رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول بقلم سلمي محمد

رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول بقلم سلمي محمد

رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سلمي محمد رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول

رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول بقلم سلمي محمد

رواية جميلة في الخفاء اكنان وزهره كاملة جميع الفصول

شعرت بالإختناق وهي ترتدي ملابس العمل، أصبح الوضع لا يطاق، فمنذ مجيء بسام وهو لا يتوقف عن السخرية منها والحط من قيمتها، تنهدت بعجز ثم جالت بعينيها في المكان، هنا شعرت بالراحة والأمان ولكن الآن أصبح أمانها مهدد بسببه، هذا المقهى أصبح منزلها الثاني فمقهى الزنبقة السوداء يمتاز بالطابع الأسري والبساطة.

مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية، منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي، نظرة زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة التي تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها، حاولت استعادة هدوئها، أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة هذه الرائحة الشافية الآتيه عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة، فقد حان موعد فتح المقهى، نظرت حولها فلم ترى كابوسها بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد.

زهرة... يازهرة... نادت عليها شهيرة مالكة المكان فهي سيدة عجوز أرملة طيبة القلب تعامل زهرة جيدا، هي الوحيدة التي جعلتها تعمل لديها بعد شهور من عذاب البحث عن وظيفة، لم تطلب منها مؤهل عالي كباقي الوظائف فهي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة.
ردت زهرة:
-نعم يامدام شهيرة
-الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه.
أجابتها بتردد:
-أصل بسام ودعاء لسه مجوش يامدام
ردت عليها بحدة:
-لما يجي بسام ودعاء خليهم يدخلولي المكتب علطول، الكافية هنا ليه مواعيد ثابته مش تكيه سايبه ملهاش حاكم.

ظلت واقفة في مكانها صامته، لا تعرف ماذا تقول أو تفعل وعندما رأت بدايه احمرار وجهها أردفت مهدئة بلاش أنفعال عشان صحتك، أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي.
تكلمت شهيرة بغضب:
-أومال أنا مشغلاه ليه، أنا مش عارفة مستحملاه ليه لحد دلوقتي وهو والزفتة اللي ما تتسمى.
ردت عليها بهدوء بهدوء:
-عشان قلبك الطيب
ما هو قلبي الطيب ده هيضيع مني الكافية الديون اتركمت عليه والقرض إللي قدمت عليه اترفض.

أن شاء الله هتتحل من عنده.
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة ثم أخرجت أنين متألم
سألتها زهرة بقلق:
-مالك يامادام.
ردت عليها وهي تحرك رأسها:
-الصداع جالي تاني
قالت زهرة مترجية:
-متسكتيش على نفسك أكتر من كده وروحي أكشفي، الصداع بقا بيجيلك باستمرار.

هبقا اروح أكشف
ما هو كل مرة تقوليلي كده وتطنشي ومش بتروحي
شهيرة بحدة بسيطة: خلاص يازهرة بقولك بعدين
لم ترد الألحاح عليها فقالت بهدوء:
-خلاص إللي يريحك، روحي على مكتبك استريحي شوية وأنا هجبلك كوبايه مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت:
-متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
إبتسمت لها زهرة إبتسامة حقيقية نابعة من القلب: وأنا عمري ماهزعل منك مداك.

بمجرد ذهاب شهيرة، أتجهت لكي تضع يافطة مفتوح على باب المقهى، ثم ذهبت بعدها مباشرة لكي تعد كوب من القهوة للسيدة شهيرة، عندما خرجت من مكتبها سمعت صوت إغلاق باب المقهى مصاحبًا لدخول كلا من بسام وسماح مسرعين.
سماح سألت وهي تتنفس بحدة:
-إيه الأخبار؟

أجابتها مترددة:
-المدام سألت عليكم أنتم الأتنين
بسام سألها بغلظة:
-وردك كان إيه يابومة
بلهجة يشوبها الغضب:
-أسمي زهرة لو سمحت وقولت ليها على فكرة إنكم لسه مجتوش وعايزكم عندها في المكتب
ضحك بسخرية ونظر لها بقرف:
-البومة طلعلها صوت وفين الزهرة دي أنا مش شايف قصادي أيتوها زهرة، كل إللي شايفه بومه بشعر أسود أكرت.
شاركته سماح الضحك:
-خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين، المرة الجاية غير موشح التريقة.

أجابها بضحكة عالية:
-خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل.
لمعت عيناها بالدموع:
-حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية:
-الأخ طلع بيحس ياسماح وأنا إللي كنت بحسبه جبلة معندهوش دم
في محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة:
-أنا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء:
-نعم يأخ زهرة
سماح بسخرية:
-كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تاني
رد عليها بسام بابتسامة:
-أعمل إيه بس ياسوسو ما هو شكلها إللي بيستفزني.

ردت عليه سماح بدلع:
-هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام بابتسامة:
-عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى، توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم زبائن جدد، هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها في محاولة يائسة لإرجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي ثم تنفست بعمق وأخرجت الزفير ببطء وهي تقوم بالعد واحد... اثنين... ثلاثة.

مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبائن، تسمرت في مكانها تتأمل القادم،فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر، هذا النوع الذي تراه على أغلفة مجلات الموضة أو أغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة إنك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة، هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر، لم تصدق زهرة عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة، مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية، من ملابسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع، أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية، يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات.

الراجل الأصغر قال بضيق:
-الواحد كده هيتأخر، ودي هتكون أول مرة أتأخر على ميعاد صفقة طول حياتى، وضرب بكف يده على الطاولة بعنف
الراجل الأخر قال بنبرة هادئة:
-اتحكم في غضبك ياأكنان، إحنا في مكان عام، والتأخير شئ غصب عنك وعني، الجو والعاصفة إللي في الشارع أجبرونا على التأخير، الهوا كان هو إللي بيحرك العربية، غير الشجرة إللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع.
رد عليه بغضب:
-مش أنا إللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه.
أجابه بهدوء:
-إلا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة إللي بعيد عن سيطرة أي بنأدم.

لم يرد عليه والتزم الصمت، لايريد الجدال معاه، فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي، وبمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه، زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون بالرغم من عدم وجود فارق سني كبير بينهم، لم يعرف سواه صديق منذ طفولته، أسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم، فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات، مر بطفولة قاسية، كان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته، من زملائه، كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة، زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال، حتى أصبح اليوم الملقب بالقاسي في وسط رجال الأعمال، لا يعرف الرحمة أبدًا مع منافسه.

سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان:
-هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس.
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا بغضب مكتوم:
-أنا قاسي جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده.
أرتسمت على وجهه شبح ابتسامة:
-بالعكس المكان بسيط وشيك.
قال أكنان بضيق:
-مش عايز حاجة ثم أمسك هاتفه وقام بالإتصال بسكرتيرته الخاصة.

أقتربت منهم زهرة قائلة بهدوء:
-طلبات حضراتكم، ثم أعطت زاهر قائمة المقهى، أكملت بلهجة عملية، في عندنا القهوة بجميع أنواعها، وكمان أشهى وأطيب أصناف الفطار.
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها:
-عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة:
-حاضر يافندم، دقايق والطلب يكون جاهز عندك، الكافيه هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو، هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس، لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن، لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها مشروبهم الخاص.

أنتهت من أعداد القهوة ووضعتهم في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين، ثم أتجهت الى الطاولة
قالت بابتسامة: الاسبريسو أنا متأكده أنه هينول رضاكم، لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو، أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل.
كان أكنان منمدج في المكالمة لم يبالي بالرد تاركًا إيه على زاهر.
أجابها زاهر باختصار:
-تمام.

لتنصرف زهرة محدثة نفسها، أيه كمية التلج دي، كل اللى هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة، والتاني مهنش يرفع راسه، هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام.

غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه، رائحة أدمانه، نعم أدمانه، القهوة الاسبريسو كالإدمان بالنسبة له، بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال، أنهى مكالمته بدون مقدمات، ليري فنجان قهوة أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر، الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره، يعرف أكنان جيدآ فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه جحيم مع الجميع إلا هو، أرتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ:مش هتندم لو شربت من القهوة، جرب وعلى ضمانتي.

قال بضيق:
-ماشي يازاهر، لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا.
رد زاهر عليه بابتسامة:
-عارف جرب القهوة مش هتندم.
أمسك أكنان الفنجان فرائحته الذكيه اجتذبت حواسه، ارتشف رشفة واحدة وأخذ يحركها داخل فمه ببطء شديد، ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة.

زاهر سألها بفضول:
-ايه رأيك عاجبك صح
رد بلامبلاة:
-مش بطال، هو يتكلم نظر إلى الخارج، ليقول مباشرة يلا بينا الجو شكله اتحسن.
غادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي.

بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه، نظرت إلى المبلغ بصدمة، ألف جنيه مرة واحدة، هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع، أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها، فهي ترتدي دائما ملابس واسعة تسهل عليها التحرك براحة وسرعة، ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة، لأنها تكره حمل الشنط، بسبب تجربة مريرة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها، فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها.

بعد الانتهاء من ترتيب الطاولة وأخذ الفناجين الفارغة، نظرت حولها للبحث عن سماح لم تراها، فالمفروض أنها تقوم بمساعدتها، فهناك طاولة أخرى عليها زبائن لم يتم أخذ طلباتهم حتى الآن، ذهبت إليهم زهرة وهي تشعر بالضيق من إهمال سماح لوظيفتها وتحمليها أعباء الخدمة بمفردها وبعد أخذها الطلبات وإحضار ما تم طلبه، ذهبت للبحث عنها، لم تجدها في أي مكان ولكن عندما مرت بغرفة تغيير الملابس، سمعت تأوهات خافتة تصدر من الداخل، وضعت أذنها على الباب في محاولة منها لفهم مايحدث، تسرب الشك إلى قلبها... فقامت بفتح الباب مرة واحدة، لترى سماح بين أحضان بسام يرتكبان فعل من المحرمات وضعت زهرة كف يديها على فمها ناظرة لهم برعب، ألتفتا إليها الإثنين بصدمة، سماح لم تستطع، تصرف بسام سريعا، هندم ملابسه ثم أغلق الباب عليهم، قائلا بأنفاس مضطربة: -البسي هدومك بسرعة.

أقترب من زهرة ناظرا له بتهديد:
-بؤك ده لو اتفتح باللي شوفتيه عينيكي مش هتشوف النور فاهمة ولا مش فاهمة، عندما ظلت صامته أمسك كلتا كتفيها وهزها بعنف شديد لدرجة أن رأسها اصطدم بالباب.
ردد قائلا بلهجة تحمل تهديد فعلي:
-بؤك ميتفتحش ولو كلمة اتقالت هنا ولا هنا باللي شوفتيه، هخلص عليكي.
ردت بصوت متقطع من شدة الألم والخوف:
-مفهوم مفهوم سبني أخرج.
فتح الباب متحدثا بغلظة:
-أخرجي.

هرولت مسرعة بعيدا عنه، ذهبت إلى ركنها الخاص وتركت العنان لدموعها، محدثة نفسها إنتي السبب أيه إللي دخلك... أهو فضولك وقعك مع إللي ميرحمش... طب أعمل أيه دلوقتي... الشغل ومقدرش اسيبه مليش غير المكان هنا وكفاية عليا معاملة الست شهيرة أنا مقدرش اسيبها لوحدها، ومقدرش اقول للمدام على إللي شوفته، بعدين للمصيبة اللي وقعتي فيها نفسك، مفيش غير حل واحد أنك تسكتي وتنسي إللي حصل وكأنك مشوفتيش حاجة.

وفي داخل الشركة الفرعية لمجموعة شركاته، بمجرد وضع أول قدم ليه في مدخل الشركة جميع الموظفين وقفو له ترحيبًا حتى وصل إلى الطرقة المؤدية لمكتبه الرئيسي، ليقف أيضا الجميع وكل واحد فيهم قام بإلقاء السلام، وهو أكتفي بهزة خفيفة من رأسه، وقبل دخوله المكتب لفت انتباهه موظفة جديدة ترتدي جيب قصيره وبلوزة تلتصق بجسدها وبمجرد رؤيتها له إبتسمت له بإغراء.

سأل أكنان:
-مين دي وأشار بأبهامه تجاهها.
قالت الفتاة بابتسامة:
-أااانا.
إنتي تخرسي حدثها أكنان بقسوة.
زاهر رد بهدوء وهو ينظر للفتاة:
-مساعدة السكرتيرة الجديدة
تحدث ببرود:
-تترفد مش عايز أشوف وشها هنا ثم دلف داخل مكتبه، مرددًا بضيق هو الواحد مش هيرتاح بقا من الأشكال دي.

الفتاة بصدمة:
-ليه هو أنا عملت إيه.
زاهر بلامبلاة:
-سمعتي أكنان بيه قال أيه لمي حاجتك ومع السلامة.
قالت له بتوسل:
-انا معملتش حاجة، مش عايزه اترفد.
تحدث بحدة:
-قدمي استقالتك في شئون العاملين ووشك ميتشفش هنا تاني، دخل هو الأخر إلى مكتب أكنان دون أن يبالى بدموعها وتوسلاتها
بمجرد رؤيته لزاهر قال له بغضب:
-مين شغل البت إللي برا.

رد زاهر:
-أنا وقبل ماتقول الكلام إللي أنا عارف هتقوله، البنت لما عملت معاها المقابلة مكنتش كده خالص، دي اتحولت لما عرفت إنها هتشتغل مساعدة السكرتيرة الخاصة عندك، كمل كلامه مبتسما، ليك تأثير مدمر.
زجره أكنان بحدة:
-وكمان بتضحك، إللي حصل النهاردة ميتكررش تاني، وياريت تاخد بالك اكتر المرة جاية.
زاهر بابتسامة:
-تمام وهبقا أبلغ كمان ممنوع اللبس الملفت وغمز بعينيه، وكمان ممنوع النظرات الخاصة.

زفر بضيق:
-احسن كده وياريت تتحط بنود ضمن العقد، رن هاتفه الخاص أخرجه من جيبه ثم قام بالرد، واحشتيني إنتي كمان يابيسان، مرت على وجه زاهر شتى الإنفعالات وهو يسمع ضحكات أكنان ونطق إسمها بدفء.
زاهر خرج صوته حاد:
-هخرج ياأكنان في كام حاجة مهمة هعملها.
أشار له بيديه بمعنى نعم وهو مازال يتكلم على الهاتف.

خرج زاهر وهو يشعر بألم بشع داخل قلبه بمجرد سماعه إسمها، خبط بكلتا يديها على الحائط بعنف شديد لدرجة أدمت أصابع يديه.
نهضت صافي من مكانها مفزوعة وهي ترى مايفعله زاهر.
سألتها بقلق:
-زاهر بيه مالك؟
تحدث إليها بغضب:
-حاجة متخصكيش ويخليكي في شغلك.
قالت بأحراج:
-أسفة زاهر بيه، أكملت كلامها بصوت خافت في داهية
خرج زاهر من المكان وهو يكاد لايرى أمامه.

مر اليوم على زهرة كالكابوس، طوال الوقت بسام ينظر لها بوعيد ويحرك يديه باتجاه رقبته ذهابا وايابا كعلامة للذبح، غير نظرات سماح المهددة، عندما نادت عليها شهيرة وأخبرتها أنه حان وقت الإنصراف شعرت بالحرية أخيراً سوف تتخلص من تهدديهم لها، بمجرد خروجها من باب المقهى تنفست بعمق ومشيت باتجاه منزلها، سمعت صوت خافت بالقرب منها أحنت رأسها للأسفل فرأت قطة صغيرة شديدة البياض كسرت حدت سواد الليل، تمشي بالقرب منها، قالت لها بعطف: شكلك حلو أوي ياخسارة عيشتك في الشارع.

ثم ربتت على رأسها بحنيه، فقامت القطة بتحريك رأسها مستمدة قليل من الأمان من هذه الحركة النادرة التي تلاقيها من بني البشر، قالت بخفوت بلاش كده هتصعبي عليا أكتر، خلي بالك من نفسك تكلمت معاها كأنها شخص مسكين، سلام ياقطة وتحركت، لكن القطة الصغيرة استمرت بالمشي قربها ولم تفارقها، قامت زهره بتجاهلها وأكملت طريقها دون النظر لها،حتى اقتربت من باب منزلها.
قالت زهرة لها:
-وبعدين معاكي، جايه معايا ليه لحد البيت روحي للمكان إللي كنتي عايشه فيه
أخرجت القطة مواء خافت ونظرت لها بتوسل.

شعرت زهرة بالشفقة تجاه القطة ثم قامت بحملها: وبعدين معاكي وبلاش البصة دي، أنا مقدرش أخدك معايا، يدوب بصرف على نفسي وماما بالعافية ومرتبي من الكافيه يدوب بيقضي مصاريفنا ده غير علاج ماما ورعايتي ليها، متجيش انتي وتبصلي كده بلاش تحسسيني بالذنب مقدرش أخدك معايا بلاش مسئولية فوق المسئولية، حركة أصابع يديها بحنيه على فراء القطة، نظرت لها بصدمة، معقولة بس انتي صغيرة أوي ياقطة، يستمر الانبعاج بالتحرك بلطف تحت اصابعها، نظرت لها القطة بعيونها الزرقاء شاهدت زهرة داخل عينيها نظرات خاصة، نظرة رجاء، نظرة توسل، قائلة لها بأكثر لهجات الحيوان تعبيرًا أنا دلوقتي مليش غيرك.

لمعت عينيها بالدموع:
-تعرفي ياقطة بعد البصة دي أنا مقدرش أسيبك وانتي في الوضع ده، خلاص بطلي نونوه أنا هخدك تعيشي معايا، بس أدعي معايا ماما متطردكيش.
فتحت باب الشقة ومشيت على أطراف أصابعها حتى لا تعرف أمها إنها جاءت، دخلت إلى غرفتها وتنفست بسعادة، متقفشتش الحمد لله، بصي ياقطة أنا هسميكي ماشا ماهو مش معقولة هنبقا جيران مع بعض في نفس الاوضة وأقولك ياقطة، من يوم ورايح إنتي إسمك ماشا، هجبلك حاجة تاكليها ومش عايزه أسمع صوتك خالص عشان نبقا حابيب وأصحاب، مفهوم ياماشا هو أنا هقول لماما بس بعدين لما أمهد ليها الأول.

أنتهت زهرة من وضع الطعام لماشا، ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت طعام العشاء لأمها ووضعته على صينية وبجانبه العلاج وكوب من الماء ثم دلفت إلى غرفة غرفتها.
قالت بابتسامة:
-مساء الورد والياسمين.
ردت هدى بابتسامة:
-مساء الورد، أنا سمعاكي جاية من فترة أيه إللي أخرك عليا.
أجابت بلجلجة:
-أبدًا متأخرتش ولا حاجة يدوب غيرت هدومي ودخلت الحمام، يمكن بقا طولت شوية.

سألت سؤالها اليومي:
-عملتي ايه النهاردة في الشغل ومدام شهيرة صحتها أخبارها ايه.
اقتربت زهرة من فراش أمها وهي تجيبها، الحمد لله ياماما، سحبت الطاولة ووضعت عليها صينيه الطعام، صحتها مش عاجبني ومصممة مش تروح تكشف.
هدى:هي بتخاف أوي من المستشفيات والدكاترة من وقت ماجوزها مات، وهو بيعمل عملية تغيير صمام
تنهدت زهرة بكأبة:الله يرحمه وهي من وقتها وعندها فوبيا من المستشفيات، قومي شوية ياماما.

قامت بإسناد أمها لتجلس فوق الفراش ووضعت الطاولة أمامها، رن جرس الباب، أنا هروح أفتح الباب تلاقيها البت ضحى من صوت الجرس إللي مش عايزه تشيل صبعها من عليه، تلاقيهازهقانة وعايزه تقعد معايا شوية، لو احتاجتي حاجة ياماما تبقي تنادي عليا.
هدى بابتسامة:
-سلميلي عليها.
ردت بضحك:
-أنا هجبها لحد هنا ليكي.

قالت بسرعة:
-لااااا متدخلهاش مش بتفصل وأنا عندي صداع لوحدي، خلي السلام من بعيد لبعيد أحسن.
زهرة بهدوء:
-حاضر ياست الكل، خرجت مسرعة من غرفة والداتها فضحى لم تنزع أصبعها عن جرس الباب حتى الأن.
فتحت باب الشقة قائلة بلوم:
-الجرس يابت يتحرق.
دلفت ضحى إلى الداخل مسرعة بدون استئذان
أغلقت الباب، لترى ضحى أخذت اكثر وضع مريح في الجلوس
تنهدت زهرة:
-خلاص قعدتي واستربعتي واشارت بإصبعها بتحذير فى وجه ضحى، صبعك ميتحطتش على جرس الباب تاني بعد كده تخبطي.

مدت ضحى يديها وتناولت خياريه من على الطبق الموضوع بجانبها، تكلمت وفمها ممتلئ حاااضر
زهرة وهي تتنهد بصوت مسموع:
-ماهو كل مرة تقولي حاضر وبردو تهببي نفس العاملة.
ردت بابتسامة:
-حاضر يازهرة مانتي عارفة إني بنسى، خلينا في المهم، تعالي اقعدي جنبي عشان عايزه أتكلم معاكي في موضوع مهم.

قطبت زهرة بين حواجبها:
-موضوع ومهم ثم قالت بهزار، اوعي تقولي جيبالك عريس.
شرقت ضحى، وأشارت لها وهى تسعل لتضربها خلف ظهرها وعندما إنتهى السعال، قالت ضاحكة:عريس مين هيجيلك وانتي عاملة زي الواد بليه.
زهرة بغضب:
-بت إنتي لمي نفسك بدل مااطردك برا.

حاولت ضحى تلطيف الأجواء عندما شاهدت احمرار وجهها فعرفت انها تمادت واهانتها، فشكلها ومظهرها خط أحمر، مكنتش اقصد عدي كلامي هما كلمتين بايخين وطلعو مني كده وهاتي راسك ابوسها. أبعدت رأسها فهي تشعر بالغضب منها
قالت ضحى بتوسل:
-مكنتش أقصد يازهرة بهزر معاكي، خلاص سماح المرة دي.
زهرة تكلمت بحدة:
-خلاص ياضحى مش زعلانه، قوليلي بقا كنت عايزاني في أيه عشان بجد تعبانة وعايزه أنام.

ردت ضحى:
-هقولك أهو أحمد اتصل باخويا وقالو يكلمني.
بمجرد ذكر إسم احمد شعرت بغصة في قلبها، سألت بصوت مرتعش:
-وبعدين
أجابتها ضحى:
-كان عايز نمرة تليفونك.
شعور بالصدمة تملكها، بعد مرور عدة سنوات، كلف نفسه عناء محاولة الاتصال بها:وردك كان إيه.
أجابت ضحى: طبعا رفضت، قولت هقولك الأول لو وافقتي هديله الرقم أديله الرقم ولا لأ.

ردت بصوت مرتعش:
-لا مش عايزه ياخد رقمي مش عايزه أي اتصال بيه.
ضحى بتردد:
-بس يازهرة هو عايز يكلمك إنتو كنتو.
قاطعتها بغضب:
-إحنا مكناش حاجة.
قالت ضحى مهدئة:
-بس هو باين عليه ندمان وعايز
كفايه ياضحى مش عايزه أسمع سيرته وبقولك أهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري.

خلاص يازهرة إللي يريحك أنا كنت عايزه مصلحتك عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة، إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال:
-زهرة الطفلة ماتت بسببه، هو السبب أني أبقا كده زهرة البشعة من برا وجوا، خلاني انسانة شبه ميته ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه.
ردت زهرة بإنفعال:
-زهرة الطفلة ماتت بسببه، هو السبب أني أبقا كده زهرة البشعة من برا وجوا، خلاني انسانة شبه ميته ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه.
قالت بحزن:
-خلاص يازهرة مش هجيب سيرته تاني، بس أنتي من حقك تعيشي سنك، تعيشي حياتك هتفضلي لحد أمتى عازلة نفسك عن الدنيا.

همست بألم نابع من داخل قلب مشوه:
-عشان اللي زيي مش حقهم يعيشو زي بقيت الخلق، بصي حوالينك كويس شايفة الشقوق إللي في الحيطان، إنتي عارفة أن الشقوق دي مظهرتش إلا لما سندي وضهري مات، أنا مختلفش كتير عنها عشان إحنا الاتنين واحد مفيش فرق بينا وجاه أحمد وكمل عليا وبقيت بقايا إنسانة ومبقاش من حقي أعيش حياتي من المسؤوليات إللي اترمت فوق كتافي وقلقي المرعب إني في يوم أتعب ومقدرش أشتغل وملقيش فلوس علاج أمي وملقيش فلوس أصرف.

نظرت ضحى بحزن لها وقبل أن تتحدث
قالت زهرة مقاطعه:
-ملهوش لزمة الكلام أنا تعبانة وجسمي مهدود من الشغل وعايزه أنام.
 عندك حق يازهرة، قبل مامشي عايزاكي متزعليش مني وتصبحي على خير.
ردت عليها بحزن:
-وانتي من أهل الخير.

وقبل أن تخرج ضحى نادت عليها زهرة قائلة وأنا عمري ماهزعل منك أبدًا إحنا أكتر من اخوات.
إبتسمت ضحى وأعطت لها قبلة على كف يدها عن طريق الهواء ثم خرجت، وأغلقت باب الشقة خلفها.

رسمت زهرة على وجهها الابتسامة ودخلت على غرفة أمها لكي تطمئن عليها وعندما أنتهت دلفت إلى غرفتها، وذهبت إلى مكتبها الصغير أخرجت منه كتاب قديم وفتحته متأمله الزهرة الجافة المندسة بين طيات صفحاته الصفراء، قربتها من انفها في محاولة عقيمة لاستنشاق رائحة ذكريات أول وأخر حب.

الدموع لمعت في عينيها وحدثت نفسها بهمس: حياتي وأنت بعيد عني مكنتش حياة، كان نفسي أنساك زي مانستني بس مقدرتش، أيه اللي فكرك بيا بعد السينين دي، فاكرني أول ماتشاور وتقول انا أهو هرمي نفسي في حضنك زي الأول، مستحيل إللي انكسر يتصلح حبيبي، سقطت دموعها على صفحات الكتاب تاركة علامات معاناتها، كان نفسي أرمي نفسي حضنك عشان أرتاح، بس مهنش عليك تريحني وسبتني في القهر والحزن بعاني لوحدي
شردت زهرة مع ماضيها، تحديدًا منذ أربع سنوات عندنا كانت فى السادسة عشر من عمرها.

نظرت زهرة إلى والدها بتوسل وهي تقوم بتقبيله بين التارة والأخرى، قائلة بإلحاح:
-عشان خاطر زهرتك حبيبتك وافق، هو أنا من أمتى بخرج مع حد من صحابتي وتقوم بتقبيله، إحنا إتفقنا كلنا مع بعض، بعد مانخلص أخر إمتحان في امتحانات أخر السنة هنخرج مع بعض ونروح المنتزة.
فؤاد برفض:
-وأنا قولتلك لأ عايزه تروحي المنتزه يابت فؤاد.

زهرة قالت متوسلة:
-أول وآخر مرة هقولك أخرج تاني وأنا مش هخرج لوحدي، هنكون كلنا بنات مع بعض وافق عشان نفسي تتفتح على ورقة الإجابة واجاوب كويس، أنت مش عايزني أطلع دكتورة ولا إيه.
رد بسرعة:
-طبعا عايزك تطلعي دكتورة، دي أمنية حياتي، الناس تناديني بأبو الدكتورة.

يبقا بلاش تزعلني، أصل الزعل ممكن يبقا وحش عليا ويطلع في ورقة الإجابة، وافق بقا ياسيد الكل
قال فؤاد:كله اللي زعل اللي هيتنقل لورقة الإجابة، خلاص انا موافق.
قفزت زهرة من السعادة وتعلقت برقبة والدها وأنهمرت عليه بالقبلات:
:ربنا يخليك ليا يأحسن وأطيب أب في الدنيا دي كلها.
قال بابتسامة:
-متتأخريش.
ردت بسرعة:
-حاااضر.

ثم خرجت مسرعة وأغلقت الباب خلفها.
بعد الإنتهاء من الإمتحان، اجتمعت جميع زميلاتها خارج المدرسة.
قالت رشا:
-إحنا كنا متفقين هنروح المنتزه مع بعض، مين هتروح ومين مش تروح ومين بالأصح أهلها وافقو على رحلة المنتزه.
ردت زهرة:
-أنا هروح طبعا.
رشا تحدثت بعدم تصديق:
-أنتي يازهرة، ده إنتي كنتي أول واحدة قولت أهلك هيرفضو.
رشا قالت للجميع:
-يلا يابنات ناخد تاكسي عشان نلحق اليوم من أوله وكل واحدة ترجع بيتها قبل مالدنيا تضلم.

وداخل حدائق المنتزه، أنزوت زهرة بعيدًا عن الشلة تتأمل بإنبهار المكان حولها النباتات وأحواض الزهور النادرة والبحر الذي يوجد على مرمى البصر، سرحت مع الجمال الذي تراه لأول مرة.
فاقت من شرودها مصدومة على صوت يهمس أسمها، فهذا الصوت ليس غريب على قلبها فقد سمعته العديد من المرات، ألتفتت خلفها لتتأكد، هتفت بذهول:أحمد.

رد بابتسامة:
-ده إنتي عارفة أسمي.
أحمرت خدودها خجلا، قالت بلجلجة:
 أااه لا
نظر لها وابتسم:
-أه عارفة إسمي وأنا كمان عارف إسمك، تعالي نقعد على الكرسي اللي هناك.
قالت زهرة بخجل:
-مينفعش وإحنا أصلا منعرفش بعض.

نظر لها بحب:
-إحنا نعرف بعض كويس ومن زمان، تعالي نقعد عشان في كلام كتير عايز اقولهولك.
سألت وهي تشعر بالخجل والتوتر:
-بس مينفعش.

إحنا هنقعد قصاد الكل وبصراحة أنا مصدقت اشوفك واقفة لوحدك، بصراحة وجودي هنا مش صدفة، أنا استنيت اليوم ده من زمان، اليوم إللي تخلصي فيه آخر سنة عشان أقابلك واتكلم معاكي وأقولك حقيقة مشاعري ناحيتك.
نظرت له غير مصدقة نفسها، مردده بهمس خجول: أناااا اناا
أجابها بابتسامة:
-أنا بحبك.

هزت رأسها عدة مرات غير مستوعبة حظها السعيد:
-أنت بتتكلم بجد ولا بتضحك عليا.
نظر له بتأنيب:
-انا مش بتاع الهزار، أنا بتكلم جد الجد، بحبك يازهرة واستنيت اللحظة دي كتير
شعرت زهرة بارتخاء في مفاصل قدميها، اهتزت في مكانها وكادت تقع، لولا ضمه له وإسنادها، تحرك بيها عدة خطوات واجلسها على اقرب كرسي.
سأل بلهجة يشوبها القلق:
-أنتي كويسة.

همست بخفوت:
-انا كويسة.
نظر لها مبتسما:
-طب كويس عشان في كلام كتير عايز اقولهولك.
سألت بهمس:
-كلام إيه.
نظر لها بحب:
-عايز أقولك كلام كتير نبتدي بأول مرة شوفتك فيها لما كنتي في سنة اولى ثانوي، طبعا إنتي عارفة إنا شوفتك إزاي.
هزت رأسها بالايجاب قائلة:
-شباك أوضة نومك قصاد شباك فصلي.

كمل حديثه:
-ومن حسن حظي إنك قاعدة جنب الشباك علطول، أول مرة شوفتك شدتي انتباهي ومن يومها وانا كل يوم لزم اشوفك، أول مرة أه من أول مرة ثم ضحك بصوت عالي.
سألت بفضول:
-ايه اللي ضحكك بخصوص اول مرة شوفتيني فيه، هو أنت شوفت أيه بالظبط.
قال ضاحكا:
-أصلك كنتي ماسكة بنت في الفصل وقاعدة فوقيها ومشغلة فيها الضرب.

استغرقت عدة ثواني حتى تذكرت وضعت كف يدها بخجل على فهما: يانهار ده أنا كان منظري، بس البت تستاهل إللي حصل معاها على فكرة.
نظر لها مبتسما:
-ما أنا عارف اصل شوفت كل حاجة لما حاولت توقعك وانتي داخلة من باب الفصل، أصل الرؤية من اوضتي واضحة أوي وبشوف كل حاجة بتحصل فيه، ومش أنا اللي كنت متابع، إنتي كمان عينيكي مكنتش بتتشال من على شباك اوضتي.

همست بخجل:
-أه ومش عارفة ليه.
رد قائلا:
-ولا أنا بردو في الأول، لحد ما تأكدت من حقيقة مشاعري وأنتي يازهرة مشاعرك إيه من ناحيتي.
لم ترد عليه وظلت صامته والاحمرار يغزو وجهها
أراد احمد مرواغتها لتخرج من صمتها:
-أفهم من كده انك مش بتحبيني.

قالت بلهجة سريعة:
-لا طبعا شعرت بالخجل من ردها السريع.
احمد بإلحاح أكثر:
-عايزه أسمعها منك.
تحت إصراره همست بخجل:
-وأنا كمان بحبك.
هتف بسعادة:
-اخيرًا، بصي بقا يازهرة أول مانتيجة إمتحانك تطلع هجي أتقدملك علطول.

انعقد لسانها عن النطق فما يحدث الآن كان أقصى أحلامها، إن يأتي اليوم وتفوز بحبه، هزت رأسها غير مصدقة حظها السعيد، فمعظم زميلاتها في الفصل كانا يتمنيا نظرة واحدة منه فهو حلم معظم الفتيات كما كان حلمها.
تحدث بجدية:
-قولتي أيه؟
ردت بخفوت:
-موافقة.

نهض أحمد من مجلسه واقترب من شجرة توجد بالقرب منهم ونحت عليها أسمائهم، سألت نفسها ماذا يفعل، وعندما إنتهى نادى عليها، زهرة تعالى.
امتلكها الفضول لرؤية ماذا كتب وعندما رأت مانحتت يداه عيناها لمعت بدموع السعادة.
عقد بين حاجبيه بعبوس:
-أنتي زعلانة عشان كتبت أسمي وأسمك على الشجرة.

هزت رأسها بالنفي قائلة بتأثر:
-لا أبدًا أنا فرحانة وفرحانة أوي.
أرتسمت على وجهه ابتسامة:
-ممكن اطلب منك حاجة وبلاش تقولي لأ.
همست بخجل:حاجة إيه.
قال بهدوء:عايز اتمشى معاكي على البحر.
ردت بخفوت:ماشي.

ليمشي كلاهما بالقرب من بعض دون كلام مستمتعين بمشاهدة مياة البحر الصافية.
لفت انتباه زهرة مبنى مضئ بالألوان، رأى احمد نظراتها المتسائلة فقال:
-ده كازينو السلاملك من معالم المنتزة المميزة.
تحدثت زهرة بفضول:
-وده شكله من جوا عامل ازاي
اوعدك يازهرة لو جبتي مجموع كبير، هخليكي تدخليها من جوا.

هيام عندما رأتهم قالت بذهول:
-انا مش مصدقة اللي أنا شايفه.
رشا بفضول:
-مش مصدقة ايه.
أشارت هيام إلى احمد وزهرة، بصي هناك.
تحدثت رشا بغيرة:
-هو ده بجد واقف معاها وكمان بيضحك وشكلهم مبسوط.
هيام بتفكير:
-باين في حاجة بينهم.
تفي من بؤك بقا المعفنة دي يبصلها واد مز زي أحمد
هي الغيرة اشتغلت ولا أيه
ردت عليها رشا نافية:
-وهغير من أيه؟

أجابتها وهي تغمز بأحد حاجبيها:
-عليا بردو الكلام ده، ده انتي عيونك عليه من زمان ياروشا.
رحلة المنتزه إنتهت ولم تخبر زهرة أي من زميلاتها باتفاق احمد أنه سيأتي لخطبتها بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة.
عندما أنتهى أكنان من مكالمته مع بيسان، أبلغ السكرتيرة أنه يريد زاهر الآن في مكتبه في أمر هام
بعد عدة دقائق دلف زاهر إلى المكتب.

تحدث زاهر متسائلا:
-أيه الموضوع المهم إللي خلاك تجبني هنا المكتب بسرعة.
رد عليه أكنان بهدوء:
-هنروح المطار دلوقتي.
زاهر باستفسار:
هتسافر؟ وليه؟
رد أكنان:
-مش هتسافر، هستقبل بيسان في المطار.
صدم الخبر زاهر وهز مشاعره بعنف:
-أزاي وهي في أمريكا.
رد أكنان:
-قالت تعمله مفاجأة لينا، يلا بينا عشان نلحق الطيارة إللي على وصول.

في المطار
مسك زاهر أنفاسه عندما رآها تقترب، أراد في هذه اللحظة أخذها في حضنه وأخفائها داخل ثنايا قلبه لتبقى هناك إلى الأبد، فقد أشتاق لها تحول الاشتياق إلى غضب عارم عندما رأه خلفها، قبض كف يده بعنف حتى أبيضت سلاميات أصابعه.

بمجرد وصولها قربهم، رمت نفسها في حضن أكنان قائلة بابتسامة:
-واحشتني أوي وقامت بتجاهل زاهر ولم تلتفت له.
رد عليها بلهجة دافئة:
-وأنتي كمان واحشتيني أوي، بس أيه المفاجأة الحلوة، هتقعدي المرة دي أد أيه.
بيسان بابتسامة:
-هقعد علطول مش هرجع تاني.

قال كريم متصنع الزعل:
-هو انا مليش نصيب من الترحيب.
أكنان: لا طبعا، عامل أيه ياكريم وعمي والعيلة عاملة أيه.
كريم:
-كله تمام ثم تحدث إلى زاهر وهو يبتسم أزيك يازاهر.
رد عليه زاهر بلهجة فاترة:
-كويس.
قالت بيسان بابتسامة:
-كريم صمم يوصلني وهيقعد معانا يومين.
تحدث كريم بحب:
-لزم أوصلك وأطمن. عليكي أنتي غالية عندي اوي.

أكنان متصنع الغضب:
-الكلام ده قصادي ومش خايف
اتسعت ابتسامة كريم:
-ماأنت عارف إللي فيها يأخ.
مسكت بيسان يده مبتسمة في وجهه: وأنت كمان ياكريم مش عارفة لولاك كنت هعدي فترة دراستي وأخد الدكتواره من غير مساعدتك أزاي، ربنا يخليك ليا.
كريم بابتسامة:
-ويخليكي ليا.

كاد زاهر أن يفقد أعصابه ويلكم كريم على وجهه، فلو استمرو بالكلام اكثر من هذا الموقف سوف يصبح خارج نطاق سيطرته، فخرج صوته حادا:
-يلا بينا عشان نجم بيه منتظر.
قاد زاهرالسيارة بسرعة حتى وصل أمام بوابة القصر
وفي الداخل أستقبلت بيسان بالترحيب من جميع العاملين وكان في أستقبالهم نجم بيه (النسخة الكبيرة في السن من أكنان)
هرولت بيسان مسرعة باتجاه والدها وقامت بتقبيله: -واحشتني.

نجم بابتسامة:
-وأنتي كمان واحشتيني كتير بس أيه المفاجأة الحلوة كريم جي معاكي.
غمزت بعينيها ثم قالت:
-مفاجأة بردو، أومال لو مش الاخبار بتوصل اول بأول.
كريم بابتسامة:
-عديها يابيبي نخليها مفاجأة المرة دي، إزيك ياعمي.
حدث زاهر نفسه بغضب، بيبي وهي ولا معابرني حتى بكلمة، فين أيام زمان لما كنتي عاملة زي اللزقة معايا.
نجم بابتسامة رصينة:
-الحمد لله والصفقة الجديدة أخبارها أيه.

كريم:
-أهو شغالين فيها أنا وبابا.
قطبت بيسان جبينها بعبوس:
-علطول كده شغل مفيش راحة، باين الواقفة هتتحول لقعدة بيزنسس طيب تمام أسيبكم وهطلع لجدتي أسلم عليها عشان واحشتني أوي سلام.
تحدث نجم بجدية:
-يلا بينا ياكريم على مكتبي.
أكنان:
-همشي انا وأسيبكم تتكلمو براحتكم.

دلف نجم وكريم إلى داخل المكتب ومشى أكنان باتجاه الخارج ولكن لم يرى زاهر بجواره كالمعتاد وعندما التفت وجده واقف مكانه لا يتحرك عينيه مسمرة على درجات السلم.
عبس أكنان للحظات ثم نادى عليه:
-زاهر
فاق زاهر من شروده على صوت أكنان: نعم وفي خلال ثواني كان بالقرب منه.
سأل أكنان:
-أيه إللي واخد عقلك.

رد زاهر مدعيا اللامبالاة:
-مفيش حاجة بس كنت بطمن أنه كله تمام.
غمز أكنان وقال بخبث:
-ماتيجي نسهر برا.
رد زاهر بلهجة فاترة:
-نفس المكان.
أكنان قال بحماس:
-أه.

-مفيش غيره ماتنوع شوية.
-يلا بينا احنا حننبسط هناك ولا خايف اكسبك واكل الجو زي كل مرة.
-مكسبك كل مرة حظ مش أكتر.
أكنان بلهجة مغيظة:
-دي حجة الخسران.
قطب زاهر جبينه بغيظ:
-يلا بينا وهوريك مين فينا هيكسب.
قرر الذهاب معه، حتى ينسى مؤقتا ألم قلبه.

أستيقظت زهرة مصابة بصداع شديد، فهي ظلت معظم الليل مستيقظة مع ذكرياته، نهضت من فوق الفراش بصعوبة، فهي تريد وضع رأسها مرة أخرى على الوسادة لتكمل نومها، لكن النوم الأن رفاهية غير مسموحة لها، يجب عليها النهوض حتى لا تتأخر على ميعاد العمل.
أنتهت من ارتداء ملابسها في وقت قياسي وقامت بأعداد الافطار لولدتها وأعطتها الدواء.

وقبل خروجها من باب الشقة، تذكرت مماش نسيتها تمام لم تسمع صوتها مطلقا عندما أستيقظت دب القلق في داخل قلبها فهرولت إلى داخل غرفتها مسرعة تبحث عنها وجدتها في ركن منزوي لا تتحرك، شعرت بالرعب من منظرها هذا أقتربت منها، هزتها برفق لم تتحرك ولكن اخرجت صوت خافت متألم.
نظرت لها زهرة برعب:
-مالك فيكي أي، رأت في عيينها لمعة الدموع، كأنها تشتكي لها، حملتها زهرة على ذراعيها وخرجت بيها مسرعة.

داخل المستشفى البيطري الحكومية وفي داخل حجرة الشكف.
قالت الطبيبة:
-القطة حالتها صعبة وأحتمال كبير أنها تموت، أحنا ممكن نعمل ليها موت رحيم.
تألمت زهرة من أجلها ماشا، ردت عليها برفض:
-لا
تحدثت الطبيبة بعملية:
-ده الارحم ليها ولو عاشت الفترة دي، هتموت وهي بتولد عشان جسمها الضعيف وسنها الصغير مش هيتحمل الولادة، أنا عملت ليها سونار وهي حامل في قطين مع أن نادر ان القطة تحمل في اتنين وبالرغم من حملها في اتنين بس ده مش هيساعدها.

زهرة لمعت عيناها بالدموع من أجلها فقالت برجاء:
-أرجوكي يادكتورة مفيش حل تاني غير الموت الرحيم، أنا مستعدة اعمل أي حاجة.
شعرت الطبيبة بالعطف:
-خلاص أنا هكتبلك شوية فتيامات ليها واهتمي بتغذيته كويس وقبل ماتمشي هتاخد شوية تطعيمات.
ردت زهرة:
-شكراا واتجهت للخارج
نادت عليها الطبيبة:
-ثواني.

التفتت لها زهرة:
-نعم.
قالت الطبيبة بابتسامة:
-خدي الكارت ده فيه نمرة تليفوني، لو احتاجتيني بخصوص ماشا أتصلي بيا.
زهرة بامتنان:
-شكرًا ليكي أوي يادكتورة.

وخرجت زهرة وهي تحمل ماشا برقة. ...همست لها بخفوت:
-أنتي سارقتي قلبي ومش هتموتي وهتعيشي وتشوفي ولادك، عندما نظرت الى ساعتها وجدتها الثامنة والنصف، هتفت بذعر: ياااه أنا أتاخرت على الشغل ومش هلحق أروحك البيت، مفيش أني أخدك معايا الكافية، بس يارب مادام شهيرة متتعصبش عليا.
سهر أكنان وزاهر حتى منتصف الليل وقضي ليلتهم في الفندق، أستيقظ أكنان مصاب بالصداع.

عقد جبينه من شدة الالم:
-الصداع هيفرتك دماغي.
رد عليه زاهر بلوم:
أنا نصحتك وقولتلك كفايه سهر، بس أنت صممت تعوض خسارتك، ليقول مبتسما واخيرًا بعد طول إنتظار كسبتك في البلياردو.
تحدث أكنان بغضب:
-بؤك ده ميتفتحش باللي حصل.
زاهر بابتسامة ماكرة:
-سرك في بير عميق،أنت عارف محتاج أيه دلوقتي
قال أكنان بعبوس:
-محتاج ايه؟

زاهربابتسامة:
-محتاج فنجان قهوة، هو اللي هيظبطلك دماغك، أنت مش بتيجي غير بكده
وعند ذكره لكوب القهوة المعتاد تناوله بمجرد أستيقاظه، مر على خاطره ذكرى فنجان القهوة الذي أستمتع بشربه في هذا الكافيه المتواضع،فقال باشتهاء يلا بينا.
سأل بفضول:
يلا بينا فين؟
رد أكنان:
-الكافيه اللي كنا فيه امبارح، هشرب قهوتي هناك.

إغاظة قائلا:
-مانت قولت مش بطال، دلوقتي بقا حلو.
أكنان بضيق:
-بلاش تضايقني أنا قولت يلا بينا يبقا يلا بينا
زاهر:
-خلاص متتعصبش عليا، أنا تحت أمرك.
داخل المقهى وعند أول رشفة من فنجان القهوة عبس أكنان بغضب:مش نفس الطعم
رد أكنان بهدوء:
-طبعا مش نفس الطعم، عشان مش نفس البنت، بنت تانية هي اللي عملت القهوة.

ظهرت ملامح الغضب على وجهه:
-ومادام مش هي، ليه متكلمتش.
أجابه بلامبلاة:
-قولت اكيد هيبقا نفس طعم عشان في نفس المكان.

شعر بالغضب بسبب ردائة ماتذوقه عكس ماكان ييتوق: لآ مش نفس الطعم، الفرق بين السما والأرض، روح قول للمدير أنا عايز نفس البنت بتاعت إمبارح.
ذهب زاهر كما طلب منه
نهض آكنان من مجلسه مصابًا بالإحباط، أخذ يتجول في المكان.
وصلت زهرة متأخرة أكثر من ساعة على الموعد المحدد، هرولت إلى الداخل مسرعة حاملة ماشا، غير منتبهة للشخص الواقف في طريقها لتصدم بيه، كادت تقع لولا اسناده لها.

نظرًا لطول قامته اضطرت لرفع رأسها لتعتذر له، لتتفاجئ إنه الوسيم ذو البدلة السوداء وبدل أن تعتذر له وجدت نفسها تقول بعفوية:
-أنت عامل كده ليه؟
لابس نظارة شمس ليه جو الكافيه، على فكرة شكلها مش حلو.
نظر له بدهشة متفاجئ من كلامها الغير مترابط:
-أنتي عبيطة.

أستوعبت زهرة ماقالت، فشعرت بإحراج شديد وعندما سمعت رده واصفًا إيها بالعبط شعرت بالإهانة، وبعصوبة بالغة تحكمت في أعصابها لكي لا تتصرف بغضب وتندم بعد ذلك، تحدثت بثبات: أنا أسفة لحضرتك ثم مشيت وهي تكاد تجري من أمامه، أخذت ترغي وتلعنه بخفوت.
لأول مرة منذ مدة طويلة تمر شبح ابتسامة على وجهه وعندما رأى زاهر قادمًا تجاهه بادر بسؤاله:
-فين البنت؟

-هي مكنتش لسه جيت.. بس وصلت دلوقتي
-وهي فين؟
رد زاهر:
-البنت إللي دخلت جري دلوقتي تبقا هي البنت بتاعت قهوة إمبارح، حصل ايه خلاها تدخل جري.
تحدث بلامبلاة:
-محصلش حاجة.
زاهر بعدم تصديق:
-مش باين بس براحتك لو عايز تقول هتقول.
بمجرد دخول زهرة وجدت شهيرة أمامها
وقبل أن تفتح فمها بالكلام، شهيرة قالت بسرعة:
-هنتكلم بعدين عايزه واحد قهوة أسبريسو بسرعة.

