رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول بقلم ايمي نور

رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة ايمي نور رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول

رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه بقلم ايمي نور

رواية امرأة بلا قيمة رائف وزينه كاملة جميع الفصول

فى احدى الاحياء الشعبية وبداخل شقة فى منزل من منازله المتواضعة اخذت تتردد ايات الذكر الحكيم بداخلها وبينما تسود مظاهر الحزن ارجاء المكان جلست زينة تتوسط اريكة رثة المظهر بعد مغادرة اخر المعزين لها عينيها متسعة بصدمة تنهمر منهم الدموع بغزارة لاتستطيع تصديق ماحدث حتى الان وانها فقدت والديها معا فى لحظة واحدة فى حادث سير حينا كانا فى زيارة لاحدى الاطباء المتخصصين فى حالة والدها بعد ان اوصى به احدى زملاء ابيها فى العمل اصطدمت سيارتهم باخرى كان سائقها نائما اثناء القيادة فتنتهى تلك الرحلة بكارثة وموت جميع الركاب فى كلتا السيارتين لتصبح بين ليلة وضحاها وحيدة بلا اهل ولا سند لها فى الحياة من بعدهم.

افاقت من شرودها على يد تربت عليها بحنان لتلفت الى جارتها السيدة سعاد والتى حاولت التهوين عليها قائلة
= كفاية بقى يا زينة يا بنتى ده قدر ومكتوب ومالناش يد فيه
اخذت زينة فى البكاء دون ان تنطق بحرف واحد لتسرع سعاد بضمها اليها تضع راس مريم فوق كتفها قائلة بتعاطف
= عارفة يا بنتى. عارفة انها صعبة عليكى بس لازم تشدى حيلك وتشوفى هتعملى ايه فى اللى جاى
صمتت لثوانى تحاول ان توازن كلماتها القادمة قائلة بتردد.

= طيب هو مفيش حد من اهلكم جه ولا حضر
هزت زينة راسها بالنفى بضعف لتسألها سعاد بفضول لم تستطع مدارته
= طيب كنتى بعتى ليهم خبر علشان يحضروا بدل ما انتى كنتى واقفة لوحدك كده فى الدفنة
زينة بصوت ضغيف متحشرج من اثر البكاء
= انا معرفش خد فيهم بابا وماما عمرهم ما كلمونى عن عليتهم ابدا
هزت سعاد راسها بتفهم قائلة
= ااه يعنى مقطعوين من شجرة
ثم اصدرت صوت من فمها يدل على الشفقة تكمل حديثها.

= عينى عليكى يا بنتى يعنى كده بقيتى وحيدة ملكيش حد
رفعت زينة راسها تكفف دموعها تهمس
= ليا ربنا يا خالتى وهو اكيد مش هيسبنى لوحدى
ادركت سعاد ما تفوهت به لتتدارك الامر سريعا قائلة
= ونعم بالله وطبعا يا حبيبتى احنا كلنا معاكى بس كنت بقول يعنى...
ترددت سعاد لاتدرى كيفية اخبارها لتنظر اليها زينة بقلق عند رؤية حالة التردد التى اصبحت عليها تسالها
= فى ايه يا خالتى عوزة تقولى ايه؟
اسرعت سعاد تحدثها سريعا قائلة.

= شوفى يا بنتى هو المفروض اللى هقوله ده مش وقته بس اهو اللى حصل وخلاص
عقدت زينة حاجبيها بقلق وتوتر وفى انتظار باقى حديثها تسمعها تكمل
= ابوكى كان مكسور عليه ايجار اكتر من سنة وصاحب البيت ربنا يباركله مكنش راضى يكلمه فى حاجة علشان خاطر ظروفكم بس هو جالى النهاردة وقالى اكلمك لو كنتى هتقدرى تسددى انتى المتاخر ولا تسيبى له الشقة يأجرها
صمتت زينة تتسع عينيها بذهول لاتدرى ماذا تقول تهمس
طيب وانا اروح فين.

لتسرع سعاد قائلة
= علشان كده بقولك لازم تعرفى طريق اهلك اهو لو ملقتيش طريقة تسدى بيها الايجار يبقى ساعتها تلاقى حتة وحد يبقى جنبك
جلست زينة يسود وجهها الشحوب بعد حديث سعاد لها تهمس قائلة بضعف
= طيب وانا هعرف طريقهم ازاى وعمر بابا ولا ماما كلمونى عنهم
زفرت سعاد بقلة حيلة تهمس هى الاخرى باسف
= والله يابنتى ما عارفة اقولك ايه لو بايدى اقدر اعمل حاجة كنت عملتها بس انتى عارفة الظرو...
قاطعتها زينة قائلة بلطف وتفهم
= عارفة يا خالتى وكفاية وقفتك معايا من بعد اللى حصل
صممت لعدة ثوانى تهز راسها بضعف تكمل
= انا مفيش ادامى حل غير انى انزل من بكرة ادور على شغل علشان اسدد اجرة البيت على الاقل
ربتت سعاد فوق يدها بحنان قائلة
= ربنا مش هينساكى ابدا وقادر يحلها من عنده يا بنتى
ثم اخذت تجذبها برقة تكمل بحنان
= يلا قومى معايا انتى النهاردة هتباتى معانا.

وقفت زينة مكانها تهز راسها بالرفض قائلة بصوتها الرقيق
= لا معلش يا خالتى انا عاوزة افضل هنا مش هعرف ابات بره الشقة
سعاد بتردد
= بس يا حبيبتى مينفعش تباتى لوحدك تعالى نامى عندى حتى النهاردة بس
زينة برجاء
=معلش خلينى على راحتى وبعدين ده الباب فى الباب لو احتجت حاجة هجيلك على طول
زفرت سعاد بقلة حيلة
= اللى تشوفيه يا حبيبتى هقوم انا وبكرة الصبح هجيلك على طول.

ثم ودعتها مغادرة تغلق خلفها زينة الباب لتستند بعدها عليه بضعف تتعالى شهقات بكاءها حتى انهارت ارضا تبكى بمرارة على فقدان اعز احبائها فى لحظة خاطفة لم تتخيل حدوثها حتى فى اسوء كوابيسها.

وضعت زينة المفتاح فى المكان المخصص له فى باب شقتها وما ان همت بفتحه حتى سمعت صوت جارتها سعاد مناديا عليها لتلتفت اليها تبتسم بضعف لتسرع سعاد فى ملاقاتها تسألها بلهفة
= ها عملتى ايه قبلوكى فى الوظيفة
هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بهدوء
=الحمد لله بس هكون تحت الاختبار لمدة شهرين وبعدين هتعين رسمى فى الشركة
تهللت ملامح سعاد بفرحة
= بجد طب الحمد لله مش هتاخدى مرتب يعنى؟

فتحت زينة الباب تدلف الى الداخل تتبعها سعاد تكمل حديثها
= اصل المنيل صاحب البيت جالك تانى هنا وانتى بره وراسه والف سيف ياخد الايجار مرة واحدة بس انا قدرت اسكته بكلمتين لحد ما تيجى ونشوف هنعمل ايه
ارتسم القلق فوق ملامح زينة قائلة بخوف
= بس انا مش هقدر ادفع المبلغ كله مرة واحدة حتى ولو قبصت مرتب الشهر ده
اسرعت سعاد تطمئنها قائلة.

= لا متقلقيش احنا بس نسكته بحاجة من تحت الحساب وبعد كده نبقى نديله كل شهر مبلغ المهم ان ربنا كرمك بالشغلانة دى
ثم سالتها بنبرة اسفة
= برضه مفيش حد من اهلك سال ولا جه
سقطت زينة جالسة فوق الاريكة بارهاق تهز راسها بالنفى هامسة
= ابدا مع انى نزلت نعى فى الجورنال من اسبوع بس مفيش اى حد سال
سعاد فى محاولة لتهوين عليها
=معلش اهو الحمد لله ان ربنا كرمك بالشغلانة دى وعلى الاقل هتفضلى فى شقتك ومعانا.

اخفضت زينة راسها بأسى وانكسار قائلة
= انا مكنتش عارفة ان الامور كانت معقدة مع بابا كده لدرجة انه ميدفعش الايجار كل المدة دى
نظرت اليها سعاد قائلة بشفقة
= الله يرحمهم ظروف تعب ابوكى مع مصاريف دراستك ازمت الدنيا معاهم وهما حاولوا على اد ما يقدروا يخبوا عنك لحد ما تاخدى شهادتك بس يا حسرة عليهم ملحقوش يفرحوا بيكى ومجاش فى بالهم انهم هسيبوا كل الديون دى ليكى.

اقتربت منها تضع تضع يدها فوق كتفيها تضغط برفق قائلة بمرارة
= انا كان نفسى اساعد بس غصب عنى انتى عارفة الظروف
نهضت زينة تحتضنها قائلة بامتنان
= كفاية عليا وقفتك معايا من ساعة وفاة بابا وماما وانتى ماسبتنيش دقيقة واحدة يارب بس يقدرنى على رد جميلك ده
ابتعدت عنها سعاد تنكزها فى كتفها برقة قائلة
= جميل ايه يا بت انتى دانتى زاى بنتى بالظبظ وامك كانت اكتر من اخت ليا
ثم ابتسمت بحنان تمسك بيدها تكمل قائلة.

= يلا تعالى نتغدى سوا ونشوف هنعمل ايه مع صاحب البيت وهنقوله ايه لحد ما تقبضى مرتبك
ابتسمت لها زينة بحب تشكر الله على وجود هذه السيدة فى حياتها لتهون عليها مرارة كل ماحدث لها.

وقفت زينة خلف مكتب الاستقبال الخاصة بالفرع الرئيسى لمجموعة شركات الحديدى تلاحظ على غير العادة حالة من التوتر والنشاط المفرط لم تراها منذ عملها هنا منذ اكثر من اسبوع لتميل هامسة الى زميلتها مها تسألها
= مها هو فى حاجة النهاردة! اصل شايفة الكل متوتر والحال على غير العادة
ردت مها بنفس الهمس.

= لا متقلقيش بس رائف بيه اخيرا وصل من السفر اصله كان مسافر انجلترا يجى اكتر من شهر وطبعا لما الكل عرف بخبر وصوله بقى حالهم زاى مانتى شايفة كده
نظرت اليها زينة بتوجس قائلة
= يعنى خبر وصوله يعمل فيهم كل ده ده من وقت وصولهم والكل عامل زاى خلية النحل
هزت مها راسها قائلة بتفهم
= اه مانتى جديدة ومتعرفيش مين هو رائف الحديدى
لتقترب منها قائلة بجدية وانبهار شديد.

= شوفى يا بنتى رائف بيه ده لو شاف نسمة هوا معدية لازم يعرف رايحة فين ولمين وليه كل حاجة هنا بأمره هو وبس شخصية كده مينفعش يتحكى عنها ده لازم تشوفيه بعنيكى علشان تعرفى بتكلم عن ايه
كانت زينة طول حديثها تتتسع عينيها بذهول ورهبة من حديثها عن هذا الرائف تتمنى الا تلتقى بيه ابدا شخصيا وتظل فى مكانها المنسى هذا بعيدا عن الانظار.

مر بهم الوقت سريعا حتى ساد الصمت فجاءة ارجاء المكان ترى الجميع تتوجه انظارهم ناحية باب الشركة باهتمام لتركز انظارها هى الاخرى عليه حتى ترى ما الذى جذب انتباهه الجميع ليدخل الى الشركة فى تلك اللحظة شخصا تحيط به هالة من القوة والعظمة تبعث الرهبة فى النفوس معه العديد من الاشخاص يبدون كمساعدين له فاخدت تراقبه بانظارها لا تستطيع ابعادها عنه فهو مثال رائع لاحد ابطال الروايات التى تعشق قراءتها فتراه متجسدا امامها فى الواقع بهيئته وخطواته الواثقة المتمهلة يرتدى بدلة من اللون الاسود وقميص من نفس اللون مفتوح الازرار ليزيد من غموضه اكثر فادركت هويته فورا قبل ان تميل عليها مها تهمس باعجاب وعينيها هى الاخرى تتابعه.

= مش قلتلك لازم تشوفيه علشان تعرفى انا بتكلم عن ايه.

هزت زينة راسها بضعف توافقها دون النطق بكلمة تراقبه وقد احاط به العديد من مسئولى الشركة يتحدثون اليه باهتمام وتملق وهو ينصت الى حديثهم بعدم مبالاة ووجه خالى من التعبير تجول عينيه فى المكان بحدة وتجهم حتى توقفت عند مكان وقوفها خلف الطاولة المخصصة لاستقبال العملاء لتضيق نظراته فوقها ينظر اليها بحدة تتقابل نظراتهم لبضع ثوانى شعرت خلالها بضربات قلبها تتصاعد بقوة تتنفس بعنف وخشونة تقع تحت تأثير عينيه الحادة حتى فقدت اتصال نظراتهم فجاءة مشيحا بعينيه بعيدا مبتعدا عن المكان ليستقل المصعد المخصص له غائبا عن الانظار ليتنفس الجميع الصعداء ويعود الارتياح والهدوء الى المكان مرة اخرى.

الا هى فقد احست بقدميها لاتقوى على حملها فتسرع بالجلوس فوق المقعد خلفها لتضحك مها ماان راتها على تلك الحالة قائلة بمرح
=ده كان نفس رد فعلى اول مرة شوفته بس بعد كده اتعودت
رفعت زينة عينيها اليها تهمس بصدمة
= وانا بقى هفضل على الحال ده كل مرة هشوفه فيها لحد ما اتعود
ضحكت مها بقوة من كلاماتها العفوية تربت فوق كتفها قائلة
= خلى عندك امل وادعى تتعودى بسرعة.

رفعت زينة ذراعيها تستند عليها فوق الطاولة واضعة خدها فوقهم تتنهد بقوة تهمس
= ولا متعودش الحمد لله ان شغلى بعيد عنه خلينى فى الامان اضمن.

دخل رائف الى مكتبه تتبعه سكرتيرته الخاصة شاهى تتهادى خلفه فى تنورة قصيرة رمادية اللون وقميص ابيض يضيق فوق صدرها تهتف بسعادة وغبطة
=حمدلله على السلامة رائف بيه متعرفش اد ايه انت كنت وحشنى
لتصمت تحاول اصلاح كلماتها بخجل مفتعل
= اقصد وحشتنا كلنا يعنى.

جلس رائف خلف مكتبه يريح ظهره فوق مقعده ينظر اليها يقيمها من اعلاها الى اسفلها ثم العكس يدرك محاولاتها الدائمة للفت انتباهه لها فهى منذ عملها لديه منذ اكثر من عام وهى لا تمل من تلك المحاولات والتى اصبحت تشعره بالتسلية اكثر من شعوره بالغضب يراها لا تستسلم ابدا
نظر اليها مستمعا قائلا بكسل
= اخبار الشغل ايه فى غيابى يا شاهى
هتفت شاهى بلهفة شديدة تشير الى عدة اوراق فوق مكتبه.

= كله تمام حضرتك وانا عملت تقرير بكل اللى كان بيحصل فى الشركة طول فترة غيابك ادام حضرتك على المكتب
لم يرفع رائف عينيه عنها لا ينكر اعجابه بتفانيها فى عملها فهى تدير كل امور مكتبه بسلاسة واخلاص وهذا ما يجعله يتغاطى عن محاولاتها المراهقة هذه للفت انتباهه لها
امسك بقلمه يديره بين اصابعه وهو مازال ينظر اليها
= وياسر عمل ايه فى اللى قلت عليه قبل ما اسافر.

اسرعت بالسير الي تلتفت حول المكتب لتقف بجواره تميل عليه بحركة اغراء مقصودة ترفع جهها اليه قائلة برقة
= كله موجود عند حضرتك فى التقرير
تقابلت نظراتهم لترفرف برموشها ببطء واغراء فى محاولة منها لكسر تلك البرودة التى تراها دائما فى عينيه ولكن لا فائدة تذكر وهى تراه يرجع الى الخلف فى مقعده قائلا ببرود ولا مبالاة
= تمام يا شاهى تقدرى ترجعى مكتبك وانا هشوف التقرير بعدين.

بهتت ملامحها تعتدل فى وقفتها قائلة باحباط
= تمام يا رائف بيه تحب ابلغ ياسر بيه انك موجود فى مكتبك
اخذ رائف يدير قلمه بين اصابعه ببطء ينظر اليه بتركيز
= اه ومدخليش حد عليا لحد ما اديكى اوامر تانية
هزت شاهى راسها بالموافقة تتحرك مغادرة الحجرة ليستوقفها رائف مناديا لها بحدة لتتوقف مكانها تنظر اليه باهتمام وامل ليسألها وهو مازال ينظر الى قلمه بين اصابعه قائلا باقتضاب
= فى موظفين جداد اتعينوا وانا مسافر؟

عقدت حاجيبها تستغرب من ذلك السؤال فهذه هى المرة الاولى التى يسألها عن هذا الامر لتجيبه بحيرة
= مش عارفة يا رائف بيه الامور دى من تخصص قسم ال...
رفع رائف عينيه اليها بحدة لتتنحنح قائلة بسرعة
= ثوانى وهيكون عند حضرتك ملف بكل اللى اتعينوا جديد.

هز راسه يشير اليها بالانصراف لتغادر سريعا لتنفيذ هذا الامر الغريب لها تاركة اياه يرجع الى الخلف يستند براسه الى مقعده يتذكر تلك العيون كالبحر الهادىء بنظراتهم المتسعة بانبهار وبراءة
حنى سمع دقات هادئة على باب مكتبه ليدلف بعدها ياسر الى الداخل قائلا بمرح
= ايه النشاط ده كله من الطيارة للشركة على طول ايه يابنى انت ما بترحمش نفسك
نظر اليه رائف بتسلية.

= انا قلت اجى اطمن هببت ايه فى غيابى قبل ما اعمل حاجة تانية
تقدم ياسر الى الداخل يجلس فى الكرسى المقابل للمكتب قائلا بجدية
= لا اطمن كل اوامرك اتنفذت بالحرف
اعتدل رائف فى جلسته يعقد حاجبيه باهتمام وحزم
=تمام كده وعملت ايه مع المحامى
هز ياسر راسه بتأكيد قائلا
= اجل كل حاجة لحد رجوعك من السفر خصوصا انك سافرت بعد الجنازة على طول يعنى مكنش يقدر يعمل غير كده.

كست ملامح رائف مشاعر لايمكن قرائتها بعد انتهاء ياسر من حديثه ينظر امامه بشرود حتى تنحنح ياسر قائلا بخفوت وتردد
= سامحه يا رائف هو دلوقت بين ايد ربنا وخصوصا انه كتب لك كل حاجة رغم انه كان يقدر يعمل العكس بعد كل سنين الخلاف اللى بينكم
التفت رائف اليه تلتمع عينيه بغل وكراهية تخرج كلماته من بين شفتيه كالفحيح.

= عاوزنى اسامحه بعد كل اللى عمله وبيعمله معايا حتى بعد موته عاوزنى انسى ذلى وذل امى وموتها بسبب قهره وذله ليها لا وكفهوش كل ده لسه عاوز يلعب معايا و يتحكم فيا حتى بعد موته بس مابقاش رائف الحديدى اما عرفت كل واحد مقامه فين.

احنى ياسر راسه يستمع الى كلمات صديقه والتى تقطر من كل حرف فيها بكل ما عاناه طول سنين حياته من مأسى كان هو شاهدا عليها ليهمس له بصوت حاول جعله عاديا لا يحمل اى شيىء من الشفقة التى يشعر بها من اجله
= يعنى نويت على اللى فى دماغك برضه
التمعت عين رائف كعين فهد وقعت تحت يده فريسة طال انتظاره لها يغمغم بوحشية.

= طبعا مش ده اللى كان عاوزه وانا هعمله اللى كان نفسه فيه بس على طريقة انا وابقى عبيط لو مستغلتش اللى حصل صح اوووى.
مر على زينةاسبوع فى عملها لدى شركة الحديدى استمتعت واحبت عملها كثيرا فقد اتاح لها العمل هنا التعرف على اشخاص وزملاء لها كانوا جميعا لطفاء معها يسود جو من الود والاحترام بينهم لكن تظل دائما اللحظة المفضلة لديها فى يومها كله هو لحظة مراقبتها له فى حضوره وانصرافه تظل تتابعه بشغف واعجاب كما لو كانت ترى احدى نجوم السنيما يمر من امامها كل يوم ليبعث فى قلبها الرهبة لحظة التقاء عينيهم فى كل مرة تشعر بتعمده اطالة النظر اليها لعدة ثوانى تشعر خلالها برفرفة واضراب دقات قلبها فتصبح على هذه الحالة طوال اليوم تتكرر مجددا لحظة رؤيتها له مغادرا.

لحظات كانت تتركها بعدها كما لو كانت خفيفة دون وزن فتصبح تلك اللحظات من اثمن اوقاتها فى يومها كله
استمر يومها كالمعتاد حتى قبل موعدانصرافها بساعة لتهمس لها مها بخفوت
=زينة انا مش قادرة اكمل فلو استاذنت وروحت بدرى هتقدرى انتى تكملى لوحدك
هزت زينة راسها بالايجاب قائلة بثقة
= طبعا روحى انتى ومتقلقيش اساسا مبقاش غير ساعة على الانصراف
زفرت مها قائلة.

= ماهو القلق كله من الساعة دى انتى ناسية ده ميعاد خروج رائف بيه ولازم يخرج هو الاول وبعدين نمشى احنا وخايفة يلاحظ غيابى
رتبت زينة على يدها تحاول تطمئنتها
= متقلقيش كده دى ثوانى وبيعدى على طول يعنى مش معقولة هيلاحظ حاجة فيهم
نظرت اليها مها بقلق
= انتى شايفة كده
هزت زينة راسها بالايجاب وهى تنهض من كرسيها
= ايوه ويلا بقى انتى علشان شكلك تعبانة اوووى.

وقفت مها لتغادر مودعة زينة التى وقفت تستعد لاستكمال عملها ليمر بها الوقت سريعا لا تنتبه له حتى وقف احد العاملين معها فى الشركة شاب يعمل فى قسم المحاسبة تعينا معا فى نفس اليوم ومنذ ان علم بهذا حتى اخذها فرصة للحديث معها بدعوى انهم حديثى التعين وليس لهم اصدقاء هنا ولكنها اصبحت تشعر معه بالحذر فقد اصبح يتمادى فى حديثه معها بطريقة فظة مبالغ فيها تشعرها بعدم الارتياح وهاهو الان يقف يستند براحة فوق الطاولة امامها يضحك بسماجة على احدى النكات التى قام بالقاءها منذ قليل لتخفض راسها فى محاولة منها لمدارة ضيقها منه حتى دوى صوت جهورى هز ارجاء المكان يهتف =.

انت ايه اللى موقفك عندك كده؟
اتسعت عينيها بصدمة عند معرفتها هوية المتحدث لترفع راسها تنظر اليه برعب تحاول تبتلاع لعابها اكثر من مرة لتفشل وهى تراه يتقدم من مكانهم حتى وقف امام الموظف البائس تشع عينيه بغضب عنيف قائلا بجمود
=انت مين وواقف عندك ليه
اخذ الموظف البائس وقد احمر وجه بشده حتى خشيت مريم اصابته بأزمة قلبية يتلعثم فى كلماته يخرجها بصعوبة من فمه
= انا، اصل، كنت
هدر صوت رائف بعنف قائلا.

= انا سألت سؤال ولسه لحد دلوقت ماتجوبش عليه وانا مبحبش اكرر كلامى تانى
فاسرع الموظف يجيبه بأسمه ومكان عمله بتلعثم وخوف ليهز رائف راسه قائلا ببطء
= يعنى مش موظف فى الاستقبال ولا ليك شغل هنا
ليصرخ عاليا بينما وقف جميع الحضور يراقبون ما يحدث بصمت
= يبقى مخصوم منك عشر ايام علشان اللى حصل ده ميتكررش منك او من اى حد يفكر يعملها مفهوم.

هدر بالكلمة الاخيرة بصوت عالى جعل كل المتابعين للموقف ينتفضون بفزع حتى زينة الواقفة تتابع ما يحدث برعب وهى تراه يصرف الموظف المرتعب من امامه بحركة مترفعة من يده ليفر من امامه بخطوات سريعة متعثرة ثم نظر رائف الى الجمع المراقب يهتف بحزم
= كل واحد على شغله مش عاوز حد واقف هنا.
تبعثر الجمع يمينا ويسارا سريعا يراقبهم هو بلا مبالاة ثم التفت الى زينة بعينيها المتسعة بانبهار واعجاب فتتسع عينيه هو الاخر ولكن دهشة من رؤيته لتلك النظرة دائما الظهور بعينيها ذات اللون السماوى الصافى كلما تقابلت اعينهم فاخذ يطيل هو النظر فيهم ناسيا تماما ماراد تعنيفها عليه حتى انتبه على نفسه وهو ينظر اليها بتلك الطريقة ليتنحنح محاولا اجلاء صوته يهتف بها بحزم.

= وانتى اللى حصل ده ماتكررش تانى ده مكتب استقبال للعملاء مش مسرح يتقال عليه نكت فاهمة
هزت زينة راسها وهى مازالت على حالتها المنبهرة بحضوره ليهز راسه باستسلام من تلك الحمقاء امامه مغادرا بخطوات سريعة واثقة تتابعه هى بعينيها باعجاب حتى اختفى عن انظارها لتتنهد تبتسم برقة كما لو كانت لن تتعرض لتعنيف منذ قليل.

بداخل احدى اشهر مكاتب المحاماة جلست سوزان الشريف تهز ساقيها بعصيبة وفى يدها احدى سجائرها ذات اللون الوردى تنفس دخانها بعنف لينهض مجدى التهامى المحامى الخاص بها من خلف مكتبه متجها للجلوس فى المقعد المقابل لها يهتف برقة
= اهدى كده يا سوزان مفيش داعى ابدا لعصبيتك دى
اسرعت سوازن باطفاء سجارتها داخل المنفضدة امامها وهى تصرخ بعنف.

= انت بتقول ايه يا مجدى عاوزنى بعد عمرى اللى ضيعته مع واحد اد ابويا وبعد كل اللى عملته اطلع كده من كل الحكاية بشوية ملاليم وتقولى اهدى دا ممكن يحصلى حاجة لو ده حصل.

راقبها مجدى وهى تخرج سجارة اخرى تشعلها بيد مرتعشة ليحدثها بهدوء محاولا تهدئتها
= مين قالك اننا هنسمح بالكلام ده كلام الوصية واضح لو متنفذش خلال شهرين كل حاجة حددها فى وصيته هتبقى بتاعتك ده غير كمان ميراثك الشرعى
وانا وانتى عارفين رائف كويس مش هينفذ عند فى ابوه ولو حتى علشان ميراثه منه اللى كلنا عارفين انه مش محتاجه.

نهضت سوزان تلتف حول كرسيها تقف خلفه هاتفة بغضب
= احنا هنضحك على بعض يا مجدى انت عارف كويس انه هينفذ الوصية حتى ولو على رقبته المهم عنده انه ميخلنيش اطول منهم حاجة
لتكمل بهمس بضعف
انت ناسى انا عملت ايه فى امه وازاى كنت سبب فى موتها
نهض مجدى هو الاخر قائلا بجدية
يبقى مهمتنا اننا نمنع ده ونقف ادام اى محاولة منه لتنفذها
ضحك سوزان بتوتر تهتف
= وده هنعمله ازاى هنمشى وراه نراقبه.

مجدى بتفكير ينظر الى البعيد بشرود
= دى بقى نفكر فيها كويس واكيد مش هنغلب نلاقى ليها حل.

شركة الحديدى صباحا
يا نهار مش فايت وحصل ايه بعد كده
هتفت مها بكلماتها تلك بصدمة ورعب بعد ان قصت عليها زينة كل ما حدث بالامس لتهتف زينة بسعادة
= ابدا خصم لسعد عشرة ايام وزعقلى وزغلى بعنيه الحلوين دول وسبنى ومشى
اتسعت عين مها بذهول وهى ترى تلك السعادة المرتسمة فوق وجهها تسألها بدهشة
= بس كده! يعنى مخصمش منك انتى كمان حاجة
هزت زينة راسها بالنفى لتستأنف مها حديثها بهمس كما لو كانت تحدث نفسها.

= غريبة اووى دى ده قليل لو مكنش رفدك فيها
صممت تنتبه لنظرات زينة تتجه ناحية باب الشركة تلتمع بسعادة فتلتفت هى الاخرى ناحيته ترى رائف الحديدى يدلف الى الداخل غير مبالى بخطواته الواثقة السريعة حتى توقفت خطواته فجاءة امام مكتب الاستقبال ولصدمتها اتجه بخطواته ناحيتهم يصوب نظراته فوق زينة الوافقة بتخشب تتسع عينيها بانبهار كما هى عادتها كلما راته ليحدثها بحزم مشيرا اليها.

= انتى. عشر دقايق وتكونى فوق فى مكتبى
اشارت زينة الى نفسها تسأله بعينيها ان كان يقصدها هى ليجيبها رائف بحدة
= ايوه انتى عشر دقايق والقيكى ادامى مفهوم
هزت زينة راسها بالموافقة بضعف ليلتفت مغادرا دون اضافة كلمة اخرى لتهتف مها فور مغادرته
= نهار مش فايت انا قلت مش هيعديها كده ابدا
التفتت اليها زينة تسألها برعب
= يعنى ايه هيرفدنى طيب معملش كده امبارح ليه.

هزت مها كتفيها اشارة عن عدم معرفتها تنظر اليها بشفقة وهى ترى الشحوب يكسو وجهها والدموع تملىء عينيها لتسرع فى توجيهها ناحية المقعد تجلسها فوقه قائلة بهدوء
= اهدى كده وخدى نفسك وان شاء الله هتبقى خصم بس
رفعت زينة راسها اليها بصدمة لتهتف مها
= ايوه اهو احسن من الرفد ولا ايه.

هزت زينة راسها بالايجاب لا تستطيع النطق بحرف تجلس فى انتظار مرور تلك العشر دقائق لتحدد مصيرها ليمروا عليها كما لو كانوا عشر سنوات حتى حان موعدها للصعود اليه فنهضت تقدم ساق واتاخر الاخرى الى ان وصلت الى مكتبه تتقدم الى الداخل حتى وقفت امام سكرتيرته والتى اخذت تنظراليها
من اعلاها الى اسفلها تسألها ببرود
= افندم طلباتك؟
تنحنحت زينة محاولة اجلاء صوتها قائلة بصوت هامس متحشرج
= رائف بيه كان عاوزنى فى مكتبه.

اتسعت عينى شاهى تسألها بصدمة
= عوزك انتى!
هزت زينة راسها بالايجاب
لتهمس شاهى بتعجب
= هو ايه حكايته بالظبط؟ الاول يطلب ملفها ودلوقت يقابلها
ثم نهضت من مكانها تتقدم الى باب اخر مغلق لتضع يدها عليه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة قائلا باحتقار
=خليكى عندك واياكى تمدى ايدك على حاجة
وقبل ان تهم زينة بالرد عليها بما يليق بها فتحت الباب تدلف الى الداخل مغلقة اياه خلفها لتهتف زينة.

= يا ساتر مشغل عقربة معاه عليها لسان عاوز، ولا بلاش.

وقفت مكانها تنظر الى الباب المغلق امامها تشعر بالتوتر وبالعرق البارد يغرق جسدها من اثر خوفها ورهبة الانتظار ولكن لم تمضى ثوانى حتى خرجت اليها تلك العقربة مرة اخرى تشير اليها بالدخول وعينيها توضح رايها فى هذا اللقاء لتبتسم لها زينة بطرف شفتيها ضحكة مصطنعة وهى تتجاوزها الى الباب وماان خطت الى الداخل حتى وصلت الى انفها رائحة عطره تملأ المكان فقاومت اغلاق عينيها استمتاعا بها تنهر نفسها تتذكرها بسبب حضورها وهى تتقدم بخطوات مترددة بطيئة تسمع صوت الباب تغلقه خلفها تلك العقربة لتبتلع ريقها رعبا ورهبة فقد اصبحت وحيدة معه داخل تلك الغرفة والتى تنطق بالفخامة والرقى تراه يجلس خلف مكتبه يرتدى قميصا اسود رافعا كميه حتى المنتصف كاشفا عن ساعدين قويين يمسك بقلم بين اصابعه يكتب به فوق عدة اوراق امامه متجاهلا اياها تماما.

فظلت واقفة مكانها لدقائق تنقل بثقلها من قدم الى اخرى بتوتر حتى قررت ان تنبه الى وجودها فتنحنحت بقوة تنظر اليه فلا تجد اى ردة فعل منه تدل على انتباهه لها لتفعلها مرة اخرى ولكن تلك المرة بصوت اقوى واقرب الى الصراخ ليوقفها صوته الاجش الهادىء قائلا دون ان ينظر باتجاهها
= سمعتك على فكرة ومن اول مرة فبلاش دوشة واقفى ساكتة.

اشتعلت عينيها بغضب من كلماته الفظة تلك وتجاهله لها حتى كادت ان تلقى عليه ردا لاذعا يليق به ثم تغادر المكان مرفوعة الرأس ولكن ما ان فتحت فمها لتفعلها حتى رفع اليها رأسه فجاءة ينظر اليها بحدة كما لو كان ادرك ما تنتويه لتقف مكانها متسمرة فمها مفتوح متسعة العينين برهبة تراه يشير اليها بسبابته حتى تقترب منه فاشارت الى صدرها بيدها تسأله بعينيها ايعنيها هى باشارته تلك فترك القلم من يديه يكتف ساعديه فوق صدره يسألها بهدوء.

= شايفة حد غيرك هنا موجود؟
تلفتت تنظر حولها حتى تتاكد قبل ان تهز رأسها بالنفى لترى زواية فمه ترتفع كما لو كان يقاوم الابتسام يحدثها برقة
= طيب يبقى انتى. تعالى اقعدى
تقدمت ببطء تجلس فوق احد المقاعد امامه تخفض راسها وهى تفرك قبضتها بقوة وعصبية فى انتظار حديثه لها.

جلس رائف يريح ظهره فوق مقعده مراقبا لها تجلس بتوتر فوق مقعدها منحنية الراس لتسقط خصلات شعرها امامها تنعكس اشعة الشمس الاتية من النافذة فوقه ليصبح كالذهب الخالص فى بريقه يتدلى حاجبا وجهها عن عينيه
ظل يراقبها وهى تقوم بازاحته خلف اذنيها لكنه يعود بتمرد الى وضعه السابق رافضا الخضوع لها بينما جلس هو يراقبها مستمتعا حتى انتبه على نفسه ليعتدل فورا فى جلسته يتنحنح يجلى صوته قائلا بحدة لم يقصدها.

= شوفى يا زينة. اسمك زينة صح؟
رفعت زينة راسها تزيح خصلاتها خلف اذنيها تجيبه
= ايوه يا فندم زينة حسين السعدنى
رائف بهدوء وجدية
= تمام. شوفى انتى من بكرة هتتنقلى قسم الارشيف ومكتب الاستقبال ممنوع تقربى منه تانى مفهوم
اتسعت عينى زينة بسعادة تهتف
= يعنى مش هتتطردنى
زفر رائف بحدة قائلا
= اظن ان كلامى واضح ومفهوم بقول هتتنقلى مش هت...
هتفت زينة بفرحة مقاطعة حديثه
= وانا موافقة على اى حاجة حضرتك تقررها.

رائف بنفاذ صبر
= وانا مش مستنى موافقتك اوامرى تتنفذ ولو مش عجبك تقدرى تمشى حالا
هتفت زينة سريعا
= لا لا حضرتك كل اوامرك هتتنفذ
لتكمل هامسة باستسلام
= ارشيف ارشيف اهو احسن من مفيش
انتبه رائف لهمسها يسألها
= بتقولى حاجة؟
اجابته زينة بتوتر
= لا مفيش حضرتك ومن بكرة ان شاء الله اوامرك هتتنفذ
امسك رائف بالقلم مرة اخرى يرجع بانتباهه للأوراق امامه مرة اخرى فى اشارة منه لها بالانصراف قائلا بلا اهتمام.

= بكرة تروحى قسم الارشيف وهما عندهم علم بأوامرى
نهضت زينة من مقعدها تهم بالانصراف وما ان خطت خطوتين باتجاه الباب حتى استوقفها صوته مناديا لها فلتفتت اليه بتساؤل ليقول رائف بنبرة محذرة
= لو اللى حصل امبارح اتكرر تانى مش هيكون عندى وقتها غير تصرف واحد واظن انك عرفاه.

هزت زينة راسها بالايجاب ليرفع يده يشير اليها بالانصراف فاتسرع بالمغادرة بخطوات سريعة متوترة تحمد الله لمرور الامر على خير لا تعلم ما تخبئه لها الايام بعد هذا اللقاء.

مرت بها الايام تستمر فى عملها فى قسم الارشيف نعم هو ليس عملا ممتعا كعملها السابق فى الاستقبال ولكنه يفى بالغرض فما يهم انه سوف يكون لديها مرتب تستطيع منه سداد الايحار المتراكم عليها فصاحب المنزل قام باعطاءها انزار اخير حتى اخر هذا الشهر لتستطيع السداد له لذلك هى تتحمل ان تعمل بهذا العمل الممل وتتحمل سماجة العاملين معها فى نفس القسم ترى استخفافهم بها وطريقتهم الساخرة معها بعد علمهم عن كيفية عملها فى هذا القسم فلا يخفى على احد كيف جاء عملها هنا تزامنا مع ماحدث امام مكتب الاستقبال وتعنيف مالك الشركة لها فى هذا اليوم ولذلك الموظف المسكين لتصبح الان مادة للهمز و اللمز بعد نفيها هنا.

ظلت تخفض راسها تشعر بدموعها تكاد تتساقط من عينيها وهى تستمع الى الحوار الدائرة بين الفتاتين العاملات معها كما هى العادة يوميا لكنها اليوم لا تشعر بقدرتها على تحمل سخريتهم بعد الان حين قالت احدهم بلؤم
= كويس اننا لما اتعينا جينا نشتغل فى مكاننا على طول مش زاى ناس اتحطت هنا علشان بتشاغل اللى رايح والجاى ووقت الجد يسيبوا غيرهم غير هو اللى تخصم له ويشيل الليلة
الفتاة الاخرى بوقاحة.

= ومين قالك هيبطلوا عادتهم اللى فيه داء عمره ما يبطله ولا مش ملاحظة الداخلين و خارجين واللى رجليهم كترت على مكان من بعد ماكان زاى الصحرا ولا حد كان حاسس بينا
هناولم تستطع زينة تحمل كلماتهم ذات المعنى البغيض وما يقصدونه بها لتسرع فى المغادرة تاركة كل شيئ بيدها تسمع ضحكتهم الساخرة تدوى من خلفها.

فاخذت تجرى فى الممر المؤدى الى بهو الاستقبال فى اتجاه باب الخروج نهائيا من الشركة تعميها دموع عن رؤية اى شيئ حتى ذلك الواقف فى منتصف بهو الاستقبال يتحدث الى احد الاشخاص ليتوقف عن الحديث هو يضيق ما بين عينيه يتابع خروجها بهذا الحال خارج الشركة.

ذهبت زينة بخطوات متعثرة ناحية احدى مقاعد لاستراحة داخل حديقة الشركة الصغيرة تسمح لدموعها اخيرا بالسقوط فاخذت تبكى وتبكى تخرج من داخلها كل ما تكبدته طوال تلك الايام من همز ومز لاتعلم فيما اخطأت حتى يظنوا بها هذا الظن وهل هذا هو رأى كل العاملين معها فى الشركة ايظنونها حقا انها تتعمد التساهل فى المعاملة بينها وبين زملائها من الرجال هل يعتقدونها فتاة سهلة تسعى لايقاع بيهم بين حبائلها.

فجاء اتسعت عينيها بصدمة ورعب حين جال فى ذهنها خاطر اخر جعلها تشعر بالغثيان يموج بداخلها
ايعقل ان يكون هذا هو رأيه هو الاخر لذلك قام بنفيها فى ذلك القسم بعيدا عن اعين العاملين بالشركة خوفا منها ومن اخلاقها عليهم.

عند هذه الفكرة شعرت بالبرد يزحف الى داخل جسدها ينخر فى عظامها فتضم نفسها بقوة بين ذراعيها تحنى رأسها بألم ودموعها تتساقط دون محاولة منها لايقافها فتظل على حالها هذا غافلة عن كل شيئ حولها حتى تلك الاقدام التى اخذت بالاقتراب منها بهدوء وبطء حتى توقف صاحبها امامها تماما يسألها بصوت قوى
= سيبه شغلك وقاعدة عندك هنا بتعملى ايه
يا زينة.
ماان سمعت صوته القوى يهز المكان من حولها حتى نهضت واقفة فوق قدميها بسرعة ناسية تماما شكلها المشعث بانفها المحمر وعينيها المتورمة من اثر بكاءها تتحدث بتلعثم وارتباك
= ابدا، يا رائف بيه، انا، اصل، جالى شوية صداع قلت اخرج اشم هوا.

اقترب منها رائف اكثر حتى اصبح لايفصله عنها سوى انشا واحدا تجول عينيه فوق وجهها ببطء وتركيز تصاعد معه ارتباكها من نظراته المتفحصة هذه فاخفضت راسها سريعا تنظر الى الارض يسود الصمت الشديد عدة لحظات كانت دقات قلبها المتسارعة هى المسموعة فيه لتتعالى اكثر حتى كادت ان تصم اذانها حين تحدث ببرود قائلا
= تعالى ورايا على مكتبى حالا.

رفعت راسها اليه متسعة العينين بصدمة وخوف ناظرة اليه تحاول فهم وسؤاله لماذا لكنه كان قد غادر المكان بخطوات سريعة واثقة بينما وقفت هى تراقبه بتوجس دون ان تتحرك من مكانها خطوة واحدة ليلتفت اليها هاتفا بقوة وحدة
= واقفة عندك ليه قلت ورايا على المكتب.

افاقت على نفسها من صدمتها الشديدة تتبعه بخطوات متعثرة حتى دخلا البهو الخاص بالشركة فاتجهت انظار جميع الواقفين اليهم باهتمام وفضول حتى توقفا امام المصعد المخصص لكبار المسئولين يدلف اليه رائف بسلاسة بينما وقفت زينة بارتباك تتنقل بصرها بينه وبين المصعد الاخر الخاص بالعاملين لا تعلم كيفية التصرف حتى تقدم هو الى الخارج مرة اخرى يجذبها من يدها بقوة يدخل بها الى المصعد مرة اخرى متجاهلا تماما شهقتها المصدومة وبعض الشهقات الاخرى الصادرة من الجمع المتفرج.

تمت رحلة الصعود بصمت وقف هو خلالها ينظر اليها نظرات ثاقبة يتمهل بها فوق وجهها والذى اخذ بالاحمرار بشدة فاخفضته تهرب من تفحصه لها تتمنى الخروج الى مكان فسيح فوقفهم متقارين هكذا تكاد ان تلتصق بها جعلت من ضربات قلبها تتعالى بعنف وسرعة تدعو فى سرها ان تنهى محنتها هذا
لتأتى الاستجابة سريعة حين توقف المصعد بهم فاخذ يدها مرة اخرى يجرها خلفه باتجاه مكتبه تحت انظار شاهى المصدومة وهو يهتف بها.

= أجلى اى حاجة دلوقت ومدخليش حد علينا نهائى
ثم فتح باب مكتبه يدلف الى الداخل وهو مازال يجذبها من يدها خلفه حتى توقف بها فى منتصف مكتبه يلتفت ناظرا لها عدة لحظات وهى تقف امامه تحاول التقاط انفاسها بصعوبة لياتى سؤاله لها رقيقا دون ان يقصده بهذه الطريقة
= كنتى بتعيطى ليه بقى فهمينى
تلعثمت زينة تشعر بلسانها ثقيل وعقلها فارغا من كل الافكار الممكن اخباره اياها دون ان تضطر ان تعلمه السبب الحقيقى لبكاءها.

=انا منتكش بعيط، اااا، انا اتخنقت من جو، ااااالمكتب فقلت، يعنى، اخرج اشم هو..
هدر صوته عاليا ينادي باسمها محذرالتجفل برعب من صراخه عليها
= زييينة انا سالتك سؤال وعاوز اجابة عليه وانا مابحبش اكرر كلامى تانى واظن انك عارفة ده كويس
حاولت زينة ابتلاع لعابها لكنها شعرت به جاف.

لاتستطيع الحديث فكيف لها ان تخبره بكل مادار. كيف تخبره ما تفوهت به تلك العقربتين فى حقها طوال عملها معهم اليس من الممكن ان يكون هذا رائه هو الاخر بها فتأكده له ان اخبرته بما حدث ورائ الاخرين بها
افاقت من دوامة افكار ها وهى تراه يترك مكانه متجها الى مكتبه جالسا فوق مقعده براحة يستند الى ظهره يراقبها باهتمام قبل ان يتحدث قائلا ببرود ولا مبالاة.

= خلاص براحتك يا زينة اتفضلى على شغلك وانا بقى هعرف بطريقتى
وقفت مكانها مترددة لا تعلم كيفية التصرف لتهمس بتردد
= صدقنى يا رائف بيه مفيش حاجة حصلت
انا كنت بس...
صممت ما ان راته يمسك بسامعة الهاتف وهو مازال ينظر اليها بنظراته الثاقبة يتحدث بحزم الى الجهة المقابلة
= كل اللى شغال فى قسم الارشيف يكونوا ادامى حالا
اسرعت زينة تهتف برعب فور سماعها لحديثه
= لااااا. لااا ارجوك كفاية اللى بتقال عليا..
وضعت زينة يديها فوق فمها بصدمة بعد ادراكها ما تفوهت به تهز راسها تنفى ماقيل فى محاولة بائسة منها للاصلاح لكنه لم يعيرها ادنى اهتمام وهو يضع سماعة الهاتف مرة اخرى بعد الغاء امره السابق ينهض مرة اخرى من مقعده متجها اليها عينيه لا تفارقها حتى توقف امامها عدة ثوانى تتابع عينيه ردة فعلها المرتعبة وملامحها الشاحبة ليمسك بكفها بين يديه يسير بها فى اتجاه اريكة موضوعة فى الجانب يجلسها فوقها بينما جلس هو فى مقعد مقابل لها ينحنى الى الامام يستند بمرفقيه فوق ركبته سائلا لها بهدوء.

= كلام ايه يا زينة اللى بتقال عنك ومين اللى بيقوله ولاخر مرة هسالك بعدها متلوميش غير نفسك لما اجيب القسم كله هنا ويتعمل تحقيق رسمى فى الوضوع
رفعت اليها وجهها ببطء تنظر اليه برعب بعد ان كانت تجلس منحية الراس تستمع الى حديثه حتى لاحظت نبرة التحذير و التهديد فى جملته الاخيرة تهمس بتلعثم ورعب
= ارجوك حضرتك انا هقولك كل حاجة بس بلاش موضوع التحقيق ده
تراجع رائف الى خلف فى مقعده قائلا بحزم هادئ.

= موافق يا زينةاتكلمى.

بداخل ?يلا فريد شكرى
جلس كعادته كل صباح امام مائدة الطعام يطالع احدى الجرائد باهتمام الا انه اليوم اخذ من بين الحين والاخر ينظر من خلف تلك الجريدة باهتمام الى زوجته الجالسة فى الجهة المقابلة له ببرود وعدم اكتراث به تتناول افطارها بهدوء يجدها فرصة له اليوم يهدم بها تلك الواجهة دائمة الظهور امامه يتمنى رؤيته لبرودها هذا متحطما امامه حتى ولو كان الثمن ذكره لذلك البغيض.

اخفض جريدته ينظر باتجاهها قائلا بهدوء
= عرفتى ان رائف رجع من لندن من كام يوم
اهتزت ملامح سهيلة بالمشاعر لعدة لحظات تصدعت خلفها واجهة برودها لكنها اسرعت فورا برفعها مرة اخرى فوق وجهها قائلة ببطء
= وانا هعرف منين ولا يهمنى فى ايه خبر زاى ده.

ادرك فريد محاولتها الفاشلة لمحاولة رسم لا مبالاتها تلك ولكن قضت عليها ارتعاشة يدها الممسكة بكوب العصير تريق بضع قطرات منه فوق فمها فتسرع بامساك فوطة المائدة تمسح بها تلك الفوضى وتزيل معها الباقى من تلك المشاعر ولكن حين تابع فريد بلهجة لم يستطع فيها اخفاء تشفيه فيها قائلا
= طيب متعرفيش برضه انه سليمان الحديدى تكتبله كل ثروته قبل ما يموت.

هذه المرة لم تسطيع سهيلة الاستمرار فى رسم البرود تتسع عينيها بصدمة وذهول ينسحب سريعا كل الدماء من وجهها لتتركه شاحبا ولشدة فترتفع ضحكة فريد عالية تدوى فى انحاء الغرفة بتشفى وسرورحين رأى حالتها هذه يهتف بعدها بانتصار
= كنت متأكد ان ده الخبر الوحيد اللى هيأثر فيكى طبعا ماهو صعب برضه بعد كل السنين دى تكتشفى ان كل حاجة ضحيتى بيها كانت فى هوا
نهض من مقعده متجها اليها يقف خلفها هامسافى اذنيها بفحيح وتشفى.

= وانك لما اتخليتى عنه فى عز ماكان محتاجلك كان اكبر غلطة عملتيها وهو لفت السنين وقدر يثبت لينا كلنا انه عمره ما يكون خسرانابدا.

التفت سهيلة بوجهها اليه لاتفصل بينهم اى مسافة تهمس بفحيح وغل هى الاخرى انفاسها تتضربه فوق وجه بقوة كالصفعة تماما قاسية بقسوة كلماتها له
= ان كنت انا اتخليت عنه فانا يدوب كنت حبيبة معرفهاش غير كام سنة مش صاحب عمره وطفولته واللى كان معتبره اخ ليا
بس ياخسارة اول ما ترماله حتة عضمة رمى كل حاجة تحت رجليه وجرى عليها زاى الكلب.

ما ان انهت حديثها صرخت بألم من اثر قبضة فريد القابضة فوق شعرها بعنف يجرها منه يلقى بها ارضا هو يصرخ بجنون
= الكلب ده اللى جريتى اوام واتجوزتيه بعد ما حبيب القلب فلس والسجن كان بيناديه ولا نسيتى يا سهيلة هانم.

احنت راسها بندم لا تقوى على نفى كلماته وقد كانت حقيقة مريرة لا يمكنها انكارها ليسألها فريد بسخرية
= ايه ندمانة وبتفكرى وتقولى لنفسك لو كنت اعرف ان دى هتبقى النهاية يا رتنى كنت استنيته بدل اللى عملته فى نفسى ده بس احب اقولك مفيش حاجة اتغيرت وزاى ما رفضك قبل كده هيرفضك تانى وتالت واستحالة يفكر فيكى ولو ثانية.

رفعت سهيلة وجهها اليه بصدمة ليكمل فريد بسخرية مريرة
= ايه كنتى فاكرة انى مش هعرف انك روحتى ليه بعد ما قدر يقف على رجله تانى وعرضتى عليه ترجعوا لبعض وده طبعا بعد ما تتخلصى من فريد الوحش والخاين مش كده يا سهيلة هانم
تراجع فريد يجلس فوق المقعد بتعثر يهمس بحقد
= بس هو رفض يتصرف بندالة حتى مع اللى خانه وباعه ومرضاش ياخد حاجة مش ليه وادانى قلم عمرى مااتخيلت انه هيكون بالوجع ده.

صرخت سهيلة بغضب وغل
= عارف ليه علشان هو احسن منك عنيه شبعانة مش محتاج يخون علشان يوصل للعوزه
نهض فريد من مقعده يشدها مرة اخرى من خصلاتها يصرخ بغضب
وانتى بقى اللى عوزه طيب قاعدة معايا ليه لحد دلوقت لما انتى واثقة منه اووى كده
صممت سهيلة تغمض عينيها بألم ليكمل هو بحقد
= اقولك انا ليه علشان انتى مش واثقة منه مش ضامنة لو سبتينى هيرجعلك ولا لا.

مش قادرة تتطلقى منى علشان متقدريش تستغنى عن كل اللى معيشك فيه من غير ما يكون فى ايدك صيدك اكبر واهم واثقة منه مش كده يا هانم يا بنت الاكابر.

ترك راسها دافعا لها بعنف لتصرخ بألم من قسوته وعنفه معها بينما وقف هو يراقبها بعينين تغشيها كل مشاعر الحقد والغل والغضب بداخله دقائق طوال ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة بينما ظلت هى منحنية الراس تتساقط دموعها والتى ابت ان تترك لها العنان امامه تغرق وجهها وهى تقسم بداخلها ان ترد له الصاع صاعين بأن يكون رائف الحديدى فى يوم ما لها وليس لواحدة اخرى غيرها.

ظل رائف طوال حديثها يستمع بصمت بوجه خالى من التعبير حتى انتهت تماما وفى عينيها نظرة رجاء تهمس
= صدقنى يا رائف بيه انا مش كده انا لحد دلوقت مش عارفة ازاى قدروا يفكروا فيا بشكل ده
لم ينطق رائف بكلمة يضيق ما بين حاجبيه بتفكير وشرود للحظات مرت عليها كالدهر حتى تحدث اخيرا يسألها باقتضاب
=هو ده بقى السبب اللى خلاكى تجرى تعيطى بالشكل ده
اومأت براسها بذنب تهمس.

= غصب عنى. بس اوعدك حضرتك دى هتكون اخر امر هعمل كده
نهض رائف من مقعده قائلا بهدوء
=من ناحية هتكون اخر مرة فدى فعلا هتكون اخر مرة
اتسعت عينيها برعب تسرع بالنهوض خلفه تلحق به تمسك بذراع بذلته توقفه قبل يتوجهه الى مكتبه هاتفة برعب وخوف
= ارجوك يا رائف بيه صدقنى دى اخر مرة هتحصل ولو سمعت ايه بعد كده من اى كان مش هتحرك من مكانى بس ارجوك انت متعرفش انا محتاحة شغلى ده اد ايه
انا ممكن كده اطرد من بيتى.

ضاقت عينيه يسألها باهتمام
= تطردى من بيتك ليه؟
اخفضت زينة راسها تهمس وهى مازالت ممسكة بذراعه كما لو كانت تستمد منها قوتها قائلة بحزن
= قبل مابابا وماما يموتوا اتكسر عليهم ايجار كذا شهر وانا المفروض اللى ادفعهم والا صاحب البيت هيخرجنى برة الشقة
ساد صمت قاتل بعد حديثها هذا قاومت خلاله دموعها من السقوط امامه فيكفيها ذل ما حدث حتى الان فلن تزيده بجعله يرى دموعها ايضا.

سمعت صوته الهادىء ينادى باسمها فرفعت اليه وجهها بتساؤل ليحدثها برقة كما لو كان يحدث طفلة امامه
= سيبى دراعى يا زينة.

نظرت اليه بتساؤل عدة ثوانى لاتدرى عن ماذا يتحدث حتى اشار هو بحاجبيه ناحية يدها المتشبثة بقوة بذراعه لتشهق تبعد يدها عن ذراعه سريعا كما لو كانت نار لسعتها ليبتسم هو بضعف حين راى خوفها هذا يتجه ناحية مكتبه مرة اخرى يجلس فوق مقعده ومازالت على شفتيه تلك الابتسامة تراه يتناول الهاتف مرة اخرى يتحدث الى الجهة المقابلة مستعيدا جديته سريعا قائلا بجمود
= شاهى ابعتيلى رئيس قسم الارشيف وشئون العاملين حالا.

فور نطقه لكلماته تلك شعرت بعالمها ينهار من تحت قدميها فمن المؤكد يريدهم الان حتى ينهى عملها هنا فما حاجته لجالبة للمشاكل مثلها داخل شركته
شعرت بدموعها تتكاثر بداخل عينيها فلم تستطيع هذه المرة مقاومتها لتتركها تتساقط باستسلام على وجنتيها سريعا فهمست بتلعثم وصوت متحشرج تتجه ناحية الباب تبغى الخروج فورا
= عن اذن، حضرتك، ان، انا...
اوقفها صوته هاتفا فيها بقوة
= استنى عندك من اذنلك بالخروج تعالى هنا حالا.

تسمرت زينة مكانها بخوف تلتفت اليه ببطء تراه جالسا براحة فوق مقعده يشير اليها بالتقدم اليه فتقدمت منه ببطء كما لو كانت مغيبة تقف امام مكتبه لعدة لحظات صامتة قبل ان يتحدث هو بصوت عملى قوى شديد الجدية
= تانى مرة متتحركيش من مكانك الا بأذنى فاااهمة
نطق كلمته الاخير بحدة وصوت عالى الى حد ما للتهب فزعا واسرعت تهز رأسها بالموافقة ليكمل هو بجدية وهدوء نسبى.

=من بكرة تيجى هنا تستلمى شغلك مع شاهى هتكونى مساعدة ليها واظن بكده مبقاش فيه مشكلة ويااريت مسمعش عن اى مشاكل تانية والا زينة ساعتها انا هضطر...
ترك باقى حملته معلقة تاركا لها هى اكمالها لكنها ظلت واقفة امامه تتسع عينيها بذهول وصدمة فاغرة لفمها بقوة ليهتف بها
= زينة سمعتى كلامى ولا...
افاقت من ذهولها هامسة
= تقصد انى هشتغل هنا فى مكتبك حضرتك
رائف بهدوء وقد ادرك ما تمر به.

= ايوه يا زينة من بكرة هتستلمى شغلك هنا واظن كده ابقى اديتك اكتر من فرصة ودى اول مرة اعملها مع اى حد ويااريت متخلنيش اندم على ده
زينة بسعادة جعلت دموعها تتساقط مرة اخرى ولكن هذة المرة من سعادتها
= لااا اوعد حضرتك انى هكون عند حسن ظنك وبجد انا مش عارفة اشكرك ازااى
ابتسم رائف ببطء قائلا
= تشكرينى بانى مندمش على قرارى ده ويلا امسحى دموعك دى وتقدرى تروحى النهاردة بدرى.

اتبع حديثه بمد يده لها بمنديل ورقى فاسرعت باخذه تمسح به وجهها هامسة بشكر له ما ان انتهت حتى استئذنت منه للخروج فاذن لهاباشارة من يده كموافقة فتحركت بأتجاه الباب لكنها توقفت مكانها مرة اخرى تلتفت اليه تهمس بتردد
= رائف بيه بخصوص زمايلى فى المكتب واللى حصل ممكن حضرتك يعنى متعملش...
قاطع رائف حديثها بحزم قائلا
= اتفضلى يا زينة وملكيش دخل بالموضوع ده.

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تهز راسها بالموافقة تغادر مسرعة تغلق الباب خلفها تاركة رائف ينظر امامه بشرود وذهنا غائبا.

داخل فيلا رائف الحديدى مساءا
جلس رائف يجاور صديقه ياسر امام احدى الشاشات العملاقة يلعبون احدى الالعاب الالكترونية بحماس شديد لبعض من الوقت كانت تتعالى فيه صرخات حماسهم فقط حتى انتهت اللعبة بفوز رائف ليهتف ياسر باحباط
= انا مش عارف انا ايه يخلنى العب معاك وانا عارف اخرتها كل مرة
ضحك رائف بصخب هاتفا بمرح
= علشان كل مرة بتفكر انك هتقدر عليا ومش قادر تقتنع ان استحالة حد يغلب رائف الحديدى.

زفر ياسر بخنق قائلا بغضب زائف
= مااشى ياعم الخطير اتعلمنا الدرس
ليكمل بجدية هو يتراجع فى كرسيه براحة
= ما قلتليش عملت ليه كده فى كل اللى فى قسم الارشيف كل ما اسألك تغير الموضوع
ابتسم رائف ببطء قائلا ببرود
= مش مهم عملت كده ليه المهم عندى اللى يغلط لازم يتعاقب
زفر ياسر بحنق قائلا بقلة صبر
= مانا عارف انهم اكيد غلطوا انا بقى عاوز اعرف هما غلطوا فى ايه ومتقوليش مش مهم تعرف هاااا عملوا ايه.

قص عليه رائف ماحدث صباحا بلا اهتمام وما ان انتهى حتى هتف ياسر بقوة
= انت اتجننت يا رائف تخصم من كل القسم شهر علشان كلمتين اتقالوا من بنت متعرفش ان كانت بتقول الحقيقة ولا لا
اغمض رائف عينيه قائلا براحة
= وتعتقد برضه انى هتصرف كده قبل ما اعمل تحقيق واعرف ان كان الكلام مظبوط ولا لا
اقترب منه ياسر ينكز كتفه بكتف رائف قائلا بعدم تصديق.

راااائف. وانت من امتى بتهتم بالحاجات دى ولا من امتى بتهتم بموظفة شوفتها بتعيط ولا بتولع حتى، لااا مبقاش ياسر ان ماكان الموضوع ده فيه ان
ابتسم رائف بسخرية وتهكم وهو مازال مغمض العينين ليراه ياسر ليهمس مرة اخرى لنفسه وهو يهز راسه بتأكيد
= عيب زاى ما قلت الموضوع فيه إن وإن كبيرة كمان.
دخلت زينة من باب الشركة تبتسم بضعف لحارس الامن المنتظر امام الباب بثبات ليبادلها اياها ببشاشة فتسعت ابتسامتها فرحة تلقى عليه بتحية الصباح بصوت سعيد تدلف الى الداخل بخطوات سريعة تلقى نظرةحول البهو خالى تماما من النشاط الصباحى المعتاد لكنها كانت مدركة لهذا فهى تعمدت الحضور مبكرا حتى تستطيع الحديث مع مها قبل دوام العمل فأمسا لم تتمكن من الحديث معها لرحيلها مبكرا وانشغال مها فلم يستطيعا الحديث.

تقدمت فى اتجاه مكتب الاستقبال تجد مها واقفة تستعد يوم عمل طويل هاتفة باسمها بخفوت
رفعت مها راسها تبتسم لها ببشاشة قائلة
= زينة ايه يا بنتى اللى جابك بدرى كده مستعجلة اووى على الشقى
استندت زينة بذراعيها على طاولة الاستقبال تهمس بنفس متقطع من حماسها تلشديد
= كنت عاوزة اقعد معاكى شوية قبل زحمة الشغل
اشارت اليها مها حتى تستدير اليها خلف الطاولة تلف اليها تجلس معها فوق كرسين متقابلين لتسألها مها.

= عاملة ايه فى شغلك مع العقربتين
اخفضت زينة راسها بأرتباك لتسألها مها باستهجان
= حصل ايه تانى منهم؟ انا مش عارفة انتى ما بترديش عليهم ليه ده لو انا كنت جبتهم كده و...
قاطعت زينة حديثها وهى تراها فعلا تحاول النهوض لهم لتهتف بها زينة تحاول تهدئتها واجلاسها مرة اخرى
= اقعدى رايحة فين مانتى عارفة ان لسه محدش جه وبعدين مش ده اللى عوزاكى فيه
جلست مها مرة اخرى تسألها بفضول.

= ايه! هو حصل حاجة تانية غير موضوع العقربتين
هز زينة راسها بالايجاب لتهتف بها مها بلهفة
= طب ما تحكى مبقاش وقت وهتلاقى المكان اتملى هاا حصل ايه.

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تقص عليها كل ماحدث امس هى تراقب وجه مها اثناء حديثها والتى اخذت تتعاقب عليه المشاعر كلما قصت مشهد بدءا بالغضب والغيظ انتهاءا بفم فاغر بشدة وعينين متسعة بذهول لتناديها زينة بعد انتهاءها من روايتها ولكن قابلها الصمت الشديد فتناديها مرة اخرى ولكن تلك المرة بقوة وهى تهزها بعنف
= مها! ردى انتى عملتى كده ليه مهاااااا.

هزت مها راسها عقب ندائها العالى كمن تفيق من غيبوبة تسألها بخفوت مذهول
= تانى كده اصل مسمعتش كويس
همت زينة ان تقص عليها ما حدث مرة اخرى لتهتف مها توقفها
= لااا خلاص انا سمعت بس برضه حبيت اتاكد
لتكمل ولكن بفرحة هذه المرة
= انتى عاوزة تفهمينى انك بقيتى سكرتيرة خاصة لرائف بيه
هزت زينة راسها تنفى تحاول التصحيح لها
= مش بالظبط انا هكون مساعدة لسكرتيرته اللى اسمها ايه دى.

هتفت مها بسعادة ناهضة من مكانها تصفق بيدها
= مش مهم المهم انك اترقيتى وانتى لسه مكملتيش شهر وبقيتى سكرتيرة فى مكتب رئيس وصاحب مجموعات الحديدى
زينة وهى تنهض هى الاخرى قائلة بحزن
= اترقيت ايه يامها هنضحك على بعض مانا لسه حكيلك اللى حصل انا خايفة يرجعوا تانى لكلامهم عليا والمرة دى...
قاطعتها مها تسرع بالامساك بيدها تهتف بها.

= مش مهم حصلت ازاى المهم تثبتى نفسك فيها وتثبتى للكل انك جاية هنا للشغل وبس واظن بعد ما رائف بيه ادخل شخصيا استحالة حد هيجيب سرتك تانى صدقينى
تصاعد الامل بداخلها تسألها برجاء
= بجد يا مها تفتكرى ده اللى هيحصل
مها بحنان تربت على خدها قائلة
= اكيد صدقينى يا زينة انتى انسانة طيبة وتستاهلى كل خير
انحنت عليها زينة تقبلها من خدها بامتنان وعينيها ممتلئة بالدموع تهمس.

= انا ربنا عوضنى بيكى انا لو كان ليه اخت مش هتحبنى زيك كده
ابتسمت لها مها بحب وهمت بالرد عليها ليقاطعها صوت عالى حاد
= الله الله ما نقلبها نادى للصداقة وبلاش شغل بقى
التفتت اليها زينة للرد عليها ردا لاذعا لكن اسرعت مها بالضغط على كفها توقفها باشارة منها لتسكتها قائلة هى بادب مزيف.
= صباح الخير انسة شاهى ياترى فى حاجة اقدر اعملهالك زاى مانت شايفة لسه مواعيد العمل الرسمية ما بداتش لسه بس مش مشكلة انا فاضية دلوقت واقدر...
التفتت شاهى مغادرةسريعا تاركة المكان بخطوات سريعة غاضبة دون انتظار اكمال مها حديثها لتضحك مها بخفوت تتابعها بعينيها لثوانى قبل ان تلتفت الى زينة قائلة بلهفة وسرعة
= بسرعة اطلعى وراها مدام الحيزبونة دى جات يبقى رائف بيه فى السكة لازم يجى يلاقيكى موجودة.

هزت زينة راسها بالموافقة تلتف من حول الطاولة لتغادر ما ان خطت خطوتين حتى توقفت تلتفت الى مها تلقى لها بقبلة فى الهواء ثم تسرع فى المغادرة بخطوات سريعة متعثرة حتى وصلت الى المكتب فى وقت قياسى ترى شاهى تجلس فوق مقعدها براحة ناظرة اليها بتعالى بينما وقفت هى تتنقل بقلق من قدم الى اخرى فى انتظار تعليمات تلك الحيزبونة لها والتى ما ان همت بالحديث حتى تغيرت تعبيرات وجهها فجأة تعتدل فى مقعدها باحترام ثم تنهض سريعا هاتفة.

= صباح الخير رائف بيه
التفتت زينة خلفها بارتباك لتراه يقف خلفها تماما يرتدى بدلة رمادية غامقة وقميص مماثلا لا يضع ربطة عنق تاركا زرين من قميصه دون ان يغلقهم تملئ رائحة عطره ارجاء المكان واقفا بصمت عينيه الحادتين تتابعها بدقة
لتفيق على نفسها وهى تتأمله باهتمام فتسرع بالقاء تحيىة الصباح هى الاخرى عليه لكنه لم يجيبها متقدما الى داخل المكتب يوجه حديثه الى شاهى.

= صباح الخير يا شاهى عاوز ملف صفقة المعمورة يكون قدامى وابعتيلى القهوة بتاعتى فورا
ثم يدخل الى مكتبه يغلق خلفه بابه بهدوء بينما وقفت زينة تتابع ماحدث بعينين مرتبكة لاتدرى كيفية التصرف لتخرجها شاهى من حيرتها تهتف بحدة
= واقفة عند بتعملى ايه مش سمعتى كلام رائف بيه ثوانى وقهوته تكون جاهزة
زينة بحيرة
= مش فاهمة يعنى المفروض اعمل ايه
شاهى بحدة وتحكم
= عندك البوفيه على ايدك اليمين اعملى القهوة وهاتيها حالا.

زينة باستغراب
= مش المفروض اللى يعملها عامل البوفية
ضحكت شاهى بسخرية قائلة بتهكم
= عامل بوفيه ايه يا شاطرة كل طلبات رائف بيه بتتعمل هنا ومن هنا ورايح دى هتكون شغلتك فى المكتب ثم نهضت تعبث بداخل خزينة ضخمة خلفها تخرج منها احد الملفات تتجه الى باب مكتبه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة الواقفة بتسمر مكانها قائلة بتشفى
= رائف بيه بيحبها سادة بن دوبل هتلاقى كل حاجة عندك هناك.

واشارت بيدها الى غرفة جانبية ثم دلفت الى المكتب دون ان تترك لزينة فرصة للحديث والتى اخذت تهمهم بعد دخولها
= ماشاء الله من الارشيف للبوفية يا قلبى لا تحزن هى دى الترقية يا زينة يا بت عم حسين.

تقدمت بخطوات مترددة حتى وصلت الى تلك الغرفة تمرر عينيها بداخلها ذاهلة فهى تبدو كمطبخ صغير مزود باحدث الاجهزة المخصصة للمشروبات غريبة الشكل عليها ضوء الشمس ساطع به بضوءها الباهر فاخذت تتلمس بيدها تلك الاجهزة باعجاب تتعرف على محتويات الخزينة العملاقة لعدة دقائق قبل ان تشرع فى اعداد تلك القهوة فلم تمر سوى دقائق قليلة حتى كانت تمسك فى يدها صنية مذهبة موضوع فوقها كوب ماء وفنجان من القهوة تتصاعد رائحته بجمال تتقدم خارجة من ذلك المكان الرائع المسمى بالبوفيه وهى تتقدم بحرص حتى المكتب الخارجى لكنها لم تجد تلك الشمطاء جالسة فى مكانها فظنت انها مازالت بداخل فتقدمت بحرص حتى باب مكتبه تدقه بهدوء لتأتيها اجابته بالدخول بصوته القوى الاجش.

تفتح الباب تتقدم الى الداخل فوجدته يقف امام مكتبه مستندا عليه بجسده وبيده عدة اوراق يقوم بقرأتها لكنه رفعه راسه اليها يتابعها بعينيه بدقة وهى تقف امامه تقدم اليه القهوة لكنه لم يتناولها منها بل استدار متجها الى مكتبه يجلس خلفه دون ان يوجه اليها كلمة واحدة يشير لها بعينه ان تضع ما بيدها فوق المكتب فوضعته بارتباك كادت ان تريق معه محتوياته
لكن مر الامر بخير واضعة اياه بحرص تعتدل واقفة تهمس بخشية.

= اى اوامر تانية حضرتك
اشارة اليها بحركته المعتادة يصرفها يمد يده يحمل قهوته يرتشف منها ببطء لتلتفت بحدة وهى تبرطم بعدة كلمات هامسة بحنق ولكن ما ان خطت عدة خطوات حتى سمرها مكانها بتخشب صوته الامر
= استنى عندك وتعالى هنا حالا
تمتمت زينة برعب قبل ان تلتفت له بخوف
= نهار مش فايت شكل القهوة معجبتهوش.

التفتت اليه ببطء دون حديث ليصدق حدثها وهى تراه يضع الفنجان من يده بهدوء ولكن جاءت كلماته القادمة لتخلف توقعها تماما حين قال بجدية
= ممكن افهم ايه اللى حصل الصبح ده وازاى تسمحى لنفسك بتصرف زاى ده
فتحت زينة فمها تحاول الحديث للرد عليه لكنها اغلقت مرة اخرى بحيرة لا تدرى عما يتحدث لتسأله بتردد وحيرة
= انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه.

نهض رائف مرة اخرى من خلف مكتبه تراه يتقدم باتجاهها بخطوات واثقة حتى وقف امامها تماما لتشعر بضربات قلبها تتعالى بجنون من شعورها بة قربه منها ورائحته التى غلفتها من كل اتجاه ترى عينيه تمر فوق ملامحها ببطءحتى توقفت فوق شفتيها يهمس بصوت اجش
= البوسة اللى فى هوا واللى كل واحدكان موجود اتمنى ساعتها انها تكون ليه
اتسعت عينيها تضع يدها فوق شفتيها بذعر تهز راسها كثير بالنفى تهمس من خلف كفها.

= محدش كان موجود غير مها وانا كنت بقصدها هى
تسمرت مكانها حين مد يده يزيح كفها عن فمها ينحنى مقتربا منها يهمس
= بس انا كنت موجود
شهقت بصدمة تبتعد عنه عدة خطوات بتعثر تنظر اليه بتوتر وخشية
لكنه لم يظهر عليه اى تاثر من صدمتها تلك تعود ملامحه الى الجدية مرة اخرى قائلا بصوت حازم و هادئ
= اللى حصل ده ميتكررش تانى
حد موجود او مش موجود متكررش مفهوم.

نطق كلمته الاخير بأمر قاطع فاسرعت تهز راسها له بتأكيد ليرجع الى مكتبه مرة اخرى جالسا براحة مشيرا لها بحركته المعتادة بالانصراف فتحركت ببطء هذه المرة تشعر بالارتعاش يسيطر على قدميها ليستوقفها صوته هذه المرة حين قال بصوت هادىء
= ومن هنا ورايح محدش يعملى قهوتى غيرك.

لتزداد ارتعاشة قدميها بشدة لكنها تدبرت ان تهز راسها بالايجاب دون ان تلتفت اليه تفتح الباب خارجة منه سريعا تغلقه خلفها بهدوء شديد تلتفت ناحية مكتب شاهى تجده فارغا منها لتحمد الله على عدم وجودها حتى تستعيد سيطرتها وانفاسها الهاربة منها.

جلست زينة فوق مكتبها تضع يدها فوق خدها باستسلام وملل فهى منذ الصباح لم تفعل شيئا يمت بعمل السكرترية بصلة سوى اعداد القهوة ان اعتبر هذا الامر من مهام عملها تجلس منذ الصباح تراقب تلك الشاهى تسير فى ارجاء المكنب بهمة ونشاط متجاهلة اياها تماما لكما لو كانت قطعة ديكور اضيفت حديثا الى مكتبها
زفرت زينة بحنق تكتف ذراعيها فوق صدرها بحنق فلتفتت اليها شاهى تسألها بخبث وتشفى.

= لو كنتى زهقانة تقدرى تقومى تعمليلى فنجان قهوة انا بحبها مظبوط
ثم رجعت بانتباهها الى الاوراق التى امامها مرة اخرى تاركة زينة تغلى من الغضب يكاد الدخان يتصاعد من اذنيها
نعم هى ومنذ الصباح لم تفعل شيئ سوى اعداد القهوة ولكن لرائف بيه فقط حتى اثناء زيارة بعض العملاء المكتب طلب بنفسه البوفية الخاص بالشركة لاعداد القهوة لهم وليس منها هى لتأتى تلك الشمطاء الان وتطلب منها هذا الطلب.

وقفت زينة بهدوء قائلة برقة وابتسامة صغيرة
= اعتقد ان البوفية مش بعيد عليكى ولو مش عارفة مكانه هو هناك اهو
اتبعت كلمتها تشير فعلا الى المكان المقصود بلطف
اخذ وجه شاهى بالاحمرار بشدة فعلمت زينة ان وقت انفجارها اصبح قريب.

لكن تأتى النجدة عن طريقه صوته الأتى من جهاز الاستدعاء الموضوع فوق مكتب شاهى فتجاهلته شاهى اول الامر تنظر الى زينة بغيظ وحنق حتى تعالى ندائه ولكن تلك المرة بقوة و حدة جعلتها تنتفض فى مكانها تجيبه بتلعثم
= اافندم، رائف بيه
اتى صوت رائف وهو مازال على حدته
= ابعتيلى الملفات اللى طلبت تجهزيها مع زينة حالا
اجابت شاهى سريعا تنهض من مقعدها وهى تجيب
= ثوانى وهجيب لحضرتك الملفات حالا.

هتفت رائف بصوت عالى نافذ الصبر وصل الى مسامع زينة التى توترت فور سماعها نطقه لاسمها
= قلت الملفات تيجيلى مع زينة يا شاهى
رفعت شاهى عينين مشتعلة بالغيظ الى زينة قائلة بصوت حمل مشاعرها تضعظ على كل حرف
= تمام يا فندم ثوانى وهيكونوا ادامك
امسكت شاهى بعدة ملفات امامها تمدها الى زينة تهتف بها حين وقفت زينة بتخشب لا تتحرك من مكانها
= خدى مش كنتى زهقانة اهو اخيرا بقى ليكى فايدة فى المكتب.

اخذت منها زينة الملفات تحتضنها اليها بقوة متجاهلة كلماتها تتجه الى باب مكتبه تتطرقه برقة لتأتيها الاجابة فورا.

فدخلت ببطء وخطوات متعثرة تنظر فى اتجاهه لكنها تلك المرة وجدته جالسا خلف مكتبه دون سترته يشمر ذراعى قميصه حتى منتصف ساعديه منهمك بكمومة من الاوارق امامه فوقفت مكانها فى انتظار اوامره ليمد لها يده دون ان يرفع راسه عن اوراقه فتقدمت منه بسرعة تعطيها له تلتفت للمغادرة فور ان امسك بها ليوقفها صوته يناديها بهدوء
= زينة تعاليلى هنا ثوانى.

ادركت زينة ماذا يعنى بكلمة هنا فقد كان يقصد بها الى جواره خلف المكتب حين اشارة لها بقلمه بلا اهتمام الى المكان المقصود
فحاولت ابتلاع لعابها بصعوبة وهى تتقدم اليه ببطء حتى وقفت الى جواره تبتعد عنه مسافة الى حد ما مقبولةبالنسبة لها.

لكنها ولاسف لم تكن كذلك بالنسبة له اذ رفع راسه عن اوراقه متنقلا بعينيه ما بين الفراغ بينهم وبين وجهها عدة مرات قبل ان يترك القلم من يده يتراجع فى مقعده بصمت عدة لحظات قبل ان يتحدث قائلا بتهكم
= والمفروض بقى هتساعدينى ازاى واحنا بينا شارع بالشكل ده
ليكمل حد بلهجة امرة
= قربى يا زينة خلينى اعرفك هتعملى ايه.

اقتربت منه باستسلام تتسارع دقات قلبها بصوت عالى تخشى سماعه بقربه الشديد هذا فاخدت تحاول تهدئة قلبها بمحاولة التنفس بعمق دون ان يلاحظ هو.

اخذ رائف يشرح عدة امور يريد منها ان تقوم بها لتغفل هى عن كل مايقوله تمرر عينيها فوق راسه المنحنى بشعره شديد السواد بلمعته الرائعة تصل بنظراتها تلك الى وجهه بملامحه الرائعة تراه مندمجا فى شرحه غافلا تمام عن شرودها به فاخدت تتابع حركة شفتيه اثناء حديثه دون ان تدرك حرفا واحدا مما يقال حتى فاقت على صوته يهتف بها
= زينة!انتى وافقة سرحانة فى ايه انا عمال اكلمك وانتى ولا هنا.

انتفضت مكانها وجنتيها مشتعلة بشدة من حرجها قائلة بتلعثم
= اسفة، جدا، اتفضل حضرتك، انا سمعاك
ظل رائف ينظر اليها بتركيز واهتمام عدة لحظات كانت هى خلالها تشعر باشتعال وجهها اكثر واكثر وارتجاف قدميها لاتحتمل ثقلها اثناء تفحصه ذلك لها لكنها حاولت ان تتظاهر بتماسكها حتى تحدث اخيرا يرجع باهتمامه للاوراق امامه مستأنفا شرحه لها لتتابعه محاولة التركيز معه حتى انتهى يسألها بهدوء.

= فهمتى يا زينة انا عاوز منك ايه؟
اسرعت تؤكد بهزة تأكيد من رأسها ليبتسم رائف برقة قائلا
= طيب يلا على مكتبك وساعة والورق يكون جاهز
ابتسمت هى الاخرى تسرع فى لملمة الاوراق من امامه فتسقط خصلات شعرها مع انحناء راسها كستار بينهم فلم تشعر باطراف انامله وهى تمر برقة فوقهم الاحين سألها بصوت متأمل
= لون شعرك ده طبيعى صح يا زبنة؟

التفتت اليه بوجهها سريعا مصدومة من سؤاله لتلتف خصلة من شعرها بين انامله نتيجة حركتها السريعة تلك لكنه لم يتحركها تنساب من بينهم بل امسك بها يتأملها يهمس بتحشرج كما لو كان لنفسه
= اكيد طبيعى استحالة لون بالجمال ده يكون مش طبيعى.

ارتبكت بشدة لدى سماعها همسه هذا تبتعد عنه سريعا لكن خصلتها المتشبث بها نزعت بعنف من بين انامله لتصرخ متألمة بضعف تمسك راسها لينهض هو سريعا مقتربا منها يحاول استطلاع ما حدث لها بمد يده لامساك براسها لكنها هذا المرة ابتعدت سريعا مسافة امنة تهتف بحزم
= محصلش حاجة انا كويسة وبعد اذنك ياريت اللى حصل ده متكررش تانى انا مبحبش حد يلمس شعرى.

التوت شفتيى رائف بتسلية يعاود الجلوس مرة اخرى فوق مقعده قائلا بادب شعرت هى به كانه استخفاف و سخرية منها
= اسف يا انسة زينة اوعدك مش هتتكرر تانى
بس اعذورينى مش كل يوم بشوف شعر باللون ده على الطبيعة
رفعت زينة ذقنها بكبرياء قائلا باقصى قدرة لديها على الجمود
= حصل خير مدام مش هتتكرر تانى بعد اذنك.

ثم التفتت تنوى المغادرة تلتف حول المكتب تسير بكبرياء تحت انظاره التى تتابعها بأهتمام حتى وصلت الى باب الخروج ما ان خطت خارجه حتى صدعت فى ارجاء الغرفة ضحتكه العالية بمرح فلم تشعرت الا وهى تصفق الباب خلفها بعنف غير مبالية بشيئ حتى ولو كان غضبه.
مرت الايام بزينة فى عملها هادئة سلسلة لكن لا تخلو من بعض مضايقات شاهى لها ولكنها استطاعت التعامل معها وايقافها عند حدها تتجنب اثارة المشاكل معها ولكن ما اثار قلقها وجعلها دائمة التوتر ليست شاعى ومضايقتها تلك بل تعاملها معه هو شخصيا فاوقات يكون تعامله معها رائع باروع صورة ممكنة بين رئيس ومساعدته لايمر يوم دون ان يقوم باسناد عمل لها وشرح كل ما قد يتوقف امامها من عقبات بهدوء وصبر شديد لكنه ايضا يشعرها بالتوتر عدم الراحة حين يطيل النظر لها بتأمل اثناء حديثهم معا او تعمده ان تتلامس اناملهم دائما فتسرى قشعريرة كالكهرباء فى جسدها اثر تلامسهم هذا تتركها منقطعة الانفاس تدرك بعلمه بما يفعله هذابها بابتسامته الصغيرة التى ترتسم فوق شفتيه فى كل مرة يقوم بفعلها تظهر على ملامحه التسلية من رؤيته لارتباكها هذا فتزاد ارتباكا وخجلا اكثر واكثر لاتدرى كيفة التصرف حينها.

تجهم وجهها وهى جالسة داخل المكتب الخالى من وجوده هو و شاهى والتى اعتذرت اليوم عن الحضور بدعوى اصابتها
بنزلة برد شديد جعلتها غير قادرة على الحضور هذا الصباح لكن لما تشعر زينة بانها ماهى الا محاولة منها لتوريطها واظهارها بمظهر الجاهلة التى لا تستطيع تحمل يوم عمل لوحدها.

وضعت يدها اسفل خدها زافرة بارتياح فاليوم ولحسن حظها يعتبر يوما هادئ نسبة للايام الماضية والتى كانت فيهم وتيرة العمل متسارعة محمومة لاتستطيع التخيل ان تمر بيوم مماثلا لهم وهى وحدها هنا دون وجود شاهى حتى ولو كانت لا تطيقها الا ان وجودها يبعث الاطمئنان بداخلها
افاقت من شرودها على صوت ياسر الحازم يسألها
= زينة حضرتى كل حاجة علشان اجتماع الساعة 3
نهضت زينة بتخبط من فوق مقعدها تصرخ برعب.

= اجتماع، اجتماع ايه انا معرفش حاجة عنه
اتسعت عينى ياسر يسألها بصدمة
= نعم يا انسة متعرفيش حاجة عنه ازاى اومال مين اللى يعرف
تلعثمت بكلماتها لاتدرى ماذا تقول حتى اتى صوته كالنجدة لها قائلا بحزم لا يقبل النقاش
= انتهينا يا ياسر خلاص عرفت واكيد هتقدر تظبط الامور قبل ميعاد الاجتماع
التفت اليه اربعة من الاعين المصدومة وصمت حاد ساد لعدة لحظات التفت خلاها ياسر يهتف به بذهول وسخط.

= انت بتقول ايه يا رائف امور ايه اللى هتظبطها وبعدين لما هى مش قد تمسك المكتب لوحدها كنت بتوافق لشاهى ليه على الاجازة وتسيب...
التمعت عينى رائف بنظرة يدركها ياسر جيدا ليتوقف عن باقى حديثه بغتة صامتا ثم يزفر بحدة يلتفت مغادرا قائلا بهمس
= انا فى مكتبى لحد وقت الاجتماع
فور مغادرته اسرعت زينة قائلة بلهفة الى رائف الملتف مراقبا لرحيل ياسر.

= صدقنى يا رائف بيه انا اول مرة اعرف بس احب اطمنك كل حاجة هتكون جاهزة وقت الاجتماع
التفت اليها رائف مبتسما قائلا برقة اذابتها
= وانا واثق من ده يا زينة ولو تحبى حد يساعدك انا هجيبلك..
قاطعته زينة قائلة بتأكيد وثقة
= لااا لاا ابدا انا قدر اجهز كل حاجة اطمن حضرتك
ازدات ابتسامته اتساعا قائلا باعجاب
= وده اللى متوقعه منك
ثم رجعت ملامحه للجدية قائلا
= انا هكون فى مكتب ياسر لو جد امور هتلاقينى هناك.

هزت زينة راسها بالموافقة تتابعه بعينها وهو يغادرا باعحاب متنهدة ببطء تشعر بالرفرفات فى قلبها كرقصات فراشة سعيدة.

