رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول بقلم هدير مصطفي

رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول بقلم هدير مصطفي

رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة هدير مصطفي رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول

رواية هدوء العاصفة كاملة جميع الفصول

في أحدي القرى الصغيرة ومن واحد من تلك البيوت المتطرفة علي حافة القرية، كانت تتعالا أصوات الصراخ والتي امتزجت بالألم والأهات، فتاه لم تتعدي العشرين ربيعآ مسطحه علي ذلك الفراش المتهالك والذي يبدو عليه القدم، بالرغم من صغر سنها ألا أنها زوجه و ربة منزل والأن هي تضع مولودها الأول، صرخات، الم، دموع، أهات، و، صمت، صمتت حين وضعت مولودها، ومع أخراج المولود من أحشائها خرجت أخر أنفاسها، وهنا شهقت الدايه.

خوفآ مع اطلاق الصغيرة أول صوت لها والذي كان صوت صراخآ يدوي في أنحاء الغرفة، خرجت الدايه مهرولة من الغرفة وهي تبكي وتصرخ لتجد رجلآ كان يدعي مختار
يقف في انتظارها والتساؤلات مرسومه علي تفاصيل وجهه وقفت امامه تلك المرأه وبين يديها الفتاه وصمتت لبرهه من الزمن ليكسر هذا الصمت سؤاله.

مختار: جرا ايه يا ام سيد ساكته كده ليه، انطجي يا وليه
ام سيد: الست جميله جابلت وجه كريم
مختار: ايه..؟ماتت، كيف ده، و ولدي
ام سيد: جابت بت
مختار: صبرت عليها طول الوجت ده وفي الاخر تجيب بت
ام سيد: الله يرحمها ياولدي المهم نادي علي اهلها ياجوا يشوفوا هيعملوا ايه.

وهنا تدخلت في الحديث امرأه في العقد السادس من عمرها والتي كانت تجلس بصمت منذ بادية الامر ولكن يبدو ان الامور وصلت الي ما لا يطيب لخاطرها فهبت واقفه من مكانها و قالت بحزم...

أم مختار: خليهم يجوا ياخدوها وياخدوا بتها
تكلمت ام سيد وهي في حالة تعجب من موقف ام مختار.

ام سيد: انتي بتجولي ايه حاجه
ردت ام مختار عليها بتأفف قائله
ام مختار: مدام جت بت تبجي ماتلزمناش، احنا عايزين واد يشيل اسم ابوه
ام سيد: بس دي لحمكم ودمكم هتسيبوها اكده
ام مختار: احنا ماهنرميش لحمنا واصل يا ام سيد، هي هتفضل عنديهم واحنا هنصرف عليها.

مختار: عندك حج يا امه انا رايح عنديهم اجيب ابوها يتحمل مسؤليتها وخرج مختار ذلك الرجل القاسي ذات البنية القوية والذي كان قد تعدي العقد الثالث من عمره وذهب متجهآ الي منزل عبد الفتاح والذي كان رجل عجوز تجاوز الستين من عمره وقد اهلكه الزمن، طرق علي الباب ففتح له عبد الفتاح وهو يتسائل بينه وبين نفسه عن سبب تلك الزياره الطارئه...

عبد الفتاح: خير ياولدي بتي جرالها حاجه
مختار: بتك خلفتلي بت وماتت.

وقعت تلك الكلمات علي اذان عبد الفتاح كالصاعقه ليقع علي الارض متألمآ علي فراق ابنته العزيزه فهم مختار بالمغادره غير مباليآ لما يحدث فاستوقفه عبد الفتاح قائلآ...

عبد الفتاح: استني يا ولدي انا جاي معاك عشان ندفنها
مختار: ومين جالك اني هدفنها، بنتك في دار الدايه ام سيد و وياها بتها روح خدهم واصرف فيهم بمعرفتك، انا ماليش دعوه بيهم واصل
عبدالفتاح: ايه اللي انت بتجوله ده يا ولدي، جميله مرتك وبنتها بنتك برديك
مختار: لاه، لو كت جابت واد كان يبجي ولدي، بس دي جابت بت والبت ما هتلزمنيش في شي، هبعتلك فلوس كل شهر عشان تربيها، معايزش اشوف وشها الشوم ده.

ثم غادر مختار المكان ذاهبآ الي منزل الدايه فيخرج بعد دقائق معدوده مصطحبآ والدته تلك المرأه العافيه صاحبة القرارات القويه التي لا رجعة فيها، ليناديه عبدالفتاح طلبآ منه الرأفه بأبنته...

عبدالفتاح: رايح فين يا ولدي
مختار: رايح بيتي
عبدالفتاح: ومرتك وبتك
مختار: التنين ماتوا
عبدالفتاح: كيف يعني...
مختار: كيف ما جولتلك اكده
عبدالفتاح: وبتك ذمبها ايه
وهنا كان قد نفذ صبر ام مختار لتقول معلقه بصوت غاضب.

ام مختار: ذمبها انها جت بت والبت عار، لو كت جات واد كنا حطيناه جوا حبابي عنينا، يلا يا مختار مفيش وجت للحديت الماسخ ده
ليذهب مختار مع والدته الي قصره ليتمتع بما تبقي من ليلته تاركآ خلفه جثمان زوجته غير مباليآ حتي بطفلته ولا ببكائها الذي كان يدوي في ارجاء ذلك المنزل الصغير، حملت الجده هنيه والدة جميله.

ابنة ابنتها لتضمها الي صدرها باكية علي فقدان ابنتها لتبدأ اجراءات الغسل مع اذان الفجر ينادي المنادي معلنآ وفاة الأم لتبدأ حياه جديدة للفتاه بين أحضان جديها فيطلقا عليها اسم روح.

، لم يكذب الاب خبر وتزوج بعد ايام قليله من وفاة زوجته، فتتوالي الايام والشهور والسنوات، اليوم وقد اصبح عمر روح 6 سنوات، وبعد وفاة جديها انتقلت للعيش في منزل خالتها، وجدت روح الكثير من الحب والحنان بين احضان خالتها وقد اعتادت اللهو والضحك واللعب طوال الوقت، كانت خالتها نجلاء.

تعلمها القراءه والكتابه آملين أنها قد تلتحق بالمدرسه كباقي فتايات جيلها ولكن حين جاء موعد التقديم رفض مختار ان يأذن لها ان تلتحق بالمدرسه ولكن لم تقف الامور هنا فقط بل عزم علي اخذها الي قصره، فقد كبرت الفتاه واصبحت ناضجه ولا يصح ان تعيش مع ابن خالتها في نفس المنزل، كانت روح سعيده جدآ بهذا الامر فظنت انها قد تنعم في قصر والدها وتحيا حياه كريمه بين احضانه، ظنت انها ستجد الحنان والحب بين أحضان زوجة أبيها عزه.

