلم خطيبى فى حاجه مهمه ولا إيه ..؟؟؟
ثم إبتسمت لها إبتسامه متكلفه ...إرتبكت الطالبه وذهبت من أمامهم وهى تهرول من نظرات إيمان فالجميع قد علم بما فعلته بجنه وضربها لها بالقلم .......
نظرت لرزق فوجدته يكتم ضحكته حتى إحمر وجهه ...صرخت به وقالت ....
إضحك إضحك بدل مايحصلك حاجه ..انت تضحك وانا أفرقع عادى ....
ثم قلدتها وقالت ...
حضرتك نسيت المحاضره يادكتور رزق ......
ضحك رزق وقال ..بزمتك هى كانت بتتكلم كده ياشيخه ....دى كانت بتتكلم برقه تهبل ......
نظرت إيمان اليه بغيظ وقالت ...
لا والله طب روح اشبع بيها يادكتور ....
ذهبت وتركته أما هو فلحق بها وهو يضحك بشده عليها ......وعندما وصلت للمدرج وقفت ونظرت إليه وقالت ....
يلا يادكتور اتفضل ادخل وانا جنبك عشان البنات اللى جوا تعرف انك ملكيه خاصه ......
إبتسم لها وقال بفرحه من غيرتها تحت أمر البرنسيس إيمان ثم أمسك يدها ودخل الى القاعه أمام الجميع ...فهى تمثل له كل شئ فى حياته ....
■■■■■■■■■■■■■■■■■■■
عندما يحتاج الإنسان لشخص قريب لكى يروى له آلامه ....شخص يستمع فقط دون أن يبدى أى نصيحه ...بل يصبح كلإسفنجه يمتص الالم وفقط دون أن يُرجعه .....عندها وفقط يبحث الإنسان الى أقرب شخص إليه او ...الى شخص غريب كليا عنه ......
كانت أسمهان تجلس داخل مقهى المستشفى كالعاده حتى ينتهى الفريق الطبى من العمليات المخصصه لهم فى ذلك اليوم ...وكانت ليست بالكثيره فهم عمليتان فقط ...تمت واحده بالفعل وهم الان فى الثانيه وعلى وشك الخروج .....
رن هاتف أسمهان فوجدتها نورين أختها ...
تذكرت أن اليوم هو الخميس وأن نورين ستأتى إليها اليوم كادت أن تجيبها بسعاده ولكنها فجأه تذكرت إحسان وأنه من الممكن أن يأتى للمنزل فماذا ستقول عندها .....
أجابتها وهى تدعو الله بداخلها أن تسافر هذا الأسبوع الى منزلهم ....
ألو أيوه ياحبيبتى عامله إيه ؟
.....................
أيوه طبعا تنورينى إخص عليكى مانتى عارفه إنى بستنى لما تجيلى عشان نرغى مع بعض .
......................
خلاص ماشى أنا ساعتين وأخلص وكده كده انا معايا عربيه هفوت عليكى واخدك من قدام السكن ماشى ياخبيبتى يلا سلام .
أغلقت الهاتف وهى تزفر بشده ماذا تفعل فى هذا الأمر ....
قررت أن تكلم إحسان وترجوه ألا يأتى فى هذه الأيام ولا تعلم أن إحسان سيستغل هذا الوضع لصالحه ......
انتهت العمليات الجراحيه وانتهى الفريق من متابعة المرضى والتى كانت معهم أسمهان بالطبع تقوم بالترجمه بين البروفيسور وأهل المرضى .....
أما بيانكا فكانت لاتتحدث الى أسمهان مطلقا رغم تقاربهم فى الصباح ....علمت حينها أسمهان أن بيانكا بالفعل عاشقىة لزوجها ....شعرت بالغيره منها ...نعم بالغيره حتى أن أسمهان نفسها نبذت هذا الشعور ولكن ما باليد حيله .....
انتهوا من العمل .....طلبت أسمهان أن تتكلم الى إحسان .....أخبرته بما تريده منه ....
نظر اليها إحسان وقال ...
يعنى انتى عايزانى مجيش البيت اليومين دول ...؟؟!
.أومأت برأسها وقالت
ياريت .مش عايزه مشاكل مع أختى خاصة يعنى انهم ميعرفوش بموضوعنا هم مفكرين انك مسافر وبتبعت وبتكلمنى والامور بينا طبيعيه وكمان ميعرفوش بموضوع الحمل ده فأرجوك مش عايزاهم يعرفوا حاجه وانا هخترعلهم أى حاجه عشان نتطلق ...
أمسك إحسان يدها بقوه وقال بغضب ....
طلاق مش مطلق يا أسمهان سامعانى وإياكى أسمعك تقولى كده تانى ...
أنا سايبك براحتك عشان عاذرك وعارف أن اللى عملته فيكى صعب ..بس مش معنى كده انى هطلقك وانا بقولهالك أهو هتقعدى سنه هتقعدى عشره فانتى ليا ومش لحد تانى سامعه !!
إنتى مراتى أنا وأنا مش هسيبك يا أسمهان أنا غلطت مره ومش هعيد غلطى تانى .....
تركها وذهب وهو غاضب ولا يعرف أن هناك من سمع كلامهم وينوى أن يكون هذا الكلام لصالحه ......
كانت أسمهان واقفه مكانها ولا تعرف ماذا تفعل وماهذا الشعور بالفرح لكونه متمسك بها ...فهى ترى ندمه داخل عينيه ولكن مازال جرحها غائر ولم يلتئم بعد ..........
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
تنزل حبات المطر على الأرض لترويها وتخرج مافى بطنها من خيرات ...كذلك الأمل نروى به حياتنا فنخرج.أحسن مافيها لعلنا يوما نصل الى مانريد ......
رجعت أسمهان هى ونورين الى منزل عبد الرحمن ...كان فى آستقبالهم مرحبا بنورين بشده فهو يحبها كثيرا لمرحها وشبهها القريب جدا لأسمهان ......
دخلت أسمهان ونورين وقد أبدلوا ملابسهم وأخذوا حماما منعشا ...
كانت نورين ترتدى عباءه بيتيه رقيقه بكم وعليها حجابها لانها ستجلس مع اللواء عبد الرحمن أما أسمهان فكانت ترتدى كاش مايوه طويل وبربع كم وتترك لشعرها العنان .....
قال عبد الرحمن ....إيه يا أسمهان مش هتاكلوا ولا إيه .....؟؟
ضحكت أسمهان وقالت ...ايوه طبعا دانا ميته من الجوع بس الأخت نورين نفسها فى بيتزا وانا الصراحه مفييش دماغ اعملها فطليتها وانا جايه وزمانها على وصول ...
غضب عبد الرحمن وقال ...يابنتى عمك إلهامى عامل اكل كتييير قبل مايمشى .....
قبلته أسمهان بحب وقالت معلش بقه وكمان متقلقش احنا سهرانين وهناكل تانى ولا يهمك ....
ضحك عبد الرحمن وقال طب ياستى بالهنا والشفا .....
رن جرس الباب ...فقامت نورين لتفتح لكونها بكامل ملبسها ....
وجدت إحسان أمامها فقالت بصدمه .....
إيه ده أبيه إحسان حضرتك جيت إمتى
↚
تأتى للإنسان فى بعض الأحيان فرصه لكى يصحح الخطأ فإما أن يستغلها على أكمل وجه أو يتركها تذهب هباءاً .حتى لو لم يتم إصلاح الأخطاء فيكفى شرف المحاوله ......
كان إحسان يقف أمام الباب ويبدوا عليه الثبات أما بداخله فهو لا يعرف رد فعل أسمهان على فعلته تلك ....فالآن فقط يود أن يقتل استيوارت وباهر صديقيه ....فعندما علموا ما قالته له أسمهان .طرأت هذه الفكره لباهر وحثه على أن يستغل الفرصه ...كان خائفاً جداً ...ليس من شئ محدد ولكنه كان خائف من أسمهان أن تعند معه وترفض دخوله ولا يهمها ما قد يحصل وقد يكون ......
وافق على خطتهم فهى بالفعل تروقه جداااااا ...رغم أنه شخص كان ينحى العواطف جانباً ،الا أنه قد غيرته الأيام والبعد ...خاصةً عندما لم يجد الأمان فى أحضان عمله بل وجد أن عمله يأخذ منه أكثر مايعطيه .....
إستفاق على كلام نورين وهى تسأله ....
جيت إمتى يا أبيه وليه محدش بلغنا ؟ ...
إبتسم لتلك الفتاه التى تشبه حبيبته بشده ولكن مهلا ما كان إسمها .....اللعنه عليك إحسان ماذا ستقول الآن ...عندها تذكر كلام أسمهان وأن نورين أختها ستصل اليوم ....فابتسم بإتساع وقال .....
أهلا أهلا إزيك يانورين عامله إيه ؟
أجابته بهدوء الحمد لله .....
وقف وهو يضحك وقال ....
إنتى مش ناويه تدخلينى ولا ايه ؟ ...
ضربت على رأسها علامه لتذكرها لشئ وقالت .....
ياخبر أبيض أنا أسفه والله معلش من فرحتى برجوعك نسيت انك واقف على الباب ....
تنحت عن الطريق حتى يدخل هو تحت نظرات أسمهان المندهشه بشده والتى تود أن تقتله ...أما والده فينظر له بخبث فهو مهما فعل فهو إبنه ويحفظه عن ظهر قلب ويعلم أن قسوته ماهى الا رد فعل وليس فعل ...فأصبح ذلك الشخص العملى الجاد ولكن بداخله قلب يود أن يخترق ضلوعه فيخرج منه ويذهب لمن أراد ....
ذهب إحسان الى أسمهان وقبل وجنتيها وقال وهو يهمس بأذنها ......إيه هتفضلى متنحه كده كتيير ولا إيه ..؟
اتصرفى طبيعى دانا حتى جوزك ولسه جاى من السفر ......
تركها وذهب بإتجاه الأريكه وجلس عليها وقال ....
إييه يا أسمهان أنا ميت من الجوع مش هتوكلينى ولا ايه ...؟!
لو كانت النظرات تقتل لقتلته أسمهان بنظراتها .....
شعرت نورين بوجود شئ غير صحيح فأختها واقفه بهدوء قاتل وإحسان تشعر وكأنه يستعطف أسمهان بنظراته ..وكيف لم تقل لها أسمهان شيئاً عن رجوعه ...
ارادت نورين أن تعرف خاصة وانها عندما حاولت أن تستدرج أسمهان بالكلام عنه أثناء سفره فكانت تراوغ فى الحديث ولا تقول شيئاً ....
وقفت نورين وقالت ....
زمان البيتزا هتوصل دلوقت هاه تحب تاكل معانا بيتزا ولا حاجه تانيه .....
.نظر إحسان لأسمهان بأسف وقال ...
اللى هتاكل منه أسمهان أنا هاكل منه ....
ضحكت نورين وقالت ....ياسلام على الحب ...بس مقولتليش انت برده جيت امتى ......؟؟!
عندئذ وتكلمت أسمهان وهى تجلى صوتها حتى لا يقول مالا يرضيها .....إحححم جه من يومين يانورين ....
اندهشت نورين وقالت بجد ...ثم أكملت بخجل ...
ططب مقولتليش ليه كنت روحت أو فضلت فى السكن .....
نظرت أسمهان إليه بحده وقالت ....
اهو ده السبب انى مقولتلكيش ،خفت أقولك تصممى تقعدى فى السكن لوحدك وكمان متقلقيش إحسان هيبات مع عمو عبد الرحمن وانا هبات معاكى فوق فى شقتى .......
غضب كل من إحسان ونورين ولكن كلٌ له أسبابه ..فإحسان كان يمنى نفسه بأن تكون معه بنفس الغرفه أما نورين فكانت تشعر بالخجل كون أسمهان ستترك زوجها لكى تنام معها وطبعا لا تستطيع أن تبيت مع عبد الرحمن بمفردها فهو حتى لو كان كبيرا فى السن فهذا لا يجوز .......
وقفت نورين وقالت بكسوف ...
بصى يا أسمهان ماهو مش معقول جوزك يبقى لسه راجع وانتى تباتى معايا ،مينفعش الصراحه ......
تهللت أسارير إحسان بشده فنظرت اليه وقالت بغضب ....
لا متقلقيش خااالص هو موافق مش كده ....
نظر اليها بنصف عين وقال بغيظ ....اااه طبعا اللى يريحك …..
دق الباب مرة اخرى فأمسكت أسمهان بيد إحسان وقالت ...
روحى افتحى يانورين أكيد البيتزا جت والفلوس عندك.فى الشنطه وانا بس هقول لإحسان كلمه .....
دخلت الى حجرة إحسان القديمه والمقيمه بها هى حاليا ....
جلست على السرير بعصبيه شديده وهو ظل واقفاً ينتظرها أن تتحدث ...قالت مرة واحده ...
أنا مش عارفه إنت لييييه غاوى تأذينى ...انا استحملت كتيييير عشان ميحسوش بحاجه وموجعهمش فى بنتهم اللى جوزها قضى معاها يومين حلوين يحلل بيهم الجوازه وبعدين سابها وهرب ...
طوى المسافه التى بينهم بخطوه واحده وقد قتله كلامها ...أمسكها من يديها الإثنين وهو يهزها بشده وقال
بغضب .....
متقوليش كده ولا توصفى نفسك الوصف ده ....انتى مش حاجه رخيصه عشان أقضى معاها وقت واسيبها لا ....دا يمكن اللى حصل خلانى أعرف ان مفيش غيرك دخل قلبى ...انتى متوقعه انى محاولتش أقرب من ستات تانيه ..لا حاولت عشان أثبت لنفسى انك متعنيش ليا شئ ،بس مقدرتش والله مقدرت مع انى كنت ممكن اكون كل يوم مع واحده مختلفه عن التانيه ...
بس الحب لا .الحب بيخلينا منعرفش نقرب غير من الشخص اللى احنا بنحبه وبس غير كده صعب ....
ساعتها بس عرفت انى قد إيه كنت غبى لما سيبتك ...
.تركها وأعطاها ظهره كى لاترى إنكسار عينيه وهو يقول ....
عايزانى أعمل إيه وانا عمرى ماعرفت يعنى إيه حب ...
كل حياتى هات وخد ...هات مجموع خد هديه ...عايز اشترى حاجه طب اعمل قصادها حاجه ...حتى جوازنا ..
عايز أسافر أكمل دراساتى العليا بره يبقى تتجوز ..
صرخ بصوت عالى وقال ...وافقت أيوه وافقت عارفه ليه لأنى متعود على كده ...كلكم بتقولولى انى غلطان مفكرتوش أبدا انى ممكن يكون الغلط مش من عندى الغلط على تربيتى مثلا ....
ثم أكمل بسخريه وهو يجلس بجوارها على السرير ....ماهو مش ذنبى انى ولد وحيد ومش شرط كل ولد وحيد يبقى مدلع وبايظ ...
امى جابتنى بعد فتره يعنى المفروض أبقى حاجه تانيه بس لا بابا كان بيعشقها لكن هى لا وكانت بتقولهالى دايما ....انت نسخه من ابوك عشان كده مكنتش بتهتم بيا وبابا شايفنى ولد جيتله بعد صبر فمش عايزه يبوظ فطلع العسكريه بتاعته عليا ...ورغم كده شايف حبه لماما وتجاهلها ليه وفى النهايه قالتهالى صراحه كده ...انا خلفتك غصب عنى ....
نظرت إليه أسمهان بإشفاق ....
فرد لها نظرتها بأخرى ساخره وقال ...
على فكره أنا مش عايز أصعب عليكى انا بس بعرفك انى حتى لو غلطت فمش أنا الغلطان الوحيد ..لا بابا كان غلطان لما ساومنى على سفرى وأمى كانت غلطانه لما متعملتش معايا بحب ..انا مش ذنبى انها اتجوزته وهى مش بتحبه ..
بس الحق يتقال انه كان بيحاول بكل الطرق انه يحببها فيه بس معرفش وفى النهايه عرفت انها كانت بتحب واحد تانى ..حلفت ساعتها انى مش هرهن قلبى تحت رحمة حد ..كفايه حياتى اللى اتدمرت بسبب الحب الغلط ...
.ابويا حب الست الغلط وأمى حبت الراجل اللى مش من نصيبها يعنى برده حب غلط ..عرفتى ليه بعدت .....صرخ وقال وعيناه شديدة الآحمرار ....
بعدت عشان خفت اقع فى اللى انا ببعد عنه ...أقع فى حبك وبعدين معرفش اسيطر على نفسى ..ايوه قضيت معاكى يومين حلوين بس مش بمفهومك لا بمفهوم ان دول أحلى أيام عمرى ...أكتر أيام كنت مبسوط ومرتاح فيهم ..ورغم كده غبائى هو اللى حركنى عسان خفت أتعلق بيكى أكتر بس رجعت بعد سنتين أيوه بس رجعت ندمان والله ندماان اعمل ايه عشان تغفرى وترجعى ......
وقفت أسمهان وهى تحاول أن تتماسك وقالت ....
منكرش ان كلامك أثر فيا بس مش معنى انك مجروح يبقى تجرح غيرك ...مش معنى انك موجوع يبقى تدوس على اللى قدامك ...طب ده أحساسك بسبب غلط اللى حواليك ....
ذنبى انا إيه فى ده كله ...انت خليتنى أخاف اتعامل مع حد ...أخاف اقرب من الناس ..حتى ابويا وأمى بقيت بكدب عليهم ...دخلت المستشفى لوحدى ونزلت ابنى لوحدى حتى مقدرتش اكلم أمى تكون جمبى عشان متعرفش باللى عملته .....
أنت وجعك فى الأول مكنش بإختيارك بس للأسف لما وجعتنى كان بإختيارك انت .....
.فأرجوك سيبنى وشوف طريقك لأن صعب نتقابل فى طريق تانى .....
وقف هو الاخر وقال بعصبيه شديده ....
وانا بقولك يا أسمهان طلاق مش مطلق ..انتى مراتى حبيبتى بتاعتى وانتى كمان بتحبينى بس موجوعه ودليل كده انك لسه على ذمتى ورفضتى تشوهى صورتى قدام أهلك ...واذا كنت غبى مره فعمرى ما هكرر غلطى مرة تانيه ومش هسيبك ومش هبعد عنك وعلى فكره ان خلاص هرجع أقعد هنا ليه أقعد فى الفندق وانا شقتى موجوده ومش هسيبك تنامى بعيد عنى تانى .....
تركتة وذهب بعد أن ألقى عليها ما اراد قوله ...أما هى فاكنت حقا مشفقة عليه وتشعر بالفرحه لتمسكه بها بهذا الشكل فكلامه صحيح فهى لن تنكر أن قلبها ينبض بجواره ولكنها صدقا لن تسامح بسهوله ........
★★★☆▪︎★★★★
عندما نريد أن نقطف زهره فيجب علينا الحذر من أشواكها ...فلو جرحتنا الأشواك فسنتحمل مادام نهايتها أن نستمتع برحيق تلك الزهره ......
كان علاء يجلس على كرسيه داخل مكتبه يفكر فى نورين وكيف أنه لم يراها منذ مده ..فهو مشغول فى مشروعه الذى افتتحه منذ مده بمساعده نور بن عمه ....كان يود أن يهاتفها ولكن صدقا هو لا يريد أن يغضبها ولكنه يشتاقها جداااا فماذا عليه أن يفعل .....
دخل عليه نور فى ذلك الوقت وهو يقول ....
مالك سرحان فى إيه بنادى عليك من مده وانت مش واخد بالك ...
نظر اليه علاء وقال دون مقدمات ....
نور انا بحب نورين وعايز اتجوزها .....
بُهت نور مما قاله علاء وظهرت على وجهه معالم الدهشه فاعتقد علاء أن نور غاضب منه .....
قال علاء بحزن ...
خلاص يانور أنا اسف انى قلت كده وبصيت لنورين أنا عارف انها صعب توافق بيا بس غصب عنى وغير كده انا قولتلك لانى قربت منك وحسيت قد إيه انى كنت غبى فى بعادى عنكم فمحبتش أنى أعمل حاجه من وراك أو يكون فيه مشاعر جوايا لأختك ومقولكش ....
نظر اليه نور بحزن وقال ....
إخص عليك ياعلاء انت مفكر انى زعلان عشان فكرت فى اختى لا طبعا ....
تهللت أسارير علاء وقال بجد يعنى انت مش زعلان ....
هز رأسه دليلا على النفى وقال ....
لا طبعا لو علاء القديم انا مش كنت بس هزعل لاااا انا كنت موتك لو قربتلها حتى ..لكن علاء اللى قدامى اللى انا قربت منه بقالى اكتر من سنه وعرفته لا طبعا دانا اتمنى وصدقنى مش هلاقى لأختى أحسن منك بس ااااا ........
حثه علاء على الكلام وقال .. بس إيه يا نور .....؟!
تنحنح نور بتردد وخجل وقال ....
بس يعنى مامتك مش هتوافق انت عارف كويس هى مبتحبش حد فينا مش عارف ليه وانا مش عايز حد يجرح اختى او يقربلها معلش يعنى حتى لو كانت مامتك دى مش بس اختى دى توأمى فاهم يعنى ايه ......
زفر علاء وهو يقول بينه وبين نفسه ....
دى هتفرح قوووى ياريتك تعرف نواياها كنت رفضتوالجوازه كلها بس انا مش هسمح لحد انه يئذيها حتى لو كانت أمى ......
ربت نور على كتفه وقال .....
مالك رحت فين ....
نظر اليه علاء وقال بثقه ....
بص يانور انا عارف ان موافقة نورين صعبه بس مش مستحيله وانا عارف انك هتساعدنى ..غير كده انا كمان عمرى ما هخلى حد يجرح نورين حتى لو كانت امى نفسها وانا مش ناوى أقعد معاهم فى نفس البيت انا هشترى ليا شقه مستقله بعيد عنهم وبرده مش هسيبهم بس عشان حياتى تكون مستقره .. ..
نعم فهو بداخله يعلم حتى لو وقف أمام والدته فستنتهز فرصة نزوله الى عمله وستفعل بنورين الأفاعيل ...فهو حقاً لن يجاذف أبداً .....
ضحك نور وقال خلاص انا لو عليا موافق وربنا بقه يعينك عليها دى عليها لسان قد شريط القطر هههعههههههه ....
ثم تذكر نور شيئا وقال ....بس عمى هيوافق انك تاخد شقه بعيد عنهم دا عمى مشطبلك شقتك من زماان هتقوله إيه ...؟
إبتسم علاء وقال بهدوء ...متقلقش من ناحية عمك انا لما هكلمه أكيد هيوافق د مش بعيد هو اللى يدورلى بنفسه على شقه .بس المهم عمى ممكن يوافق ولا لا .....؟؟!!!
ابتسم نور وقال بهدوء ....
صدقنى ياعلاء بابا حتى أيام مكنت يعنى متزعلش منى بايظ وكده ....أخفض علاء رأسه وقال
..مش زعلان عادى . ....
اكمل نور وقال ...صدقنى رغم اللى كنت بتعمله بس دايما بابا كان بيقول علاء طيب وجواه بذره خير بس عايز اللى يطلعها وصدقنى بابا اللى شجعنى انى أقرب منك ...كان دايما بيقول فلوس اخويا حلال وأكيد ابنه ربنا هيهديه فى يوم من الأيام ...
ربت على كتفه وقال ...فلو على عمك متقلقش انما القلق كله من نورين ربنا يستر بقه .... ...
تنهد علاء بقلق وقال ..إن شاء الله هيستر وهتوافق ولو موافقتش ...
نظر اليه نور بترقب فقال علاء ...لو موافقتش هفضل وراها لغاية متوافق بإذن الله ولو حكمت هطفش كل العرسان اللى بيتقدمولها ......
ضحك نور وقال .....من الناحيه دى متقلقش هى كده كده بتطفشهم معرفش ازاى ...
■■■■■■■■■■■□□□□□
ما الحب الا نبته نرويها بالإهتمام فتعطينا حنانا وطيبه ......
كانت إيمان تجلس فى الكافيتريا مع شهد .....
بدأت إيمان بالكلام وقالت .....إيه ياشهد نويتى على إيه ....
ردت عليها شهد بإستفسار ..فى إيه ؟ ..ردت إيمان بغيظ ....فى موضوع جوازك يازفته انتى وأحمد .....
ظهرت علامات الحزن على شهد وقالت ......تصدقى إنى كلمتهم إمبارح تخيلى بابا كان رده إيه .....
نظرت إليها إيمان بإستفسار فأكملت شهد وقالت ....
قالولى مش هنجهزك لو عايزه تتجوزيه روحى اتجوزيه كده من غير جهاز ......
اندهشت إيمان وقالت معقول طب ليه كده مش كان فى الاول راضى ومبسوط وكان فيه اتفاق إيه اللى غيره كده .....ضحكت شهد بإستهزاء وقالت ...
اللى غيره ياستى ان عمى اللى كان مقاطعنا اتصالح مع بابا ......قالت إيمان بهدوء وإيه المشكله فى كده ماهم اتصالخوا بقالهم اكتر من 7 شهور .....
.نظرت اليها شهد وقالت بالظاااااابط اهو ده اللى حصل انا رطت الأمور ببعض وليه موقفهم إتغير مره واحده لغاية ما سألت ماما صراحةً كده بينى وبينها وقالتلى إن عمى قاله ان نفسه يجوزنى لإبنه واهو يلقى زيتنا فى دقيقنا ..وكما وعد بابا انه مش هيكلفه حاااجه خااالص د غير الشبكه والمهر والذى منه ....
.اندهشت إيمان وقالت ...بس باباكى مش محتاج .....
تنهدت شهد بضيق وقالت ...أيوه بس عمى أغنى مننا بمراحل فطبعا مش عايز يضيع الجوازه منه ......طب وابنه إيه أخباره .....
أكملت شهد بهدوء ...إبنه مهندس ومحترم جدا ويمكن لو مكنتش بحب أحمد كنت وافقت عليه بس حتى هو لما عرف انى مخطوبه سألنى وقولتله انى بحب أحمد من واحنا صغيرين ومش هقدر اتجوز غيره الصراحه قالى وانتى أختى وهو جوز أختى وربنا يهنيكم ومن يومها مشفتوش ..بس طبعا بابا قلب عليا زى مانتى شايفه .....
سألتها إيمان بحزن ...طب ومامتك .....
ضحكت شهد بسخريه وقالت ...ماما سلبيه ملهاش كلمه قصاد كلمة بابا ....بس انا خلاص مش عارفه أقول لأحمد إيه ..أقوله عشان اتجوزك مش هجيب قشايه ..هدخل بيتك بفستان فرحى اللى انت برده اللى هتدفع تمنه ...
بكت شهد بشده ...قامت إيمان وجلست بجوارها وأخذتها بأحضانها وقالت ....
أحمد بيحبك ومش هيسيبك ولو حتى روحتيله من غير شنطة هدومك برده هيفضل يحبك ياخايبه ....
كان يقف خلفهم سمع كلامها بأكمله ولكنه لم يظهر لهم فهو أراد أن يعرف وبشده ماسر حزن حبيبته شهد والآن قد عرف السبب .فهو أبدا لن يتركها وسيتمم زفافه بعد إمتحانات الترم الأول وبسرعه .....
ذهب إليهم وكأنه لم يصل الا الآن ....دخل بخفة دمه وقال .....
خياااانه عظمى بزمتك مش أنا أولى من ايمان اخص عليكى إخص لا أنا زعلان ....
ضحكت من بين دموعها وقالت ...
إنت جيت إمتى ...قال لها بحنان ....
مالك بتعيطى ليييه ....؟
نظرت الى إيمان فقالت ...أبدا أصل كان عندنا إمتحان عملى وهى بتقول محلتش فيه ...
ضحك بخفه يدارى حزنه عليها وقال ...ياستى مايغور الإمتحان والدكاتره كمان لو هيزعلوكى ......
شهقت إيمان وقالت ...بقه كده ياكابتن بتقول على الدكاتره يغوروا وانت عارف ان رزق من الدكاتره ...
..ضحكت شهد أما أحمد فقال بحرج ...أوبس لا أسف يغوروا كل الدكاتره الا دكتور رزق ....ضحكت إيمان وقالت أيوه كده أوعى تدعى عليه تانى ادعى على كل الكليه الا هو ......
جلس بجوارها فجأه وقال وهو ينظر لأحمد بإبتسامه .....
تصدق انا اول مره أفرح ان حد دعى عليا عشان أسمع الكلام الحلو ده من إيمان ......
ضحك أحمد وشهد والتى تناست حزنها بدخول أحمد المبهج والآن رزق ...خجلت إيمان بشده وقالت ... على فكره يعنى انا كنت بقوله كده بس عشان ...عشان...صمتت لم تكمل ...فضحك رزق وقال بخفوت ....
.عشان بتموووتى فيا وخايفه عليا مش كده .....
ردت عليه بسرعه وقالت ...لا طبعا مش كده خاااااااص ...
ضحك.رزق بصوت عالى فقال أحمد ..ما تضحكنا معاك ياعم ......
جلسوا جميعهم وطلب رزق وأحمد وجبات سريعه لهم وأخذها رزق من على باب الجامعه ...
كانت جلسه جميله بكل معانيها حتى قال رزق مرة واحده .....
بقولك ايه يااحمد ...خير يادكتور ....؟
ابتسم رزق وقال ....انا بقولك يا احمد من ساعتها يبقى بلاش دكتور دى .ابتسم أحمد وقال ماشى خير يارزق ....
انا بفكر اعمل كتب كتابى يوم فرحكم ايه رأيك ......؟
صفقت شهد بفرح وقالت ...ايوه كده انا موافقه جداً ....
نظرت اليه إيمان ببهتان وقالت ...ومين قال انى موافقه ....؟؟
نظر اليها رزق بسماجه وقال ...وانا مباخدش رأيك على فكره ...قللت له بغيظ ياسلام خلاص ابقى اكتب كتابك على نفسك بقى .....
ضحك رزق وقال ...ماده اللى هيحصل مش انتى نفسى برده ......صمتت إيمان ولم تعرف بماذا ترد غير أن وجهها أصبح مثل الطاطم مش شدة الخجل ....
غمز أحمد بعينيه وقال . لعيييب يا دكتره ثبتها بكلمه هبقى اخد عندك.دروس تقويه بقه .....
ضحك الإثنان وبشده وقرروا أن يلتقوا مرة أخرى لكى يرتبوا الزفاف وكتب الكتاب بعد أن يأخذ موافقه عبد القادر والد آيمان .......
◇◆◆◆◇◆◆◆◇
لو كانت الجراح علا جها بأيدينا لنزعناها نزعاً من قلوبنا وأكملنا باقى أيامنا مع من نحب دون جراح ولكن هيهات .....
كانت أسمهان تجلس بضيق شديد فهى لا تعلم ماذا تفعل ...فهى حائره وبشده .....
ظلت طوال فترة الطعام وهى بلا كلام ....أقسمت نورين بينها وبين نفسها أنها ستحاول أن تعرف مابها مهما كان الأمر .....
استأذنت منهم بحجة تعبها وقامت لكى تستريح ...ذهبت الى شقتها ومعها نورين ....