تقدر تقول مالك كده ايه حكايتك مع البت دى
هتف ياسر بتلك الكلمات الى رائف المسترخى فوق مقعده ينظر اليه بهدوء جعل ياسر يصرخ بغضب
= رائف انت عارف انى ما بحبش الشغل العوج ولا...
نهض رائف سريعا فوق قدميه يصرخ به هو الاخر
= يااااسر حاسب على كلامك واعرف انت بتقول ايه انت عارف كويس انى مليش فى الكلام ده
زفر ياسر محاولا تهدئة غضبه سائلا له باستهجان.
= اومال نسمى حالك المقلوب معاها ده بايه انا عمرى ما شوفتك بالحال ده مع واحدة قبل كده غير مع...
صرخ رايف بوحشية مقاطعا حديثه
= ياااسر خلصنا من الموضوع ده ما تفتحش سيرته تانى وان كان على زينة بكرة هتعرف كل حاجة فى وقتها
ياسر بتوجس وخشية
= رائف اوع يكون اللى فى دماغى صح
ابتسم رائف ابتسامة بطيئة لم تظهر فى عينيه
= ايوه صح يا ياسر اللى بتفكر فيه واظن ده مش عيب ولا حرام
ياسر بتلعثم وارتباك.

= انا مقلتش كده بس ده قرار لازم تفكر فيه كويس قبل اى خطوة فيه
جلس رائف مرة اخرى فوق مقعده بارتياح يضع ساقا فوق اخرى قائلا بهدوء
= وانا فكرت كويس وعارف انا عاوز ايه
وقف ياسر ينظر اليه يزداد بداخله شعور ان هذا ليس كل مافى الامر مازال هناك لهذا الحديث بقية.

استغرقت زينة مع الوقت تعد الامور وتحضر لذلك الاجتماع بكل همة ونشاط تهتف بغيظ بدعاء اصبح يخرج منه فمها بتلقائية كلما وقفت عقبة امامهااو شيئ لا تستطيع التعامل معه
= اللهى اشوفك بتلفى زاى الفرخة المشوية على سيخ فى نار جهنم يا شاهى يابنت ام شاهى ياارب.

صدعت ضحكة رجولية عالية فى ارجاء الغرفة عقب كلماتها تلك علمت صاحبها دون ان تنظر خلفها من دقات قلبها المتسارعة فور سماعها تلك الضحكة الرجولية الجذابةلتسرع زينة فى النهوض واقفة بتخبط بعد ان كانت جالسة على عقبيها اسفل خزينة الملفات تبحث بداخلها عن ملف الصفقةالخاصة بالاجتماع لترتطم راسها بقوة باحدى ادارجها والتى نسيته مفتوح اثر استعجلالها صارخة بالم وهى تتراجع الى الخلف فيرتطم باطن ساقها باحدى حواف طاولة منخفضةخلفها فاخدت تصرخ بالم تقفز على قدم واحدة ليتقدم منها رائف يسألها بقلق.

= زينة انتى كويس؟ حصلك حاجة
اخذت تقفز على قدمها حتى وصلت الى مقعدها تجلس عليه تمسد مكان الارتطام تأن بألم فلم تنتبه لرائف وتقدمه منه حتى وجدته وقد جلس على عقبيه امامها يحاول الامساك بقدمها حتى يستطيع تفحص مكان اصابتها الا انها اسرعت بابعاد قدميها عن مرمى يده قائلا بارتباك
= مفيش داعى يا رائف بيه انا كويسة دى حاجة بسيطة
رفع رائف راسه اليها ناظرا اليها بحدة قائلا.

= زينة بلاش شغل عيال وسبينى اشوف ايه اللى حصل لرجلك
زينة بهدوء ولكن نبرتها حديثها تحمل التصميم من بين كلماتها
= وانا قلت لحضرتك انا كويسة ومفيش حاجة تستدعى كل القلق ده
ظل رائف ناظرا لها بصمت عينيه تتلون بانفعالات جمة لكنه لم ينطق بكلمة واحدة بل نهض من مكانه بصمت يقف يراقبها عدة لحظات حتى تحدث بهدوء وبوجه خالى من التعبير قائلا
= خلصى كل ترتباتك بخصوص الاجتماع وهاتيها وتعاليلى المكتب.

ثم التفت مغادر فى اتجاه مكتبه دون حرف زائد منه تاركا لها تنهض من مقعدها ناظرة فى اثره بتوجس وخشية تهمس لنفسها
= هو شكله يوم مش فايت من اوله هى كانت ناقصة زعله هو كمان علشان تكمل
اسرعت تكمل رافعة أنفها بانفة وحمية
=ما يزعل ولا هو حر قال يشوف رجلى قال احنا فين هنا
ثم التفتت تكمل عملها غير راغبة فى التفكير فى عواقب اغضابها له حتى لا يزداد توترها ولتترك كل شيئ فى حينه لمعالجته.

بينما زينة جالسة تدون سريعا ما يدور فى الاجتماع تتحاشى النظر نهائيا الى رائف الجالس باسترخاء فوق مقعده يدير بين انامله قلمه يعطى له اهتمامه ويجلس على يمينه ياسر والذى اخذ يتابع باهتمام بينما مندوب الشركة الاخرى يناقش بحماس مميزات وبنود العقد بينهم حتى اعتدل رائف مقاطعا اياه تاركا القلم من بين اصابعه وهو يسأله بهدوء شديد.

= كل ده كويس اوووى بس بخصوص البند رقم عشرة اللى مصممين انما نضيف للعقد مع ان ده مكنش اتفقنا فى اول اجتماع لينا تقدر تفسرهولى
اخذ وجه الرجل والذى اصبح فجاءة شديد الاحمرار غارقا بعرقه ينظر الى الرجل الاخر معه بارتباك كما لو كان ينشد من العون ليهب الرجل الاخر فورا لمساعدته قائلا بثقة وهدوء
= ده بند للأمان يا رائف بيه واظن ده من حقنا
نهض رائف واقفا من مقعده قائلا بهدوء صارم.

= حقكم طبعا زاى ماهو من حقى انى ارفض اى تعامل مع شركتكم الاجتماع انتهى يا سادة
نهض الرجلين بلهفة يتحدثان فى وقت واحد فى محاولة لاثناء رائف عن قراره لكنه التفت الى ياسر العابس بشدة قائلا بصوت حاسم لايقبل المناقشة
= ياسر وصل الاساتذة.

ظهر ملامح البهوت والخسارة على وجه الرجلين مستسلمين لقرار رائف الحازم والذى اخذ يتابع رحيلهم بعينين شديد البرودة عدة لحظات ثم يلتفت الى زينة والتى وقفت هى الاخرى بارتباك لاتدرى كيفية التصرف بعد ما حدث و ماالذى قلب الطاولة فجاءة بتلك الطريقة تسمعه يحدثها بحزم وشدة
= كل حاجة تخص الاجتماع ده تتطبع وتتحفظ واياك اسال عليها فى اى وقت ملقهاش مفهوم.

هزت زينة راسها ببطء تهمس بصوت متحشرج بالموافقة ليدخل ياسر بعدها فورا الغرفة يهتف بعصبية
= ايه اللى عملته ده يا رائف مش ده اللى اتفقنا عليه انت عارف احنا خسرنا اد ايه برفضنا الصفقة دى
صرخ رائف يجيبه وقد كان من الواضح انهما الاثنين نسى وجودها معهم قائلا بعضب
= ولو كانت الخسارة ملايين مش هغير رائى ياياسر ولو انت مش عارف ليه يبقى فوق يا ياسر بيه وفكر تانى كويس
شحبت ملامح ياسر بشدة يسأله بتوجس.

= تقصد انهم تبع...
ضحك رائف بشراسة يهتف بعدها يدير ظهره لهم
= صحى النوم يا بيه طبعا تبعه اومال تقدر تفهمنى كان يقصدوا ايه بالبند اللى اتحط فى اخر لحظة ده ومعناه ايه
تلعثم ياسر قائلا
= انا، افتكرت انه فعلا للأمان مش اكتر.

التفت اليه رائف بغتة بعينين شديدة الاحمرار ووجه تكاد تنفجر شرياينه من شدة غضبه حتى خشيت عليه زينة الواقفة تتابع ما يحدث بصمت وعينين متسعة بذهول ان يصيبه شيئ من جراء غضبه هذا وهى تسمعه يهتف بشراسة
= امان لمين! بند عاوزين بيه يكون ليهم الحق يختاروا طرف تالت كشريك يكمل معانا الصفقة يبقى ده معناه يا ايه لو كلامى مش صح
ياسر فى محاولة لاقناعه.

= وليه متقولش انهم خايفين يخسروا شركة زينا وعاوزين يوفوا الالتزم معانا مهما كانت الطريقة
هدر صوت رائف بغضب هاتفا باسم ياسر ليوقفه عن الكلام قائلا
= خلصنا خلاص انا قلت اللى عندى وانا عارف بعمل ايه وبكرة تعرف كلام مين فينا اللى صح
زفر ياسر قائلا بهدوء وهو يقترب منه فى محاولة لتهدئته
اهدى يا رائف خلاص الموضوع انتهى وانا حالا هروح اجيب اصل الليلة دى كلها بس حاول تهدى وبلاش انفعال بالشكل ده.

زفر رائف فى محاولة لتهدئه النار المستعير بداخله لكنه فشل ليفح من بين اسنانه
= عارف لو اتاكد انه هو اللى وراهم ورحمة امى مانا سيبه المرة دى وهعرفه مين هو رائف الحديدى اللى عاوز يلعب معاه من جديد.

هز ياسر راسه بفقدان امل يعلم ان اى محاولة لتهدئته الان سوف تبوء بالفشل لذا فضل الصمت فى تلك اللحظة يلتفت الى الجهة المقابلة فيلمح زينة الواقفة بذهول يدرك باستماعها لكل ما حدث فكاد ان يأنبها بشدة لوقفها بتلك الطريقة لكنه سيطر على نفسه يعلمها بانه ليس لها ذنب فهى لم يقم احد منهم بصرفها فحدثها بصوت حاول جعله هادىء
= زينة يا لو سمحتى روحى اعملى فنجان قهوة لرائف بيه.

اسرعت تهز راسها بالموافقة تلتفت باتجاه رائف فتجد جالسا فوق مقعده مغلق العينين لكنه تنفسه عالى سريع الوتيرة ووجه شديد الاحمرار فاسرعت تترك ما بيدها مغادرة لتنفيذ ما طلب منها تاركة خلفها اجواء شديدة السخونة.
دلفت الى داخل الغرفة بعد دقة خفيفة منها على بابها تحمل بين يديها كوب يحتوى على عصير متجهه ناحية الى المكتب ولكنها توقفت بغتة وهى ترى المقعد خلفه خاليا من صاحبه فاخذت تنظر فى انحاء الغرفة الواسعة فيستقر بصرها على الاريكة تراه مستلقى فوقها فاخذت بالاقتراب بخطوات هادئة حذرة تضع ما بيدها فوق طاولة مجاورة ثم تقف عدة لحظات مراقبة له تراه وقد خلع جاكيت بذلته وفتح اكثر من زر فى قميصه مغمض العينين ذراعه تتدلى جواره فعلمت باستغراق فى النوم لتتحرك بهدوء تحاول المغادرة لكنها تسمرت فى مكانها حين تحدث بصوت هامس.

= جبتى القهوة
زينة باكبر قدر من الهدوء استطاعت استدعاءه
= انا جبت لحضرتك عصير افضل من القهوة ف...
قطعت حديثها حين راته ينهض سريعا جالسا ينظر لها بغضب
= ومين قالك تتصرفى بمزاجك عيل صغير انا علشان تشربينى على مزاجك
شحب وجهها بشدة يظهر الارتباك فى كلماتها والتى اخذت تخرج من فمها بصعوبة
= انا اسفة، انا مقصدش كده، ثوانى هغيرها.

وانحنت تمسك بالكوب مرة اخرى ولكن توقفت يدها فى منتصف الطريق حين قبض بيده عليها بشدة ضاغطا فوقها بقوة جعلتها تصرخ من الالم لكنه لم يهتز لثانية بل زاد من ضغط حتى شعرت ان اصابعها تكاد تنخلع فى قبضته تتقافز الدموع فى عينيها من شدة الالم فاخذت تحاول جذب يدها من بين اصابعه القابضة بقوة تنظر اليه برعب فوجدته ينظر اليها بعينين لا ترى امامها من شدة عضبها لكنها شعرت بانه ليس موجها اليها هى بل هذه وسيلته لتفريغ ذلك الغضب من داخله.

لذلك حاولت التحدث بصوت حاولت جعله ثابت برغم المها والدموع بعينيها قائلة بتحشرج
= سيب ايدى يا رائف بيه
وحين لم يتحرك فى وجهه شيئ يدل عل سماعه لها كررت ندائها مرة اخرى ولكن بصوت لم تستطع السيطرةهذه المرة على بكاءها والمها فيه فترك يدها ببطء ينظر اليها بشرود كمن كان بداخل دوامة يهز راسه بشدة هامسا بخشونة
= اخرجى بره حالا ومدخليش حد عليا لحد ما اقولك.

اسرعت زينة بالتحرك يأتى اليها امره كطوق نجاة تسرع فى الهروب باتجاه الباب تخرج منه سريعا تغلقه خلفها بقوة تشعر به بينهم كحاجز امان حتى ولو كان واهن الا انه يشعرها بالحماية.

ظلت جالسة فى مقعدها تزاول عملها الية وشرود تقفز فزعا كلما تعالى صوت الهاتف ظنا منها انه هو مين يقوم باستدعائها اليه حتى مر اليوم دون ان يطلبها مرة واحدة ولكنها حمد الله على ذلك ولمرور اليوم على خير غير راغبة باى احتكاك اخر به فى الوقت الحاضر حتى اتى موعد انصرافها فاخذت ترتب مكتبها من حولها ببطء تؤجل لحظة دخولها اليه لاعلامه بانصرافها فظلت على هذا الحال لعدة دقائق ثم تنهدت بيأس حين لم تجد شيئ تفعله فتنفست ببطء تحاول تهدئة ضربات قلبها المتسارعة بقوة تتقدم الى بابه بقدم وتأخر الاخرى.

دقت على الباب دقة ضعيفة تتمنى الا يسمعها حينها ستفر هاربة غير مبالية بشيئ وقد فعلت ما عليها لكن تأتى اجابته القوية محطمة تلك الامال لتفتح الباب تدلف الى الداخل متقدمة بخطوات بطيئة تجده جالسا هذه المرة فوق مقعده خلف مكتبه مسترخيا براحة يتابع تقدمها بعينين ضيقة وحاجبين معقودين بحدة حتى وقفت امامه تهمس بارتعاش
= اسفة على ازعاج حضرتك بس دهميعاد خروجى وجيت استاااااااا...

اخذت تمط فى حروف كلماتها بتوجس وهى تتابعه بعينيها بخشية ينهض من مكانه ملتفتا فى اتجاهها يقف امامها مباشرا ولكن وما صدمها وجعل عينيها تكاد تخرج من محجريهما من الرعب حين مد يده باتجاهها لتقفز مبتعدة تشهق بخوف لكنه اوقف تراجعها ممسكا بيدها يجذبها برقة بأتجاهه تطاوعه قدميها دون ارادة منها ولصدمتها احنى راسه يمسك بيدها التى سبق له بالضغط عليها لحظة غضبه يضعهابين كفه يتفحصها باهتمام وقد اصبح بلونها ازرق باهت تطبع فوقها اثار اصابعه بوضوح فارتعشت بقوة وهى تشعر بانامل يده الاخرى تمر فوقها برقة تتحسسها بحنان لعدة لحظات مرت عليها كدهر وهى تشعر بتلك الانامل تمر بنعومة فوق بشرة يدها فاخذت ترتجف بقوة تحاول الحديث اكثر من مرة حتى توقفه عن ذلك لكن لم تطاوعها شفتيها بالتحرك تشعر بها ثقيلة.

سمعته يهمس بشيئ كما لو كان سباب موجه له يحنى راسه فجاءة رافعا اناملها الى شفتيه يقبلها برقة شديدة جعلتها تتسمر مكانها تراقب راسه ذو الشعر الاسود منحينا امامها بتلك الطريقة
مرت تلك اللحظة كانها الدهر حتى رفع وجهه اليها ببطء ينظر فى عينيها هامسا هذه المرة لها بكلمة واحدة لم تتخيلهاان ينطق بها فى اقصى احلامها جنونا لتجعلها متسعة العينين بذهول وصدمة فور خروجها من بين شفتيه ناطقا بها
= زينة تتجوزينى!
وقفت زينة بعد نطقه لتلك الكلمات الصادمة تنظر اليه ببلاهة متسعة العينين ثم فجاءة كلما لو ضربتها صاعقة جعلتها تفيق من ذهولها هذا تهتف به بغضب غير عابئة بشيئ
= لو كنت فاهم انى علشان محتاجة الشغل ده هقبل منك اى حاجة او كلام وابقى حاجة تتسلى بيها على حسابى وتطلع من حالتك اللى كنت عليها دى تبقى غلطان وانا استحالة اقعد فى الشركة دى دقيقة واحدة.

لتلتفت بعنف تنتوى المغادرة ولكن اسرعت يديه تمد اليها تجذبها من ذراعها تلفها اليه وتثبتها مكانها فزاخذت تحاول جذب ذراعها من يده بقوة وغضب هستيرى تتطاير خصلات شعرها حول وجهها بعد ان انفلت من عقاله وعند فشلها حتى فى ابعاده انشا واحدا رفعت عينيها وبراكين غضبها تتقاذف بحممها باتجاهه لكنه لم يكترث ولو لثانية بل اخذ ينظر اليها بابتسامة صغيرة تشق شفتيه جعلتها رؤيتها لها تزداد غضبا فهمست تضغط على كل حرف من حروف كلماتها الخارجة بفحيح من بين شفتيها.

= سيب ايدى حالا متخلنيش اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين
اتسعت ابتسامة رائف فوق شفتيه تطل من عينيه نظرة اعجاب بينما يده تجذبها اليه ببطء هامسا بتسلية
= وياترى اى هى الحاجة دى يا زينة هتضربينى مثلا.

اثارتها كلماته شعرت بها كأستهزاء منه لها فلم تشعر الا وكف ذراعها الحر تترتفع باتجاه وجهه تنتوى صفعه وبقوة عقابا له الا انها توقفت فى الهوا مرتطمة بيده موقفا اياها فى منتصف الطريق الى هدفها يلويهامع يدها الاخرى خلف ظهرها بقوة جعلتها تشهق برعب وصدمة حين ارتطمت بصدره العريض جراء حركته تلك فاخذت تتلوى بين ذراعيه تحاول الافلات منه لكنه زاد من تقريبها اليها حتى اصبح لايفصل بينهم انشا واحد.

سرت القشعريرة بين جسدها حين قرب وجهه منها هامسا بجوار اذنها بنعومة
= يا ترى كل واحد طلبك ايدك للجواز كان ده نفسه مصيره ولا انا اول واحد انول الشرف ده
ابعدت وجهها عنه سريعا تحاول التحدث بعقلانية
= لو سمحت يا رائف بيه سيبنى واعتقد كفاية اللى حصل لحد كده واظن انك اتسليت كفاية.

قبض رائف على يديها الاثنتان بيدا واحدة منه بينما يده الحرة رفعها الى وجهها يبعد عنه خصلاتها المتناثرة بجنون حول وجهها اثر مقاومتها له يهمس برقة اذابتها زعم محاولاتها الا تتأثر به
= مين قال انى عاوز اتسلى انا بجد بتقدملك وعاوز اتجوزك واظن انك المفروض كنتى تفهمى من بدرى انك عندى غير اى حد من اول يوم ليكى هنا لما عملت علشانك تصرفات استحالة كنت اعملها مع حد غيرك.

تراخ جسدها ببن ذراعيه فور نطقه بتلك الكلمات تنظر اليه بعيون متسعة يزايد صفائهم فى تلك اللحظة اثر مشاعرها التى اخذت تموج بداخلها بعنف ليراقبها هو مبهورا فى تلك اللحظة يهمس بصوت اجش
= تعرفى ان اول حاجة شدتنى ليكى كانت عنيكى وجمالهم وكنت كل يوم لازم اتاكد انى اشوفهم وابدء يومى بجمالهم.

اخذ شعورها بالخجل يزحف الى وجهها رغما عنها مشعلا وجنتيها بالاحمرار من جراء كلماته تلك والتى تسمعها للمرة الاولى بحياتها ليكمل على المتبقى من مقاومتها حين قرب وجهه منها يهمس برقة
= كل حاجة فيكى شدتنى ليكى من اول يوم يا زينة حتى اسمك ليه طعم تانى لما بنطقه علشان هو اسمك بس
تركها فجاءة يفك حصار يديها من بين قبضته ينظر اليها وهى تقف مكانها بذهول لاتتحرك مبتعدة عنه قائلا بهدوء.

= انا مش عاوز رد دلوقت وخدى كل الوقت اللى يلزمك علشان تفكرى وانا هستناكى واتاكدى مهما كان ردك مش هيغير شيئ من وضعك فى الشركة بس انا ليه طلب عندك
رفعت عينيها بتساؤل له تستغرب نبرة الرجاء فى صوته
= ياريت محدش يعرف عن طلبى ده حاجة علشان وضعى فى الشركة فحالة رفضك
اما لو اوافقتى وده اللى بتمناه طبعا فى الحالة دى هعلن خطوبتنا للكل اتفقنا يا زينة
هزت زينة راسها بالموافقة ليحدثها هو برقة.

= تقدرى تمشى دلوقت وهستنى ردك عليا
تحركت من مكانها باقدام ثقيلة مرتعشة حتى خرجت من مكتبه لتسير بأليه لا تدرى كيف وصلت الى منزلها فقد كانت تهيم بداخل افكارها مبتعدة بها عن كل شيئ حولها لا تفكر سوى به وبطلبه الصادم فقط.
ظلت على حالتها الشاردة هذه طيلة اليومين الماضيين تتصرف بأليه فى عملها ليلاحظ الجميع حالتها الشاردة هذه حتى مها التى حاولت كثيرا معرفة ما بها لتقابل زينة محاولاتها هذه باعذار واهية لم تنطلى عليها لكنها فضلت الصمت لا تريد تلضغط عليهاعلى امل ان تأتى هى لها فى وقت ما تحكى لها عما بها.

اما شاهى فقد لاحظت شرودها هذا اثناء العمل لتحاول استغلال ذلك لصالحها فاخذت تحاول اسقاطها فى اكثر من غلطة ولكن الامر كان يمر بسلام كل مرة الا حين سألتها عن احدى الملفات ولان زينة فى حالة شرودها هذا لم تدرى فى اى وقت قد اخذته منها فحاولت البحث عنه فى ارجاء المكتب تحت انظار شاهى الغاضبة والتى اخذت تصيح بعنف كأنها تتعمد ان يصل صوتها الى ذلك الجالس بمكتبه بغية خروجه لهم لتنجح فعلا محاولتها حين فتح باب مكتبه يظهر من خلاله بجسده الطويل وقد ارتدى احدى قمصانه ذات اللون الاسود والذى زاد من جاذبيته يهتف بهم بعضب.

= ايه اللى بيحصل هنا بالظبط مكتب ده ولا سوق
اسرعت شاهى بأتجاهه تهتف بهستريا مبالغ فيها
= اسفة يارائف بيه على ازعاجك بس الهانم ضيعت ملف الجمارك وبنلف عليه من الصبح فى المكتب كله مش لاقينه
نظر رائف باتجاه زينة الواقفة بارتباك وحيرة عدة لحظات بصمت قبل ان يسألها بهدوء
= مش فاكرة حطيتى الملف فين يا زينة.

هزت زينة راسها بالنفى بذعر تحت انظار شاهى المذهولة من هدوء رائف فى امر كهذا فليس من عادته ان يتهاون مع اى اهماله من اى كان وليسقط فكها ببلاهة وهى تسمعه يحدث تلك الفتاة برقة ونبرة مطمئنة
= طيب تعالى شوفيه فى مكتبى جوه يمكن جه بالغلط مع الملفات الصبح.

تقدمت زينة الى مكان وقوفه امام الباب فى تقف فى انتظار دخوله لكنه وقف مكانه ينظر اليها عدة دقائق باعثا الاضطراب فى كل خلايا جسدها قبل ان يفسح لها المجال لتتقدمه الى الداخل ثم يلتفت الى شاهى الذاهلة قائلا بصرامة
= دورى انتى عندك يا شاهى ولو لقتيه ادينى خبر
ليدلف الى الداخل يغلق الباب خلفه باحكام فى وجه تلك الذاهلة والتى ما ان سمعت صوت اغلاق الباب فتخرج من حالة الذهول التى تملكتها تهتف بعضب وغل.

= البت دى ايه وطلعتلى من انهى داهية خلاص مش عارفة اخلص منها.

بداخل فيلا فريد شكرى
جلس داخل غرفة الاستقبال يتحدث فى هاتفه هاتفا بغضب
= ماهو لازم يكشفكم علشان انا مشغل معايا شوية اغبية المرة دى فيها قطع رقبيكم لو كشف انكم تبعى ظبط امورك وكلمنى بعدها
فورانهاءه المكالمة يلقى بالهاتف بغضب صدعت ضحكة ساخرة ليزفر بغضب فور سماعه لها والى خطواتها المقربة منه يغمض عينيه بنفاذ صبر فور سماعه صوتها الشامت
= قولى يا حبيبى ده القلم الكام من رائف ليك.

ظل فريد على صمته لايريد ان ينجر الى ماتريده لكنه لم يحتمل الصمود طويلا حين قالت باستهزاء
= قول يا حبيبى متتكسفش ولا بطلت تعد من كتر ما الاقلام نازله على وشك
نهض فريد من مقعده فور انتهاءها من كلماتها الهازئة يمسك بزراعها ضاغطا فوقه بعنف لكنها وبرغم المها ظلت تبتسم بسخرية لتهيج بداخله مشاعر الغضب والغل قائلا بهسيس
= تعرفى هتيجى فى مرة وبسبب لسانك ده وهطلع روحك فى ايدى وساعتها ابقى خلى حبيب القلب ينفعك.

سهيلة بسخرية رغم خوفها الظاهر فى عينيها
= لو راجل اعملها ساعتها هخلص منك ومن قرف حياتى معاك
التمعت عينى فريد بحقد قائلا وهو يجذبها اكثر من ذراعها لتأن بألم
= حياتك معايا دلوقت بقت قرف يا بنت الحسب والنسب بعد ما حبيب القلب رجع اغنى واغنى وبقى صيد مش قليل مش كده يا مراتى يا حلوة
اغمضت سهيلة عينيها بألم ترفض الرد عليه ليكمل هو بغل وعينين مشتعلة بحقد دفين سنين وسنين
= بس انا هقولك نصيحة منى واسمعيها كويس.

متتسرعيش اوووى وترمى كل ورقك عليه عارفة ليه علشان زاى ما فلسته مرة زمان وخليته ميسواش مليم هفضل وراه دلوقت لحد ما ارجعه تانى للكان عليه
ترك ذراعها يدفعها عنه لترتطم بالمقعد خلفها تسقط عليه شاهقة بألم لكنها نهضت سريعا تصرخ به بشراسة هى تراه مغادرا
= وانا بقولك يا فريد مش هتقدر تعملها سامعنى يا فريد مش هتقدر ولو حتى عملت ايه مش هتقدر.

جلست مرة اخرى فوق المقعد خلفها بجسد هامد تغرق فيه لاعنة لحظها وغباءها الذى جعلها تتخلى عن رائف لستبدله بهذا الاحمق المتكبر.

جلست تتذكر كيف اوقعها غباءها فى هذا الخطا ليعود بها الزمن للوراء عدة سنوات بعد ترك رائف لمنزله بعد وفاة والدته مقررا التخلى عن جميع اموال والده مبتعدا عن كل ما يربطه به حاولت هى اثناءه كثيرا عن هذا الامر وقد كانت وقتها تربطها به علاقة حب دامت اكثر من سنتين لا تنكر ان جزء من اسباب وقعها فى غرامه وقتها انه ابن رجل الاعمال سليمان الحديدى وحين اخذ هذا القرار شعرت بان حزء كبير من اخلامها تهدم مع هذا القرار لكنها لم تستطع مصارحته بهذا وحين فشلت كل محاولاتها معه قرر رائف فتح شركة صغيرة مع اصدقاء عمره فريد وياسر متستغلا جزءا من ميراثه من والدته لعمل تلك الشركة لتنموا الاعمال سريعا ويذيع صيت الشركة بين دنيا الاعمال فى وقت قصير فشعرت وقتها بانها لم تخسر الكثير بتخلى رائف عن اموال والده فها هو اصبح هو الاخر من رجال الاعمال ومستعدا لتحقيق كل احلامها فقد عاشقا بل متيما بها وهى اعلم الناس بهذا.

لكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن فلم يستطع سليمان الحديدى ان يعلو صيت ابنه فى دنيا الاعمال بعيدا عنه مستغلا نقطة ضعف لم ينتبه لها رائف ابدا هى صديق عمره.
فريد بحقد وغيرته الشديدة من رائف متفقا معه على ايقاع الشركة وتوريطها فى صفقة مشبوهة انهت على الشركة فى لمح البصر وتوريط رائف الى حد انه كان مهددا بالسجن لولا تدخل والده من خلف الكواليس ناهيا هذا التهديد بنفوذه تماما لكن امر كهذا لم يمر مرور الكرام وقضى نهائيا على الشركة تاركا رائف على حافة الافلاس ليسرع فريد تارك المركب قبل غرقها فى تلك الاثناء كانت علاقتها برائف فى اشد لحظاتها فهى لم تتحمل ان يعودا الى نقطة الصفر مرة اخرى لتطلب منه مرة اخرى العودة الى والده والعمل معه مرة اخرى ليشب بينهم خلاف شديد هددته خلاله اما والعودة الى والده او علاقتهم وانهاءها يومها رأت فى عينيه نظرة تجمع ما بين خيبة الامل والالم لكنها لم تعيرها انتباها او قررت تجاهلها تاركة له فترة من الزمن ترفض رؤيته حتى تصغط اكثر عليها فى تلك الاثناء التف حولها فريد كما الحية يرمى فوق مسامعها بكل انواع الغزل والوعود بحياة رغدة معه محققا كل احلامها خاصا بعد قيامه بفتح شركته الخاصة بثمن خيانته لصديقه وبرغم علمها بكل ما فعله الا انه رأى منها اذانا صاغية تحلم معه بكل بوعوده لها بحياة ولا الاميرات لتوافق على عرضه للزواج فورا خاصا بعد يأسها من عودة رائف الى والده وامواله.

زفرت ببطء تعود من رحلة ذكرياتها تلعن نفسها الف مرة على غباءها وقتها ولكن كيف لها ان تعلم ان رائف لن يستلم وسيعود للوقوف سريعا فى سوق المال اقوى مما سبق دون اى مساعدة والده لتقرر الذهاب اليه وطلب الصفح منه لكن لم تجد منه غير اذان صماء وبرود لكنها لم ولن تستسلم خاصا بعد علمها بانه وبرغم كل شيئ مما مضى اصبح هو الوريث الوحيد لكل اموال سليمان الحديدى ليزيدها هذا تصميما ان تحارب من اجل اعادته مرة اخرى لها فهى اعلم الناس بمدى عشقه وحبه لها وعدم استطاعته الصمود امامها طويلا.

وقفت زينة تبحث بين كومة الملفات الموضوعة فوق المكتب امامه
بارتباك وتخبط مدركة لنظراته المراقبة لكل حركة منها لتزداد ارتباكا وتخبط من جراء تلك النظرات لكنها حاولت تجاهلها تبحث بذهن شارد وايدى مرتعشة عما تريد حتى وصلت الى اذانها المتربصة لاقل حركة منه همسه الرقيق باسمها.

وجدت نفسها ترفع اليه راسها كما لو كانت لا تملك ادنى تحكم بها رغم رفضها عدم النظر اليه لتزداد ضربات قلبها عنفا حين رات تلك الابتسامة الحنون الموجهه لها يسألها بهدوء
= فكرتى يا زينة فى طلبى
اسرعت تخفض راسها بخجل لا تقوى على النظر اليه ليكمل هو برقة
= عارف انى قلتلك انى هسيبك تفكرى بس اعتقد ان يومين كفاية علشان تقدرى توصلى لقرار.

ظل الصمت سائد بعد كلماته تلك لينهض واقفا من فوق مقعده يقترب منها حتى اصبح امامها تماما وهى مازالت تخفض راسها خجلا فلم ترى انامله التى امتدت الى ذقنها ترفعه اليه برقة مناديا لاسمها بنرة عذبة اذابت قلبها معها يسالها مرة اخرى ولكن هذه المرة بتصميم وعينيه تأسر عينيها بقوة فلم تجد معها المقدرة سوى بأن تهز راسها له بالايجاب ليسألها بلهفة لم يستطع اخفاءها
= طيب وايه هو يا زينة ممكن اعرفه دلوقت.

اخذت تحاول بلع ريقها تشعر بنيران فى وجنتيها من شدة خجلها وارتباكها تحرك شفتيها ولكن لا يصدر منها اى صوت ليحاول هو مساعدة هامسا باسمها برقة لتشجيعها على الحديث فاخذت نفس سريع متعثر تهز راسها بالايجاب هامسة بخجل
= انا موافقة على طلبك
زفر رائف براحة يهمس لها بحنان
= متعرفيش انتى خلتينى سعيد اد ايه فى اللحظة دى واوعد...

قاطع حديثه دقات سريعة فوق الباب تدلف شاهى بعدها فورا دون انتظار لرده لتقف تنقل نظراتها بينهم تلاحظ تقاربهم الشديد واشتعال وجنتى زينة وعينيها اللامعة لتهتف بصوت اشبه بالصراخ
= انا لقيت خلاص الملف يا رائف بيه وكنت بستاذن حضرتك انى محتاجة زينة معايا علشان نقدر نرجع كلةحاحة مكانها قبل ميعاد الانصراف
زفر رائف بقلة صبر وهو يعود الى مقعده يهتف بها.

= ولما هو كان بره من الاول كان لازمتها ايه كل الدوشة اللى عملتيها يا شاهى
حاولت شاهى الاعتراض تهتف بحنق
= انا مليش ذنب الملف كان مسئولية زينة وهى اللى...
انهى رائف حديثها قائلا بحزم
= خلاص يا شاهى انتهينا واتفضلى انتى وزينة هتحصلك.

ترددت شاهى امام الباب انظارها معلقة فوق زينة الواقفة بخجل تشعر ان هناك مايدور بين هذان الاثنين اكثر من موضوع الملف فى تلك اللحظة لكنها التفتت تخرج سريعا حين هتف رائف بحزم باسمها تغلق الباب خلفها مرة اخرى ليلتفت رائف فور الى زينةقائلا باسف
= الظاهر مش هينفع نكمل كلامنا دلوقت وكمان عارف ومتأكد انك استحالة توافقى نتقابل بره الشركة يبقى ايه العمل
هزت زينة كتفها بقلة حيلة ليقول رائف زافرا باستسلام.

= مفيش حل غير اننا نستنى لبكرة بس هنكون فى نفس الدايرة ومش هنعرف نتكلم وبصراحة كمان انا مش هقدر استنى لبكرة
صمت للحظات مفكرا وقفت هى خلالهم تتابعه وعينيها تشع بفرحة اضاءت وجهها مبتسمة برقة وهى تراقب انعقاد حاجبيه بشدة يدير القلم بين انامله فى حركة باتت تعرفها عنه دليلا على تفكيره العميق شاردة تماما فى تأمله بأعجاب شديد.

رفع رائف راسه يهتف بانتصار لكنه توقف عما نوى قوله وهو يشاهدها تقف تتامله بتلك الطريقة ترتسمة ابتسامة ضعيفة فوق زواية شفتيه مقتربا منها هامسا
= زينة! لو فضلتى باصة ليا كده انا هنسى انا عاوز اقول ايه يمكن انسى انا مين وفين اصلا فبلاش علشان خاطرى
ارتبكت زينة مبتعدة عنه بتخبط تتلعثم وقد ازدادت وجنتيها اشتعالا
= انا، اصلا، انا هروح اشوف، شاهى عاوزة ايه.

التفتت ناحية الباب تسير ناحيته بخطوات سريعة ليوقفها صوته الهامس باسمها يعلمها برقة
= زينة. لسه كلامنا مخلصش ولازم نكمله النهاردة اتفقنا.
هزت زينة رأسها بالموافقة ليكمل رائف بسرور
= يبقى كده تمام وانا هتصرف.
ابتسمت زينة بسعادة قبل تقول بلهفة
= اروح اشوف شغلى بعد اذن حضرتك.

اسرعت فى خطاها فى اتجاه الباب تتابعها عينيه حتى وصلت يديها الى مقبض الباب ليوقفها صوت القوى مناديا بأسمها مرة اخرى فتلتفت اليه بلهفة ليقول برقة اضاعت احدى دقات قلبها
= انا هستنى كلامنا سوا بفارغ الصبر
ابتسمت رغما عنها ابتسامة اضاءت كل وجهها لتجعل اكثر جمال تهمس هى الاخرى
= وانا كمان.

ثم اسرعت بفتح الباب بتخبط تخرج منه وهى شاعرة بروحها خفيفة كفراشة صغيرة ترتسم السعادة على كل محياها غير واعية لتلك الجالسة تراقب حالتها تلك بعينين حادتين كعين الصقر.
مرت ساعتين منذ حديثها مع رائف جلست خلالهم زينة تشعر بتصاعد توترها وقلقها كلما مر الوقت دون ان يقوم رائف باستدعائها وهى من ظنت بانه سينتهز اى فرصة لاستدعائها مرة اخرى قبل انتهاء الدوام لاستئناف حديثهم المؤجل ولكن هاهو مر الكثير من الوقت دون اى جديد
خرجت تنهيدة صغيرة منها لكنها كانت كفيلة لتلك الجالسة مراقبة لها بحدة واهتمام منذ خروجها من مكتبه فى وقت سابق تسألها بتوتر لم تستطيع اخفاءه.

= انتى ايه حكايتك بالظبط قاعدة سرحانة وقلقانة كده ليه؟
تجاهلت زينة حديثها تنظر الى احدى الملفات امامها دون ان تعيرها اهتمام مما جعل شاهى تستشيط غضبا ناهضة من مقعدها تصرخ غير عابئة بشيىء
= انا مش بكلمك؟ انتى نستى نفسك ولا ايه هنا علشان تعملى معايا انا شاهى عثمان كده
رفعت زينة راسها ببطء قائلة بصوت خفيض هادىء.

= لا مانستش زاى ما برضه مانستش انى زاى زيك هنا فى المكتب ده وانا وانتى شغالين فى نفس الشركة ومفيش حد احسن من حد
انفجر وجهه شاهى باللون الاحمر تكاد عروقها ان تنفجر من شدة غضبها تهم برد قاسى لكن تأتى المقاطعة مرة اخرى من رائف الذى فتح بابه بعنف يهتف
= لاا ماهو ده مابقاش مكتب خلاص علشان كل شوية يحصل المنظر ده هنا. ايه اللى بيحصل هنا بالظبط.

صرخ بجملته الاخيرة بصوت غاضب هز ارجاء المكان لتنتفض زينة وشاهى برعب على حد سواء جراء رؤيتهم لغضبه العاصف هذا ولكن اسرعت شاهى بتمالك نفسها تسير فى اتجاهه راسمة على وجهها ملامح الاسف قائلة
= ابدا يا فندم بس زينة رافضة تساعدنى وكل ما اطلب منها حاجة تطلعلى بحجة شكل ومش هعجبها انى بطلب منها تجهز معايا الملفات
التفت رائف ينظر باتجاه زينة الواقفة بذهول من رؤيتها تلك الشمطاء تكذب بكل وقاحة غير مبالية بشيئ.

رائف بهدوء وهو يشير الى زينة ان تتبعه
= تعالى ورايا على مكتب حالا يا زينة
ثم دخل الى مكتبه دون ان يضيف شيئ اخر تاركا ورائه صمت حاد ساد لعدة لحظات حتى تحدثت شاهى بنبرة شامتة
= يلا يا شاطرة قومى بسرعة رائف بيه مابيحبش اللى يتأخر عليه
اشتعلت عينى زينة بالغضب وهى تنهض من مكانها تتجه الى مكتبه لكنها توقفت قبل ان تفتح بابه قائلة بصوت حاولت بث الامبالاة فيه.

= طيب وانتى بقى خليكى زاى شاطرة وخلصى كل الشغل ده لوحدك صحيح زاى ما قلتى لرائف بيه
ثم اسرعت بفتح الباب تدلف الى الداخل تاركة خلفها شاهى فاغرة فاهها بصدمة وذهول.

فور دخولها هتفت زينة بتأكيد
= صدقنى يارائف بيه الكلام اللى بتقوله ده محصلش هى اللى...
صمتت فجاءة عن تكملة حديثها ترى مكانه خلف المقعد خالى من وجوده لتعقد حاجبيها بحيرة لكنها لم تستمر طويلا حين امسكت يدا بذراعهامن الخلف تلفها حول نفسها بسرعة لتصطدم بذلك الواقف خلفها تسمع تساؤله الرقيق الهامس
= رائف بيه فى واحدة تقول لزوج المستقبل بيه.

جذبها اكثر اليه حتى كادت ان تلتصق بصدره العريض يسألها بنفس همسه مبتسما برقة
= اوعى تقوليلى انك غيرتى رايك
اخفضت زينة راسها بخجل تهزه بالنفى ليكمل رائف بمرح
= كده انا اطمنت كنتى بتقولى ايه بقى؟
تنحنحت زينة تحاول اجلاء صوتها وهى فى نفس الوقت تحاول تحرير ذراعها من يده حتى تبتعد اكبر قدر ممكن عن قربه المربك هذا قائلة بارتباك
= مفيش حضرتك انا كنت بقول يعنى ان...
قاطعها رائف هاتفا باسمها بنبرة تحذرية لكنها تحمل من الرقة ما جعل قلبها يرفرف بين اضلاعها حين سمعته منه بتلك الطريقة
ليكمل قائلا مبتسما بحنان
= ايه حضرتك دى كمان! ايه رايك نعمل اتفاق بينا احنا الاتنين؟
زينه عاة حاجبيها بتفكير وقد ازدات فضولا
= وايه هو الاتفاق ده؟
مد رائف كفيه يمسك اناملها الرقيقين بينهم
ينحنى بوجهه فوق اذنيها حتى كادت شفتيه ان تلامسهم هامسا بانفاس دافئة.

= تقوليلى يارائف وانا اقولك يا زينة القلب
تسارعت انفاسها تغمض عينيها وهى تشعر بارتطام انفاسه العطرة الدافئة بجانب وجهها الساخن فتزيد كلماته الهامسة من دقات قلبها تسارعا فاعلة بها الاعاجيب فهذه هى المرة الاولى فى حياتها التى تستمع فيها لكلمات كهذه من احد
تلعثمت زينة لاتدرى ماذا تقول فاخذت تحاول تجميع افكارها قائلة
طيب و اللى، معانا فى المكتب.

امسك رائف بيدها يتجه بها ناحية الاريكة يجلس ويجلسها بجواره عينيه تمر فوق ملامحها الخجلة المتوردة بشدة قائلا
= خلاص يا ستى ده يبقى سرنا احنا وبس
انا رائف وانتى زينة القلب لما نكون وحدنا لو ده هيريحك
ابتسمت زينة بسعادة لم تستطع اخفاءها ليبادلها هو الاخر الابتسامة بحنان ليظلا على هذا الحال لحظات حتى تنحنح رائف محاولا الحديث بجدية قائلا.

= خلينا بقى نتكلم فى المهم واللى جيبك علشانه قبل ما حد يقاطعنا ومش هنلاقى فرصة تانية
زينة بضحكة مرحة
= يعنى انتى مش جايبنى علشان تسمعنى شوية تهزيق
اقترب رائف بوجهه منها مشيرا الى صدره يسألها بخبث مرح
= بذمتك ده شكل حد ناوى يهزق حد
لتشتعل عينيه هو يكمل بهمس اجش =وخصوصا لو قمر بالشكل ده
اخفضت رأسها مرة اخرى خجلة منه ومن طريقة حديثه المغازلة لكنه اسرع برفع وجهها اليه قائلا.

= زينة انا مش عاوزك تتكسفى منى ابدا ولازم تفهمى انك حاجة غالية عندى جدا
تعلقت عينيها به ليأسر ليل عينيه امواج عينيها بشدة جعلتها تشعر كما لو كانت تطفو بروحها بسعادة وخفة
زفر رائف بحدة يحررها من اسر عينيه حين اخفض وجهه يهمس بتعجب كما لو كان لنفسه
= بجد انا مش عارف اتكلم معاكى جد لثوانى ده اول مرة تحصللى مع اى حد.

ظل صامتا عدة لحظات جلست هى خلالهم بتوتر وانتظار حتى رفع وجهه اليها بغتة ترتسم على ملامحه الجدية قائلا.

=نتكلم فى الجد والمهم. طبعا انتى عارفة انى عاوز اتقدم ليكى واتمم جوازنا فى اقرب فرصة بس بسبب ظروف موت اهلك ووالدى من فترة صغيرة وطبعا لانك عايشة لوحدك مش هينفع نعمل خطوبة بس فايه رايك نعمل حفلة صغيرةنعلن خطوبتنا ونكتب فيها الكتاب لحد ما تمر سنة على الوفاة وساعتها صدقينى هعملك اكبر فرح فى حصل فى البلد كلها نعزم فيه كل الى تحبى تعزميه وقتها.

صمت قليلا فى انتظار ردها وحين طال انتظاره وهو يراها تخفض راسها و خصلات شعرها منسدله حول وجهها حاجبه اياه عنه فلم يحتمل طويلا صمتها يسألها بقلق
= ايه رايك يا زينة لو مش عجبك كلامى انا مستعد اعمل اى حاجة تحبيها لو عاوزة اكبر حفلة خطوبة فى مصر كلها انا...
اسرعت زينة ترفع وجهها هاتفة بتأكيد ولهفة.

= لااا، بالعكس انا مبسوطة انك اقترحت ده وبصراحة انا مكنتش متخيلة انى اعمل خطوبة وحفلة وماما وبابا مش معايا فكده احسن
تحشرج صوتها فى نهاية كلامها ليدرك رائف ان مازالت تتألم لفقدانهم ليقترب منها ضاغطا فوق اناملها يهمس بأسف
= انا اسفة يا زينة مكنتش اقصد انى اضايقك بكلامى
هزت زينة راسها نافية تبتسم بضعف لسألها رائف
= طيب مفيش حد تانى من اهلك تحبى يكون موجود
زينة باسف.

= بابا وماما مكنش ليهم حد غيرى ولاانا كان ليا حد غيرهم
صمتت لحظات لكنها اسرعت تكمل بأبتسامة صغيرة سعيدة
= بس عندى طنط سعاد جارتى وزاى ماما بالظبط واكيد هتفرح لما اقولها
ابتسم رائف لها فرحا بسعادتها وتبدد حالة الحزن عنها فاسرعت هى تساله بتردد
= هو لو ممكن اعرف مها صاحبتى اللى شغالة فى الاستقبال هى...
هز راسه بالموافقة فورا دون انتظار لباقى حديثها يبتسم ببطء.

= طبعا. انتى ومش محتاجة تاخدى اذنى ولو فيه حد تانى اعزميه فورا
هزت راسها نافية وقد التمعت عينيها بسعادة
ليقول رائف وهى يتأملها باعجاب
خلاص اتفقنا ايه رايك فى يوم الخميس الجاى اجى ومعايا المأذون
مرة اخرى هزت راسها ولكن بايجاب خجل فصمت رائف لدقائق قبل ان يحدثها بنبرة جدية
= طيب بخصوص المهر ومأخر الصداق وشبكتك وكل الامور دى تحبى نتكلم فيها هنا ولا تفضلى اتكلم فيها مع حد غيرك جارتك سعاد مثلا.

وقفت زينة بحدة فوق قدميها هاتفة بحزم
= لااا لا انا ولا طنط سعاد هتكلم فى حاحة من دى لان كل ده ميهمنيش انا امنتك على نفسى وحياتى الجاية معاك فامش شوية ماديات هتكون اهم عندى منهم
التمعت عينى رائف بأعجاب لم يستطيع اخفاءه ناهضا هو الاخر يقف فى مواجهتها قائلا بحزم
= ده حقك يا زينة ولازم نتكلم فيه
زينة بحدة وقد اصبح منحنى الحديث لايعجبها شعرت خلاله بالتوتر والضيق لتقول فى محاولة لانهاء الحديث.

= خلاص انا هسيب كل ده ليك ومش هدخل فيه و على حسب علمى ده يبقى تقدير من العريس لعروسته
مرة اخرى طل اعجابه من عينيه ممزوج بشيئ اخر لكنه اسرع فى اخفاء اى من مشاعره سريعا قائلا بهدوء
= خلاص يا زينة اللى تشوفيه وعلى ميعادنا يوم الخميس هكون انا وياسر والمأذون عندك فى البيت الخميس اتفقنا
ليكمل بنبرة تحذرية جعلت تشعر بالتوجس = بس لحد يوم الخميس محدش يعرف بترتبنا حاجة انتى عارفة الكلام هنا بيبقى ازاى.
هزت راسها بتفهم ليقترب هو منها حتى كاد ان يلتصق بها يرفع اناملها الى شفتيه يقبلها برقة اذابتها فى مكانها يهمس بشغف ولهفة
= متعرفيش هتعدى عليا الايام لحد يوم الخميس ازاى علشان تكونى ليا وبتاعتى.

وقفت زينة مكانها مرتبكة لا تدرى كيفة الرد عليه فشعورها مثله بل واكثر لكنها لاتستطيع التعبير بحرية عنه مثلما يفعل هو لذلك لم تستطيع سوى ان تترك لسعادتها وفرحتها العنان فتظهر مرتسمة فوق كل حنايا وجهها كاجابة منها تشعر بنفسها داخل حلم رائع تخشى الاستيقاظ منه تدعو الله ان يكمل تلك الفرحة على خير لها.

مرت الايام سريعا بها فى حمى اخبار جارتها سعاد والتى لم تكن صدمتها اقل من صديقتها مها والتى هتفت بصدمة فور قيام زينة باخبارها عن اخبارها الجديدة اثناء جلوسهم معا فى كافتريا الشركة لتتلفت زينة حولها بقلق قائلة برعب
= مها علشان خاطرى اهدى شوية كل العيون بقيت علينا.

لم تنطق مها بحرف بل ظلت تنظر اليها ببلادة عدة لحظات جعلت زينة تملل فى مقعدها تهمس باسمها بقلق لتهز مها رأسها بقوة يمينا ويسارا تحاول الخروج من صدمتها قبل ان تهتف بفرحة قائلة بتاكيد ومعرفةكمن كان يعرف كل شيئ منذ البداية ولم تنصدم من قليل
= كنت عارفة ان فى حاجة وخصوصا من ناحيته انا اول مرة اشوفه بيتصرف كده مع حد زاى بتصرف معاكى.

واخذت تثرثر بعدها عما تنتوى ارتداءه فى الحفلة وتفاصيل كثير اخذت تتحدث عنها بحماس ليمضى بيهم الوقت فى ثرثرتهم تلك وفتتعرض ثانيا لنفس الوقف فور اعلامها لسعاد بشأن الخطبة لتجلس بصمت وذهول فى البداية ثم تصيبها حمى الحماس فجاءة هى الاخرى تثرثر بسعادة وصوت مختنق بدموع فرحتها لتشعر زينة بالسعادة وهى ترى كل هذه الفرحة منها لها.

مضت بها الايام بين دوامة حماس مها والسيدة سعاد فلم يتركا لها فرصة للتفكير فيما هو اتى تشعر بالدوار من شدة حماسهم هذا.

حتى اتى اليوم المنتظر سريعا وها هى تجلس داخل صالون منزلها المتواضع تفرك كفيها بتوتر وخشية ترتدى فستان من اللون النبيذ قد قام هوباختياره لها بنفسه بعد رفضها القاطع بان تذهب معه فى رحلة لاختيار ثوب مناسب للمناسبة ليقوم هو بالاختيار وارسال الفستان مع مها فى مفجاءة لها لكنها لاتنكر سعادتها بمراعاته واهتمامه هذا بها.

?.

وها هى تجلس مرتديه اياه فى انتظار وصوله بقلق وتوتر اخذ بالتصاعد كلما اقتربت الساعة المقررة لحضوره تشعر بالاشتياق الشديد لوالديها فى تلك اللحظة و مرارة فقدانهم كما لو كانت فقدتهم بالامس فقط تتمنى وجودهم معها فى هذ اليوم بشدة اصابتها بخنقة فى حلقها جعلتها توشك على البكاء.

اقتربت منها مها تربت فوق كفيها المنعقدين ببعضهم بحنان تدرك ما تمر به فى تلك اللحظة هامسة لها بمرح تحاول الهائها عن افكارها تلك
= ليه كل القلق اللى على وشك ده قلقانة كده ليه ما زمان عريسنا جاى وكلها ساعة وتبقى حرم رائف بيه الحديدى ومحدش فينا هيعرف يكلمك بعدها ياستى
التفتت اليها زينة بعينين تلتمع بدموعها ناظرة لها بأمتنان تدرك محاولتها لابعاد تفكيرها عما يحزنها فى تلك الحظة تهمس لها بصوت اجش ضغيف.

= بجد يا مها انا مش عارفة اقولك ايه انتى بجد نعمة ربنا بعتها ليا وفى وقت انا كنت فى اشد الحاجة ليكى فيه
ارتسم الجد فجاءةعلى وجه مها قائلة لها بجدية
= زينة يمكن احنا منعرفش بعض من فترة كبيرة بس بجد انا بعتبرك اختى وياارب يكون ده شعورك ناحيتى انتى كمام.

اسرعت زينة ترتمى بين احضانها تكاد سيطرتها على تلك الدموع تتلاشى فى تلك اللحظة لتربت مها فوق خصلات شعرها بحنان عدة لحظات تطمئنها بلمساتها الحنون قبل ان تبعدها عنها قائلا بحسم زائف وصوت مرح
= مش وقته خالص العياط احنا نكتب الكتاب والعريس يمشى ونقعد انا وانتى ونجيب طنط سعاد ونعمل حفلة عياط محصلتش بس نخلى الدموع دى لبعدين.

ضحكت زينة بمرح على كلماتها المرحة تلك مبددة ءلك الحزن المرتسم على ملامحها لتمر بهم لحظات قليلة حتى تسمع اقتراب خطوات سريعة منهم تدخل بعدها سعاد تلهث بتوتر قائلة
= العريس وصل يا بنات وعمكم رزق نزل يستقبله ظبطوا حالكم لحد ما يطلع
وقفت زينة على قدميها تنظر باتجاه مها تهمس بتوتر وارتباك
= مها ايه رايك فيا كل حاجةمظبوطة؟
مها وهى ترجع خصلة صغيرة من شعرها هاربة الى مكانها برقة تهمس بتأكيد وفخر.

= زاى القمر ارهنك انه هينبهر لما يشوف كل الجمال ده ادامه.

ابتسمت زينة بسعادة فرحة بكلمات مها المشجعة لها تنظر باتجاه الباب لتمر لحظات حتى دخل العم رزق جارهم مرحبا بحفاوة بهؤلاء القادمين معه تراقب دخول ياسر خلفه رجل متوسط العمر يرتدى بذلة رسمية ويحمل حقيبة جلدية ادركت بانه المأذون ولكن من تنتظر دخوله بفارغ الصبر لم يتبعهم فاخذت تنظر بقلق فى اتجاه الباب غير واعية لاقتراب ياسر المتجهم الوجه منها مادا يده اليها مهنيئا برسمية شديدة جعلتها تشعر بالبرودة تزحف ببطء فوق جسدها وهى تقدم له يدا مرتعشة تستقبل تهنئته بصوت خافت تتسأل بداخلها اهذا التجهم المرتسم فوق وجهه موجها لها هى رفضا لها ولزواجها بصديقه ام هو طبيعة لديه فهى لا تتذكر رؤيتها له منفرج الوجه ابدا وخاصا فى صحبتها.
انتقل ياسر للجلوس بجوار العم رزق دون اى يضيف كلمة واحدة لكنها رغبت بسؤاله عن رائف واين هو وبالفعل فتحت فمها تستعد لالقاء سؤالها لكنها صممت حين رات من احتل افكارها يدلف الى داخل الغرفة بصحبة السيدة سعاد يرافقها ويبتسم لها برقة جعلت النجوم تبرق من عينى السيدة بسعادة اعجابا انبهارا به تبتسم بخجل له كفتاة صغيرة لكن.

قطع رائف حديثه الضاحك مع سعاد حين لمحت عينه تلك الواقفة فى انتظاره تتسلط انظاره عليها تمر فوقها ببطء من اعلاها الى اسفلها لاتغفل عن شيئ تلتمع بالشغف فورا لم يستطع اخفاءه متقدما منها بهدوء وخطوات بطيئة عينيه لاترتكز سوى عليها هى فقط كانها قوة جاذبة له تشده اليها دون اى مقاومة منه.

وقف امامها تماما ينظر اليها بشغف هامسا باسمها برقة كما لو كان يتذوقه فوق شفتيه تبادله هى الاخرى النظرات فتختفى كل الاصوات من حولهم تشعر كما لو كان وحدهم داخل الغرفة فى تلك اللحظة لا يشاركهم احد لحظهتم هذه.

افاقت من دوامة مشاعرها تسعت عينيها برهبة وذهول وهى ترى راسه ينخفض باتجاها ببطء وعينيه تسلط نظراتها الشغوف فوق شفتيها ذات اللون الوردى لتدرك افكاره فورا فاخذت خطوة للخلف لكنه هذا لم يردع اذ امسك بكفها بين يديه يقربها منه ببطء وثبات تطاوعته هى دون مقاومة منها لتأتى صيحة ياسر الحادة المنادية باسمه كدلو مياه باردة فوق راس رائف لينبه لما كاد ان يفعله فيلتفت سريعا باتجاه الحضور المراقب بصدمة وذهول ما يحدث ليدوى صوت ياسر بحزم قائلا بنبرة تحمل الكثير من اللوم المستتر.

= مش يلا يا رائف الاستاذ عاوز يمشى وراه فرح تانى غيرنا
تنحنح رائف محاولا اجلاء صوته قبل ان يتحدث قائلا بتحشرج
= حالا هكون معاكم.

ثم يلتفت مرة اخرى الى زينة الواقفة بخجل وتتخضب وجنتيها بالحمرة الشديدة تزيدها جمالا فوق جمالها لتدرك عينيه باعجاب هذا يرفع اناملها الى شفتيه طابعة قبلة دافئة داخل راحة يدها بتمهل لتسرى الكهرباء من موضع شفتيه فوق بشرة كفها بطول ذراعيها حتى سائر جسدها كله فترتجف بعنف لاحظه هو فورا ليبتسم لها برقة قبل ان يبتعد عنها باتجاه الجمع المنتظر له ليشرع المأذون فور جلوسه باجراءته تحت انظار زينة الواقفة مكانها بتوتر بعد ابتعاده عنها تراقب كل ما يحدث بعينين تغشيهما دموع اخذت بالظهور فور ان بدء المأذون بعقد القران لاتدرى اهى دموع فرحتها بزواجها من رائف ام حزنها على ما تفتقدهم معها فى تلك اللحظة الحاسمة فى حياتها.

فى احدى الشقق الفاخرة
جلس فريد بجسد مسترخى فوق احدى المقاعد يدير بين اصابعه كأس زجاجى يحمل مادة شفافة يرتشف منها ببطء وتلذذ حتى تعالى جرس الباب فينهض واقفا ببطء يتقدم لفتحه وما ان رأى من يقف بخارجه حتى هتف بسخرية
= سوزان هانم بذات نفسها دايه الشرف ده كله
لينحنى بطريقة مسرحية ساخرة يدعوها لدخول تقدمت سوزان الى الداخل بخطوات واثقة تعلم جيدا الى اين تتجه يتبعها فريد ببطء.

جلست سوزان تضع قدما فوق اخرى تكشف عن ساقيها فى فستانها القصير وهى تأرجحها تنظر الى فريد بتمهل قائلة بهدوء
= من غير مقدمات كده وكلام ملوش لازمة انا جيالك فى موضوع مهم ليك وليا
ضحك فريد عاليا لتتغير ملامح سوزان فورا الى التوتر والغضب ليقول فريد ممازحا
= متزعليش اوووى كده بس انا كنت مراهن نفسى انك اكيد جاية لمصلحة وانا اللى قلت لنفسى لما اتصلتى بيا الصبح وطلبتى تقابلينى انى وحشتك وراجعة تعيد الذى ماضى.

نهضت سوازن على قدميها فورا بغضب تختطف حقيبتها تسير فى اتجاه الباب وهى تهتف
= الظاهر انى غلطت لما جيت اتكلم معاك
امتدت يده توقفها بسرعة قائلا باسف مزيف
= استنى بس رايحة فين حقك عليا يا ستى متزعليش مكنتش اعرف ان سيرة اللى فات هتزعلك اووى كده
صرخت سوزان باسمه بغضب هذه المرة ليرفع هو يديه امامه دليلا على الاستسلام ثم يتحدث بهدوء
= خلااص متزعليش تعالى اقعدى بس وقوليلى عوزانى فى ايه.

اخذت تنظر اليه عدة لحظات بحذر قبل ان تزفر عميقا مستسلمة تتتجه الى الاريكة مرة اخرى تجلس مراقبه له يتجه هو الاخر للجلوس بجوارها قبل ان يسألها بصوت عملى جاد
= خير يا سوزان هانم كنتى عوزانى فى ايه
لم يخفى على سوزان نبرته الساخرة عند نطقه لاسمها لكنها قررت تجاهل الامر تعتدل فى جلستها قائلة بحزم
= انت اكيد عارف ان سليمان لما مات كتب فى وصيته كل حاجة لرائف.

هز فريد راسه ببطء بالايحاب ينظر الى الكأس بين يديه بملل لتكمل سوزان ضاغطة على كل حرف يخرج من فمها بتأكيد مشوق
= بس اللى متعرفهوش ان فيه شرط لو رائف منفذوش كل حاجة هتبقى ليا
فورا اتمام جملتها اعتدل فريد فى مكانه يسألها سريعا بلهفة واهتمام
= شرط ايه ده؟ ورائف رايه ايه؟ وافق ولا..
قاطعته سوزان بحسم قائلة بغموض
= هعرفك كل حاجة بس الاول لازم اعرف هتساعدنى فى اللى عوزاه ولا وبعدها لينا كلام تانى.

ارتسمت ابتسامة ذئبية شرسة فوق شفتى فريد قائلا بتأكيد خبيث
= طبعا يا روحى هساعدك عمرك طلبتى ايه حاجة منى تخص رائف وقلتلك لا ابدا.

شعرت سوزان بالبرودة تسرى فى جسدها فور نطقه كلماته هذه ترى من خلالها مدى كرهه وبغضه لرائف تدرك بانه الاختيار المناسب فبرغم شعورها بالازدراء منه و لكل اساليبه لكنه ما تحتاجه اليه ان كانت تريد الفوز على رائف الحديدى فى معركتهم معا بعد ان اصبح غولا من غيلان السوق ولا سبيل لها بالوقوف امامه بفردها سوى من خلال مساعدة غولا اخر لها حتى ولو كان من اقذر ما راتهم عينيها فى استخدام اساليبه للفوز لذلك اتخذت قرارها سريعا تقص عليه كل شيئ دون اهمال تفصيلة صغيرة جلس هو خلال حديثها هذا يستمع اليها باهتمام وعينين تشتعل بهم بنيران تغذيها حقده وكرهه لمحور حديثهم.
= طيب انتى زعلانة ليه دلوقت كده؟
وجهت مها تلك الكلمات الى زينة الجالسة امامها على احدى طاولات كافتيريا الشركة المكتظة بالعاملين فى فترة الاستراحة فتلفت زينة حولها بتوجس قبل ان تهمس بحزن
= مش شايفة بيبصولى ازاى من ساعة ما الخبر اتعرف كانى...

زفرت باحباط لا تدرى باى كلمة تستطيع اكمال حديثها فعينيهم تحمل لها الكثير من الخبث والحسد معا وابتسامه ساخرة مرتسمة عل وجههم كلما تقابلت واحداهما اثناء الدوام تجعلها تشعر بالبرودة تسرى فى جسدها كم ارتكب جرم دون ان يدرى
اسرعت مها تقبض اناملها فوق كفيها قائلة بحزم
= سيبكم منهم وهما من امتى بيسكتوا ولا بيبطلوا كلام محدش منهم عنده ليكى حاجة.

اخفضت زينة عينيها تخفى المها مما يحدث معها منذ لحظة حضورها منذ الصباح وحتى الان فسألتها مها بمرح فى محاولة لتغير مجرى الحديث
= قوليلى عملتى ايه مع رائف قالك ايه لما وصل الصبح خصوصا انكم معرفتوش تقعدوا مع بعض بعد كتب الكتاب ومشى بعده على طول.

هزت زينة كتفيها دلالة عن لا شيئ قد حدث فقد اتت صباحا لتجد جميع من بالشركة قد علموا بخبر خطبتهم تتلقى التهانى من جميع العاملين تصاحبها نظراتهم لها حتى صعدت الى مكتبها فتجد شاهى هى الاخرى جالسة كمن فوق راسه الطير لا توجه اليها كلمة واحدة حتى ولو ردا على تحيتها الصباحية ليظلا على هذا الحال عدة لحظات اتى رائف خلالهم يلقى بتحية سريعة عليهم هى وشاهى ثم يتجه الى مكتبه فورا دون ان يوجه اليها حتى ولو نظرة ملقيا بامر صارم من خلف ظهره بعدم ازعاجه ابدا مهما كان الامر والاسراع فى طلب ياسر اليه فورا ليظل فى مكتبه حتى اتى ياسر فى وقت لاحق ليغادر معه بعد عدة دقائق من حضوره ولم يأتى حتى الان.

اخرجتها مها من افكارها تهتف بصدمة
= ولا اى حاجة! غريبة دانا قلته ما هيصدق يشوفك فى المكتب الصبح بعد ماصمم انه يمشى بعد كتب الكتاب مع ياسر ومقدرتوش تقعدوا لوحدكم
وضعت زينة وجنتها فوق خدها قائلة باحباط
= مش عارفة يا مها ده حتى محاولش يكلمنى بعدها
صمتت قليلا ثم اكملت بقلق مرتسم فوق محياها
=فى حاجة غلط بتحصل بس مش قادرة اوصل لها تصرفاته بقيت غريبة
مها بصوت مطمئن مرح.

= مفيش حاجة ولا محتاجة وبطلى تفكير بدماغك دى وبلاش دور الزوجة المظلومة من اولها كده وقومى يلا بينا نروح على شغلنا
زفرت زينة ناهضة من مكانها قائلة بتوجس
= بتفكرينى ليا دلوقت هروح احط وشى فى وش شاهى وهى من الصبح عملالى توتر بعنيها اللى مليانة شر كانها عاوزة تخنقنى
ضحكت مها تسير بجوارها
= اعذوريها دى اتصدمت صدمة عمرها النهاردة واللى حصل مكنش قليل عليها
همست زينة لنفسها باحباط.

= الظاهر مكنش قليل على الكل وصدمة للناس كلها
صعدت الى مكتبها تتابع عملها وهى تحاول تجاهل شاهى والتى اصبحت رسمية فى التعمل معها كأنها اصبحت شخصا اخر تماما لكن زينة تعلم ان تحت هذه الواجهة بركانا يستعد لانفجار فى ايه لحظة فحاولت ان تمررالوقت دون اى تصادم بينهم حتى نهضت شاهى فجاءة تختطف حقيبتها مغادرة دون توجيه كلمة لزينة المراقبة لها بصمت.
مر بها الوقت بطىء مملا كانت خلاله تقوم بترتب اوراق باحدى الملفات حتى تصاعد رنين الهاتف جوارها لتلتقطه تتحدث من خلاله بملل ولا مبالاة
فسمعت صوته الحازم عابرا من خلاله الى اذنيها المشتاقة بشدة لصوته تتنبه كل حواسها فور نطقه لاسمها يحدثها بعملية
= زينة الغى كل مواعيدى النهاردة ولو تحبوا تقدروا تمشو ا بدرى النهاردة انتى وشاهى
وصلت اليها معنى كلماته لتساله باحباط وحزن لم تستطيع اخفاءهم.

= يعنى مش هترجع ولا هشوفك تانى النهاردة
قابلها الصمت من الجهة الاخرى عدة ثوانى بعد كلماتها المتهورة ادركت هى خلالهم خطأ ما تفوهت به بأظهار حزنها له بتلك الطريق فاهمت باصلاحه واستدعاء شخصية السكرتيرة الجادة واجابته بجدية
= تحت امرك حاجة تانية يا رائف بيه؟
جاءت اجابته صادمة لها حين همس لها برقة
= اه وحشتينى اووى يا زينة القلب.

فلتت السماعة من يدها تسقط فوق حجرها بعد ارتخاء يدها من حولها تنظر بذهول امامها عدة ثوانى قبل ان تتمالك نفسها فاتسرع فى اختطافها مرة اخرى تضعها فوق اذنيها بلهفة تسمعه يهتف مناديا لها لتجيبه بهمس اجش ليكمل بصوته االرجولى الجذاب.

= سامحينى على اللى حصلى النهاردة معرفتش اتكلم معاكى اول ما وصلت بس حصل شوية تعقيدات فى الصفقة الجديدة اضطرتنى اسافر اسكندرية حالا بس اوعدك اول ما ارجع هنخرج نسهر سوا بره انا وانتى بس طبعا من غير الجمع السعيد بتاع يوم كتب الكتاب ده
ضحكت زينة بمرح وراحة تدرك الان سبب انصراف السريع يومها تجيبه برقة
= وانا هستنى بفارغ الصبر
وصلتها زفرة متوترة منه قبل ان يجيبها بأسف.

= انا مضطر اقفل دلوقت بس هحاول اكلمك تانى بليل لو محصلش جديد يعطلنى اتفقنا
هزت زينة راسها بطريقة حالمة لكنها اسرعت تجيبه فور ادراكها بعدم رؤيته لها
= اتفقنا
رائف برقة
= هتوحشنى يا زينة بجد
صمتت زينة تتخضب وجنتيها باحمرار هامسة
= ان شاء الله ترجع لينا بالسلامة.

ضحك رائف ضحكة رجولية عالية جعلت وجهها يتلون بشدة بالاحمرار وضربات قلبها تتعالى بصخب حتى خشيت ان تصل الى مسامعه لكن كانه ادرك حالها ورأف بها وبقلبها ينهى المكالمة قائلا بهدوء
= سلام يازينة اشوفك على خير
ظلت تضم سماعها الهاتف الى قلبها عدة لحظات بعد انتهاء المكالمة تتنهد بطريقة حالمة قائلة بحب وسعادة
= وانت كمان هتوحشنى اوووى يا قلب زينة
ثم تبتسم تشع عينيها بالفرحة هامسة لنفسها.

= جرى ايه يا زينة هو قلبك شكله دق ليه ولا ايه!

فى مقر شركة فريد شكرى
اقتحمت سوزان مكتبه بعنف غير عابئة باعتراضات السكرتيرة لها ومحاولة منعها تهتف بغضب هستيري
= عرفت اللى حصل انا كده ضعت
اشار فريد براسه للسكرتيرة الواقفة بلا حيلة بالانصراف لتنصرف مغلقة الباب خلفها
تراجع فريد فى مقعده ينظر الى سوزان متاملا حالتها المشعثة تبدو كمن خرجت من الفراش اليه على الفور يحديثها بهدوء قائلا
= تعالى يا سوزان اقعدى وفهمينى ايه اللى حصل.

تحركت سوزان باتجاه المقعد المقابل له تجلس عليه بتوتر قائلة
= انت هنا مش دارى بحاجة وسايب الدنيا تتهد فوق دماغى انت مش قولتلى هتتصرف
فريد بهدوء حازم
= اهدى يا سوزان الاخبار كلها وصلتنى لحد عندى هنا
التمعت عينى سوزان بشراسة صارخة باستهجان
= وقاعد فى مكتبك بكل برود ولا فى دماغك طبعا وانت يهمك فى ايه ما المصيبة على دماغى انا لوحدى انت اصلا واحد...

قاطعها فريد صارخة باسمها لتتوقف عن حديثها بغتة تنظر اليه بقلق ليكمل هو بصوت محذر حاد
= اعقلى كده وبلاش غلط ولا انتى عارفة
توجست ملامحها فور نطقه بتهديده هذا فحاولت تهدئة الاجواء تسأله بتوتر
= طيب نويت تعمل ايه فى المصيبة دى
ارتسمت ابتسامة ساخرة شرسة على شفتيه قائلا
= لا يا حياتى انتى اللى هتعملى مش انا
سوزان بعبوس واستهجان
= انا!طيب ازاى؟
فريد بخبث لؤم
= اهدى كده واسمعينى كويس وهقولك تعملى ايه.
قفزت زينة فزعا حين تصاعد صوت المنبه يعلمها ببداية يوم جديد فعتدلت بصعوبة من فوق فراشها تشعر بصداع شديد والم فى عينيها تكاد لا تستطيع فتحهم بعد ان قضت ليلتها حتى ضوء النهار الاول فى انتظار وعده لها بمكالمتها فيمضى بها الوقت فى الانتظار حتى سقطت نائمة مكانها دون اى خبر منه.

زفرت بارهاق تنهض من فراشها متجه الى الحمام ما ان خرجت من غرفتها باتجاهه حتى تعالا رنين جرس بابها ينبئها بقدوم زائر لها فعقدت حاجبيها بقلق دهشة تتسال عن هوية الزائر فى هذا الصباح الباكر ثم هزت كتفيها بلا مبلاة وهى تسير فى اتجاه الباب تفكر بانها لابد ان تكون خالتها سعاد اتية لامر ما لكنها وقفت تنظر فور فتحها للباب بتعجب لتلك السيدة بهيئتها الراقية التى تبتعد كل البعد عن جارتها السيدة سعاد.

وقفت تلك السيدة تتأملها باهتمام مقتضب بعينيها قبل ان تتحدث بصوت متسال
= انسة زينة مش كده؟
هزت زينة راسها بالايجاب بدهشه لتكمل تلك السيدة بلهجتها الراقية بهدوء
= انتى متعرفنيش بس كنت عاوزة اتكلم معاكى لدقايق لو سمحتى.

وقفت زينة تنظر اليها بذهول قبل ان تهز راسها تدعوها للدخول فخطت السبدة الى الداخل تنظر حولها باهتمام ثم يرتسم الازدراء فوق وجهها من تواضع المكان حولها قبل ان توجهها زينة الى غرفة الصالون تدعوها للجلوس لتجلس السيدة تنظر حولها بأنفة وتعالى ثم تلتفت الى زينة قائلة
= انا مش هاخرك كتير بس انا عندى ليكى كلام بخصوص جوازك من رائف الحديدى اعتقد انه يهمك
زينة بتساؤل قلق وهى تجلس فى كرسىيها.

= كلام ايه؟ ومين حضرتك؟
ابتسمت سوزان بخبث قائلة
= انا ابقى مرات ابو رائف ومتأكدة انه مجبش ليكى سيرة عنى زاى ما برضه ماجبش سيرة الوصية والشرط اللى فيها
جلست زينة تنظر لها بتوتر و ذهول لاتدرى عن اى شيئ تتحدث لتضحك سوزان بصوت حاد عالى قبل ان تقول بمعرفة
= كنت عارفة انك متعرفيش حاجة عن الوصية وعلشان كده جيت اتكلم معاكى
زينة بحدة وقد اخذ توترها وقلقها بتصاعد لتهتف بها.

= لو سمحتى اتكلمى على طول وبلاش شغل المسرحيات ده
ابتسمت سوزان بخبث قبل ان تقول
= انا عذراكى بس لما تسمعى هقولك ايه اكيد هتشكرينى بعدين
ثم اخذت تحدثها بما جعل الدماء من وجه زينة تنسحب شيئ فشيئ كلما تقدمت فى حديثها تتركها شاحبة بوجه كوجه الموتى لا حياة فيه سوى عينيها بدموعها المتجمدة بهم قبل ان تنهض سوزان من مقعدها تكمل حديثها ناظرة الى زينة الجالسة بتخشب وصدمة فوق مقعدها قائلة.

= انتى دلوقتى عرفتى كل حاجة وعرفتى انه جوزاه منك مكنش غير لسبب واحد وصية ابوه وانه يحرمنى من حقى فى الميراث
واعتقد انك متقبليش انك تكونى ورقة بتلعب بيها فى حرب ملكيش دخل فيها
وقفت تنظر ردا من تلك الجالسة امامها بجمود وتخشب وعندما لم تتلقى منها ردة فعل اخرجت من حقيبتها كارت صغير تضعه فوق الطاولة قائلة
= ده الكارت بتاعى تقدرى تكلمينى فى اى وقت لو محتاجة اى مساعدة او سؤال.

مرة اخرى لم تحصل على ردة فعل يسود صمت قاتل من حولهم لتزفر عاليا ثم تلتفت مغادرة تلقى نظرة اخيرة على تلك الجالسة بصمت تتهدل كتفيها بانهزام لتشعر ثوانى بالشفقة عليها قبل ان تغادر مغلقة الباب خلفها بهدوء بعد ان تأكدت من نجاحها وفوزها بتلك الجولة فى حربها مع عدوها وانها قد قامت باحكام اغلاق دائرتها هذه المرة من حوله.

دخلت زينة الى مقر الشركة قبل بدء الدوام بمظهر مشعث وعيون ذاهلة لا تدرى حتى الان كيف تمكنت من الوصول الى الشركة لا تتذكر شيئ من بعد حديثها الصادم مع تلك السيدة وقد احست وقتها بانهيار عالمها وتحطم جميع احلامها تترك العنان لدموعها الحبيسة بالسقوط اخيرا فاخذت تبكى بمرارة وغضب لمدة طويلة حتى نهضت اخيرا تحدث نفسها بحزم انه ليس من الممكن ان تكون تلك السيدة محقة فيما قالت ومن المؤكد انها تسعى للوقيعة بينها وبين رائف لغرض ما فى نفسها ليستقر بها الراى انه يجب عليها ان تتحدث معه تساله عن كل ما علمته فيطمئنها نافيا كل تلك الخرفات يخبرها ان سببه الوحيد لزواجه منها هو حبه له اوحتى اعجابه وليس كما اخبرتها تلك السيدة عن شرط الوصية وزواجه.

لذلك هاهى هنا الان ستنتظره وتتحدث اليه وسوف يقوم بأزاحة كل قلقها مخاوفها بعيدا
تقدمت بخطوات سريعة باتجاه المصعد لكن استوقفها صوت مها المتلهف لتتجه اليها بخطوات متعثرة لتسألها مها فور ان توقفت امامها تتأمل بقلق وريبة مظهرها المشعث
= مالك يا زينة انتى تعبانة ولا ايه؟
هزت زينة راسها بالنفى لاتقوى على الكلام لتتأملها مها لثوانى قبل ان تقول بحيرة.

= طيب جاية بدرى كده ليه؟ انتى عرفتى ان رائف بيه وصل علشان كده جيتى بدرى
التمعت عين زينة تسألها بلهفة
= هو رائف وصل؟
هزت مها راسها بالايجاب قائلة
= ايوه فوق من بدرى فى مكتبه هو و...
لم تكمل حديثها تنظر فى اثر زينة بحيرة والتى لم تنظر اكمالها لحديثها بل اسرعت فى التحرك فورا باتجاه المصعد بنفاذ صبر يمر الوقت بها طويلا حتى وصلت اخيرا تدلف باتجاه مكتبه بخطوات سريعة صامتة لكنها توقفت بغتة قبل ان تبلغ بابه حين وصل الى مسامعها صوت رائف الغاضب
= تانى يا ياسر هتتكلم فى الموضوع ده!
ياسر بغضب هو الاخر.

= ايوه يا رائف هتكلم فيه تانى وتالت وانا واقف و شايفك بتظلم بنت ملهاش ذنب ومدخلها جوه نار انتقامك من ابوك وهى مش عارفة ايه مستنيها
ضحك رائف قائلا بسخرية
= بقى الجواز منى يبقى نار ياسى ياسر
ياسر بتأكيد و حدة
= طبعا نار لما تكون متجوزها علشان انتقامك ووصية بشرط غبى يبقى اه يا رائف
لما تتجوزها وانا وانت عارفين انك عمرك ماهتحبها يبقى اه يارائف
لما تتجوزها وانت عارف ومتأكد انك مش هتكمل معاها يبقى اه يارائف.

نهض رائف من مقعده بعينين تلتمع بوحشية
= حيلك حيلك مين قالك انى مش هكمل معاها دانا هكمل معاها وجيب لسليمان بيه منها احفاد كمان
بهتت ملامح ياسر ينظر اليه بعيون متسعة بذهول ليكمل رائف بحقد وغل
=احفاد سليمان بيه الحديدى ومين من حتة سكرتيرة لا ليها اصل ولا فصل ولا حتى عيلة ونسب زاى ما راح هو وجاب واحدةمن الشارع اتجوزها وخلاها مكان امى مش هو اللى شرط جوازى علشان اورثه اهو هاتجوز زاى ماطلب بس بشروطى انا.

ازدادت ملامح ياسر بهوتا وشحوب يهمس بصدمة وعدم تصديق
= لدرجة دى يا رائف عاوز توصل فى انتقامك
لينهض فوق قدميه يكمل بجمود واستهجان
= فوق يا رائف واعرف ان كل اللى بتعمل ده انتقام من واحد مات يعنى مش هتوجعه اى حاجة من اللى بتعملها اللى هتوجع وهيضيع بسببك البنت الغلبانة اللى كل ذنبها ان حظها وقعها فى طريقك
اهتزت ملامح رائف بمرارة لثوانى قبل ان يهمس بحدة هو الاخر.

= متخفش عليها اووى كده زيها زاى غيرها اول ما يترملها قرشين هتوافق على اى حاجة وهتبيع اى حد من غير ما تفكر لثانية
قال ياسر باستهزاء
=ولما انت متاكد اووى كده انك تقدر تشتريها كنت بترسم عليها الحب والغرام ليه ما صرحتهاش بكل اللى فى نيتك من الاول ليه.

فتح رائف شفتيه يهم بالرد عليه لكن قاطعه صوت سقوط شيئ خارج مكتبه بقوة وعنف لتتجه انظارهم فورا الى بعضهم بقلق قبل ان يسرعا باتجاه الباب المفتوح نسبيا فيتوقفان بصدمة لثوانى عند رؤيتهم لجسد زينة المتكوم ارضا وقد سقطت مغشيا عليها من هول ما سمعت من حديثهم
اسرع رائف اليها ينحنى عليها يجد وجهها شاحبا شحوب الموتى يتصبب العرق منه ليحملها بين ذراعيه يهتف بياسر بحدة
= اتصل بالدكتور حالا خليه يجى فورا.

هز ياسر راسه يخرج هاتفه يجرى الاتصال بينما اتجه رائف بزينة بجسدها الهامد كالجثة يتجه بها الى الاريكة بداخل مكتبه يضعها فوقها برقة قبل ان يقوم بنزع عنها حذائها ويفك بضعة ازار من قميصها ترتفع عينيه الى وجهها الشاحب بشدة لتهزمه مشاعر اسرعت بالظهور فوق ملامحه لكنه اسرع فورا بمحيها يلتفت الى ياسر الواقف بجمود مكانه يسأله بيأس
= تفتكر سمعت كلامنا.

هز ياسر كتفه كاجابة بعدم معرفته لكن رائف ادرك الاجابة دون الحاجة لتاكيد ياسر لها فنهض ببطء من مكانه يتجه الى درج مكتبه يخرح منه زجاجة من العطر يتجها بها اليها مرة اخرى امام انظار ياسر المتابع باهتمام لما يحدث يجده ينحنى على ركبتيه امامها يضع القليل من العطر فوق كفه قبل ان يقربه من انفها ينظر اليها بقلق وما هى ثوانى حتى وصلت رائحة العطر الى عقلها منبه له فيصدر عنها تأوه ضعيف زفر رائف بعده براحة يزيح خصلات شعرها الملتصقة بوجهها برقة هامسا بحنان باسمها وهو يربت فوق وجنتها فيصدر عنها تأوه اخر جعله يلتفت الى ياسر يهتف به بحدة وقلق.

= اتصل تانى شوفلى الدكتور ده مجاش لحد دلوقت ليه
وقف ياسر ينظر اليه لثوانى قبل ان يقول بهدوء
= اهدى يارائف احنا لسه مكلمينه وزمانه فى الطريق
زفر رائف بحنق يلتفت باتجاهها مره اخرى يناديها برقة وهو يربت مرة اخرى فوق وجنتها فاخذت تحرك جفونها بضعف قبل ان تفتحهم ببطء لتنفس رائف براحة وعينيه تراقبها بأهتمام.

بينما ظلت زينة مستلقية لثوانى لاتدرى اين هى وماذا حدث لها لتستلقى بهذا الشكل حتى تذكرت فجاءة كل ما مر بها وكل ما عرفت فتسرع بالنهوض سريعا من مرقدها لكن اوقفتها يد بحزم وصوت ادركت صاحبه فورا ينهيها عن ذلك فاصبتها القشعريرة تهتف باشمئزار وحدة تبتعد لاقصى حد ممكن عنه
= ابعد ايدك عنى اياك تلمسنى مرة تانية
اشتعلت عينى رائف فورا بوحشية لكنه لم يعلق بشيئ ينهض على قدميه يراقبها بأهتمام قبل ان يقول بجمود.

= افهم من كلامك ده ايه
رفعت زينة عينيها اليه تهتف بعنف وصوت متحشرج
= اللى فهمته يا رائف بيه السكرتيرة اللى ملهاش اصل ولا فصل بتقولك طلقنى
ساد صمت حاد قاطع كحد السكين لعدة دقائق اخذ رائف وزينة يتبادلان النظرات الحادة بينهم حتى تنحنح ياسر قائلا باحراج
= هروح اشوف الدكتور واعرفه انه ملهوش لزوم.

لم يعيرا خروجه اهتمام تستمر بينهم حرب النظرات تحكى الكثير والكثير حتى قطعها رائف متجها الى مكتبه بخطواته الواثقة يجلس خلفه عاقد ذراعيه فوق صدره قائلا بلا مبالاة
= وانا معنديش اى مانع ابدا واللى يريحك انا هعمله.

تفاجئت زينة من كلماته تلك ترتسم الصدمة فوق وجهها لكن سرعان ان احتلت خبية الامل مكانها تشعر بدموع حارقة تلهب عينيها تطالبها باطلاق سراحها لكن ابت كرامتها ان تذرفها امامه فاسرعت بالنهوض فورا ترتدى حذائها قائلة بصوت اجش
= يبقى اتفقنا ياريت التنفيذ يبقى فاسرع وقت
ثم اتجهت الى الباب وقبل ان تضع يدها على مقبضه لتفتحه اوفقها صوته المتسأل بحدة
= بس يا ترى متأكدة من طلبك ده؟

التفتت اليه ببطء قائلة بحدة مماثلة عينيها تنطق بالتوحش
= متأكدة جدا ومتخفش مش عاوزة منك حاجة يعنى مش هتخسر كتير
ابتسم رائف بأستهزاء ينهض من مقعده يتجه اليها بخطوات واثقة تراقبه هى بتوجس حتى توقف امامها تماما يكاد يلتصق بها قائلا بهدوء
= لو فكرتى كويس هتلاقى انك انتى اللى هتطلعى خسرانة مش انا.
عقدت زينة حاجبيها بحيرة ليكمل رائف بلطف كمن يتحدث عن حاجة الطقس وليس مصيرها قائلا وعينيه تلتمع بمعنى كلماته دون الحاجة لنطقها
= فكرى فيها كويس بنت اتجوزت ليومين من صاحب شركتها بعد ما اشتغلت فى مكتبه شهر واحد وده طبعا حصل بعد فضيحة وكلام زمايلها فى قسمها القديم عنها وعن اخلاقها وهوب.