، خاصة أن عزه زوجة أبيها هي خالتها الثانية، كانت تحلم بالعيش بين أحضان والديها في حب وسعادة وحنان، كانت كلما رآت حازم ابن خالتها تغار منه، فهو ينعم بما حرمت منه هي منذ نعومة اظافرها، ولكن هذا لا يمنع أنها اتخذت منه اخآ لها، ذهبت روح الي منزل والدها لتفيق من عالم احلامها وتصطدم بأرض الواقع ومنذ البرهة الاولي ادركت ان والدها لم يأخذها الي منزله سوي لتكون خادمه لابنه الصغير، طفله في عمر السادسه تعيش كالخادمه في منزل اباها، وكان الامر يروق له، لتمر الايام والسنوات وهي تحلم بالحريه من هذا السجن الذي وضعت فيه رغمآ عنها، ظلت اسيره هكذا لسنوات عديده من عمرها، كان يمر يومها بين شتان، تنظيف المنزل و أعداد الطعام، لم تنعم ولو ببعضآ من دقائق الراحه، كانت زوجة ابيها تغار منها فتهلكها بالعمل، ولكن روح لم تيأس أبدآ كانت تتأمل خيرآ في حازم، ابن خالتها وفارس احلامها، حيث كان كل ليله يتسلل الي المنزل متحججآ بصداقة شقيقها الاصغر فيرون بعضهما البعض ويتحدثون فقط بالأعين والنظرات ثم يغادر المنزل وبعد ان يخلد الجميع للنوم تتسلل الي حديقة المنزل وتأخذ الكتب التي كان يضعها لها في الخفاء وتذهب الي فراشها في احدي الغرف الصغيره كباقي الخدم في المنزل وتبدأ في القرآه لتستمد بعض العلم حتي وان كان بدون مدرسه ومعلمين، كان حازم يعطيها نسخه من كتبه ويكتب لها شرحآ موفيآ للدروس، وكانت تري الدنيا بعيون حبيبها، ومرت الايام علي هذا الحال، واليوم قد اتممت من عمرها 16ربيعآ، اصبحت شابه فائقة الجمال، وفي حين كانت تقوم كعادتها بتنظيف المنزل دلف اليها والدها.

مختار: روح
روح: نعم يا بابا
مختار: 100 مره جولتلك بلاها عوجة لسانك دي، مانتيش من البندر لاجل تتحدتي زييهم
روح: انا اسفه يا بوي اخر نوبه
مختار: جهزي نفسك عشان فرحك الاسبوع الجاي علي ولد عمك علي.
روح: كيف يعني يا بوي، جواز اكده من غير سابق خبر، ولا تاخد رأي حتي
مختار: من امتي والبنته ليهم رأي عندينا
روح: يا ابوي اسمعني علي ولد عمي اكبر مني بكتير
مختار: واه، جرا ايه ياروح بتكتري حديت ليه خلاص انا قريت فتحتك علي ولد عمك
روح: يا بابا مش هينفع يعني اتجوز واحد اكبر مني وبعدين انا لسه صغيره
وهنا ظهرت عزه وتقول.

عزه: بتك بتكلم زي بنات البندر يا مختار، يكونشي حازم لساته بيجيب لها الكتب اللي كان بيجبها لها زمان
روح: لاه يا مرات ابوي ماحصلش
مختار: خلاص انا جولت كلمه وماهرجعش في كلمتي واصل، فرحك الاسبوع الجاي.

ثم تركهم وصعد الي غرفته لتنظر عزه لها بخبث كبير وتبتسم وكأنها انتصرت بتزويجها من علي ابن عمها ذلك الشاب الثلاثيني والذي عدد سنوات عمره يضاعف عدد سنوات عمرها وكأنها تأخذ بالثأر منها، ف عزه هي الاخري تزوجت من مختار وكان عمره ضعف عمرها، ارادت ان يدفن جمال روح كما دفن جمالها هي الاخري، ثم تركتها وصعدت علي السلالم لتصل الي غرفتها وظلت روح تقف في زاوية المنزل محاولة استيعاب ما حدث لها ولكن ادركت انه لا شئ حدث وانما كل شئ علي وشك الحدوث فقررت ان تتحرر من ذلك القيد الذي لطالما تقيدت به، دلفت الي غرفتها لتضع غطاء رأسها وظلت جالسه تنتظر حلول الليل لتتمكن من الهروب، وفي حين كانت روح تجلس في غرفتها كانت عزه تقف في شرفة غرفتها تنظر بتأفأف ل مختار الذي يغط في نوم عميق فجلست علي الكرسي ناظره الي السماء.

فلاااااااش
كانت تجلس عزه في منزلها مع والدتها هنيه حيث كانت تحمل الصغيرة روح بين يداها وتغني لها التهاويد فدلف اليهم عبد الفتاح حاملآ بين يداه رزمه من الاوراق والابتسامه تملأ وجهه فنظرت الي قائله.

عزه: خير يا بوي
عبدالفتاح: فرحان جوي يا بنيتي، النهارده اتوكدت ان اختك جميله الله يرحمها ارتاحت في نومتها
عزه: مختار وافج ياخد بته
عبدالفتاح: لاه ياعزه، انا كتبت حج جميله في الورث باسم روح وضمنتلها مستجبلها
هنيه: عملت عين العجل
عزه: كيف يعني، بكفايه عليها فلوس ابوها
هنيه: ده حجها يا عزه
عزه: وانا حجي فين
عبدالفتاح: حجك ايه يا بت انتي، جبر يلمك، عايزه تورثيني وانا عايش.

عزه: لاه يا ابوي، ماعيزاش منك حاجه
هنيه: أنتي عايزه ايه يا بتي
عزه: مختار عايز يتجوزني، وانا موافجه
عبدالفتاح: بتجولي اي يا بت انتي، شوفتيه فين عشان ييجولك انه عايز يتجوزك
عزه: كلمني عالتلفون
فهب الاب من مكانه ثائرآ بسبب ما سمعه من فاه ابنته ليمسك بشعر رأسها بضعف قوته التي اهلكها الزمن.

عبدالفتاح: هي دي اخرة ثقتي فيكي يا عزه، تجيبلي العار في اخر ايامي...
عزه، ااااه شعري، هملني يا بوي انا مغلطش في حاجه واصل، مختار ده حجي وجميله سرجته منه، عاشت معاه في العز واتنغنغت، ودلوجيت بتها جايه تشاركني في حجوجي فيك، يبجي من حجي اني أشاركها في حجها في ابوها
هنيه: منين جبتي الكره والحجد ده لأختك يا بتي.

عزه: من معاملتكم ليها، ديمآ جميله احسن من عزه، ولا مره جبتوا سيرتها بالعفش، وعزه فيها كل حاجه عفشه
عبدالفتاح: انتي حرام فيكي الحياه، بتغاري من اختك الميته، بتحجدي عليها...
عزه: خلاص يا بوي انا جررت، هتجوز من مختار
عبد الفتاح: لو عملتي اكده لا هتبجي بنتي ولا اعرفك
بااااااك.

وفي هذه الاحيان انتبهت الي روح التي كانت تتسلل بهدوء في الحديقة حتي خرجت من المنزل بأكمله، وحين رأتها خرجت من الباب الخارجي للمنزل تبسمت وقالت..

عزه: كنت خابره زين انك هتعملي اكده
ثم دلفت الي داخل الغرفه لتيقظ مختار العائم في بحر النوم العميق قائله.

عزه: الحج يا مختار
، مختار: جرا ايه يا وليه، همليني انام شويه
عزه: لو عرفت اللي بتك عملته عمر النوم ما هيجيك تاني واصل
مختار: روح عملت ايه
عزه: بتك يا سيدي الرجاله، بتك زينة البنته، هربت، هربت وجابلتلك العار
هب مختار من نومه غاضبآ وبدأ في ارتداء ثيابه المكونه من جلباب صعيدي وعمامه...