زهرة وهي تتنفس بسرعة:
-حاضر، وضعت ماشا على الأرض، فنظرت لها شهيرة بذهول غير مصدقة وجود قطة داخل المقهى ولكنها لم تتكلم ستنتظر انتهائها من أعداد القهوة أولا.
بمجرد وضعها ماشا في الركن غسلت يديها وارتدت ملابسها بسرعة قياسية، وقامت بتحضير القهوة وأخذت منها سماح كوب القهوة ووضعتها على صينية وذهبت لتقديمها.

انتظرت شهيرة حتى إنتهت من إعداد القهوة فقالت بلوم:
-جايه متأخرة وكمان جايبة معاكي قطة.
زهرة باعتذار:
-أنا أسفة مدام والله غصب عني، ماشا كانت تعبانة ورحت كشفت عليها وتأخرت.
ومن أمتى وأنتي عندك قطة؟
-دي قطة لقيتها وتعبانة اوي وحامل قولت أكسب فيها ثواب واكشف عليها بدل ماتموت.

شعرت شهيرة بالعطف لكنها ردت قائلة:
-أخر مرة تتأخري فيها يازهرة وكمان وأخر مرة تجيبي القطة دي هنا تاني.
زفرت زهرة بارتياح:
-أنا مش عارفة اقولك أيه غير ربنا يبارك فيكي.
شهيرة قالت بحزم:إللي حصل ميتكررش تاني.
هزت رأسها:
-حاضر مدام.

عند طاولتهم كان الصمت سيد الموقف، أكنان شارد مع فكرة سيطرة على أفكاره وزاهر شارد في ظهور بيسان المفاجئ وقرارها بالبقاء، فهو في كل مرة كانت تأتي إلى مصر يبتعد نهائيًا حتى تعود، أما الأن ماذا سيفعل مع بقائها الدائم واللقاء بينهم محتوم في أي وقت.

تناول أكنان قهوته في صمت وعندما إنتهى، قرر تنفيذ مايريد، فقال بتصميم:
-أنا عايز البنت دي.
زاهر لم يستوعب كلامه:
-بنت مين؟
تحدث بتصميم أكثر:
أنا عايز البنت بتاعت القهوة.
زاهر فاغر الفاه مصدوم:
-ها أنت بتقول أيه؟
( صغير يا هذا القلب وكبرت من الألم)
تحدث بسام بصوت جهوري:
-ماهي كوسة هنا في الكافيه.
جعلها تنتفض مذعورة تاركة ماتفعله.
التفتت له متسائلة بضيق:
-خير يابسام، حدثت نفسها متمتمة، هو اليوم باين من أوله، الهمني الصبر يارب.

رد عليها بتهكم:
-كل خير طبعا.
ردت عليه بحدة:
-خلاص مادام كل خير، أمشي من هنا عشان أشوف شغلي.
بسام بسخريه:
-ده أحنا طلع لينا صوت وبقينا نتكلم بثقة، أوعىي تكوني فاكرة إللي شوفتيه هيخليكي تلوي دراعي.
أصابها التعب مما يحدث معاها فقالت ببرود:
-أنا مش هتكلم وأقول حاجة، إللي بيحصل بينكم شئ ميخصنيش وانتو إللي هتشيلو ذنبه مش أنا، أنا علطول ماشية جنب الحيط ومش بتاعت، مشاكل فخليك متأكد إني عمري ما هتكلم خالص ولا أقول لحد من أهلها.

بسام نظر لها بقسوة:
-وإنتي تعرفي أهلها منين؟
ردت زهرة بترددة:
-اخواتها شوفتهم كام مرة هنا في الكافيه، مش هتكلم خالص صدقني و شيلني من دماغك بقا.
بسام ضحك بسخرية:
-ماأنا متأكد إنك مش هتفتحي بؤك خالص بعد اللي هقوله ليكي.
عقدت بين حاجبيها بعبوس:
-تقصد إيه بكلامك؟
أجابها بنبرة غليظة:
-قصدي أنا إللي بقيت لوي دراعك، لو مسمعتيش كلامي هفضحك.

زهرة تشنج جسدها بانفعال، عندما سمعت كلامه، سألته بقلق:
-أيه الكلام اللي بتقوله ده؟ وفضيحة أيه إللي بتتكلم عليه؟
أخرج بسام من جيبه عدة أوراق ووضعها أمام عينيها ضاحكًا بسخرية:
-بصي كويس عارفة دول يبقوا أيه.
سألت بعدم فهم:
-عارفة طبعًا، ودول أيه علاقتهم بالكلام إللي بتقوله.

ابتسم بسام بشماته:
-ما الكام ورقة دول إللي هلوي بيهم دراعك.
تنهدت بارتياح لوهلة، أعتقدت أن سرها انكشف ثم تملكها القلق مرة أخرى قائلة له:
-جيب من الأخر يابسام تقصد أيه بكلامك؟
بسام بابتسامة خبيثة:
-دول فواتير إنتي مضيتي عليهم.
سألت زهرة بحيرة:
-وهما بيعلمو معاك أيه أصل، مش المفروض يكونو في مكتب مدام شهيرة.

تحدث بسام ببطء شديد:
-اه ما أنا هحطهم بس بعدين.
زهرة بضيق من تلاعبه معها:
-هات من الآخر.
رد عليها بهدوء:
-بص ياأخ زهرة الفواتير دي مضروبة.
زهرة بصدمة:
-فواتير أيه اللي مضروبة، أمسكت الفواتير من يده ونظرت فيها بتمعن قائلة الفواتير سليمة.

رد عليها بابتسامة صفراء:
-مضروبة عشان أًصل الأسعار معايا، عندك البن اليمنى العشرين كيلو مكتوب عندك في الفاتورة تلات تلاف وفي الأصل من المصنع بألفين ونص بس وعندك كل الأنواع متزود عليها في الفلوس من خمساية ل ألف والفواتير بأمضتك.
زهرة نظرت له بصدمة:
-إزاي؟
-أزاي دي سر المهنة، يعني بؤك ده هيتقفل نهائي.
زهرة بانفعال:
-دي سرقة بأسمي، أنا هقول لمدام شهيرة ثم تحركت ناحية الخارج،

وقبل خروجها أمسكها بسام بعنف ..قائلا ببرود:
-وإنتي متوقعة إنها هتصدقك، لما تكتشف أن السرقة دي بقالها شهور أول ما أديت لكي الأمان وخلتك المسئولة عن إستلام أي طلبية بخصوص الكافية وأقل حاجة تعملها إنها تبلغ عنك.
نظرت له مذهولة هل السيدة شهيرة من الممكن تصديق هذا وتقوم بالتبليغ عنها، لما لا فالفواتير بإمضائها، سألته وهي تشعر بالإنهيار، أنت ليه بتعمل معايا كده، أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده.

رد عليهابحقد:
-هو حظك إللي خلاكي تشتغلي هنا في الكافيه، بعد ماكنت الكل في الكل جيت واحدة زيك ولا تسوى تشد البساط من تحت رجلي.
قالت وعيناها لمعت بدموع الظلم:
-بس ده مش ذنبي.
رد عليها ببرود:
-ذنبك عشان اخدتي مكاني.
-ليه دلوقتي جاي تقولي والسرقة بقالها شهور بأسمي.

هو أنا مكنتش ناوي أقول وقلت إنتي ونصيبك تكتشف المدام السرقة وتتحاسبي و يبقا أنا خسرت الواجهة إللي بسرق بأسمها أو تفضل على عماها... بس إللي خلاني أقولك إللي حصل امبارح واتأكد أن بؤك ده مش هيتفتح تاني، سلااااام يا أخ وقبل خروجه، اه نسيت أقولك نصيبك هيبقا محفوظ في الطلبية الجايه.

بمجرد خروجه انهارت جالسة على الأرض، تخفي وجهها بكلتا يديها متمتمه ببكاء: يالهوي أروح أقولها ولا مش أروح، أعمل أيه في المصيبة دي، أهدي كده يا زهرة وفكري بالعقل، لو رحتي تقولي لمدام شهيرة على إللي بيحصل ممكن مش تصدقك وممكن تصدقك، بس مفيش مجال إنها تتهمك عشان إنتي مش لوحدك إللي هتروح في الرجلان، نهضت من على الأرض وعينيها لمعت بالعزيمة فهي ستحاول إيجاد حل لتخرج نفسها من هذه الورطة.

تقصد أيه بأنك عايزها، دي مش من نوعك خالص، فرق السما والأرض بين البنات اللي تعرفهم.
قطب بين عينيه قائلا بهدوء:
-مش ده إللي أقصده.
رده أثار فضوله:
-اومال أيه إللي أنت عايزه منها.
 هكون عايز أيه من واحدة زي دي يازكي.
ماهو أنا لو عارف مكنتش سألت.
نظر أكنان إلى فنجان القهوة ومرر ابهامه على حوافه بهدوء مستفز.
هتف زاهر مستوعبًا:
-عايزها تعملك القهوة صح الكلام.

نظر إليه قائلا بلهجة حازمة:
-صح الكلام أنا عايز البنت دي تعملي قهوتي أول ما اصحى من نومي وكمان في الشركة.
 بس أنت عندك طقم طباخين على أعلى مستوى وبشهادات خبرة على مستوى عالمي، ليه البنت دي بالذات.
رد عليه أكنان بحدة:
-قهوتها عاجبتني، روح يلا كلمها وأعرض عليها أضعاف أضعاف إللي بتاخده هنا، أنت لسه قاعد، يلا يا زاهر روح اتفق معاها دلوقتي.

قام زاهر من مجلسه وتوجه إلى حيث توجد زهرة.
زاهر مناديا اياها عندما لم ترد عليه من أول مرة
-يا أنسة.
زهرة ردت بشرود:
-نعم حضرتك.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-عايزك في شغل.
زهرة بعبوس:
-شغل أيه إللي عايزني فيه؟
رد عليها بلهجة عملية:
-هو عرض شغل مغري عند أكنان بيه.
زهرة باستفسار:
-عرض ايه ؟

تحدث زاهر:
-هتسيبي المكان هنا وهتشتغلي عند أكنان بيه هتعملى ليه القهوة بتاعته ثم قال لها رقم مرتب خيالي لم تكن تحلم بيه.
عينيها لمعت عندما قال المرتب، حدثت نفسها بأن هذا المرتب سيغير حياتها للأحسن ولن تقلق بعد اليوم عن كيفية سد احتياجات المنزل كل شهر لكنها لا تستطيع القبول بهذا العرض وترك المقهى وهي عرضة في أي وقت للحبس بسبب التلاعب في الحسابات.

عليها أن تظل في الكافيه حتى تستطيع إثبات برأتها، فهي قررت إقناع بسام إنها تريد المشاركة معاه في سرقة المحل حتى تستطيع إثبات تورطه.
تحدث زاهر بثقة:
-موافقة طبعا، ثم أخرج من جيبه كارت، الكارت ده فيه عنوان الشركة إللي هتيجي فيها بكرا الصبح عشان تمضي العقد.
تفاجأت زهرة بالكارت موضوع في يديها، رفعت رأسها و نظرت له بضيق من ثقة أمثاله:
-أنا مش موافقه.

ردد كلامها مذهول:
-مش موافقة إزاي مفيش حد يرفض عرض زي ده.
أجابته زهرة ببرود:
-ليه بقى هو الناس اللي زينا مش من حقهم يرفضو.
ليرد عليها زاهر بنبرة أشد برودة:
-على فكرة إنتي الخسرانة برفضك العرض إللي عمره ما يتعوض طول حياتك، في زيك بآلاف يتمنو الشغل عنده، ثم تحرك ناحية الباب.
زهرة مناديه:
-نسيت الكارت بتاعك.

رد بلامبالاة:
-خليهولك.
وصل زاهر عند الطاولة ثم جلس في مقابلة أكنان
سأله أكنان:
-البنت قولتلها تيجي أمتى.
تردد زاهر في الرد عليه:
-البنت مش هتيجي، رافضة الشغل.
أكنان بانفعال:
-رفضت أزاي أزاي ترفض من الأساس.

في محاولة لتلطيف الجو قال:
-عادي دي بنت اصلا متلقش تيجي تشتغل عندك .
تحدث أكنان بغضب:
-هي تطول، هي متعرفش هتشتغل عند مين.
رد زاهر بهدوء:
-وهعترف إزاي، هي أخر معلوماتها أكيد المكان إللي عايشة فيه.

ضرب أكنان بقبضة يده على الطاولة بغضب:
-أزاي تتجرأ وترفض عرض من عروض القاسي، آلاف يتمنو يشتغلو عندي أي حاجة، متجيش حتت بنت ولا تسوى تقول لا.
زاهر بلهجة مهدئة:
-زي مابتقول في منها كتير يتمنو يكونو مكانها.
أكنان بقسوة:
-وانا بقى مش عايز غير البنت دي.
قال زاهر:
-سيبك منها في غيرها كتير.
رد أكنان بغضب:
-لأ وهتيجي تشتغل عندي وكمان تطلب الشغل وهي مذلولة.

أمتلك زاهر أحساس بالعطف تجاه الفتاة، فأكنان لا يعرف كلمة لا في قاموس ومن يحاول الوقوف أمامه يدمره تماما، قال له: البنت غلبانة سيبها في حالها.
أغتاظ منه أكنان فقال بغضب:
-أخرج برا الموضوع يازاهر وملكش فيه.
زاهر حرك يديه في الهواء بيأس ثم قال:
-أنت حر أعمل اللي يريحك، أنا خارج أستناك فى العربية.

تحدثت بضيق:
-بردو صممت على إللي في دماغك وقولتلها على موضوع الفواتير والسرقه اللي بتحصل بإسمها، البت دي مش سهلة وممكن تقول لمدام شهيرة.
بسام رد بلامبالاة:
-هتقولها أنا بسرقك بس مش أنا إللي بسرقك، مستحيل طبعا هتصدقها، وتودى نفسها في داهيه كل حاجة بإسمها، والراجل مندوب المصنع لما اتفقت معاه كنت بداري وشي كل مرة بقابله ومفهمه أن كل إللي بيحصل هي إللي مخططه ليه ومفهمه أنها عايزه كل ما يقابلها يتعامل معاها عادي والكلام في الفلوس معايا انا ومستحيل تثبت أن ليا علاقة بالسرقة.

سألته بحيرة:
-أيه بس إللي خلاك تتكلم دلوقتى.
رد بسام:
-بسبب موضوع أمبارح وكمان الراجل مندوب الشركة شكله طمع في فلوس أكتر وباين عليه هيعمل شوشرة، فأنا قررت أضرب عصفورين بحجر واحد وأبلغ عنهم وعن السرقة إللي بتحصل والشاطر فيهم يقدر يثبت إني متورط وهقول برئ يابيه.
تحدثت بخوف:
-ما هي هتتكلم وتفضحني لو اتحبست واخواتي هيدبحوني.

رد بابتسامة مطمئنة:
-متخافيش يا سوسو، لما أعمل كده هنكون اتجوزنا.
سماح بفرحة:
-بجد خلاص ناوي تيجي تتقدم ليا.
بسام بابتسامة صفراء:
-طبعا ياسوسو ده إنتي روحي.

بعد فترة كان زاهر يقود السيارة في طريقه إلى الشركة ومن خلال المرأة كان يرى شتى الإنفعالات على وجه أكنان ما بين الغضب والعبوس، ألتزم زاهر الصمت وظل الصمت سيد الموقف حتى وصولهم أمام باب الشركة.
وفي داخل مكتب أكنان
قال زاهر:
-أنا هخرج أشوف أحوال الأمن في الشركة.
ملامح أكنان مبهمة عندما تحدث:
-أستنى يازاهر.
-نعم يا أكنان
-عايزك تشتري الكافيه.

نظر زاهر له بدهشة:
-عايز تشتري كافيه الزنبقة السوداء.
هز أكنان رأسه قائلا بلهجة قاسية:
-أيوه يازاهر، أشتريه بأي طريقة وبأي ثمن.
تحدث زاهر بلهجة عملية:
-أعتبر نفسك من النهاردة صاحب الكافيه.
قال أكنان بهدوء:
-هو ده الكلام النهاردة يكون الكافية بأسمي.
هز زاهر رأسه بالإيجاب.
نظر لها أكنان قائلا:
-أشوفك بالليل على خبر أني بقيت صاحب الكافيه.

ثم أشار له بلإنصراف وبمجرد خروج زاهر، قام بالاتصال بدينا، فهو التقاها في آخر سهرة له وشعر بانجذاب تجاهها، إزيك يا ددين
دينا بلهجة سعيدة:
-كويسة، أخيرًا أتصلت أنا كنت بحسبك نسيتنى.
-لا طبعا إنتي على بالي من أول مرة أتقابلنا فيها.
-لو كنت على بالك كنت رديت على مكالمتي ليا.
تحدث أكنان بحدة خفيفة:
-كنت مشغول.

عندما لحظت حدة رده قالت بدلع:
-بس أنت وحشتني اوي.
قال أكنان: أنا عندي عشاء عمل النهاردة، عايزك معايا النهاردة فاضية.
ردت عليه بضحكة خفيفة:
-لو مش فاضية أفضى ليك مخصوص.
أخذ ينقر بخفة فوق طاولة مكتبه:
-هبعت ليكى السواق على تسعة بالليل تكوني جاهزة في الميعاد.
ردت دينا بدلع:
-وقبل الميعاد كمان.
أكنان بصوت عميق أجش:
-سلام.

دينا بضحكة خفيفة:
-باي باي ثم وضعت الهاتف على الطاولة وانفرجت أساريرها عن ضحكة خفيفة.
روجينا بفضول:
-شكلك كأنك وقعتي على كنز.
دنيا بابتسامة:
-ده أنا الدنيا ضحكت ليا ...مش وقعت على كنز انا وقعت على اللي اكبر من الكنز.
روجينا بحب استطلاع:
-شوقتيني أعرف أيه إللي فرحك كده وكنتي بتكلمي مين؟
ردت بابتسامة:
-كنت بكلم أكنان.
روجينا بصدمة:
-أكنان تقصدي أكنان بتاع مجموعة شركات القاسي.

هزت دينا رأسها:
-أيوه هو.
روجينا سألتها بلهجة حاسدة:
-واتقابلتو إزاي، وامتى، مقولتليش يعنى ياسوسة إنك قابلتيه قبل كده.
ردت دينا بابتسامة:
-اتقابلنا في حفلة خاصة كنت بغني فيها، وطول السهرة كنا مع بعض.
تحدثت روجينا بغيرة:
-يابختك، بقولك ديدي عايزه منك خدمة صغيرة أوي.
دينا بسؤال:
-خدمة إيه إللي عايزها، إنتي عارفني مش بعمل حاجة ببلاش.

روجينا قالت:
-عارفة وخدمتك مردودالك.
دينا باستفهام:
-قوليلي بقا عايزه أيه؟
روجينا برجاء:
-عايزاكي تعرفيني على المز اللي مع أكنان علطول.
 تقصدي زاهر
ايوه هو مفيش غيره بصراحة انا معجبة بيه من زمان بشوف صوره علطول مع أكنان، سرحت روجينا في هيئته وهمست حالمة ده احلى من نجوم هوليود وبوليود، إنتي تعرفي أن اللي لون عينيهم عسلي قلبهم طيب اوي وهو طيب بس مش مبين.

دينا بفضول:
-ما دام ليكي في ألوان العيون لون عينين أكنان الاسود بيحكي بيقول إيه.
عدت روجينا على اصابعها وهي تقول:
-عصبي، غير صبور ثم ضحكت وكمان بيتميزو بقوة العاطفة.
دينا ببتسامة:
-خلاص انا هتصرف وهخليكي تقابليه، المقابلة عليا والباقي عليكي وانتي وشطارتك وحقك محفوظ deal.
روجينا بابتسامة ماكرة:
deal-

ذهب زاهر إلى مكتبه وقام باتصالاته، وعرف أن المقهي معرض أن يحجز عليه البنك في أي وقت وأنه عليه ديون كثيرة، أرتسمت على وجهه ابتسامة ظافرة، فعمليه الشراء نتيجة هذه المعلومات لن تستغرق عدة ساعات، فقرر الذهاب الآن إلى السيدة شهيرة وأن يعرض عليها شراء الكافيه في مقابل تسديد ديونها وأيضا حصولها على شيك بالملايين، وهو في طريقه للخروج من بوابة الشركة، وجدها أمامها تتبختر في مشيتها بأناقة، مرتدية بدلة كريمية اللون مبرزة جمالها أكثر، تسمر في مكانه للحظات شاردا متأملا أيها باشتياق، وفجأة يتحول وجهه لنيران مشتعلة عند ظهور كريم وقيامه بإمساك يدها والضغط عليها.

تحدثت بيسان بدلع:
-يلا بينا يا كيمو.
غضب بلا حدود سيطر عليه عند سماعه نطقها لفظ التحبب خارج من شفتيها.
بيسان نظرت إلى زاهر الذي مازال واقف مكانه تحدثت ببرود:
-وسع الطريق عشان نعرف نعدي.
زاهر جز على اسنانه بغضب:
-اتفضلي يا هانم.
ثم خرج من بوابة الشركة هو يدق على الأرض بغضب.

نظر كريم خلفه وعند تأكده من تمام رحيله، ضحك بنبرة عالية:
-ههههه شوفتي منظره الغيرة كانت هتنط من عينيه، ده كان عامل زي القنبلة الموقوتة لما شافني ماسك ايدك.
سألت بأمل:
-بجد ياكريم هو شكله غيران عليا.
اجابها كريم بجدية:
-ايوه يا بنتي دي نظرة دنجوان قديم.
ضحكت بيسان على رده:
-طيب ياحضرة الدنجوان بالنسبة لنظرة حضرتك الخبرة، ممكن تجاوبني على سؤالي هو منظره دلوقتي بيقولك إيه؟

تصنع كريم نظرة التفكير العميقة:
-بالنسبة لنظرة خبير زي متمرس في أمور الحب اقدر اتكلم واقولك.
نغزته بيسان بحدة في صدره قائلة بغيظ:
-هات من الاخر يا بارد.
كريم بزعل مصطنع:
-اااه ياقلبي، القلب اللي كله حيوية وحب يتقال عليه بارد.
كلامه أثار سخطها:
-هات من الاخر بيحبني ولا لأ.
الهزل اختفى ليتكلم بجدية:
-بيحبك.
بجد ياكريم بيحبني.
ايوه بجد وانا متأكد من كلامي هندرد برسنت.

تمتمت بيسان بحزن:
-بس هو قالي زمان إنه بيحبني زي أخته وعمره ماهيفكر فيا كحبيبه وهو اصلا السبب في سفري واني اكمل دراستي برا.
تكلم كريم بحب:
-كل ده عارفة انتي قولتيه ليا، بصراحة يابسبوسة انا مش جيت مخصوص عن الصفقة الجديدة كان ممكن اي حد غيري يجي مكاني.
سألت بيسان:
-أمال جيت ليه؟

نظر لها بحنو:
-عشانك إنتي يا بيسان، عشان طول السنين اللي كنتي عايشة فيهم معانا نظرة الحزن مكنتش بتفارق وشك، فأنا قررت أشوف البني أدم السبب المسئول عن حزنك، عشان اخلص عليه وانتقم منه.
قالت بذعر:
-لا مش عايزاك تخلص عليه.
نظر لها بابتسامة ماكرة:
-مادام مش عايزني أخلص عليه، يبقا تخليني افكر إزاي أخليه يعترف بحبه ليكي.
تمتمت بيسان:
-أنت بتقول أيه ياكريم.

رد كريم:
-اللي سمعته، بس انتي تسمعي كلامي في إللي هقوله ليكي، هخليه يطلب منك العفو والسماح على اللي عمله معاكي زمان، وانتي بقا وقتها تعملي إللي تحبيه.
قالت بعدم تصديق:
-بجد ممكن زاهر يقولي بحبك، ممكن يقولي عايز اتجوزك.
رد كريم بثقة:
-متأكد أوي، إنتي إزاي مأخدتيش بالك من نظراته ليكي، سهل أوي تخليه يرفع الرايا البيضا ويعترف ليكي، زمان كنتي صغيرة دلوقتي لا وتقدري تخليه يقولك تتجوزيني مش يقولك بحبك، بس إنتي اسمعي كلامي.

قطبت بين حاجبيها بتركيز عميق ثم قالت:
-وانا معاك في اي حاجة، خلينا ورا الفشار لحد باب الدار.
كريم بابتسامة:
-ألفاظ بيئة بيئة.

انتظرت زهرة ميعاد انصرافهم وتحدثت مع بسام بخصوص نسبتها.
قالت زهرة بإصرار:
-نسبة الاتنين في الميه قليل اوي،أنا عايزه خمسة في الميه، بصراحة كلامك معايا جاه في وقته وبعد ما فكرت كويس لقيت المثل والمبادئ مش بتأكل عيش ولا هضمن اجيب بيهم علاج أمي.
رد عليها بسام:
-تمام وأنا موافق، الطلبيه الجديدة هتكون ليكي نسبة العشرة في المية.
نظرت له ببرود:
-تمام ثم أنصرفت بعدها مباشرة، حاملة ماشا بين ذراعيه، عائده لمنزلها.

وبعد مرور عدة أيام، عملت بيسان في الشركة تحت إلحاح منها، حتى يكون زاهر أمام عينيها لتستطيع تنفيذ خطتها وأكنان أستمر بالخروج مع دينا بصفة يومية.
تفاجأة زهرة بطلب مادام شهيرة لها وأنها تريد الكلام معاها في أمر هام.
تحدثت شهيرة بأعصاب ثابته:
-بصي يا زهرة أنا المفروض كنت قولتلك الكلام ده من كام يوم، بس مكنتش فاضية بصفي وببيع كل إللي ورايا عشان خلاص ناوية اسافر أعيش مع إختي في إيطاليا.

نظرت لها مصدومة:
-مسافرة طب والكافيه.
ردت شهيرة بهدوء:
-بعته من كام يوم، الكافيه كان عليه ديون كتير وبصراحة جالي في عرض مغري فما صدقت ووافقت على البيع.
زهرة تأثرت بشدة بخبر البيع:
-طب وأنا.
أجابتها شهيرة بتوتر:
-بصراحة يا زهرة الكافية المالك الجديد قرر يقفله وبيقول هيفتح حاجة تانية، وعشان كده كل اللي شغالين في الكافيه معايا، كل واحد هياخد شهر مكافأة، ثم أخرجت من درج مكتبها مبلغ مالي، خدي يازهرة ده شهر مكافأة ومع مرتب الشهر ده كمان.

نظرت زهرة للمبلغ الموضوع على سطح المكتب بكأبه وقالت:
خلاص يا مدام الكافية هيتقفل.
ايوه يازهرة خلاص كل الحسابات اتصفت والمالك ناوي يقفله.
 والمفروض هتمشي أمتى.

من بكرا يا زهرة، الكافيه هيتقفل من بكرا.
ردت زهرة مذهولة:
-بكرا بكرا، حدثت نفسها بهمس، أعمل إيه دلوقتي مع بسام والفواتير يا مصيبتك يازهرة.
سألت شهيرة:
بتقولي حاجة يازهرة؟
زهرة بغم:
-مش بقول حاجة يامدام.
تحدثت شهيرة قائلة:
-أنا عارفة اللي حصل صدمك، بس العرض كان مغري وكل حاجة جيت مرة واحدة وكنت مشغولة، متزعليش مني يا زهرة عشان لسه قايلة ليكي دلوقتي، كله جاه ورا بعض مرة واحد ة معرفتش اخد نفسي.

زهرة تنفست بعمق في محاولة لتقبل كلامها بهدوء، السيدة شهيرة من حقها التصرف في المقهى كما تريد دون أخبارها بشيء، ردت عليها بهدوء:
-مش زعلانة، أنا عايزه ليكي كل خير، بعد إذن حضرتك هروح افضي مكان شغلي مادام الكافية صاحبه هيقفله.
قالت شهيرة بنبرة شجيه:
-مع السلامة يازهرة.
ردت زهرة بحزن:
-مع السلامة يامدام.

خرجت من المكتب تكاد لا ترى أمامها فعقلها لم يتوقف عن التفكير حتى لمعت صدمة المعرفة بأن البيع أتى في صالحها، توقفت مرة واحدة لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظرة مرعوبة فبادلها أخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة إنتصار تبعتها إبتسامة ماكرة ثم قال بصوت ثلجي مميت:
-أنا محدش يقولي لأ.
خرجت من المكتب تكاد لا ترى امامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظره رعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ... مفيش حد يقدر يقولي لأ.

الذعر سيطر عليها عندما احكم قبضته على خصرها بعنف وهو يقربها منه...شعرت انها ستصاب بنوبة من نوبات ذعرها من لمسه لها...كنت تحسب نفسها قد شفيت ولكن ماحدث الأن أخبرها عكس ذلك...فهي تشعر بالاختناق وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد...لجئت إلى تمرين التنفس فهو المتاح في الوقت الحالي... فدوائها الخاص ليس معاها الأن ... تمتمت بخفوت واحد... اثنان... ثلاثة وهي تتنفس بعمق.

اختفت ابتسامته الخبيثة لتحل محلها نظرة مندهشة:أنتي بتعملي إيه
أبعدت نفسها عن قبضة يديه وخطت عدة خطوات للخلف ثم قالت بهدوء عكس ماتشعر بيه من رعب بداخلها:ملكش فيه...ولو محدش قالك لأ قبل كده... أنا سعيدة أني اول واحدة أقولك لأ... وبقولك تاني والمرة دي في وشك لأ أنا مش هشتغل عندك...

تفاجأ من ردها فقال بقسوة:وأنا هخليكي تندمي على ردك معايا بألاسلوب ده
زهرة بانفعال:ليه بقا أنت فاكر نفسك أيه عشان تهددني ولا عشان معاك شوية فلوس فاكر نفسك هتشتري الناس بيها وكل اللي تطلبه يتنفذ.... لا تعلم لماذا تحدثت معاه بعدوانية.. لماذا حتى قالت له لا... فالمالك الجديد سيقوم بإغلاق المقهى والفواتير أصبحت بلا قيمة بمجرد امتلاك المقهى شخص آخر.. بيع الكافيه أتى في صالحها وأصبح تهديد بسام لها في طي النسيان...سبب رفضها للعمل عنده أصبح في خبر كان وهي الآن أصبحت بلا عمل وفي أشد الحاجة لوظيفة جديدة...هزت رأسها بعنف محدثة نفسها... لماذا قولتي لا مرة أخرى يازهرة...

تحدث أكنان بغضب وأشار لها مهددا: هتدفعي تمن كلامك ده وبالغالي أوي
وجدت نفسها بدون أرادة منها ترد بسخرية:المفروض بقا أنا أخاف منك واقولك معلش سامحني... ثم صفقت بيديها وهي تضحك...عايز تسمعني بتوسل ليك...رسمت على وجهها ملامح نادمة وشبكت أصابع يديها ووضعتها أمام وجهها... أنا بقولك اهو انا ندمانه وبعتذر ليك.... ثم ضحكت باستهزاء... أكيد.

استريحت وبقيت مبسوط لما اتأسفت... معلش كان نفسي نتكلم مع بعض اكتر من كده بس مضطرة أسيبك وامشي ... ثم تركته واقف مكانها وهو ينظر لها غير مصدق ما رأه...فلأول مرة في حياته يصاب بالحيرة غير قادر على تفسير مايحدث أمامه.. قال مرددا:مجنونة... أكيد مجنونه
التفتت له قائلة متصنعة الإهانة:سمعتك على فكرة ومش هقول غير ربنا يسامحك... ثم تحركت مبتعدة.

وقف مكانه منذهل وهو يشاهد ابتعادها قائلا:أول مرة في حياتي اشوف كده.. لتظهر شبح ابتسامه على وجهه محدثا نفسه بأنه سيشعر بالمتعة عندما تتذلل له لمسامحتها...ودلف بعدها مباشرة إلي مكتب شهيرة.

ذهبت زهرة مسرعة إلى الدولاب الخاص بيها أخرجت حقيبتها وبأصابع ترتجف بحثت بداخلها عن الدواء الخاص بيها...تناولت الكبسولة مباشرة دون ماء... أخذت تتنفس بصوت مسموع لعدة دقائق... حتى شعرت بالراحة ثم دلفت إلى حمام لكي تغسل وجهها وعندما انتهت نظرت للمرأة الماثلة أمامها ... أيه اللي عملتيه ده فين هدوئك؟

... ليه اترعبتي جامد اول ما لمسك... ليه جسمك اتشنج... ليه ليه يازهرة... ليه اتصرفتي معاه بعدوانية وجنون... كان كفاية تمشي وتسيببه
وبعد مرور وقت قصير... جاءت مادام شهيرة
تحدثت قائلة:مالك الكافيه عايز يشوفك
ردت زهرة بتساؤل: أنا.

هو سأل عن الشغالين في الكافيه وبعدين طلب يشوفك
 ليه عايز يقابلني مادام هيقفل الكافيه... رجعت زهرة فلاش باك من وقت خروجها من مكتب شهيرة واصطدمها بيه... اتسعت عينيها هامسة بخفوت... مستحيل.. ثم سألتها بخشية: هو جاه امتى
أجابتها شهيرة:معرفش هو عايزك ليه انتي بالذات انا استغربت زي زيك بالظبط لما طلبك بالاسم ... وجاه بعد ماخرجتي من عندي علطول
هتفت غير مصدقة: هو اللي بيحصل ده بجد.

اندهشت شهيرة من كلام زهرة:في ايه يازهرة... هو في حاجة حصلت وانا معرفهاش
أجابتها نافية:لا طبعا مفيش حاجة
طب متعرفيش ليه عايز يشوفني يامدام
هزت شهيرة رأسها بالنفي:علمي علمك يازهرة.... أنا هتابع الكافيه.. لحد ما تخرجي من عنده
دلفت زهرة إلى المكتب والعديد من المشاعر المختلفة تتحكم فيها مابين فضول وقلق
تحدثت بثبات:حضرتك طلبتني.

أكنان بلهجة قاسية:طبعا عرفتي اني بقيت مالك الكافيه
ردت زهرة:عرفت بس اللي مش قادرة استوعبه...انت ليه اشتريت الكافيه
نهض آكنان من مكانه فهو يحب السيطرة عندما يتحدث... اقترب منها بثبات قائلا:اه طبعا مستغربة عشان ذكائك محدود وأشار بتجاه رأسها... ماهو لو في عقل هنا كان زمانك عرفتي انا ليه اشتريت الكافيه.

هزت زهرة رأسها برفض:لا مش معقولة...تكون اشتريته عشان قولتلك لأ مش عايزه اشتغل عندك
نظر لها بانتصار: ايوه
قالت بذهول:اشتريت كافيه بالملايين عشان قولت لا
تحدث ببرود: انا محدش يقولي لأ واسكت... محدش يقف قصادي ويغلط ... الكافيه واشتريته... نظر لها بشماته قائلا.... أااه نسيت اقولك انتي مطرودة.
نظرت له غير مصدقة مايحدث:أااانت أشتريت كافيه عشان تطردني منه... كافيه هتقفله بعدين.

وعقابي ليكي مش هيقف لحد طردك وقفل الكافيه... عقابي ليكي هيستمر لحد مايجي اليوم وتبوسي جزمتي تطلبي الصفح والسماح
في هذه اللحظة تمنت الرجوع بالزمن وسحب جميع اهاناتها له....فهي لن تتحمل عداوة هذا الوحش فهو قادر على تدميرها... لذلك فضلت الصمت
صاح أكنان في وجهها: يلا اطلعي برا.

في داخلها بركان ثائر يريد التمرد ورد الإهانة بالإهانة..وبصعوبة بالغة تحكمت في نفسها فهي في رقبتها مسئولية أسرة سوف تضيع بدونها... نظرت له بعيون فارغة قائلة بثبات:حاضر .... ثم خرجت مباشرة دون النظر خلفها
انتظر أكنان توسلها.. لكنها خرجت دن ان تبالي بالاعتذار له...فشعر بغضبه يتزايد فتوعد لها بالانتقام

داخل شركة القاسي... كان زاهر في جولته المعتاده في أنحاء الشركة للاطمئنان على سير العمل دون مشاكل...وهو في طريقه إلى مكتب زاهر... رأى بيسان تقترب تجاهه
تحدثت بيسان بلهجة ناعمة:أنا عايزاك تاخدني في جولة في الشركة عايزه اعرف كل مكان فيها والشغل بيدور إزاي
رد زاهر بحدة:عندك اي حد من الموظفين ممكن يقوم بالمهمة دي.

عضت بيسان على شفتيها الوردية اللون قائلة: وانا مش عايزه اي موظف... عايزه اكتر واحد بيفهم هنا وعارف كل خبايا الشغل...وبعد تفكير كتير وقع اختياري عليك
اثارته حركتها البسيطة...حاول التكلم بصوت هادئ:حاضر يابيسان... تعالي معايا عشان اوريكي مكاتب الموظفين والشغل ماشي أزاي
-دلوقتي مينفعش
 هو مين اللي طلب الأول.

انا طلبت بس مش دلوقتي بعدين.. أصل هستني كريم الأول.. أصل وعدتها إنه هياخد جوله معايا في الشركة
جز على أسنانه بغضب:نعم
نظرة له بمكر:اللي سمعته يازيهو... اول ما كريم يجي هتاخدنا احنا الاتنين في جولة
زاهر بغضب مكتوم:مين زيهو
 أنت طبعا حلو اسم الدلع
 بلاش يابيسان تختبري صبري.

يبقا مش عاجبك الدلع ايه رأيك في زهوزه
زاهر زفر بغضب:أسمى زاهر.. زاهر وبس
زمت شفتيها بضيق:خلاص براحتك... كفايه عليا ادلع كيمو حبيبي
تشنجت عضلات وجهه بشدة.. شعرت بيسان بالخوف فوجهه ينذر بالعنف
بيسان بقلق:انا هروح على مكتبي واول ماكريم يوصل هبلغك... لم تنتظر اجابته وولت هاربة من أمامه.

عندما دلفت إلى مكتبه وجدت كريم جالسا وهو يضع قدم فوق الاخرى... سألها بفضول: عملتي اللي قولتلك عليه
ضحكت بيسان بخفة:كان ناقص يضربني...انا مصدقت مشيت من وشه...اتصل بيه دلوقتى
رد كريم: خليه مستني شوية عقبال لما تحكيلي كل اللي حصل بينكم بالكلمة
جلست بيسان على الكرسي وارتسمت على شفتيها ابتسامة...

ذهب زاهر إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه بعنف واتجه ناحية كرة الملاكمة الموجودة في الركن وبدون ارتداء القفازات اخذ في توجيه العديد من اللكمات لها بدون توقف حتى افرغ غضبه وعندما انتهى تنفس بحدة ولم يبالى بتطهير أصابع يده النازفة ...جلس على الكرسي واضعا رأسه على المكتب مسترجع ذكرياته الخاصة مع بيسان فهي كبرت أمام عينيه من طفلة جميلة لمراهقة أشد جمالا...محركة فيه غرائز محرمه عليه مجرد التفكير فيها.

شفتيه ابتسمت عندما تذكر اول محاولة لها في إعداد وجبه افطار وآخر مرة رأها.. فهي تراهنت معاه لو اعدت وجبه افطار له ونالت إعجابه سوف تقود سيارته
نظرت له ببرائة:أنت وعدتني تخليني اجرب اسوق عرببتك
بادلها بنظرة مبتسمة:وعدتك لما تكملي السن القانوني اللي يسمحلك تسوقي عربية
زمت شفتيها بغضب طفولي:بس انت علمتني كويس... بليز خليني اسوق عربيتك بدل ماسوق عربية تانية.

عبس بقلق: مش هتعملي كده خالص
حركت يديها في الهواء بيأس:طبعا مش هعمل كده خالص وازعلك مني... طب ايه رايك لو عملت ليك فطار وعاجبك تخليني اركب عربيتك
رد زاهر بالموافقة فهو واثق من فشلها في إعداد مجرد بيضة مقليه:وانا موافق
قفزت في مكانها من شدة سعادتها:وعد
رد زاهر:وعد.

هرولت من أمامه مسرعة وفي خلال نص ساعة كانت قادمة في الجنينه وهى تحمل الصينيه وتعلو وجهها ابتسامة منتصرة وقامت بوضعها على الطاولة الموجودة امامه
بيسان بثقة:الفطار جاهز
عندما تذوق مااعدته نظر لها بذهول: أنتي اللي عاملة الفطار ده
هزت رأسها وهي تنظر له بسعادة:ايوه إنا
سأل زاهر:من أمتى وأنتي بتعرفي تطبخي
اخدت دورات في الطبخ عن طريق النت... عاجبك الفطار
هو ده محتاج سؤال طبعا عاجبني
 يبقا هسوق عربيتك
هز رأسه بابتسامة:طبعا وعد الحر دين.

بمجرد سماع موافقته... رقصت مع نفسها بسعادة متناسية ما حولها واندمجت في الرقص.. أخذت تقفز وتدور حول نفسها وشعرها الأسود الحريري يتطاير في الهواء ويلتف حول وجهها بين التارة والاخرى... نظرته المبتسمة اختفت بالتدريج وحلت محلها نظرة أخرى.. نظرة راغبة... اقتربت منه بيسان وحضنته غير واعية بتغير مشاعره...رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها وقامت بتقبيله من وجنتيه... لم يتحرك وظل ثابت في مكانه من حدة مشاعره...وبيسان أيضا تاهت هي الاخرى فهي أخفت حبها له كثيرا... ففقدت سيطرتها وقامت بلمس وجهه بحب وعندما ظل ساكن تشجعت على اتخاذ فعل جريء ورفعت رأسها لتقبله... فاق زاهر في اللحظة الحاسمة.. وصفعها بالقلم هاتفا:ليه عملتي كده.

وضعت يديها على مكان الصفعة مذهولة:عشااان اناا بحبك
تحدث زاهر بغضب:وأنا مش بحبك... واللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني..
بيسان بدموع:بس كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول عكس كده
زاهر رد بانفعال:معاملة اخ لاخته مش اكتر... مش حب
بيسان برجاء:بس انا.

زاهر بغضب:كفاية يابيسان... أمشي دلوقتي وشيلي الكلام الفارغ ده من دماغك... عشان انا طول عمري بفكر فيكي زي اخت وبس
وهذه كانت آخر مرة يرى فيها بيسان فقد سافرت بعدها إلى أمريكا
فاق زاهر من شروده على صوت رنين مكتبه... رد قائلا ببرود:ثوانى وهكون عندك
وفي خلال دقائق كانت بيسان بجواره وبجوارها كريم
اخذ يدور بيهم في الشركة متحدثا بثبات عن كل قسم.

.. وفجأة ادعت بيسان الوقوع... وعندما حاول زاهر أمساكها... غمزت لكريم فقام هو بأسنادها... شعر زاهر بالغضب عندما لجئت لكريم وقامت بتجاهله
بيسان:معلش يازاهر مش هقدر اكمل معاك رجلي واجعتني... خلي بقيت الجولة بعدين.. ثم وجهت حديثها لكريم... يلا بينا ياكيمو
جز على أسنانه بغضب: اللي تشوفيه وانا تحت الخدمة... همشي انا بقا مادام وجودي بقا زي قلته بينكم أسيبكم تاخدو راحتكم... وانصرف متمتا بانفعال... ماشي.

نظر لها كريم مبتسما:الراجل هيجراله حاجة من الغيرة
احسن يستاهل ده أنا شوفت إيام حزن بسببه ويقولي انتي زي اختي... مش هستريح الا لما اخد حقي منه
وانا معاكي يابسبوسة...

زهرة قامت بجمع أغراضها وقبل خروجها قامت بتوديع مدام شهيرة وبعد انصرافها أخبرت جميع العاملين بأن المقهى تم بيعه
نظر بسام إلى سماح بدهشة هامسا بخفوت: ياخسارة... الكنز اللي بنغرف منه بح خلاص
شهيرة:كل واحد فيكم ليه شهر مكافأة.. واي متعلقات خاصة ياريت تاخدوها معاكم وانتو ماشين... ثم انصرفت تاركة الكل مصدوم
سماح بسؤال:واحنا هنعمل ايه دلوقتي.

بسام بلامبلاة:قصدك انتي هتعملي أيه
تقصد ايه بكلامك
اقصد اللي فهمتيه... يعني كل واحد فينا من سكة
أنت بتتخلى عني يابسام... والوعود اللي وعدتها ليا
بليها واشربي ميتها
نظرة له بغضب:ماشي يابسام اما ورتك
رد بسخرية:أعلى مافي خليك اعمليه.

تحدثت بانفعال: أنا هوريك هعمل إيه... أما خلتك تقول حقي برقبتي مبقاش أنا
بسام بسخرية: ده لو شوفتي وشي تاني... أنا خلاص هسافر وهسيب البلد هنا... سلااااام ياسوسو

شاهدت أنصرافه بغضب فتوعدت له بالانتقام بأي وسيلة...طول الطريق إلى منزلها توصلت إلى فكرة جهنمية...قبل أن تدخل إلى الشارع المؤدي لمنزلها... أنزوت في ركن بعيد عن الأعين وقامت بتقطيع ملابسها واحداث العديد من الكدمات في جسدها عن طريق ضرب جسدها في الجدار و عندما انتهت.. خرجت ومشيت حتى وصلت بالقرب من منزلها والعيون تراقبها بفضول وهمساتهم الخافتة تتصاعد...صعدت الي شقتها وعندما فتحت امها الباب تصنعت الإغماء وخرت ساقطة تحت قدميها.

شهقت حسنية بصدمة:يالهوووي...
خرج اخوها على صريخ امه
حسان عند رؤيتها لأخته مغمى عليها ووضعها على الاريكة الموجودة في استراحة الشقة
حسان بصوت غليظ:هاتي ياما كوباية مية
أحضرت حسنية كوب الماء مسرعة
اخذ الكوب وصب محتوياته على وجهها
شهقت سماح بحدة وتصنعت البكاء
سأل حسان:ايه اللي حوصل.

ردت بصوت متقطع وهي تبكي:بسام استغل الكافيه فاضي واتهجم على شرف اختك
صاحت حسنية بصوت عالي:يا مصيبتك السودة ياحسنية
تشنج وجه حسان: اكتمي ياما دلوجتي... بلاش فضايح
لطمت حسنية على صدرها: ماخلاص اتفضحنا
حسان بغضب: أنتي هتسافري ويها دلوجتي الصعيد عند أعمامي
وانتي هتعمل ايه ياولدي مع الكلب اللي هتك عرض خيتك.

هنتجم لشرفي ياما... ثم خرج من المنزل وقام بالعديد من الاتصالات واتفق مع أصدقائه للاجتماع
في الميكروباص الخاص بيه..وبعد حضور الجميع واخباره بما حدث وماينوي على فعله... انطلق بالميكروباص وأنتظر أسفل منزله منتظرين خروجه وتحرك الميكروباص خلفه مترقبين خلو الشارع من المارة.. وعند حدوث هذه اللحظة هتف حسان:هاتوه دلوجتي.. نزل اربع رجال ملثمين... وقامو بشل حركته
بسام صارخا: انتو مين.

أجد الرجال بغلظة:هتعرف بعدين... وقامو بضربه على رأسه ليفقد وعيه مباشرة
أستيقظ بسام بعد فترة مفزوع من الماء الملقي فوق رأسه...
سأل بسام بخوف:هو حصل ايه
رد حسان بشر:حوصل إنك هتكت عرض خيتي سماح بالغصب
أناا معملتش حاجة
هي اللي جالت بنفسها بعد ماجيت خلجتها متقطعة... أنت عارف عوقبت ده في سلو بلدنا يبقا إيه.

نظر له بسام برعب:انا معملتش حاجة انا برئ
صاح حسان بغضب:قلعوه هدومه التحتنيه يارجاله
نظراته تجولت بينهم بفزع:أنت هتعمل إيه
رد حسان بغضب:هنفذ فيك سلو بلدنا اللي بيتفذ في الأشكال اللي زيك...