صفق بيديه معا بعنف لتنتفض برعب وعينيها تتسع بصدمة ومعنى كلماته يصل اليها كسكين حاد يقطعها بلا رحمة و يدميها بعنف ولكنه لم يتوقف بل اخذ يغرز سكينه اكثر بلا شفقة او تعاطف وهو يكمل مقتربا منها تلفحها انفاسه فوق وجهها بقسوة وعنف
= يومين جواز يا زينة يومين بس فاهمة ده معناه ايه ولا تحبى افهمك.

اهتزت حدقتيها بخوف وألم يزداد شحوبها اكثر واكثر حتى كاد تبتلعها دوامة الاغماء تشعر بسوادها مرة اخرى يلفها مرة اخرى لكنها قاومتها بقوة ترفع عينيها اليه بضعف هامسة بمرارة
= يارتنى ما كنت شوفتك ولا عرفتك ولا فيوم قلب...
قطعت كلماتها فورا تتبدل فورا ملامحها تحت انظاره المراقبة لها بأهتمام عابس قائلة بشجاعة وحزم تحسد عليهم
= وطلباتك ايه يا رائف بيه؟

تابعت عينيه تبدل حالها السريع هذا بذهول تباغته بسؤالها له فيقف عدة لحظات يتأملها باعجاب لم يستطع اخفاءه قبل ان يتحدث قائلا بحزم واقتضاب
= سنة من عمرك. كل المطلوب جوازنا يستمر سنة من دلوقت وصدقينى مش هتخسرى كتير مهرك ومأخر صداقك هتحطوا فى البنك باسمك هما واى مبلغ تانى تطلب...
رفعت زينة سبابتها تضغط فوق شفتيها بشدة محذرة توقفه عن الحديث قبل ان تقول بألم واحتقار بحدة.

= فلوسك خليها ليك انا مش عاوزة قرش واحد منها اما موضوع الخسارة ده فسيبه لتقديرى انا. انا بس اللى اقدر احددها وجوازنا هيفضل زاى ماهو حبر على ورق لحد ما السنة دى تمر وغير كده انا مش موافقة
وقف رائف صامتا بوجه خالى من التعبير تضيق عينيه بشدة فوقها قبل ان يبتعد عنها يعطى لها ظهره قائلا بصوت اجش حازم
=وانا موافق يا زينة على كل شروطك.

خفضت زينة عينها تغمضها بألم تشعر بقدرتها عل التماسك على وشك الانهيار لتقول بصوت حاولت ان تبث فيه بعض الرسمية
= ممكن بعد اذنك اخد اجازة النهاردة ومن بكرة هكون موجودة فى الشركة من بدرى
التفت اليها رائف سريعا يهتف بعدم تصديق
= عاوزة تفهمينى انك هتكملى شغل هنا
ابتسمت زينة بمرارة
= مدام اتفقنا على كل حاجة مفيش داعى اسيب شغلى ولا عند حضرتك اعتراض.

لم ينطق رائف بحرف يقف مراقبا لها بصمت طال فترة طويلة لتقول زينة برسمية شديدة تلتفت الى الباب مغادرة
= بعد اذن حضرتك هروح اعمل مذكرة بالاجازة
رائف بحدة وغضب
= ماتعمليش حاجة وامشى على طول يا زينةوخلى عربية من الشركة توصلك.

ابتسمت زينة ساخرة بمرارة مولية له ظهرها تفتح الباب فتخرج منه سريعا وفورا اغلاقه وصل لمسامعها من الداخل صيحة غاضبة يتبعها صوت تحطم قوى وعنيف فتغلق عينيها تسند على الباب بضعف تطلق العنان اخيرا لدموعها الحبيسة لتغرق وجنتيها قد انتهت تماما قدرتها على التظاهر و التمثيل.

لا تدرى كيف وصلت الى منزلها كانت كالمغيبة لاترى امامها من شدة دموعها المنهمرة من عينيها وافكارها المشتتة تصعد سلم منزلها ببطء وجسد هامد حتى وصلت الى باب شقتها تدب مفتاحها بداخله قبل ان تسمع صوت باب الشقة المقابل لها يفتح بسرعة وصوت جارتها سعاد يناديها بلهفة فلتفت لها ببطء لتشير لها سعاد بالاقتراب سريعا وما ان اقتربت منها زينة حتى سالتها بتوجس وعينيها تمر فوقها.

= انتى ايه اللى جابك بدرى حاجة حصلت ولا ايه؟ ومال وشك وعنيكى عاملين كده ليه؟
هزت زينة راسها بضغف تنفى اى سوء بها قائلة بصوت خافت
= لاا ابدا مفيش حاجة انا بس تعبانة شوية واستأذنت وجيت
هزت سعاد راسها بتفهم تلفتت حولها ثم اقتربت من زينة هامسة بتوجس واقتضاب
= طيب كويس انك جيتى بدرى انا كنت اصلا هتصل بيكى حالا علشان تيجى
ارتعبت ملامح زينة تسألها بتوجس
= ليه فى حاجة حصلت يا خالتى ولا ايه.

سعاد نافية بسرعة قائلة بلهفة توتر
= لاا متقلقيش كده كل الحكاية فى ناس جم من شوية وفضلوا يخبطوا على بابك ولما طلعت لهم سالونى عنك قلتلهم انك فى الشغل فسالونى عن مكانه بس انا مرضيتش اقولهم على المكان بصراحة خفت منهم مع ان شكلهم ناس كبرة وباين عليهم العز وخلتهم يجوا يقعدوا عندى لحد ما اتصل بيكى اهو برضه تكونى وسطنا
انتقل توترها الى زينة تعقد حاحبيها بحيرة قبل ان تقول
= طيب هما فين يا خالتى دلوقت.

سعاد وهى تفسح لها الطريق مشيرة الى احدى الغرف
= جوا فى اوضة الصالون مع عمك امين اصل مخلتهوش يفتح الورشة ويفضل قاعد معاهم
فتقدمت زينة الى تلك الغرفة تتبعها سعاد وفور ان ظهرت هيئتها امام باب الغرفة المفتوح حتى توقفت الاحاديث الدائرة فورا يسود صمت حاد الارجاء عدة لحظات تطالعها فيهم الكثير من العيون المهتمة بها مابين فضولى وشرس.

وقفت هناك تشعر بالخوف وببرودة تزحف الى جسدها لتصطك اسنانها رعبا من كل تلك العيون المحدقة بها تحاول ابتلاع لعابها تلقى بالتحية بصعوبة وهمس لينهض الجميع فوق اقدامهم ببطء شديد قبل ان يقول كبيرهم بأقتضاب وعينين حادة مشتعلة
=اهلا ببنت الغالية انتى اكيد زينة بنت راضية
ليصمت مقتربا منها حتى اصبح يقابلها تماما فوقف ينظر اليها بحدة وعينيه تمر فوقها بقسوة ثم يضيف بطء وجمود
= اختنا راضية الغالية...
فور نطقه كلماته المقتضبة تلك بعينه القاسية بشدة تراجعت زينة الى الخلف تشعر برغبة فى الهرب فورا لكنه كما لو كان قد ادرك نواياها حتى امسك بذراعها قابضا عليها بشدة يجذبها اليه ترتسم ابتسامة شرسة فوق شفتيه قائلا
= على فين يا بنت الغالية داحنا ما صدقنا لقيناكى ولقينا حاجة من ريحة ابوكى وامك.

طاوعته زينة فى جذبه لها تشعر بقبضته فوق ذراعها تكاد ان تنتزعه تتقدم معه الى داخل الغرفة فيتوقف بها امام ثلاث رجال اخرين ومقاربين له عمرا يعرفها عليهم مشيرا الى كل واحد على حده بصوت قاسى
= ده خالك عمران وده خالك جلال وده ابن عم امك شاهين
ثم يلفها اليه قائلا
اما انا فبقى خالك الكبير همام جينا علشان نخدك معانا تعيشى وسط اهلك واهل امك.

شعرت زينة برعبها يتزايد وان الامر ليس كما يبدو ويقول وبوجود شيئ خطأ بهم يجعلها لا ترتاح اليهم لذلك ودون لحظة تفكير واحدة نفضت ذراعها منه مبتعدة عنه سريعا الى اقصى الغرفة قائلة
= وانا ايه يثبتلى انك بتقول الحقيقة وعمر ماما ولا بابا جبولى سيرة حد فيكم
وهنا هب ذلك المدعو شاهين باتجاهها كانه سينقض عليها يهتف بحقد وغل
= ويجبولك سيرتنا ليه وهى الخاطية اللى هربت مع خدامها وحط راسنا كلنا فى الوحل.

اوقفته اشارة من يد كبيرهم المدعو همام ينظر له بقسوة وغضب جعلت شاهين يقف مكانه فورا بتصلب يحنى رأسه لكن زينة لم تنبه لكل ماحدث بل توقف تفكيرها عند ماقاله قائلة بذهول تنفى براسها ما قيل
= انتوا اكيد بتكدبوا استحالة تكونوا بتتكلموا عن امى وابويا انتوا اكيد غلطوا فى العنوان.

ثم اخذت تتلفت حولها تبحث عن خالتها سعاد حتى تطلب العون منها لكنها وجدتها تقف هى الاخرى بذهول يجاورها زوجها امين لا يقل ذهولا عنها ليلاحظ همام نظراتها تلك فيلتفت ناحيتهم قائلا بصوت حاول بث الهدوء والاحترام به
= لو سمحتلنا يا حاج امين احنا طالبين نقعد مع بنتنا لوحدنا علشان نقدر نفهمها كل حاجة.

هنا افاق امين من ذهول يهز راسه موافقا سريعا يتجه الى زوجته يسحبها معه خارجا من الغرفة وبرغم تردد سعاد الواضح فى ترك زينة وحيدة الا انها امتثلت لزوجها خارجة معه من الغرفة
ليقول همام فور خروجهم بصوت قوى حازم
اسمعى يا بنت حسين احنا جايين النهاردة ومش قاصدين شر عاوزة تتاكدى اننا اهلك معانا اللى ياكدلك بس بعدها هتيجى معانا البلد مفيش قاعدة هنا تانى لوحدك
اخذت تهزت زينة راسها ترفض حديثه قائلا بحزم مماثل.
= استحالة اللى انت بتقوله انا مش ممكن اروح معاكم فى حتة
هنا هب عمران من مكانه هاتفت بعنف وغضب
= اسمعى يا بت انتى نفسك ميطلعش واللى بنقول عليه هو اللى هيحصل وان امك وابوكى ماربوكيش صح احنا هنربيكى من اول جديد
= عمراااان انا قلت ايه قبل سابق محدش يتكلم هنا غيرى.

صرخ بهذة الكلمات همام فى وجه اخيه والذى حاول فتح فمه لاعتراض لكنه اوقفته نظرة صارمة من اخيه جعلت يغلقه مرة اخرى يقف مكانه عينيه يطل منها شرارات مشتعلة
التفت همام مرة اخرى الى زينة قائلا بهدوء صوته برغم هدوئه الا انه بعث الرجفة فى انحاء جسدها خوفا
= شوفى احنا مش هنمشى من هنا من غيرك برضاكى او غصب عنك هتيجى معانا فانتى تختارى ايه.

هنا لم تنتظر زينة لحظة واحدة لتفكير بل التفتت باتجاه باب الغرفة تركض سريعا هاربة من خلاله مارة بسعاد وزوجها الواقفين خارجها بذهول لكنها لم تلتفت لثانية باتجاهم بل جعلت كل تركيزها ان تصل الى باب الشقة هاربة قبل ان يمسك بها احد من هؤلاء المدعون
استطاعت اخيرا الوصول اليه تفتحه بلهفة لكنها تسمرت حين رات من يقف خارجه فلم تشعر الا وهى تلقى بنفسها على صدره تحتضه بشدة هاتفة برعب.

= الحقنى يا رائف الحقنى ابعدهم عنى
التفت ذراعى رائف حولها بحماية يجذبها اكثر الى صدره يهمس لها بأطمئنان
= متخفيش يا زينة محدش يقدر يمسك وانا موجود
شددت من احتضانها له تتمنى لو تختفى داخل اضلوعه تشعر بالامان وهى تراه يحيط بها بكل هذه الحماية لكن تأتى صيحة غاضبة من خلفها تجعلها ترتجف تكاد ان تسقط ارضا لولا ذراع رائف حولها
= والله عال يا بنت حسين كنت عارف انك اكيد طالعة لامك فاجرة وعينك ميتة.

شعرت زينة بتجشب جسد رائف وتوتر كل عصب فيه فترفع عينيها اليه بقلق لكنها وجدته لا ينظر اليها بل تركزت عينيه المشتعلة بالغضب على ذلك المدعو شاهين يبعدها عن صدره دافعا لها خلفه بهدو ثم يتقدم الى الداخل بخطواته الواثقة حتى توقف امام شاهين يفح من بين اسنانه بانفاس لاهبة وهو يدفع بسبابته فى صدره بعنف
= لما تتكلم مع مرات رائف الحديدى تتكلم بادب الا لو عاوز لسانه ده يتقطع حالا ويترمى تحت رجليك.

تحفزت كل عضلات شاهين للمعركة لكن عينيه ارتجفت خوفا حين بدى جليا له ان رائف يقصد كل كلمة قالها ليقول بصوت حاول جعله قوى زعم ارتجافه
= مرات مين يا جدع انتى دى بنتنا واحنا جاين ناخدها براضك او غصب عنك هناخدها
رايف بفحيح يضغط عل كل حرف من كلماته بشراسة
= طيب ابقى مد ايدك ناحيتها وساعتها متلومش غير نفسك.

هم شاهين بالرد عليه رغم خوفه وتوتره الظاهر للعيان لكن مرة اخرى اتت صيحة همام لتوقفه حين هتف موجها حديثه لرائف قائلا
= خلى كلامك معايا انا هنا وقولى انت مين بالظبط
التفت رائف اليه يقيمه بعينيه قبل ان يقول باستهزاء
= انا اللى بسالك انتم اللى مين وعاوزين ايه من مراتى بالظبط
ظهرت الصدمة والذهول على وجه همام لكنه تدارك الامر فورا قائلا بتجهم واقتضاب
= انا بقى ابقى خالها.

ثم نظر باتجاه زينة عينيه تشع بغضب غل مكبوت لكنه لم يخف عن اعين الموجودين خاصا رائف يكمل قائلا
= الظاهر اننا جينا متاخرين ووجودنا مفيش داعى منه
ثم تقدمت خطواته ناحية زينة يقف امامها قائلا بجمود
=مبرووك يا بنت اختى على الجواز
ثم ينحنى عليها يهمس بفحيح
= بس متفرحيش اوووى راجعلك تانى المره دى مش محسوبة.

ثم التفت الى الباقين مشيرا لهم براسه بالمغادرة فيتبعوه مغادرين خلفه فورا ليسود صمت هائل ارجاء المكان كانت زينة تقف خلاله شاحبة بشدة تتابعها عينى رائف بأهتمام لكنه دون محاولة لاقتراب منها حتى هتفتت سعاد برعب
= دول اكيد كانوا ناوين ليكى على نصيبة انا اول ما شفتهم مرتحتش ليهم ابدا
ثم تنهدت براحة تكمل.

= الحمد لله ان كان معايا نمرة رائف بيه ولحقت كلمته وقدر يجيلك بسرعة والا مكناش عرفنا نعمل معاهم ايه ساعتها
هنا رفعت زينة عينيها اليه بصدمة وتساؤل لكنه تجاهل نظراتها تلك يلتفت الى سعاد قائلا بهدوء وعملية
= انا شايف بعد اللى حصل ده زينة مينفعش تقعد هنا لوحدها
هزت سعاد وامين راسهم مؤيدين كلماته ليكمل رائف بهدوء وبصوت لا يقبل بجدل.

= علشان كده انا هاخدها عندى هتكون تحت عينى وفى حمايتى واستحالة حد يفكر بأذيها وهى معايا
هتفت زينة فور انتهاء كلماته بغضب وشراسة
= حيلك حيلك اجى عندك فين استحالة اوافق على كده انا عندى اروح معاهم احسن لى ولا انى اعمل اللى بتقول علي ده
اقتربت منها سعاد بسرعة وهى تضغط فوق احد جانبى شفتيها فى اشارة منها حتى تتوقف زينة عن حديثها الحاد تهمس لها
= براحة يا بنتى مش كده يبقى كلامك مع جوزك.

شهقت زينة استنكار عند ذكرها لكلمة زوج تهم بالرد عليها ردا لاذع عما تعنيه الكلمة بالنسبة لها هى وصاحبها الا ان صيحة رائف باسمها بحدة اوقفتها عما كانت تنتويه تراه يقترب منها وعلى وجهه نظرة تحذرية لها غاضبة فزفرت زينة بحدة تلتفت الى بوجهها الى الجانب الاخر بعيدا عن نظراته تلك ليلتفت رائف الى سعاد قائلا
زينة هتقعد عندى لحد مانعرف الناس دى مين وعاوزين ايه من زينة ونشوف هنعمل ايه معاهم.

امنت سعاد على كلماته بحرج بعد ان التفتت الى زوجها الجالس بصمت تساله رايه فيهز كتفه دلالة على عدم اهتمامه او مبالاته لينظر رائف الى زينة يبعث اليها برسالة قائلا بعينه باستهزاء
اترى ما اتحدث عنه هنا لن يستطيع احد حمايتك فليس لكى سواى فقط
شعرت زينة بدموعها تتزاحم داخل عينيها رغبة فى التحرر فاسرعت بالخروج باتجاه شقتها تكتم شهقة بكائها لكنها توقفت امام بابها المغلق قد نسيت مفتاحها فى شقة جارتها.
فوقفت بقلة حيلة تتسابق دموعها فوق وجنتيها تستمع الى خطواته البطيئة المقتربة منها بهدوء لكنها لم تلتفت له او تقوم اخفاء دموعها عنه بل وقفت تنتظر فتحه للباب تدلف منه سريعا الى الداخل تمد يدها لأضاءة الانوار ثم وقفت فى منتصف صالة شقتها عدة لحظات تحاول بث الهدوء لنفسها قبل ان تلتفت اليه بسرعة فى رغبة لتنهى اى فكرة مجنونة لديه عن ذهابها معه فتصتدم بحائط صدره الصلب وهى تراه يقف خلفها تماما فتشهق برعب تحاول التراجع عدة خطوات بعيدا عنه لكنه اسرع بلف ذراعه حول خصرها يقربها منه بقوة جعلتها تلتصق بها بشدة جعلت من الصعب حتى للهواء بالمرور بينهم فزحف التوتر الى انحاء جسدها كله يحتل مكان غضبها سريعا وهى تراه يمرر عينيه على وجهها ببطء شديد حتى توقفت فوق شفتيها فيحنى راسه يهمس امامهم برقة.

= ممكن اعرف انتى زعلانة ليه دلوقت
حاولت زينة ابتلاع لعابها بصعوبة حتى تستطيع تعنيفه لكن خرج صوتها مرتعشا خائفا قائلة
= اللى بتقوله ده استحالة يحصل انا مش ممكن اعيش معاك فى مكان واحد حتى ولو فيها موتى
ابتسم رائف ابتسامة صغيرة قائلا بصوت اجش وانفاسه تلامس وجهها برقة
= ياااه لدرجة الموت! بس احب افكرك انك مراتى يعنى ده من حقى اعمله وهعمله يازينة.

ثم فجاءة وقبل ان يعطيها حتى فرصة لالتقاط انفاسها هبطت شفتيه نحوها سريعا تلتهم شفتيها بقبلة شغوفة مغوية لم تترك لها فرصة حتى للمقاومة وهى تشعر بشفتيه تتحرك برقة فوق شفتيها مستكشفة كل زواية فيها كمن يقوم بحفظ تفاصيلهم ولعدةثوانى شعرت هى خلالهم بارتخاء جسدها فلم يعد يقوى على حملها فتستند دون ارادة منها فوق جسده تزداد اقترابا منه ليصدر عنه تأوه عميق حار مشددا ذراعيه من حولها بقوة يجذبها اكثر واكثر نحوه تتجه شفتيه نحو وجنتيها بقبلها بشغف وقوة تنحدر ببطء فوق عنقها بقبلات صغيرة متلهفة ثم يدفنها فى تجويف عنقها يتأوه مرة اخرى بعمق ولمساته تزداد جراءة ورغبة فوقها جعلتها تفيق من غيبوبة المشاعر التى احاطت بها ليتصلب جسدها فورا تحاول الابتعاد عنه ليدرك رائف بتغيرها هذا فترتخى ذراعه من حولها لكنه لم يتحرك مبتعدا لتتحدث هى بحدة وصوت مشمئز حاولت به اخفاء خجلها و ذلها من استسلامها المذل له.

= المفروض بعد اللى عملته ده تخلينى اقتنع؟ بس احب اقول لاسف ده خلانى مصممة اكتر على رائى استحالة اكون معاك فى مكان واحد
وقف رائف لفترة طويلة لم يقل خلالها شيئ بل اخذ ينظر اليها بعينين تشع غضبا مشتعل لكن فجاءة اختفى غضبه هذا يحل محله البرود فيصبح وجهه خالى من التعبير وهو ينسحب بجسده ببطءبعيدا عنها قائلا بوجه خالى من التعبير وعينين غير قابلة للقراءة
= هنشوف يا زينة.

ثم ابتعد عنها باتجاه الباب فزفرت براحة واطمئنان لذهابه هذا ولكن ما هى ثوانى حتى عاودها شعورها بالتوجس والخوف وهى تراه يعود مرة اخرى مصطحبا معه سعاد ثم يقف امامها بوجه خالى التعبير قائلا
= ست سعاد ياريت تاخدى بالك من الشقة واى جديد يحصل انتى معاكى نمرتى.

ثم ولصدمتها اتجه اليها ينحنى عليها يحملها يلقى بها فوق كتفه مغادرا فى لحظة واحدة دون ان يضيف كلمة اخرى غير عابئ بمقاومتها له وصراخها تحت انظار سعاد الواقفة فاغرة الفاه بذهول يتجه الى الخارج بحمله المقاوم الغاضب الى الخارج.

جلست الى جواره داخل سيارته ناظرة الى الخارج من النافذة تتابع الطريق بعينين لا ترى شيئ شاردة فى افكارها تلتزم بصمت فرضته عليهم بعد ذلك المشهد المذل حين القى بها فى سيارته كيس من البطاطا لا اهمية له دون ان يعير اعتراضها ادنى اهتمام وهو يلتف حول السيارة يصعد الى مقعد السائق بهدوء مغادرا بهم خارج حيها تماما حينها اخذت زينة تهدد وتتوعد وتصرخ به بصوت عالى لكنه لا حياة لمن تنادى عينيه مركزة فوق الطريق لا يلتفت اليها كما لو كانت هواء بجانبه حتى شعرت بالتعب من صراخها وحديثها المتسارع تشعر بصداع يهاجمها بضرب جوانب راسها بعنف فتتنهد بارهاق صامتة تستند براسها فوق زجاج النافذة بجوارها مغمضة العينين بارهاق تابعها هو بطرف عينيه لكنه لم يعلق بشيئ ليتم الباقى من الرحلة بصمت حتى شعرت بتهدئة السيارة تدلف بهم بعد ان قام حارس بفتح بوابة ضخمة لهم الى داخل فيلا اقل ما يقال عنها رائعة الجمال ذات لون ابيض رائع تحيط بهامساحة شاسعة من الاراضى الخضراء فتفتح زينة شفتيها بانبهار وهى ترى كل هذا الجمال يحيط بها حتى سمعت صوت رائف يسألها بهدوء.

= ايه رايك؟عجبتك!
اسرعت زينة برفع واجهة البرودة وعدم الاكتراث مرة اخرى فوق وجهها دون الرد عليه
ووليزداد حنقها حين سمعته يضحك بمرح كمن راى شيئ اضحكه ثم يلقى عليها امره بصوته القوى
= يلا يا زينة انزلى
ظلت زينة تنظر امامها تتجاهله تماما تكتف ذراعيها فوق صدرها كطفلة صغيرة غاضبة لا نية لديها لتنفيذ كلامه.

زفر رائف بعدم صبر ثم فتح بابه خارجا بسرعة يلتف حول السيارة فاخذت هى تتابعه بعينها بتساؤل عن اذا كان قد استسلم اخيرا وسوف يعيدها الى منزلها مرة اخرى.
لكن جاءت الاجابة حيت فتح بابها بقوة يمسك ذراعها شادا لها خارج السيارة ثم ينحنى مرة اخرى حاملا لها فوق كتفه كانها لا تزن شيئ متجها بها ناحية باب ال?يلا دون ان يعير اعتراضها وغضبها ادنى اهتمام دق جرسه ليفتح بعد ثوانى قليلة يعبره رائف سريعا فرفعت زينة راسهابشعرها المتدلى حولها تنظر الى من فتح الباب تنتوى طلب النجدة لكنها وجدتها امراة خمسينة العمر ترتدى زي رسمى تفتح فمها بذهول فعلمت زينة انها احدى العاملات لديه ولا امل ان تقوم بمساعدتها لتضرب ظهره بقبضتها بغضب من شدة احباطها تصرخ به.

نزلى يا رائف حالا والا هاا...
اخذت تبحث عن تهديد قد يصلح معه لكنها فشلت تشعر بدموع الاحباط تتجمع مرة اخرى بعينها فتصمت خوفا ان تفضح غصة البكاء ضعفها ليسألها هو بسخرية
= هااا سكتى ليه ما تسمعينى هتعملى معايا ايه.

صمتت زينة عن اى حديث تشعر به يصعد بها درج بقفزات سريعة لكنها لم تهتم قد احست بازدياد الم راسها سوءا حتى دخل بها الى احدى الغرف ثم ينزلها من فوق كتفه برقة فترنحت تشعر بدوار شديد فتسرع يديه لامساك بها لكنها نفضت نفسها بعيد عنه تتراجع الى الخلف تحت انظاره المراقبة لها تصتدم قدميها بحافة فراش يتوسط الغرفة تسقط جالسة عليه تحنى راسها بضعف شعرها منسدل حولها تشعر بدموعها تحرقها عينيها بشدة غارقة فى بؤسها فلم تشعر بخطواته المتقدمة منها حتى توقف امامها ينحنى على عقبيه امامها رافعا وجهها اليه فيرى دموعها المتساقطة بغزارة تخفض عينيها عنه ليسألها برقة وابهامه يمر بحنان فوق وجنتها مزيحا تلك الدموع.

= انا مش فاهم انتى زعلانة ليه؟ انتى عارفة انى بعمل كده علشان خايف عليكى
هنا رفعت زينة عينيها بحدة اليه تشع منهم نظرة سخرية مريرة قائلا بمرارة
= خايف عليا! طب ازاى؟ مفكرتش فى وضعى هيبقى ايه لما الناس تعرف انى جيت وعشت معاك فجاءة كده! مفكرتش هيقولوا عليه ايه! ااه صحيح نسيت مانا السكرتيرة اللى ليها عيلة ولا حسب ولا نسب فايه يعنى اى حاجة تحصل معها.

اخفضت راسها مرة اخرى تشعر بقدرتها على التحمل قد انتهت غافلة عن تلك النظرة المشبعة بالندم والتى اطلت من عينى رائف فور انتهاء كلماتها قائلة بضعف والم تتراجع بجسدها تستلقى بجانبها رغما عنها فوق الفراش
= مش نفذت اللى انت عاوزه ممكن تسبنى لوحدى لوسمحت.

نهض رائف فوق قدميه زافرا بحنق وهو يراقبها تلتف حول نفسها كوضع الجنين تغمض عينيها بقوة فيظل عدة لحظات مراقبا لها ثم تحرك لطرف الفراش يسحب من فوق غطاء خفيف يلقيه فوقها ثم يتحرك باتجاه الباب مغادرا بهدوء
ارتجفت زينة بعد سماعها لصوت الباب يغلق من خلفه تشد الغطاء فوق راسها ضامة ركبتيها الى صدرها اكثر واكثر تبكى وتبكى حتى غفت عينيها على وضعها هذا لاتشعر بشيئ من شدة ارهاقها.

فتحت عينيها تتقلب فوق الفراش وهى تشعر بكل جسدها يؤلمها فتاوهت بالم تحاول تمديد عضلاتها علها تشعر بالراحة لكن سرعان ماتخشب جسدها حين وصل الى مسامعها صوته يسألها بهدوء
= اخيرا صحيتى. انا قلت هتنامى لبكرة الصبح دى الساعة داخلة على عشرة بليل.

حاولت سريعا النهوض تحاول الجلوس بتخبط فوق الفراش تشد اليها الغطاء بحماية فتجد نفسها مستلقية فى منتصف الفراش خلف راسها وسادة مريحة نائمة بغير وضعها عند استغراقها فى النوم فلم تحتاج كثيرا من التفكير لتعلم من المسئول عن هذا لذلك التفتت اليه بحده لتراه جالسا باسترخاء فوق احدى الكراسى القريبة من الفراش يرتدى قميصا بيتى اسود وبنطلونا قطنى رمادى يضع قدما فوق الاخرى فعلمتك من مظهره هذا انه يجلس على هذا الوضع منذ فترة طويلة مراقبا لها لتهب فيه قائلة بحدة وغضب تدارى ارتباكها عنه من معرفتها بمراقبته لها اثناء نومها.

= مين سمحلك تدخل عليا الاوضة وتفضل عاقد مراقبنى بالشكل ده
ققز رائف فوق قدميه بعنف متجها ناحيتها فتتابعه عينيها بتوجس حين رات عنفهه هذا ليقف امامها ينحنى عليها مستندا باحدى ركبتيه فوق الفراش وجه قريبا منها بشدة يهمس ضاغط على اسنانه بحنق
= اسمعى بقى انا سيبك براحتك لحد دلوقتى ومراعى كل اللى حصل معاكى من اول اليوم بس متزودهاش والا هتشوفى منى وش تانى خالص وصدقينى مش هيعجبك يا زينة.

جلست تنظر اليه متسعة العينين برهبة ليكمل هو قائلا بحدة
= قومى يلا اغسلى وشك واتعشى انا جيبتلك صنية العشا هنا وبعدين نقعد نتكلم مع بعض بالعقل وبلاش شغل العيال بتاعك ده
انفرجت شفتيها بذهول تهمس بحنق
= انا بعمل شغل عيال؟
رائف وهو يقترب اكثر منها حتى كادت شفتيه ان تلامسها هامسا امامهم
= اه يا زينة وهتقومى تعملى اللى بقول عليه والا متلوميش غير نفسك ساعتها.

وجدت نفسها دون ارادة منها تنهض سريعا مغادرو الفراش من الاتجاه الاخر له تقف تنظر حولها بارتباك تراه يقوم بالاستلقاء مستندا فوق حاجز الفراش واضعا يديه خلف راسه يشير بعينيه اليها ناحية باب قائلا بهدوء
= الحمام هناك عندك ادامك عشر دقايق والقيكى هنا.

اشتعلت عينيها تتطاير شرارات غضبها منه تبحث عن رد لاذع له لكنها لم تجد ما يسعفها لتدق الارض بقدميها بغضب فيبتسم رائف بطرف شفتيه ابتسامة صغيرة وهو يراها تتجه الى باب الحمام تدخله مغلقة اياه خلفها بغضب ارتجت له ارجاء الغرفة لكنها لم تتهتم بذلك ادنى اهتمام تقف امام المغسلة تستند عليها بكفيها تتنفس بغضب وحنق وجهها احمر بشدة فاخذت عدة انفاس تحاول بها التهدئة لتمر دقائق بها على هذا الحال حتى شعرت اخير بعودة هدوءها وانتظام ضربات قلبها مرة اخرى بعد ان قامت بغسل وجهها عدة مرات بالماء البارد.
نظرت الى المراءة امامها تحدث صورتها بحزم وشدة
= متخافيش منه مش هيقدر يعملك حاجة وخليكى على موقفك ثابتة مش لازم يحس انك ضعيفة ابدا ادامه فاهمة
التفت بعيدا عن صورتها المنعكسة تنظر الى الباب بحزم تزفر عدة مرات ثم تتجه اليه تفتحه بقوة وقد عقدت العزم انها ستكون الرابحة امامه ولا رهبة منه بعد الان.

انت ازاى تخلينا نمشى من غير ما ناخد الفاجرة بنت الفاجرة دى معانا
نطق شاهين بكلماته تلك بحدة موجها اياها لهمام الجالس يتوسط المجلس بشرود ووجهه قاتم ليهب جلال صارخا فيه بغضب وحدة
= شاهين حاسب على كلامك واعرف اللى بتتكلم عنها دى تبقى اختنا برضه
التفت اليه شاهين ينظر اليه يشع الحقد والغل من فمه قائلا
= اختك! اختك اللى هربت يوم كتب كاتبى عليها مع حته موظف كان شغال عندنا.

ولا بنتها اللى جابت لنا واحد وقالت عليه جوزها واحنا سائلين وعارفين ان الكلام ده محصلش وتقولى حاسب على كلامك
احنى جلال راسه بخجل لا يقدر على محاسبته على كلماته فقد كانت صحيحة لا تقبل الجدال وهنا نهض همام من مكانه ببطء يستند فوق عصا مقتربا من شاهين يسلط نظراته المظلمة عليه حتى وقف امامه تماما قائلا بصوت مهيب.

= لما انت كنت متاكد انه مش جوزها كنت واقف ادامه زاى العيل الصغير ليه يا شاهين خايف منه وبترتعش
حاول شاهين الحديث لتوقفه اشارة من يد همام عن الحديث ليصمت فورا يراه يلتفت مديرا نظراته بين الجميع قائلا
= اسمعونى كويس اى كلام فى الموضوع هتقفل لحد ما نعرف اصله وفصله ساعتها هنشوف هتنصرف ازاى وقتها
شاهين بحدة وعينيه تشتعل بغل
= لو حقيقى طلع جوزها هتسيبوها؟

لاااا يا كبيرنا انا عاوز وعدك ليه بنت راضية تيجى هنا وتعيش وسطنا وتتجوز ولد من ولادى
زفر همام يحاول التحدث بهدوء رغم كل ما يفور فى نفسه من براكين حنقه وغضبه
= هنشوف يا شاهين نعرف الاول كلامها ده حقيقى ولا لا ومين الجدع ده اللى بتقول عليه جوزها ده
هم شاهين بالاعتراض ليعلى صوت همام هادرا
= قلت كفاية يا شاهين كلام فى الموضوع ده انتهينا خلاص.

ساد صمت حاد ارجاء المكان بعد كلمات همام العاصفة هذه كل واحد فيهم غارقا فى افكاره وما ستأتى به الايام القادمة لهم.

خرجت من الحمام سريعا كل جسدها متحفز للمعركة لكنها توقفت فورا تنظر ببهوت حين وقعت عينيها عليه مستلقى فوق الفراش كما تركته لكن مع اختلاف اغلاقه لعينيه براحة وانفاسه المتعالية بانتظام لتدرك بان قد استغرق فى النوم فتقدمت نحوه ببطء وهدوء تقف تنظر اليه فترى الارهاق والشحوب يسودان ملامحه بشدة فاخذتها الشفقة به تعلم بمبلغ تعبه فهو قد حضر من سفره الطويل الى الشركة فورا دون فرصة له للراحة ومع كل ماحدث تسارع احداث اليوم تعلم جيدا انه لم يحصل ابدا على فرصة لاستلقاء والراحة.

امسكت بالغطاء الملقى فوق الفراش تتقدم منه حتى تضعه فوقه لتغطيته لكن تسمرت يدها فى الهوا تنظر اليها بذهول قائلة بهمس تحدث نفسها بغيظ
= والله عال ياست زينة ايه اللى بتهببه ده ما يرتاح ولا عنه مارتاح ده اللى ناقص كمان
اسرعت تلقى بالغطاء بغضب فوق الفراش مرة اخرى تهتف بحنق وصوت عالى يفزع
= انت يا استاذ انت جاى هنا تنام ولا جاى علشان نتكلم.
فز رائف من مكانه رعبا وفزعا منذ بداية صيحتها تتسع عينيه بتشوش وهو ينظر حوله حتى وقعت عينيه عليها تقف امامه تكتف ذراعيها فوق صدرها تهز قدميها بعصيبة فحاول ان يفيق من نعاسه ممرا يده فوقه وجهه قائلا بأرهاق
= الظاهر انى نمت مكانى من كتر التعب
زينة بسخرية
= طب بعد اذنك اتفضل روح اوضتك نام هناك لو مفهاش تعب لحضرتك
اعتدل رائف جالسا فوق الفراش قائلا بحزم مستعيد شخصيته المسيطرة.

= لا. واتفضلى روحى اتعشى علشان نتكلم ونخلص بقى من الحوار اللى طول ده
زينة وهى تحاول اظهار عدم مبالاتها
= انا مش عاوزة اتعشى ولو سمحت ياريت تتكلم على طول
تنهد رائف بقلة صبر قائلا
= اللى يريحك. شوفى كل اللى عندى بخصوص الموضوع ده انى استحالة هسيبك ترجعى تعيشى لوحدك تانى لحد ما اعرف اصل وفصل الناس اللى جكتلك النهاردة دى وهتفضلى هنا معايا وتحت عنيا
فتحت فمها تحاول الحديث ليقاطعها هو مكملا بحزم.

= وبخصوص كلام الناس احب اقولك محدش ليه حاجة عندى ولا احنا مضطرين نبرر لحد حاجة بس لو ده مهم اوى عندك تقدرى تقولى لليسألك اننا مقدرناش نعمل فرح لظروف موت اهلنا القريب وانى مقدرتش اعيش بعيد عنك كتير علشان كده عجلنا بجوازنا
تخضبت وجنيتها خجلا من حديثه الاخير لكنه اسرع يكمل بعملية ناهضا من مكانه ينهى الحوار كما لو كان بداخل احدى الاجتماعات ينهيها.

= اعتقد كده خلصنا كل كلامنا ومفيش حاجة تانية تتقال فا تصبحى على خير واشوفك بكرة
تحرك متجها ناحية الباب ينهى فعليا حديثهم او لو صح التعبير حديثه فهو لم يترك لها المجال للنطق بحرف واحدا حتى
لذلك صرخت باسمه بحدة تتنفس بعنف وهى تراه يلتفت اليها ببطء قائلة باستنكار غاضب
= كل اللى قلته ده ملهوش اى قيمة عندى وانا من بكرة راجعة لبيتى لتكمل بنرة متسائلة حائرة.

= وبعدين احنا مش اللى بينا ده كله معمول علشان خاطر ميراثك يبقى ايه اللى يهمك فى اى حاجة تحصلى مدام بعيد عنك
هز رائف راسه يؤمن عل كلماتها ليشحب وجهها لكنها حاولت التظاهر بعدم الاهتمام تراه يقترب منها يضع قبضتيه داخل جيبى بنطاله يقف امامها تماما ثم ينحنى عليها مقربا شفتيه من بشرة اذنيها الحساسة انفاسه الدافئةتصيبها بالقشعريرة هامسا.

= برافو عليكى زاى ما قلتى كده بالظبط بس برضه طول مانتى مراتى وعلى اسمى استحالة هسمح لاى حد يمس شعرة منك
ارتجفت زينة تغمض عينيها قائلة بانفاس لاهثة
= بس ده مكنش اتفقنا فى الاول احنا اتفقنا ان كل اللى بنا هيبقى عقد الجواز اللى على الورق وبس
تنهد رائف باسف مصطنع قائلا وهو يعتدل مرة اخرى مبتعدا عنها يسير فى اتجاه الباب قائلا بلا اهتمام.

= غيرت رائى يا زينة وده كل اللى عندى والاحسن ليكى علشان الايام الجاية ما بنا تعدى على خير تحاول تتقبلى الوضع ده بنا
فتح الباب مغادر ولكن قبل ان يغلقه التفت لها قائلا بحزم
= عندك لبكرة الصبح تفكرى فى كلامى كويس وبس ياريت يكون تفكيرك فى اللى فيه مصلحتك ومش عند لمجرد العند وخلاص.

اغلق الباب خلفه بهدوء تاركا لها تنظر فى اثره بوجه تتخبط فوقه المشاعر تتزاحم بداخلها الافكار لاتدرى اين الصواب و كيفية التصرف وفيما هو اتى الايام القادمة.
جلست داخل تلك الغرفة تعصف بها افكارها لاتدرى كيفية خروحها من مأذقها هذا حتى استقرت على رائيها اخيرا مع شعاع الصباح الاول فنهضت تستعد للنزول اليه واخباره عما اعتزمت القيام به وقرارها الاخير والذى لا رجعة لها فيه
نزلت الدرج بهدوء وثبات حتى توقفت اسفله فى حيرة لاتدرى فى اى اتجاه تذهب تعلم من حالة الهدوء والصمت السائدة انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد من اهل المنزل.

لكنها جفلت تشهق بفزع حين اتى صوت من خلفها قائلا بأدب
= صباح الخير يا هانم تحبى احضر لحضرتك الفطار
اخذت زينة نفسا عميقا حاولت به تهدئة ضربات قلبها المتسارعة تلتفت الى تلك السيدة والتى راتها امس فعلى مايبدو انها مدبرة منزله تسألها بصوت هامس
= هو رائف بيه موجود
اسرعت السيدة تهز راسها علامة الايحاب قائلة برسمية
= ايوه ياهانم وهو فى اوضة السفرة بيفطر تحبى اخدك لهناك.

ابتسمت زينة ابتسامة شاحبة لها دليلا على موافقتها لتسير السيدة تتبعها زينة حتى
توقفت امام احدى الابواب تشير لها بالدخول
دخلت زينة الى غرفة فسيحة تتوسطها طاولة عملاقة حولها اكثر من عشرون كرسى يجلس رائف على راسهم امامه فنجان قهوة ويمسك بيده جريدة صباحية يطالعها باهتمام غير منتبه لدخولها حتى قالت تلك السيدة بلهجتها الرسمية وهى تشير لها بالجلوس
= تحبى اجهز لحضرتك الفطار.

هزت زينة راسها بالرفض لكن اتى الرد من خلف تلك الجريدة بصوت رائف الحازم
= جهزى للهانم الفطار وهاتيه حالا يا عزة
هزت عزة راسها بالموافقة مغادرة فورا تاركة زينة تنظر اليه بغضب من ثقته هذه قائلة باحتجاج وحدة
= انا قلت مش هفطر وياريت تنده ليها تانى تقولها متحضرش حاجة
انزل رائف الجريدة ببطء وهدوء ناظر ا لها بتقيم من اعلاها الى اسفلها والعكس ثم رفع الجريدة مرة اخرى امامه قائلا من خلفها بهدوء.

= لا هتفطرى. كفاية انك امبارح نمتى من غير عشا بسبب عندك ده
اقتربت منه بخطوات سريعة تهتف بغيظ
هو فى ايه؟انت هتتدخل كمان فى معدتى انا قلت مش هفطر يعنى مش هفطر
لم تتلقى منه ردة فعل تجده مازال يمسك بجريدته يوليها كل اهتمامه لتشعر بالغيظ والحنق راغبة فى تحطيم واجهة ثقته وبروده هذه لتسرع بالقول ببرود مصطنع.

= على فكرة انا فكرت فى كلامك كويس ولقيت انى برضه مصممة على رائيى وعاوزة نفضل على اتفقنا الاول لحد ما كل حاجة تنتهى وكل واحد يروح فى طريقه علشان كده بعد ميعاد الشغل هرجع على شقتى تانى
ساد الصمت للحظات كانت خلاله تتلهف على اى ردة فعل منه تحيى به استعدادها للمعركة والتى تطالب بها كل خلية من جسدها ولكنها ولاسف لم تحظى سوى بنظرة باردة برودة القطب الشمالى منه وهو ينهض على قدميه قائلا.

= هنشوف يا زينة. هنشوف
ترك الجريدة من يده ثم اخذ يلملم اشيائه الموضوعة امامه من هاتفه وعلبة سجائره واضعا اياها فى جيبه قبل ان يتظر اليها قائلا برسمية
=لو فعلا مش هتفطرى يبقى يلا على الشركة.
تحرك مغادرا الغرفة بخطوات واثقة سريعة بينما وقفت هى تنظر فى اثره بعينين متسعة بصدمة وذهول فنعم هى كانت تسعى للحصول على موافقته بخصوص امرهم معا ولكنها لم تظن بان تحصل عليها بتلك السهولة والسرعة فاخذت تلوك شفتيها بحطجيرة قبل ان تتحرك خلفه تقسم داخلها ان تتصدى اليه اذا كانت تلك حيلة اخرى من حيله الماكرة.

مرت الرحلة بالسيارة بصمت جلست خلالها زينة متحفزة ومستعدة لاى محاولة منه لتغير رائيها لكنه لم يقم باى محاولة للحديث من اى نوع يقود بصمت وتركيز جعل اعصابها تتوتر اكثر واكثر حتى توقف بهم امام الشركة فتسرع بالنزول قبله بهدوء تسير فى اتجاه الباب ليتبعها هو حتى وصل الى جوارها ولصدمتها وجدت قبضة يده تقبض فوق اناملها بقوة لكنها تحمل شيئ من الرقة فى لمستها فلتفتت اليه تهم بالحديث وهى تحاول جذب يدها منه لكنه تشبث اكثر بها يميل عليها هامسا.

= من غير ولا كلمة والا لو عوزة اللى حصل امبارح يحصل تانى؟

ثم جذبها خلفه يسير بها بخطوات سريعة حاولت هى ان تجاريها وهى تسمعه يلقى بتحية الصباح على حارس الامن ثم يدلف بها الى داخل الشركة حتى وصلا الى مكتب الاستقبال فيلقى بتحية سريعة الى مها الواقفة فاغره الفاه وهى ترى قدومهم معا تتابع رائف وهو يجذبها خلفه بتلك الطريقة فحاولت زينة الحديث اليها لكنها لم تفلح اثر خطواته السريعة والتى جعلت من المستحيل عليها فعل اى شيئ سوى مجاراته فيها خشية الوقوع.

دخل رائف الى الاسانسير وهى معه وهناك ترك يدها اخيرا فاخذت تحاول التقاط انفاسها تهتف بلهاث غاضب
= انت شددى كده ليه! مها هتقول عليا ايه دلوقت. بس طبعا وانت يهمك ايه المهم ان رائف بيه يكون مبسوط ويعمل اللى على مزاجه مش مهم اى...

قطعت حديثها بغته وهى تراه يضغط زر ايقاف المصعد بعنف ثم يلتفت اليها بجسده كله محاصرا لها لتتراجع الى الخلف تزداد التصاقا بالحائط خلفها عينيها يشع منهم الخوف والرهبة وهى تراه يزداد قربا منها حتى تلامس جسدهم يهمس لها بحدة ضاغطا فوق حروف كلماته
= انتى ما بتعرفيش تعدى حاجة ولازم تعلقى عليها شفايفك دى مبتعرفش تقفل على بعضها ابدا.

عند ذكره لشفتيها توقفت عينيه عليهم يتغير بريقهم ببريق خافت ان تتعرف عليه فاخذت دون ارادة منها تمرر طرف لسانها فوقهم فى محاولة لترطيب جفافهم لكنها ادركت سوء فعلتها حين ازداد لمعان عينيه اكثر واكثر تهبط راسه باتجاهها فتتسع عينيها اكثر واكثر بذهول تضع يدها فوق صدره بوهن فى محاولة منها لايقاف اقترابه هذا ولدهشتها توقف فعلا فى منتصف رحلته الى شفتيها استجابة منه لحركتها المعترضة تلك يهمس امامهم بعبث رقيق.

= اخيرا عرفت الطريقة اللى اعرف اسكتك بيها
ثم اعتدل فجاءة بجسده مبتعدا عنها الى مكانه مرة اخرى على وجهه ابتسامة عابثة فوقفت مكانها ترتجف تنظر امامها بذهول وانفاس لاهثة متسارعة تراه يعيد تشغيل المصعد مرة اخرى لتتم رحلتهم القصيرة به فى صمت وهدوء.

مر اليوم مثل اى يوم عمل معتاد لم يحدث فيه اى شيئ سوى نظرات شاهى الحانقة اتجاهها كلما سنحت لها الفرصة لكن لم تعيرها زينة ادنى اهتمام تكمل عملعا بصمت اما عنه هو فمنذ حضورهم صباحا وحتى الان لم تراه او يطلبها للحضور موجها كل طلباته واوامره لشاهى والتى استقبلت جو التوتر بينهم بنظرات سعيدة خبيثة ترمى ملاحظاتها الخبيثة كلما سنحنت لها الفرصة.

حتى اتى وقت الظهيرة ليدخل ياسر الى المكتب يلقى بالتحية عليهم ثم يتوجه الى زينة الجالسة بهدوء تتابع بعض الاعمال يتوقف امامها لبضع لحظات مترددة ثم سألها بصوت رقيق يحمل من تردده الكثير
= ازيك يا زينة عاملة ايه دلوقت
رفعت زينة عينيها اليه تبتسم برقة تعلم سبب تردده هذا
= الحمد لله ياسر بيه شكرا على سؤالك
ياسر وهو مازل على حالة الارتباك والتوتر.
= انا عوزك تعتبرينى زاى اخوكى بالظبط ولو احتاجتى اى حاجة متتردديش تطلبيها منى
اتسعت ابتسامة زينة الرقيقة تنير وجهها تهم بالرد عليه تعى تنصت شاهى على حديثهم بحالة من الفضول لم تستطيع اخفاءها لكن اتت المقاطعة بصوت رائف الغاضب الاتى من امام مكتبه عينيه تتابع ما يحدث بعبوس
= واقف عندك بتعمل ايه ياياسر وانت متاخر عليا اكتر من ساعة
التفت اليه ياسر قائلا بهدوء
= ثوانى يا رائف وهكون معاك.

ثم يلتفت مرة اخرى لزينة قائلا لها برقة
= اتفقنا يا زينة. لو احتجتى حاجة متتردديش
هزت زينة راسها له مبتسمة شاكرة له اهتمامه ليصرخ رائف بحدة
= هتفضل واقف عندك كتير ولا هتيجى نشوف شغلنا
تحرك ياسر اليه يهتف بصبر
= خلاص ياعم جيت اهو وبعدين مشاغل ايه الل...

اختفت باقى جملته عند دخوله للمكتب بينما وقف رائف ينظر الى زينة بغضب عاقدا حاجيبه بشدة قبل ان يدخل هو الاخر المكتب يغلق خلفه بابه بعنف اهتزت له ارجاء المكان
فيسود الصمت تماما بعدها ولكن لم يمر وقت طويل الا وخرج ياسر مغادرا المكان بغضب واستهجان يتعالى صوت رائف مناديا باسمها من داخل مكتبه لترتجف زينة وهى تلاحظ نبرته العنيفة الحادة تنهض من مكانها تتجه الباب تاركة خلفها شاهى تنظر اليها بفرحة وشماتة.

دخلت الغرفة تجده يقف امام النافذة ينظر من خلالها يعطى لها ظهره فوقفت عدة لحظات انتظارا لحديثه لكن طال الصمت حتى تنحنحت بخفوت ليهدر صوته عاليا دون مقدمات
= تانى مرة هشوفك بتضيعى وقت الشغل فى الضحك والهزار هيكون ليا تصرف معاكى صدقينى مش هيعجبك
اتسعت عينى زينة تشع بالغضب تهتف
= انت بتقولى انا الكلام ده؟ امتى حصل كده منى
التفت رائف اليها بحدة صارخا بغضب مماثل.

= اومال اسمى اللى حصل من شوية بينك وبين ياسر ده بايه انا نبهت عليه ممنوع يتكلم معاكى تانى الا فى الشغل وبس وانتى كمان الكلام ده ليكى
هزت زينة راسها بذهول وهى تستمع الى تلك الكلمات منه قبل تهتف بحنق واستنكار
= انا مش هرد على كلامك عارف ليه علشان ده كلام اقل من انى اتنازل واتناقش معاك فيه عن اذنك
التفتت تغادرالمكان بعصبية وجسد متخشب ليوقفها صوته
هادرا بحدة وغضب هاتفا.

= استنى عندك مين اذنك تمشى!كلام ايه اللى مش هتتناقشى فيه اوعى تنسى نفسك انتى مش اكتر من سكرتيرة هنا شغلتها تسمع الاوامر وتنفذها بالحرف وبس ومن غير مناقشة ولااعتراض فاهمة؟
انسحبت الدماء من وجهها فورا لتتركه شاحبا بشدة تحاول ابتلاع لعابها بصعوبة تخنقها الغصة فى حلقها والتى جعلت صوتها يخرج هاشا اجش قائلة
= مفهوم يا رائف بيه اى اوامر تانية.

وقف رائف مكانه تظهر لثوانى فى عينيه لمحة من الندم لكن كما لو كانت سراب اختفت فورا يظهر مكانها الجمود قائلا هزا راسه باتجاه الباب يصرفها
= لاا على مكتبك وابعتيلى شاهى بملف صفقة مصانع الجيزاوى
تحركت زينةبسرعة مغادرة تحاول التماسك حتى خرجت الى شاهى والتى لاحظت شحوب وجهها والاحمرار بعينيها بنظرات فضولية تجاهلتها زينة تخبرها بما طلب منها احضاره.

تجلس فى مقعدها فى انتظار دخول شاهى اليه بما طلبه يمر عليها الوقت كالدهر حتى اخيرا دخلت مكتبه تغلق خلفها الباب وهنا لم تستطع التماسك طويلا لتطلق العنان لدموع طال بها سجنها.

انتى بتقولى ايه وجبتى الخير ده منين
صرخت سهيلة بسؤالها هذا الى صديقتها الجالسة معها فى احدى النوادى الاجتماعية الشهيرة لتقول تلك الصديقة بتأكيد ونبرة واثقة
= دى البلد كلها عرفت الخبر محدش معرفش بيه
سهيلة بشحوب وغصة حاولت اخفائها
= ومتعرفيش اتجوز مين
انحنت صديقتها منها كما لو كان بصدد قول سر خطير
= ودى تفوتنى طبعا جبت اصل وفصل العروسة
لتكمل بنبرة مستحقرة وتعالى.

= حتة بت بتشتغل عنده فى الشركة مكملتش شهرين بس الظاهر انها مش سهلة دى وقعته فى جواز على طول
جزت سهيلة عل اسنانها تفرك اصابعها ببعضها بغيظ
= وشكلها ايه؟ تقدرى توصفيها ليا.
هزت صديقتها كتفيها بعدم المقدرة لكنها اسرعت بالقول كما لو كانت ترفض ان يفوتها معرفة شيئ.
= انا ماشفتهاش بس اللى جبلى الخبر بيقول عليها زاى القمر عيون بلون البحر وشعر اشقر طبيعى اكيد لازم تكون جميلة اومال قدرت توقع رائف الحديدى بسرعة كده ازاى
هنا لم تتحمل سهيلة الجلوس والاستماع طويلا تنهض على قدميها تسحب حقيبتها مغادرة قائلة بعصبية وتوتر
= انا هقوم امشى اشوفك تانى بعدين يا نانا
ثم تغادر فورا لتبتسم نانا فور مغادرتها بخبث قائلة باستهزاء.

= تستاهلى علشان نخلص من نغمة رائف بيحبى وعمره ما يقدر ينسانى وتبطلى غرور بقى.

فتح باب مكتبه يخرج منه تتبعه شاهى متوجها ناحية مكتبها يتقف امامه قائلا برسمية
= انا وشاهى هنخرج للاجتماع بره الشركة عاوزك فى غيابنا تجهزيلى كل الملفات اللى موجودة فى الورقة دى.

مد يده اليها باحدى الورقات فاخذتها دون ان تقوم برفع راسها تحاول سحب الورقة منه لكنها فوجئت بامساكه بها لا يتركها من بين اصابعه فرفعت وجهها اليه بدهشة ناسية حالته البائسة من احمرار انفها وعينيها اثر بكاءها تحاول جذب الورقة مرة اخرى ليتركها اليها فورا هامسا بازعاج
= انتى كنتى بتعيطى؟
تجاهلت زينة سؤاله ترفع وجهها اليه قائلة
برسمية
= تمام يا افندم حضرتك هترجع هتلاقى الملفات جاهزة على مكتبك.

زفر رائف بحدة وقلة صبر يتأملها عدة للحظات ثم يغادر الغرفة بخطوات سريعة يهتف فى شاهى للحاق به لتلحقه شاهى بخطوات متعثرة سريعة فى محاولة للحاق به.

ليمر بها الوقت بعد خروجه بطئ ممل حتى حان وقت استراحة الغذاء فشعرت بعدم رغبتها تناول شيئ من الطعام لكنها وجدتها فرصة للخروج قليلا من جو الشركة والاعمال تنوى التوجه الى احدى الكفيهات الموجودة بجوار العمل وابتياع احدى المشروبات كتغير عن روتينها اليومى لذلك نهضت تاركة حقيبتها فى المكتب تحمل معها القليل من المال لشراء المشروب فتمر فى طريقها على مكتب الاستقبال فتلمح مها وهى تقوم بالرد على الهاتف تبدو شديدة الانشغال فقررت ابتياع قهوة لها معها المرور عليها بعد حضورها فاخذت طريقها سريعا للخارج تلقى بالتحية على حارس الامن ثم تسير فى محازاة الطريق غافلة تماما عن تلك السيارة والتى اخذت تتبعها منذ لحظة خروجها من عملها وحتى بعد انتهاءها من شراء قهوتها تسير خلفها بهدوء تجارى خطواتها البطيئة حتى توقفت فجاءة امامها بصوت عالى ينزل منها شابان يسرع كل واحد منهم بامساكها من احدى ذراعيها جارا لها باتجاه السيارة المنتظرة فلم تجد امامها حتى الفرصة للصراخ وقد وضع احدهم يدا.

فوق فمها لكنها اخذت فى المقاومة العنيفة لهم ليفتح باب السيارة يطل منه وجه المدعو شاهين وقد تعرفت فورا عليه مبتسما لها بغل وكره قائلا
= اهلا بالفاجرة بنت الفاجرة ايه كنت فاكرة انى هسيبك بسهولة بعد مالقيتك
ثم صرخ فى الرجلين قائلا بحدة
= مستنين ايه دخلوها العربية بسرعة قبل ما حد يوعلكم.

وبالفعل اخذ الرجلين بدفعها الى داخل السيارة رغم مقاومتها الشديدة بمحاولة تثبت قدميها بالارض كمحاولة واهية تمنع دخولها للسيارة لتتذكر فجاءة كوب القهوة الساخن بيدها فلم تمهل نفسها لحظة واحدة للتفكير تلقى بحتوياته فورا فى وجهه ذلك الواضع يده فوق فمها ليتركها فورا صارخا بعنف عند ملامسة القهوة الساخنةلوجهه وفى تلك اللحظة اخذت بالصراخ الشديد وهى تلتفت الى الاخر تشده من شعره بيدها الحرة بعد ان سقط الكوب الاخر من يدها وهى مازالت تصرخ حتى انتبه على صوتها احدى المارة فى الطرف الاخر من الطريق ليسرع الى نجدتها وعندما لاحظه شاهين اسرع بامر الرجلين بدخول السيارة فورا ليسرعوا فى تنفيذ امر يدفعوا بزينة بعنف بعيدا عن طريقهم فتسقط بعنف على ركبتيها فوق الارض الحجرية تصطدم جبهتها بحافة احدى الحواجز البارزة من الرصيف فشعرت لوهلة بسواد يحيطها بها لكنها انتبهت على صوت رجل يسألها بقلق.

= انتى كويسة يا بنتى؟ تعرفى حد من الناس اللى فى العربية دول
وجدت زينة نفسها تهز راسها بالنفى فيكمل الرجل
= طيب تعالى نروح المستشفى نطمن عليكى ونعمل محضر بلى حصل
نهضت زينة بصعوبة تشعر بالالم فى ركبتيها لكنها تحاملت على نفسها تحاول النهوض قائلةبضعف
= لاااا مفيش داعى انا كويسة والحمد لله انها عدت على خير
امسك الرجل بها يحاول اسنادها قائلا بقلق
= طب تحبى اجى معاكى اوصلك للبيت
زينة بضعف وهى تتلمس جبهتها بألم.
= لااا انا شغالة فى شركة قريبة كلها خطوتين واوصل.

هز الرجل راسه بالموافقة يدعو لها بالسلامة بينما تتحرك زينة بضعف وخطوات بطيئة متألمة حتى وصلت الى الشركة فحاولت السير باعتدال تحاول الا تثير الفضول تحمد الله بأنشغال مها عنها لتمر سريعا حتى وصلت الى مكتبها بجسد متهالك متألم بشدة فجلست فوق مكتبها تتألم تشعر كما لو كانت بداخل كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه تحدث نفسها برعب الى هذا الحد قد يبلغ بيهم الامر الى درجة محاولة اختطافها ولكن لماذا؟ ما اهميتها لهم لدرجة ان يصل الامر بهم الى حد الاختطاف.

رفعت يدها تبعد خصلة من شعرها بعيد عن وجهها لتجفل الما حين لمست اناملها تلك الكتلة المتورمة فى جانب وجهها اثر اصطدامها بجانب الرصيف تشعر بصداع يكاد يفتك براسها فاخفضته تستند الى ذراعيها فوق مكتبها تغمض عينيها بألم تمر بها دقائق او حتى ساعات فهى لم تشعر بشيئ سوى وشاهى تهزها بعنف صوتها بعيد كانه اتى من بئر عميق يصل الى اذنيها بصعوبة فرفعت اليها عينين يغشيهم الالم تسمعها تحدثها قائلا بعنف.

= نهارك مش فايت يا زينة انتى نايمة فى المكتب
زينة وهى ترجع خصلات شعرها خلف اذنيها قائلة بضعف
= هى الساعة كام؟ ووصلتم امتى
شاهى بسخرية
= من زماااان رائف بيه فضل ينده عليكى واخر ما زهق طلب منى ان اصحيكى وتحصليه على مكتبه
تنبهت جميع حواسها فوق نطقها كلماتها تلك تلعن نفسها الف مرة لاستسلامها لتلك الغفوة فالان سيظن انها تستغل وضعها فى المكتب لفعل ما تريد دون خوف من عقابه او تأنيبه.

وليصح توقعها حين قالت شاهى بسخرية وشماتة
= اوعى تفتكرى علشان وضعك الجديد هيسكت على اى حاجة غلط تعمليها بالعكس ومدام انتى بتشغلى معاه يبقى زيك زاى اى موظف هنا
زينة بفروغ صبر تنهض من مكانها تتجه الى مكتبه
= خلاص يا شاهى فهمت والله انى زاى اى موظف هنا وانه بعتلى علشان اتعاقب حاحة تانية تحبى تضفيها ولا ادخل.

جزت شاهى فوق شفتيها بغيظ من رؤية زينة بتلك الثقة امامها لا تخاف من استدعاءه لها كما لو كانت واثقة من مكانتها عنده
عند رؤية زينة صمت شاهى زفرت بحدة تعدل من خصلات شعرها تدارى تلك الكدمة فوق جبهتها فى حركة ظنتها شاهى تعديل من مظهرها لتأثير عليه فشتعل عينيها بالغل وهى تراقبها تدق فوق الباب ثم تدلف داخله فور ان اتتها الاجابة الصارمة من رائف.

جلس فريد داخل مكتبه فى مقر شركته فوق اريكة عملاقة تجاوره سوزان تنفث دخان سيجارتها بعنف قائلة بعصبية
= شوفت يافريد البت كملت معاه عادى والجوازة لسه ماشية ومسمعناش اى خبر عن انفصالهم
اتكأ فريد بظهره الى الخلف قائلا ببرود
= لا واللى متعرفهوش هما الاتنين جاين مع بعض الصبح الشغل يعنى كل الامور تمام
اعتدلت سوزان تنظر اليه تهتف
= طب والعمل خلاص كده استسلم وضاع الميراث منى.

فريد ببطء ينظر الى اطراف اظافره قائلا
= انا عندى الحل بس اضمن حقى الاول
سوزان بعينين لامعتان بلهفة تهتف
= اى حاجة تطلبها يا فريد بس تخلصنى من موضوع الجوازة ده
اعتدل فريد فى جلسته يسألها بفضول
= طب لما نخلص من البت دى ما هو يقدر يتجوز غيرها وغيرها ولا انتى ناوية تلفى وراه تفشكلى اى جوازه ليه
اسرعت سوزان تعتدل هى الاخرى قائلة بسرعة.

= لااا ماهو سليمان مكنش غبى وعارف دماغ ابنه علشان كده شرط ان تكون اول جوازة ليه وتستمر على الاقل سنة لانه كان عارف ابنه استحالة يكمل مع ست خصوصا بعد اللى حصل من ااااا...
هز فريد راسه بتفهم قائلا مقاطعا حديثها
= مفهوم. مفهوم. كانت دماغه مش سهلة سليمان الحديدى
زفرت سوزان بغيظ قائلة
= ولا ابنه كمان الاتنين شياطين محدش يقدر عليهم
صدعت ضحكة فريد الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بغرور متباهى.
= الا انا يا روحى انا الوحيد اللى ادى قلم لرائف الحديدى بعمره كله
هممت سوزان بتهكم كما لو كانت تحدث نفسها
= متاكد انك انت اللى اديته القلم مش هو
التفت اليها فريد يهتف بوحشية
= تقصدى ايه بكلامك ده؟
اسرعت سوزان تصلح ما تفوهت به تهتف بلين
= ولا حاجة يا قلبى هو لو انا مش عارفة انك الوحيد اللى تقدر على رائف كنت طلبت مساعدتك لتكمل بلهفة فى محاولة لتمرير الامر.

= هاااا هتعمل معاه ايه واى حاجة هتطلبها انا موافقة عليها بس تخلصنى من الموضوع ده فى اسرع وقت
فريد وقد التمعت عينيه بجشع
= قصر الحديدى عاوز قصر الحديدى ليا
نهضت سوزان من مكانها بحدة تهتف
= نعم يا سى فريد قصر ايه اللى عوزه انت عارف القصر ده يسوى كام
نهض فريد على قدميه هو الاخر قائلا ببرود
= هشتريه ياسوزان متخفيش وبس هتهودى معايا فى السعر شوية ولا ايه
سوزان قائلة بارتباك وتوتر.

= طبعا طبعا بس نخلص الاول من حوار جوازة رائف وبعدين نشوف الموضوع ده
صفق فريد كفيه غبطة قائلا
يبقى اتفقنا وسبينى انا بقى الاعب رائف بمزاج
سوزان بلهفة لم تستطيع اخفائها
= هتعمل ايه عرفنى؟
فريد هو يفرك كفيه ببعضهم قائلا بخبث
= الاول نشوف العروسة تتستاهل ادخل شخصيا ولا نلعب من بعيد لبعيد
اتسعت عينى سوزان بعدم تصديق تلتمع بخبث قائلة
= تقصد انك هتااا..
هز فريد راسه بالايجاب قائلا بخبث هو الاخر.

= طبعا يا حبى بس ده هنخليها لاخر الاول نرمى الورقة اولى ونشوف هتعمل ايه وسط العرسان وبعدين نقرر امتى انا هدخل
هزت سوزان راسها بعدم تصديق قائلة
انت مصيبة يا فريد بجد مصيبة
ارتفع جانب فمه بابتسامة شرسة بينما عينيه تلتمع بغبطة فرحا من كلماتها تلك له.

دخلت زينة الى الغرفة تراه يجلس فوق مكتبه رافعا لاكمام قميصه الاسود حتى منتصف ساعديه يمسك بقلمه يدون به فوق الاوراق امامه دون ان يعيرها ادنى اهتمام فظلت تتابعه بعينيها واقفة مكانها تتنقل من قدم الى الاخرى بتملل يذكرها هذا المشهد باول مرة حضرت فيها الى مكتبه مع فرق انها الان حقا لاتستطيع الوقوف فوق قدميها كثيرا تشعر بالالم يدق عظام ركبتيها وضربات عنيفة فوق صدغها فاغمضت عينيها بضعف علها تخفف من ضربات صداعها هذا لكنها اسرعت بفتحهم على اتساعهم حين وصل لها صوت والقاء قلمه فوق الاوراق تراه ينهض على قدميه مقتربا منها بخطوات سريعة قائلا بعنف واستهجان.

= انتى ايه حكايتك النهاردة بتحاولى من الصبح توصلينى لاخر حدود صبرى معاكى
ليصرخ بحدة يكمل يقف امامها تماما يسلط عينيه المشتعلة بغضب فوقها
= لو فاكرة بحركات العيال اللى بتعمليها دى انك تخلينى ازهق واقولك مع السلامة تبقى غلطانة ومتتخليش انى هفوت ليكى اى غلطة بعد كده
اغمضت زينة عينيها بضعف وهى تخفض راسها قائلة مرارة.

= عارفة حضرتك وضحت ده النهاردة الصبح وانا اسفة انى نمت اثناء الشغل واوعد حضرتك مش هتتكرر تانى
رفعت كتفيها بجزع حين سمعت صرخته نافذه الصبر قبل ان يهتف بها بحنق
= انتى ايه حكايتك عاوزة ليه تخرجينى عن شعورى
لم ترفع زينة راسهاا بل ظلت تخفضه تتمنى من الله ان ينتهى من توبيخها سريعا حتى تستطيع الخروج من هنا فورا فهى بدات تشعر ان قدميها لا تقوى على حملها فعلا وجسدها اخذ بالارتعاش بشدة.

افاقت من افكارها حين سمعته يزفر بهدوء وببطء يمد انامله تحت ذقنها يرفع وجهها اليه برقة قبل ان تسمعه يحدثها قائلا بلين ورقة فى محاولة منه لتلطيف الاجواء بينهم
= زينة حاولى تبطلى عندك ده صدقينى وقتها الامور هتمشى بينا اسهل من كده.

نظرت اليه بعينين يغشاهم الدموع تشعر برغبة شديدة فى البكاء لتعلم انها فى مرحلة متاخرة من الصدمة ظهرت عند اول محاولة تعامل برقة ولين منه لاتدرى لماذا شعرت بحاجتها لكلمة طمئنة منه هو بذات الان.

ذهل رائف حين راى تلك الدموع بعينيها فتسلل احساسه بالندم اليه و بانه زاد من حدته معها كثيرا اليوم فمد يده يتلمس خصلات شعرها قبل ان يزيحها بحنان خلف اذنها يحاول التحدث اليها بتفهم لكنه تسمرت يديه فوق وجنتها حين لاحظ تلك الكدمة الكبيرة وقد اخذ لونها لانتشار فوق جبينها لتضيق عينيه عليهابنظرة مشتعلة بالنيران يتلمسها برفق وهو يسألها بخفوت حاد
= ايه اللى فى وشك ده حصلتلك ازاى وامتى.

هنا لم تستطيع زينة التماسك اكثر من هذا تتذكر محاولة اختطافها ولحظات هلعها ورعبها وقتها فتساقطت دموعها رغما عنها رغم محاولتها ايقافها ليقربها رائف منه يسألها بقلق
= زينة ردى عليها ايه اللى حصل وعورك بالشكل ده.

لم ترد عليه بل اخذت شهقاتها بالتعالى كما لو كانت كل محاولتها لتماسك منذ حدوث تلك الحادثة انهارت فجاءة وامام من امامه هو بالذات فحاولت الالتفاف والخروج سريعا من الغرفة غير راغبة ان يكون شاهدا على لحظة انهيارها تلك لكنها وجدتت نفسها تلتف حول نفسها تسقط بين ذراعيه يضمها اليه بشدة فحاولت مقاومته لحظات كان هو يزداد من ضمها اكثر حتى استسلمت تستكين بين احضانه تذرف الدموع فوق صدره لا تأبى لشيئ سوى انها فى هذه اللحظة تشعر بالامان ولا تهتم لشيئ اخر.

تركها رائف تفرغ كل مشاعرها من خلال دموعها تلك لا يقوم بشيئ سوى بتشديد ذراعه من حولها يقربها اكثر الى صدره يده الاخرى يلمس بها شعرها برقة وحنان دون ان ينطق بكلمة واحدة حتى خفتت شهقات بكائها لتصبح همهمات ضعيفة فوق صدره لكنه لم يتحدث بشيئ بل تحرك بها حتى مكان الاريكة يجلس ويجلسها معه وهو مازل يضمها ليظلا عل حالهم هذا حتى هدأت تماما ترفع وجهها عن صدره فيسألها برقة وانامله تمسح بقايا دموعها بحنان.

= احسن دلوقت؟
هزت راسها بالايجاب تخفض راسها خجلة من لحظة انهيارها تلك لكن لم يمهلها ليسألها برقة تحمل القليل من الحزم
= مش هتقوليلى ايه اللى حصل وايه الل خبطك بالشكل ده
ظلت تخفض راسها لا يصدر عنها صوت سوى تنهدات ناعمة من اثر بكاءها لكنه لم يستسلم بل مد انامله يرفع عينيها اليه يناديها بلطف
فاسرعت بخفض عينيها قبل ان تقول بصوت فزع متحشرج تعاودها غصة البكاء مرة اخرى.
= كانوا هيخطفونى النهاردة وانا كنت بره الشركة
شحب وجهه بشدة قبل ان يهتف بها بصدمة
= مين يا زينة مين اتكلمى احكيلى كل حاجة حصلت
اخذت تقص عليه كل ماحدث حتى وصلت الى ذلك الجزء المتعلق بشاهين لينهض رائف على قدميه هاتفا بوحشية وعينين مشتعلة بالنيران
= مبقاش رائف الحديدى اما دفعته تمن اللى عمله ده غالى وغالى اوووى
لم تنبه زينة لكلماته بل اكملت بضعف يختنق صوتها بالبكاء مرة اخرى.

= هما بيعملوا معايا كده ليه انا عملت ايه علشان توصل معاه انه يحاول يخطفنى
جلس رائف مرة اخرى بجوارها يضمها اليه مرة اخرى بحنان ولكنها هذه المرة لم تقاومه بل القت بنفسها فوق صدره تدفن وجهها فى عنقه وهى ترتعش بشدة ورعب ادرك رائف وقتها انها فى مرحلة الصدمة مما حدث لذلك اخذ يتمتم لها بكلمات هامسة رقيقة يحاول بها بعث الاطمئنان الى جسدها حتى استكان جسدها اخيرا تهمس بضعف.

= رائف انا تعبانة كل جسمى بيوجعنى وعاوزة انام
زفر رائف بعنف قبل ان ينهض وينهضها معه قائلا بحنان
= يلا بينا هنروح حالا.

طاوعته زينة تشعر بالالم بكل انحاء جسدها وبعينيها تكاد تغلق من شدة تعبها لذلك لم تقاوم حين لف ذراعه حول حصرها يقوم باسنادها الى جسده يسير معها برفق حتى خرجا من مكتبه فتراهم شاهى بذلك المشهد تراقب خروجهم فاغرة فاه بذهول وصدمة بعد ان القى رائف اليها بامر صارما بالغاء كل اعماله اليوم وغدا
لتلوك شفتيها بغيظ وغل قائلة بعد اختفائهم
= يخرب بيتك دانتى طلعتى مش ساهلة خالص وتخاف منك.

بعد زيارتهم الى احدى الاطباء لتوقيع الكشف عليها تعامل الطبيب مع جروحها بعملية عكس رائف الذى زفر بغضب وعنف حين كشفت عن جروح قدميها لتمر الزيارة بعدها بصمت مشحون منه اخذ الطيب خلالها يلقى بتعلماته بوجوب الراحة والتغير على جروحها وان الامر بسيط لايستدعى قلقهم.

ليخرجا من زيارة الطيب تمر بهم رحلة العودة بصمت كانت خلاله زينة تستند على زجاج نافذتها تغمض عينيها بالم لتسقط فى نوم عميق لم تشعر خلاله بشيئ حتى بتوقف السيارة امام فيلا رائف ولا مراقبة رائف لها بعينين تحمل الكثير والكثير ولا حين رفعها بين ذراعيه مرة اخرى حاملا لها لتندس اكثر فيه تضع راسها فوق كتفه قبل ان تدفن وجهها فى دفئ تجويف عنقه تتنهد برقة انفاسها الدافئة تلامسه فتسمر مكانه زافرا ببطء فى محاولة منه لتهدئة ضربات قلبه الصاخبة بعنف بعد حركتها غير الواعية هذه ثم يتحرك بها الى داخل لتتكرر مشهد حمله لها بين ذراعيه الى منزله مرة اخرى لكن مع فرق هذه المرة الغضب الاعمى الذى يشعر به بداخله الان والذى لو اطلق له العنان لاحرق الاخضر واليابس يقسم بداخله بعدم مرور الامر مرور الكرام وسيدفع من كان مسئول عن رعبها والمها اليوم الثمن، غاليا.
تمللت زينة فى نومها يصل اليها صوت رائف الحاد متحدثا بخشونة
= تمام من بكرة بدرى تجهز الرجالة علشان هننزل هناك من بدرى.
صمت قليلا يستمع الى الطرف الاخر قبل ان يزفر بقوة قائلا.

= لا لازم تيجى معانا وتشوف الكلب ده وهو بتربى وكمان ننهى الموضوع ده تماما مع اهلها
هنا ادركت زينة ان الحديث يخصها ويخص ما حدث معها امس لذا اسرعت بالنهوض سريعا من الفراش بتعثر ولكن من ان رفعت راسها حتى تأوهت بالم لينتبه رائف ملتفتا ناحيتها ينهى الحديث فورا قائلا بلهفة.

= طيب افقل دلوقت وهكلمك تانى وجهز كل
حاجة زاى ما قلتلك
اغلق هاتفه يتجه اليها سريعا يجلس بجوارها فوق الفراش يسألها بلهفة وقلق.

= عاملة ايه دلوقت؟
لسه دماغك وجعاكى؟
هزت زينة راسها بالنفى لتتأوه مرة اخرى الما فيهز رائف راسه تلتوى شفتيه بابتسامة
متعجبة قائلا.

= حتى فى دى كمان هتعاندى ثم التفت بجسده ناحية الطاولة الصغيرة المجاورة للفراش يأتى لها بكوب ماء ويخرج حبة دواء من علبتها يلتفت اليها يعطيها اياهم قائلا برقة.
= خدى الدوا ودلوقت هتبقى احسن والصداع
هيروح
اخذتهم زينة بين يدها تنظرلهم قبل ان تهمس
بقلق
= انت كنت بتتكلم عن شاهين فى التليفون من شوية مش كده تراجع رائف يستند فوق حاجز الفراش خلفه قائلا.

= ايوه.
واعملى حسابك بكرة الصبح هنسافر عند اهل والدتك البلد التفتت اليه سريعا تهتف بدهشة.
= وانت عرفت مكانهم فين ومين هما؟
هز رائف راسه بهدوء دون ان يضيف كلمة لتسرع هى قائلة بخوف وتوتر.
= بس انا مش عاوزة اروح هناك ولا اشوفهم انا خايفة منهم
اعتدل رائف سريعا فى جلسته يمسك بوجهها بين يديه رافعا اليه عينيها المرتسم فيهما القلق والخوف الى عينيه المشتعلة يهتف لها ضاغطا على كل حرف بتاكيد.

= محدش فيهم يقدر يمس شعرة منك وانتى معايا واى حد فيهم عنده كلام كلامه هيبقى معايا انا واللى مش عجبه يورينى هيقدر على ايه يعمله
خفضت زينة عينيها تضغط على شفتيها تفكر فى حديثه له فمن ناحية هى تشعر بالامان والحماية طلما هى بجانبه ومن ناحية اخرى تخشى وترتعب من هذا الشعور لاتريده ان يصبح بتلك الاهمية فى حياتها فيكفيها ماحدث لها منه حتى الان.
لاحظ رائف صمتها وادرك بصراع افكارها بداخلها فهمس لها بعذوبة وانامله تلامس خصلات شعرها ترجعها الى الخلف بحنان.
= انا عارفة انك خايفة بس صدقينى ده الحل الوحيد علشان نخلص من الموضوع ده نهائى والكلب شاهين ده يتربى ويفكر ميت مرة قبل ما يمس شعرة منك تانى اتفقنا يا زينة مستها تلك الرقة والحنان فى نبرة صوته اثناء حدثه معها وتأكيده الشديد على حمايتها فلم تجد حلا امامها سوى ان تهز راسها له.

بالايجاب ليبتسم لها قائلا.

= يبقى اتفقنا جهزى نفسك هنسافر بكرةمن بدرى وانا كلمت الست سعاد حضرتلك كل حاجتك وهدومك من شقتك وبعت جبتهم هتلاقيهم موجودين هناك فى دولاب اشار بيده ناحية تلك الخزانة العملاقة فى اخر الغرفة لكنها لم تلتفت الى اشارته بل نظرت اليه تشتعل عينيها بالغضب تتبدل فورا حالة الضعف والذهول التى كانت عليها منذ الحادث الى حنق وغيظ هاتفة.

= مين قالك تجيب حاجتى هنا انا مش قلت انى مش هقعد هنا تانى وهرجع شقتى انت ازاى...

قطعت كلماتها شاهقة حين هبطت شفتيه عليها تلتهم باقى حروفها يقبلها بقوة ذراعيه تلتف حولها جاذبا لها مقربا اياها منه وهو يتراجع بها الى الخلف يستند بظهره فوق حاجز الفراش حتى اصبحت تستلقى فوقه فاخذت تتملل بعنف بين ذراعيه تحاول الافلات منه والابتعاد لكنه لم يعطى لها الفرصة يزدادضعظه فوق ظهرها يقربها اكثر واكثر اليه تتغير لمسة شفتيه فوق شفتيها فتصبح اكثر شغفا وتمهلا فوقهم حتى بدءت تشعر بالضعف والاسترخاء يغزوها وماهى الا لحظة حتى شعرت بالاستسلام له ترفع يديها تريحها فوق صدره تشعر بضربات قلبه المتسارعة بعنف بينما اناملها تتلمس عضلات صدره برقة وبطء تبادله قبلاته باستجابة خجول مرتبكة ليصدره عنه تأوه خافت تزداد قبلاته لها شغفا ولهفة حين شعر باستجابتها تلك يمر بهما الوقت كالمغيبن فى عالمهم الخاص حتى افاقت فجاءة من تلك الدوامة تدرك ماقامت وتقوم به تدفعه فى صدره تحاول ابعاده عنها فشعر هو بمقاومتها تلك يستجيب لها يفك حصار ذراعيه من حولها فتسرع فورا بالابتعاد عنه الى طرف الفراش بلهفة وارتبارك تعطى ظهرها له وهى تتنفس بحدة وتوتر يسود الصمت ارجاء الغرفة حتى تحدث رائف بعد ان تنحنح اكثر من مرة فى محاولة لاجلاء صوته الا انه خرج خشنا اجش رغم كل محاولاته قائلا بمرح مصطنع.

= اعتقد ان دى الطريقة الوحيدة اللى كانت ادامى علشان اعرف اخليكى تسكتى وتسمعينى
تخشب جسدها فور وصول معنى حديثه اليها لكنها لم يصدر عنها حركة واحدة تظل جالسة كما هى تعطى له ظهرها فيكمل هو بخشونة وقد علم بانه قد اساء اختيار الكلمات لكنه لم يتراجع بل اكمل بخشونة.

= لازم تعرفى انك ماينفعش تقعدى ثانية لوحدك بعد اللى حصل النهاردة ولو مصممة على رايك يبقى بعد ما نرجع من السفر ونكون حلينا الامر مع اهلك تقدرى تعملى بعدها اللى يريحك
لم يتلقى منها ردة فعل يراها على حالها ليزفر بحدة ينهض من مكانه يقف امامها بتردد قبل ان يفتح فمه للحظة محاولا الحديث لكنه اغلقه مرة
اخرى يتجه الى الباب يفتحه ثم يقف امامه لثوانى قائلا بهدوء.

= اسيبك ترتاحى دلوقت واشوفك بكرة سمعت صوت اغلق الباب خلفه بهدوء حذر لتحنى راسها محتضنة نفسها تصرخ بهمس
غاضب وبصوت باكى.

= غبية يا زينة غبية عمرك ما هتتعلمى ابدا وهتفضلى دايما عنده مش اكثر من حاجة.

سهلة يتلعب بيها نزلت الدرج صباحا ببطء ترتدى فستان اسود متحفظا اخترته خصيصا ليلائم مزاجها السوداوى اليوم تضع فوق عينيها نظارة شمسية سوداء تدارى بهما عيونها الحمراءالمتورمة من اثر بكاءها طوال الليل كلما تذكرت تلك اللحظات واستسلامها المخزى له تخشى تلك اللحظة التى ستراه فيها صباحا وما يدور فى راسه من افكار عنها لتظل على هذا الحال حتى حانت لحظة المواجهة بعد ان ارسل اليها الخادمة تستدعيها وتبلغها بانتظاره له وهاهى قد حانت اللحظة تراه يقف فى استقبالها اسفل الدرج يرتدى بذلة سوداء وقميصا من نفس اللون يضع نظارة فوق عينيه هو الاخر حاجبا عينيه ونظراتهم عنها تقف امامه تمام مدركة بعينيه ونظراتهم المتفحصة لها كما لو كان يختبر ردة فعلها بعدما حدث ليلة امس فتشعر بازدياد قلقها وارتباكهااكثر واكثر فتسرع بالحديث قائلة بما استطاعت من هدوء.
= انا جاهزة ونقدر نمشى على طول لو تحب لم يرد عليها فورا بل وقف امامها يتابعها من خلف زجاج نظارته قبل ان يتحدث قائلا
بهدوء.

= مش قبل ما تفطرى الطريق طويل ومينفعش تمشى من غير اكل كادت ان تعترض تفتح شفتيها قائلة انها لاترغب باى طعام لكنها اسرعت تطبقهم مرة اخرى تعض عليهم بشدة قبل ان تهز راسها بالموافقة تلتفت سائرة ناحية غرفة الطعام بخطوات سريعة مرتبكة غافلة عن تلك البسمة الصغيرة التى ظهرت فوق فمه قبل ان يتبعها بخطوات
بطيئة متمهلة.

جلست زينة تتلاعب بطعامها بشرود افاقت منه على همس رائف الرقيق باسمها فتظاهرت فورا بتناولها للطعام لكنه لم يفت عليه شرودها هذا يسألها بهدوء.
= خايفة؟
انا قلتلك متخفيش محدش يقدر يمسك طول ماانا معاكى لم ترد عليه بل اخذت تتلاعب بطعامها للحظة قبل ان ترفع عينيها اليه قائله بقلق وخوف.