مختار: بتجولي ايه يا مرا انتي، اجنيتي في عجلك اياك
عزه: يا ريتني انجنيت ولا الحصل حصل، شوفتها بعنيه دي وهي طالعه تتسحب من الدار
مختار: هتروح وين دي
عزه: عند خالتها نجلا
انتهي من ارتداء الملابس وخرج مسرعآ وكانت عزه تسير خلفه تزيد من غضبه وغيظه من خلال مشحاناتها الكلاميه حتي وصلا الي بيت نجلاء وبدأ مختار يطرق الباب بشكل همجي حتي فتح له حازم.

حازم: خير يا جوز خالتي فيه حاجه مختار: بتي فين يا حازم
حازم: روح نايمه مع ماما
مختار: طب بعد عن طريجي اكده
ومد مختار يده ليزيح حازم عن طريقه ودلف الي المنزل وخلفه عزه التي تجول بنظرها في انحاء المنزل لتخرج نجلاء من احدي الغرف ومعها روح و...

نجلاء: خير يا جوز اختي، جاي في الوجت الواخري ده ليه
مختار: جاي اخد بتي يا نجلا
نجلاء: بتك معاي يا مختار وهتفضل عندي
عزه: تكونيش امها ولا ابوها عشان تحكمي عليها اياك
نجلاء: مالكش دخل بالحديت ده واصل يا عزه، بكفايه جبتي العار لابوي وموتيه بحصرته بعد عملتك المهببه اياها
عزه: انا مهربتش معاه انا اجوزته علي سنه الله ورسوله
مختار: انا مافضيش لوجع الراس ده، همي جدامي يا بت لينا دار نتحاسب فيها.

تحركت روح بخطوات هادئه لتصل لمكان حازم الذي كان ينظر لها بقلق، وقفت خلفه لتحتمي به فأمسك يدها ليربت عليه بحنان ليطمئن قلبا لوجوده بجوارها فنظر لها والدها ليتطاير الشر من عيناه فيتكلم حازم قائلآ...

حازم: اهدي يا جوز خالتي، كل شئ بالخناق الا الجواز بالاتفاق، ماينفعش تجوز روح غصب عنها، البنت لازم يكون عدها حرية الاختيار
مختار: متهيجلي ان روح دي بتي انا وانا اللي اجرر مصيرها ايه ومتي تتجوز ومن مين، وبعدين الحديت اللي عتقوله ده مايهيمشيش عندينا واصل يا ابن المدارس والبندر
حازم: انا عايز اتجوز روح يا جوز خالتي، ومستني منك معاد عشان اتقدملها رسمي
مختار: معندناش بنته للجواز.
ثم امسك بذراع ابنته واخذها وصار في طريقه غير مباليآ بكسره لقلب حازم ولا بدموع ابنته المنهمره من عيناها، اما عزه انتظرت حتي خرج مختار ومعه روح لتجلس علي الكرسي وهي تضحك بأعلي نبرات صوتها.

عزه: ايه رأيك بجي يا نجلا، مش جولتلك ان مختار بجي خاتم في يدي
نجلاء: تجصدي ايه يا عزه
عزه: اجصد اني اجدر اخليه يوافج علي جواز روح من حازم
حازم: بجد يا خالتي
نجلاء: استني يا ولدي، مجابل ايه يا عزه
عزه: مجابل كل حاجه روح بتملكها
نجلاء: كنت خابره زين انك ماتعمليش حاجه واصل لوجه الله
عزه: جولتي ايه يا نجلا
نجلاء: وانا ايه دخلني في الحدي تده.

عزه: انا خابره زين ان ابوكي لما اتبرا مني وكتبلها نصيبي عملك وصيه عليها، وروح لسه ماتمتش 21 سنه يعني تجدري تكتبيلي كل حاجه بيع وشرا
نجلاء: دي امانه يا عزه، وانتي خابره زين اني ماخونش الامانه واصل
عزه: علي كيفك يا خيتي.

ثم تركتهم وخرجت من المنزل وذهبت الي منزل زوجها لتدلف اليه علي صوت صراخ روح الذي كان يدوي في الأرجاء، وصلت الي غرفتها لتجد روح جالسه علي الارض ومختار ممسكآ بمقص بأحدي يداه وباليد الاخرى يمسك شعرها بقوه.

روح: ارجوك يا بابا كله الا شعري، بلاش ارجوك
مختار: عايشالي في جصة حب يافاجره، جيبتيلي العار يا بنت جميله، حطيتي راسي في الطين
روح: يا بابا، مش كده، مفيش بيني وبين جاسر غير مشاعر بريئه وبس
عزه: أهي رجعت ترطم زي بنات البندر اهو
مختار: انا هربيكي من تاني يا روح.

ليحزم قراره ويبدأ في تقطيع خصلات شعرها لتقع امام عيناها علي الأرض فتقع معها احلامها وامالها وتتحول الي بقايا أنثى، أنهي مختار مهتمه وخرج من الغرفه وخرجت معه عزه ليتركا خلفهما روح، جسد بلا روح، ظلت تتأمل خصلات شعرها المنثور علي الارض وكأنها تستمد قوتها منها فتبدأ في تجميعها لتأخذها بين احضانها وتتمدد علي الأرض حتي جاء صباح اليوم التالي فتستيقظ علي صوت الغناء والزغاريد مع فتح باب الغرفه عليها لتدلف منها عزه.

عزه: معجول العروسه لسه نايمه
، جومي جومي من النهار ما هتدوقيش طعم النوم واصل
كانت روح تنظر لا بتعجب شديد مما تقوله.

عزه: خابره زين انك ماتعرفيش ايه اللي حصل، انكتب كتابك يا عروسه وبجيتي مارت علي خلاص
روح: ايه الكلام ده، امتي وازاي ده
عزه: هجولك كيف، سي مختار اتصل ب علي وخلاه يجي ومعاه المأذون والشهود وان جعدت في وسطيهم بالنقاب وكأني انتي وواديتهم موافجتي علي الجواز
روح: كيف ده، الجوازه دي باطله، انا ما وفجتش عليها.

عزه: هههههه والمأذون والشهود اللي سمعوني وانا بوكل مختار، ماتحوليش ترفضي حتي ياروح، مفيش جدامك الا انك توافجي
روح: حراااااام
عزه: حرمت عليكي عيشتك، جومي فزي من مكانك والبسي الفستان ده عشان ازوجك لعريسك، جبر يلمك
وفي مكان اخر كاد حازم ان يخرج من منزله فأستوقفته نجلاء قائله.

نجلاء: وجف يا حازم
حازم: مش هقدر يا امي، روح بتضيع مني
نجلاء: مفيش في يدنا حل يا ولدي، ده ابوا ومحدش يجدر عليه
حازم: بس انا بحبها
نجلاء: هملها لحالها يا ولدي، هملها لجل تنقذ حالك وتنقذها من شر مختار وعلي وعزه
حازم: لا يا امي مش هقدر اشوفا بتضيع قدامي وافضل ساكت
وهم ان يخرج من بيته ولكن وقفت نجلاء بينه وبين الباب رافضه خروجه.

نجلاء: انا معنديش استعداد اخسرك يا ولدي، عايز تروحلها دوس عليا جبل ما تخرج.