بسام بتوسل:أبوس رجلك ياحسان بلاش... أنا مستعد اتجوزها دلوقتي
صرخ فيه حسان: دلوجتي بتترجني كيف الحريم مرحمتش ليه خيتي وهي بتتوسل ليك
هتف بسام بدموع:متهجمتش عليها
رأى بسام حسام يخرج السكين من جيبه ونظراته المصممة على فعل مايريد فقرر قول الحقيقة فهتف بيأس:كان برضها هي عملت كده عشان تنتقم مني عشان قولتلها مفيش جواز.

صفعه بالقلم قائلا:أخرس كمان بتتبلى عليها
بسام بدموع: روح اكشف عليها وهتعرف اني مش بكذب واللي حصل برضاها... أنا متهجمتش عليها
حسان بصياح:كتفوه... أنا هخليك متنفعش بعد النهاردة..
صرخ بسام: لااااا لااااا لتنقطع صرخاته ساقطا الوعي والدماء تتساقط بغزارة أسفله
قام بقطع أثمن ما يمتلكه رجل.. مما جعله لا يصلح لأي فتاة بعد اليوم وكان الأمر عقاباً لهتك عرض شقيقته.
عندما انتهى حسان من أخذ ثأره... تحدث إلى رجاله أمرا:أرموه في أي خرابه
انصرف بعدها مباشرة والشكوك تعصف بداخله...كلامه تردد مرارا وتكررا في داخل عقله.. كل شيء كان برضاها... برضااااها... برضاااااها
اتسعت عينيه بالغضب من مجرد التفكير في صدق كلامه.. حتى قرر في النهاية التأكد من شكوكه
بمجرد دخوله من باب الشقة....صاح مناديا... سمااااح..

خرجت حسنية من الغرفة مسرعة على صراخ إبنها:حوصل إيه
رد عليها بغلظة:خلي سماح تلبس خارجين دلوجتي
تحدثت حسنية بمرارة:جولي عملت ايه مع الكلب
 أخدت بتاري منه
 جتلته
رد بابتسامة صفراء:عملت فيه اللي اسوء من الموت.. إللي يخليه يقول الموت ارحم ليه
عملت فيه ياولدي برد نار غليلي
خليته مينفعش واصل للجواز بعد أكده..

لمعت عينيها بالتشفي:يستاهل... هنسافر دلوجتي احنا خلاص مبقاش لينا قعاد في البلد اهينا بعد فضحيت خيتك لينا... هتعمل أيه في الشقة وشغلك
رد حسان بلهجة غليظة: هبيع الشقة بعدين وهقفل كل شغلي اهينه... بس جبل السفر هنروح مشوار الأول..جوليلي حضرتي شنط السفر
سألت مستفهمة: الشنط جاهزة ومشوار ايه ياولدي.

زفر بغضب قائلا: هتعرفي بعدين ياما... ادخلي ليها وجولي ليها تلبس
دلفت حسنية إلى غرفة ابنتها.. تحدثت لها قائلة بقسوة:غيري خلجاتك... يارتني كنت كتمت نفسك أول ماولدتك وعرفت انك بنته... يا فضحتك ياحسنية
ادعت سماح المرض قائلة بصوت ضعيف:حاضر
انتهت سماح من تغيير ملابسها...ثم خرجت من غرفتها محنية الرأس
نظر لها حسان بغضب وبداخله شك يكاد يفتك بيه: يلا بينا.

قاد الميكروباص وهو صامت
سألت حسنية:مجولتش احنا رايحين فين
نظر من خلال المرأة مثبتا نظراته الغاضبة على سماح...ليرد:بعدين
بعد فترة من القيادة توقف بالميكروباص أمام عيادة
رفعت سماح رأسها تنظر من خلال الزجاج... لمعرفة سبب توقفه.. اتسعت عينيها بصدمة عندما رأت المكتوب على اللوحة..
حسان مناديا:انزلي يلا.

ترددت سماح بالخروج... فصاح فيها:بجول انزلي
حسنية وهي بجواره نظرت له بفضول:هو انت واجفت هنا ليه ياولدي
هجولك ياما.. واجفت هنا ليه.. عشان هكشف عليها الأول قبل مانسافر
 كشف إيه
 هشوف إذ كانت بتقول الصدق ولا كانت بتكذب علينا
انا مش فاهمة ايتوها حاجة.

تحدث حسان بغضب:بسام قال ان كل شيء كان برضاها.. وهي عملت كده عشان تنتجم منه لما خلي بيها
لطمت حسنية على صدرها:يالهوووي....ثم أمسكت شعر سماح وأخذت في رأسها... انطجي كلام خيك صوح.. انطجي ... تساقطت الدموع من عينيها وهي تقول... لاااا
قال حسان بغضب مكتوم: مش في الشارع ياما.. بكفايا فضايح وكله هيبان لما الضكتورة تكشف عليها.

ظلت واقفة مكانها جسدها ينتفض من الخوف... لم تمتثل لنادئه لها... فقام بجذبها من ذراعها بعنف ليجرها جر... حتى دلف بيها إلى داخل العيادة...
ظلت سماح صامتة...تفكر في وسيلة للخروج من هذا المأذق...كسر صوت الممرضة صمتهم... نظرت لها سماح مرعوبة...لو تم الكشف عليها سيظهر كذبها
... وفي محاولة للهروب قالت بثبات:أنت إزاي تشك فيا ياحسان.. ثم نظرت إلى امها:ماتقولي حاجة ياماما... قولي ليه ميصحش اللي بتعمله ده... يلا بينا نمشي من هنا ياماما... أمسكت ذراع والداتها في محاولة للخروج من العيادة.

نظر لها وهمس بغضب:رايحة فين... يلا بينا
تحركت معاه وهي تشعر إنها تخطو ببطء نحو موتها... دلفت للداخل كالمغيبة
في الداخل.. قالت الطبيبة بهدوء: الاسم سماح مين فيكم
أشارت حسنية لها بقهر:بنتي سماح
سألت الطبيبة:بتشتكي من أيه.

قال حسان بقسوة: عايز اعرف اتهتك عرضها إمتى
تحدثت الطبيبة بنبرة عملية:تمام... تعالي معايا واشارت الى سماح.. ودخلت بيها غرفة الكشف
قالت الطبيبة:اطلعي نامي على السرير ده.

في الخارج
قالت حسنية: أنت متأكد من كلامك ده ياحسان
حسان بشر:هيبان لما الضكتورة تطلع
 يامصيبتك لو طلع شكوك صح...يبقا مكفهاش فضحيتنا لينا... دي كمان طلعت خاطية وحطت راسنا في الوحل برضاها.

في الداخل
كانت تتوسل الطبيبة ان تستر عليها
الطبيبة برفض: اطلعي على السرير عشان اكشف عليكي... بدل ماخرج اقولهم انك رافضة الكشف
هزت رأسها بيأس ولمعت الدموع في عينيها وهي تصعد فوق الفراش..

قامت الطبيبة بتعقيم نفسها وكشفت عليها...جلست سماح فوق الفراش ودموعها تساقطت بغزارة على وجنتيها
الطبيبة دون الالتفات لها:البسي... ثم خرجت لأهلها.. وظلت سماح في مكانها في حالة انهيار... فحسان لن يتركها عندما يكتشف كذبها وفعلتها المحرمة... فهي تعرف أخيها جيدآ فهو سادي .. سوف يعذبها ببطء حتى تتمنى الموت... تحركت من مكانها وأخذت تنظر حولها في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب.. رأت نافذة في الركن فتحتها لعلى وعسى تستطيع الهروب من خلالها... وجدت اسفل النافذة مكان في الحائط بارز لا يتعدى العشرين سنتيمتر ممتد لنافذة أخرى مفتوحة فقررت الهروب من خلالها.

الطبيبة جلست على الكرسي قائلة بثبات مفيش أثار عنف.. والكشف بيقول انها مش بنت من فترة
حسان بغضب:طلعت بتكذب ثم هرول إلى الداخل
حسنية لطمت على صدرها وهى تتبعها:يا مصيبتك السودة... يا مصيبتك السوده.

عند دخوله رائها تقفز من النافذة....في ثواني كان عند النافذة لامساكها... نظرت له مرعوبة فبادلها بنظرة غاضبة ...فقدت سماح تركيزها من شدة خوفها... حركت قدمها في الفراغ لتسقط من ارتفاع ست طوابق...نظراتهم ظلت متصلة لم تنقطع.... وهي تهوي.. يمر شريط حياتها أمامها وهي تسقط وما ارتكبته من جرم في حق نفسها تحت مسمى الحب الحرام... تمنت في هذه اللحظة التي تقترب فيها من موت مقدر لها أن ترجع بالزمن وتعف نفسها عن الحرام ولم تسلم جسدها له ليتم انتهاكه... وقبل ارتطامها بالأرض علمت انها النهاية... اتسعت عينيها وهي تلمع بالدموع مترجية المغفرة لخطئها في حق نفسها..

مرت ثلاث اسابيع على زهرة في بحث مستمر عن وظيفة والجميع يقول لها نفس المقولة.. هنبقا نتصل بيكي بعدين ...حتى مالك المستوصف بعد عدة ساعات من توظيفها قام بطردها قائلا لها:أنتي ملكيش شغل عندي... أنا مش أد الناس الكبار
سألت زهرة:تقصد إيه.

تحدث مالك المستوصف قائلا:أنتي متوصي عليكي عشان امشيكي...شوفي انتي زعلتي مين منك واطلبه منه السماح
شعرت زهرة بقلة الحيلة والضعف...خرجت من المستوصف وهي تبكي في صمت وأخذت تبحث عن عمل حتى انهاكها التعب من كثرة البحث دون جدوى... فكرامتها تأبى عليها الذهاب لكي تتوسل له.

وصلت زهرة إلى منزلها متأخرة كالمعتاد.. جلست على الكرسي وهي تتأوه بألم.. أخذت تدلك قدمها التى تألمها بشدة
نادت عليها أمها من داخل الغرفة:يااازهرة
دلفت إلى غرفة امها ورسمت الابتسامة على وجهها فهي حتى الآن لم تخبرها بطردها من المقهى:نعم ياماما
سألت هدى:هو أنتي هتفضلي تيجي متأخر من الشغل لحد أمتى
ردت زهرة:لحد ماتخلص التوضيبات اللي المدام بتعملها في الكافيه.

زمت هدى شفتيها بضيق:صيانة ايه وتوضيبات اللي في الشتا.. مطت شفتيها بسخرية... ناس معاها فلوس
زهرة قالت بهدوء:عشان لما يجي موسم الشغل تكون كل حاجة جاهزة ومتعطلش الشغل
مطت شفتيها متمتمه: خلاص يازهرة... بس خلي المدام متروحكيش متأخر تاني
حاضر ياماما هكلمها...انا هخرج عشان اغير هدومي والحق اعملك العشا وأكل ماشا زمانها ميته من الجوع... زهرة كرهت نفسها لكذبها على امها... فقلبها لن يتحمل القلق وكيفيه تغطية مصاريف العلاج وطعامهم.

نظرت لها هدى بفضول:ماشا مين دي اللي زمانها ميته من الجوع
وضعت زهرة كف يديها على فمها مستوعبة مانطق فمها:هو انا قولت ماشا
ايوه... مين ماشا دي
تحدثت زهرة بلجلجة:ماشا بصراحة ياماما قطة لقيتها في الشارع وشكلها كان تعبان اوي وكانت مش عايزه تسيبني وقولت اخدها أراعيها واهو اكسب فيها ثواب... اكملت كلامها برجاء... لو سمحتي ياماما خليها معايا ومتقوليش مشيها.. ظلت زهرة تتوسل أمها حتى قالت بضيق:ماشي يازهرة خليها بس مشفش وشها في الاوضة عندي خالص.

حضنت امها بفرحة وقامت بتقبيل رأسها قائلة بابتسامة:حاضر ياماما
هدى بتردد:بقولك يازهرة... دوا القلب قرب يخلص وكمان الضغط هاتلي علبتين بكرا
هزت رأسها:حاضر ياماما... وانصرفت وهي تفكر في المبلغ المتبقي معاها قارب على النفاذ... فثمن الأدوية التى طلبتها أمها مكلفة جدا... حدثت نفسها بضرورة البحث اكثر وان تقبل بأي وظيفة... رن جرس الباب رنات متواصلة
تحركت بغضب... فضحى مصممة على اختبار صبرها.

جزت على اسنانها:مش هتستريحي الا لما اجيبك من شعرك
ضحى بابتسامة:شدي بعدين.. بس أنا مقدرتش استنى وقولت لزم اقولك
تقولي ايه باين عليكي عايزه تفلتي من عقابي ليكي عشان حذرتك كتير ترني على الجرس بالطريقة دي
 لما تسمعي الخبر ده هتنسي زعلك مني
يلا احكي ياضحى
ضحى بابتسامة:انا جالي عريس ومش اي عريس... عريس مبسوط وهعيش معاه في فيلا ... لتشرد حالمة... اخيرا جاه فارس الأحلام اللي هينتشلني من الفقر ده.

مبروووك ياضحى... ثم حضنتها... واتعرفتو على بعض إزاي
 انا اول مرة اشوفه النهاردة
زهرة بتساؤل: طب هو شافك أمتى
ضحى بابتسامة:هو كمان اول مرة يشوفني
تحدثت زهرة بحيرة:أومال عرفتو بعض ازاي.

ردت ضحى:أنا هقولك... تعرفي الست ام حمدي... العريس جاي من طرفها... أنا حكيلك كل حاجة بالتفصيل.. إنتي عارفة ان حمدي ابنها سواق تاكسي من حسن حظي ركب معاه كمال والكلام جاب كلام وأنه عايز عروسة مؤدبة ويكون أهلها في حالهم... اصل هو كان متجوز قبل كده واحدة أهلها مبسوطين وبهدلوه لحد ما طلقها... وحمدي كلم امه وأمه كلمت امي وجاه شافني النهاردة وكل حاجة جات بسرعة.. ده أحنا حددنا ميعاد كتب الكتاب.. هيكون الاسبوع الجاي هيبقا فرح عائلي على الضيق وهو انا اضايقت بس قولت راعي ظروفه وانه لسه خارج من طلاق وعايز جواز هادي.

شعرت زهرة بعدم الراحة فقالت:انا طول عمري مش بستريح للست دي... هي اصلا مش مريحة هي وابنها
ردت ضحى:واحنا مالنا بيهم... المهم كمال الراجل في قمة الاحترام والأدب وكمان مهندس... وانا موافقة
طب مش تسألو عليها الأول
اخويا شاف بطاقته وقبل مايجي كمال... راح مع حمدي يشوف مكتب الهندسة بتاعه وسأل البواب عليه وقال عليه انه انسان محترم ولما جاه طبعا وافقنا علطول.

زهرة ضمت ضحى بحب: مبرووك ياضحي وربنا يتمملك على خير
ردت ضحى قائلة بفرحة: يارب وعقبالك انتي كمان
أتنهدت زهرة: أنا خلاص اخدت نصيبي
متقوليش كده يازهرة أنتي لسه صغيرة وانسي بقا اللي حصل زمان وأرجعي زهرة بتاعت زمان
نظرة لها بحدة قائلة بانفعال: اقفلي سيرة على الموضوع ومتتكلميش فيه تاني وخليه يفضل سر ميطلعش لحد خالص فاهمة ياضحى.

مس كلامها كرامتها فقالت ضحى بحدة: وهيفضل سرك متصان يازهرة... إنتي من يوم ماعزلتي من شقتكم القديمة وجيتي ساكنتي في البيت هنا من كام سنة بؤي ده ماتفتحش خالص ولا حتى اهلي يعرفو حاجة لحد النهاردة...سرك متصان معايا سينين ومحدش يعرف بيه تيجي تقوليلي دلوقتي اوعي تطلعي سري برا.

انتبهت زهرة إلى انفعال ضحي: مكنتش اقصد.. الكلام طلع مني كده انا عارفة كويس ان سري في امان... بس انتي عارفة الكلام في الموضوع ده بيعصبني.... خلاص بقا سماح ومتزعليش مني
ذهب غضبها بسرعة كما أتى: خلاص مش زعلانة... بس متنسيش كتب الكتاب الخميس الجاي في البيت هنا
ردت زهرة بابتسامة: هي دي محتاجة عزومة من الفجر هتلاقيني عندك
بادلتها الابتسامة وهي تقول:هو ده الكلام... سلااااام بقا عشان ورايا الف حاجة لزم تخلص
نظرة لها قائلة بحب: سلاااام
تغلق ضحى الباب خلفها.. لتدلف زهرة إلى غرفتها.

لتتفاجئ بمشهد أصابها بصدمة لدرجة دمعت عينيها... ظلت مكانها يتملكها احساس بالشلل... فهي المذنبه في المصيبة الماثلة أمامها...فقد نسيت إغلاق دولابها عند خروجها... اقتربت ببطء من الملابس المبعثرة...ركزت بركبتيها على الأرض تنظر بألم للمال الممبعثر... المقطع... الممضوغ... تحدثت إلى ماشا:طب اعمل ايه دلوقتي...اقتربت منها ماشا لكي تداعبها...دفعتها بكف يديها بعنف لتقع ماشا بعنف على الأرض تموء متألمة...شعرت زهرة بالذنب فقامت بحملها:انا عارفة انه مش ذنبك انتي لاحول لكي ولاقوة ايش فهمك... الغلطة عندي انا... بس اعمل ايه في المصيبة دي دلوقتي.... انهمرت الدموع على وجنتيها وهي تدعو بالستر وتيسير أحوالهم....وبعد فترة من الدعاء قررت الذهاب إلى الشركة لتعتذر له لكي يوظفها عنده كما طلب منها

داخل احد المطاعم الفاخرة وعلى إحدى الطاولات المخصصة لكبار الشخصيات... كانت تجلس دينا وبجوارها أكنان والضحكة لا تفارق شفتيها
تحدثت دينا بابتسامة:انا مكنتش متخيلة هبقا سعيدة كده معاك
رد أكنان بهدوء:طبعا لزم تكوني سعيدة معايا... وكل سنة وانتي طيبة وأخرج من جيبه علبة قطيفة.
امسكتها دينا متأملة جمالها الخارجي ثم قامت بفتحها... نظرت إلى العقد الالماظ منبهرة بجمالها الملفت وتفاصيلها المتقنة فهو عبارة عن تحفة فنية... اعطتها إلى أكنان قائلة باغراء:ممكن تلبسهولي.

طبعا... انحنت رأسها وقام بوضعه حول عنقها واصابعه تلمس بشرتها بخفة... لتتنفس دينا بحدة من تأثير لمساته له.. فهي بدون أن تشعر تحول أكنان بالنسبة لها من مجرد فريسة إلى حبيب لا تقدر ان تعيش بدونه
وبدون وعي منها نطقت بمشاعرها تجاهه:بحبك بحبك اوي... وأنت كمان بتحبني
اختفت النظرة المرحة وحلت محلها نظرة باردة قائلا:ومين قالك اني بحبك
رده جعل تشعر بعدم الثقة.. تحدثت بهدوء:كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول كده
نظر لها ببرود:انا مش بحبك...وانا بعمل كده مع أي واحدة بتسلى معاها
زمت شفتيها بغضب: هو أنت كنت بتتسلى بيا.

قال بثبات:زي مانتي كنتي فاكرة نفسك هتقدري تلعبي عليا وتضحكي عليا بكلمة بحبك
بس انا بجد بحبك ياأكنان ومقدرش اعيش من غيرك
تحدث بملل:وانتي كده جبتي نهاية العلاقة بينا... نهض من مكانه لكي ينصرف
بسهولة كده هتقطع العلاقة اللي بينا عشان قولتلك بحبك
 ايوه عشان قولتلي بحبك هسيبك وانسي كل اللي بينا
تحدثت دينا برجاء: اعتبرني مقولتش حاجة.... أنا مقولتش حاجة.

تحدث وهو يحرك يديه في الهواء بلامبلاة:انسي يادنيا... أنا مكنش نفسي افشكل دلوقتي... كمل كلامه مبتسما ببرود... بس انتي السبب
دينا بتوسل:خلاص انا اسفة.. أنا مش بحبك أناااا مش بحبك بس متسبنيش
نظر لها بضيق وهو تتوسل له:سلاااام... وذهب تاركا أيها تنظر له بذهول غير مصدقة انه هجرها لمجرد اعترافه بالحب.

عندما خرج أكنان من المطعم وجد زاهر بانتظاره جالسا بجوار السائق وبمجرد جلوسه انطلق السائق
تحدث له بضيق:روح على الشركة
قال زاهر:بقولك ياأكنان انا عايز اجازة اسبوع... محدثا نفسه انه لم يعد قادر على تحمل البقاء في نفس المكان معاها... فقدرته على التحمل أوشكت على الانفجار
نظر لها مذهول إنها المرة الأولى منذ عمله معاه في المجموعة يطلب اجازة:اجازه يازاهر ومن امتى بتطلب اجازة
رد زاهر بضيق: هو انا مش من حقي اخد اجازه.

هز أكنان رأسه برفض:طبعا من حقك... بس ليه طلبك ده دلوقتي
أكنان قال:عشان عايز اغير جو... واللي هيمسك مكاني طول الفترة اللي هغيبها كفء بامتياز
نظر له بفضول في محاولة لتخمين السبب الحقيقي وراء طلبه:في حاجة تانية وانت مش عايزه تقولها
اهو انت قولت بنفسك مش عايز اقولها... يبقا سبني براحتي
خلاص اللي يريحك بس خليك فاكر انك مرضيتش تقولي سبب زعلك
ظل زاهر صامتا حتى وصلت السيارة أمام باب الشركة.

عندما دخل كلاهما إلى المكتب
تحدث أكنان متسائلا: قولي اخبار البنت بتاعت الكافيه ايه
رد زاهر: كلامك اتنفذ بالحرف الواحد ومفيش اي شغلانة اشتغلت فيها الا واتطردت منها... قفلنا كل السكك في وشها
نظر له بابتسامة ماكرة: صاحب الشغل اللي اشتغلت عنده النهاردة قلها الكلام اللي قولتلك تقوله ليه
هز زاهر رأسه بالايجاب:ايوه... اي طلبات تانية
أشار له بالانصراف قائلا بهدوء:لا مفيش
خرج زاهر من المكتب وهو في طريقه للذهاب إلى مكتبه... رأها تتحدث في التليفون بلهجة منخفضة والابتسامة تزين ثغرها...اكمل طريقه لكنه توقف عندما سمعها.... ده أحنا هنقضي مع بعض سهرة ولا في الأحلام.. قولتلي رقم الاوضة كام عشان نسيت... ثم اكملت طريقها باتجاه المصعد..

اصاب زاهر بصدمة مؤقتة غير مستوعب ماسمع...غرفة في فندق وسهرة ولا في الأحلام....تحرك مسرعا مقررا اللحاق بيها وغضب عارم يتزايد بداخله
ذهبت إلى الفندق وابلغت موظف الاستقبال بأن السيد زيدان منتظر صعودها إلى غرفته..وبعد لحظات قام موظف مخصوص بتوصيلها حتى باب الغرفة
وزاهر عينيه عليها متتبع كل خطواتها....استطاع بحكم مهنته التسلل خلفها بدون أن تشعر بيه...دعى أن تكون شكوكه غير صحيحة وان صغيرته مازالت برئية لم تلوثها طبيعة الحياة المتحررة في أمريكا.. طرقت باب الغرفة ليفتح له رجل شديد الوسامة ابتسم عند رؤيتها لتبادله بيسان ابتسامته ثم قام باحتضانها وأخذ بيديها ودلف إلى داخل الغرفة... هرول زاهر مكن مكانها قبل إغلاق الباب... لكنه وصل متأخرا.... طرق على الباب بعنف.

فتح زيدان الباب غاضبا:أنت مين وأزاي تخبط على الباب بالطريقة دي
دلف زاهر والغيرة تكاد تفتك بيه:أناااا أبقا... أدار عينيه في الغرفة... ليصدم من رؤية بيسان جالسة على السرير... فرفعت رأسها قائلة بصدمة:أااانت بتعمل ايه هنا
زاهر بفضول: وانتي بتعملي إيه هنا مع الاتنين دول
تولين بتساؤل:مين ده يبسان
نظرت لها بيسان:ده يبقا زاهر... ثم بادلت زاهر نظرة غاضبة:أنتي بتعملي إيه هنا وازاي تدخل بالهمجية دي الاوضة
همست تولين بخفوت:ده طلع قمر
التفتت له زهرة بضيق:لمي لسانك... جوزك واقف هقوله.

تمتمت بخفوت:حاااضر هلم... نادت على زوجها... تعالى يازيزو قومني عشان مش قادرة اقوم...
زيدان نظر للموقف الماثل أمامه بذهول ودلع زوجته له فهي عندما تريد شيء تناديه زيزو:حاضر ياحبي
تولين بدلع:خرجني اشم هو برا... ابنك محتاج يشم هوا
زيدان برفض:مش هسيب بيسان مع الهجمي ده
وانا بقولك سيب دلوقتي عشان ابنك عايز يشم هوا... وأطمن مش هيحصل حاجة... اصل ده همست بخفوت قائلة يبقا زاهر
ابتسم زيدان عند سماع اسمه مرددا بهمس: زاهر زاهر.

هزت تولين رأسها ببتسامة:ايوه هو يلا بينا بقا يايزوز حبيبي
وعند أنصرفهم نظرت له بغضب:تقدر تقولي بتعمل هنا ايه
نظر للموقف بدهشة... قائلا لها بابتسامة:كنت عايز اعرف هتقابلي مين في اوضة الفندق هنا... هما مين دول
بيسان بغضب: وانت مالك أصلا... اقابل مين
تحدث زاهر بضيق:مالي ونص طبعا لزم اطمن عليكي...

بيسان وضعت ابهامها أمام وجه محذرة:لا ملكش فيه... فاهم انت ملكش دعوة بيا خالص واتفضل اطلع برا من هنا
هتف بغضب:طبعا مالي ونص عشان انااا بح
نظرت له بذهول غير ماصدقه ماكاد ينطقه:أنت كنت هتقول ايه دلوقتي
مكنتش هقول حاجة... أنا خارج وبعتذر لو سببت ليكي ازعاج انتي وصحابك
أمسكت بيسان ذراعه تمنعه من الخروج:كنت هتقول ايه... انطق اتكلم.

تحدث بلامبلاة عكس مابداخله من حب:وانا بقولك مكنتش هقول حاجة... ووصلي اعتذاري لأصحابك .... سلااام... خرج وهو يشعر بالفرحة فهي لم تقابل راجل غريب... فهي كانت تقابل راجل وزوجته... زفر براحة وهو يمشي
دقت بيسان على بقدميها على الأرض بغضب:أنت ايه حجر... مش بتحس... بس هتروح مني فين مبقاش أنا بيسان نجم

ذهبت زهرة الي شركة القاسي كما قررت قبل نومها... فليس هناك سوى حل واحد لمشكلتها سوى ان تتوسل له لكي يوظفها
وقفت عند موظفه الاستقبال قائلة برجاء:عايز اقابل صاحب المجموعة
نظرت لها الموظفة بازدراء:في ميعاد سابق
هزت رأسها بالنفي:لا مفيش... بس معايا الكارت بتاعه ثم أخرجته من جيبها... اتفضلي
نظرت للموظفة الكارت باستغراب... فكيف وصل هذا الكارت الي يدها... تمام هبلغ البيه.. خليكى مستنيه لحد مايفضى وقت.

إنتظرت زهرة على الكرسي حتى شعرت بالملل... فقد مر اكثر من ثلاث ساعات جالسه دون إشارة انها ستقابله حتى الان... لتمر ساعة تلو الاخرى وهي تتنظر... شعرت بالدموع في عينيها... فليس بعد كل هذا ستنصرف دون مقابلته... ضغطت زهرة على كرامتها محدثة نفسها... اصبري يازهرة مفيش حل تاني غير ده.

نادت عليها الموظفه قائلة: البيه هيقابك دلوقتي... عندك خمس دقايق بس عشان عنده اجتماع
هزت زهرة رأسها بالموافقة: حاضر
دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها..
دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها... لوهلة بدى مثله ولكن عند اقترابها من المكتب... لم يكن هو بل صورة متقدمة لأكنان في السن
رفع نجم رأسه عن الأوراق... نظر لها باستفهام: نعم...
طلبتي تشوفيني ليه
تحدثت زهرة بتردد: بس أنا كنت عايزه أقابل أكنان بيه
نظر لها نجم بفضول: وكنتي عايزه تقابلي أكنان ليه..

لم تعرف زهرة ماذا تقول له... هل تقول الحقيقة ام الجزء المتعلق بالوظيفة.. فقررت الكلام فقط في الوظيفة فما تريده الان العمل لتلبيه احتياجات معيشتها هي وامها... فقالت: أصله هو قالي لو عايزه اشتغل أجي ليه الشركة هنا
تأملها بتركيز فهي ليست باهرة الجمال لتجذب انتباه إبنه... أكيد شعور بالشفقة تجاهها: مؤهلاتك إيه
رددت بهمس وهي تشعر بالخجل: ثانوية عامة
كرر سؤاله بحدة: مش سمعك
قالت بنبرة أعلى: ثانوية عامة..

عقد بين حاجبيه بعبوس: ثانوية عامة وهتعملي بيها ايه هنا في الشركة...ثم نظر إلى ساعته كاشارة منه لانتهاء وقت المقابله...ليقول.. مفيش شغل ليكي
زهرة برجاء: انا محتاجة الشغل ضروري.. أنا كنت شغاله في كافيه وبعمل قهوة حلوة... أنا ممكن اشتغل اي حاجة... امسح المكاتب.. مستعدة اعمل اي حاجة... توسلت له زهرة وهي بداخلها تموت من الذل... شغلني في الشركة اي حاجة
شعر نجم بالشفقة نحوها... أشار بيديه لتتوقف عن الكلام: خلاص هتشتغلي في بوفيه الشركة...

ردت زهرة بابتسامة حزينة: حضرتك مش هتندم انا بعمل فنجان قهوة بيظبط الدماغ... فنجان القهوة ده كان السبب ان آكنان بيه يديني الكارت عشان اشتغل في الشركة وتمتمت بهمس والسبب في الذل اللي انا في دلوقتي
تحدث نجم أمرا: طب روحي اعمليلي فنجان القهوة السحري... ثم اتصل بسكرتيرته للمجيء... لتعريف زهرة بمكان البوفيه وخرجت زهرة برفقتها
وبعد عدة دقائق دلفت زهرة إلى المكتب حاملة صينينه عليها فنجان تناولت الفنجان ووضعتها على المكتب.

نظر لها بتمعن... حدثه يخبره بوجود شيء غامض بخصوصها... اخذ الفنجان وارتشف عدة رشفات
ظلت زهرة واقفة في مكانها منتظرة الأذن بالذهاب
عندما إنتهى رفع رأسه قائلا بنبرة رزينه: مش بطال فنجان قهوة بيظبط الدماغ زي ماقولتي وعشان انا مبسوط ومتكيف... فأعتبري نفسك شغاله في البوفيه من النهاردة.

ردت زهرة: شكرا لحضرتك...اي طلبات تاني
أشار لها بالنفي: مفيش... تقدري تخرجي دلوقتي ولما احتاجك هبلغك... ثم أشار لها بالانصراف
اتجهت إلى الباب وقبل مسك مقبض الباب لكي تخرج
انفتح الباب فجأة... ليدلف كابوسها
نظرت له برعب فبادلها بنظرة مصدومة وهو يراها في مكتب والده حاملة صينيه عليها فنجان من القهوة الفارغ.. رفضا ماتوصل له عقله... فحدثها بغضب: انتي بتعملي ايه هنا.

ردت زهرة ببرود: زي مانت شايف بشتغل مع نجم بيه
ارتفع صوته قائلا: أنتي ملكيش شغل هنا... إنتي مطرودة
أدارت رأسها باتجاه نجم ونظرت متوسلة له دون أن ينطق لسانها بالكلام
نهض نجم من مكانه ثائرا: انا اللي شغلتها هنا..يبقا ملكش دعوة بيها.. زي مانا بعمل معاك.. مليش دعوة بشغلك
جز أكنان على أسنانه بغضب فهو لا يريد الدخول في مبارزة مع والده: تمام اوي وعندك حق في الكلام... كل واحد فينا ملهوش دعوة بقرارات التاني...

اشار لها نجم بالانصراف... شاهد أكنان انصرافها بغيظ تتبعها بنظرات نارية متوعدا لها
وبعد جلوس كلاهما... تحدث نجم بفضول: ايه حكاية البنت دي
رد أكنان ببرود: مفيش اي حكاية
نظر له بمكر: أومال ليه اول ماعرفت اني شغلتها عندي... كنت هاين عليك ترميها برا الشركة خالص... حصل ايه لكل ده...مع انك اللي قولت ليها تيجي هنا عشان تشتغل.

سأل أكنان بفضول: هي قالت جايه عشان تشتغل
_ومادام انت قولتلها تيجي... ليه كنت عايز تطردها
_ مزاجي كده ودلوقتي مبقتش عايزه هنا في الشركة
نظر له بتمعن: وبس مفيش حاجة تانية.

رد بهدوء ظاهري في محاولة لإخفاء غضبه: ايوه وبس... خلينا في المهم عايزك تفضي وقت ليك عشان هنستقبل الوفد الياباني.. بخصوص الصفقة الجديدة
تحدث بلهجة عملية: تمام بلغ سلوى بالمعياد
نهض آكنان من مكانه قائلا: سلااااام يابوس
وقبل خروجه... هتف نجم قائلا: على فكرة البنت هتشتغل في مكتبي بس وملكش دعوة بيها
هز رأسه ببرود: تمام.. وخرج من المكتب هو يشتعل من شدة غضبها... فهو لم يفعل كل هذه وفي النهاية تنجو من عقابه دون رؤيه تذللها له.

ابتسم نجم بخفة...فهو استمتع برؤية غضب إبنه النادر الظهور... وهذا ماجعله يقول له انها تخص مكتبه فقط... لرؤية المزيد من مشاعره إبنه.... فهو يأس من معاملته الباردة مع الجميع وحتى هو...
ذهب أكنان إلى مكتب زاهر
بمجرد دخوله نظر له زاهر متسائلا من رؤيته وهو على هيئة قنبلةموقوته على وشك الانفجار..
فقال بفضول: مالك هتولع في المكان.

جلس بحدة على الكرسي: البت بتاعت الكافيه اشتغلت هنا
اتسعت عينيه بصدمة: اشتغلت ازاي
_ السكرتيرة الزفته... دخلته ليه بالغلط وكانت عايزه تشوفني انا.... والوالد عشان قلبه طيب شغلها عنده وكمان مخصوص ليه...
حاول إخفاء ابتسامته.. تحدث له قائلا بثبات: البت دي حظها حلو... حظها الحلو خلاها تهرب من عقابك ليها.

ضرب أكنان سطح المكتب ضربات متتالية قائلا بلهجة قاتلة: حظها الحلو ده مش معايا انا...انا هعرف اطردها ازاي من الشركة واخليها تبوس جزمتي عشان اخليها تشتغل اي حاجة
قال زاهر بهدوء: ماتنسى البنت دي وسبها في حالها
نظر له بعنف: اسكت دلوقتي يازاهر... عشان انا مش طايق نفسي دلوقتي... بس أنا مش هسيبها...
سأل زاهر بحب استطلاع: ناوي تعمل ايه معاها
ابتسم أكنان ببرود: بعدين هبقا اقولك بعدين

بيسان لم تذهب الي الشركة اليوم... فهي استيقظت على صداع مؤلم جعلها تقضي بقيت النهار في الفراش... وطول فترة بقائها في الفراش كانت تلعن زاهر باستمرار ولم يتوقف لسانها عن سبه وشتمه
... ماشي يازاااهر... ماشي انا تعمل معايا كده... زفرت بغضب وهي تتحدث مع نفسها... طب اعمل معاه ايه اكتر من كده... اضحك عليه واشربه حاجة اصفرا... ولا اعمل معاه ايه بالظبط.

لم تنتبه للطرقات المتواصلة على باب غرفتها.. بسبب اندماجها في الحديث مع نفسها
دخل كريم إلى الغرفة وظل واقفا في مكانه وهي لم تشعر بوجوده نهائي... ابتسم وهو يسمع جنون كلامها
قرر في النهاية اخرجها من حالة بؤسها...
ضرب بخفة على كتفها
التفتت له بفزع: حرام عليك خضتني... هو مفيش حاجة اسمها خبط على الباب ولا هي تكيه
تحدث لها قائلا بابتسامة ضاحكة: خبطت لحد ماايدي وجعتني بس انتي اللي مكنتيش فاضية... ومين ده اللي ناوية تشربيه حاجة اصفرا
زفرة بيسان بغضب: مين غيره اللي مايتسمى زاهر طبعا...

كريم بابتسامة: بس متوصلش للحاجة الأصفرا....وتغرري بالراجل...مكنش يومك يازاهر الحق اهرب بنفسك بسبوسه ناوية تغرر بيك وتجرجرك للرذيلة
ابتسمت بيسان على خفة دمه: صدق فاكرة..خلاص انا هضحك عليه واخليه يسلملي نفسه بالحاجة الأصفرا وبعدين اتجوزه... وأخيره يالجواز يالفضحية...
اختفت ابتسامته لتحل نظرة ثابته: انا بهزر على فاكرة ياتكوني فاكرني بشجعك على كده.

بيسان ردت: وانا كمان بهزر على فكرة... متوصلش بالتغرير.... زينت شفتيها ابتسامة هادئة.. بس ميمنعش انها فاكرة مجنونة... هو أنا ممكن اعمل كده
_أهدى كده يابيسان وقوليلي حصل ايه عشان كل ده
_ أنا هطق ياكريم.. حسه هيجرلي حاجة من تجاهله ليا وكله بسببه.. امبارح كانت بكلم زيدان ومراته لقيته واقف قريب مني فعليت صوتي وهو افتكرني هقابل راجل غريب في اوضته... قولت اخليه يغير شوية
كريم بفضول: وبعدين.

زمت شفتيها بضيق: ولا قابلين.. دخل الاوضة زي القطر اللي من غير سواق واول ماشافني قاعدة مع تولين ومش لوحدي... شدنا في الخناق مع بعض شوية وكان هيقولي بحبك بس قطع الكلمة البارد الحجر اللي مش بيحس وقال ايه مقولتش حاجة وسابني هولع في نفسي... ما تسبني اغرر بيه ياكيمو...
كريم بابتسامة هادئة: أهدى كده يابيسان وشيلي فكرة التغرير دي من دماغك
لمعت عينيها بنظرة ماكرة: بس ميمنعش انها فاكرة هتجيب من الآخر...

نظر لها بصدمة: بيسان مينفعش اللي بتفكري فيه ده
ردت بيسان: طبعا مينفعش بس اعمل ايه ياكيمو من خنقتي بقول كده
كريم بهدوء: أنا عندي فاكرة حلوة هتخليه يعترفلك بحبه.. مش الجنون اللي بتقولي عليه ثم قال بضحك وحرام عليكي تغرري بالراجل..
سألت بيسان: قولي يادنجوان فكرة ايه دي
تحدث كريم قائلا: انا هقولك الفكرة بس هنخلي التنفيذ بعدين مش دلوقتي.

إنتظرت زهرة وقت الانصراف بفارغ الصبر... طول الوقت كانت تشعر... انها قطة على صفيح ساخن... طريدة... مراقبة احساس بداخلها يخبرها بذلك..عندما حان موعد الخروج...هرولت مسرعة من هذا السجن وقبل خروجها من البوابة... تفاجأت بفتاة تصرخ بهسترية... إنتو ازاي تمنعوني أدخل ليه.... إنتو متعرفوش انا مين... أنا هخليه يطردكم لما يعرف باللي عملتوه.

حارس الأمن: مش احنا اللي مانعين دخولك... دي أوامر مباشرة من أكنان بيه
دينا تحدثت بصراخ: انت بتكذب...انا عايزه أقابل أكنان... صاحت منادية... ياااااكنان... اكنااااااان
خرج أكنان بخطى غاضبة عندما علم بوجود دينا وماتثيره من فضيحة في الشركة.... عندما راتها زهرة أخذت ركن بعيد عن مجال رؤيته...

اشار أكنان للحراس بالابتعاد...رمقها بغضب: نعم يادينا...ايه الموضوع الضروري اللي عايزني فيه
قالت بتوسل: عايز نرجع لبعض زي الاول... حياتي ملهاش طعم وأنت بعيد عني
رد ببرود: وانا قولتلك كل اللي بينا إنتهى
دموع انهمرت من عينيها وهي تترجاه: أنا أسفة لو زعلتك... طب أعمل إيه عشان تسامحيني... أنا مستعدة اعمل اي حاجة تطلبها مني... بس رجعني لحياتك تاني.

زهرة كانت متابعة صامتة من بعيد... شعرت بالشفقة من أجلها..متمته... ملعون أبو الحب اللي يذل من البنأدم
نظر أكنان لها بقرف قائلا ببرود: امشي من هنا يادينا ومش عايز اشوف وشك تاني... خلي عندك شوية كرامة وامشي
أختفت الملامح المتوسلة إلى ملامح شرسة غاضبة: همشي ياأكنان... بس مش هسيبك وهنتقم منك
ضحك أكنان بسخرية: أنتي...نفسي اشوف انتقامك هيكون ازاي... كان غيرك اشطر ياشاطرة... صرخ فيها... برااااا... طلعوها براااا.

إنتظرت زهرة ابتعادها... وخرجت من مكانها وهي تشعر بالغضب...وعندما وصلت إلى منزلها تفاجأت بضحى أمامها على السلم
زهرة بخضة: ايه يابنتي اللي موقفك على السلم في الوقت ده
_اول ما شوفتك طالعة نزلت ليكي جري
_ خير في إيه ياضحى
_ميعاد كتب الكتاب اتأجل فقولت اقولك.

أتنهدت زهرة براحة: حرام عليكي انا كنت بحسب في مصيبة حصلت
زمت ضحى شفتيها بضيق: هو في اكتر من كده مصيبة...
ابتسمت زهرة: وفي ايه اما يتأجل... متتسربعيش اوي كده على الجواز
أتنهدت ضحى بخفة: أااه قصدي مش اتأجل... الميعاد اتقدم
اتسعت عينيها بصدمة: اتقدم اكتر ماهو متقدم... ليه السربعة دي.

قالت ضحى: مش قولت مصيبة...احنا لقينا كمال جاه النهاردة... وقال انه عايز يقدم كتب الكتاب بدل الخميس الجاي... يبقا بكرا.. ومتفرقش من يومين وخير البر عاجله...
نظرة له بصدمة: أزاي بكرا بكرااا... هو ماله مستعجل ليه كده
ردت ضحى: بيقول الفترة اللي جاية مش هيبقا فاضي في المكتب اصل جاله شغل جديد هياخد كل وقته الفترة الجاية وهو قال يستغل الكام اليوم دول قبل مايتزنق في الشغل.... أنا محتاجاكي اوي يازهرة معايا.

ردت زهرة بحنية: وانا هكون معاكي... بس بعد الشغل... اصل اول يوم كان ليا النهاردة وبعد الشغل هتلاقيني عندك علطول
سألت ضحى بحيرة: شغل ايه اللي اول يوم وشغلك في الكافيه
نظرت لها بهدوء: أصل الكافيه اتباع واتفقل واشتغلت النهاردة في شركة قاسي.

قالت ضحى بعدم بذهول: قصدك شركة قاسي قاسي اللي بنسمع عنها... حوت الأعمال في البلد... واووو ده أنا كان نفسي اشتغل فيها... أنا قولتلك قبل كده يازهرة اني قدمت ال CV بتاعي عندهم اول ما تخرجت علطول ورفضوني.... بس خلاص انا بجوازي من كمال مش هتاج اي شغل
هزت رأسها: أه افتكرت دي الشركة اللي كان نفسك تشتغلي فيها
ضحى بضحك: كان نفسي ودلوقتي خلاص كفايه عليا كمال...

تحدثت زهرة بهمس: بلاش الاستعجال ياضحى في الجوازة دي
ردت ضحى: واسيبه ياطير من ايدي... إنتي هتعملي زي يابابا... كان رافض في الأول وهيطير من ايدي العريس... بس أنا مسكتش واتبعت معاه اسلوب الضغط النفسي لحد ماوافق
تحدثت زهرة بحنية: لو بقولك كده يبقا عشان خايفة عليكي... لو احتاجتيني في أي وقت اتصلي بيا علطول.

قامت ضحى بحضنها قائلة: وانتي كمان يازهرة...ثم قالت بابتسامة... ده بقا لو احتاجتك... كمال واعدني انه هيخليني مبسوطة ومش محتاجة حاجة
تصنعت زهرة الحزن: ندلة... بعتيني علطول كده
ضحى بهزار: طبعا ياقلبي ده كمال... سلاااام بقا ومتنسيش تسلميلي على مامتك
ردت زهرة: سلام ياندلة.. بكرا هتلاقيني عندك اول ماجي من الشركة

استيقظت زهرة من نومها وهي تشعر بالضيق...فلابد لها من ارتداء ملابسها الان والذهاب الي الشركة...خلال اول يوم شعرت بأن هناك مايراقبها فلم تشعر بالراحة... عندها احساس داخلي ان الايام القادمة سوف تكون صعبه عليها بسبب رفضه لتواجدها في الشركة... لكن ماذا تفعل... فليس بيدها حيلة ولا تستطيع ترك العمل الان.. فقررت في المستقبل محاولة إيجاد عمل اخر حتى تشعر بالراحة النفسية... قامت زهرة وأعدت الفطار لولدتها ولماشا ثم انصرفت ذاهبة إلى الشركة.

مر اليوم ببطء شديد تشعر بالملل... لم تتعود على الجلوس لفترات طويلة في نفس المكان فهي تحب الحركة... ظلت جالسة في مكانها المخصص منتظرة طلب نجم لفنجان قهوته...
رئيس البوفيه رمزي قال: البيه عايز فنجان قهوته
زفرة براحة متمته بخفوت: اخيرااا الواحد هيحرك جسمها
رمزي بتساؤل: بتقولي ايه
_بقول ثواني والقهوة تكون جاهزة.

عندما انتهت من أعدادها... ذهبت مباشرة إلى مكتب نجم... خرج أكنان من مكتب والده بسرعة وهو يكاد لا يرى أمامه.. حاولت الإبتعاد وتجنب الاصطدام... لكنه مقدر ومكتوب... لتقع الصينية وفنجان القهوة على بدلته
... نظرة له برعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه
صاح أكنان بقسوة: مش تفتحي ياعامية.

زهرة بخوف: انا اسفة... و اقتربت منه في محاولة مسح بقعة القهوة بكم ملابسها
مسكها بعنف من ذراعها لجعلها تتوقف عما تفعل: عامية وكمان غبية ومقرفة ايه اللي بتعمليه ده...كان يتحدث ومازال ممسك بيديها
رفعت رأسها.. تنظر له بعيون لامعة بالدموع... قائلة بخوف: حرام عليك... سيب إيدي
تلاقت عينيه بعيناها وشعر بخوفها.

عندما سمع توسلها الخائف... تركها بسرعة وابتعد خطوة إلى الخلف ناظرا لها بصدمة... فصوتها قد مس مشاعره.. جعلته تشعر بالذنب... لأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بنفس الاحساس... الذنب... الذنب في حق أنسان
رسم قناع البرود وتحدث لها أمر: امشي من قصادي دلوقتي
زهرة برعب: حاااضر... هرولت من أمامه مسرعة...فهي كادت تفقد وعيها أمامه من شدة رعبها
وعندما ابتعدت أخذت تتنفس بحدة... غير مصدقه انه تركها دون عقاب على تدمير بدلته الثمينة

في البيت عند ضحى علقت الزينة والانوار معلنة وجود فرح وعروس في هذا البيت... عندما انتهت زهرة من عملها... انصرفت مسرعة لتقف مع ضحى في يوم فرحها
وفي داخل غرفة ضحى كانت تتزيين على يد أشهر ميكب ارتسيت في البلد... فكمال قام بتحمل جميع التكاليف حتى يتم الفرح في الميعاد.. واشترى لها أغلى الاثواب
دخلت زهرة إلى الغرفة جري
التفتت لها ضحى قائلة: اخيرااا.

زهرة بندم: معلش بقا يدوب خلصت الشغل وجيت جري... بس أيه القمر اللي انا شايفها... طالعه زي القمر
قالت ضحى بابتسامة: من غير ماتقولي انا عارفة... أنا جبتلك فستان ليكي هتلبسيه دلوقتي ولو قولتي لا هزعل منك بجد... أنا مش بقولك تتزوقي كل اللي أنا عايزه اشوفك بالفستان وانتي معايا.