أما إحسات فكان يجلس وهو شارد ولا يعرف كيف يداوى جراحها .....
جلس والده بجواره وقال ...ناوى على إيه يا إحسان ....
.نظر اليه إحسان وقال بسخريه ....
مش ملاحظ ياسيادة اللوا انك أول مره تسألنى ناوى أعمل إيه من غير ماتطلب حاجه بالمقابل ....
غضب عبد الرحمن وقال ....إيه اللى بتقوبه ده ياولد انت ...إيييه هى الغربه علمتك الجحود ولا ايه.....؟!
قال إحسان له ماقاله لأسمهان مما جعل عبد الرحمن يشعر بالحزن وبشده على ولده الوحيد فهو لم يعرف أنه قد آذااه بهذا الشكل ......
قال عبد الرحمن بحزن ...عمرى ماكنت اتوقع ان جواك كل ده وشايله لوحدك ....وقف إحسان وقال بسخريه لاذعه ...يمكن عشان ملقتش حد قريب منى عشان يشيل معايا حتى أبويا محاولش يعمل كده ودلوقتى كلكم بتحاسبونى على إييه مش عارف ...
انت أكتر واحد المفروض تتحاسب ياسيادة اللوا لان انا تربيتك انت ...كنت عارف ان أمى عمرها ما اهتمت بيا ورغم كده حبك ليها كان عاميك وبدل ماتعوضى عن إهمالها لاااا جيت وزودت عليا وقى النهايه بتقولى انى جاحد ...
للأسف الجحود ده انت اللى زرعته فيا لما عرفتنى ان مفيش حاجه بتتعمل بدون مقابل ....ولما لقيت نفسى حبيت خفت أبقى زيك فهربت بس للأسف بعد ماسببت أكبر جرح لأكتر إنسانه نقيه فى حياتى ......
تركه وذهب وهو يقول ...تصبح على خير ياسيادة اللوا .....
جلس عبد الرحمن وهو يحاسب نفسه ..فهو فعلا أخطأ فى تربية ولده الوحيد وأبعده عنه وبشده حتى زواجه فهو المذنب الوحيد فيه ...
عرف الان لما كان يساعد أسمهان ....فهو كان يشعر تجاهها بالذنب ولهذا كان يساعدها .....
نهض من مكانه وهو قد أخذ قراراً بداخله وهو أن يقرب بينهم ويحاول أن يصلح ما أفسده هو .......
أما فى الطابق الأعلى كانت تجلس أسمهان على سريرها وهى تفكر ماذا ستفعل ....
دخلت عليها نورين وقالت ....أسمهان فيكى إيه أرجوكى إحكيلى مش أنا أختك برده ....
بكت أسمهان بشده وارتمت بأحضان أختها والتى ظلت تربت على ظهرها حتى تهدأ .....
أخيرا هدأت أسمهان وقررت إفراغ ما بداخل قلبها من هموم علها تجد الراحه والسكينه .....
قصت كل ماحدث منذ أول يوم بالزفاف حتى ماحدث منذ قليل ......
كانت نورين تستمع لها وهو مذهوله من كثرة ماحدث مع أختها وهم لا يشعرون .....
قالت نورين بغضب ....انا كنت حاسه كب ما أسألك عليه كنتى بتهربى بعينك وانتى بتجاوبى ...بس هقول إيه
….زفرت بهدوء وقالت ....بصى يا أسمهان آحسان رغم اللى عمله باين عليه الندم ...وصراحه بعد كلامه اللى قاله لازم تعذريه .....
غضبت أسمهان وقالت بعصبيه ...طب وكسرتى يانورين وجرحى منه اعمل فيه إيه .....!؟
أمسكت نورين يدها وقالت ...الأيام كفيله انها تداوى وغير كده مبقولكيش ارجعيله دلوقت لا اقعدى وخدى وقتك واللى انتى حكتهولى محدش هيعرف بيه ..بس انا قصدى انكم انتو الاتنين مجروحين وصدقينى انتو الاتنين برده اللى هتداوا بعض .....
♠︎♠︎♠︎♠︎♤♠︎♠︎♠︎♤
جاء الصباح ولانعلم هل بخير أم بجراح ولكننا سنمضى بحياتنا مهما كانت ...
كان عبدالقادر يجلس فى عمله ...دخل عليه الساعى وقال أن هناك من يريد رؤيته .....
دخل حمزه وعلى وجهه نظرة خبث فها هو قد جاء الوقت للتفريق بين أسمهان وإحسان بل سيطلبها لنفسه ....وقف علبد القادر بحيره وقال ...
خير حضرتك طالب تشوفنى مين حضرتك ....
جلس حمزه وقال ...أنا ابقى حمزه عبيد رجل أعمال من القاهره وجاى لحضرتك فى موضوع خير إن شاء الله ...
.قال له عبد القادر بهدوء اتفضل حضرتك انا سامع ....
قال حمزه بخبث ...انا طالب القرب منك فى بنت حضرتك ...
توقع عبد القادر انه يتكلم عن نورين فقال. ...
والله انا معرفش عنك حاجه وفى نفس الوقت البنت عندها امتحانات و....
رد حمزه بإندهاش إمتحانات إيه االلى أعرفه إن أسمهان مخلصه تعليمها وبتشتغل .....
غضب عبد القادر وقال ......
أسمهان مين ...!!!!!!!!!!!!
رد حمزه ...بنت حضرتك .....
قال عبد القادر بعصبيه بس بنتى متجوزه ...
أكمل حمزه وهو يدعى البراءه .....إزاى أصل اللى اعرفه ان جوزها سافر من اسبوع الفرح وطلب من باباه يطلقها حتى ايامها فقدت جنينها فأنا جاى لحضرتك على أساس انها منفصله لأن جوزها بقاله أكتر من سنتين مبيسألش عنها حتى بتليفون يبقى متجوزه ازاى حضرتك ......!!!
لم يستوعب عبد القادر أياً من كلام حمزه حتى أنه لم يستطع الرد فألجمته الصدمه .....كل مافعله انه ترك مكتبه وقام من عليه وهو تائه ولا يعرف هل هذا الكلام صحيح أم لا ...............
أما حمزه فقال بإبتسامه خبيثه ....
سورى بقه يادكتور عشان تعرف انت بتتحدى مين ....
اهو غصب عنك دلوقتى هتطلقها ثم ضحك ضحكه خبيثه .......
□□□□□□□□□□□□□□□□
لايعرف الإنسان أين الخير او أين الشر ولكنه بالتأكيد هناك أشخاصا يتمثل فيهم الشر بأبهى صوره فلا يهدأوا حتى يهدموا حياة الاخرين ......
كانت أسمهان نائمه بين أحضان نورين والتى ظلت تهدهد فيها كطفل صغير حتى هدأت ونامت .....
دق جرس الباب بشده ...قامت نورين من جوارها ولبست إسدالها وهى تدعو الله أن يكون خير ....
ذهبت لتفتح الباب وقالت بدهشه ...باباااا ......!!!!!
↚
تأتى الصدمات فى بعض الأحيان من أقرب الأشخاص الى قلبك ..ولكن حقاً فى كثير من الأحيان لا يعنون تلك الصدمات بل تكون غير مقصودة كلياً ولكنها تحدث .....
كان عبد القادر يقف أمام باب شقة أسمهان وهو لا يعرف كيف وصل الى هنا فى مثل هذا الوقت ......كل مايريده أن يقابل أسمهان علها تقول له أن كل ماسمعه من ذلك الشخص الذى لايذكر إسمه ليس إلا مجرد كذبه وليست حقيقه واقعه ..
أفاق من شروده على صوت نورين وهو مندهش وقلق من وجوده فى مثل هذا الوقت ....
بابا . فيه حاجه حصلت ولا إيه كلهم كويسين ....؟!
نظر إليها بحزن وقال ....
إيه مش هتدخلينى ولا إيه .....
أوسعت نورين له الطريق وقالت ....أيوه طبعاً إتفضل يابابا ....دخل الى المنزل وهو يتفحصه جيدا عله يجد به مايدل على صدق ماسمع ولكن لايعرف حقاً عما يبحث ...
إستدار إليها وقال بحزم به حزن.....أسمهان فين ؟ عايز أتكلم معاها ......
أجفلت من طريقته فى الطلب وحزمه الذى لا تعرف سببه فقالت ...أسمهان نايمه يابابا ..كانت تعبانه شويه وماصدقت إنها نامت ...أظن حضرتك قاعد معانا لبكره إتفضل إدخل إستريح وووو........
لم تكمل ولكنه قال بطريقه حازمه ...صحيها أنا لازم أتكلم معاها لازم أعرف اللى إتقالى ده صح ولا غلط لأنه لو صح يبقى أنا معرفتش أربى للأسف ......
لم تعى نورين عن ماذا يتحدث ولكنها قالت بتساؤل ....
فيه إيه يابابا مالك ؟ صاح بعصبية شديدة ....بقولك أدخلى صحيها إيه مبتسمعيش ......
أفاقت أسمهان على صوت الصياح وهى لاتكاد تصدق هل هذا صوت أبيها حقاً أم أنها تتوهم ذلك .....
خرجت مسرعه وجدته بالفعل أمامها.....ذهبت إليه بسرعة وهى تقول بقلق حقيقى .....
خير بابابا فيه إيه ؟ إيه اللى حصل ؟ حضرتك مقولتليش إنك جاى .أكيد فيه حاجه حصلت ؟
نظر إليها بإستياء وقال بشكل مباغت .....
جوزك أخباره إيه يا أسمهان؟ ....
تراجعت قليلا وهى تحاول أن تتمالك نفسها فهى حقاً تستشعر أن لسؤاله مغزى لا تدركه......
أجابته بإرتباك ...الحمد لله يابابا جوزى كويس ...
.وقف أمامها بسخريه وقال .....
لا والله بجد ...ثم استطرد بقوه ..وهو إنتى تعرفى عنه حاجه عشان تقولى عليه كويس ولا لسه مكملة فى استغفالك ليا....
أجفلت من كلماته وقالت بنبرة خافتة ....أنا بستغفل حضرتك يابابا ...إزاى تقول كده .......
أمسك ذراعيها وصاح بها وقال .....
لما يبقى جوزك مبيسألش عنك بقاله سنتين وكمان سايبك زى البيت الوقف عشان مفكر إنك ملكيش أهل ،وإنتى تساعديه على كده يبقى إيه يا متربية يا محترمة ......
تركها بقوة فوقعت على الأريكة وظلت تبكى ولا تتحدث ......
وقفت نورين أمامه وقالت ...لا يابابا حضرتك فاهم الموضوع غلط ...أسمهان بتحبك وعمرها ما استغفلتك أبداً ......
نظر إليها بعينيه وهو يحاول أن يشتشف من ملامحها إن كانت تعرف شيئاً أم لا ...فقال بحده ....
إنتى كنتى عارفه يانورين ...عارفه باللى أختك بتعمله وبيحصل معاها وبتغطى عليها......لم ترد عليه نورين بسبب خوفها من أبيها أما أسمهان فتداركت الموقف وقالت ....
لا يابابا نورين متعرفش حاجه وكمان انا مش عارفه إيه الكلام اللى واصل حضرتك بالظبط ..لأنى مبعملش حاجه غلط ،عمرى ماعملت ولا هعمل حاجه غلط ...
ثم نظرت بعينيه وقالت ...وأظن إنت عارف تربية حضرتك كويس ......
ضحك بإستهزاء وقال ....
كنت ...كنت عارف تربيتى كويس ..قبل ما واحد يجيلى ويطلب منى إيد بنتى المتجوزه ويقولى إن جوزها بقاله سنتين مبيسألش عنها وسايبها يبقى إيه يامحترمة يبقى أنا كده عرفت أربى .......
وقفت أسمهان أمامه بقوه وقالت من بين دموعها .....
أيوه يابابا عرفت تربى ..ربيت بنت أخلاقها كل الناس بتحلف وبتتحاكى بيها ،بس للأسف مربتهاش إنها تاخد اللى فى نفسها واللى هى عايزاه ....
أكملت بضعف وهى تناظره بشدة ...ربيت بنت بتخاف على مشاعر الكل لغاية ما مشاعرها انداست بالجزم ...ربيت بنت بتخاف على إخواتها لدرجة إنها ممكن تضحى عشان يحققوا حلمهم وكانت هى أول واحده يموت حلمها ....إنت ربتنى صح بس مع ناس غلط ...لقيت نفسى ضايعه ..
أيوه ضايعة ...تعرف ضايعة ليه ...لأنك ولا مرة واحدة قربت منى وعرفتنى إنت قد إيييه بتحبنى ...بالعكس كل حاجة معايا أنا بس شخط ونطر وحابسنى أكنى فى سجن عكس إخواتى .....
جلست على الأريكة بقوة وأكملت ببكاء شديد نظر أنظار والدها الضائعة والمصدومة وأنظار أختها المشفقة .....
تعرف أنا فكرت كتيييير إنك مبتحبنيش زى إخواتى ،لأنى بشوفك معاهم مديهم حرية وأنا لأ ..حتى لما حاولت أدخل ألسن حضرتك رفضت عشان فى القاهرة لكن لما نورين جت كليتها فى القاهرة كنت إنت أول واحد تشجعها ....
يبقى عايزنى بعد كده أجى وأقولك يابابا أنا ربنا حطنى فى إختبار وجوزى مشى وسابنى من تانى أسبوع حتى مكملوش معايا وأنا معرفش السبب غير إنه بيكمل عليا وبيموتنى بزيادة بعد ماطلبت من ربنا إنه يكون العوض ليا ...
.عايزنى أجى وأقولك عشان تصمم على طلاقى وأرجع تاتى لنفس الدوامة وأقتل حلمى بإيدى فلا أنا أسفه ....
أنا لما حصلى كده صممت إنى أدور على الخير فى الشر ده ..فلقيت إنى لازم أحقق حلمى وأكمل دراستى زى ما أنا عايزه .....وقفت ونظرت إليه وهو مصدوم ومشدوه من كلامها ...
ولكنها أكملت وقالت ......
أنا معملتش حاجه غلط يابابا أنا بس حققت حلمى ومظلمتش حد معايا حتى عمو عبد الرحمن لما قالى إنه هيخليه يطلقنى أنا رفضت أيوه أنا اللى رفضت عشان لو الجوازه دى فيها خير يبقى خيرها الوحيد إنى أحقق ذاتى ..والحمد لله حققته وخلاص هناقش الماجستير خلال كام شهر ومن بعده الدكتوراه وبشتغل مترجمة وبنكلب بالإسم فى المؤتمرات وفى كل حتة ....يبقى أنا إستغفلت حضرتك فى إيه ..إييه اللى أنا عملته غلط .....
أخذتها نورين بين أحضانها وهما الإثنتان يبكون بشدة ..أما عبد القادر فوقف بألم لايقدر على الكلام حتى أنهم لم يلاحظوا دقات الباب الشديدة حتى فُتح الباب أمامهم فوجد عبد الرحمن وإبنه إحسان فهو لم يكن يعرف أنه قد عاد من الخارج ....
نظرا إليهم جميعاً فوجدوا أسمهان فى تلك الحالة ...ذهب إليها عبد الرحمن وإحسان فى نفس الوقت ....أخرجها إحسان من أحضان أختها وأخذها هو بين أحضانه وقال .......
فيه إيه مالكم صوتكم جايب لتحت ....مالك.يا أسمهان فيكى إيه ..؟؟
خرجت أسمهان من أحضانه وقالت بقوة
أقولك فيه إيه ..فيه إن واحد راح يخطبنى من بابا لأنه فكر إننا منفصلين بسبب عدم نزولك ..شوفت وصلتنا لفين يادكتور ......
نظر إليه إحسان وقال وهو يغلى من الغيره .....
مين ده ياعمى اللى جاى يخطب مراتى من حضرتك ؟
.نظر إليه عبد القادر بعدم فهم ...كيف هو موجود الآن وكيف يقول الآخر أنه مسافر ولا يسأل عنها .....
سأله عبد القادر بدهشة .....إنت جيت إمتى ؟ ....
تنحنح إحسان وقال كما قال لنورين ....
جيت من يومين بس أنا اللى قولت لأسمهان متقولكمش لأنى مكناش فاضى من ساعة منزلت وقولتلها يومين كده وتقولكم لأنى عايز أسلم عليكم .....
عبد الرحمن بغضب ....برده مردتش على سؤال إحسان مين ده اللى طلب إيد أسمهان منك ؟ ...
أجابه عبد القادر بعدم إهتمام ...
مركزتش فى إسمه لأن الكلام اللى قاله كان صعب إنى أركز قى حاجه تانية .....
أخرج إحسان أسمهان من بين أحضانه وقال بتوجس ...
طب شكله إيه ......؟
نظر إليه عبد القادر بقوة وقال ....وإنت يهمك فى إيه شكله أنا بقه اللى يهمنى اللى إنت عملته فى بنتى ...واللى بسبب خوفها منى خبت عليا ....
أمسك عبد القادر فى تلابيب إحسان تحت صدمة الجميع وشهقة خرجت من أسمهان ...
قال له بغضبى..بقى أنا أسلمك بنتى أمانة تقوم تضيعها ،توجعها وتخلى دمعتها متنشفش من على خدها ...
وقف وكأنه تذكر شيئاً مهماً وقال ....وهو ينظر لأسمهان بحزن وخزى ....
طب خوفتى تقوليلى إنه سابك لأرجعك ..كمان خوفتى تقوليلى إنك كنتى حامل ...دخلتى المستشفى وعملتى العمليه ومقولتيش لأهلك على أساس آييييه هاه على أساس إننا موتنا خلاص .....
وقفت أسمهان تهز رأسها بشدة وهى تقول ...
لا لا طبعاً بس خوفت أقولكم تعرفوا اللى حصل وساعتها تصمم على رأيك ....
إبتسم بسخرية وقال وهو ينظر لعبد الرحمن بغيرة...
الواضح إنك لقيتى الأب البديل اللى حققلك كل اللى نفسك فيه واللى أنا معرفتش أحققهولك
ثم أكمل بأسى...بس ياحضرة المترجمة المعروفه ...مفيش حد هيحبك زى ما أبوكى بيحبك وكونى كنت قافل عليكى لأنك نقية وطيبة زيادة عن اللزوم فكنت بخاف عليكى من الهوا،يمكن معرفتش أترجم خوفى عليكى صح بس أنا عمرى ما فرقت بينك وبين إخواتك أنا مش هقولك تعالى معايا لأن خلاص شكلك إخترتى طريقك بعيد عننا .....
تركها وذهب إتجاه الباب وهو يحاول أن يخبئ دموعه عنهم ولكن ناداه عبد الرحمن وقال ...
لو سمحت يا عبد القادر إنت كده.بتظلم أسمهان ...هى كل اللى كانت عايزاه إنها تحقق ذاتها خافت من خوفك عليها مش خافت منك ..كانت دايما بتقولى بابا دايما بيخاف عليا لازم أثبتله إنى أقدر أحمى نفسى ولازم أكون قوية ممكن غلطت إنها مقلتلكش بس برده هى مكنتش قاعدة فى بيت حد غريب ..دى كانت قاعدة فى بيتها معززة مكرمة...
نظر إليه بحزن وقال ...فعلا قاعدة فى بيتها مش بيت أبوها ..
.إستدار ليكمل طريقة ولكن ناداه إحسان بلهفة وقال ....
لو سمحت ياعمى ...
آستدار مرة أخرى وهوينظر لذلك الإحسان بتهكم وهو ينادى عليه ....أنا عايز أقول لحضرتك حاجة عشان تفهمها بس ..أنا فعلا سيبت أسمهان بس مسيبتهاش عشان أضيع الأمانة زى ماحضرتك قلت لا ..أنا سيبتها عشان محبهاش ...
نظر إليه بقوة وأكمل بعد أن رأى نظرات الإستنكار من عينيه....
أيوة أنا لقيت نفسى بميل ليها خفت تسيطر عليا وأحبها لأن للأسف طول عمرى عارف إن الحب ضعف مهما كان الشخص قوى مع كل الناس فبيبقى مع اللى بيحبه شخص تانى ....
نكس والده رأسه بأسى لأنه يعرف منزيقصد إحسان بهذا الكلام ...خفت عليها ومنها ...
إستطرد وكأنه يكلم نفسه وقال بصوت خافت ...خفت عليها منى ،خفت أطلع قهر السنين من أمى فيها وخفت منها ..خفت منها تسيطر على مشاعرى وأبقى نسخة تانية من بابا ...
هربت وسيبتها تواجه الكل لوحدها ...نظر إليه بقوة وأكمل ....بس هى طلعت قوية جدا تعرف حضرتك ليه ..لأنها إستحملت إنها تتوجع على أنها توجعكم إنتم ...تقدر تقولى كنت هتعمل إيه لما ترجعلك متطلقة بعد أسبوعين ولا حتى شهرين جواز ..هى بقه خافت عليكم وقررت تعيش وجعها لوحدها على إنها تشوفوا فى عنيكم وقررت تستفيد من الوجع ده وتخليه إنجاز ..يبقى هى غلطت فى إيه ..يمكن غلطها الوحيد هو هو نفس غلطك .....
نظر إليه عبد القادر وقال ....إزاى بقه ؟
أجابه إحسان بقوة ....أيوه حضرتك مبينتش لها حبك ليها وهى مبينتش ليك خوفها عليك .يبقى إنتوا الاتنين نفس الغلط ولا لا ...
وعلى فكرة أنا رجعت لأنى مقدرتش أبعد أكتر من كده ....
رجعت وأنا مستعد أبوس إيديها ورجليها بس تسامحنى ..ووالله أنا ندمان على السنتين اللى فاتوا وأنا بعيد عنها وغير كده كل اللى حصل ده بسببى أنا فياريت زعلك وعقابك يبقى ليا أنا مش ليها خاالص لأنى خلاص مش هسمح لحد إنه يأذيها ولو بكلمه حتى لو كان حضرتك ..
نظر له عبد القادر وهو لا يعرف بماذا يجيبه ولكن كبرياؤه وغضبه من إبنته الحبيبة جعله يقول ....
أهى عندك إعمل معاها اللى إنت عايزه بعيد عنى .....
ذهبت إليه أسمهان ببكاء وترجى وقالت ...
أرجوك يابابا والله أنا مكان قصدى حاجة ،أرجوك متمشيش وإنت زعلان منى .
نظر إليها بحزن على حالها وغضب مما فعلت وقال ...
سيبيبنى يا أسمهان ...سيبينى أمشى وخليكى فى حياتك اللى إخترتيها ...إنتى خبيتى علينا كل اللى حصلك .خلاص كملى بقه من غيرنا ...
خرج من الباب وقعت أسمهان على الأرض تبكى نزل لها آحسان وأخذها بين أحضانه وهو يقول ...
هيسامحك صدقينى وأناومش هسكت غير لما يسامحك ويرجعك لحضنه تانى ...زى ماكنت أنا السبب فى كل اللى حصل برده هكون أنا السبب فى رجوعك ليه تانى ..
ثم قبل رأسها بشدة أما هى فاستكانت بين أحضانه وشعرت بالأمان يتغلل داخل روحها ..
لم يلاحظوا أن عبد الرحمن ونورين قد هبطوا للأسفل لكى لا يتركوا عبد القادر يمشى وهو بهذه الحالة .....
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
جاء الصباح يحمل للبعض الأمل وللبعض الألم ...ولعل الله يبدل الأقدار والقلوب ......
كانت أسمهان مازالت فى مكانها لم تتحرك ...أتت إليها رواء ونادر فهم منذ أن عادوا من شهر عسلهم من أجلها وهى لم تستطع أن تقابلهم بسبب العمل والتى رفضت بشدة أن يأخذه نادر وطلبت منه أن يكمل أجازته حتى لو كانت بالمنزل .....
كانت رواء تجلس بجوار أسمهان ونورين والتى قصت عليها كل شئ ...لم تعلم رواء كيف تواسى أسمهان أما نادر بعد أن إستمع إليهم قررأن يتكلم مع إحسان وأن يعرف نواياه إتجاه أسمهان فهى بمثابة أخته ....قبل أن ينزل الى الأسفل قال لأسمهان ...بصى يا أسمهان كده كده إن شاء الله باباكى هيسامحك .لما يقعد مع نفسه كده صدقينى مش هيقدر يبعدك عنه ...بس لازم تعرفى مين اللى راحله وقاله الكلام ده .....
هزت أسمهان رأسها بيأس وقالت ....
معرفش والله ما أعرف ودماغى واقف من كتر التفكير ....
أشفق عليها وقال ...طب خلاص إهدى ومتقلقيش على الشغل أنا هنزل أشوف دكتور إحسان وهروح معاه أنا وخليكى إنتى مرتاحه ...
أومأت رأسها موافقةٌ على كلامه ...وجه نادر كلامه لرواء وقال ....
وإنتى يارورو خليكى معاها ولما هخلص هبقى أعدى عليكى أخدك.ماشى ....
ردت عليه بالموافقة وذهبت معه الى الباب حيث قال لها بصوت منخفض ...
خليكى معاها وحاولى تهونى عليها كده ممكن يحصلها حاجه وياريت تعرفى نكرة باباها عشان عايز أكلمه بس من غير ماتاخد بالها فاهمانى .....
إبتسمت له بهدوء وهى تومئ برأسها وتقول ...
حاضر متخافش ياحبيبى مش هخليها تعرف ..يلا وخلى بالك من نفسك ....
قبلها من جبينها وودعها وهبط الى شقة اللواء عبد الرحمن والذى رحب به بشدة وأدخله فقال ....لو سمحت ياسيادة اللوا أنا عايز دكتور إحسان فى موضوع .....
خرج إحسان لكى يذهب إلى عمله فوجد هذا الشخص أمامه فهو لا يعرفه ..عرفه به عبد الرحمن ..
صافحه إحسان بتحفز وهو يقول أهلا بحضرتك خير .....
إبتسم نادر وقال ....أظن حضرتك رايح المستشفى وأنا كمان رايح لأنى هكون هناك بدل أسمهان فياريت نتكلم فى الطريق مع بعض ممكن ....
تكلم إحسان بغيرة ظاهرة للجميع وقال ..
وإنت بقه تعرف أسمهان لدرجة تناديلها بإسمها كده عادى ....
ضحك نادر وعلم لحظتها أن إحسان بالفعل يعشق أسمهان وبشدة ..فقال وهو يضحك ويرفع يده اليسرى لأعلى ..
.على فكرة أنا عريس جديد وأسمهان هى اللى أقنعت عروستى بالجواز كانت عايزه تهرب رغم إنى عارف إنها بتحبنى وأنا الصراحه بموووت فيها ...إيه هديت .....
إبتسم إحسان بهدوء وقال .....
اه واتفضل بقه عشان نلحق وقتنا ...
ركب إحسان السيارة مع نادر ....سأله نادر مباشرة ....
ممكن يادكتور أعرف إنت ناوى على إيه من ناحية أسمهان ؟
نظر إليه إحسان وقال ...يعنى إيه ؟
أجابه نادر وقال ...بص يادكتور أسمهان دى بعتبرها أختى رغم إنى معرفهاش من زمان بس فعلا بحس إنها مسئوله منى وأنا شفتها وهى مجروحة من اللى إنت عملته فطبعاً لازم أعرف إنت دلوقت رجعت ناوى بقه على إيه ....
زفر إحسان بشدة وقال ...
ناوى أرجعها لحضنى تانى ،ناوى أعوضها عن الألم اللى هى شافته ،ناوى أخلف منها طفل واتنين وتلاته وأعوضها عن اللى راح ،ناوى مبعدش عنها أبداً ولو رحت أى مكان هتبقى هى قبل منى لأنى مقدرش أعيش من غيرها .
إبتسم نادر وقال .....
وأنا هساعدك لأنى حسيت من نبرة صوتك قد إيه إنت بتحبها وصراحة هى تستاهل إنك تحارب علشانها بس لازم ترجع علاقتها تانى بباباها لأن أسمهان بتعشق عيلتها جدااااا .....
أومأ إحسان وقال ....طبعاً د أول أولوياتى إن شاء الله ....
قال نادر بجدية ....طب دلوقت بقه تقدر تقولى مين اللى راح لوالد أسمهان؟ .....
شرد إحسان وقال ...مفيش غيره هو أكيد اللى عملها ....
نظر إليه نادر وقال بإستفسار....قصدك مين؟
أجابه وقال ...حمزة الكلب .....
شهق نادر وقال ...قصدك رجل الأعمال المعروف حمزة عبيد ....
قال له إحسان أيوه هو ..هو إنت تعرفه ؟ ...
نادر وهو يكز على أسنانه الا أعرفه ...ثم إستطرد وأكمل ....
كان بيضايق أسمهان دايما وكل شوية يقول إن فيه حاجة مش مظبوطة فى العقود عشان تروحله كل شوية بس هى رفضت تروح لأنها مكنتش بترتاحله فكنت بروح أنا وكنت دايما ألاقى إن الحاجة اللى عايزها هايفه وساعات متبقاش موجودة .حسيت ساعتها إنه بيطلب كده عشان يشوفها ويقرب منها خاصة انها كانت بترفض معاه أى لقاء خارج نطاق الشغل اللى بينهم ومن يومها وأنا اللى بروح أى شغل يخصه ...
أومأ إحسان وقال ...
يبقى هو حاططها فى دماغه من زماان ..ماشى ياحمزه الكلب إن موريتك مبقاش أنا إحسان ...
وصلوا للمشفى وجدوا الجميع قد أتوا ومعهم مترجم آخر بعثه نادر للفندق لكى يأتى مع الفريق الطبى الآخر...
كان يوجد لديهم عملية واحدة فقط ....
كان إحسان وكأنه يجلس على جمر من نار فهو يود الإنتهاء من العملية حتى يذهب لذلك السمج ...ولكنه قررأن يفصل لأن بين يديه حياة مريض ...وبالفعل بعد فترة من الوقت أنهى آحسان والفريق الذى معه العمليه وذهب لكى يغير ملابسه وذهب إتجاه نادر وقال له ....
تعالى معايا ورينى مقر شركته فين ...؟
وقف نادر وقال ...ملوش لازمه لانه جه من شوية هنا ولما لقانى كان عايز يموتنى وسألنى عن أسمهان وقولتله أنا جيت من أجازتى وهستلم مكانها مشى ومتكلمش ....
ذهب إحسان من أمامه ولم يتكلم واتجه الى غرفة ذلك السمج حمزه .....كاد أن يطرق الباب ولكنه سمع صوتا بالداخل معه يقول ...
ياشيخ اتقى الله انت للدرجة دى خلاص غرورك عماك .مش عارف انه مينفعش انك تتقدم لواحده وهى حتى مخطوبة مش متجوزه لا وكمان حراااام ..لكن انت بقه رايح تتقدم لواحده متجوزه إنت إيه للدرجه دى مفكر إن لازم كل حاجه تبقى تحت أمرك وتحت طوعك ......
ضرب حمزه على المكتب وقال بصوت هااادر ....
باااااسل احترم نفسك ومش عشان إنت صاحبى هفوتلك كلامك ده .....
إبتسم باسل بسخرية وقال ....