وقف حازم امام والدته عاجزآ، ليس بيده حيله ولا يدري ما ذا يفعل، وبعد لحظات سمعا صوت طرقات علي الباب ففتحاه فوجدا رجال غرباء اقتحما عليهم المنزل بالسلاح لينهالون علي حازم بالضرب ويأخذوه معهم فتخرج نجلاء مهروله خلفهم ولكن دون جدوي فقد استقلوا السياره وانطلقا بها، ظلت تصرخ تستنجد المساعده ولكن هيهات فلا أحد يسطتيع مساعدتها والوقوف ضد رجال مختار فهم بالنسبه لهم ذات قوه لا تقهر، فتوجهت الي منزل مختار...

مختار: جايه بنفسك تحضري الفرح
نجلاء: ولدي فين يا مختار
مختار: ولدك تاه ولا ايه
نجلاء: انت عارف انا جايه اهنه جاصده ايه، ماتلوعش الحديت بجي وجولي ولدي فين
مختار: زين والله، اجيلك دغري بجي وبلاها حديت ماسخ، ولدك عندي في الحفظ والصون
نجلاء: حازم مجربش من روح يا مختار
مختار: خابر زين الكلام ده، وعشان اكده ماهمسوش بسوء واصل
نجلاء: وعايز ايه منيه بجي
مختار: مش منيه، منك انتي
نجلاء: عايز ايه.

مختار: تروحي لروح وتخليها تتجوز على
نجلاء: وولدي
مختار: الدخله هتم من اهنه هتلاجيه بيخبط عليكي الباب
نجلاء: موافجه يا مختار
ثم تركته وتوجهت الي غرفة روح فوجدته تجلس علي الارض وخصلات شعرها متناثره في الارجاء وعزه تقف بجانبها ومعها فستان الزفاف ويتجادلان معآ.

عزه: هتتجوزيه يعني هتتجوزيه، روح: هقتل نفسي قبل ما اتسمي مراته
عزه: ابوكي ماهيسمحلكيش واصل انك تعرينا و...
فقاطعتها نجلاء.

نجلاء: روح
حين استمعت الي صوت خالتها الحبيبه ذهبت اليها مروله لترتمي بين احضانا باكيه بحرقه.

روح: خالتي، الحقيني، جوزوني بالغش
نجلاء: اهدي ياروح، اهدي يا جلب خالتك
روح: اهدي كيف يعني
نجلاء: روحي يا عزه شوفي جوزك عايزك ليه
عزه: الفساته اهه عايزاكي تلبسيها وتزوجيها عشان الناس جربت تيجي
ثم خرجت عزه لتجلس نجلاء وبأحضانها روح.

نجلاء: روح
روح: فين حازم يا خالتي
نجلاء: بتحبيه يا روح
روح: اوووووي يا خالتي مش قادره اتجوز حد غيره
نجلاء: بس لجل ما تنجذيه لازم تتجوزي حد غيره
روح: ازاي يعني.
بدأت نجلاء في سرد ما حدث ل حازم والحوار الذي دار بينها وبين مختار وحين انتهت هبت روح من بين احضانها وتمد يدها لتلتقط الفستان وتأخذها دون ان تنطق ببنت كلمه ثم شرعت في تبديل ثيابا لترتدي الفستان وتخرج من الغرفه فتراها عزه التي كانت تقف بالخارج فتبسمت ساخره منها ثم اطلقت الزراغيط معلنه وصول العروس ثم أخذتها لتجلسها بين النساء الجالسات علي الارائك ملتفين حول فتاه معها طبل تدق عليها وتتراقص بجوارها فتاه اخرى اما بالساحه امام المنزل كانوا الرجال يهللون فرحآ ويرقصون بالعصا، وفي غرفة روح تجلس نجلاء باكية خوفآ علي ابنها ومتألمه بسبب ما أصاب ابنة شقيقتها...

وفي تلك الغرفه المغلقه في احدي زوايا المنزل الكبير كان حازم يجلس مقيدآ يستمع رغمآ عنه الي الاغاني والضوضاء التي تبعث الي قلبه الالم، فهو يعلم جيدآ ان هذه الضوضاء تدل علي ان بالأعلى يتم تزويج حبيبة قلبه من رجلآ غيره ولكن ماذا يفعل، فهو حتي لا يستطيع ان يصرخ بسبب تلك الخرقه التي تغلق فمه، مرت الدقاق واللحظات وكل قلب يشب به حريق يحرق بداخلهم كل شئ، كان الصمت لعنه اصابتهم لتقتل احلامهم وامالهم وحبهم، وبعد انتهاء الحفل اخذ العريس عروسه متجهآ الي عش الزوجيه أوقفها مختار ليودعها.

مختار: الف مبروك يا بتي
روح: انا عملت اللي انت عاوزه، ياريت تسيب حازم يروح
مختار: انتي جلعتي برجع الحيا خلاص، كيف تتحدتي علي واحد تاني غير جوزك في ليلة فرحك
روح: علي ما هيهمنيش في شئ واصل، اتزوجته لجل ان حازم يفلت من تحت يدك، بس صدجني يا بوي، انا بحب حازم، ماهنسهوش واصل
ليأتي علي قبل ان يرد مختار علي روح، حيث انه انقذها حقآ فقد كان مختار علي وشك ان يصفعها.

علي: مش يلا بجي يا عروسه
اكتفت روح بالنظر اليه دون ان تجيب عليه.

مختار: يلا يا ولدي، ربنا يسعدكوا
علي: تسلم يا عمي، بتك دي في عينيه.

ثم امسك بيدها وأخذها الي بيته المقابل لبيت والدها، والذي كان الأمر بالنسبه لها انها كعصفور صغير تم نقله من قفص الي قفص آخر، اخذها الي الغرفه الخاصه بهم فتركها ودلف الي المرحاض، كانت نجلاء تجلس في منزلها اما بابها المفتوح تنتظر مجئ ولدها اليها وبعد دقائق دلف اليها وهو بالكاد يستطيع الوقوف علي قدماه وقف مستندآعلي الحائط ليقول والدموع تنمهر من عيناه...

حازم: خسرتها، خسرت روح يا امي، وخسرت معاها روحي.

ليقع علي الأرض مغشيآ عليه فقد برع مختار ورجاله في اتخاذه رهينه، قد ضربوه بشده حتي افقدوه قوته، هرولت اليه نجلاء كي يستند عليها وهي تصرخ ثم أخذته الي المشفي لتطمئن عليه، جلست روح علي الفراش والدموع تنهمر من عيناها في صمت، ثوب زفافها الأبيض لم يبعث الي قلبها ولو بعضآ من السعاده، كانت تريد ان تصرخ، ان ترفض، ان تحتج، ولكن هيهات ماعاد هناك مجال للضعف، جففت دموعها وعزمت علي أن تنجي بنفسها من هذا الهلاك مهما كلفها الأمر، بعد لحظات دلف أليها وفي عينيه نظرة القوه ذاتها والتي اعتادت أن تراها في عينيه بل في عيون كل رجل في هذا المجتمع الذي يحيط بها، هذا المجتمع الذي لا يعترف بها سوي أنها أنثي خلقت لخدمة الرجل في كل أحوالها سواء كانت والده، زوجه، أبنه، كان هذا المجتمع اقل ما يقال عنه أنه مجتمع ذكوري، بدأ أن يسير بأتجاهها كانت خطواته تبعث القلق والخوف الي قلبها، اقترب منها أكثر ف أكثر كاد ان يضع يده عليها ولكنها انتفضت من مكانها و...