هزت رأسها بيأس من توسل ضحى لها: حاضر ياضحى... هو فين الفستان ده
إشارت ضحى باتجاه السرير: حطها هناك
قامت زهرة بتغيير ملابسها ولأول مرة منذ عدة سنوات بعد وفات والدها ترتدي فستان
انتهت ضحى وأيضا زهرة.... لتخرج ضحى ممسكة بذراع زهرة وهي تشعر بتوترها اخذ في التصاعد
زهرة بلهجة مطمئنة: أهدي وخدي نفس عميق... أنا معاكي مش هروح في أي حته...

صدحت الشقة بالتصفيق والغناء بمجرد خروج العروس وأخذت الفتيات يرقصن على أنغام الموسيقى الصاخبة
كمال استئذن من ضحى بخفوت: معلش ياقلبي هسيبك دقيقتين... في مكالمة ضروري لزم أرد عليها
... نهض كمال من مكانه واتجه إلى غرفة ضحى وأغلق الباب خلفه... أخرج التليفون من جيبه...ليرد على المتصل الذي لم يتوقف عن الرن
كمال بخفوت: حاااضر حاضر كلها ساعات والطلب يكون موجود زي ماطلبت...

الطرف الآخر بصياح: أنجز ياكمال... البيه مستعجل على طلبه.. البنت لزم تكون بنت بنوت... مفهوم الكلاااام
كمال: قول للبيه كلها كام ساعة والبنت هتكون موجودة عنده...
بعد أن نام أولاده الصغار وزوجته...خرج من غرفة النوم... جلس بمفرده في الشرفة وفي يده كوب من القهوة... مستمتع بنسمات الهواء الرقيقة المداعبه لوجهه وخصلات شعره...نظر للنجوم اللامعة في السماء شاردا مع ذكرياته...تزوج ولكن لم يكن سعيدا مع زوجته... فهي تعامله ببرود ولا تهتم به... اهتمامها بالبيت والأولاد فقط... شعر أنه ارتكب خطأ العمر بالزواج منها...بدأت ذكريات حبه مع زهرة تومض بداخله... همس متمتما بندم: يارتني ما اتخليت عنك وسبتك... أد إيه كنت غبي ومقدرتش الكنز اللي بين أيديا... امسك هاتفه وقام بالاتصال مرة أخرى بشقيق ضحى..

عندما رأى حسام رقم المتصل زفر بضيق.. فهو مصر على معرفة عنوان زهرة...عندما سأل شقيقته عن سبب إصراره في معرفة عنوانها... أخبرته أنهم كانوا في حكم المخطوبين... أصابته الدهشة مما روته له ضحى.. فهو لم يتخيل أبدا أن زهرة الغير جذابة يوجد شخص واقع في حبها وأيضا يتوسل لمعرفة فقط عنوانها..

تحدث أحمد بخفوت: ازيك ياحسام... ياريت المرة دي متكسفنيش
قال حسام بضيق: مش عشان اختي خلتني حلقة الوصل معاك تتصل كل شوية بيا وتدخلها في حوار ملهوش لزمة دلوقتي.... وقول بسرعة أنت عايز إيه عشان مش فاضي وزفته ضحى قربت تطلع
همس أحمد: مبروك لضحى
حسام رد بنفاذ صبر: الله يبارك فيك... قول عايز ايه
تحدث احمد بهدوء: عايز عنوان زهرة...
رد حسام بحدة: وانا قولتلك معرفش عنوانها...

احمد قال بيأس: أنا رحت لبيتها القديم وقالوا في المنطقة انها عزلت وضحى كانت صاحبتها الوحيدة فأكيد تعرف عنوانها...
قال حسام بملل: الكلام ده انت قولته قبل كده وضحى قالت متعرفش عنوانها
احمد قال برجاء: انا متأكد ان ضحى تعرف عنوانها... فلو سمحت يا حسام لو تعرف العنوان قوله... عشان انا محتاج اقابلها... محتاجها في كلام مهم
بعد إلحاح متواصل من أحمد... قرر في النهاية إعطائه العنوان
هتف أحمد: ده عنوانكم
_ايوه ما هي ساكنة في البيت عندنا
_شكرااا ليك على مساعدتك ليا... وأغلق الهاتف وزينت شفتيه ابتسامة.

بعد أنتهاء الزفاف... انطلق الأقارب وأهل المنطقة بالسيارات... وكل قائد سيارة قام باللف والدوران بها وتعالت أصوات الصفارات والزغاريط حتى باب عمارة شقة العريس
بمجرد خروج ضحى من السيارة.. أخذتها أمها بالحضن باكية: خلي بالك من نفسك
_حاضر يا ماما
الاب قال لكمال متأثرا والدموع محتبسه في عينيه: خلي بالك من ضحى... ضحى غلبانة اوي و اغلب من الغلب
كمال بهدوء: ضحى في عيوني ياعمي..

وبعد التهاني.. تحرك العروسان إلى الداخل...و بمجرد دخول ضحى من باب الشقة وإغلاق الباب خلفها... احست بتغير في تصرفات كمال... فقد ظل الصمت سائدا بينهم عدة دقائق دون نطق اي منهم بكلمة واحدة...ظلت ضحى واقفة في مكانها تنظر للأسفل منتظرة
تحدث كمال بهدوء: تعالي معايا ثم قبض على كف يديها.. واتجه ناحية غرفة النوم... مبروووك ياضحى
ضحى بخجل: الله يبارك فيك.

نظر لها بثبات: أنا هطلع برا... لحد ما تغيري هدومك
هزت ضحى رأسها بخجل... واجهت صعوبة في نزع فستانها لكنها خجلت من منادته لكي يساعدها... بعد معاناة استطاعت نزع فستانها... و ارتداء بيجامة حريرية كريمية اللون.. ظلت منتظرة دخوله حتى يأست... لتخرج من غرفة النوم باحثه عنه... رأته ممسك تليفونه يتحدث بخفوت
اقتربت منه ضحى وكحت بخفة للتنبيه بوجودها.

التفت لها وارتسمت على وجهه ملامح جامدة قائلا: أنتي هنا من امتى
ضحى بخجل: لسه دلوقتى
نظر له وهو يشعر بالراحة: معلش يا ضحى هضطر اسيبك دلوقتى
اتسعت عينيها بذهول: أزاي هتمشي وتسيبني...

قال بهدوء: غصب عني اسيبك في ليلة فرحنا... واحد صاحبي لسه متصل بيا وعنده مشكلة جامدة... معلش يا ضحى فأنا مضطر امشي دلوقتي
تركها كمال مباشرة تاركا أيها تنظر له بصدمة وهو يختفي من أمام عينيها... فاقت ضحى من صدمتها على صوت إغلاق باب الشقة
هزت رأسها بذهول غير مصدقة ماحدث لها... ظلت منتظرة بالساعات قدومه حتى تأخر الوقت... شعرت بالتعب وعدم قدرتها على فتح عينيها... توجهت إلى غرفة النوم واستلقت نائمة على السرير وأثار الدموع على وجنتيها فقد تركها عريسها في ليلة زفافها.

انتظر احمد شروق الشمس بفارغ الصبر لرؤية زهرة فقد علم من حسام انها تخرج باكرا للذهاب إلى عملها.. وقرر ان يتوسل اليها ان تسامحه على ما ارتكبه من ذنب في حقها
انتظر بسيارته في مكان قريب من البيت يتيح له رؤيتها بمجرد خروجها...رأى فتاة تخرج من البيت في نفس التوقيت لم يكترث للنظر لها مرة أخرى ثم التفت مرة أخرى موجه نظراته تجاه مدخل البيت... أعار انتباهه سماع صوتها... التفت بحدة ناظرا تجاه الصوت.

هتفت زهرة: نعم يأم محمد...
_معلش يازهرة هتعبك معايا تبقي تعدي على سوسن تستعجليها بالعباية
_وانا جايه من الشغل هعدي عليها تستعجلك العباية بتاعتك
لم يصدق لوهلة ما رآه... فهو اسم حبيبته وصوتها ولكن وجهها ليس هو... شكلها... ملابسها فهو لم يتعرف عليها عندما رأها..
هتف مناديا: زهرة
التفتت له مصدومة: احمد.

هتف محدثا نفسه: إنها هي زهرة... خرج من سيارته
عندما رأت تحركه... هرولت مسرعة فهي لا تريد رؤيته
... اضطرت لإيقاف تاكسي غصب عنها ولكن ماباليد حيلة... هتفت بفزع للسائق... اطلع ياسطى بسرعة
عاد أحمد مسرعا إلى سيارته وانطلق وراء التاكسي للحاق بها
تنهدت زهرة براحة عندما لم ترى سيارته خلفها...طلبت من السائق التوقف بالقرب من بوابة الشركة.

وبمجرد وضع قدمها على الرصيف وانطلاق السائق... وجدت من يجذبها بعنف من ذراعها مجبرا إياها على النظر نحوه... بتهربي ليه مني يا زهرة....تحدث بحيرة شديدة... أنا معرفتكيش في الأول... إيه اللي حصل معاكي عشان تبقي كده
ردت بحدة: ملكش فيه... وقولي ايه اللي فكرك بيا دلوقتي...
_اللي رجعني الحنين... الحنين ليكي... الحنين لحبي الوحيد اللي مقدرتش قيمته إلا بعدين
هتفت بحزن: كان فين الكلام ده زمان... جي تقولي الكلام ده بعد ما اتجوزت وخلفت
تحدث بندم: غلطت لما اتجوزتها ولولا الولاد اللي بينا كان زماني طلقتها.

نظرت له بغضب: امشي يا أحمد الكلام بقى ملوش لزمة
تحدث بألم: بس انا عايزك تسامحينى... عايز نرجع لبعض زي الاول
هتفت بجدية: أنت ايه اللي بتقوله ده... أمشي يا أحمد وسبني في حالي.... خلاص احنا مبقناش ننفع لبعض انت راجل متجوز وانا زي ما انت شايف مبقتش زهرة بتاعت زمان...إنسى يا أحمد.

تحدث بانفعال: وانتي نسيتي اللي بينا يازهرة... نسيتي كل اللي جمع بينا من حب زمان بالبساطة دي
نظرت له بحدة: حب ايه اللي بتتكلم عليه هو مين فينا اللي نسى التاني وسبها
_وأنا جاي اقولك انسي اللي فات وحصل زمان
_انسى ايه يا أحمد وسبب بعدنا لسه موجود
_غلطة عمري يا زهرة
_ الغلطة دى ناوي تصلحها ازاي وانتو بينكم عيال.

نظر له بندم: سامحيني يازهرة... أنا ندمان... أنا كنت غبي اوي لما سبتك تضيعي من ايدي
بادلته نظرة باردة: متعتذرش يا أحمد... أنت كنت زمان مهم ليا... بس دلوقتي خلاص
قال أحمد: أنا مش سعيد في جوازي يا زهرة... انا اكتشفت اني مش لحب ولا هحب حد غيرك... تعالي نرجع لبعض
هتفت زهرة بغضب: هو أنت سمعك تقيل.. أنت ولا حاجة بالنسبة ليا...أمشي من هنا ومش عايزه اشوف وشك بعد كده.

أمسك احمد ذراعها قائلا بانفعال: مش همشى ومش هسيبك
شعرت زهرة بالرعب منه... حاولت الافلات من يديه... قالت بفزع... سيب إيدي
_ مش هسيبك الا لما تسامحيني.

عندما توقف كريم بالسيارة قرب البوابة... لحظ فتاة وشاب يتهجم عليها وهي تحاول الافلات
خرج مسرعا من السيارة... متحدثا بصوت عالي: في حاجة يا أنسة
نظرت له بتوسل: خليه يسبني
هتف كريم: سيبها...

احمد وجه له نظرات نارية: ملكش فيه... دي مشكلة بين حبيبين اش دخلك أنت
بادل كلاهما نظرة ذهول فهما مختلفان.. نقيضان... هو جذاب وهي عكسه تماما: حبيبين...
احمد قال بحدة: متخانقين مع بعض وهي مش قابله الصلح...
همست زهرة: امشي من هنا بلاش فضايح
رد عليها بخفوت: همشي بشرط... توافقي نتقابل
هزت رأسها بالموافقة متمته بخفوت: حاضر.

نظر كريم لزهرة قائلا: كلامه صح هو انتو زي مابيقول
قالت بخفوت وهي تشعر بالغضب: أيوه صح.. أمشي بقا دلوقتي
هز رأسه بانتصار: حاضر... نتقابل بعد ماتخلصي شغل
ردت زهرة: حاضر
تحرك كريم مبتعدا مبتسما... متمتما... الناس فيما
يعشقون مذاهب
شعرت زهرة بالرعب عندما رأت هذا الراجل يتجه ناحية البوابة فتمنت عدم ملاحظتها...

... تفاجئ بمرور الفتاة أمامه... تعبر بوابة الشركة
صاح فيها: أنتي يا أنسة رايحة فين و اسمك ايه
زهرة شعرت بأحراج شديد: انا شغاله هنا واسمي زهرة
تحدث بثبات: وشغالة ايه
ردت زهرة متمته: شغالة في البوفيه
تحدث له أمرا: اللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني
هزت رأسها قائلة بخفوت: حاضر يابيه

ذهب كريم مباشرة إلى مكتب بيسان
طرق على الباب ثم دخل مباشرة قائلا بابتسامة: صباح الخير
زمت شفتيها قائلة بضيق: فين الخير ده ياكيمو... انا خلاص جبت اخرى منه
جلس على الكرسي وهو يسأل: مالك مانتي كنتي كويسة امبارح
بيسان بغضب: كنت ياكريم كنت...

_ خير وإيه اللي جد من امبارح النهاردة
زفرت بحدة وهي تتحدث: البيه عمل نفسه ولا كأنه شايفني... عديت من جنبه ولا هان عليه يقولي صباح الخير
حاول كتم ابتسامته فقال بهدوء: والزوبعة دي كلها عشان مقلكيش صباح الخير
ردت بيسان: أه ازاي يشوفني وميقوليش صباح الخير... اتصرف ياكريم.... أنا خلاص تعبت ولو ملقتش ليا حل معاه هموت نفسي
كريم تحدث بانزعاج: إيه العبط اللي بتقوليه ده... احنا مش اتفقنا امبارح وقولنا هنفذ بعدين الفكرة.

حركت يديها في الهواء بانفعال: أفكارك اللي كلها فاشلة ومش بتأثر... لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث... مفيش حد حاسس بيا... أنت متعرفش يعني ايه افضل اربع سنين برا وأقول لنفسي اكيد هنساه لما يبقى بعيد عني... ولا نسيته ولا زفت بالعكس حبه زاد جوا قلبي وهو قلبه حجر... انهمرت دموعها
شعر كريم بالخوف من حدوث مكروه لها... فهي تبدو في حالة يرثى لها... قام من مكانه وجذبها لتنهض واقفة على قدميها... شعر بارتعاش جسدها... حضنها وربت على رأسها بحنيه قائلا برقة: وانا روحت فين... كفاية عليكي انا.

رفعت رأسها تنظر له بعيون دامعة: لا مش كفاية..
دلف زاهر إلى مكتبها مباشرة فالباب كان مفتوح قليلا
... اتسعت عينيه بغضب... من المشهد الماثل أمامه... تشنج وجهه
نظرت له بيسان بصدمة.. وهي تراه أمامهم وعلى وجهه تعبيرات قاتلة... تحدثت بيسان بتوتر: أنت فاهم غلط
كريم همس لها... أهدى يا بيسان انتي معملتيش حاجة غلط ثم بادله بنظرة ثابتة: أنت إزاي تدخل من غير استئذان.

رد زاهر وهو في قمة غضبه: شيء ميخصنيش تعملو ايه مع بعض... ازاي ادخل من غير استئذان فالباب كان مفتوح...وجيت ليه عشان اديكي الملفات اللي طلبتيها ثم وضع الملفات بعنف على سطح المكتب.. وانصرف بخطى غاضبة من خارج المكتب محدثا نفسه بغضب بصمت.... عمرها ماكنت مناسبة ليك ولا هتكون واكتر حاجة صح عملتها في حياتك انك رفضتها...
بيسان دموعها انهمرت على وجهها: خلاص خسرته ياكريم
تحدث لها بحنية: هششش بطلي عياط.. لو مقدرش قيمتك يبقى ميستهلكيش

في أرقى المناطق السكنية....جلست دينا على أريكتها الوثيرة... أخذت تزفر بغضب و تقوم بقضم اظافرها... فهي منتظرة مكالمة هاتفية هامة... وبعد طول انتظار رن تليفونها... امسكتها بسرعة وتحدثت برقة: ألو
رد شهاب بملل( أحد أهم منافسين أكنان وبينهم عداوة شديدة): ايوه يا دينا.. كنتي عايزاني في إيه
دينا بدلع: عايزاك في كل خير طبعا... عارف الصفقة بتاعت الشركة اليابانية اللي نفسك تفوز فيها... انا ممكن اساعدك تكسبها.

انتبهت حواسه لحديثها: دي لعبة عليا... أنا اللي عارفه انك على علاقة بأكنان... هو أكنان مسلطك عليا
ردت دينا برفض: مفيش حاجة من كلامك صح... هو انت موصلكش آخر الأخبار
سأل شهاب: وايه هي آخر الأخبار
قالت دينا بغل: انه قطع علاقته معايا بطريقة مهينة وانا عايزه انتقم منه وأرد ليه القلم اللي اديهولي
شهاب بهدوء: احكي اللي عندك وهشوف إذ كان هيفدني ولا لأ.

تحدثت بحقد عن مادار من حوار بين أكنان في التليفون واحد مسئولي الشركة اليابانية.... كانت معه وقتها وتصنعت عدم الانتباه له
عندما انتهت من الكلام هتف منتصرا: واخيرا... المناقصة دي لو فزت فيها هتخسر المجموعة كتير وهيكون ليكي الحلاوة
ردت بغل: حلاوتي اني اشوفه مهزوم
انتهت المكالمة بينهما على موعد للقاء... تنهدت دينا وارتسمت على ثغرها ابتسامة متشفية.

رن جرس الباب... فقامت من مكانها بضيق... فتحت الباب
روجينا بابتسامة: كده يا ندلة ولا حتى مكالمة تليفون... وارن عليكي مش بتردي
ردت بضجر: مكنتش فاضية
_طبعا لازم متكونيش فاضية... ماهو أكنان شغل كل وقتك... وطبعا نسيتي موضوع زاهر
_ ماهو من أرك ده كله بح
سألت بفضول: يعني أيه.

ردت بضيق: أكنان قطع علاقته معايا... موضوع زاهر بقى في طي النسيان
تحدثت لها بحزن: يا خسارة يا زاهر.... وانتي عاملة ايه دلوقتي
ردت دينا بكآبة: هنتقم منه وهدفعه التمن غالي
نظرت لها بفضول: إزاي بقى
ردت عليها بشرود قائلة إزاي دي هتعرفيها بعدين

استيقظت ضحى من نومها وأخذت تتثاءب.. نهضت من فوق الفراش مصدومة متذكرة ماحدث ليلة البارحة وخروج زوجها وعدم روجعه... خرجت من غرفتها للبحث عنه... فوجدت الشقة فارغة وليس هناك مايدل انه أتى حتى الآن... بعد لحظات سمعت صوت المفتاح في الباب وإغلاق الباب... ذهبت مسرعة تجاه باب الشقة.

اول ما رأها قال كمال بابتسامة: صباح الخير على احلى عروسة
ردت ضحى بلهجة كئيبة: صباح الخير...أنت قولت مش هتتأخر
كمال قال بهدوء: معلش ياحبيبتي... بس المشكلة كبرت واتطورت وقلبت لخناقة جامدة ورحنا القسم ولسه طالع منه دلوقتي
سألت بقلق: وانت كويس
كمال بابتسامة: كويس انها جيت على كده...
_والمشكلة اتحلت...
_لو مكتنش اتحلت كان زماني لسه مشرف في القسم
سألت ضحى بفضول: هو حصل ايه بالظبط.

رد كمال: ححكيلك بعدين... المهم دلوقتي عايزك تحضري شنطة لينا عشان هنسافر مارينا هنقضي في الفيلا بتاعتي هناك اول يومين لينا في شهر العسل فيها... غمز له بأحد حاجبيه... اصل اتشائمت من هنا... اول يوم فرحي هنا وقضته في القسم... فقولت اخدك واهرب في مكان بعيد نكون فيه لوحدنا من غير حتى تليفونات.

ردت بخجل: حاضر... قبل مااحضر الشنط هات تليفونك عشان تليفوني نسيته في البيت عند بابا.. ارن على ماما اطمنها عليا واقولها اننا هنسافر مارينا... عشان ميجوش المشوار هنا ومش يلاقونا
رد بابتسامة: انا اتصلت بيهم وقولتلهم... يلا بينا حضري الشنط عشان منتأخرش
و بعدها بنصف ساعة انطلق كمال بالسيارة وطول الطريق ظل صامتا
كسرت ضحى الصمت قائلة: هو فاضل كتير لحد مانوصل
رد كمال: قربنا نوصل حبيبتي... باين عليكي زهقتي.

اجابته ضحى: مش زهقت من الطريق... زهقت انك مش بتتكلم معايا وطول السكة ساكت وحساك متغير وفي حاجة شغلة بالك... هو في ايه ياكمال بالظبط
نظر له وقال بهدوء: أصل حصلت مشكلة في الشغل خلت بالي مشغول وكمان مشكلة صحبي وترتني اكتر.

بعد فترة وصل كمال إلى الفيلا... نزلا من باب السيارة حتى وصلا أمام الباب وضع كمال المفتاح وفتح الباب... عندما دخلا أضاء كمال الانوار قائلا بابتسامة: نورتي بيتك ياعروسة... تعالي عشان اوريكي أوضة النوم وفي الداخل قال كمال: انا هدخل اخد شاور... و عايزك تغيري هدومك وتلبسيلي قميص نوم حلو وغمز بحاجبيه... وبلاش ابوس ايدك البيجامة اللي شوفتك بيها.

هزت ضحى رأسها بخجل: حاضر
دلف كمال إلى الحمام ليغتسل... وفتحت ضحى الشنطة واختارت قميص نوم مخصص لهذه الليلة...
وانتظرت خروجه وهي جالسة على الفراش سمعت رنين تليفون زوجها فقد نساه على الكمودينو بجوار الفراش...

أمسكت الهاتف... ليعلن الهاتف وصول رسالة أيضا... تملكها الفضول... فقامت بفتح الرسالة من شخص يدعى فريد وقرأتها وكان نصها كالتالى....أخبرني عندما تصبح الفتاة جاهزة... أريدها كما اتفقنا
لم تعلم لماذا شعرت بالقلق من محتوى الرسالة... فقامت بوضع التليفون في نفس موضعه...
خرج كمال من الحمام وارتدى ملابسه واخذ هاتفه..

سألت ضحى بقلق: أنت بتلبس تاني ليه
رد كمال: فتحت التلاجة لقيتها فاضية... فهروح اشتري شوية حاجات من السوبر ماركت
قالت ضحى: متتأخرش... عشان بخاف من القعدة لوحدي
رد كمال بابتسامة: مش هتأخر مسافة السكة حبيبتي
ظلت ضحى واقفة مكانها تشعر بالضيق والقلق فهناك شيء غير طبيعي في سلوك كمال.. ذهبت إلى غرفة النوم لكي تستريح قليلا..

وبعد عدة دقائق من ذهاب كمال... سمعت صوت سيارة أمام بوابة الفيلا...نظرت من النافذة لترى من القادم...فرأت رجل غريب يفتح باب الفيلا ويغلق الباب خلفه... استولى عليها الرعب.. ذهبت إلى الحمام واختبئت... سمعت صوت الأقدام في غرفة النوم ثم اختفت للدقائق.. ثم عادت الأقدام مرة أخرى بداخل الغرفة.

اخرج الراجل هاتفه وتحدث بغضب: فين البنت اللي قولتلي عليها
على الطرف الآخر كمال: انا لسه سايبها وقفلت عليها باب الفيلا... دور عليها كويس
فريد بزعيق: انا دورت عليها كويس ياكمال... أنا دفعت فيها فلوس كتير عشان تجبلي بنت بنوت وفي الاخر اجي وملقيش حد... ده أنا هقتلك فيها
كمال تحدث بقلق: دقايق وهكون عندك يافريد بيه.

فريد بلهجة غاضبة: عارف لو طلعت بتضحك عليا هوديك ورا الشمس... وحمايتي ليك في شغل الدعارة هشيله...
كمال رد بسرعة: البنت موجودة في الفيلا وثواني وهكون عندك يافريد بيه
اغلق فريد الهاتف بعنف... في داخل الحمام وضعت ضحى يديها على فمها تحاول كتم تنفسه... مصدومة مما سمعت... ان زوجها قواد وقام ببيعها لهذا الراجل.. نظرت حولها برعب في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب... لم تجد شيئا فشباك الحمام صغير جدا وهي تتحرك بخفة ذراعها ارتطم بحوض الحمام محدثة صوت خافت.

في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة وقام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...
شعرت إنها فريسة وقعت في المصيبة... محاصرة وليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت...
دلف زاهر إلى مكتب أكنان... رسم على وجهه ملامح
هادئة على عكس مابداخله من بركان ثائر..
سأل زاهر: نعم ياأكنان...

أكنان رد بلهجة هادئة: بقالك فترة متغير... وكل شوية
أقول لنفسي بكرا ترجع زي الأول
رد زاهر بثبات: ومين قالك أني متغير
تحدث له بثقة: عشان عارف كويس إيه اللي مغيرك
أكنان رد بعدم اهتمام: وإيه بقا اللي غيرني ياخبير
أكنان بابتسامة لم تصل لعينيه: بيسان.

اعار كل حواسه له بمجرد ذكر إسمها: مالها بيسان
أكنان بهدوء: أنت عارف يازاهر أنت بالنسبة ليا ايه...
أنت اكتر من أخ ليا... وبيسان حته مني انا بعتبرها
بنتي مش اختي الصغيرة... لما آمنا ماتت مكناش لينا..

غير بعض... بابا كل اهتمامه بالشغل ونسى ان ليه ولاد محتاجين حبه... وجودك فرق في حياتنا كتير وبيسان اتعلقت بيك اوي.. زمان قولت سافرها الأفضل ليها وليك عشان كانت لسه صغيرة... دلوقتي خلاص وانا شايف الوضع بينكم صعب وانت بقيت أخلاقك لا تطاق
تحدث زاهر بصدمة فهو لم يتخيل ان آكنان كان على معرفة بمشاعره وظل صامتا طوال السنوات الماضية: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده
قال أكنان بهدوء: الكلام ده كان المفروض أقوله من فترة... في مثل بيقول أخطب لاختك ومتخطبش لأخوك
رد زاهر بالرغم عنه: اسمها على فكرة أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك
رد أكنان: وانا زي أبوها...

استغرب زاهر طلب أكنان منه أن يتزوج بيسان في هذا الوقت بالذات... استرجع بالذاكرة ماحدث منذ وقت قليل ورؤيتها لها في حضن كريم... هل حدث بينهم شيء وأكنان يريد إخفاء فضحيتها... او حدث شيء في فترة سفرها في الخارج وقامت بالتفريط في نفسها لذلك كانت تبكي لكريم متوسلة له إخفاء فضحيتها.... لذلك يريد أكنان تزويجها له عندم رفض كريم.... لماذا عرض عليه أن يتزوج شقيقته وفرق السماء والارض بينهم.... هي بيسان نجم من أثرى العائلات واعرقهم وهو زاهر مجرد المساعد الأيمن لهم... هز رأسه بعنف رافضا منحنى أفكاره المرعب..

سأل أكنان مرددا: قولت ايه يازاهر
احتار زاهر في الرد وماذا يقول له... أكنان أكثر من أخ... ولو احتاج مساعدته فهو لا يستطيع رفض مد يد العون له: أنت فجأتني بكلامك ده... محتاج افكر شوية
تحدث أكنان بهدوء: بس متاخدش وقت في التفكير كتير
سأل زاهر: وإيه رأي بيسان في الكلام ده
رد أكنان بثقة: طبعا موافقة.

خرج زاهر من مكتب أكنان... اخذ يحدث نفسه معقولة اللي حصل جوا دلوقتي... أكنان طلب اتجوز أخته.... معقولة اللي سمعته... هو ممكن تكون بيسان غلطت وعشان كده أكنان عايز يداري عليه.... هز رأسه بعنف... بيسان متربية على ايدك وعمرها ماتعمل كده... اومال ايه السبب اللي خلى أكنان يطلب منه يتجوزها.

في مكتب نجم... ضرب على سطح المكتب بعنف... هاتفا بانفعال: سلووووووي... ياسلوووى
دلفت سلوى مسرعة قائلة بخوف: نعم يانجم بيه
_فين ملف الشركة الألمانية اللي كان على المكتب هنا
_ معرفش انا حطيته بأيدي على المكتب قصاد حضرتك وبعدين خرجت
_الملف راح فين ياسلوى
ردت بحيرة: معرفش.

هتف بصياح: مين دخل المكتب وانا مش موجود
ردت سلوى: مفيش غير زهرة حضرتك... اخدت فنجان القهوة الفاضي وخرجت
تحدث بقسوة: ناديلي زهرة بسرعة... وعايز تفريغ الكاميرا بتاعت المكتب
_ حاضر ثم خرجت مسرعة من المكتب.

وبعد عدة دقائق.. كانت زهرة بالداخل في مواجهة صامتة مع نجم بيه مثيرة للقلق.... تابع نجم ماتم تصويره بواسطة الكاميرا... زواية المكتب لم تكن في مجال الكاميرا... لحظ دخول زهرة إلى المكتب وخروجها حاملة الصينيه على يديها... ولم يدخل أحد إلى المكتب سواها
رفع رأسه بعد انتهائه من المشاهدة قائلا بقسوة: فين ملف الشركة الألمانية
ردت بحيرة: ملف ايه حضرتك.

نهض من مكانه.. صائحا في وجهها: مترسميش الغباء عليا.. أنا هوديكي ورا الشمس لو الملف ده مظهرش دلوقتي
قالت زهرة بيأس: صدقني يابيه معرفش حاجة عنه
تحدث بلهجة مخيفة: محدش دخل المكتب غيرك في الوقت اللي فيه الملف اختفى... اتفقتي مع مين عشان تسرقي الملف
عينيها لمعت بالدموع وهي تهتف: مسرقتش حاجة ولا اتقفت مع حد.

نظر لها بضيق.. فلأول مرة احساسه يخونه... هل أكنان عرف حقيقتها لذلك رفض توظيفها
دق باب المكتب... ثم دخل أكنان نظر بعينيه إلى كلاهما متأمل المشهد
تحدث بمكر: صوتك واصل لمكتبي... حصل ايه وصلك لكده
نجم بغضب: الملف بتاع الشركة الألمانية اختفى ومفيش غيرها دخلت المكتب
رد أكنان بهدوء: سبني معاها شوية وانا هعرف اخليها تطلع بالملف.

قال نجم: أنا هخرج وهسيبك تتصرف معاها... أنت عندك حق لما رفضت تشغلها هنا
ثم خرج من المكتب بخطى غاضبة.... تارك أكنان مع زهرة
زهرة بدموع: صدقني انا مسرقتش حاجة
ابتسم أكنان ببرود: عارف انك مسرقتيش
قالت ببلاهة: يعني انت مصدقني بجد اني مسرقتش حاجة
تحدث بمكر: طبعا مصدقك عشان انا اللي أخدت الملف
اتسعت عينيها بصدمة: أنت طب ازاي ومفيش حد دخل المكتب.

تحدث بابتسامة صفراء: أزاي دي لعبتي
_ليه عملت كده... لترد على نفسها قائلة بقهر... عشان محدش يقدر يقولك لأ
ابتسم ببرود: اهو انتي عرفتي ليه عملتي كده... عشان قولتي لأ... وكمان فاكرة نفسك انك فوزتي عليا لما اشتغلتي هنا وانا مش موافق
نظرة له بتوسل: انا مكنتش عايزه اقول لا بس الظروف... أنا أسفة مكنتش اقصد
نظر لها بشماته: كلمة اسف مكتفنيش... انا هسجنك واخليكي عبرة... عشان تقفي قصادي كويس.

عينيها لمعت بالدموع: أنا أسفة بلاش سجن... أمي ست مريضة وانا مسئولة عنها لو أتسجنت ممكن تروح فيها... اقتربت منه ورفعت رأسها له قائلة برجاء: قولي ايه اللي يريحك... بس بلاش سجن... حراااااام... اللي عملته ميستهلش انك تسجني وتضيع عايلة... علمت زهرة داخليا إنه ليس أمامها خيار سوى التوسل له والدوس على كرامتها... فهو بمنتهى السهولة استطاع تلفيق لها تهمة سرقة... حتى لو أخبرت نجم بحقيقة ماحدث احتمال طفيف ان يصدقها... ولو اقتنع ببرائتها... أكنان لن يتركها.

رددت زهرة بتوسل: انا اسفة أاااسفة... بس بلاش سجن... أنا مش عايزه اشتغل خلاص... بس بلاش سجن.. أمي ممكن تموت فيها
شعر بالغضب من نفسه.. فهو كان عاقد العزم على طردها بعد جعلها تتوسل له حتى يمل... لكن صوتها ودموعها هزت كيانه
تحدث لها أمر: كفاااية... مش عايز اسمع صوتك
رددت من بين شهقاتها: أنا أسفة.. أسفة... أسفة
هتف بغضب: بقولك كفاية انتي طرشة مش بتسمعي
همست بدموع: انا مش عايزه اتسجن.

صاح فيها قائلا بدون وعي: خلاص مش هسجنك
نظرت له بذهول: خلاص سامحتني ومش هتسجني
عبس بضيق على هفوة لسان فهو لم يخطط لكل هذا وفي خلال عدة دقائق أستسلم لتوسلها...
تحدث لها بلهجة امره: أنتي هتسيبي الشغل هنا دلوقتي
_طب والملفات.

_ملكيش فيه... إنتي هتخرجي من المكتب هنا على برا... برا الشركة خالص
تنهدت براحة متمته بخفوت: الحمد لله... ثم توجهت ناحية الباب
هتف أكنان: استني
صوته جعلها تتسمر في مكانها خائفة من رجوعه فيما قال.... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان: عايزك بكرا من الساعة سته الصبح في شقتي وقام باملاءها العنوان
سألت بخوف: عايزني ليه.

قال بقسوة: ملكيش حق السؤال واللي اقول عليه يتنفذ... هتيجي بكرا في الميعاد بالظبط من غير تأخير... ده لو عايز أرضى عنك... ثم قال العنوان
ردت بقهر: حاضر... حاجة تانية
أشار له بالانصراف بدون كلام
خرجت زهرة وأخذت تأخذ عدة أنفاس متتالية.... شعرت للحظات بالراحة ثم تملكه حزن شديد على ماحدث من قهر لكرامتها وقبولها بكل بساطة لأوامره
ليس الفقر هو الجوع الى المأكل او العرى
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الكرامة

في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة... قام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...

شعرت إنها فريسة وقعت في المصيدة... محاصرة ليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت
تحرك تجاهها وهو يكاد يلتهمها بنظرات عينيه... جسدها انتفض برعب فتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحوض الحمام
تحدث لها برغبة: ده إنتي طلعتي حلوة اوي... أجمل بكتير من الصورة اللي وراهلي كمال... مش خسارة فيكي الفلوس اللي دفعته ليه...

اعتراها خوف قوي... حاولت تغطية جسدها العاري لكن دون جدوى
هتف فريد: بتداري ايه ده انتي كده حلوة اوي
همست ضحى بفزع: أبوس إيدك سيبني أمشي من هنا
فريد بابتسامة صفراء: تمشي فين... هو انتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه ياعسل...
سألت بخوف: تقصد إيه.

نظر له بمكر: قصدي اي بنت بتدخل هنا مش بتخرج تاني... هو انتي متعرفيش ان جوزك قواد وانتي خلاص بقيتي من ضمن البنات اللي بيشغلهم عنده...
ردت برفض ضعيف: انا عندي أهل هيسألو عني... واكيد هيتقبض عليكم
ضحك بسخرية: مش لما يعرفو مكانك الأول
قالت بفزع: أنت تقصد ايه... هتموتوني.

غمز بخبث: إحنا مش بتوع موت.. إنتي هتنضمي للبنات في مكان مخصوص لشغلهم.... مكان كده زي السجن مخصوص للمتعة والفرفشة
حاولت التحدث بثبات ولكن صوتها خرج مرتعش: اهلي لما مش هيلاقوني هيبلغو البوليس وهيقبضو على كمال
فريد بابتسامة صفراء: مش لما يكون اسمه الحقيقي.

تحدثت بصوت متقطع من شدة خوفها: انا اكيد بحلم اللي بيحصلي ده مش حقيقي وكل ده تمثيل.. اكملت برجاء... قولي إنه تمثيل
رد فريد ببرود: مش تمثيل وده بحق وحقيقي
هزت رأسها برفض والدموع تتساقط على وجنتيها: لا تمثيل... مستحيل يحصل معايا كده... الحاجات دي مش موجودة في الحقيقة.

هز رأسه قائلا: مين قال إنها مش موجودة اومال انتي بتعملي هنا ايه... إنتي ياقطة وقعتي في شبكة دعارة... وغمز له بشهوة... هو احنا هنفضل نتكلم كتير... أنا واخد حبيه مستوردة مخصوص لليلة
دي.... ثم هتف بغلظة.... حبية واحدة قليلة عليكي... ادخل يديه في جيب بدلته وأخرج شريط ازرق اللون... أنا هخدلك اتنين كمان ولا أقولك تلاته... ثم تناولهم بدون ماء... ناظر لها بمتعة.. هتف قائلا خلاص... مش قادر استنى اكتر من كده.

حاولت ضحى الهروب من أمامه.... لكنه استطاع أمساكها.. صاح في وجهها.. هتهربي مني هتروحي فين
... حاولت المقاومة والافلات منه.. لكنه كان أقوى منها فهي ضعيفة بالمقارنة بضخامته.... امسك شعرها بعنف..
هتف بزعيق: لو بتحبي العنف... اموت انا في كده
ضحى بدموع: أبوس رجلك ارحمني
ضحك بصوت عالي: هتيجي معايا بالذوق ولا باين عليكي بتحبي القسوة زيي...

استطاعت ضحى بصعوبة الآفلات من يديه... هرولت إلى خارج ولكن قبل أن تخطو بقدميها خارج غرفة النوم... أمسكها بقسوة من شعرها... وقعت على الأرض وشدها من شعرها مجرجرا جسدها على الأرض... حتى وصل بيها إلي الفراش... أخذت ضحى تهتف له بتوسل ودموعها تنهمر بغزارة فهي لم تتخيل ابدا أن تتحول فرحتها إلى كابوس ويتم ذبحها ببطء... تمنت في هذه اللحظة الموت... حراااااام عليك..

تحدث له بقسوة ثم جذبها من شعرها لتقف على قدميها: عايزه تهربي مني... إنتي اللي جبتيه لنفسك... وتوالى عليها بالصفعات حتى أدمى وجهها... شعرت بالدوار واصبحت الرؤية أمامها مشوهة... فقام بدفعها ليسقط جسدها على الفراش بصوت مسموع... شعرت ضحى بالضعف وارتخاء اعصابها واصبحت عاجزة... اتسعت عينيها برعب وهي تراه ينزع ملابسه أمامها... توقف مرة واحدة واخذ يتنفس بحدة... وضع يده على صدره وهو يشهق بعنف... وفجأة سقط على الفراش بجوارها..

تقابلت النظرات... نظرة خوف منها ونظرة ألم منه... مد يديه حاول أمساكها...
حدثت نفسها بمقاومة: قومي... قومي.. قومي... دي فرصتك عشان تنفذي نفسك.. نهضت بصعوبة فقدميها كانت تهتز من الصدمة... وقفت تنظر له بكره ثم بصقت على وجهه وهي ترى جسده ينتفض ويأن بصوت متألم...

اتجهت ناحية شنطة ملابسها لإخراج شيء ترتديه... ولكن قبل أن تمس يديها الشنطة سمعت صوت سيارة يتوقف في الأسفل... اتجهت ناحية النافذة فرأت كمال يدلف مسرعا إلى الداخل... امتلكها الرعب مرة أخرى فهي لم تكد تفلت من براثن فريد حتى تقع في براثن كمال.. التفتت حولها بفزع وقامت بالاختباء خلف الباب... عندما دخل كمال إلى داخل غرفة النوم وجد فريد ملقى على الفراش عينيه متسعة على آخرها..

هتف كمال: مالك يافريد بيه
استغلت ضحى انشغاله مع فريد... فتسللت من خلف الباب على أطراف أصابعها.. خارجة من غرفة النوم

قام كمال بهز فريد قائلا: فريد بيه مالك وفين ضحى
تحدث فريد بألم: امسك البت بسرعة قبل ماتهرب وتبلغ علينا
انتبه كمال لصوت فتح باب الفيلا.... فهرول مسرعا للحاق بيها...
سمعت ضحى صوت خطوات مسرعة... أخذت تجري حتى وصلت للشارع وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد... رأت سيارة قادمة... حركت كلتا  يديها في الهواء لتوقفها غير واعية من شدة صدمتها انها شبه عارية على الطريق في منتصف النهار.

توقفت السيارة... نظر لها السائق بصدمة من منظر الفتاة
ضحى بصوت متقطع متوسلة: أبوس إيدك خليني اركب.... كمال هيمسكني وكان عايز يبعني... دخلني العربية...
السائق: اركبي بسرعة
دلفت ضحى مسرعة إلى داخل السيارة وبمجرد جلسوها... انطلق السائق وهو يري من خلال المرأة الجانبية شخص يحاول اللحاق بيهم
... أخذت ضحى تتنفس بعنف ولم تلاحظ نظرات السائق لها من خلال المرأة
هتف كمال بغضب لرؤية السيارة تختفي من أمامه وهي بداخلها: يابنت ال ____
نظر لها السائق من خلال المرأة بشفقة.. متمتما في سره: استرعلى ولايانا يارب
ضحى كانت في حالة من الصدمة افقدتها القدرة على إدراك وضعها وما ترتديه من قميص نوم شبه عاري مع شخص غريب... كانت تتنفس بعنف ودموعها لم تتوقف عن التساقط...

اتنزع السائق جاكت كان معلق بجواره... مد يده لها بالجاكت متحدثا بحرج: يااا... يااا
نظرت بعيون دامعة من خلال زجاج السيارة للطريق الممتد الى مالانهاية... غير واعية لمناداة السائق لها.. فهي كانت مصدومة بسبب ماحدث لها وتحول حلمها بالزواج من فارس الأحلام إلى كابوس مرعب..
نادى بنبرة أعلى: يا آنسة
انتفضت ضحى على صوته مخرجا أياها من صدمتها... لتدرك وضعها المخزي..

أحنت رأسها هامسة: نعم
قال السائق: البسي الجاكت ده يابنتي
تناولته منه وقامت بارتدائه... وهي تشعر بالمهانة والذل ودموعها تزداد في التساقط
قال بعطف: أهدي كده يابنتي وخدي اشربي العصير ده
نظرت الى يده الممتدة بعلبة العصير بخوف... فبادلها بنظرة مطمئنة... قائلا بابتسامة خفيفة: انا هشرب منها عشان تطمني... قرب العلبه من فمه وارتشف عدة رشفات منها.... اشربي عشان تهدي
تناولت منه العلبه وشربتها في صمت..

عند انتهائها... تحدث السائق: انا اسمي محسن... عم محسن... انتي اسمك ايه
تمتمت بهمس: ضحى... اسمي ضحى
قال محسن بفضول: هو ايه اللي حصل وخلاكي تجري على الطريق بالمنظر ده
سردت له حكايتها وعندما أنتهت
قال محسن بشفقة: ده نتيجة التسرع في أي جوازة.. المفروض كنتو تتأنو وتسألوا عليه... وكويس إنها جات على كده وقدرتي تهربي منهم...

همست بألم: الحمد لله
سأل محسن: قوليلي عنوانك عشان اوصلك لأهلك
تمتمت ضحى: وهروح لهم إزاي بالمنظر ده.. ثم قالت له عنوان منزلها
قال محسن بتفكير: أقرب محل هشوفه في طريقي هنزل اشتري ليكي اي لبس منه... هشتري لكي من هنا احسن... المعظم هنا سياح وكلهم تقريبا مش لابسين حاجة... شكلك مش هيكون ملفت اوي... قبل ما أدخل بيكي في المناطق السكنية
همست بخفوت: شكرا
رد محسن: شكر إيه... دي أقل حاجة الواحد يعملها
رن تليفونه قاطعا حديثه...

_ نعم يابيه
الطرف الآخر: وصلتهم ولا لسه
_وصلت البيه والهانم المنتجع وفي طريق الرجوع
_ عايزك تجيلي الشركة علطول... عشان هتوديني الساحل( مكان موجود غرب الإسكندرية)... متتأخرش عليا
_ حاضر يا بيه مسافة الطريق
ثم اغلق المتحدث الهاتف مباشرة..
حدث نفسه بضيق: بيقولى تعالى على طول وانتي بيتك بعيد تمام عن الشركة... زفر بحدة... أعمل إيه دلوقتي.

شعرت ضحى بالاحراج فقالت له: مش عايزه اعملك مشاكل في شغلك... أنت ممكن تنزلني في أقرب مكان على سكتك اركب منه أي حاجة توصلني البيت...
رد محسن برفض: لا مش هيحصل... أنا هوصلك لحد باب البيت... مينفعش انزلك تركبي اي حاجة لوحدك وانتي في الوضع ده... لازم اطمن عليكي بنفسي...

بعد عدة دقائق توقف محسن عند أقرب محل ملابس ملائم.. دخل إلى المحل ثم خرج حاملا عباءة لها
في داخل السيارة... قال محسن برضا: لقيت حاجة مناسبة ليكي سهل انك تلبسيها...
عندما ارتدت العباءة همست ضحى بعرفان: شكرا ياعم محسن
محسن بابتسامة: العفو... ثم قاد السيارة بسرعة لتعويض الوقت الذي استغرقه في شراء ثوب.. حتى لا يتأخر عليه

بعد عدة دقائق من انصراف زهرة... ذهب نجم إلى مكتب أكنان.. لمعرفة ماحدث
دخل نجم مباشرة إلى مكتب أكنان
سأل نجم: عرفت تجيب الملف منها
تناول أكنان ملف كان موضوع على مكتبه... ثم قال بهدوء: الملف أهو.

نظر له بتمعن: انا تعبت معاها في الكلام ومعرفتش اخد منها ولا حق ولا باطل وكل اللي على لسانها متعرفش الملف فين
نظر له بثبات: ليا طرقي الخاصة اللي خلتها تطلع بالملف
تحدث نجم بشدة: أنا هسجنها على اللي عملته
أكنان بهدوء: خلاص انا اتصرفت معاها وطردتها من الشركة
هتف بغضب: مش كفاية...

_ أنت قولتلي اتصرف واتصرفت وجبت الملف وعاقبتها وقمت معاها بالواجب
_ مش عارف ازاي صعبت عليا يا أكنان وخلتني اشغلها بالرغم من رفضك... طلع عندك حق
_ عشان تعرف اني عندي حق في كل كلمة اقولها
هز نجم رأسه بالإيجاب.. غير نجم مجرى الحوار لموضوع أخر قائلا برجاء: ناوي ترجع تعيش معانا تاني امتي... مش كفايه كل السنين اللي فاتت
لمعت عينيه بالقسوة: أنسى وبلاش كلام في الموضوع ده... مش هرجع وقولتلك الكلام ده بدل المرة ألف... أنسى يانجم.

شعر نجم بالذنب فهو أخطأ في حقه أكثر من مرة: الموضوع ده فات عليه سنين وأنا غلطت في حقك ولحد النهاردة بطلب منك تسامحني
هتف أكنان بغضب مكتوم: تاني... هنتكلم تاني... كفاية عشان انا تعبت... اتفضل اطلع من مكتبي عشان ورايا شغل
رد نجم بيأس: انت ازاي بتقولي كده... دي شركتي
هتف أكنان بحدة: مش شركتك انت بس شريك فيها معايا بنسبة ٤٥٪لو كنت نسيت.

ظهرت على وجه نجم علامات العجز.. قال باستسلام: انا خارج.. ونفسي يبجي يوم وتسامحني على اللي فات
بمجرد خروجه... جلس أكنان ووضع رأسه بين كفي يده.. أصبحت نظراته شاردة تائهة بين العديد من ذكرياته المؤلمة... أول صدمة له عندما كان في الرابعة في أمريكا عندما قررت والدته أن تلد أخته الصغيرة هناك
عندما أتى والده حاملا طفل رضيع بين يديه وبجواره جدته أم والده... وعلى ملامح كل منهما الحزن الشديد
تحدث نجم بحزن: اختك بيسان.