= انا حاسة ان الموضوع اكبر من انهم عوزينى علشان اعيش معاهم كل كلامهم ليا وغلطهم اكتر من مرة فى امى يخلينى افكر ان الموضوع مش موضوع انهم اهلى وعوزينى معاهم رائف وقد التمعت عينيه بشراسة يهتف بحدة.
= اى كان اللى حصل زمان او اللى بيفكروا فيه دلوقت محدش ليه حاجة عندك انتى مرات رائف الحديدى يعنى لو حد فكر يحط طرف صابعه بس عليكى هتقطع واولهم الكلب اللى اسمه شاهين هدفعه تمن اللى عمله غالى اووى.

خفضت عينيها عنه تشعر بالمرارة حتى لا يدرك كم المها تاكيده على انها زوجته ومدى احساسها بسخرية قدرها منها بحدوث كل تلك المصائب بعد معرفتها حقيقة زواجهم المؤلمة نادها مرة اخرى بخفوت فرفعت وجهها اليه تراه يبتسم لها بتشجيع غير واعى عن سيرافكارها وتخبطها داخلها يسألها.
= مستعدة نمشى دلوقت؟

اخذت نفسا عميقا تهز راسها بالايجاب له لينهض وتتبعه هى الاخرى ليغادرا باتجاه مجهول تخشاه وتخافه اكثر من اى شيىء اخر فى حياتها البائسة تمت الرحلة بهم بصمت لم تحاول فيها الحديث رغم محاولات رائف الكثيرة لاجراء حوار معها لكنها كانت تشعر كلما قصرت المسافة بينها وبين وجهتهم بتقلص معدتها رعبا وتعالى خفقات قلبها حتى كادت ان تختنق بها فلجأت الى الصمت.

ليستسلم رائف لصمتها فيخرج هاتفه يجرى من خلاله العديد والعديد من المكالمات الخاصة بالعمل جلست هى خلالها تتخبط داخل افكارها بعنف حتى افاقت منها على صوت رائف يهمس لها.
= زينة استعدى خلاص وصلنا نظرت اليه زينة بعينين متسعة خوفا تدرك بتوقف السيارة منذ عدة لحظات فهزت راسها بالموافقة ليراقبها رائف للحظة قبل ان يخرج من السيارة يلتفت الى بابها يفتحه مادا يده لها يساعدها على الخروج فقبلتها دون لحظة تردد واحدة تشعر بالحاجة اليه ولدعمه فى
تلك اللحظة.

وقفت تنظر حولها تلاحظ تقف سيارات الحرس الخاص برائف هى الاخرى يخرج منها العديد من الرجال الحاملين للاسلحة فى انتظار اوامر رائف والذى اشار لاحدهم بصرامة فيسرع الرجل فى اتجاه البيت الكبير ذو الطابع القديم يدق بابه بعنف فيفتحه احد الرجال والذى ما ان شاهد هذا الكم من الرجال المحاصرين للمنزل حتى هرول داخله مرة اخرى برعب تارك الباب مفتوح ليشير رائف براسه فيتبعه عدد من الرجال بينما ظل الباقى يحيط بالمنزل من الخارج دخل رائف الى المنزل يمسك بيدزينةالمرتجفة بين يديه يقف فى وسط المنزل باثاثه الثمين رغم قدمه ومظهره العتيق فلم تمر سوى لحظات حتى رأوه شاهين يهرول من احدى الغرفة الجانبية يهتف بغضب و حدة فى ذلك الرجل الذى قام فى السابق بفتح الباب لهم.

= مين دول يا ولا اللى يتجرأ ويجى بيت شاهين العزاوى بالسلاح ده يبقى امه د...
قطع شاهين حديثه بحدة حين وقعت عينيه على رائف الواقف فى منتصف داره يحيط به العديد من الرجال حاملى السلاح بوجهه الصارم وعينيه التى تنطق بشراسة ترعب اعتى الرجال واقساهم يبتلع ريقه بخوف ورهبة يلاحظ زينة الواقفة بجواره تكاد تنكمش رعبا يوجه اليها الحديث مستغلا خوفها الظاهر قائلا بصوت حاول اضفاء الخشونة والعنف عليه قائلا.

= جايه هنا ليه يا بنت راضية مش خلاص نهينا موضوعك واعتبرناكى موتى زاى المخفية امك
هنا لم ينتظر رائف لحظه واحدة اسرع فى اتجاهه يطبق فوق رقبته يرفعه منها حتى ارتفعت قدميه عن الارض عدة انشات يفح من بين اسنانه بشراسة عينيه تتطاير من خلالها شرارات الغضب.

= لما هو انتهى كنت جاى تخطفها من ادام شركتى ليه يا كلب فاكرنى هعديلك حاجة زاى
دى دانا مش هيكفينى عمرك تمن اللى عملته فى مراتى
اخذت شاهين يحرك قدميه بتخبط ورعب وجهه احمر مختنق و عينيه جاحظه بشدة قائلا باختناق وصعوبة.

= محصلش محصلش دى كدابة وفجرة زاى امها
ازداد ضغط رائف فوق رقبته بعنف وشاهين يحاول التحرر من بين يديه لكن دون فائدة يزداد وجهه اختناقا واحمرارا تكاد ان تزهق روحه بين يدى رائف بوجهه الخالى من التعبير الا عينيه بوحشيتهم حتى اسرعت زينة تمسك بيده تصرخ برعب وهسترية.
= كفاية يا رائف سيبه هيموت فى ايدك سيبه علشان خطرى سيبه.

لم تهز عضلة فى وجه رائف وهو مازل يضع يده حول رقبة شاهين حتى بعد ان خفت قبضته من حولها يهمس بعنف مقربا وجهه من شاهين المرتعب وجهه شاحب بشدة.
= هااا لسه عند كلامك ولا تحب نتفاهم من اول وجديد
اتبع حديثه بمعاودة ضغطه مرة اخرى فوق رقبته ليهز شاهين راسه بالنفى سريعا يفتح فمه يحاول الحديث لكن تأتى المقاطعة من امام الباب
الخارجى بصوت جهورى قوى.
= ايه اللى بيحصل هنا يا شاهين ومين الناس دى
ترك رائف شاهين من بين قبضته ليهبط ارضا يسعل بعنف وخشونة يلتفت الى الباب هو و زينة ليروا خالها همام ومعه رجلين على ما يبدو تابعين له الا انهم لايحملون اى سلاح وما ان راهم همام وتعرف عليهم حتى هتف بحدة.

= انت! جايين هنا ليه وعاوزين من شاهين ايه
نهض شاهين يسرع فى اتجاهه بتعثر هاتفا برعب.

= الحقنى ياحاج بنت اختك جاية تتبلى عليا وتقول انى عاوز اخطفها وجايبه معاها الجدع ده علشان يموتنى اخذ همام ينظر اليه مقيما عدة لحظات بحدة وصرامة ليزداد شاهين ارتباكا وشحوب تحت وقع نظراته عليه قبل ان يلتفت الى رائف يحدثه بهدوء يشير اليه.

= الكلام هنا مينفعش تعالوا معايا على الدار بتاعتى وهناك هنتكلم تبادل هو رائف النظرات الثاقبة تتحدث فيما بينهم بالكثير حتى هز رائف راسه موافقا ببطء فيزداد تشبث زينة بذراعه اكثر بخوف فاخذ يربت فوقها بحنان يلتفت اليها مبتسما لها يمسك بيدها ضاغطا فوقها بأطمئنان يتوجه بها الى مكان همام ليهتف شاهين
بتذمر وحدة.

= كلام ايه اللى هتتكلم فيه يا حاج همام ده جاى لينا فى ارضنا وسط ناسنا برجالته وسلاحهم عاوزين يقتلونى وتقوله تعال نتكلم ده لازم يدفن مكانه هو والفجرة اللى جيباه وجاية
فى لحظة خاطفة لم يعلم احد كيف حدث ماجرى اخرج رائف سلاحه يجذب شاهين اليه
وافقا خلفه يوجه الى راسه السلاح يفح من بين اسنانه بغضب اعمى.

= تصدق انك انت اللى هتدفن مكانك هنا ووسط اهلك علشان تبقى تغلط مرة تانى فى مرات رائف الحديدى ارتعشت فرائص شاهين يغمض عينيه برعب وقد ادرك ان اجله قد اتى لا محالة هذة المرة ولكن تأتى كلمات همام الراجية والتى يسمعها منه لاول مرة تنقذه حين قال.

= حقك عليا انا يابنى حقك وحق بنتنا عندى انا بس سيبه ده طول عمره لسانه سابق عقله وتعالا هنتكلم بالعقل اضافت زينة توسلها المختلط بدموعها المنهمرة تهتف هى الاخرى برجاء.

= علشان خاطرى سيبه يا رائف لو ليه خاطر عندك سيبه ده مستهلش زفر رائف بحدة عنده رؤيته لدموعها وتوسلها له تتراخى يده من حول شاهين فيستغل الاخير الوضع يهرول مبتعدا عنه بحركة خرقاء اسقطته ارضا اسفل قدمى زينةفرفع وجهه اليها بغل قبل ان يسرع ف النهوض مرة اخرى
يقف مرة اخرى بجوار همام والذى تحدث بهدوء وعقلانية.

= تعال يابنى احنا هنتكلم فى دارى وهنحل كل شيئ ولو كلامك اللى بتقوله ده مظبوط حقك هتاخده تالت ومتلت لو من مين محصلش يا حاج يمين تلاتة ماحصل انا فى اليوم ده كنت عند الدكتطور بتاع المرارة وكان معاد كشفى هناك الساعة اتنين يبقى هكون
ازاى فى مصر بخطف المحروسة زاى ما بتقول.

صرخ شاهين بكلماته تلك امام المجلس المنعقد برئاسة همام يتوسط المجلس يجاوره ااخويه جلال وعمران وفى الطرف الاخر يجلس رائف وتجاوره زينة التى اخذت تحدق بذهول وصدمة وهى تستمع الى اختلاقه الاكاذيب قبل تنهض تصرخ هى الاخرى باستنكار.
= لاا انت انا متاكدة انه انت انا عمرى ما هنسى اللى حصل ابدا ولا يمكن اتلغبط فيك ابدا
التفت شاهين الى همام يهتف بتهكم.
= جرى ايه ياحاج همام انت هتصدق كلمة البت دى على كلمتى انا وانا اللى معاياالاثبات وبعدين متقلوش ليه انه ملعوب منها هى والجدع اللى معاها ده اللى مانعرفش ايه صلته بيها غير كلمته انه مرته واحنا ولاشوفنا ورقة ولا حضرنا كتب كتاب لم ينهض رائف من مكانه بل ضاقت عينيه على شاهين بشراسة قائلا بهدوء ما قبل العاصفة.

= تعرف كلمة تانية منك ومش هتلحق تتكلم اللى بعدها
ابتلع شاهين لعابه بصعوبة يهم بالحديث مرة اخرى فترتفع اصابع رائف متلمسة لسلاحه ليصمت فورا يضع راسه ارضا فيلتفت رائف الى همام قائلا بلهجة رجل الاعمال المسيطرة تعلمها زينةجيدا قائلا بعملية وحزم.
= انا جيت النهاردة وده طبعا غير ان اربى الكلب ده على اللى عمله ملتفتا الى شاهين ينظر اليه بشراسة لينكمش شاهين حوله نفسه اكثر واكثر ثم يكمل.

= علشان اقعد معاك وافهم منك كل حاجة تخص زينة وعليتها وطبعا اوضح ليكم طبيعة علاقتى بيها نهض يخرج ورقة من داخل بذلته عملت بانها عقد زواجهم يمدها الى همام الذى اخذها يطالعها بصمت عدة دقائق قبل ان يهمس باقتضاب.
= اهلا بيك يا رائف بيه وبمرتك زينة هنا هب شاهين من مكانه يصرخ بحدة.
= يعنى ايه يا حاج همام صدقتهم؟
التفت همام اليه بهدوء يشير بالورقة التى بين يديه.

= ده عقد جواز وعند مأذون يا شاهين عاوزنى اكدبهم ليه لم ينطق شاهين بكلمة يتمتم بكلمات غير مفهومةغاضبة قبل ان يتوجه ناحية الباب مغادرا الغرفة كالعاصفة حاول رائف اللحاق به لكن اوقفته اشارة من يدى همام قائلا بهدوء.

=سيبه يابنى دلوقت يروق معلش اعزوه اللى حصله مش شوية صمت قليلا يلتفت الى اخويه الجالسين بصمت فى حضوره يشير بعينه الى جلال الذى هز راسه موافقا قائلا بصوت حاد متوتر فعلمت زينة ان الاتى من حديث لن يعجبها وقد صدق حدسها حين قال جلال.

= امك ركبتنا العار من سنين لما هربت قبل كتب كتابها من ابن عمها بساعة واحدة ومع مين مع حته موظف كان شغال حدانا هنا فى المزرعة فضلنا كام سنة ندور عليها وعلى اللى هربت معاه بس كانهم فص ملح وداب فاتت السنين بس مافتش معاها ولاماتت الفضيحة اللى للنهاردة الناس فكراها لحد ما حد من اهل البلد قرى النعى اللى كنتى نشرتيه بعد موتهم والبلد كلتها عرفت ان راضية ماتت بس فاتت بنت عايشة لوحدها فى مصر وكان لازم نروح ونجيبك تعيشى هنا معانا وانا وخلانك واتفقنا.

مع شاهين انك تتجوزى ولد من ولاده كتعويض ليه على اللى عملته امك فيه زمان بس اهو طلعتى متجوزة ومفيش فايدينا حاجة نعملها
زينة بصدمة وذهول.
= يعنى شاهين هو اللى كانت هتتجوزه ماما تلك المرة اتاها الرد من همام هاتفا بقسوة.
= ايوه هو علشان كده بنقولك يا رائف بيه اعذوره فى كل اللى عمله اللى عملته اختى مكنش هاين على اى راجل ولا الفضيحة اللى
حصلت كانت هينة علينا وعليه حتى بعد كل السنين دى.

هز رائف راسه متفهما قبل ان ينهض وينهض زينة معه قائلا بحزم.
= تمام يا حاج همام بس لو حصل حاجة تانية منه تمس زينة محدش يلومنى فى اللى عمله هز هماما راسه موافقا قائلا.

= حقك واعتبر موضوع شاهين منتهى بس حقنا احنا لسه مخلصش عقد رائف حاجبيه دهشة يلتفت الى زينة يراها تتشبث اكثر به تكاد اظافرها ان تخترق ذراعه من شدة ضغطها فوقها ليربت فوق كفها بااطمئنان يهز راسه يبتسم لها بحنان ثم يلتفت الى همام قائلا بخشونة وحزم.
= وايه هو الحق ده ياحاج همام نهض همام لينهض معه اخويه تابعين له ليقول همام بحزم هو الاخر.

=الناس كلها فى البلد عرفت ان لينا بنت عايشة فى مصر لوحدها ولو اتعرف انها متجوزه من غير علمنا كلام الناس هيكتر وهيقولوا عملت زاى امها ما عملت واتجوزت من غير اخوالها ما يعرفوا ولا يحضروا رائف بنفاذ صبر.
= والمطلوب يا حاج همام؟
همام وهو يشد صدره بقوة قائلا.
= يتعمل اشهار للجواز وفرح كبير هنا ليكم كل البلد تحضره كبير وصغير
ابتسم رائف بلطف ينظر الى زينة المتسعة العينين صدمة وذهولا يهمس برقة.

= وانا موافق يا حاج همام بارت اهو يا بنات هدية منى ليكم اعتذار عن التاخير اشوفكم على خير ياارب.
مر بيهم يومين كما لو كانوا داخل دوامة اذا فور نطق رائف بموافقته متجاهلا صدمة وذهول زينة التى صرخت به فور خروج الجميع من الغرفة لعمل الاستعدادت لاقامة حفل زفاف كبير تتم دعوة جميع اهالى البلد اليه قائلة بحنق تضرب بقدميها الارض بغضب بينما رائف يقف امامها يراقب تلك الحركة منها بأستمتاع يظهر جلى فوق قسمات وجهه ليزداد غضبها اكثر واكثر انت ازاى توافق على حاجة زاى دى فرح ايه اللى عوزنا نعمله هنا رائف بهدوء ومازالت تلك البسمة مرتسمة فوق شفتيه.

= مش ده كان طلبك اللى بسببه رفضتى تيجى عندى فى الفيلا تعيشى معايا اهو هتعملك اكبر فرح وسط اهلك كلهم وهاخدك هتلبسى الفستان الابيض والدنيا كلها هتعرف وبكده هتبقى مراتى ادام الكل ابتسمت زينة بمرارة تغشى عينيها سحابة من الدموع قائلة بحزن.

= وكل ده طبعا علشان تثبت ان جوازك صح وكل حاجة فيه طبيعية علشان الوصية وميراثك وبعدين فرح ايه اللى وسط اهلى انا حتى معرفش واحد فيهم علشان تقولى اهلك امسكها رائف من كتفيها يديرها اليه لتصبح فى مواجهته يهمس لها برقة وهدوء محاولا ايصال كلماته القادمة الى عقلها.

= هتصدقينى لو قلتلك انى عملت كده علشانك انتى اما بخصوص الوصية كفاية اوووى ان جوازنا يستمر سنة تحت اى وضع علشان اقدر اخذ ميراثى واللى هيحصل ده حماية ليكى من اللى جاى هتفت زينة باستنكار غير قادرة على تصديقه.
= حماية ليه من مين؟
موضوع اهلى وخلاص انتهى وكله عرف انك جوزى لما شافه العقد يبقى ليه التمثلية دى تانى زفر رائف بنفاذ صبر قبل ان تتحدث اليها بصوت اصبح عنيفا الى حد ما.

= زينة انتى غبية انتى فعلا مصدقة ان موضوع اهلك خلاص انتهى نهاية سعيدة زاى اللى بتيجى فى الافلام وفعلا هيقدروا يوقفوا شاهين عند حده انا عملت نفسى مصدق كلامهم وان هما هيقدروا عليه بس لااا يا هانم شاهين عمره ما هينسى ولا هيسامح وهيفضل طول الوقت تحت عينى وعين رجالتى علشان لو فكر يمد ايده عليكى تانى اقطعهاله بس كل ده هيحصل وانتى فى بيتى ادامى ليل ونهار فاهمة ولا مش فاهمة همت بالحديث تفتح شفتيها ردا عليه ليرفع سبابته امام وجهها محذرا بحدة جعلتها تجفل بشدة.

= وقسما يا زينة لو فتحتى بوقك بكلام اهبل من بتاعك ده لكون مسكتك بطريقتى وهنا ادام اهلك كلهم وساعتها متلوميش غير نفسك اغلقت فمها مرة اخرى سريعا تطبقهم فوق بعضهم بقوة بعد تهديده الحاد هذا تعلم بانه بقادر على تنفيذه لكن ابت عليها كرامتها بالاستسلام لتتنحنح عميقابعد عدة لحظات من الصمت تحاول اضفاء الجدية على صوتها بدلا من رهبتها لاتريد ان تظهر بمظهر الخائفة منه او من تهديداته لها قائلة برسمية.

= موافقة.
بس بشرط اول ما موضوع شاهين ده ينتهى ارجع بيتى تانى والا مش موافقة ويحصل زاى ما يحصل ادرك رائف محاولتها لاظهارها السيطرة على مايحدث من امور متعاقبة ليجاريها فيما تريد قائلا بخضوع واستسلام ظاهرى.
= حاضر يا زينة اللى تشوفيه واللى يريحك انا هعمله نظرت اليه بتامل تحاول ان تتبين لو لمحة واحدة من السخرية فى كلماته لها حتى تهب تنفس فيه عن غضبها واحباطها من كل ما يحيط بها من احداث ولكنها وجدته ويلا العجب يقف امامها بكل وقار وهدوء فلم تجد امامها سوى تنهز راسها اليه بل الموافقة وقد حدث وها هى تجلس تتوسط نسوة لا تعلم واحدة منهم يرقصون وينشودن الاغانى من حولها فيما يسمى بليلة ( الحناء) ترتدى عباءة من اللون الذهبى كثيرا التطريز ويزين عنقها قلادة من الذهب تصل الى منتصف صدرها اما فى يديها المزينة برسومات الحنة الرائعة قد زينها اكثر من عشر من الاسارو الذهبية فى كل يد تشعر بثقلهم كلما همت برفع يدها هدية من اشقاء والدتها بمناسبة الزفاف قد اعطاها اياهم كل خال على حدة م تمنين لها دوام السعادة والهناء فتشعر وقتها بالغصة والرغبة فى البكاء فرحا فحتى ولو كانت تهنئة باقتضاب ووجه بارد الا انها اسعدتها وبشدة اما هو فلم تراه منذ حديثها الاخير معه فقد اصدر خالها اوامره الصارمة بعدم رؤيتهم لبعضهم حتى ليلة الزفاف ولدهشتها امتثل رائف لاوامره تلك بكل سعادة كما لو كان بداخل لعبة كل ما فيها يسليه افاقت من افكارها على يد تربت بحنان عليها فتلتفت لترى زوجة خالها تبسم لها بحنان تشير ناحية الباب فتتبعت بعينيها اشارتها لتنهض فجاءة تصرخ بفرحة وسعادة وهى ترى مها وجارتها سعاد تصحبها ابنتيها يقفون وهم ينظرون ناحيتها تكاد ملامحهم تصرخ بالسعادة فلم تدرى بنفسها غير وهى تجرى ناحيتهم بلهفة تحتضنهم بسعادة واشتياق تذرف عينيها الدموع دون ارادة منها لتهتف مها بمزاح وصوت متحشرج بالبكاء هى الاخرى.

= اياكى تعيطى والا المكياج هيبوظ وهنده رائف يجى يشوف عمل فى نفسه ايه ضحكت زينة ضحكة ممزوجة ببكاءها لتسرع سعاد تهتف مازحة هى الاخرى بسعادة هيجى وهشوف القمر ويحمد ربنا على ان كل الجمال ده بقى من نصيبه اقتربت منهم زوجة خالها تشير لها بترحاب.

= يااهلا يااهلا بحبايب زينة وحبايبنا لتستقبلهم بحفاوة وترحاب فقد كانت سيدة رائعة بكل ما فى الكلمة من معنى فمنذ ان علمت بمجيئ زينة اليهم هى تشعرها كما لو كانت تعيش معهم عمرها كله لا تناديها الا بالغالية ابنة الغالية لاتفارق بسمتها الحنون وجهها مرت الليلة بسعادة تمتعت زينة بكل لحظة فيها تشعر بها كليلة الحناء الخاصة بها حقيقة وليس اكمالا للمظاهر ناسية كل شيئ سوى سعادتها بحضور مها والسيدة سعاد حتى انقضت الليلة لتطلب زينة بحرج من زوجة خالها ان تبيت مها معها فى غرفتها لتسرع السيدة وردة بالوافقة فورا قائلة لها وهى تربت فوق وجنتها برقة.

= من غير ماتقولى يابت الغالية انا عملت ترتيبى على كده والبيه جوزك كلمنى وفهمنى على كل حاجة
اتسعت عينى زينة بذهول تسألها بهمس غير مصدقة.
= تقصدى رائف اللى طلب ده منك هزت وردة راسها بالايجاب قائلة باعجاب.

= ايوه يا نن عينى وقالى كمان انها صاحبتك الوحيدة علشان كده بعت يجبها هى والست التانية اللى معها بصراحة ذوء مؤدب ربنا يحميه لشبابه باين عليه انه بيعزك اووى ابتسمت زينة ابتسامة صغيرة لاتدرى بما ترد فقد عقدت المفاجئة لسانها حتى قالت زوجة خالها بحنان تشير الى مها الواقفة تتحدث بمرح الى احدى بنات السيدة سعاد.
= يلا خدى صاحبتك واطلعى اوضتك وانا هاخد الست سعاد وبناتها على اوضهم لتكمل مازحة.
= بس ناموا بدرى بكرة علشان ليلتك طويلة بكرة ياعروسة ثم تطلق احدى الزغاريد العالية تاركة زينة تتخضب وجنتيها بالحمرة الشديدة لتسرع مها الى جوارها تهمس بخبث.
= هى قالتلك ايه خلت وشك احمر كده قوليلى ومش هقول لحد نكزتها زينة بقوة فى خصرها لتصرخ مها متأوة قبل ان تقول متصنعة اللامبالاة.
= كده انتى حرة مدام مش هتقوليلى يبقى انا كمان مش هقولك على المفاجئة اللى عندى زينة بلهفة.
= ايه هى؟

وحياتى يامها تقولى غمزتها مها تميل عليها هامسة يرتسم فوق وجهها الجد.
= مش هنا اما نطلع الاوضة هتشوفى بعينك كل حاجة عقدت زينة حاجبيها بدهشة وتعجب تتسأل عن ما تقصده تتلهف لصعود حالا الى غرفتهم جلست زينة فوق الفراش ببطء هامسة بذهول.
= مش معقول عمل كده علشانى بجد انا...

صمتت تهز راسها لا تدرى ماذا تقول تحفض راسها تنظر الى تلك الغيمة الرائعة من القماش الابيض الخاص بثوب زفاف اقل ما يقال عنه انه يبهر بجماله ورقته لاتستطيع التصديق انه فعلا قد احضره لها خصيصا من اشهر محلات الازياء غير غافل عن لحظة حزنها حين اقترحت زوجة خالها بحسن نية ان تقوم باقتراض احدى فساتين زفاف احدى بناتها لضيق الوقت وعدم استطاعتهم الذهاب لشراءه واحدا خصيصا لها ليوافقها خالها همام بلامبالاة يلتفت الى رائف الصامت منذ بداية الحديث يخبره انه خير تصرف وقتها املت ان يرفض رائف كلامهم لكنه ظل على صمته يتناول قهوته على مهل دون حتى ان يرفع عينه اليها فادركت ان الامر بالنسبة له ماهو الا صفقة وعمل ينتهى الامر بها كيف تنتهى فهذا امر لايهمه لكن هاهو قد خالف كل ظنونها باحضاره هذا الفستان الرائع خصيصا لها حضنته اليها بقوة تستلقى به فوق الفراش مغمضة العينين تذهب فى رحلة الى احلامها الوردية تتمنى لو كانت حقا ليلة الغد هى ليلة زفافها فى الحقيقة عليه دون تمثيل اوخلافات او وصية بشروط شائكة لتتنهد بسعادة افاقت منها على همس مها الخافت بجوار اذنيها.

= كل ده عمله فيكى الفستان؟
اومال لو شوفتى باقى المفاجئة هيحصل فيكى ايه فتحت زينة عينيها على اتساعها دهشة تهتف.
= هو لسه فى مفاجئات؟
هزت مها راسها تهمهم بالايجاب تبتسم بخبث فوقفت زينة تنتظر ان تكمل لكنها وجدتتها تتجه الى الفراش تستلقى عليه بغاية النوم فصرخت زينة باسمها بحنق لكن مها لم يهتز لها جفن تهمس بالم ونعاس.

= زينة وحياتى عندك ما تصرخى كفاية عليا دوشة الحنة واللى اسمه ياسر لوحده ده صداع عقدت زينة حاجبيها تسالها هو جه معاكم مها وصوتها يخرج بصعوبة من شدة نعاسها.
= اومال مين اللى شحنا على هنا زاى السردين اعوذ بالله عليه بوز تجاهلت زينة حديثها عن ياسر تسالها بلهفة ورجاء.

= مها مش هتقوليلى على المفاجئة التانية وقفت فى انتظار ردها لحظات لم تحصل على ايه اجابة سوى تنهيدة عالية صدرت عن مها علمت منها باستغراقها فى النوم فتنهدت زينة باحباط تهمس لنفسها.
= عادى وانا مستعجلة ليه مانا هعرف هعرف اسرعت تعلق الفستان داخل الدولاب بعد ان القت عليه نظرة متاملة مرة اخرى لكل تفاصيله قبل ان تستلقى على الفراش تنظر الى السقف تسمح لنفسها بتخيل لو كانت كل مايمر بها حقيقة وكان رائف حقا يحبها ويتمناها زوجه وهى بالفعل تستعد لزواجها به حقيقة وليس تظاهرا حتى سقطت فى نوم مرهق عميق على اثر كل مامرت به فى اليومين الفائتين مر اليوم بها سريعا بكل تفاصيله الرائعة تشعر حقا كانها عروس تستعد لزفافها الى حبيبها نعم هى تعترف الان وهنا وسط كل مظاهر الفرح المحيطة بها ترتدى فستانها الرائع بكل تفاصيله ? حولها كل مظاهر الاحتفال بزفافهم انه تحبه حقا تحبه رغم كل ما فعله معها الا انها لا تستطيع فعل شيئ فقد عشقه القلب وانتهى الامر رفعت اناملها تتلمس تلك القلادة الرائعة والتى تزين جيدها بحنان وحب فهذه هى مفاجئته الثانية لها وقد اوصى مها الا تعطيها لها الا قبل نزولها بلحظات متعللا بانه يريد مفاجئتها فى اللحظة الاخيرة لكنها تعلم سببه الحقيقى فهو خاف ان ترفضها ان علمت بامرها مبكرا لكن لم تملك وقتها سوى النظر اليها بجمالها المبهر ولمعان الماس بها والذى يضفى عليها جمالا فوق جمالها بسعادة فرحا بها ? تنبهت على حالة من الهرج والمرج سادت الغرفة تسرع كل واحدة من النساءالمتجمعين فى الاعتدال ورفع طرحهم فوق روؤسهم حتى مها هى الاخرى اخذت تعدل من وضع جلوسها بينما زوجةخالة هرولت فى اتجاهها تسرع فى انزال طرحة زفافها الشفافة فوق وجهها وهى تبتسم بفرحة لتلفت زينة الى مها تسألها بعينيها عما يجرى لتشير تلك الاخيرة بعينيها هى الاخرى ناحية الباب فتتسع عينيها انبهار كعادتها قديما معه وهى تراه يقف امام الباب يتوسط اخوالها تحيط به هالته المبهرة من الرجولة والوسامة يرتدى بدلة رسمية سوداء رائعة بكل تفاصيلها عينيه تتركز فوقها يبادلها النظرات فتتوه داخلهم تنسى كل ما حولها لاترى غيره وهى تراه يتقدم منها ببطء حتى توقف امامها وهو مازل لم يرفع عينه عنها ولا حتى يرف له جفن يمسك بيدها بين يديه يرفعها ببطء الى شفتيه يقبلها برقة ولمسة كرفرفة الفراشات لتتراقص خفقات قلبها تأثير من لمسته تلك تتزايد بجنون حين مد يده يرفع عنها طرحتها كاشفا عن وجهها عينيه تتأملها بنظرة لن تنساها ابدا ما حيت يهمس بصوت اجش بالكاد وصل الى مسامعها بكلمة(جميلة)يقربها منه ببطء ينحنى فوق جبينها يقبله بنعومة تتباطئ شفتيه فوقه للحظات مرت بها كالدهر تشعر بخشونة انفاسه فوق بشرتها فترتعش اوصالها تأثيرا من قربه الشديد منها تتفس عطره ليملا كل حواسها بنعومة حتى تنحنح خالها همام بحرج بعدما تعالت الهمسات من حولهم فبتعد رائف عنها بصعوبة يهمس لها بحنان عينه تكاد ان تلتهم ملامحها.

= مبروك يا زينة القلب تنبهت لكلمة التحبيب التى خرجت منه بلا وعى من بين شفتيه تتسع عينيها تراقبه هو يبتعد قليلا فيميل خالها فوقه هامسا بشيئ اومأ رائف راسه استجابة له ثم يلتفت لها مرة اخرى مادا لها يده ترتسم فوق شفتيه ابتسامة حنون هامسا
= يلا بينا مستعدة؟

لم تدرى عن اى سيئ يتحدث لكنها ظنت ان يتحدث عن مغادرتهم لذلك امسكت بيده تهز راسها بالموافقة تتحرك معه فى اتجاه باب الغرفة تتعالى من حولهم اصوات الزعاريد حتى خرجوا تتجه ناحية باب الخروج ولكن لدهشتها وجدت رائف يوجهها الناحية الاخرى باتجاه درج المنزل المتصل بالدور الثانى فوقفت بتخشب تلتفت اليه بتساؤل وذهول لكنه لم يرد عليها ييصعد الدرج تتبعه هى ببطء معهم العديد من الاسخاص حتى وقفوا امام غرفة تراها لاول مرة تتصاعد التهانى الحماسية من كل المحيطين حتى مها والسيدة سعاد قبل ان يفتح لها رائف لها الباب مشيرا لها بالدخول فدخلت سريعا دون انتظار لحظة واحدة تريد ان تعرف ما يحدث فورا ولما هما هنا فى تلك الغرفة اتبعها رائف يغلق الباب خلفه بالمفتاح تسمع صوت تكاته كانها مطارق داخل اذنيها تسأله بسرعة بهلع وخوف.
= انتى بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟
احنا بنعمل ايه فى الاوضة دى؟
اصلا انت هنا معايا هنا ليه.

ترك رائف مكانه بجوار الباب يتقدم منها ببطء وخطوات هادئة عينيه لا تفارق وجهها وهو يقوم بخلع جاكيت بذلته ثم يلقى به ارضا وهو مازال يتقدم بخطواته اصابعه تمتد الى ربطة عنقه تحلها وتتبعها ازرار قميصه بينما هى كانت تتابعه بعيون متسعة هلعا حتى وصل الى حزام سرواله وهنا صرخت برعب ترفع فستانها بيدها تنظر حولها بهلع تبحث عن مكان تستطيع الهرب اليه فلم تجد امامها سوى باب مغلق ادركت انه الحمام فعقدت العزم على الهرب بداخله ولكن ما ان همت بالتحرك حتى اسرع رائف اليها بخطوتين سريعتين يمسك بها وعينيه تلتمع بخبث يهتف.

= على فين رايحة وسايبة عريسك هنا لوحده حاولت زينة التملص منه بحركات خرقاء عنيفة لم تفيدها بشيئ بل جعلته يلف ذراعيه من حولها يقربها منه بشدة جعلت من المستحيل عليها الحركة لتنطق باول كلمة حضرت الى ذهنها.

= عارفة لو مبعدتش هصوت وهندهلك خالى همام هنا
تراجعت راس رائف الى الخلف يضحك بصخب وخشونة جعلتها تقف تراقبه بخوف تراه يحاول الحديث جاهدا محاولا ايقاف ضحكته قائلا بصعوبة.
= بقى كده بتتحامى فى خالك منى انا! بس يا ترى هتندهى لخالك تقوليه ايه يا زينة؟

اتبع كلماته يقربها منه اكثر عينيه يزداد خبثهم يمررها فوق ملامحها يراقب حيرتها المرتسمة فوقهم قبل ان يبتسم لها باقتضاب يهمس وهو يرجع خصلات شعرها الفارة من تسريحتها هامسا.

= متخفيش كده انا لسه عند وعدى ليكى انا كنت بغير هدومى علشان انام مش اكتر زينة بتلعثم وارتباك.
= طيب احنا هنا ليه اصلا مش انت قلت هنسافر على طول بعد الفرح زفر رائف بنفاذ صبر قائلا.

= خالك يا ستى هو اللى صمم نقضى الليلة هنا يعنى مش انا ولا افكارى الخبيثة اللى رتبنا كل ده
صمتت زينة تحنى راسها بخجل فينهد رائف محاولا الهدوء قبل ان يمد يده يرفع وجهها اليه يجعل عينيها فى مقابل عينيه والتى اصبحت شديدة الجدية قائلا.

= احمدى ربك انهم فاكرين اننا فعلا متجوزين والا كانوا صمموا اننا نتتم الجواز هنا واظن انك فاهمة انا بتكلم عن ايه تركها مبتعدا عنها يبتسم بسخرية يشير اليها براسه ناحية الحمام.

= اتفضلى يا زينة هانم غيرى هدومك ولما تخرجى هتلاقينى نمت من بدرى يعنى مفيش خوف منى ابدا وقفت مكانها تشعر بالحرج من تصرفها الطفولى فمن الواضح انها قد اهانته حين ذكرت طلب حماية خالها تنهر نفسها الف مرة على غبائها ونسيانها حقيقة وضعهم معا ليأتى هو ككل مرة ليوضحها لها بحزم ووضوح فيجعل منها حمقاء امامه
اخذت تتلفت حولها تبحث عن شيئ ترتديه ليراها هو فيشير لها قائلا باقتضاب.

= اعتقد ان مها سابت ليكى هدوم للنوم هناك سارت الى مكان اشارته ترى فوق الفراش قميص قصير من اللون الابيض من قماش الستان معه روبه فتمسك به تلتفت اليه سريعا بتساؤل وتهم بالحديث لكنه سبقها رافع
يده قائلا ببراءة متهكمة.
= قبل ما تتكلمى انا مليش دعوة ده هدية من صاحبتك اللى عاوزة تعمليه دلوقت ابقى اعلميه فى صاحبتك انا مليش دخل تحرك فورا باتجاه الطرف الاخر من الفراش يختطف ملابسه من فوقه يتجه بها ناحية الحمام يختفى بداخله لدقائق وقفت هى خلالها بصمت وتوتر حتى عاد يرتدى ملابس بيتيه عبارة عن قميص ذو حمالات سرواله قطنى يجفف شعره بالمنشفة ثم يلقى بها فوق الكرسى متجها الى الفراش يستلقى عليه يدير ظهره ناحيتها استعداد للنوم وقفت مكانها عدة لحظات قبل ان ترفع غيمة فستانها بيد وتحمل بيدها الاخرى ذلك القميص تدخل تلى الحمام تخلف خلفها الباب بهدوء ليعتدل رائف على ظهره يضع ذراعيه خلف راسه ينظر الى السقف بوجوم وشرود ليظل على وضعه هذا حتى سماعه صوت فتح باب الحمام مرة اخرى فيسرع بالرجوع الى وضعه السابق مرة اخرى يدير ظهره لها مرة اخرى هو يستمع الى خطواتها المترددة فظل عل حالة يتصنع النوم ويحاول تنظيم انفاسه المضطربة بقوة من اثر وصول حفيف قماش قميصها هو يلامس جسدها برقة يقاوم فضوله لالتفات اليها ورؤيته عليها لكنه لم يستسلم لهاجس نفسه بل نهرها بعنف يغمض عينه استدعاءا للنوم.

وقفت تتلفت حولها بتوتر وارتباك تبحث عن مكان يصلح للنوم لكنها وجدت جميع الاثاث فى الغرفة ذو طابع خشبى عتيق مزخرف لا يصلح سوى للجلوس فقط فتنهدت بقلة حيلة تتجه الى الفراش بهدوء وبطء تحاول عدم ايقاظه تسحب وسادة لكنها لم تحاول سحب الغطاء خوفا من ايقاظها له ثم تلقى بها ارضا بجوار الفراش فتستلقى عليها تحاول لف نفسها بالروب القصير تتقلب عدة مرات قبل ان تجد وضعا مريحا فاغمضت عينيها تستدعى النوم ولكن ما هى سوى لحظة واحدة حتى تقلبت الى الجانب الاخرى تتأوه بخفوت من قسوة الارض اسفلها ليصرخ رائف ناهضا يجلس فوق الفراش هاتفا بتذمر.

= انتى ما بتناميش ليه؟
نامى وخلينى انا كمان اعرف انام فى الليلة اللى مش فايتة دى لم تتحرك زينة من مكانها تعطى ظهرها له تنكمش فوق نفسها هامسة بأسف.
= حاضر هنام حالا بس غصب عنى اصل الارض...

صرخت حين وجدت نفسها ترفع بين ذراعيه بعد ان انحنى عليها يحملها متجها بها ناحية الفراش يلقيها عليها بخشونة ثم يلتفت الى جهته مرة اخرى يستلقى سريعا يزفر بحنق هاتفا.
= اتفضلى نامى بقى اظن كده ملكيش حجة واياكى تقومى من مكانك خلى الليلة دى تعدى بقى.

اخذت زينة تحاول لملمت الروب فوق جسدها بتخبط فنهض بعنف جالسا ينظر اليها ليراها منكمشة فوق نفسها تحاول اسدال القميص فوق رجليها العاريتن فيزفر بحدة قبل ان يلتفت يمسك بالوسائد المتناثر خلفه يقوم برصها بينهم كحاجز يلتفت لها بعد انتهاءه يصرح بنفاذ صبر.

= ها كده كويس؟
ممكن تنامى بقى اسرعت تلقى بنفسها فوق الفراش تستلقى سريعا تغمض عينيها بقوة تحاول استدعاء النوم فاخذت تحاول تذكر الاعداد ولكنها كما لو كانت قد تم مسح جميع افكارها ترتعد بقوة وهى تشعر بتحرك الفراش مرة اخرى ثم بشيئ يلقى فوقها علمت بانه الغطاء وبعدها همسه الخافت.

= تصبحى على خير يا زينة هزت راسها له ردا عليه ترفع الغطاء فوقها مغمضة العينين تظل تدور داخل دوامة افكارها ومشاعرها المبعثرة بقوة حتى سحبتها غيمة النوم بداخلها لاتشعر بشيئ ولا بذلك المنادى باسمها بخفوت قبل ان ينتظر للحظات حتى يتأكد من سقوطها فى النوم قبل يقوم بازحاء الوسائد من بينهم الواحدة تلو الاخرى يقترب منها ببهدوء.

فيمسك بخصلات شعرها المتناثرة خلفها فوق الوسادة يقربها من انفه يستنشق عبيرها بعمق ثم يستلقى قربها يلفها بذراعه يقربها الى صدره بحنان يطبع قبلة ناعمة فوق وجنتها هو يشعر بدفء جسدها يتسرب اليه يغمض عينيه متنهدا بقوة محاولا الاستسلام لنوم اتى اليه بعد صعوبة فى مكان اخر وقفت تستمع الى صوته باوامره الحادة يهتف فى ذلك الرجل الواقف يرتعد بخوف وهو يعنفه بشدة.

= عارف يا حيوان انت لو الخبر وصل ليه قبل ما نخلص كل حاجة هعمل فيك ايه هخلص عليك وهرميك لكلابى تتسلى بيك فاهم هز الرجل راسه بالايجاب بسرعة ورعب قبل ان يساله بصوت مرتعش.
= طب وهنتحرك امتى يا سعادة البيه ضيق محدثه مابين عينيه قبل ان يقول باقتضاب.

= بكرة على طول فى الليل العربيات هتكون فى المينا هتشيل البضاعة وهتخرج هو خلاص مضى على ورق الاستلام بس قبل ما يشيل هنكون احنا شلنا وخلصنا ومفيش اى حاجة علينا ويبقى يشيل هو الليلة هتلاقى فى المينا اللى هيسهل ليكم الخروج من غير سين ولا جيم فهمت هز الرجل راسه مرة اخرى ليشير له محدثه بالانصراف فيسرع الرجل منصرف بسرعة يغادر المكان غافلا عن تلك الواقفة تتخفى خلف احدى الجدران ترتسم فوق شفتيها ضحكة شياطنية تهمس.

= فرصة وجات لحد عندى وبقى غبية لو مستغلتهاش صح ولصالحى.
تمللت فى نومها وهى تحرك راسها تتمطى براحة فتصطدم بيدها بشيئ صلب قوى دافىء اخذت تتحسه برهبة وهى تدعو الله الا يكون ظنها صحيح تفتح عينيها ببطء وخوف تسرع بوضع يدها فوق فمها مانعة شهقة فزعة من الخروج منه حين اصدمت عينيها بوجه رائف النائم بهدوء وسلام لكنها بعد حين استكانت براحة واخذت تتأمل ملامحه المسترخية بنعومة اثناء نومه وقد وجدتها فرصة تتأمله فيها دون خوف او خجل تجد نفسها ترفع اناملها دون ارادة منها فتمررها برقة ونعومة فوقها تلامسه بشغف وهى من كانت تحترق شوقا لفعلها منذ وقت طويل.

اخذت تمرر يدها فوق ملامحه مغمضةالعينين تريد ان حفرها داخلها بواسطة قلبها وليس عينيها تتحس عينيه برموشهم الطويلة تتحرك باناملها فوق جسر انفه المستقيم بنعومة وصولا الى شفتيه المطبقة الا بشق بسيط تلامسها انفاسه البطيئة الدافئة من خلاله ثم تهبط الى ذقنه النامية تشعر بخشونتها تحت اناملها فتبتسم بحب وحنان حين دغدغتها شعيراته
لكن تجمدت البسمة فوق شفتيها حين وصل لها همسه الدافىء.

=تعرفى ان ده احلى صباح مر عليافى حياتى كلها
فتحت عينيها سريعا التى اخذت تتراقص بارتبارك وتوتر تهتف بذعر
= انا، كنت، انا يعنى، بس...
ابتسم رائف بمرح وهو يزداد قربا منها قائلا بهمس
= بالظبط وانا كمان بقول كده.

لينحنى فجاءة فوق شفتيها يقبلها بلهفة وشغف ملامسا جسدها المستقر بين احضانه بجنون بينما هى تحاول ابعاده لعدة لحظات لكنها لم تستطيع المقاومة كثيرا امام هجومه الغير العادل لها فهى تشتاقه وتحبه وتتلهف قربه منها فلم تستطيع فعل شيئ سوى ان تستكين بين ذراعه تبادله قبلته باخرى حاولت اظهار استجابتها له من خلالها فزادت قبلاته لها جنونا وشغفا وهو يهبط بها فوق حنايا عنقها يقبله بلهفة قبل ان يهمس لها بانفاس شغوفة متلهفة تلامس عنقها بدفء جعلتها تنسى كل شيئ يمكن ان يعكر صفو تلك اللحظات بينهم تسمعه يهمس بارتجاف.

= متعرفيش انا كنت هتجنن ازاى وانتى نايمة فى حضنى طول الليل
رفع راسه يمرر ابهامه فوق شفتيها التى تحمل اثر قبلاته عليها وعينيه تتبع حركته قبل يهمس لها بأسف
= انتى جميلة جدا يا زينة وبريئة جدا على انك تقعى فى طريق واحد زايى والمفروض ابعدك عنى وعن كل السواد اللى فى حياتى ده بس مش قادر بجد مش قادر.

اخفض راسه يدفنها فى عنقها مرة اخرى يضمها اليه بقوة متأوها فرفعت يديها تمرر بين خصلات شعره تحاول بعث الاطمئنان بداخله تشعر بان هناك الكثير يقصد بها كلماته تلك غير وصية والده ومصيرهم الشائك بسببها لذلك انزلت يدها تحاول تهدئته وهى تمررها فوق عضلات ظهره فتلامسها برقة تشعر بانتفاضة جسده بين ذراعيها يشدد من احتضانه لها اكثر كمن يرغب فى دسها بين اضلوعه فلا تفارقه ابدا فيظلا على هذا الحال عدة لحظات يرفع وجه ليها مرة ثانية بعينين مشتعلة بنظرة ادركتها جيدا قبل ان تراه يهم بخفض وجهه اليها مرة اخرى.

لكن تأتى المقاطعة من تصاعد ازيز متواصل من فوق الطاولة المجاورة للفراش فتسمر رائف فى منتصف طريقه اليها يعقد حاجبه بشدة فحاولت زينة اخذ لحظة تهدئة بينهم فهمست له
= رد يارائف ممكن تكون حاجة مهمة تخص الشغل.

ظهر التردد فوق وجهه وهو ينظر اليهابتفحص كمن يخاف ان اطاع كلامها ان يفقد تلك اللحظة من القرب فيعود الجفاء بينهم مرة اخرى لذلك هز راسه بالرفض يهم بتقبلها مرة اخرى فتصاعد الازيز مرة اخرى بعد ان كان توقف لثانية لتسرع هى بوضع بيدها فوق صدره قائلة برجاء
= علشان خاطرى رد اكيد حاجة مهمة علشان حد يطلبك بدرى كده
زفر رائف بنفاذ صبر مبتعدا عنها يدير نفسه باتجاه الطاولة يجذب هاتفه من فوقها بعنف.
ينظر الى شاشته عاقدا حاجبيه بقلق يهمس
= ده رقم غريب معرفهوش
نهضت زينة تعتدل جالسة فى الفراش بعد ان تسرب اليها الفضول تنظر باهتمام وهى تراه يضعط زر الاجابة يستمع الى الطرف الاخر للحظة قبل ان ينهض مغادرا الفراش بعنف وقد تصلب كل جسده يهتف بقسوة فى الطرف الاخر
= انتى! جبتى نمرتى ازاى؟ وازاى تفكرى تكلمين...
قطع جملته صارخا بغضب ووحشية
= انتى بتقولى ايه؟ عارفة لو كان ملعوب منك او من...

وقف يستمع الى الطرف الاخر عدة لحظات كانت خلالهم زينة تشعر بالتوتر والقلق يسيطر على كل حواسها وهى تراه على هذه الحالة ليتبدل شعورها الى الخوف سريعا وهى تراه يغلق الخط يجلس بتخشب للحظات قبل ان ينهض متحركا فى اتجاه الحمام بخطوات سريعة متصلبة جسده ينبض بالتوتر والغضب يحدثها دون الالتفات اليها بخشونة وقسوة
= زينة قومى حالا حضرى نفسك هنسافر فى خلال نص ساعة.

ثم يغلق باب الحمام بقوة ارتجت لها ارجاء الغرفة بينما جلست زينة تنظر فى اثره لاتدرى لما هذا الشعور بداخلها بقدوم المصائب فى الطريق اليهم.

جلست فى المقعد الخلفى فى سيارته عينيها تتابعه بوجوم تراه يتحدث بعصبية الى ياسر
والذى جلس يستمع اليه بتوتر قبل ان يهتف به
= اهدى يا رائف مش كده واطمن هنلحق كل حاجة وكويس اننا عرفنا بدرى قبل الكلب ده ما يلحق يعملها
ثم يعقد حاجبيه بحيرة يعتدل فى جلسته ملتفا الى رائف القابض بعنف فوق مقود السيارة يسأله
= بس مقولتليش عرفت ازاى بلى ناوى يعمل فريد ومين كلمك وصلك الاخبار.

راقبت زينة وجه رائف فى مراة السيارة الامامية وقد اصبحت قاسية عنيفة تتشدد قبضته اكثر فوق المقود حتى ابيضت عقد اصابعه من شدة ضغطه قبل ان يهمس بصوت
اجش
= مش مهم دلوقت مين قالى المهم عندى الحق الكلب ده
ثم يلتفت الى ياسر يفح من بين اسنانه بشراسة
= مش مستعد اللى حصل زمان يحصل تانى دانا اقتله ولا انى اسيبه يعملها تانى.

شعرت زينة بالقشعريرة تسرى فى جسدها من رؤيتها كل هذا الكم من الشراسة والحقد فى كلماته والموجهة الى ذلك المدعو فريد تتسأل ماالذى فعله ليستحق كل هذا الكره من رائف فهو ومنذ استقباله لذلك الاتصال وهو على هذا الحال الثائر
انتبهت من افكارها على صوته يناديها فنظرت اليه بارتباك تتقابل عينيهما فى المراءة يحدثها باقتضاب.

= انا هروحك على الفيلا وهطلع انا وياسر على اسكندرية حالا وانتى اياكى تخرجى من الفيلا لاى سبب فاهمة يا زينة اياكى
كادت ان تفتح فمها تلقى برائيها انها تريد القدوم معه الى الشركة لتقديم اى مساعدة قد تستطيعها فى تلك الظروف لكنها وجدت نظرة تحذرية منه تخبرها بانه ليس ابدا الوقت المناسب حتى تقوم بالجدال لذلك فضلت الصمت تهز راسها بالموافقة فصمت هو يتابعها عدة لحظات قبل ان يسأل ياسر.

= فهمت السواق هيعمل ايه مع الست سعاد وبناتها ومها
هز ياسر راسه بايجاب قائلا بتاكيد
= متقلقش فهمته كل حاجة وهيطلع بيهم بعربيتى يوصلهم كل واحدة لحد بيتها
هز رائف راسه موافقا يصمت قليلا قبل ان يناديها بتردد يسألها
= زينة تحبى اكلم مها تيجى تقعد معاكى لحد ما ارجع من السفر علشان متكونيش لوحدك
اعتدلت زينة فى جلستها بلهفة هاتفة بسعادة
= بجد ده ممكن؟ ياريت يا رائف.
ابتسم رائف لها برقة قبل ان يهز راسه بالايجاب يلتقط هاتفه يضغط على زر الاتصال قبل ان يرفعه قائلا بهدوء للطرف الثانى بعد اجابته
= ايوه يامها اتحركتوا من عندك
صمت قليلا يستمع الى اجابتها قبل ان يقول
= طيب كنت عاوز منك طلب تيحى تقعدى مع زينة لحد ما ارجع من السفر ومتقلقيش على الشغل اعتبرى نفسك فى اجازة لحد مارجع
شقت شفتيه ابتسامة صغيرة قائلا بهدوء.

= شكرا يا مها اعتبرى العربية بالسواق تحت امرك لحد ما ترتبى امورك وتوصلك للفيلا
ااغلق الهاتف بعد لحظة يلقى به مكانه قبل ان يلتفت لها بجانب وجهه يتنحنح بضعف قائلا
= كده احسن علشان متكونيش لوحدك وانا بعيد
تلونت وجنتها بشدة بحمرة الخجل قبل ان تلتفت للنافذة تبتسم بسعادة وهى ترى اهتمامه هذا بها غافلة عن تلك النظرة الخبيثة التى القاها ياسر باتجاه رائف كمن يقول له
= حقا؟ منذ متى هذا الاهتمام؟

ليبادله رائف حديث العينين زاجر بتحذير
= ليس من شأنك والافضل لك الصمت والا...

جلست زينة ومعها مها داخل تلك الغرفة التى خصصت لها داخل فيلا رائف تستلقى كل واحدة بجوار الاخرى تضحكان بمرح على احدى مزحات مها وقد مر بهم اليوم سريعا تشعر زينة بالاسترخاء والراحة لم تشعر بهم منذ فترة طويلة
ل.

تعتدل مها فجاءة جالسة وقد ارتسمت فوق وجهها ملامح الجدية وبعض التردد قائلة
زينة، كنت عاوزة اسالك حاجة بس لو مش حابة تردى انا مش هزعل
نهضت زينة جالسة هى الاخرى تهز راسها تسألها بفضول
= خير يا مها اسألى انتى عارفة انا مابخبيش حاجة عنك
مها بتوتر وارتباك
= انا ليه حاسة انك ورائف علاقتكم فيها توتر خصوصا من ناحيتك انتى ليه دايما شايفة فى عنيكى حزن مش فرحة واحدة متجوزة جديد ومن واحد بتحبه.

هزت مها راسها بالايجاب حين اتسعت عينى زينى بصدمة وانكار تهتف بتاكيد
= ايوه يازينة بتحبيه متنكريش دى حاجة واضحة جدا
اسرعت زينة تهتف برعب
= يعنى ايه انا واضحة اووى كده ادام الكل
امسكت مها كفها بين يديها تربت عليها بحنان قائلة بهدوء
= لا يا حبيبتى لعيونى انا بس انتى عارفة انا بحبك كاخت ليا علشان كده بحس بيكى واللى جواكى بيبقى واضح ليا
خفضت زينة راسها تزفر بمرارة قبل ان تهمس باسف.

= ايوه بحبه وياريتنى ما حبيته ولا حتى فيوم شوفته
مها بذهول وعدم تصديق
= لدرجة دى يازينة! ليه عمل ايه يخليكى تقولى كده
اغمضت زينة عينيها تحاول منع تلك الدموع التى تجمعت تحاول الفرار من بين جفونها تهمس بألم
= هقولك يا مها هحكيلك كل حاجة يمكن انتى اللى تقدرى تقوليلى اعمل ايه
ثم اخذت تقص على مها كل ماحدث منذ ليلة معرفتها بالحقيقة حتى الان فجلست مها تستمع اليها بذهول وصدمة حتى انتهت لتصرخ تلك الاخيرة بصدمة.
= انتى بتقولى ايه؟ انا مش مصدقة يعنى ايه اتجوزك علشان وصية ابوه
تلفتت زينة حولها بقلق قبل تهتف بها قائلة بتوتر
= وطى صوتك يا مها متخلنيش اندم انى قلتلك حاجة
زفرت مها تهز راسها بعدم تصديق تهمس
= غصب عنى مش مصدقة اللى بتقوليه ده استحالة اصدقه
لوت زينة شفتيها قائلة بسخرية مريرة
= ليه بقى؟ اذا كان هو نفسه قالها بكل وضوح يبقى مش مصدقة ليه
هزت مها راسها بحيرة تهمس.

= بس ده مش اللى انا شيفاه واى حد عند نظر هيشوف عنيه ملهفة عليكى وهى بتابع كل حركة ليكى انتى ماشوفتش كان بيبص عليكى ازاى لما دخل وشافك بفستان الفرح لاااا انا مش مقتنعة
اجابتها زينة وهى تستلقى الى الخلف مرة قائلة بتهكم
= ممكن يكون معجب بس موصلتش لحد الحب يعنى
اسرعت مها تستلقى بجوارها وهى تهتف بأصرار
= وايه يعنى اعجاب اعجاب شطارتك انتى بقى تخليه حب
التفتت زينة لها تعقد حاجبيها بشدة قائلة بتذمر.

= انتى بتقولى ايه؟ عوزانى ارمى نفسى عليه بعد كل اللى عرفته
مها بعدم اكتراث
=اااه انا لو مكانك هعمل كده لو بحبه استحالة هسيبه لغيرى تتهنى بيه ابدا
زينة بدهشة
= انتى بتتكلمى جد
غمزت مها بعينيها بعبث وهى تبتسم بخبث
= وجد الجد كمان اعقلى يا زينة بدل ما تندمى بعدين انك محاولتيش ده جوزك واى كان السبب اللى اتجوزك علشانه بس بقى جوازكم امر واقع الشطارة بقى تخليه يحبك زاى ما بتحبيه.

صممت زينة تنظر اليها بعبوس تفكر فى كلماتها
تتسأل فى نفسها احقا يستحق حبها له ان تحارب من اجله وان تفعل مثلما قالت مها رغم كل ما حدث وعرفته
ابتسمت بحنان تهمس لنفسها بطريقة حالمة
= ايوه يستحق حبى ليه انى احاول واعمل علشانه اى حاجة
قفزت مها فوق الفراش صارخة بفرحة وقد استمعت لهمسها تهتف
= ايوه كده هو ده الكلام المظبوط
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل تحنى راسها هربا من مها المبتسمة لها بغبطة وسعادة.

جلس رائف بجوار ياسر فى رحلة العودة الى العاصمة بعد ان قضى يومين بداخل الميناء لمتابعة سير خروج الشحنة منها قبل ان اى محاولة للقيام بتهريبها ثم تمضية الباقى من الوقت فى انتظار تلك السيارات المبلغ عنها الاتية من طرف فريد لتحميل الشحنة والقيام بسرقتها لكن لاسف لم يصل شيىء ولم يستطيعوا الوصول للمتورطين فى تلك الفعلة او اثبات اى شيئ عن تورط فريد فى تلك اللعبة فيقرروا الرجوع فورا بعد اطمائنهم على خروج الشحنة فى اتجاه المخازن ووصولها سالمة.

زفر رائف بحدة ينظر امامه بشرود يستند بذراعه الى حافة النافذة وهو يقوم بتمرير كفه بعنف فوق دقنه النامية ليحدثه ياسر بهدوء
= خلاص يا رائف الحمد لله اننا قدرنا نلحق الامر قبل ما المصيبة دى تحصل وتتخرب بيتنا
التفت رائف اليها عينه تلتمع بعنف وشراسة
= مين قالك خلصت طول ما الكلب ده متساب عمرنا ما هنخلص ابدا من مصايبه ونفضل دايما عنينا وسط راسنا
زفر ياسر هو الاخر قبل ان يقول بعبوس.

= بس اللى مستغربله ان مفيش حاجة من اللى قلت عليها حصلت ولا عريبات جت ولا شوفنا حد من طرفه هناك انت متاكد من اللى وصلك الخبر وانه مش ملعوب علينا
نظر رائف امامه يتابع بشرود تسارع المناظر المارة بهم قبل ان يهمس بحيرة
= مش عارف يا ياسر بس اللى متاكد منه ان فى حاجة غلط بتحصل ولازم اعرف ايه هى.
وقف فريد داخل غرفة الاستقبال فى منزله يصرخ فى هاتفه بغضب وجنون
= بقولك عرف وكل حاجة اتهدت ولولا ان وصلنى خبر انه رجع وهيسافر للمينا امبارح الصبح انا كنت مشيت على نظامنا وبعت العربيات وكانت اتمسكت وروحت فى داهية
صمت يستمع الى الطرف الاخر لدقيقة قبل ان يزفر بحدة صارخا
= مانا عارف ان فى حد وصله الخبر بس
ااه لو حط ايدى عليا مش هسيبه الا لما اطلع روحه فى ايدى بس اعرف مين هو
=انا يا فريد.

انطلقت تلك الكلمات بتحدى تسرى كالصاعقة فى ارجاء الغرفة ليلتفت فريد الى مصدرها
فيجد سهيلة تقف امام باب الغرفة تنظر اليه بكل حقد وغل العالم فيهمس بذهول مشيرا لها
= انتى. انتى اللى علمتى كده يا بنت ال...
انهى جملته بوحشية وجنون لكن سهيلة وقفت تبتسم بتهكم تهز سبابتها يمينا ويسارا قائلة بسخرية
= عيب يا فريد يا حبيبى تشتم مراتك مفيش راجل محترم يعمل كده.

التمعت عينى فريد يبادلها ابتسامتها لكن بشراسة يهمس بفحيح هو يلقى بهاتفه ارضا متحركا باتجاهها
= صح عندك حق هو تصرف واحد المفروض اى زوج محترم مكانى هيعمله مع واحدة زيك بنت...
انهى كلماته ينقض عليها يريها ما يقصد بالفعل لا بالقول فقط.

دخل رائف من باب فيلته الرئيسى يصحبه ياسر يتقدمان الى بهدوء الى البهو تسرع عزة باستقبالهم قائلة بحفاوة واحترام
= حمد لله على سلامتك رائف بيه
ابتسم رائف بهدوء يحيها ثم تلتفت الى ياسر تلقى عليه بتحية هادئة بادلها اياها بينما رائف يتلفت حوله باهتمام يسألها بلطف
= زينة هانم فين يا عزة؟
اجابته عزة بهدوء
= فوق يا بيه فى اوضتها ومعاها الانسة مها
اومئ براسه ثم حدثها قائلا
= طيب روحى انتى حضرى الغدا.

انصرفت عزة بهدوء فى اتجاه المطبخ سريعا تنفيذا لاوامره فيلتفت رائف الى ياسر قائلا
= اسبقنى على الصابون وانا هطلع اندها واعرفها بوصولى
ابتسم ياسر بسمة صغيرة غامزا بعينه بخبث قائلا
= طب ما تبعت عزة تندها اسهل وبينا احنا نقعد فى الصالون ونخلينا تقال بهبتنا كده
جز رائف على اسنانه يهمس من بينهم بصرامة
= ياسر بطل استظراف وخليك فحالك واعمل زاى ما قلتلك
رفع ياسر كفيه امامه بحماية قائلا بسماجة.

= خلاص ياعم اعمل اللى يعجبك و بلاش نرفزة علينا.

زفر رائف بحدة يهز راسه بقلة حيلة قبل ان يقوم بصعود الدرج كل درجتان معا يسير سريعا فى الممر المؤدى الى الغرف ثم يتوقف امام غرفتها يرفع يده لطرق الباب لكنها توقفت فى الهوا عند وصول صوت ضحكتها اليه مثيرة مرحة تشق طريقها الى صدره تطرقه بعنف فتجعل ضربات قلبه كالمطارق فاخذ يتنفس بعنف وخشونة فتوقف لبرهة محاولا تهدئة ضربات قلبه المتسارعة بمحاولة اخذ عدة انفاس منتظمة فتنجح مساعيه بعد جهد مضنى فيرفع انامله يدق بهدوء فوق بابها يقف متوترا فى انتظار ردها.

وصلت تلك الطرقة الخافتة فوق الباب لمسامعها فتجيب سريعا ومازالت بقايا ضحكتها المرحة مرتسة فوق شفتيها لكنها تسمرت بذهول حين راته امامها بطوله وجسده القوى وذقنه النامية يشع بالجاذبية والوسامة فاخذت تتابعه بلهفة تراه يتقدم الى الداخل بهدوء وعينيه تمر فوقها بشغف ورقة لعدة لحظات قبل يتنحنح بقوة يحدثها بصوت خرج اجش متسارع منه
= ازيك يا زينة. عاملة ايه؟ كويسة.

هزت راسها بالايجاب لا تقوى على النطق تنظر اليه باشتياق وهى تمرر عيناها فوقه بلهفة بادلها اياها غافلين عما حولهم فيمر بهم الوقت غير مدركين لشيئ اخر حولهم حتى صدر صوت نحنحة عميقة من الطرف الاخر من الغرفة ليلتفتا معا بارتباك الى مها الواقفة بحرج قائلة بتلعثم
= انا هروح اجهز حاجتى علشان اروح بعد اذنكم
هز راسه لها رافضا قائلا بصوت حاول الخروج به حازما.

= لاا تمشى فين احنا هنتغدى سوا وتباتى الليلة دى معانا كمان وبكرة اوصلك بنفسى
ابتسمت مها وهى تتحرك باتجاهه الباب تهتف
= لا كفاية عليا الغدا ومش هينفع ابات خالص وبعدين حضرتك وصلت بالسلامة يبقى اروح انا بقى علشان بابا ميقلقش
هز رائف راسه موافقا يشكرها بهدوء قابلته بابتسامة اخرى منها قبل ان تسرع فى اتجاه الباب لكن قبل خروجها منها التفتت الى زينة
التى تقف مقابلة لها تهمس لها دون صوت.
= مش قلتلك. ابقى اسمعى كلامى
خفضت زينة وجهها ارضا خجلا من كلماتها فلم تلاحظ تحرك رائف السريع فى اتجاهها فور اغلاق الباب فتشهق بعنف حين جذبها اليه بقوة ليرتطم جسدها بجسده يقوك بلف ذراعه حول حصرها يقربها اكثر واكثر اليه قبل ان يدفع وجهه فى تجويف عنقها هامسا فوق بشرتها الساخنة يتأوه بصوت مرتعش مشتاق
= وحشتينى. وحشتينى اوووى.

اغمضت عينيها تشعر بلذة قربه منها تسرى بداخلها تدس كفيها بين طياته بدلته تحتضنه من ظهره تجذبه اليها تهمس بلهفة
= وانت كمان وحشتنى اوى يا رائف
رفع رائف وجهه اليها يحيط وجنتيها بكفيه يقربها لوجهه وهو ينظر اليها بعينين مشتعلة بالنيران هامسا بتحشرج
بجد يا زينة! بجد وحشتك.

هزت راسها بالايجاب تتلون بحمرة الخجل تفتح شفتيها تجيبه لكنه لم يمهلها للنطق بحرف واحد يختطف شفتيها بين شفتيه يقبلها بلهفة وجنون كما لو كان ترياق النجاة بالنسبة له يوجد بين شفتيها المستسلمة لهجومه الكاسح لها يمر بهم الوقت غافلين عن كل ما حولهم حتى طلبت رئتيهم الهوا فيبتعد عنها بصعوبة يريح جبهته فوق جبهتها مغمض العينين وهى الاخرى تغمضها يتنفس بعنف قائلا بعد حين بصعوبة متذمرا.

= انا ايه اللى خلانى اجيب ياسر معايا النهاردة هو اصلا مكنش موافق يجى انا اللى صممت
لم تستطيع زينة تمالك نفسها لتضحك بصخب
على تذمره كطفل صغير فشدد رائف من احتضانه لها يجذبها بعنف اليه يهتف بسخط ممازحا
= بتضحكى؟ استنى لما يمشوا بس وانا هعرفك تضحكى عليا ازاى
انزلت وجهها بخجل وهى ترتعش برهبة بين ذراعه فمد يده رافعا وجهها اليه يبتسم لها بطمأنينة يهمس لها برقة وحنان
= يلا بينا ننزل ليهم زمان عزة حضرت الغدا.

هزت راسها له بالموافقة فيمسك بكفها يرفعه الى فمه مقبلا له بنعومة ثم يتوجه معها بأتجاه الباب يمسك بيدها بين انامله برقة متجهين الى ياسر ومها المنتظرين لهم فى جحرة المعيشةو اللذان ما ان دخلا عليهم حتى نهضا ببطء وانظارهم مسلطة فوق ايديهم المتشابكة مابين خبيثة منتصرة واخرى مذهولة سعيدة
لكن رائف لم يمهلهم الوقت للتعليق يوجههم ناحية غرفة الطعام بحزم.

فيمر الغذاء تتخلله احاديثهم فى شتى الامور والجلسة فى غرفة المعيشة لتناول القهوة بمرح وصخب قبل ان تنهض مها فجاءة تهتف بجزع
= انا كده اتاخرت اووى الحق امشى قبل ما بابا يقلق عليه انا متصلة بيه من بدرى
نهض ياسر ببطء يعرض عليها القيام بتوصلها ليظهر التردد فوق وجهها قبل ان تهتف زينة تحاول اقناعها
= ايوه يا مها الوقت اتاخر وكده احسن.

وافقت مها باحراج تغادر مع ياسر المنتظر لها يقف مع رائف امام الباب الخارجى تاركين لها هى وزينة المجال لحديث صغير قبل المغادرة
فانحنت عليها مها هامسة لها
= شكلك هتنجحى يابت ولا ايه يلا ابقى ادعيلى
ضربتها زينة فوق يدها ممازحة تهتف باسمها تنهرها بخجل فقبلتها مها برقة فوق وجنتيها تهمس
= يارب يسعدك يا زينة انتى طيبة وتستاهلى تفرحى.

وقف رائف وزينة فى البهو متقابلين بعد مغادرة مها وياسر يراقبها رائف يمرر عينيه فوق ملامحها ببطء مثير فحاولت زينة ابتلاع لعابها بصعوبة قبل ان تهمس بارتباك وتوتر
= انا، تحب، تشرب قهوة تانى
اقترب رائف منها ببطء مقتربا بوجهه منها يهمس امام شفتيها بأغراء
= انتى اللى هتعملهالى؟
همت زينة بالرد عليه لكن تعالى صوت جرس الباب الخارجى مقاطعا لها ليزفر رائف بحدة يغمض عينه يهتف بحنق وهو يسيرناحيةالباب.

= عارف يا ياسر لو راجع ترخم زاى عويدك هعمل فيك...
قطع رائف كلماته بحدة حين راى ان من بالباب ليس ياسر بل احدى الحراس الواقف بتوتر قبل ان يتحدث بارتبارك
= اسف يا سعادة البيه بس حصل حاجة مهمة لازم...
لم يكمل الرجل جملته تخرج من خلفه سهيلة
بعيون متورمة وجسد محطم تنتشر فوقه الكدمات بلونها البشع تشهق باكية وهى تلقى بنفسها بين احضانه رائف الواقف بتخشب حين وقعت عيناه عليها قبل ان تصرخ هاتفة بتضرع ورعب.

= الحقنى يا رائف فريد عاوز يموتنى لما عرف ان انا اللى قلتلك على اخبار الشحنة
لتسقط بين ذراعه كجثة هامدة فورا نطقها كلماتها الفزعة فتلحقها يديه ترفعها بين ذراعيه قبل ان تسقط ارضا.
وقفت زينة مذهولة ترى رائف يحمل بين يده فتاة مغشيا عليها يتجه بها ناحية الاريكة يحدثها بهدوء
= زينة معلش اندهى عزة تجيب اي حاجة اقدر افوقها بيها
هزت زينة راسها بالايحاب تسرع باتجاه المطبخ تنفيذا لطلبه بينما رائف يلقى بجسد سهيلة المتراخى بين ذراعه فوق الاريكة قبل ان يلتفت يزفر بقوة فتقع عينه على الحارس الواقف بارتباك فيصرخ به بغضب.

= واقف عندك بتعمل ايه اطلع شوف شغلك ولو حصل اى حاجة تيجى فورا تبلغنى
هز الحارس راسه برعب يلتفت مغادرا فورا فى الوقت الذى حضرت فيه زينة تتبعها عزة بلهفة تتجه الى رائف ليشير اليها براسه قائلا بجمود
= شوفى هتعملى معاها ايه.

اتسعت عينى زينة بصدمة من رؤية جموده وقسوته فى معاملته اتجاه تلك المغشى عليها تشعر بالشفقة تتسلل اليها خاصا بعد ان القت نظرة فوق جروحها ووجهها المصاب بالكدمات بشدة فوقفت تتابع عزة وهى تخرج زجاجة صغيرة من جيبها تقربها من تلك المستلقية والتى مان ان لامست انفها حتى اخذت ترفرف بجفونها ببطء حتى فتحت عينها تنهض جالسة بصعوبة تتاوه بألم لكن رائف لم يمهلها وقت تستجمع نفسها بل اسرع قائلا بقسوة.

= جاية ليه هنا يا سهيلة وعاوزة ايه بالظبط
ارتجفت سهيلة تخفض راسها قائلة بضعف
= مانا قلتلك يا رائف فريد كان عاوز...
قاطعها رائف وهو يتجه ناحية المقعد المقابل لها يجلس عليه يضع قدم فوق اخرى قائلا بجمود وعدم اكتراث
= عرفت انه كان عاوز يموتك انا بقى دخلى ايه
التفتت اليه زينة بذهول تشعر بالسخط منه وهى تراه يتابع بسخرية باردة.

=وجاية ليا انا بقى انقذك منه طبعا لازم اعمل كده علشان اردلك الجميل مش كده يا سهيلة هانم
ارتفعت شهقة باكية من سهيلة ثم اخذ جسدها يرتج بعنف بكاءها قبل ان تنهض واقفة تترنح قائلة بضعف
= اسفة يا رائف بس انا ملقتش حد يساعدنى غيرك انت عارف فريد محدش يقدر يقف قصاده حتى اهلى انامكنش قصدى ابدا انك تقف معايا رد جميل ولا جه فى تفكيرى كده خالص انا اسفة.

تحركت من مكانها بخطوات بطيئة حتى مكان وقوف زينة الواقفة تتابعها بعيون قلقة مشفقة
لاحظتها سهيلة تبادلها اياها بمسكنة قبل تتقدم خطوتين مبتعدة الا انها ترنحت بقوة تكاد تسقط لتسرع زينة بالامساك بها تتراجع بها الى الاريكة مرة اخرى تستسلم سهيلة لها فتجلسها عليها برفق قبل ان تلتفت الى رائف صارخة بغضب
= فى ايه يا رائف معقولة هتسبها تمشى وهى بالشكل ده.

نهض رائف على قدمه يتقدم منها صارخا هو الاخر يرفع سبابته امامها بتحذير
= زينة متدخليش فى اللى ملكيش فيه انتى متعرفيش حاجة فاسكتى احسن
اقتربت منه زينة اكثر تنظر اليه بتحدى قائلة
= لا مش هسكت يا رائف ولازم نساعدها
لكن عند رؤيتها لوجهه المتصلب واشتعال عينيه بالغضب اسرعت تحاول اقناعه لكن بطريقة اخرى يرتسم فوق وجهها الرجاء تهمس له برقة
= علشان خاطرى يا رائف طيب نجيب لها دكتور حتى يشوفها ويطمنا.
وقف رائف ينظر اليها للحظات تتعاقب الانفعلات فوق وجهه سريعا بينما وقفت زينة تنتظر رده بخشية وتوتر حتى زفر اخيرا مستسلما لها يخرج هاتفه من جيبه قائلا
= خلاص زاى ما تحبى هتصل بالدكتور يشوفها.

قفزت زينة فرحا تقترب من بغية احتضانه لكنها توقفت فجاءة تتراجع الى الخلف تعض شفتيها بخجل وارتباك ليلاحظ رائف حالها هذا فترتفع فوق شفتيه بأبتسامة رقيقة حنون تابعتها سهيلة الجالسة بعينين تشتعل غلا وحقد وهى ترى تأثير تلك الفتاة عليه هو من عرف عنه عنده وتمسكه برائيه مهما كان ما يحدوث يستسلم فورا لها هكذا لذا اسرعت تهمس باسمه تدعى الالم ترفع اليه عينيها الممتلئة بالدموع لاتريد لتلك الفتاة ان يكون لها الكلمة الاخيرة قائلة بضعف.

= خلاص يا رائف ملوش لزوم انا بقيت كويسة وهمشى حالا
التفت اليها رائف عينيه مشتعلة بالنيران اصابتها بالرعب ظهر فورا على وجهها تحاول ابتلاع لعابها اكثر من مرة حين همس بفحيح
= انتهينا خلاص وقلت هجيب الدكتور
جلست مكانها تتابعه يرفع هاتفه ليجرى الاتصال لكنه اخذ بالرنين قبل ان يفعلها.

ينظر رائف الى رقم المتصل بحاجب مرتفع قبل ان يجيب المتصل بجمود يظل يستمع الى طرف الاخر بحاجبين منعقدين بشدة ثم تنفرج ملامحه فجاءة يهتف بشراسة
= يا اهلا خليه يدخل ولوحده محدش منكم يجى معاه
اغلق الهاتف ينظر امامه بتفكير لتقترب منه زينة تساله بحذر
= مين اللى جه يا رائف
التفت اليها ببطء ينظر لها عدة ثوانى بشرود ثم يحدثها قائلة بحزم
= زينة اطلعى اوضتك دلوقت وبعدين نتكلم.

ظهر التردد فوق وجهها تفتح فمها تساله عما يحدث لكن دوى صوت جرس الباب يعلن بوصول الضيف ترى رائف يتحرك باتجاه الباب سريعا هو يهتف بها بغضب
= قلت اطلعى اوضتك واسمعى الكلام
دوى صوت الجرس مرة اخرى ولكن لم يتوقف من بعدها ليسرع رائف فى خطواته حتى وصل الى الباب يفتحه بعنف يقف ناظرا الى الزائر باستخفاف قائلا بسخرية
= اهلا فريد بيه وحشتنا طلتك البهية.

لم يعير فريد سخريته اهتمام يتقدم الى الداخل متجاوزا رائف الى الداخل بعنف يبحث بعينيه فيما حوله هاتفا بعصيبة
= هى فين بنت، خبتها فين
فوقعت عينيه عليها جالسة تتابع تقدمه منها برعب وخوف حقيقيان تصرخ بألم حين قبضت يديه فوق خصلات شعرها يجرها منها ناحية الباب مرة اخرى صارخا بجنون
= جاية تستخبى عنده يابنت، دانا هخلص عليكى النهاردة بأديا دى انا يتعمل معايا كده.

استمر بسحبها بعنف حتى وصل بها امام رائف المراقب بصمت لتصرخ سهيلة تستنجد به ان ينقذها من بين قبضته لكن اسرع فريد يجذبها من شعرها يرفع وجهها اليه صارخا بحقد وهو يخرج سلاحه من داخل جيبه يشهره فى وجه رائف قائلا
= بستنجدى بمين دانا اقتله مكانه لو حاول ولا فكر بس يمنعنى
ارتسمت ابتسامة شرسة فوق شفتى رائف يتقدم منه ببطء قائلا بسخرية.

= تعرف انى كنت هسيبك تطلع بيها منها بمزاجى بس بعد اللى عملته وقولته ده ملكش عندى غير حاجة واحدة.

فجاءة قبض بعنف فوق يد فريد الممسكة بالسلاح يلويها خلفه ظهره بعنف صرخ على اثره فريد الما تتراخى قبضته الممسكة بشعر سهيلة والتى انتهزت الفرصة تجرى فى اتجاه زينة ترتمى فى احضانها وهى تبكى بهسترية خفق لها قلب زينة شفقة لكنها كانت اكثر اهتماما وقلقا وهى تتابع ما يفعله رائف والذى اخذ بالضغط فوق ذراع فريد الملتوى حتى ركع ارضا يسقط من يده السلاح متألما قائلا لرائف الواقف خلفه متصلبا.
= بقى كده يابن الحديدى وحياة كل اللى فات ماهعدهالك وافتكر كلامى ده كويس
انحنى رائف اليه مقتربا من وجهه يهمس بفحيح
= وانا مستنى تفرجنى تعمل ايه وعلشان كده هسيبك تخرج على رجلك من هنا بس مترجعش تعيط بعدين وتقول اى
وبالفعل تراجع رائف الى الخلف تاركا له تماما
فظل فريد راكعا منحنى الرأس عدة لحظات نهض بعدها واقفا يعدل من وضع ملابسه قبل ان يلتفت الى رائف قائلا بفحيح.

= اتفقنا يابن الحديدى والجدع اللى ميقولش اى وان كان على الخاينة بنت، دى خلهالك مبقتش تلزمنى اشبع بيها وبكرة تبيعك زاى ما عملتها قبل كده
التفت باتجاه الباب مغادرا ليدوى صوت زينة تصرخ بعصبية
= انت هتسيبه يمشى يا رائف اطلبله البوليس يجى ياخده حالا
صرخ بها رائف بها غاضبا
= قلتلك ملكيش دخل بلى بيحصل واطلعى حالا على اوضتك.

وصل الى مسمعيه صوت فريد ملئ بالتحدى فيلتفت سريعا بعنف باتجاهه يراه وقد توقف مكانه ينظر الى زينة برغبة وشهوانية قبل ان يقول له
= حلوة عروستك يابن الحديدى بس ابقى خلى بالك منها لتطير زاى اللى قبلها.

لتدوى ضحكته الساخرة فى ارجاء المكان قبل ان يلتفت مرة اخرى يغادرا سريعا ليل رائف واقفا مكانه بجمود يتابعه بعينيه المشتعلة بنيران غضبه وغيرته ثم يلتفت الى زينة والتى ما ان رات حالته هذا حتى اخذت بالتراجع الى الخلف حين بدء بتقدم اليها يهمس ضاغطا فوق كل حرف يخرج من شفتيه بوحشية
= انتى مش هتسمعى الكلام ابدا عندك ده ملهوش اخر ولا نهاية.

توقف امامها يجذبها من ذراعها اليه حتى اصطدمت بجسده بقسوة يصرخ بها بعنف جعلها ترتعش بين يديه ناسية المها المتزايد من ضغطه فوق ذراعها
= تطلعى حالا على اوضتك ومش عاوز اشوف وشك غير بكرة الصبح فاهمة.

وقفت مكانها لا تقوى على الحركة تشعر بكل جسدها متجمد من اثر رعبها من حالته هذه لكنها اسرعت تهز راسها بالايجاب حين صرخ بها مرة اخرى مطالبا بردها لتتركها قبضته ببطء فتسرع فى اتجاه الدرج تصعده سريعا برعب وخشية تتابعها نظراته باهتمام غاضب.

اقتربت منه سهيلة الوافقة بصمت تتابع ما يحدث باهتمام وعبوس تسرع برسم الالم والانكسار فوق وجهها وهى تقترب منه تراه مازال واقفا يتابع بعينه اثر تلك الفتاة حتى بعد اختفاءها عن انظاره فتهمس له بصوت اجش حاولت رسم الالم والضعف فيه تضع يدها فوق كفه المستندة فوق حاجز الدرج
= انا اسفة يا رائف على كل اللى حصل بسببى بس صدقنى فريد عمره ما هيرتاح الا لما يخلص عليا ارجوك يا رائف متسبنيش ليه.

اسرعت تبكى بخوف تتشبث اكثر بكفه
= انا حاولت اكفر عن ذنبى زمان معاك بلى عملته ومكنتش مستنية منك ابدا اى مقابل بس وحياة اى حاجة حلوة كانت بينا زمان بلاش ترمينى ليه يموتنى
زفر رائف بحدة يحفض راسه الى يده المتشبثة به بعنف يجذبها منها بحدة قبل ان يصرخ مناديا لمدبرة المنزل تحت انظار سهيلة المترقبة قراره بخوف ترى تلك المدعوة عزة تقترب بلهفة وارتبارك من مكانهم تلهث بالايجاب ليحدثها رائف بجمود.

= جهزى لسهيلة هانم اوضة وشوفى ليها اى هدوم تنفع تلبسها لحد بكرة الصبح
ثم تحرك مغادرا فى اتجاه احدى الغرف يصفع بابها خلف بعنف تاركة خلف سهيلة تبتسم بانتصار خفى وهى تدرك بنجاح خطوتها الاول
فى حربها لاستراجعه اليها مرة اخرى تقسم على نجاحها مهما كان الثمن فى المقابل.

دقة الساعة المعلقة مقابل فراشها تعلن عن مننتصف الليل وهى مازالت جالسة مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تستند عليها بذقنها بعد ان جفت عينيها من دموعها الذى ذرفتها كثيرا من بعد توبيخه العنيف لها صعودها الى غرفتها تجلس هكذا لا تتحرك من مكانها حتى عندما حضرت عزة تحمل معها صنينة محملة بعشائها تنظر لها بشفقة تحدثها برقة ان تتناول طعامها عندما قابلها الصمت من جهة زينة حاولت مرة اخرى قائلة بلين ان رائف هى من امر بذلك رغم انه لم يتناول عشائه ه الاخر حتى الان.

فلتفتت اليها زينة بلهفة تكاد ان تسالها عن سبب ذلك لكنها تراجعت فورا تنظر امامها بجمود لتزفر عزة بقلة حيلة تنحنى لتضع الصنية فوق المنضدة لكن يأتى رفض زينة القاطع ليوقفها تخبرها ان تاخذها معها وان لارغبة لها بالطعام ثم تعود الى وضعها السابق تنظرامامها بجمود وها هى تجلس منذ اكثر من ساعتين على هذا الحال حتى سمعت صوت طرقة خافتة فوق الباب فهتفت بحزن ظنا منها انها عزة وقد حضرت اليها مرة اخرى = لو سمحتى يا مدام عزة تمشى وتسبينى انا عاوزة انام.
تحفزت بتوتر وهى تسمع صوت الباب يفتح ببطء تراه هو من يقف على عتبته بجسده الطويل يكاد ان تلامس راسه اطاره يرتدى احدى قمصانه البيتية اسود اللون وبنطلون قطنى رمادى يقف لحظات يراقبها بوجه ثابت ثم يتقدم منها ببطء وهدوء فاخذت تراقبه هى بتوجس جميع عضلاتها فى حالة تأهب استعداد للقفز هربا ان حاول مرة اخرى تعنيفها الامساك بها مرة اخرى لكنها وجدته يسألها بجمود.

= عزة بتقول انك مش عاوزة تتعشى ايه هتعاندى فى الاكل كمان
لم ترد عليه بل اخذت تقطم شفتيها بتوتر تلتفت بوجهها الناحية الاخرى فيتنهد رائف باستسلام قائلا بهدوء
= طيب حيث كده
صرخت بمفاجئة حين وجدت ذراعه تلتف اسفل ركبتها تجذبها ناحيته فيجعلها تستلقى نائمة فى الفراش ثم يصعد سريعا ليستلقى بجوارها هو الاخر يضع راسه فوق صدرها يلف ذراعيه من الجانبين حولها حصرها يضمها هامسا لها بتعب حين اخذت فى مقاومته.

= سبينى انام وحياتى عندك يا زينة وبكرة ازعلى منى زاى مانتى عاوزة واعملى فيا اللى يرضيكى بس سبينى انام دلوقت.