روح: عايز أيه
علي: عايزك أنتي
روح: بالزمه مش مكسوف
علي: واااه أتكسفليه عاد، انتي مرتي
روح: أنت أكيد بتحلم
علي: اجيبلك الناس يفكروكي ويرجعوا عجلك لراسك بجوازنا.

وهم أن يهجم عليها، بل بالفعل هجم عليا ومزق اكمام فستانها الابيض ولكنها أستوقته بتوجيه السكين التي كانت تخبئه بيدها أليه، ظنت انه سيشعر ببعض الخوف ولكنه قهقه بكل جبروت وقوه و استجمع قواه وتقدم منها راغبآ في سلب السكين من يداها المرتعشه ولكن قوة أرادتها كان اقوي منه، فقد غرزت السكين في اعماق قلبه، ليقع ارضآ نازفآ دمه، فتنوي الهرب وتوجهت الي الباب وهمت بالخروج ولكنها نظرت الي نفسها فوجدت فستانها ممزق فتوجهت الي خزانة الملابس وفتحتها فلم تجد بها سوي ملابس لا تصلح سوي للأرتداء في المنزل فتأفأفت بضيق ولكنها سرعان ما لمحت الملابس التي تخص على فأمسكت بجلباب ولكنه وجدته كبير للغايه، اتجهت الي الخزانه الصغيره الملحقه بالغرفه لتفتش في ادراجها حتي وجدت مقص، وقصت الجلباب حتي يكون مناسب لها ثم ارتدته وخرجت من الغرفه بل من المنزل بأكمله، ذهبت الي منزل خالتها نجلاء فلم تجد احد، فظلت تتجول في أنحاء البلده، وكان ذلك سهلآ عليها بفضل الجلباب والعمامه التي ارتدتهم، وصلت الى الطريق العام لتقف في حيره ولا تدري الي اين تذهب، دست يدها في جيب الجلباب فوجدت رزمه من المال فشعرت وكأن الله يرسم لها طريقها، فأبتسمت حمدآ لله، أشارت الي احدي السيارات الماره علي الطريق لتستقلها فيمر اليل ويأتي النهاروتكون السيار قد وصلت الي وجهتها لتكتشف انها اخذتها الي تلك المدينه الكبيره التي دائمآ ما كانت تسمع عنها الكثير من الاحاديث وحكايات...

وقفت في وسط الطريق ولا تدري ماذا تفعل واول ما وقعت عليه عيناه كان مكان لبيع الملابس فتوجهت اليه لشراء ما يناسبها، بحثت بداخله كثيرآ علي ملابس من النوع الذي اعتادت عليه و لم تجد سوي الملابس الكاجول.

خذت منها واستأذنت من العامله بالمحل ان تدلف الي المحل لتبدل ثيابها وبعد موافقة الفتاه دلفت الي المرحاض لتخرج بعد دقائق بهيئه جديده مختلفه تمامآ عما كانت عليه سابقآ، فتلك الملابس اضافت اليها لمسة انوثه فائقه مع قصة السعر القصير التي اكتسبتها من عقاب والدها لها، بدا شكلها مختلفآ حتي عليها، نظرت الي المرآه لتحدث نفسها قائله...

روح: بجيت من بنات البندر يابوي، لاااه وكمان هتكلم زيهم، معتش هقول ولا حرف صعيدي، يمكن ربنا اراد اني اتعلم اللهجه دي عشان اعرف اتعايش هنا.

ثم توجهت للفتاه ودفعت لها ثمن ما اشترته وحملت نفسها وذهبت في طريقها عازمه مواجهة هذا العالم المختلف كليآ عنها، وحين كانت تسير في شوارع القاهره وجدت يافته كبيره موضوعه علي احد المصانع طالبآ فتايات للعمل فدلفت اليه لتعرض عليهم موهبتها في تفصيل الملابس، وحينما طلبوا منها اوراق لأثبات شخصيتها قالت انها جديده علي البلد وتمت سرقتها فقد قامت بتأليف قصه وهميه عن سبب وجود لتاه صغيره في السن وحدها في بلده كبيره كهذه، لكنهم رفضوا تعينها دون اي اثبات للشخصيه، ولكنها ألحت كثيرآ واستعطفتهم وبعد مرور وقت طويل من الترجي الاستعطاف وافقوا اخيرآ علي تعينها، واستلمت عملها وسرعان ما تعرفت علي الفتايات وكان من بينهن واحده تدعي فاطمه، تعرفت فاطمه علي روح ومن بينما كان الحديث دائرآ بينهم سألتها روح.

روح: هو انا ينفع الاقي بيت اسكن فيه قريب من هنا
فاطمه: للأسف مستحيل تلاقي سكن من غير اثبات شخصيه ولازم يكون معاكي اهلك
روح: طب وبعدين، زي ما انتي عارفه انا يتيمه وجيت هنا بعد ما جوز عمتي طردني من بيته بعد ما رفضت انوله اللي في باله وشنطتي اتسرقت بكل اوراقي
فاطمه: طب انا عندي فكره
روح: ايه هي.
فاطمه: انتي هتيجي معايا وهحاول اقنع صاحبة البيت اللي انا وماما مأجرين شقه فيه انها تأجرلك الاوضه اللي علي السطوح كحل مؤلت علي ما تلاقي اي ورقه تثبتي بيها شخصيتك
روح: فكره حلوه اوووي، بجد شكرآ ليكي
فاطمه: العفو يا روح انا معملتش حاجه، ويلا بقي نشتغل لحسن الريسه عينها علينا.

ومر اليوم الاول لها بسلام وذهبت مع فاطمه واستأجرت الغرفه وتأقلمت مع الوضع الحالي لتتوالا الأيام وباتت روح من امهر الفتايات في مجال عملها وكل يوم كانت تثبت جدارتها بالعمل اكثر من اليوم الذي يسبقه ولكن دائمآ ما كان شبح الماضي يطاردها، دائمآ ما كانت تراودها الكوابيس، حيث كانت تري مختار وعلي يقومون بتقيدها ويعذبوها فتستيقظ من نومها مفزوعه لتظل تبكي حتي تغط في نوم عميق، وحتي بعد ان نالت حريتها مازالت اسيره للماضي، بل والأدهي تخشي ان تري طيف شرطي حتي، فهي قاتله، نعم كان رغمآ عنها ولكن من يصدق فقد غرزت السكين بيدها في قلب المدعو زوجها، كانت تعلم جيدآ ان والدها لن يتركها ابدآ، وماذا عن حازم، تري اين هو، منذ ان هربت وهي كل يوم تتصل به ولكن دون فائده، فلا احد يجيب ولا تجد وسيله للأطمنان عليه، مرت الأيام وتبعتها السنوات، وذات يوم كانت تجلس علي الماكينه التي تعمل عليها وجائت رئيستها في العمل وبيدها ظرف سامته لها قائله..

الرئيسه: روح
روح: ايوه با ابله منال
منال: الظرف ده بتاع التصميمات الجديده بتاعة العرض سلميه للأستاذ محمد عشان يلحق ينفذها عشان عندي ظروف وهمشي دلوقتي وهو مش موجود
روح: حاضر هديهم ليه
ثم تركت منال الظرف ل روح وخرجت لتمسك فاطمه بالظرف قائله..