لم يكن أكنان واعي لملامحهم الحزينة قائلا بصوت طفولي: ممكن اشيلها بابي
ردت عليه جيلان بحزن: بعدين هخليك تشيلها ياكينو... وقامت بمناداة المربية... خدي بيسان طلعيها الاوضة بتاعتها
ردت أن: حاضر يا جيلان هانم
سأل أكنان ببرائة طفولية: هي مامي مش جيت معاكم ليه
قامت جيلان بحمله... تحدثت بحزن: مامي مش هتشوفها تانى... احنا كلنا مش هنشوفها تاني
رد ببراءة: هي سافرت.

ردت جيلان نافية: لا مش سافرت... فاكر جدو يا كينو لما قولتلك أنه مات.. هز رأسه بالإيجاب... ومش بقيت بتشوفه تاني... مامي هي كمان مش هتشوفها تانى
لم يستوعب عقله الصغير معنى كلماته في بادىء الامر ولكن تذكر جده الذي لم يعد يراه بعد الأن... هل أمه ستكون كجده لن يراها أبدا.... لمعت عينيه بالدموع قائلا بخفوت: مامي ماتت زي جدو ومش هشوفها تاني
ردت بحزن: أيوه يا كينو.

عند سماع كلماتها... هرول مسرعا صاعدا الدرج.. فتح غرفة أمه وقضى فيها طوال اليوم لا يريد الكلام أو تناول الطعام... ومرت أسابيع حتى استطاعت جدته أخراجه من حالة صمته بالاستعانة بطبيب متخصص... والده ظل بعيدا عنه وكان عمله هو رقم واحد في حياته متناسيا رضيعته وطفله الصغير... مرت ستة أشهر على هذا الوضع ظل الصغيرين مع جدتهم في منزل عمهم وزوجة عمهم يقومون برعايتهم...

حتى أتى اليوم الذى غير حياة أكنان من حياة لطيفة مع زوجة عمه وعمه الى حياة بائسة
اليوم الذي تزوج فيه والده... الزوجة الثانية بعد أمه
نجم بابتسامة: تعالى يا أكنان... أعرفك بمراتي كاميرون
هو كان مجرد طفل صغير... بفطرته الطفولية لم يشعر بالراحة من نظراتها... لم يشعر سوى بالكره الفطري تجاهها
ظل أكنان صامتا في مكانه لا يريد التحرك من مكانه خطوة واحدة.

ردد نجم بحدة: بقولك تعالى هنا سلم على كاميرون... كاميرون هتكون زي مامي
رد برفض وعينيه تلمع بالدموع: دي مش مامي... مش مامي وهرول هاربا داخل الفيلا وعندما رأى جدته جيلان رمى نفسه في حضنها باكيا... دي مش مامي ياجوجو
حدثت جيلان نفسها بغضب: بردو عملت اللي في دماغك واتجوزتها... ماشي يانجم... تحدثت جيلان له برقة: أطلع اوضتك دلوقتي يا كينو زمان بيسان بتقول روحت فين.

قال: حاضر ياجوجو...
خرجت جيلان بعدها مباشرة الى الجنينة... وبدل الذهاب الى الاعلى كما طلبت منه جدته ذهب خلفها بفضول
وهو واقف في مكانه سمع أصواتهم الغاضبة... وانفعال جدته وغضبه مما فعله ابنها
هتف نجم بغضب: كاميرون مراتي وهتروح معايا في اي مكان هبقى موجود فيه
ردت جيلان بانفعال: وانا هفضل هنا... مستحيل أعيش مع المخلوقة دي في نفس المكان
تحدث أكنان بغضب: أسمها كاميرون... خلاص اللي يريحك خليكي هنا مع فاضل... هيكون الاحسن ليكي وليا
-والولاد هتاخدهم معاك
-طبعا هاخدهم معايا.

سافر نجم بعدها مباشرة وأخذ طفليه معه وزوجته الى مصر وجدتهم سندهم ظلت في أمريكا مع أبنها فاضل
وظل الطفلان مع كاميرون والاب طوال الوقت منشغل في شركته...
في هذا الوقت زاهر كان صديقه الوحيد الأخ الأكبر لهم كان في الثامنة من عمره ولكن رغم صغر سنه فهو أنقذه من موت محقق... عندما حاولت قتله
كان يلعب مع أخته الصغيرة بالقرب من حمام السباحة... عندما طلبت كاميرون من الخادمة: روحي هاتيلي واحد اسبريسو
الخادمة: حاضر ياهانم... بمجرد دخول الخادمة نظرت حولها وعندما تأكدت من خلو المكان... زينت شفتيها أبتسامة صفراء... تحدثت الى أكنان: روح هات الكورة دي.

نهض أكنان من جوار أخته وخطى بقدميه الصغيرتين باتجاه الكرة التى كانت موضوعة على الحافة وقبل أن تلمس يديه الكورة قامت بدفعه بدون أن يأخذ باله... ليسقط في الماء... أتسعت عينيه البريئة برعب ومد يديه الصغيرة لها بتوسل وهو يبتلع الماء وجسده يغوص الى الاسفل... لم تمد له يد العون... نظرت له مبتسمة وعينيها كانت تلمع بالكره... نظرة ظلت محفورة في عقله الصغير...

رأى زاهر ماحدث من داخل الملحق المخصص لعائلته... هرول مسرعا الى الخارج... وقفز في حمام السباحة وأخرجه... كان لا يتنفس... وضعه على النجيلة... تحت أنظار كاميرون الغاضبة تسمرت في مكانها من شدة الغضب فهي لم تتوقع ظهور هذا الطفل وإنقاذ أكنان من الغرق... لكنها لم تعلم أن زاهر رأى كل شىء وأنها قامت بدفعه.

قام زاهر بعمل تنفس صناعي له... زاهر من صغره كان والده يعلمه فنون القتال وأبسط خطوات الاسعافات الاولية... والده ناصر من ضمن الحرس لدى نجم... وكان يريد تنشئة زاهر ليكون الأفضل... وبعد دقيقتين قضاها زاهر في محاولة إنقاذه... شرق أكنان الماء من داخل فمه وأخذ فى التنفس بحدة... عندما فتح عينيه الصغيرتين نظر لمنقذه بامتنان.
زاهر برقة: أنت كويس
هز أكنان رأٍسه هامسا: آه كويس.

وطوال هذا الوقت ظلت كاميرون ساكنة في مكانها تفكر في طريقة للتخلص من ورطتها.. إذ تجرأ أكنان وقال انها لم تساعده وظلت تشاهد غرقه... هتفت لنفسها بانتصار... سوف أقول كنت مصدومة ولم أقدر على التحرك من مكاني...
عندما أطمئن زاهر على أكنان نظر الى كاميرون بقسوة قائلا: أنا شوفت كل حاجة اتسعت عينيها بصدمة: أنت بتقول أيه
ردد زاهر بقسوة: شوفتك وأنتي بتزقيه في الميه..

جذبته من ذراعه قائلة بلهجة مرعبة: مفيش حد هيصدقك
ضحك زاهر بمكر: انتي متأكده... أه باين عليكى متعرفيش أن في كاميرات محطوطة في الجنينة
قالت برعب: انت كداب
أتى ناصر عندما رأى ما تفعله كاميرون مع أبنه
سأل ناصر بلهجة غليظة: سيبي زاهر لو سمحتي يا مدام..

انعقد لسانها من شدة الخوف وهي ترى نظرات زاهر المتشفية
تحدث زاهر قائلا: كاميرون زقت أكنان في حمام السباحة وكانت عايزه تموته
ناصر في بادىء الامر لم يلاحظ أكنان... نظر إلى الأسفل... رأى أكنان مبتل الملابس... فقام بحمله من على الأرض وأحتضنه
كاميرون بخوف: كداب أنا معملتش كده..

قال زاهر بثقة: عندك الكاميرات يابابا وأنت هتتأكد من كلامي...
نجم بعد معرفته ماحدث ومحاولة كاميرون قتل أبنه... طلقها في الحال وتم سجنها...
منذ هذا اليوم وزاهر أًصبح مسئول عن أكنان وبيسان ولم يفارقهم قط...

رجع أكنان من ذكرى ثاني زوجة لوالده... على صوت طرقات باب مكتبه
دخل كريم قائلا بابتسامة: أزي الاحوال... انا شايف المنظر بيقول مش تمام
هتف بحدة: خلص يا كريم وقول عايز أيه
كريم تصنع الحزن: دي جزاتي عشان حبيت اشوفك قبل ما أسافر الساحل
_ مسافر ليه.

كريم بتنهيدة ضيق: في شوية مشاكل هناك فهضطر أروح عشان أحلها... وقلت قبل ما أسافر أجي أشوفك... ولقيت أحلى ترحيب منك.... يلا سلام
_ سلام ومتنساش تقفل الباب وراك
_ أصيل يابن عمي...
ثم خرج من المكتب... تاركا أكنان وحيدا لترتسم على وجهه ملامح قاسية

عندما وصل محسن أمام باب الشركة... وقبل أن خروجه من السيارة قال: هسيبك شوية
سألت ضحى: مش عايزه ليك مشاكل ياعم محسن... أنا ممكن أنزل وأركب أي حاجة
محسن برفض: خليكي... أنتي مش هتتحركي من العربية... صاحب الشغل قلبه طيب ولما أقوله هوصلك مش هيقول حاجة
_ بلاش ياعم محسن مش عايزه مشاكل ليك
_ مفيش مشاكل يابنتي.

ثم خرج من السيارة وعندما أبتعد قام بالاتصال بكريم
تحدث محسن: أنا وصلت ياكريم بيه ووقف قصاد باب الشركة
رد كريم بهدوء: تمام... دقايق وهكون عندك
قال محسن: قبل ماحضرتك تقفل... أنا عايز أقول لحضرتك حاجة
كريم بتساؤل: حاجة أيه
قال محسن بتردد: في بنت غلبانة معايا في العربية... ياريت حضرتك تخليني أوصلها عند أهلها
هتف كريم بحدة: أنت هتلم الناس من على الطريق عشان توصلهم
رد محسن: أبدا يابيه... دي بنت تستاهل حضرتك تساعدها... ثم قص عليه ماحدث لها.

فكر كريم للحظات في غرابه ماسمع ووجود فتاة على الطريق شبه عارية تطلب النجدة من شخص غريب وبالصدفة يكون السائق يعمل لديه فهناك احتمال أن تكون الفتاة طعم له... فليست هذه المرة الاولى التي يحاول فيها منافسيه بالزج بفتاة في طريقه..
قال كريم ببرود: أنا جايلك أشوف البنت دي
شعر محسن بالقلق من نبرة صوته...

في خلال دقائق كان كريم بالخارج... بجوار محسن... قائلا ببرود: فين البنت
رد محسن: في العربية
ذهب كريم باتجاه السيارة وقام بفتح بابها مباشرة... تتفاجأ ضحى بنظرات مركزة عليها... جعلتها تشعر بالاضطراب
سأل كريم: هي دي
أجابها محسن بقلق: أيوه هي يا بيه... بعد اذن حضرتك ممكن أوصلها لأهلها
رد كريم بابتسامة متلاعبة: وصلها يا محسن... ثم دلف جالسا بجوارها
نظر محسن للوضع بدهشة: وحضرتك.

نظر لها كريم بتمعن متأملا أياها... أعجبه ما رأي.. فأطلق صفيرا خافتا
ردد محسن كلامه: وحضرتك يا بيه
نظر له قائلا: وحضرتي أيه يا محسن
_ هوصلك الساحل دلوقتي
غمز لها مبتسما بمكر: هتوصلني بعد ماتوصل الآنسة لبيت أهلها الاول
رد محسن: حاضر يابيه.

شعرت ضحى بعدم الراحة من نظراته لها... تحركت في مكانها بانزعاج... اضطرت للنظر من خلال الزجاج تجنبا لنظراته الغير مريحة...
أبتسم كريم بمكر محدثا نفسه... بأن لعبتها ستنكشف... بمجرد توصيلها الى بيتها المزعوم

عندما دلفت زهرة إلى داخل البيت وجدت ام ضحى في انتظارها وفى حالة مزرية
تحدثت ام ضحى بلهجة منهارة: ضحى متصلتش بيكي يازهرة
ردت زهرة بقلق: لا مش أتصلت بيا
أجابتها أمينة: أنا بتصل بجوزها مش بيرد ورحنا شقتها... مش لقينا حد ولما قولنا نسأل البواب... حسام قال مش نفس البواب اللي سألته عن كمال... كان واحد تاني.

زهرة بخوف: والبواب قال ليكم أيه
هتفت بدموع: قال مفيش حد بالاسم ده ساكن في العمارة أسمه كمال ولما قولتله على الشقة... قال كانت متأجرة من الباطن لمدة شهر لواحد اسمه نادر
زهرة بصدمة: يا لهووي وضحى
هتفت ببكاء: مش لقينها يازهرة... لطمت على صدرها وهى تتكلم... بنتي ضاعت يازهرة... بنتي...
_ متقوليش كده... أن شاء ضحى ترجع لينا بالسلامة.

_ مش باين.. مش باين.... ثم رفعت صوتها بالبكاء والصياح... روحتي فين ياضنايا
بالقرب من مدخل باب البيت رأت زهرة سيارة تقف... خرجت منها ضحى
هتفت زهرة: ضحى جات
انتبهت لكلامها: فين
_ داخلة من باب البيت
خرجت أمينة مسرعة وحضنت أبنتها بلوعة ودموعها أخذت في الانهيار
_ أنتي كويسة
هزت ضحى رأسها بالإيجاب: ايوه.

تابع كريم المشهد من داخل زجاج السيارة... شعر وقتها أنه ظلمها ولكن بمجرد خروج زهرة... تذكرها وانها تعمل في شركة القاسى وعندها تسرب الشك مرة أخرى... ماذا تفعل هذه الفتاة هنا
تحدث كريم الى محسن أمرا: أطلع اطمن
رد محسن: حاضر... ثم خرج من السيارة واقترب من ضحى
محسن قال: أنا همشي يا ضحى بعد ما اطمنت عليكي.

أمينة بتساؤل: مين ده يا ضحى
ردت ضحى: ده عم محسن اللي أنقذني من كمال... لولاه كنت هواجه مصير أسوأ من الموت...
زهرة بقلق: هو حصل إيه يا ضحى
قالت ضحى بحزن: حصل معايا بلاوي يا زهرة من تحت راس اللي مايتسمى كمال
سألت أمينة برعب: قوليلي حصل معاكي أيه
قالت زهرة: فوق مش في الشارع
هتفت أمينة: عندك حق
محسن قال: أنا همشي بقى.

ضحى برجاء: طبعا هتيجي تزورنا... أنت جميلك فوق راسنا... وقامت بتعريفه على أمها وزهرة صديقتها الوحيدة
محسن بابتسامة: اتشرفت بمعرفتك وطبعا هجي أزوركم... ألقى السلام ثم انصرف
بمجرد دخول محسن السيارة واحتلاله مقعد السائق...

سأل كريم: مين اللي كانو معاها دول
رد محسن: أمها وصحبتها قالت أسمها زهرة
تحدث له أمرا: أطلع بينا على الساحل... أنت قولتلي أسمها أيه بالكامل واسم الشخص اللي أتجوزته
عندما أخبره محسن... أخرج هاتفه وقام بالاتصال بأحد الاشخاص قائلا: عايز كل المعلومات عن التلاته دول وقام بأخباره بالاسماء... وعندما أغلق الهاتف حدث نفسه قائلا: هعرف حقيقتك يا ضحى.

صعدت زهرة مع ضحى وأمها وجلس الجميع منتظرين ضحى... تحكي لهم ماحدث وسر رجوعها مع سائق غريب
حسام بغضب: والله لأخلص عليه
عبد الفتاح بغضب مكتوم: ده أخر التسرع... مش ده العريس اللى كنتى ملهوفة عليه وقولتلك أًصبري
قالت أمينة: البت فيها اللي مكفيها مش كفاية اللي جرالها والحمد لله أنها طلعت سليمة منها
عبد الفتاح بانفعال: طلعت سليمة وبفضحية في المنطقة
ردت أمينة بضيق: أحمد ربنا أنها جات على كده.

همست زهرة الى ضحى: تعالي بينا يا ضحى على اوضتك... هستأذن منك ياعمي هاخد ضحى وهدخل بيها الاوضه
عبد الفتاح قال: خديها ثم نظر الى زوجته بغضب... أنتي وهي السبب وانت كمان يا حيلتها... هو ده اللى سألت عليه... أهي أتحسبت على أختك جوازة... علا صوته بالزعيق مع زوجته وأبنه.

في الداخل وضعت ضحى يديها على أذنها لتمنع عنها سماع أصوات شجارهم... انهمرت دموعها بغزارة
زهرة برقة: أهدي يا ضحى... ثم اتجهت ناحية الدولاب واخرجت لها ملابس للنوم.... مدت لها يدها بالملابس... خدي البسي يا ضحى وحاولي تنامي وأنسي اللي حصل عشان ترتاحي...

أخذت ضحى الملابس من يديها وقامت بتغيير ملابسها واتجهت مرة أخرى ناحية السرير صامتة.... زهرة بمجرد نوم ضحى على السرير جذبت الغطاء عليها
قالت زهرة بعطف: نامي يا ضحى... و لو أحتاجتيني في أي وقت أنا موجودة... تصبحي على خير
ضحى بألم: حاضر هنام

بمجرد أن دخلت زهرة الى شقتها... أسرعت ماشا لملاقاتها ملتفة حول قدم زهرة
حملتها زهرة قائلة: وانتي كمان وحشتيني... الحق أغير هدومي وأحضر لماما وليكي العشا.... عشان الحق اصحى بدري
حضرت زهرة العشاء لأمها... ثم أطعمت ماشا وعندما أنتهت... ألقت جسدها المتعب فوق الفراش... نظرت للسقف بشرود ولمعت عينيها بالدموع بسبب مامرت به بداية من لقائها با أحمد وماحدث في الشركة وتلفيق أكنان تهمة السرقة ليذلها كيفما يشاء... وأختتم نهاية اليوم بما حدث لضحى... رن المنبه عند الرابعة صباحا... استيقظت زهرة بصعوبة فقد نامت في وقت متأخر... أعدت إفطار والدتها وماشا بسرعة... ثم ذهبت إلى غرفة والدتها... رأتها تصلي الفجر
زهرة بابتسامة: حرما..

ردت لها الابتسامة: جمعا ياقلبي... انتبهت لملابسها... فقالت بتساؤل... أنتي لبسه ورايحة فين دلوقتي
قالت زهرة: شغل جديد ميعاده ستة الصبح
هدى بتساؤل: وشغلك في الكافيه
_ المدام باعت الكافيه والمالك الجديد قفله... والنهاردة هستلم شغل جديد عند واحد غني اوي والمرتب خيالي... ادعيلي يا امي
_ علطول بدعيلك يا بنتي... ربنا يتمملك على خير.

أقتربت منها زهرة وحضنتها... ثم انصرفت بعدها مباشرة... وصلت زهرة في الميعاد... توقفت أمام فندق ضخم... وعندما دلفت الى داخله تأملته بانبهار... ثم توجهت ناحية عامل الاستقبال
نظرت لها الموظفة بدهشة فشكلها وملابسها لا يتلائم مع فخامة المكان: نعم حضرتك
زهرة برهبة: أنا موظفة جديدة عند أكنان بيه
قالت بذهول: انتي
قالت زهرة بحدة: أيوه أنا
الموظفة: ثواني هتصل بموظفين الطابق عنده...

هسمت زهرة لنفسها: هو عايش في دور كامل لوحده وعنده موظفين للدور بتاعه مخصوص
أنهت الموظفة الاتصال وأشارت لها: اركبي الاسانسير اللى هناك ده هيطلع بيكي علطول على شقة أكنان بيه
تمتمت زهرة: واسانسير مخصوص كمان... ركبت المصعد وبمجرد خروجها كان في انتظارها موظفي الأمن لديه
الفتاة الجالسة على الكرسي قالت لها بلهجة عملية: أي حاجة معدنية حطيها هنا... وعدي من خلال الجهاز ده.

مرت زهرة من خلاله واستقبلها شخص أخر: هاتي البطاقة بتاعتك ولما هتخرجي هتخديها معاكي... مرت زهرة على عدة أشخاص... حتى وقفت أمام أخر... الشخص الذي معها طرق الباب... همست زهرة لنفسها بتريقة: لو هقابل الرئيس مش هيتعمل معايا كده
فتحت لها رئيسة الخدم: أدخلي معايا... ذهبت بها الى المطبخ
نظرت زهرة الى المطبخ بنظرة بلاهة... متمتمه بخفوت... كل ده مطبخ ده أد شقتنا كلها تلات أربع مرات
رئيسة الخدم(كاترينا) ببرود: بتقولي حاجة
زهرة نافية: لا.

كاترينا أٍسمي كوكو هنا... وأنتي هنا عشان هتحضري فطار أكنان بيه وفنجان قهوته... هو بيفطر الساعة ستة ثم نظرت الى ساعتها... خلال نص ساعة يكون فطاره وقهوته جاهزة... وملكيش دعوة بأي حاجة تانية... مفهوم كلامي
ردت زهرة بسخرية: مفهوم يا آنسة
كاترينا بانفعال: أنسة كوكو
أخفت زهرة ابتسامتها بصعوبة: لمؤاخذة يا آنسة
_ تعالي أوريكي أوضة أكنان بيه
سألت زهرة: ليه هشوف اوضته
ردت كاترينا بلهجة جليدية: عشان أنتي هتودي ليه الفطار بنفسك
زهرة بصدمة: أناا
قالت كاترينا: أيوه أنتي... أشارت لها ناحية غرفته... اوضته اللي هناك... ويلا روحي على المطبخ اعملي الفطار أكنان بيه بيفطر ستة بالظبط.

اعدت زهرة الإفطار وهي تشعر بالغضب... فكلمة لا ليس من حقها... فهي رضيت أن تكون له خادمة... حقه أن يأمر فيها كيفما شاء... عندما إنتهت من إعداد الإفطار ولى الغضب ليحل مكانه مشاعر مضطربة.. كيف ستدخل الي غرفة نوم رجل غريب عليها.... كل دقيقة تمر تخبرها أن الوقت حان لتزداد انفعالا لدرجة أنها أخذت تتنفس بحدة... حملت الصينية على يديها وتحركت باتجاه غرفته بخطى تحاول أن تجعلها ثابتة على قدر المستطاع... وقفت خلف الباب عدة ثواني وهي تمارس تمرين النفس....

تمتمت لنفسها: خدي نفس عميق وادخلي واعتبريه مش موجود قصادك حطي الصينية وأخرجي علطول
... طرقت على الباب عدة طرقات متتالية وبعد دقائق من الانتظار وعدم الرد.. قررت الدخول ووضع الصينية بجوار الفراش ثم الإنصراف سريعا... فتحت الباب ودلفت للداخل وهي منحنية الرأس تخطو بحذر... رفعت رأسها بسرعة... لتحديد أقرب مكان تضع عليه الصينية... لكن بدون ارادة منها وقعت عينيها عليه وهو نائم...

تمتمت لنفسها بضيق: البيه بيفطر قال ايه سته بالظبط وآمال ده أسمه أيه... وضعت الصينيه على الكمودينو المجاور للسرير.. منحنية الرأس تتجنب النظر له مرة أخرى... ثم تحركت ناحية الباب... لكن قبل أن تمسك مقبض لتحركه... سمعت صرخة عاليه صادرة منه... تسمرت في مكانها مرعوبة... هل فعلت شيء خاطىء... تستحق من أجلها هذه الصرخة... التفتت وهي تشعر بالخوف.... اتسعت عينيها بالصدمة وهي تراه مغمض العينين.. محركا يديه بعنف في الهواء... همست زهرة لنفسها: ده باين عليه كابوس... يستاهل ده نتيجة دعوات اللي بيظلمهم زي حالاتي... رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... امتلكها الفضول لمعرفة سبب كابوسه..

تمتم هو نائم بخفوت: سامحيني يازوزو
أحنت رأسها حتى تتأكد ماذا يقول... وفي لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو إعلاها ناظرا لها بعيون زائغة: تعالي بس معايا
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه: فوق... سبني
_أنا عارف اشكالك كويس عايزين إيه..
أصابت زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه: أبوس إيدك فووق...
رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... أمتلكها الفضول لمعرفة الشىء المسبب له هذا الكابوس...
تمتم بخفوت وهو نائم: سامحيني يازوزو
أحنت رأسها لتتأكد مما سمعت.. وفي خلال لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو أعلاها ناظرا لها بعينين زائغتين: تعالي بس معايا...
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه: فوووق..

_ أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه
أصاب زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه: أبوس أيدك فوق... الحقوووني
وهو مابين مرحلة الاستيقاظ والنوم
همس بصوت أجش: هشششش... هششش.... ثم أخذها بين أحضانه..

أستيقظ تماما على صوت صريخها الذي لم يتوقف... فقام بضمها اليه أكثر... هشششش أهدي... لم يعلم أكنان لماذا قام بحضنها... عندما شعر بارتعاش جسدها ورأى نظرات الخوف بداخل عينيها... تركها بسرعة
نظر لها بذهول غير مستوعب ماحدث له... حدث نفسه... ياااه ياأكنان ايه اللي فكرك بازوزو دلوقتي وخلاك تحلم بيها وبلي عملته معاها... ده أنت بقالك شهور محلمتش بيها.

تدحرج من على الفراش... أيه اللي خلاك تبص لواحدة زي دي... وقف بجانب الفراش ناظر لها وهي ترتعش من شدة الخوف... لم يصدق ماحدث منذ لحظات... زهرة هذه الفتاة الغير جذابة كاد يفتك بيها خلال نومه...
بادلته زهرة نظراته بنظرة رعب... ثم قفزت من فوق الفراش مهرولة ناحية الباب
هتف أكنان بحدة: أقفي مكانك.

تسمرت زهرة على صوته... التفت ناظرة له بخوف
تحدث لها أمرا: بؤك ده يتقفل على اللي حصل دلوقتي... شعر بغضب شديد لأنها رأته في أضعف حالاته
همست زهرة برعب: حاضر... ومدت يديها لفتح الباب
تحدث أكنان بهدوء عكس مايشعر بيه من اضطراب: أستنى... فين الفطار بتاعي والقهوة
اجابته بهلع: على الكمودينو
اقترب أكنان بهدوء ونظر على الصينية الموضوعة... هتف فيها أمرا: تعالي هنا
تمتمت: نعم.

_ بقولك تعالي هنا مش بتسمعي
أقتربت حتى وصلت بالقرب منه... همست بخوف: نعم
تحدث أكنان ببرود: اعملي فطار تاني غير ده
ردت بدون تفكير: ماله الفطار ده
قال بقسوة: عشان انا مش باكل حاجة باردة... وامسحي نظرة الخوف دي من على وشك القبيح... عشان أنتي أخر واحدة ممكن أبصلها
لمعت عينيها بدموع الذل: حاضر هروح أعملك فطار تاني غير ده... ثم خرجت من الغرفة.

نظر لخروجها بضيق وغضب من نفسه... متسائلا لماذا أهانها... أقترب من المرأة الماثلة أمامه ثم أزاح بغضب الموضوع عليها من عطوره الباهظة الثمن... ساقطة على الارض محدثة صوت مدوي
تحدث بانفعال للصورة المنعكسة له من خلال المرأة: ليه ليه بتعمل معاها كده... ليه هي بالذات... ليه هي بتطلع أسوء شيء جواك... ليه متمسك بوجودها عشان تنتقم منها.. مش شايف أنك أخدت أنتقامك منها... مش عارف ليه بعمل معاها كده... هز رأسه بيأس... ثم تحرك باتجاه الحمام لكي يأخذ حمام لعل وعسى يستعيد هدوئه النفسي.

في المطبخ... وقفت زهرة للحظات أمام الحوض... أحنت رأسها تتأمل صورتها الباهته المشوشة من خلاله... دموعها ظلت حبيسة خلف رموشها تأبى الهروب... لمست شعرها ألاسود القصير بأصابع ترتجف... نزلت بأصابعها ناحية عينيها المغمضة... ضاغطة عليهم بقسوة... فانهمرت دموعها بالغصب... أستمرت أصابعها بالهبوط تتلمس بشرتها القمحية اللون... حتى وصلت لرقبتها تعصرها بقوة... حتى سعلت بعنف... همست لنفسها بألم: فوووقي يازهرة... من أمتى وأنتي الكلام ده بيأثر فيكي.... أجمدي يازهرة أنتي في رقبتك عيلة من غيرك تضيع.

أخذت نفس عميق، ثم غسلت وجهها بالماء البارد حتى تستعيد هدوئها الظاهري، ثم قامت بتحضير الافطار والقهوة مرة أخرى وذهبت الى غرفته وطرقت على الباب.. ثم أنتظرت..
سمعت من الداخل لهجة الامر في صوته: أدخلى
فتحت الباب ودخلت... رأته جالس على الكرسي المقابل للباب وضعا قدم فوق الاخر...

قال أكنان بثبات: حطي الصينية هنا وأشار على الطاولة الموجودة بجواره
فعلت زهرة كما طلب منها وهمت بالانصراف
تحدث له أمرا: أستني
زهرة ردت: نعم حضرتك
أكنان قال: نضفي الارض من الازاز المكسور.... أشار بيديه باتجاه المكان.

هزت زهرة رأسها: حاضر يابيه... ثم خرجت كأنها أنسان ألى مبرمج على تنفيذ الاوامر... ذهبت الى المطبخ بحثت عن أدوات التنظيف حتى وجدتها..
في غرفته كانت تقوم بالتنظيف تحت نظراته الحادة... رسمت زهرة على وجهها ملامح هادئة... متجاهلة نظراته لها... وهى تنظف الزجاج جرحت يديها... فصرخت متألمة: أاااه
فقز أكنان من مكانه مسرعا تجاهها... أمسك يديها المجروحة بخوف غير مبرر...

فقامت زهرة بدفع يديه بعنف قائلة: سيب أيدي
تحدث له أمرا بقسوة: نضفي الارض كويس... شعر اكنان بالحيرة من سلوكه الغير مفهوم ومشاعره المتضاربة
عندما أنتهت قالت ببرود: الارض بقت نضيفة... حضرتك عايز حاجة مني أقبل ماخرج
حدث نفسه بحيرة أيه اللي فكرك بزوزو دلوقتي وعايز زهرة جمبك ليه... فوق لنفسك ياأكنان مين دي اللي حببها جمبك... فووق لنفسك
رددت زهرة كلامها: حضرتك عايز حاجة تاني مني.

فاق من شروده... أراد أهانتها على ماجعلته يشعر.. تحدث لها أمرا بقسوة: مش عايز... أه أنا نسيت أقولك مواعيد شغلك... أنتي هتكوني موجودة هنا من الساعة سته الصبح لحد تمانية بالليل... فطاري والعشا انتي هتعمليه بالاضافة لفنجان القهوة... الغدا مش بتغدا... وطول الفترة دي هتفضلي هنا... ومن ناحية المرتب اللي هتاخديه هيكون مرتب خيالي عمرك ماكنتي هتاخديه في أي مكان تاني.

زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تخليني أخرج.. أشوف أمي... وأرجع تاني علطول... أمي ست مريضة ومفيش حد غيري بيخدمها... وليها مواعيد دوا ثابته... لما كنت في الكافيه... المدام كانت بتخليني أروح البيت وقت الراحة في الكافيه... لو سمحت ياكنان بيه... فطارك هتلاقيه في الميعاد وكمان العشا... أخذت زهرة تتوسل له حتى فقدة قدرته على التحمل
تحدث أكنان بحدة: كفاااية... عندك وقت الراحة بتاعك.... هتخرجي فيه وهترجعي علطول
ردت زهرة: حاضر... ثم أنصرفت بعدها مباشرة

في داخل الشركة... عند مكتب بيسان... أخذت تتمشى بغضب في جميع الأنحاء
سمعت صوت طرق على الباب
قالت بغضب: أدخل
دلف كريم مبتسم الوجه... عندما رأى وجهها الغاضب
سأل بفضول: مالك يابسبوسة... ماأنا كنت سايبك أمبارح زي الفل.. أيه اللي حصل
سألت بيسان بانفعال: أنا كنت برن عليك مكنتش بترد عليا ليه.

قال بهدوء: مانا كنت قايلك رايح الفندق تباعنا اللي في الساحل ورجعت من هناك على هنا علطول... قولت اشوف مالك
ردت بغيظ: يعني شوفت رناتي ليك ومش عبرتني
_ ماهو انا لما أكون مش فاضي ومشغول مش برد ودي مش أول مرة... أهدي كده وقوليلي أيه اللي معصبك
نزعت بعنف جريدة موجودة على سطح المكتب قائلة: البيه بيرقص مع واحدة في نايت كلب
أمسك الجريدة ثم نظر لصورة زاهر وهو يراقص فتاة... حاول أخفاء أبتسامته: وفيها أيه
هتفت بيسان بحدة: نعم مفهاش حاجة
رد كريم: خلاص فيها.

لمعت عينيها بدموع الغيرة: هو ممكن زاهر يضيع من أيدي
قال كريم بعطف: مش هيضيع... لو بيحبك بجد... هيعترف ليكي بحبه
سألت بيسان بخوف: ولو مش بيحبني
أبتسم كريم بخفة: هجوزهولك غصب عنه
قالت بيسان بشرود: فيه أيه لو كنت أنت مكان زاهر... أنا بحبك أوي ياكريم... ومقدرش أعيش من غيرك
رد بابتسامة: وأنا كمان بحبك أوي يابسبوسة.

زاهر قبل الطرق على الباب سمع بيسان تقول كلمة أحبك الى كريم... أنقبض قلبه بعنف... عندما سمع توسلها له.. لم يتحمل الاستماع لأي كلمة أخرى... فمشى مبتعدا يكاد لا يرى أمامه من شدة ألمه... فهو بعد كلام أكنان له أخذ يفكر طوال الليل مع نفسه... في طلب أكنان الغريب وشكوكه ناحية بيسان... علم أنه أذنب.. عندما تخيل أن أخلاقها سيئة... فبيسان تربت على يده ويعلم أخلاقها جيدا... وأنه أخطأ في حقها... أسترجع جميع مواقفها معاه فهي تدل على حبها له كما قال أكنان... لذلك أنتظر بزوغ النهار... ليذهب اليها ويعترف بحبه... هز رأسه بعنف وهو في طريقه الى مكتبه محدثا نفسه: أنت السبب أنت اللي ضيعتها من بين أيدك وخلتها تسافر...

بعد فترة قصيرة خرج كريم من مكتب بيسان... وهو في طريق للخروج رن جرس هاتفه
رد كريم: أيه ألاخبار
تحدث كريم في الهاتف لعدة دقائق مع الشخص الذي كلفه بعمل تحريات عن ضحى وصديقتها زهرة وأكتشف أن كمال نصاب غير معروف أسمه الحقيقي... وأن ضحى ضحية وليست مدفوعة عليه من أعدائه... أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجهه عندما تذكرها... وبدون أرادة من وجد نفسه يتصل بمحسن.

رد محسن: نعم يابيه
قال كريم: عايزك تروح بيت البنت اللي أسمها ضحى تتطمن عليها
محسن قال باستغراب: أروح أطمن على مين
هتف بحدة: اللي سمعته يامحسن... ثم أغلق الهاتف

شرد أحمد العديد من المرات وهو يكشف على المرضى في عيادته الخاصة
خرج من غرفة الكشف... تحدث الى الممرضة: أنا ماشي يامنة... اعتذري لباقي المرضى وبعدين أقفلي العيادة
قالت منه: بس يادكتور
هتف بحدة: من غير بس اللي قولتلك عليه يتنفذ
ردت منه: حاضر.

خرج أحمد بخطى غاضبة من العيادة ثم ركب سيارته... وأخذ يقودها بدون وجهة محددة... حدث نفسه قائلا: كده يازهرة تضحكي عليا وأفضل مستنيكي بالساعات أمبارح قصاد الشركة ومشوفش وشك.... أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بحسام
حسام بضيق: في أيه تاني يااحمد...

تحدث أحمد بمرواغة في الكلام... حتى عرف منه أن زهرة تركت الشركة... وعملت في مكان أخرتذهب لها في السادسة صباحا... أغلق أحمد الهاتف عندما عرف ماأرد معرفته وزينت شفتيه أبتسامة منتصرة... وأنطلق بالسيارة الى شقته
وبمجرد فتح باب الشقة... رأى زوجته واقفة أمامه وبجوارها عدة شنط وأبنتيه الصغيرتين
تحدثت رشا بغضب: كويس أنك شرفت عشان أقولك أني سايبلك البيت وماشية
نظر لها بضيق: بطلي جنان.

ردت عليه بانفعال: الجنان اللي أفضل معاك... أنا خلاص تعبت وزهقت وخلاص جبت أخري ومش قادرة أتحمل أكتر من كده... كل يوم يعدي وأقول بكرا يحس بيا ويهتم أكتر بيكي... وبعد ماخلفت قولت يمكن يحس بيا... بس بردو فضلت زي مانتي نفس المعاملة واللامبالاة في تصرفاتك.

تحدث احمد بضيق: وأنتي عاملتي أيه عشان تكسبي حبي... معملتيش حاجة ولا حاجة خالص... في كل خناقة بينا... بتهدديني بأخوكي وكيل النيابة... عايزني أهتم بيكي مش لما تهتمي بيا الاول وتخافي على مشاعري... ده أنتي كمان اول ماخلفتي البنتين وانتي نسيتنيي خالص وكل أهتمامك ورعايتك ليهم... نسيتي أنك متجوزة... وعلى بالليل تاخدي البنتين وتنامي معاهم في أوضتهم... فين حقوقي كزوج.

هتفت رشا بغضب: أنا عملت أيه... لا معملتش حاجة... محاولتش معاك خالص لحد مازهقت وقولت لنفسي راعي بناتك هما أولى باهتمامك... ونفس الجملة المشروخة... فين حقوقي كزوج... هقولك مفيش بح شطبنا خلاص... عشان كرهت... وعشان كرهت بقولك طلقني
تحدث بقسوة: مش هطلق
ردت رشا بغضب: هنشوف...

طرق البواب باب الشقة... فتحت له رشا قائلة: شيل الشنط دي حطهم فى عربيتي..
عبدو: حاضر ياهانم... وقام بحمل الشنط
أمسكت يدي الفتاتين قائله لهم برقة: يلا حبابيي... قولو لبابي باااي قبل مانمشي
جنا وجيهان في نفس واحد: باااي بابي
قام أحمد باحتضانهم متأثرا لفراقهم... فهو لا يستطيع أخذهم منها... فهو لا يعرف كيفيه مرعاتهم والاعتناء بيهم... هز كتفيه بقلة حيلة وهو يشاهد خروجهم من باب الشقة

بيسان لم تتحمل البقاء دقيقة أخرى في مكتبها... فقررت الذهاب إلي الفيلا.. لكي تستريح قليلا حتى تستجمع شتات نفسها... في غرفتها أخذت تنظر بشرود إلى الملحق المكان الذي يعيش فيه زاهر... تنهدت بشوق متذكرة أحلى أيام حياتها مع زاهر وهي طفلة... تغيم نظراتها عندما تذكرت سبب هروبها..
جلست على سريرها... تناولت الهاتف الموضوع بجوارها واتصلت بالمربية: عايزاكي يادادة.

سألت سمحية: في حاجة يابيسان
تحدثت بيسان لعدة دقائق
ثم قالت سميحة في النهاية: ربع ساعة وهكون جايبلك الغدا
اغلقت بيسان الهاتف.. ثم نظرت للسقف بشرود... وبعد عدة دقائق نهضت من مكانها وتوجهت الى الحمام
بعد فترة طرقت سميحة على الباب عدة مرات وهي حاملة صينية الغداء وعندما لم تسمع ردها لها... دخلت مباشرة...

في داخل مكتب زاهر... رن هاتفه قاطعا شروده... تناوله من على الكتب وعندما رأى رقم المتصل... انتبهت حواسه... تحدث قائلا: نعم يابيسان
ردت سميحة بصياح: الحقني يازاهر بيه
شعر زاهر بحدوث مصيبة عند سماعه صراخ سميحة
... سأل بقلق: فيه إيه وماسكة تليفون بيسان ليه
سميحة بلهجة منهارة: دخلت اوضتها عشان أحط ليها الغدا لقيتها نايمة على السرير مش بتنطق...

نهض من مكانه مسرعا بدون سماع بقيت كلام سميحة... خرج من مكتبه الى خارج الشركة في سرعة قياسية وقلبه كاد ينخلع من شدة قلقه عليها... قاد سيارته بسرعة هائلة وفي أقل من عشر دقائق كان بداخل غرفتها... هتف صائحا عندما لم يجدها
داده سميحة...
دخلت سميحة بسرعة الى الداخل وهى تنهج
سأل زاهر بخوف: فين بيسان
ردت سميحة: الدكتور جاه ونقلها المستشفى...

قبل خروجه لحظ ورقة بجانب السرير وعدة علب دواء فارغة... هز رأسه برفض الفكرة التي جالت في رأسه: مستحيل بيسان تحاول تتنحر
أمسك الجواب... أتسعت عينيه بصدمة عندما قرأ ماخطت يداها... وهي تعترف بحبها وانها سئمت من كثرة البكاء على قلب لم يشعر نحوها بالحب... كور الجواب بغضب والقاه بعنف على الأرض
همس بألم: لدرجة دي بتحبي كريم... خرج مباشرة من الغرفة بخطى سريعة للذهاب اليها.. بالرغم من صدمته... الا أنها حبيبته الصغيرة...

في المستشفى... رأى كريم واقف أمام غرفتها... تقدم زاهر باتجاهه... نظرا له بغضب وبمجرد أقترابه منه... قام بلكمه على وجهه...
هاتفا بغضب: أنت السبب عارف لو جرالها حاجة مش هيكفيني فيها روحك
وضع يديه على أنفه ناظرا له بذهول: أنت بتقول ومين ده اللي السبب
تحدث بصياح: أنت كسرت بقلبها لما رفضت حبها عشان كده أنتحرت
أتسعت عينيه بذهول مما سمع: مين ده اللي كسر قلبها... أنت بتوجهلي الكلام ده...

_ أيوه
_ هو أنت فاكر كل الفترة دي أنها بتحبني أنا يبقا أتجننت رسمي... بيسان مش بتحب حد غيرك
_ والجواب اللي سابته وبتقول فيه أنها بتحبك
_ هي قالت أسمي فيه
هز زاهر رأسه بالرفض: بس أنا سمعتها بتقول بتحبك النهاردة في المكتب
شارد كريم بذاكرته للحظات فيما حدث بينهم... لمعت عينيه بابتسامة ماكرة: أه أفتكرت وانا كان ردي ليها أني كمان بحبها زي أختي... عشان بيسان
تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عيينه تتسع من الصدمة.

حبست ضحى نفسها في الغرفة... ترثي حالها وما حدث لها
دخلت أمها قائلة بحزن: تعالي ننزل نقعد شوية مع أم زهرة... أبوكي وأخوكي نزلو خلاص راحو الشغل...
ردت ضحى بصوت كئيب: مليش نفس روحي أنتي ياماما
يئست أمينه من أقناعها لكي تنزل برفقتها... فقالت بعطف: خلاص أنا هنزل أقعد معاها شوية أِشوفها عايزه أيه وهطلع بسرعة
ردت بخفوت: ماشي
خرجت أمينة من غرفة أبنتها والالم يعتصر قلبها حزنا على أبنتها الوحيدة...

فى الاسفل أمام بيت ضحى توقفت سيارة جيب... قال السائق بقسوة أي حد يقف قصادكم خلصو عليه... بمجرد أنتهاء السائق من الكلام... خرج منها عدة رجال مباشرة... صاعدين الدرج بطريقة منظمة مدركين تماما الى أين ذاهبين...

سمعت ضحى عدة طرقات على الباب... فقامت مضطرة من مكانها... بمجرد أن فتحت الباب وجدت أربع رجال بداخل الشقة... هجمو عليها وقامو بتكميم فمها
هتف كبيرهم: أنزلو بيها بسرعة
وهما هابطين بيها الدرج... أستطاعت ضحى ان تصرخ بعلو صوتها.... الحقووووني
خرجت أمينة مهروله من عند أم زهرة فوجدت أبنتها تخطف أمام عينيها... أمينة صاحت بعلو صوتها الحقووووني ياناس وجريت باتجاهم.

أحد الرجال قام بضرب نار في الهواء... عندما رأى تجمع الناس على صوت الصريخ... قائلا بعنف: اللي هيقرب هخلص عليه... ثم هتف في رجاله... يلا دخلوها بسرعة
لم يجرأ أحد على الاقتراب وصوت الطلقات يتساقط فوق رؤس الجميع
أنطلق السائق بسرعة... بمجرد دخول الجميع.

لطمت أمينه على صدرها وهى تولول صارخة: بنتي أتخطفت... أتخطفت في عز النهار... بنتي
بمجرد القائها على الكرسي... صرخت ضحى: الحقوووني
تحدث السائق بشماته: أنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني...
اتسعت عينيها بصدمت عندما ميزت صوته..
تملك زاهر غضب شديد من كلامه... وقبل لكمه مرة أخرى... قال كريم ما جعل عينيه تتسع من الصدمة
تحدث كريم بابتسامة هادئة: أنا بحب بيسان بس زي أختي... ومينفعش أفكر فيها بطريقة تانية... عشان أنا وبيسان أخوات
ثارت أعصابه من كلامه الغير منطقي: مين دي اللي أختك... أنت هتضحك على مين بالكلام ده...

رد كريم بهدوء: أم بيسان زي ماأنت عارف ماتت وهي بتولدها في أمريكا... ولما عمي نجم جابها وماما شافتها قلبها رق ليها... ماما كانت من انصار الرضاعة الطبيعية.. فماما رضعت بيسان طبيعي وفضلت معانا لحد ماعمي نجم أخد بيسان وأكنان ورجع بيهم مصر.

صدمه كلام كريم بشدة.. لدرجة أنه ظل صامتا... في محاولة لأستعادة هدوئه... أسترجع الماضي... وقت ولادة بيسان في أمريكا ومعلوماته الطفيفة بخصوص نيروز هانم والدة كريم... وأنه بالرغم من أصولها النبيلة... تمتلك قلب حنون ولديها العديد من الجميعات الخيرية... وحديثها المستمر في البرامج التي يتم استضافتها... عن أهمية توطيد الصلة بين الام ورضيعها عن طريق الرضاعة الطبيعية وأهميتها.

سأل زاهر بقلق: وبيسان دلوقتي
رد كريم بابتسامة هادئة: بيسان كويسة... كل ده كان تمثيلية منا عشان تتحرك وتعترف بمشاعرك لما تعرف أنها حاولت تموت نفسها علشانك... بس البعيد طلع مش بيفهم...

أستعاد أنفاسه قائلا بابتسامة: بقا محاولة الانتحار دي أنتو الاتنين كانتو مدبرينها... وبيسان جوا دلوقتي منتظره وجودي معاها
رد كريم: أيوه... ناوي تعمل أيه... بعد ماعرفت الحقيقة
ابتسامة خفيفة تلاعبت على جانب شفتيه: ناوي أتجوزها طبعا
نظر له بسعادة: أخيرا الحجر نطق.. وعلى فكرة كلمة حجر دي أسم دلعك عند بيسان..

زينت ثغره أبتسامة ماكرة: أنا حجر.... ثم قال... أنا داخل ليها دلوقتي... وخطى باتجاه غرفتها
تحرك كريم بجواره... التفت له زاهر قائلا: أنت رايح فين
رد كريم: داخل معاك
تحدث زاهر برفض: خليك أنت برا والأحسن تشوف وراك أيه... وكفايه تعبك معانا لحد كده.

كريم تصنع الضيق: أنت بتطردني.. أهو ده أخرت اللي يحب يساعد
لمعت عينيه بالسعادة... عندما تأكد أن بيسان لم تضيع من بين يديه وأنها لازالت تحبه بالرغم من فراقهم عدة سنوات.... نظر الى كريم بمكر: محتاج أتكلم معاها لوحدنا
رد كريم بابتسامة: لما تدخل ليها ناوي على أيه بالظبط
تحدث زاهر: ناوي أخليها على نارها شوية...

أتسعت أبتسامة كريم: بس براحة... عشان متنهارش في أيدك
أبتسم زاهر بمكر: سلاااام ياكيمو
رد كريم: بشويش عليها..
_ من عيونى
_ ياخوفي عليها من اللي هتعمله فيه
دلف بعدها مباشرة الى غرفة بيسان... عندما سمعت صوت الباب... أغلقت عينيها.