تجمدت زينة تشعر بقلبها يرق له خاصا حين لاحظت تعبه ويأسه فى حديثه معها لذلك توقفت عن مقاومته فورا ليزيد هو من احتضانه لها يضع احدى قدميه فوق قدميها يلفها بجسده كله يغمض عينيه بارهاق دون ان يضيف كلمة واحدة وما ان مرت ثوانى حتى سمعت صوت انفاسه المنتظمة تتعالى ببطء فادركت انه قد ذهب فى النوم سريعا بالفعل كمن كان يحتاج حقا الى احتضانها بين ذراعيه حتى يستطيع النوم.

فابتسمت بحنو ترفع يدها برفق تلامس راسه المستريح فوق صدرها وخصلات شعره المتناثرة فوق جبهته تبعدها باناملها برقة عن وجهه تراقبه بحنان وحب حتى اخذها سلطان النوم هى الاخرى سريعا تشعر بالدفء يلفها من حرارة جسده المتلف حولها بحماية.

اخذ فريد يحطم فى محتويات الشقة يصرخ بغضب وهيجان كمن اصابته لوثة جنون بينما تقف سوزان فى احدى الاركان ترتجف برعب تلعن نفسها لموافقتها ان تأتى اليه حين طلبها رغم حالة الهياج التى كان عليها اثناء حديثه معها فى الهاتف
مرت عدة دقائق شعرت بها كالسنين حتى هده التعب فجلس ارضا ينهت بعنف وجسده يتصبب عرقا ينظر امامه بعينين زائغةالنظرات.

فتحركت من مكانها تتقدم منه بحذر وخطوات مرتعشة تجلس بجواره ببطء حذر تساله
= ايه اللى حصل يا فريد عرفنى ايه اللى وصلك لكده
التفت اليها بعينين تشتغل بنيران جنونه التى قد تحرق الاخضر واليابس يسالها بعنف هستيرى.

= عاوزة تعرفى حصل ايه؟قولك ابن الحديدى بعد كل السنين دى عرف ياخد حقه منى النهاردة تالت ومتلت يا سوزان عرف يردلى القلم والمصيبة انه حتى متعبش ولا اتحرك من مكانه وكله تنفذله وهو زاى البرنس حاطط رجل على رجل
لينهض فجاءة واقف يدور فى ارجاء الغرفة المحطمة يشد شعره صارخا بجنون
= وكله بسبب بنت، دى كله بسببها
التفت الى سوزان الجالسة ارضا تتابع حالته برعب وخشية وهى تراه يكمل هاتفا بغل وعينين تتراقص جنونا.

= لااا بس وحياتك ما يحصل ولازم اعرفه من هو فريد ويقدر يعمل ايه ودفعته تمن اللى عمله فيا النهاردة غالى مبقاش انا فريد شكرى
جلست سوزان تتابع حالة الجنون التى تراه عليها وتمنت فى تلك اللحظة لو انها لم تطلب مساعدته ابدا فتقع فى وسط تلك الحرب الدائرة تشعر ان الامور اصبحت خارج السيطرة وان الامر تعدى امر الوصية وشروطها بمراحل.
نزلت الدرج صباحا تقدم قدم وتأخر اخرى لا تدرى كيف ستقوم باستقباله صباحا وهل تظل على غضبها منه او تنسى ماحدث خاصا وانها تعلم انها اخطئت امس لكنه خطأ لايستحق منه كل هذا التعنيف امام الجميع
ابتسمت رغما عنها وهى تتذكر ماحدث امس منه واحتضانه لها طوال الليل دون ان يتركها
لحظة واحدة لكن ما يقلقها انها عنداستيقاظها.

صباحا فلم تجده بجوارها كما كانت تتوقع وتأمل فادركت انه مازال غاضبا منها لذا دخلت الى غرفة الطعام تسير بخطوات
مترددة...
فى الوقت ذاته كانت سهيلة تجلس فى المقعد المجاور لرائف تحدثه برجاء بينما هو يجلس بتصلب تحيط يديه بفنجان قهوته ينظر اليه بوجوم
= صدقنى يارائف انا عمرى ما حبيت حد غيرك مش قادر تصدقنى ليه.

التفت اليها رائف بعنف عينيه تنطق برايه فيما تقول دون ان ينطق به لكن لم يوقفها هذا بل اسرعت ترسم الاسى والدموع فى عينيها قائلة
= عارفة انه ليك حق متصدقش كلامى بس ادينى فرصة اعرفك اللى حصل ايامها ووقتها
انا حاولت اشرحلك اكتر من مرة بس انت مش عاوز تسمعنى
رائف بفحيح وعنف تضيق عينيه فوقها
= ايه اللى جد يخليكى تفتكرى انى هسمعلك دلوقت اه يكون مثلا لانك بعتى فريدوسلمتيه ليا.

رسمت الالم فوق وجهها كما لو تحطمت من كلماته لها تهمس بضعف
= كده يا رائف بتقولى كده بعد اللى عملته علشانك انا كنت عارفة ان لو فريد عرف ان انا اللى عملت كده هيموتنى ومهمنيش غير انى احذرك حتى لو كانت حياتى التمن
زفر رائف بحدة محاولا النهوض ينزع يده من بين اناملها لكنها تشبثت بها بقوة قائلة بلهفة واستعطاف.

= ارجوك يا رائف ادينى فرصة واحدة اسمعنى فيها وصدقنى بعدها انا هرضى باى حكم منك و اى كلام انت هتقوله بعدها.

هنا دخلت زينة تلقى بتحية الصباح بهدوء غافلة عن الجو المتوتر داخل الغرفة فاسرعت سهيلة بالاعتدال فى مقعدها تنظر امامها بارتباك تجيب بتحيتها اما رائف فلم يتغير شيئ فى تعبيرات وجهه الجامدة بل رفع فنجانه يرتشف منه بهدوء دون ان يجيبها ثم نهض واقفا يتجه ناحية الباب مارا بها قائلا دون ان يتوقف او حتى يلتفت لها
= مستنيكى فى العربية.

حاولت زينة ايقافه لكن كان قد خرج من الغرفة بخطواته السريعة لتناديه بقوة فتوقف مكانه لكن دون ان يلتفت لها
لم تدرى ماذا تقول ماالذى حدث ليجعله على هذه الحال لذا قالت بصوت ضعيف
= ممكن تخلينى هنا النهاردة علشان سهيلة متكنش لوحدها فى البيت
التفت اليها بوجه متصلب وعينين غاضبة يهم برد لاذع عليها علمت به قبل نطقه له لكن لصدمتها تغير كل هذا فورا بعد زفر بقوة قائلا بلا اكتراث.
= اعملى اللى يريحك انا هكون فى الشركة طول اليوم وهرجع متاخر
تحرك مغادرا دون ان يضيف حرف اخر فوقفت تتابعه بحيرة وقلق حتى اختفى عن انظارها حتى حدثتها سهيلة برقة تدعى التعاطف معها
= متزعليش ياحبيبتى انتى عارفة بعد كل اللى حصل اكيد اعصابنا كلنا مشدودة
ثم زفرت بأسف قائلة بندم حاولت رسمه جيدا على ملامحها.

= انا اسفة يا زينة انى جيت ولخبطت الدنيا ليكم بس غصب عنى ملقتش حل ادامى غير رائف ولا زاى ما شوفتى فريد واللى ممكن فيا لو وجود رائف
وقفت زينة تتابع حديثها تظهرفوق ملامحها الشفقة والتعاطف كلما استمرت سهيلة فى حديثها لتهتف بها فور انتهائها تؤكد
= لااا ابدا متقوليش كده انتى فى بيتك واكيد رائف مش هسيبك ابدا خصوصا بعد اللى عملتيه علشانه
اسرعت سهيلة ترتمى عليها تقبلها من وجنتيها
تهتف بسعادة وامتنان.

= شكرا يا حبيبتى بجد مش عارفة اقولك ايه
ابتسمت زينة لها قائلة
= متقوليش حاجة ابدا وتعالى يلا بينا نفطر سوا
هزت سهيلة راسها تترك زينة تتقدمها الى داخل الغرفة تتابعها بابتسامة صفراء وعينين تلتمع غلا وحقد قبل ان تلحق بها.

فتح الباب الخارجى يدلف الى الداخل فيرى جميع الاضواء مغلقة فيتقدم بحذر وخطوات هادئة يعلم من الحالة الهدوء السائدة فى المكان ان الجميع قد خلد الى النوم فشعر بالاحباط يتسلل اليه فينهر نفسه بقسوة هامسا
= ايه كنت مستني تكون سهرانة مستنياك بعد اللى عملته معاها النهاردة.

ليزفر بحنق حين تذكر معاملته وحديثه الجاف معها صباحا عندما حاولت التحدث معه والاطمئنان عليه بصوتها الرقيق الذى ما ان وصل الى مسامعه حتى شعر بالحرارة تسرى فى جميع عروقه متمنيا لو كانت امامه الان ليدسها بين ضلوعه يحتضنها اليه بقوة لكن اتى صوت عقله لينهر على شعوره هذا يذكره بقسوة بما حدث امس ولحظة ضعفه وعدم قدرته على النوم بعيدا عنها وهو يعلم انها لاتبعد عنه الا خطوات قليلة فيظل يتقلب طوال ساعتين فوق فراشه كانه اصبح من جمر حتى استسلم اخيرا لهوى نفسه بذهابه اليها يطلب لااا لم يكن طلبا بل استعطاف بان تسمح له بالنوم بجوارها ومان لامس جسده جسدها الدافئ حتى تحرر وقتهل من كل غضبه وحنقه البالغ من كلمات ذلك الحيوان ونظراته اليها والتى سلبته الراحة كلما اتت الى افكاره فيغرق سريعا فى النوم عميق لم يفق من الا فى ساعات الصباح الاولى يرى نفسه وقد غلفها بين ذراعيه بحماية وحنان يمر الوقت به لاهو بقادر على ابعادها عنه او النهوض من جوارها الى فراشه يعلم بانها اصبحت شيئ ضرورى ومهم فى حياته لينهر نفسه بقسوة حين وصل تفكيره الى هذا الامر يخبرها بقسوة وحزم انه لا يريدها ان تتسلل اليه لايريد ان يجعل منها شيئ هام فى حياته يكفيه ما حدث يوم ان سمح لامرأةان تسلل لقلبه ومشاعره لتبعث فيها فسادا قبل ان تطعنه فى ظهره بمخالب خيانتها.

كما لو كانت افكاره قد اتى بها امامه يراها تجلس فى احدى الزوايا نهضت واقفة مان ان رايته واقفا تتدلل فى خطواتها متجهه اليه تتابعها عينه باقتضاب حتى وقفت امامه تسأله برقة
= اتاخرت ليه قلقتنى عليك انا مرضيتش انام قبل ما تيجى
التوت شفتى رائف بامتعاض قائلا بنزق
=انتى مش مراتى يا سهيلة علشان تسالينى اتاخرت ليه وعلشان ايه وبعدين محدش قالك استنينى
التوت شفتيها بسخرية قائلة بمكر.

= مانا لما لقيت مراتك طلعت نامت من بدرى قلت استناك انا وهو كمان علشان نكمل كلامنا
رائف ساخر هو الاخر يسألها ببرود
= اللى هو ايه بالظبط ليكمل بتهكم اااه كلامك عن تضحيتك العظيمة علشانى
رفعت سهيلة عينيها الممتلئة بدموعها تهمس بالم
= ايوه يا رائف تضحية مستعدة اعملها تانى وتالت بس انت تعيش سعيد ولا تتأذى فى يوم بسببى
عقد رائف حاجبيه باستهجان يسألها بصرامة.

= انتى بتتكلمى عن ايه؟ لو تقصدى اللى حصل من يومين اعتقد انى رديت الدين لماخدتك تحت حمايتى يبقى تضحية ايه...
رفعت سهيله اناملها تضعها فوق شفتيه تهمس بحزن ودموعها تغرق وجنتيها
= لااا. عاوز تعرف يا رائف تضحية ايه انا بتكلم عن عمرى اللى ضحيت بيه وعشت مع واخد ما بحبهوش ولا عمرى حبيته علشان فيوم مكنش السبب فى اذاك
ابتعد رائف عنها بنفور يهتف
=عمرك اللى بعتيه علشانى ولا علشان فريد.
وفلوسه يهتف بضجر انتى جايه بعد العمر ده كله تكدبى كدبة هبلة زاى دى
اسرعت سهيلة تقترب منه تهتف بضعف
= لاا هى دى الحقيقة فريد وقتها هددنى بيك لاما اتجوزك وافهمك انى سيبتك فى اكتر وقت كنت محتاجنى فيه لاما هيلفقلك مصيبة يدخلك بها السجن زاى ما عملها قبل كده لو تدخل والدك وقتها علشان كده طلبت منك ترجع لوالدك وتكون تحت حمايته كنت فاكرة ان بكده هقدر احميك منه لس انت فهمت ده على انه تهديد منى بقطع علاقتنا.

اتسعت عينى رائف بعدم التصديق يحدق بها بصدمة قبل ان يهز راسه برفض قائلا بقسوة
= مجتيش وقتها تقوليلى ليه كنت بكل بساطة قدرت انا اتصرف معاه
تحركت سهيلة لتجلس فوق الاريكة تضم نفسها وهى تخفض راسها قائلة بحسرة
= وقتها كنت لسه خارج من المصيبة اللى قدر
يوقعك فيها وبدأت تقف على رجليك من تانى مقدرتش اشوف كل ده بتهد يكون بسببى انا مقدرتش يارائف صدقنى.

اخذت تبكى بعنف ترتجف امام عينيه فحاول الاقتراب منها مواسيا لكنه تراجع مرة اخرى ينظر اليها بجمود للحظات قبل ان يسرع بالمغادرة بخطوات سريعة يصعد الدرج كل درجتين معا تتابعه هى وتراه فى حالته المتخبطة تلك ليتبدل حال وجهها فورا تتراجع الى ظهر الاريكة براحة وهى تبتسم بخبث تدرك انها تسير بخطوات ناجحة ولن يمر وقت طويلا حتى يعود اليها مرة اخرى خاضعا لها ولحبها.

جلست فى انتظاره بقلق تسرع لاستلقاء فوق الفراش تتصنع النوم لحظة ان سمعت سيارته وعلمت بعودته لا تريده ان يأتى فيراها تجلس فى انتظاره كما حدث ليلة امس فهى غاضبة وبشدة منه منذ محادثتهم السابقة فى الهاتف وطريقة الجافة معاها فى الحديث لذا لن تسامحه بسهولة هذه المرة بل سوف ت...
لكن مهلا لما لم يأتى اليها حتى الان وقد مر اكثر من ساعة على حضوره تنتظره بفروغ الصبر
رفزت بعنف تلقى بالغطاء جالسة تهتف بحنق.

= براحته وانا ايه يضايقنى وبعدين تلاقيه جاى تعبان من الشغل ولا حاجة
توفقت عن الحديث بغتة تتسع عينيها بخوف قبل ان تنهض سريعا هاتفة بقلق
= زاى غاب ده عن بالى ممكن يكون فعلا تعبان وخصوصا بعد كل اللى حصل امبارح
اسرعت فى اتجاه الباب لكن قبل ان تمد يدها تفتحه توقفت بارتباك تلوك شفتيها بتوتر تحدث نفسها
= طيب افرضى مش تعبان ولا حاجةوكسفنى وقالى ايه اللى جابك هنا.

هزت كتفيها بعدم اكتراث تمد يدها الى مقبض الباب تديره قائلة
ساعتها هكون اتاكدت انه قليل الذوق وارجع ازعل منه تانى.

فتحت الباب ببطء تنظر فى كلا الاتجاهين قبل ان تعبر الممر الى الغرفة المقابلة لها تدق بابها برفق لكنها لم تجد استجابة لتطرق ثانية ولكن هذه المرة بقوة اكبر لتأتيها اجابة مخنوقة من الداخل بصوته لتدلف سريعا الى الداخل قبل ان تغير رائيها ما ان دخلت الى الغرفة المظلمة الا من ضوء بسيط اتى من النافذة المفتوحة على مصراعيها تحاول عينيها الاعتياد على الضوء الضغيف بالغرفة تبحث عينيها عنه حتى وقع بصرها عليه مستلقى بعرض الفراش على بطنه جسده عاريا الا من منشفة يلفها حول خصره فشعرت بالارتباك والتوتر يغلفها ترغب فى المغادرة مرة اخرى سريعا لكنها حاولت الثبات تقترب منه بهدوء تهمس باسمه لكن لا استجابة ولو بسيطة منه لتقترب اكثر حتى اصبحت تلامس قدميه الملامسة لارض تنحنى فوقه تهمس باسمه ولكن هذه المرة بقلق لكن هذه المره التفت اليها بكامل جسده يرتفع عن الفراش مستندا فوق مرفقيه يسألها بعنف.

= عاوزة ايه يا زينة جايه هنا ليه فى وقت زاى ده؟
تراجعت بحدة مبتعدة الى الوراء تتلعثم فى كلمات خرجت من فمها بصعوبة
= انا، اسفة انا بس، كنت قلقانة عليك
انحنى الى الامام يشعل الضوء بجوار الفراش قبل ان يلتفت اليها مرة اخرى تمر عينيه فوقها ببطء يراها بتلك البيجاما الطفولية برسومتها المضحكة ترتسم فى عينيه نظرة غامضة حارقة قبل ان يبتسم ساخراوهو يخرج صوتا مستهزءا من فمه قائلا.

= وانت كمان قلقانة عليا؟ لااا بجد كتر خيركم
نهض من الفراش يتجه الى النافذة يقف امامها يتنفس بعمق وجهه محتقن بشدة فلم تشعر غير وهى تقترب منه بهدوء تضع يدها على ظهره تلامسه برقة وهى تسأله بقلق لم تستطيع السيطرة عليه وهى تراه فى حالته تلك
= مالك يا رائف؟ لو تعبان اطلبلك الدكتو...
ابتعد عن مجال يدها بعنف كمن لدغته افعى يصرخ بها
= انا مش تعبان ولا فيا حاجة واتفضلى ارجعى اوضتك واياكى تجى هنا تانى فاهمة.
تراجعت عنه بعنف وخطوات متعثرة كادت ان تسقطها ارضا قائلة بألم وندم
=انا اسفة. بجد صدقنى مش هتكرر تانى.

ثم التفتت تجرى باتجاه الباب تتعثر فى خطواتها تفتحه بتخبط ثم تغلقه خلفها بقوة ليتحرك من مكانه خطواتين محاولا اللحاق بها لكنه توقف يشد على قبضتيه بعنف وغضب لم يجد متنفس له سوى احدى المزهريات الموضوعة فوق الطاولة امامه ليلتقطها بحدةيلقى بها بعضب وعنف يتعالى صدره بانفاسه المتسارعة بوحشية يلعن بشراسة وهو يمرر اصابعه فى شعره شادا عليه بقسوة وعنف.
تسللت صباحا تنزل الدرج سريعا تنوى المغادرة قبل استيقاظ احد ترتدى احدى بذلات العمل سوداء اللون تضع نظارتها الشمسية تدارى خلفهم عينيها الحمراء المنتفحة من اثر سهادها وبكائها طوال الليل وهى تشعر بالالم والاذلال كلما تذكرت ماحدث منه.

حتى قررت التوقف عن البكاء والشقفة على النفس تجلس فى انتظار اول خيوط الصباح فتسرع فى ارتداء ملابسها تستعد لذهاب الى العمل تحدث نفسها ان لا شيئ تغير بينهم فستظل هى عاملة لديه وهو صاحب العمل ولاوجود بعد الان لاحلام اليقظة والروايات فى حياتها يكفيها ماحدث لذا هى الان فى طريقها الى عملها كما كانت تفعل طوال الايام الماضية قبل لقائه وربط حياتها به تمر من امام ذلك الحارس المتوقف امام البوابة قائلة بصوت متعب.

=افتح البوابة لوسمحت
ظهر التردد فوق وجه الحارس للحظة فظنت انه سيقوم برفض طلبها لكنه ولدهشتها اسرع بالاستجابة لها سريعا فابتسمت خفية فمن الواضح انه اصدر اوامره بعدم دخول اى احد الا بأذنه وغافلا عن اصدر امر اخر
بالعكس لذا فور ان فتح الحارس الباب لها اسرعت فى خطواتها مغادرة دون لحظة تردد او تباطأ واحدة تسرع بركوب اول سيارة اجرة قابلتها لتصل الشركة فى وقت قياسى.

تدخل الى الشركة تلقى بتحية صباح متعبة الى الحارس المراقبة لدخولها بدهشة ونظرات مهتمة لم تعيرها اهتماما تتقدم الى مكتب الاستقبال تجد مها هناك تستعد ليوم عمل لكن ما ان لاحظت اقترابها بخطواتها الضعيفة المتخاذلة حتى تركت ما بيدها تلتف حول طاولة الاستقبال لملاقاتها فتسرع زينة تلقى بنفسها بين ذراعيها تبكى بحرقة كما لوكان قرارها بعدم البكاء لم يكن ابدا فاسرعت مها تضمها بين ذراعيها وهى تسألها بقلق وتوتر.

=فى ايه زينة؟ بتعيطى كده ليه فهمينى.

اخذت شهقات زينة بتعالى حتى تصبحت هسترية فلم تجد مها حلا سوى ان تقف تضمها اليها بحنان فى انتظار ان تتمالك نفسها يتملكها القلق والخوف عليها فظلا على هذا الحال حتى شعرت زينة بجفاف عينيها كما لو كانت لم يعد بها المزيد من الدموع تستطيع ذرفها بعد الان تشعر بالامان بين احضان مها والتى اخذت بالهمس لها بكلمات مطمئنة مواسية حتى استطاعت اخيرا تمالك نفسها تبتعد عنها تحاول التظاهر بالتماسك لكن لم تمهلها مها الفرصة واخذتها من يديها تتجه بها الى المعقد خلف طاول الاستقبال تجلسها بىفق ثم تجلس امامها تمر بينهم عدة لحظات صمت متوترة كانت خلالها زينة تخفض راسها تتنهد بضعف من اثر بكائها لتسالها مهابرفق بعد حين تمسك بكفها الباردة بين يديها مواسية.

= هديتى دلوقت؟ احكيلى وفهمينى ايه حصل؟
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة قبل ان تقول بصوت متحشرج
=محصلش حاجة؟
مها بصوت متوتر تهتف باسمها بتحذير
=زينة مش هتضحكى عليا بكلمتين زاى دول فى ايه انطقى
ابتسمت زينة بضعف تهمس بحزن
=صدقينى يا مها محصلش حاجة
عقدت مها حاجبيها بقلق قائلة باقتضاب
= يعنى ايه كلامك ده اومال عاملة فى نفسك كده ليه
هتفت زينة بصوت مختنق بالبكاء.
= علشان زاى ما قلتلك يا مها محصلش حاجة وكل كلامنا كان احلام بنات احلام وامانى بنت فقيرة صدقت ان ممكن فعلا تحب وتتحب من صاحب الشركة الغنى الشهم اللى حماها من الاشرار بس طلعت كل حاجة وهم وبتضحك على نفسها
ثم انفجرت ثانيا فى البكاء لكن تلك المرة بمرارة تقطع لها قلب مها الجالسة لاتدرى كيف تستطيع التهون عنها تسألها بصوت متعاطف
= افهم من كلامك انه رفض حبك ليلة ما كنا معاكم.

هزت زينة راسها بالنفى قعدت مها حاجبيها تهتف بفروغ صبر
=اومال ايه اللى حصل يا زينة فهمينى متسبينش كده
ابتلعت زينة لعابها قبل ان تبدء فى قص كل ما حدث على مها بداية من ليلة سهرتهم انتهاءا بما حدث ليلة امس حتى انتهت لتظل مها صامتة ترتسم فوق وجهها علامات التفكير قبل ان تسألها
=وسهيلة دى ايه علاقتها برائف
هزت زينة كتفها كأجابة عن عدم معرفتها لتهتف مها بحنق
= طيب وانتى مسالتيش ليه دى مين وحكايتها ايه ليه.

غصت زينة بالبكاء مرة اخرى تهتف
=محلقتش اسال عن حاجة زاى ما قلتلك حاله اتقلب معايا ومدنيش فرصة لاى حاجة
رفعت مها احدى حاجبيها تهمس بتفكير
=مش عارفة ليه قلبى حاسس ان سهيلة دى هى السبب
اسرعت زينة تهز راسها بالنفى قائلة بصوت اجش
= لا خالص دول عاملين زاى القط والفار وممكنش عاوزها فى الفيلا لولا انى طلبت منه ده
تراجعت مها فى مقعدها تهتف بحيرة.

= اومال يعنى ايه اللى حصل وقلب حاله معاكى كده مش معقول كل ده سببه انك اتكلمتى لما فريد ده كان موجود وبعدين انتى بتقولى انه طلع بات ليلتها فى اوضتك يبقى ايه حصل من بعدها
تحشرج صوت زينة تخفض راسها تجيبها بألم
=اللى حصل انه فكر كويس ولقى نفسه مينفعش تورط مع زينة السكرتيرة اللى مش ممكن تكون زوجة بجد ليه فحب يوصلها الرسالة بده حتى ولو بطريقة صعبة شوية.

زفرت مها بحزن لا تجد ما تخبرها به لتهوين عنها تسألها برفق
=طيب ونويتى تعملى ايه
مسحت زينة عينيها وانفها بشدة قائلة باقتضاب
=هعمل ايه يعنى زاى مانا هفضل زينة السكرتيرة لاكتر ولا اقل لحد ما اشوف اخرتها ايه
نهضت مها من مقعدها تمسك بها تنهضها معها تحتضنها بحنان قائلة لها برقة
= صدقينى هو اللى خسران يا زينة مش انتى.
التوت شفتى زينة بابتسامة متهكمة حزينة تغمض عينيها لتسيل دموعها بصمت تشعر بالالام قلبها تتزايد صارخة بداخلها ولا تستطيع فعل شيئ لايقافها.

اخذت شاهى ومنذ حضورها صباحا تنظر باتجاه زينة بفضول من الحين لاخر تلاحظ حالة الشرود والوجوم التى عليها تراها بها منذ ان حضرت صباحا تجدهاجالسة على هذا الحال مايثير ا هتمامها وتساؤلها اكثر انه لم يحضر معاها صباحا فارتسمت ضحكة خبيثة فوق شفتيها فرحة بوقوع اول شجار بينهم وهاهى ترى بوادره امامها.

اسرعت بالاعتدال فى مكانها سريعا حين رات رائف يدلف سريعا الى الداخل يرتسم الغضب الممتزج بالقلق فوق ملامحه يتوقف امام مكتب زينة ينظر اليها عدة لحظات صامتا لكنها لم ترفع وجهها اليه بل جلست مكانها تنظر امامها بجمود ليهتف بها بصوت عاصف
=مش هتبطلى شغل العيال بتاعك ده ازاى تخرجى من غير اذنى وتيجى هنا لوحدك.

لم تهتز عضلة واحدة فى وجهها تدل على تأثرها بثورة غضبه هذه ليزفر رائف بحدة قبل ان يقبض فوق معصمها بقوة يجذبها من مكانها خلفه لا يعير لمقاومتها وصراخها عليه ادنى اهتمام يتجه بها ناحية مكتبه يهتف بشاهى الجالسة تتابع مايحدث بعيون متسعة بذهول واهتمام
=شاهى الغى اى حاجة ومدخليش حد عليا ابدا
هزت شاهى راسها ببطء تراه يدلف الى مكتبه جاذبا لزينة بعنف خلفه يغلق الباب بقوة ارتجت لها ارجاء المكان.

وقفا فى وسط الغرفة ينظر كل واحد منهم الى الاخر بتحدى لعدة دقائق قبل يتقدم منها بخطوات بطيئة تراجعت هى امامها بخوف لكنها اسرعت بنهر نفسها على خوفها منه تقف ثابتة فى مكانها تنظر اليه بتحدى وعيون ثابتة حتى وقف امامها لا يفصل بينهم سوى انش واحد تشعر بحرارة جسده وانفاسه الغاضبة تصل اليها فوقفت تنتظر بقلق حاولت اخفاءه خطوته القادمة لتحبس انفاسها حين انحنى عليها فجاءة يهمس امام وجهها بفحيح.

=ايه اللى عمليته ده؟ تعرفى انه بسببك كل
طقم حراسة الفيلا اطرد
حاولت التحدث تنفى عنهم اى ذنب لكنه لم يمهلها بل اسرع يكمل بغضب وتوتر مكبوت يشع من كل عضلة فى جسده
=بس ده يهم عيلة زايك فى ايه مفيش فى دماغها حاجة ولا حد غير نفسها ومش مهم اى قلق هتعمله لغيرها.

وقفت تستمع الى اتهاماته بعيون مصدومة لم تستطيع الصمت عليها طويلا لتهتف به بغضب مماثل تقترب هى منه تلك الخطوة الفاصلة بينهم ترفع وجهها اليه تكاد لا تصل الى ذقنه الا ان هذا لم يوقفها
=انا مش عيلة يا رائف بيه ولا كل يوم بحال وقرار زاى ناس تانية وبعدين تطردهم ليه وهما بينفذوا اوامرك بمنع اى حد يدخل مش يخرج.

وقفا ينظران بتحدى وغضب الى بعضهم للحظات مرت كدهر عليها لكنها لم تقبل الهزيمة امامه بل ظلت ثابتة مكانها حتى قرر اللعب دون عدل يخفض عينيه الى شفتيها يهمس امامهم ببطء
=افهم من كلامك انى انا من الناس دى والغلط بقى غلطى انا
تسارعت انفاسها بعنف ترغب بالتراجع بعيدا عنه لكنها نهرت نفسها بعنف لتأثرها هذا تصرخ بداخلها بانه يتلاعب بها كحاله دائما معها لذا تراجعت خطوة واحدة عنه قبل ان تهتف به بجمود وثبات.

=افهم زاى ما تفهم وياريت من هنا ورايح تلزم حدودك معايا وتتكون المعاملة بينا زاى اى صاحب شركة والسكرتيرة بتاعته
ارتفع حاجب رائف بتحدى يسألها ببطء
= بقى كده يا زينة
رفعت زينة ذقنها تتحداه هى الاخرى قائلة
=ايوه كده وياريت حضرتك تسمحلى ارجع مكتبى لو مفيش عندك اى اوامر تانية.

وقف ينظر اليها عينيه غامضة لا تقرء بداخلهم شيئ كانت هى وقتها ترتجف بتوتر وخوف لكنها لن تسمح له برؤيتهم ابدا على وجهها لذا وقفت بثبات حتى تحرك رائف اخيرا بهدوء يلتف حول مكتبه فيجلس على كرسيه براحة يتابعها بعينيه باهتمام عدة ثوانى قبل ان يقول بهدوء شديد
= لااا مفيش اوامر تانية وتقدرى تتفضلى على مكتبك يا انسة زينة.
لم تفوتها ضغطه فوق حروف كلمة انسة بسخرية لم تعيرها ادنى اهتمام ظاهريا على الاقل تتجه ناحية الباب تخرجه منه ثم تغلقه خلفها بهدوء شديد خلفها ليزفر رائف بعنف يحنى راسه بين كفيه يهمس بخشونة وعنف
= اثبت واعرف ان كده احسن ليك وليها
...

فور خروجها من عنده وقفت تستند بظهرها تغمض عينيها بألم تتنفس بصعوبة تشعر كم كانت غبية ساذجة التفكير حين ازدهر امل داخلها انه من الممكن ان يرفض كلامها ويطالب بحقه بها كزوجة لكن تأتى الصفعة عنيفة قاسية بموافقته السريعة لكلامها وهاهى الان تشعر بغبائها وتصاعد غصات البكاء مرة اخرى بداخلها لكن يأتى صوت شاهى القلق تسألها
= زينة انتى تعبانة او حاجة؟

هزت زينة راسها بالنفى فنهضت شاهى من مكانها تقترب منها تمسك بها وتسير معها حتى اجلستها فوق مقعده قائلة بعفوية
= انا عارفة انتى زعلانة ليه وليكى حق طبعا اى واحدة مكانك لازم تتضايق
رفعت زينة وجهها اليها بحيرة وتسأول لتكمل شاهى تهز راسها بتأكيد قائلة
= طبعا لازم تزعلى وتبهدلى الدنيا كمان لما اللى كان بيحبها جوزى زمان تيجى تقعد عندى وفى بيتى وتبقى تحت حمايته لازم طبعا اهد الدنيا على دماغهم هما الاتنين.

حاولت زينة التحدث لكنها فشلت تشعر بالتوتر والانكار بداخلها لما فهمته من كلماتها تلك لها لكنها نجحت بصعوبة التماسك تسألها بخفوت
= تقصدى مين بكلامك
شاهى وهى تتراجع للخلف قليلا قائلة لتؤكد ظنونها
=اقصد سهيلة راجح مش هى عندك فى الفيلا دلوقت
شحب وجهه زينة بشدة تسألها بخفوت
= وانتى عرفتى منين انها عندنا فى الفيلا
التفتت شاهى اتجاه مكتبها تعطى ظهرها لزينة تهتف بتردد وتلعثم.

= هو انا بس اللى عرفت دى الدنيا كلها عرفت اللى عملته فى جوزها علشان خاطر رائف
وانها هربت منه عند رائف تتحامى فيه
التفتت مرة اخرى ناحية زينة تهتف بسرعة وتأكيد
=طبعا ماهى واثقة انها هيسامحها ومش هيقدر يشوف فريد بيأذيها دى مهما كان برضه كااااانت ااااا...

تركت باقى جملتها يتردد حولهم رغم انها لم تنطق به تعود للجلوس فوق مقعدها تراقب باهتمام زينة بجسدها المتخشب ووجهها الشاحب شحوب الموتى جالسة بصمت تحدق بجمود امامها ترتسم الصدمة بشدةفى عينيها قبل ان تنهض ببطء فوق قدميها تسير ناحية باب الخروج كما لو كانت تجذبها خيوط خافية خارجه تطاوعها هى كالمغيبة لتهتف بها شاهى بحدة
= زينة رايحة فين؟
لتكمل بلهفة حين لم تجيبها زينة
=طيب اقول ايه لرائف بيه لو سأل عنك؟

قبيل سؤالها بالصمت حين اختفت زينة من امامها لتبتسم بشماتة تهمس بأستهزاء
= هقوله زينة خدها الوبااااااا
ثم اسرعت تمسك بهاتفها سريعا تجرى به اتصالا تهتف فور اجابة الطرف الاخر
= كله تمام زاى ما طلبت بالظبط و سابت الشغل ولسه ماشية حالا
صمتت قليلا لتتابع بعدها بحيرة
= معرفش راحت فين الله بتشخط ليه دلوقت انا كنت مسئولة عنها وبع...
قطعت حديثها بغتة تنظر الى الهاتف بصدمة قبل ان تلقى به بغضب هاتفة.

= حلو اووى انت كمان بتزعقلى علشان ست زينة اللى طلعتلى فى البخت
زفرت بحدة تنقر باظافرها فوق سطح مكتبها ثم تتوقف بغتة تهتف برعب
= نهار اسود انا ايه اللى هببته ده افرضى قالتله انى انا اللى عرفتها ولا سأل عليها دلوقت هبب ايه واقوله راحت فين
وقفت بحدة توبخ نفسها بعنف
= ياخراب بيتك يا شاهى ده لو عرف قليل اما موتنى فيها اتصرف ازاى دلوقت
صمتت ثوانى تفكر قبلةان تهتف بانتصار.

= بس لقيتهااحسن حاجةادخله الاميلات ولو سألنى عليها ولا كانى اعرف حاجة
اسرعت تنهض فورا لتنفيذ بقلب يرتجف خوفا تلعن نفسها الف مرة على غبائها.
ظلت تسير بلاهوادة لا تعلم الى اين تاخذها قدميها كل ما تشعر به هو الالم والشوق لحضن امها الدافىء تريد الاختباء به عن كل ما يوجعها ويؤلمها لذلك لم تشعر بالغرابة حين وجدت نفسها تصعد درج منزلها القديم ببطء تشعر بتكرر هذا المشهد مرة اخرى ويكون هو دائما فيه بطله وتسببه فى المها وصدمتها فيه مرة اخرى.

وقفت امام باب شقتهم تتلمسه ببطء تستند فوق بتعب تتذكر تركها لحقيبتها فى المكتب عند ذهابها لذا توجهت بخطوات متعبة ناحية باب الشقة المقابلة تدقه بضعف ليفتح بعد حين تطل من فتاة مراهقة ابنة سعاد الصغيرة والتى هتفت فور رؤيتهابفرحة ولهفة
=ابلة زينة ازيك تعالى ادخلى ماما برة بس زمانها على وصول
اتبعت كلماتها بجذب زينة للداخل لكنها قاومتها بضعف قائلة برقة وحنان.

=معلش يا هدير يا حبيبتى هبقى اجيلكم وقت تانى اقعد معاكم بس انا كنت عاوزة مفتاح شقتى تعرفى هو فين
عقدت هدير حاجبيها بتفكير قبل ان تهتف
= ايوه يا ابلة ثوانى هجبهولك
ثم دلفت الى الداخل ولم تغب كثيرا تأتى سريعا تمد يدها بالمفتاح قائلة
= اهو يا ابلة واول ماما هتيجى هخليها تيجلك على طول.

ابتسمت زينة لها بمجهود شديد تهز رأسها بالموافقة ثم تسير بخطوات بطيئة متعبة باتجاه شقتها تفتحها وتدلف الى داخلها تنير انوارها ثم تغلق الباب تتلفت حولها بلهفة تطلق لدموعها العنان صارخة بصوت مكتوم تنادى والديها بشوق والم تسقط ارضا بتعب وهى تحتضن نفسها بقوة تبكى وتبكى لوقت لم تشعر بمداه ولا بسكون الالام قلبها حتى بعد كل بكائها هذا.

حتى سمعت دقات ثابتة قوية فوق الباب لتنهض سريعا ظنا منها بانه هو وقد حضر لاعادتها اليه ولكنها اسرعت تسخر من نفسها قائلة لها انك لست بتلك الاهمية حتى يإتى خلفك فورا هكذا هذا اذا علم بخروجك من المكتب من الاساس تتجه ناحية الباب تفتحه بثبات تعلم بانها لابد ان تكون جارتها سعاد وقد حضرت لأطمنان عليها فور علمها بحضورها ولكنها تسمرت مكانها فمن يقف امام بابها الان كان اخر شخص تتوقع رؤيته هنا امامها لذا هتفت بذهول.

= انت؟ جاى هنا ليه ومين عرفك مكانى؟
تقدم فريد الى الداخل رغم كل محاولتها لمنعه يقف فى وسط شقتها ينظر حوله باهتمام قبل ان تتركز عينيه فوقها تلتمع بالرضا وشيئ اخر خشيت التعرف عليه يحدثها بهدوء وثقة
= جاى هنا ليه ده هتعرفيه دلوقت عرفت مكانك ازاى.

اخذ بالاقتراب منها بهدوء عينيه تمر فوقها ببطء من اعلاها الى اسفلها والعكس تتوقف فى اماكن بعينها فى جسدها لتصيبها قشعريرة التقزز والخوف من نظراته الحقيرة تلك ليزداد حين همس بتلذذ
= انا لما بعوز حاجة مفيش حاجة فى الدنيا تمنعنى انى اوصلها مهما كانت الحاجة دى ايه وبتاعت مين
ادركت زينة معنى كلماته المزدوجة المعنى لتشعر بجفاف حلقها والرعب يدب فى اوصالها تسأله بصوت مرتجف برعب.

= وانا يهمنى فى ايه كلامك ده ولو سمحت اتفضل اخرج حالا والا مش هيحصل كويس
ارتجت الشقة بصوت ضحكته الصاخبة قبل ان يتوقف تلتمع عينيه عليها باعجاب قائلا
= لا شاطرة وعجبتينى وعلشان كده انا لازم اكافئك
ارتعشت زينة رعبا تصرخ به وهى تمسك باب الشقة وتشير اليه بالخروج بصوت حاولت بث بعض الحزم به رغم ارتعاشه
= قلت اخرج حالا والا هصرخ وهلم عليك اهل الحارة ويجبولك البوليس.

اقترب فريد منها بخطوات متمهلة ليصيبها الرعب تفتح فمها تنوى فعلا الصراخ لكنه تقدم منها سريعا يضع يده فوق فمها يضغطه قائلا بهدوء
=اهدى يا حلوة دانا جاى لمصلحتك ده جزاتى برضه عموما انا هطلع اجدع منك وهقولك على حاجة اظن لو عرفتيها تغيرى رايك خالص فى رائف وجوازك منه.
اتسعت عينيها بصدمة تهز راسها تحاول التخلص من قبضته الضاغطة فوق فمها ليزداد ضغطه بقوة اكبر يقرب وجهه اكثر من وجهها ترتطم انفاسه بعنف به لتغمض عينيها بشدة تشعر بالرغبة فى التقىء تتصاعد بداخلها تسمعه يهمس بخشونة وصوت متحشرج
=عارف انك عارفة بموضوع الوصية والشرط اللى فيها بس يا ترى تعرفى بموضوع الشرط التانى ولا لا
سكنت حركتها تحت يده تفتح عينيها بذهول تنظر له ليهز راسه لها بالايجاب قبل ان يقول.

= شرط استمرار جوازه سنة ومش اى جوازة لااا الجوازة الاولنية ليه بس يعنى بطول بالعرض لازم يقضى معاكى سنة والا يخسر ادام مرات ابوه يعنى حتى ولو حب يرجع لسهيلة ميقدرش لانه اتربط مصيره معاكى بس سالك سؤال وياريت تردى عليه بصراحة تفتكرى لوكان اللى حصل من سهيلة وبعها ليا علشانه كان حصل قبل جوازكم كان فكر حتى فيكى تكونى مراته.

فى تلك اللحظة مر كل شيئ امامها ببطء كما لو كان شريط سينمائى امامها يتم عرضه شرطه باستمرار زواجهم سنة رغم اعتراضها ثم تجاوبه معها وحمايته لها وغزوه لمشاعرها برقته وحنانه لينقلب كل هذا فجاءة لحظة وظهور سهيلة مرة اخرى فى حياته فتعود ملكة لعرش قلبه متوجه بتضحيتها بحياتها من اجله
ادرك فريد نجاحه حين راى وجهها بشحوبه البالغ ليسرع بطرق فوق الحديد وهو ساخن قائلا.

=انا وانتى اضحك علينا من اتنين مش مهم عندهم اى حاجة غير مصلحتهم هى خربت بيتى علشان حبيبها بتاع زمان وانتى استغلك فى حكاية ملكيش دخل فيها ولو كان يقدر يخلص من جوازته منك بعد رجوع الهانم ليه كان عملها بس الميراث عنده اهم وهو مش خسران كتير عروسة حلوة مراته وحبيبة راجعة مستنية اشارة منه...

ازاح يده عنه فمها ببطء لكنه لم يستطيع مقاومة ان تلامس اطراف انامله فمها ليرتعش بشهوة لدى ملامسته لنعومة شفتيها يقسم بداخله ان تكون يوما له فائز بكل جمالها له وحده لكن زينة لم تدرى شيئ عما يدور فى راسه من افكار سوداء لها تقف متيبسة بشدة فابتعد عنها فريد بصعوبة قائلا بصوت اجش
= انا هسيبك دلوقت تفكرى فى كلامى وتعرفى هتتصرفى ازاى وصدقينى انا مش شرير زاى ما صورونى ليكى مستعد لاى مساعدة تطلبيها منى.

لم يتلقى منها رد او استجابة على حديثه معها يدرك ان مازال امامها الكثير للوصول لها فزفر بحدة قبل ان يلتفت مغادرا لتظل هى فى مكانها تستند بظهرها بضعف على الباب المفتوح لمدة من الزمن لاتعلم مداها داخل فقاعة افكارها تعزلها عن كل ماحولها.

وقفت شاهى بقدمين مرتعشة فى انتظار انتهاءه من توقيع تلك الاوراق امامه تدعو سرا الا يسألها عنها حتى تخرج من هنا فتنفست الصعداء فور انتهاءه تسرع فى اتجاه الباب لكن يأتى سؤاله الخافت ليجعلها تتجمد مكانها حين قال بتردد
=شاهى، زينة، بتعمل ايه، هى كويسة
ابتلعت لعابها بصعوبة تتنفس بعمق قبل ان تلتفت اليه بسرعة قائلة بتأكد
=زينة، كويسةخالص، هى بره. بت، ااا، بترتب اوراق الاجتماع الجاى.

صمتت ثانية ثم اكملت بخوف وتوجس
= حضرتك محتاجة فى حاجة تحب ابعتها لحضرتك؟
هز رائف راسه رفضا يهم بالرد عليها لكن قاطعه صوت هاتفه فيرفعه ناظرا له يعقد حاجبيه بشدة قبل ان يجيب سريعا يستمع لطرف الاخر لثوانى قبل ان ينهض واقفا بغضب يضرب بكفه فوق سطح مكتبه يهتف بثورة
= انت بتقول ايه؟ ومعرفتنيش ليه ياغبى من ساعة ما خرجت من هنا
صمت قليلا ينصت قبل ان يصرخ بعنف.
=انا جاى حالا خليك مكانك اوعى تتحرك طبعا ياغبى تمنعها متخلهاش تتحرك من مكانها لحد ما اوصل
انهى الاتصال يصرخ بغضب
=انا مشغل معايا شوية بهايم زفر بقوة يكمل والله عال ياست زينة اما اشوف اخرتها معاكى ايه فى جنانك ده
زفر بقوة قبل ان يلتفت الى شاهى الواقفة بتخشب مكانها برعب يسألها بغضب بارد
=انتى مقولتيش ليه ان زينة خرجت من هنا
اسرعت برسم الدهشة فوق ملامحها تجيبه سريعا بلهفة.

= وانا هعرف منين حضرتك انا كنت سيباها بره لما دخلت هنا وبعدين هى المفروض كانت...
صرخ رائف بعنف جعلها تنتفض مكانها تقطع كلماتها
= شاهى. خلصنا اطلعى على مكتبك وكلمى حالا ياسر خليه يحضر هو الاجتماع واجلى اى حاجة تانية
هزت شاهى راسها بقوة تتابع خروجه السريع من الغرفة مارا من امامها كالعاصفة لتهمس لنفسها برعب
= روحتى فى داهية ياشاهى انا كان مالى ومال الهم ده كله.

جلس رائف بتوتر يأمر سائقه بقيادة السيارة بسرعة عالية ليصل فى وقت قياسى الى منزلها يصعد الدرج سريعا يتجه الى شقتها فتوقف بتوجس وهو يرى بابها المفتوح فيدب القلق فى داخله يتقدم بخطوات سريعة الى داخلها يتقف بصدمة حين راها تجلس ارضا تستند الى الباب بظهرها تنظر امامها بجمود لاتشعر حتى بدخوله ليسرع بالركوع بجوارها بلهفة يلف وجهها باتجاهه هاتفا بخوف
=زينة فى ايه مالك؟ قاعدة كده ليه فى حاجة حصلتلك.

لم يتلقى منها اى ردة فعل او يتحرك بها شيئ سوى عينيها الممتلئة بالدموع والالم التى اخذت تجوب وجهه ببطء فمد يديه يمررها فوق جسدها بلهفة هو يسألها بصوت خائف
= وقعتى او حصلك حاجة؟ فى حاجة بتوجعك نروح المستشفى زينة ردى عليا متقلقنيش عليكى اكتر من كده.

صرخ بجملته الاخيرة حين استمر صمتها يزفر بقوة يمرر اصابعه بين خصلات شعره بقوة قبل ان يتخذ قراره يقوم بتمرير ذراعه اسفل ركبتيها يرفعها بينهم يضمها الى صدره ليزداد قلقه وخوفه اكثر حين لم يجد اى مقاومة او تعنيف يصدر منها بالعكس وجد جسدها هامدا مرتخى بين يديه كما لو كانت بلا حياة.

ليسرع بنزول الدرج يحملها بين ذراعيه بقوة يضمها اليه حتى وصل الى سيارته يهتف بالسائق ان يفتح له الباب ليدخل اليها وهو مازال حاملا لها يضعها فوق ركبتيه يسند راسها الى كتفه بثبات يمرر اصابعه بين خصلات شعرها برقة حتى اغمضت عينيها بضعف مستسلمة لحركات اصابعه فوق شعرها تسقط فى النوم سريعا بعد ان تكاتف عليها ارهاقها وبكائها وسهر طوال الليلة الماضية لا تشعر بشيئ حولها ولا بشفتى رائف والتى اخذت تلثم وجنتها وجبهتها برقة ثم تتباطا فوق شفتيها بشوق لم يستطع السيطرة عليه ليظل على هذا الحال حتى توقفت بهم السيارة لينزل حاملا لها حتى الباب لتقابله سهيلة تجرى فى استقباله بلهفة لكنها توقفت مكانها بغتة حين راته يحمل زينة النائمة بين يديه بتلك الطريقة لتلوك شفتيها بغل قبل ان تسأله باقتضاب وهى تراه يصعد الدرج سريعا.
=خير مالها؟
لم يعيرها رائف اهتمام يصعد بزينة الدرج تتابعه عينى سهيلة المشتعلة بنيران غيرتها وحقدها تهمس
= البت دى لازم اخلص منها كفاية عليها اووى لحد كده رائف ده بتاعى لوحدى وبس
...

انزلها برفق فوق فراشها يخلع عنها الحذاء قبل ان يخلع جاكيت بذلتها يستلقى هو الاخر بجوارها يضم جسدها المسترخى بين ذراعيه ينعم بحلاوة عناقها والشعور بقربها ودفئها فوق جسده يدرك بانه السبب فى وصول حالتها لتلك الدرجة بضغطه عليها ومعاملته الجافة لها لذا اخذ يهمس لها يعتذر مع قبلة يطبعها فوق وجهها بقبلات صغيرة حتى وصل الى شفتيها يقبلة بنعومة ورقة لعدة لحظات لكنه لم يستطع مقاومة شوقه لها اكثر لتزداد حرارة شفتيه فوقهم يقبلها بنهم ولهفة غائبا عن العالم وما به ليفيق من دوامة مشاعره حين وجدها تبادله قبلاته برقة يفتح عينه سريعا سعيدا بتجاوبها لكن اصابه الاحباط حين وجدها مغمضة العينين مازالت نائمة فحاول الابتعاد فورا عنها لكنها تشبثت به تدس نفسها فى صدره تجذبه اكثر اليها فزفر بقوة يحاول تهدئة ثورة المشاعر الفائرة بداخله لكنها لم تمهله الفرصة ترفع وجهها اليه تقبله برقة ونعومة اضاعت الباقى من تماسكه لينحنى فوقها يلتقط شفتيها مرة اخرى يبثها حرارة مشاعره ولهفته لها.

بينما كانت زينة تطفو فوق غيمة رائعة من المشاعر تحلم بنفسها بين دفء ذراعيه وهو يضمها بشدة يقبلها برقة ونعومة ومع كل قبلة منه يهمس باعتذار رقيق منه اذاب كل غضبها والمها منه لكن تأوهت برفض تشعر بالحباط حين شعرت به ينسحب بعيدا عنها لتقترب هى منه اكثر ترفع نفسها اليه لتقبله هى لاتريد لقربهم هذا ان ينتهى ولا ان تفيق من حلمها الرائع هذا ابدا فهى لاتريد العودة مرة اخرى لالام واوجاع قلبها لذا استكانت مستسلمة لمشاعرها واحلامها الوردية عنه.

لكن مهلا لما هذا الحلم يبدو كما لو كان حقيقيا وبشدة هكذا لما تشعر بحرارة انفاسه فوق وجهها كما لو كانت حقيقة تشعر بها تلامس كل خلية فى جسدها لما...

انتفض كل جسدها برعب تصل لها حقيقة الامر حين وصل الى عقلها همسه بصوت ضعيف اجش بجوار اذنيها يناديها بشغف ففتحت عينيها بذهول وخوف تلتفت ناحيه همسه فترى راسه مدفون فى حنايا عنقها وشفتيه تقبلها برقة وشغف لتنتفض فورا تحاول ابعاده عنها تدفعه فى كتفه بقوة لكنه كما لو كان مغيبا لم يستجب لها فصرخت برعب واستياء
= ابعد عنى انت اتجننت ازاى تسمح لنفسك تقرب منى كده.

رفع رائف وجهه ببطء ينظر اليها بجمود وجهه كصفحة بيضاء خالية من اى مشاعر قبل ان ينهض مبتعدا عنها فورا لتنهض فورا جالسة
تنزوى فى اقصى الفراش مبتعدة عنه صارخة
=اياك تقرب منى تانى انت فاهم انا مش طايقة حتى نفسك معايا فى نفس الاوضة اخرج بره اخرج.

صرخت بكلمتها الاخيرة فى وجهه المتجمد قبل ان يلتفت مغادرا بخطوات سريعة عنيفة يغلق خلفه بقوة لتنزوى هى اكثر على تضم ركبتيها اليها بشدة تتأرجح الى امام والخلف تنعت نفسها بكل الشتائم التى خطرت على بالها لحماقتها وضعفها الدائم له ولحبه الساكن بين قلبها
...
دخل الى غرفته بغضب يدور فى ارجائها بغضب يشد خصلات شعره بعنف ينعت نفسه بكل لفظ قبيح قد خطر على باله فى تلك اللحظة يهتف بحنق.
= اتجننت خلاص يا رائف اتجننت وبقيت بتستغلها وتستغل نومها وضعفها علشان تقدر تقرب منها.

صرخ بعنف يركل بقدمه احدى المقاعد ليلقى بيه ارضا بدوى عنيف يدور فى الغرفة كاسد حبيس يتنفس بعنف وخشونه لا يغرف الهدوء اليه طريقا حتى تصاعد من جيبه رنين هاتفه فتجاهله اول مرة لكنه صمت للحظة ثم تصاعد رنينه مرة اخرى ليزفر بحدة يخرجه من جيبه ينظر الى هوية المتصل ليجد رقم غير مسجل نظر اليه بتساؤل عدة لحظات قبل ان يرفعه مجيبا لتستقبله ضحكة ساخرة علم صاحبها فورا وصوته الساخر يصل اليه بحقد وسخرية قائلا.

= اهلا رائف بيه ازيك وزاى مدام زينة و ياريت تبلغها انى اتشرفت بمقابلتها النهاردة وبصراحة الكلام معاها حاجة ممتعة جدا
ثم اغلق الخط دون انتظار ثانية اخرى ليقف رائف جسده ينتفض بغضب وثورة عينيه ملتمعة بشراسة وعنف وقبل ان يلقى بالهاتف ارضا يحطمه الى قطع متناثرة فى الارجاء كشرارت غضبه تماما.
فتح الباب بعنف مصطدما بالحائط خلفه.

لتشهق بفزع ترى رائف يستند بكفيه على اطار الباب عينيه مشتعلة بالنيران عروق عنقه بارزة جسده كله ينطق بالغضب والعنف يقف صامتا لايعلو صوت سوى انفاسه الحادة السريعة والتى اخذ صدره ينهت بها قبل ان يتقدم ناحيتها ببطء شديد فجعلها مشهد هذا تتراجع الى اقصى الفراش لاتدرى الى اين تستطيع الهرب منه وهو بحالته هذه والتى لاتعلم لهاسببا فظلت مكانها تراقب تقدمه منها بتوجس وخشية.

تصرخ بعنف حين قبضت يده فوق كاحلها يجذبها باتجاهه لتسقط بقسوة مستلقية فوق الفراش تتابعه عيناها بذهول تراه يتقدم منها يضع ركبتيه فوق الفراش مقتربا منها لتصرخ برعب
= انت هتعمل ايه؟ انت اكيد اتجننت؟
حين لم تجد ردا او استجابة منه تشاهده بشعره المبعثر فوق جبهته ازرار قميصه محلولة حتى منتصف صدره الذى اخذ بالصعود والهبوط من عنف ووحشية انفاسه ينظر اليها بوجوم و اقتضاب.

فشعرت بالخوف يدب فى اوصالها لرؤيتها له على هذة الحالة لتستيقظ فيها غريزة حماية النفس فهبت سريعا تحاول النهوض هربا الى الجهة الاخرى من الفراش لكنه كان اسرع منها يمسك بكاحليها يثبتها مكانها ثم ينحنى فوقها يحيط جسدها من الجانبين بركبتيه ممسكا بمعصميها يثبتهما بجوار راسها والتى اخذت تهتز يمينا ويسار ا برفض وهى تصرخ به
= سيبنى يارائف سيبنى انت عاوز ايه منى
خفض راسه نحو رأسها يهمس لاذنها بفحيح.

= هسيبك بس بعد ما اعرف اللى انا عاوزه؟
اخذت تحاول قاومته تحاول ابعاه عنها وهى تغمض عينيها جسدها يرتعش بخوف حين شعرت به يرفع نفسه عنها مره اخرى تمر عدة ثوانى لا يسمع فيهم سوى صوت انفاسهم الحادة تدوى فى ارجاء الغرفة قبل ان يأتى سؤاله بصوت عاصف جعلها تتوقف عن مقاومته تفتح عينيها مرة اخرى بذهول
= فريد كان معاكى بيعمل ايه وعاوز منك ايه يا زينة؟
لم تجيبه بل استمرت تنظر اليه بصدمةليصرخ بها بغضب اعمى.

= انطقى قالك ايه؟ قالك ايه خلاكى مش طايقة حتى لمستى ليكى وتبقى حالتك بالشكل ده ايه اللى قاله يا زينة انطقى
تجمدت حركة جسدها تحت قبضته تنظر اليه بعينين مشتعلة وقد انتقل لها غضبه الاعمى لتهمس بفحيح
= عاوز تعرف قالى ايه؟حاضر هقولك قالى ايه
اشتعلت عينيها بوحشية يتجعد وجهها بنفور واحتقار تكمل
=قالى اد ايه انت انسان انانى ومبتحبش الا نفسك وبس.

قالى اد ايه انت قاسى مستعد تعمل حاجة و دوس على اى حد المهم توصل اللى انت عاوز
قالى كمان على سهيلة وحكايتها معاك وازاى خانت جوزها وبعته علشانك
عرفت قالى ايه يا رائف بيه ايه رايك بقى مش كفاية انى اكرهك واكره حتى الهوا اللى بتنفسه معاك فى مكان واحد مش اكره لمستك بس علشان كده بقولك طلقنى يا رائف.
كانت اثناء حديثها تشعر مع كل حرف يخرج من شفتيها براحة ومتعة شديدة من قدرتها على الالامه وان تذيقه قدرا هينا من الالام قلبها وروحها تراقب بتلذذ تعاقب المشاعر سريعا فوق وجهه سريعا بداية من غضب فالعنف حتى الم والذى لم يستمر طويلا بالظهور كثيرا قبل ان يسود الجمود والبرود صفحة وجهه الا من عينيه بنيرانهم المشتعلة ليصبها اليأس فور ان رأت جموده هذا و الذى سكن وجهه فور انتهاءها كما لو كانت لم تقل شيئ ابدا ترى زاوية فمه ترتفع بأبتسامة ساخرة قبل ان يقول بصوت بارد كالصقيع.

= بجد برافو عليه فريد انه قدر يوصفنى ليكى بامتياز كده بس ياخسارة نسى يقولك على اهم حاجة وضرورية جدا وبالذات ليكى
ارتجف جسدها كله تتوتر كل خلية فيه حين اشتد ضغط قبضته فوق معصميها يخفض وجهه امام وجهها عينيه تقابل عينيها الخائفة بنظرات قاسية قائلا بهمس غاضب اجش
= انى استحالة اسيب حاجة ملكى ابدا الا بمزاجى
ثم تنتقل عينيه الى شفتيها المرتجفة تنسدل جفونه تخفى عنها مشاعره هامسا امامهم بفحيح.

= وانتى بتعتى يا زينة فاهمة وهتفضلى بتاعتى بمزاجك اوغصب عنك بتاعتى.

لينقض عليها فجاءة يقبلها شفتيه تطبع ختم ملكيته لها فوق شفتيها بقسوة وعنف لم تستطع هى امامهم شيئ سوى ان تغلق شفتيها بقوة امام هجومه الكاسح عليها لا تقوى حتى على القيام بحركة مقاومة واحدة سوى همهمات مكتومةغاضبة تصدر عنها لكنها لم توقفه بل ترك شفتيها ينزل الى حنايا عنقها يقبلها ايضا قبلات داميه يعلم جيدا انها ستترك علامات واضحة فوقها بعد حين لا يعير مقاومتها واو غضبها ادنى اهتمام يرفع وجهه شديد الاحمرار وعينيه المتوحشة الى وجهها المحتقن بشدة وقد التصقت به خصلات شعرها المشعثة يفح من بين انفاسه الخشنة.

= انتى بتاعتى. ملكى. اى حد يفكر ياخدك منى هقتله. وعلشان كده...

نهض بعيدا عنها يقف امام الفراش لينحنى عليها مرة اخرى لتصرخ هذة المرة رعبا لكنه لم يهتم بل جذبها من يدها يرفعها ناهضة بعنف قبل ان ينحنى يلفها يلقى بها فوق كتفه بقسوة تتدلى راسها فوق ظهره اما ساقيها فمثبتة بشدة على صدره بفعل ذراعه الملتفة حولها لا ترى شيئ من شعرها المنسدل امام وجهها تتصاعد الدماء الى راسها تغشىى رؤيتها فحاولت ازاحة خصلات شعرها بصعوبة تحرك ساقيها بعنف تضربه بيديها بهستريا فوق ظهره تصرخ به.

= نزلى. نزلى حالا انت واخدنى على فين والله هااا...

لم يعيرها انتباها يتحرك بها بخطوات سريعة خارجا من الغرفة يسير فى الممر حتى وقف امام غرفته والتى ما ان تعرفت عليها زينة حتى اخذت بالصراخ والحركة بعنف تحاول الافلات من قبضته والتى اشدت اكثر حول ساقيها تثبتها بيد واحدة بينما الاخرى امدت لفتح الباب يدلف بها الى الداخل بخطوات سريعة يتقف امام الفراش فيلقى بها فوقه بعنف ينظر اليها صامتا بجمود فاخذت بالتراجع الى الخلف بتخبط قائلة بتحذير مرتعش وصوت خائف.

= عارف لو قربت منى هصوت وهلم عليك البيت كله
تقدم منها بخطوتين يبتسم سماجة قائلا بسخرية
= اعمليها لو جدعة هناك عند اهلك اتحميتى فخالك هنا بقى مين هينجدك منى
زاغت نظراتها بحيرة تبتلع ريقها برعب قبل ان تلتمع عينيها هاتفة بانتصار
= سهيلة. هصرخ وهنادى سهيلة واخليها تنجدنى منك...
اتسعت ابتسامته اكثر تزيد معها عينيه اشتعالا
قائلا بتهكم.
= اعمليها. لو جدعة يا زينة اعمليها بس ساعتها متلموميش حد غير نفسك على اللى هيحصل وقتها
ارتعبت نظراتها تلوك شفتيها وهى تنظر اليه بقلة حيلة تسمعه يكمل بهدوء كما لو كان يتحدث عن حالة الطقس
= من هنا ورايح هتنامى هنا معايا فى اوضتى
ليكمل بحدة ووحشية عند رؤيته محاولة اعتراضها يضغط على كل حرف من حروف كلماته بقوة وصرامة.

= واللى بقوله يتنفذ طول ماانتى مراتى وبتاعتى مكانك هيبقى هنا معايا ولو كلام متنفذش قسما بالله يا زينة هتشوفى منى اللى بجد يكرهك فيا
تحرك فى اتجاه الباب مغادرا تاركا لها مكانها تجلس بصدمة وتخشب تتابعه حتى التفت اليها مرة اخرى من امام الباب بعد ان فتحه يحدثها بحدة
=تفضلى هنا متتحركيش وعزة هتنقل حاجتك لهنا ثوانى ورجعلك تانى واياك ارجع ملقكيش هنا.

خرج فورا يغلق الباب خلفه بقوة ارتجف لها جسدها تطلق العنان لخوفها بعد ان ظلت تخفيه عن عينيه حتى لاتظهر امامه ضعيفة مرتعبة لكنها حقا هكذا لاتعلم ما الذى اوقعت نفسها به وكيف ستخرج من كل هذا دون ان تتأذى
فيكفيها ماحدث لها منه حتى الان.

نزل رائف الدرج سريعا ينادى عزة بصوت عالى حاد لتظهر سهيلة من داخل احدى الغرف تهرول فى اتجاهه هاتفة بجزع
= الحقنى يا رائف فريد راح عند اهلى البيت وهددهم لو مرجعتش هيبلغ عنى انى سرقته واخدت كل الفلوس اللى كانت فى خزنة الفيلا وهربت عندك انا خايفة ده مجنون وممكن يعملها
زفر رائف يغمض عينيه بشدة يضغط على جسر انفه قائلا بحنق
= فريد. فريد انا مبقاش ورايا حاجة النهاردة غير فريد.

عقدت سهيلة حاجبيها بحيرة تسأله بقلق
= تقصد ايه يا رائف هو عمل حاجة تانية
التفت اليها رائف قائلا بهدوء
= متشغليش دماغك واسمعينى كويس يا سهيلة فريد استحالة يعمل اللى بتقولى عليه لانها هتكون فضحية ليه قبل ما تكون ليكى علشان كده مش عاوزك تقلقى
نزل عدة درجات من الدرج حتى اصبح فى مقابلها ينظر الى وجهها القلق المرتعب يكمل بهدوء.

=انا مش عاوزك تخافى فريد ميقدرش يعملك حاجة طول مانتى فى حمايتى بس كمان مينفعش انك تفضلى هنا علشانك انتى قبل اى حد تانى علشان كده بفكر انك تروحى تقعدى فى شقتى اللى ف...
قطع كلماته صوت ساخر متهكم يهتف من اعلى الدرج قائلا
= لااااا ميصحش كده يا رائف دى سهيلة هانم ضفيتنا برضه ومينفعش بعد كل اللى عملته علشانك تسيبها تمشى من هنا ده حتى يبقى عيب خالص.

التفتا كلا من رائف وسهيلة الى مصدر الصوت ليجدا زينة تقف اعلى الدرج ترتدى احدى الفساتين القصيرة تترك شعرها منسدل فوق كتفها من جهة واحدة تنزل الدرج بهدوء وجهها ينطق بالتحدى تتابعها عينى رائف باهتمام قبل ان يسألها بحدة
= انتى ايه اللى نزلك انا مش قلت متتحركيش من مكانك و عزة هتطلعلك.

ابتسمت زينة بسماجة وهو تلتفت ناحية سهيلةالمراقبة لما يحدث بوجهه مشتعل بالغيرة والغل تراهم الان زينة بوضوح فى عينيها لتهتف قائلا بمرح تبتسم فى وجه سهيلة بسمة مصطنعة
= لا مانا قلت ميصحش ان اسيب ضفيتنا لوحدها وقلت لازم انزل اسليها ونتغدى سوا
ثم التفتت الى رائف تحت انظار سهيلة المشتعلة تضع يدها فوق صدره تقرب نفسها منه تعبث بازرار قميصه هامسة بدلال واسفة مصطنع
= غلطت يا حبيبى انى عملت كده؟
رفعت وجهها اليه ببراءة ولطف لكن لم تفوت عليه نظرة التحدى فى عينيها الموجهة اليه لتضيق عينيه فوقها بتفكير قبل ان تلتمع فجاءة يهمس هو الاخر بسخرية مستترة مبتسما لها بخبث
= لااا يا قلبى مغلطيش وياريت تقولى لعزة تحضر الغدا حالا
اربكتها مجاراته لها فى الحديث تتسع عينيها بذهول وارتباك فتتسع بسمته اكثر واكثر قبل ان يلتفت الى سهيلة الواقفة يكاد جسدها يشتعل بنيران غيرتها قائلا بهدوء.

= خلااص يا سهيلة انا شايفة ان زينة عندها حق انتى هتفضلى معانا هنا لحد ما نشوف حل لموضوع فريد
شعت عينى سهيلة بالفرحة والسعادة تهتف
= بجد يا رائف اللى بتقوله انا مش عارفة اشكرك ازاى
التفت رائف الى زينة الواقفة بتجمد قائلا بسخرية
= اشكرى زينة هى اللى لفتت انتباهى انه فعلا مينفعش اسيبك تبعدى عنى بعد كل اللى عملتيه.

ارتفعت راسها بحدة تنظر اليه بغضب تدرك تماما معنى كلماته مزدوجة المعنى لتراه يبتسم لها بسخرية وغموض فرفعت وجهها امامه بكبراياء عينيها تبعث له برسالة مليئة بالتحدى قابله هو باتساع ابتسامته فوق وجهه.

مر الغذاء عليها كالمحنة وهى تجلس فوق مقعدها تتلاعب بطعامها بشرود تستمع الى ضحكات سهيلة رائف اثناء حديثهم عن مواقف مشتركة بينهم فى رحلة لتذكر للماضى قامت بها سهيلة بكل احتراف تجذب رائف الى الحديث عما كان بينهم فى الماضى بعد عدة محاولات فاشلة قبل ان تستطيع جذبه للحديث لتظل هى جالسة بصمت تراقبهم خفية وغيرتها تنهشها تتحدث الى نفسها تصرخ بها ان انها لا تهتم بما يفعلان حتى لو اصابتهم صاعقة من السما الان لن تهتم ايضا فكل ما يشغل بالها الان كيفية الانسحاب الى غرفتها دون ان تظهر كا لو كانت تغير او مهتمة بما يحدث زفرت باحباط وحدة لتفيق من افكارها على صوت سهيلة الاسف وقد فسرت زفرتها على نحو خاطئ قائلة باعتذار مصطنع.

= اسفة يا زينة يا حبيبتى اخدتنا ذكريتنا سوا انا ورائف بعيد عنك ونسناكى خالص
شعرت زينة بالنيران بداخلها يزداد تأججها من كلماتها الوقحة تلك عينيها تلتفت بلا ادراك ناحية رائف رغبة فى رؤية ردة فعله على كلمات سهيلة لها لتراه مسترخيا فوق مقعده احدى يديه مرفوعه تستند فوق ظهر مقعده والاخرى تتلاعب بالطعام فى صحنه دون اهتمام وابتسامة غير مبالية ترتفع فوق شفتيه
فيتصاعد الغضب بداخلها بعنف لكنها.

استطاعت السيطرة عليه تبتسم بمرح لم يصل الى عينيها قائلة بهدوء وابتسامة سمجة
= لاا ولا يهمك انا مش مضايقة خالص وبعدين زاى ما قلتى ذكريات بينكم يعنى حاجة مش مهمة بالنسبة ليا
التفت اليها رائف ببطء تضيق عينيه عليها بنظرات غامضة للحظات تجاهلتها هى تماما ترفع طعامها الى شفتيها تلوكه ببطء دون شهية حتى تحدثت سهيلة الى رائف برجاء وضعف
= رائف ممكن اطلب منك طلب.

همم رائف موافقا دون ان تحيد نظراته عن زينة لتسرع سهيلة بامساك كفه الوضوعة فوق المائدة رغبة منها لجذب اهتمامه تتابعها زينة من اسفل جفونها بعبوس وغضب تترتفع حدة غضبها اكثر حين رأت عدم قيامه بأبعاد يده عن يدها او رفضه لمسها له لتطعن قطعة اللحمة امامها بالشوكة تتمنى لو كانت يد تلك الوقحة التى ابتسمت تنظر اليه برجاء
= لو ممكن تسمحلى اجى معاك الشركة من بكرة.

ارتفعت راس زينة بحدة تنتظر بنفاذ صبر اجابة رائف عليها تسمعه يسألها بهدوء اثار استفزازها
= وايه السبب لطلب ده ياسهيلة
اسرعت سهيلة برسم المرارة والانكسار فوق وجهها قائلة بخفوت
= اشتغل لو ده ممكن انت عارف انى استحالة ارجع تانى لفريد وكنت عاوزة ابتدى اعتمد على نفسى وابنى حياة ليا بعيد عنه
رفعت عينيها ترتسم بهما الرجاء والعطف
= ومفيش حد هيساعدنى غيرك فى الموضوع ده ارجوك يا رائف.
انتظرت زينة اجابته على احر من الجمر تنفس بتوتر وخشية فى انتظار جوابه لتأتى اجابته كالصاعقة فوقها حين اجابها بابتسامة لطيفة
= خلاص يا سهيلة تقدرى من بكرة تيجى الشركة وممكن تساعدى زينة وشاهى فى شغل المكتب
هتفت سهيلة شاكرة له بسرور و عيون تشع بالفرحة
قبل ان تلتفت الى زينة ممازحة بخبث خفى قائلة
= بس ياريت زينة متضايقش او تفتكر انى جاية اخد مكانها مثلا.

هنا ولم تستطع زينة الاحتمال تنهض من مقعدها باكبر قدر من الهدوء استطاعت الظهور به تبتسم قائلة ببرود تشعر بعينيه المتابعة لها باهتمام فى انتظار ردها
= لااا يا حبيبتى ابدا بالعكس ده المكتب هيحتاج وجودك الايام الجاية علشان انا قدمت استقالتى النهاردة الصبح
ثم غادرت فى اتجاه الباب بخطوات سريعة بعد ان القت باعتذار سريع تتابعها زوجان من العيون واحدة فرحة بشامتة واخرى حادة بتفكير.

ظلت فى غرفتها الباقى من اليوم ضاربة لاوامره لها عرض الحائط وقد اغلقت بابها بالمفتاح ترتدى احدى قمصانها البيتيه و التى طلبت من عزة ان تأتى لها به من داخل غرفته اثناء احضارها للصنية عشائها بعد رفضت النزول لتناوله وتكرار محنة الغذاء مرة اخرى هاهى الان فى امان غرفتها وليذهب هو اوامره الى الجحيم.

استلقت فوق الفراش تسحب الغطاء فوقها لتشعر فورا بالاسترخاء وزحف النوم سريعا لجفونها تكاد تستسلم له لكن للحظة واحدة فقط قبل ان تهب فزعة حين فتح الباب بعنف جعلها تقفز جالسة مرة اخرى فوق الفراش تتطلع اليه واقفا امام الباب تلتف حول اصبعه علاقة عملاقة للمفاتيح ادركت بانها النسخ الاحتياطية للابواب فتسرع برفع الغطاء فوقها هامسة بتوجس وهى تراه يسير نحوها بخطوات متمهلة
= عاوز ايه منى تانى؟

لم يجيبها يسير ببطء ناحيتها حتى توقف بجسده الضخم امامها مرتدى ملابس بيتية سوداء ينظر اايها بوجه خالى من التعبيرتمر عينيه فوقها ببطء فتشهق بفزع وخوف حين جذب الغطاء من بين اصابعها المتشبثة به فاخذت تحاول جذبه من بين اصابع بمحاولات فاشلة منها تتوقف تلك المحاولات حين رماه ارضا بعنف قبل ان ينحنى حاملا لها بين ذراعيه بقوة لا يعير لصراخها وتذمرها ادنى اهتمام يقطع الممر الفاصل بين غرفتهم بسرعة باتجاه غرفته يلقى بها فوق فراشها بعنف لتفتح شفتيها للصراخ عليه لكن اطبقتها خوفا حين انحنى فوقهابغتة وجهه يكاد يلامس وجهها يهمس بهدوء ينذر بعاصفة تراها داخل عينيه المواجهة لعينيها ووجه خالى من التعبير عكس نظرات عينيه.

= كلام مش عاوز واظن كلامى كان واضح قبل الغدا مكانك هنا معايا من هنا ورايح يعنى تنامى من غير ما اسمع صوتك
ارتفعت جالسة فوق الفراش تحنى ركبيتها اسفل جسدها تهتف به بغيظ وعنف
= يعنى ايه يا رائف بيه اوامرك دى هناك فى شغلك اللى انا سبته انما هنا انا مرا...
ضغطت فوق شفتيها بعنف تلعن نفسها الف مرة بعد ان ادركت ما كادت ان تتفوه به بغبائها وهى تراه ترتفع شفتيه بابتسامة خبيثة بشر تعلم منها ان لم يفت عليه خطئها وما كادت ان تقوله يقترب منها يستند بكفيه فوق الفراش مقتربا بنصفه العلوى منها هامسا بلذة وخبث
= بالظبط وكويس انك فاهمة ده ولو مش فاهمة انا عندى طريقة حلوة اووى افهمك بيها.

اتبع كلماته يقف باستقامة يمد يده الى قميصه البيتى ويقوم بخلعه عن جسده تحت انظار ها المراقبة له بذهول ورعب قبل ان تهز راسها برفض مذعور وهى تتراجع الى الفراش خلفها فتستلقى عليه سريعا تعطى ظهرها له تغمض عينيها فورا مدعية النوم بجسد متخشب.

يبنما وقف هو مكانه يبتسم رغما عنه برقة وهو يراقب حركاتها الخرقاء الطفولية تلك قبل ان يصعد الى الفراش بجوارها بهدوء يلاحظ ارتجاف جسدها عند شعورها بحركة جسده لكنه لم يعيرها اهتمام يلتقط الغطاء يلقى به فوقها سريعا ثم يقوم باغلاق الانوار يستلقى واضعا يده خلف راسه يصل اليه صوت انفاسها المتسارعة بأضطراب وتوتر فيزفر بعنف يعلم بانها ستكون ليلة طويلة لن يغمض له فيها جفن يدرك بانه وجودها فى فراشه لن يكون عقابا لها كما اراد بل عقابا عنيفا وقاسيا له هو وليس لاحد اخر غيره.
زينة، زينة.

استيقظت على صوت هامس رقيق يناديها فهمهمت بنعاس وهى تتقلب بكسل فى الفراش ثم تعود للنوم مرة ثانية ليأتيها الصوت مناديا لها مرة اخرى مخترقا غيمة نومها تتعرف على صاحبه لتتفتح عينيها باتساع وصدمة فتراه مستلقيا بجوارها يستند فوق مرفقه ينظر لها مبتسما بلين فتسرع فى النهوض سريعا بتخبط تتلفت حولها بقلق وقد تذكرت اين هى وفى فراش من تحاول لملمة خصلاتها المتشابكة تسألها بصوت مضطرب اجش من اثر النوم.

= عاوز ايه و بتصحينى ليه؟
اعتدل رائف جالسا هو الاخر قائلا بصوت متمهل هادئ
= علشان تلحقى تجهزى وتفطرى قبل ما ننزل على الشركة
التفتت اليه بكامل جسدها غافلة تماما عن ما ترتديه وجسدها المكشوف فى ذلك القميص تهتف به بغضب
= اظن ان انا قلت امبارح ان انا سبت الشغل عندك ولا ده كمان هتجبرنى عليه وتخلينى اروح غصب عنى.
لم يجيبها رائف غافلا تماما عما تقول تستقر نظراته فوق جسدها المكشوف لعينيه يتأملها ببطء وتمهل شديد لتخفض عينيها الى ما يجذب انتباهه تشهق بصدمة وهى تسرع فى جذب الغطاء فوق جسدها المكشوف هامسة بحدة
=انا كنت عارفة انك قليل الادب وعنيك زايغة
رنت ضحكته الرجولية شديدة الجاذبية فى ارجاء الغرفة تصيبها اكثر بالتوتر يزداد تمسكها بالغطاء من حولها حين اقترب هامسا فى اذنيها بنعومة.

= على فكرة مش عنيا بس اللى زايغة وقليلة الادب وايدى كمان تحبى حتى تشوفى.

اتبع حديثه يمر انامله ببطء فوق بشرة ظهرها الناعمة المكشوفة يصل بها الى حنايا عنقها يلامسها بنعومةلمسات كرفرفة الفراشة فى رقتها فجلست مكانها لاتقوى على الحركة تغمض عينيها دون ارادة منها للحظات مستمتعة بلمساته تلك لها غائبة تماما عما حولها حتى ضربتها صاعقة الادراك لما تفعله واستسلامها المخزى للمساته فتسرع بالنهوض من الفراش فورا وهى تلملم الغطاء معها تهتف به بغضب رافعة سبابتها امامه بتحذير شرس قائلة.

= اسمع اما اقولك مش علشان قدرت تجبنى انام هنا غصب عنى تفتكر ان الموضوع بقى سهل هتقدر تغصبنى على حاجة مش عوزاها انا بحذرك ايدك متتمدش عليا تانى
تراجع رائف الى الخلف يستند بمرفقه مرة اخرى فوق الوسادة يمرر عينيه فوقها بتمهل واستمتاع يسألها بخبث
= ولو مسمعتش الكلام هتعمليلى ايه؟
عندى فضول شديد اعرف هتعقبينى زاى ساعتها.

وقفت مكانها تتعاقب مشاعر الغضب والعنف فوق وجهها يتابعها هو بلذة واستمتاع لتزفر بمرارة والم تخفض وجهها ارضا هامسة بانكسار واستسلام
= ولا حاجة وانت عارف كده كويس زينة السكرتيرة الغلبانة اللى ملهاش اهلى ولا سند هتقدر تعمل حاجة ولا حتى تقولك لا ازاى مانت عارف ومتاكد دلوقت انك هتخلينى اروح معاك للشغل حتى ولو غصب عنى
ثم فجاءةرفعت وجهها اليها عينيها تلتمع بالنفور قائلة باقتضاب.

= علشان كده اتفضل اخرج من هنا علشان اغير هدومى وانزل معاك الشغل يا رائف بيه.

ضاقت عينيه بحدة فوقها يجلس مكانه بجمود لعدة لحظات صامتة لا يسمع فيها سوى صوت انفاسهم فى ارجاء الغرفة تقف هى فى انتظار ردة فعله على ما قالت تتابعه بتوتر وهو ينهض من مكانه مقتربا منها ببطء حتى وقف امامها بصمت لثوانى مراقبا لها بحدة فاخفضت عينيها تنظر ارضا بعيد عن نظراته الثاقبة لها تسمعه يزفر بعنف قبل يتحدث قائلا بهدوء يخفى تحت طياته الكثير من الغضب والاستهجان عاقدا حاجبيه بقوة وعبوس.

= تفتكرى انى ممكن اخد منك حاجة غصب عنك اجبرك فى يوم انك تتحملى لمستى ليكى
وانتى كارهة ده!
رفعت عينيها اليه بحدة ليتابع وعينيه تشتعل اكثر واكثر بغضبه المكبوت يكمل
= انا عمرى فى حياتى ماعملتها مش هبداها معاكى انتى بالذات يازينة لو حتى حصل ايه.

اما بخصوص طلبى منك تيجى الشركة فده لانى مقدرش اسيبك هنا لوحدك وانتى عارفة اسبب كويس مش لانى عاوز استقوى عليكى او استغل ضعفك زاى ما بتقولى يااريت تفهمى كده كويس لانى مش مستعد ابرر ليكى اى تصرف ليا بعد كده
امتدت انامله تمسك بذقنها يضغط بقوة يهمس بقسوة
= وهسيبك تفكرى زاى مانتى عاوزة ده ان مكنش ممكن كمان احققلك اللى بتفكرى فيه عنى وساعتها تقدرى وقتها تكرهينى بجد.
نفض ذقنها بعيدا بقسوة يتحرك مغادرا باتجاه الباب تاركا لها تقف بتخشب وصدمة مكانها قبل ان يلتفت لها مرة اخرى قائلا باقتضاب
= ادامك عشر دقايق تجهزى وتنزل حالا
ثم خرج صافقا الباب بعنف بينما وقفت هى مكانها باقدام مرتعشة يتسلل اليها الندم ببطء مزيحا من طريقه اى مشاعر اخرى بداخلها.

جلست فوق مكتبها تتابع بوجوم سهيلة والتى اخذت ومن اللحظة الاولى لها فى المكتب تلقى بالاوامر هنا وهناك كما لو كانت من تدير العمل منذ سنوات وليس منذ ساعات قليلة ترى زينة شاهى تكاد تنفجر غضبا وغيظا من تسلطها ومحاولتها الظهور بمظهر العالمة بكل شيئ تتصيد الفرص لدخول للمكتب الرئيسى فى كل لحظة ملبية هى اى استدعاء يأتى من داخله وهذا ما شكرتها عليه زينة سرا فهى لا تستطيع التعامل معه الان بعد ما حدث بينهم صباحا وما كل ماتفوهت به له وليعاملها بجفاء وتجاهل من بعدها يطلب فى كل مرة تدخل اليه سهيلة فيها ان تحضر شاهى ما يريد ان لم تستطع سهيلة التعامل مع مطالبه متجاهلا وجود زينة تماما ليظل الحال على هذا الوضع حتى استطاعت سهيلة فرض كامل سيطرتها على اجواء المكتب تدرك زينة من نظراتها الخبيثة الشامتة نحوها اانها تلاحظ تجاهله لها كما تعلم بوجود خلاف حاد بينهم ولكن زينة قابلت نظرتها تلك ببرود وعدم اكتراث حتى حان موعد استراحة الغذاء لتنهض شاهى بحدة من مقعدها تهتف.

= الحمد لله اخيرا هقدر اخرج بعيد عن هنا حتى لو لساعة ثم التفتت ناحية سهيلة تكمل قائلة بحنق وحدة
= جو المكتب بقى حاجة تخنق
ثم تختطف حقيبتها تسرع فى المغادرة فتبسم سهيلة ببرود تنهض هى الاخرى تسير بتمهل ناحية باب المكتب الرئيسى قائلة وهى تنظر الى زينة من خلف كتفها بدلال وميوعة
= اروح اشوف رائف لو كان يحب نخرج نروح مكان نتغدى فيه سوا.

فتحت الباب تدلف الى الداخل ثم التفتت تنظر الى زينة الجالسة بجمود فوق مقعدها تبتسم بخبث قبل ان تغلق الباب خلفها ببطء شديد لتنهض زينة من مكانها تهتف بحدة وغيرة لم تستطيع السيطرة عليها تسرع فى اتجاه المكتب
= ده فى احلامك لو حصل استنى عليا يا بوز الغراب انتى.

اسرعت تتجه الى باب مكتبه تفتحه فجاءة لتتسمر مكانها بغضب اعمى حين رات سهيلة تجلس امام رائف فوق المكتب يدها مستقرة فوق صدره تبتسم له برقة ليلتفتا هما الاثنين لها معا فور شعورهم بوجودها تعتدل سهيلةواقفة مبتعدة عنه تنظر اليها بكره لم تستطع اخفاءه لمقاطعتها عما كانت تنتوى فعله اما رائف فنظر اليها بلا مبالاة يسألها ببرود
= عاوزة حاجة يا زينة.

كادت ان تنفى وتسرع فى المغادرة مرة اخرى رهبة من برودته معها وخوفا من ان يحرجها امام تلك الخبيثة لكن نظرة سهيلة المنتصرة بشماتة جعلتها تتراجع فورا عما تنتويه لا تفكر كثيرا فيما ستفعله تحركها غيرتها فقط تدلف الى الداخل قائلة برقة
= ابدا يا حبيبى ان بس كنت جاية اسالك لو تحب نخرج نتغدى سوا
ضاقت عينى رائف عليها بحدة ودهشة لثوانى قبل ان تلتمع فجاءة بادراك فتلتوى شفتيه بابتسامة ساخرة قائلا بهدوء.