فاطمه: روح
روح: نعم
فاطمه: ممكن طلب
روح: سيبي الظرف وروحي علي مكانتك يلا
فاطمه: مره واحده بس يا روح، هبص عليهم بنظره سريعه كده وخلاص، مش انا اختك الكبيره برده، نفذيلي طلبي بقي
روح: ياسااااتر، ده انتي لحوحه اوي، شوفيهم.

فرحت فاطمه بموافقه روح علي طلبها وبدأت بمشاهدة التصميمات واحده تلو الأخري لتبدأ علامات الأنبهار تبدوا عليها فيتسرب الفضول الي نفس روح فتمد يدها لتأخذ الصور وتبدء هي الاخري بمشاهدتها وتعجب بها بشدها لتأتي أحدي الفتايات وتقترب منهم ببطئ لتسكب كوب الشاي الذي بيدها علي اوراق التصميمات لتصدم الفتايات..

روح: هاااااراسود، اترفدنا والحمدلله
الفتاه: انا اسفه بجد، مكنتش اقصد فاطمه: تضيعي مستقبلنا وتقولي مكنتش اقصد
الفتاه: ما قولت اسفه اعملكوا ايه يعني
روح: خلاص يا فاطمه، غصب عنها
فاطمه: لا ياروح هي عملت كده عشان بتغير منك ومن حب كل الناس اللي هنا ليكي
الفتاه: هي مين دي عشان اغير منها فاطمه: ايوه بتغيري منها و..
فقاطعتها روح قائله
روح: خلاص يا فاطمه انا هحاول اصلحهم.

فاطمه: تصلحي ايه بس ياروح، دول ماعدوش ينفعوا خالص
روح: هاتيلي بس ورق وقلم وانا هتصرف.

تركتهم الفتاه وتوجهت الي مكانها وهي تبتسم فرحآ فأملها في طرد روح من العمل علي وشك التحقيق اما عن فاطمه قد خرجت من الممان وعادت بعد دقائق مع رزمة اوراق وقلم فأخذتهم روح وبدأت في الرسم اما فاطمه فعادت لممارسة العمل لتضيف حصة روح الي حصتها كي يتاح ل روح الوقت لتصليح ما تم اتلافه وبعد انقضاء ساعات العمل الطويله ذهبت فاطمه ل روح فوجدتها انهت ما كانت تفعله.

فاطمه: عملتي ايه
مدت روح لها يدها وهي تحمل رزمة الورق ذاتها التي احضرتها فاطمه ولكن هناك اختلاف فهذه الاوراق مرسومه بتصاميم لفساتين غايه في الروعه فبدأت فاطمه في الانتقال بين الاوراق ومن ورقه لأخري كان الانبهار يزيد لأضعاف...

روح: ايه رأيك بقي
فاطمه: ايه ده، مش ممكن، ايه الروعه دي
روح: احنا محدش يقدر علينا برده يا بنتي
فاطمه: بس اتعلمتي دا كله فين
روح: اصلي بحب الرسم والتصميم وكنت بسلي نفسي بيهم علي طول فاطمه: ماشاءالله عليكي بجد
روح: بس فيه مشكله
فاطمه: ايه تاني
روح: التصاميم دي مختلفه عن اللي كانوا جايين لاني مالحقتش احفظ شكلهم
فاطمه: بس احلا منهم بكتييير
روح: هنعمل ايه.

فاطمه: بصي المصمم بعتهم بالبريد وهو برا مصر اصلآ هنحط دول بدل دول ولو سألونا هنقول هي دي التصاميم اللي خدناها من الريسه
فأمسكت روح الظرف لتضع فيه التصاميم وتغلقه فيدلف اليهم رجل قائلآ..

الرجل: الاستاذ محمد بيسأل علي التصاميم اللي الريسه منال سبتهم هنا فاطمه: اه، اهي، هي دي
...
روح: اتفضل
اخذ الرجل الظرف وخرج لتجلس روح وهي تضع قلبها علي يدها قائله...
روح: ان شاء الله خير
فاطمه: استرها يارب
وانقضي اليوم بسلام ومر بعده عدة ايام اخري، وحيث كانت الفتايات تعمل كالعاده دلفت اليهم منال..
منال: روح
روح: نعم يا ابله منال.

منال: انتي فتحتي ظرف التصاميم اللي كلفتك توصليه لأستاذ محمد صمتت روح تخشي من نتيجة ما فعلته لتتدخل تلك الفتاه التي اوقعتها في تلك الكارثه قائله...

الفتاه: هي فتحته بس، دي فتحته واتفرجت علي اللي فيه، ووقعت عليه شاي وبوظته، لا وكمان عملت فيها مصممه ورسمت تصاميم بدل اللي بوظتها وحطتها في الظرف وبعتته
كانت تلك الكلمات كفيله بان ترسل الرهبه والخوف
الي قلب روح وفاطمه ليحنيا رأسيهما الي الارض، ولكن ما جرت الامور عليه خلف كل التوقعات، فأبتسامة منال كانت كفيله أن تثير التساؤلات في خواطر الجميع لتعلق روح...

روح: انا اسفه
منال: اسفه علي ايه يا بنتي، احنا شوفنا كل اللي حصل من الكاميرات اللي هنا، اللي انتي عملتيه ده انجاز كبير
روح: يعني ايه
منال: التصاميم اللي انتي بوظتيها كانت مؤامره علي الشركه
فاطمه: لأ، لحظه كده يا ريسه، نقطه ومن اول السطر الله يكرمك كده.

منال: الحكايه ان المصمم اللي بعتلنا التصاميم دي مش بتاعته، هو سرقها من مصمم تاني وبعتهالنا بعد ما اتفق مع الشركه اللي بتنافسنا في السوق عشان المصمم يتهمنا بالسرقه ويرفع علينا قضيه ونقع، بس لما روح عملت تصاميم تانيه انقذت الشركه، لأ مش بس كده، التصاميم بتاعتها كسرت الدنيا ومدير الشركه قرر يصرفلها يشتري منها التصاميم دي بالسعر اللي تطلبه واتعينت مصممه في الشركه وبالمرتب اللي تطلبه كمان، هو مستنيكي عشان تمضي العقد.
كانت روح تستمع الي تلك الكلمات وهي غير مصدقه لما تسمعه فجلست علي كرسيها وهي في حالة دهشه فذهبت اليها فاطمه مبتسمه فتقول...

فاطمه: الف مبروك يا روح
روح: انا مش مصدقه
فاطمه: لأ صدقي، روح انتي موهوبه وخساره انك ما تستغليش الموهبه دي
روح: معقول، انا وصلت لكل ده فاطمه: صدقي
روح: خايفه
فاطمه: من ايه
روح: من اللي جاي
فاطمه: اللي جاي في علم ربنا
روح: واللي فات بيطاردني
فاطمه: دع كل شئ خلفك وتوكل علي الله
روح: ونعم بالله، عندك حق يلا بينا
فاطمه: علي فين
روح: علي مكتب المدير.