لا وعلى إيه أنا لو عليا مش عايز أعرف حد زيك كل حاجه عنده مباحه حتى الحرام ..خلاص ياصاحبى مش هكلمك تانى فى أى حاجه وكل اللى بينى وبينك جوازى من أختك اللى هى نفسها مش راضية عن تصرفاتك دى ....
خرج من المكتب بسرعه شديده حتى أنه كاد أن يوقع إحسان من سرعته .....دخل إحسان له وقال .....
تصدق أنا كنت متوقع بنسبه 80% إنه إنت بس برده سيبت ال 20% دول قلت يمكن يكون عندك نخوة ومتعملش حاجه زى دى ..بس إييه إنت إيييييه يا أخى ...
قال بصوت عالى ....إنت لاعندك.نخوه ولا عندك.دين وبا عندك حتى أخلاق تصدق بقه إنت راجل على ماتفرج .....
هدر حمزه بغضب وقال ....
بقولك إيه ماتحترم نفسك وكمان إنت فاكر نفسك مين لو أبوك لوا متقاعد فأنا كل لواءات البلد الموجودين بإشاره من صباعى الصغير يقلبوا حياتك وحياة أبوك ...ولو على أسمهان فأنا بسهوله أقدر أطلقها منك أصله مش حمزه عبيد اللى واحد زيك يغلبه .....
إبتسم إحسان بتهكم وقال بهدوء ماقبل العاصفه .....
لا والله وهتقدر تطلقها منى إزاى بقه هتنتحل شخصيتى ولا هتموتنى وتخليها أرمله عشان تتجوزها ....
أكمل بإشمئزاز ....إنت عارف لو إنت آخر راجل فى الدنيا دى كلها أسمهان مش هتبصلك عارف ليه لأنها حاجه نضيفه قوى وإنت واحد قذر وزبالة ....
صاح بصوت هادر وقال وهو يباغته بضربة فى وجهه بقبضته ....
أسمهان مرااااتى أناااا.......هتبقى أم أولادى أنااااا انت فاااهم!!!
مش هتعيش غير فى حضنى أناااا .....
كان يقول كل جمله وهو يكيل له الضربات فأما حمزه فقد باغته مافعله إحسان فلم يستطع الرد عليه ....
نزفت أنف حمزه بشدة فإحسان كان يضع فى ضربته كل آلام السنين التى مرت على قلب حبيبته فكان وكأنه ينفث عما به وبها من خلال ضربه لحمزه ..ظل يضرب به حتى أصبح وجهه ملئ بالكدمات وإحسان يهدر به ويقول ....
هتدفع تمن كل دمعه نزلت من عينيها بسبب عدم رجولتك ياقذر ....
رجع باسل لأنه قد نسى مفاتيح سيارته ..دخل الى المكتب فوجد آحسان وهو يضرب حمزه بهذا الشكل ...
أخرج حمزه من براثن إحسان بصعوبه وقال له ..
خلاص يادكتور فيه إيه هيموت فى إيدك .....
نظر إليه حمزه بضعف وقال ....
إطلب البوليس بسرعه انا لازم أحبسه ...
كان سينقض عليه إحسان مرة أخرى ولكن ما قاله باسل لم يتوقعه ....فقال له ...ليه هتقول إيه للبوليس ....
هدر حمزه وقال ..مانت شايفه وهو بيضربنى ....
قال باسل ببرود ...
أنا دخلت المكتب لقيتك واقع مضروب ومعرفش مين اللى ضربك أما بالنسبه لدكتور إحسان فهو مشى مع الفريق الطبى من نص ساعه .....
نظر إليه حمزه بغضب وقال بصوت واهن ....
ماشى ياباسل مش هعديهالك ....لم يعيره باسل أى إهتمام وقال ...هبعتلك دكتور وانا خارج ......
كان إحسان فى طريقه للخروج حبنما وجد أسمهان أمامه وهى تبكى وتقول وهى تنظر لحمزه ...
بقه إنت السبب فى اللى حصلى مع بابا ....أنا لما نادر قالى مصدقتش ...مكنتش أعرف انك واطى للدرجه دى ...إنت حاولت معايا وقولتلك إنى ست متجوزه لكن هقول إيه فى واحد زيك ..كلب دا حتى الكلب أحسن منك ...تعرف حتى لو اتطلقت عمرى فى حياتى مهرتبط بواحد زيك إتفوا عليك ....
خرجت مسرعه من غرفته أما إحسان فلحق بها رغم ألم قلبه عندما ذكرت الطلاق ....
خرجت من المشفى ومعها إحسان بجوارها كانت تود أن تعبر الطريق فأمسك بيدها وإبتسم ...
نظرت إليه ولا تعرف لما تشعر بالإطمئنان بجواره رغم ما حدث منه ...تركت يدها بين يديه ولم يتكلم بل ظل مستمتع بتلك اللحظه ولا يود إفسادها ...
رن هاتفها فوجدت أختها نورين والتى كانت تبكى بشده وتقول ....إلحقينى يا أسمهان إلحقى بابا .
↚
عندما يغزو الألم من نحب ...عندها نريد أن ننتزعه من داخلهم حتى لو أصابنا نحن ....ونظل ندعو الله ألا يرينا فيهم سوءاً أبداً ....فالقلب يأن من ألم المحبين .......
كانت أسمهان لاتتحرك حتى دموعها لاتنزل فقط متحجرة داخل مقلتيها حتى أن إحسان ظل ينظر إليها من مرآة السيارة ظل ينظر إليها بقلق .فهى منذ مكالمة نورين وهى هكذا جامدة ...
أما نورين فكانت تبكى بخوف على أبيها فهى لن تتحمل أن يحدث له أى شئ ...أوقف إحسان السيارة بجانب الطريق وطلب من والده أن يتولى القيادة هو، ثم نزل منها وطلب من نورين أن تجلس فى الأمام بجوار والده ....
جلس بجانب أسمهان ووضع يديه على كتفيها وضمها إلى صدره وقال بصوت حنون ...
عيطى يا أسمهان ،أصرخى ،إعملى أى حاجة بس بلاش السكوت ده ....
ظلت شاردة وعيناها مثبتة على اللاشئ ثم قالت بحزن ...
أنا السبب ،أنا السبب ....هو تعب بسببى ،أنا مستهلش أب زيه ...
ليه بيحصل معايا كده ليييه لييييييييييه
صرخت مرة واحدة عند آخر كلمة ...
تركها إحسان تخرج مابها من غضب وحزن وألم تركها تصرخ وتصرخ علها تهدأ بعد ذلك .....
شدد على ضمها إليه حتى شعرت بالأمان بين يديه وبدأ صوتها فى التراخى حتى صمتت ولكنها ظلت تبكى بشدة ...
قبل إحسان جبينها بعمق وعيناه مغرورقة بالدموع وقال ....
مش إنتى السبب يا أسمهان ،لو حد هو السبب يبقى أنا مش إنتى ...أنا اللى حطيتك فى الموقف ده ...أنا اللى خليتك خايفة توجهيهم ...أنا الغلطان حقك عليا سامحينى .أنا الغلطان والله مش إنتى ....
أكمل وهو يشدد على ضمها إلى صدره ...
صدقينى هيبقى كويس وهترجعوا مع بعض أحسن من الأول لأن اللى يعرفك يا أسمهان عمره مايقدر يبعد عنك ......
رفعت رأسها عن صدره ونظرت لعيناه الباكيه وقالت بصوت مبحوح من أثر البكاء ..
بس إنت بعدت ....
كوب وجهها بين يديه وقال ...عشان أغبى مخلوق خلقه ربنا هو أنا ....وناوى أبقى ذكى ومسبكيش تانى ابدا استحالة اعملها تاني إيه رأيك .....
نظرت إلى الأمام بتيه وقالت ....
لما بابا يقوم بالسلامه الأول هبقى أفكر فى كل حياتى من أول وجديد بس المهم يقوم .....
كان عبد الرحمن يقود السيارة وينظر إليهم وهو يدعو الله أن يصلح حالهم فهو فى النهاية لايريدهم أن يفترقوا أبدا ....
أما نورين فكانت تنظر إليهم وهى مشفقة على حال أختها وإحساسها بالذنب على مرض والدها ....
ظلت تدعو من بين دموعها هى الأخرى أن يشفى والدها وألا يصيبه مكروه من أجلهم عامة ومن أجل أسمهان خاصة .....
.
وصلوا الى المشفى جميعا .هرول الجميع إلى الداخل وسألوا على غرفته وعرفوا أنه فى العناية المركزة حيث أنه أصيب بجلطة فى القلب ......
وقعت أسمهان على الأرض وهى تبكى ....أما نورين فذهبت لوالدتها وأخيها والذين يجلسون على مقاعد فى الممر وهم ينتظرون أن يطمأنهم أى شخص ...
إحتضنت والدتها وهى تحاول أن تطمئن نفسها هى الأخرى ...بعد ذلك أخذها نور بين أحضانه وهو يقول ...
إهدى يانورين إن شاء الله بابا هيبقى كويس متقلقيش .....
كان هناك من ينظر إلى نورين ويتمنى أن يأخذها بين ذراعيه ويطمئنها بنفسه ولكنه الآن ليس لديه الا الدعاء ...
ذهب عبد الرحمن إلى أسمعان وقال لها بصوت مرتفع حازم ....
قومى يا أسمهان طول عمرك قوية وبتعدى أى موقف يحصلك ..دلوقت مش وقت العياط ،دلوقت وقت إنك تقفى جمب عيلتك وتؤازريهم وتقفى فى ضهرهم إنتى الكبيرة يعنى الكل بيعتمد عليكى يلا قومى إقفى مش عايز أشوفك بالضعف ده يلااااااا .....
نظر إليه إحسان بعتاب وقال .....
لو سمحت يابابا متزعقش لها كده هى مش مستحمله واللى فيها مكفيها ....
وضع إحسان يديه على كتفيها كنوع من الدعم لها وذهب بها إلى حيث يجلس باقى العائله .ذهبت بإتجاه والدتها والتى نظرت إليها بعتاب شديد مزق دواخل أسمهان ...
ذهبت إليها وهى تبكى وتقول ....
إيه ياماما مش هتسلمى عليا ولا خلاص طلعتونى بره حساباتكم .....
نظرت إليها ناديه وقالتى.....
إنتى اللى طلعتينا برة حساباتك من زمان قوى يا أسمهان .....
بكت أسمهان بإنهيار وهى تقول ....
حرام عليكم ،ليه كلكم بتلمونى ،ليه كلكم مفكرنى بعتكم مع إنى عملت ده خوفا عليكم من إنكم تزعلوا عليا وعلى اللى حصلى ...
قوليلى ياماما كنتى هتستحملى بنتك وهى جيالك مطلقه بعد شهر هاه ردى عليا
ثم نظرت إلى إيمان والتى كانت تقف هى ورزق مع الطبيب المعالج وعندما لمحت أسمهان فذهبت إليها وهى لا تعرف ماذا يحدث ....
قالت لها أسمهان ....هتقدرى يا إيمان تبصى فى وش الناس وانتى طالعه وانتى داخله ولا اللى يسألك هى أختك إتطلقت ليه بعد كام أسبوع كنتى هتردى تقولى إيه ...!!
أيوه خفت عليكم ومنكرش إنى كمان خفت من بابا إنه لما أرجع يرجع هو يقفل عليا بزيادة كل اللى عملته إنى دفنت ألمى جوايا وقررت أحقق ذاتى غلطت أنا فى إيه قولولى حرام عليكم بلاش كده بلاش تموتينى بنظرتك ليا دى ياماما ...
أنا تعبااانه والله تعبااانه كان نفسى أرمى نفسى فى حضنك وأقولك على اللى واجعنى بس لقيتنى هوجعك معايا فخفت عليكى ...
وقعت أسمهان فى الأرض وهى تبكى ومن حولها ينظرون إليها وهم لايعرفون أنها قد مرت بكل تلك الآلام بمفردها ....
ذهبت إليها والدتها وأخذتها بين أحضانها وهى تقول ...
حقك.عليا ،حقك عليا أنا المفروض كنت أحس بيكى ..كنت بشوف الحزن فى عنيكى بس كنت بكدب نفسى ...متزعليش منى عشان خاطرى إحنا كلنا غلطنا فى حقك.يا أسمهان .....
نزلت إليهم إيمان هى الأخرى وهى تبكى بشدة وتقول .....
ياااااه يا أسمهان كل الوجع ده جواكى وإحنا مش حاسين ...وأنا اللى كنت بحكيلك على رزق ومشاكلى معاه وأتاريكى مليانه وأنا مش حاسه ....
سامحينى ياحبيبتى سامحينى ...مد إليهم نور يده وقال بإبتسامة حزينة ....
يلا قوموا مش وقته الكلام ده إحنا كلنا لازم نقف مع بعض وقفوا جميعا وظلت أسمهان بأحضان والدتها فأخذها نور وضمها إليه بشدة وقال ...
على فكرة يا أسمهان أنا راجل مش عيل يعنى لو كنتى حكتيلى كل اللى حصلك كنت هقف معاكى ومش هسيبك أبدا وواحنا كلنا عارفين جمال روحك وقلبك قبل جمال شكلك ....
إبتسمت وهى داخل أحضانه عندما شعرت بمعنى السند فى وجود أخ حنون عطوف محب ....
أما إحسان فكان ينظر لأسمهان بقلب منفطر حتى إنقلب الشعور إلى غيرة قاتلة عندما وجدها فى أحضان أخيها فهو وحده المنوط بتعويضها عن كل ما حل بها وليس أحد آخر ....
تدخل اللواء عبد الرحمن وقال لنادية ....
أنا أسف طبعا على اللى حصل بس أنا نزلت ورا عبد القادر المرة اللى فاتت أنا ونورين ومسيبناهوش غير وهو فاهم موقف أسمهان وحتى أنا قلتله هسيبه يومين يهدى وهجيبها لعنده وهو وافق أمال إيه الل حصل خلاه تعب كده فجأة .....
كانت أسمهان تستمع لنا يقوله عبد الرحمن وهى مندهشة ...
ذهبت إليه وقالت ....بجد.ياعمو بجد.بابا مبقاش زعلان منى ...!!
طب ليه مقولتليش كده واحنا فى العربية ...؟!
نظر إليها وقال ...مردتش أتدخل مابينك إنتى وإحسان خاصة وإنى شايفه بيحمل نفسه الذنب عشان إنتى متزعليش ...
ثم إستطرد وقال بجدية ...
مع إنه عنده حق فى إنه يشيل هو الذنب لأن لولا اللى عمله مكنش كل ده حصل .....
تدخل آحسان فى الكلام ونظر لوالدة أسمهان وإخوتها وهناك أشخاص لايعرفهم ولكنه قال بشجاعة ...
فعلا أنا منكرش إنى أنا السبب بس أنا برده راجع ندمان ومستعد أعمل اللى يرضيكم عشان تسامحونى وأسمهان كمان تسامحنى ودلوقت عنئذنكم هروح أشوف الدكتور .....
تقدم رزق منه وقال وهو يصافحه ...
أنا دكتور رزق دكتور إيمان فى الجامعة وكمان خطيبها .....
ثم ذهب إليه علاء هو الآخر وقال ...
وأنا علاء بن عم أسمهان .....
صافحهم إحسان بترحاب شديد وقال لهم انا هروح للدكتور وجاى على طول .....
ذهب إحسان الى الطبيب والذى أوضح له حالة عبد القادر الصعبه وأنه لابد وأن يقوم بعملية جراحية فى القلب وذلك لأن القلب قد تأثر بالجلطة بشدة ولكنها عملية صعبة ومكلفة .......
لم يتردد إحسان وطلب جميع الأسعه والتحاليل وأرسلهم بالهاتف الى إستيوارت وقال له أن يعرضهم على دكتور أرمان حتى يقول رأيه فيهم ... وطلب منه أن يبعث عربة إسعاف الى المشفى الذى هم فيه وتكون مجهزة بالكامل حتى يتم نقل عبد القادر الى القاهرة لكى ينال الرعاية المستحقة ....
كان رزق ينظر له بإعجاب شديد وقال ...
طبعا أنا من خلال الكلام عرفت اللى حصل بس ممكن سؤال ..إنت ليه بتعمل كل ده ؟
نظر إليه إحسان وقال .....أنا نفسى أصلح أى غلط حصل ونفسى أسمهان قلبها يصفى ليا لأنى والله ماهقدر أعيش من غيرها ....
ربت رزق على كتفه وقال ....إن شاء الله خير متقلقش ...
أما علاء فقال له بود ...أسمهان قلبها أطيب من اللبن الحليب ومبتعرفش تزعل من حد وصدقنى هى هتلاقيها أول ماشفتك نست كل حاجة بس بتدلع عليك شوية ...
نظر إليه بغيره لم يستطع أن يخبئها وقال ....
وإنت بقه عارف أسمهان قوى كده .....!!؟
ضحك علاء وقال ....لااااا مفيناش من الغيرة وكمان والله أنا مرتبط بواحدة تانية شبه أسمهان كده بس مخها جزمة قديمة ومغلبانى وربنا ....
نظر له رزق بتوجس ثم إبتسم وقالى...
لا متقولش تكونش عينك على نورين ...يلا بالشفا يامعلم وهى دى الصراحه اللى هتكفر كل ذنوبك ....
نظر إليهم إحسان وهو لايفهم لما يقول على نورين هكذا فهو يراها لطيفة،خفيفة الظل ....
خرج إحسان ورزق وعلاء وذهب الجميع إليهم فطمأنوهم وأنه يتحسن ولكنه يفضل أن ينتقل الى القاهرة حيث الرعاية أفضل من هنا ..وافق الجميع بلا تردد ولكن نادية كانت كالتائهة فكيف لها أن تدفع كل تلك المصاريف .....
جاء إليها إبراهيم والذى وصل تواً وعرض عليها مبلغاً كبيراً من المال ولكنعا كانت مترددة فى قبوله ....
جاء إحسان وشكر إبراهيم بعد أن عرفه به نور وقال ....
حساب المستشفى هنا إندفع خلاص وبالنسبة للقاهرة فدى المستشفى اللى أنا بشتغل فيها يعنى مصاريفها بالنسبة ليا هتبقى بسيطة والفريق اللى هيتابعة دى الفريق الطبى اللى أنا بشتغل معاه يعنى مش هياخدوا منى فلوس فوفر فلوس حضرتك لحاجة تانيه .....
■■■■■■■■■■■■
كانت نورين تجلس بمفردها وهى شاردة تفكر بما آلت له الأمور وكيف وصل بهم الحال ...
إنتبهت لمن يجلس بجوارها فوجدت أنه علاء ...نظر إليه بعشق وحنية حتى أنها إندهشت لنظراته تلك والتى لم يكن لها غير معنى واحد ولا تود أن تصدقه رغم دقات قلبها المرتفعة ....
تحدث بهدوء وقال ....
متقلقيش هيبقى كويس ...صدقينى إن شاء الله هيقوم بالسلامة وهيسلمك بإيدة لعريسك ....
إغرورقت عيناها بالدموع وقالت ...
أنا خايفة ....نظر لها وقال بعشق فياض ....
متخافيش طول مانا جمبك ،أنا عمرى ماهسمح لحاجه أنها تأذيكى أو تخوفك يانورين ،أنا عندى أموت ولا إن حد يأذيكى أو يكون سبب فى خوفك ..
لم تستطع الرد ولم تعرف ماذا تقول ولكنها نهضت مرة واحدة وقالت بإرتباك ...ااااااانا هرووح اااشوف ماما .....
ذهبت تحت أنظاره العاشقة وهو يدعو الله ليل نهار أن تكون من نصيبه هو ...
.................
طلب إحسان من والدة أسمهان أن تذهب لكى تضب حقائبهم حتى يذهبوا معهم لكى يكونوا بالقرب من عبد القادر فى المشفى ....ذهبت هى ونور وذهب معهم رزق بسيارته ومعه إيمان .....
عندما أتوا كانت أتت سيارة الإسعاف وتم نقل عبد القادر لها بعناية وظل إحسان معه بالسيارة حتى يتابعه أثناء الطريق ولا يحدث له أى مضاعفات . وأعطى مفاتيح سيارته لنور كى يقودها هو فركب نور ومعه عبد الرحمن وبالخلف أسمهان ونادية .....
أما نورين فركبت مع رزق وإيمان بسيارته ....
وذهب خلفهم علاء وأبيه بسيارته ...
وصلوا الى المشفى وكان فى إنتظارهم الفريق الطبى بالكامل .فعندما علم دكتور أرمان قررأن يجرى له الجراحه فهو قد فعلها قبل ذلك وكانت ناجحة للغاية .فهو حقاً يحترم أسمهان ويقدرها ولم يكن يعلم أنها زوجة إحسان ولكن عندما علم شعر بالفرحة لأنهم بستحقون بعضهم البعض عن جدارة ......
كان أيضا نادر ورواء وأكرم بإنتظارهم فهم علموا بما حدث عندما إتصلوا على أسمهان للإطمئنان عليها .. ....
تم نقله للعناية المركزة على أن يتم تحضيرة للعملية الجراحية خلال يومين .....
ذهب الجميع بعد الإطمئنان عليه الى منزل عبد الرحمن ولكن رزق وعلاء وإبراهيم أصروا على الرحيل على أن يحضروا يوم العمليه .....
كان الإرهاق هو الشئ الذى يميز الجميع دخل الجميع للراحة حتى يستطيعوا أن يواصلوا يوم غد .....
خلد عبد الرحمن للراحه ولكن طرق الباب جعله ينتبه وسمح لمن بالخارج بالدخول ...كان إحسان فقال ...
لو سمحتوا يابابا عايز أتكلم مع حضرتك شويه ......
أشار له عبد الرحمن بالجلوس بجواره ...فقال بدون مقدمات ....
أنا عايز أتكفل بكل مصاريف عمى عبد القادر بس خايف يرفضوا وطبعا حضرتك عارف اللى فيها أنا طبعا قولتلهم إن الفىيق والمستشفى مش هياخدوا حاجه بس طبعا ده مش صح رغم إن دكتور أرمان بالفعل تكفل بالعمليه عشان خاطر أسمهان ولأنه بيقدرها جدا بس المستشفى لا .إنت عارف إنها إستثمارى وصعب طبعا إنهم مياخدوش ...
إبتسم عبد الرحمن وقال ....
طبعا عندك حق ودى أبسط حاجة تقدمهالهم عشان خاطر أسمهان ...إبتسم إحسان وقال .....
شكراا ليك يابابا ربنا مايحرمنى منك يااارب .....
وقف إحسان وذهب بإتجاه الباب ولكنه فوجئ بعبد الرحمن ينادى عليه فإستدار لكى يرى ماذا يريد فوجده يفتح ذراعيه له وهو يدعوه أن يأتى لأحضانه ....
ذهب إليه إحسان بقوة طفل قد تمكن منه الشوق لأحضان أبيه الغائب ...
ظلوا بأحضان بعضهم البعض وكأن كل منهم يعوض مافاته من البعد ...قبل إحسان رأس أبيه وقال ....
أنا أسف على حاجه زعلتك منى ....
فرد عليه عبد الرحمن وقال ....
وأنا كمان أسف على كل حاجه عملتها وبعدتك عنى ....
.خرج إحسان وبداخله فرحه وليده ولكنه قرر أن ينميها حتى تكبر .....
أتى الصباح وكل باله مشغول ورغم ذلك فالكل مجتمع على الدعاء لعبد القادر بالشفاء ...
كانو يجلسون على الإفطار عندما سأل عبد الرحمن نادية وقال ....
أنا أسف للسؤال بس ممكن أعرف إيه اللى حصل لعبد القادر ....
تكلمت نادية بهدوء من بين دموعها وقالت ...
بعد مارجع من عندكم لقيته فى دنيا تانية ..
أنا أصلا معرفش أنه جاى لأسمهان أنا لما لقيته متأخر اتصلت وسألته قالى أنا بزوؤ واحد زميلى تعبان فى القاهرة ومتقلقيش لو اتأخرت بس كان صوته تعبان ،زعلان مش عارفه ولما سألته قالى مفيش حاجة ..بعدها لما رجع لقيته دخل الأوضه من غير كلام ولما سألته لقيته مخنوق وحكالى اللى حصل من أسمهان ومنه ...
نظرت إليها أسمهان وهى تبكى ولكن والدتها قالت لها بسرعة ...
صدقينى د كان زعلان عليكى مش منك ..قالى إن هو ظلمك بمعاملته كان خوفه عليكى سبب إنك بعد كده تخافى منه ..
ثم نظرت بخجل وقالت ...
بس أكتر حاجه كانت مضايقاه هى .......
ثم ترددت فى القول ..
نظر إليها إحسان بفضوك وقال ...هى إيه ....؟!
نظرت إلى عبد الرحمن وقالت ....
إنه يعنى حس إن أسمهان لقيت سيادة اللوا بديل له
وقال إنه عمل معاها اللى هو رفض يعمله فعشان كده أكيد بتحبه أكتر منه .....
إنتفضت أسمهان من مكانها وقالت ......
إزاااى بابا يفكر كده أنا عمرى ما أستبدله بحد أبدااااا مهما حصل ....
ثم ذهبت إلى عبد الرحمن وقالت ...
طبعا ياعمو متزعلش منى بس د بابا مهما حصل عمرى ما هحب حد أكتر منه ..
حضرتك على عينى وعلى راسى وأنا والله العظيم بحبك جدااااجدااا بس بابا مختلف حتى حبه مختلف ....
ضمها عبد الرحمن وقال .....إنتى عارفه لو كنتى قولتى غير كده كنت هقول عليكى منافقة بس أحسن حاجة فيكى هى قلبك النقى ده واللى فى قلبك على لسانك وصدقينى دلوقتى بس أنا عذرت باباكى فى إنه يقفل عليكى لأنك عملة نادرة فى الزمن ده ..وأحلى حاجة حصلت إنك مرات إبنى ..
إبتسم الجميع لهذا الحوار وهناك من يلوم نفسه أكثر وأكثر كونه ذهب وتركها قبل سنتينة....
قام الجميع للذهاب إلى المشفى ....
إستعد الجميع ولكن إحسان لم يجد حافظة نقوده .فسأل عليها إلهامى فلم يجدها وكذلك سأل والده فرد عليه أنه إحتمال أن تكون قد وقعت منه أثناء ذهابهم للمشفى فهم كانوا على عجلة من أمرهم ...
فاستسلم للأمر وقررأن يذهب بعدها الى مقر الشرطه لكى يقوم بعمل محضر حتى يستخرج بطاقة أخرى .....
مر اليومين السابقين للعملية دون أحداث تذكر غير أن الجميع ملتف حولهم ..وكل مرة إحسان يثيت لأسمهان أنه قد تغير ويسعى للعفو والغفران بل إنه يستحقهم ولكنها أرجأت كل شئ حتى يقوم والدها من العمليه وأن يتماثل للشفاء ....
أما علاء فكانت نظراته واضحة للعيان حتى أن نور قد أخبر أسمهان وإيمان بطلبه ليد نورين وأنه كان ينتوى أن يذهب لعمه لكى يطلبها ولكن حدث ما حدث ....
إلتمس الجميع تغير علاء الشديد بل وإنتظامه فى الصلاة حيث أنه هو من كان يحثهم على الصلاة فى مواعيدها حتى وهم بالمشفى ...
فقررت إيمان وأسمهان أن يساعدوه فى أن يجعلو نورين توافق .....
أما رزق فكان ونعم الرجل لهم فهو لم يتركهم حتى أنه كان يحضر يومياً بعد محاضراته ويرجع ليلاً لكى ينال قسطاً من الراحة قبل أن يواصل يومه ....
وكانت للصداقة عنوان وهى نادر ورواء وأحمد وشهد فهم لم يتركوا أصدقائهم فى تلك الشدة ....
جاء موعد العملية الجراحية وكان الجميع بداخله خوف من المجهول ....
كان الفتيات يجلسن يقرأن فى مصاحفهن أما الرجال فذهبوا لأداء الصلاة والدعاء بأن يشفى الله عبد القادر ويخرج منها على خير ....
مرت ساعات العمليه على أحر من الجمر ...كان الجميع بالإنتظار حتى جميع الرجال قد أتوا بعد أن شعروا بأن الوقت قد طال ...فمنهم من يجلس ومنهم من يقف .....
فجأه خرج إحسان وهو مبتسم ومعه دكتور أرمان والذى ذهب إلى أسمهان وأمسك يدها وعو يطمئنها على والدها والجميع من حولهم لايفهمون مايقولون ولكنهم يتابعون تغير وجه أسمهان من القلق إلى الإبتسامة حتى يعرفوا أن العملية قد نجحت .....
كان إحسان يركز على يديهم بغيرة شديدة حتى أن رزق قال له ....ماترجم يا دكتور فيه إيه عايزين نفهم ...ولكنه وجد إحسان فى واد أخر فنظر لما ينظر إليه فضحك بشدة وقال ....
ياعينى على اللى هيولع
ثم قهقه بصوت منخفض وقال ...
ماتروح ياعم تشد إيديها بدل مانت هتولع ....
قال بغيظ ..ما الأستاذة مستحلية وسايباله إيدها .....
قال رزق بجدية ...بص بقه أنا لومنها وفى الموقف ده مش هفكر فى حاجة غير سلامة أبويا الصراحة .....
ذهب إحسان بغيظ ووجه كلامه لكدكتور أرمان وقال .....
إنى أشكرك كثيراً بلسان الجميع بروفيسور أرمان وخاصة بلسان زوجتى أسمهان ..
ثم ضمها إليه فترك أرمان يديها وقال .....
.هههههههه لم أكن أعلم أنك غيور هكذا إحسان ولكن صدقاً هى تستحق ذلك فلديك زوجة جميلة ورقيقة وبشوشة الوجه ...
مال رزق على إيمان وقال ....والله مانا فاهم حاجه خااالص بس اللى متأكد منه إن إحسان هيقتل الدكتور الكبارة ده دلوقت ....
لكزته إيمان وهى تقول ...
يا أخى بطل هو إنت مبتفصلش أبدا إحنا فى إيه ولا فى إيه ....
أخبر إحسان الجميع عن نجاح العملية وأنه سيظل اليوم فقط فى العناية المركزة ثم بعدها سيخرج لغرفة عادية ....
مضى الليل عليهم وهم جميعا فى أرق شديد حتى أن إحسان أخذ غرفة أخرى حتى يستريح الجميع بالتناوب بجوار غرفة عمله بالمشفى فكان يجلس بها رزق وعلاء ونور ......
جاء الصباح والجميع مترقب حتى أخبرهم إحسان أنه بخير وسينتقل إلى غرفة عادية الآن ....بالفعل تم نقل عبد القادر إلى غرفة عادية ولكن كانت هناك حركة غريبة فى المشفى ولكنه لم يهتم فكل مايريده أن يقوم عبد القادر ويكون بخير ...
فاق عبد القادر بعد فترة ليست بالقليلة ووجد بجواره إحسان بجانب بعض الممرضات ...عندما فتح عينيه إبتسم له إحسان وقال ...حمدالله على السلامة وقعت قلبنا وقلب الناس اللى برة....نظر إليه وقال ...عايز أشوف أسمهان .....
نظر إليه إحسان وقال ...