= لسه سهيلة كانت بتسالنى نخرج سوا
اخذت زينة تلوك شفتيها بتوتر فى انتظار اجابته ليلتفت ناحية سهيلة يبتسم له باعتذار متجاهلا زينة تماما يكمل
= بس لاسف مش هقدر سامحينى تقدرى تخرجى انتى وزينة وتتغدوا سوا
خرج رفض سريع مذعور من زينة وسهيلة فى وقت واحد قبل ان تتحدث زينة قائلة بتلعثم
= لااا انا مينفعش اخرج علشان، علشان...
توقفت تبحث عن عذر وحجة تخرج بها من ذلك المأذق حتى وجدتها لتهتف بسرعة ولهفة.
= انا لازم احضر ورق الاجتماع بتاع بعد الغدا فمش هينفع
ارتسمت فوق وجهها سهيلة ملامح الاسف الزائفة قائلة
= خسارة. بس معلش نعوضها فى يوم تانى
ثم تلتفت الى رائف تهمس له برجاء ودلال
= مش هتغير رايك وتيجى معايا
اشتعلت عينى زينة بالغيرة ترغب بالقفز عليها تقتلع شعرها من جذوره بيديها لكن انقذها منها اجابة رائف الحازمة حين قال وهو يمسك مرة اخرى بقلمه يعطى اهتمامه لاوراق امامه.

= معلش ياسهيلة مش هينفع روحى انتى اتغدى
زفرت سهيلة بهزيمة تتحرك مغادرة باتجاه الباب تتوقف بجوار زينة قائلا بدلال
= خلاص هجيبلك معايا غدا وانا جاية انا عارفة انت بتحب ايه.

ثم تلتفت الى زينة مبتسمة بتصنع لتغادر المكان تحت انظار زينة القاتلة حتى غابت تماما عن انظارها لتتلفت بحدة الى رائف تجده جالسا بهدوء فوق مقعده يمرر قلمه فوق الاوراق امامه سريعا متجاهلا وجودها تماما يستفزها بروده هذا فتلاعب بها شيطان غيرتها تدلف الى الداخل تهتف به بغضب اعمى
= شوف اما اقولك طول ما احنا متجوزين تحترمنى وتحترم وجودى فى حياتك كمراتك وبلاش شغل المسخ...

قطعت كلماتها بحدة حين راته يلقى بالقلم فوق المكتب بعنف ليسقط مرتطما بالارض ينهض من مكانه ضاربا بكفيه فوق سطح مكتبه وهو يحفض راسه يتنفس بعنف وحدة لترتجف فى مكانها حين رفع وجهه امامها عينيه مشتعلة بنيران غضبه يهتف بشراسة وهو يضغط على كل حرف من حروف كلماته
= انتى ايه؟ لسانك ده ايه؟ سمه اللى بترميه زاى رصاص ده ايه!

اخذت تتراجع باتجاه الباب تلتف تحاول الخروج سريعا قبل ان يأتى صراخه مناديا باسمها لتتوقف مكانها بوجه شاحب متوتر يصرخ عليها قائلا بنفور وحدة
= تانى مرة متدخليش هنا غير لما اندهلك ولاحسن ليكى وليا ماشفوش وشك لحد ميعاد خروجنا من هنا فاهمة.

هدر بكلمته الاخير بعنف جعلها تنتفض مكانها تومأ له بالايجاب تغادر فورا تغلق الباب خلفها ترتعش مستندة عليه للحظات قبل ان تسير باتجاه مكتبها لتتوقف بغتة يصل اليعا صوت عالى لتحطم شيئ بالداخل بعنف اتبعه صوت اهة الم قوية ارتجف لها قلبها خوفا ولوعة عليه فلم تنظر طويلا بل اسرعت مرة اخرى ناحية مكتبه تفتح بابه فورا دون تردد للحظة متجاهلة اوامر السابقة لها تدلف الى الداخل سريعا تهتف بلهفة وخوف وهى تراه يقف ظهره لها منحنى قليلا على نفسه.

= رائف مالك حصلك حاجة؟
لم يلتفت لها وهو يجيبها بحدة
= ملكيش دعوة وقلتلك متدخليش هنا من غير ما ابعتلك.

لم تعير حدته هذه المرة اهتماما تجوب بعينيها انحاء المكان لتفزع حين رات احدى المزهريات الكرستالية مهشمة فى ارجاءالمكان فدارت من حوله لترى مابه تصرخ بذعر حين راته يمسك بكفه المجروح يقطر دما لتسرع بالامساك بكفه بذعر تتلفت حولها تبحث عما توقف به الدماء فلم تجد حلا سوى ان تمد يدها تختطف منديله تلفه حول الجرح باصابع مرتعشة هامسة بصوت متحشرج خائف
= ليه كده يا رائف ليييه تعمل كده.
حاول رائف جذب يده من بين اناملها بعنف لكنها تشبثت بها تمسكها بايدى مرتعشة تشعر بدموعها تترقرق فى عينيها حين سمعت سؤاله بصوت مرير
= وده يهمك فى ايه اهو جرح زاى اى جرح
رفعت عينيها اليه تهمس بصوت متألم اجش
= لا يهمنى يا رائف وانت عارف انه يهمنى علشان كده بتتعمد توجعنى
جذب يديه بعنف من بين اناملها لمسكها بقوة من ذراعيها يقربها منه حتى التصقت بجسده يهتف بها باستهجان مذهول.

= انا يا زينة!انا اللى بتعمد ان كل كلمة تخرج منى تدبح؟ انا اللى بحاول ابين مع كل لمسة منك ليا انى افهمك اد ايه بكرهك وبشمئز منك
دفعها عنه مرة اخرى يعطى لها ظهره قبل ان يقول بصوت متألم
= فكرى كويس يا زينة وهتعرفى مين اللى بيوجع التانى
انزلت راسها بهم وحزن تدرك جيدا الان الى اى حد وصل بهم الامر وكيف اصبح شغالهم الشغال ان يؤلم كل منهم الاخر فلم تجد فى نفسها القدرة سوا ان تهمس له بصوت متالم اسف.

= اسفة يا رائف بجد اسفة مكنتش عاوزة فى يوم الامر يوصل بينا الامر لدرجة دى حتى ولو كان الفراق هو مكتوب لينا
التفت اليها بحدة ينظر اليها بعيون متأملة يزفر بقوة واستسلام يقترب يمسك بها مرة اخرى هامسا لها هو الاخر بصوت اجش
= وانا كمان اسف يا زينة. اسف انى دخلت واحدة فى برائتك وطيبتك وسط حياتى اللى مليانة سواد من غير حتى ما افهمها هى المفروض هتقابل ايه وكنت مستنى منها انها ترضى بيا وبعيوبى.

رفعت عينيها تهتف بامل ورجاء
= اناراضية يا رائف راضية وموافقة اواجه معاك اى حاجة بس عارفنى فهمنى اتكلم معايا متبعدنيش عنك وترجع تزعل وتغضب منى لما لمااشوف فيك الوحش بس
نزلت دموعها دون ارادة منها تغرق وجنتيها يتابعها رائف بوجه متألم منغلق تهمس له قائلة بتلهف
= كلمنى يا رائف احكيلى وصدقنى مش هتلاقى حد يفهمك ولا يخاف عليك ادى.

ساد صمت قاتل ارجاء الغرفة بعد كلماتها المتلفهة تلك شعرت مع كل دقيقة تمر بصمت بينهم باليأس يتسلل اليها وهى تراه يقف صامتا وجسد متجمد وجهه دون اى تعبير كما لو كان تمثال حجرى لاترى فيه اى لمحة من الامل تستطيع التمسك بها لتغص اكثر بالبكاء تشعر بان على وشك السقوط ارضا قدميها لا تتحمل وزنها وقد فقدت اخر خيوط احلامها وامالها معه
فابتعدت عنه ببطء تهمس من بين غصات دموعها.

= انا اسفة الظاهر انى غلطت لما فكرت اننا ممكن نكون...
قطعت كلماتها شاهقة حين اختطفها بين ذراعيه يسجنها بينهم يضمها اليه بلهفة جسده يرتعش بقوة هامسا بارتجاف دافنا وجهه بين حنايا عنقها
= انا اللى اسف يا زينة انى مش قادر اصونك وقدرك بس غصب عنى غصب عنى صدقينى.
زداد من احتضانه لها يقربها اكثر منه بقوة كادت ان تتحطم معها اضلعها تشعر بألم من قوته معها لكنها لم تمانع تظل صامتة لاتريد كسر تلك اللحظة حتى سمعت يهمس بألم
= ساعدينى يا زينة ساعدينى انا محتاجك معايا متسبنيش فى ضلمة قلبى تانى.

ارتعش جسدها كله تعاطفا معه و لهفة عليه تتألم لرؤيته بهذا الانهيار امامها وهى من عهدته قويا غير مبالى باحد او لشيئ يترجاها هى ان تنقذه من الظلمة بداخله تشعر بلهفتها وخوفها عليه يزداد فلم تشعر سوى وهى تقربه منها تحتضنه اكثر واكثر تبادله الاحتضان فيستكين جسده بين ذراعيها براحة انفاسه تتباطأ فوق بشرتها عنقها بضعف يمر بهم الوقت دون ان يتحرك احد منهم خوفا من كسر تلك اللحظة من السلام بينهم حتى ابعدها عنه برقه يستند بجبهته فوق جبهتها هامسا لها.

= لازم نتكلم يا زينة لازم تعرفى واحكيلك كل حاجة عنى
ابتسمت برقة له تهز راسها بالايجاب ببطء ليكمل بلهفة
= تيجى نمشى من هنا حالا ونروح الفيلا نتغدا سوا
نظرت اليه تلوك شفتيها قائلة باسفة
= مش هينفع انت عندك اجتماع مهم كمان ساعة مش هينفع يتأجل
زفر رائف باحباط قبل ان يخفض شفتيه امام
شفتيها يهمس بينهم
= طيب انا جعاان اووى مفيش حاجة اصبر نفسى بيها لحد ما نروح.

ارتفعت حمرة الخجل الى وجهها تصبغه بقوة تدرك ما يعنيه لكنها تجاهلت ما فهمته تهمس هى الاخرى بلؤم
= ماهى سهيلة هتجيبلك غدا وهى جاية استناها لما تيجى بقى
انفجر رائف بالضحك يضمها اكثر يقربها منه قائلا بخبث
= انتى شايفة كده خلااص زاى ما تحبى هستنى سهيلة وامرى لله
امسكت بياقة بدلته تشده اليها بعنف قائلة بتحذير حاد
= رائف احترم نفسك والا والله هتخلينى اولعلك فيها
خفض راسه يلثم شفتيها بنعومة يهمس فوقهم بلهفة.

= بتغيرى عليا منها يازينة؟
ابتلعت ريقها بصعوبة لا ترغب فى تعريه روحها امامه لا تستطيع اخباره بانها لا تغير عليه منها فقط بل تشعر باشتعال النيران فى قلبها وروحها كلما تذكرت ماذا كانت تعنى له سهيلة فيما فمضى ترغب فى اقتلاع عينيها كلما رات نظراتها اليه وتلهفها عليه لكنها لا تستطيع اخباره بكل هذا ليس هنا او الان لكن ربما لاحقا.

وقف رائف يتابع تعاقب المشاعر فوق وجهها يدرك ما يجول بداخلها من افكار ليهتف سريعا بنبرة مطمئنة لطيفة
= اول حاجة لازم نتكلم فيها سهيلة وحكايتها مش لازم حاجة تقف ما بينا بعد كده.

شع وجهها بالفرحة تهز راسها بالموافقة تفتح شفتيها تجيبه قبل ان يفتح الباب بقوة ودون تحذير تقف سهيلة بجمود على بابه تراقب تقاربهم هذا عينيها تدور بينهم بوحشية جعلت زينة تحاول التراجع بعيدا عن رائف لكنه زاد من احتضانها ينظر لها بتحذير قبل ان يلتفت الى سهيلة يسألها ببرود
= فى حاجة يا سهيلة محتاجة حاجة.

لم تجيبه فورا بل وقفت مكانها عينيها متجمدة فوق اجسادهم المتقاربة قبل ان تسرع فى تمالك نفسها ترسم بسمة متخشبة فوق شفتيها تدلف الى الى الداخل تحمل بيديها كيس ترفعه قائلة بلهجة مرحة مصطنعة
= لا ابدا انا بس جبتلك الغدا معايا زاى ما اتفقنا
نظر رائف باتجاه زينة بمرح عينيه يسألها بخبث فتتسع عينيها بنظرة تحذير وعبوس اليه لتشع عينه ببريق اثارة قبل ان يلتفت الى سهيلة مرة اخرى قائلا برسمية.

= شكرا يا سهيلة تعبتك معايا
وضعت سهيلة ما تحمله فوق المكتب قائلة بجمود
= لااا ابدا مفيش تعب ولا حاجة
وقفت للحظات تتنظر اليهم يسود الصمت الغرفة قبل ان تتنحنح قائلة بحدة
= عن ااذنكم انا هخرج اشوف الشغل اللى ورايا
غادرت بخطوات سريعة تغلق الباب خلفها بهدوء شديد لتحاول زينة التملص من بين ذراعيه قائلة بارتباك
= سيبنى رائف خلينى اروح اشوف شغلى قبل ما شاهى توصل هى كمان.
تركها رائف لكنها ليمسك بكفها بين انامله يجذبها خلفه يختطف الكيس الذى تركته سهيلة فوق الطاولة يتجه بها الى الاريكة يجلس ويجلسها فوق ركبتيه لتهتف زينة بخجل تحاول النهوض بارتباك
= رائف هتعمل ايه افرض خد دخل علينا تانى
انا مش ناقصة كسوف كفاية سهيلة واللى حص...
قطع حديثها بدس قطعة من الطعام فى فمها بعد ان اخرجها من الغلاف يهمس لها بحنان.

= مش هتخرجى من هنا قبل ما تتغدى وبعدين اللى يدخل يدخل انتى مراتى يا هانم لو ناسية
اخذت تلوك قطعة الطعام فى فمها ببطء تخفض وجهها باحراج وخجل لتشتعل عينيه باثارة يهتف باسف وخوف مصطنع
= زيييينة. انتى كنتى فاكرانى هعمل ايه لااا انا كده هبتدى اخاف واقلق على نفسى منك
ضربته بحنق فوق صدره ليبتسم بمرح يقترب منها قائلا بلؤم
= بس انا معنديش مانع خالص انى اخاف على نفسى منك.

ابتلعت زينة الطعام بسرعة تمرر لسانها فوق شفتيها قبل ان تحاول الحديث ردا عليه فتتابع عينيه حركة لسانها تشتعل عينيه باثارة وشغف فلم يمهلها لحظة واحدة قبل ان ينقض على شفتيها يقبلها بكل تحمله نفسه من شوق ولهفة لها قاومته هى للحظات قبل ان تستسلم لشوقها هى الاخرى ليغيبا عن العالم فى جنتهم الخاصة بهم لا رغبة لديهم فى الخروج ابدا منها.

عرفت يا غبى هتعمل ايه؟
هدر فريد بتلك الكلمات لذلك الرحل ضخم الجثةوالذ تظهر على ملامحه مظاهر الاجرام والقسوة الواقف امامه بخنوع يهز راسه بتأكيد قائلا بصوت خشن اجش
= متقلقش يا فريد بيه هى دى اول مرة نعملها
وقف فريد على قدمه يصرخ بعنف
= مش بقولك غبى وهتودينا فى داهية افهم ياحيوان افهم المرة غير اى مرة الغلطة فيها بعمرك كله انت واهلك كلهم فاهم يا طور
اسرع الرجل بهز راسه ولكن هذه المرة برعب وخوف.

فيلتفت فريد الى مدير مكتبه يسأله بجمود
= وانت فهمت هتعمل ايه وخلصت اللى قتلك عليه
هز الرجل راسه يهتف بتاكيد
= ايوه يا فريد بيه كل حاجة ماشية زاى ما حضرتك امرت بالظبط
ابتسم فريد بخبث عينيه تلتمع بالحقد يجلس مرة اخرى فى مقعده يتراجع بظهره فى مقعده هامسا لنفسه بسرور ولهفة.

= كده حلو اووووى ولو مشيت زاى مانت عاوز يا واد يا فريد يبقى محدش ساعتها هيقف بينك وبين زينة وجمالها اللى طير النوم من عينك من ساعة ما شوفتها.
مر الباقى من يومهم بهدوء وسلام ولكن لم يخلو الامر من بعض مضايقات سهيلة لها تجاهلتها زبنة فقد كانت تحترق بنار غيرتها كلما ارسل رائف لاستدعائها
وقد فعلها كثيرا بطريقة اشعرتها هى نفسها بالحرج امام اعيونهم المراقبة لها بتمعن كلما خرجت من عنده يشتعل وجهها بحمرة الخجل يرتسم الارتباك والتخبط فوق ملامحها تشتعل اعينهم فى كل مرة بالغيرة والحقد وخاصا سهيلة.

حتى اتت لحظة خروج رائف يقف امام باب مكتبه يناديها فترفع اليه انظارها ليسألها بعبث رأته فى عينيه غامز لها خفية
= زينة تعالى ثوانى فى المكتب عاوزك تدورى معايا على ملف شركة البنا
كادت زينة تنهض من مكانها حتى تحدثت سهيلة بلهفة
= انا هاجى معاك زينة ادمها شغل كتير وبعدين الملف ده انا اللى دخلته ليك الصبح وعارفة مكانه فين.

تقدمت منه سريعا تقف امامه فى انتظار ان يتقدمها للداخل لتراه زينة يضغط فوق اسنانه بحنق قبل ان يشير اليها بقلة حيلة ان تقدمه للداخل بنفاذ صبر وغضب مكبوت فتجلس زينة باحباط مرة اخرى فوق كرسيها وهى تراهم يدلفون الى المكتب مغلقين خلفهم الباب فجلست تنظر فى اثرهم اصابعها تتلاعب فى الاوراق امامها بشرود حتى تحدثت شاهى بصوت متلاعب خبيث.

= مش سهلة ابدا اللى اسمها سهيلة دى انا مش عارفة انتى طيقاها ازاى وانتى عارفة اللى كان بينها وبين رائف بيه زمان.

لم تعيرها زينة انتباها تدرك محاولتها لاثارة غيرتها وحنقها لذا ظلت ترسم الهدوء و عدم الامبلاة فوق وجهها وان كانت تشتعل فى قلبها نيران الغيرة تحرق الاخضر واليابس امامها ترغب فى اقتحام المكتب خلفهم الان تجر تلك السهيلة من شعرها فتلقى بها من اقرب نافذة الى الشارع لكن صوت العقل بداخلها طالبها بالهدوء و التروى لتذعن له
لكن لم تستسلم شاهى امام صمتها تكمل بخبث.

= دانا اسمع انهم زمان كانوا متعلقين ببعض اووى ورائف بيه اتوجع اووى لما اتجوزت غيره وكان عاوز...
هنا لم تستطع زينة الصمت تلفتت ناحيتها ببطء قائلة بكل هدوء حاولت اظهاره فوق ملامحها
= شاهى بقولك ايه ما تخلينا فى شغلنا احسن وزاى مانتى بتقولى كااان زمان وانتهى يبقى ملهوش لازمة كلامنا فيه.

احتقن وجه شاهى بالغيظ والاحراج تهم بالرد عليها لكن يفتح باب المكتب الرئيسى تخرج منه سهيلة بغضب وجهها شديد الاحتقان قبل ان يصدع صوت رائف مناديا لزينة والتى اسرعت بالنهوض سريعا فى اتجاه مكتبه تلبى ندائه تغلق خلفها الباب لتهمس سهيلة تلوك شفتيها بحنق وغيظ قائلة بهمس
= بقى كده يا رائف طيب يا انا يا انت ونشوف مين فينا نفسه طويل
...

ما ان دخلت الى المكتب حتى اسرعت اليه هاتفة بقلق تتجه اليه سريعا عندما راته يستند براسه على ساعديه فوق مكتبه
= مالك يا رائف؟ انت تعبان؟ فى حاجة وجعاك؟
لم يتحرك من مكانه بل ظل على وضعه حتى وقفت امامه تماما لتشهق بذهول حين احاط حصرها بكفيه فجاءة يجذبها اليه يجلس فوق ركبتيه يضمها اليه بلهفة دافنا وجهه فى عنقها هامسا بصوت ملهوف
= وحشتينى اووى
ضمته زينة اليها تبتسم برقة قائلة.
= وانت كمان وحشتنى بس انا لسه كنت معاك من دقايق
ضغطتها ذراعيه اكثر اليه يرفع وجه اليها عينيه تلتمع بشدة قائلة بعتاب
= علشان كده سبتى سهلية تيجى هى معايا ضحكت زينة بصوت بدى له كصوت موسيقى ماس قلبه بقوة ليجعل من دقاته عالية ملهوفة تشعر بها تحت اناملها الملامسة لصدره قائلة له بخبث ودلال
= بس واضح انك قدرت تخلص منها وترجع تندهلى تانى
زفر رائف بحدة قائلا.

= متفكرنيش دانا عملت المستحيل علشان اخرجها من هنا بجد كانت حاجة تخنق
زفرت زينة هى الاخرى قائلة بحنق
= عارف انا كنت هقوم واركم واخنقها بايدى بس ملحقتش ولقيتها خرجت على طول
رفع رائف انامله يتلمس وجهها بحنان ورقة حتى توقفت انامله ونظرات عينيه فوق شفتيها يهمس بشغف
=سيبك منها دلوقت بعدين نفكرلها فى حل انا عاوزك فى حاجة اهم
زينة هامسة هى الاخرى بخجل
= ويا ترى ايه هى بقى الحاجة دى
خفض وجهه اليها يهمس.

= هقولك حالا ايه هى
ثم ينقض على شفتيها يقبلها بلهفة وحنان لا تجد امامهم حلا سوى ان تبادله اياهم هى الاخرى غائبان عن العالم لوقت طويل لم يشعرا بمروره حتى طلبت رئتيهم للهوا ليبتعد رائف عنها هامسا بلهاث
= هو اليوم ده مش عاوز يخلص ليه خلينا نروح بيتنا
= رفعت زينة اصبعها امامه قائلة بتحذير مرح ودلال
= علشان نتكلم مع بعض ونقول كل حاجة جوانا
ابتسم رائف ابتسامة خبيثة هامسا امام شفتيها بلؤم.

= طبعا وهو انا قلت غير كده ده حتى هيبقى احلى كلام غير كلامنا هنا خالص
نكزته فى صدره تهتف باسمه بنبرة تحذير ساخطة لينفجر ضاحكا تهز ضحكته ارجاء المكان لتحاول زينة النهوض تتصنع الغضب قائلة بتأنيب
= كده يا رائف طب اوعى بقى خلينى اشوف شغلى و مش عاوز منك اى كلام هنا او هناك
ثبتها مكانها يضمها اليه رافعا عينيه اليها قائلة بعبث
= طب عينى فى عينك كده.

تلاقت اعينيهم لوهلة هو بخبث وعبث نظراته وهى بخجل وارتباك حتى تغيرت نظراته فجاءة امام عينيها فتصبح اكثر قاتمة تظللها ظلال الرغبة فورا ليسود جسدها التوتر والترقب حين شعرت بانامله تزداد ضغطا فوق جسدها وهى تراه يقترب مرة اخرى منها انفاسه تزداد خشونة كلما اقترب منها حتى اصبح وجهه ملاصقا لها ما ان كاد يلامس شفتيها المتلهفة له مرةاخرى حتى فتح الباب بعنف تدلف الى الداخل سهيلة المرتعبة هاتفة بلهفة بخوف.

= الحق مصيبة يارائف فر...
قطعت كلماتها بحدة تتسمر امام الباب تشع عينيها بغل لن تستطيع مدارته حين وقعت عينيها على منظرهم هذا فتسرع زينة بالنهوض سريعا تحاول تعديل من وضع ملابسها ليتلتفت رائف الى سهيلة هاتفا بغضب وحنق
= اظن من الذوق تخبطى على الباب قبل ما تدخلى مش فى سوق احنا هنا
ابتسمت سهيلة بسخرية تنظر الى زينة بحقد تلوى شفتيها
= اسف. بس فى ناس عاوزين يقابلوك بره.
رائف بحدة وغضب مكبوت محاولا السيطرة عليه
= تانى مرة متحصلش اى كان اللى عاوزنى فاهمة
قالت سهيلة بخبث وهى مازلت واقفة تنظر الى زينة الواقفة بتوتر تتابع ما يحدث بخجل وارتباك
= حتى ولو كان البوليس
تنبهت حواس زينة رائف فورا ليهتف رائف بدهشة
= بوليس! وايه اللى هيجيب البوليس هنا.

هزت سهيلة كتفها بعدم اكتراث لينهض رائف من مكانه يتجه الى الباب الخارجى بخطوات سريعة تتبعه زينة تتجاهل سهيلة وازدراء نظراتها لها تتوقف خلف رائف بصدمة حين رات العديد من رجال الشرطة بزيهم الرسمى يتوسطهم رجل فى زى عادى يتحدث الى رائف باحترام
= ممكن يا رائف بيه تتفضل معانا
رائف بهدوء وهويجول بعينه فى وجوه المحيطين ارجاء المكان قبل ان تتوقف مرة اخرى فوق محدثه
= طيب مش افهم اللى حصل الاول.

تحدث الرجل بنبرة هادئة هو الاخر
= حضرتك مطلوب ادام النيابة بتهمة حاولة قتل رجل الاعمال فريد شكرى
شهقت زينة بصدمة تضع يدها فوق شفتيها حين التفت لها رائف بنظرة تحذرية قبل ان يلتفت مرة اخرى الى رجل الشرطة قائلا بهدوء
= ممكن اعرف التفاصيل بالظبط وليه انا بالذات اتوجه ليا التهمة دى
تنحنح رجل الشرطة قائلا.

= من حوالى ساعة تم ضرب النار عليه وهو دلوقت فى المستشفى ممنوع عنه الزيارة بس الاتهام اتوجهلك من مدير مكتبه اللى قال فى التحقيقات انك الوحيد اللى بينك وبينه خلاف وانك روحتله شركته من كام يوم تتخانق معاه وهددته بالقتل ادام كل موظفين شركته
هتفت سهيلة بذهول وعينين متسعة بفرحة لم تستطيع السيطرة عليها
= انت عملت كده فعلا يا رائف هددته بالقتل علشانى.

التفتت اليها زينة ورائف فى لحظة واحدة لتبتلع لعابها بتوتر حين رات نيران الغضب فى عينيه موجه لها اما زينة فقد تمنت فى تلك اللحظة ان تنفذ تهديدها بخنقها فعلا لتخرج روحها بيديها هنا والان ولا بيد احد سواها
التفت رائف مرة اخرى ناحية ضابط الشرطة قائلة بهدوء مصطنع
= طيب تقدر حضرتك تتفضل وانا هجيب المحامى بتاعى واحصلك
ارتسم الاسف فوق ملامح رجل الشرطة قائلا.

= اسف يا رائف بيه بس ده امر ضبط واحضار من النيابة ولازم القوة هى اللى تنفذه
هز رائف راسه بتفهم يلتفت الى شاهى الواقفة بجوم وصدمة
=شاهى اطلبى ياسر وخليه يجيب المحامى ويحصلنى
كاد ان تحرك للمغادرة لكنه توقف مرة اخرى يتجه الى زينة بوجهها المرتعب وعينيها المتسعة بذهول بخوف يمد انامله يتملس وجهها برقة قائلا لعينيها الملتمعة بدموعها بتأكيد وابتسامة حنون.

= متخفيش كده اكيد سوء تفاهم وهتحل على طول ساعة بالكتير هكون هنا معاكى اتفقنا
هزت راسها بضعف تحاول رسم ابتسامة فوق شفتيها لكن تفشل لتتساقط دموعها بدلا عنها ليزفر رائف بحدة تسرع انامله فى مسح دموعها بلهفة قائلا برجاء ومتجاهلا كل العيون المراقبة لهم
= بعدين معاكى بتعيطى ليه دلوقت علشان خطرى متزعليش وزاى ما قلتلك كلها ساعة وراجع يلا بقى عاوز اشوف ابتسامتك ليا قبل ما امشى.
حاولت رسم ابتسامة فوق سفتيها لتخرج منها ضعيفةمرتعشة ليراها رائف ليضغط فوق شفتيه بتوتر والم لثوانى موجعة قبل ان يلتفت الى رجل الشرطة ترتسم فوق ملامح الجدية والحزم
= اتفضل حضرتك انا جاى معاك
اشار اليه رجل الشرطة بان يتقدمه ليغادروا بسرعة جميعا تاركين خلفهم جو يسوده القلق والخوف تجلس زينة فوق احد المقاعد بضعف.

عينيها متسعة بذهول تذرف الدموع بغزارة اما شاهى فاسرعت بالاتصال بياسر تنفيذا لاوامر رائف بينما تقف سهيلة ظهرها لهم تهمس بدهشة وغبطة حقيقية
= معقولة الامور توصل لكده بين الاتنين انا مكنتش متخيلة ان ده كله يحصل علشانى ابدا.

وقفت مها تزفر بقلة حيلة قائلة بحنان لزينة المستلقية فوق الفراش وهى مازالت تبكى بصوت يتقطع له نياط القلب
= كفاية كده يا زينة علشان خطرى يعنى العياط هيعمل ايه دلوقت وبعدين ياستى ما ياسر لسه مكلمنا وطمنا عليه
زينة بصوت مختنق من اثر دفنها لوجهها بالوسادة
= انتى مسمعتيش انه هيبات هناك الليلة ومش هيخرجوا الا لما الزفت اللى اسمه فريد حالته تسمح بالكلام
جلست مها بجوارها تمسكها لتنهض قائلة بحنان.

= ان شاء الله هتعدى على خير وهيرجعلك بالسلامة
ارتمت زينة فى حضنها تبكى بلوعة
= انا مش عارفة حظى وحشمعاه ليه كل ما اقول خلاص هتتحل وهتبقى حياتنا سوا كويسة تطلعلى مصيبة من اى ناحية
ربت مها فوق راسها برقة
= بطلى عبط ايه حصل لده كله ده سوء تفاهم وهيتحل استحالة الموضوع هيكبر عن كده وبكرة هتلاقيه رجعلك بالسلامة بس انتى بطلى اللى بتعمليه فى نفسك ده.

دوى صوت سهيلة الحاد ارجاء الغرفة يأتى من اتجاه الباب الواقفة امامه تضع يدها فى خصرها قائلة بنفاذ صبر
= مش هنخلص بقى من شغل العيال ده ونقوم نشوف هنتصرف ازاى لحد ما رائف يخرج
همت زينة بالرد عليها لتفرغ فيها كل غضبها والمها فى تلك اللحظة لكن جاءت ضغطة قوية من انامل مها فوق يدها لتوقفها تنظر لها بتحذير قبل ان تلتفت الى سهيلة الواقفة بتحدى وثقة بالنفس قائلة بسماجة.

= تقدرى حضرتك تنزلى وتشوفى انتى تقدرى تتصرفى ازاى وزينة لما تهدى هتنزل وراكى حالا
رمقتهم سهيلة من اعلاهم الى اسفلهم بازدراء قبل ان تغادر تغلق الباب خلفها بعنف لتلتفت مها الى زينة قائلا باشمئزاز
= يا ساتر على دى بنى ادمة انا مش عارفة هى قاعدة هنا بتهبب ايه بتتكلم كده بانهى صفة
= اخذت زينة تجفف عينيها قائلة بعبوس
= ليها حق مش كل اللى بيحصل بسببها والاتنين عاملين مصارعة تيران علشان خاطر عيونها.

نهضت مها واقفة قائلة بهدوء
= بطلى عبط. متديش ليها حجم اكبر من حجمها كل الحكاية ان الاتنين اكبر منافسين لبعض فى السوق وطبيعى ان لواحد فيهم حصله حاجة التانى يتهم فيها على طول
احنت زينة راسها قائلة بألم
= هى منافسة بس مش منافسة شغل زاى ما بتقولى
رفعت وجهها عينيها تلتمع بدموعها والم روحها قائلة بسخرية مريرة
= ده راح اتخانق معاه و هدده بالقتل علشانها يامها وتقوليلى منافسة.

صمتت مها لاتدرى ماذا تقول لكنها اسرعت قائلة بجدية بعد حين
= برضه مش مصدقة وحتى لو زاى ما بتقولى ورائف فعلا هدده يبقى اكيد بسبب حاجة تانية ومش علشان الحيزبونة دى خالص
لم تنطق زينة بحرف بل جلست صامتة يسود وجهها الشحوب لتسرع مها قائلة بحزم
= قومى يلا اغسلى وشك كده وحصلينى على تحت اكون قلت لمدام عزة تجهزلك حاجة تكليها وبعدين نكلم ياسر نشوف الامور وصلت لفين.

هزت زينة راسها بالموافقة بضعف لتتجه مها ناحية الباب لتغادر تغلق الباب خلفها بهدوء لترتمى زينة فوق الفراش تبكى بشدة دافنة وجهها فى وسادته تستنشق عبيرها باشتياق والم يمر بها الوقت لا تدرك مداه حتى تصاعد رنين هاتفها لتنهض جالسة تختطف الهاتف بلهف تضغط زر الاجابة سريعا دون رؤية هاوية المتصل يملؤها الامل ان يكون هو على الطرف الاخر تهتف بلهفة وصوت مختنق اجش من اثر البكاء
= رائف حبيبى!
قابلها الصمت من الطرف الاخر قبل ان تصدع ضحكة خشنة ساخرة يعقبها صوت لم تستطع التعرف عليه لتعقد حاجبيها بتوتر حين قال ساخرا
= يا عينى الحب وجماله ياريتنى انا اللى شفيفك الحلوة دى تنطقها علشانى
ارتجف كل جسدها بخوف وارتعاب تسال عن هوية المتصل بصوت مرتجف ليجيبها بصوت الاجش الساخر
=لااااا انا كده هزعل بقى كده متعرفيش صوت فريد الجدع والشهم اللى فتح عينك على رائف ومصايبه
ليكمل بعد لحظات صمت ممتدة قائلا.

= ايه اتصدمتى كنتى فكرانى فى المستشفى بموت لاا متخفيش عليا عمر الشقى بقى
زينة برجفة لم تستطيع اخفائها هامسة
= بس ازاى ده النيابة بتقول ان حالتك خطر ممنوع عنك الزيارة
دوت ضحكة فريد فى الهاتف تصل اليها ليزداد جسدها ارتجافا وخوف تسمعه يقول بسخرية وثقة.

= اللى عاوزه هو انا اللى بيحصل وبس زاى مثلا ان اضرب بالنار وادخل مستشفى تبعى والدكتور يقولهم اللى انا طلبت منه يقوله وزاى ما برضه مدير مكتبى قال اللى انا قلتله يقوله
وزاى ما اللى ضرب عليا نار ممكن يظهر فى اى لحظة ويقول اللى عاوزه انا يقوله هااا عرفتى بقى ده حصل ازاى.

كانت زينة اثناء حديثه ترتجف بقوة يصل اليها مقصود حديثه فيرتجف قلبها بعنف تتعالى ضرباته تضع يدها عليه بالم تخشى ان يتوقف مش شدة رعبها تهمس بخشية
= انت عاوز منى ايه؟طالبنى ليه؟
تنهد فريد بطريق مسرحية قائلا بطيبة مزيفة
= ابدا ان بس حبيت اعرفك خروج رائف من المصيبة دى فى ايد مين
ليهتف بتحذير مصطنع.

= ده شروع فى قتل يا زينة وكمان البيه ثبتها على نفسه لما جاى الشركة وهددنى ادام الكل يعنى ثابتة وعليه اكتر من شاهد ويا سلام بقى لو اللى ضربنى بالنار ظهر هو كمان وقال ان رائف الحديدى هو اللى وزنى يااااا دى فيها على الاقل 10سنين شروع فى قتل
زينة بصوت خافت مرتجف
= وعاوز منى انا ايه ومش خايف اقول لرائف على سمعته دلوقت
فريد بوحشية يخرج كل حرف من فمه حاقد مغلول.

= متقدريش علشان ساعتها مش هيكفينى ادخل السجن بس لاا دانا هخليكى ارملة تلبسى عليه الاسود وبرضه هتبقى ليا وبتاعتى صرخت زينة بارتجاف ورعب
= انت بتقول ايه انت اكيد مجنون
فريد بصوت مرتجف بشوق كاد ان يصيبها بالغثيان
= مجنون بيكى من ساعة ما شوفتك وانا مابنمش نار بتولع فيا وانا بتخيلك انك ليه هو وبتاعته بياخد منك كل اللى هو عاوزه بيلمس جسمك وايده بت...

صرخت زينة بهستريا تحاول ايقاف سيل كلماته الوقحة لها تصرخ به
=اخرس خالص انت زاى بتكلمنى كده
ضحك فريد بسخرية يهتف بلهفة.

= انا دلوقت فى مرحلة الكلام بعد كده محدش هيمنعنى اعمل اى حاجة عاوزها معاكى فكرى فى كلامى كويس واعرفى ان كل الخيوط فى ايدى وان رائف حتى ولو فلت منها بفرقعة صوابع منى هيلبسها ولا اجدع محامى هيقدر يعمله حاجة وفى السجن بقى محدش ضامن عمره ياعالم هيجراله فيه ايه شوفى انتى بقى تحبى تختارى ايه تبقى ارملة فى عز شبابك وتتفضلى ندمانة عمرك كله انك كنتى السبب فى موته ولا تعيشى ملكة متوجة معايا وهو كمان يعيش عمره اللى مكتوب له فكرى يا قمرى وانا مستنى ردك على نار.
صمت قليلا فى انتظار حديثها لكن قوبل بشهقات بكاء اليمة تأتى من طرفها ليهمس لها برقة
= شوفى علشان انتى بس صعبتى عليا بكرة وعلشان خطرك انتى بس هتتحسن حالتى هخرجلك حبيب القلب علشان بس تعرفى انا طيب اد ايه بس متحلميش باكتر من كده وفكرى كويس فى كلامى قبل اى قرار هتاخديه يلاا سلام ياسارقة النوم من عينى بجمالك.

لم تنطق بحرف يدها ممكسة بالهاتف بقوة اناملها متخشبة فوقه لعدة دقائق حتى بعد اغلاقه للهاتف من طرفه تنظر امامها بصدمة تشعر بعقلها فارغ تماما من الافكار لا تدرى كيف لها ان تتصرف فيما جرى قلبها يؤلمها بعنف كلماته تدوى بداخل عقلها مرارا وتكرارا كتسجيل تالف حتى اخيرا تحرر جسدها من غيبوبته ليسقط الهاتف من يدها ببطء عينيها تنزف دموعا حارقة تشعر حالها كما لو كانت مقيدة الايدى والارجل ثم يلقى بها فى بحر هائج ويطلب منها السباحة ومحاولة النجاة.

فظلت على حالها هذا ترتمى فوق الفراش ترتجف بعنف تلقى بالغطاء فوقها تلتف حول نفسها بوضعية الجنين صامتة لا يتحرك شيئ فيها الا عيونها بدموعها الصامتة لتدخل عليها مها بعد حين لتراها على هذا الحال فتظنها وقد خلدت الى النوم فتقرر تركها لحالها ظنا منها ان النوم افضل حلا لها فى حالتها هذه لتخرج وتغلق الباب خلفها بنعومة تاركة تلك المستلقية فوق الفراش كالجثة هامدة بلا روح.

لاتدرى زينة كيف جرفها النوم فلم تستيقظ منها سوى على لمسات فوق وجهها كرفرفات الفراشة وانفاس دافئة تحيط بانفاسها لتهمس بنعومة باسمه وهى مازالت مغمضة العينين تظن نفسها داخل حلم جميل لا ترغب فى الاستيقاظ منه لكن نبهتها ضغطة فوق شفاها تسحب منها الانفاس فتسرع بفتح عينيها بفزع سرعان ما تحول لشهقة فرحة ابتلعتها شفتيه الضاغطة بقوة فوق شفتيها يقبلها بلهفة قبل ان يتنفس رائف بقوة مبتعدا عنها ببطء وتردد عينيه تجوب وجهها بلهفة وشوق لتسرع هى الاخرى تطمن عليه بعينيها تراه يرتدى ملابس بيتية للنوم شعره مبلل لتدرك بانه قد حضر منذ زمن لتسأله لتأكيد ظنها.

= انت هنا من زمان؟
هز راسه بالايجاب لكنه لم يجيبها بل انحنى يلثم شفاها مرة اخرى ولكن هذه المرة برقة اذابتها يرفع وجهه بعدها عينيه تعود لملامحها مرة اخرى بشوق لتساله هامسة
= طيب ماصحتنيش ليه اول ما وصلت
اجابها بصوت هامس اجش
= كنت هعمل كده بس شوفت الدموع دى قلت اسيبك تنامى وترتاحى
واتبع كلماته يمرر سبابته فوق وجنتها الملطخهة بدموعها لتبتسم هى برقة تمازحه
= طيب وايه حصل خلاك تغير رايك وترجع تصحينى.

همس بلهفة وشوق عينيه تفور بالمشاعر قائلا
=وحشتينى يا زينة مكنتش متخيل ليلة واحدة اقضيها بعيد عنك هتعمل فيا كل ده وحشتينى اوووى.

نطق كلمته الاخيرة متأوها بقوة يحنى راسه فوقها يقبلها بقوة ولهفة يقتل شوقه لها بقبلاته المشتقاهة لها بادلته هى اياها بشوق لا يقل عنه مستسلمة لمشاعرها المتلهفة له هو تسيطر عليها فجاءة فكرة انها قد تفقده يوم لتجعلها هذه الفكرة اكثر استسلاما لعاطفتها تسكت اى صوت يطالبها بالتعقل او التمهل فى عواطفها لتجرفهم مشاعرهم الى نقطة اللا رجوع تسلم له كل حصونها ومشاعرها بترحاب ولهفة تسلم له مع مرور كل لحظة اشتياق بينهم المزيد والمزيد دون تفكير او لحظة ندم واحدة.
تيقظت جميع حواسه حين وصل اليها صوت شهقات بكاء مكتومة يهب من نومه بفزع وهو يلتفت ناحيتها بلهفة وسرعة فيجدها تلتف على نفسها تضم جسدها اليها والذى اخذ بالاهتزار نتيجة محاولتها كتم شهقاتها حتى لا تصل اليه فلم يجد فى نفسه القدرة سوى على مراقبتها لعدة لحظات شعر خلالها كان هناك سكين حاد يتغمد قلبه وهو يراها على هذا الحال ليجد نفسه دون ارادة منه يسرع.

بالاقتراب منها واضعا يده فوق خصرها يشدها ناحيته ليلتصق ظهرها بصدره يشعر بتخشب جسدها وشهقتها الفزعة من حركة تلك لكنه لم يعيرها اهتماما بل اخذ يزيد من احتضانه لها حتى استرخى جسدها عليه فيخفض شفتيه نحوها اذنها يلثمها بحنان هامسا بعتب
= لدرجة دى ندمانة على اللى حصل وزعلانة يا زينة؟
اسرعت تهمس بصوت متحشرج تهز راسها بقوة
= لااا ابدا يا رائف انا بس...
زفر بارتياح خفى يسألها برقة وهو يزيد من ضمها الى صدره.

= انتى ايه يا زينة. عرفينى اتكلمى معايا
هنا لم تستطع الصمود تلفت بجسدها اليه تضمه هى الاخرى بقوة تهتف بجزع
= خايفة يا رائف. خايفة تحصل حاجة وتبعدنا عن بعض
ابتسم رائف بحنان هامسا لها يطمئنها بنبرة واثقة حنون
= وليه كل ده ايه اللى مخوفك بالشكل ده؟ انا عمرى فى حياتى ماهبعد عنك ولا هسمح لاى حاجة او اى حد يبعدنا عن بعض ابدا
تراجعت زينة عن قليلا تهتف بامل
= بجد يا رائف
انحنى رائف يقبل جبهتها برقة هامسا.

= بجد يا عيون رائف
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل فورا تبتسم هى الاخرى قبل ان تهمس له بقلق
= رائف كنت عاوزة اسالك عن حاجة بس لو مش عاوز تجاوب بلااش انا مش هز...
قاطع رائف حديثها ينحنى فوق شفتيها يقبلها برقة ونعومة قبل ان يهمس امامهم
= اسالى زاى مانتى عاوزة بس بسرعة علشان عندى انا كمان اسئلة كتر اوووى
عقدت زينة حاجبيها بتركيز تساله بدهشة
= اسئلة؟ طيب ايه هى قولها دلوقت
رائف وهو يقترب منها قائلا بصوت خافت خبيث.
= لااا بعد سؤالك انتى اصل انا هبقى عاوز الاجابة على كل سؤال هسأله براااحة وعلى اقل من مهلنا
زينة بأجتجاج خجول هاتفة باسمه ليهز رائف كتفه ببراءة مزيفة
= انا قلت ايه دلوقت؟
هز راسه باسف مصطنع يكمل
= تانى يا زينة دماغك بتاخدك لبعيد وفعلا هبتدى اخاف على نفسى منك
نكزته فى كتفه ثم نهضت تحاول الابتعاد عنه قائلة بغضب مصطنع
= كده يا رائف طيب اوعى بقى خلينى اقوم ولعلمك انا زعلانة منك.

ضحك بقوة بينما يمسكها من ذراعيها يوقف ابتعادها عنه يجعلها تستلقى مرة اخرى قائلا بصعوبة من وسط ضحكاته
= طب خلاص متزعليش حقك عليا اقولك..
ضمها اليه بقوة يستلقى بجسده فوقها تمر عينيه فوقها ببطء لتتغير نظراته المرحة الى اخرى اكثر حرارة تلتمع بشغف قائلا
= تعالى اقولك انا عاوزك فى ايه الاول وابقى اسالينى بعدين على اللى انتى عوزاه.

لم يمهلها سوى ثانية لالتقاط انفاسها قبل ان ينقض على شفتيها يلتقطها بين شفتيه يبثها من خلال تلك القبلة كل الشغف واللهفة بداخله اتجاهها لترفع اناملها هى الاخرى حول عنقه تتحرك برقه حوله قبل ان تدفنها فى خصلات شعره تجذبه نحوها تماثله شغفا ولهفة يغيبا عن كل ماحولهم داخل عالمهم الخاص بهم وبمشاعرهم فقط.

داخل غرفة فى احدى المستشفيات خاصة
صرخت سوزان بعنف فى فريد الجالس فوق الاريكة براحة وعدم اهتمام بغضبها
= انت اتجننت يا فريد تضرب على نفسك النار علشان تتهم رائف هى وصلت معاك لكده
فريد بلا مبالاة وعينيه تتابع احدى مبارايات كرة القدم داخل التلفاز
= انا كنت فاكر انك هتفرحى انى هخلصك منه خالص
التفت سوزان لتقف امامه تمنع عنه رؤية التلفاز قائلة بعصبية وغضب.

= افرح بايه ياسى فريد وانا هستفيد ايه لما رائف يتسجن ماهو هيفضل متجوز البت دى حتى لو اتسجن
تراجع فريد يستند بظهره الى الاريكة ينظر ناحيتها قائلا بخبث
= لاا مانا هيريحك من هى كمان وهتبقى ليا بمزاجها او غصب عنها
توجست عينى سوزان تهمس بتحذير
= فريد انتى ناوى على بالظبط بصراحة انا بدات اخاف منك ومن جنانك
حاولت ابتلاع لعابها قبل ان تكمل بخوف وصوت متردد.

= بصراحة كده انا عاوزة الغى اتفاقنا انا مش اد جنانك ولا مستعدة اروح فى داهية بسببك
نهض فريد من مكانه غاضبا عينيه تلتمع بجنون لتصرخ بعنف والم حين مد يده يجذبها من شعرها ناحيته ينحنى فوق وجهها متجاهلا المها الظاهر فوقه تزداد قبضته قسوة مع كل حرف يخرج من فمه
= مش بمزاجك يا حلوة ولا انا تحت امرك مش بعد كله اللى عملته ده تقوليلى مش عاوزة.
تقابلت عينيهم للحظات كانت تستعطفه بنظراتها المتألمة والدموع بداخلهم ليتركها ليدفعها بعنف بعيدا عنه لتسقط ارضا تصرخ بالم قبل ان ينحنى اليها جالسا على عقبيه قائلا بتحذير شرس ووجه محتقن
= انا مش هكرر كلامى ده تانى ولو حصل وعرفت انك بتلعبى من ورايا ياسوزان...
مد سبابته يمررها فوق وجهها يحفر من خلاله فوق وجنتها ضاغطا بقسوة يكمل بشراسة
= مش هقتلك لاااا بس ساعتها تبقى تقولى على جمالك ده يا رحمان رحيم فاهمة.

هزت راسها برعب وهستريا قبل ان تحاول ان النهوض تختطف حقيبتها وتسرع فى المغادرة بخطوات متعثرة مرتعبة كان هو وقتها يقف مراقبا لها عينيه تلتمع بالنشوة هامسا بسخرية
= قال ترجعى فى كلامك قال اومال هقهر رائف ازاى واشوفه مكسور ادامى وانا واخد منه مراته قصر امه فى وقت واحد ده حلم حياتى اشوفه مذلول ادامى ابن الناس الاكابر.

اغمضت عينيها بضعف تتوسد راسها صدره بانفاسه المتسارعة تشعر بالاجهاد والنعاس يزحف اليها لتسقط فعلا فى اغفاءة افاقت منها على انفاسه تلامس جبهتها قبل ان يطبع قبلة رقيقة فوق يسألها برقة
=كنتى عاوزة تسألينى عن ايه بقى؟
تنبهت كل حواسها يهرب منها النعاس فورا يتوتر جسدها المضموم بين ذراعيه ليدرك هو كل هذا ويشعر به فيسألها يمد يده الى ذقنها يرفعه اليه و عينيه تجوب وجهها باهتمام.

= لدرجة دى الموضوع مهم اووى كده
خفضت عينيها عن نظرات المتفحصة تعض فوق شفتيها بارتباك فيزفر رائف بقوة قبل ان يتحدث لها بحنان
= طيب ولو قلتلك انا عارف انتى عاوزة تسالى عن ايه؟
رفعت عينيها اليه مرة اخرى متسعة بدهشة ليهز راسه قائلا بتاأكيد
= فعلا انا روحت لفريد شركته علشان اهدده
اسرع يكمل حين فتحت فمها لتتحدث قائلا بسرعة يسألها
= عاوزة تعرفى لو كان تهددى ده علشان سهيلة ولا لا مش كده؟

اغلقت شفتيها تلوكها بتوتر ليسرع هو فى تحرريها من بين اسنانها قبل ان يمرر ابهامه فوقها برقة يمسدها قائلا بانفاس متسارعة لاهثة عينيه لا تفارق ابهامه يتابع حركته البطيئة فوق شفتيها
= لااا يازينة مش علشان سهيلة ولا هى تهمنى فى حاجة علشان اعمل كده علشانها
همست شفتيها بخفوت من خلف ابهامه الساكن فوقها تسأله
= طيب ليه روحت الشركة بتاعته وهددته بالقتل لو مش علشان سهيلة يبقى علشان ايه.

تنهد رائف بقوة قبل ان يقول بخفوت
= علشانك انتى يا زينة مش علشان حد تانى
شحبت ملامحها بشدة تسأله بتوجس
= علشانى انا طيب ليه...
زفر رائف بقوة انفاسه تتسارع بغضب ووحشية هاتفا بشراسة
= الكلب بيتصل بيا يعرفنى انه شافك ليلة ما هربتى لشقة اهلك وبهنينى على جمالك وبتعزل فيكى ادامى فكان لازم يعرف انا ممكن اعمل ايه لو فكر بس انه يقربلك وهقتله باديه دى لو بس فكر بس يبصلك بعنيه.

ارتعشت زينة بقوة فور نطقه لكلماته الغاضبة العاصفة هذة تهمس بخفوف مذهول
= لدرجة دى يا رائف؟
اسرع بضمها اليه مرة اخرى يدفن وجهه فى عنقها يقبله بجنون ولهفة هاتفا
= انتى بتاعتى ملكى انا واستحالة اسمح لكلب زاى ده يمسك او حتى يجيب سرتك على لسانه حتى ويوم ما يفكر يعملها هكون قتله والمرة دى بجد مش هيبقى تهدد بس.
اخذ يقبل عنقها بقوة وجنون كما لو كان يضع اختام ملكيته لها فوقه جسده ينبض بكل الغضب والعنف بداخله فضمته اليها بحنان ينبع من داخلها تحاول امتصاص عواطفه الثائرةبداخله ترفع عينيها الى سقف الغرفة هامسة داخلها بأحباط والم
= ليه يا رائف كده صعبتها عليا ليه
اغمضت عينيها تحاول السيطرة على تلك الدموع التى اخذت تحاول الفرار الى وجنتيها
لاتدرى كيفية التصرف اوالخلاص.

استلقت فوق فراشهم تنظر الى سقف الغرفة بشرود وعيون متسعة لاترى شيئ بينما رائف نائما بعمق راسه يستريح فوق صدرها يضمها اليه فمدت اناملها بشرود تتلاعب بخصلات شعره المتساقطة فوق جبهته ترجعها الى مكانها لكنها تأبى الانصياع لها ترجع مرة اخرى الى مكانها لتهمس زينة برقة بصوت يكاد يكون مسموع
= انتى كمان زاى صاحبك مش بتقبلى تتنزلى لاى حد؟

ظلت على حالها لوقت طويل تتصارع الافكار بداخلها كشخصين مختلفين احدهم يوبخها لصمتها وخوفها ان تتحدث معه وتخبره بماقاله لها هذا الحقيروما ينتوى وفعله واخر يعنف هذا الصوت بداخلها قائلا بخوف ورعب كيف لها ان تفعل هذا وتكون كمن انقذه من بين النيران ليلقى به بين امواج بحر هائج فى احدى ليالى الشتاء المظلمة
لاااا هى لا تستطيع ان تكون سبب فى اى اذى قد يصيبه
ليصرخ الصوت الاخر بحدة وعنف يخبرها.

ان بصمتها هى ايضا تلقى به الى التهلكة دون ان تترك له فرصة للنجاة فعاجلا او اجلا سينفذ هذا الحقير تهديده ان استمرت بالبقاء معه
هنا هتف الصوت الاخر بلهفة وامل
اذا كان بابتعادها ذهبت عنه كل الاخطار فلتفعلها اذا
هنا وافاقت من افكارها عند هذا الحد هامسة بالم ورعب
=مقدرش اعمل كده وابعد مقدرش.

تملل رائف فى نومه يتنهد بعمق قبل ان يفتح عينيه يرفع انظاره لها ليراها مستيقظة عينيها مسهدة من قلة نومها ليهمس لها بصوت اجش
= زينة انتى لسه منمتيش ولا ايه
لينتبه لطريقة نومه فيرفع نفسه سريعا عنها قائلا بندم واسف
= طبعا لازم ما تنميش وانا نايم زاى الحجر عليكى كده
ثم اسرع بلاعتدل فى الفراش ينظر الى الساعة بهاتفه قبل ان يقول
= يااا ده الساعة بقيت تسعة انا اتاخرت اووى.

اسرع بالنهوض لتساله زينة بلهفة تعتدل فى جلستها هى الاخرى
= هتروح فين بدرى كده خليك هنا ارتاح شوية كمان انتى اكيد مرهق بسبب اللى حصل امبارح
انحنى رائف فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يقترب منها غامزا بعينيه لها بخبث قائلا بتأنيب عابس
= عيب عليكى يا زينة هانم فى واحدة فى الدنيا تقول لجوزها كده
زفرت زينة قائلة بعتاب صادق
= رائف انت عارف انا بقصدك ايه علشان خطرى خليك معايا هنا النهاردة.

انحنى عليها يقبل وجنتها بحنان ثم ينتقل منهم الى شفتيها يقبلها هى الاخرى بنعومة قبل ان يبتعد عنها قائلا بتأكيد
= مش هتاخر عليكى هروح الشركة اطمن على الامور هناك واشوف حكاية الكلب ده وصلت فين وارجع ليكى نقضى اليوم كله سوا
اتفقنا.

لم تجيبه بل اخذت عينيها تمر فوق ملامحه ببطء واشتياق كما لو كانت تحفظها توشم بها قلبها ليسألها مرة اخرى عن موافقتها حين طال صمتها لتهز راسها له ببطء بالموافقة ليبتسم لها برقة يقبل وجنتها مرة اخرى قبل ان يسير فى اتجاه الحمام بينما جلست هى بتجشب يهمس ذلك الصوت الخائف بداخلها مرة اخرى بوجوب ابتعادها والان قبل اى وقت اخر فلا فرصة للتراجع عما قررته فنجاته بابتعادها عنه واختفائها من حياته الى الابد.
وهاهى تقف فى بهو الطابق السفلى معه تراقبه اثناء حديثه فى الهاتف يلقى بالاوامر من خلاله بصوت حازم قوى عينيها تتابعه بكل الحب والاشتياق بداخله له حتى انتهى من الحديث فى الهاتف يلتفت اليها يرى نظراتها الشاردة فيه ليبتسم برقة مقتربا منها يرفع سبابته امام وجهها بتحذير عابث
= متحوليش يا زينة هانم مش هستسلم حتى لو ادام عنيكى ونظراتهم اللى تقتل دى.

ابتسمت له بصعوبة وبهوت ليلاحظ هو حالتها هذه ليضمها الى صدره بقوة قائلة برقة وتأكيد
= صدقينى ساعتين بالكتير واكون هنا معاكى مش عاوز امشى وانتى زعلانة كده
ابعدها عنها ينظر الى وجهها قائلا بجدية
= اطلعى انتى ارتاحى الساعتين دول لحد ما ارجع لينحنى عليها هامسا فى اذنها بنعومة وشغف
= علشان عاوزك فى كلام مهم اوووى اول مارجع.

هنا ولم تستطع المقاومة كثيرا لتسرع بلف ذراعيها خلف عنقه تجذبه اليها فى محاولة بائسة لبقاءه معها ليحى الامل بداخلها حين بادلها عناقها يجذبها بشدة اليه ليظلا هكذا لعدة لحظات قبل ان يبعدها عنه وعن املها فى بقاءه قائلا برجاء
= خلاص اتفقنا؟ يلا بقى ورينى ابتسامتك ليا قبل ما امشى
اسرعت بأغتصاب ابتسامة مرتعشة ترسمها فوق شفاها فيقبلها هو فوقها بشغف ورقة.

للحظات قبل ان يبتعد عنها فى اتجاه باب الخروج ليدوى صوت مناديا له عملت زينة صاحبته فورا والتى اخذت فى النزول الدرج سريعا تتجه اليه متجاهلة زينة تمام قائلة بلهفة
= استنى يا رائف انا جاهزة اجى معاك
زفر رائف بقوة قائلا لها بحزم
= ممكن تخليكى النهاردة يا سهيلة انا كده اوكده مش هكون فى الشركة طول اليوم.

التفت سهيلة ناحية زينة تمرر عينيها فوق من اسفل الى اعلى بنظرة تخفى خلفها الكثير والذى لم تفت على زينة تراها تقترب من رائف قائلة بهدوء
= لاا انا جاهزة من بدرى وبعدين اروح معاك ونبقى نرجع سوا
زفر رائف باستسلام قبل ان يشير لها حتى تتقدمه لتخرج من الباب تبعها رائف بعد ان القى قبلة هوائية الى زينة الواقفة تتابع ما يحدث بذهن شارد تقف مكانها لوقت طويل حتى اتت اليها عزة تسألها بقلق
= زينة هانم؟

انتبهت زينة لندائها تنظر اليها بشرود لتكمل عزة بقلق
= حضرتك تعبانة او حاجة؟ تحبى اطلبلك الدكتور
اسرعت زينة تهز راسها بالرفض تلتفت تصعد الدرج بخطوات هامدة قائلة
= لاا يا مدام عزة مفيس داعى انا كويسة انا بس هطلع ارتاح فى اوضتى ومش عاوزة اى ازعاج لحد ما رائف يوصل.

هزت عزة راسها بالموافقة لتكمل زينة صعودها الى الدرج تدلف الى جناحهم تسرع الى نافذة تقف خلفها مستترة خلف الستائر تراقب خروجه نهائيا من الفيلا لتتجه ناحية حقيبة يدها تختطفها ثم تتجه الى الباب مرة اخرى خارجه منه تنفيذا لقرار قاسى مؤلم لكن لا بديل عنه.

بعد رحلة طويلة استمرت قرابة الساعتين ونجاحها بالخروج من الفيلا دون ان يلاحظها احد من صف الحرس المتراص بعد خروجها من بابا خلفى كانت قد وجدته اثناء بحثها عن مخرج تسرع خارجة بخطوات متعثرة خائفة حتى استطاعت الابتعاد توقف احدى سيارات الاجرة بعد ان تاكدت من اتباع احد لها وهاهى تقف الان امام ذلك البيت العتيق تدق ابوابه بقلب مرتجف خائف لا تدرى كيف سيكون استقبال ساكنيه لها لكنه كان المكان الوحيد الذى استطاعت التفكير بالحضور اليه فرائف لن يتوقع انها ستأتى الى هنا بارادتها ابدا لذا سيكون المكان الاخيرالذى سيقوم بالبحث عنها فيه.

رفعت يد مرتعشة لتدق بابه مرة اخرى لتنتظر قليلا تستمع الى صوت خطوات خافت تتقدم من خلف الباب وما هى ثوانى حتى فتح امامها تطل من خلفه احدى الفتيات تنظر الى زينة بفضول ودهشة قبل ان تهتف قائلة بسعادة قبل ان تفتح زينة فمها
= انتى العروس مش كده اتفضلى اتفضلى
دلفت زينة الى داخل الدار بخطوات مرتعشة خائفة تسمع صياح الفتاة من خلفها مناديا زوجة خالها بصوت قوى ملهوف حتى ظهرت من خلف احدى الابواب تهرول قائلة بفزع.

= ايه يا حزينة فى حد ينادى على حد كده هرب منك اياك
تسمرت اقدامها حين وقع نظرها على زينة الواقفة بوجهها الشاحب وعينين ممتلئة بالدموع وحالتها المشعثة تهتف بخفوت وقلق
= زينة! مالك يا ضنايا حالك عامل كده ليه
هنا لم تستطع زينة الصمود تقطع اقدامها المسافة الفاصلة بينهم تلقى بنفسها بين احضان تلك السيدة الحنون والتى لم تخيب ظنها فتضمها اليها بحنان امومى وخوف حقيقى عليها ظهر فى صوتها حين سألتها.

= فيكى ايه يا بنتى من زعلك قوليلى
اجابتها شهقات زينة العالية لتزفر بقوة قبل ان تلتفت الى تلك الفتاة المراقبة لما يحدث بفضول واهتمام
= بت يا جليلة اجرى اندهى سيدك همام من المضيفة الكبيرة خليه يجيلى هنا حالا.

وقفت جليلة مكانها تألبى قدميها التحرك خوفا من ان يفوتها اى شىئ من الاحداث والتى من الواضح انها ستكون شيقة عينيها تتركز فوق زينة بفضول ولكن تأتى صرخة الحاجة وردة لها لتجعلها تفيق سريعا فتهرول باتجاه الباب المفتوح تخرج منه بينما الحاجة وردة ظلت على احتضانها لزينة التى اخذ جسدها بالانتفاض من اثر بكائها فاخذت تملس فوق راسها هامية بكلمات مطمئنة حنون لها قبل ان تجذبها وهى بين احضانها لتجلس معها فوق احدى الارائك ليظلا على هذه الحال عدة لحظات قبل يدوى صوت قوى من ناحية الباب.

= جاية ليه هنا يابنت حسين وعاوزة ايه مش كنا طوينا صفحتك
وقفت الحاجة وردة من مكانها تاركة لزينة والتى خفضت راسها بالالم فبرغم توقعها عدم استقبالها بالترحاب منهم الا انها شعرت بالالام والحزن داخل قلبها من طريقة استقبال خالها لها تسمع زوجة خالها تهتف بصوت غاضب مصدوم
= جرى يا حاج همام كده برضه يكون استقبالك لبنت الغالية فى دارك داحنا دارنا مفتوح للغريب قبل القريب نقوم نعمل كده فى لحمنا.

توترت ملامح الحاج همام يلتفت بوجهه بغضب جانبا تدق عصا الارض بعصبية لتهتف الحاجة وردة
= بنتنا وجاية دار اهلها وان مشلتهاش الارض تشلها عنينا كده ولا يا حاج همام
لم ينطق همام بل ظل على وقفته ويزاد حاجبيه انعقادا لتسرع زينة بالنهوض فورا تختطف حقيبتها تسرع فى اتجاه الباب وهى تمتم باسف بصوت مرتعش باكى تنوى الخروج فورا من هنا فقد كان حضورها من الاول شيئ خاطئ لا تدرى اين كان عقلها حين فعلتها.

وبالفعل وصلت حتى الباب الامامى ليوقف صوت خالها الجهورى عن التحرك هاتفا بحزم
= رايحة فين؟
لم ترد عليه زينة لثوانى حاولت فيها استجماع نفسها قبل ان تقول بصوت خافت اجش من اثر محاولتها الظهور بمظهر القوة
= هرجع من مطرح ما جيت الظاهر انى غلطت لما فكرت انى ليا اهل ممكن يخافوا عليا
صدرت من ناحية الحاجة وردة صاحية استنكار لكن من تحدث كان خالها حين دق بعصا الارض قائلا بحزم وقوة.

= طبعا ليكى ومهما كان اللى حصل زمان انتى برضه لحمنا ودمنا
التفتت زينة ببطء اليه عينيها متسعة بصدمة لتجده يشير لها براسه ناحية زوجته الواقفة بابتسامة فرحة فخور
= يلاا اطلعى مع مرات خالك اوضتك ريحى فيها حبة وبعدين لينا قعدة مع بعض تحكيلى فيها مالك
اسرعت زينة تهتف بسرعة ولهفة.

= مفيش حكاية ولا حاجة انا بس زعلت مع رائف شوية لتكمل برجاءوصوت باكى علشان خاطرى يا خالى انا مش عوزاه يعرف انى هنا هو او اى حد ارجوك يا خالى
لم يرد خالها عليها بل ضاقت عينيه عليها بتفكير لثوانى ليقول بعدها بهدوء
= اطلعى دلوقت مع مرات خالك ارتحيلك شوية وبعد الغدا نبقى نتكلم.

هزت زينة راسها بالموافقة تسير ناحية الحاجة وردة بخطوات بطيئة مرتعشة غافلة عن تلك النظرة التى ارسلها همام الى زوجته لتفهمها فور تهز راسها بالايجاب تلف زينة بذراعيها تحتضنها اليها ثم توجهها ناحية الدرج تصعد معها بهدوء حتى وصلا امام تلك الغرفة التى خصصت لها فى المرة السابقة يدلفا اليها معا.

تقف زينة على بابها بقلق وتوتر لتجذبها الجاجة وردة الى الداخل ناحية الفراش تجلس وتجلسها معها تربت فوق شعرها بحنان قائلة بهدوء
= احكيلى بقى مالك يا بنت الغالية ايه اللى مالى عنيكى بالخوف كده
هزت زينة راسها بالنفى قائلة بصوت متحشرج
= مفيش يا خالتى زاى ما قلت لخالى مشكلة مع رائف وحسيت انى لازم ابعد شوية
الحاجة وردة بحنان وصوت يعلم كذب ادعائها
= طب لو قلتلك انى مش مصدقة ان دى بس كل الحكاية.

حاولت زينة التحدث لتأكيد قصتها السابقة لكن تأتى غصات دموعها وثقل همها الجاثم فوق صدرها لتجعل الحاجة وردة الامر شديدة الصعوبة اكثر حين ضمتها اليها تضع راسها فوق كتفها تربت فوق شعرها قائلة بحنان
=احكى يا قلب خالتك مالك زيحى همك من على صدرك وانا هنا سمعاكى.

لتنفجر زينة فى البكاء كما لو كان سد تحملها قد انهار فى تلك اللحظة لتتركها وردة تفرغ كل اوجاعها فى تلك الدموع لفترة طويلة تحدثت زينة اليها بعدها بما جعلها تجلس متسعة العينين بقسوة وجسد ترتفع نيرانه كلما توغلت زينة بحديثها.

=نهار ابوه اسود لييه فاكرة ايه ملهاش اهل داحنا ندفنوا مكانه وملوش عندنا دية.

هتف همام بتلك الكلمات العاصفة داخل غرفته بينما جلست الحاجة وردة بوجه جامد قاسى النظرات بعد ان قصت عليه كل ما اخبرتها به زينة عن ذلك اللعين وتهديده المشين لها لتظل تستمع لها بوجه وجسده ظاهرهم الهدوء لكن داخلها كان يشتعل بنيران لن تطفئها الا رؤيتها لذلك الحقير معاقبا على ماقاله وسببه لابنتهم من رعب لتسرع فى طمنئنتها بصوت حنون تهز راسها بالموافقة حين اخذت زينة تحلفها الا تخبر خالها بما حدث قائلة بانها تنتوى الاختباء هنا حتى ييئس ذلك الحقير منها ظنا بانها قد هربت من رائف وخرجت من حياته نهائيا وحينها قد يتركه دون ان ينفذ تهديده لها.

كانت وردة تساعدها للخلود الى الراحة وهى تستمع الى كلمات الرجاء والامل الخارجة من قلبها قبل فمها هى تتمنى انه ينتهى الامر عند هذا الحد دون ان يتأذى رائف تدرك من حديثها عن كم الحب الهائل فى قلبها لزوجها وخوفها الشديد عليه
لتتركها وردة بعد ان اطمئنت لخلودها للنوم تذهب الى زوجها سريعا لتقص عليه كل ما عرفته لتأتى ردة فعله غير مخيبة لامالها فيه ابدا فهى اعلم الناس به و بدمه الحامى.

لتسأله بهدوء يخفى خلفه الكثير من المشاعر الثائرة
= طيب ونويت على ايه يا حاج
زفر همام بقوة عينيه تشتعل هاتفا
= هعرفه تبقى مين بنت العزاوية الى فكر يوم يمس طرفها بكلمة
ليصمت قليلا مفكرا قبا ان يقول
=بس لازم الاول اعمل حاجة قبلها
هزت وردة راسها موافقة تدرك ما يتحدث عنه دون ان ينطق به قائلة بتاكيد
= الاصول يا حاج وانت سيد من يعرف فى الاصول.

هز راسه لها قبل ان يخرج هاتفه من جيبه جلبابه ضاغطا فوق زر الاتصال يقف صامتا فى انتظار اجابة الطرف الاخر لتبدء لعبة شديد العنف الفوز فيها لاقوى والاذكى.
اخذ رائف يجوب بهو منزله ذهابا وايابا بخطوات عصبية سريعة يشد بانامه خصلات شعره بغضب بينما جلست سهيلة تضع ساقا فوق الاخرى تراقب بعينين تشع بفرحة وسرور
وهى ترى عزة الواقفة بارتباك تظهر فوق ملامحها علامات الذعر قائلة بصوت خائف متردد
= والله يا رائف بيه ما شوقتها ولاعرفت انها خرجت الا لما حضرتك طلبتنى اطلع اخليها تفتح تليفونها
توقف رائف عن الحركة بغتة بهتف.

= يعنى ايه؟ لا انتى ولا الاغبية اللى بره عرفتوا انها مش موجودة فى البيت الا لما انا اتصلت ازاى محدش حس بيها ولا شافها وهى بتخرج؟
هنا اعتدلت سهيلة فى مقعدهاتنظر الى اظافرها قائلة بعدم اهتمام
= علشان هى عاوزة كده
التفت اليها بحدة قائلا بجمود
= تقصدى ايه؟
نهضت سهيلة واقفة تتجه اليه بخطوات هادئة حتى وقفت امامه تماما تمد يدها لياقة بذلته تتلاعب بها قائلة بخبث.

= يعنى هى اللى عاوزة ان محدش يشوفها وهى خارجة وزاى ما سمعت عزة قالت انها طلعت اوضتها علشان هتنام ومش عاوزة ازعاج ولما عزة طلعت لها ملقتهاش لاهى ولا شنطة اديها و محدش من امن البوابة شافها وهى خارجة يبقى ايه يا رائف.

التمعت عينى رائف بشراسة ينظر اليها بتفكير للحظات ساد خلالها صمت قاتل حتى دوى صوت جرس الباب مزيحا الصمت امامه ليتلتف رائف الى عزة يشير لها بفتحه لتهرع الاخير اليه بخطوات متلهفة كمن وجد حبل النجاة تفتحه ليدخل منه ياسر يتحدث فور دخوله وبصوت ملهوف
= مفيش جديد ولا حتى اتصلت
زفر رائف مرة اخرى يبتعد عن سهيلة يجلس بجمود فوق احد المقاعد فيتقدم منه ياسر قائلا بصوت حاول بث الهدوء والطمنينة فيه.

= متقلقش ممكن تكون خرجت ونسيت تفتح موبايلها او...
هنا هب رائف من مكانه كالعاصفة الهوجاء يصرخ
= هو ده اللى عاوز اعرفه خرجت راحت فين انا مسبتش مكان مسألتش عليها فيه بقالى كتر من اربعة ساعات وانا بلف ومش عارف اوصل لحاجة لا سعاد جارتها شافتها ولا موجودة فى شقة اهلها حتى مها متعرفش عنها حاجة انا هتتجنن يا ياسر هتجنن خايفة يكون جرلها حاجة
ربت ياسر فوق كتفه قائلا بهدوء.

= متقلقش انا وزعت الرجالة ومش هيخلوا مكان الا هيدورا فيه.

زفر رائف مرة اخرى يعاود الجلوس مرة اخرى فوق مقعده يشعر كما لو كانت قبضة قوية تضغط فوق صدره بعنف بسبب عجزه وعدم قدرته على فعل شيئ فمنذ ان علم بعدم تواجدها فى المنزل وقلبه يؤلمه وبشدة يتسلل اليه هاجس فقدانها يزداد كلما كتلت فترة غيابها عنه والان وقد اخذت كلمات سهيلة اليه منذ قليل تردد بداخله تدق ابواب عقله بقوة تجعله يفكر ان كان غيابها واختفائها هذا حقا متعمدا منها وانها قررت حقا الابتعاد عنه الى الابد لتزداد تلك القبضة ضغطا فوق صدره وقلبه خوفا ان يكون ما قالته صحيح وحقا تنوى الابتعاد عنه.
ولكن لما وماالذى حدث لتتاخذ هذا القرارهكذا والان بعد كل ما وصلوا اليه فى علاقتهم لماذا؟ لماذا!
اخذ عقله يصرخ بتلك الكلمة حتى تعالى صوت رنين هاتفه لينتفض سريعا يختطف الهاتف من داخل جيبه ينظر اليه فينعقد حاجبه بشدة يتغير وجهه ليقترب منه ياسر قائلا بلهفة وقلق
= مين يا رائف؟
رائف بصوت قلق خافت
= ده خال زينة همام هو اللى بيتصل.

تسمر ياسر مكانه ينظر الى رائف فى عينيه سؤال اجاب عنه رائف بفحيح قبل ان يقوم بفتح الاتصال
= اه لو طلع هو اللى عملها مش هيكفينى عمرهم كلهم
رفع الهاتف الى اذنيه يهتف بصوت خشن قوى
= ايوه يا حاج همام
صمت قليلا يتستمع الطرف الاخر قبل ان تلتمع عينيه بالقسوة ويصبح صوته قاسيا هو الاخر يسأل بتجهم
= يعنى هى الى جات بنفسها، لاااا لاااا تمام يا حاج همام مسافة السكة وهكون عندك.

اغلق الهاتف يتجه سريعا ناحيه الباب دون ان ينطق كلمه واحدة وجهه متجمد لا يظهر عليه شيئ من المشاعر سوى فى خطواته السريعة الغاضبة
ليهتف به ياسر خلفه بلهفة محاولا اللحاق به
= فى ايه يا رائف مالها زينة؟يابنى استنى فهمنى. ياارئف! طب استنى انا جاى معاك
يسرع الخطى خلفه يغادر هو الاخر لاحقا به
تقف سهيلة والتى كانت تتابع كل ما حدث بعينين متيقظة مهتمة قائلة بوجوم وغل.

= ياارب ماتلحقى ترجعى سليمة ابدا يا شيخة واخلص منك بقى.

استلقت زينة فوق الفراش تدعى النوم فهى ومنذ حضورها تحاول التهرب من مواجهة خالها بدعاء النوم تعلم بانه سيقوم بحصارها حتى يستخلص كل الحقيقة منها والسبب وراء مجيئها اليهم هذا ان لم تكن زوجة خالها قد قامت باخباره بالفعل اسرعت بهز راسها تنفى الفكرة فمن المستحيل ان يمرر خالها الامر دون ان يأتى اليها ويستخلص كل الحقيقة منها ليهتف صوت بداخلها قائلا.

او ان الامر لا يهمه لذلك لم يهتم بسؤالها وهذا ما تفضله فلا نية لديها ان تخبر احد بما حدث يكفيها انهيارها ام زوحة خالها ولتدعو الله الا تقوم باخبار احد مثلما وعدتها بعد حديثهم معا لذا ظلت مستلقية فى الفراش فى انتظار ماهو اتى حتى وصل الى مسامعها صوت الباب يفتح وبعدها صوت خطوات ثقيلة بطيئة تقترب من فراشها فاسرعت باغماض عينيها بقوة تحاول ان تهدء من وتير انفاسها حتى يظنها القادم انها مازالت نائمة تشك فى نجاح فعلتها هذه المرة فهى على الحال لساعات طوال من بعد ذهاب زوجة خالها وليس من الطبيعى نومها كل هذا القدر لكنها استمرت فى المحاولة لتفيق من افكارها تشعر بالهدوء الشديد يسود الغرفة من بعد صوت تلك الخطوات فلا تسمع شيئ بعدها ينبأها بوجود احد اخر معها فى الغرفة ولكنها ظلت على حذرها تشد الغطاء فوقها لوقت طويل لم يتغير شيئ اثناءه فظنت انها اصبحت وحيدة وان صاحب الخطوات قد انصرف بعد ان وجدها مازالت نائمة لذا رفعت الغطاء عنها بحذر وهدوءتنظر الى الجهة المقابلة لوجهها فلم تجد احد امامها فتدير راسها ببطء واطمئنان الى الجهة الاخرى لتشهق فزعة بصدمة ورعب وهى تراه يجلس فوق احد المقاعد القريبة من الفراش يضع ساقا فوق اخرى بينما تستند ذقنه فوق سبابته وابهامه ينظر باتجاه الفراش بعينين يشع غضبها ليصل اليها يحرقها بنيرانه تشعرها بالخوف والرهبة منه لكنها لم تظهر له اىمشاعرها هذه له بل اسرعت بالنهوض تجلس فوق الفراش قائلة بصوت حاولت اظهار فيه البرود والجفاء.

= انت بتعمل ايه هنا؟ خالى اللى اتصل بيك مش كده؟ بس مكنش ليه لزوم تيجى لانى مش راجعة تانى معاك.

استمر على صمته ينظر اليها بجمود ووجه خالى من التعبير الا من عينيه والتى اخذت تمر فوقها ببرود اصابها بالقشعريرة كما لو ان اصابع باردة تلامسها فترتجف بقوة تسرع بالنهوض فورا من الفراش تقف فى الجهة الاخرى منه تضعه يبنهم كحاجز امن استعداد للعاصفة الاتية بعد ان تلقى بكلماتها القادمة له والتى قالتها بسرعة وارتباك
= يااريت تخرج وتنزل عند خالى تحت وانا هجهز وانزل علشان نتكلم وننهى كل حاجة.

ومرة اخرى وعلى عكس توقعها لم تتلقى منه اى ردة فعل سوى نهوضه واقفا ببطء وتخشب فظنت انها قد نحجت اخيرا فيما تسعى اليه تشعر بقلبها يتحطم الى شظايا متناثرة بداخلها يؤلمها بقوة لتضع يدها دون وعى فوق صدرها لعلها بحركتها هذا توقف هذا الالم المتزايد بداخله لكن وامام عينيها المذهولة وجدته يلتفت فى اتجاهها ليقف امامها تماما بصمت لا تظهر من مشاعره اى شيئ حتى عينيه اصبحت من الصعب عليها قرائتها لاترى فيها سوى الجمود قبل ان يهمس لها ضاغطا على كل حرف يخرج من شفاه.
= خمس دقايق وتكونى جاهزة علشان هتنزلى معايا على القاهرة حالا
تراجعت للخلف بخوف وذهول من كلماته ولكنها اظهرت التماسك قائلة بتلعثم
= مش، هتحرك من، هنا، وازى ما قلت من شوية كل حاجة انتهت وان كان على الوصية انا موافقة الطلاق يستنى سنة لحد ما تستلم ميرا...
قطعت كلماتها تصرخ بالم حين قبضت انامله فوق ذراعها يجذبها اليها بقوة يفح من بين انفاسه.

=مسمعش صوتك لحد ما نوصل للقاهرة وزاى ما قلتلك ادامك خمس دقايق زودتى عنهم هتلاقينى طالع اجيبك بنفسى وساعتها متلوميش حد غير نفسك على اللى عمله
دفعها عنه باشمئزاز كما لو كان يمسك بشيئ مقزز بين يديه فتصطدم بالفراش خلفها عينيها تتابعه بتوجس وخوف يتجه الى الباب تاركا لها خلفه دون ان يلقى بنظرة واحدة عليها لتهبط جالسة فوق الفراش بهمود لاتدرى كيفية التصرف الان ولا خطوتها التالية.

دخلت الى الغرفة والتى اشارت زوجة خالها لها بدخولها بعد ان قبلتها بحنان تهمس لها بكلمات مشجعة وعينين متهربة منها نظراتهم مبهمة لم تستطيع قراءة الكثير داخلهم فتطيعها تدلف الى الداخل بهدوء وقلب مرتعش.

فيسود الصمت فور ارجاء المكان بينما تقف هى تدير عينيها فى الحضور لتجد رائف المتجهم الوجه يجلس بجواره ياسر المحتقن الوجه بشده هو الاخر اما خلانها فقد جلسوا متجاورين كالمرة السابقة يتوسطهم خالها الاكبر همام الذى هتف بها بصوته الجهورى يدعوها للدخول قائلا لها
= تعالى يا زينة اقعدى هنا
واشار الى حد المقاعد لتسير اليها باقدام ثقيلة مرتعشة تجلس بهدوء تتحفز جميع حواسها للقادم
ليكمل خالها بهدوء.

= جهزى حالك علشان هتنزلى مع جوزك الليلة على بيتك ومن هنا وجاى...
لم تدعه زينة يكمل بل نهضت من مقعدها صارخة
= مش ممكن ارجع معاه تانى انا عاوزة اطلق استحالة ارجع معاه
هب خالها جلال باتجاهها يهتف بغضب اعمى
= والله عال بتعلى صوتك على كبيرنا يابنت حسين وبتقولى لا كمان.

ثم رفع يده فى الهواء عاليا ينوى صفعها وبقوة لتغمض عينيها بسرعة وخوف تنكمش على نفسها فى انتظار صفعته القادمة ولكن طال انتظارها لتفتح عينيها ببطء فترى يد خالها معلقة فى الهوا بفضل يد رائف والتى منعت عنها اذى وغضب خالها تراه يقترب بوجهه من خالها وهو مازال قابض فوق معصمه قائلا بتحذير ضاغطا فوق كل حرف من كلماته بغضب مكبوت
= محدش يمد ايده على مراتى وانا واقف والا حسابه هيكون معايا انا ولو هو مين.

تبادل رائف وجلال النظرات فيما بينهم تتحفز عضلاتهم للعارك حتى اتى صوت همام مناديا لاخيه بحزم جعل هذا الاخير يختطف يده من بين اصابع رائف الضاغطة عليها ثم ينظر باحتقار الى زينة المنكمشة خلف رائف برعب للحظات قبل ان يعود الى مكانه السابق ليحدثه همام بعنف
= انت اتجننت عاد بترفع يدك على بنت اختك وانا قاعد
جلال بغل وعنف وهو يجلس فوق مقعده.
= دى بنت حسين قبل ماتكون بنت اختى وبعدين عاوزنى اسكتلها عاد وهى بتعلى صوتها عليك
زفر همام بقوة عينيه ترسل لاخيه توبيخا صامت للثوانى قائلا بعدها بحزم موجها انظاره الى زينة والتى وقفت خلف رائف تتمسك بظهر بذلته بقوة شعر بها رائف وبارتجافها لكنه لم يعيرها اهتماما بل وجه انظاره الحادة الى همام الذى تحدث قائلا
= شوفى يا زينة مرات خالك قالت لينا على الوضع كله.

شعر بقبضتها تنفك من حول قماش بذلته تبتعد عنه للوراء قليلا بينما همام يكمل بحزم
= وكان لازم قبل ما تسيبى بيتك تعرفى جوزك على حصل وهو كان قادر يتصرف علشان كده احنا قررنا ترجعى معاه وهو ادرى الناس هتصرف ازاى مع الكلب ده
اخذت زينة تهز راسها بالرفض كلما استمر خالها بالكلام تهمس من بين شفتيها برعب والم
= بس انا مش عاوزة ارجع مش عاوزة.

هنا ولم يستطع رائف الصمت طويلا يلتفت اليها وجهه كانه قد صنع من حجر قائلا بفحيح وهمس لم يسمعه غيرها
= مستنية ايه تانى! اللى جيتى تطلبى حمايتهم سلموكى ليا، انا، لجوزك، ولاا مستنية قلم جلال على وشك علشان تفوقى لنفسك
وقفت تنظر اليه بعيون متألمة مذعورة قبل ان يقاطع خالها الحديث قائلا بحزم.

= انتى جيتى هنا علشان خايفة جوزك يعرف بلى حصل من الكلب ده معاكى بس جوزك عرف كل حاجة دلوقت وملهوش لزوم تسيبى دارك وانا عارف ومتأكد ان رائف قادر يحميكى ويحافظ عليكى.

هنا ولم تستطع زينة الصمود بل اخذت تبكى بقوة تسرع فى اتجاه باب الخروج تغادر فورا فيسود الصمت ارجاء الغرفة حتى تنحنح همام ينهض من مقعده فى اتجاه رائف يده يده على كتفه وقد كان يقف ظهره للجميع ينظر فى اثر تلك الباكية ليلتفت مرة اخرى حين حدثه همام باحترام.

= شوف يا رائف يا بنى انا سمعت كلامك ورجعتها معاك علشان عارف ومتأكد انك قادر تحميها تحافظ وسيبتلك الطريقة اللى تتصرف بيها ولسه عند كلمتى اى وقت هاتحتاجنا فيه هتلاقينا جنبك انت بس تطلب هنجبلك الكلب ده متكتف تحت رجليك
مد رائف يده اليه مصافحا قائلا باحترام هو الاخر.

= وانا مقدر اللى عملته يا حاج همام وصدقنى عمرى ما هنساه ابدا ووعد منى انا اللى هجبلك الكلب ده لحد عندك وساعتها تقدر تاخد حقك منه بالشكل اللى يريحك وان كان على زينة متقلقش ابدا زينة جوا عنيا
هز همام راسه موافقا هامسا بتاكيد
=عارف يا بنى عاارف
وقف الرجلين متواجهين يدور بينهما حديث الاعين قبل الالسن تظهر فى نظرات كل منهم لاخر كل الاحترام والتقدير.