فاطمه: المدير عاوزك انتي مش انا روح: من النهارده هنكون سوا في كل خطوه نخطيها، انتي اختي يا فاطمه، لولا انك وقفتي جمبي اول يوم جبت فيه هنا كان زماني في الشارع
فاطمه: معقول يا روح، حتي بعد اللي وصلتيله ده هتحتفظي بصداقتي
روح: لا مش صداقتك، هحتفظ بأخوتك
لتحتضن كل واحده منهم الأخرى ثم يذهبا الى غرفة المدير ليطرقا الباب...

فاطمه/ روح: السلام عليكم
محمد: وعليكم السلام، انتي روح روح: ايوه با فندم
محمد: انا بجد مش عارف اشكرك ازاي يا بنتي لأنك بسبب اللي عملتيه ده انقذتي سمعتي انا والشركه
روح: انا معملتش حاجه يا فندم دي ارادة ربنا ان ده يحصل
محمد: ونعمه بالله
ثم مد لها يده ببعض الأوراق وقال.

محمد: اتفضلي يا روح، ده شيك اعتبريه مكافآه صغيره علي اللي عملتيه، ودي اوراق العقد حطي فيها المرتب اللي انتي عوزاه، اوعدك انك هتبقي نجمه من نجوم المجتمع، هتبقي اشهر مصممة ازياء في مصر، لا، في العالم كله
روح: الفلوس مش مهمه عندي انا بس عاوزه اطلب من حضرتك طلب محمد: ايه هو
روح: فاطمه، عايزاها تبقي معايا محمد: هعينها سكرتيرتك
روح: شكرآ ليك يا فندم
محمد: أمضي يلا.

روح: بس انا مش بعرف امضي، انا بكتب اسمي عادي
محمد: اكتبيه عادي.

وقعت روح علي عقد العمل واخذت الشيك وخرجت هي و فاطمه وذهبت لصرف المبلغ المقيد به من البنك لتذهب في جوله لتفعل كل ما بوسعها لتتغير كليآ، وبالفعل تبدلت تمامآ، لم تعد تلك الفتاه التي جائت من الصعيد هاربه من جريمة قتل، لم تعد روح التي كانت العباءه السوداء هي هويتها، لم تعد مقيده بأغليل الخوف الاهانه والرهبه، بل تبدلت بفتاه أخري، اصبحت روح بمعني الكلمه، اصبحت آنثي، ترتدي ما يحلوي لها وتذهب أينما تشاء، وتفعل ما تريد، لقد وجدت ذاتها حقآ، بحثت كثيرآ عن نصفها الأخر حازم ولم تجده، منذ ان كلفت فاطمه ان تتصل بأحد بيوت قريتها للسؤال عنه واخبروها انه ترك البلده هو ووالدته وهي تبحث عنه ولكن دون فائده، ومرت الشهور تبعتها السنوات...

، 5 سنوات مر علب الأمور 5 سنوات كامله، اصبح عمرها 22عامآ، وأصبحت هي اشهر مصممة ازياء في المنطقه، صدي اسمها يدوي في الارجاء، كل العالم يتحدث عنها، مجرد اسم فقط، اسم صاحبه مجهول، فهي ما زالت تتخفي ولا تظهر علي اي وسيلة اعلام، ما زالت تخشي من جريمتها في الماضي اليوم، اليوم قررت ان تهرب من العمل والتزماته، وخرجا في رحله الي خارج البلاد ليقضيا ايام من المرح واللهو والمزاح وفي احد الايام خرجت روح لتتجول في انحاء المدينه، كانت تسير وهي تتأمل الشوارع والطرقات، تتأمل حرية الهواء الطلق، حرية اضواء المصابيح، حرية ماء المطر، وصوت البشر، كان تتأمل الحريه حتي في الوان الزهور، حدثت نفسها قائله...

روح: ياريت لو الحريه تعيش جوايا، لتستمع الي صوت يرد عليها قائلآ
الصوت: ياريت لو روح تعيش جوايا
لتلتفت روح الي مصدر الصوت فتذهل بسبب ما رأت..

روح: حازم
حازم: حازم يا روح...
لم تنتظر روح لحظه واحده بعد فقط ارتمت بين احضانه، احتضنته كطفل يتيم ظل يجول في الطرقات واخيرآ وجد له مأوي
روح: وحشتني، وحشتني اوي ياحازم، كنت فين، دورت عليك كتير، تعبت وانا بدور عليك
حازم: كنت بدور عليكي يا روح، 6 سنين وانا تايه وسط الناس وبحاول الاقيكي، هربتي ليه وسيبتيني يا روح
روح: اكيد عرفت اني قتلت على، عشان كده كان لازم اهرب والا كان زمانهم عدموني.

حازم: ومين قالك ان انتي قتلتيه.
روح: انا يوم الفرح ضربته بالسكينه حازم: لا يا روح، علي ما ماتش يومها الجرح كان سطحي، تكلمت روح بفزع وصدمه
روح: يعني ايه علي لسه عايش حازم: لا مات، ابوكي اكتشف ان على بينه وبين عزه علاقه وقتلهم هما الاتنين
روح: اييييه، وبابا حصله ايه
حازم: القضيه كانت دفاع عن الشرف، وخد حكم بسيط لما خرج اولاده رفعوا عليه قضية حجر و طردوه من بيته
روح: وهو فين دلوقتي.

حازم: انا جايبه هنا في رحلة علاج وسيبته نايم في المستشفي وطلعت اتمشي صدفه فلقيتك، تيجي تشوفيه
روح: مش هقدر يا حازم، قلبي مش قادر يسامحه
حازم: بس ده ابوكي ياروح.

روح: وانا بنته يا حازم ابويا ده دمرني، 6 سنين، 6 سنين ضاعوا من عمري وانا عايشه بهرب، كنت اخاف امشي في شارع لا اقابل ظابط، لما كنت اشوف ظابط في شارع كنت الف وامشي من شارع تاني، كنت لما حد يبصلي لمدة نص دقيقه افتكر انه عارفني و هيروح يبلغ عني الشرطه، او يعرف اهلي مكاني، 6 سنين وانا بخبي نفسي تحت جلدي وبتمني اختفي، انا قلبي اتوجع اوي يا حازم وما صدقت لقيتك، تعالا ننسي اللي فات وخلينا في اللي جاي حازم: اللي جاي مالوش معني من غير اللي فات.

روح: هترتاح لو روحت اشوفه حازم: ابوكي في اخر ايامه يا روح، روحيله وسامحيه، ماما قاعده معاه دلوقتي
روح: ماشي يا حازم تعالا نروحله..

ثم بدأ في السير وبدأ كل منهم يروي للأخير علي كل ما حدث معه من بعد تلك الليله المشؤومه
حازم: وانا بقي ليلتها روحت من عندكم متكسر، ماما خدتني ودتني المستشفي، ولما فوقت وعرفت انك هربتي لفيت عليكي البلد كلها ومفيش ليكي آثر سبت البلد وسافرت بقيت سواح في كل بلد شويه لحد ما لقيتك
روح: حازم انت احلا حاجه في دنيتي حازم: وانت دنيتي يا روح
ثم اشار لها لتنظر للخلف فتجد المشفي فتنظر له وتقول..

روح: انا خايفه يا حازم
امسك حازم بيد روح ليقبلها ويضمها اليه قائله...

حازم: مدام ربنا اراد ان يجمعنا وبقيتي معايا، اوعي في يوم تحسي بالخوف تاني
ارسلت تلك الكلمات بعضآ من الطمأنينه والأمان الي قلبها لتقول له باسمه...