أقترب منها زاهر... نظر لها برقة وعينيه تلمع ببريق الحب... ظل واقفا في مكانه لايتحرك... لا يتكلم... لكن يتأمل ملامح وجهها بعشق... فأحلامه أصبحت حقيقة فاأكنان تكلم معه بصراحة وقضى على خوفه من الرفض... وأيضا أكتشف أن حب بيسان له لم يموت... وماحدث اليوم مجرد محاولة لجعله يعترف هو الأخر بحبه لها...

فتحت عينيها بحذر عندما طال الصمت... لتتفاجىء بزاهر واقف أمام فراشها... لمحت في عينيه نظرة مختلفة لم تستطع تحدد ماهيتها لأنها سرعان ماأختفت وحلت محلها نظرة خاليه من المشاعر..

هتف زاهر: أنتي أزاي تعملي في نفسك كده... عايزه تموتي نفسك عشان واحد مش يستاهل... ثم جذب كرسي ووضعه بالقرب من الفراش... جلس عليه وتحدث قائلا: كنتي تعالي قوليلي وانا كنت خليته يجيلك راكع... أنتي أختي يابيسان...
تفاجئت بيسان من كلامه وعن ماذا يتكلم: أنت بتقول أيه.

أخفى زاهر أبتسامته بصعوبة عندما رأى نظراتها المشتت: قصدي الجواب اللي كتبتيه وبتعترفي فيه بحبك لكريم... أنا كنت عارف أنك بتحبيه... بس متخليتش بسان العاقلة تعمل في نفسها كده... بس أنا مش هسكت على اللي حصل... ده أنا هخليه يقول حقي برقبتي... اومال أيه لزمت الاخوات وأنتي أختي يابيسان... نطق أخر جملة ببطء شديد... مرددا أيها... أختي... أختي.

تسمرت نظراتها عليه... لم تصدر أي صوت من الصدمة قائلة ببلاهة: كريم بحبه وحاولت أنتحر عشانه
زاهر تصنع الزعل: مقولتيش ليا ليه أنك بتحبيه... كنت هتصرف... مسك كف يديها قائلا: ليه مش أتكلمتي معايا وقولتلي ايه اللي مضايقك... فاكره زمان لما كانت أي حاجة بتضايقك كنتي تجي عليا جري تشتكي... أنا هخدلك حقك يأجمل وأرق أخت... رأى زاهر نظراتها له كأنه نبتت له قرون... هربت ابتسامة منه لكنه أستطاع أخفائها بسرعة... أنا ديما بقولك أنك زي أختي يابيسان... ليه مش لجئتي ليا.

داخل عقلها ترددت كلمة أختي.. أختي... أختي.. لتهتف بانفعال: أطلع براااا.... براااا... ده الحجر بيفهم عنك.... ده أنا ظلمت الحجر لما سميتك بيه... براااا
تحدث بمكر: ده أنتي حالتك صعبة أوي... هروح أجبلك دكتور بسرعة... خرج من الغرفة والابتسامة تزين شفتيه
في الداخل بيسان نهضت من فوق الفراش وأخذت تتحرك بغضب في الغرفة... هتفت بعصبية: غبي... الغبي اللي مش بيفهم... والله لأموتك... فينك ياكريم تلحقيني قبل ما أرتكب جريمة قتل... وعندما سمعت طرق على الباب... استلقت على الفراش بسرعة.

دلف زاهر بعد عدة دقائق وبجواره الطبيب صديقه... وابتسامة خبيثة تزيين وجهه
زاهر تحدث بخبث: مش عارف مالها ياهشام... كنت بتكلم معاها وكانت هادية ومرة واحدة أتعصبت ووشها أحمر... باين عليها صدمة متأخرة
تحدث هشام بهدوء: أنا جبت معايا حقنة مهدئة هتريح أعصابها شوية... ورفع يديه بالحقنة حتى اصبحت في مجال رؤيتها...

أتسعت عينيها بالرعب... هتفت بحدة: أنا عايزه الدكتور بتاعي يازاهر.. ومش عايزه أخد أبر
تحدث زاهر: أهدي بس يابيسان ده دكتور هشام... أشطر دكتور في المستشفى هنا... وأيديه خفيفة مش هتحسي بشكة الابرة خالص
هتفت بيسان: مش عايزه أخد أبر... وأطلع برا أنت وهو
اقترب هشام من الفراش... ارتعبت بيسان من شكل الحقنة... لتقفز فوق الفراش واقفة... قائلة بخوف: خليه يطلع برا يازاهر... خلاص انا بقيت كويسة
هشام بهدوء: باين عليها مصدومة... أمسكها يازاهر... عشان أعرف أديها الحقنة.

هتفت بيسان بانفعال: أنا كويسة
خلال لحظة وجدت زاهر بجوارها فوق الفراش ممسكا أيها... قائلا: أهدي يابيسان الحقنة دي في مصلحتك... قام برفعها بسهولة.. لتقف بجوار هشام... عندما رأت الحقنة تقترب من ذراعها... نظرت لها برعب... فاقدة الوعي
هتف زاهر بخوف: بيسان.... هشام الحقني
هشام بهدوء: متخافش يازاهر هي أتصدمت من شكل الابرة.. بس مكنتش أعرف أن قلبها خفيف...

زاهر بأعصاب مضطربة... قام بهز بيسان بخفة... رموشها تحركت بخفة
تحدث هشام: أهي هتفوق... أسيبك بقا... قبل ماتمسك فيا وتعرف أن ده مقلب فيها
عندما فتحت عينيها... رأت وجه من تحب أمامها... وبمجرد تذكرها ماحدث هتفت صارخة
زاهر بحب: بحبك بحبك... تتجوزيني
أتسعت عينيها بصدمة وكادت تفقد الوعي بين ذراعيه مرة أخرى
نظر لها بعشق... قائلا بابستامة: أوعي تعمليها ويغمي عليكي تاني... مش حمل خضة تاني وفي نفس الوقت بقول اعمليها عشان تفضلي طول الوقت في حضني.

بيسان بصدمة غير مصدقه ماسمعت أذنها: هو أنا اللي سمعته صح
زاهر بمرواغة في الكلام والابتسامة لزالت تزين وجه: قصدك اوعي يغمي عليكي
هتفت بيسان: الكلام اللي قبل كده
_ قصدك أوعي تعمليها
_ أنت عارف أنا قصدي أيه يازاهر
زاهر برقة: بحبك وعايز أتجوزك
نظرت له بسعادة: أخيراااا الحجر أتكلم وقال بحبك.... أخيرا الحجر قالها

قام أحد الرجال بضرب ضحى فوق رأسها لأيقاف صريخها المتواصل، أستيقظت بعد فترة ووجدت نفسها داخل غرفة أضاءتها خافتة، ومعاها في نفس الغرفة مجموعة من الشباب والفتيات في أعمار مختلفة يرتدون ملابس غربية شبه عارية... وجدت ضحى الفتيات ينظرن لها بشفقة.

 همست أحد الفتيات: بنت جديدة
أنتفض جسدها من شدة الرعب وهي تحدث نفسها أين هي
دخلت أحدى الفتيات وأشارت لضحى بالنهوض: أنتي قومي تعالي معايا
همست ضحى بخوف: أنتي بتكلميني أنا
الفتاة بقسوة: أيوه أنتي... الوجه الجديد في المجموعة... فريد طلع بيفهم لما اتفق مع رجالتنا عشان يخطفوكي... نظرت لها بتلذذ... تستاهلي المخاطرة ياموزة.

بدأ جسدها في الارتجاف وهي تسمع كلماتها وترى نظراتها لها
هتفت الفتاة: فزي معايا بالذوق
نهضت ضحى بأقدام ترتعش من الخوف... فقامت الفتاة بجذبها بقسوة لتمشي بجوارها... حتى خرجت من الغرفة... ودخلت بيها الى غرفة أخرى...

رأت راجل جالس خلف مكتب عريض... وأمامه يجلس رجل أخر معطيا ظهره لها
الراجل الجالس خلف المكتب بمجرد دخولها... نظر لها وأخذ يتفحصها كأنها سلعة يريد شرائها
ضحى بتوسل: أبوس أيدك خرجني من هنا... رجوعني لأهلي
التفت الراجل المعطي لها ظهره قائلا بابتسامة شامته: حبيبتي هو أنتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه... ده أنا تعبت أوي عشان أجيبك هنا... ده هيكون أنتقامي ليكي أنك تكوني سلعة للكل... بس قبلها هتكوني ليا انا الأول..

ضحى عندما رأته وسمعت كلامه... كادت تسقط أرضا من شدة الخوف..
توسلت لهم ببكاء قائلة: سبوني أخرج من هنا ومش هتكلم والله مش هفتح بؤي... أنا أهلي ناس غلابه... وبنتهم الوحيدة ده ممكن يموتو فيها لو مش رجعت ليهم....

توسلت بشدة ولكن لاحياة لمن تنادي... ناظرين لها بقسوة.... لم يؤثر فيهم توسلها... نظرت ضحى حولها... في محاولة لأيجاد وسيلة للهروب... رأت نافذة خلفها ولكن نوافذها كانت حديدية... ذهبت الى الباب مهرولة... عندما فتحته وجدت أمامها راجل ضخم الجثة... قام بدفعها داخل الغرفة لتسقط واقعة على الارض... ثم أغلق الباب
الراجل خلف المكتب: متحاوليش تهربي... أنتي أول مارجلك دخلت هنا... بقيتي ملكنا... نادى بصوت عالي: هيفااااااا
دخلت فتاة نحيلة الجسم: نعم يامنير بيه.

أشار منير الى ضحى: خديها معاكي عايزك تظبطيها زي العروسة في ليلة دخلتها.... بس قبلها قعديه مع البنات الاول عشان تتعود على المكان وتاخد فكرة عن طبيعة شغلها وعلى بالليل تظبط ووديها الاوضة المخصوص...
هيفا بميوعة: حاضر يامنير بيه... قومي ياللي ماتتسمي
انتفض جسد ضحى المسجى على الارض.... ظلت جالسة على الارض تأبي أطاعة كلماتها
هتف منير بحدة: مررررعي
ليدخل شخص ضخم الجثة: خدها وديها على أوضة البنات.

حاولت ضحى المقاومة.... الافلات من قبضته... لكنه أستطاع حملها بسهولة على كتفه وعندما قامت بعضه في رقبته... ضربها مرعي بالقلم على وجهها جعلت عينيها تطفر بالدموع والدماء تتساقط من أنفها
هتف منير بغضب: مش عايز عنف يابرعي معاها... عايزه جسمها ووشها مفهوش علامة مفهوم الكلام
هز مرعي رأسه بالأيجاب: مفهوم يامنير بيه
خرج برعي حاملا ضحى التى لم تيأس من محاولة الافلات من قبضة يده... خرجت هيفا خلفهم مباشرة.

قام مرعي بوضع ضحى في غرفة البنات... ثم خرج... أنزوت ضحى في ركن بعيد ودموعها لم تتوقف عن التساقط... من مكانها رأت دخول ثلاث فتيات ملامحهن غريبة فيهن من تبكي ومن هي سكرانة وكلهم حالتهم وشكلهم سيء... ضمت ضحى ركبتيها تجاه صدرها أخذه وضع الجنين وجسدها لم يتوقف عن الأرتعاش ودموعها لم تتوقف.

جلست زهرة في المطبخ... لا تفعل شيء سوى الأنتظار.. رن جرس هاتفها... رقم المتصل كان بدون أسم... فقامت بتجاهل أول رنه حتى أنتهت... لكن رنين هاتفها لم يتوقف... حدثت نفسها: يكون نمرة حد أعرفه... وفي حاجة حصلت في البيت... خير يارب
فتحت الهاتف قائلة: مين معايا
تحدث أحمد: أنا أحمد يازهرة.

زهرة بصدمة من معرفته لرقم هاتفها... قائلة بحدة: جبت رقم تليفوني منين
رد أحمد بهدوء: باتصالاتي عرفت أجيبه... أنا عايزه أتكلم معاكي يازهرة
هتفت زهرة بضيق: وبعدين معاك يااحمد... خلاص مبقاش ينفع كلام بينا... أنت بقيت زوج وأب
قال أحمد: حاولت أنساكي يازهرة بس مقدرتش... مقدرتش أحب مراتي
ردت زهرة بحدة: بس أنا نسيتكي يااحمد
هتف بانفعال: كدابة... أنتي بتكدبي... أنتي عمرك مانسيتيني.

زهرة بألم: بلاش الثقة الزيادة دي... هو أنت فاكر نفسك أيه مفيش غيرك ومش هقدر أحب حد غيرك ولا هقدر أكمل حياتي من غيرك
رد أحمد بثقة: أيوه يازهرة... أنتي مش قادرة تكملي حياتك من غيري... مكنتيش بقيتي زهرة اللي أنا شوفتها ومعرفتهاش... اللي حصل بينا زمان كسرك وغيرك وخلاكي متقدريش تعيشي حياتك...

ضحكت زهرة بسخرية: متبقاش واثق من نفسك... هو أنت سمعك تقيل... مسمعتش أنا قولتلك أيه... أنا خلاص نسيتك ومسحتك تماما من حياتي... نصيحة مني أرجع لبيتك ومراتك وبناتك... حاول تصلح علاقتك معاهم... عشان تقدر تعيش مبسوط ومرتاح.... سلااام يااحمد ولو سمحت متتصلش بيا تاني ومتحاولش تشوفيني.

هتف أحمد بحدة: هتقابليني يازهرة... لو رافضتي هقول حقيقتك للشغالة عنده وأنك سوابق... وأي مكان هتشتغلي فيه
ردت زهرة بانفعال: هو ده الحب اللي بتقول عليه... أنت بتهددني
هتف أحمد: أنتي السبب... أنتي اللي خلتيني أقول كده... أنا مش بطلب منك شيء مستحيل... أنا عايز أقعد معاكي... عايزك تسامحيني
زهرة بحزن: أسامحك أزاي وانت بتهددني.

رد بندم: مكنتش أٌصد أهددك.. بس غصب عني لقيت نفسي بقولك كده.... أنا عايز بس أقعد معاكي
قالت زهرة بيأس: حاضر يااحمد هقابلك
_ نتقابل النهاردة
_ لا مينفعش النهاردة... نتقابل في يوم أجازتي
_ مع السلامة يازهرتي
_ سلام يااحمد
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي...
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية... حدثت نفسها بغضب: ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي... أنا قفلت صفحتك من حياتي.. ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي...
التفتت زهرة خلفها... لتتفاجىء بوجود أكنان خلفها مباشرة.. لتصطدم بيه دون أرادة منها
نظرة له بخوف عندما رأت نظراته الغاضبة... أمسك ذراعها بقسوة قائلا: مين اللي كنتي بتكلميه
همست برعب: ده أحمد
هتف بحدة: مين أحمد.

عصر معصم يديها بقسوة... كتمت صوت تألمها.. قائلة بصوت متقطع: ده ااااااحمد... الل... حبيبي
عندما سمع أجابتها... أحكم قبضته أكثر على معصمها... فتأوهت ألما... أاااه.. فكان صوتها المتألم ألة تنبيه ليفوق من غضبه.. ترك معصمها فجأة غير مستوعب فعلته... خرج من الغرفة بخطى مسرعة..
دمعت عينيها من الالم وبمجرد خروجه... أرتفع صوتها بالبكاء..

دخل غرفته ثم أغلق الباب خلفه بصوت مدوي... سار ذهابا وأيابا في الغرفة... محدثا نفسه بغضب: أنت ايه اللي رجعك البيت دلوقتي... أول مرة تعملها... رجعت طبعا عشان كنت مصدع وعايز أشرب فنجان قهوة... على أساس أن الشركة مفهاش قهوة هناك... أومال رجعت ليه.. هز رأسه بغضب قائلا: معرفش أنا معرفش رجعت ليه وعملت معاها كده ليه... فاق من شرودها على صوت طرقات الباب.

هتف بحدة: أدخل
تحدثت كوكو بهدوء: زهرة مش مبطلة عياط في المطبخ ولما شوفت دراعها لقيته أزرق
تحدث له أمرا: خليها تجيلي هنا
ردت كوكو: حاضر... ثم أنصرفت...
في المطبخ... قالت كوكو: أكنان بيه عايز يشوفك
نظرت له بعينين دامعتين: عايز يشوفني أنا
_ طبعا أنتي... روحي بسرعة شوفي عايز أيه... أكنان بيه مش بيحب الانتظار.

قامت زهرة من مكانها.. أتجهت ناحية الحوض وغسلت وجهها باليد السليمة بالماء البارد... لمسح أثار دموعها واخذت تتنفس بحدة وهى متجهة الى غرفته... طرقت على الباب ثم دخلت عندما سمعت صوته سامحا لها بالدخول
تحدث له بأمر: تعالي هنا قصادي
حبست زهرة دموع ألمها بمجهود كبير... شعرت بذعرها يزداد في كل خطوة... حتى وقفت أمامه مباشرة
هتف أكنان: وريني دراعك...

حاول أمساك يدها عندما ظلت واقفة في مكانها رافضة أطاعة كلامه... فقامت بدفع يديه بحدة قائلة: أبعد ملكش دعوة بيا.. تمتمت بخفوت... منك لله يابعيد حسبي الله... ياكش تتكسر رقبتك ولا تتشل في دراعك
ميز بوضوح دعوتها عليه بالأذى... قال بغيظ: بتقولي حاجة
ردت بخوف: لا مش بقول.

هتف أكنان: كنت بحسب وبدل مايبقى دراع يبقو أتنين
فقدت سيطرتها على كبت دموعها... أنتحبت بالبكاء بطريقة هسترية
شعرأكنان بالضيق عند رؤيتها تنتحب بهذه الطريقة: مالك
زهرة ببكاء: مش قادرة أستحمل خلاص أيدي بتوجعني جامد
أخرج هاتفه بسرعة... وأتصل بطبيبه الخاص أمرا أيه بالمجيء بسرعة.

همست زهرة بألم: ملهوش لزوم الدكتور... أنا هشتري كريم للكدمات وأنا مروحة من أي صيدليه على سكتي... أتجهت ناحية الباب للخروج
هتف أكنان: خليكي هنا... الدكتور دقايق وهيكون هنا
وكما قال أكنان خلال دقائق... كان الدكتور معاهم في داخل الغرفة... يكشف على معصم زهرة
تحدث زاهر بقلق: دراعها في أيه.

الطبيب بنبرة عملية: شرخ بسيط في معصم أيدها الشمال..... فتح حقيبته... ثم أخرج أنبوبة مرهم ووضع على معصمها القليل منها ودلك ببطء... وعندما أنتهى قام بلف رباط ضغط على المكان المصاب...
شعر أكنان بغضب غير مبرر.. لرؤيته الطبيب ماسكا معصمها.. هتف أكنان بغيظ: ماتخلص ساعة بتلف في رباط
أندهش الطبيب من رد فعله فقال: خلاص خلصت...

الرباط ده هيفضل أسبوع مربوط... واخرج علبة مسكن من شنطته... هتاخدي من الدوا ده تلات مرات في اليوم
عندما أنتهى الطبيب شعرت بالالم أصبح أخف: حاضر... أنصرف الدكتور مباشرة..
هتف أكنان فيها: أنتي واقفة ليه... روحي أعمليلي فنجان قهوة بأيدك السليمة.

نظرت له بذهول من تحوله المفاجىء في كل لحظة: حاضر... عندما خرجت من غرفته همست بخفوت... ماله ده... دي مش تصرفات حد طبيعي... وأيه اللي عصبه عليا أول مرة في المطبخ وخلها مرعب بالطريقة دي... وأيه اللي حوله لبنأدم عنده شوية مشاعر... هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم شخصيته... داعيه في سرها... بأن تمتلك القدرة على تحمل طباعه التي تشبه أمواج البحر التي تكون هادئة وفي خلال ثانية تتلاطم بعنف وقوة...

كثير من الفوضى... أقدام تتحرك في كل مكان... سيارات الشرطة متوقفه على أول الشارع وأخره مغلقه الجانبين... مانعين الناس من العبور...
نظر محسن للمنظر بفضول.. حاول العبور بسيارته الى داخل الشارع... لكن الضابط أشار له بالتوقف
قال الظابط بلهجة غليظة: لف وأرجع تاني
حاول محسن الكلام.. لكن الظابط قاطعه مرددا: ممنوع
محسن بأصرار: أنا عايز أقابل الحاج عبد الفتاح أبو الأنسة ضحى ساكن هنا في الشارع...

ردد الظابط: أبو البنت اللي أتخطفت
سأل محسن غير مصدق ماسمعت أذنه: ضحى... الله يكرمك ممكن تخليني أدخل أشوفه... أحنا نعرف بعض كويس
سمح له الظابط بالدخول...
في داخل شقة ضحى
محسن بحزن: وكل ده حصل في عز النهار
عبدالفتاح تحدث بانكسار: بنتي أتخطفت قصاد الكل ومحدش قادر يمنعهم ويقف قصادهم

لم تتوقف ضحى عن البكاء وهى ترى... دخول الفتيات وخروجهم... منهم الباكية ومنهم من يبدو عليها أثار التعذيب... أقتربت من ضحى طفلة في هيئة ملابس أمرأة
قالت الفتاة بشفقة: أنتي جيتي هنا ليه
ضحى ببكاء: فريد خطفني بالغصب من وسط أهلي... أنا اللي جبت كل ده لنفسي... لما استعجلت أجوز واحد معرفوهش عشان عنده شقة وفيلا عربية أتخدعت في المنظر... وقولت عريس لقطة وحرام أضيعه من أيدي... ضحكت بدموع.. واتجوزت كمال اللي باعني لفريد... حكت لها ضحى ماحدث لها...

ناريمان بعطف: أنا هساعدك... ثم أخرجت من تحت ملابسها هاتف... قائلة بخفوت... أتصلي باحد من أهلك خليه ينقذك قبل ماتضيعي خالص... ده تليفون جوزي منير
أتسعت عينيها بصدمة: أنتي متجوزة...
ردت بصوت شجي: أه متجوزة مدير المكان هنا
_ بس أنتي صغيرة أوي... عندك كام سنة.

_ خمستاشر سنة... وجيت المكان هنا وأنا عندي تلاتشر سنة... تنهدت بسخرية مريرة وهي تقول... أبويا بعد مامات... مراته باعتني لعصابة منير...
هتفت ضحى بذهول: يالهوووي... مرات أبوكي هي اللي باعتك... معقوله في نفوس شريرة كده
ضحكت ناريمان بمرارة: هههههه، باين عليكي خيبة أوي... متعرفيش أن الدنيا بقيت عاملة زي الغابة، أشارت بيديها على بعض الفتيات، شايفة البنت اللي واقفه جنب الشباك هنا...

نظرت ضحى الى المكان التي أشارت له: أيوه شايفها
_ أسمها نونا وجيت هنا بأرداته بس بعد ماأخوها المدمن أعتدى عليها وبعد اللي حصل طبعا هربت من البيت وأشتغلت هنا... وأشارت باتجاه فتاة أخري... سوسو ودي بنت ناس مبسوطة ضحك عليها زميلها في الجامعة صور ليها فيلم وهو نايم معاها على كام صورة... وهددهم بيها ياتشتغل مع منير.. ياتتفضح بيهم... وأخذت ناريمان تتحدث عن جميع الفتيات الموجودين في الغرفة... فمنهم من جاءت بأردتها... ومن تم بيعها...

كملت ناريمان كلامها بألم: واللي جات مخطوفة زيك... ده أنتي طلعتي طيبة أوي... الدنيا فيها بلاوي بس أحنا اللي بنعمل نفسنا مش شايفين... عشان نقول لنفسنا أن الدنيا حلوة.... نظرت ناريمان حولها ودققت النظر جيدا وعندما تأكدت أنهم ليسو مراقبين... خدي التليفون وأتكلمي بسرعة... أنا هقف قصادك هداري عليكي لحد ماتخلصي.

رن هاتف بعد الفتاح برقم غريب... حدث نفسه بغضب مين ده اللي بيتصل... فقام بالقاء الهاتف على الارض بعنف
محسن بنبرة مهدئة: أهدى ياحاج وأن شاء الله ترجع ضحى
رد بلهجة مقهورة: هترجع قبل ولا بعد الفضحية...
محسن بشفقة: فضيحة أيه بس... هي ضاعت ولا هربت دي أتخطفت... أنا هتصل بالبيه اللي بشتغل عنه... كريم بيه راجل واصل هيقدر يعرف مكانها ويجيبها ليك.

ردد عبد الفتاح: يارب يارب يامحسن
أخرج محسن هاتفه واتصل بكريم
تحدث كريم: عملت اللي قولتلك عليه يامحسن
رد محسن قائلا: روحت ليها زي ماحضرتك قولت
_ وبعدين
_ لقيت الدنيا مقلوبة... العصابة اللي بيشتغل فيها جوزها خطفوها وسط الناس في عز النهار.

هتف كريم بحدة: أنت بتقول أيه... مين اللي بيتخطف في عز النهار
رد محسن: اللي حصل ياكريم بيه... باين عليها عصابة ليها نفوذها
كريم بعصبية: والبوليس عامل أيه... عرفو مكانها ولا لسه
تحدث محسن بحزن: مفيش جديد من ساعة الخطف... والبوليس واقف في الشارع... زي قلتهم
هتف كريم: أنا هتصرف.... ثم أنهى الاتصال مع محسن وقام بالعديد من الاتصالات...

خرجت بيسان من المستشفى بعد أعتراف كل منهم للأخر بالحب.... ركبت بيسان سيارة زاهر... ثم جلست بجواره والابتسامة لاتفارق شفتيها...
لمعت عينيها ببريق الحب وهي تتكلم معاه: رايحين على فين دلوقتي
زاهر بابتسامة: هروحك على الفيلا... وبعدين هطلع على الشركة... أبلغ أكنان أني موافق أتجوز أخته... هو كان مكلمني في الموضوع ده من يومين وبعدين هطلبك من الوالد... وهتصل بالوالد والوالدة في الصعيد... ( والد زاهر عندما كبر في السن أخد زوجته للعيش في مسقط رأسه بين أهله ).

شعرت بالحيرة من كلامه: أنا مش فاهمة حاجة
زاهر رد: أكنان عارف أني بحبك وأنتي كمان وأتبع مبدأ الخط المستقيم أقصر الطرق وقال مادام أنتو بتحبو بعض... هو مش يلاقي طبعا أحسن مني زوج لأخته المصونة بيسان... فقالهلي وش في وش أنه موافق على جوازي منك
أتسعت عينيها بالصدمة: أكنان أاااكنان أخويا قالك كده
رد زاهر بابتسامة: أيوه طلع بيفهم عني وعنك
قالت بيسان: أتكلم عن نفسك... تعاللي هنا..

قال بابتسامة متلاعبة: مانا عندك أهو... عايزه أقرب عن كده مستعجلة اوي على قربي منك... وحاول التحرك ليكون بقربها
هتفت بتحذير: خليك مكانك... ده مش قصدي... مادام أكنان كلمك من يومين مجتش تقولي ليه.

عندما أسترجع ماحدث شعر بالغضب: هو أنا حاولت أكلمك واعترفلك بحبي ليكي... بس لما روحت مكتبك شوفتك في حضن كريم وبتعترفي ليه بالحب... في اللحظة دي قولت أني خسرتك وأنك بتحبي كريم... عشان كده سكت ومش أتكلمت... وبعدين لما عرفت أنك حاولتي تنتحري.. شوفت الجواب وفهمت ان الجواب تقصدي بيه كريم... ولما روحت المستشفي قابلته هناك وضربته... زينت شفتيه أبتسامة عندما تذكر ماحدث بعد اللكمة من أعترافات... وبعدين عرفت منه أنه الموضوع الانتحار ده كله لعبة وأنكم أخوات في الرضاعة.

ضربتها بكف يديها بعنف في صدره: كل ده فاكرني بحب كريم... البعيد طلع مش بيفهم
هتف زاهر: لمي لسانك مين اللي مش بيفهم
ردت بيسان ببرائة: أنا بقول البعيد... مش أنت طبعا خالص مالص
رد زاهر: كنت بحسب
سمع زاهر صفير أعجاب من سيارة تمر بالقرب منه...

هتف السائق لصديقه: شوفتي الموزة دي
التفت زاهر... نظر له بعينين تطاير منها الشرر... جعلت السائق ولى بالسيارة مسرعا خوفا...
شعر بالغضب... قام بملاحقته بالسيارة يريد تلقينه درسا قاسيا...

نظرت بيسان بقلق لملامح زاهر المرعبة... قاد السيارة بسرعة
هتفت بخوف: خلاص يازاهر هو ماشي بعربيته... عايز تلحقه ليه
صاح بغضب: هو أنا قرطاس جوافة جمبك عشان تتعاكسي وأنتي معايا... لازم أعلمه الادب عشان يحرم يعاكس بنات الناس... ثم أنطلق خلفه بسرعة..
هتفت بيسان بذعر: هدي السرعة يازاهر... أنا خايفة أوي.

لم يهتم بتوسلاتها وصمم على تنفيذ أنتقامه... عندما شاهدت مايحدث وضعت يديها على عينيها صارخة: كفااااية وقف العربية
قاد سيارته حتى أًصحبت السيارتين متقاربتين... دفع زاهر سيارته الرباعية الدفع السيارة الاخرى... لتصطدم بالجدار الحجري محطما نصفها الامامي
نزعت يديها عندما شعرت بعودة السيارة الى سرعتها الطبيعية... نظرت للخلف ترى ماحدث... فوجدت السيارة في داخل الجدار وخروج منها السائق وصديقه بدون أصابات.

زفرت براحة... قائلة بعدها بانفعال: أيه اللي أنت عملته ده
رد بابتسامة منتصرة: عملت اللي تستحقو الاشكال دي
قالت بانفعال: وأنا مفرقتش معاك أموت من الرعب... وصلني البيت بسرعة يازاهر...
قال زاهر بهدوء: حاضر يابيسان.... طب والخطوبة والجواز لسه هما ولا بقو في خبر كان
ردت بيسان بسرعة: لا في جواز طبعا... صمت مباشرة وأحمرت خدودها من الخجل بسبب ردها المتسرع
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: طلباتك أوامر

أنتهت زهرة من أعداد فنجان القهوة ووضعتها في المكان الذي أشار اليه... ثم خرجت مباشرة دون أن تنطق كلمة واحدة... نظر أكنان لخروجها بهدوء عكس مشاعره الثائرة كلما تتواجد أمامه... أقترب من الطاولة... مد يديه وتناول فنجان القهوة.. وأتجه ناحية الشرفة متأمل العالم الخارجي بشرود... أخذ رشفة تلو الأخرى... شعر بالاختناق... سعل بشدة مخرجا شيء من فمه... أمسكه بأصابع يديه... عينيه لمعت بالغضب... عندما رأى قرط نسائي... شعر بالغيظ... أن تكون حركتها مقصودة لتنتقم منه... خرج من غرفته مسرعة.. مقررا رد لها الصاع صاعين...

دخل الى المطبخ بخطى ثائرة... لكنها لم تنتبه لقدومه... صوت بكائها المرتفع كاد يصم أذنيه... فجأة تحول غيظه ألى عطف بمجرد سماع نحيبها
هتف أكنان: حصل أيه تاني
زهرة ببكاء: فردة الحلق بتاعتي وقعت من السلسة اللي لبسها في رقبتي... قفل السلسة أتفتح وفردة الحلق وقعت ومش لقيه الفردة.. أزاداد بكائها وهي تتحدث
أثاره بكائها فتهف فيها: أسكتي شوية.

صمتت على صوت صياحه... مسحت دموعها وأنفها بكم يديها
تحدث لها أمرا: كفاااية قرف... أنا هجبلك بدل الحلق حلقين... بس بطلي القرف اللي بتعمليه
زهرة بصوت متقطع من البكاء: أناا مش عايزة غير فردة الحلق بتعتي... الحلق ده ذكرى من بابا الله...
أراد أكنان التلاعب بمشاعرها قليلا... وعدم الاعتراف لها بأن فردة القرط الضائعة معاه.. فقال بابتسامة ماكرة: أنتي دورتي هنا كويس
هزت رأسها بالايجاب: أيوه.

قال أكنان بهدء: تعالي دوري في أوضتي... يمكن يكون وقع منك هناك
نظرت له بأمل: بجد ممكن يكون واقع أوضتك
رد أكنان: دوري يمكن تلاقيه هناك
تمتمت زهرة: يارب القيه... أنا ممكن يجرالي حاجة لو مش لقيت الفردة.

ذهبت زهرة خلفه... في داخل الغرفة... أخذت زهرة تبحث في كل ركن فيها... كان أكنان خلفها في كل حركة... شعرت بالتوتر من قربه الشديد منها... ركزت بكلتا ركبتيها على الارض... نظرت تحت الفراش... نظر لها بابتسامة متلاعبة... توترت وهي تبحث وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها... لم تتحمل فقامت مرة واحدة... لتصدم بيه.... فقام باسنادها حتى لا تقع.

نظر لها بابتسامة ماكرة... فبادلته بنظرة حائرة من ابتسامته وسلوكه الغير مفهوم... قالت بارتباك: سبني
تحدث أكنان بهدوء: عايزه فردة الحلق ولا لأ
استغربت من سؤاله: ايوه.. طبعا عايزها
زينت شفتيه ابتسامة ماكرة: خلاص لو عايزه الحلق بتاعك.... أتحايلي عليا شوية
نظرة له بذهول: نعم.

_ اللي سمعته أتحايلي... لو سمحت شوية كلام من ده كتير لحد ماقولك فردة الحلق فين
_ هي فردة الحق معاك
رد أكنان: أيوه معايا..
زهرة برجاء: لو سمحت ممكن تديهالي
قال أكنان بهدوء وأشار لها بالاستمرار: كمان... أتحايلي كمان
شعرت زهرة بالغيظ لكنها في نفس الوقت تريد قرطها ذكرى والدها... فأخذت تتوسل له كثيرا.

هتف أكنان: كفاااية... خلاص زهقت... فردة الحلق هتلاقيها في فنجان القهوة كان واقع فيه
تناولت فنجان القهوة ووجدت القرط بداخله... تنفست براحة.. أخرجته بسرعة ووضعته في جيبها... أتجهت ناحية الباب للخروج دون النظر لها... لانها في هذه اللحظة تريد الفتك بيه لقيامه بأذلالها.

ذهبت زهرة الى المطبخ وجلست على كرسيها المفضل... وأخرجت الحلق من جيبها والسلسة ووضعتها فيه... وأرتدت السلسلة حول عنقها... بأصابع ترتجف تلمست القرط المصنوع من الذهب بأصابع ترتعش.. لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر هذا اليوم
دلف والدها من الباب مناديا عليها بصوت مبتهج: زهرة يااازهرة
خرجت مسرعة من غرفتها وهي تنظر بفضول الى الشنطة المدلاه في يده.

سألت زهرة بفضول: هاا ايه اللي فيها
تصنع الغضب قائلا: هو ده بردو الترحيب... مفيش واحشتيني يابابا... اول ماطلعتي عينيكي على الشنطة اللي ماسكه
زهرة بدلع: واحشتيني ياسي بابا... حلو كده... قولي بقا ايه اللي جوا الشنطة
جلس فؤاد على الكرسي ووضع الشنطة بجواره: مش هقول الأ لما أخد المقابل الأول.

ابتسمت زهرة بمرح: حاضر ياسي بابا... أقتربت منه وأخذت تقبل كلتا وجنتيه بحب... قائلة بمرح.. كفاية كده ولا عايز كمان
رد بابتسامة مرحة: كفاية... أشار باتجاه الشنطة لفتحها
أمسكت زهرة الشنطة وفتحتها.. عندما رأت ماالبداخل... أتسعت عينيها بالسعادة... مدت يديها واخرجت الفستان... لتنهمر على وجه والدها بالقبلات... مسكت الفستان مبهورة بجماله... وضعته على جسدها ثم دارت بيه حول نفسها.

فؤاد بابتسامة: هتدوخي كده... كفاية لف حوالين نفسك
هتفت زهرة بمرح: فرحانة أوي أووووي يابابا أنك جبتلي الفستان اللي نفسي فيه
تحدث فؤاد بهدوء: الفستان ده يتلبس جوا البيت مش برا
زمت شفتيها بضيق: هو أنا منفعش البسه في فرح صحبتي اللي كمان شهرين
فؤاد برفض: لأ مينفعش يازهرة... أحنا أتفقنا أني هجبلك الفستان وهتلبسيه فى الشقة
قالت زهرة بتحايل: طب هو مينفعش البس فوقه شال ويبقا الشال مغطي دراعتي.

فؤاد تصنع التفكير: لا بردو في البيت بس
_ وأنا موافقة ومبسوطة أنك جبته ليا... ربنا يخليك ليا يأطيب أب
_ ويخليكي ليا يازهرة... ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة... خدي يازهرة
مسكت زهرة العلبة.. فتحتها وأخرجت القرط الموجود بداخلها... أبتسمت بسعادة ثم زمت شفتيها بعبوس: بس الحلق ده غالي أوي يابابا
رد فؤاد بابتسامة: وأنا مقدرش أِشوفك نفسك في حاجة ومش أجيبها ليكي
رمت زهرة بين أحضان والدها قائلة بابتسامة: حبيبي يافؤش.

قال فؤاد: هتجيبي النتيجة أمتى
ردت زهرة: على العصر كده... هروح المدرسة وهشوفها
قال فؤاد: خير أن شاء الله
زهرة بابتسامة: كل خير ياحج وهجيب مجموع يدخلني الطب كمان
رد فؤاد بدعاء: يارب.

وبعد عدة ساعات أستئذنت زهرة من والدها للذهاب الى منزل رشا زميلتها أولا لكي يذهبو سويا الى المدرسة... عند خروجها دعى لها والدها ووالدتها بالنجاح وتحقيق أمنيتها بالحصول على مجموع كلية الطب..
أجتمعت جميع زميلاتها... خارج بوابة المدرسة في انتظار فتحها... ورؤية النتيجة
أنتظر أحمد ظهور زهرة بفارغ الصبر حتى رائها اتيه من بعيد مع رشا... ذهب مسرعا لملاقاتها.

أحمد مناديا: زهرة
عندما وصلت بالقرب منه قالت بخجل: نعم
رشا قالت بغل حاولت أخفائه: هسيبك يازهرة دلوقتي ومبرووك مقدما
بعد أنصرافها سأل أحمد: هي تقصد أيه
ردت زهرة بخجل: أصل هي وأنا... لما سألتني عليك قولت أنك هتيجي تخطبني من بابا بعد ماالنتيجة تطلع
أحمد بابتسامة: وأنا أنتظرت اليوم ده كتير... يلا بينا الفراش فتح البوابة.

وأتجه كلاهما الى الداخل... دخلت زهرة الى غرفة الوكيلة المسئولة عن توزيع الشهادات... استلمت زهرة نتيجتها وابتسامة واسعة زينت وجهها
سأل أحمد بقلق: خير طمنيني...
زهرة بسعادة: تسعة وتسعين في المية وقفزت من السعادة قائلة وهدخل كلية الطب
وقفت هيام بجوار رشا.. قائلة: وأنتي جيبتي كام ياخيبة.

نظرت رشا الي زهرة بحقد: المعفنة بنت سواق الترام جابت مجموع هيدخلها الطب وأنا أجيب ستين في المية.. وكمان هتتجوز دكتور
ابتسمت هيام: مين دي اللي معفنة... هو أنتي خيبة وكمان أحولتي... دي زهرة قمر المدرسة... كفاية عينيها اللي عاملة زي عيون القطط... البت جمال وذكاء
قالت بكره: وأبوها سواق ترام وهتتجوز أحمد.

قالت هيام بلهجة ملطفة: الجواز ده نصيب وأنسيه يارشا باين عليهم الاتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز
ردت بغل: أنسى مين... مفيش حد هيتجوز أحمد غيري... أنا مش أفضل الكام سنة اللي فاتو أظبط العلاقات وأخلي أمه وأمي أصحاب... وزيارات وفي الاخر بنت سواق الترام هي اللي تتجوزه... بس أنا هتصرف وهيبقا من نصيبي أنا... أبتسمت بخبث وهى تختتم كلامها
سألت هيام بفضول: البصة دي والكلام اللي بتقوليه مش مريحني... أنتي ناوية على أيه ياشر.

ردت رشا: هتعرفي بعدين وفي أقرب وقت... أنا مروحة البيت تيجي معايا
_ خليها مرة تانية
أنصرف أحمد وزهرة
أحمد بابتسامة: تعالي أعزمك على ايس كريم بمناسبة نجاحك
ترددت زهرة في الاجابة: بس أنا مقولتش لبابا أني هتأخر وكمان مينفعش.

قال أحمد بثبات: مينفعش ليه... أحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها يومين وهطلب أيدك من الوالد.... تعالي بس
بعد شرائه الايس كريم له ولها... تمشى كلاهما على البحر
قالت زهرة بقلق: أنا كده أتأخرت أوي ياحمد... يلا بينا نرجع
أحمد بابتسامة: هو الاوقات الحلوة علطول بتعدي بسرعة... يلا بينا أوصلك ومتنسيش تبلغي الوالد أني جاي أنا وماما نخطبك
ردت زهرة بخجل: حاضر...

وعلى أول الشارع الذي يوجد فيه بيت زهرة... كانت عربية الشرطة واقفة أمام منزلها
زهرة بقلق: خير
أحمد بلهجة مطمئنة: خير وأن شاء الله مفيش حاجة... روحي أنتي وأنا هفضل واقف أطمن عليكي لحد ماتدخلي.

بمجرد ماخطت بقدميها داخل الشقة... قام أحد الظباط بايقافها... وقام بمناداه الشخص الجالس على الكرسي... جرى فؤاد وقلبه ينتفض من شدة خوفه على أبنته وبجواره هدى والاثنين في صوت واحد بنتا مستحيل تعمل كده
معتز بلهجة قاسية: فين الدهب اللي سرقتيه
زهرة باستغراب: دهب أيه يامعتز
قال بحدة: معتز بيه.

زهرة هزت رأسها برفض: أنا زهرة يامعتز صاحبت رشا أختك
رد معتز: زهرة الحرامية تقصدي
تحدث فؤاد بغضب: أحترم نفسك... بنتي متربية كويس وعمرها مامدت أيدها على حاجة مش ليها
تحدث بحدة: هنشوف دلوقتي لما نفتش شنطتها... وأشار للشاويش لكي يأخذ حقيبتها.

نزع الشاويش الحقيبة بعنف من يدها... ثم فتحها وافرغ محتوياتها فوق الطاولة... بعثر معتز المحتويات حتى وجد لفة صغيرة محكمة الإغلاق... فقام بفتحها قال بغضب محركا المصوغات الذهبية الخاصة بوالدته في الهواء أمام الكل: أومال دول دخلو شنطتك ازاي... ثم هتف... خدوها على البوكس
انصدم الكل من رؤية المصوغات...

هتفت زهرة برفض: والله معرف دول جوم في شنتطي إزاي
ضحك بسخرية: جوم لوحدهم... خدوها على البوكس
تحدث فؤاد: مستحيل بنتي تعمل كده
هدى لطمت على صدرها: استرها من عندك
نظرت زهرة بدموع إلى والدها: أنا مش سرقت حاجة يابابا
هتف فؤاد: مصدق يازهرة.

الشاويش جذب زهرة من يدها بعنف للخارج
هتفت زهرة بتوسل: متسبنيش يابابا
_مش هسيبك خالص أنا جاي معاكي
خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها... أول صدمة... الصدمه التي جعلتها مشوهة.

عند ضحى... بعد فترة جاءت فتاة قامت بأخذها بالغصب... ذهبت بيها إلى غرفة... بيها عدة فتيات.. رغم توسلها قامو بنزع ملابسها دون إرادتها... و ألبسها ثوب شبه عاري... وبعد فترة قصيرة دخل فريد ملتهما ايها بنظراته
توسلت له ضحى برجاء: أبوس إيدك سيبني أمشي.

ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..
زهرة
كانت صبية بقلب أخضر... زهرة في وسط الشوك بتكبر
شايفة الحياة صافية وبريئة... وما تعرفشي ايه المقدّر
قابلت ولد حبت كلامه... شدها أوي باهتمامه
صدقت ما كانتش عارفه مخبي ايه... فيه ناس كتير الشر فيها... والمظاهر بتداريها.

وزهرة مش شايفة الوش الحقيقي... الطيبة دي ما تغرّكيش
حسّت إنه خلاص ما فيش خير في البشر... صدمة صعبة جت في ثانية... حوّلتها لواحدة تانية
أصل أول جرح سهل يسيب أثر... إوعي تبكي مهما شوفتي
في الحياة مكتوب يا بنتي... ننجرح علشان نشوف
عيشي أحلامك زي مانتي... قومي تاني لو وقعتي... ((حمزة نمرة))

خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها...
قابيل المحامي الذي كلفه فؤاد للدفاع عن أبنته
قال قابيل: للأسف ياعم فؤاد... بنتك وضعها صعب ولو الموضوع مش أتحل ودي مع صاحبة البلاغ... بنتك هتتحبس فيها.

رد فؤاد بلهجة حزينة: أنا روحت لبيت الهانم أم رشا ورفضت أنها تتنازل عن البلاغ.... كمل حديثه برجاء... قولي طب أعمل أيه تاني ياستاذ قابيل...
تحدث قابيل بلهجة شابها اليأس: روحلهم تاني ياعم فؤاد... تنازلهم عن المحضر هو الحل الوحيد... لو مش أتنازلو زهرة هتاخد حكم فيها حتى لو حكم مدته قصيرة... لو أتسجنت ممكن مستقبلها يضيع.

رد بقلة حيلة: هروح تاني للهانم ويارب قلبها يحن
قال قابيل بأمل: أن شاء الله توافق وتسحب البلاغ...
تحدث فؤاد برجاء: خليني أشوف زهرة ياأستاذ فؤاد
رد قابيل: هاخد ليك أذن أنك تشوفها على النهاردة أن شاء الله
ترك فؤاد المحامي وذهب للمرة الثانية... لكي ياتوسل الهانم أم معتز بالتنازل عن البلاغ.

رن الجرس وفتحت له الخادمة
فؤاد برجاء: ممكن أكلم الهانم
الخادمة: ثواني هبلغ المدام
خرجت رشا من غرفتها وأمرت الخادمة بالانصراف وأنها ستبلغ والدتها
تحدثت رشا بغضب: أيه اللي جابك هنا تاني... يلا أمشي من هنا ومتجيش هنا تاني.

فؤاد بتوسل: الله يخليكي يابنتي خليني أكلم والدتك... بنتي هتضيع مني لو البلاغ مش أتسحب
ردت رشا بغل: متضيع ولا تروح في داهية أحنا مالنا
أنصدم فؤاد من الكراهية المنبعثة من صوتها وملامح وجهها: أنت أزاي تقولي كده على زهرة... ده أنتو كنتو أكتر من الاخوات
الحقد عمى قلبها... فقالت بصياح: كنا فعل ماضي ودلوقتي خلاص بح... وأمشي من هنا بالذوق بدل مانادي الامن يطلعك بالعافية..
لمعت عينيه بالدموع: حسبي الله ونعم الوكيل...

رشا بزعيق: أنت بتحسبن عليا... ياراجل ياخرفان... أمشي من هنا ومش عايزين نشوف وشك هنا تاني
أنصرف فؤاد مطأطىء الرأس ودموع تنهمر من عينيه قهرا وحزنا على أبنته الوحيدة... رن هاتفه
رد بألم: نعم يأستاذ
تحدث قابيل بهدوء: أنا عرفت أخد ليك أذن من الظابط تشوف زهرة... أنت ممكن تشوفها دلوقتي... عملت أيه مع الست هانم
رد فؤاد بألم: بنتها طردتني... بنتي خلاص ضاعت كده يأستاذ.

رد قابيل بلهجة غير واثقة: مش هيحصل ولو لا أقدر الله أخدت حكم هخليه مخفف..
أغلق فؤاد الهاتف عندما أنتهى من الكلام مع قابيل... أنهمرت دموعه بصمت دون توقف
خرجت أبتسام على صوت أبنتها العالي... قالت بسؤال: كنتي بتزعقي مع مين يارشا
رشا حاولت السيطرة على أنفعالها... قائلة بهدوء: الراجل أبو زهرة جاه تاني يتحايل عشان تسحبي البلاغ عن بنته الحرامية.

تحدثت ابتسام: ومين قالك تتصرفي كده من نفسك
ردت رشا بحدة: يعني انتي كنتي عايزني أدخله ليكي
أبتسام بضيق من ردود أبنتها: أتكلمي كويس يارشا... وأه كنت عايزكي تدخليه عشان هسحب البلاغ اللي قدمته
رشا بتوسل: ارجوكي ياماما... بلاش تتنازلي عن المحضر.