أسمهان حاسه بالذنب على اللى حصلك ياريت تسامحها عشان هى تعبانه جدا وأنا والله ندمان ونفسى هى كمان تسامحنى ....
أومأ برأسه دون كلام ثم قال بصوت متعب ناديها .....
خرج إحسان وأخبرهم بأنه فاق من غيبوبته وطلب أسمهان ..
نهضت أسمهان وقلبها يدق بعنف ...دخلت عليه وهى متردده ولكن عندما دخلت إليه وجدته ينظر إليها وعيناه مغرورقة بالدموع وقال .....
قربى منى ...
إقتربت منه بحذر ففتح لها ذراعه الأيمن فذهبت إليه وأمسكت بيده وقبلته فرفع يدها إلى فمه وقبلها وهو يقول ....
متزعليش منى أنا معرفتش أبينلك حبى عملت بالظبط زى الدبه اللى من كتر حبها فى صاحبها قتلته ...بس والله إنتى أغلى ولادى على قلبى وأنا زعلى منك عشان خوفك منى بس أنا عارف إن بنتى بميت راجل .....
ضحكت أسمهان من بين دموعها وقالت ..
حبيبى يابابا ...إنت أغلى حاجه عندى وإذا كنت زعلانه منك فعشان بحبك بزيادة وكنت غصب عنى بغير من إخواتى بس والله عمرى ماكرهتهم أنا بحبهم جدا وبحبكم كلكم ...
إبتسم عبد القادر وقال ....
طب عندى طلب وياريت تنفذيه .....
قالت بلهفة أمرك يابابا .....نظر إلى إحسان الواقف على الباب وقال ..
.سامحى جوزك وإبدأى معاه صفحة جديدة عشان خاطرى ....
إبتسمت وقالت ...قوملنا إنت بالسلامة وإن شاء الله هعمل كل اللى إنت عايزه ....
نظرت إلى إحسان فوجدته ينظر إليها بحب فشعرت بالخجل وأدارت وجهها عنه .....
دخل الجميع تباعا للإطمئنان عليه حتى لا يرهقوه .....
كان الحميع يشعر بالسعادة خاصة وأن أسمهان كانت تضحك وتتكلم مع الجميع على طبيعتها ولما لا وقد إطمأنت على والدها وأصبح بخير .....
مرت ثلاثة أيام على الجراحة تحسن فيهم عبد القادر كثيراً ...كان الجميع حوله وهم يضحكون ويتسامرون فقال رزق ....
بقولك إيه ياعمى إيه رأيك أجيب المأذون وأكتب الكتاب وأهو تبقى صيحة جديدة ....
ضحك الجميع خاصة على تجهم وجه إيمان وهى تقول
ليه إن شاء الله هتكتب عليا فى المستشفى دى أخرتها يا دكتور ماااشى أنا بقى مش هكتب الكتاب غير لما أتخرج وهتجوز بعد الماجستير ....نظر إليها رزق وقال ...
نععععععم ياختى ليييه شايفانى هنا مليش لازمة ولا إيه....!!!
ضحك الجميع على مشاكساتهم وكان هناك من يختلس النظرات إلى نورين وكانت هى تلاحظ ذلك وقلبها يدق بعنف وهى تشعر أنها بدأت تغير وجهة نظرها عنه هاصة بعد تقاربوا أقناء أزمة أبيها فهو لم يتركهم ولم يتخلى عنهم وكان فعلا رجلا ليس له مثيل ..كما لاحظت تغير طباعة وأصبح أحسن فى كل شئ ....
كانت البهجة تملأ المكان حتى دق الباب ودخل رجل بزى شرطى وقال ....لو سمحتوا فين دكتور إحسان؟ ....
وقف إحسان وقال ...أنا إحسان خير حضرتك .......!!؟
أشار له الشرطى وقال ...ياريت تتفضل معانا .....وقف عبد الرحمن وقال على فين ؟ !!
أجاب الشرطى ....مطلوب القبض عليه بتهمة قتل رجل الأعمال حمزه عبيد . .
↚
تأتى دائماً الرياح دائماً بما لا تشتهى السفن ...ولكن ليس لإغراقها ...بل لمعرفة من القادر على مواجهة تلك الأعاصير وهل ربان هذه السفينه سيصلب أمام تلك الرياح ويقاوم حتى ولو لم يكلل بالنجاح أم سيستسلم من البداية دون أدنى مقاومة ...
كان اللواء عبد الرحمن يجلس مع وكيل النائب العام ومعه المحامى وبجواره إحسان ...يستمعون لما يقال وهم لا يصدقون فكيف وُجدت حافظة نقود إحسان إلى تلك الشقه كونه من الأصل لا يعرفها بالمرة.....فحمزة قد قتلُ فى شقة فاخرة يمتلكها فى الشيخ زايد ..فهو بالفعل لايعرف أنه يمتلك شقة هناك فكيف إذاً ....
قال وكيل النائب العام ......
اللى إكتشف الجثة هو البواب لما طلع عشان ينضفها هو ومراته كل أسبوع زى ماهو متعود ...خاصة إنه قال إن حمزه جه الشقه من كام يوم وبعدها مجاش تانى ولما سألناه قال ده طبيعى هو متعود يجى هنا ويسهر لما بيحب يبعد أو يكون معاه حد معين أظن مفهومه ......
أماء اللواء عبد الرحمن وقال ...
طب ليه ميكنش حد منهم هو اللى قتله .....
أجاب وكيل النائب العام وقال ...
طبعاً فكرنا فى كدة ومش ساكتين بس لما نلاقى محفظة الدكتور جنب القتيل وعليها دمه يبقى لازم نقبض عليه ونحقق معاه ....ولاايه؟
قال إحسان بغضب ....
بس أنا مقتلتوش أنا فعلا مشفتوش من أكتر من أسبوع لأن والد زوجتى كان تعبان فى المستشفى وأنا كنت معاه ومسيبتوش لحظة واحدة لدرجة إنى كنت ببات معاه ......
قال له المحامى ...
ياسيادة الوكيل ....إحنا معانا إثبات إن دكتور إحسان كان فى المستشفى والكل شايفه هناك وكمان مفيش سبب للقتل ....
وجه له وكيل النيابة الكلام وقال ....
لو مفيش سبب للقتل ليه إعتديت عليه بالضرب من حوالى 8 أيام بالظبط يعنى قبل مايتقتل بكام يوم .....
بُهت عبد الرحمن وقال .....
إنت ضربته يا إحسان ليييه دانت عمرك ماكنت عنيف .....
أجاب إحسان بغضب وصدق تلمسه وكيل النيابة العامة .....
أيوة ضربته بس عشان حاول إنه يعتدى أكتر من مرة على مراتى لدرجة إنه راح لحمايا عشان يخطبها منه وهو عارف إنها على ذمتى ..كان مفكر إن الفلوس ممكن تزغلل عين حمايا أو عين مراتى ...
يبقى كان لازم أضربه خاصة إنى حذرته أكتر من مرة إنه يبعد عنها بس للأسف قالهالى صريحة ...
إنى هاخدها منك لأن مش إنت اللى تكسبنى وتفوز عليا ...وصاحبه باسل شاهد على كده. ....
تنهدت وكيل النيابة وقال ....
الكلام اللى قلته ده أنا مصدقك فيه بس للأسف ده يعتبر دافع أقوى للقتل خاصة إن ده واحد وحاول إنه يقرب من مراتك بأكتر من طريقة ....
نظر إلى اللواء عبد الرحمن والذى إصفر وجهه من الخوف على وحيده ...
أنا أسف لسيادتك بس دكتور إحسان هيفضل معانا 4 أيام على ذمة التحقيق بس اللى أقدر أعمله إنى مش هنزله الخجز وهخليه قاعد فى أوضة الظابط النباطشى ...
إستأذن عبد الرحمن أن يجلس مع إبنه على إنفراد فأذن له وخرج من الغرفه ومعه كاتب التحقيق والمحامى .....
إقترب إحسان من والده وقال بحزن ....
والله يابابا ماقتلته ،اخر مرة شوفته فيها فعلا يوم الخناقة وسيبته عايش وخرجت أنا وأسمهان وإنت عارف الباقى ...
أنا عمرى ما أعمل كده أبداً ...
زفر عبد الرحمن وسأله بعقلية شرطى محنك ....
طب إحكيلى كل اللى حصل ومتفوتش أى تفصيلة حتى لو كانت بالنسبة ليك مش مهمة وحاول تفتكر إمتى بالظبط إفتكىت إن المحفظه بتاعتك مش موجوده معاك ......
سرد إحسان كل ما حدث بينه وبين حمزه منذ هبوطه الى أرض مصر وحتى آخر يو رآه فيه ......
طمأنه عبد الرحمن ووعده أنه سيخرجه منها وسيجد الجانى الحقيقى الذى أوقعه بهذا الفخ ..
خرج عبد الرحمن وكتفيه مثقل بالهموم ولكن يجب عليه أن يبحث عن براءة إبنه الواثق منها تمام الثقة ....
ذهبت إليه أسمهان بسرعة عندما رأته وقالت له ...
هو عامل إيه ياعمو كويس ولا إيه ....؟؟
نظر إليها بهمٍ ثقيل وقال ....
الحمد لله كويس بس لازم نلاقى اللى عمل كده بأقصى سرعة لأن للأسف إحسان ممكن هو اللى يلبس القضية دى .....
هزت أسمهان رأسها بشده دليلاً على الرفض وقالت ...
لا ياعمو إن شاء الله هيطلع وكمان وكيل النيابه حقق معايا وقلتله اللى حصل كله وكمان قلتله إن إحسان كان معانا بقاله أكتر من أسبوع مكنش حتى بيروح وكمان حققوا مع باسل وقال برده إن إحسان ضربه وسابه ومشى .....
زفر عبد الرحمن وقال ....
بس للأسف عنده دافع قوى إنه يقتله ....
ثم نظر بعين أسمهان وقال ...
حبه الكبير ليكى وغيرته الشديدة عليكى وتمسك حمزه بيكى اللى كان مجننه ده طبعا بالنسبه لهم دافع قوى جدااااا .....
إرتبكت أسمهان وقالت ...
ممماشى ياعمو ببس يعنى إحسان ضربه وحذره إنه يقربلى تانى وأنا كمان روحتله وقولتله لو آخر راجل فى الدنيا برده مش هفكر فيك ....
ذهب إليهم نادر وعلاء وإطمأنوا على إحسان وطلب منهم عبد الرحمن أن يذهبوا للمشفى حتى لايتركوا عبد القادر ونور بمفرده خاصة وأن رزق قد رجع الى بلده لمرض والدته المفاجئ .....
طلبت أسمهان من عبد الرحمن على استحياء أن ترى إحسان .....
إستأذن لها عبد الرحمن من الضابط ووافق على زيارتها المستثناه من أجل اللواء عبد الرحمن ....
دخلت أسمهان وهى تحارب دموعها حتى لاتظهر أمامه .....
رفعت رأسها إليه وجدته يفتح لها يده دون كلام ..
إرتمت أسمهان داخل أحضانه مشددة عليه وهو الآخر بالمثل ....فكل منهم كان يحتاج أن يطمأن بالآخر ....
أما إحسان فكان غير مصدق بالمرة أنها قد أتت إليه بملئ إرادتها بل أنها لم تعترض على إحتضانه لها ...
شعر عندها بالسعاده رغم مايمر به لإحساسه أنها وأخيرا قد سامحته.....أما هى فكانت تريد أن تتأكد أنه لن يبتعد عنها مرة أخرى ..فهى بالفعل سامحته منذ أن وقف معها ومع والدها بل منذ أن رأت نظرات الندم فى عينيه ولكن قلبها الجريح كان يأبى الإعتراف بذلك ....
ظلت تبكى داخل أحضانه أما هو فلا يديد أن يخرجها من بين يديه .أبعد رأسها قليلا وأزال دموعها بيديه وقبل جبينها بقوة وقال لها وهو مازال على وضعه......
لو أعرف إنك هتيجى قى حضنى كده وتسامحينى صدقينى كنت قتلته من زماااان قووى ....
نظرت إليه بدهشه ...شهقت بشدة وقالت ....
إوعى تكون فعلا عملتها ،أنا واثقه فيك وواثقه إنك متعملهاش بس طمنى أرجوك ....
أخذها من يدها وأجلسها على الأريكه الجدل الموضوعه بالمكتب وجلس بجوارها وهو ممسك بيدها وينظر لعيناها بعشق وقال ....
ماهو مش معقول بعد مارجعتلك أبعد عنك تانى ...أنا قلتلك مرة إنى غبى اااه بس مش للدرجه دى ....
أكمل بهدوء....حمزه فعلا أنا مشفتوش من يوم ماكنا سوا اخر مره وبعدها عرفنا إن باباكى تعبان بس اللى هموت وأعرفه محفظتى جات جمبه إزاااااى .....!!!
نظرت إليه وقالت بتفكيير ....
مايمكن اللى قتله هو اللى حطها عشان يدبسك إنت فيها ...
رد عليها وقال ....
ماشى بس هو أخدها منين مخى هينفجر من التفكير .....
ربتت على يده وقالت بهدوء ....
متفكرش كتيير حاول تريح مخك شويه وعمو عبد الرحمن إن شاء الله مش هيسكت إنت عارف أد إيه الناس هنا بيحبوه وأغلبية الظباط اللى هنا إشتغلوا معاه وصدقنى كله مهتم بالموضوع ومحدش هيسكت أبدااا ....
وقفت مرة واحدة وقالت ...
هقوم أنا بقه عشان أروح أطمنهم فى المستشفى لأنهم مبطلوش رن لما دماغى وجعنى...
أمسك يدها وقبلها وقال ..
خليكى شويه دانا مصدقت إنك رضيتى عنى .....
إبتسمت بهدوء وقالت ....
آطلع أنت بس بالسلامه وإن شاء الله حاجات كتييير هتتغير ...
أومأ برأسه دون كلام ...إتجهت إلى الباب ووضعت يديها على المقبض فسمعته يقول بخفوت .....
سامحتينى يا أسمهان خلاص مش كده ولا عشان الأزمه اللى أنا فيها .....؟!
إستدارت إليه وقالت بثقة ...
إنت حسيت بإيه وأنا فى حضنك ....
إبتسم بعشق وقال ...
لو على إحساسى فمش قادر أوصفه كان نفسى اللحظه دى متخلصش ابدا وتفضلى على طول فى حضنى ومتطلعيش منه ....
إبتسمت وقالت ...تمام أنا بقه لو مسامحتكش مكنتش هسمحلك أصلا أنك تلمس إيدى مش تحضنى ....
أشارت إليه وقالت ...
يلا بقه أنا ماشيه وهجيلك بكره إن شاء الله وهجبلك معايا أكل ......
ذهبت أسمهان فى طريقها أما إحسان فكان يشكر تلك الأزمه التى أوضحت له كثير من الأشياء وكما يقولون رُب ضارة نافعة ...
فكانت بالفعل معه كذلك فهو واثق من براءته وأن الله سيظهر الحقيقة عاجلا أم آجلا ....ولكن صدقاً فرجوع أسمهان ومسامحتها له هو أفضل شئ حصل له منذ مدة ......
●●●●●●●●●●●●●●●
تبكى قلوبنا بداخلنا وتنزف من الألم ولكننا ندعى القوة والثبات أمام محبينا حتى لا نتعب معنا قلوباً كل ذنبها أنها تخبنا وبشدة .....
كانت أسمهان تبكى بإنهيار وهى بالسيارة فهى ذهبت مع علاء للمشفى ولكنها لم تنفك تبكى حتى تورمت عيناها وبشدة ...
ظل علاء يطمئنها طوال الطريق حتى وصلت للمشفى ..
حاولت أن تستجمع قواها أمام أبيها ...دخلت إليهم وقصت عليهم ماحدث دون الدخول بتفاصيل كما قالت لهم أنه مكيده ضد إحسان وسيزيح الله الغمه عما قريب .....
إستأذنت نورين لكى تشترى عصير فهى تشعر بالعطش ....إستأذن علاء هو الآخر وطلب من عمه أن يأخذ نورين ويذهب ليجلب لهم الطعام فهم لم يتناولوا شيئا منذ الصباح ....وافق عبد القادر خاصة عندما وجد نور قد غرق فى النوم من شدة إرهاقه ....
لحق علاء بنورين ونادى عليها أجابته بإستغراب وكذلك دقات قلب عالية ....وقد وصل إستغرابها لعنان السماء عندما علمت منه أنه إستأذن من أبيها وقد وافق على ذلك حتى أنها رفضت أن تذهب معه حتى تتأكد وتتصل بوالدتها تحت نظرات الحزن من علاء .....
تكلم علاء بعد إنهائها المكالمه وقال .....
صدقتى إنى مبكدبش عليكى ولا إنى مثلا هخطفك ولا حاجه
….تقدمها فى المشى ولم ينتظرها فيكفيه مابه من ألم من تعالمها معه .....
هرولت خلفه حتى وصلت إليه وقالت على إستحياء .....
إحم أنا أسفه ياعلاء بس أنا مش متعوده فعلا إنى أعمل حاجه غير لما أسألهم خاصة يعنى إنهم أول مرة يعنى يوافقوا إنى أخرج معاك .....
نظر إليها بحزن وقال
.فعلا عندك حق إزاى يأمنوا عليكى مع علاء البايظ الفلاتى مش كده برده ....؟!
كادت أن ترد ولكنه اوقفها بإشارة من يده وكأنه قد فاض به مايكتمه فى قلبه فقال .....
إنتى عارفه أصلا إيه سبب تغييرى اللى الكل ملاحظه وإنتى للأسف اخر من لاحظه . ..
أضاف بسخريه ....أصل أنا للأسف وقعت فى واحده أخر ماكنت أتوقع إنى أصلا أفكر فيها لا وإيه كمان ..
تبهدلنى وتزلنى عشان بس كلمه منها ...واحده بسببها اتغيرت 360 درجه...واحده حبيت أعيش نضيف وأشتغل عشان بس أليق بيها وبحبها .....
خلتنى عرفت قد إيه أنا غلطان فى حق كل اللى حواليا وحق نفسى قبلهم .....
بس للأسف الكل شاف ولاحظ وهى الوحيده اللى لسه بتخاف تمشى معايا لوحدها ولسه شايفانى إنى علاء الولد الصايع بتاع البنات .....
نظرت إليه بإشفاق وإرتباك وحرج وقالت ....
على فكره أنا مش لسه شايفاك فلاتى ولا حاجه وكمان حاسه بتغيرك بس تقدر تقولى عايزنى أتعامل معاك إزاى وأنا عارفه ومتأكدة إنك حاولت قبل كده كتيير إنك توقع أسمهان أختى بس طبعا معرفتش ...عايزنى أتعامل معاك إزاى وأنا شايفه كره طنط نرجس لينا الواضح قوى للكل لدرجة إنها حتى مسألتش على بابا رغم إن القريب والغريب سأل لا كمان اللى وصلنا إنها شمتانه وبتقول ياترى هندفع فلوس المستشفى منين .....أكملت بغضب ..هاه تقدر تقولى أتعامل إزاى يابن عمى ....
كان علاء بالفعل ممتقع الوجه بسبب أفعال والدته المخزيه ولكنه رغم ذلك شعر بسعادة داخليه لمعرفة نورين أنه يتحدث عنها أى أنها تشعر بما يشعر به......
تكلم بسعاده وقال ...
أفهم من كلامك إنك عارفه إنى أقصدك إنتى ......!!!
إرتبكت بشده وقالت .....
ععلى فففكره يعنى إحنا واقفين فى الكوريدور والناس رايحه جايه تبص علينا وطبعا المفروض برده إننا نجيب أكل فياريت بسرعه يعنى ....
وقبل أن تخطوا خطوة واحدة قال بشدة ....
.بصى بقه هو الموضوع إتفتح وانتهينا وإنتى مش ماشيه رايحه فى أى حته من غير مانحط النقط على الحروف ......
قالت بلؤم ....
نقط إيه وحروف إيه أنا مش فاهمه حاجه .....؟!!!
إبتسم وقال بخبث هو الأخر لااا ما الواضح إنك طلعتى فاهمه بس بتستعبطى ....
شهقت وقالت أنا أنا بستعبط ياعلاء طب مااااشى ..
شوف بقه مين اللى هيكلمك تانى ولا هيجيب الأكل معاك .....
وقف أمامها وقال بجديه ....
بصى بقه أنا فعلا مش ماشى من غير ما اعرف راسى من رجليا وعلى فكره أنا تقريبا قلتلهم كلهم إنى عايز اتجوزك مفيش غير عمى واللى أنا واثق إنه أكيد عرف عشان كده سمحلك تخرجى معايا نجيب الأكل ......
زفرت بشده وقالت ...
طب يا علاء خلينا فى الجد هاه هترد على اللى أنا قلته ولا لا .....
تنهد بقوة وقال
هرد ...بالنسبه لأسمهان فأنا منكرش إنى كنت بطاردها بس عشان بنت جميله ومعرفتش أعلم عليها لكن عمر ماكان من ناحيتى ليها أى مشاعر خاصة ...
ثم أطلق زفرة قوية وقال ...
أما بقه بالنسبة لأمى فبرده مش هنكر إنها مبتحبكمش بس ده مش ذنبى أنا أديكى شايفه حاولت قد إيه تبعد بابا عنكم بس عمره مابعد لأنه مرتبط بعمى جداً ...
وأنا والحمد لله أعرف أحمى مراتى كويس قووى وعلى فكره أنا كلمت بابا وعرفته إنى مش هعيش معاهم فى البيت وهو معترضش خاصة بقه لما عرف مين العروسة ....
نظرت إليه بذهول وقالت ...
يعنى هتسيب بيت عمى اللى قعد يبنيه زى الفيلا وأحسن عشان تعيش فيه ....
نظر إليها وقال بثقه .....
ومستعد أسيب أى حاجه ممكن تبعدك عنى .....وكمان أنا مش هبعد أنا برده هروحلهم كل يوم بس مش عايز حاجه تزعلك او ماما تقول كلمه تضايقك بيها ...
هاه مستعده بثه للعيشه دى معايا ولا لسه شايفانى علاء بتاع زمان .....؟!!!!
إبتسمت بخجل وقالت ...
يلا نجيب الأكل وااه ابقى شوف بابا يمكن له رأى تانى فى جوازنا ...
ثم قالت بشده ...وإياك ثم إياك تفاتحه فى حاجه غير لما إحسان يخرج بالسلامه ماشى .....!!!
وافق بشده وهو يهلل ويقول طبعا طبعا أنا برده أفهم فى الأصول وإن شاء الله مش هيطول وهيخرج بسرعه ....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡
عندما تشعر بجزء منك يتمزق وبشده ولا تعرف كيف عليك إصلاحه ....فحينها تحاول بكل قوتك أن تزيل هذا الألم بكل الطرق علك تشعر بالراحه .
كان عبد الرحمن يجلس بمنزله وهو يتابع سير التحقيقات بل أصبح المنزل وكأنه قسم صغير ولما لا وهناك أكثر من ضابط يساعده لإثبات بىاءة إحسان خاصة بعدما تأكدوا من براءته ولكن القانون لا يعير أى شئ إنتباهه الا بالأدلة وفقط وليس بالأحساس .....
دخل ضابط الى عبد الرحمن وقال....
حضرتك واحنا بندور ورا حمزه عرفنا إنه كان كل شويه يتجوز واحده ويسيبها بس بقاله فتره حوالى 6 شهور وهو متجوزش حد بس كانت فيه واحده بتروح عنده دايما وكمان الكاميرات بتاعة المكتب جابتها وهى سانداه ومقدرتش تطلعه لوحدها فندهت الأمن وجه سنده وطلعه وهى فضلت شويه فى المكتب حتى الكاميرا مصوراها وشنطتها واقعه ونزلت على الأرض تجيبها وبعدها خرجت ...
الغريبه بقه إن الدكتوره دى سافرت تانى يوم القتل على طول ....
كان عبد الرحمن يستمع بإهتمام وقال .....
مين الست دى .....؟!!
أعطى الضابط الملف الذى بيده لعبد الرحمن والذى قرأه بتمعن وهو يدقق بالإسم ويشعر أنه يعرفه ولكنه لا يتذكر ....
إتصل على وكيل النيابة العامة وأبلغه بما توصل إليه فوجد عنده هذه المعلومات أيضا بل إنه أكد عليه أنه تم إستدعاؤها ولكن بشكل طبيعى حتى لا تهرب .....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡♥︎
الأزمات هى ما تُظهر لنا معادن من حولنا من أشخاص ....فكم من أُناس ظننا بهم الخير وهم لا يضمرون لنا الا السوء
وكم من أشخاص نستشعر بعدهم وعند المصائب تجدهم أول الداعمين ......
خرج عبد القادر من المشفى ولكنه قرر الا يرجع الى بيته حتى يطمأن على إحسان . فمكثت معه زوجته ناديه ونورين أما إيمان فقد عادت هى ونور وذلك لبدء الإمتحانات العمليه ويجب عليهم الحضور ولكنهم إستمروا فى الإتصال بهم والإطمئنان عليهم هم ورزق أيضاً ...
أما أسمهان فكانت تشعر بأن هناك هم ثقيل وقع على قلبها ولا تستطيع التنفس ....كانت تصلى ليل نهار وتدعوا الله أن يفرج كربهم وكرب كل مكروب ....
كانت مستمره فى الذهاب إليه يوميا ولا تأكل الا معه للتأكد من إنهائه لوجبته بالكامل ...ووجودها تلك الأيام بجواره جعلتهم أكثر تقارباً وتيقنت هى أنها قد سامحته كليا على مافعل ...أما هو فتيقن أنه بالتأكيد كان سيخسر الكثير لو لم يرجع إليها من جديد ....
جاء وقت الزيارة ولكن وعلى غير العاده فلم تجد اللواء عبد الرحمن فهو لم ينتظرها ....
إتصلت عليه ولكنه لم يجيب ...
خافت وبشدة أن يكون حدث مكروه لإحسان وهو لا يريد أن يقول ...كانت ستتصل بأوبر ولكن وجدت هاتفها يرن برقم نادر فأجابته بسرعه وطلبت منه أن يأتى سريعا لكى يقلها لمبنى النيابة العامه .....
أما فى مبنى النيابة العامه فكان عبد الرحمن يقف على أحر من الجمر حتى يعرف من هى تلك السيدة التى أوقعت إبنه فى تلك المكيده ....
خرج العسكرى من الداخل وذهب وأتى بإحسان وعندما سأله اللواء عبد الرحمن لما يريده فأجابه أنه يريد أن يسأله عدة أسأله أخرى .....
خرجت تلك السيده وهى تبكى بإنهيااار شديد حتى أنه ولوهله أشفق عليها وبشده ...
جاء إحسان وذهب إتجاه غرفة التحقيق حتى أنه لم يلاحظ وجود أى شخص آخر ....
دخل معه المحامى فوجد وكيل النيابة العامه يقول له .....
أحب أبشرك إن خلاص لقينا القاتل وإعترفت كمان بكل ملابسات الجريمة .. ....
نظر إليه إحسان بدهشه ......
إعترفت معنى كده إنها واحده ست ....
لوهله هوى قلبه أسفل قدميه خوفاً أن تكون أسمهان هى تلك القاتله ولكنه نهر ذلك التفكير وقال ..
لا لا يعقل أبدا إذاً من هى ؟ ولما أوقعت به هو ؟
قال لوكيل النيابة ...
طب حضرتك ليه وقعتنى فى الورطة دى وليه عملت كده أصلاً .....!!؟؟
دق وكيل النيابه الجرس بجانبه وأمر العسكرى أن يأتى بالمتهمه ...وقال ...
دلوقت هى تقولك كل حاجه .
دخلت عليه فوقف بدهشه وعدم تصديق وقال .....
مش معقووووله إنتى طب إزاااى ...
↚
عند الصدمة يقف العقل عن العمل خاصة عندما تكون الصدمة فى أشخاص لم يكن من المتوقع منهم أى خداع ....
وقف عقل إحسان عن التفكير من صدمته ...فكيف لتلك الطبيبة الهادئة الخلوقة أن تكون هى القاتله ....
وقف أمامها وهو لايكاد يصدق وقال ....
هناااادى ...إزاى ..إزاااى وتعرفى أصلاً حمزة منين ...!!؟؟؟
ثم وقف لبرهة وكأنه يتذكر وقال ....
ااااه صحيح كنا كلنا بنشتغل فى المستشفى بتاعته ....
ثم إستطرد وقال ...
بس برده مكناش بنشوفه ولا نعرفه كنا بنتعامل مع دكتور وحيد مدير المستشفى يبقى إزااااى عرفتيه لا وكمان قتلتيه .....؟؟
كانت هنادى تبكى بندم على ماضى ذهب وولى ومستقبل صار مصيره معتم ......
نظرت إليه من بين دموعها وقالت ...
إنت السبب فى كل اللى حصلى ......
.قال لها بدهشة وإستنكار ....
أنا أنا السبب طب إزاااى إذا كنت أنا عمرى ماوعدتك بحاجه وكنت دايما بحاول أفهمك إنك زى أختى وإنى مبفكرش فى الجواز وهسافر ......
صرخت به وقالت طلعت كداااب ،أيوه كداب يادكتور ...
قولتلى إنك مبتفكرش فى الحواز وإتحوزت خلال شهرين ...
ليه فيها إيه هى زيادة عنى عشان إنت تتجوزها وتسيبنى حتى حمزة هو كمان سابنى ولما سألته قالهالى بصراحة لقيت الشخص النضيف اللى عايز يكمل معاه وبرده طلعت هى شوف الصدف ......
نظر إليها بتوجس وقال ...
وإنتى داخلك إيه بحمزة .....
جلست على المقعد أمامه وقالت ببكاء وندم ...
جوزى حمزه كان جوزى على سنة الله ورسوله بس للأسف فى السر يعنى محدش يعرف ....
جلس هو الاخر فى المقعد المقابل وقال ...
جوزك طب ليه فى السر وليه قتلتيه وليه حاولتى تخلينى انا اللى أشيل القضية ...
قالت له بشرود ...
بعد إنت مامشيت بفترة كنت منهارة خاصة لما عرفت إنك إتجوزت ،صحيح إنت موعدتنيش بحاجة بس كنت بقول مدام هيتجوز يبقى ليه مش أنا ..فى الوقت ده حمزة كان جاى المستشفى لحد تبعه كان تعبان والمستشفى مقلوبة .سمعنى وأنا بتكلم عليه وعجبته ....
Flash back …………..
كانت هنادى تمشى وهى لاتعرف ماذا يحدث ..فقامت بالنداء على إحدى الممرضات ......
سألتها هنادى وقالت ....
هو إيه اللى فى المستشفى النهاردة ،حاسة بحركة مش مظبوطة...
تكلمت الممرضة بخوف وقالت ....
أصل الباشا صاحب المستشفى هنا بس إيييه يادكتوره رغم آنه صغير فى السن بس الدكتور وحيد واقف قدامة بيرجف .......
جاوبتها هنادى بإستنكار ...
ياسلام ليه يعنى هو مش بنى آدم زينا من لحم ودم ولا يكونش مخلوق من دهب وسكر بلا نيله .....