روح: يلا بينا نتوكل علي الله
دلفا الي المشفي واستقلا المصعد ووصلا الي الغرفه، وحين همت بالدخول وجدت خالتها نجلاء تحمل قنينة مياه ومقبله عليها لتحتضنها وبعد مرور دقائق اطمئنت كل واحده علي الأخري فتوجهت روح الي غرفة والدها عازمة الدخول اليه وكان حازم ونجلاء ايضآ عازمين الدخول معها ايضآ ولكنها قالت..
روح: ممكن ادخل لوحدي
حازم: اكيد طبعآ ممكن.

فتحت باب الغرفه بهدوء تام لتدلف الي الغرفه المظلمه بخطوات خائفه لتنظر الي والدها مختار فتجده ملقي علي الفراش وتحيط به الاجهزه، كان في عالم اخر ولا يدري بما يدور حوله، فذهبت اليه لتجلس علي الكرسي الذي بجانب فراشه وتبدأ حديثنا قائله...

روح: ازيك يا بابا، عامل ايه، شوفت اللي حصلي وحصلك، الزمن بدل احوالنا، 6 سنين من عمري راحوا بسبب انانيتك وقسوتك، كنت بشوف عزه مع علي، في كل ليله انت كنت تسافر فيها، كان بيجي ديمآ عشان ينتهك شرفك، حاولت كتير اقولك بس للأسف عمرك ما كنت هتصدقني، تصدقني ازاي وانت شايفني عارك، ديمآ شايف فيه السبب اللي هيجبلك العار واللي هيدفنلك راسك في الطين، ويوم ما قررت احررني من سجنك بعتني لسجن اضيق موتي فيه كان امر محتم، شوفت اديني هربت من سجنك ومن سجنه، حررت نفسي بأيدي، سيبتكم وروحت لبلد اكبر وحريه اكبر، وسط ناس غريبه لا يعرفوني ولا اعرفهم، بالرغم من جهلي بكل شئ، بالرغم لأن عالمي كان محدود، بس أنا نجحت، عملت لنفسي كيان، بقيت حاجه في الوقت اللي بقيت انت فيه ولا حاجه، ولادك عملولك ايه، رفعوا عليك قضية حجر وطردوك من بيتك، مشيت في الشوارع ومكنتش لاقي مأوي، و البنت اللي انت طول عمرك رافض وجودها في حياتك النهارده مفيش حد غيرها قاعد جمبك، انت وجعتني اوي يا بابا، كنت كل ما ابص في عينيك مشوفش غير نظرات استحقار، كان كل تصرف منك رافضني، كانت بكره فيك حبي ليك، ايوه يا بابا، انا بسببك كرهت اني بحبك...

كانت تتحدث والدموع تنمر من عيناها رفعت يدها لتجففها وتقول...

روح: انا مش عارفه انا بقولك الكلام ده ليه، انا عارفه انك مش سامعني، وكلامي مش يفرق شئ معاك، بس انا لقيتها فرصه اتكلم واطلع كل شئ في قلبي ليك، يمكن اقدر اسامحك واتقبلك في حياتي
بدأ مختار في تحريك يده بتهالك حتى تمكن من نزع جهاز التنفس الصناعي عن وجهه، أدركت روح انه كان يسمع كلامها له، ليبدأ هو في الكلام بصوت متقطع قائلآ...

مختار: سا، سامحيني يابتي، انا ماليش ذمب، واصل، اهالينا هما، اللي علمونا اكده، من واحنا صغار جالو، اكسر للبت ضلع، يطلع لها 24، فهمونا، ان البنته خدم للرجاله، جالولنا ان الواد، بيشيل اسم ابوه ويرفعه لفوج، والبت تخلي ابوها يحط راسه، في الطين، علمونا احنا الرجاله نجسي ونجوي جلوبنا عليكوا، جالولنا انتوا ناجصات عجل ودين، حوا نزلت آدم من الجنه يا روح.

روح: لا يا بابا، الشيطان الوسواس عارض الله عز وجل و هو اللي صنع الفكره في عقل حوا، خلاها تعصي أمر ربنا، ودي معركه شغاله من بداية الخلق حتي الان، لسه لحد دلوقتي بيخلق الافكار السلبيه في عقل ابناء آدم عشان يتولد في النفس البشريه نوع من انواع الكفر بالله، ما احنا لما نكفر بما أوتي في كتاب الله يبقي بنكفر، احنا اتخلقنا من ضلع آدم عشان يحتوينا بكل حلاتنا، الاب بيحتوي بنته ولما بيحسن تربيتها بتكون هي بوابته لدخول الجنه، والزوج بيكون بينه وبين زوجته موده ورحمه، الابن بيكون بار بوالديه مش بوالده بس.

، واحنا مش ناقصات عقل ولا دين، احنا مانقلش عنكم في شئ، ولكن في بعض الاحيان عفانا الله من تأدية الفروض كالصلاه والصوم والحج، ولله في ذلك حكمه
مختار: يااااه يا روح، كلامك حلو جوي، اتعلمتيه فين ده
روح: من الكتب اللي كان حازم بيجبهالي، خلتني افهم ديني ودنياي صح، خلتني اتعلم القرآه والكتابه، اعرف أتصرف في اي موقف اتحط فيه ازي، علمتني اتكلم قاهري كويس، واتأقلم مع الناس
مختار: سامحيني يا بتي.

روح: سامحتك يا بابا، سمحتك عشان ده مش ذنبك انت، ده ذنب المجتمع العقيم اللي احنا عايشين فيه
مجتمع مابيعترفش بالبنت الا انها آله تعمل شغل البيت، وتجيب الاطفال ولازم يبقوا اولاد مش بنات وتلبي شهوات الراجل في اي وقت، ورافض يعترف انها نص المجتمع بالرغم من انها هي المجتمع كله لأنها هي العامل الاساسي لوجود النص التاني
مختار: عندك حج يا بتي، العلام زينة للعجل صوح، فين حازم
روح: قاعد برا مع خالتي.

مختار: ناديله، انا عاوزه
روح: حاضر
خرجت روح وعادت بعد لحظات ومعها خالتها وحازم فأشار مختار ل حازم قائلآ.

مختار: تعلا يا ولدي
اقترب حازم من مختار وجلس علي الكرسي المقارب له و...

مختار: فاكر يا ولدي لما طلبت مني تتجوز بتي روح وانا جولتلك معندناش بنته للجواز
حازم: مالوش لزوم تتكلم الوقتي، انت تعبان
مختار: لاه يا ولدي، ده الوجت المناسب للحديت، انا بعتلك روح عشان اجولك اني عندي، احلا بت في الدنيا كلياتها، عندي جوهره اسمها روح، ولو لسه عاوز تتزوجها...
فقال حازم مقاطعآ مختار بسرعه.

حازم عاوز ايه يا عمي انا بتمني اليوم ده من زمان
مختار: يبجي علي بركة الله يا ولدي حازم: طب نقرأ الفاتحه
وتمت خطبة روح وحازم ومرت الايام وبعد ان تعافى مختار عادا الي بلدتهم ليعيش رافعآ رأسه بأبنته التي يذاع صيتها في أنحاء العالم بفضل موهبتها في تصميم الأزياء وبزوج ابنته الذي يعامله كوالد له...
تمت بحمدلله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-