تمت رحلة العودة بهم بصمت ووجوم يجلس ياسر امام المقود يقود السيارة بهدوء شديد وتركيز اما رائف قد تراجع براسه فوق مسند مقعده يغلق عينيه يظن من يراه انه قد استسلم للنوم لكنه كان فى حالة بعيدة تماما عنه راسه تعصف بيها الافكار وتثور بداخله المشاعر بعنف وغضب كلما اتى الى فكره ما فعلته وما قررته هى بهروبها بعيدا عنه وطلب الحماية منه اهلها وليس منه هو ليصرخ بداخله بغضب والم هاتفا.

الى هذه الدرجة تظنه بهذا الضعف يخشى مواجهة من تطاول على زوجته
الى هذا الحد تراه غير قادر على حمايتها لتهرب منه ساعيا الى اهلها طلبا لحماية
ارتسمت ابتسامة مريرة فوق شفتيه يهتف صوت ساخر مرير بداخله
ذهبت الى اهلها! من طلبت حمايتك منهم سابقا اصبحوا درع الحماية بالنسبة لها الان حتى منك
زفر بقوة يشعر بطعم المرارة فى حلقه يكاد يخنقه يلتفت براسه ناحية النافذة يرى الظلام خارجها يماثل ظلامه.
سمع ياسر زفرته تلك يدرك ما يمر به الان ليفتح فمه يهم ان يحدثه لكنه اغلقه مرة اخرى فلا شيئ سيقال الان يستطيع تهدئة الامور والاجواء المشتعلة فرفع عينيه الى المراة الامامية يلقى نظرة على تلك الجالسة فى الخلف بجمود وصمت منذ خروجهم من منزل اهلها تنظر من نافذتها الى الظلام بخارجها بشرود ليزفر هو الاخر يدرك صعوبة ما يمر بهم هذان الاثنين يتمنى لو يرى امامه ذلك الكلب المدعو فريد الان لينبش اظافره فى عنقه يخرج روحه المتعفنة بيديه يلتمس لرائف كل الاعذار فذا كان هذا حاله هو فما باله رائف ما يمر به الان لكن اكثر ما يقلقه هو هدوء رائف وصمته الشديد هذا فهو ان اصبح على هذا الحال علم ان الاتى سيكون كالجحيم للجميع وان هذا سكون وما قبل العاصفة والتى يعلم جيدا انها اتية لا محالة.

دخل ثلاثتهم الى المنزل بعد اصرار رائف ان يبيت ياسر ليلته هنا فى منزله الذى ساده الهدوء والظلام النسبى ولكن ماان دلفوا الى داخل حتى نهضت سهيلة من فوق احدى الارائك كانت مستلقية عليها تلقى بالمجلة والتى كانت تطالعها قبل ان تسرع فى اتجاهم تهتف بلهفة
= حمد لله على السلامة يا رائف
لتبهت ملامحها تتوقف مكانها بغتة فور ان رات زينة الواقفة فى الخلف لتكمل بعدم اهتمام.

= ايه ده انت عرفت توصل لطريقها وترجعها! حمد على سلامتك يا زينة
نقطت جملتها الاخيرة بسخرية وابتسامة ملتوية لكن زينة لم تكن فى حالة تسمح لها بمجاراتها لذا قالت بصوت خافت مرهق تتجاهل سهيلة تماما
= انا تعبانة وعاوزة ارتاح بعد اذنكم هطلع اوضتى
وبالفعل اتجهت خطواتها باتجاه الدرج دون انتظار لرد احد منهم تتابعها عينى رائف بأهتمام وتجهم حتى غابت عن انظاره لترى سهيلة نظرته تلك فتسرع فى سؤاله بلهفة وفضول.

= لقيتها فين يا رائف؟ ومعرفتش سابت البيت ومشيت ليه؟طيب عرفت هى...
قاطع رائف سيل اسئلتها الفضولية قائلا لها بهدوء ولكن بصوت حازم
= سهيلة اعتقد الوقت اتاخر والافضل تتطلعى انتى كمان علشان ترتاحى فى اوضتك.

شحب وجهها تنظر ناحية ياسر باحراج والذى تجاهلته منذ دخوله ليقابلها هو الاخر بالتجاهل ولكن هذه المره لم يفعل بل بادلها نظرتها اليه باخرى شامتة فرحة ترتسم ابتسامة ساخرة فوق فمه لتزفر بعنف ثم تلقى بتحية مساء سريعة محرجة تتجه الى الدرج هى الاخرى فى اتجاه غرفتها ليزفر ياسر قائلا بعبوس
=ياساتر عليها حاجة بجد تخنق انا مش عارف سيبها هنا لحد دلوقت ليه
رائف بعدم اهتمام قائلا.

= سيبك منها دلوقت وتعال معايا على المكتب عاوزك
اتجاها الى المكتب سويا غافلين عن من تقف فى اعلى الدرج تختفى خلف الحائط تتابع دخولهم باهتمام وفضول قبل ان تهمس بتفكير ومكر
= لااا ده الموضوع اكبر من انها زعلت منه وسابت البيت وانا بقى لازم اعرف الموضوع من اوله مش هبقى زاى الاطرش فى الزفة كده لازم اعرف ايه الحكاية بالظبط.

منذ صعودها الى غرفتهم وهى تجلس مكانها فوق الاريكة تنظر امامها بشرود تفكر فى كل ما حدث تتذوق طعم المرارة فى فمها فالان اصبحت مدانة فى نظره تعلم جيدا انه لن يغفر لها ابدا هروبها وطلبها لحماية من احد اخر غيره وهى تعطى له كل الحق فيما يفعل فقد خرجت الامور عن سيطرتها واصبحت تتصرف بهسترية دون تفكير منذ لحظة معرفتها بوجوده فى منزل اهلها، ابتسمت بمرارة تتذكر اهلها وخذلانهم لها امامه ورميها مرة اخرى اليه ليتولى هو حمايتها فيتقبل هو الامر مستعدا بصدر رحب كحاله دائما معها.

زفرت ببطء تفكر بانها قد تخطت كل الخطوط الحمراء معه عندما وقفت امام الجميع تطالب بالانفصال عنه وهذا لما لن يمرره لها ابدا لذا ستجلس هنا حتى صعوده وستتحدث معه بعقلانية ستفعل ما رفضت فعله من قبل ستخبره السبب وراء فعلتها هذه ومن المؤكد انه سيتفهم ويغفر لها بعد كل ما مرت به...

طال انتظارها حتى كادت ان تغفو فوق الاريكة لكن تنبهت حواسها حين فتح الباب تراه يدخل منه بخطوات متثاقلة متعبة فظلت مكانها تتابعه وهو يقوم بالقاء الجاكت الخاص به فوق احد المقاعد ثم يقوم بحل ازرار قميصه ببطء دون ان يعيرها اهتمام اويلتفت لها رغم رؤيته لها جالسة لذا نهضت هى تهتف باسمه فيتوقف فى منتصف الطريق الى خزانته بجمود لكنه لم يلتفت لها فاسرعت بالقول
= رائف عاوزة اتكلم معاك لو سمحت.

لاحظت توتر عضلات ظهره بعد اكمال حديثها
لكن لم تجد منه ردة فعل اخرى لتكمل بخفوت
= ممكن تسمعنى وتعرف كل اللى حصل وبعدها اعمل اللى يريحك
ساد الصمت طويلا لم يسمع فيه سوى صوت انفاسه الخشنة حتى يئست ان يتحدث معها ولكن يأتى صوته الاجش الخافت كبارقة امل لم تستمر طويلا حين قال
= هنتكلم فى ايه؟ هنتكلم عن هروبك عند اهلك تطلبى حمايتهم علشان جوزك الضعيف مش قادر يعمل ده.
ولا هنتكلم عن طلبك للطلاق ادام كل اللى كان موجود حتى بعد ما عرفتى انى عارف كل حاجة
ولا هنتكلم عن انك تخبى عنى كل ده من الاول وتسيبينى وتقررى تخرجى من حياتى
من غير لحظة تفكير واحدة منك
صمت قليلا يتنهد بألم قبل ان يقول بتحشرج
= كفاية كده ولا فى حاجة تانية عوزانا نتكلم فيها.

وقفت ببهوت مكانها لا تدرى كيفية الرد عليه فعندما واجهها بكل ما فعلت شعرت كم كانت طفولية هوجاء فى تصرفاتها لا تجد ما تستطيع الدفاع به عن نفسها لذا لاذت بالصمت عينيها يغشاها الدموع تراه يحمل ملابسه يتجه الى الحمام ولكن توقف فجاءة قبل عدة خطوات منه قائلا بصرامة وظهره مازال لها
= وعاوزك تعرفى هخلص من موضوع فريد الكلب ده و هتنفذ طلبك
عقدت حاجبيها بحيرةللحظات قبل ان يتابع سيره وهو يكمل حديثه بحزم.

= هطلقك بعدها على طول
ثم دلف الى الحمام يغلق بابه بعنف خلفه دون ان يترك فرصة واحدة لها للحديث وهنا شعرت بقدرة قدميها على حملها تنهار لينهار معها جسدها هو الاخر تسقط ارضا بعنف تنظر امامها بذهول و تتحرر دموع عينيها اخيرا يهتف بداخلها صوت متوحش قاسى
اليس هذا ما سعيت اليه من البداية وهاهو قد تحقق لك...
جلس رائف خلف مكتبه عاقدا حاجبيه بتفكير يدير القلم بين انامله ببطء بينما جلس ياسر امامه يحدثه قائلا بتوتر
=بس يا رائف ده خطر وممكن يجى علينا بالعكس
رائف بحزم
= هى دى الطريقة الوحيدة اللى لازم من هنا ورايح نتعامل بيها مع كلب زاى فريد
زفر ياسر بحدة قائلا بقلق
= بس يا رائف دى سكة عمرنا ما...
زفر رائف هو الاخر هاتفا بحدة قبل ان ينهض من مكانه متجها للنافذة خلف مكتبه ينظر من خلالها.

= خلاص ياسر معدش ينفع الكلام انا طلبت من الرجالة تنفذ وزمانهم فعلا نفذوا
ساد الصمت بينهم لبضع لحظات قبل ان يتنحنح ياسر قائلا بتردد وخشية
= طيب و بخصوص زينة؟
التفت رائف اليه رائف براسه يسأله بخشونة وقسوة
= مالها زينة؟
نهض ياسر هو الاخر من مكانه يتجه للوقوف بجواره قائلا بهدوء
= متبقاش قاسى عليها يارائف انت عارف كويس هى عملت كده ليه
اغمض رائف عينيه يتنهد بقوة هامسا بالم.

= هو ده اللى وجعنى انى عارف هى عملت كده ليه
تقدم ياسر حتى وقف امامه قائلا بحزم
= اى واحدة مكانها كانت هتعمل زاى ما عملت وهاتفكر ان البعد احسن حل ولا كنت عوزها تعمل زاى سهيلة عملت وتبيع من غير لحظة ندم واحدة
فتح رائف عينيه سريعا تلتمع بداخلها نظرات وحشية لتخيله للحظة ان يكون ردة فعل زينة مماثلا لما فعلت سهيلة فى الماضى يفح من بين اسنانه
= دانا كنت قتلته قبل ما يلمس شعر منها.

ارتسمت فوق شفتى ياسر ابتسامة معرفة صغيرة قبل ان يقول
= يبقى لازم تعترف انها فكرت صح هى يمكن طريقتها كانت غلط بس ده من خوفها عليك واكيد خافت تقولك فتتهور حضرتك وتودى نفسك فى داهية بسبب كلب زاى ده ولا يسوى
زفر رائف عينيه تتابع حركة السير الظاهر امامه من النافذة بشرود فيدرك ياسر انه الان فى مواجهة مع ذاته ليربت فوق كتفه بمساندة قائلا برفق
= فكرك كويس هتلاقى كلامى صح وبلاش تخلى عندك يتحكم فيك.

ظل رائف واقفا مكانه بعد خروج ياسر بهدوء من المكتب تاركا له يدور داخل دوامة افكاره غافلا تماما عما حوله هو يتذكر ما حدث امس فبعد ان القى عليها بكلمته الاخير وخروجه من الحمام بعدها ليجدها تجلس فوق الاريكة محنية الرأس يدرك من الشهقات الخافتة التى تصدر عنها انها تبكى فشعر حينها بضيق شديد فى صدره وبقلبه يهفو اليها يستحلفه ان يذهب اليها يجذبها له يدسها بين اضلاعه ليمحو كل ما بينهم من اوجاع واساءة لكن ماذا يفعل فى كرامته والتى ابت عليه ان يفعلها رافضة كل الرفض باى محاولة للتنازل من جانبه لنتصر فى النهاية على قلبه فتجاهلها تماما يتجه ناحية الفراش ليستلقى عليه ثم اغلق الانواء تاركا لها تجلس مكانها بحزن دون توجيه كلمة واحدة منه لها يضجع على جانبه فى محاولة للنوم لكن كانت كل حواسه متنبهة لاقل حركة منها يستمع صوت الاريكة وهى تتقبل ثقل جسدها عليها فعلم انها تنوى النوم هناك فكاد ان يفتح شفتيه مناديا لها ان تأتى للنوم مكانها فوق الفراش لكنه اغلق سريعا متجاهلا لها مرة اخرى يصرخ فى داخله بغضب فلتفعل ماتريد فلا يهمه اى من امورها بعد الان.

زفر بخفوت قبل ان يعتدل فيستلقى فوق ظهره يطالع السقف تمر بداخل راسه كل ما حدث طوال اليوم منذ لحظة علمه باختفائها حتى لحظتهم هذه يمر الوقت عليه دون ان يطرق النوم له جفن فيقرر الخروج الى الشرفة لتدخين احدى السجائر والتى يشعر برغبة ملحة اليها فى تلك اللحظة فنهض بهدوء يسير باتجاه الشرفة ولكن تأتى التفاتة راسه ناحيتها دون ارادة منه يطالعها بطرف عينيه ليصدم حين وجدها تلتف حول نفسها تحتضن جسدها اليها غارقة فى سبات عميق فتحرك باتجاهها بهدوء حتى وقف امامها يراها على الضوءالخافت الاتى من احدى المصابيح الصغيرة بجوار الاريكة تستند براسها فوق مرفقها شعرها بخصلاته المبعثرة حول وجهها وقد تلطخت وجنتيها بدموعها التى قد ذرفتها قبل نومها فتحركت يده دون ان يشعر بها تبعد خصلاتها برقه عن وجهها يمرر انامله ببطء فوق وجنتها تزيل فى طريقها بقايا تلك الدموع قبل ان ينحنى عليها ينوى حملها الى الفراش حتى تستلقى هناك لكنه توقف فى منتصف الطريق ينهر نفسه بعنف على ما كاد ان يفعله يعتدل مرة اخرى فى وقفته بحدة عائدا الى فراشه مرة اخرى بخطوات غاضبة يجلس فوقه يتنفس بغضب وحدة لعدة لحظات حتى وقعت عينيه فوق الغطاء الملقى باهمال ليختطفه بحدة بعد عدة ثوانى تردد خلالها يتجه به ناحيتها مرة اخرى يلقى به فوقها يدثرها به بحدة وحركات سريعة ثم يعود الى مكانه مرة اخرى يستلقى فوق الفراش يتابعها بشرود حتى غفت عينيه لبضع ساعات نهض بعدها مغادر للمنزل سريعا قبل استيقاظها فليس لديه الاستعداد لرؤيتها مرة اخرى بحالة الحزن هذه خوفا من خضوعه وضعفه امامها فيسلم جميع راياته لها دون لحظة تفكير واحدة منه...
افاق من افكاره على صوت رنين هاتفه ليرفعه الى اذنيه يستمع الى الطرف الاخر لعدة لحظات قبل ان تلتمع عينيه بقوة قائلا بحزم
= حلو اوووى خليه زاى ما هو لحد ما اجيلك
اغلق الاتصال يضع الهاتف فى جيبه ثم يلتفت الى النافذة ينظر من خلالها مره اخرى بشرود ولكن هذه المرة كانت افكاره قاتمة شديدة السواد.

جلست زينة ومها فوق الاريكة فى حجرة الاستقبال لتهتف مها بحنق فور جلوسهم
= ام الخلول دى موجودة ليه هنا غريبة مرحتش الشركة يعنى
زفرت زينة قائلة باحباط
= اوامر رائف صحيت من النوم لقيته خرج من بدرى وسايب خبر ليا انا وسهيلة اننا نفضل هنا فى البيت ما نروحش الشركة النهاردة
زفرت مها بقوة قائلة
= انا بتخنق كل ما بشوف البنى ادمة دى معرفش ازاى انتى متحملها
اعتدلت زينة فى جلستها تسألها بلهفة.

= سيبك منها وقوليلى رائف هو اللى بعتك صح
اخذت مها تلوك شفتيها قبل ان تقول بحرج
= بصراااحة لا. ده ياسر بيه هو اللى بعتنى وادانى باقى اليوم اجازة وقالى اجى اقعد معاكى واعقلك
لتعتدل هى الاخرى فى جلستها تسألها بحزم
= هااا عملتى ايه علشان تخلى ياسر بذات نفسه يبعتنى ليكى وكنت فين امبارح انا افضلت ارن عليكى وتلفيونك كان مقفول طول اليوم هااا ايه اللى حصل.

اخذت زينة تفرك كفيها بتوتر ثم خفضت عينيها بخجل لتصفر مها من بين اسنانها قائلة بهمس
= لدرجة دى؟ طب احكيلى عملتى ايه المرة ولا اقول هببتى ايه؟
رفعت زينة وجهها سريعا ينتشر اللون الاحمر فوق لتهز مها راسها قائلة بتأكيد
= يبقى نقول هببتى ايه احكى احكى خلينى اشوف.

ابتلعت زينة لعابها بصعوبة قبل ان تشرع فى قص كل ما حدث على مها التى اخذ وجهها بالاحمرار نتيجة غيظها وغضبها والذى كان فى اوجه عندما انهت زينة حديثها لتهب من مكانها صارخة
= لا انتى بجد جرى فى مخك حاجة علشان تهببى اللى عملتيه ده ومستغربة انه عاوز يطلقك ده لو واحد مكانه كان زمانه...

زفرت مها بحنق تقطع كلماتها ثم تسرع فى الجلوس بجوارها فورا مرة اخرى بعد ان اخذت زينة بالبكاء لتجذبها بين احضانها تربت فوق شعرها بحنان هامسة باسف
= انا اسفة، متزعليش بس غصب عنى، بصراحة انتى صدمتينى
تحدثت زينة وهى مازلت تستند بخدها فوق كتف مها بصوت باكى
= عارفة يا مها انى بوظت الدنيا بس غصب عنى كنت خايفة عليه وده الحل الوحيد اللى كان ادامى و فكرت فيه.

اخذت مها تملس فوق خصلات شعرها برقة تحاول تهدئتها قائلة
= عارفة يا حبيبتى بس انتى جرحتيه جامد باللى عملتيه ده واكيد مش هيسامح بسهولة
فى تلك اللحظة دخلت عزة تحمل صنية محملة بالمشروبات فتوقفت مها عن الحديث هى وزينة والتى اخذت بمسح دموعها لتهمس مها لزينة بعد خروج عزة
= بطلى عياط وقومى بنا نطلع اوضتك هنا مش هينفع نتكلم ولا افهمك تعملى ايه.

هزت زينة راسها بالموافقة لتخرج هى ومها يقوما بصعود الدرج فى اتجاه الاعلى غافلين عن تلك المختبئة وعينيها الملتمعة بالفرحة والشماتة تهمس
= لااا ده كده حلو اوووى دانا مكنتش احلم انها تجيلى لحد عندى بالشكل ده.

فى احدى مخازن شركة الحديدى الفارغة
جلس رجل معصوب العينين مقيد القدمين واليدين يهتف برعب
= انتوا مين؟ وعاوزين منى ايه؟ انا معملتش حاجة
دوى صوت رائف الساخر يقف فى الجهة المقابلة له يحيط به العديد من الرجال ضخمى الجثة
= اهلا بيك ياا عزت نورت مخازنا والله
اخذ عزت يتلفت حوله برعب وفزع يهتف
=ميين، مين اللى بتكلم، وانا هنا ليه.

اشار رائف براسه لاحد الرجال فيسرع باحضار كرسى له فيجلس بشكل عكسى عليه يستند بمرفقيه فوق مسنده قائلا بصوت مرح خبيث
= معقولة يااراجل نستنى دانت لسه ملبسنى تهمة قتل من كام يوم
ارتعش عزت بعنف يكسو الشحوب وجهه بسرعة قائلا بتلعثم وخوف
= انا، مليش دعوة، يا رائف بيه، انا عبد المأمور، انا بنفذ الاوامر وبس انااا...
دوت ضحكت رائف الساخرة يتردد صداها فى ارجاء المكان قبل ان يهتف بشراسة.
= قصدك عبد سيدك وكلبه المطيع ولااا ايه يا عزت بس ياترى بقى عندك الاستعداد تضحى بنفسك علشانه زاى اى كلب مخلص
هنا ولم يستطع عزت التحمل فاخذ يحاول الفكاك من قيود يصرخ بهستريا ورعب شديد
= ابوس ايدك يا رائف بيه انا مستعد اعمل اى حاجة تطلبها بس متموتنيش ابوس رجلك متموتنيش.

ظل رائف ينظر اليه بهدوء لعدة لحظات قبل ان يشير لاحد الرجال بفك عصبة عينيه ليسرع الرجل فى اتجاه عزت تنفيذ للامر والذى ما ان شعر باقتراب احد منه حتى زادت حركاته هستريا وعنف فى محاولة للخلاص من قيده يزاد صراخه فزعا وحدة
لكن فور ان نزعت عصبة عينيه اخذ يحاول فتحهم مرارا حتى استطاع اخيرا الرؤية بوضوح يهتف فور ان وقعت عينيه فوق رائف برجاء وذعر
= ابوسك ايدك ارحمنى انا مليش ذنب انا بنفذ المطلوب منى وبس.

نهض رائف من مكانه يسير باتجاهه ببطء تتابعه عينى عزت برعب حتى وقف خلفه فيضع كفيه فوق كتفه قائلا بحزم
= حلو اوووى وده برضه اللى عاوزه منك
عقد عزت حاجبيه قائلا بارتبارك
= مش فاهم حضرتك تقصد ايه
رائف بصوت حاد قوى
= لا انت فاهم كويس انا عاوز ايه ولاتحب اخلى الرجالة تعرفك بمعرفتها
هز عزت راسه سريعا بالنفى عينيه تدور برعب فى وجوه المحيطين به ليربت رائف فوق كتفه بقوة قائلا.

=جدع يا عزت كده ابتدينا نفهم بعض هاااا نبتدى بقى نشوف شغلنا
ثم توجه مرة اخرى لكرسيه يجلس فوقه قائلا بحزم
= عاوزك زاى الشاطر كده تحكيلى كل حاجة تعرفها
ابتلع عزت لعابه برعب قائلا
= بس لو فريد بيه عرف هيقتلنى
رائف دون اكتراث
= وانا لو انت متكلمتش هقتلك حالا وفى مكانك فاختار انت بقى اللى يريحك.

تقابلت اعينهم لثوانى راى عزت خلالهم صدق كلمات رائف والاستعداد التام لتنفذها فصمت للحظات قبل يتنهد مستسلما يشرع فى قص كل ما يعرفه منذ بدء الحرب بين رائف وفريد حتى وصل للجزء الخاص بذهاب زوجة ابيه لفريد ليسأله رائف بحدة
= وكلام ده حصل امتى
عزت بصوت مرتعش
= بعد وفاة والد حضرتك على طول ومن ساعتها وحربه معاك اتغير حالها ومبقاش شغل وبس لا بقى كمااااان...

صمت عزت يبتلع لعابه بصعوبة لايدرى ايكمل ام لا لكنه يأتى صوت رائف الامر له بحدة ان يكمل فيسرع قائلا بتلعثم
= بقت كمان، على مرات حضرتك من بعد ما شافها وحاله اتقلب وبقى كل تفكير انه ازاى يخلص منك وطبعا مع اخبارك اللى بتوصل لحد عندك مكنش الامر صعب بس..
قاطع رائف حديثه يسأله بهدوء برغم الغضب المشتعل بداخله
= تعرف مين ده اللى بيوصل كل اخبارى ليه؟
سهيلة مثلا؟
اسرع عزت بهز راسه بالنفى سريعا قائلا.

= لااا مش هى لان ده كان بيحصل من قبل خلافها مع فريد بيه وتيجى تقعد عند حضرتك
فيسرع بلهفة قائلا
= بس وحياة ولادى ماعرف مين انا سألته اكتر من مرة وكان دايما بيرفض يقولى كل اللى اعرفه انه حد قريب منك جدا عارف كل تحركاتك ومعاملات شغلك وهو حتى اللى اداله رقم المدام.

اخفض رائف راسه ينظر الى الارض للحظات اخذ يزفر خلالها ببطء فى محاولة لتهدئة ما يشعربه الان من غضب على نفسه يتسأل الى هذه الدرجة كان غافلا عن كل ما يدور من حوله ثم رفع وجهه مرة اخرى يسأل عزت بحزم
=وضرب النار مين اللى عملها
عزت سريعا دون انتظار
= ده واد اسمه عزوز فريد بيه بيجيبه لما بيكون محتاج شغل من النوعية دى
ابتسم رائف بسخرية قائلا
= وطبعا بيحتاجه كتير مش كده.
نكس عزت راسه لثوانى قبل ان يقول رائف بهدوء وحزم
= شوف يا عزت انا هسيبك تروح لولادك وطبعا مش محتاج اقولك لو فريد عرف انك كنت عندى وعرضت عليا خدماتك هيعمل فيك
رفع عزت عينيه بأمل مع بداية حديث رائف اليه ثم يرتسم داخلهم الرعب عند وصوله فى الحديث الى فريد وما يمكن ان يفعله به ليكمل رائف ببطء وخبث
= ووعد منى ليك انه استحالة هيعرف منى ابدا انك كنت عندى بس بشرط
عزت بلهفة ورجاء.

= انا موافق على كل اللى تأمر بيه بس بلاش ابوس ايدك فريد بيه يعرف حاجة
نهض رائف من كرسيه قائلا بهدوء
= اتفقنا يا عزت وشرطى هو...
اقترب من عزت ينحنى عليه تتقابل اعينهم قائلا بحزم وصوت لا يقبل بالرفض
= عزوز، عاوزك تجبلى عزوز
اتسعت عينى عزت بصدمة فاتحا فمه يحاول التحدث عدة مرات قبل ان يخرج اخيرا صوته المرتعب
= حاضر يا رائف بيه اللى تأمر بيه بس، ممكن اعرف حضرتك عاوزه فى ايه.

اعتدل رائف واقفا مرة اخرى تلتمع عينيه بشدة قائلا بمكر وابتسامة شيطانية
= ابدا. عاوز اقعد معاه قعدة حلوة زاى اللى قعدناها سوا انا وانت
ارتعش عزت بقوة ينظر الى رائف يهز راسه بالموافقة هو يدرك بداخله ان لا مجال لتراجع بعد الان ولا طريق امامه اخر سوى تنفيذ امر رائف له واخفاءكل ما حدث عن ذلك الغول المسمى بفريد.

كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بساعة حين دخل رائف الى داخل منزله وقد ساد الظلام والصمت ارجائه فيتجه بخطوات مرهقة صوب الدرج لكن اوقفه صوت زمجرة قوية اتية من معدته تنبه على عدم تناوله للطعام منذ وقت طويل فقد اخذته جلسته الطويلة مع ياسر للتحدث فيما هو ات وتدبير امورهم فى الايام القادمة ناسيا الغذاء تماماوهاهى معدته تعلن احتجاجها على هذا الامر الان لذا غير اتجاهه الى المطبخ فقد يتدبر اعداد شيئ يستطيع به سد جوعه فى هذا الوقت المتاأخر.

فدخل الى المطبخ ينير انواره قبل ان يتجه الى البراد يفتحه ينظر بداخله فيجد بعض الطعام المعد لا يحتاج سوى لتسخين لذا اخذه ثم يغلق البراد يلتفت بحمله ليصطدم بتلك الوافقة خلفه تماما تسرع يديها اليه لاخذ ما بيده قائلة بنعومة
= خليلك انت وانا هجهزلك العشا.

مرر رائف عينيه فوقها ببطء يلاحظ ما ترتديه من ثوب نوم اسود شفاف الى حد ما ذو صدر مكشوف فوقه روب من نفس النوع مفتوح لا يخفى شيئ عن الاعين ليقول بصوت بارد جاف
=شكرا يا سهيلة تقدرى تطلعى انتى تنامى وانا هحضره لنفسى
اقتربت اكثر منه اناملها تلامس انامله الملتفة حول طبق الطعام قائلة برقة
= لاا خليك انت مستريح اصل انا اساسا كنت نزلة احضر حاجة ليا انا كمان اصل جعانة اوووى.

اضافت كلمتها الاخير بهمس مغرى وقد ازدات اقترابا منه حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى ذلك الطبق الممسك به رائف وقد اصبحت عينيه شديد البرودة ووجهه شديد القتامة يهم الرد عليها ردا يليق بها الا ان صوت اخر دوى بحدة فى ارجاء المطبخ
= انا بقى عندى فكرة احسن ايه رايك تطلعى اوضتك وتلبسى حاجة تدفيكى وبعدين ابقى انزلى دورى على الاكل.

التفت سهيلة بحدة فى اتجاه الصوت لترى زينة الواقفة فى منتصف الباب ترتدى هى الاخرى روب ولكن من النوع الثقيل يغطيها كلها عينيها تطلق الرصاص من شدة غضبها ليؤمن رائف فى تلك اللحظة بعبارة نظرات قاتلة ففى تلك اللحظة لو كانت العبارة حقيقة فعلا لسقط قتيلا فى الحال هو وسهيلة من نظراتها الثاقبة اليهم فقط.

فاخذت ابتسامة مرحة تعاند شفتيه تحاول الظهور فوقهم لكنه اخذ فى مقاومتها يلتفت ليضع طبق الطعام داخل البراد مرة اخرى ثم يتحرك فى اتجاه باب الخروج قائلا
= الوقت اتاخر وانا خلاص مش جيلى نفس للاكل تصبحوا على خير.
تحرك بخطوات سريعة باتجاه الباب تحت انظارهم المتابعة له حتى وصل لمكانها فرفع عينيه اليها للحظة تصل الى انفه رائحتها الرائعة المألوفة له فترتفع امواج اشتياقه لها داخله تزداد من دقات قلبه سرعة ولهفة قبل ان يخفضها مرة اخرى يمر من جانبها سريعا مغادرا بهدوء فلتفتت تتابعه للحظة قبل ان تعود مرة اخرى الى تلك الحية فتشتعل عينيها بنيران غيرتها قائلة بصوت حاولت اظهار كل هدوء استطاعت احضاره.

=شوفى يا سهيلة انتى هنا ضيفة فى بيتى يبقى لما تقعدى هنا يبقى باحترامك واظن انتى فاهمة انا اقصد ايه كويس
لتمرر عينيها باشمئزاز فوق ملابسها الفاضحة لكنها سهيلة لم تتأثر كانها لم تسمع شيئ تتحرك فى اتجاهها قائلة ببرودة تمط فى حروف جملتها الاخيرة
= اسفة يا حبيبتى، المرة الجاى بقى اخذ بالى
ثم تغادر هى الاخرى بخطوات مغيظة متمهلة
لتضيق زينة ما بين عينيها هامسة بغيظ.

= اصبرى عليا يا سهيلة الكلب انتى بس افوقلك وهعرفك مقامك يبقى ايه
...
خرج رائف من الحمام يرتدى احدى القمصان البيتية سوداء اللون وشورت رمادى يمسك باحدى المناشف يجفف بها شعره بخطوات سريعة فيصدم بزينة الواقفة امامه بقوة فتصدر عنها شهقة الم شديدة لينزع المنشفة سريعا من فوق راسه يمسك بها يسألها بلهفة وخوف
= مالك. اتخبطتى فين.

كانت مغمضة العين بألم تشير الى اسفل قدميها فيلاحظ رائف لاول مرة ما ترتديه والذى لا يمت بصلة من قريب او بعيد بما راه عليها عند حضوره فهذا القميص المرتدية له الان بلونه الازرق الغامق يظهر و بقوة بشرتها الناصعة بكتفيه الرفيع وطوله والذى يكاد يبلغ ركبتيها بصعوبة فشعر بدمائه تجرى هادرة فى اوردته وضربات قلبه تتعالى بعنف حتى يكاد صخبها ان يبلغ عنان السماء لا يستطيع رفع عينيه عنها يحاول ابتلاع لعابه بصعوبة قبل ان ينحنى بتردد فيجلس على عقبيه يمسك بقدمها بين يديه ليضعها فوق ركبته متفحصا لها ببطء يمرر انامله المرتعشة فوق اصابعها فتصدر عنها اه الم خافتة ليقول بصوت اجش مطمئنا بعد حين.

= مفيش حاجة حصلت ده بس من ضغط وزنى عليها ابقى خدى بالك بعد كده
ابتسمت زينة خفية تشكر مها فى سرها على خطتها الذكية هذه فمن الواضح انها تؤتى بثمارها لكنها اسرعت بتصنع الالم قائلة بصوت ضعيف
= انا كنت جاية اقولك انى حضرتلك العشا
وقف رائف مرة اخرى على قدميه بعد ان وضع قدميها برقة ارضا عاقدا حاجبيه قائلا بحدة
= مش عاوز عشا انا خلاص هنام.
اسرعت زينة بامساك كفه بين يدها تسير باتجاه الطاولة وهى تشده معها ولم تنسى ان تعرج بقدميها امامه لتثير عطفه فتابعت عينيه حركتها هذه بقلق واهتمام قائلة بهدوء
= انا حضرتك العشا وجبته هنا يعنى مش محتاج تنزل.

جلست فوق الاريكة تشده معها فطاوعها كالمغيب عينيه تمر فوقها ببطء تلتمع بشغف واشتياق حاول السيطرة عليه لكن فشلت جميع محاولاته امام لهفته اليها فلاحظت زينة نظراته هذه لها فشعرت بالاحمرار والخجل يكسوها تلعن مها فى بالها تلك اللحظة فكلامهم عن خطة اغوائها له لا تمت للواقع بصلة فهى لم تتخيل ف اقصى تخيلاتها جراءة ان تشعر بكل هذا الخجل الذى تشعر به الان لكنها قاومته تزيحه جانبا ترفع بقطعة من الطعام بين اناملها الى فمه تلامسه بها فى عينيها نظرة رجاء له فة تلك اللحظة رفع راية استسلامه لها فاتحا فمه دون ارادة منه يتناول الطعام من بين اناملها التى لامست شفتيه بنعومة قبل ابتعادها فيشعر بالنيران تشتعل فى كل جسده شوقا ولهفة لها لكن تأتى صرخة عقله الامرة له بالتعقل وعودة السيطرة اليه لتجعله يفيق من دوامة مشاعره هذه يتنحنح بقوة يخفض عينيه هو يبتعد قليلا عنها قائلا بصوت متحشرج خشن من فرط مشاعره.

= انا هكمل لوحدى.
زفرت زينة تظهر الاستسلام لكنها ظلت جالسة بجواره تتابعه بعينين يرتسم فيهم الحب والحنان حتى انتهى من طعامه يسرع فى اتجاه الحمام كانت هى خلال غيابه ترفع صنية الطعام بعيدا تقف فى انتظار خروجه فلم يطل انتظارها تراه يخرج وهو يجفف يديه بالمنشفة يخفض راسه موليا كل اهتمامه لما يفعل فتتجه هى الاخرى للحمام
فيزفر بعنف فور غيابها عن انظاره هامسا بحدة
= الصبر من عندك ياارب. اجمد يا رائف مش كده.

اسرع باتجاه الفراش يستلقى فوقه بعد ان اغلق الانوار يدعو بقوة ان يأتيه النوم سريعا رافة به ومن افكاره
ماهى لحظات حتى اخذ يستمع الى تحركاتها فى الغرفة يتسأل متى ستتوجه للنوم لينتهى هذا المساء بكل تعقيداته يريحه من كل متاعبه
زفر براحة حين ساد الصمت اخيرا ارجاء الغرفة قبل ان يتخشب جسده بشدة حين اتى صوتها مصاحبا لصوت تقبل الفراش لثقلها فوقه تهمس برجاء.

= رائف ممكن انام هنا على السرير اصل الكنبة نومها مش مريح ابدا
التفت اليها بعنف يحاول النهوض
= خلاص هروح انام انا هناك
لكنها اسرعت بايقافه تضع يدها على صدره تدفعه لاستلقاء مرة اخرى قائلة برقة
= لاا خليك زاى مانت وبعدين الكنبة مش مريحة علشانى فازاى هترتاح انت عليها
لتكمل تتظاهر بالاسف
= خلاص مفيش حل ادامى غير انى افرش وانام على الارض.

وبالفعل تحركت لتغادر الفراش لكن تأتى زفرته العنيفة قبل ان يهتف بها بحنق وهو يستلقى مرة اخرى نائما يعطى لها ظهره
= خلاص يا زينة ملهاش لازمة كل الهيصة دى ونامى السرير واسع ويكفى جيش كامل
ارتسمت ابتسامة فرحة فوق شفتيها تستلقى هى الاخرى سريعا فوق الفراش غافلة عن ذلك الذى اخذ بعد الارقام فى عقله فى محاولة لجلب النوم الى عينيه سريعا يعلم بانها ليلة اخرى لن يزور النوم له فيها جفن.
↚= رائف، انت نمت؟
اغمض عينيه بقوة يجز فوق اسنانه غيظا حين وصل اليه صوتها الهامس الرقيق جاعلا من جسده كتلة متوترة لكنه تجاهل سؤاله لتهمس مرة اخرى باسمه ولكن هذه المرة شعر بتحركاتها اقترابا منه تلفح حرارة جسدها ظهره فيسرع فى اللابتعاد حتى طرف الفراش يهتف بحدة وانفاس متسارعة
= عاوزة ايه زينة فى الليلة اللى مش عاوزة تعدى دى؟
زينة بصوت رقيق ضعيف
=انا بس كنت عاوزة اسألك هروح معاك الشركة بكرة ولا لا.

اخذ رائف يزفر عدة مرات ببطء محاولة تجاهل ما يفعله صوتها به وبمشاعره قبل ان يقول بخشونة
= لا، لا انتى ولا سهيلة كمان
تخشب جسدها بقوة عنده ذكره لاسم تلك الحية تتراجع زافرة بحنق بعيدا عنه قائلة
= بخصوص الست سهيلة مش شايف ان قاعدتها هنا طولت زيادة عن اللزوم ومبقاش ليها معنى
رائف ببرود وهو مازال على حاله يعطى ظهره لها
= لا مش شايف وبعدين انا هنا اللى اقول ايه ينفع وايه مينفعش.

شحب وجهها بشدة من قسوة رده تحاول ابتلاع غصة حلقها قائلة بضعف وحزن
= فعلا عندك حق، تصبح على خير
تراجعت الى مكانها من الفراش تضم نفسها اليها بقوة تغمض عينيها بقوة وهى تمنع نفسها عن اى محاولة للبكاء فماذا كانت تنتظر ردا منه هل كانت تتوقع منه لينا بعد محاولتها الخرقاء لاغوائه منذ قليل لذا فلتصمت خيرا لها وتدعو ان يأتيها النوم سريعا رافة بها
بعد رده القاسى عليهاهذا...

اخذ رائف يلعن نفسه الاف المرات على قسوته وجفاءه معها يتردد بين كل ثانية واخرى حتى يلتفت لها لكن تأبى عليه كرامته التنازل ليظل على حاله هذه فترة طويلة يتاكله الذنب حتى انتصر اخيرا نداء قلبه فيلتفت ببطء ناحيتها هامسا برقة واسف
= زينة، انا مقصدتش بس كنت...

صمت عن حديثه بغتة حين راى وضعية استلقائها وتكورها حول نفسها بتلك الطريقة فيتراجع مستلقيا مرة اخرى يتنفس بعنف لاعنا نفسه بهمس قبل ان يتحرك مرة اخرى فى اتجاهها بهدوء حتى اقترب منها يضع ذراعه حول خصرها يضمها اليها حتى التصق ظهرها بصدره تماما لتنتفض شاهقة بعنف فزعة فمن الواضح انها قد سقطت فى النوم فى تلك اللحظات التى استغرقها لتأنيب نفسه
فينحنى الى اذنيها ينحى شعرها الى الجانب هامسا برقة شديدة.

= هشششش نامى يا زينة نامى وخلينى انا كمان انام
ارتخى جسدها بين ذراعيه تتنفس بعمق تغمض عينيها مرة اخرى ترتسم على ثغرها ابتسامة مطمئنة ليزيد هو من ضمها اليه اكثر دافنا وجهه فى عنقها مستنشقا رائحتها بعمق الى داخل صدره عينيه مغلقة براحة وتمتع يشعر ومنذ وقت خصامهم فور ان احتضنها بين ذراعيه بالنوم يدق ابواب جفونه دون اى جهد منه لاستدعائه فيستكين بين دفء
جسدها مستسلما له
...

استقظت زينة من نومها تشعر بالحرارة الشديدة وثقل شديد جاثما فوق صدرها ففتحت عينيها مثقلة بالنعاس فتصدم حين رات راسه بشعره شديد السواد يستكين فوق صدرها بينما ذراعيه تلفها بقوة تضم جسدها اليه انفاسه الدافئة تلفح عنقها بنعومة وبطء
فتحت عنينها باتساع وذهول تتسأل كيف حدث هذا فاخر ما تتذكره هو سقوطها فى النوم بعد لحظات من رده القاسى عليها عند ذكرها لسهيلة ووضعها هنا.

تنهدت برقة وهى تلامس باطراف اصابعها خصلات شعره بنعومة قبل ان تبتسم بحنان حين همهم فى نومه تهمس برقة
= مش مهم حصل ازاى المهم انه فى حضنى قريب من قلبى.
خفضت شفتيها تقبل شعره قبلة طويلة اودعت فيها كل مشاعرها له لتأتى همسة منه باسمها اثناء نومه وذراعيه تزداد فى ضمها اليه كنسمة رقيقة تلامسها فاجابته بهمس مماثل تجيبه بنعومة لتفاجىء به يرفع راسه ناظر لها بعينين نصف مغمضة لثوانى مرت عليها كدهر تنتظر انتفاضته بعيدا عنه لكن ماحدث تاليا عكس ما توقعته تماما اذ وجدته يدفن وجهه فى دفء عنقها يلثمه حناياه بنعومة ورقة قبلات بالكاد تلامس بشرتها قبل ان تنتقل سريعا لمكان اخر حتى وصل بها الى شفتيها فاخذ يقبلها بشغف وحنان لم يترك لها اية فرصة سوى ان تستجيب له ولقبلاته المحمومة حتى تبدل الحال فجاءة حين انتفض مبتعدا عنها ينظر اليها ذاهلا قبل ان يهمس كما لو كان لنفسه.

= انا كنت فاكر انى بحلم
طالعته ذاهلة هى الاخرى تفتح فمها تنتوى سؤاله عما يقصد لكنه لم يترك لها مجالا تجده ينهض سريعا من الفراش كما لو كانت تلاحقه شياطين الارض جميعها يسير فى اتجاه الحمام بخطوات سريعة يغلق بابه خلفه بقوة جعلتها تنتفض فى مكانها من شدتها
تنهض سريعا هى الاخرى من الفراش وهى تلوك شفتيها غيظا هاتفة بحنق.

= حلم، بقى كنت فاكره حلم يا سى رائف طيب هشوف بقى الحقيقة ولا الاحلام بتاعتك مين اللى هيكسب فى الاخر.

وقف امام طاولة الزينة يحاول عقد ربطة عنقه بذهن شارد واصابع مضطربة عينيه تخونه تقريبا كل ثانية ناحية صورتها المنعكسة فى المرآة امامه وقد خرجت للتو من الحمام تلف حول جسدها منشفة وردية كبيرة اما شعرها فقد تركته منسدلا بنعومة ولمعان فوق ظهرها بعد ان نزعت عنه المنشفة فور خروجها وهاهى تجلس الان فوق الفراش تنظر اليه اعينهم تتقابل من خلال صورتهم المنعكسة سوا فوق المرآة هى بنظرات حاولت رسم البراءة فيهم وهو باضطراب فيجد نفسه يتوقف عما يفعلا زافرا بحنق قبل ان يسألها بخشونة.

= ممكن اعرف قاعدة عندك كده ليه قومى البسى هدومك هتاخدى برد
هزت كتفها بلا اكتراث تتراجع الى الخلف فى جلستها تنسد بكفيها فوق الفراش قائلة بهدوء
= مستنية اما تخرج علشان ابقى براحتى.

اغمض عينيه بقوة يحاول السيطرة حتى لا ينفجر فيها يفرغ حنقه كله منها وما تفعله به فى تلك اللحظة يحاول التنفس بهدوء فترتسم ابتسامة غبطة خبيثة فوق شفتيها تمحوها سريعا حين فتح عينيه مشتعلتين بقوة وقد فشلت كل محاولاته لتجاهل صورتها هذه بمحاولة اغماض عينيه فيجدها مطبوعة خلف جفنيه فتجعل من مهمته هذه شاقة لينتزع ربطة عنقه من حوله عنقه هاتفا بحنق
= خدى راحتك انا هسيبلك الاوضة حالا.

فاتبع كلماته بالتحرك فعلا ناحية باب الغرفة مغادرا بخطوات عصبية سريعة لتبتسم بانتصار وخبث قائلة بتهكم
= هتروح منى فين يا بتاع كنت فاكره حلم انت
...
نزل الدرج سريعا هاربا حرفيا من غرفتهم يحاول عقد ربطة عنقه باصابع مرتعشة مناديا عزة بصوت عالى مضطرب لتهرع اتيه من المطبخ بخطوات سريعة متعثرة تسأله بحذر
= افندم يا رائف بيه
سألها بصوت خشن وهو مازل يولى اهتمامه لربطة عنقه
= الفطار جاهز؟
تلعثمت عزة قائلة بسرعة.

= ثوانى وهيكون جاهز ومعاه قهوة حضرتك كمان
ضغط فوق اسنانه بحنق قائلا
=لسه هتحضريهم؟ خلاص متعمليش حاجة انا رايح الشركة روحى شوفى شغلك
تحركت عزة من امامه سريعا تغيب خلف الباب المؤدى للمطبخ وما هى ثوانى حتى اتى صوت من خلفه يسأله بدلال
= اكيد مستنينى نروح الشغل سوا مش كده اغمض رائف عينيه بقوة وضاغطا فوق اسنانه.

قبل ان يلتفت الى سهيلة الواقفة خلف ينوى الرد عليها مزيلا امالها فورا لكن توقف حين لم تلك الواقفة اعلى الدرج عينيها تطلق سهام غضبها نحوهم فيبتسم برقة زائفة قائلا
= لاا انا مش محتاجك النهاردة فى الشركة اخدى اليوم اجازة بس عاوز منك خدمة تانية
سهيلة بلهفة عينيها تلتمع بالفرحة
= انا مستعدة اعملك ايه حاجة تطلبها مهما كانت
اشار رائف لربطة عنقه يبتسم ببطء وعينيه ترتفع خفية مراقبا ردة فعل معذبته على ما سيقول.
= ممكن تربطهالى اصل حاولت كذا مرة و مش عارف واتاخرت فعلا على الشركة
هزت سهيلة راسها بلهفة وفرحة تمد يدها الى ربطة عنقه تعقدها سريعا تمرر يدها فوق صدره تساله بنعومة ودلال فور انتهاءها
= ايه رايك؟ وربطتها بسرعة كمان
شكرها بصوت عملى سريعا متجاهلا تلك الواقفة بجمود تتابع ما يحدث يتجه ناحية باب الخروج ينوى المغادرة لتمسك به سهيلة من ذراعه توقفه قائلة بسرعة.

= استنى مينفعش تمشى من غير فطار ثوانى هخلى عزة تحضر لينا انا وانت الفطار
وتحركت فى اتجاه المطبخ ليتجاهل رائف قولها يتحرك مرة اخرى للمغادرة فور اختفائها.

لكن يأتى صوت حازم قوى مناديا باسمه علم بغضب صاحبته فيتوقف مكانه ملتفتا اليها يتابعها بتسلية وهى تنزل الدرج بعنف تتجه اليه بخطوات سريعة قبل ان تتوقف امامه تماما تنظر اليه لثوانى بعينين صعب عليه قرائتها قبل ان ولمفاجئته تمسك بربطة عنقه تحلها سريعا بغضب وحنق قائلة بطفولية
=كده احسن روح بيها الشركة كده.

ثم تركته مغادرة ليقف مكانه تتسع عينيه بصدمة للحظات وهو تابعها بذهول حتى اختفت فى غرفة المعيشة فترتسم فوق شفتيه ابتسامة مرحة لم يستطع مقاومتها يهز راسه بقلة حيلة من افعالها قبل ان يغادر المنزل سريعا و بهدوء.

عند وصوله الى مكتبه اعلم شاهى الجالسة فوق مقعدها تمسك باحدى ادوات التجميل تصبغ به شفتيها ان تتبعه لتترك ما بيدها بارتباك تتعقبه سريعا حتى دخلا المكتب ليحديثها رائف قائلا اثناء جلوسه خلف مكتبه بجدية وحزم
= شاهى اعمل حسابك الشغل كله هيبقى عليكى الايام الجاية ولو محتاجة مساعدة اطلبى ده الاستاذ معتز هو هيشوف حد يساعدك
هزت شاهى راسها بالموافقة لكنها لم تستطع مقاومة فضولها لتسال بلهفة.

= طيب مدام زينة ومدام سهيلة راحو فين
زفر رائف ترتسم علامات الالم فوق وجهه قائلا
مدام سهيلة مش هتنفع معانا فى المرحلة الجاية لانها مش فاهمة شغلنا لسه اما مدام زينة...
صمت رائف قليلا وجهه ينطق بالكثير لكنه اسرع بتمالك مشاعره قبل ان يزفر قائلا
= مش هخبى عليكى يا شاهى انا وزينة اتفقنا على الطلاق وكل حاجة هتنتهى بينا خلال ايام.

التمعت عينى شاهى بالفرحة والسعادة لتظهر على جميع ملامحها تفشل تماما فى محوها عنها لكنها اسرعت بالقول باسف مصطنع
= اسفة بجد يا رائف بيه ومش بصراحة اقولك ايه
رائف بصوت اسف هو الاخر قائلا
= متقوليش حاجة يا شاهى كل شيئ قسمة ونصيب واحنا كان ارتبطنا من البداية غلط
اسرعت شاهى مأكدة كلامه بلهفة
= طبعا يا فندم هى كانت اساسا تطول تتجوز واحد زيك وبعدين...
هتف رائف بقوة مقاطعا حديثها قائلا بحزم وخشونة.

= خلاص انتهينا من الكلام فى الموضوع ده واتفضلى يلا على مكتبك
اسرعت شاهى تهز راسها باليجاب تسرع فى اتجاه الباب ليوقفها صوت رائف قائلا بحزم
= كمان دقايق وهيوصل ضيف مهم عندى اول ما يوصل مش، عاوز اى مكالمات واجلى كل حاجة لحد ما اديكى اوامر تانية.

هزت راسها بالموافقة قبل ان تخرج من الباب تغلق خلفها تتجه لمكتبها ببطء وشرود ما ان استقرت خلفه حتى فغرت فاها بذهول وهى ترى تلك امراة شديدة الجمال تقف امامها تسألها بصوت ناعم
= صباح الخير. لو سمحتى رائف موجود؟
جلست شاهى تنظر ببلاهة لتلك الزائرة قبل ان تهز راسها ببطء بالايجاب لتكمل المراة بثقة
= ياريت تقوليه سوزان هانم الشريف جات حسب الميعاد بينا
نهضت شاهى سريعا قائلة باحترام شديد.

= اهلا بحضرتك ثوانى وهبلغ رائف
ثم اتجهت ناحيه مكتب رائف تدخله تغيب داخله لثوانى قبل ان تخرج تشير لسوزان بادب بالدخول تغلق خلفها الباب بعد دخولها تبتسم بجزل وعينيها تلتمع بالجشع هامسة
= ده النهاردة يوم سعدى خبارين وفوقت واحد انا لازم اخذ منه ضغف اللى متفقين عليه على كل خبر
ثم اتجهت بخطوات متلهفة الى مكتبها تمسك بهاتفها تضغط زر الاتصال لتنظر للحظات قبل ان تهتف بلهفة.
= عندى ليك خبرين النهاردة اهم من بعض بس لازم نتفق على حسابنا الاول
صممت قليلا تستمع لطرف الاخر قائلة بعدها = اتفقنا، شوف ياسيدى...

ساد صمت قاتل ارجاء المكتب جلس رائف خلاله يتكأ براحة الى ظهر مقعده يدير القلم بين انامله بينما جلست سوزان امامه جسدها كله ينبض بالتوتر والعصبية فتتنحنح بصعوبة تتحدث بعدها بصوت حاولت اظهار الهدوء فيه
=انا مكنتش مصدقة لما مجدى قالى انك طالب وحابب اننا نقعد مع بعض ونتفاهم وصقنى يا رائف انا ندمانة جدا على كل حصلت منى فى حقك وحق والدت...

قاطع رائف حديثها بغضب مكبوت ينهض من خلف مقعده يتحه ناحية النافذة ينظر من خلالها قائلا
=اعتقد كلامنا عن اللى حصل زمان مش هفيد بحاجة دلوقت يا سوزان خلينا نتكلم فى المهم احسن
نهضت سوزان هى الاخرى تهتف بلهفة
= انا موافقة على اى حاجة شوف انت ايه المناسب وانا معاك.

التفت اليها رائف يقيمها بنظرات غامضة زادت من توترها اكثر واكثر حتى تحدث اخيرا قائلا = شوفى يا سوزان من لف ولا دوران انا مستعد اسيبلك كل التركة بس بشرط واحد
التمعت عينى سوزان بالجشع تهتف سريعا وبلهفة
= وانا موافقة عليه نقدر نروح للمحامى امتى
ابتسم رائف ساخرا قائلا بتهكم
= طب مش تعرفى شرطى الاول هو ايه قبل ماتوافقى
انطفئت عنينها لا تدرى لما ينتابها هذا الشعور ان الاتى لن يعجبها فتسأله بقلق.

=طيب ايه هو الشرط؟
رائف بهدوء وحزم
القصر، عاوز القصر والباقى من التركة حلال عليكى
هنا وسقطت سوزان فوق مقعدها بضعف تشعر بعدم قدرة قدميها على حملها تشعر كمن سقط من ارتفاع شاهق ولا امامه اى فرصة للنجاة.

دخلت زينةالى غرفتها جسدها كله يشتعل بالغضب تتمنى لو كان فى استطاعتها قتل احدهم فى تلك اللحظة وليس من الصعب عليها ايجاد هذا الشخص فلن يكون سوى تلك الحيزبونة المدعوة بسهيلة فمن بعد خروج رائف وهى لم تمرر فرصة الا وقد فرضت شخصيتها فيها تلقى بأوامرها هنا وهناك على جميع العاملين بالمنزل امام زينة المتابعة بصمت لا تريد الدخول معها فى صراع لا يعلم نتائجه خاصة فى ظل احوالها المتوترة مع رائف لاتريد زيادة حدة الامور بينهم حتى جاءت النقطة التى فاض بها الكأس حين اتت عزة اثناء جلوسهم فى غرفة الاستقبال تطلب رايها عن الاصناف التى ستعدها للغذاء وهنا هبت سهيلةدون تمهل تعدد لها عدة اصناف بلهجة مسيطرة شديدة الحزم لتقف عزة بعد انتهائها تنظر الى زينة بتردد فى انتظار رائيها لتهب سهيلة هاتفة بغضب.

= واقفة عندك مستنية ايه روحى يلا شوفى شغلك واياك الغدا يتاخر عن ميعاده
اشارت زينة بهدوء لعزة بالانصراف رغم النيران التى تشتعل بداخلها حتى خروج عزة لتلتفت الى سهيلة قائلة بصوت هادىء حازم
= اعتقد يا سهيلة هانم انك مش من المفروض تتعاملى مع موظفين الفيلا بالشكل ده ولا انك تدخلى فى امورها بالشكل ده
تراجعت سهيلة فوق مقعدها تضع قدما فوق اخرى قائلة ببرود وخبث.

= اسفة يا زينة يا حبيبتى انا عارفة انه بيتك بس متزعليش منى واضح جدا ان الامور هنا ماشية بتسيب خالص..
ثم نظرت الى اظافر يدها تتأملها تكمل بسخرية وابتسامة خبيثة
= انا عارفة انه غصب عنك خصوصا انك مش متعودة على ادارة امور فيلا بالحجم ده ولا على حياة بالشكل ده فانا بحاول اساعدك مش اكتر
التمعت عينى زينة بقوة تدرك المغزى من وراء كلماتها واشارتها الى اصلها البسيط لذا ردت عليها بهدوء وثقة.

=متشكرة جدا ليكى ياحبيبتى بس زاى ما قلتى ده بيتى انا وانا اللى اقول ايه اللى مناسب وايه لا ويااريت متنسيش انك مش، اكتر من ضيفها طالت او قصرت فترة وجودك معانا ففى الاخر هتسبينا هتمشى
ضحكت سهيلة بقوة تنهض من مكانها تقترب منها هامسة بخبث
= متبقيش واثقة اووى كده محدش عارف مين فينا اللى ضيف هنا وايام وهيمشى.
ثم غادرت سريعا بخطوات واثقة مائعة تاركة زينة مكانها تشعر بالبرودة تتخلل جميع انجاء جسدها من معنى كلماتها المسمومة تزيح للشك مكانا بداخلها تتساءل عن مدى معرفتها بما يحدث بينها وبين رائف من توتر وخلافات.

ظلت تجوب ارجاء غرفتها تحاولت تهدئة افكارها وظنونها حتى تعالى رنين هاتفها يخرجها من شرودها ترفعه اليها ليتجمد جسدها بشدة تصتك اسنانها حين تعرفت على هاوية المتصل تنظر الى الهاتف للحظات برعب كما لو كان تحول لافعى قاتلة بين اناملها حتى توقف رنينه ولكن لم يملها فترة لالتقاط انفاسها حتى تصاعد مرة اخرى لتضغط زر الاجابة تجيب برهبة ليقابلها صوت اصبحت تعرفه خير المعرفة قائلا بسخرية.

= ايه يا حياتى مش عوزة تردى عليا ولا ايه
لم يتلقى منها اجابة ليكمل بدهشة مصطنعة
= ايه ده وكمان زعلانة منى ومخصمانى كمان
لااااا دانا كده لازم اصالحك بنفسى
زينة بتلعثم وصوت خائف مرتعب
= عاوز ايه دلوقت
ضحك فريد بصخب قائلا بخبث
= من ناحية اللى عاوزه فانا عاوز كتير بس مش وقته انا بكلمك علشان اقولك برافو عليكى انك قدرتى تنفذى اتفقنا وان انا كمان هنفذ اللى عليا منه واعتبرى ان رائف فى امان.

عقدت زينة حاجبيها بحيرة تسأله بخفوت
= انا مش فاهمة انت تقصد ايه
فريد بشك وصوت حاد
انتى مش طلبتى الطلاق من رائف وخلاص هتنفصلوا
تنهدت زينة بحزن تهمس
= انت عرفت بدى كمان
ضحك فريد مرة اخرى بمرح
=طبعا يا حياتى انا مفيش حاجة تستخبى عليا وبتوصل لحد عندى المهم الطلاق هيحصل امتى انا معنديش صبر للف والدوران ده
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تجيبه بهمس
=مش عارفة رائف قال انها كلها ايام بعد ما ينتهى من...

اغمضمت عينيها بقوة تضغط فوق شفتيها بارتباك تلعن نفسها الف مرة فقد كاد تخبره بما قاله رائف عن محاولته والتدبير لتخلص منه لتتفتح عينيها بصدمة وذهول حين اكمل فريد حديثها قائلا بثقة وهدوء
= ايوه عندى خبر بالموضوع التانى وعرفت انه ينهى موضوع وصية ابوه عموما انا حبيت اعرفك انى عرفت بالاخبار الجديدة واستنى منى تليفون تانى بس بعد ما كل حاجة تنتهى سلااام ياحياتى.

اغلق الخط بعدها فورا لكن ظلت زينة مكانها تدور افكارها بداخلها كدوامة تتساءل عما يخدث من حولها فهناك شيئ غامض لا تستطيع فهمه ولكنها كل ما تعلمه الان ومتأكدة منه انها يجب ان تخبر رائف بتلك المكالمة ولن تخفى شيئ عنه بعد الان.

ظلت فى غرفتهم تجوبها بتوتر وعصبية تنظر بين كل لحظة واخرى الى الساعة تطالع الوقت فيها تزفر بحدة صارخة
= اتاخر ليه كل ده انا مش فاهمة بيعمل ايه فى الشركة كل ده
نظرت الى الساعة مرة اخرى ترى الوقت قد تعدى التاسعة لتتحرك مرة اخرى تجوب الغرفة مرة اخرى تفرك كفيها بعصبية قبل ان ترهف السمع حين وصلها صوت سيارته لتتنهد براحة لكن اتسعت عينيها فزعا قبل ان تهمس بغيظ تضيق عينيها.

= انزل الحقه قبل الحيزبونة ما تستقبله ويا وياولها منى لو اللى حصل امبارح اتكرر تانى
ثم اسرعت تجرى فى اتجاه الباب تخرج منه سريعا حتى وصلت الى بداية الدرج تتوقف مكانها حين رات ما كانت تخشاه يحدث امامها فتلك الوقحة تقف معه فى منتصف البهو تضع يدها تتلمس ربطة عنقه شعرت كما لو اشعلت فيها النيران لتهبض سريعا فى اتجاههم يصل اليها صوت رائف البارد
= مفيش يا سهيلة حاجة قلتلك
سهيلة بدلال وميوعة.

= اكيد المكتب من غيرى كل اموره كانت ملخبطة مش كده
لتأتى اجابة زينة عليها وقد وقفت تستند بجسدها فوق حاجز الدرج قائلة بحزم وجدية ودون لحظة تفكير واحدة
= انا معرفش ايه الوضع بالنسبة للشركة بس احب اقولك بالنسبة للوضع هنا فى بيتى انى مستغنية عن خدماتك يا سهيلة هنا واحب اعرفك انك بقيتى ضيفة مش مرحب بيها هنا تانى.

اتسعت عينى سهيلة بذهول وجهها يكاد ينفجر من شدة غضبها تلتف الى رائف الواقف يتابع ما يحدث بهدوء تهتف باستنكار
=شايف يا رائف بتقولى ايه انتى هتسيبها تهنى بالشكل ده ادامك.
ارتعشت زينة تشعر بضربات قلبها تتعالى بعنف تلعن نفسها الان على تسرعها ونطقها بكلماتها تلك امامه فهو لن يتهاون ثانية فى توضيح مكانتها وحجمها الحقيقى فى هذه المنزل امام تلك الحية فتصبح مصدر لسخرية لها فوقفت بارتباك تنتظر اجابته تسمعه يزفر بقوة قائلا بهدوء
= زاى ما قالت زينة يا سهيلة ده بيتها ومقدرش افرض عليها تستقبل مين فيه واذا كان ده قرارها فانا...

قطع كلاماته يهز كتفه بقلة حيلة فيسود صمت قاتل ارجاء المكان بعد كلماته الهادئة هذه تتابعه زوجان من العيون يكادون ان يخرجوا من محجريهما من شدة الصدمة والذهول حتى همست سهيلة بذهول
= بقى كده يا رائف؟طب وهروح فين وانت عارف ظروفى مع فريد
تنبهت حواس زينة انتظار لرده فيجيبها رائف بلا مبالاة
= متقلقيش من الناحية دى انا اتصرفت و بخصوص شغلك انا دبرت ليكى وظيفة فى شركة ليها تعاملات معانا وكل شيىء اتحل.

بعد انتهاء حديثه شعرت زينة بالرغبة للقفز عليه تمطره بقبلاتها وتبثه كل حبها وتقديرها له فى تلك اللحظة لكنها اقنعت نفسها بالتعقل حتى صعودهم الى غرفتهم وقتها لن يرحمه احد منها ابدا فالصبر اذا.
فى تلك اللحظة رات سهيلة تهز راسها بحزن ترفع عينيها الممتلئة بالدموع تهمس
=شكلك فعلا رتبت كل حاجة مفيش لزوم للكلام عن اذنكم اطلع اجهز حاجتى.

ثم اسرعت بصعود الدرج تتعالى شهقات بكاءها فيزفر رائف قبل ان يتحرك لصعود الدرج بهدوء متجاهلا زينة تماما والتى ظلت تتابع صعوده باهتمام قبل ان تقرر اتباعه فلديهم حديث و ليلة طويلة لم تنتهى احداثها بعد.
فور ان اغلقت الباب خلفهم حتى نادته سريعا.

فيتوقف عن حركته ملتفتا اليها بتساؤل فلم تمهل نفسها لحظة واحدة للتفكير تسرع فى اتجاهه ثم تقف على روؤس اصابع قدميها تلف عنقه بذراعيها مقربه وجهه لها تقبله بلهفة وحنان تودع فى تلك القبلة مشاعرها كلها لاتعطى له فرصة للابتعاد او الرفض وقد زادت من قربها منه فلم يجد امامه حلا سوى ان يتسمر مكانه يحاول ان لا يتجاوب لقربها الشديد منه والذى اخذ جسده يصرخ فرحا له يطالبه بضمها هى الاخرى اليه لكن ابى عقله فعلها فيتجمد جسده للثوانى هى كل مافى استطاعته فعلها من مقاومة ترتفع ذراعيه رغما عنه تلتف حول خصرها فيضمها اليه بقوة شديدة حتى اصبحا كجسدا واحد يتولى هو قيادة قبلتهم بعد تلك البدايةالمرتبكة ا الخجولة منها ليغيبا عن كل ماحولهم فى قبلة طال اشتياقهم لها ابتعد بوجهه عنها بعد حين يلهث بعنف لكنه لم يفك حصار ذراعيه من حولها يسألها بخشونة.
= ايه اللى حصل لكل ده؟
كانت اناملها تعبث بأزرار قميصه قبل ان ترفع شفتيها تقبل عنقه فوق تفاحة ادم الخاص به هامسة برقة.
= حبيت اشكرك على اللى حصل تحت من شوية
اغمض رائف عينيه يرتجف بقوة فور ان شعر بلمستها وانفاسها تلامسه بتلك النعومة قائلا بصوت حاول جعله هادئا غير مبالى.
= مفيش داعى وزاى ما قلت ده بيتك تستقبلى فيه اللى انت عاوزاه سألته بحزن تدفن وجهها بعنقه تزيد من احتضانه.

= بيتى ازاى وكلها ايام وتسيبنى امشى منه زفر رائف بقوة يحاول ابتلاع لعابه يشعر بدقات قلبه تتعالى بقوة وانفاسه تخرج من صدره بصعوبة لايستطيع حتى اجابتها انفاسها ترتطم بنعومة ببشرة عنقه وهى تحدثه قائلة بندم ونبرات اسفة.

= انا عارفة انى غلطت كتير وانك ليك كل الحق فى زعلك منى علشان كده انا اسفة على كل حاجة عملتها بس اللى ممكن يشفعلى عندك انى كنت خايفة عليك ومش اى حاجة تانية غير كده صدقنى يا رائف رائف بتحشرج وصوت مرتعش يعلم انه قد وصل للحافة ولم يعد يستطيع الاستمرار فى تظاهره بالغضب منها.
= طيب ولو داريتى حاجة تانى عنى وعقلك الصغير ده رجع يشتغل وتصرف لوحده تانى وقتها ايه الحل يا زينة؟

زينة بلهفة ترفع نفسها تقبل وجنته بقوة قائلة.
= استحالة هتحصل تانى عمرى فى حياتى ما هاخبى حاجة عنك ابدا بس سامحنى وحياة اغلى حاجة عندك اخفض وجهه يستند بجبهته فوق جبهتها قبل ان يهمس بحب وحنان.
= خلااص وحياة زينة عندى سامحتك التمعت عينيها بالفرحة تهتف بسعادة.
=بجد يا رائف..
انا فرحانة اووى وعاوزة...

قطعت كلامتها لتنهمر بشفتيها تقبل انحاء وجهه كلها بجنون وفرحة قبل ان تتوقف لاهثة وعينيها تشع بالسرور ليسألها هو بلهاث واستنكار.
= انتى كده يعنى بتصالحينى؟
هزت زينة بالايجاب راسها بخجل وارتباك ليكمل بخبث عامزا بعينه لها.
= بس كده! اومال فين الخطط وفين حركات الاغراء ولا خلاص علشان اتصالحت بسرعة مش هيحصل حاجة منها تانى رفعت عينيها تحدق به بصدمة وذهول فيهز راسه بالايجاب يقترب من شفتيها هامسا فوقهم.

= ايوه كنت عارف انتى ناوية على ايه.
بس عارفة طلعتى خايبة اوى يا زينة ومها استاذة فاشلة هى كمان هتفت باستنكار مذعور.
= انت كنت عارف بدى كمان؟
ابتسم رائف قائلا بحنان.
= طبعا كنت عارف انك استحالة تفكرى تعملى كده من نفسك لازم حد يكون هو اللى فكرلك زينة بحزن وخيبة امل.
= اذا كنت كشفتنى بالسهولة دى يبقى عندك حق فعلا انا طلعت فاشلة اوى زاى ما بتقول زاد رائف من احتضانه لها قائلا بعبث وخبث.

= انا معنديش مانع ابدا انى اعملك امتحان تانى وصدقينى هسيبك تنجحى فيه زاى ما تحبى هااا قولتى ايه ضربته زينة فى كتفه بقوة تهتف قائلة.
= رائف اتلم..
وبلاش طريقتك دى علشان بتحرجنى ارتفعت ضحكة رائف الصاخبة تدوى فى ارجاء الغرفة فاسرعت زينة تفك حصار ذراعيه من حولها مبتعدة عنه قائلة بحنق طفولى كما لو كانت تحدث نفسها.

= انا كنت عارفة انها مش هتعدى على خير اه لو اشوفك يا مها ادامى دلوقت كنت خنقتك على افكارك المهببة دى تحرك رائف باتجاهها ومازالت بقايا ضحكته فوق شفتيه قائلا مقلدا لهجتها بعبث.
= اااه لو شوفتك يا مها ادامى دلوقت عارفة كنت هعمل فيكى ايه...
تحفزت زينة تلتمع عينيها بالشر فى انتظار الباقى من جملته لتصرخ بمفاجئة حين جذبها سريعا الى صدره ترتطم به ينحنى هامسا فوق شفتيها يكمل جملته بشغف ولهفة.

= هاخد زينة فى حضنى كده ومش هسيبها تبعد عنى ابدا مهما حصل لينهى حروف كلماته بين شفتيها يلتهمها بشفتيه بشوق ولهفة بادلته اياها دون لحظة تردد واحدة تبثه من خلالها كل ما تحمله له من عشق يغلف قلبها مشاعرها تغيب معه فى عالمهم الخاص بهم وحدهم حتى سطع ضوء من الادراك داخل عقلها ليتخشب جسدها بين ذراعه ترتجف خوفا مما هو اتى لحظة اخباره بما لديها شعر رائف بحالة الشرود التى اصابته فتأخذها بعيدا عنه ليرتفع بوجهه اليها فيرى الخوف المرتسم فى عينيها ليهمس بلهفة وخوف.

=مالك يا زينة.
خايفة كده ليه..
تلعثمت زينة تحاول صياغة حديثها القادم خائفة مما ستكون عليه ردة فعله لكنها قررت عدم اخفاء شيئ عنه ابدا ما حدث ومهما كانت ردة فعله لتسرع قائلة بخوف لم تستطع السيطرة عليه.
= عاوزة اقولك حاجة بس خايفة...
امسك رائف بوجهها بين يديه يرفع عينيها الى عينيه يبث من خلالها اليها كل ما استطاع اظهاره من اطمئنان قائلا بهدوء.
=متخافيش منى ابدا يازينة اى حاجة عاوزة تقوليها انا هسمعها وصدقينى عمرى ما هزعل منك ابدا مهما كان اللى هتقوليه اتفقنا؟

ابتلعت لعابها بارتباك تهز راسها له بالموافقة تترد لثانية واحدة قبل ان تشرع فى قص عليه مكالمة فريد لها تتابع بعينيها ردة فعله والتى جاءت عكس ما توقعت تماما اذا وقف يستمع اليها بهدوء يظهر فى عينيه التفكير العميق دون اى مشاعر اخرى مان ان انتهت تركها ثم يتحرك بشرود فى اتجاه الفراش يجلس فوقه ببطء وجمود فوقفت مكانها بحيرة لاتدرى كيفية التصرف لترفعت راسها بعد حين تتلتمع عينيها بالاصرار متجهه ناحيته تجلس بجواره بهدوء تراه عاقد حاجبيه بشدة ودون لحظة تردد واحدة وضعت راسها فوق كتفه تمسك بكفه شابكة اناملهم سويا قائلة بحنان.

= ممكن زاى مانا مخبتش عنك حاجة انت كمان تقولى مالك وبتفكر فى ايه؟
استمر رائف على صمته لترفع راسها تمد يدها فتضعها فوق وجنته تلف وجهه اليه برقة لتتلاقى اعينهم للحظات قبل ان تهمس له برجاء.
= وحياة اغلى حاجة عندك يا رائف..
وحيلة زينة تقولى بتفكر فى ايه؟
زفر رائف بحدة يخفض راسها ناظرا الى اناملهم المتشابكة فيضغط فوق اناملها يستمد منها القوة قائلا بخفوت.

= انا كنت عارف ان فريد هيتصل بيكى وعارف كمان هيقولك ايه تراجعت زينة عنه عينيها تتسع بذهول هامسة.
=طب ازاى...
وازاى عرفت هيكلمنى فى ايه تنهد رائف ثم اخذ يقص عليها كل ما حدث خلال اليومين السابقين وحديثه صباحا مع شاهى لتهتف زينة بذهول.

= تقصد ان شاهى هى الشخص اللى بيشتغل لحساب فريد وقال عليه مدير مكتبه ليك هز رائف راسه بتأكيد قائلا.
=محدش يعرف عن زيارة سوزان ولا عن خبر انفصالنا غيرها...
قاطعته زينة بحزن قائلة.
= لاا فى غيرها يعرف زاى سهيلة مثلا مد رائف انامله يرجع بها خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا برقة.
=مش منى لو ده اللى بتفكرى فيه ثم صمت قليلا يطبع قبلة حنون فوق وجنتها يكمل بعدها بهدوء ويؤكد على كل كلمة يقولها.

=سهيلة ماضى يا زينة وغلطة غلطتها ومش ناوى اكررها تانى ابدا سالته بهدوء تخشى اجابته على سؤالها.
=هى السبب فى العداوة اللى بينك وبين فريد تسمر رائف بذهول للحظات فورا القاها لسؤالها يهتف بدهشة.
=انتى فاكرة كده فاكرة انها مكن تكون حاجة مهمة عندى او حتى عنده علشان يحصل بسببها كل اللى بيدور بينى وبينه ده نهض من مكانه زافرا بعنف يقول بغضب.

=لاااا اللى بينى وبين فريد اكبر من كده اللى بينى وبينه صداقة عمر خانها وباعها فى لحظة لاول مشترى دفع التمن...
صمت قليلا يغمض عينيه تراه يعانى بالم قبل ان يكمل بتحشرج.
= واللى لاسف مكنش غير ابويا اللى دفعله علشان يرمينى فى السجن وفريد قبل التمن من غير لحظة تفكير او ندم واحدة عرفتى بقى ان الموضوع مش سهيلة ابداا واكبر منها بكتير نهضت زينة تسرع اليه ترمى نفسها بين ذراعيه تضمه اليها اناملها تتشبث بقميصه من الخلف تشعر بالامه فى تلك اللحظة كسكين حاد ينغزر فى قلبها يزدادالالم فيه تزيد من ضمه اكثر حين استكان جسده بين احضانها يدفن وجهه فى حنايا عنقها هامسا بالم.

=عارفة يعنى ايه ابوكى وصاحب عمرك يتفقوا عليكى ويكسروا فيكى عارفة يعنى ايه تعيشى عمرك كله خايفة من غدر والخيانة اقرب الناس ليكى انا شوفت بعينى ابويا بهين امى كل يوم ويكسر فيها بعد كل العشرة والحب اللى كان بينهم علشان واحدة حيوانة اتجوزها ماسبتش حاجة الا وعملتها علشان تكسرها وتذلها لحد ما ماتت من قهرها وحزنها رفع وجهه اليها لينقلب كيانها حين رات تلك الدموع تغرق عينيه يهمس لها بألم.

=غصب عنى يا زينة الضلمة اللى جوايا دى هما السبب فيها غصب عنى مش قادر اسامح واقول ماضى وراح غصب عنى صدقينى هزت راسها تجيبه لاتستطيع النطق بكلمة تمتلأ عينيها هى الاخرى بدموعها تمد يدها الى وجنته تزيح اناملها برقة دموعه عنها ليفاجئها رائف حين امسك بها بشدة يقبل باطن كفها بقوة قبل ان يرفع عينيه اليها يهمس برجاء عينيه تشتعل بمشاعره الثائرة بداخله قائلا.
=خليكى جنبى يا زينة متسبنيش للضلمة تانى.

انتى الحاجة الوحيدة اللى لو خسرتها ممكن بعدها اموت.

لم تدرى سوى وهى ترتفع فوق اصابع قدميها تقبله بلهفة فوق شفتيه تقطع بقبلتها الباقى من جملته لاتتحمل ان تراه بكل هذا الانهيار والالم امامها تشعر بشفتيه تستكين للحظة تحت هجوم شفتيها قبل ان يبادلها اياها يبثها من خلالها كل مشاعر الالم بداخله فى تلك اللحظة تستقبلها منه بترحاب تتمنى ان لو تستطيع ان تخفيه بين اضلعها تحميه من كل شيئ قد يوذيه او يتسبب فى حزنه يوما فيظل رائف يقبلها بلفهة وشغف للحظات طوال قبل ان يبتعد عنها تسألها عينيه سؤال اجابته عنه نظراتها الخجلة فيسرع بالانحناء يحملها بين ذراعيه باتجاه فراشهم يضعها فوقه برقة وحنان قبل ان ينحنى عليها يقتل شوقه ولهفته اليها بيده وفمه وجسده كله يضيعا معا فى عالمهم الخاص تاركين كل شيئ خلفهم فلا يبقى فى تلك اللحظة سوى هو وهى ومشاعرهم فقط بقولك طردنى يا غبى يعنى لازم امشى على بكرة الصبح بالكتير اتصرف وشوفلى مكان بعيد عن بيت اهلى اقدر اقعد فيه صرخت سهيلة فى الطرف الاخر على الهاتف بعد ان توقفت تستمع اليه لثوانى.

=علشان فريد يا متخلف انت عاوزه يعرف ان رائف شايل ايده منى ده مش بعيد يقتلنى لو عرف...
لاا طبعا ممعيش ولا مليم اتصرف من معاك زفرت بحنق قائلة.
=انا كنت عارفة انك هتقولى كده وانت من امتى كان ليك فايدة صمتت تستمع الى الطرف الاخر تلتمع عينيها بجشع قبل ان تهتف قائلة بفرح.
=اول مرة فى حياتك تقول حاجة عليها القيمة ازاى راحت من بالى الفكرة دى تجعدت ملامحها باشمئزاز قائلة.

=متفرحش بنفسك اوى كده مكنتش مرة يعنى استفدنا من كيس القطن اللى اسمه عقلك ده يلا اقفل دلوقت وهكلمك بكرة اعرفك عملت ايه ونتفق على اللى جاى اغلقت الهاتف عينيها تلتمع بغل وحقد هاتفة.

= اهو ابقى طلعت باى حاجة منك يا سى رائف مش ابقى خسرانة من كل ناحية استقظت زينة صباحا على لمسات خفيفة كرفرفة الفراشة فوق تلامس وجهها قبل تتمطى جسدها بكسل تحاول فتح عينيها هامسة باسمه فيجيبها صوته الهامس وانفاسه فوق شفتيها تلامسها برقة.

= صباح الخير يا زينة القلب سامحينى قلقت نومك بس انا مقدرتش اخرج من غير ما اقولك صباح الخير ثم اسرع بالتقاط شفتيها بين شفتيه يقبلها برقة اذابتها بنعومة للحظات سارقة منهم الانفاس قبل ان يتركها يتنفس بخشونة قائلا باسف.

= لازم اقوم علشان انزل الشركة حالا بس اوعدك هحاول ارجع بدرى مرت عينيها فوقه تنتبه لاول مرة لما يرتديه من بدلةسوداء رسمية وقميص مماثل فتحاول النهوض قائلة بلهفة.
=طب استنانى ثوانى وهجهز واجى معاك وضع رائف يده فوق كتفها يوقف حركتها قائلا بهدوء.
=تيجى معايا فين انتى ناسية...
ليغمز لها بعينيه بخبث يكمل.

=احنا هنطلق ولا نسيتى يا هانم زفرت بخيبة امل لينحنى رائف فوق بشرة كتفيها العارية يقبلها بشغف يهمس فوقها برقة.
= متزعليش بقى وخليكى عارفة هتوحشينى اوى لحد ما ارجع همست هى الاخرى بنعومة ورقة.
=انت كمان هتوحشنى اووى رفع وجهه بهتف بتحذير.

=اوعى تنامى مهما اتاخرت فاهمة خفضت عينيها عنه تهز راسها بالموافقة فترتسم ابتسامة حانية فوق شفتيه قبل ان يختطف قلبة سريعة من شفتيها ينهض بعدها فورا يعدل من وضع ملابسه ثم يتجه ناحيه الباب مغادرا تتابعه بعينيها حتى فتح الباب يقف امامه يراقبها لعدة لحظات بحنان قبل ان يغادر يغلق الباب خلفه بهدوء لترتمى زينة فوق الفراش تتنهد بطريقة حالمة تبتسم بنعومة قبل ان تتسع عينيها بالمعرفة عندما تذكرت ان اليوم هو موعد رحيل تلك الافعى من منزلهم تهتف قائلة.

=اخيرا هخلص منها لازم انزل بسرعة اتاكد انها مشيت احسن ترجع فى كلامها وبالفعل اسرعت بالنهوض من الفراش تتجه الى الحمام تنهى ااستعدادتها للنزول فى وقت قياسى تتزل الدرج سريعا وهى تنادى عزة والتى اجابت النداء بوقت قياسى لتسألها زينة بلهفة وصوت خافت.
=سهيلة هانم خرجت؟
هزت عزة كتفها قائلة بهدوء.
= على حد علمى يا هانم لاا.
ولا حتى نزلت من اوضتها زفرت زينة باحباط وضيق لتسألها عزة بقلق.
=فى حاجة يا هانم تحبى اطلع اصحيها اسرعت زينة تهتف.
=لاااا خليها براحتها انا كنت بسال عنها بس اتفضلى انتى يا مدام عزة هزت عزة راسها بالموافقة قبل ان تغادر تاركة زينة تقف اسفل الدرج تلوك شفتيها بقلق غافلة عن تلك الواقفة تتابع ما يحدث من خلف احدى الجدران عينيها تلتمع بغل هامسة.
= مستعجلة تخلصى منى يابنت ال...

ضغطت فوق اسنانها بغيظ قبل ان تتحرك سريعا فى اتجاه غرفة زينة ورائف تفتح بابها بهدوء ثم تدلف الى الداخل تدور بعينيها فى ارجاء المكان قبل ان تقع نظراتها فوق طاولة الزينة فتتجه اليها بخطوات سريعة متلهفة تفتح ادراجها الواحد تلو الاخربسرعة حتى وصلت الى احداهم تفتحه لتلتمع عينيها فورا بجشع حين وقعت فوق احدى الصناديق الموجود بداخله مصنوع من العاج المزخرف لتمسكه سريعا تخرجه فوق الطاولة تفتحه بعد عدة محاولات لتتسع عينيها بذهول وجشع وتمد يدها تختطف ما بداخله بلهفة هامسة بغل.

=كل ده يا بنت ال...

وانتى لسه مكملتيش معاه شهرين تلاتة اومال لو كملتى معاه سنة هيجبلك ايه لم تتوقف لحظة لتنظر الى باقى محتوياته تغلقه سريعا وتخطتفه بين ذراعيها تغادر الغرفة سريعا عائدة الى غرفتها مرة اخرى تلهث بعنف وابتسامة منتقمة جشعة فوق شفتيها ثم اتجهت الى حقيبتها المفتوحة فوق الفراش تدس الصندوق اسفلها وتغلقها ثم تحملها مغادرة الغرفة فورا فى اتجاه الدرج بخفة وخطوات سريعة حتى وصلت الى الباب الخارجى تمسك بمقبضه ليرتفع صوت زينة عاليا وهى تناديها فشعرت بالرعب والارتباك يدب فى اوصالها لكنها اخذت عدة انفاس عميقة قبل ان تلتفت الى زينة الواقفة بعيدا عنها بعدة خطوات قائلة ببرود.

=افندم يا زينة هانم لسه عندك اهانة تانية نسيتى تقولهالى امبارح حاولت زينة الحديث لكن قاطعتها سهيلة بحقد وبرود.

=اعتقد ملوش لازمة اى كلام بينا احنا الاتنين واسفة انى مش هقدر اودعك وانا بتمنى ليكى اى خير ابقى كدابة لو قلت ده علشان كده لتلمع عينيها بالغل فجاءة تفح من بين انفاسها كالافعى امام زينة الواقفة بجمود وذهول مكانها وهى ترى كل هذا الحقد موجها لها من تلك الحاقدة والتى قالت بفحيح تضعط على كل حرف حروف كلماتها بتأكيد حاقد.

= اتمنى لو اشوفك مرمية تحت رجلى مقطوعة النفس وياريت لو يبقى ده بايدى انا ثم وبدون لحظة واحدة تأخير فتحت الباب تغادر سريعا تغلقه خلفها بعنف تاركة زينة تقف مكانها ترتجف بعنف من كم الغل والحقد الموجه اليها فى اقل من دقيقتان هى زمن حديثها مع تلك المريضة بحقدها تراجع رائف فوق مقعده يسأل شاهى بارهاق.
= فهمتى يا شاهى المطلوب منك هزت شاهى راسها بالايجاب قائلة.

=ايوه يا فندم ساعة بالكتير وورق المناقصة كله هيكون جاهز رائف بجدية وحزم.
=مش هوصيكى يا شاهى انتى عارفة المناقصة دى مهمة لينا و لمستقبل الشركة كله شاهى بتاكيد وجدية.
=متقلقش حضرتك واتاكد انى هكون اد ثقة فيا...

عن اذن حضرتك هروح احضر الاوراق تابعها رائف بعينيه حتى غادرت قبل ان تلتوى شفتيه ببسمة ساخرة وهو يلتقط هاتفه يضغط زر الاتصال ثم ينتظر اجابة الطرف الاخر والذى فور اجابته حتى هتف رائف بمرح زائف وهو يتراجع فوق مقعده بهدوء قائلا.
=اهلا عزت حبيبى ازيك يا بطل...
لااا ياراجل مش فيه بنا اتفاق...