هرولت الممرضة ولا تعرف هنادى لماذا ولكنها إستدارت لتجد خلفها شاب وسيم بشده يتطلع إليها بخبث وإعجاب ....
تكلم وقال .....
تحبى تجربى السكر ولا بلاش لتتعبى ......
وقفت أمامه هنادى وهى تحاول الثبات وقالت رغم إداراكها بكينونة الواقف أمامها.....
أفندم حضرتك محتاج حاجة عندك مريض وعايزنى أشوف .....
ضحك حمزة بشدة وقال .....
أنا كل اللى فى المستشفى دى يخصونى إنتى متعرفيش أنا مين ولا إيه….ردت عليه بثبات معرفش ومش عايزه أعرف أنا اللى ليا شغلى وبس عنئذنك ....
Back
أكملت هنادى بشرود ....
مكنتش أعرف إنه الواحدة لما بتقف قصادة بتعجبه وبتدخل دماغه ...
بدأ يطاردنى فى كل حته ويحاول يكلمنى لدرجة إنه مرة عمل تعبان وطلبنى أروحله رغم إنى دكتورة نسا ...إتشديتله خاصة وإنى كنت بحاول أنساك ..خرجنا مع بعض والمفروض إننا حبينا بعض ..
طلب منى الجواز ومن هنا كانت البداية ..طلبت منه إنه يجى يكلم بابا ،إتحجج وقالى إن أخته لسه عايشه معاه وهو مش ناوى يتجوز غير لما يتطمن عليها فى بيتها وكلام من ده ..قولتله خلتص نتخطب بس ...
بكت بشدة وهى تتذكر وقالت بقهر ...
قعد يقولى إنه خلاص مبقاش قادر على بعدى ونفسه أكون فى حضنه النهارده قبل بكرة وليه منتجوزش لغاية ما أخته تتجوز ...
إترددت بس هو حاصرنى ومسبنيش غير لما وافقت ...
أكملت بسخرية ...بس للأسف البيه كان عايزنى عرفى .....
شهق إحسان بشدة وقال .....
معقول عرفى أنا كنت عارف إنه ......يلا الله يرحمه بقه ملوش لازمة الكلام .....
سألها مباشرة وقال ...
وبعدين وافقتى ولا عملتى إيه ......
نظرت إليه وقالت وهى تزفر بشدة ....
لا موافقتش وبعدت عنه أسبوع مبكلموش ولا برد على إتصالاته لغاية مافيوم لقيته واقفلى قدام البيت وقالى إنه خلاص مش قادر يعيش من غيرى وموافق على إننا نتجوز رسمى بس فى السر .....
أجهشت فى البكاء وقالت أنا عارفه إنى برده غلطانة بس أنا كنت زى المسحورة ومش عارفه أعمل إيه ....
فضلنا مع بعض حوالى كام شهر زى الفل وبعدين إبتدا يمل ويتغير بس كنت بستحمل لأنى خلاص مبقاش ينفع لغاية من حوالى 6شهور حسيت من ناحيته بتغير كااامل ودايما بيتهرب منى ومبيردش عليا ...
ساعتها عرفت إن فى حياته واحده بس معرفتش أوصلها خاالص وده طبعا إن الواحده دى اللى هى مدام حضرتك مخرجتش معاه أصلا ولا مرة ....
لغاية ماروحت مرة المستشفى بتاعته اللى انت شغال فيها ..شوفتها ساعتها بس برده مكنتش أعرف إن هى اللى بيجرى وراها ساعتها سألته عليها حتى قولتله إنها أجهضت جنينها وأنا اللى عملتلها العمليه بس فى المستشفى التانيه ...حسيته إتغير بس مش عارفه ليه .
شكيت ساعتها فقررت إنى كل شويه أنطله فى المستشفى ..
لغاية مافى يوم سمعتك وإنت بتكلمها وبتترجاها تسامحك وساعتها بقه سمعت كل كلامها ليك وعرفت انها مقلتش لأهلها على عملية الإجهاض ...
دخلت يوميها وقولتله على أساس أعرفه إنها مش مظبوطه عايشه ومش قايله لأهلها إن جوزها سايبها يبقى أكيد مش تمام وماشيه على حل شعرها لقيته ولأول مرة يضربنى ويمد إيده عليا ......
نظر إليها إحسان بألم وقال ....
يااااه ياهنادى للدرجة دى بقى قلبك إسود ...إنتى متعرفيش أنا إتجوزت أسمهان إزاى ولا إيه اللى حصلها بسببى ومرواحك لحمزة خلاه يروح لباباها ويقوله وللأسف بسبب كلامه ومواجهته لأسمهان تعب ودخل المستشفى .......
إنهارت هنادى وقالت بصرااااخ ....
طب وخياتى اللى ضاعت وأنا كل يوم بيجيلى عريس وبرفضه لغاية مابابا مات وسابنى وهو مضايق منى ...
أنا مكنتش عايزه حاجه غير إنى أحب وأتحب ..صعبة قوى دى ....
إيه اللى فيها يشدكم.إنتوا الإتنين ليها ...
أكملت وهى تشير عليه بسبابتها وتقول ...تعرف كانو مسمينك إيه فى المستشفى ....
لوح التلج راح لوح التلج جه ...
ضحكت بسخرية وقالت .....
وجت اللى دوبت التلج وخلاته نااااار قايدة ...حتى حمزة محبهاش نزوة لا يادكتور ..حمزة حبها بجد وده اللى ولع فى قلبى النااار ...
كان كل شويه يقولى ليه منتش شبهها ......كل ما أعمل حاجه متعجبوش ...أيوه قتلته بس مكنش قصدى والله .....
أنا روحتله المستشفى عشان أتكلم معاه خاصة إنى عرفت إنى حامل ....
لقيته مضروب ومتشلفط ..ساعتها حاولت أطلعة معرفتش جبت الأمن طلعوه ..وانا خارجه شنطتى وقعت نزلت ألم اللى فيها شفت محفظتك ...والله كنت هرجعهالك بس ملقتكش حتى انا سألت عليك وإسأل عامل الأمن ...
قعدت يومين مغها فى شقتنا اللى فى الشيخ زايد ..
أطبب فيه وأمرضه وبين كل هذيانه مفيش غير إسمها وبس ...صبرت ولما فاق قلت أكلمه .........
فلاش باك .......
كان حمزه يجلس على الأريكه وهو يحاول أن يعتدل ...
أتت إليه هنادى بسرعة وهو تقول له بلهفة ..
حاسب بالراحه خليك نايم ومرتاح .....
نظر إليها بعدم مبالاة وقال ...
أنا بقيت كويس ولازم أخرج عشان أشوف اللى عمل فيا كده وأدفعه التمن غالى ....
تكلمت معه بإستجداء وقالت ....
عشان خاطرى إنت لسه تعبان ...وكمان مفيش حاجه تستاهل .....
أبعد يدها عنه وقال بحده ....
بقولك إيه إطلعى من دماغى ياهنادى أنا مش فايقلك .....
.قالت هنادى بلا وعى ...بس فايقلها هى مش كده .....!!
نظر إليها بغضب وقال ..قصدك مين ؟ هاه إنطقى ......
قالت هنادى من بين بكائها ...
اللى وانت نايم مبتقولش غير إسمها ..أسمهان ياحمزة مش كده .....؟!
وقف بألم وقال بشدة متنافية مع شعروه بالألم ....
أيوة أسمهان إرتحتى أكتر حد نضيف أنا قبلته ونفسى أكمل معاها حياتى ....
أجابته هنادى بإنهيار ....طب وأنا مرااتك ولا أنت ناسى زى مانت ناسى برده إنها متجوزة ..بس نقول إيه بقة عرفت تلف على إحسان ودلوقت بتلف عليك
لكن لا أنا مش بعد ماصبرت عليك أكتر من سنه ونص تقوم تقولى خلاص ......
أمسكها حمزة من يدها بقوة وقال ....
إخرسى خالص لسانك ميجبش سيرتها نهائى .....وإذا كان على جوازنا فأنا خلاص هطلقك وأظن يكفيكى إننا كنا متجوزين رسمى ولا إيه .....
توسلت إليه هنادى وقالت ....لا ياحمزة بلاش مش عشان خاطرى لا عشان خاطر اللى فى بطنى أتا حامل ياحمزة حامل بإبنك ....
صدمة هى كل ماحلت على حمزة وهو يقول ....
اللى بطنك ده لازم ينزل .أنا مش عايز أطفال غير منها هى وبس ..سامعععه هتنزليه ......
أجابته هنادى بقوة وقهر ...
لا مش هنزله وأعلى مافى خيلك أركبه .....
شدت يدها منه بقوة وهربت من أمامه عندما وجدت النيران تخرج من عينيه ...
علمت جيداً أنه لم ولن يتركها أبداً حتى ينفذ مايريد ...
ذهبت فى إتجاه غرفتها ولكنه لحق بها وسحبها بقوة من يدها وظل يلطم وجهها وهو يقول ......
هتنزليه وهطلقك وهتجوزها حتى لو حكمت إنى أقتل جوزها سامعانى .....؟؛
تخدر وجه هنادى من كثرة الضرب ولكن عند سماعها تأكيده على إنزال طفلها حاولت بشدة التخلص منه ورغم قوته الا أنه قد أصابه الوهن بسبب مرضه ...
كانت هنادى تحاول بشدة ان تتخلص منه حتى نجحت ودفعته عنها بشده وذهبت بإتجاه الغرفه لكى تأخذ أشيائها وتغير ملابسها لكى تهرب من هذا المكان ..
دخلت وأغلقت الباب من الداخل حتى لا يتسنى له الدخول إليها ...
غيرت بسرعه وأخذت أشيائها وخرجت تحت دهشتها من عدم اللحاق بها ...
خرجت بحذر حتى وجدته مازال واقعاً على الأرض ..
ذهبت إليه ببطء فوجدت الدماء تجرى من حوله ..فهو عند وقوعه إصطدمت رأسه بالمنضدة الرخام فتسببت بمقتله....لم تعلم ماذا تفعل فتذكرت حافظة النقود الخاصة بإحسان ..
فوضعتها بجوار الجثمان وتركت المنزل وخرجت بسرعه ....
عودة للحاضر ....
نظرت إلى إحسان بألم وندم وقالت ...
عرفت إنى قتلته غصب عنى .....
قال لها إحسان بغضب ...طب ليه حبيتى توقعينى فى المصيبة دى .....
ردت عليه بإنهيار ...عشان إنتوا الإتنين فضلتوها عليا ...
إنتوا الإتنين حبتوها بجد ...لييييه نفسى أعرف فيها إيييه زيادة عنى ...أهو زى مانت شايف هو مات وأنا مستقبلى ضاع ..ثم وضعت يدها على جوفها وقالت ...وإبنى هيتولد فى السجن ....
أشفق عليها إحسان وقال بتعاطف ....
↚
رغم اللى إنتى عملتيه معايا ورغم أذيتك ليا إلا إنى مش هتخلى عنك وهخلى المحامى بتاعى هو اللى يتابع قضيتك وأتعابه كمان مدفوعة لأنك رغم اللى حصل فإنتى ضحية لندالة اللى إسمه حمزة ....
تم الإفراج عن إحسان من النيابة العامة ...كان بإنتظاره والده وأسمهان ونادروأيضاً باهر صديقه بالمشفى والذى كان مسافرا ولم يعلم بالذى حدث غير منذ يومين ....
أخذه عبد الرحمن داخل أحضانه كذلك فعل باهر ونادر أما أسمهان فظلت تنظر إليه وهى تبكى لاتصدق أنه الأن أمامها وخرج من تلك المعضلة ...
ذهب إليها وهو مبتسم ومسح دموعها بيديه وقبل جبينها وقال ....إيه مش عايزه تسلمى عليا ولا إيه ....
إرتمت داخل أحضانه وظلت تبكى بشده حتى أنه شدد من إحتضانها حتى يطمئنها ..أبعدها قليلا وقال ...
إيه مالك أنا كويس أهو وكمان هروح معاكى البيت .
ثم نظر لعينيها وقال .....
ومش هبعد عنك أبداااا ولا إنتى هتبعدى عن حضنى مهما حصل ....
إقترب منهم عبد الرحمن وربت على ظهرهم وقال .....
يلا ياولاد نروح وهناك نتكلم كفايه قعاد فى المكان ده .....
إقترب نادر وقال بمشاكسة لأسمهان ....
جرا إيه يا أسمهان إنتى ماصدقتى ولا إيه مش ده اللى كنتى مش هتسامحيه أبدا أبدا أبدا ...
.إبتسمت أسمهان بخجل فقال إحسان بغيظ
جرا إيه يانادر ماتهليك محضر خير بدل والله ما أروح لمراتك وأقولها إنك تعرف عليها واحدة تانيه .....
رفع نادر يديه بإستسلام وقال ....
وعلى إيه الطيب أحسن يلا ياعم طريقك إنت وهى أخضر بلاها معرفتكم كانت معرفه سودة .....
إبتسم عبد الرحمن بتوعد وقال ...
بتقول حاجه يانادر .....
إبتلع نادر ريقه بخوف وقال ....
بقول ربنا مايعوده كانت أيام سوده ....يلا يلا ياعمى أنا عايز أروح ...
خرجوا جميعاً وإتجه كل إلى واجهته .....
♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎
عندما يعم الفرح على قلب تحبه ...فتشعر بأنك أنت من تعيش هذا الفرح وتريد أن تشاركه لكل الدنيا ....
كانت شهد وإيمان يجلسان فى الكافيتريا يحتسون مشروباً ساخناً ....قالت إيمان بفرحه ...
وبس ياستى الحمد لله إحسان خرج خلى أسمهان بقه تفوق وتفرح طول عمرها فرحتها بسيطه وقليله ربنا يعوضها يااااارب .....
إبتسمت شهد بفهر وقالت ...
طبعا لازم.يطلع مش أحمودى حبيبى ظبوط قلبى هو اللى كان بيساعدهم يبقى لازم يطلع براءه ..
ثم أمالت رأسها إليها وقالت ....
أصل أنا قولتله لو إحسان مطلعش براءه مش هنتجوز ....
ضحكت إيمان بشدة وقالت ...
ااااه يامجنونة قولتيله كده ...
أومأت برأسها دليبا على الموافقة وقالت ....
هو أنا شوية ولا إيه ......؟؟!
جاء صوت من خلفها وهو يقول ....
شوية....شوية إيه ياختى إنتى حد زيك جبرووووت .....
إلتفتت شهد بخضه وهى تقول ...
نفسى مرة يا أحمد تدخل عادى شبه البنى أدميين العاديين مش دخلت المخبرين دى .....
ضحكت إيمان بقوة عليهم فوجدت من يقول خلفها بشدة ...
إيمااااااااان صوووتك ...
كتمت ضحكتها بخوف أما شهد فضحكت هى عليها وقالت ....
داين تدان مش كنتى بتضحكى عليها أهو إتردتلك ...
جلس رزق بجوار إيمان كما جلس أحمد بجوار شهد ....
قال رزق بغيظ وغيرة ...
إنتى قاعده فين يا إيمان بالظبط؟ ..
نظرت إليه بخوف وقالت ...
يعنى إيه ..مانت شايفنى أهو قاعدة فى الكافيتريا ....
.أومأ برأسه وقال ....
يعنى مش قاعده فى بيتكوا عشان تضحكى الضحكة دى ....
حذرها بإصبعه قائلا ...
آخر مرة سامعانى ..آخر مرة تضحكى الضحكة دى ..
يا إما هتجوزك وأقعدك فى البيت أحسنوإبقى إضحكيلى هناك براحتك على الآخر ......
نظر إليه أحمد وقال
يسلم فمك والله إحنا نتجوزهم ونقعدهم فى البيت .....
نظر إليه رزق وقال ....
إنت راشق ودانك معانا لييييه......
ضحكت شهد وقالت لأحمد ...
شكلك بقه وحححححش .......
نهرها أحمد وقال
اتكتمى خااالص إنتى حسابك معايا بعدين ياقطه ....
ثم قال لرزق ...
أولا أنا مكنتش مركز لغاية ماسمعت أتجوزك والكلمة رشقت فى قلبى قبل ودنى ...
أكمل وقال .....
أصلى بعيد عنك خلاااص جبت أخرى من المجنونة بنت المجانين دى ...
كل مانحدد يحصل خاجة لما خلاااص تعبت أخرها مشكلة إحسان ..
ياعم دانا خلاص زمايلى بقوا بيعايرونى ويقولولى اللى عايز يتجوز ولا طالشى ..
ثم مثل البكاء ....نظرت إليه شهد.بشفقة وقالت ...
أنا أسفه والله يا أحمد خلاص لو عايزنا نتجوز دلوقت أنا موافقه والله ...
غمز أحمد بعينه لرزق وإيمان وقال ...
.لا خلاص على إيه بقه لما السنه تخلص ...
أجابت شهد بشدة ...
لا طبعا سنه إيه بص أنا هخلص الترم ده ونتجوز على طول..وأنا موافقه على أى يوم إنت هتحدده ......
نظر إليها وقال بمكر ...
لا اليوم ده إنتى اللى تحدديه عشان يعنى ..يعنى ميكونش فى الأمور أمور مانا مش هتجوز ميطلع نأبى على شونه لامؤاخذه .......
فهمت شهد مايرمى إليه فقالت ...
تصدق إنك سافل وقليل الأدب و .....
أكمل رزق وقال ....
ومش متربى الباشا مش مراعى البنات اللى معانا ...
جرا إيييه إنت ظابط إنت ومتعلم ضبط النفس وزفت ....
ثم نظر لشهد وقال ...
بصى ياشهد ياريت متتجوزيش إلا بعد الماجستير ....
وقف أحمد بغضب وقال ...
نععععم ماجستير مين يا أخويا هو أنا شبهك لا دانا مسيطر والفرح إن شاء الله بعد الإمتحانات على طول بس برده هى اللى هتحدد اليوم ....
وضع رزق يديه على أذن إيمان وهى تبتسم بخجل وقال ..
متسمعيش اللى بيقوله ده ...
ثم أمال عليها وقال ....
وعلى فكره المفروض برده العروسه هى اللى تحدد اليوم ......
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡♥︎♡♡♡♡
مالعشق الحلال الا كالعسل ننهل منه كيف نشاء لانرتوى منه ولا نريد أبدا الإرتواء ....
كانت أسمهان تجلس بجوار عبد الرحمن وإحسان وهم يتسامرون تحت نظرات إحسان المشتاقة بجنون ....
كانت أسمهان لاتريد الإنتهاء من تلك الجلسه فهى لاتعرف ماذا ستفعل بعد ذلك..
أما إحسان فكان وكأنه يجلس على الجمر ...فيكفيه هذا فهو منذ أن رجع ولم ينفرد بها ...حتى بعد رجوع والدها ووالدتها الى بلدتهم فعى ظلت تجلس مع عبد الرحمن .....
وقف مرة واحدة وقال ....
طب بعد إذنك بقه يابابا هطلع أستريح فوق شويه .....
ضحك عبد الرحمن بخبث وقال .....
وماله إطلع ياحبيبى براحتك ومتخافش على أسمهان قاعده معايا ......
نظر إليه بصدمة وقال ...
قاعدة معاك فين ..!!؟
ثم أكمل بإرتباك ...اااصل عاايزها تطلعلى هدومى ....
إبتسم عبد الرحمن وقال ....
لا ياراجل ..وكان مين بيطلعلك وهدومك وإنت مسافر بقه .....
زفر إحسان بقوة تحت نظرات الخجل من أسمهان وقام بمسك يدها ثم شدها خلفه وقال بغيظ ....
تصبح على خير يابابا .....
ضحك عبد الرحمن بشده على ولده وظل يدعو لهم بصلاح الأحوال وهدوء البال .....
صعدت أسمهان خلفه وهو يسحبها بشده وهى تقول .....
إيدى يا إحسان فيه إيه .......!!
فتح الباب بقوة وأدخلها بشدة وقال بغيظ وغيرة ...
قاعدة من ساعتها تضحكى وتتسايرى وأنا قاعد بشيط ..
بولع وإنتى ولا على بالك خااالص ...أقول دلوقت تخلص مفيش ...
دلوقت تحس مفييش ...دلوقت تقوم برده مفيش .....
نظرت لوجهه الممتقع بخوف وقالت . ....
هو فيه إيه مااالك عامل كده ليييه .....!!
إبتسم بسماجه وقال وهو يقترب منها ..
لا أبدا مفيش كل الحكايه إن مراتى وحشانى بقالها سنتين وهى معندهاش دم .....
نظرت إليه بحزن وقالت ...ومين السبب فى السنتين دول .....!!؟
أحاطها بيديه ونظر لعينيها وقال .....
إنسى كل حاجه وحشه حصلت وخلينا نبدأ حياتنا من أول النهارده وكأننا عرسان جداد .....
قبل ثغرها بنهم وكأن به إكسير الحياه......أصبحت قبلته متطلبة راغبة كانت تبادله هى على إستحياء رغم إشتياقها إليه ...
إبتعد عنها بصعوبة وهو يضع جبينه على جبينها وتكلم بصعوبه من فرط إشتياقه وقال .....
يلا نبدأ حياة جديدة ..إدخلى خدى دش وغيرى هدومك واتوضى وأنا كمان هعمل كده فى الحمام اللى بره عشان نصلى مع بعض ....
أومأت إليه بخجل وذهبت من أمامه فتادى عليها بلهفة وقال وهو يبسط لها ذراعيه ...
أسمهان ....
رجعت إليه وإرتمت بأحضانه فقال بعشق ظاهر وهى يقبلها مرة أخرى ...هتوحشينى الشويه دول .....
ذهب كليهما لكى يأخذوا حماما سريعا عله يزيل ماآثار ماحدث معهما ...توضأ كلا منهم ...
أخذها إحسان وصلى بها ركعتين سنة ليلة البناء ودعا بالدعاء ..ثم نظر إليها وقال بندم وعشق ظاهر ....
عارف إنى ظلمتك كتييير ببعدى عنك ...وعارف إنى مهما عملت مش هقدر أعوضك عن اللى راح منك ..
بس كل اللى أنا بوعدك بيه يا أسمهان دلوقت إنى أعوضك عن كل حاجه وحشه حصلت منى وعن بعدى عنك وعن أى دمعه نزلت من عينك ..
أمسك يديها وقال وهو ينظر داخل عينيها ....
صدقينى يا أسمهان ....
مش إنتى بس اللى إتظلمتى أنا كمان ظلمت نفسى ببعدى عنك ..كنت متخيل إنى هقدر أعيش من غيرك ومن غير تأثيرك عليا بس مقدرتش ..أنا فعلا بعشقك ومش عارف إيه الغباء اللى أنا كنت فيه ...بس اللى أنا عارفه إنى خلاص مش هبعد تانى أبداً ،بس المهم تكونى سامحتينى بجد ومن قلبك .....
تكلمت أسمهان بخجل وقالت .....
أنا مش عارفه ليه رغم جرحى منك رفضت إنى أتطلق ..
يمكن كان فيه حاجه جوايا فضلت متمسكه بيك ...
بس كل اللى كنت واثقه منه إنى كنت بمووت كل مرة وإنت بعيد أو وإنت بتتصل على عمو عبد الرحمن ومبتسألش عنى ....
حسيت إنى بضيع سنين عمرى فى إنتظار ملوش لازمه ..
ورغم كده صممت إنى أحقق نفسى وفعلا عملت كده ...بس لما رجعت بقيت بين نارين ...نار إنى عايزه أردلك اللى إنت عملته فيا ونار بتقولى إرجعيله د شكله ندمان ....صدقنى كنت بجرحك فى الكلام على قد جرحى منك إنت ..
كنت عايزاك تحس بالألم اللى جوايا ..كل مرة بفكر أسامح أفتكر ألمى ودموعى فقول لأ لسه مفيش مسامحه دلوقت ....
بس لما وقفت جنب بابا صدقنى كنت مبسوطه جدا إنك بتعمل كل ده عشانى ....
ورغم كده كنت الصراحه ناويه األاوعك شويه برده ...
نظر إليها بدهشه فإبتسمت وقالت
أيوه بجد مكنتش هرجع على طول ....
بس لما إتقبض عليك ...حسيت إنى روحى بتروح منى ...
حسيت بخنقه فظييييعه مش قادره عليها ....
لما جتلك القسم رميت نفسى فى حضنك عشان أطمن إنك موجود ومش هتبعد عنى تانى .....
نظر إليها بفرحه وقال ...
يعنى أنا روحك يا أسمهان ....
أومأت أسمهان بخجل . فوقف وأوقفها معه وضمها إليه بشده وقال ....
يااااه يا أسمهان إنتى متعرفيش أنا كنت بحلم باللحظه اللى تكونى بين إيديا فيها قد إيه......قبلها مره بعد مره وهى فقط تستجيب لقبلاته الحارة ...
نزع عنها إسدالها وحملها الى السرير برفق قبلها مرة أخرى بنهم وهو يقول ...
مبروك عليا إنتى يازوجتى العزيزه .........
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎
تحلو الدنيا بوجود من نحب بجوارنا .....فالقلب لايقدر على تحمل الفراق ....فيكون دواؤه هو القرب ....
كان عبد القادر يجلس مع أخيه وإبنه .جاءت ناديه للسلام عليهم وجلست معهم أتى نور هو الآخر وجلس معهم وظلوا يتسامرون بشده..كانت أعين علاء تبحث عنها فى كل مكان ...مال عليه نور وقال بلؤم ...
مالك ياعلاء بتدور على حد ولا إيه ....
إرتبك علاء وقال .....
لا أبدا هو مفيش حد هنا غيرك ولا إيه......
إبتسم نور بخبث وقال ...
لا إيمان جوه بس كان عندها إمتحان عملى النهارده فجت نامت على طول ......
نظر إليه علاء منظر أن يكمل ولكن نور قال ....
هاه هو انت عايز حد معين ولا إيه على العموم الحد ده مش موجود إرتاح ......
شعر علاء بالإحباط ولكنه قرر أن يفاتح عمه بالموضوع فقال ....
لو سمحت ياعمى أنا بطلب من حضرتك إيد نورين ..وصدقنى والله هحافظ عليها وهبذل كل جهدى إنى أسعدها .....
إمتقع وجه عبد القادر وقال .....بس أنا مش موافق .......
↚
عند الشعور بالخذلان خاصة عندما لايكون لك يد فى سبب هذا الخذلان ..فكل ما هنالك أنك تؤخذ بذنب ليس لك فيه يد ..
كان علاء يجلس مشدوهاً مصدوماً وحاله لا يختلف عن نور ووالده ..فلما يرفض عمه زواجه من نورين فهو بالفعل قد تغير وأصبح إنساناً جديداً ...نظر إلى عمه وهو حزين وقال ....
ليه ياعمى ،ياترى إيه سبب إعتراضك عليا ....؟؟!
زفر عبد القادر وقال .....
ومين قال إنى معترض عليك ...صدقنى لو الظروف مختلفة كنت وافقت على طول ....
لم يفهم علاء الكلام عن أى ظروف يتحدث ...لو كان على ماضيه فهو قد تغير ...
نظر إليه علاء وقال ...
والله ياعمى وربنا الأعلم أنا بعدت عن كل حاجة وحشه ،حتى أصحابى لما لقيتهم عايزينى أرجع بت عنهم هم كمان ..حتى أنا .....
لم يتركه عبد القادر يكمل وقال....
من غير ماتقول ياعلاء أنا عارفك كويس ،حتى وانت ماشى فى الطريق الغلط كنت برده عندى ثقة فى ربنا إنك هترجع لأنك متربى بمال حلال ...بس تقدر تقولى هتعيش بنتى فين ؟
نظر إليه علاء بدون فهم وقال ..
.يعنى إيه مش فاهم؟!!!!
زفر عبد القادر وقال تحت ترقب الجميع ...
بص ياعلاء ،أنا هقول الكلام ده لأول مرة بس دى بنتى ومش هستحمل عليها أى حاجه ....بإختصار شديد ...هتقدر تبعدها عن مامتك ؟
زفر علاء بشدة عندما علم سبب الرفض وكان سيهم بالكلام لولا يد عبد القادر التى أوقفته وقال .....
سيبنى أكمل كلامى ...طول عمرى أنا وناديه عارفه إن مامتك مبتحبناش معرفش ليه ..بس كنت بقول كل اللى يهمنى هو أخويا اللى طلعت بيه من الدنيا ورغم إنه الكبير لكن دايما أنا اللى كنت واقف وراه فى ضهره ...و
كنت بستحمل كلام والدتك ومعاملتها البشعه عشان خاطر أخويا وبعدها عشان خاطرك ...
لأن إنت إبن أخويا الوحيد ،وكنت أرجع وأقول هو أنا يعنى بشوفها كل فين وفين فمش مشكلة .لكن دلوقت إنت لما هتتجوز بنتى فهى هتعيش معاك وساعتها مش هستحمل عليها ربع كلمه من مامتك وممكن ساعتها تحصل المشاكل اللى أنا كنت بتفاداها طول عمرى .عرفت ليه أنا رافض ....
تكلم إبراهيم بخزى من أفعال زوجته فهو يعرفها تمام المعرفة ولكنه الآن لن يضحى بسعادة إبنه الوحيد من أجلها فإن كانت هى سبباً لإفساده فنورين كانت سبباً لإصلاحه ولن يتوانى أبداً عن الجمع بينهما مهما كانت الأمور .....
وجه إبراهيم الكلام لأخيه وقال ...
بص ياعبد القادر أنا عارف طبع نرجس مراتى كويس جداً ومش هلومك على رأيك بس كل اللى عايز أقولهولك إن من أول ماعلاء فكر فى موضوع الجواز وهو إشترى شقة تانيه بعيد عننا عشان هو فعلا عايز يتجوز نورين ومش مستعد إن مامته تجرحها بكلمه أو تهينها ....
صدقنى ياعبد القادر علاء راجل ويقدر يحمى نورين من أى حد حتى لو كانت مامته وكمان لو جتلك فى يوم تشتكيلك ساعتها إبقى إعمل كل اللى إنت عايزه ....
حيرة هى كل ماتملكت من عبد القادر فلم يعرف بماذا يرد عليهم ...
كان نور يود أن يتدخل لصالح علاء ولكنه إلتزم الصمت إحتراماً لأبيه لكنه حتماً لن يصمت وسيتناقش معه فى الأمر ….
نظر عبد القادر لزوجته فوجدها هى الأخرى حائرة ..فقال حتى ينهى هذا الأمر ….
بص ياعلاء يعلم ربنا أنا بحبك زى ولادى وعشان كده إدينى وقت أصلى إستخارة وأشوف وأكيد ربنا هيرشدنى للخير بس ساعتها تتقبل ردى مهما كان وغير كده لازم أسأل نورين بس إنت عارف إنها دلوقت فى إمتحانات فمش هفاتحها غير لما تخلص.. .
بس اوعدك إنى هقولك رأيى بعد ما أصلى ولو موافقة يبقى فاضل رأى العروسة ،لكن بقه لو رفض فأنا مش هقولها أصلا ..إتفقنا ....؟؟
إبتسم علاء رغم مخاوفه وقال ....