ابتسام نظرت لها بتمعن: وبعدين معاكي يارشا.. أنا هسحب البلاغ
رشا بغل: أزاي هتسحبي البلاغ... دي واحدة حرامية ولزم تتسجن
هتفت أبتسام بغضب: عشان أنا عرفت الحقيقية
رشا بلجلجلة: عرفتي أيه
نظرة الى أبنتها بقسوة: هيام صاحبتك لسه قافلة معايا دلوقتي وقالتلي على كل اللي عملتيه
هتفت بانفعال: ياجزمة... ده أنا حلفتك.

قالت ابتسام بغضب: دي الجزمة أنتي... أصل أنا معرفتش أربي... ليه يارشا عملتي كده مع صحبتك... ليه تسرقي وتحطي اللي سرقتيه في شنطته
هتفت رشا بحقد دفن لعدة سنوات: عشان هي مش أحلى ولا أذكى مني... مش تدخل طب وانا مش هعرف أدخل حاجة... مش تتجوز دكتور وأنا لا.. رددت بانفعال... هي مش أحسن مني.... مش أحسن مني.

انصدمت ابتسام من ابنتها... هزت رأسها برفض: أنتي يارشا... أزاي أنا مش حسيت بكرهك ليها... أنتي أزاي قدرتي تخبي عني كل ده... اه من صدمتي فيكي يابنتي... ثم هتفت فيها بصياح... أدخلى على أوضتك ومش عايزه أشوفك قصادي... والبلاغ هسحبها يارشا...
تغيرت ملامح رشا من الغل الى التوسل: عشان خاطري ياماما
هتفت ابتسام: على أوضتك يارشا... بدل مااقول لأبوكي وأخوكي على اللي عملتيه في بنت بريئة
_ بس ياماما
_ أقفلي بؤك ده وأدخلى على أوضتك ومشوفش وشك قصادي خالص

طوال الطريق الى القسم... شعر فؤاد بنغز حاد داخل قلبه...
في داخل الغرفة... عندما دلفت زهرة.. ورأت والدها ألقت نفسها بين أحضانه
نظرة له بدموع: خرجني من هنا يابابا... أنا تعبانة أوي... أنهمرت دموعها بدون توقف... بادلها فؤاد بنظرة قهر ويأس... فتلمع عينيه بالدموع: متعطيش يازهرتي... أنا هخرجك من هنا.

مسحت زهرة دموعها بكم يديها قائلة: بجد يابابا... هتخرجني من هنا...
فؤاد بابتسامة ولكن حزينة: طبعا هتخرجي... الالم تمكن منه... حاول رسم ملامح هادئة على وجهه... حاول بصعوبة الوقوف بثبات... وفي لحظة خر فؤاد ساقطا على الأرض
نظرت لوقوعه بصدمة... والدها هذا الراجل الشامخ... سقط واقعا أمام عينيها بدون تحذير... بدون أنذار..

نهض الظابط من مكانه مسرعا... جلس على الارض وقام بجس نبضه... عندما لم يجد نبض هتف في الشاويش... بلغ الاسعاف... الراجل باين عليه بيطلع في الروح...
زهرة تسمرت في مكانها.. قدميها أصابها الشلل... لم تقدر على التحرك ولكن عند سماع كلام الظابط دخلت في نكران ماتسمع... جلست على الأرض وأبتسمت بألم: عارفه أنك بتمثل عليا النوم... عشان أغنيلك صح... تقوم بالغناء له.

امورتى الحلوة بقت طمعة بقت طعمة ولها سحر جديد
لــــــها خـــفة روح لــــما بتـــضحك بـــتروح لبعيد... دموعها أخذت في الانيهار مع كلمه تغنيها لوالدها
معذورة يا ناس لو خبيتها م العـــــيد للعيد
لو شفتوا جمالها حتحتاروا.... تحتاروا تحتاروا...... ضحكت زهرة بدموع قائلة: كل ده عشان صوتي حلو... تخليني أغنيلك كل شوية.

سمعت ضحكت والدها قائلا: ومين قال أن صوتك حلو أصلا.... ههههه... صوتك أجدع من أي منبه... من كتر ماهو مزعج بيصحيني من عز نومي
نغزته بأبهامها في صدره متصنعة زعل: ونعم الابوة ياعم الحج... أنا صوتي مزعج بردو
قال بابتسامة: صوتك مزعج بس على قلبي زي العسل وفعال بيصحيني علطول
تمتم الظابط: لا حول ولا قوة الا بالله... بنته بتكلم نفسها
في نفس اليوم... ابتسام تنازلت عن المحضر... وخرجت زهرة من القسم في سرعة قياسية حتى تستطيع حضور جنازة والدها...
حضر أحمد العزاء...

أخفض رأسه قائلا بخفوت: البقاء لله
رفعت رأسها عندما ميزت صوته... تحدثت العيون في صمت... كنت فين الفترة اللي فاتت... مسألتش عليا ليه ولا مرة... كانت تشعر بالألم... لسانها غير قادر على الرد وأكتفت بهزة رأسها..
أتجه أحمد الى والدتها وقام بتعزيتها... وأنصرف مباشرة لم ينتظر...

زهرة لم تبكي وظلت صامدة من أجل والداتها التي أنهارت واقعة على الارض في يوم العزاء وعندما كشف الدكتور عليها قال راحة تامة... الحزن غير مسموح لها... البكاء ممنوع.. والدتها تحتاجها... فأذا ذهبت والدتها ستصبح وحيدة تماما...
ظلت شهرين ترعى أمها... تحاول مواساتها والتخفيف من ألم فقدان زوجها... هدى كانت تبكي ليل نهار... وتناست أن أبنتها تحتاج من يخفف عنها الألم هي الأخرى...

أحمد أنقطعت أخباره... لم ترها منذ العزاء لم تسمع صوته... كل يوم يمر.. كانت تنتظر مكالمته لها... كانت تحتاج تواجده بالقرب منها... كانت تحتاجه بشدة... تحتاج سماع صوته ليخفف عنها ألمها... عذرته بينها وبين نفسها... بررت له العديد من الأعذار تبرر أختفائه من يوم حادثة السرقة... رافضة مايخبرها أيها عقلها... فقلبها الاخضر غير قادر على تحمل صدمات أخرى...

أشتاقت زهرة الى والدها... ذهبت ألى غرفتها... وأخرجت من دولابها الفستان الذي قام بشرائه لها... تلمست قماش الفستان بخفة زينت شفتيها أبتسامة خفيفة عندما رجعت بذكراتها الى هذا اليوم... أرتدت الفستان... ثم وقفت أمام المرأة تتأمل نفسها بحزن شعرها البني الحريري الذي يتخللها شعيرات ذهبية اللون... وعيونها الزرقاء... محدثة نفسها أن جمالها هو السبب فيما جدث لها.... فهي لو لم تكن جميلة... لم تكن ستلفت أنتباه أحمد وتتعلق بيه وتحبه وبالتالي لن تكون السبب في غيرة رشا... وبالتالي لن تكون السبب في موت والدها.... بعد مرور أيام بعد وفات والدها... هيام جاءت لها... طالبه منها أن تسامحها لأنها ظلت صامتة ولم تقول الحقيقة بسرعة عندما عرفت... وهي شاردة... رن هاتفها وعندما أمسكتها وجدت رقم غريب...

قالت زهرة: نعم... مين معايا
سمعت صوت ليس غريب.. ضحكات ساخرة شامتة: مش هتباركي ليا... خطوبتي على أحمد النهاردة
هتفت زهرة: أنتي كدابة... كداااابة
تحدثت رشا بسخرية: طبعا مش مصدقة نفسك من الفرحة... الخطوبة عملاها في قاعة الحرملك... ثم أغلقت الهاتف
نظرة زهرة بصدمة للهاتف، غير مصدقة نفسها، دموع الغضب لمعت في عينيها، نزعت الشال الموجود بجوارها، خرجت من بيتها مسرعة لتتأكد من كذب رشا كما أعتقدت...

لم تعي زهرة كيف وصلت الى الفندق... دلفت ناحية القاعة... رأت صورة كبيرة الحجم تجمع كلايهما بين أحضان بعض... طفرت الدموع من عينيها وهي تقرأ الكلام المكتوب.... عبرت باب القاعة المزيين على كلا الجانبين بالورود الحمراء والبيضاء... تسمرت مكانها عند رؤيته... رؤية كلاهما يرقصان على أغنية هادئة... رأت ابتسامته لها... من تسببت في حبسها... وموت والدها.

خرجت من القاعة مهرولة بسرعة... مصدومة... تائهة لدرجة أن الشال أنزلق من فوق كتفيها... أخذت تجري وتجري تكاد لا ترى أمامها... ظهرت أمامها فجأة سيارة... تسقط فاقدة الوعي... لتستيقظ بعد فترة في منطقة نائية ملابسها ممزقه... نهضت بصعوبة من على الأرض وعندما نظرت الى أسفل قدميها أتسعت عينيها برعب... أنفرج فمها عن صرخة عاتية... مزقت سكون الليل...

مات حلمها في الفستان الأبيض والطرحة، أنتهت حياة زهرة الطفلة البريئة التى تجاوزت السادسة عشر بأيام قليلة، لتصبح بعد ذلك اليوم زهرة القبيحة...

فاقت زهرة من ماضيها المؤلم على صوت كاترينا... زفرت بحدة ثم أخذت نفس عميق والتفتت ناظرة الى كاترينا
هتفت كاترينا: أنتي يازهرة... أكنان بيه طلب تعملي ليه فنجان قهوة
تمتمت زهرة بضيق: تاني هو مش بيشبع ولا عايز يذل فيا وخلاص
سألت كاترينا: بتقولي أيه.

ردت زهرة ببرود: مش بقول حاجة... دقايق والفنجان يكون عنده في الاوضة
أعدت زهرة فنجان القهوة بسرعة... عندما أنتهت أتجهت الى غرفته... طرقت على الباب وعندما لم يأذن لها بالدخول... لم ترد الدخول... رجعت الى المطبخ مرة أخرى... قابلت كوكو أمام وجهها
سألت كاترينا: رجعتي تاني ليه بفنجان القهوة.

ردت زهرة: مش رد عليا.. قولت يمكن مش موجود
كاترينا بحدة: هو موجود في الاوضة وهو اللي طلب مني... مش رد عليكي... تنفذي الاوامر وتحطي فنجان القهوة عنده
زهرة زفرت بحدة: حاضر.

عندما دلفت زهرة... رأت أكنان جالس على الكرسي مغمض العينين... ظلت واقفة في مكانها لعدة ثواني منتظره أمره لها بوضع فنجان القهوة... الصمت طال وعينيه مازالت مغلقة... أقتربت زهرة من الطاولة ووضعت عليها فنجان القهوة.. وأتجهت ناحية الباب للخروج... لكنها توقفت في مكانها وألتفتت ناظرة لها... متمته بخفوت: لو مشيت دلوقتي وصحي... هيزعق ليا عشان القهوة بقت باردة وأنا مش حمل زعيق وحرق دم... طب أًصحيه وقوله فنجان قهوته جاهز... طب أصحيه أزاي... فكرت بهزه في كتفه لكنها هزت رأسها بالرفض... فهي تخشى لمسه...

تذكرت والدها وطريقتها الخاصة في ايقاذه عن طريق الغناء... طب أغنيله أيه... ده أغنيله أيه... شردت زهرة متذكرة ابتسامة والدها وضاحكته المجلجلة عندما يستيقظ من نومه على هذه الاغنية وجدت نفسها تبتسم مردده بتلقائية: وجع قلبي واحب واموت وانا وقلبي مشعلقة فيه.. ضربني الحلو بالشلوت في راس قلبي وقال اخيه اخيه اخيه اخيه.. يا عيني اخيه.. يا روحي اخيه.. يا سيدي اخيه... وجع قلبي...

بناااااااااااام للصبح وبشخر عشان في النوم اشوف طيفه مفيش فايدة.... قالتلي امه أتبخر بعين عفريت ماسك سيفه ونار قايدة... بشبشبله ما بيفكر وغلبي يطول...
أخذت زهرة تبتسم وهي تغني... غير مدركة لنظرات أكنان المتسعة بصدمة مايسمعها من تلوث سمعي في كل شيء من صوت نشاز وكلمات أنشز من صوتها.

هتف أكنان بحدة: كفاااية.... بالرغم من هتافه ظلت تغني شاردة مع نفسها
وبكتبله بقلم باركر يرد يقول... أخيه اخيه اخيه... يا عيني أخيه.. يا روحي أخيه... يا سيدي أخيه... وجع قلبي
قام من مكانه وأقترب منها وصاح في وجهها بغيظ: أيه كمية الاخيه دي كلها... طرشتي وداني
شهقت زهرة بخجل على فعلتها... همست بلجلجة: أنا أسفة مكنتش أقصد... أصلي أندمجت شوية
عبس بين حاجبيه: كل ده وأندمجتي شوية... وقوليلي ايه اللي خلاكي تعملي كده
همست بأحراج: كنت عايزه أصحيك... عشان اقولك جبت فنجان القهوة
هتف أكنان: هو أنا قولتلك تصحيني.

هزت رأسها بالنفي: أنا خوفت لما تصحى تزعلقي لو لقيت فنجان القهوة بارد فقولت أصحيك
سأل أكنان بحدة: ومفيش غير الطريقة... ده أنتي صوتك مزعج في الغنى بطريقة تجيب الصداع... وأيه بقا اللي خلاكي تصحيني بالطريقة دي
تمتمت زهرة: أنا كنت متعودة مع بابا الله أصحيه بالطريقة دي... أصله كان نومه تقيل... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم
خفت حدة صوته: بعد كده لما تلاقيني نايم متقربيش ناحيتي ولا تسمعيني صوتك ده.

هزت رأسها بالايجاب: حاضر
أشار لها أكنان بالانصراف وبمجرد خروجها.. أرتسمت على شفتيه أبتسامة طال كبتها... مرددا ياعيني أخيه ياروحي ضرب قلبي... هز رأسه بعنف مدركا مانطق لسانه من كلمات... قائلا أعقل ياأكنان
خلف الباب همست زهرة لنفسها بانفعال: أنتي هبلة... أيه اللي خلاكي تغني ليه... زمانه بيقول عليكي واحدة مجنونة ولسه خارجة من السرايا الصفرا... هزت رأسها بعصبية... لو قال كده هيبقا عنده حقه في كلامه.

ضحك بابتسامة صفراء: ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ.. حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..

قام نزع ملابسه ببط شديد ملتهما أيها بنظراته الشهوانية... وهي لا حول لها ولا قوة... وفجأة خر فريد كالشاه واقعا على الارض فاقد الوعي...
أتسعت عينيها وهى ترى ناريمان تضربه على رأسه بماسورة حديدية...
أقتربت منها ناريمان بسرعة ونزعت القيود الحديدية من يديها
ناريمان بهمس: قومي بسرعة...

تمالكت ضحى جسدها بصعوبة ونهضت من على الفراش
ناولتها ناريمان ملابس: البسي دول بسرعة... وتعالي عشان أهربك قبل مافريد يفوق
أرتدت ضحى الملابس بسرعة.. وهما في أتجاهم للخارج
سألت ضحى: وأنتي هتعملي أيه... لو عرفو أنك اللي هربتيني
ناريمان ردت: ده لو عرفو مين اللي عمل كده...
نظرة لها ضحى بامتنان: أنا مش عارفة من غيرك كان هيجرالي أيه... ماتيجي تهربي معايا
ردت ناريمان بحزن: أنا مليش مكان غير هنا...

بمجرد أنصراف عبد الفتاح...
محسن قال بعطف: أنا هستأذن... قبل أنصرافه
أنحنى محسن لألتقاط الهاتف من على الارض... وقبل وضعه على الطاولة... لفت أنتباهه... رساله مكتوب من خارجها كلمة ألحقووونى... أنقبض قلبه... فتح الهاتف بأصابع... قرأ المكتوب في الرسالة وكان نصها كالتالي... الحقني يابابا
هتف محسن: ياحاج عبد الفتاح... بنتك أتصلت.

الموجودين في الداخل بمجرد سماعهم ماقال... خرجو مسرعين
عبد القتاح وأمينة وحسام جميعهم في نفس واحد: فين
أشار محسن الى الهاتف الذي في يديه قائلا: بعتت رسالة
تحدث حسام بانفعال: انا هروح أقول للظابط بسرعة
محسن قال: وأنا هتصل بالبيه عندي.

أحد الظباط التابعين للمنظمة... بمجرد معرفته أنهم أستطاعو الوصول الى مكان االبيت المسجونة فيه ضحى... قام الاتصال بمنير
نبيل في ركن بعيد عن القسم تحدث قائلا: الو يامنير بيه
منير بلهجة غليظة: خير يانبيل
رد نبيل بخفوت: مفيش خير خالص يامنير بيه... البوليس عرف مكان ضحى وطلع أذن من النيابة بالهجوم على الفيلا.

نهض من مكانه مفزوع: أنت بتقول أيه وأزاي ده حصل
نبيل قال: حد بعت برسالة وحاول يتصل بتليفون أبو البنت
بمجرد أغلاق الهاتف.. قام نبيل برن جرس موجود أسفل للحالات الطوارىء وهجمات رجال الشرطة على المكان... معلنا لجميع الموجودين بضرورة اخلاء المكان والانتقال الى المكان الاخر.

خرج نبيل مسرعا من مكتبه وتفاجىء... بضحى ومعاها ناريمان خارجين من الغرفة الحمراء متسللين... هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك..
بمجرد رؤيته لمحاولة هروبهم
هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير.. ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده... أنفدي بروحك
قامت ضحى بالعدو بأقصى سرعة... وعندما عبرت الباب... قام شخص ما بأمساكها... اخذت تقاوم محركة يديها وقدميها بعنف في محاولة عقيمة منها للأفلات...

اقتربت ناريمان وحاولت مساعدة ضحى... ضربت الراجل وعضت يديه الممسكه بضحى.. أتى برعي وأمسك ناريمان هي الأخرى
تحدث منير بغضب: بقا انتي يابت ال__السبب أن البوليس عرف المكان... ده انتي هتشوفي إيام ملهاش ملامح... ثم أمر رجاله... خدوهم على الوكر التاني بسرعة...
قام الرجلين بضرب ناريمان وضحى على رؤسهم حتى فقدو الوعي...

وبعد فترة استيقظت ضحى وناريمان... في مكان غريب... قبو فيلا في كل ركن فيها توجد كاميرا..
ضحى عندما فتحت عينيها هتفت بفزع: ايه اللي حصل
ناريمان باضطراب: منير لما شافني بهربك عرف أني السبب في كل اللي حصل
هتفت ضحى: حياتي إنتهت.. مش هرجع لأهلي مش هشوفهم تاني
فتح الباب فجأة... دخل منير وبرفقته أربع رجال... تحدث له أمرا: أربطوها وخلي التانية تقف تتفرج.

ناريمان بتوسل: أبوس إيدك يامنير بلاش السلسلة... تهون عليك نونه حبيبتك... كانت تتحدث والرجال ممسكين بيها... قامو بربط كلا المعصمين بقيد حديدي... وربطو جسدها بسلسلة حديدية معلقة في السقف حتى أصبح جسدها معلق في الهواء كما في المعتقلات... لم تتوقف ناريمان عن التوسل ثانية واحدة.. تسمرت ضحى في مكانها من شدة الرعب وهى ترى ما يحدث لها.

عندما انتهو الرجال من تقيدها... اقترب منها منير ناظر لها بعيون حمراء غاضبة... رفع كف يده وانهال على وجهها بالصفعات المتتالية... بقا انتي السبب أن البوليس يعرف مكان الوكر بتاعي...
قالت ناريمان ببكاء: سامحني يامنير..
تحدث منير بلهجة مرعبة: ماأنا هتأكد من ده كويس
نظرت له بفزع: أنت هتعمل إيه فيا
ضحك منير بجلجلة: هتعرفي بعدين...

دلف شخص أخر من خلال الباب المفتوح... بمجرد رؤيته... هتفت ضحى: كمال
ترك منير ناريمان... عندما رأى كمال... تحدث له أمرا: خليها تمضي على الورقة زيها زي كل البنات اللي بيشتغلو عندي ياشادي
شادي بابتسامة قبيحة: حاضر يامنير...
رددت ضحى بذهول: كمال.. شادي.. أنت مين بالظبط
شادي بابتسامة صفراء: اسمي الحقيقي شادي وانا المحامي المسئول عن كل حاجة هنا، أنا اللي بعمل شرعية لعلاقة البنات اللي بيشتغلو هنا، أنا اللي بظبط العلاقات مع البوليس.

تحدث منير قاطعا كلام شادي: البت خليها تمضي على العقد بسرعة وبرضاها... ثم نظر إلى ناريمان بشر وانتي حسابك معايا عسير... إنتي لسه مشوفتيش حاجة خالص... أشار بيديه الي رجاله بالوقوف في أماكنهم... وانصرف بعدها مباشرة...
اخرج شادي ورقة وقلم من الشنطة التي في يديه: أمضي هنا
ردت ضحى بخوف: أمضي على إيه
قال بابتسامة متلاعبة: على ورقة جوازك
هتفت ضحى بدون تفكير: وجوازي منك.

رد بضحكة ساخرة: الجوازة كانت كلها نصب في نصب اسم مزور ومأذون مزور... أما الورقة دي مش مزورة... كل البنات اللي هنا متجوزين عرفي
... عشان لو بنت هربت او فكرت تتكلم عننا... نقدر نثبت بالورقة دي ان الموضوع برضاها ومش غصب قصاد الحكومة... ونبقا احنا ماشين في السليم...
ضحى بانفعال: انتو خاطفني قصاد الناس.

رد بابتسامة صفراء: مفهاش اي مشكلة نحط حد من رجالتنا في الشارع ونقول ان كل ده تمثيليه مع الراجل اللي بتحبيه وعايزه تهربي معاه... الراجل اللي طلعتي متجوزاه عرفي
ضحى بلهجة قهر: أنت إزاي كده... إزاي في نفوس فيها كمية الشر ده... ازاي تقبل على نفسك تعمل كده في بنات الناس.

رد شادي ببرود: ده شغل... بزسنس... تجارة زي أي تجارة
نظرت له بكره: هو شرف البنات عندك تجارة... ربنا ينتقم منك ومن أمثالك
تحدث شادي بهدوء: أيوه تجارة وتجارة مربحة اوي... ويلا أمضي
هزت رأسها بالرفض: لآ مش همضي على حاجة.

نظر له بخبث: هنشوف هتمضي ولا مش هتمضي بعد اللي هيتعمل فيكي هتتحايل عليا عشان تمضي... ثم أشار لأحد الرجال... طلعها الاوضة اللي فوق واقفل عليها ولما فريد يجي طلعه ليها... التفت لها قائلا غامز بأحدى حاجبيه... مش عارف عملتيله ايه... الراجل هيتجنن عليكي... ثم قال للرجل.. وبعد مايخلص معاها... نزلها هنا وأربطها جنب صاحبتها.

جذبها الراجل بقسوة جرا ايها بالغصب خلفه
وبعد خروج ضحى... قال شادي: وانتي بقا يانونه... هتطلبي الموت بعد اللي هيتعمل معاكي...

في الفيلا عند بيسان وفي غرفة جدتها جيلان
بيسان بابتسامة: باركلي ياجوجو...
جيلان قالت بابتسامة: ايه الخير الحلو اللي مخلي وشك منور
عينيها لمعت بالسعادة وهي تقول: زاهر طلب أيدي للجواز
زمت جيلان شفتيها بضيق: زاهر ابن ناصر الحارس.

ابتسامة بيسان زالت عند سماع رد جدتها: زاهر يبقا أيد أكنان اليمين في كل شغله... مش ابن الحارس ياجوجو
جيلان بعبوس: وأكنان ونجم رأيهم إيه في الجوازة دي
ردت بيسان: موافقين عليه مادام أنا موافقة
مطت جيلان شفتيها قائلة: خلاص مادام هما موافقين وانتي موافقة... رأيي ملهوش لزمة.

بيسان وضعت قبلة فوق رأس جدتها قائلة بهدوء: طبعا رأيك فوق الكل ياجوجو... أنتي عارفة ان زعلك ميهونش عليا... وأنتي كمان ميهونش عليكي تزعلني... أنا بحب زاهر أوي ومبسوطة وفرحتي هتكمل لما ترضي على الجوازة دي... استعملت بيسان جميع حيلها من توسل ودموع
هتفت جيلان: افصلي صدعتي دماغي
بيسان اخفت ابتسامتها: نقول مبروك
ارتسمت على ثغر جيلان ملامح ابتسامة: مبروووك
أخذت بيسان جيلان بين احضانها وانهمرت عليها بالقبلات: كده فرحتي كملت خلاص... سلاااام ياجوجو...

خرجت من الغرفة... عاقدة النيه على إبلاغ زاهر بتقديم ميعاد الفرح وعدم الانتظار... وهي في أعلى الدرج سمعت أصوات دربكة صادرة من الأسفل وصوت يشبه صوت زاهر... حدثت نفسها قائلة: معقولة زاهر تحت من غير مايقول... هو كان قايلي إنه هيروح الشركة... اقتربت من الدرج لتتأكد... اتسعت عينيها بالغضب وهي ترى روزا الخادمة بين أحضانه...

هبطت الدرج مسرعة.. روز ابتعدت مذعورة وهي ترى نظرات بيسان الغاضبة
تحدثت بيسان بانفعال: بتبعدي ليه... ماتكملو اللي كنتو بتعملوه... اعتبروني مش موجودة
سأل زاهر: مالك في ايه
ردت بغضب: هو لما اشوف روزا في حضنك شيء عادي.

ضحك زاهر على سوء الفهم... أشار إلى روزا بالانصراف: مين دي اللي كانت في حضني... إنتي فهمتي غلط... روزا كانت شايلة الصينية وانا داخل خبطت فيا من غير قصد والعصير وقع على بدلتي وهي من خضتها حاولت تمسح البدلة بالمريلة بتاعتها
وانتي شوفتي المنظر من فوق انها كانت في حضني مع ان دي مش الحقيقة
بيسان برفض: أنت فاكرني عيلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول.

أشار زاهر على الزجاج المكسور على الأرض قائلا: والازاز المكسور ده مش حقيقي... اهدي يابيسان ومفيش حاجة اصلا حصلت تستاهل الغيرة اللي ملهاش لزمة
هتفت بيسان: مش هتعرف تضحك عليا بردو... أنا شايفها في حضنك
زاهر بهدوء: شيلي الأوهام من دماغك ومين روزا دي اللي ابص ليها... مفيش غيرك انتي اللي في قلبي
بيسان بغيرة: لا بردو مش مصدقاك.

حاول زاهر اقناعها بسوء فهمها للمنظر الذي شاهدته... لكنها استمرت على عنادها وإصرارها على عدم الثقة في كلامه... زاهر فقد اعصابها فهتف قائلا: خلاص يابيسان انتي حرة ومادام مش واثقة فيا واحنا لسه في إلاول... يبقا بلاها... اعطها ظهره وخطى ناحية الخارج...
بيسان شاهدت انصرافه في صمت لعدة ثواتي... شعرت إنها ستفقده... جرت باتجاهه مسرعة.

بيسان بهتاف: زاهر
التفت لها زاهر ببطء: نعم يابيسان
بيسان بنبرة اعتذار: أنا أسفة... غصب عني يازاهر... أنا بغير عليك أوي
رد زاهر: وانا كمان بغير عليكي... بس لزم يبقا في ثقة بينا احنا الاتنين... من غير ثقة العلاقة اللي بينا ممكن تدمر بالرغم من الحب الكبير بينا
كررت بيسان اعتذارها: سماح المرة دي وححاول اتحكم في غيرتي شوية..

_تتحكمي في غيرتك شوية
_ ايوه شوية.. مش هقدر اوعدك اوي إني مش هغير خالص بس ححاول... لسه زعلان مني
عندما رأى تعبيرات وجهها الطفولية وطريقتها في الكلام... ابتسم بخفة: مش زعلان
_مادام مش زعلان... يبقا اقولك الكلام اللي كانت عايزاك فيه
زاهر بتساؤل: كنتي عايزه تقوليلي ايه
قالت بيسان بفضول: قبل مااتكلم... قولي الأول كنت جاي ليه
رد زاهر بهدوء: كنت عايز ملف أكنان عايزه من المكتب هنا بتاع الصفقة الجديدة
سألت بيسان: ملف إيه.

_ملف المنتجع السياحي بتاع الشركة اليابانية
_هي لسه المناقصة مش رست على الشركة بتاعتنا
هز زاهر رأسه بالرفض: لسه... فيها شوية مشاكل ومتصدر في الصفقة شهاب منافس لينا... عرفتي انا كنت جاي ليه... قوليلي كنتي عايزه تقوليلي إيه
قالت بتردد خجول: كنت عايزه اخد رأيك اننا نخلي الفرح علطول من غير خطوبة.. هااا أيه رأيك
زاهر بابتسامة خفيفة: قولي بقا إنك مستعجلة ومش قادرة تبعدي عني.

نغزته بأبهامها في صدره بضيق: بلاش تغظني...
كتم ضحكته: فين الخجل اللي كان على وشك مرة واحدة تتحولي... الله يكون في عوني
نظرت له بضيق: وبعدين معاك
رد زاهر بابتسامة: ولا قابلين طبعا موافق... نتجوز النهاردة قبل بكرا... هاتي حضن عشان نوثق بيه الكلام.

بيسان بابتسامة: حضن مرة واحدة... أيه رأيك في بوسة
اتسعت عينيه بالفرحة.. قال سريعا: طبعا موافق
لمعت عينيها بابتسامة ماكرة: ممكن ترجع للورا شوية
نظر لها بدهشة: بوسة ايه اللي الواحد هيبعد فيها
قالت بيسان بإصرار: ابعد بس
رد زاهر باستسلام: حاضر... ابتعد عدة خطوات.

بيسان بضحك: افتح ايديك يلا... طبعت قبلة على باطن يديها... افتح ايديك عشان تستلم البوسة... وقامت بالنفخ في باطن يديها.. هوووف
اتسعت عينيه بالابتسامة: هي البوسة عندك في القاموس بتاعك كده... أنا مستعد اوريكي البوسة في قاموسي عاملة إزاي
بيسان بضحك: هههه ده اخرك معايا... ويلا سلااااام عشان متتأخرش... و هرولت من أمامها صاعده الدرج
حدث نفسه بابتسامه: لسه طفلة من جواها متغيرتش
باينلي هتعب معاكي...

كريم تحكم في اعصابه بصعوبة وهو جالس في غرفة مدير الأمن حدث نفسه بغضب: أزاي قدرو يهربو والتحرك قوة البوليس كان في سرية تامة... وبسبب نفوذه الواسعة لجأ إلى مدير الأمن
.. وفي الغرفة كان يوجد العديد من الرتب مابين ظابط إلى لواء
مدير الأمن بصياح: أزاي تروحو تلاقو المكان فاضي.

اللواء بتوتر: أصل أصل حضرتك... المنظمة عرفت ان في قوة من الشرطة هتجم عليه
تحدث مدير الآمن بغضب: أنا عايز اللي بلغهم خلال ساعة قصادي... مفهوم كلامي... لو مجاش اعتبرو نفسكم الرتب بتاعتكم اتشالت ده غير السجن...
لمعت حبيبات العرق فوق جبين اللواء: حاضر وفي خلال أقل من ساعة الشخص الخاين هيكون في مكتب حضرتك... أنهى كلامه ثم قام بتأدية السلام العسكري وانصرف وخلفه باقي الظباط...

خارج المكتب
هتف اللواء: سمعتو الكلام اللي اتقال جوا... تجيبو الشخص اللي بينقل الاخبار حالا
الجميع في نفس واحد: حاضر يافندم.

في الشركة
أكنان شرد تفكيره في زهرة... ومشاعره المتناقضة تجاهها... عندما رأها أول شعر بمشاعر لم يستطع تحديد ماهيتها... لكن الآن أصبح يريد رؤيتها باستمرار... تحجج اليوم بفنجان القهوة حتى يراها... بالرغم من عدم جمالها إلا إنها استطاعت كسر البرودة الساكنة بداخله...

تعالت الطرقات على الباب... اذن أكنان الطارق بالدخول
قال زاهر بمجرد دخوله: اتفضل ملف المنتجع السياحي
سأل أكنان: أخبار شركة شهاب إيه
تردد زاهر قليلا في الإجابة: شهاب خطب دينا
تحدث أكنان بلامبلاة: مبرووك ليهم هما الاتنين... ليقين على بعض اوي... المهم عندي دلوقتي المناقصة.

رد زاهر بهدوء: مالك الشركة بيماطل في كلمته النهائية... المنتجع قايم على فكرة الفيلات العائلية... وكان كلامه في بعض المناسبات ان الشركة اللي هيتفق معاها لزم يكون مالكها بيقدر العلاقات الأسرية... وباين على شهاب بيلعب على الجزئية دي... وأنت ممكن تخسر الصفقة بسبب كده
ضرب أكنان على سطح المكتب بعنف: ده تفكير عقيم.. ازاي عقلية زي عقلية أيلون يفكر بالطريقة القديمة دي.

رد زاهر بهدوء: أنت عارف الكلام ده من زمان
قال أكنان بغضب: أه عارف.. بس متخيلتش انه يسيب عرض شركتي اللي مفيش زيه... عشان شوية معتقدات شخصية بالية
تحدث زاهر: معتقدات أيلون الشخصية ممكن تخسرنا مشروع المنتجع العائلي السياحي... حاول تلاقي حل ياأكنان
رد أكنان بغضب: أروح اخطب ولا اتجوز زي ماعمل شهاب
قال زاهر: وفيها أيه لما تخطب
تحدث أكنان بانفعال: مستحيل أعمل كده بعد اللي حصل زمان.

رد زاهر بهدوء: الموضوع ده فات بقاله سينين... وهي سافرت واختفت نهائيآ بعد مع نجم طلقها لما اكتشف كذبها وحقيقتها... وكويس إنك مش اتجوزتها وبان طمعها... إنسها وأنسى اللي حصل زمان.

تحدث أكنان بلهجة متألمة بسبب الذكريات: لو نسيت... الكوابيس تجيلي وتفكرني... بكل اللي حصل زمان... أنسى إيه ولا أيه... أنسى انها سابتني وراحت اتجوزت ابويا عشان الفلوس مكنتش تعرف إني الشريك الرئيسي وان الشركة في الأساس ملك أمي... أنسى انها السبب في الفراق بيني وبين نجم وأني اطرد من بيت العايلة... هتف بعنف مختتم كلامه... أنا مستحيل أخطب ولا اتجوز.

حرك زاهر يديه في الهواء بيأس: اللي يريحك... مش هتكلم تاني في الموضوع ده
قال أكنان ببرود: ياريت ماتفتحش سيرة الكلام ده تاني
رد زاهر: حاضر... ثم خرج من المكتب وأغلق الباب خلفه
تاركا أكنان مع ذكرياته الكئيبة بخصوص ديمه أول حب في حياته وخيانتها لحبه بالزواج من والده.

استغلت زهرة وقت الراحة لدى الموظفين وانصرفت مسرعة... حتى تستطيع الوصول إلى المنزل لتلبية احتياجات والدتها المريضة والرجوع في وقت العمل... بمجرد وصولها... رأت سيارات الشرطة.. انقبض قلبها بعنف... في كل خطوة تخطوها بالقرب من المنزل... عندما رأت بعض رجال الشرطة وافقين أمام مدخل البيت... دقات قلبها تزايدت بعنف... حاولت الدخول... لكن تم منعها.

الظابط: ممنوع الدخول
زهرة بخوف: انا ساكنة هنا وماما
أشار لها الظابط بالدخول... دلفت زهرة مسرعة للاطمئنان على والداتها...
هتفت زهرة بفزع: ماما ماااما
اتها صوت والداتها من داخل غرفتها
دخلت إلى الغرفة مسرعة
سألت بقلق: أنتي كويسة ياماما.

أجابت هدى بنبرة متألمة حزينة: أه كويسة
خفت نبرة الخوف في صوتها: أومال البوليس واقف برا ليه؟... هو حصل ايه؟
ردت هدى بحزن: ضحى انخطفت من جوا شقتها
نظرت لها بصدمة غير مصدقة: أزاي... ازاي ياماما تتخطف من جوا شقتها.

ضربت هدى كف على كف: هو ده اللي حصل... أمينه كانت قعدة معايا لما سمعت صوت ضحى بتصرخ.. طلعت لقيتها متشالة على كتف رجل ومعاه اكتر من واحد وحطوها جوا عربية كانت واقفة قصاد البيت... خطفوها قصاد الكل وفضلو يضربو نار في الهوا ولا حد قدر يقرب منهم
زهرة تحدثت بألم: كل ده حصل معاكي ياضحى... انا طالعه ليهم فوق ياماما اطمن... واشوف عرفو يوصلو ل ضحى ولا لسه...

هتفت هدى: لو عرفتي اي حاجة بخصوص ضحى انزلي طمنيني
ردت زهرة: حاضر ياماما
أتى الليل ومازالت زهرة جالسة مع أم ضحى تتابع أخر التطورات
عندما رجع أكنان إلى المنزل وسأل عن زهرة وعلم إنها لم تأتي حتى الآن... تملكه غضب شديد... ركب سيارته بدون تفكير وأمر السائق بالوصول إلى العنوان الذي أخذه من مسئول الأمن لديه.

عندما وصل إلى العنوان وجد العديد من سيارات الشرطة... شعر بخوف غير مبرر... وعندما عرف سائقه عن هوية أكنان... سمح للسيارة بالدخول مباشرة... توقف السائق أمام البيت.. خرج أكنان من السيارة... نظر باشمئزاز الي البيت من الخارج... وعندما خطى إلى الداخل.. رأى زهرة تهبط السلالم مسرعة... تدخل الشقة التى على يمين السلم وهي تهتف: عرفو المكان التاني ياماما اللي نقلو ضحى فيه...

بدون استئذان دلف أكنان داخل الشقة... سمع زهرة تقول: أدعيلها ياماما انها ترجع
هدى بدعاء: يارب يازهرة... المرة دي يلاقوها قبل مايهربو تاني
ظل أكنان في مكانه ونظر الي كل ركن في الشقة بضيق.. محدثا نفسه: ايه اللي خلاك تيجي بنفسك ليها... كنت ممكن تبعت أي حد غيرك... شعر أكنان بشيء ممسك بقدميه... أحنى رأسه فرأى قطة تحاول غرز مخالبها في قدميه... قام بدفعها بخفة لتبتعد عنه... أخذت ماشا تمؤ بصوت عالي وهي مصرة على الدفاع عن منطقتها من تطفل هذا الغريب.

سمعت زهرة صوت مواء ماشا العالي
_ هطلع اشوف ماشا بتصوت ليه
_أطلعي سكتيها مش ناقصة صداع
بمجرد خروجها... اتسعت عينيها بصدمة... فقامت بفرك عينيها بأصابع يديها بشدة... محدثه نفسها: معقوله اللي شوفته دلوقتي... ثم قامت بفتح عينيها لتتأكد إنها كانت تحلم.

... لكنها لم تكن تحلم فهو واقف أمامها بشحمه ولحمه... وماشا تحاول عضه... وعندما رأت نظراته الغاضبة إلى ماشا خافت عليها... تحركت مسرعة ورفعت ماشا المصممة على عدم ترك أسفل بنطلونه.. جذبتها بشدة أكثر.. سمعت زهرة صوت تمزق... نظرت إلى ماشا بصدمة وفي فمها جزء من قماش بنطلونه...
رفعت عينيها برعب له... بادلها هي وقطتها بنظرة غاضبة...

تسمرت في مكانها... انعقد لسانها من الخوف
هتف أكنان بغضب: أنتي عارفة البنطلون اللي قطتك المتوحشة قطعتها... بنطلون سينيه
عندما سمعت اهانت ماشا ووصفها بالمتوحشة تناست زهرة خوفه... قالت بغضب: أسمها ماشا... ماااشا... ماشا طيبة وعمرها ماكانت عدوانية مع حد إلا معاك أنت.

تحدث أكنان بقسوة: خلي قطتك تسدد تمن البنطلون بقا
ردت زهرة بعزة نفس: اخصم تمنه من مرتبي
ضحك أكنان بسخرية: قبل ماتقولي اخصمه من مرتبي... أعرفي تمنه كام
سألت زهرة: هيكون تمنه كام
قال أكنان بابتسامة ساخرة: تمنه ميجيش مرتبك لمدة سنة عندي... لسه بردو مصممة تدفعه تمني.

ردت زهرة: طبعا هدفع تمنه... بس تخصم من كل شهر جزء من مرتبي
تحدث أكنان بثبات: وانا موافق
قبل أن تنطق زهرة... سمعت صوت والدتها تنادي عليها بصوت متألم... تركته ودخلت إلى أمها
_مالك ياماما
_ ناوليني دوا القلب بسرعة.

أحضرت دوا القلب من فوق الكمودينو... وامسكت الابريق وصبت كأس من الماء... وناولت امها الدواء والماء... وبعد أن وضعت الحبة داخل فمها... وقبل ارتشاف الماء.. سقطت رأسها فوق المخدة ووقع كوب الماء المسكة بيه على الأرض محدثه دوي عالي...
صرخت زهرة: مااااما
دلف أكنان بقلق إلى الداخل: مالك يازهرة
زهرة برعب: ماما اول ما خدت دوا اغمى عليها.

أكنان بدون كلام... اقترب من السرير.. جس نبضها وجده ضعيف... صب من الابريق الذي بجواره القليل من الماء على كف يده ونثره على وجهها... ثم ربت بخفة على وجنتيها وعندما لم يجد أدنى استجابة... قام بحملها على ذراعيه
هتفت زهرة: أنت هتعمل إيه.

رد أكنان: هنقلها المستشفى... لو اتصلت بالدكتور هياخد وقت... يلا بينا
تحركت زهرة خلف أكنان... قبل خروجها وجدت ماشا ملتصقة حول قدميها لا تريد تركها... فقامت بحملها وخرجت مسرعة... فتح أكنان الباب الخلفي ووضعها براحة... دلفت زهرة بجوار والدتها... ركب أكنان بجوار السائق...

أكنان بلهجة أمره: إطلع بسرعة على المستشفى
وقفت سيارة أكنان أمام بوابة المستشفى... رأت زهرة من خلف الزجاج.. استعداد طقم طبي مخصوص لأستقبالهم... فتحت ممرضة باب السيارة وتم نقل والدتها على سرير مخصوص... انطلقت زهرة خلف والداتها وهي غير مدركة انها لازالت تحمل ماشا بين أحضانه...

هتف الطبيب عند رؤيته القطة: ممنوع القطط هنا
أشار أكنان بصمت لأحد الممرضين بأخد القطة من زهرة
نظرت زهرة للمرض برعب...
تحدث لها أكنان برقة: خليه ياخده... هتكون في امان معاه
تركت زهرة ماشا بصعوبة... فهي كانت تستمد منها بعض الطمأنينه والراحة النفسية... عندما نزع ماشا منها وابتعد... انهمرت الدموع من عينيها بدون مقدمات...

أقترب أكنان منها... قائلا بلهجة حنونة: متخافيش يازهرة... مامتك هتقوم ليكي بالسلامة وازمة وهتعدي
زهرة بدموع: انا مليش غيرها... مش عايزها تسيبني زي بابا
اخرج أكنان منديل... مسح بحنية الدموع المنسابة على وجنتيها... تحدث برقة: أنا هفضل معاكي لحد ماالدكتور يقولك انها بقت كويسة.

تم القبض على نبيل... ولما تم استجوابه أعترف على مكان الوكر الثاني... هذه المرة انطلقت قوة الشرطة في سرية تامة... وكان خلفهم بالسيارة مباشرة كريم.. يريد الاطمئنان عليها والتأكد أنها لازالت بخير...

في داخل الفيلا...
منير أخذ يعذب في ناريمان.. أشار إلى أحد الرجال... باعطائه السيخ الحديدي الموضوع على النار...
ناريمان بصوت مبحوح متألم: كفاااية يامنير... ابوس ايدك كفاية
منير بضحكة شريرة: أنا هشوهك وهخليكي عبرة لأي واحدة تحاول تخون منير... وضع السيخ المشتعل... على جسدها العاري...
صرخت ناريمان بدون... حتى فقدت الوعي... هتف منير... صحوها
سكب أحد الرجال جردل من الماء البارد فوق رأسها.. شهقت ناريمان بعنف.. ثم تأوهت... أااااه
تحدث منير بقسوة: أنا هشوهك يانونه.

وفي داخل الغرفة المسجونة بيها ضحى... جلست على الأرض... جسدها لم يتوقف للحظة واحدة عن الارتعاش... أخذت ضحى تدعي في صمت بأن تموت... ولا تفقد شرفها... سمعت أصوات ضحكات مجلجلة أتية من خلف الباب... وصوت يقول: بعد ماتخلص تبقا تنادينا نقوم احنا كمان بالواجب...
نظرت ضحى برعب إلى تحرك مقبض الباب ببطء... و الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف واخدت تصرخ بهسترية...
نظرت ضحى برعب الى تحرك مقبض الباب ببطء... سمعت الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف وأخذت تصرخ بهسترية...
وفي نفس الوقت... داهمت قوات الشرطة المكان... لم تسمع ضحى أصوات الطلقات النارية بسبب صراخها الهستيري... أقتحمت بعض أفراد الشرطة الغرفة المتواجدة فيها ضحى
هتف أحد الظباط: لقيتها.

وفي ثواني أزدحمت الغرفة بالكثير من أفراد الشرطة وكان من ضمنهم كريم وبمجرد رؤيتها تصرخ بشدة مغمضة العينين ويديها تحيط بوجهها... أنقبض قلبه... تحرك أليها بطريقة الية... جذبها لتقف... أحطها بكلتا ذراعيه لكي لا تقع هامسا بصوت رقيق: أهدي... أنتي بقيتي في أمان
أخترق صوت ما عقلها المغيب... صوت جعلها تشعر بالأمان... توقف صراخها... فتحت عينيها ببطء... دارت برأسها... رأت الغرفة مليئة بأفراد الشرطة...
تحررت من الشخص الممسك بيها ودون النظر همست بخفوت: شكرا...

رد كريم بثبات محاولا التحكم في مشاعره: العفو
هتف الظابط: تعالى ياضحى عشان نرجعك لأهلك
تذكرت ضحى ناريمان وتعذيبها في غرفة اسفل الفيلا... قالت ضحى: ناريمان
سأل الظابط: مين ناريمان
ردت ضحى بألم: البنت اللي حاولت تهربني أول مرة... هي بنت شعرها أحمر وجسمها صغير.

تحدث الظابط بلهجة ثابتة: أحنا قبضنا على كل الموجودين في الفيلا ومفيش واحدة فيهم بالشكل ده
قالت ضحى بأصرار: عشان العصابة حبسها في أوضة تحت الارض...
ردد الظابط بثبات: وأنا بقولك مفيش حد... أحنا فتشنا كل ركن في الفيلا
ضحى بتوسل: أنا كنت معاها وعارفة المكان كويس... ممكن تيجي معايا
الظابط برفض: بقولك مفيش حد.. ويلا أمشي معانا.

صاح كريم: أنا بنفسي هروح أشوفها... لو طلعت البنت موجودة زي مابتقول ومشيتو وسابتوها... أنا هخليك متقعدش يوم واحد في شغلك
الظابط رد بلهجة متوترة: خلاص أحنا هنروح نشوف الاوضة اللي بتقول عليها
نظرت ضحى بأمتنان الى كريم..

خرج الجميع من الغرفة وخلفهم ضحى... وصلت ضحى الى المكان المنشود وأشارت بيديها الى المكان... وتم أخراج ناريمان محمولة على يدين أحد الظباط...
عندما رأت ضحى منظرها المشوه والدماء تنزف منها شهقت برعب... جرت تجاهها... ناريمان... ناريمااان... أفتحي عينيكى
سألت الظابط بخوف: هي هي عايشة
هز رأسه بالايجاب: أيوه
ظل كريم متابع صامت.. فضحى لم تعي وجوده نهايئا وعندما أطمئن على سلامتها... تحرك مبتعدا...

في الخارج... ركب الجميع السيارات... صممت ضحى أن تركب بجوار ناريمان... دموعها أخذت في الانهيار وهي ترى أثار العذاب على وجهها وعلى جسدها الغارق في الدماء... همست ضحى بألم... أتظلمتي كتير وأتعذبتي عشان واحدة مش تعرفيها... عشان حاولتي تنقذيها من وضع أنتي عيشته... كل ذنبك أن أبوكي أتجوز واحدة مرعتش ربنا فيكي وبعيتك بالرخيص.