وإن شاء الله ربنا مش هيخذلنى وهيجعلها من نصيبى وأنا مستنى رأيك ياعمى ...
إستأذن كل من إبراهيم وعلاء من منزل عبد القادر .....بعد التأكد من مغادرتهم نظر نور إلى والده وقال ...
ليه يابابا كده علاء إتغير وفعلا بيحب نورين ....
زفر عبد القادر وقال بغضب ...
يعنى أجوزهاله ومرات عمك تشغلها خدامة عندها ولا توريها الويل ،يابنى مرات عمك دايما عندها حقد وغيرة من ناحيتنا ولو أختك إتجوزت إبنها هتشتغل عليها شغل الحموات القرشانات .....
ضحك نور وقال ...
أنا أسف يابابا يعنى بس نورين اللهم بارك لسانها عامل زى القطر يعنى مرات عمى مش هتاخد معاها حق ولا باطل .....
تكلمت نادية بهدوء وقالت ...
طب وليه أجوز بنتى لواحد أمه كده جتى لو بنتى هتاخد حقها بس كفاية حرقة دمها ....
وقف نور وقال بإصرار ...
بص يابابا علاء أخد شقة فعلا بعيد عن مامته عشان هو بيحب نورين وخايف عليها حتى من أمه وغير كده هو نفسه قالى إنه مش هيخلى نورين تروح لمامته خاالص لكن هو هيفضل يروح ويزورهم ...
تركهم نور وقد إشتدت الحيرة بداخلهم ....
ربتت نادية على كتف زوجها وقالت بحنان ...
تعالى ياعبده إنت لسه تعبان إدخل إرتاح وبعدها قوم إتوضى وصلى وربنا ييسر الأمور واللى فيه خير ربنا يعمله...
★★★★★★★★★★★★★★
عندما يستعيد الإنسان حقه المسلوب فى السعادة فإنه يغتنم كل فرصة لكى ينهل منها دون إشباع...
كان إحسان ومازال يحاول بكل الطرق ان يعوض أسمهان عما سببه لها من آلام .فهو يريد أن يمحو كل أثر سئ أو ذكرى سيئة مرت بها ....
كانت أسمهان تشعر بالسعادة أخيراً وهى تطرق بابها فإحسان رقيق ،حنون ،يحبها بشدة ولا يتوانى عن الإفصاح عن هذا الحب أمام الجميع ادرجة أنه دائماً ماتشعر بالخجل من كلماته ....
كانت أسمهان تجلس هى وإحسان وباقى طاقم الأطباء طبعا دون بيانكا فهى رجعت لبلدها فور إنتهائهم من عملياتهم الجراحية رغم طلب إحسان من الجميع أنه سيجعلهم يزورون الأماكن الأثرية أولا قبل أن يذهبوا ...ولكنها رفضت وبشدة خاصة عندما علمت أنه قد رجع لأسمهان ...
كان جو المرح هو السائد فى تلك الجلسة حتى أن إستيوارت قال لأسمهان .....
- حقا أسمهان إنكى لم ترى إحسان وهو يمشى بجدية حتى البسمة لاتأتى الى وجهه أبداً وكأنه يخاف أن يبتسم فتتشقق شفتيه....
ضحكت أسمهان بشدة تحت نظرات الغيرة والغيظ من إحسان وقالت ....
ولما هذا دكتور إستيوارت .....؟
قال إستيوارت بخبث وهو يغمز بعينيه لإحسان ....
لأن سبب ضحكته لم تكن موجودة معه فى الخارج عزيزتى بل إنها هنا بمصر وعندما رجع إليها رأينا إبتسامته والتى لم نكن لنراها أبداً ...
ضحك الجميع أما أسمهان فقد خجلت بشدة ....فقال إحسان بعشق ......
عندما أذهب الى أى مكان ولا توجد به أسمهان فأنا أشعر بالإكتئاب ولا أرجع لطبيعتى إلا عند الرجوع لأحضانها فبدونها لا أستطيع التنفس .....
صفق الجميع وهم يضحكون ويتمنون لهم السعادة الأبدية ...
أما أسمهان فكانت تائهة فى نظرات إحسان المثبتة عليها وهو يقول هذا الكلام حتى أنها لم تشعر بالتصفيق الحاد أو الكلام الخارج منهم ...فكل ماتفكر به أنها تحمد الله كثيراً أنه رجع إليها وأنا أعطته فرصة أخرى ليعيشوا سوياً ........
مضى الأسبوع سريعاً وحان موعد رجوع الطاقم الى ألمانيا وبالطبع لابد من وجود إحسان معهم ....
كانت أسمهان تجوب غرفتها ذهاباً وجيئه وهى تشعر بالتوتر فهى لاتعرف هل سيسافر معهم ولكنه يخاف من إخبارها أم أنه لن يسافر وسيظل بجوارها ....
ذهبت إلى شرفتها تنظر الى مرور السيارات وعقلها يكاد ينفجر من التفكيير ...
شعرت بيد تلتف حول خصرها وهناك من يقبلها على إحدى وجنتيها ...ظلت واقفة بالطبع فهى تعرفه جيدا ولما لا وهى أصبحت تستنشق رائحة عبيرة من على بعد .....
قال لها إحسان بخفوت بعد أن وضع رأسه على كتفها ينظر لما تنظر إليه ومازالت يده تحاوط خصرها ....
سرحانه فى إيه ؟ إوعى يكون حد.غيرى أزعل وأجيب ناس تزعل معايا ....
زفرت بهدوء وقالت وهى مازالت على وضعها ....
هو فيه حد شاغل تفكيرى ودماغى غيرك إنت ....؟!!!
أدارها إحسان إليه وهو مازال ممسك بخصرها وقال وهو ينظر لعينيها عله يستشف ما بداخلها .....قال بهدوء ....
فيه إيه يا أسمهان هو أنا مش قلت إن كل اللى جوانا نقوله لبعض ومنخبيش على بعض حاجة أبدا حتى لو هنزعل بس لازم ميكنش بينا أسرار ....
إغرورقت عين أسمهان بالدموع وقالت بخفوت...
خايفه …
شعر إحسان بالحيرة وقال ..
من إيه ..!!!!!!
ثم أكمل بحزن مش معقول تكونى لسه خايفه منى .....؟!!!
أجابته أسمهان بلهفة ...
لا طبعا أنا محستش بالأمان غير بوجودك جمبى .....
زفر إحسان وقال وهو يبتعد عنها ...
طب بس خايفه من إيه ....؟!
سألته أسمهان بخوف وتردد....هو إنت هتسافر تانى .....؟!
أجاب عليها بتلقائية ....
طبعا يا أسمهان لازم أسافر وإنتى عارفه كده كويس ....
نظرت إليه بخيبة أمل وقالت ...
لسه ..لسه ناوى تبعد تانى وياترى المره دى كام سنه ....ولا مش ناوى ترجع خااالص ....
شعر إحسان بالغضب ولكنه تمالك نفسه لأنه يشعر بخوفها ولا يلومها عليه وهو بالفعل المخطئ بهذا الأمر ...
ذهب إليها مرة أخرى وأمسك بيديها وأجلسها على المقعد وجلس أمامها متكئ على ركبتيه وقال ....
أنا عمرى ماهسيبك تانى يا أسمهان ..وإذا كنت هسافر فأنا هسافر عشان أخلص ورقى اللى هناك وكمان متنسيش انى لازم أنهى كل حاجه مس أسيبهم كده فلازم أرجع ......
بكت أسمهان بشدة ولم تستطع الرد فهو معه حق ولكن هى الأخرى معها حق فى خوفها ..
مسح إحسان دموعها بيديه برقه وقبل خديها ثم قال ...
ممكن تيجى معايا أوريكى حاجه .....!!؟
نظرت إليه ولم ترد ..فإبتسم بهدوء وقال ...
ياستى تعالى مش هتخسرى حاجه يعنى ....
وقفت معه أسمهان وذهب إليها أمام دولاب الملابس تحت نظرات الإستغراب منها ...
فتح الدولاب وأخرج حقيبه جلدية صغيرة ،قام بفتحها وأخرج منها جواز سفرها وهو يقول ....
أنا فعلا هسافر يا أسمهان بس وإنتى معايا ..أنا مش هسيبك هنا وأنا أكون هناك ..أخذها داخل أحضانة بشدة وقال ...
أنا عمرى ما هكرر اللى حصل تانى مكان ما أروح إنتى معايا ولو عايزانا نستقر هناك أنا موافق وبرده لو عايزانا نرجع أنا موافق يعنى أنا سايب القرار بإيدك إنتى ....
بادلته أسمهان ضمته بشدة وهى تبكى ولكن تلك المرة من السعادة التى تشعر بها .فإحسان لن يخذلها مرة أخرى .....
أخرجها من إحتضانه وكوب وجهها بين يديه وهو يقبل دموعها وقال ....
أنا قلتلك مرة إنى غبى بس أكيد يعنى مش هفضل غبى على طول .....
ضحكت أسمهان على كلامه فقال بإبتسامة ...
أيوة كده خلى الشمس تنور ....
ثم نظر إليها بمكر وقال .....
بس أنا زعلان وعايز حد يصالحنى ...
إبتعدت عنه أسمهان بخجل وقالت وهى تخرج من بابا الغرفة ...
أنا نازله لعمو عبد الرحمن أكيد عايز يتغدى ....
ضحك إحسان بشدة وقال ...
وماله إهربى يعنى بابا هيفضل ياكل طول اليوم مسيره يشبع ومتلاقيش ساعتها حجة ...
ضحكت بخجل ونزلت أمامه وهو خلفها يشاكسها حتى وصل الى شقة أبيه .....
♥♠♥♠♥♠♥♠♥♠
عندما يتخلى عنك أقرب الناس إليك ليس لسبب كبير ولكن طمعاً فقط فى النقود ..عندها تشعر بأنك مجرد سلعة تُباع وتُشترى ...وعندها تسترجى العوض فى أشياء أخرى ...
كان أحمد يجلس أمام خالته وزوجها وهو يحاول بشتى الطرق أن يقنعهم بأن يتم الزفاف بعد إمتحانات الترم الأول ...فهو بالفعل يريدها فى بيته اليوم قبل غداً .ولكن من ضمن الأسباب الرئيسية هى أن تبتعد عن ضغط أبيها حتى تتركه وتتزوج من بن عمها ...
قال أحمد بنفاذ صبر...ماتقولى ياعمى إيه سبب رفضك وياريت تقولى سبب مقنع لأنى فى النهاية مش هسيب شهد مهما حصل ..
قال هشام والد شهد ...
أنا مش مستعد دلوقت خااالص ....
نظر أحمد لخالته وهو يستنجد بها وقال ...
يعنى إيه ياخالتوا الكلام ده وكمان أنا مش عايز حاجه أنا شقتى جاهزه واللى ناقص فيها هبقى أجيبه بعد الفرح مش مهم ...
رد عليه هشام بسماجه .....
وأنا مش هدخل بنتى وحاجه نقصاها فخلاص بقه لما ربنا يفرجها تبقى تتجوز ...
كانت شهد تجلس بغرفتها وهى تبكى بشدة من تعسف أبيها حتى سمعت صوت الجرس ...
ذهبت لكى تفتح فهم منشغلون بالصالون فى المناقشة وأصواتهم عالية ...فتحت وجدت يحيى بن عمها أمامها...نظر لعيناها وقال مالك فيه إيه؟ ....
لم يتلق الإجابة ولكنه سمع الأصوات بالداخل فقال لها هو:
مين اللى جوا ؟ ...
أجابته ببكاء .....
أحمد بن خالتى جاى يحدد الفرح وبابا مش راضى وطبعا إنت عارف السبب إيه ....
إبتسم يحيى بحزن على شهد وقال ....
متخافيش ياشهد وكمان أنا قلتلك أنا أخوكى ليه متصلتيش بيا .يعنى لولا إنى جاى بالصدفة مكنتش هعرف ..أكمل لطمأنتها ...على العموم إتطمنى اللى هقوله لعمى دلوقت هخليه يوافق على طول ....إ
بتسمت بفرحة وقالت ...بجد ...!؟
قال بإبتسامة بجد ويلا تعالى معايا ندخل .....
دخلت شهد إليهم ومعها يحيى والذى جعل أحمد يشعر بالغيرة القاتله من ذلك الوسيم أما والدها فشعر بالفرحة الشديدة فهو يعتقد أنه أتٍ لطلب يد شهد ..
أما والدتها فليس بيدها شئ أمام بطش زوجها ولكنها بداخلها تتمنى زواج شهد من يحيى فهو شاب غنى وبه كل الصفات ..
.جلست شهد بجوار أحمد والذى أمسك يدها بتملك شديد جعل يحيى يبتسم بشدة .....
قال هشام بفرحة ...
إزبك يايحيى عامل إيه ياحبيبى ...
أجابه يحيى بهدوء …
الحمد لله ياعمى ...طبعا أنا مبسوط إن كلكم موجودين لأن طبعا إنتوا عيلتى وتتمنولى الخير ويااارب ماترفضوا الطلب اللى أنا هطلبه ......
هوى قلب شهد بين أقدامها عن أى طلب يتحدث أما أحمد فشعر بالغليان وبالطبع هشام ونهله والدى شهد يشعرون بالفرحة الشديدة ...
أكمل يحيى وقال ....
أنا بطلب منكم إنكم تحضروا معايا خطوبتى يوم الجمعة الجاية بإذن الله ..
أكمل تحت نظرات الصدمة الغضب من هشام وقال طبعا ياعمى حضرتك زى والدى وشهد زى أختى ونفسى تكونوا موجودين ....
إبتسمت شهد بشدة وقالت ..
طبعا طبعا د شئ يشرفنا ...
ضغط أحمد على يدها وقال ..
إيه طرطور أنا قاعد مش مالى عينك ولا إيه..؟
لاحظ يحيى مايدور بينهم فقال موجها الكلام لأحمد ...
وطبعا الكلام موجه ليك ياحضرة الظابط مهو جوز أختى يبقى أخويا ولا إيه ....؟!
هدأ أحمد قليلا وقال ...
طبعا الشرف ليا أنا إنى يكونلى أخ زيك ....
وجه يحيى سؤاله لأحمد وقال بهدوء وكأنه لايعلم شئ ....
أمال ناوين الفرح إمتى إن شاء الله ..؟!
قال أحمد وهو ينظر لهشام بغضب والذى مازال لايستوعب مايدور ...:
والله أنا عايز أتجوز بعد إمتحانات الترم على طول يعنى كمان شهر بس عمك مش موافق ....
وجه يحيى الكلام لعمه وقال بخبث ....
ليه ياعمى مش موافق .....؟!
أجلى هشام صوته وقال وهو يحاول المراوغة..
لا أبدا أنا بس عامل أن كلها كام شهر وشهد تخلص أخر سنه فليه الإستعجال ....
قال يحيى بهدوء ....
والله ياعمى أنا شايف إن خير البر عاجله مادام الإتنين موافقين يبقى خلاص ...
لم يعرف هشام كيف يرد عليه ...
فقال أحمد ..
طب ياريت بقه بالمرة نحدد ميعاد عشان أحجز القاعة وزى ماقلتلك ياعمى شقتى جاهزه وانا مش عايز حاجة من شهد ولو ناقصنا حاجه هنبقى نجيبها بعد الجواز ....
طأطأت شهد رأسها أرضاً ..فنظر إليها أحمد وقال بخفوت ....
متطاطيش راسك بسبب أى حد سامعه وكمان مش شوية كراكيب هم اللى هيبوظوا الجوازه ...نظر يحيى إليهم وفهم مايدور إذا عمه تحجج بأنه لايستطيع التجهيز الآن .كيف ذلك وهو وضع بعض من أمواله معهم فى الشركة بحجة تشغيلها ...
قال يحيى بخبث وهو يبتسم لعمه بتهكم ...
أختى هتدخل بأحسن جهاز وكمان عمى هشام عطيلنا فلوس نشغلهاله وخلاص هياخد أرباحها الشهر ده والأرباح دى كفيله إنها تجوز عروستين مش عروسة واحدة .....
إبتلع هشام ريقه وقال بإرتباك ...
ماااهو ععععشان كده كككنت عايز أاجل الجوازه شويه ييعنى على ما الفلوس تتيجى وأجهزها .....
نظر أحمد بداخل عينيه وكأنه يقول ..حقاً ...
قال يحيى بهدوء ...خلاص مفيش تأجيل والفرح إن شاء الله بعد الإمتحانات وحجز القاعة خليه عليا هدية منى لأختى ....
رفض أحمد بلباقة وقال ...
شكرا ليك يا أستاذ يحيى بس إحنا لينا قاعات وأنا هحجز فيها إن شاء الله ....
قال يحيى وهو يزيد إعجاباً بأحمد وشخصة ...
تمام وانا معنديش مانع بس ليكم أسبوع عسل على حسابى وياريت مترفضش أرجوك وكمان أنا يحيى وإنت أحمد بدون ألقاب ......
لم تعتقد شهد أن الله قد ساق إليهم يحيى حتى يكون سبباً لحل جميع مشكلاتهم بل وإرغام والديها على أن تدخل مثل كل عروس لا ينقصها شئ ..أما أحمد فشعر بالإرتياح تجاه يحيى حتى أنهم تبادلوا أرقام الهواتف ولكن هذا طبعاً لم يمنعه من الغيرة وأن يؤكد على شهد أكثر من مرة ألا تتحدث معه ولا تتواجد بمكان هو فيه ......
تم تحديد يوم الزفاف وتم حجز القاعه بعد الإمتحانات بأسبوع وسط فرحة شهد وأحمد المتناهية ....
●●●●●●●●●●●●
عند الإمتحان يكرم المرء او يهان ....
كانت إيمان وسهد ونورين ونور كل يؤدى إمتحاناته فى كليته ...
أنهت إيمان الإمتحان ولكنه كان صعبا فخرجت وهى حزينه وتشعر بالحنق على رزق فهو دكتور هذه الماده ....
خرجت فوجدته أمامها يبتسم لها بلهفة ويقول ...
هاه عملتى إيه إنتى عارفه إنى مردتش أدخل ودخلت واحد زميلى هو اللى يبص عليكم عشان محدش يقول دا بيغشش خطيبته ..
زفرت بشدة وقالت .....
تصدق بالله انا كرهت طب أسنان بسببك بقه ده إمتحان ده ....؟!
نظر إليها بتوجس وقال ....
وماله الإمتحان بقه ..شامل كل النقط والكل يعرف يحله ...
ردت عليه بغضب ....بس يارزق إنت تخفى من قدامى لأنى عايزه أخنقك وربنا أنا على أخرى ..
لم يرد عليها لخروج شهد والتى لم تلاحظ رزق فقالت بسخط .....
جرا إيه يامزة بقى ياختى معرفتيش تأثرى على خطيبك وتخليه يعملنا إمتحان سهل ..
ثم مثلت البكاء وقالت ...
منك لله يا إيمان أكيد إنتى منكدة عليه فقام نكد على الدفعة كلها بس إحنا ذنبنا إيه هو خاطب بومة إخنا مالنا ..روحوا منكوا لله إنتوا الإتنين ....
كان رزق يستمع لشهد وهو يضحك حتى وصلت للدعاء عليه فقل بغضب ....
شهههعهد حاسبى على لسانك بدل ماتسقطى .....
إبتلعت شهد ريقها وقالت بخوف ....
إبن حلال كنت لسه بدعى علي..قصدى بدعيلك ...
دا إيه الإمتحان السكر ده تسلم إيدك يادكتور والله .يلا سلام عليكم
ثم قالت بخفوت كانت معرفه سوده اااه يانى شكلى مش هتجوز فى سنتى ....
إقترب رزق من إيمان وقال .....
إعملى حسابك بعد الإمتحانات ماتخلص هنكتب الكتاب وفى أجازة الصيف هنتجوز إن شاء الله ....
نظرت إليه بغيظ وقالت .....
شوف أنا فى إيه وهو فى إيه ياااارب صبرنى .....
نظر إليها بتلاعب وقال ....
وافقى وأنا هنجح الدفعه كلها لكن لو موافقتيش هسقطهم وإنتى أولهم ماشى .....
تركها رزق وذهب أما هى فقالت ...
رزق إتجنن والله كنت واخداه عاقل ....
♠︎♤♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♠︎♤♤
وآآآه من خبر طال إنتظاره حتى مل الصبر من صبرى ...ولكن رفقاً فعند تحقيق مانريد لانشعر بوقت الإنتظار ....
رجع علاء الى منزله وهو يهرول من شدة سعادته ...دخل إلى المنزل وهو يقول بعلو صوته ...:
يابابا إنت فين يابابا ...؟!
خرج والده من غرفة نومه وهو يقول بخوفى....
إيه فيه إيه .....؟!
قفز علاء داخل أحضانه وقال ..
.عمى عبد القادر إتصل بيا وخلاص بلغنى موافقته على حوازى من نورين .....
إختفت فرحتهم عندما خرجت نرجس وقالت بغل .....
أيوة كده فرح قلبى …أهو ده اللى كان نفسى فيه عشان ميتنكوش علينا ..أهو إبنى هيتجوز بنتهم وهتبقى تحت طوعى ......
رد عليها إبراهيم وقال
↚
يزيد الظالم طغيانا وتجبرا عندما يشعر بخضوع البشر تحت سطوته ..ولا يعلم أنه عندما يصمت الحليم فاتقى شره حين ثورته …فعندها يأخذ حقه بالقوة الجبرية ولا يتنازل عنه تحت أى ضغوط .....
جلس إبراهيم أمام نرجس وقال بهدوء شديد يتنافى عما بداخله من غليان ......:
بصى بقه يانرجس أنا مش هقولك غير كلمة واحدة بس وإنتى بعدها تختارى وصدقينى أنا سكوتى عليكى مش ضعف أنا بس كل اللى كان يهمنى هو أخويا ..وبما إنه فاهمك كويس فخلاص مكنش بيهمنى حاجة ...
أكمل بنفس الهدوء ولكن بصرامة شديدة تحت نظراتها المندهشة من تغير أسلوبه .....:
إبنك هيتجوز نورين مش عشان تبقى تحت رحمتك لا ،عشان إبنك بيحبها وعملت فى أقل من سنه اللى إنتى معرفتيش تعمليه طووووول عمرك ....
إنتى دلعتى وبوظتى وهى صلحت ورممت وعدلت وخلاته إنسان بجد ،إنسان كان نفسى أشوف إبنى عليه وكنت فاقد الأمل .وكمان اللى انتى متعرفيهوش أن علاء مش هيعيش معانا هنا لأنى مش مستعد إنى أخسر أخويا بعد العمر ده كله عشان واحده حقودة زيك ...
ثم رفع صوته وقال مرة واحدة ..فااااااااااهمة .....!!!!!
إنتفضت من مكانها على صوته وقالت ..
ببس ....لم يدعها تكمل
وقال.....متتكلميش وإستنى لما أنا أكمل .....عايزه تتقى شرى اللى انتى عمرك مجربتيه ..تمام .مش عايزه يبقى تفكرى مجرد فكرة إنك تقولى كلمة واحدة ممكن تزعل نورين او أخويا ومراته ....
ثم إستطرد وقال ...وااااه عشان تبقى عارفه بس إن السبب فى قعادك لغاية دلوقت فى البيت ده هو أخويا ومراته لأنى كنت عايز أطلقك من زمااااان بس للأسف اللى ربطنى بيكى هو علاء وأخويا يوميها قالى ربى إبنك بينك وبين أمه ورفض إنى أطلقك ...وياريتنى ماسمعت كلامه على الأقل كنت جبت واحده ربت إبنى صح مش ضيعته ....
فدلوقت ياتقعدى وتفرحى بإبنك يا الباب يفوت جمل فاهمانى ولا لأ....نهض من جوارها بهدوء مثلما جلس بهدوء ودخل إلى غرفته وأغلق بابها بقوة حتى أن جسدها إنتفض من مكانه .....
جاء علاء وجلس بجوارها وقال .....
لو سمحتى ياماما أنا إبنك الوحيد وأنا بحب نورين بجد ونفسى تكون مراتى وأى مشكلة هتعمليها معاها هتنكد عليا أنا كمان ....
أمسك يدها وقبلها وقال ....يعنى إنتى مش عايزانى مبسوط ولا إيه .....؟!
اغتاظت بشده وقالت فى نفسها ...
.بقه كده يعنى مش هعرف أطلع عليها إللى أنا عايزاه اااه يلنى بس لازم الأمور لغاية ماتعدى ....
ضحكت بإصفرار وقالت .....
طبعا ياحبيبى نفسى تكون سعيد ...
ثم أكملت بخبث ...
بس يعنى كان نفسى أفرح بيك وبمراتك وتكون معايا هنا ....
أكملت وهى مدعيه الحزن ...
.بس أعمل إيه إنت عايز تمشى وتسيبنى .....
رد عليها علاء بهدوء ….
ياماما كده أحسن ،أنا عايز أبنى حياتى لوحدى ويبقى ليا بيتى زى ماعملتى بيتك إنتى وبابا .
جزت على أسنانها وقالت ......
ماشى ياحبيبى ربنا يهنيك هو أنا عايزه حاجه غير سعادتك ......
ثم قالت لنفسها ...
ماشى إن مابوظتها مايبقاش أنا ......
■■■■■■■■■■■■■■■■
يُعوض الله الصابرين على قدر صبرهم ....حتى يشعروا انهم مامروا بضيقة أبداااااا ...
كانت أسمهان تمشى وهى تضع يديها بيدى إحسان بينما هو يعمل كمرشد سياحى لها حتى ترى جميع معالم ألمانيا ..
تشعر هى بأنها لاتمشى على الأرض بل تطير بجناحين وترى جميع البشر فى هيئة فراشات جميلة من كثرة سعادتها ..
نظر إليها إحسان بعشق وقال ....:
هاه مبسوطة يا أسمهان .....؟!
إبتسمت بشدة وقالت : مبسوطه بس .أنا حاسه إنى بملك الدنيا كلها .حاسه إن كا اللى حصلى ده ولا كأنه أى حاجه جنب السعادة اللى أنا حساها دلوقت .....
ثم إستطردت وقالت: تعرف يا إحسان أنا رغم إنى تعبت جدا لما الحمل نزل بس حمدت ربنا لأنى مكنتش عايزاك تبقى مضطر تكمل معايا لو عرفت إنى حامل لمجرد الحمل .....
إستطردت وقالت : كان نفسى ترجع عشان خاطرى أنا وبس .....
أيوه ده إبنى وكنت هبقى سعيدة جدااا لو فضل وبقيت أم ..بس ساعتها قلت كله خير ...الحمد لله ان مفيش حاجه هتخليك مجبور إنك تتربط بيا....عشان كده لما رجعت ولقيتك عايزنى أرجعلك مكنتش مصدقة بقه معقوله إحسان راجع وعايزنى بكل إرادته ...
رغم فرحة قلبى الشديدة ..بس جرحى منك بقى بيبعدنى ومش عايزنى أرجع ...بس أهو أدينى رجعت بس أرجوك يا إحسان عشان خاطرى لو كسرتنى تانى صدقنى مش هقدر أقوم المرة دى…..
نظر إلى عيناها بحب وقال ....صدقينى يا أسمهان أنا اللى مش هقدر أبعد لأن خلاص قلبى وعقلى بقوا معاكى خلاص وأنا مقدرش أعيش بعيد عنك ونفسى يبقى عندى منك ولاد وبنات كتيييير وأعمل عيله كبيره يكونوا ولادى هم إصحابى وإخواتى اللى أنا إتحرمت منهم وعايزهم كلهم يبقوا زيك كده حتى لو مجوش شبهك فعايزهم ياخدوا قلبك الطيب وروحك النقيه .ثم أكمل بقوه بس هعلمهم ياخدوا حقهم يعنى عايزهم شبه خالتهم نورين كده ......
ضحكت أسمهان بشدة وقالت :
دانت عايزهم يجننوا الناس بقه .دى نورين كانت هى اللى بتتخانق عننا دايما بس قلبها أصفى من الحليب ....
قبلها إحسان بخفه على شفتيها وقال ...
مفيش قلب أصفى من قلب حبيبى أنا ....
ثم إحتضنها بشدة وهو يقول : ربنا مايحرمنى منك أبدا ويقدرنى وأعرف أعوضك عن الأيام اللى جرحتك فيها ......
■■■■■■■■■■■
مالحب إلا دواء للقلوب وتنقية للروح ورقى بالعقل ...يجعلك تفعل أشياءاً لم تكن تعرف أنك ستفعلها يوماً ..تقترب منه كالفراشة يجذبها الضوء فإما تقترب وتحترق وإما تقترب وتخترق القلوب .....
كان علاء يجلس هو ووالده ووالدته والتى تكتم غيظها بشدة .وتجلس أسرة عبد القادر كاملة ومعهم رزق واللواء عبد الرحمن أما أسمهان وإحسان فهم مازالوا بألمانيا يستمتعون بحياتهم ....
تكلم علاء وقال بفرحة شديدة ....
أظن ياعمى حضرتك عارف إحنا هنا ليه والخمد لله نورين خلصت إمتحانات وكمان وافقت على طلبى فدلوقت طلباتك إيه......
نظر إليه عبد القادر وقال بهدوء ....
والله ياعلاء إنت إبنى وهى بنتى واللى تجيبه إحنا مش هنعترض عليه .....
تكلمت نرجس بكبر وقالت ...
معلش يا أبو نور إنت تقول الكلام ده لحد تانى مش لعلاء إبنى لأنه والحمد لله يقدر يجيب أغلى وأحلى شبكة لأن زى مانت عارف الفلوس عمرها ماكانت مشكلتنا زى ناس ...نظر إليها علاء بضيق ..
أما إبراهيم فإبتسم بسماجة لها وقال ....
عندك حق يا أم علاء بس إحنا مش هنجيب أغلى وأحلى شبكة عشان معانا فلوس لا دعشان نورين تستاهل أغلى وأحلى حاجه وأنا عن نفسى مش أتاقلها بدهب لا داأنا أتاقلها بألماظ .....
إغتاظت نرجس من رده الذى أرجع كيدها فى نحرها ولكنها كانت ستتكلم حتى نظرت لإبراهيم وجدت عيناه حمراء من الغضب فإبتلعت ريقها وصمتت فأكمل إبراهيم وقال بجدية : وكمان دلوقت الكلام للرجاله وأديكى شايفه أم نور أهى قاعده ساكته وسايبه لجوزها الكلام ولا أنا مش مالى عينك .......
تدخل عبد القادر وقال بهدوء حذر ....
خلاص يا إبراهيم ياخويا أم علاء أكيد متقصدش وكمان دى كانت بتعرفنا إننا نطلب اللى نفسنا فيه لبنتنا ولا إيه يا أم علاء ......
إرتبكت نرجس وقالت ...طبعا طبعا يا أبو نور ...
أمال رزق على إيمان وقال ....
هى الحيزبونه دى مالها أنا حاسس انها نفسها تبوظ الجوازة ...ضحكت إيمان وقالت ...
يعنى حاسس مش متأكد يا أخى أنا بقعه واثقه إنها جايه أصلا عشان تبوظها بس على مين دانا أختى تفوت فى الحديد وأنا واثقه أنها مش هتفوت اللى قالته وإصبر كده وإسمع وقول إيمان قالت ...
تكلم علاء أخيرا وقال: طبعا ياعمى أنت عارف إنى جبت شقه فى حته تانيه وهى كبيرة الحمد لله دى شقه دوبلكس وبفضل ربنا هفرشها كلها وأنا مش عايز من نورين أى حاجه غير إنها تنورها ولو على الشبكه فتنزل تنقى وتقولى بس على السعر وأنا هدفع مهما كان إيه هو المبلغ .....
كان سيهم عبد القادر بالكلام ولكن إستأذنت نورين فى الرد وقالت : لو سمحت يابابا ممكن أقول حاجة ....
نظر إليها عبد القادر بثقة فى عقل إبنته وقال :
طبعا ياحبيبتى قولى كل اللى نفسك وكأنه يعطيها الضوء الأخضر لإخراج كل مابداخلها .....
توجهت نورين بالكلام لعمها وقالت: طبعا ياعمى أنا بشكر حضرتك على اللى إنت قولته فى حقى بس أنا عايزه أعرف حضرتك إنى رغم إنى عارفه إنكم الحمد لله معاكم كتييير بس مش ده السبب اللى أنا عشانه وافقت على علاء ...
انا وافقت عليه لأنه بقه راجل أى بنت تتمنى تعيش معاه والحمد لله بابا ربانا على القناعه وإننا نعيش باللى معانا مهما كان وزى ماحضرتك شايف إننا كلنا والحمد لله إتربينا وإتعلمنا أحسن تعليم عشان كده أنا مش عايزه شبكة لأن حتى لو علاء كان محلتوش حاجه كنت برده هوافق بيه لأنى لما أتجوز مش هتجوز فلوس لا ،أنا هتجوز راجل وهو اللى يجيب الفلوس ..فحضرتك ياريت تحترم رغبتى أنا مبحبش البهرجه الكدابه وصدقنى كفايه كلمتك وكأنك جبت أحلى شبكة .....
نظر إليها عبد القادر ونادية بفخر شديد وقال عبد القادر: وأنا موافق على كلام نورين وأنا عن نفسى راضى بدبلتين وبس وفعلا أحنا ميهمناش أى فلوس وعلاء عندنا أغلى من أى حاجه المهم إنه يراعى ربنا فيها .......
إبتسم اللواء عبد الرحمن وقال .....
يبقى على بركة الله ونقرى الفاتحه وفعلا يا أستاذ عبد القادر بناتك الدهب نفسه مايتاقلهمش كفاية تربيتهم ..
ثم نظر لعلاء وقال ...
وإنت ياعلاء شوف عملت حلو إيه فى دنيتك عشان تاخد من بنات عمك ...
ضحك علاء بسعادة وقال ....
ربنا يعلم ياسيادة اللوا إنى فعلا مش مصدق لغاية دلوقت إن ربنا رزقنى بنورين .وأنا عن نفسى لو لفيت الدنيا بحالها مش هلاقى أحسن منها .....
قال رزق بفرحة :
طب يلا يا أبو نسب نقرا الفاتحة ولا إيه ياعمى ....
أومأ عبد القادر بسعادة لزواج بناته وقال نقرا الفاتحه .....
رفع الجميع أيديهم وقرأوا الفاتحة على أن يتم شراء الشبكة فى اليوم التالى وتكون الخطبة عندما تأتى أسمهان من ألمانيا .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
العمر لا يُعد بالسنين والأيام ،بل بلحظات السعادة التى نعيشها فهى من ترسم ملامحنا وتُشعرنا بإشراقة وجوهنا .
كان الجميع ينظر للعروسين وهم يدخلون الى القاعة وسط المشاعل وفرقة الزفة ....
تظهر السعادة على وجوههم وكأنهم يودوا أن يحتضنوا جميع الموجودين ولكنهم قد إكتفيا بأنفسهم ولا يريدون إلا أن يكونوا بمفردهم ...
كان رزق يقف بجوار إيمان وهو يميل عليها ويقول: عقبالنا يا منمن شايفه الواد أحمد هيطير من الفرحه إزاى ...؟!
نظرت إيمان لصديقتها شهد وعيناها مغرورقة بالدموع وقالت :
ربنا يفرحهم يااااااارب شهد وأحمد شافوا كتييير على ما اتجوزوا ...أمن رزق على كلامها وقال فعلا بس اهو ربنا جمعهم مع بعض عقبالنا إحنا كمان .....
إبتسمت إيمان بخجل وقالت : خلاص كلها يومين وأسمهان توصل ونعمل خطوبة نورين وكتب كتابنا ....
أمسك رزق يدها وقال وهو ينظر لعينيها بوله ...ماتخليها فرح بدل كتب كتاب ينوبك فيا ثواب ...
أنزلت عينيها للأرض وقالت:إزاى بس يارزق مش هينفع ...
أجابها رزق بتصميم : وإيه قلة نفعه بس قولى إنتى أيوه وأنا هقنع عمى بس يلا عشان خاطرى هموت وأصحى على القمر ده كل يوم وكمان يعنى منفسكيش تبقى زى شهد .....
شهقت إيمان وقالت شهد صح إحنا قاعدين نتكلم وسايبينهم خالص إوعى كده أما أروحلها يمكن عايزه حاجه ....
جذبها رزق وقال: ياختى اتنيلى هى مش محتجالك أصلا ولا عايزه تبص فى خلقتك ،هى دلوقت مش هاممها غير أحمد وبس وغير كده هم بيرقصوا مع بعض أقعدى بقه
جلست إيمان وهى تنظر لشهد بسعادة حقيقية وتتمنى لها دوام الفرحه .
أما عند شهد فكانت تشعر وهى ترقص مع أحمد كأنها تطير بين السحاب ..لاتصدق أنها أصبحت زوجته فعلا واليوم هو زفافهم ...
أما أحمد فكان لايشعر بأى شخص موجود من حوله عدا شهد وفقط ....
نظر لعينيها وقال بعشق دفين ....ياااااااه ياشهد مش مصدق إنك النهارده خلاص هتروحى معايا على بيتى وهتنامى فى حضنى ....
شعرت شهد بالخجل الشديد وقالت ...ولا أنا كمان يا أحمد مصدقة ،كل شويه أقول لإيمان إقرصينى عشان اتأكد ....
ضحك بشدة وقال بخبث ...طب ليه تخلى إيمان تقرصك مانا موجود ومستعد أعمل حاجات أكتر من كده كمان .....
خجلت شهد بشدة وقالت :
أحمد إيه اللى بتقوله ده عييب ....
إبتسم بخبث وقال ..
فعلا عيب وأنا راجل محترم بس نوصل بيتنا وأنا هوريكى الإحترام على أصوله ياشوشو ....
ضحكت شهد بشده فقال أحمد بسعاده ...إلعب بينها هتحلو .....
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
لايشعر الإنسان بالأمان الى فى بيته حتى لو كان كوخا من خشب ..فالأمان هو إحتواء ودفء وشعرو بإنتمائنا لمكان ما ....
كانت أسمهان وإحسان يجلسان مع عائلة أسمهان بعد رجوعهم من ألمانيا ..فقد عادت أسمهان بوجه جديد كليا وهو وجه مشرق بالسعادة ..
جاء أيضا رزق وعلاء لكى يسلما عليهما فكانت جلسه عائلية بحق .....
كان إحسان يضحك بشدة وهو يروى لهم عن مواقف أسمهان وخوفها من المرتفعات والجميع يضحكون معهم فى جو مرح سعيد .....
قامت ناديه لكى تأتى ببعض المقبلات ..فناداها رزق وقال ....
لو سمحتى يا طنط كنت عايز حضرتك وعمى عبد القادر فى كلمتين كده قدام الكل ....
وضعت إيمان رأسها أرضا بخجل فهى تعرف طلب رزق وحاولت إثناؤه عنه ولكنه مصمم عليه ....
جلست مرة أخرى وقالت خير يابنى فيه إيه؟ ...
إبتسم وقال بإرتباك :
كل خير إن شاء الله ..بس يعنى كنت بعد إذنك ياعمى كنت بفكر بدل مانعمل كتب كتابنا أنا وإيمان يوم خطوبة نورين فيعنى كنت بقترح إنه يبقى فرح إيه رأى حضرتك؟
كان رزق مترقب رد الفعل هو وإيمان أما إحسان فضحك بشدة وقال ...
إيه يادكتور مانتش صابر ولا إيه...قال رزق بجدية وهو موجهوالحديث لإحسان وأيضا لعبد القادر ....
الصراحه خلاص أنا صبرت كتييير صحيح أنا خطبت إيمان وهى تالته بس الحقيقة إنى بحبها من اول ماشوفتها وهى فى أولى فأظن يعنى إنى خلاص جبت أخرى وكمان مش فاضل غير ترم واحد وتخلص يعنى مش هعطلها ولا حاجه ،غير إنى دكتورها فى الجامعه يعنى هساعدها فى المذاكرة ....
تكلم عبد القادر وقال .....
ولماحد من الطلبة يقول دى طلعت الأولى عشان جوزها دكتور فى الجامعه هتعمل ايه ؟
رد عليه رزق بثقه وقال .....
ساعتها هقوله شوف نتايجها قبل ما اخطبها لو هى مكنتش من الأوائل وبعدها طلعت من الأوائل يبقى أنا بساعدها لكن هى طول عمرها الأولى من قبل حتى ما اخطبها….
قال نور بجدية .....
فعلا يابابا دكتور رزق عنده حق والجواز فعلا مش هيعطل إيمان فى حاجه .....صاح رزق بمرح وقال ...
يسلم فمك يا هندسة والله ...
رد علاء هو الآخر وقال :
بص ياعمى يبقى أنا بقه اللى أكتب كتابى على نورين ورزق وإيمان يبقى فرح إيه رأيك .....
نظر عبد القادر لنادية ثم إليهم وقال ...
جرا إيه منك له إنتوا عايزين تكروتونى وخلاص .كمان إيمان لسه فاضلها حاجات فى جهازها ....
رد رزق بلهفة وقال ...وانا والله ماعايز غيرها وموافق على أى حاجه تجيبها وكمان الشقه الحمد لله جاهزة ومش ناقصها حاجه وتقدروا تيجوا تتأكدوا .....
قالت نادية بتأنى : حتى لو الشقه جاهزة يابنى بس برده فيه حاجات تخصها هى لازم نجيبها ولا إيه ....؟
قالت أسمهان بتعقل فهى تعرف بطلب رزق لأن إيمان قد أخبرتها من قبل ...
بص يابابا لو على اللى ناقص إيمان سهلة بإذن الله يتدبر بسهوله بس طبعا لو حضرتك موافق .....
تردد عبد القادر وقال ...
والله ما نا عارف بس انا مكنتش عامل حسابى على كده خااالص وانتى عارف أصلا احنا كنا هنعمل الخطوبه كمان 10 أيام يبقى إزاى بس .....
قال إحسان بتروى تحت نظرات رزق المستنجده .....
بص ياعمى ممكن نأجل الخطوبه مثلا كمان أسبوع كده يبقى الفرح والخطوبه كمان 15 يوم مثلا أهو هيبقى فيه وقت .....
زفر رزق وقال ....
إيه رأيك ياعمى موافق طبعا مش كده .....
تدخلت أسمهان وقالت ...
وإذاكان على الحاجه اللى ناقصه انا هقعد معاكم لغاية الفرح وننزل كل يوم نقسم نفسنا عشان نخلصها إيه رأيك .....
وقف إحسان وقال بغضب ..
طبعا مش موافق....نظر إليه الجميع بتعجب وقالت ناديه بدهشه ...مش موافق على إيه بالظبط يابنى ....
إرتبك إحسان وهو ينظر لأسمهان ويتوعدها بشدة بينما هى تحاول كبت ضحكتها فهى تعرف مايدور بخلده ....رد عليهم بإرتباك وقال ....
مممش موافق يعنى إنكم تجيبوا الحاجه من هنا لأن فى القاهرة أكييد الحاجه أحسن فإيه رأيكم تيجوا القاهرة وتنقوا اللى انتوا عايزينه وبعدها نرجع كلنا مع بعض ....
إندهشت أسمهان من إحسان وكيف قلب الدفة لصالحه رغم أنها تعلم حقيقة الأمر الا أنها قد صدقته …
صاح علاء هو الاخر وقال ...
خلاص بقه إيمان هتعمل فرح وإحنا كتب كتاب بالله عليك وافق ياعمى وكمان عشان لو فرضا وكنت فى القاهرة أقدر أفوت عليها فى الجامعه وأخرج معاها بدون قيود وطبعا ده مش هيحصل غير بإذن منك بس لما أطلع معاها وأنا جوزها غير وأنا خطيبها قلت إيه ؟!!!!!
كان عبد القادر يشعر وكأنه بين شقى الرحا ورغم ذلك إضطر للموافقة خاصة عندما رأى الفرحه فى أعين بناته .....
فى المساء والجميع يحاول أن يعدوا حقائبهم للسفر باكرا الى القاهرة ....
كان عبد القادر وزوجته يتحدثان فى المبلغ الذى يريدانه لكى يشتروا به ماتريده إيمان .....
جلست نادية بجواره وقالت ....
بص ياعبده إنت عارف إنى كنت داخله جمعيه عشان اليوم ده وأهى معايا الحمد لله ...
زفر عبد القادر وقال ....
ماااشى بس أنا كنت لسه هقدم على سلفه ولا حاجه على أساس إن الفرح مش دلوقت بس أديكى شايفه وأنا مردتش أكسر قلب البنات ....ربتت على قدميه وقالت ...
خد الغويشتين اللى فى إيدى بيعهم من غير ماحد يحس ...كان يهم بالرد عليها لولا طرق الباب ...
أذن للطارق بالدخول فكانت أسمهان ...
جلست بجوار والدها وقالت بهدوء وهى تعطيه فيزة بنكية ....
عبد القادر بدهشة ..إيه ده يا أسمهان ....
ردت عليه بهدوء وقالت ....
بص يابابا أنا عارفه إن الفرح جه من غير ماتعمل حسابك عشان كده دى الفيزا بتاعتى تقدر تشترى بيها كل حاجه وقبل ماحضرتك تتكلم دى من شغلى أنا بقالى سنتين بشتغل وباخد مكافآت وإنت عارفنى مش بتاعت شوبنج ولا مصاريف ...
نظر إليها عبد القادر بعيون ملئي بالدموع وقال ....
يعنى بدل ما أساعدك إنتى اللى بتساعدينى يا أسمهان ....
قبلت يديه وقالت : د كله من خيرك يابابا إنت اللى علمتنا وكبرتنا وده جزء من رد جميلك علينا ....
أخذها بين أحضانه وهو يقبلها لشده ..
أخرجها بهدوء وقال ..
بس أنا مقدرش أخد الفلوس دى لأنها بتاعتك إنتى وبس ...
نظرت أسمهان لوالدتها وقالت : قوليله ياماما ياخدها .ثم نظرت الى أبيها مرة أخرى وقالت بتوسل :
عشان خاطرة يابابا متكسرش بنفسى خلينى أحس إنى فعلا الكبيرة وإنك معتمد عليا عشان خاطرى ...تكلمت نادية وقالت :
خلاص يا عبده خدها ....
أخذها عبد القادر وسط فرحة أسمهان ولكنه قال:
أنا هاخدهم بس سلف ماشى لما ربنا يفرجها هرجعهملك تمام .....إبتسمت أسمهان وقالت :
ماشى يابابا وأنا موافقة واللى يرضيك إعمله ....
خرجت أسمهان من الغرفه وهى تشعر بالسعادة لمشاركة والدها فى مسئوليته تجاه أخواتها ...
أما عبد القادر ظل ينظر إليها حتى خرجت من الباب وأغلقته وقال ...
ربنا يباركلك يا أسمهان ويعوضك خير عن كل اللى شوفتيه ويرزقك بالزريه الصالحة وتكون زيك كده بارة بأهلك ...
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♡
ما أحلى لحظات السعادة خاصة عندما تكون وسط من نحب ومع من نحب ....
كان الجميع يعمل على قدم وساق فى شراء كل مستلزمات العروس حتى أن رواء هى الأخرى قد أتت للمساعده خاصة أن شهد قد سافرت مع زوجها الى مقر عمله وستنزل قبل الفرح بيومين حتى تكون مع إيمان ......
ظلت أسمهان طوال هذا الأسبوع وهى منشغلة بشراء متطلبات إيمان التى تريدها مما جعل إحسان يشعر بالسخط الشديد فهو لم ينفرد بأسمهان فى هذا الأسبوع ،رغم أنه يلتمس لها العذر إلا أنه إشتاقها وبشدة ...
كان يجلس مع والده يحتسيان القهوة عندما سمعا صوت فتح الباب فكانت أسمهان ووالدتها وأخيها قد أتوا للتو من الخارج ....
جلسوا جميعا وهم يشعرون بالإرهاق الشديد ....
قال نور بسخط : طب هى هتتجوز أنا بقه أتسحل ليييه ...ضحك عبد الرحمن وإحسان وقال ....
الله مش إنت الراجل اللى معاهم عقبال ياسيدى مانفرح بيك قريب ...
أنّت أسمهان من الألم فقام لها إحسان وقال ....
مالك تعبانه قوى كده ،طب قومى إرتاحى شويه
ثم نظر لوالدة زوجته وقال: وإنتى كمان ياطنط قومى إرتاحى شويه ....
وقفت نادية وقالت فعلا أنا هدخل أريح شويه قبل ما بقية البنات يجوا ويقعدوا بقه يفرجونى على الحاجه وأنا خلاص مش قادرة .....
قامت أسمهان هى الأخرى فذهب إليها إحسان وأمسك بيدها وقال وهو يسحبها خلفه ....
تعالى عايز أتكلم معاكى فى موضوع ....
نظرت أسمهان حولها فلم تجد أخيها فهو فى الغالب ذهب هو الاخر للراحه أما عبد الرحمن فكان يبتسم بخبث ...
دخل بها الى غرفتهم وقال لها بغضب وغيرة بسبب إبتعادها عنه : هو إيه بقه فيه إيه ..؟؟
نظرت له بتوجس وقالت :
إيه خير مالك وشك أحمر كده ليه كأن حد قاتلك قتيل ...
إقترب منها دون كلام وأخذها بين أحضانه وقال هو يعتصرها بشده ....
أيوه إنتى ببعدك عنى بتقتلى قلبى ،بتوحشينى وإنتى جنبى ،مش عارف أكلمك كلمتين على بعض ...
تكلمت بإعتذار :
أسفة والله بس إنت عارف الوقت مضغوط على أخره وإحنا نعتبر بنجرى والله دحتى النهارده مرجعناش بدرى غير لما تعبت ....
أخرجها من أحضانه وقال بلهفه :
تعبتى مالك فيكى إيه ....؟
أمسكت يديه لتطمئنه وقالت ...
متخافش ياحبيبى أنا بس عشان اللف وساعات باكل حاجة بسيطة فدوخت شويه مفيش حاجه ...
تركها وذهب ولم تعرف إلى أين ولكنها فوجئت به وهو يحضر حقيبته الطبيه ويقول إدينى إيدك إنتى وشك أصلا أصفر ...
إبتسمت بشدة لخوفه عليها وقالت ....
صدقنى أنا كويسه ...
رفض بشدة وقال هاتى إيدك وكمان هكشف عليكى ....
أعطته يدها حتى يرتاح ولكنه وجد الضغط ضعيفا للغاية ....
زفر بشدة وقال ضغطك 80%60 عجبك كده ضغطك واطى جداااا ..
ثم أكمل كشفه عليها ولكنه وقف بشرود وقال ..
↚
تأتي رسائل من الحياة لعلنا نفهمها ....فيجب عندها إقتناص الفرص حتى نعوض ما فاتنا من سعادة ...ونرجع ما بددناه بأيدينا نحن وليس بأيدى غيرنا ....ولكننا يجب ألا نضيع الفرصة فى إثبات الحب لمن نحب ...والإمتنان لمن فعل معنا معروفاً .....فالإعتراف دائما لا يقلل من شأن الإنسان بل دائماً ما يرفعه .....
كان إحسان يقف مشدوهاً ،تائهاً ،لا يستطيع الكلام حقاً .فمهما تكلم فلن يستطيع التعبير عما بداخله .كان ينظر لأسمهان بشدة وهو يحاول أن يتأكد مما يريد أن يقول فأعاد الكشف عليها وسط ذهولها مما يفعل ...
قالت بإندهاش: مالك فيه إيه ؟ إنت مش كشفت عليا مرة ،أمال بتكشف تانى ليه ؟..
أجابها بخفوت وهو منشغل فيما يفعل : اسكتى بس عشان أركز .
ضحكت بإندهاش وقالت :
تركز فى إيه بس ....
أتى بجانبها وهو يبتسم تارة ويندهش تارة ...نظرت إليه بريبة وقالت: فيه إيه يا إحسان خوفتنى ..
جلس بجوارها على التخت وأخذها بين أحضانه وهو ينظر داخل عينيها بسعادة وقال :
طول عمرى بتريق على اللى بيقول إن لما ربنا يرزقك بزوجة صالحة فده أحسن حاجة ممكن تحصلك كنت أضحك وأقول :
ليه يعنى ماكلهم واحد إيه اللى هيفرق من واحدة للتانية ...لغاية ماجيتى إنتى وغيرتى كل المفاهيم اللى جوايا ،كنت عايز أعوضك عن كل حاجة أنا عملتها معاكى وزعلتك منى
نظر لعينيها بشدة وقال : بس لقيتك إنتى اللى بتعوضينى عن كل حاجة وحشة حصلت معايا من وأنا صغير .عوضتينى حنان أمى وعرفتينى يعنى إيه حب وراحة وعشرة جميلة ودلوقت كمان هتخلينى أحس بشعور جديد وهو المسئوليه وإزاى أكون بابا يا أحلى ماما ،ياعوض ربنا ليا ...
نظرت إليه بعدم فهم خاصة عندما وجدت تلك الدموع الرقراقة داخل عينيه .تكلمت بعدم إستيعاب وقالت:
إنت قصدك إنى.........
لم تكمل كلامها حيث أن إحسان أخذها بين أحضانه وبفرحة شديدة وكأنه هو الآخر إستوعب الموقف أخيراً وقال:
مبرووووووووك إنتى حااااااامل هبقى أب خلااااص ..قبلها برقة وقال من بين دموعه :
بحبك والله العظيم بحبك يا أحلى حاجة حصلتلى ...
قفز مرة واحدة من على التخت وقام بفتح الباب بشدة ووقف فى صالة المنزل وقال بصوت جهورى :
ياجماعه ياللى هنا يابااااباااا ،ياطنننط ،يانوووووور أسمهان حاااامل ...
خرج الجميع وهم يشعرون بالخوف من الصوت العالى ولكن عند سماعهم للسبب دخل الجميع عند أسمهان وباركوا لها وسط فرحتهم الشديدة .
قال إحسان بفرحه: بعد إذنك ياطنط أسمهان بعد كده مش هتلف معاكم عشان حملها معلش أديكى شفتى النهارده داخت وغير كده ضغطها كان وااااطى جداااا عشان بس ميحصلش حاجة كدة ولا كدة ..
أجابته نادية بفرحة: من غير ماتقول أنا كنت هعمل كدا خاصة إن أسمهان ضعيفة ولازم تاخد بالها من نفسها وكمان تروح لدكتور متخصص عشان يكشف عليها ...
رد عبد الرحمن بسعادة وقال : طبعا طبعا بكرة الصبح إحسان يروح يكشف عليها .
أجابهم إحسان بإبتسامة : وحياتكم دى هتروح تكشف دلوقت أنا اتصلت بباهروهيسبقنى على العيادة بتاعته ..
قال نور بإندهاش : بس النهاردة الجمعة عيادة إيه اللى هيفتحها .
رد إحسان بكبر وهو يهندم ياقة قميصه :
يابنى هو ده إبن أى حد د إبن دكتور إحسان عبد الرحمن وأسمهان عبد القادر .....
ضحك الجميع عليه وسط فرحتهم العارمة.....
جاءت الفتيات من الخارج عند خروج أسمهان وكانوا بغاية السعادة عند معرفتهم لهذا النبأ السعيد والذى أكمل فرحتهم
كانت والدة أسمهان تود الذهاب معها ولكن إحسان أشفق عليها وطلب منها ان ترتاح وهو سيكون معها ولن يتركها وسيطمئنهم عليها .....
♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥♥︎♥︎♥︎♡
تمر أيام الفرح سريعاً ورغم هذا يشعر من ينتظر الفرح بأن الأيام لاتمر .....
مرّ الأسبوعين بسرعة الصاروخ للأهل أما بالنسبة للعروسين فكانوا يشعرون أن الأيام تمر ببطء كالسلحفاة العجوز التى لاتقوى حتى على الزحف ......
عاد الجميع إلى منزل عبد القادر ومعهم بالطبع إحسان وأسمهان والذى منذ علم بحملها وهو يرافقها كظلها ويهتم بها حتى أنه يود ان يحضر إليها كل ماتريده داخل غرفتها حتى لا تتحرك ...
كانت أسمهان تشعر بالسعادة الشديدة لإهتمام إحسان بها رغم غضبها منه لانه رفض رفضاً قاطعاً أن يجعلها تنزل مرة أخرى حتى تكمل ما يشترونه من مستلزمات العروس وفى الواقع قد أيده الجميع فى هذا القرار حتى عبد القادر خاصةً بعد تحذير دكتور باهر من كونها ضعيفة البنية ويجب عليها أن تهتم بنفسها أكثر من ذلك وأن تستريح على قدر الإمكان ......
كان الجميع يعمل بهمة ونشاط حتى أتى يوم العرس ....
زفاف إيمان ورزق وكتب كتاب علاء ونورين بعد إلحاح شديد من علاء فهو كان يريد أن يطمئن أنها أصبحت ملكه وأيضا كان متمسك بهذا القرار حتى لا يترك أى فرصة لوالدته بإفساد تلك الزيجة .
ذهبت إيمان ونورين إلى مركز التجميل بعد أن أتى رزق وعلاء لإصطحابهما ....أما أسمهان فمكثت بالمنزل تحت رعاية والديها وزوجها والذى يعتنى بها وبشدة ...أتت رواء هى ونادر وأكرم إلى بيت عبد القادر تحت إلحاح منه حتى يحضروا الزفاف ....
دخلت رواء إلى أسمهان والتى كانت تجلس على التخت ...
طلت رواء برأسها من الباب وقالت بفرح:
أنا جييييت .وحشتينى وحشتينى وحستينى ...عانقتها أسمهان بشدة فهى تكن لها الكثير من الحب....
أكملت رواء بفرحه بعد أن إنتهى عناقهم : مبروووووك الحمل كده هيبقوا ولادنا زمايل ....
إبتسمت أسمهان بشدة وقالت :
بجد مبروووك إنتى كمان ربنا يفرحك يااااررب إنتى ونادر .
لكزتها أسمهان فى مرفقها وقالت بخبث:
إزاى نادر . ردت رواء بحالمية وعشق ظاهر للعيان:
نااادر هو فيه زى نادر ورقة نادر ربنا يباركلى فيه يااارب ...
فرحت أسمهان لكلامها وقالت بإبتسامة صافية:
مش قلتلك نادر غير أى حد .صدقينى يا رواء المهم تختارى صح عشان صعب قوووى تلاقى راجل صح فى الزمن ده ،فلما تلاقيه تمسكى فيه مش تطهقيه ...
ضحكت رواء بخجل وقالت: مانا كنت خايفه بس الحمد لله هو غير تفكيرى خااالص وبشوف حبه ليا فى عيونه وتصرفاته ...
ثم أكملت بخبث : طب وإنتى مش كنتى ناوية متسامحيش إيه اللى حصل بقه؟
إبتسمت أسمهان وقالت: تصدقينى لو قلتلك إن كل ماكنت بشوفه ببقى عايزه أخنقه بس بعدها أرمى نفسى فى حضنه .بس رغم كده كنت فعلا مقررة إنى مش هسامح بسهولة .بس لما شفت قد إيه إنه ندمان وفى كل فرصة بيحاول يثبتلى إنه غلط فى حقى ومستعد لأى حاجه أطلبها قلبى بدأ يميل .بس برده قلت لأ لازم أعرفه يعدى إيه بعاد ولازم أتطلق منه لغاية ماجت أزمة بابا ولقيته فعلا سند ليا وأخ لإخواتى وإبن لبابا وماما وهو بيدور وبيبعت الأشعات والتحاليل عشان بابا يقوم بالسلامة .ولا لما ماما حاولت انها تتهمنى إنى السبب لقيته واقف قصادهم كلهم ومخلاش حد يقولى أى كلمه ورغم كده كان برده لسه فى قلبى حاجه مجروحه منه ..
سألتها رواء بهدوء : أمال إيه اللى غير رأيك؟
أجابتها أسمهان بتنهيدة : لما لقيته ممكن يروح منى ،لقيت قلبى اللى كان زعلان منه بقه زعلان عليه ،لقيت عقلى بيقولى هتسيبيه كده وهو فى محنته .محستش بنفسى غير وأنا بجرى وبروح القسم وبرمى نفسى فى حضنه عشان أتأكد إنه مش هيبعد تانى .كنت بطمن نفسى بحضنه
لقيتنى بقول لنفسى كفايه بعد بقه الدنيا مش مستاهلة كل ده خاصة إنه راجع ندمان وده طبعا يفرق كتيييير ...
قالت رواء بحنان: أفهم من كده إنك حبتيه ؟
إبتسمت أسمهان بشدة وقالت : صدقينى يا رواء لو قولتلك إن إحسان اللى معايا دلوقت يخلينى أسامح وأنسى أى حاجة عملها إحسان زمان وغير كدة غصب عنك لازم تعشقيه مش بس تحبيه .
هللت رواء بشدة وإحتضنت أسمهان بفرحة لراحة قلبها أخيراً فهى تستحق كل سعادة فى هذه الحياة ....ولم يكونوا على علم بأن إحسان قد سمع كلام أسمهان الأخير وشعر بسعادة بالغة وقرر بداخل نفسه أنه سيعوضها أكثر وأكثر فهى من أضاءت عتمة لياليه الحالكة .....
♥♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥︎♥
يشعر الطائر بالحريه فى الفضاء الرحب ولكنه رغم ذلك يشتاق لعش من قش يرتمى بداخله ليشعر بالأمان والسكينه لوجود وليفه به ...فمهما كانت دنياك جميله فبدون أناسها لن تستطيع الإستمرار .....
خرجت أسمهان من الغرفة بعد أن أنهت إرتداء ملابسها المكونه من فستان بلون الكشمير مع حجاب من اللون الفضى فكانت آية من الجمال .حتى أن إحسان كان يقف أمامها تائه فيها .أمسك يدها وقبلها وقال بحب:
أنا كده لازم أقعد جمبك طول الفرح ،الجمال ده كله لازم حد يحرسه ..إبتسمت بهدوءوقالت: وإنت كمان شكلك حلو قووى بالبدله ولا أكنك إنت العريس ...
ضحك بشدة وقال وهو يشير إليها: ماهى العروسة لازم لها عريس ولا إيه ....؟!