ظل كريم جالسا في سيارته.. ناظر بشرود لابتعاد سيارات الشرطة... همس محدثا نفسه: أنت مستني أيه تاني... و ليه بقا مضايق عشان سابتها تمشي معاهم... رد على نفسه... مش مضايق ولا حاجة... بس اللى حصل ليها من معاناة أثر فيا أوي... وبعدين معاك ياكريم... أنت مش أول مرة تساعد حد... خلاص أنقذتها... أمشي يلا وشوف أشغالك...
هز رأسه بغيظ... لينطلق بالسيارة بسرعة جنونية... محاولا التخلص من أفكاره الغير مرغوب فيها.

رن هاتف أحمد... نظر الى رقم المتصل بضيق
رد أحمد ببرود: نعم يامعتز
هتف معتز: أتكلم عدل يأاحمد... أنت عارف أنا ممكن أعمل معاك أيه
_ من غير تهديد يامعتز... قول أنت عايز مني أيه
_ تيجي تصالح رشا البيت دلوقتي
_ ولو مجتش هيحصل أيه.

سيطر معتز على أعصابه بصعوبة.. فهو مهما كان زوج أخته: مش هيحصل حاجة... بس كفاية كده خصام بينكم عشان خاطر بناتك... هما ملهمش ذنب يعيشو بعيد عن أبوهم وكل يوم بيسألو عليك... تعالى البيت وخد مراتك وبناتك...
وبعد عدة دقائق من الحديث المتواصل بينهم
شعر أحمد بالحنين لطفلتيه... رد قائلا: حاضر يامعتز... هروح البيت عندكم بعد ماأخلص شغل في العيادة
أغلق معتز الهاتف... وقبل الاتصال بالبيت...

دلف زميله قائلا: اللوا على عايزك دلوقتي في مكتبه
معتز بفضول: متعرفش عايزني ليه
هز عمر كتفيه: علم علمك...
رد معتز: حاضر... ثم خرج من المكتب
في البيت عند رشا وفي داخل غرفتها
تحدثت أبتسام بانفعال: وبعدين معاكي يارشا... مش تلمي الدور شوية...

رشا بضيق: يعني أنتي راضية ياماما على اللي بيعمله معايا
هتفت أبتسام: ايوه راضية... عشان انتي كنتي موافقة على الوضع ده من ألاول
ردت رشا: كنت بحسبه هيحبني.. زي مابحبه
أبتسام بغضب: بلاش يارشا كلام في الموضوع ده... أنتي عارفة كويس أنه مش بيحبك... وقابلتي على نفسك كده... فلمي نفسك وأرجعي بيتك بالذوق...

تحدثت رشا بحدة: هتطرديني ياماما
هتفت أبتسام: أيوه يارشا... ماهو الحب مش بالغصب... وكفاية اللي عملتيه زمان
رشا بغضب: عملت أيه... أنا أخدت حقي... أحمد ملكي أنا
أبتسام بحزن على وضع أبنتها: يارتني ماوافقت على الجوازة دي من الاساس بعد ماعرفت من هيام أن أحمد كان بيحب زهرة... زهرة اللي حبستيها وموتي أبوها بحسرته عليها..

ردت رشا بغل: تستاهل أكتر من كده.. كانت عايزه تاخد أحمد مني... لبستها موضوع سرقة دهبك وأتحبست وخليت أحمد يسيبها... وبقيت باستمرار ازور والدته في البيت... وكنت بخوفها أن أحمد ممكن يرجعلها ويتجوزها ومستقبله ممكن يضيع... وكنت برمي ليها بالكلام أن أحسن حاجة أنها تجوزه واحدة بنت ناس وطبعا كنت أنا قصادها باستمرار.. وطبعا مش هتلاقي واحدة أحسن مني لأبنها

ابتسام بصدمة من كلام لأول مرة تسمعه: أنت محتاجة تتعالجي يارشا... يارتني صممت على رفضي زمان.. يارتني.. لم تستطع أبتسام التواجد في نفس المكان مع أبنتها... أتجهت ناحية الباب... تسمرت مكانها عندما رأته خلف الباب
قبل خمس دقائق من الأن... رن أحمد جرس باب شقة حماته... ولكن لأحد فتح له... أخرج من جيبه سلسله مفاتيحه وأخرج مفتاح الشقة وفتح الباب... دخل وأغلق الباب خلف.

نادى أحمد: رشا يارشا... أتجه الى غرفتها المتواجدة في أهدى مكان في الشقة وأبعده... الباب كان موارب وقبل دخوله سمع أصواتهم الغاضبة... أنصدم أحمد مما سمع... لم تقوى قدمه على التحرك
أبتسام برعب: أحمد
أحمد دلف بغضب الى الداخل أقترب من رشا وأنهال على وجهها بالصفعات
هتفت أبتسام بخوف: كفايه يااحمد

لم يبالي احمد بصياح أبتسام واستمر بدون وعي في ضرب رشا... التي فقدت قدرتها على الكلام... أنتي طاااااالق طاااااالق
نظرت رشا بصدمة غير ماصدقة أذنيها والقائه يمين الطلاق... أخذت تضحك بهسترية متناسية ألمها... قائلة بصياح: أنت بطلقني أنا رشااا... نظرت الى أمها وهى لاتزال تضحك ودموعها تنهمر دون توقف... أحمد طلقني ياماما
هتف أحمد بغضب: أنتي مش بنأدمة، أنتي أيه شيطانة، وبناتي هاخدهم منك مش هأمن عليهم مع واحدة زيك، ثم أنصرف من الغرفة بخطى غاضبة...

ظل أكنان بجوار زهرة... حتى خرج الطبيب
محمد بلهجة عملية: محتاجة عملية قلب مفتوح وقبل تكملت حديثه
هتفت زهرة برعب: عمليه قلب مفتوح أيه اللي بتقول عليها
تحدث أكنان قائلا: خلي الدكتور يكمل كلامه... نسبة نجاح العملية أد أيه يامحمد
رد محمد: نسبة نجاحها أكتر من تسعين في المية... والمريضة لزم تعمل العملية بسرعة وياريت النهاردة قبل بكرا.

تحدث أكنان بهدوء: أعملها يادكتور
زهرة بخوف: هي العملية صعبة يادكتورة
محمد بهدوء: زمان كانت أقدر أقولك صعبة... بس دلوقتي مع تطور الامكانيات... عملية القلب المفتوح بقت سهلة ومفهاش منها خوف... أنا همشي وهبعتلك حالا موظف بالاقرار اللي هتمضي عليه
زهرة بقلق: أقرار أيه.

رد محمد: اقرار بتقولي فيه أنك مسئولة عن المريض ومسئولة عنه لا قدر الله وحصل حاجة
سألت زهرة بخوف: أنت مش لسه بتقول العملية سهلة... هتخليني أمضي على أقرار ليه
تحدث محمد بهدوء: ده روتين متبع في أي عملية بتتعمل
أشار أكنان الى محمد بالانصراف... تحدث لها بلهجة مطمئنة: متخافيش يازهرة.. موضوع الاقرار ده شيء روتيني...
زهرة نظرة له برجاء: بجد... بجد العملية مفهاش منها خوف
أكنان بابتسامة خفيفة: أيوه بجد

ذهب كريم مباشرة الى بيسان في الفيلا
وهما جالسين كلاهما في الجنينة
بيسان بفضول: مالك ياكيمو... مش عوايدك تطب عليا من غير ماتقولي
رد كريم بضيق: لقيت نفسي مخنوق... قولت أجي أقعد معاكي شويه
سألت بيسان: وأيه اللي مخليك مخنوق
زفر بحدة قائلا: مش عارف.

_ أيه اللي مش عارف...
_ مش عارف أحدد بالظبط
_ طب حاولي تحكيلي... افضفض معايا في الكلام... قولي حصل معاك أيه بالظبط
عقد حاجبيه بتفكير: أنا هقولك كل اللي حصل معايا اليومين اللي فاتو... أبتدى كريم حديثه عندما رأها أول مرة... استمر في الكلام دون توقف.. متناسيا وجود بيسان بجواره...

عندما أنتهى.. هللت بيسان مبتسمة: معقولة مش عارف ده أسمه أيه... دي أعراض الحب
أكفهر وجه عند سماع كلامها: زفت أيه اللي بتقولي عليه... مين دي اللي هحبها... هي من عالم وأنا من عالم تاني... مينفعش خالص أبص ليها
عقدت حاجبيها بضيق: من أمتى بتفكر كده ياكريم... ايه هي من عالم وأنا من عالم تاني... الحب ميعرفش حاجة أسمها فروق طبقية.. ده في سلاطين أتجوزو جواري وملوك أتجوزو من عامة الشعب... أنت بقا فاكر نفسك أحسن منهم...

كريم بضيق: أنا بحكيلك عشان أرتاح مش تضايقني أكتر
ردت بيسان: بصراحة ردك كان مستفز... أيه مينفعش عشان مش هتناسب مكانتك
تحدث كريم: عشان العقل بيقول مينفعش ومصير العلاقات دي الفشل
بيسان نظرت له برجاء: فكر كويس ياكريم... خاطر وجرب... الحب شيء جميل مع الشخص اللي بتحبه
ابتسم بتهكم: خلاص طلعتيني بحبها.

هزت رأسها: أحساسي عمره ماخيب أبدا... وهي تتحدث رأت زاهر يقترب تجاههم... مكفهر الوجه... زينت ثغرها أبتسامة شقية عندما ميزت غيرته عليها...
سأل كريم: أيه اللي ضحكك
أشارت خلفه هامسه بخفوت: بص وراك... الفك المفترس قادم لألتهمك
نظر خلفه بفضول ثم أدار رأسه بسرعة قائلا: مش هيلحق عشان أنا همشي ناو... أحذري الفك المفترس... سلااام يابسبوسة
زينت شفتيها ابتسامة هادئة: سلااام ياكيمو دلوقتي...

القى كريم السلام على زاهر وأنصرف
تحدث زاهر بوجه مكفهر: سلااام يابسبوسة... سلااام ياكيمو
أخفت أبتسامتها.. قائلة بمشاكسة: من زمان وأحنا بندلع بعض
هتف بغضب: ده كان زمان الكلام... أنما دلوقتي مفيش تدلعو بعض بالاسامي تاني
أبتسمت قائلة: أنت بتغير عليا زاهر
رد بسرعة: طبعا بغير عليكي...

_ معقولة بتغير عليا من كريم
_ ده أنا بغير عليكي من أي حد بيبص ليكي
نظرة له بحب... فبادلها بنظرة عاشقة... قائلا: مفيش تنادو بعض بأسماء دلع تاني
ردت بيسان بدلع: في أي رولز تاني
حاول التماسك أمام نظراتها الشقية... قائلا بلهجة حازمة: مفيش تقعدي لوحدك مع راجل ولا حتى مع كريم
أختفت النظرة البريئة لنظرة شرسة في لمح البصر: نعم... مستحيل طبعا الكلام اللي بتقول عليه... وشغلي اللي بيحتم عليا أقعد مع عملاء رجالة... أعمل فيهم أيه.

تحدث بهدوء: خلي السكرتيرة تكون موجودة معاكي... أنا بغير عليكي أوي... لما شوفتك قاعدة مع كريم بتضحكي كان هاين عليا ارتكب جريمة قتل
قالت بأصرار: مينفععش الكلام اللي بتقوله... اوقات الكلام بيحتاج سرية بين العملاء.

تناول زاهر كف يديها بين كلتا كفيه... ضاغطا عليه برقة: أنا مش بجبرك على رأيي.. أنا عايزك تفكري في كلامي الاول... أنا بحبك وبغير عليكي اوي... زمان مكنش حقي أتكلم ولا أفتح بؤي... دلوقتي من حقي أغير عليكي... حقي ولا مش حقي
لمعت عينيها بمشاعر احب... ابتسمت له قائلة: حقك.

في أخر ساعات الليل...
في النيابة.. جاء والده وشقيقها اليها مسرعين بمجرد أخبارهم أنها معهم الان...
قبل أنصرافها مع والدها سألت الظابط برجاء: ممكن تقولي أخبار البنت اللي وديتوها المستشفى
رد الظابط: معرفش وضعها أيه... بس هقولك أسم المستشفى... ثم أعطها العنوان
قال عبد الفتاح: يلا ياضحى
ردت بهمس: حاضر يابابا.

هتف الظابط: كمان يومين لزم ضحى تكون موجودة عشان تحقيقات النيابة... وتدلي بكل اللي تعرفه
غادرت ضحى مع والدها وشقيقها.. طول الطريق كان الصمت سيد الموقف... لا أحد فيهم قادرا على سؤالها هلى هي مازالت بكر...
بمجرد دخوله الشقة أخذتها أمينة بين أحضانها وهي تبكي... بأصابع يديها تلمست وجهها باضطراب... قالت ببكاء: بنتي بنتي... أخيرا رجعتي لحضني... أنتي كويسة.

ضحى تحكمت في دموعها وهى ترد: الحمد لله... أنا هروح أوضتي ياماما... نفسي أنام
أمينة ببكاء: خليكي شوية معايا... أنتي واحشتيني أوي
ضحى بنبرة حزينة: بعدين ياماما هنقعد مع بعض... كل اللي محتاجه دلوقتي حمام سخن ونوم
... ذهبت الى غرفتها مباشرة دون سماع رد والدتها وأغلقت الباب خلفها... القت نفسها على السرير منهارة... لتناسب دموعها المسجونة بحرية... أذ كانت نظرات والدها وشقيقها لها هكذا... فما بالك بنظرات الغريب...

سألت أمينة: مالها ضحى ياعبد الفتاح
عبد الفتاح بلهجة مقهورة: ماهي كويسة قصادك
تحدث حسام بحزن: أنا داخل أنام
تحدث أمينة بأصرار: قولي حصل أيه اللي مخلي وشك مقلوب أنت وأبنك.

نظر لها بكسرة نفس: سمعنا في القسم كلام ياأمينة
أمينة بقلق: كلام أيه
_ أن أاان ضحى أعتدو عليها في المكان اللي أتخطفت فيه
شعرت بألم حاد داخل قلبها.. طفرت الدموع من عينيها: ياعيني عليكي يابنتي... أااااه... أااااه... أااااه ياعبد الفتاح
عبد الفتاح انهارباكيا... فاقدا سيطرته المفتعلة واضعا رأسه على صدر زوجته... حضن كل منهما الأخر... تعالى نحيبهم.. قهرا... ألما... حزنا على أبنتهم الصغيرة

في المستشفى أكنان لم يترك زهرة أبدا... حجز لها جناحا بأكمله في المستشفى.. لتأخذ راحتها هي ووالدتها بحرية تامة...
ظل بجوارها منتظرا خارج غرفة العمليات.. شرد مع أفكاره وأنه أصبح متعلق بزهرة وأنه يريد حمايتها من أي ألم... وبين اللحظة والأخرة كان يقول لها بعض من الكلمات المطمئنة.

تحدث أكنان بحنية: تعالي معايا نروح مطعم المستشفى تاكلي حاجة بدل ماتقعي من طولك... نظرت له زهرة برفض: أنا هفضل واقفة هنا... لحد ماماما تطلع من أوضة العمليات
_ بصراحة أنتي لو أغمى عليكي أنا بقولك من أولها مش هقدر أشيلك... عشان فصلت من قلة الأكل
_ هو أنت جعان
_ همووت من قلة الأكل
بلهجة مترددة: أنا موافقة أكل حاجة.

أكنان بابتسامة خفيفة: يلا بينا
على طاوله خاصة بيهم في داخل المطعم... عندما أنتهى كلاهما من تناول الطعام والقهوة
قال أكنان بابتسامة خفيفة: بردو مفيش أحلى من قهوتك
شعرت بالخجل... ثم همست بامنتان: شكرااا
سأل أكنان: أنتي بتقولي أيه.

تحدثت بنبرة أعلى: شكرااا على كل اللي عملته مع ماما... مش عارفة ههرد جمايلك دي أزاي...
قال أكنان بهدوء: أنك تنسي اللي فات ونبتدي مع بعض صفحة جديدة... مفهاش كره... موافقة
هزت رأسها بخفة قائلة: موافقة
سأل أكنان بفضول: ممكن أسألك سؤال.

_ أسال
_ مين أحمد وليه ديما شكلك حزين
_ أحمد الانسان اللي حبيته في يوم من الأيام وسابني في أكتر وقت محتاجه في وأتجوز صاحبتي
_ ندل
أبتسمت بخفة: أه..
سأل أكنان: محبتيش تاني.

ابتسمت زهرة بألم: لأ... أنا مش محتاجة الحب... أنا محتاجة حد يحس بيا ويفهمني ويعوضني عن كل سينين الشقا اللي عيشتها... يشوفني بقلبه قبل عينيه
كلامها لمس أوتار قلبه... فهو رأها بقلبه... وأمتلكت أفكاره ليل نهار... سأل مترددا: ولقتيه ؟
ردت قائلة: لأ لسه... لم تعلم لماذا تكلمت معاه بصراحة... وأخبرته عن حلمها المستحيل الحدوث... نهضت من مكانها بحركة فجائية قائلة بحدة: أنا رايحة أشوف ماما.

نهض هو الاخر... مندهش من حدة كلامها... تحدث قائلا: يلا بينا
أمام غرفة العمليات.. أنتظر أكنان وزهرة خروج الطبيب
لم تقوى على النظر اليه مباشرة بعد حديث المطعم... شعرت زهرة بالتوتر عندما طال الأنتظار... عيونها ظلت مسمرة على باب غرفة العمليات... أنفتح الباب... خرج الطبيب... تسمرت مكانها لم تقدر على الحراك.

ذهب أكنان أليه ومن مكانها... رأت أكنان يتحدث مع محمد... سمعت هتاف أكنان: أنت بتقول أيه... هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها
أنقبض قلبها... رافضة أحساسها عندما سمعت كلام أكنان ورأت نظراتهم المعتذرة لها...
كوني إنتي... حبي نفسك كماهي
كوني واثقة من جمالك
فأنتي جميلة بطريقتك الخاصة
كوني سعيدة بوجهك... سعيدة بجسدك كماهو
كوني إنتي ولاتبالي بأراء الآخرين تجاه مظهرك
كوني إنتي كماهي... كوني سعيدة

ذهب أكنان اليه ومن مكانها... رأته يتحدث مع محمد... سمعت هتاف أكنان: أنت بتقول أيه... هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها..
أنقبض قلبها... رافضة أحساسها عندما سمعت كلامه ورأت نظراته المعتذرة لها...
هرولت زهرة باتجاههم... قائلة بلهجة مذعورة: ماما مالها
تحدث محمد بلهجة مضطربة: الوالدة دخلت غيبوبة...

همست بخفوت: الحمد لله... تحدثت بنبرة أعلى... وهتفوق منها أمتى
غمز أكنان بعينيه الى محمد..
محمد بلهجة ثابته: خلال كام يوم بالكتير... وممكن توصل لشهر... أخفى محمد حالتها عنها وأنها من الممكن الأ تستيقظ أبدا...

همست زهرة بدعاء.. قالت: شكراا ليك يادكتور... شكراا ليك ياأكنان بيه... مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه
رد محمد بتردد: العفو... ثم أنصرف
تحدث أكنان بهدوء: أنتي منمتيش النهاردة خالص... محتاجة ترتاحي شوية... وبكرا تيجي تشوفيها
هزت رأسها: عندك حق... كملت كلامها بحيرة... هو الواحد ممكن يركب هنا أيه عشان يروح بيته
تحدث أكنان ناظرا لها بشفقة: بيتك هيكون بعيد أوي عن المستشفى... شقتي موجودة وأنتي موظفة عندي..

قالت بعدم أستيعاب: مش فاهمة حضرتك تقصد أيه
قال بنبرة هادئة: أنا عندي موظفين.. اللي ساكنين بعيد ليهم أوض خاصة بيباتو فيها... ومفيش أكتر من الاوض عندي... أنا واخد دورين... دور ليا خاص ودور للموظفين عندي... فكري كده وقوليلي ومتنسيش أنك لسه شغالة عندي... من المستشفى للشغل هيبقا وضع مستحيل ليكي.. ردك أيه
ترددت زهرة في الاجابة..
سأل أكنان: قولتي أيه؟

حسمت زهرة قرارها: موافقة... هيسهل عليا وقت ومجهود كبير... حضرتك كدا بتشيلني جمايل كتير مش عارفة هردها ليك أزاي
رد أكنان: وأنا مش مستني ترديها ليا... تعالي معايا عشان أوصلك...
زهرة برفض: أنا عارفة طريق شقتك من هنا... كفاية تعبك معايا لحد كده.

رد أكنان بحدة: أنت أصلا على طريقي... وبلاش كل لما أقولك حاجة تقوليلي لا... مفيش حاضر علطول
همست بأحراج: حاضر.
ابتسم أكنان بخفة: أيوه كده... وماشا وموجودة عندي دلوقتي
هتفت زهرة: أهاا... ده أنا نسيت خالص...
قال أكنان: تعالي عشان أوديكي ليها.

أشرقت شمس الصباح وشعت الأرض بنورها، أستيقظت ضحى بعيون منتفحة، فهي قضت طول الليل في البكاء، نهضت من فوق فراشها شاعرة بألم يغزو جسدها... ألمها الجسدي... ألمها النفسي مجتمعين سويا... مسببين ألما غير محتمل... نهضت بتثاقل من فوق فراشها... فتحت درج الكمودينو الخاص بها تناولت شريط مسكن... أخرجت حبتين... تناولتهم دفعة واحدة دون ماء... ثم أتجهت ناحية الحمام... أخذت حمام دافىء.. وقامت بتغير ملابسها... جلست على السرير لعدة دقائق... تتنفس بهدوء وعندما شعرت بالراحة قررت الخروج ومواجهة والديها بما حدث لها...

بمجرد خروجها... وجدت والدها ووالدتها جالسين في غرفة المعيشة... ملامحهم حزينة... كئيبة
ضحى بلهجة هادئة: صباح الخير
عبد الفتاح بلهجة حزينة: صباح النور... أنا ماشي رايح الشغل...
أمينة بحزن: صباح النور يابنتي
جلست ضحى بجوار والدتها... ثم قالت: أنا عارفة أنتو زعلانيين ليه... بس أنا عايزه أطمنك ياماما... أني محصلش ليا حاجة وأنا لسه بنت زي ماأنا...

تهللت أساريرها: بجد ياضحى
ردت ضحى بابتسامة متألمة: والله بجد ياماما... أطمني وخلي قلبكم يرتاح... أحمدو ربنا كتير أني رجعتلكم زي مانا... أنا شوفت هناك بنات كتير أتظلمو... ونفسي أطلب منك طلب ياماما... البنت اللي السبب أني ميجرالش ليا حاجة... البنت اللي أنقذتني... أنا كنت السبب في تعذيبها ووجودها دلوقتي في المستشفى... نفسي نروح نزوها ونقف جمبها..

سألت أمينة: هي تبقا بنت من أيهم
ردت ضحى بحزن: أيوه ياماما بس غصب عنها... وقصت على أمها حكاية ناريمان بالتفصيل
هتفت أمينة: ياعيني عليكي يابنتي... أنا هروح أزورها وأطمنك عليها... بس أنتي خليكي اليومين دول متتحركيش من الشقة... متعرفيش العصابة ممكن تعمل ايه.

ردت ضحى: عندك حق ياماما... بس بالله عليكي ياماما تروحي ليها النهاردة... قبل بكرا
ردت أمينه: حاضر...
أتجهت ضحى الى غرفتها... وأمينة تناولت الهاتف وأتصلت بزوجها... وأخبرتها بكل الكلام التي قالته ضحى لها...
رن جرس الباب... نهضت أمينة من مكانها وأتجهت ناحية باب الشقة.. بمجرد فتحه... هرولت زهرة الى الداخل...

سألت أمينة بذهول: أنتي لحقتي... ده أنا لسه متصلة بيكي
تنفست زهرة بصوت مسموع قائلة بسرعة: ضحى كويسة.. هي في أوضتها دلوقتي
ردت أمينة: بخير
لم تنتظر زهرة باقية ردها... وأتجهت ناحية غرفة ضحى مباشرة... دقت على الباب... حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول...
بمجرد رؤيت زهرة... نهضت من مكانها والقت نفسها بين أحضانها...

زهرة بلهجة حنونة: أنتي عاملة أيه ياضحى
ضحى بألم: أنا كويسة أوي...
زهرة بأعتذار: مش عايزكي تزعلي مني عشان جيت ليكي متأخر بس والله غصب عني... ماما أمبارح راحت المستشفى
_ وهي عاملة أيه دلوقتي
_بخير ياضحى... طمنيني عليكي وحصلك أيه وأزاي البوليس قبض على العصابة.

_ أنا هقولك يازهرة حصل معايا أيه... شردت ضحى للحظات... وأخذت تحكي ماحدث لها بالتفصيل
شهقت زهرة بصدمة: يالهوووي ياضحى.. هو في كده بيحصل في الحقيقة والمتاجرة بأعراض البنات بقا مباح وكمان في ظباط ومحامين بيساعدو المنظمة دي... لا حول ولا قوة الا بالله.

تحدثت ضحى بألم: أنا كنت زيك في الاول مش مصدقة أن في بنأدمين بالشر ده... لحد ماشوفت بعيني
زهرة بمواساة: كويس أنها جيت لحد كده معاكي
ضحى بحزن: أنا تعبانة أوي يازهرة
_ حسه بيكي... اللي مريتي بيه صعب أوي.

_ صعب أوي أوي يازهرة... مشوفتيش نظرات الناس ليا وأنا طالعة البيت... تنهدت بألم... حتى نظرات بابا وماما وأخويا مختلفتش كتير... نظراتهم ليا على شيء مليش ذنب فيه... أنا أمبارح حطيت راسي على المخدة ودعيت مقومش تاني
_ متقوليش على نفسك كده تاني وأن شاء الله ربنا هيراضيكي
_هيراضيني بجد!
_ أيوه هيراضيكي وهيعوضك عن كل اللي فات
هتفت ضحى بدعاء: يارب

بعد مرور شهر... تم حبس جميع أفراد المنظمة على ذمة التحقيق... ووالد ضحى بعد خروج ناريمان من المستشفى قام بتوفير عمل لها في مشغل عند أحد أصدقائه دون أخباره عن أصلها وماحدث لها... وأيضا قام بتأجير شقة قريبة منهم لتسكن فيها...

أما بيسان عندما علمت بسفر زاهر القريب الى المانيا.. أسرعت من ميعاد كتب الكتاب وحفلة الزفاف... أما والدة زهرة لازالت كما هي... لم تستيقظ من الغيبوبة... والطبيب المعالج لها لم يتوقف عن بث الأمل لدى زهرة في أستيقاظ والدتها

امسك هاتفه يتصفح عليه مواقع التواصل الاجتماعي... ليتخلص من شعوره بالملل... فهي أجبرته على التزين تحت يد فريق مختص... تأفف بضيق... الوقت مر ببطء شديد وأصابع الحلاق لم تتوقف عن تهذيب خصلات شعره... حرك ابهامه على سطح الشاشة متنقل بين أحدث الاخبار.

زم شفتيه بغضب وهو يقرأ الخبر التالي.. بيسان نجم بنت رجل الأعمال نجم... تتشاجر مع مدير الفندق في يوم زفافها وقامت بالاعتداء بالضرب على أحد الموظفين... تمعن النظر في صورتها مرتدية فستان الزفاف... ازداد غضبه عند رؤيتها بهذا المنظر
طرق باب جناحه... ليدلف مدير الفندق حتى وقف أمامه قائلا باعتذار: أسف يازاهر بيه على اللي حصل منا... و المسئول عن تسريب الصور هيتعاقب
نظر له بوجه مكفهر: صور إيه اللي بتتكلم عليها.

تحدث المدير بلهجة آسف: بيسان هانم اتعصبت على موظفين الفندق لما عرفت ان صور القاعة وتجهيزاتها اتسربت على النت... واتخانقت وفضلت تزعق مع الكل... بس احنا قدرنا نلم الموضوع
زم شفتيه بغضب.. بيسان تشاجرت قبل ساعة من موعد زفافهم...
تحدث بضيق: اتفضل أنت دلوقتي...

نقر بأبهامه بغضب على سطح الهاتف.. متصلا بيها
ردت بابتسامة: هو أنا لحقت وحشتك
تحدث بهدوء على قدر الإمكان: هو الخبر اللي قريته على مواقع التواصل الاجتماعي صح انك اتخانقتي مع موظفين الفندق
ردت بلجلجة: هو لحقو ينشرو اللي حصل
رد بغضب مكتوم: طبعا.

اكفهر وجهها بعبوس: هو مفيش حاجة أسمها خصوصية خالص
أخذ نفس عميق محاولا التحكم في انفعاله: متصلتيش بيا ليه يابيسان لما المشكلة وصلت للضرب والخناق... هو أنا لزمتي إيه... لما انتي توقفي وتتصدري في الخناقة لوحدك... هتف بحدة... ملجئتيش له ليا وقولتلي الحقني يازاهر... تعالى حللي المشكلة
ردت بيسان بتلقائية عفوية: عشان هيبقا فال وحش لما تشوفني بفستان الفرح قبل الزفة.

اتسعت عينيه بذهول... ناظر لشاشة الهاتف بصدمة غير مصدق أذنيه: خايفه اشوفك بفستان الفرح ومكنتيش خايفة ان موظفين الفندق يشفوكي.. أهو انا شوفتك والعالم شافك كمان ياعاقلة
ردت
زمت شفتيها بضيق: يعني أنت شوفتني بفستان الفرح
أبتسم بتهكم قائلا: أاااه.. هو كل اللي همك أني شوفتك بفستان الفرح... مش فارق معاكي أنك أتخاتقتي مع حد من غير ماتطلبي مساعدتي
ردت بيسان بلامبالاة: خلاص بقا اللي حصل...

تحدث زاهر: لو حصل حاجة ووقعتي في مشكلة... الجئي ليا...
_ حاضر يازاهر...
_ سلام يابيسان
_قبل ماتقفل قولي العامل جابلك الجزمة اللي هتلبسها في الفرح
أجاب زاهر: ايوه يبسان... هقفل دلوقتي عشان مش عارف أكلمك من الراجل اللي بيقص في شعري... ثم أغلق الهاتف
نظرت بيسان للهاتف المغلق بعبوس.. محدثة نفسها: طلعت أنا في الأخر غلطانة...

عندما أنتهت بيسان من التزيين وحان موعد النزول الى القاعة... على الدرج تأبط والدها ذراعها... هابطا بها.. هامسا بخفوف: مبرووك حبيبتي
ردت بيسان بتأثر: الله يبارك فيك بابي
وصلت بيسان الى الأسفل وبمجرد رؤيته لها نسى ضيقه منها وماحدث منذ قليل نسى العالم ومن فيه... نظراته ظلت معلقة عليها متأملا جمالها الباهر... يريد أن يصرخ للعالم أنه يحبها كتيرا
عندما وصلت بقربه... أمسك زاهر يديها بحب... تحدثت والابتسامة لا تفارق شفتيها: أيه رأيك... عاجبك الفستان.

رد زاهر ببتسامة متلاعبة: لأ معجبنيش
نظرت له بيسان بصدمة: نعم
كمل زاهر بلهجة حانية وقد تحولت نظراته الى حب كبير: معجبتنيش وبس أنا أتجننت أول ماشوفتك
أخفضت رأٍسها بخجل دون كلام... حتى وصلا الى أماكنهم المخصصة.. أنسابت موسيقى ناعمة...
أقتربت منها صديقتها تولين وزوجها لتهئنة العروسين
تولين بابتسامة: مبروك يابيسان.

_ الله يبارك فيكى ياتولين... ناوية تولدي أمتى... مش كفاية لحد كده
ضحك زيدان: قوليلها أصلها مطلعة عيني وأنا بقول كفايها لحد كده
نغزته تولين في صدره بعنف: ماشي
زيدان قال: بهزر معاكي يروحي..
تولين بغيظ: هزار رخم... وتأبطت ذراع زوجها للرجوع الى أماكنهم... أدار زيدان رأسه باتجاه بيسان وحرك يديه على رقبته ذهابا وأيابا.

ضحكت بيسان بخفة: هههه زيدان وتولين دمهم خفيف
زاهر بهدوء: وجوزها دمه بارد
وقبل الرد... أتت جيلان وأكنان وقامو بتهئنة بيسان وزاهر...
فوق الاستيدج وعلى نغمات موسيقى هادئة أفتتح العروسين.. أول رقصة لهم...

وهما بين أحضان بعض... همست بيسان بالقرب من أذنه... أنا فرحانة أوي
رد زاهر: وأنا بعشقك... أخير عرفت أتلم عليكي... أيه كل الصحاب دول
ردت والابتسامة تزيين ثغرها: على فكرة مش كتير.. شوية صحاب من امريكا وشوية صحاب من هنا... على شوية من أهلك وعمو وأصحاب بابا وبس واصحاب جيلان.

رد بضحك: كل دول وشوية
قالت بضحك: هههه أيوه شوية... على فكرة... قطعت كلامها فجأة.. وهي تشير بيديها الى أحد الحراس الموجودين في القاعة...
نظر لها بتساؤل: في أيه يابيسان
بيسان وهي نظراتها مثبته على الشخص الذي دلف لتو من باب القاعة... قالت بضيق: الشخص اللي دخل دلوقتي مش معزوم على الفرح شكله صحفي...
التف زاهر متأملا أيه: ممكن
اقترب الحارس منها قائلا: نعم ياهانم.

أشارت بيسان قائلة: اللي داخل دلوقتي مش من المعازيم... روح طلعه
وبعد عدة قائق... تم جذب هذا الراجل الى الخارج
زاهر بابتسامة: أنتي بعد كده هتشتغلي في المخابرات
بيسان بضحك: في فرحي لزم كله يمشي زي ماأنا عايزه
تكرر هذا الموقف عدة مرات... وفي النهاية أحساسها يكون صحيح
تحدث زاهر: مش معقولة كده يابيسان... ده أنتي وشوشتي الحارس أكتر مني...

ردت بيسان: يعني أٍسيبهم يبوظو فرحي
زاهر بوجه عابس: ركزي معايا أنا شوية.. والله دي ليلة فرحي أنا كمان... عايزك توشويشني كتير
يابوسة
أخفت أبتسامتها.. قائلة بدلع: مفيش أسهل من الوشوشة...
أقترب منهم كريم: مبروك ياعريس... مبروك يابوسة
رد زاهر بضيق: الله يبارك فيك.

ردت بيسان بابتسامة وغمزت بأحد حاجبيها: عقبالك أنت كمان ياكي... قطعت أسم دلعه عندما رأت نظراته الغير مريحة... ياكريم
قال كريم بابتسامة خفيفة: أنا هضطر أمشي عشان ألحق ميعاد طيارتي...
أختفت أبتسامتها: بردو مصمم تسافر دلوقتي
رد كريم بشرود: خلاص مبقاش ليه داعي وجودي... وفاضل أتصل بيا محتاجني هناك... سلااام يابيسان وخلي بالك من نفسك.

ردت بيسان: سلااام ياكريم... وخليك ديما معايا على أتصال
رد بهدء: حاضر... ثم أنصرف بخطى هادئة
ظلت بيسان ترقص مع صديقاتها على أنغام الموسيقى... مر الوقت بسرعة وهي مستمتعة بحفل زفافها...

أقترب منها زاهر وهي ترقص والابتسامة لا تفارق شفتيها... همس في أذنيها: يلا بينا... الطيارة كده هتفوتنا
بيسان بدلع: شويه كمان... أنا مبسوطة أوي... خلينا أفرح بيوم فرحي بين صحابي... خلينا شوية صغيرين الميعاد الطيارة فاضل عليها تلات ساعات..

أكنان كان جالس على طاولته شاعرا بالملل... فجلوسه أجباري في فرح أخته الصغيرة... المصممة على عدم أنهاء الفرح حتى الان... رن هاتفه... نظر للرقم بتساؤل: في أيه ياكوكو
كاترينا قالت: زهرة مصممة تنزل لوحدها دلوقتي... وأنا منعتها تنزل في الوقت المتأخر... زي ما حضرتك قولتلي
سأل أكنان: مالها... أيه اللي حصل.

كاترينا بشفقة: قطتها تعبانة أوي
تحدث أكنان بهدوء: أديلها الفون تكلمني
ذهبت كاترينا إلى غرفة زهرة... رأتها جالسة بجوار قطتها تربت وتحرك يديها على فرائها بحنية...
شعرت كاترينا بالعطف: زهرة.. زهرة
رفعت رأسها ونظرت لها بعيون باكية: ماشا تعبانة أوي... أنا عايزه انزل اوديها للدكتور
ناولتها الهاتف قائلة: هتنزلي يازهرة... بس كلمي أكنان بيه الاول..

_ليه قولتليه
_دي أوامر البيه اي حاجة تحصل هنا لزم يكون عنده خبر بيها... خدي كلميه بس
تناولت زهرة الهاتف من يد كاترينا قائلة بحزن: حاضر هكلمه... وضعت الهاتف على أذنها... نعم ياأكنان بيه
شعر بالضيق عند سماع صوتها الحزين: حصل إيه يازهرة
تنهدت بأنفاس سريعة: ماشا تعبانه أوي... بقالها ساعات بتولد... وولدت قطين ولسه بتتألم... أنتحبت بصوت مسموع وهي تقول... ماشا لسه صغيرة وخايفة تموت ومش بتتحرك من مكانها..

تحدث أكنان برقة: دقايق وهكون موجود عندك
لم تعلم زهرة لماذا أنهارت في البكاء وهي تخبره عن قطتها
وفي الجهة الأخرى... قام أكنان بالإتصال بصديق دكتور بيطري: أزيك يأمجد
أمجد بفضول: أكنان بنفسه بيتصل بيا... خير ان شاء الله
تحدث أكنان عن ماشا وولادتها وألمها المستمر.

أجاب أمجد بلهجة عملية: من كلامك باين على القطة أن لسه في قط تاني ميت وعشان هي صغيرة... ولادة قط ميت هتكون ولدته متعسرة... ومحتاجة تروح عيادة أو مستشفى وممكن تحتاج ولادة قيصري عشان نخرج القط الميت
أكنان بلهجة أمره: عايزك تكون موجود في العيادة دلوقتي... أنا جايلك
أمجد بقلة حيلة: يدوب هلبس وأنزل أفتح ليك العيادة مخصوص الساعة اتنين بالليل.

نهض أكنان من مكانه مستئذن من الجميع... وفي داخل شقته
تحدث بهدوء الى زهرة: يلا بينا... وهاتي ماشا معاكي
سألت زهرة بحزن: هنروح فين
رد أكنان برقة: هوديها في عيادة دكتور صاحبي... هيكشف عليها... يلا جهزي نفسك.

ردت بسرعة: أنا جاهزة أهو... ثواني وأجيب ماشا... ثم ذهبت الى ماشا مسرعة وقامت بحملها.. هامسه لها برقة... متخافيش أنا معاكي...
في داخل العيادة... قام أمجد بالكشف على القطة.. عمل لها سونار... أشار بيده على الشاشة: زي ماقولتلك في قط ميت معرفتش تولده
زهرة برفض: بس الدكتورة قالت ليا هما أتنين بس
رد أمجد بهدوء: أوقات السونار ممكن يحصل فيه غلط.

سألت زهرة بقلق: والقط الميت في خطر على حياتها... طب وهو هيخرج أزاي وهو ميت
أمجد بلهجة ثابتة: القطط طبيعي بتولد لوحدها... وأوقات نادرة بتكون الولادة متعثرة لو كان في أكتر من قط ميت... وفي حالة ماشا الموضوع صعب ليها أكتر عشان لسه صغيرة... فاأنا ححاول معاها الاول طبيعي... ولو منفعش هضطر أولدها قيصري...

همست زهرة بدعاء: يارب مش تحتاج... ومش يحصلها حاجة
تحدث أكنان لها عندما سمع دعائها: أن شاء الله مش هيجرى ليها حاجة...
أستغرق أمجد أكثر من ساعة في محاولة لأخراج القط الميت وبعد معاناة مع ماشا أستطاع أخراجه
زفر أمجد بارتياح: أخيرا...

تحدثت زهرة بقلق وهي تتلمس ماشا برقة: هتكون كويسة يادكتور
هز رأسه بالايجاب: طبعا... تقدري تاخديها معاكي دلوقتي وتوديها لعيالها... زمانها محتاجنها...
سألت زهرة: طب وأكلها
رد أمجد: خليها تشرب لبن كتير
_ مفيش حاجة تاني.

_ لا مفيش... لو محتاجة أي حاجة هقولك... قام بأعطائها الكارت الخاص بعيادته... دي نمرة تليفون العيادة ونمرة تليفوني الشخص... لو أحتاجتي أي حاجة أتصلي وغمز لها مبتسما
نظر له أكنان بغضب... عندما رأى نظراته اختفت ابتسامته بسرعة... قائلا بجدية مفتعلة: هتلاقيني موجود في اي وقت
قالت بابتسامة: شكرا لحضرتك.

جذب أكنان ذراع زهرة قائلا بانفعال: يلا بينا
زهرة بتساؤل: هو انا عملت حاجة ضايقتك
هتف أكنان: لا أبدا معملتيش حاجة وضحكك ليه ده أسمه أيه.. ومعاكسته ليكي وانتي بتضحكي في وشه.. بتشجعيه يتمادي...
نظرت له بصدمة: أنا وهو بيعاكس وانا بشجعه...

أكنان بانفعال: باين عليه عاجبك
عجز لسانها عن الرد للحظات: أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم... حضنت ماشا وتحركت بعيدا عنه
هتف أكنان: رايحة فين ؟

زهرة بوجه شاحب وعيون دامعة: ماشية.. مروحة بيتي
رق قلبه عند رؤيتها هكذا قائلا بنبرة خفيفة: طب وولاد ماشا هتسيبيهم
تذكرت زهرة صغار القطة: أااه.. أزاي نسيت ميكي وتومي
أكنان بابتسامة خفيفة: لحقيتي سميتهم وكمان ميكي وتومي
ردت بحدة: مالهم أسمائهم واحشين
أكنان بابتسامة: حلوين...

قالت زهرة ببرود: ممكن توصلني... عشان أجيب ميكي وتومي
رد أكنان بابتسامة متلاعبة: طبعا...

أعلن مطار مصر عن مغادرة الرحلة رقم 221 المتجهة الى الولايات المتحدة الامريكية... فعلى السادة المسافرين التوجه الى البوابة... سمع كريم النداء بذهن شارد... ظهرت صورتها أمام عينيه... فصورتها أصبحت ملازمة له باستمرار... حتى قرر الهروب ونسيانها... فهي لاتناسبه... فهما من عالمين مختلفين تماما... تحرك باتجاه البوابة.. لفت نظره نشرة الاخبار... والمذيع يقول... خبر غير ماتوقع بالرغم من التكهنات والاشاعات الدائرة... تسمر كريم مكانه غير ماصدق ماسمعت أذنه...

مازال الفرح مستمر ومازالت العروس ترقص مع صديقاتها بالرغم من أن الساعة تعدت الخامسة صباحا
جلس أكنان على كرسيه... مكفهر الوجه... ناظزا الى بيسان كل لحظة زافرآ بحدة... فهو يأس من كثرة ألحاحه عليها لأنهاء حفلة الزفاف... رفع معصمه لرؤية كم الساعة... أتسعت عينيه بالصدمة... عندما راءها تقترب على الخامسة... نهض من مكانها بخطى مسرعة باتجاه بيسان.

بيسان وابتسامتها لم تفارق وجهها: تعالى أرقص معايا
زاهر بانفعال: الساعة قربت على خمسة يابيسان
ردت بيسان: طيب وفيها أيه
نظر له بضيق: فيها ميعاد الطيارة هيفوتنا ومفيش شهرعسل لو متحركناش دلوقتي...
بيسان برجاء: طب ممكن شوية كمان... أنا عايز أستمتع بيوم فرحي
_كل ده ومش أتبسطتي
_ أه لسه.

جذبها زاهر من يديها قائلا بانفعال: مفيش شوية كمان... وهتمشي معايا دلوقتي
شعرت بيسان بالألم في ذراعيها قائلة بوجع: أه أيدي
الغضب عماه فلم يسمع صوت تألمها... وأستمر في جذبها..
تشنجت ملامح وجهها.. نتيجه تجاهل المها.. صاحت: سيب أيدي يازاهر
زاهر برفض: مش هسيب يايبسان وهنمشي دلوقتي
تحدثت بيسان بحدة: أنا مش همشي أروح معاك أي حته...

زاهر بانفعال: تقصدي أيه بكلامك ده
ردت بلهجة ثائرة: اللي فهمته كويس
_ ده أخر كلامك
_ ايوه
ابتسم زاهر بتهكم: يبقا أنتي اللي جبتيه لنفسك يابوسة ياحبيبتي
سألت بقلق: هتعمل أيه
بدون أجابتها... قام بحملها فوق ذراعيه.

بيسان برعب: نزلني يازاهر... بقولك نزلني... شكلي وحش كده
رد بابتسامه متلاعبة: مش هنزلك... وشهر عسلي وهلحقه وكفاية الوقت اللي ضاع من عمري
_مجنوووون
_مجنون بيكي يامجنونة

ذهبت زهرة مع أكنان مضطرة... بالرغم من أهانته لها... وفي داخل شقته...
زهرة أخفت وجعها.. قائلة بثبات: حضرتك عايزني في حاجة
دلوقتي
هتف أكنان: لأ
ردت زهرة ببرود: بعد أذن حضرتك ممكن أروح أوضتي.

أكنان بلهجة أخف حدة: متزعلييش... مكنش المفروض أتكلم معاكي بالاسلوب ده...
كاترينا أتسعت عينيها بالصدمة وهي تسمع أعتذار أكنان... تجولت نظراتها على كلايهما
صاح أكنان فيها عندما رؤيتها لازالت واقفة: أمشي من هنا
كاترينا باضطراب: حاضر
عقدت حاجبيها وهي ترى تحوله في الكلام وصياحه... ثم أتجهت ناحية غرفتها.

هتف أكنان: أستني... قبل تكملت جملته رن هاتفه... المتصل محمد الطبيب المعالج لولدة زهرة... عقد حاجبيه بعبوس.. قائلا: خير يامحمد
بمجرد سماع أسم طبيب أمها تسمرت في مكانها... نظراتها مثبته على وجه أكنان
تغيرت ملامح وجه أكنان... عند أستماعه لكلام محمد... أغلق الهاتف... ناظرا الى زهرة بعطف: تعالي أوديكي لمامتك.

شعرت باضطراب في معدتها... سألته بخوف: ماما فاقت من الغيبوبة صح
تحدث أكنان بثبات: تعالي معايا ولما نوصل هناك هنتكلم
تملكها أحساس عارم بحدوث مكروه لوالدتها.. قالت بخوف: ماما مالها
رد بحنية: هي بقت أحسن دلوقتي
نظرت له بتوسل... فبادلها بنظرة عطف... قائلا بهدوء: يلا بينا.

تحركت خلفه بخطوات مترددة.. دقات قلبها تكاد تصم أذنيها... ترتجف... وضعت يديها على صدرها في محاولة لبث الهدوء بداخلها... وأن كل شيء على مايرام...
في المستشفى... بمجرد دخولها غرفة أمها... وجدت الاسلاك مفصوله عنها... أكنان ظل بجوارها...
همست بصعوبة: هي ماما شكلها عامل كده ليه
رد أكنان برقة: راحت للي أرحم منك ومني.

طفرت عينيها بالدموع: أنت قولتلي أنها فاقت... ماما... ماما مامتش... قولي أنها مامتش ها... قولي أنها لسه عايشة..
تحدث محمد: البقاء لله يأنسة... ثم أشار للمرضات الموجودين بجواره بنقلها..
همست بحشرجة من بين دموعها: أستنو... أقتربت من والدتها وأخذتها بين أحضانها... تشتم رائحتها لأخر مرة... متمتمه بخفوت: هتوحشيني ياماما
ظل أكنان واقفا في مكانه صامتا... محترم لحظات وداعها مع أمها...

بمجرد خروج الممرضات... دافعين السرير المتحرك الذي توجد فوقها هدى خارج الغرفة...
تتبعت زهرة خروج ولدتها في صمت... والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة.. رأت أكنان ناظر لها بعطف... تحرك باتجاهه بتلقائية... ثم القت نفسها بين أحضانه... هامسه بدون وعي: أنا محتاجة وجودك جمبي أوي
همس بحنية: وأنا هفضل جمبك علطول ومش هسيبك أبدا.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-