ذهب الجميع إلى القاعة حتى يستقبلوا الضيوف ..أخذ عبد الرحمن عبد القادر وزوجته معه فى السيارة .أما إحسان فكان قد زين سيارته لزفاف رزق وإيمان ونور أخذ سيارة علاء وزينها لزفافهم بها ..
ذهب إحسان لرزق ونور لعلاء لكى يأتوا كل بعروسه ...
كان كلا من العريسين يقفان على أحر من الجمر فكل واحد منهم مشتاق لعروسه ...
جاء أحمد وسلم على كلا العريسين ....قال له رزق بتوتر :
مترن على شهد كده وشوفهم خلصوا ولا إيه ...ضحك أحمد وقال : جرا إيه ياعريس ماتهدى كده وكمان هم خلصوا خلاص أنا مجتش غير لما شهد رنت عليا ....
بعد لحظات خرجت نورين وكان علاء بإنتظارها وهو ينظر إليها بوله .أمسك يدها وقبلها وقال :
مبروك يانورين أنا مش مصدق إنك خلاص شويه وهتبقى مراتى ...
خجلت نورين من كلامه ولم تقدر على الرد رغم طلاقة لسانها ...
وقف رزق وهو يقول بنزق :
ماخلاص ياسى علاء خد عروستك واركب العربية خلينى أستقبل إيمان وكمان متفرحش قوى دى هتروح مع عمك مش هتروح معاك إنت ...ضحك الجميع على حالة علاء المكتأبة عندما تذكر وقال: إضحكوا إضحكوا وحياتكم أخدها وأمشى .....
إقترب نور وهو يقبل جبين توأمه وقال :
ألف مبروك يا حبيبتى أحلى عروسة فى الدنيا .ثم نظر لعلاء وقال بفكر أرجع فى كلامى وأخدك وأروح ....
جذب علاء يد نورين وقال بغضب :
نععععم هو كلكم متفقين عليا ولا إيييه ..يلا يابنتى نروح نركب عربيتنا خلينا نتزف أنا النعاردة ياقاتل يامقتول فى أم الجوازة دى .
خرجت إيمان أخيرا بعد طول إنتظار .كانت كأميرة هاربة من كتاب للأساطير بفستانها الأبيض الرقيق ذات الذيل الطويل فهو ضيق عند الخصر ومنتفخ بشدة من الأسفل ،ترتدى طرحة بطول الفستان فكانت جميلة بحق مع حجابها الرقيق ...
نظر إليها رزق وهو غير مصدق لما يراه فإيمان أخيرا إرتدت رداء العروس وستكون اليوم ملكه ،إمرأته ،عروسه هو لا غير .ذهب إليها ببطء وكأنه يحاول ان يصدق مايراه وعندما وقف أمامها قال بعدم تصديق :
انتى بجد ولا أنا بحلم .يعنى خلاص بقيتى مراتى والنهارده هنروح على بيتنا ،خلاص هنروح الكلية سوا ونعيش حياتنا كلها مع بعض .هصحى على صوتك بجد بجد النهارده فرحنا …..
خجلت إيمان بشدة من كلامه وفجأة شعرت بحالها وهى محمولة ورزق يلف بها وهى تدس رأسها برقبته من خجلها الشديد .....
أنزلها وهو يقبل جبينها بشدة وهو يقول : مبروووك يا أحلى عروسة فى الدنيا .أنا لغاية دلوقتى مش مصدق نفسى .....
وجد رزق أحد يلكزه بشده فى ظهرة فتأوه وقال فيه إيه ؟ فإبتسم أحمد بسماجة وقال :
كنت يا أخويا بخليك تصدق ماتيلا يابابا عايزين نلحق الزفة زمان الواد علاء سبقك وقعد فى الكوشة ...
جاءت كل من رغد وميرال أختى رزق وباركوا لهم ثم ذهبوا لكى يركبوا مع زوج رغد بسيارته ...أتى نور وفعل مع إيمان مثل مافعل مع نورين ولكن الفرق أنه أوصى رزق بإيمان وأن يراعى الله فيها فما أحلى السند فى هذه الدنيا ...
ذهبت جميع السيارات تحت الفرحة العارمة فكانت كموكب جميييل مزين بالسعادة والمحبة ….وكلا من سيارة العروسين يتسابقون فيما بينهم فى منافسة لذيذة مغلفة بالسعادة غير أن سيارة علاء ونورين كانت تسبق دائماً وذلك لأن إحسان يقود بحذر لأجل أسمهان الجالسة بجوارة ...
وصل الموكب إلى القاعة فكان فى إستقبالهم عبد القادر وأخيه إبراهيم واللواء عبد الرحمن ونادية ونرجس فهى مهما كان تشعر بالسعادة لرؤيتها لإبنها الوحيد وهو يخطب لكى يتزوج حتى وإن كانت غير راضية عن تلك الزيجة ولكن ماذا تفعل وولدها قد حذرها ألا تهدم سعادته بأيديها فهو لن يتزوج غير نورين فرضخت للأمر على مضض ..
نزل علاء أولا ونورين فذهب عبد القادر وإحتضن نورين وبارك لها ثم فعل بالمثل مع علاء وكذلك فعل إبراهيم وهو يشعر بالسعادة الطاغية لأن الله قد تقبل دعواته بصلاح حال إبنه بل والأكثر أنه تزوج من بنات أخيه والذى كان لا يحلم بأن يقترب منهن ....
أتت نادية وهى تبكى عندما رأت نورين وهى بهذا الجمال بفستانها البيبى بلو والذى يظهر جمال عينيها بحجابها من نفس اللون وتاج رقيق على رأسها .أخذتها بين أحضانها وهى تبكى وتضحك وتقرأ المعوذتين لحفظ إبنتها لجمالها الآخاذ ...
باركت كذلك لعلاء وأوصته بنورين ..
جاءت نرجس وفعلت المثل وهى تزغرد بشدة عندما إقتربت من إبنها ....
دخلو إلى القاعة حتى يتركوا مجالاً لملك وملكة الحفل وهم إيمان ورزق ...
نزلت أسمهان وبجانبها إحسان ووقفوا بجوار والديهما ...أما رزق فنزل من السيارة وفتح الباب لإيمان وساعدها هو وشهد فى أن تهبط بذلك الفستان الضخم حتى تمت العملية بنجاح ...
ذهب إليها والدها وقبل جبينها بشدة وهو يقول : مبرووك ياقلب بابا من جوة ، هتنورى بيتك وتضلمى بيتنا والله ماعارف أعيش إزاى فى بعدكم دالواحد يدووب لسه واخد على بعاد أسمهان تقونى إنتى كمان تسيبينى ..ثم إستطرد والدموع بعينيه :
ربنا يفرحك ويجعل أيامك كلها سعادة إنتى وإخواتك ياااارب ....
جاءت أسمهان من خلفة وقالت بإبتسامه وهى تضع يديها على كتفه ...خلاص يابابا إيمان تتحوز وأنا هقعد معاك شوية عشان متحسش إن البيت فضى عليك مرة واحدة ...جاء إحسان بهدوء وإبتسم بسماجة وقال :
معلش ياعمى إنت عارف الحمل وتخاريفه قال تقعد أسبوع قال دالفرح هيخلص ونروح على طول دانا مش عارف أتلم عليكى بقالى أسبوعين يامفترية ....
شهقت أسمهان بشدة وعى تنظر لإحسان بدهشة من ذلك الجرئ الذى تغير تماماً ...
أتى عبد الرحمن وقال بإبتسامة: معلش بقة ياعبد القادر إحسان عايز يعوض السنتين اللى فاتو حظك بقة فى بناتك ...
إبتسم عبد القادر وقال بسعادة :
المهم يبقوا مبسوطين هى دى الحاجة اللى هتفرحنى بجد وكمان إنت مفكر إنى لما أحس إن جوز بنتى بيحبها وميقدرش يستغنى عنها أنا أزعل بالعكس دانا أتبسط جدا كمان .ربنا يفرحهم يااارب ...
أكملت نادية كلامه وقالت: ربنا يباركلنا فيك وتشوف عيالهم وعيال عيالهم كمان ....
صاح رزق وقال : وربنا حرام عليكم ياجماعة أنا عايز أتزف عشان أخلص من الفرح وكله عشان تشوفوا عيالنا وعيال عيالنا بس دخلونا الله يكرمكم ....
ضحك الجميع ولكزه أحمد وقال: ياخويا إتهد بكره تندم وتقول ياريتنى ..أكمل نادر وقال:
تصدق عندك حق ياسلاااام لو الواحد يرجع عاذب كده يعمل اللى على مزاجه فى الوقت اللى على مزاجه ...إبتسم رزق بنزق وقال: طب بصوا أنا بحب أجرب وصدقونى لما أندم هبقى أبعتلكم ونندب إحنا التلاته مع بعض جاتكوا الهم .ثم نظر لزوجاتهم وقال : إنتوا عملتوا فيهم إيه خليتوهم عايزينى أهرب ومتجوزش ..
إبتلع نادر وأحمد ريقهم من نظرات زوجاتهم وذهبوا إليهم وقال نادر : يلا يلا من ساعتها بنقولوا إن أحلى حاجه فى الجواز هو مراتك مش كده يا ياحظابط ...
إبتسم أحمد وقال: الله طبعا أومااال كفاية هدوئهم ورزانتهم ولا أحلى حاجة بقه أنك تكون جاى من شغلك وتنزلك تااانى عشان نفسها فى رنجة ماهى حامل بقة ...يلا يلا ربنا يخليكم لنا ...
قالت شهد : أحمد ياحبيبى النهاردة هتنام فى أوضة الأطفال عشان متشمش ريحة الرنجة ياقلبى .....
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
لايوجد شئ إسمه صدفة فكل شئ مقدر بيد الله عز وجل ...حتى القلوب فهى بين يدى الرحمن يؤلفها كيف يشاء ..فإن إختيار الله كله جميل ولهذا فيجب علينا ألا نشعر بالسخط إذا لم يكن من نصيبنا شئ اردناه بشدة فليس كل ماتريده خير وليس كل ماتبغضه شر ...
فهنيئاً لك بقلب ظننته بعيدا فولفه الله إليك فأصبح من نصيبك ....فعليك الحفاظ عليه حتى لاتندم عند فقدانه.
كان الجميع ينظر للمأذون بفرحة ولكن بالطبع هناك من يشعر بسعادة مختلفة عن الاخرين فكان علاء وهو يضع يده بيد عمه ويردد خلف المأذون مايقول قلبه يدق بسرعة رهيبة كذلك نورين كانت تشعر بشعور مختلط بين السعادة والرهبة من حياة مختلفة كليا عما كانت تعيشه ببيت أبيها ...
وكأن أسمهان شعرت بها فضغطت على يدها وكأنها تقول إهدئى وإطمئنى فعلاء اليوم ليس هو علاء البارحة ويكفى أن تنظر لعيناه وهى لاتكاد تحيد عنها لتعرف أنه قد وقع بعشقها حتى الثمالة .إبتسمت لها نورين وفوجئت بالمأذون يقول: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير فلم تكد تفيق حتى وجدت من يجذبها إليه ويحملها ويلف بها بفرحة شديدة ولم يكن غير علاء ومن غيره قد يكون ..كان شهود العقد إحسان ورزق وهذا كان طلب علاء لأنهم هم من ساعدوه حتى أتم حلمه فى الإرتباط بمن أراد قلبه وعقله أن تكون ملكه .....
عندما نرى الفرح بعيون من نحب فتنتقل إلينا العدوى ونشعر بالسعادة نحن أيضاً ...فالإطمئنان على من هم منا يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة ...
كان عبد القادر ينظر لبناته الثلاث وهم يرقصون سوياً كلٌ مع زوجه ونظرات أزواجهم إليهم تشعره بالراحة والفخر فلن يستطيع عاشق أن يجرح معشوقه . وهؤلاء بناته قد أحسن تربيتهمن حتى أنه متأكد أنهن سوف يرعين الله فى أزواجهم وبيوتهم ...
أتى إليه عبد الرحمن وقال : بص عليهم وخليك فخور بزرعتك اللى رويتها حب وحنان وطيبة فطرحت أجمل زهور فى دنيتك ومش بس كده دى كمان نورت بيهم بيوت تانية كانوا هم السبب فى سعادة إصحابها ..
أشار إلى إحسان وأسمهان وقال: بص كده عليهم وإزاى إبنى رجعلى بفضل بنتك ولولا تربيتك ليها مكنتش صبرت وعافرت وفى النهاية رجع ندمان لأنه ملقاش زيها مع إنه مكنش قعد معاها بس الواحد بيعرف طعم العسل من أول لقمة ...
إستطرد وقال : بص كده بقة على إيمان البنت الجدعة اللى رغم معرفتها بحب دكتورها ليها الا إنها عمرها ما إستغلت ده لأنها متربية صح ،بالعكس كانت بتبعده عنها رغم إنها كل ماتبعده كان كل هو مايقرب لإنه صعب يلاقى واحدة فى أخلاقها وأهى فرحت بيته وهتعمره إن شاء الله ..أكمل وقال تحت نظرات الفخر من عبد القادر :
وبص بقه على اخر العنقود اللى كانت سبب لرجوع إبن أخوك لحضنه ومش بس كده لا د كمان بعد عن سكة غلط وكانت سبب ربنا حطه ليه عشان يتوب ويرجع لربنا ..عشان كده صدقنى لازم تبقى فخور بتربيتك لبناتك لأنهم بجد يتاقلوا بالألماظ مش بالدهب ...
إحتضنه عبد القادر وهو يبكى ويقول :
بس هيوحشونى ،البيت هيبقى وحش قوووى من غيرهم ،صدقنى أنا كنت بدخل أوضة أسمهان وأقعد فيها لما توحشنى دلوقتى هعمل إيه من غيرهم ..
ربت عبد الرحمن على كتفه وقال : تفرح لهم لما تفتكر إن رسالتك كملت معاهم وهتبدأ بقه مع أحفادهم دى كلها كام شهر وتبقى جدو ياجدو ولا إيه ...
إبتسم عبد القادر وقال: فعلا هبقى جدو وإنت كمان مش أنا لوحدى يعنى اللى كبرت .ضحك الإثنان بسعادة ...
أتى نور وأمسك بيد والده ووالدته وقال إيه مش عايزين تطلعوا للعرسان ولا إيه يلا يابابا وانتى ياماما وبطلى عياط بقه.
إحتفل الجميع بالزفاف والخطوبة حتى إنتهى الحفل مع الساعات الأولى للصباح .
أوصل الجميع العروسين إيمان ورزق إلى شقتهما فى منزل أهل رزق المكون من 4 طوابق حتى نورين وعلاء ذهبوا معهم هم أيضاً ...
بارك الجميع إليهم وتركوهم تحت توصيات كل من نادية وعبد القادر لرزق بأن يحافظ عليها ولا يحزنها أبداً.
أخذ رزق بيد إيمان وهو يود الطيران بها حتى شقتهم وسط زغاريد والدته وأخواته البنات ...وقبل أن يصل لشقتهم القابعة بالدور الثالث شعرت إيمان أنها قد طارت فى الهواء حيث أن رزق قد حملها بين يديه حتى دخل إلى عش الزوجية الخاص بهم وسط دعوات والدته له باسعادة والهناء والذرية الصالحة ....
أنزل رزق إيمان بداخل غرفة نومهم .أمسك يدها بهدوء وقبلها ثم قبل جبينها بشدة وهو يغمض عينيه ...إبتعد عنها ثم قال لها بسعادة وهو ينظر داخل عينيها وقال: مبروك يا إيمان من أول يوم شفتك داخله الكلية وكنت أنا بركن عربيتى لقيت حاجة كدة دخلت قلبى ومطلعتش من يومها وأنا متابعك وكل يوم أحبك أكتر من اليوم اللى قبله حتى لما كلمتك ورفضتى الموضوع كنت حاسس إنى بتخنق لولا شهد صاحبتك جت وكلمتنى لما عملت المشكله أياها بتاعت العريس فاكراها ...
إبتسمت إيمان بهدوء وأومأت برأسها بخجل ..
.إستطرد رزق وقال: يومها عرفت إنك مش عايزه تتخطبى دلوقت عشان خاطر متقليش على باباكى يومها حبيتك أكتر وقررت إنى هعمل المستحيل ومش هسيبك أبدا تكونى لغيرى وصدقينى لو فضلت مستنيكى فوق عمرى عمر مكنتش همل من الإنتظار مادام فى النهاية هتكونى ليا .أنا بحبك قوووووى يا إيمان ،بحبك بجد ومستعد أعمل أى حاجة وتبقى مبسوطة .....
.إبتسمت إيمان بشدة من كلامه وقالت: عايزنى أبقى مبسوطه
رد رزق بثقة وتأكيد وهو ينظر لعيونها بوله: طبعاً
أجابته بعشق : يبقى متبعدش فى يوم عنى لأنى ممكن أستحمل أى حاجة إلا بعدك .صدقنى أنا كمان كنت بموت لما رفضتك بس أديك عرفت أنا كنت بعمل كده ليه . كوب وجهها بين يديه وقال :
مش مهم أى حاجة المهم دلوقت إنك معايا وبين إيديا ثم هوى على شفتيها بشدة وفض عذرية شفتيها بنهم ليروى ظمأ قلبه المشتاق لها ...
إبتعد عنها بعد فترة وقال أنا هقوم عشان تغيرى هدومك وتتوضى ماشى ..أومأت برأسها وهى لا تقوى على النظر لوجهه من شدة خجلها ...
خرج هو الآخر وذهب الى الحمام الخارجى وإستبدل ملابسه وهى الأخرى فعلت المثل وإرتدت إسدالها وخرجت وجدته يجلس على مقعد الأنتريه أمام التلفاز ..
.سألته بهدوء مادام خلصت مندتليش ليه ...
إبتسم وهو يقترب منها بهدوء ليرحم خجلها :
أبدا سيبتك تغيرى براحتك وكمان أنا عارف إن الفستان رخم وأكيد حيرك ..
غيرت الحديث وقالت : يلا عشان نصلى ...
.صلى بها ركعتى ليلة البناء ودعا بدعائها ...إقترب منها وقال بهدوء:
أنا عمرى ماهعمل حاجه ممكن تزعلك فى يوم ولو فرضا زعلتى منى فى حاجة ياريت تيجى تقوليلى وتعاتبينى وبلاش ننام وإحنا زعلانين من بعض وأنا كمان هعمل كده ولو فى يوم زعلت منك هقولك تمام ...
ردت بهدوء : تمام ...إبتسم وقال طب فى حاجة عايز أوريهالك وأمسك يدها وأوقفها معه .فقالت بإستفهام: إيه هى ؟ فحملها بين يديه وقال بخبث:
هوريكى أوضة النوم ياعروسة ثم ضحك بشدة وهى تختبئ داخل أحضانه ....
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
ما أيامنا إلا حقل إختبار لصلابتنا وقوة مشاعرنا ومقدرتنا على المحافظة على من إختاره لنا الله لنكمل معه باقى الحياة ..نتحد معا فى ذكريات نسجتها ظروفنا سواء كانت مفرحة أم حزينة ولكنها دوما تظهر لنا من يحبنا بصدق ومن نرى الشماتة فى عينيه ولكن صدقاً إن حتى لو جرحت الأشواك أيدينا فيكفى أن بالنهاية هناك زهرة تستحق من أجلها التضحيه .فكل سعادة ومحبة لانصل إليها إلا بعد طول عناء ومشقة ......
مرت الأيام والكل يحمد الله على ماحصل عليه .كان الجميع مجتمع فى قاعة الأفراح فاليوم وبعد ثلاث سنوات وأخيرا زفاف نورين على علاء بعد أن جعلته يعانى الأمرين معها بحجة أن يثبت لها عشقه وفى الحقيقة فهو أثبت لها وبجدارة كونه يستحقها وبشدة خاصة بعد أن ذاع صيته فى عمله بل والأكثر أنه فتح له فرعا فى القاهرة حتى يتوسع أكثر بعمله وفى الحقيقة أنه كان يود أن يكون بجوارها وهى فى جامعتها ....
كانت أسمهان تلبس فستان سواريه واسع يخفى حملها رغم أنها قد أقسمت على عدم الإنجاب ثانية بعد التوأم الكارثى الذى أنجبته آسر وآريان فهم مصيبة متحركة تمشى على الأرض وبالطبع فلا أحد يقترب منهم بأمر من جدهم عبد الرحمن وأيضا عبد القادر فهما يعشقانهما بجنون وأيضا جدتهم نادية وخالهم نور ...
جلست بجوار إحسان وهى تقول خلااااص تعبت بس مش مشكله كله يهون عشان خاطر نورين شايفها قمر إزاى....؟؟
أمسك إحسان يدها وقبلها وقال بعشق يزيد يوميا ولا ينقص : والله ماشايف قمر غيرك إنتى وخاصة وإنتى الحمل ده مخليكى حلوة بزياده .
ثم أكمل بتمثيل للبكاء : بس بالله عليكى ياشيخه هاتيلى المرة دى بنوته هاديه كفاية اخواتها مجننى ...لم تكد ترد حتى أتى رزق بغضب وقال موجها كلامه لإحسان وأسمهان: بصوا بقه إبعد إبنك آسر عن بسنت بنتى الولا ياخويا نازل فيها بوس ومش راضى يعتقها ولما بقوله إبعد عنها يقولى لا أنا هكوثها ياعمو ( هجوزها ياعمو) المشكله إنه بنص لسان .....
ضحك إحسان بشدة وقال : ياعم ماتسيبه يلقط رزقه وكمان مش يمكن يكون ليهم نصيب فى بعض وكمان يعنى محسسنى انه راجل وبنتك كبيره يابنى دهو 3 سنين وبنتك يادوب سنه فيه إيه يارزق ماتعقل كده ..
.جاءت شهد مع إيمان وجلسوا بجوارهم وقالت شهد: أسمهان الواد آريان إبنك ماشى ياختى ورا البت بتى وأنا مش هلاقى أحسن منه يلا نقرا الفاتحة .نظر إليها أحمد وقال :
نهااار إسوح بتجوزى بتى وأنا قاعد واخر من يعلم وكمان أنا فى النهايه هجوزوا لآريان يابنتى دممكن يرميها من الشباك يوم الفرح أنا عارف هو طالع لمين ...
نظرت أسمهان لإحسان وقالوا فى صوت واحد : مش ولادنا منعرفهمش ..
ضحك الحميع عليهم وهم يتمنون دوام الحال بينهم ....
جاء نادر ورواء وإكتملت دائرة الأصدقاء .وحمدا لله فنادر أنجب ولدا أسماه ياسين وزوجته حامل هى الأخرى ...
طلب الديجى من أصدقاء العروسين أن يأتوا للمسرح ويرقصوا معهم سلو لكل كابل ...
فأخذ كل واحد زوجته وذهب الى الرقص ....
كان طبعا علاء ونورين فى عالم وردى .نظر إليها وقال
: الحمد لله إنك بقيتى من نصيبى يانورين .إنتى أحلى حاجة حصلتلى ،غيرتينى من علاء المستهتر لعلاء اللى الكل بيحلف بيه وبأخلاقه ومش بس كدة أكتر حاجة خلتنى أحس إنى يوم ماعشقتك كنت صح هى إنك قربتى من ماما وخلتيها تغير تفكيرها وخلتيها تقرب من ربنا لدرجة إنها دلوقت هى اللى بتوصينى عليكى ...
بحبك بحبك يا أحلى حاجه حصلتلى فى دنيتى يابنت عمى وبنت قلبى وبنت عمرى كله ......نظرت إليه وقالت :
صدقنى ياعلاء إن من أول ماكلمتنى وانا حاسه بحاجه بتشدنى ليك ولما إتغيرت كمان بس كنت خايفه تكون بتعمل كده بس عشان أوافق وبعدها ترجع للى كنت فيه .بس كانت حاجة جوايا بتقولى إنك بالفعل صادق وبتحبنى ولقيتنى بقول موافقة وعمرى ماندمت على موافقتى وبخصوص مامتك فدى ماهما كانت أم جوزى ومرات عمى وأنا محبش يكون الجو متوتر لأن ده فى الآخر هيبقى ضغط عليك إنت بين إنك تراضيها أو تراضينى فكده أحسن ولا إيه ...
ضهمها إليه بشدة وقاال :
مش بقولك بموووووت فيكى طب هحبك أكتر من كده إيه بس ...
عند إيمان ورزق كان يأخذها بين أحضانه وهو يراقصها وقال : تعرفى أنا كل يوم بحمد ربنا عليكى يا أحلى زوجة .بحبك قوووى يا إيمان وعمر ماحبى ليكى قل ،إنتى كل حاجة فى دنيتى ربنا يباركلى فيكى يااااارب ....
ردت عليه بهدوء وقالت: إنت اللى نعمة من ربنا يارزق ولازم أحمد ربنا عليها ليل ونهار .ربنا مايحرمنى منك أبدا أبدا أبدا ...
عند رواء ونادر ...نظر إليها نادر وقال بعتاب: لسه برده زعلانه ومش عايزة تكلمينى يا رورو..
إبتلعت ريقها ولم ترد عليه .فتنهد بشدة وقال: يارواء أنا قلتهالك مرة وهقولهالك كمان مييييت مرة أنا عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك فكونك تشوفينى بتكلم مع أى بنت أو ست فى شغل فده مش معناه إنى ببص عليها إنتى كده على فكرة بتجرحينى أنا لأنك مش واثقة فيا.....
تنهدت ببكاء وقالت: غصب عنى خايفه بحبك لدرجة إنك لو بعدت عنى ممكن أموت وكمان البنت اللى كانت معاك نظرتها ليك مش مريحه .هى معجبه بيك وقالتها بكل بجاحة ...
نظر إليها وقال بهدوء: وأنا عملت إيه مش رديت عليها وقولتلها إن مراتى بس اللى مسموحلها تتغزل فيا ومسموحلها تقرب منى ومش أنا الراجل اللى يبقى معاه جوهرة زى رواء وأبص على حاجة فالصوا حصل ...
إبتسمت من بين دموعها خاصة عندما تذكرت وجه تلك الفتاة الممتقع من كلام نادر ...
أكمل نادر وقال وهو يضحك : وعليكى ياستى لما أروح هكتبلك إقرار إنى مش هبص لأى ست وأى ست تقرب منى هضربها إيه رأيك....
ضحكت رواء بشدة وضمته بعشق وقالت : بحبك قووووى ربنا يخليك ليا يااارب.
عند شهد وأحمد ...كان يحتضنها بين يديه وهى تضع رأسها على كتفه ....قالت له بهدوء: عارف يا أحمد كل ما افتكر انى كنت ممكن أتجوز حد غيرك ألاقى نفسى جسمى بيقشعر وقلبى بيوجعنى قوووى .أنا مخلوقة ليك إنت وبس مش كده يا أحمودتشى ....
ضحك بشدة وقال: والله ياشوشو ياحبيبتى إنتى لو إتجوزتى حد تانى كان رجعك تانى يوم لأمك ويقول أصلها طلعت هبلة....
رفعت رأسها من على كتفه وقالت بغيظ: أنا هبلة يا أحمد بقه كده دانا حتى عاقلة جداا .
ضحك أحمد وقال: على يدددددى ياشيخه دانتى جننتى أمى بس أعمل إيك بموت فى جنانك ياشوشو ..
ضحكت بصوت رقيع وقالت: أيوة كده إعترف..
نظر إليها بغيظ من ضحكتها وقال: متقلقيش ياحبيبتى كلنا هنعترف لما بوليس الآداب يجى يلمنا بسبب ضحكتك دى .....
أما عند إحسان وأسمهان .العشق والوجع ،الحب والتضحية،العتاب والقرب. قمر الليل مع شمس النهار ....
كان إحسان يراقصها وهو لايتكلم فقط ينظر داخل عينيها ..
إندهشت أسمهان من تصرفه فسألته مالك يا إحسان فيه إيه بتبصلى كده ليه...
رد بحب بالغ وقال: بشوف إيه اللى فى عيونك بيخليها تشدنى كده كل ما أبوصلها .زى ماتكون بحر غوييط ورغم إنى عارف إنى هغرق بس برده بدخل وأنا مبسوط بالغرق ومبحاولش إنى أنقذ نفسى...
نظرت إليه وقالت: وإنت عايز تنقذ نفسك ؟
جاوبها ببساطة : طبعا لا بالعكس أنا هفضل أغرق فيهم لغاية ما أموت وأنا جواهم ...
وضعت أسمهان يدها على فمه وقالت:
متقلش كده بعد الشر ...قبل باطن يدها الموضوعه على فمه وقال: تعرفى رغم شقاوة ولادك بس بعشقهم لأنهم رغم إنهم مختلفين بس الإتنين شبهك .ببقى متغاظ من تصرفاتهم وغيرتهم المجنونة عليكى أمال إنتى مفكرة إنى بسيبهم لسيادة اللوا ليه ماهو عشان كده .العيال ولاد اللازينه كل مايلقونى بقربلك يجروا عليكى ويقولولى دى مامتنا احنا روح شوف مامتك فين ....
ضحكت بشدة على تصرفات أبنائها فهى بالفعل تعشقهم رغم كوارثهم وتعشق غيرتهم المجنونة عليها حتى من أبيهم ...
نظر إليها إحسان بغضب وغيظ وقال:
فرحانه ياختى ،مبسوطة من تصرفاتهم ،طب يا حبيبتى إعرفى بقه إنى إتفقت مع باباكى ومامتك إنى هسيبهم معاهم أسبوع وهاخدك ونسافر بس أى مكان هنا فى مصر عشان طبعا الحمل . شهقت وقالت :
بجد دول يجننوهم يا إحسان مينفعش خاالص ..نظر إليها بخبث وقال :
أحسن خليهم يطلعوا البلا الأزرق على جتت أخوكى مش كل شوية يقولى والله إنتوا ظالمينهم دول ملايكه ،طب خليهم معاه ونشوف هيقول عليهم إيه بعد يومين بس مش أسبوع ....
ضحكت وهى تتخيل وقالت:
وحياتك هيرن علينا ويقولنا تعالو خدوا عيالكوا...إبتسم بخبث وقال:
إسكتى مش إحنا هننسى التليفونات هنا .....نظرت إليه وهى لاتصدق مايفعله زوجها حقاً...
لم تخرج من دهشتها الا على صوت أطفالها وهم يمسكون يدها كل واحد منهم يمسك بيد ثم قالوا بغيره:
إنتى مندتيث حلينا ليه نرقث محاكى مث إحنا قلنا مترقثيث مح حد خريب .
( إنتى مندتيش علينا ليه نرقص معاكى مش إحنا قلنا مترقصيش مع حد غريب)
نظر إليهم إحسان بغيظ وقال وهو يشاور على نفسه ويقول:
أنا أنا بقيت خريب هاااار إسوح عليكوا طب الحمد لله إنى لحقت أجيب البت قبل مابعد كده هتعامل باللاسلكى بس هقول إيه مهو أكيد ربنا بيخلص ذنب أمكم منى عن طريقكم انتوا ياكلاب......
كانت أسمهان تضحك وهى تنظر بفخر شديد لأسرتها الصغيرة والتى تعشقها بجنون وتحمد الله عليها فى كل الأوقات .