مليش فيه اللى طلبته يتنفذ ولا تحب نبلغ فريد بمساعدتك لينا وتعاونك معانا وخصوصا فى موضوع عزوز دده لوحده هيفرح فريد بيك اووى صمت للحظات يتسمع الى الطرف الاخر قبل ان يقول بسرور وسخرية.
=حلو اوووى يبقى هستنى منك تليفون تقولى فيه انك جاهز...

سلام يا عزت بيه اغلق الهاتف يلقى به فوق مكتبه تشع من عينيه نظرة صياد منتصر اوقع فريسته داخل شباكه دون ادنى مجهود منه داخل مكتب فريد جلست سوزان تفرك كفيها بتوتر بينما جلس فريد باسترخاء فوق مقعده قائلا بهدوء.
=سوزان انا مش فاهم انتى عاوزة ايه بقالك ساعة بتلفى ودورى ابتلعت سوزان لعابها قائلة بصعوبة وبصوت غير واضح.
=مانا بحاول اقولك ان رائف بعت عاوز يقابلنى اعتدل فريد يستند فوق مكتبه متظاهرا بالدهشة قائلا بتحذير.
=اوعى تقوليلى انك روحتى ليه هزعل منك اووى يا سوزان شحب وجه سوزان بشده تهتف بسرعة.
=ده المحامى اللى صمم انى اروح له وانا مكنتش موافقة خالص زفر فريد بحزن مصطنع.

= ااه اكيد هو المحامى اللى قالك بس ياترى كان رائف عاوز ايه ازداد شحوب وجهها تتلعثم فى كلماتها وهى تقص عليه مقابلتها مع رائف تنهى حديثها قائلة برجاء مرتعب.
=انا بقول يعنى وده بعد موافقتك طبعا انى اوافقه على اتفاقه وخصوصا انه هيوفر علينا مشاكل كتير احنا فى غنى عنها فانت ايه رايك ضاقت عينى فريد هاتفا بخشونة.
=طب والقصر يا سوزان اللى عاوزه رائف وانتى وعدتينى بيه سوزان بخوف وهى تتلعثم بشدة.
=انا...
مس..

تعدة...
اعوضك...
اط..
لب اى..
حاجة غيره وانا م..
ستعدة اديهالك زفر فريد متظاهرا بخيبة الامل قبل ان يقول بهدوء بعد دقيقة تفكير.
=ماااشى يا سوزان اتفقنا مدام هتعوضينى وبينى وبينك انا كنت مليت من لعبة القط والفار دى نهضت سوزان فرحة من مكانها تهتف بسرور.
=متشكرة اوووى يا فريد بجد مش عارفة اقولك ايه وصدقنى هعوضك التعويض اللى يرضيك
التمعت عينى فريد بجشع قائلا.

= اما نشوف يا سوزان هتعوضينى ازاى اختطفت سوزان حقيبتها تنوى المغادرة قبل ان يغير رائه فهو حسب معرفتها به فى كل لحظة بحال مختلف لذا اسرعت تلتف حولها مقعدها قائلة بلهفة.

= صدقنى مش هتندم ابدا على قرارك ده تكمل وهى تتجه بخطوات سريعة فى اتجاه الباب مغادرة قائلة بسرعة.
=اسيبك بقى لشغلك وهبقى ابلغك باى جديد ودون انتظار لرده فتحت الباب خارجة منه تغلقه خلفها سريعا ليسود الصمت الشديد للحظات فورا خروجها قبل ان تدوى ضحكة فريد الساخرة عينيه تلتمع بشر قائلا بعدها بشراسة.

=الغبية جاية تضحك عليا بكلمتين عبط زيها متعرفش انى بموافقتى دى ليها اديت الضوء الاخضر للعبيط التانى انه ينفذلى اللى عوزه وبعدها هصفى حسابى مع الكل على رواقة كل سنة وانتوا بخير وسعادة واسفة جدا على التأخير وبس والله انا حاسة انى اتحسدت.
داخل مكتب فريد شكرى وقف عزت يفرك كفيه بتوتر فى انتظار العاصفة القادمة والمتمثلة فى ذلك الجالس امامه والذى قال بهدوء ماقبل العاصفة.
=يعنى حضرتك عاوز تقولى اننا مش هينفع المناقصة الجديدة علشان مفيش سيولة كافية ليها مش كده ولا انا سمعت غلطت عزت بتلعثم وخوف.
=يافريد باشا احنا حاولنا اننا نبظبط الامور بس صدقنى مش ممكن ده يحصل الا لو...

نهض فريد صارخا بعنف يضرب بكفيه فوق سطح مكتبه بشدة جعلت عزت يقفز رعبا فى مكانه.
= مليش فيه تتنيل وتقعد مع شوية التيران اللى مشغلهم دول وعلى اخر اليوم تجيبلى الورق ويكون كل حاجة جاهزة فيه وقف عزت بتردد للحظات لا يدرى كيف له الخروج من هذا المأزق لكنه اخذ قراره لينطقه سريعا دون لحظة تردد.

=كده مفيش حل ادمنا غير اننا نلغى كل تعاملاتنا كلها الفترة الجاية علشان نقدر نوفر السيولة اللازمة جلس فريد فوق مقعده مره اخرى عاقد حاجبيه بتفكير لدقائق ساد خلالها الصمت يراقبه عزت بتوجس وتوتر حتى تحدث اخيرا بصوت هادئ متمهل.

=مش مشكلة انا موافق على الحل ده والصفقة الجديدة ارباحها تغطى على ايه خسارة هتحصل المهم عندى اخدها انا ومش ابن الحديدى انت عارف ان الصفقة دى هتدخلنا السوق من اوسع ابوابه عزت بتمهل وحذر.

= ممكن هما كمان ميقدروش عليها الصفقة كبيرة ومحتاجة سيولة جامدة مش اى حد يقدر يوفرها.
تراجع فريد الى ظهر مقعده مبتسما بخبث قائلا.

=متقلقش انا متاكد انه مش هيقدر عليها وده اللى مخلينى متمسك بالصفقة بس الخبر الاكيد هيجيلى النهاردة علشان كده لازم كل حاجة تكون جاهزة قبل ما يوصلنى الرد فاهم ياعزت و تفهم التيران التانية هما كمان ثم اكمل مشيرا اليه بالانصراف باصابعه.
=يلا اخفى من ادامى دلوقت وماشوفش وشك الا وكل حاجة تمام.
التفت عزت فى اتجاه الباب سريعا مغادرا هامسا بقلق.

=انت حر انا حاولت معاك انت بقى اللى مصمم.
= يعنى كده مفيش اى امل لينا فى الصفقة دى زفر رائف بحنق فور نطقه لكلماته تلك يتراجع الى ظهر مقعده باحباط ليسرع ياسر قائلا.
=مش ممكن نحاول نتصرف يعنى نعمل اى محاولة او حتى...

قاطعه رائف باحباط قائلا.

=ازاى مانت شايف السيولة اللى معانا متكفيش ربع المبلغ المطلوب ومفيش وقت نتصرف من اى ناحية اخفض ياسر راسه صامتا باحباط هو ليلتفت رائف الى شاهى الوافقة تتابع ما يدور بصمت وانتباه يشير الى الملف الموضوع فوق مكتبه باهمال.
= خدى ياشاهى الملف ده اركنيه مبقاش ليه لزوم دلوقت وروحى انتى ظبطى مواعيد باقى اليوم التقطت شاهى الملف سريعا قائلة باحترام.
= تحت امرك يا رائف بيه ثم غادرت بخطوات سريعة تغلق الباب خلفها بهدوء ليلتفت رائف سريعا الى ياسر قائلا.
=ياسر عاوزك تسمعنى كويس والكلام اللى هقوله يتنفذ بالحروف ثم اخذ يتحدث بهدوء وحزم لتتسع عينى ياسر بذهول كلما استمر فى الحديث ليهتف فورا انتهاءه.

=طب ازاى واحنا لسه قايلين من شوية ان السيولة مش هت...
قاطع رائف حديثه يهتف به بحزم.
=ياسر صحصح معايا كده وانسى اى كلام اتقال هنا من شوية ونفذ اللى قلته بالحرف والملف الجديد عاوزه ادامى بالكتير على بكرة ثم رفع سبابته محذرا.
=ياسر الملف الجديد ده محدش يعرف بلى فيه غيرى انا وانت فاهم هز ياسر بالايحاب سريعا قبل ان يتسأل قائلا بتوجس.

= طب والسيولة يارائف عرفنى بس هندبرها ازاى
تراجع رائف الى ظهر مقعده وعينيه تلتمع بقوة قائلا.
=متقلقش يا ياسر السيولة ادبرت و كل حاجة معمول حسابها بس ازاى ما قلت اهم حاجة محدش يعرف حاجة عن الموضوع ده غيرى
انا وانت هز ياسر راسه قائلة باحباط.
=مش لما اعرف انا الاول ابقى اعرف غيرى عموما ماشى يا سيدى هجهز كل حاجة واجيلك ثم نهض فوق قدمه ببطء بغية المغادرة ليوقفه صوت رائف قائلا بمزاح.

=قولى انا شايف ان رجلك اخدت على مكتب الاستقبال اليومين دول زيادة عن اللزوم خير فى حاجة
ظهر الارتباك والاحراج فوق وجه ياسر قائلا
بتلعثم.

=هيكون فى ايه يا عم...
احنا كنا بنحاول انا ومها...
يعنى...
اسرع بتصحيح جملته حين ارتفع حاجب رائف مستفهما بخبث قائلا.
=اقصد انا يعنى كنت بحاول..
اننا...
اقصد...
هتف بحدة حين رائ اتساع ابتسامة المعرفة فوق فم رائف قائلا.
=بقولك ايه طلعنى من دماغك وخليك فى بلاويك وملكش دعوة ببلاوى غيرك ارتفعت ضحكة رائف الصاخبة قائلا بعدها بمشقةوعيون دامعة.

=لاااا متقوليش انك بقيت بتعتبرها من البلاوى الخاصة بسعاتك جز ياسر فوق اسنانه بحنق يضم قبضه بغيط قبل ان يتجه ناحية الباب وهو يهتف.
= اه انت شكلك رايق وهتطلع روقانك ده عليا اناامش فضيلك هاروح اشوف ورايا ايه واعمله تابعه رائف بعيون مرحة وهو يغادر المكتب بخطوات سريعة متوترة للحظات قبل ان يتعالى صوت رنين هاتفه ليعتدل فى جلسته فور ان رأى هاوية المتصل يجيب سريعا بلهفة وشوق.

=زينة..
وحشتينى...
عقد رائف حاجبيه بقلق يستمع لها للحظات قبل ان يحدثها بنرة هادئة مطمئة.
=طب اهدى ومتعمليش فى نفسك كده وانا دقايق وهكون عندك صمت لثوانى يستمع لها قبل ان يزفر بقوة قائلا بهدوء محاولا تهدئتها.
=طب علشان خاطرى متعيطيش انا حالا هكون عندك وهشوف ده حصل ازاى بس انتى متزعليش نفسك صمت لثوانى يستمع لها ثم ابتسم برقة قائلا بحنان وهو ينهض من مكانه.

=لاا مش زعلان منك وبطلى عياط بقى والا هزعل منك بجد وانتى عارفة انا بتصالح ازاى وبأيه والمرة دى مفيش تنازل ابتسم بحنان حين وصل الى مسامعه ضحكتها الخجولة ليهمس لها بحب.
= يلا دقايق وهكون عندك حالا ومش عاوز دموع تانى اغلق الهاتف بعد دقائق قضاها فى التحدث والاستماع اليها بعيون ملتمعة بحنان وشغف ثم يتوجه مغادرا بخطوات متمهلة هادئة يعلم جيدا ان لا داعى لقلقه فهو يدرك جيدا من فعلها دون مجهودا او تفكيرا منه كثير و ليكون اكثر وضوحا يعلم جيدا من(فعلتها).
=يعنى مكنتش لاقى مكان انضف من ده اقعد فيه.

زفرت سهيلة حانقة عينيها تدور فى ارجاء تلك الغرفة الضيفة بجدرانها المتصدعة المشبعة بالرطوبة وهى مستلقية فوق ذلك الفراش المتهالك ليجيبها بغضب ذلك الشاب المستلقى بجوارها فوقه تغطيهم ملاءة باهتة الالوان.

=احمدى ربنا انى عبرتك اصلا دانا مشفتش خلقتك من تلات شهور وزيادة من يوم ما سى رائف بتاعك ورث وحطتيه تانى فى دماغك ثم التفت اليها يطالعها بحنق يكمل قائلا.
= انتى فاكرة انى مش عارف انك لو امورك كانت سلكت معاه ورجعتى ليه مش هتردمى على صفحتى وعمرى ماكنت هشوف خلقتك تانى
سحبت سهيلة نفس عميق سجارتها قائلا بلا اكتراث.

=وانت كمان فاكرنى هصدق انك ساعدتنى لله فى الله يا وليد يا حبيبى انا وانت فاهمين بعض كويس انت طول علاقتنا كنت بتاخد منى اللى يكفيك من فلوس ولبس وعيشة مكنتش تحلم بيها وانت حتة مدرب ولا تسوى شغال فى جيم وانا كمان خدت منك اللى كان ناقصنى فى جوازتى من الزفت فريد فبلاش النغمة دى معايا اختطف وليد السيجارة من بين اصابعها يرفعها الى شفتيه جاذبا لنفس عميق منها قبل ان يزفره ببطء قائلا بشماتة من بين الدخان المفرج عنه من بين انفاسه.

= واديكى لفيتى لفتك ورجعتى تانى للمايسوى تطلبى منه المساعدة بعد ما اخدتى القلم التمام من حبيب القلب واللى خسرك كل حاجة حتى نعيم البيه جوزك اللى بعتيه علشانه
اعتدلت سهيلة فى الفراش لتسقط عنها الملاءة كاشفة عن جسدها العارى تهتف بحنق.
=وليد اتعدل فى كلامك ومتنساش نفسك وشوف انت بتكلم مين التفت لها وليد سريعا يطبع قبلة رقيقة فوق شفتيها قائلا بحنان مصطنع.

=انتى زعلتى يا روح قلبى انا مقدرش ابدا على زعل حبيبى منى سهيلة بحنق وهى تتراجع بظهرها فوق حاحز الفراش.
=خلااص انتهينا..
خلينا نتكلم فى المهم وتعرفنى هتعمل ايه وليد وهو يطبع قبلة فوق كفها قائلا برقة.
=متقلقيش انا هتصرف فى كل حاجة بس نهدى يومين كده نشوف الامور هتمشى ازاى وبعدين انا هتصرف سهيلة باهتمام وعينيها تلتمع بالجشع.

=عاوزة سعر حلو فيهم يا وليد ده فيهم طقم ده لوحده بمبلغ وقدره هز وليد راسه بالموافقة ينحنى فوقها ياخذها بين ذراعيه قائلا وعينه تلتمع بالشهوة والطمع.

=متقلقيش يا قلبى من الناحية دى ابدا بس مش كفاية كلام ونركز بقى فى المهم ابتسمت له باغراء تزداد هى الاخرى اقترابا منه قبل ان يستسلما لشيطان شهوتهم غارقين فى بحور الخيانة والطمع ما ان دلف الى داخل الفيلا حتى وجدها تسرع اليه كالاعصار اليها تضم نفسها اليها دافنة وجهها فى عنقه تهمس بارتجاف وخوف.
= شوفت يا رائف اللى حصل المجوهرات والدهب كله اختفوا انامش عارفة...

ابعدها عنه رائف برفق قبل ان ينحنى فوقها قاطعا حديثها بقبلة رقيقة حنونة فوق شفتيها هامسا فوقهم ببطء.
=فداكى دهب ومجوهرات الدنيا كلها المهم عندى انك بخير خفضت زينة عينيها قائلة واحساس بالذنب والحزن يسيطر عليها.
=بس ده فيهم العقد اللى جبته ليا يوم فرحنا ده كان اول هدية منك ليا عقد رائف ذراعيه فوق خصرها يقربها منه وهو يقبل عنقها بحنان هامسا فوق بشرتها الرقيقة.

= هجيبلك الف غيره بس مش عاوز اشوف اى زعل فى عيونك الحلوة دى رفعت ذراعيها تتطوق بهم عنقه فتستكين بجسدها فوق جسده للحظات قبل ان تبتعد تسأله باهتمام.

= مش هنبلغ البوليس علشان يجيبوا اللى سرق
هز راسه برفض قائلا بحزم وهو يتجه بها فى اتجاه غرفة المعيشة.
=ملهوش لازمة البوليس انا عارف مين اللى عملها وهعرف ازاى اجيبه عقدت زينة حاجبيها بشدة يتملكها الفضول تسأله.

=طب وعرفت هو مين ازاى لمس رائف انفها بنعومة قائلا بهدوء.
=قصدك تقولى عرفت هى مين ازاى ظلت زينة عاقدة لحاجبيها بشدة تظهر فوق ملامحها التفكير الشديد للحظة قبل ان تهتف وعينيها تتسع بذهول و معرفة.
=تقصد تقول انها...
هز رائف راسه بالايجاب لتسرع زينة قائلة بصدمة.
=طيب ازاى تعمل حاجة زاى دى ده متجوزة رجل اعمال كبير وحسب ما سمعت عنها بنت ناس مبسوطة يبقى ازاى تعمل كده رفع رائف كتفه قائلا بعدم اكتراث يجلس فوق الاريكة ويجلسها معه ضاما لها الى صدره.
=الطمع..
وسهيلة طول عمرها طماعة وكلبة فلوس ومش مهم تجيبها ازاى المهم تبقى معاها
صمتت زينة تضع راسها فوق كتفه لا تدرى ماذا تقول حتى سألها رائف باهتمام.

=عرفتى ازاى انهم اختفوا انا مشفتكيش لبستى حاجة منهم قبل كده رفعت راسها عن كتفه تتلاعب بازرار قميصه وهى تتهرب بعينيها عنه قائلة بهمس خجل.
= اصل يعنى...
كنت بفكر...
انى يعنى...
البس العقد مع فستان واننا يعنى...
اسرع رائف هاتفا وعينيه تلتمع بالاثارة ينهض من مكانه ويجذبها معه قائلا بلهفة.
= وانا موافق اووى على الفكرة دى يلا بينا زينة بحزن ارتسم فوق ملامحها قائلة باحباط.

=لا ماهو مش هينفع بقى ما العقد خلاص اتسرق جذبها رائف اليه يلف خصرها بذراعه يرفع وجهها اليه بانامله غامزا لها وهو يقول بمرح.
=لاا من الناحية دى مفيش مشكلة خالص بس انا عندى شرط زينة بتساؤل وبراءة.
= مفيش مشكلة ازاى؟
وايه هو الشرط ده؟

لم يتردد رائف لحظة واحدة ينحنى عليها فيختطفها حاملا لها بين ذراعيه لتصرخ هى باسمه بمفاجئة ليتوقف عن الحركة يضمها اليه بشده حتى تقارب وجههم لا يفصل بينهم سوى انشا واحدا عينيه تتوقف فوق شفتيها هامسا امامهم بحنان.
=عيون رائف وقلبه كمان تحت امرك يا زينة القلب خفضت عينيها عنه تشتعل وجنتيها من شدة خجلها ليهتف رائف بسعادة صاخبة.

=يخرب بيت كسوفك اللى هيجننى ده بس مين د يا انا يا هو النهاردة ثم يسرع بها باتجاه الباب مغادرا يصعد بها الدرج كل درجتان معا بسرعة ولهفة كما لو كان وزنها بين ذراعيه لا يذكر اما هى فكانت تدفن وجهها بين حنايا عنقه تبتسم بخجل سعيدة به وبكل حياتها معه لا تتخيلها بدونه لو للحظة واحدة داخل تلك الشقة الخاصة بفريد جلست شاهى تهز قدميها بقلق وهى تلوك شفتيها بتوتر بينما جلس فريد فوق احدى المقاعد يضع قدما فوق اخرى براحة يطلع احدى الملفات باهتمام للحظات قبل ان تهتف شاهى بتوتر.

=خلاص يا فريد ولا ايه انا لازم امشى حالا علشان ارجع الملف مكانه رفع فريد عينه عن الملف يلقى به فوق الطاولة امامها ينظر اليها باهتمام قائلا.
=خلاص يا ستى الملف عندك اهو اساسا مفهوش حاجة جديدة كل اللى فيه انا عارفه نهضت شاهى من مقعدها تهتف باستنكار.
=نعم يا سى فريد يعنى ايه مفهوش جديد ولما هو كده خلتنى اجيبه واجيلك ليه لترفع سباتها امام وجهه تكمل محذرة.

= اوع تكون ناوى تاكل عليا عمولتى ساعتها هخلى عاليها وطيها وانت عارف انى مجنونة واعملها نهض فريد من مقعده يقترب منها ببطء وهدوء يبتسم بخبث قائلا.
=كده يا شاهى هو انا عمرى اخرت عليكى حاجة قبل كده شاهى بتوتر وقلق قائلة.
=ماهو انت اللى كلامك مش مريح وعمال تلف ودور ظل فريد يبتسم لها ابتسامة القرش فى شراستها.
=لاا يا حبيبتى مفيش لوع ولا حاجة وحقك هيوصلك لحد عندك بس بعد الصفقة ما تبقى فى جيبى
شاهى باستنكار.
=وانا مالى بالليلة دى يا فريد افرض خسرتها ادام اى شركة تانية ذنبى انا ايه بقى صرخت بألم شديد حين قبض خصلات شعرها يجذبها منه بعنف قائلا بشراسة وجنون.

=لااا مفيش كلام من ده الصفقة دى بتاعتى وليا انا فاهمة ولا لاا هزت راسها ببطء بالايجاب تمتلئ عينيها بدموع الالم ترى عينيه تتراقص بداخلها شرارات جنونه للحظات ظنت خلالها بأن حتفها قادم لا محالة بيد ذلك المجنون لتشهق بارتياح حين تركها اخيرا يتجه مرة اخرى ناحية مقعده مرة اخرى يمد يده داخل جاكيت بذلته يخرج منه روقة صغيرة يلقى بها بعدم اهتمام فوق ارضية الغرفة باتجاهها قائلا باحتقار.

=خدى ده شيك تمن الملف ومجيك بيه لحد هنا علشان تعرفى مش انا اللى باكل حق وتعب الناس اللى معايا انحنت شاهى بلهفة تختطف قطعة الورق الملقاة ارضا ثم تعتدل تنظر اليها بجشع تلهث بطمع ناسية تماما كل ماحدث منذ قليلا.
=وانا تحت امرك يا فريد بيه كل اللى تؤمر بيه يتنفذ تراجع فريد فوق مقعده يضع قدما فوق اخرى بتكبر ينظر اليها قائلا باحتقار محذرا.
= غصب عنك او بمزاجك هيحصل يا حلوة.

=مش ممكن يا رائف استحالة اعمل كده ضربت زينة الارض بقدميها بطفولية تلتفت الى رائف المستلقى فوق الفراش براح يضع يديه خلف راسه مراقبا لها بخبث وتسلية وابتسامة صغيرة مرحة تتعالى فوق شفتيه لتزفر بقلة حيلة قبل ان تقول باستعطاف.

=علشان خاطرى يا رائف طب اقولك هلبس القميص الازرق بتاع المرة اللى فاتت ده
حتى...

نهض رائف من مكانه عينيه تخبرها بما ينتوى فعله يسرع فى اتجاهها فتصرخ قاطعة حديثها له فور نهوضه تجرى تحاول الفرار من الغرفة لكن كان هو الاسرع فاستطاع الامساك بها قبل بلوغها الباب ممسكا بخصرها يلفها بين ذراعيه يتراجع بها حتى استند ظهرها الى الباب فاصبحت محاصرة بجسده يقف مكانه يمر بعينيه فوق ملامحها بنعومةللحظات كانت خلالهم تتسارع ضربات قلبها بسرعة وعنف تحبس انفاسها بترقب وهى تراه يقترب بوجهه شفتيه فوق اذنيها هامسا فيها بخبث.

=اسمعى الكلام يا زينة والا هزعل وانت عارفة علشان تصالحينى هتعملى ايه اخذت نفسا عميقا تخاول به تهدئة ضربات قلبها ثم رفعت عينيها اليه قائلة بتحدى ودلال.

=كده او كده انت هتزعل لانى مش ممكن اعمل اللى بتقول عليه ده ساد الصمت بقوة ارجاء الغرفة عينيه تدور فوق وجهها للثوانى يرى نظرة التحدى والتى حاولت الحفاظ عليها داخل عينيها ثم تجهم وجهه بشدة تتراخى ذراعه من حول خصرها يتحرك من مكانه مبتعدا عنها دون ان يوجه لها كلمة واحدة باتجاه الخزانه يفتحها يتناول من داخلها ملابس للنوم ثم يسرع فى اتجاه الحمام يغلق بابه خلفه بهدوء تاركا لها تقف مكانها تراقبه بذهول وهى تلوك شفتيها بتوتر قبل ان تزفر بحنق قائلة.

=اهو زعل منى تانى بس اعمل ايه ماهو بلى طلبه ده يبقى قليل الادب اوى وقفت مكانها حائرة لثوانى ثم تحركت باتجاه تلك الحقيبة الورقية الملاقاة فوق احدى المقاعد والتى قامت عزة باحضارها منذ قليل الى هنا بناء على طلب رائف تنظر بداخلها ثم ترفع وجها شديد الاحمرار تتساءل كيف كانت غافلة عن تلك الحقيبة لم تراها لحظة دخوله للمنزل ثم تذكرت حين القت بنفسها بين ذراعيه امام الباب فور رؤيتها له فيلقى بما يحمله ارضا ليستقبلها بين ذراعيه وهاهى تنظر الان الى ما بداخلها بتوجس وخشية كما لو كانت تنظر الى افعى ستقفز فى وجهها فى اى لحظة.
...

خرج رائف من الحمام ممسكا بمنشفة صغيرة يجفف بها شعره بخشونة وهو يسير باتجاه الفراش لتناديه بصوت رقيق خجل فيتوقف عن حركته ملتفتا لها ببطء وفور ان وقعت عينيه فوقها فتسقط المنشفة من بين يديه ارضا عينيه تمر فوقها بذهول تلتمع فورا بشغف ورغبة يقف مكانه مذهولا كتمثال من حجر لا يتحرك فيه شيئ سوى عينيه والتى اخذت تمر فوق تلك الحورية بشعرها المنسدل حتى خصرها وجهها الرائع يتزين بحمرة خجلها وهى تتهادى فى خطواتها فى اتجاهه لكن اكثر ما اذهله وجعل النيران تشتعل بجسده هو ذلك القميص الرائع والذى يصل طوله لفوق ركبتيها بعدة انشات حمالات رفيعة وصدر شفاف ولونه القرمزى الذى انعكس لونه فوق بشرتها الرقيقة لتجعلها اكثر توهجا وجمالا خطف منه الانفاس فلم يكن يظن حين وقع اختياره عليه ان يكون بهذا الجمال والروعة فوق جسدها فحاول ابتلاع لعابه بصعوبة حين توقفت خطواتها امامه تصل الى انفه رائحتها الرائعة تشعل نيرانه اكثر واكثر فحاول اظهار التماسك امامها لكنها لم تمهله فرصة حين وجدها ترتفع فوق اصابع قدميها تستند بكفيها فوق صدره لتقبله فوق وجنته برقة هامسة.

=متزعلش منى اخر مرة مسمعش الكلام حاول التحدث عدة مرات ردا عليها يحاول اجلاء صوته لكن تفشل محاولاته فيخرج صوته اجش متحشرج لا يمت لصوته ابدا بصلة قائلا بعضب مصطنع حاجبين منعقدين بشدة.
= لاا زعلان وانتى اساسا مش همك زعلى اسرعت زينه برفع ذراعيها تلفهم حول عنقه تضم نفسها اليه قائلة بلهفة.

=لاااا انا مقدرتش تفضل زعلان منى بالشكل ده وبعدين وانا عملت اهو اللى قلت عليه اقترب بوجهه منها يهمس امام شفتيها تلتمع عينيه بخبث قائلا بتمهل.
=لا لسه يا زينة النص التانى ابعدت وجهها عنه هاتفة بخجل وارتباك.
=لااا كده وبس يا رائف تظاهر بالتحرك مبتعدا عنها عاقدا حاجيبه مرة اخرى بحزن مصطنع فتسرع بالتشبث به اكثر وهى تزيد من التصاقها به توقفه عن الحركة قبل ان تهمس برجاء.

=طب ولو قلتلك علشان خاطر اغلى حاجة عندك علشان خاطر زينة هتقول ايه زفر باحباط مستسلما فترتسم ابتسامة فرحة فوق شفتيها تعلم انها قد كسبت المعركة لكن اتت كلماته التالية فتمحو تلك الابتسامة سريعا يحل مكانها الشك والقلق حين قال بهدوء.

=موافق بس بشرط ثم صمت يمرر ابهامه فوق حاجبيها المعقودين بقلق يكمل بنعومة ورقة.
=بلاش ترقصى لوحدك نرقص انا وانت سوا هتفت زينة بشك وحيرة.
=وده هيبقى ازاى بقى امسك بيديها برقه بين انامله يتجه بها بخطوات سريعة فى اتجاه طاولة الزينة يلتقط هاتفه الملقى فوقها يتلاعب به للحظات فترتفع منه انغام رقيقة هادئة ثم تركه مكانه يفتح احدى الادراج يلتقط من داخله علبة متوسطة الحجم سوادء ثم يلتفت اليها مرة اخرى يقف خلفها يوجه جسدها امام المرءاة فتتقابل اعينهم للحظات من خلالها بنظرات تتحمل الكثير والكثير قبل ان يخبرها بان تغمض عينيها بصوت اجش رقيق ففعلت ما قاله دون لحظة تردد يتعالى صوت تنفسها وهى تشعر بشيئ بارد ثقيل يطوق عنقها ترتجف بقوة حين شعرت شفتيه تلثم عنقها فوق العرق النباض بجنون فى تلك اللحظة برقة وحنان هامسا لها ان تقوم بفتح عينيها لتفعلها ببطء وترقب تتسع عينيها بذهول حين طالعتها صورتها فى المرءاة وتلك القلادة تتراقص بلمعانها فوق بشرة عنقها فترفع اناملها تتلمسها برهبة تسأله بصوت خافت مذهول.

=ده علشانى انا.

لم يجيبها بل لف ذراعا واحدة حول خصرها يجذبها اليه بقوة حتى التصق ظهرها بصدره يقبل كل انش من عنقها بتمهل ورقة يتذوق نعومة بشرتها تخت شفتيه فتغلق عينيها استجابة لتلك المشاعر الثائرة بداخلها فى تلك اللحظة تشعر به يحركها ويتحرك معها فوق انغام الموسيقى الناعمة ببطء وتمهل ليظلا يتحركا معا بتناغم للحظات طوال عذبة حتى لفها رائف لتصبح فى مواجهته ينحنى على شفتيها يقبلها بلهفة وحنان يهمس مابين كل لمسة واخرى منه لشفتيها.

= نفسى اجيب الدنيا بكل مافيها ليكى...
علشانك انتى وبس...
مش عاوز فيوم حاجة تزعلك ولا اشوف حزن فى عيونك دى ابدا همست زينة هى الاخرى بكل ما تحمله بداخل قلبها من حب له وحده لا يشاركه فيه احد ابدا ولا حتى بمثقال ذرة.
= وانت هنا معايا فى حضنى وبين اديا..

اللحظة دى عندى بالدنيا بكل مافيها ومش عاوز حاجة تانية غيرك انت وبس تجمد جسد رائف ينظر اليها بعيون تلتمع بنيران مشاعره بعد نطقها بتلك الكلمات والتى اضاءت كل مكان مظلم بداخله فتشع بداخله نار هوجاء داخل قلبه لينحنى فوق شفتيها يقبلها قبلات مجنونه شغوف تخبرها بكل ما لا تستطيع به الكلمات التعبير عنه فى تلك اللحظة تسرقهم مشاعرهم بعيدا الى عالم ليس به احدى سواهم ولا احد غيرهم اعتذارى واسفة مرة تانية على التاخر وياارب اشوفكم على خير.
تمللت فى نومها حين تصاعد ازيز متواصل جعل من الصعوبة عليها النوم تفتح عينيها بنصف اغماضة وهى تحاول طرد النوم عنهم هامسة باسمه تناديه بصوت اجش من اثر النوم وحين لم تجد منه استجابة راسه يستكين فوق صدرها كعادة نومه مؤخرا غارقا فى النوم تماما فترفع اناملها تمررها فى خصلكات شعره برقه هامسةبنعومة مرة اخرى تناديه فتجد هذه المرة استجابة منه حين همم بخفوت وهو يحرك راسه يرتفع به الى فوق قليلا يقبل عنقها ويزيد من احتضانه لها ثم يستكين مرة اخرى عائدا للنوم.

ارتسمت ابتسامة رقيقة فوق شفتيها وهى تراقبه وتهم ان تناديه مرة اخرى لكن توقف
صوت الازيز جعلها تتوقف تقبل قمة راسه بحنان ثم تغمض عينيها تحاول العودة الى النوم مرة اخرى وما كاد ان تفعلها حتى تعالى الازيز مرة اخرى ولكن تلك المرة نهض رائف على الفور يتقلب فى الفراش ناحية هاتفه يختطفه ينظر الى هاوية المتصل ثم يجيب على الفور وبصوت اجش.

=عملت ايه، صمت للحظات يستمع الى الطرف الاخر يزداد انقعاد حاجيبه بشدة مع تتوتر ملامحه ثم سأله بتركيز
=متأكد من اللى بتقوله ده، وقدرت توصلله، لااا مش عاوزك تدخل..
انت تجيبلى الواد ده هو اللى هيوصلنا للعوزينه ومن غير تعب ولا مجهود...
تمام واى جديد كلمنى وانا هقولك تتصرف ازاى.

اغلق الهاتف زافرا بعنف ينظر امامه بشرود لحظات قبل ان يلتفت ناحيتها ليجدها مستيقظة تنظر اليه بنظرات متسائلة قلقة فيتحرك عائدا مرة اخرى ناحيتها رافعا ذراعيها المعقودين معا ثم يندس بينهم يعود الى وضعية نومه فوق صدرها وهو بضمها اليه بقوة متنهدا بشدة زادت من شعورها بالقلق اكثر لتسأله بخفوت ورقة
=رائف. مين اللى كنت بتتكلم عنها ومين ده اللى هيوصلك لطريقها.

لم يجيبها بل تنهد مرة اخرى بقوة يسود الصمت بعدها للحظات قبل ان تكرر ندائها المتسائل له مرة اخرى فيجيبها عنه بأن رفع وجهه اليها عينيه غامضة النظرات قائلا بهدوء
=متاخديش فى بالك دى مشكلة بسيطة وهتتحل ماتشغليش نفسك انتى
رفعت اناملها تمررها بنعومة بين خصلات شعره تطبع قبلة رقيقة فوقها هامسة
=طيب انا ليه حاسة انها مش مشكلة بسيطة وانك مخبى عليا حاجة.

شعرت بتوتر جسده بين ذراعيها فعلمت صدق حدسها وان الامر ليس بسيطا كما يخبرها ظلت تنتظر اجابته عليها ولكن ظل على صمته لا يريحها باجابة لتناديه مرة اخرى ولكن هذه المرة بصوت حازم محذرا
=رائف قولى فى ايه حصل متسبنيش لقلقى كده
فور انتهاء كلماتها وجدته ينتفض من بين ذراعيها مبتعدا ينظر اليها بتوتر هو يهتف بخشونة وشدة.

=فى ايه يا زينة قلتلك مفيش يبقى مفيش وبلاش تانى مرة لهجتك دى معايا انا مش عيل صغير
ثم تحرك ناهضا من الفراش تماما يتجه للحمام بخطوات سريعة متوترة صافقا خلفه الباب بعنف تاركا لها تنظر فى اثره بذهول قلق تأكد لها ردة فعله ان هناك بالفعل شيئ خطيرا قد حدث.
دخل عزت بهدوء الى داخل مكتب فريد والذى هب سريعا يسأله بلهفة
=كل حاجة تمام يا عزت، الاوراق والفلوس كله جهز.

اقترب عزت من مكتبه يهز راسه بالايجاب ليتنهد فريد براحة يجلس مرة اخرى فوق مقعده يغمض عينيه بأطمئنان ليقف عزت صامتا للحظات قبل يقول بصوت خافت قلق
=بس كده يافريد باشا احنا ممكن بيتنا يتخرب لو الصفقة دى مرسيتش علينا احنا لغينا تعاملات بالملايين علشانها.

فتح فريد عينيه بسرعة تلتمع بوحشية وهو يسأله بهدوء مصطنع
=بتقول ايه سمعنى تانى كده؟انت عارف لو ده حصل هعمل فيك ايه انت واهلك وكل اللى من طرفك هاااا عارف هعمل ايه؟

هز عزت راسه بالنفى يبتلع لعابه مرتعبا ليكمل فريد بوحشية وشراسة
=هخلص عليهم واحد واحد وادام عنيك وبعدين اتسلى عليك بمزاااج قبل ما اخليك تحصلهم فاهم يا عزت ولا تحب اقول تانى.

ارتعش عزت فى مكانه وجهه يسوده الشحوب قبل ان يتحدث قائلا بصوت مرتعش مرعوب
=يا باشا وانا ذنبى ايه؟افرض شركة الحديدى دخلت ادمنا واخدتها وده شيئ وارد جدا لانهم الشركة الوحيدة المنافسة لينا وقتها يبقى ايه دخلى انا.

رجع فريد الى وضعه السابق يغمض عينيه براحة قائلا بلا مبالاة كما لوان شخص اخر كان يتحدث منذ قليل
=من الناحية دى متقلقش انا متأكد انهم ملهمش فى الليلة دى وهتبقى لينا خلصة مخلصة بس روح انت واتاكد مرة تانية من ان كل حاجة تمام.

هز عزت راسه بالموافقة يلتفت فى اتجاه مغادرا قبل ان يناديه فريد مرة اخرى ليتوقف مكانه ترتعش فرائصه وهو يعود اليه مرة اخرى ليسأله فريد بحدة
= معرفتش حاجة عن بنت ال، سهيلة
واتنيلت راحت فين بعد ما سابت بيت رائف.

عزت بصوت قلق متوتر
=حاولنا ياباشا بس من بعد خروجها من فيلا الحديدى ومش عارفين نوصل لحاجة.

اعتدل فريد جالسة صارخا بغضب وحنق
=علشان مشغل شوية بهايم معايا مش قادرين
على حتة بت بنت، اسمع ادامك يومين وتجبلى خبر بنت ال، فين وقاعدة مع مين فاهم ويلا غور من ادامى شكلك كده مابقتش نافع فى حاجه.

اسرع عزت بالخروج ولكن هذه بخطوات سريعة متعثرة خوفا من استدعاء اخر له لتم الامر بنجاح هذه المرة يغلق خلفه الباب ايدى مرتعشة خائفة يعلم ان نهايته اتية لا محالة ان اسامر فى العمل مع هذا المجنون.

بعد خروجه عاد فريد بجسده مرة اخرى الى وضعية الاسترخاء بينما عقله كان بعيد كل البعد عن هذا الهدوء تدور فى عقله اكثر السيناريوهات دموية وقسوة لتلك الحية الملعونة المدعوة بسهيلة فبخروجها بعيدا عن دائرة حماية ابن الحديدى لها اصبح بمقدوره تصفية حساباته معها ليتفرغ بعدها للعبته وعروسه الجديدة بجمالها وبرائتها.
جلس فوق المقعد يراقبها تقف امام المرءاة تمشط شعرها ببطء عينيها تتحشى نظرات عينيه تتجاهل وجوده تماما ترد على حديثه معها بكلمات متقتضبة سريعة
يدرك بأنه كان قاسى معها منذ قليل وان ردة فعله كانت متطرفة على سؤالها البسيط له لذا حاول منذ خروجه من الحمام ان يهدء الاجواء بينهم وترضيتها بكل ما استطاع فعله ولكن من الواضح انها ستجعل ذلك من الصعوبة عليه...

زفر باحباط ينظر اليها وهى تتحرك فى اتجاه خزينة ملابسها بعد انتهائها من تصفيف شعرها الرائع ليسقط بنعومة وانسيابية فوق ظهرها فلم يستطع مقاومة ان يمرر عينيه فوقها ببطء تتسارع دقات قلبه وهو يلاحظ حركة جسدها الناعمة وما ترتديه الان من قميص بيتى قصير الى الركبتين لونه زهرى تتوسطه رسمة لاحدى الشخصيات الكارتونية الشهيرة تتحرك بعفوية فى الارجاء حوله ارتسمت ابتسامة حنونة فوق شفتيه يدرك انها لاتدرى شيئ عما تفعله به وبمشاعره بهذا القميص المغرى ففكرة اغواءه الان يعلم جيدا انها لا تخطر فى بالها ابدا لكن...

التمعت عينيه بخبث وهو ينهض من مكانه يتجه ناحيتها بهدوء فيقف خلفها لتطوق يده خصرها فتلتفت براسها ناحيته سريعا تشهق بمفاجئة لكنه تجاهل ذلك وهو ينظر داخل الخزانة يسألها ببراءة مصطنعة
=مش عارف البس ايه النهاردة ايه رايك انتى؟

وقفت تحاول تهدئة انفاسها المتسارعة تشعر به يزداد التصاقا بها وبانفاسه الدافئة بعد ان احنى راسه فوق حنايا عنقها ليزداد ارتجافها لكنها تماسكت تجيبه بصوت حاولت بث الهدوء والجدية به قائلة
= مش عارفة. وعلى فكرة ده مش الدولاب بتاعك.

لف ذراعه الاخرى فوق خصرها يحيطها بجسده كله عاقدا ذراعيه فوق خصرهاوهو يقبل عنقها بنعومة هامسا بكلمة بعد الاخرى مابين قبلاته الشغوف
= شوفتى بقى اتلخبطت ازاى، بس اعمل ايه معذور، عيونى مابقتش بتشوف حاجة تانية غيرك ادمها.

اغمضمت عيونها دون ارادة منهابضعف تساءل بلهاث وصوت متلعثم
=المفروض، انك، كده، بتصالحنى؟

ادارها بين ذراعيه برقة ليجعلها فى مواجهته ففتحت عينيها ببطء تنظر اليه بعتاب والم لم تستطيع اخفاءه جعله يلعن نفسه بعنف لتسببه فى هذا الالم لها ينحنى فوق شفتيها يمسها برقة هامسا بعدها باسف وانامله تتلاعب بخصلات شعرها المنسدلة حول وجهها بنعومة
=متزعليش منى انا عارف انى اتعصبت عليكى من غير داعى.

خفضت وجهها وعيونها بعيدا عنه تلتفت الى الناحية الاخرى لا تجيبه ليزفر هو بقلة حيلة وصبر لا يدرى ماذا يفعل تاليا حتى ترضى وتسامحه ولم تمر تانية واحدة حتى ارتسم فوق ثغره ابتسامة خبيثة قائلا بعدها باستسلام مزيف
=لااا دانت بقى زعلانة منى اووى، كده مفيش غير حل تانى ادامى غير انى...

قطع جملته مبتعدا بجسده عنها بضع خطوات ترفع عينيها اليه سريعا بتساؤل لتشهق بذهول وهى تراه يرفع ببطء قميصه البيتى كاشفا عن جذعه القوى فى طريقه لنزعه نهائيا عن جسده فتصرخ سائلة له بقلق وخشية
=رائف انت بتعمل ايه بالظبط؟

هز رائف كتفه قائلا بعدم اكتراث بعد ان نزع قميصه نهائيا يقف امام عينيها عارى الصدر تماما
= بصالحك ياقلب رائف مش واضح ولا ايه.

ابتلعت لعابها بصعوبة وعينيها تتركز فوق عضلات صدره هامسة بصعوبة
=طب وده ايه علاقته بانك تقلع التشيرت؟
شهقت بصدمة حين جذبها مرة اخرى نحوه لترتطم بصدره القوى ترى ابتسامته العابثة المثيرة فوق شفتيه هامسا لها
=بغريكى علشان تسامحينى مدام مش قابلة اعتذارى ليكى.

تلون وجهها كله بحمرة الخجل تهتف به وهى تلكزه فى صدره بقوة
= على فكرة انت قليل الادب ومهما عملت مش هصالحك اوعى سيبنى.

نظر رائف لمكان نكزتها يهز راسه بأسف قبل ان يقول بألم مصطنع
=كده انت مخلتيش ادامى غير حل واحد...

عقدت حاجبيها بقلق تتساءل بخفية عن اى جنون قادم منه قلقة مما هو ات شاهقة بحدة حين امسك بذراعها ينحنى عليها يحملها سريعا يلقى بها فوق كتفه فيتدلى راسها الى الخلف فاخذت تركل بقدميها فى الهواء بقوة رغم ذراعه المحيطة بها تطلب منه تركهافورا لكنه لم تجاهلها تماما متجها بها ناحية الفراش بخطوات سريعة لتصرخ به حين ادركت نيته
=نزلنى يا رائف احسنلك وبلاش شغل عيال.

انزلها فوق الفراش بطء ورفق لتسرع فور ملامسة جسدها للفراش بمحاولة النهوض مرة اخرى والابتعاد عنه للطرف الاخر لكنه اسرع بالامساك بكاحلها يثبتها مكانها قبل ان يجذبها ناحيته ببطء فاخذت تقاومه صارخة تتلوى بعنف تقاومه لترتفع ضحكته الرجولية الجذابة تهز ارجاء الغرفة وهو يهز راسه بلا حيلة قائلا ومازالت باقية ضحكته فوق شفتيه تلتمع عينيه بها
=يخرب بيت جنانك كنت عارف انى حظى هيوقعى فى واحدة مجنونة زيك.

توقفت عن المقاومة ترفع راسها اليه عينيها تنطق بالشر تسأله بحدة
= وماله حظك بقى يا سى رائف وبعدين انا مسمحلكش تقول عليا مجنونة فاهم ولا...

قطعت كلامتها شاهقة حين انحنى عليها فجاءة يلتقطت الباقى من حديثها بشفتيه يقبلها بنعومة اذابتها فورابرغم محاولتها ان تقاوم غزوه لمشاعرها واحاسيسها تغمض عينيها رغما عنها قبل ان تبادله قبلته بكل رقتها و عذوبتها يغيبا فى عالمهم الخاص فورا...
ابتعد عنها بعد حين يلهث بعنف وهو يستلقى على جانبه جاذبا لها معه يدسها بين احضانه يقبل بحنان كتفها قائلا برقة وامل
=لسه زعلانة منى؟ولا خلاص سامحتينى.

اندست اكثر بين احضانه تسأله بخبث ودلال
=هو المفروض اكون سامحتك دلوقت يعنى؟
رفع راسه صائحا باحباط
=يااااه زينة اعمل ايه طيب علشان تسامحينى.

رفعت كفها تضعه فوق وجنته تجعله ينظر لها عينيها تنطق بكل ماتحمله له من حب وشوق هامسة بحنان
=انا استحالة ازعلك منك ابدا، انا بس خايفة عليك خايفة من كل اللى جاى وخصوصا انك بعدنى عن كل مشاكلك ومشاكل شغلك.

خفضت عينيها تخفى عنه قلقها وخوفهاقائلة بصوت مرتعش
=انا خايفة عليك يا رائف مرعوبة من اللى اسمه فريد ده واللى ممكن فى من الايام يعمله انا...

صمتت بحيرة لاتدرى كيف يمكنها شرح له ما تشعر به من مخاوف وهواجس تهاجمها دون راحة للحظة واحدة.

حين لاحظ ترددها وخوفها الظاهر فوق ملامحها لم يتردد ثانية يشدد من احتضانه لها وهو يقبل اعلى جبينها يخفض عينيه لعينيها يبثها من خلالهم الثقة والاطمئنان قائلا بجدية
=مش عاوزك تفكرى فى حاجة اوتخافى من اى حد ابدا انتى مرات رائف الحديدى و اللى يفكر يوم يمسك بسوء امحيه من على وش الدنيا فاهمة يازينة.

هزت راسها له فورا بالايجاب عينيها تتعلق بعينيه وبنظراته الواثقة القوية تشعرها بالامان ترى ابتسامة الطمأنينة فوق شفتيه فبادلته اياها بابتسامة مترددة بسيطة لينحنى عليها رائف بعدها طابعا قبلة صغيرة فوق شفتيها قائلا
=وعلشان عقلك ميروحش بعيد انا هقولك المكالمة دى كانت عن ايه.
كادت ان تخبره برفضها معرفة فحوى تلك المكالمة ولكن فور بدءه للحديث تنبهت حواسها كلها استعداد لما سيخبرها به وحين اخذ يقص عليها فحوى المكالمة وما وصله فيها من اخبار هتفت بصدمة فور انتهاءه
=معقولة دى سهيلة ليها عشيق!طب وانت عرفت ازاى وازاى جوزها لحد النهاردة مكتشفش حاجة زاى كده
تنهد رائف بعمق وهو يتراجع بظهره فوق الفراش قائلا بجمود.

=انا عرفت بالصدفة بعد ما خليت رجالتى تدور وراها علشان موضوع المجوهرات اللى سرقتها منك ووقتها كل حاجة انكشفت لينا
استندت زينة بمرفقها فوق صدره تساله بفضول
=طب وجوزها ايه وضعه؟
هز رائف كتفه قائلا بعدم اكتراث
=معرفش ايه وضعه بس زاى ما انا عرفت اكيد فى هو كمان هيعرف خصوصا بعد اللى حصل بينهم واكيد زمانه بيقلب فى دفاترها لو هو فريد اللى اعرفه هيوصل اكيد للى وصلتله.

اقتربت زينة تضع راسها فوق صدرها تشعر بالنعاس يدغدغ عيونها قائلة بأرهاق وصوت خافت
=بصراحة الاتنين يستاهلوا بعض ومفيش حد فيهم صعبان عليا
رفع يده يدسها بين خصلات شعرها يتلاعب انامله بها برقة هامسا بحنان
=متشغليش بالك انتى وسبينى انا ليهم انا عارف هتصرف معاهم ازاى.

ساد الصمت بعد حديثه هذا يشعر برتخاء جسدها فوقه ليخفض عينيه الى وجهها يلقى نظرة عليها فيراها وقد سقطت فى النوم يشع وجهها ببراءة ورقة فيشعر فى تلك اللحظة بتسارع بدقات قلبه وعينيه تتشرب من جمالها وبرائتها هامسا بحب حنان مستغلا نومها
= يا اجمل وارق ما فى عمرى كله
طبع قبلة رقيقة فوق جبينها يضمها اكثر اليه قبل ان يغمض عينيه مستسلما للنوم هو الاخر بين دفءاحضانها.

صباح اليوم التالى
جلس رائف يتناول قهوته ببطء وشرود تجاوره زينة والتى اخذت تتلاعب بطعامها وهى تراقبه خلسة تعلم ان هناك مايشغل باله بشدة فقررت سؤاله لتصل لاجابة تشك كثيرا ان تحظى بها ولكنها قررت الجازفة تسأله بصوت رقيق هادئ
=مالك يا رائف شيفاك من وقت ما صحينا وانت بالك مشغول.

تراجع رائف الى ظهره مقعده زافرا بقوة قائلا
=بالى مشغول باهم صفقة هدخلها فى حياتى يا زينة صفقة العمر زاى ما بيقولوا.

اسرعت بامساك كفه المستندة فوق الطاولة تضغطها بقوة تهتف بتأكيد
=متقلقش يا حبيبى ان شاء الله هتكون من نصيبك.

نظر لها عينيه تلتمع بقوة يرفع كفها الى شفتيه يقبله بقوة قبل ان يتنهدا بخفوت قائلا بأمل ورجاء
=يارب يا زينة الصفقة دى هيتوقف عليها حاجات كتير اوى فى الايام الجاية.
همت بالرد عليه لكن صوت هاتفه قاطعها تراه يمسك به بيده الاخرى الحرة يجيب المتصل بهدوء
=ايوه يا فرج، طبب تمام، لا هاتوه وتعال على هنا.

اغلق الهاتف بعدها ينظر امامه يسود الوجوم وجهه بشدة لتسأله زينة بتوجس
= مين ده يا رائف؟

التفت اليها يبتسم لها بحنان يدرك ما تمر بيه من قلق وتوتر قائلا لها بهدوء وانامله تمر بنعومة فوق وجنتها
=متقلقيش كده. ده موضوع تافه مايستهلش قلقك علشانه.

ثم نهض يجذبها معه ينهضها قائلا بابتسامة مرح
=ايه رايك تيجى معايا نقابل ضيفنا سوا.

هزت راسها بالايجاب تتحرك معه فى اتجاه البهو ليجلس رائف فوق احدى الارائك ويجلسها معه فى انتظار هذا الضيف وبينما رائف يمسك بهاتفه يتلاعب به بعدم اكتراث ووجه هادئ كانت هى يتأكلها فضولها تتساءل فى عقلها عن هوية هذا الضيف حتى تصاعد اخيرا رنين جرس الباب لتأتى عزة مسرعة تفتحه ليدلف احدى رجال رائف الى الداخل فورا قائلا بحزم
=كله تمام يا رائف بيه تحب ادخله دلوقت.

هز رائف راسه بالايجاب دون ان يرفع راسه عن هاتفه وما يفعله به ليهرول الرجل مرة اخرى ناحية الباب يخرجه منه لثوانى ثم يأتى مرة اخرى ولكن هذة المرة بصحبة شاب تراه زينة لاول مرة تبدو عليه ملامح الذعر والهلع قدميه ترتعش بقوة يتوقف به امام رائف المتجاهل تمام لوجوده بالانشغال بهاتفه بينما اخذ الشاب ينظر حوله بذعر وتوجس قبل ان يتحدث بصوت خافت مرتعب.

=انا معملتش حاجة ولا ليه دعوة بحاجة صدقنى يا رائف بيه هى اللى...

رفع رائف راسه ببطء عينيه تقيم الشاب من اعلاه لاسفله باذدراء قائلا بصوت قاسى وملامح وحشية تبعث الرعب فى النفوس حتى زينة التى شعرت بالخوف وهى ترى ىهذا الجانب منه لاول مرة
=انت هتستهبل يا روح امك ومكنتش تعرف برضه ان المجوهرات اللى معها دى تخصنى.

هنا ادركت زينة هوية الشاب ومن يكون ترى وجهه يشحب بشدة قائلا بتلعثم
=ابدا يا باشا وانا هعرف منين هى قالت انها عاوزة تتصرف فى الحاجة اللى معاها دى وانا وافقت اساعدها على اساس بتاعتها يعنى وكده.

تراجع رائف الى الخلف يضع قدم فوق اخرى قائلا ببرودة
=واديك عرفت. هاا هتعمل ايه بقى.

هتف الشاب مسرعا قائلا بلهفة
=اللى تؤمر بيه انا هنفذ ومن غير ولا كلمة.

رائف بجمود وملامح قاسية
=حلو اوى الحاجة دى عاوزها تكون عندى فى خلال ساعة.

ابتلع وليد لعابه بخوف وصعوبة قائلا بتردد
=طب ازاى يا باشا هعمل ده الحاجة لسه معاها وماسكة فيها باديها وسنانها واستحالة هتخلينى ا...

هدر صوت رائف بعنف ارتجت له ارجاء المكان قائلا بغضب ونبرة تحذرية ارتعدت لها زينة ووليد بالمثل
=مليش فى يا روح امك اللى قلت عليه يتنفذ حالا والا انت عارف هجيبك تانى ازاى بس المرة دى مش هتيجى على هنا كضيف لااا
المرة الجاية هنضيفك فى المخزن وانت وراحتك بقى.

ارتعش وليد فى مكانه تنسحب الدماء من وجهه ليسوده الشحوب ليحاكى وجوه الموتى قائلا بلهفة واستعطاف
=لاااا خالص اللى تشوفه وتأمر بيه هنفذه وفى اقل من ساعة كمان الحاجة هتكون عندك.

تراجع رائف فى جلسته يشير براسه الى فرج ودون تردد قبض فرج فوق رقبة وليد من الخلف يسحبه منصرفا يسحبه معه كالذبيحة دون ادنى مقاومة من وليد يخرجا معا من الباب ليسود الصمت التام ارجاء المكان بعد صوت اغلاق الباب خلفهم تنظر زينة فى اثرهم بعيون مذهولة ووجه شاحب قبل ان يسحبها رائف الى صدره يضمها اليه بحنان فتتشبث به بقوة جسدها يرتعش بين ذراعيه فاخذ يهمس لها بكلمات مطمئنة رقيقة وهو يمرر كفه بنعومه فوق ظهرها بحركات مهدئة حتى توقف ارتعاشها تستكين بين ذراعيه فنحنى يقبل وجنتها هامسا.

= انا عارف انى صدمتك بس الاشكال اللى زاى دى مينفعش معاها الا التعامل بشكل ده علشان كده كنت عاوزة بعيدة عن كل اللى بيحصل
اراحت راسها فوق كتفه تدفن وجهها فى عنقه هامسة
=انا مكنتش عاوزهم كنت سيبهم ليها المهم انها بعدت عننا وخلاص
ابعدها رائف عنه هاتفا وعينيه تلتمع بشراسة.
=اسيبلها ايه!دى كلبة انا لو كنت اطول اطلع روحها فى ايدى مكنتش اتاخرت بس متستهلش اوسخ ايدى بيها وكفاية عليها انى دوقتها طعم ضربة الغدر لما تجى من اكتر حد كنت واثق ومتأكد منه
رفعت وجهها ناحيته تبتلع لعابها بصعوبة وهى تسأله بقلق عينيها تبحث عن الاجابة فى وجهه قبل ان ينطقها لسانه
=انت بتنتقم منها يا رائف على اللى فات مش على اللى عملته دلوقت صح؟
ضحك رائف قائلا بسخرية.

= وتفتكرى لو انا عاوز انتقم للفات هيكون بالرقة والطيبة دى
اتسعت عينيها وهى ترى ملامحه تتغير فجاءة لتشع قسوة ووحشية وهو يتابع
=لو بنتقم للفات زاى ما بتقولى يبقى بمكالمة واحدة للكلب جوزها اعرفه مكانها وهى مع الكلب التانى وطبعا مش محتاج اقولك وقتها هيحصل ايه وفى ثانية اخلص منهم هما الاتنين ومن غير حتى ما اوسخ ايدى
هزت زينة راسها تهتف بتأكيد وثقة
=بس انت مش كده واستحالة تعمل ده.

ابتسم رائف بحنان لها ينحنى فوق شفتيها يلثمها برقة هامسا
= لدرجة دى واثقة فيا!
هزت زينة راسها سريعا بالايجاب بثقة وتأكيد لتشع عينيه بنيران مشاعره الثائرة هاتفا بسعادة
=وانا اد ثقتك دى يا زينة واستحالة اعمل ده انا لما باخد حقى باخده بطريقة صح ونضيفة.

شعت الفرحة فوق ملامحها تبتسم له بحنان وبدون لحظة تردد واحدة اندفعت نحوه تقبله بقوة وشغف تبثه فى تلك القبلة كل ما تشعره به الان من مشاعر فخر وسعادة غير مهتمة باى شيئ اخر سوى هو فقط وعشقها له بينما هو تفاجئ بقبلتها المندفعة تلك يشعر بالذهول والصدمة يتجمد جسدة بفعل المفاجئة ولكن لم تمر ثوانى قليلة حتى تسارعت دقات قلبه بعنف تحت يدها الموضوعة فوق صدره برقة نتيجة عنف مشاعره واستجابته يستسلم لها بكل جوارحه غارقا معها فى بحر مشاعرهم الثائرة دون ادنى مقاومة.

بداخل تلك الغرفة المتهالكة اخذت سهيلة تجوب ارجائها بقلق وعصبية تنظر الى ساعة يدها كل دقيقة تقريبا زافرة بقوة قبل ان تصرخ بحنق
=اتاخر ليه الحيوان ده، دخلنا على نص الليل وهو لسه مجاش
زفرت تنظر الى ساعتها مرة اخرى تسير عدة خطوات ثم تتوقف تمسك بجبينها هامسة بغل
=اه لو كنت عملتها فيا يا وليد الكلب ساعتها مش هرحمك
زفرت تكمل بقلق وتعنيف تجرى حديث مؤنبا لنفسها.

=ماانتى اللى غلطانة مكنش لازم تسيبى له الحاجة من غير ضمنات كده، لتعود تخدث نفسها بلا حيلة
=بس كنت هعمل ايه مكنش ادامى حد غيره اقدر اثق فيه والجاء له فى وقت ده.

رفعت اناملها تمسك شعرها تشده بغيظ وهى تصرخ بحنق
=اعمل ايه انا دلوقت واتصرف ازاى؟
ثم تحركت فى اتجاه هاتفها الموضوع فوق الفراش ولكن ما ان امسكت به حتى تعالى صوت طرقات فوق الباب لتلقى به مرة اخرى تسرع فى اتجاه الباب تفتحه بلهفة وهى تهتف بغضب وعنف
=ما لسه بدرى يا بيه كنت اتاخر كمان شو...

قطعت جملتها بغته تتسع عينيها بذهول ورعب وهى ترى امامها وليد يقف امامها وجهه ممتلأ بالدماء والكدمات بشعة المنظر لا يقوى على الوقوف لتصرخ به هاتفة بذعر
= ايه اللى حصل؟ومين اللى عمل فيك كده؟
لم ينطق بكلمة واحدة يسقط كالحجر امامها ارضا لتتجمد جسدها رعبا وهلعا حين ظهر من خلف الحائط الجانبى اخر شخص تتمنى رؤيته فى تلك اللحظة تستسلم لتلك الدوامة المظلمة المهاجمة لعقلها حتى تبتلعها بداخلها هربا مما هو ات.
شهقت صارخة بعنف فور ارتطام المياة الباردة بوجهها تفيق من تلك الاغمائة التى اصابتها صارخة بفزع حين راته يقف امامها مبتسما تلك الابتسامة الشيطانية تلتمع عينيه بنظرات جنونية شرسة لطلما راتهم طوال حياتهم معا لكن الان زادت تلك اللمعة جنونا ووحشيةوهى تراه ينحنى فوقها ببطء فحاولت النهوض هربا منه سريعا لكنها وجدت نفسها مقيدة اليدين والقدمين الى المقعد الجالسة عليه فتزداد حركتها هستريا وفزعا توقفت فور ارتطام كفه بوجنتها بقوة بصفعة مدوية عنيفة اسالت الدماء من بين شفتيها يقبض خصلات شعرها بين اصابعه بقسوة وهو يصرخ بها.

=كنتى فاكرة هتهربى منى كتير يا بنت، ومش هعرف اوصلك ادينى جبتك تحت رجلى وهطلع على جتتك القديم والجديد يابنت...
انتى والكلب اللى معاكى.

رفعت سهيلة عينيها اليه تصرخ برجاء واستعطاف هستيرى
=سامحنى يا فريد. سامحنى وانا هعيش خدامة تحت رجليك، انسى اللى فات ونبدء من جديد وانا الل...

دوت صرختها العنيفة المتألمة حين هوت قبضته هذه المرة فوق فكها يسمع معها صوت ارتطامها القوى بعظامها شعرت بعدها بظلام قوى يكاد يبتلعها مستسلمت له مرحبة لكنه لم يمهلها الفرصة للاستسلام له يعاجلها بصفعة جديدة اشد قسوة وعنف يهتف بعدها بشراسة
=اسامح وانسى ايه يا روح امك؟ طيب موضوعك مع رائف وقلت معلش اهو حبيب القلب بتاع زمان انما ده اقول عليه ايه يا بنت ال...

انهى جملته قابضا على خصلات شعرها يلوى بها راسها بعنف الناحية الاخرى لتقع عينيها فوق وليد المقيد هو الاخر راسه يسقط فوق صدره وملابسه ملطخة بالدماء محاطا بعدد من رجال فريد الذين وقفوا ليحصلوا على فترة راحة بعد انتهاءهم من التناوب على ضربه فعلمت ان مصيرها سيصبح نفس المصير ان لم يصفح عنها فريد لذا حاولت مرة اخرى استعطافه هاتفة برعب ورجاء.

= صدقنى يا فريد دى كانت نزوة وغلطة ومستعدة اعمل اى حاجة علشان تسامحنى عليها.

انحنى فريد عليها مقتربا بوجهه منها عينيه تلتمع بشراسة قائلا بفحيح
=مستعدة تعملى اى حاجة حتى ولو ده...
اتسعت عينيها بتوجس ورعب وهى تراه يبتعد عنها مشيرا لاحد الرجال ليأتى حاملا لشيئ مجهول بين يديه اعطاه بطاعة له ثم ابتعد مرة اخرى بينما فريد يرفع ما بيده امام عينيها فاخذت تهز راسها برعب ورفض قائلة بتلعثم
=لاااااا، فريد، طب، اسمعنى علشان خاطرى...

دوت صفعة عنيفة اخرى منه جعلتها تصمت فى الحال صارخا هو بعدها قائلا بحدة
=خاطرك مين يا روح امك اللى عوزانى اعمله حساب دانا هطلع القديم والجديد عليكى ومحدش هينجدك منى.

ثم قبض مرة اخرى فوق خصلات شعرها بعد ان قام بتشغيل ذلك الشيئ الحامل له بين يديه والذى لم يكن سوى ماكينة للحلاقة اخذ يزيل بها خصلات شعرها بقسوة متجاهلا محاولاتها المقاومة والابتعاد تصرخ بقهر كلما رأت خصلاتها تتساقط امام عينيها ارضا فلم يمر وقت طويل حتى انتهى تماما مما يفعل تاركة اياها تبكى بحسرة والم ورأس لامع دون شعرة واحدة به يتراجع الى الخلف عينيه تراقب صنع يده بلمعة جنون وغبطة ضاحكا بقوة قائلا.
= كده حلو اوووى نيجى بقى للشغل المهم.

اقترب منها تحت انظارها المرتعبة تخشى ما هو ات تراه يخرج من جيبه عدة اوراق يضعها فوق ركبتيها المتساقط فوقها خصلات شعرها المزالةثم يعطيها قلم واضعا اياه بين اناملها المرتعشة بصعوبه هاتفا بشراسة
=امضى يا روح امك على الورق ده، ده تمن خروجك من هنا حية.

سهيلة بصوت مرتعش النبرات خائف
= ورق ايه ده، ارجوك يافريد كفاية لحد...
لم تكمل حديثها صارخة بألم حين جاءت قبضته تلك المرة مرتطمة باحدى عينيها فتضاء لثانية بنور ساطع ثم لا ترى شيئ بها بعدها تسمعه يصرخ بها بقسوة وعضب
=مش عاوز كلام كتير واللى اقولك عليه يتنفذ والا وحياة وساختك ادفنك مكانك هنا حية ومحدش يعرف ليكى طريق هااا هتمضى ولا...

اسرعت تهز راسها بوجهها المتورم قائلة بخنوع واستسلام
= حاضر كل اللى تقول عليه هعمله.

انحنى يمسك بالقلم الساقط ارضا يضعه مرة اخرى بين اناملها المرتعشة ثم يقرب منها الاوراق لتضع امضائها عليها ورقة تلو الاخرى حتى انتهت فيضعها مرة اخرى داخل جيبه قائلا بهدوء
=كده حلو اوى ولو عاوزة تعرفى ده ورق ايه هقولك حاضر.

اقترب منها مرة اخرى يفح بغل وحقد امام وجهها قائلا
=ده يا قلب فريد تنازل عن كل حاجة يعنى من الاخر كده بح مفيش ليكى عندى ولا مليم
يعنى خرجتى من الجوازة دى من المولد بلا حمص وابقى خلى وساختك تنفعك.

ابتعد عنها فورا مشمئزا يشير الى احدى الرجال ليهرول اليه مسرعا فيشير براسه ناحية سهيلة المحنية الرأس بذل قائلا بشراسة
=عاوزك تتسلوا عليها ضرب هى والكلب التانى لحد الصبح ماتوا فى ايدكم يبقى فى داهية اخلصوا منهم زاى كل مرة عاشوا واتحملوا يبقى ارموهم على اى طريق وهما وحظهم بقى.

ثم دوت ضحكته الساخرة الشرسة تهز ارجاء الغرفة تزاد جنونا وشراسة فورا سماعه لصراخ سهيلةواستعطافها له بهلع ورعب متجها الى باب الخروج مغادرا الغرفة يغلقه خلفه بعنف ويغلق معه باب تلك الحقيرة وحياته معها.

بعد تلك الاحداث بعدة ايام
دخل رائف الى مكتبه يتبعه ياسر بخطوات سريعة متلهفة لتنهض شاهى فورا لتتبعهم لكن جاءت اشارة رائف الصارمة لها لتوقفها مكانها قائلا ببرود دون مقدمات
= عشر دقايق ومشوفش وشك هنا.

ثم اكمل طريقه ناحية مكتبه يسرع بالدخول خلفه ياسر بينما وقفت هى مكانها مذهولة شاحبة الوجه بشدة عينيها متسعة لكنها لم تقف مكانها طويلا بل اسرعت خلفه تفتح الباب دون استئذان تهتف بغضب
= انت بتقول لمين الكلام ده ليا انا شاهى..
اللى كانت شايلة شركتك فوق دماغها وكل كبيرة وصغيرة لاكتر من سنة، جاى دلوقت تقولى اطلعى بره لييه هاااا فهمنى ليه.
كان رائف طوال حديثها الغاضب يجلس براحة وهدوء فوق مقعده ينظر لها بلا اكتراث بينما جلس ياسر يتابع مايحدث بتسلية وابتسامة صغيرة حتى انتهت من الحديث تنهت بشدة وعينيها تتراقص بداخلهم شرارات الغضب يسود الصمت للحظات حتى اعتدل رائف فوق مقعده يستند فوقه بمرفقيه عاقدا كفيه معا قائلا ببرودة.

=خلصتى هبل وكلام ملهوش لازمة، ياريت بقى تخرجى من هنا حالا والا هندهلك الامن يخرجوكى بمعرفتهم ونقل بكرامتك ادام الشركة كلها.

وقفت مكانها تتطلع اليه بحيرة لاتدرى كيفية التصرف حتى اسرعت بتغير وتيرة صوتها تسأله برجاء واستعطاف
=طب افهم ايه السبب عملت ايه علشان تقلب عليا كده وتطردنى من غير حتى ما اعرف عملت ايه.

نهض رائف من مكانه يتحرك فى اتجاهها يتوقف على مقربة منها قائلا بنفس البرود
=عاوز اقولك كمان انك متحلميش تفكرى تشتغلى فى شركة تانية بعد كده خلااص السوق كله عرف بقذرتك وندلتك واستحالة حد يشغلك تانى عنده.

هنا ولم تستطع شاهى الاحتمال فاخذت تبكى بحرقة تسأله بضعف عن اسباب ماحدث ليهتف بها رائف بعنف قائلا بشراسة
=انتى هتستهبلى يا بت انتى ولا ايه مانت عارفة اللى انتى عملتيه كويس ولا كنت فاكرة انى هفضل نايم على ودانى وانتى بتنقلى لعدوى كل حرف كلمة بتحصل هنا وتقبضى قصدها التمن واخرهم الملف اللى راح لحد عنده باديكى دى.

اخذت شاهى تهز راسها بالنفى تفتح فمها لدافع عن نفسها وهنا تدخل ياسر ناهضا هو الاخر من مكانه قائلا بحدة
=خلصنا يا شاهى ومفيش لزوم للكلام واتفضلى من هنا بهدوء مش عاوزين شوشرة.

نكست شاهى راسها بذل وخذلان تعلم ان لا فائدة ترجى من الحديث بعد الان تلتفت بأتجاه الباب مغادرة باستسلام ولكن جاء صوت رائف ليوقفها مرة اخرى قائلا بسخرية حادة
=اخر حاجة عاوزك زاى الشاطرة توصليها لفريد قوليله رائف بيقولك تعيش وتاخد غيرها ده لو هيكون فى غيرها بعد كده اساسا.

وقفت لثانية مكانها فى انتظار اكمال الباقى من حديثه لكن اتت اشارته المهينة لها
بالانصراف قائلا بلا مبالاة
=هو عارف بتتكلم عن ايه يلا مش عاوزين نعطلك اكتر من كده.

اسرعت بالمغادرة بخطوات سريعة يرتفع صوت بكاءها الشديد ولكن لم يعيرها رائف او ياسر ادنى اهتمام يلتفت ياسر بعدها الى رائف سائلا بجدية
= تفتكر الخبر وصله ولا لسه.

هز رائف كتفه بعدم اكتراث قائلا بملل
=ولو موصلش ادينا وصلناه ليه لحد عنده ويبقى يورينى هيقوم منها ازاى بعد كده.
زفر ياسر براحة قائلا
=لولا التمويل اللى قدرنا نتحصل عليا كنا فضلنا فى قرف سى فريد ده كتير.

ابتسم رائف بمرح قائلا بخبث
=البركة فى اسم سليمان بيه الحديدى اتفتحت فى وشنا كل الابواب واهو استفدنا منه بحاجة وقدرنا بسببه نقطع راس حية هو اللى رباها وكبرها وسطنا.

هز ياسر راسه موافقا قائلا بتأكيد
=فعلا عندك حق، بس تفتكر هيسكت بعد اللى حصل ده.

هز رائف كتفه بعدم اكتراث قائلا بهدوء
=اعلى ما فى خيله يركبه فريد خلاص انتهى واى حاجة هيعملها بعد كده حلاوة روح مش اكتر.

تنهد ياسر بقلق قائلا
=ياريت كلامك يكون صح بس فريد ده حية متموتش غير بقطع راسها وخايف نكون قطعنا ديلها بس مش اكتر.

ضيق رائف ما بين حاجبيه يفكر فى حديث ياسر ليكمل الاخير قائلا بتنهيد
=ادينا هنشوف الايام الجاية هحصل فيها ايه يلا اسيبك واروح اشوف الامور ماشية زاى فى الاقسام.

اتجه ياسر ناحية الباب ببضع خطوات قبل ان يتوقف يلتفت مرة اخرى الى رائف قائلا بتردد
=هى زينة هترجع هنا مكان شاهى ولا بتفكر تجيب واحدة غيرها.

امسك رائف بمسند المقعد بكفيه يبتسم بمرح
=لاا زينة مش هتشتغل تانى هنا بس ممكن تيجى الايام الجاية تساعدنى لحد ما نشوف مديرة مكتب جديدة
ليكمل بخبث =ليه فى حد فى دماغك ينفع هنا معانا.

تنحنح ياسر بحرج قائلا بتلعثم
=كنت يعنى، بقول، ان يعنى لو، نجيب مها هنا بدل مكتب الاستقبال ده وهو زينة تبقى معاها وتعرفها، الشغل ماشى زاى.

انفجر رائف ضاحكا بصخب ومرح شديد جعل ياسر يستشيط غيظا يهتف به بحدة
=بتضحك على ايه يا جدع انت هو انا قلت نكتة للبيه ولا حاجة.

اخذ رائف يهز راسه جاهدا يحاول ايقاف نوبة الضحك التى اصابته قائلا بجهد
=لا، بس فكرتنى بواحد اعرفه بدات معاه بكده برضه وهو زاى مانت شايف وقع على بوزه من بعدها.

عقد ياسر حاجبيه بحيرة للحظات قبل ان يدرك مقصده يحك فروة راسه مبتسما بخجل قائلا
=شكلها كده ياصاحبى نصيب ومفيش منه هروب.

ثم تحرك سريعا مغادرا تاركا رائف مكانه ينظر فى اثره حتى خرج ليهمس بعدها بحرارة
=صدقنى يا صاحبى ده احلى نصيب وحاجة حصلت ليا فى حياتى كلها.
داخل شركة فريد شكرى
دخلت شاهى الى مكتب فريد لترى جمع من الموظفين يقفون خارج الشركة يتهامسون فيما بينهم بينما تتعالى اصوات عالية عنيفة من داخل مكتب فريد تعقبها اصوات تحطم وتساقط لاشياء لتقترب شاهى من احدى الموظفين تسأله بقلق
=هو فى ايه فريد بيه ماله.

اقترب الموظف منها هامسا هو الاخر
=الظاهر المناقصة اللى الشركة كانت داخلة فيها خسرناها وفريد بيه من وقت ما عرف وهو على الحالة دى زاى ماانتى شايفة.

ابتلعت شاهى لعابها بصعوبة تفر الدماء من وجهها تهمس
=خبر اسود عليكى ياشاهى يبقى ده اللى كان بيقصده رائف لاااا انا الحق اخرج من هنا واختفى فى انهى داهية لحد الليلة دى ما تخلص خالص.

ثم اسرعت تلتفت مغادرة بخطوات سريعة متعثرة تاركة خلفها فريد داخل مكتبه فى حالة من الهياج والجنون يحطم كل ما يقع فى طريقه صارخا بغضب وجنون
= عملها ابن الحديدى وعملها وخرب بيتى.

امسك باحدى المقاعد يرفعه بين يديه ليلقى بيه ناحية عزت المرتجف رعبا ليخفض راسه سريعا متفاديا اياه بصعوبة قبل ان ينهض قائلا بهلع وخوف
=اهدى يا فريد بيه وكل حاجة وليها حل...
اسرع فريد بخطوات سريعة فى اتجاهه يقبض فوق عنقه يكاد ان يزهق روحه بيديه قائلا بفحيح
=حل ايه اللى لسه هدور عليه يا بن ال، انا بيتى اتخرب ومعدش ليا قومة فى السوق تانى وانت بتقولى ندور على حل.

اخذ عزت يقاوم خنقه له يحاول فك قبضته القابضة فوق عنقه باصابع مرتعشة ضعيفة يخرج من فمه صوت تحشرج شديد يزاد فريد ضغطا كلما شعر بمقاومته حتى شعر عزت ببداية ظلمة تحيط به وابتعاد الاصوات من حوله بينما فريد يضيق عينيه بشرود وتيه كمان لو كان بعالم اخر تلتمع عينيه فجأة بجنون وشراسة يفك قيد قبضته من حول عنق عزت ببطء مبتعدا عنه قائلا بخفوت وهستريا.

=لاا مانا مش هضيع لوحدى، مش فريد اللى تبقى دى نهايته وحياته لندمه على اليوم اللى فكر فيه يلعب معايا اللعبة الوسخة دى.

ثم توجه مغادرا المكتب تماما ليقول عزت برعب وهلع
=ده بينه اتجنن وخلاص مبقاش فى حاجة توقفه وشكلها هتبقى ايام سودا على دماغنا كلنا.

دلف رائف الى داخل الفيلا بهدوء يشعر بالارهاق والتعب الشديد فقد اضطر الى تمضية الباقى من يومه فى العمل فى ترتيب والاستعداد للمضى قدما فى تلك الصفقة يعلم بان القادم من ايامه المقبلة لن تكون هناك وقت للراحة او الهدوء ابدا.

تقدم داخل البهو عينيه تبحث عن منبع راحته تدور فى الارجاء بلهفة لكنه لم يجدها فالمكان فارغ من حوله يسوده الهدوء ليسرع فى استعداء عزة مناديا لها بصوت عالى لتأتى مهرولة سريعا قائلة احترام
=افندم يا رائف تحت امرك.

سألها رائف بهدوء وعينيه تدور من حوله مرة اخرى
=زينة هانم فين مش شايفها.

اشارت عزة براسها ناحية الدرج قائلة
=فوق وبلغتنى اول ما حضرتك توصل احضر الغدا فورا.

التمعت عينى رائف بخبث تمتد يده لتحل ربطة عنقه قائلا بابتسامة مرحة
=لاا غدا ايه الغى كل حاجة دلوقت ومتحضريش حاجة الا لما ابلغك انا.
ثم تركها يصعد الدرج سريعا كل درجتان معا يسير فى الممر المؤدى لجناحهم وما ان اقترب منه حتى وصلت الى مسامعه صوت موسيقى ناعمة تأتى من داخله ليفتح الباب بهدوء وحذر لا يريد تنبهها لحضوره ليتجمد مكانه بذهول ترتفع حرارة جسده سريعا حين كفأت عينيه بروية تلك الحورية بجمالها المبهر تقف امام المرأة تلتفت يمينا ويسارا لتلقى نظرة على جسدها المغلف بروعة داخل احدى الاثواب شديد الزرقة دون اكتاف طوله يلامس الارض ليسرق دقات قلبه بذلك الشق الطويل حين اخرجت احدى ساقيها تنظر اليها باهتمام ثم تنحنى امام عينيه المشتعلة حتى تعقد تلك العقد الرقيقة فى حذائها ذو الكعب العالى تعتدل مرة اخرى لتمرر اناملها الرقيقة فوق قلادة زفافهم تلامسها بنعومة حتى وصلت الى نهايتها فوق صدرها وهنا لم يستطع التحمل اكثر من ذلك يسرع فى اتجاهها كالمغيب تجذبه اليها كانجذاب الفراشة الى الضوء يصل اليها فى اقل من ثانية يطوق خصرها من الخلف يجذبها اليه يلصقها به فتشهق بقوة من المفاجأة قبل ان ينحنى بشفتيه فوق حنايا عنقها ينهل من رحيقها بقبلات شغوف متسارعة بتسارع انفاسه فلم تجد امامها سوى ان تغمض عينيها تستمتع بلمسات شفتيه وانامله وهى تمر بلهفة وحنان فوق منحنيات جسدها حتى وصل بشفتيه الى اذنيها يهمس داخلها بصوت متحشرج خافت.

=وحشتينى، انا لو عارف انى هاجى واشوف كل الجمال ده ادامى كنت جيت من بدرى وتتحرق الشركة على اللى فيها.

ضحكت زينة ضحكة خافتة بدلال تلفت بجسدها اليه تضع كفها فوق وجنته تنظر اليه بحب قبل ان ترتفع اليه بشفتيها تقبله بحنان ورقة اغمض هو عينيه فورا حتى يستمتع بكل لمسة منها تتعالى انفاسه بقوة وهى تبتعد عنه بعد حين هامسة فوقهم برقة
=وانت كمان وحشة زينة قلبك وحبت تعملك مفاجأة وتسهروا الليلة سوا انت وهى بس.
همس هو الاخر وهو مازال مغمض العينين ينهت بعنف يقربها منه بقوة فلا يجد الهوا بينهم مكانا للمرور قائلا بلهاث اجش
=موافق وتحت امرك واللى تأمرينى بيه يتنفذ حالا، بس الاول.

ثم انقض على شفتيها يقبلها بلهفة وشغف لمدة لا يعلم مداها وقفت هى خلالها لاتستطيع فعل شيئ سوى ان تبادله شغفه ولهفته فقط مسلمة بكل مشاعرها له حتى اخيرا ابتعدا عن بعضهم كرها بعد ان طلبت رئتيهم للهوا تهمس هى بلهاث وانفاس متسارعة مازحة
=شوفت اديك بوظت لى روچ شفايفى هتضطر تستنى لحد اما اقدر اظبطه تانى وننزل سوا.

غمز لها بعينه قائلا بخبث وانفاس متسارعة
=على فكرة انا اقدر اظبطه ليكى واسرع منك كمان.

امالت راسها الى الجانب اناملها تتلاعب بازار قميصه قائلة بدلال
=وده يبقى ازاى بقى انا مكنتش اعرف انك عندك خبرة فى الحاجات دى.

مد رائف كفه يمسك بمؤخرة راسها يجذبها اليه قائلا بخفوت عينيه تلتمع بشغف
=لا دانا عندى خبرة كبيرة حتى تحبى تشوفى.

ولم يمهلها وقتا لاجابة بل جذبها اكثر اليه ينهل من شفتيها لتضيع فورا بين دوامة مشاعرهم لا تريد الخروج ابدا منها.

استلقت بين دفء ذراعيه و راسه يستريح فوق صدرها نائما بعمق وبينما تمرر اناملها بين خصلات شعره الناعمة تتذكر تفاصيل ليلتهم الرائعة فبعد نزولهم سوا الى اسفل يحملها بين ذراعيه كنز ثمين يهتف مناديا عزة التى اتت سريعا فتبسم بسعادة فور رؤيتهم على تلك الحالة ليخبرها رائف ان تقوم بتحضير الغذاء لهم ثم يتجه بها الى غرفة المعيشة ليضعها ارضا برقة جسدها يلامس جسده ببطء دون ان يسمح لها بلحظة واحدة لابتعاد جلس فوق الاريكة يجلسها فوق ساقيه يقبلها بعدها بنعومة بادلته اياها تزداد قبلاتهم شفغا ولهفة بمرور الوقت حتى اتى صوت تنحنح قوىقاطعا عليهم عالمهم اتى من عزة تنبهم بعدها ان الطعام جاهزا تنظر ارضا بحرج.

ضحكت بصوت خافت حين تذكرت نهوضهم السريع المرتبك وقتها فور سماعهم لصوتها يحاول كل منهم تعديل من وضع ملابسه واعطاء مظهره المظهر اللائق حتى استطاع رائف التحدث اخيرا قائلا بصوت اجش متلعثم
=شكرا يا مدام عزة هنحصلك حالا.

فور خروجها لكمته زينة فوق صدره هاتفة بحرج وتلعثم
=عجبك شكلنا كده هتقول علينا ايه دلوقت.

انحنى رائف فوقها مرة اخرى يهمس بخبث ومرح
=هتقول ان البيه بتاعها اللى طول عمره عاقل وليه هيبه اتهبل على ايد حتة بتاعة اد اللعبة
طولها ميجيش لحد كتفه.
لكزته زينه فى صدره بقوة ثم اخذت تحاول النهوض قائلة بغضب مصطنع
=انا اد اللعبة وبتاعة يا رائف شكرا اوووى والله يسامحك.

رفع رائف اناملها الى شفتيه يقبل كل اصبع على حدة برقة هامسا بعدها بحب
=واحلى بتاعة ولعبة فى الدنيا بتاعتى انا لوحدى جوه القلب ساكنة زينة القلب هى وبس.

ارتفعت حمرة الخجل والسعادة تلون وجنتيها وهى تتذكر تلك الكلمات مرة اخرى حتى بعد انقضاء كل تلك الساعات عليها تنظر اليه وهو نائم بسكينة تقبل قمة راسه بحنان هامسة
=اه لو تعرف انك انت اللى مليت قلبى وعقلى وبقيت حياتى كلها وان لو عشت عمرى كله اثبتلك ده مش هيكفينى.

رفعت ذراعيها تضمه هى الاخرى اليها تغمض عينيها متنهدة ليخطفها نوم سريع استيقظت منه على رنين هاتفها تشعر بتحرك رائف مستيقظا هو الاخر يهمس بصوت اجش من اثر النوم
=مين البارد اللى هيتكلم فى وقت متأخر زاى ده.

هزت زينة كتفها بحيرة قبل ان تلتقط الهاتف تنظر الى هاوية المتصل لترتجف اناملها بقوة حتى كاد ان يسقط منها ليسرع رائف فى اختطاف الهاتف منها هاتفا بقلق وتوجس
=مالك خايفة كده ليه مين اللى بتكلم؟

نظر فورا الى هاوية المتصل فتتجمد كل ملامحه تلتمع عينيه بقسوة فتسأله زينة بخفوت وخشية
=ارد عليه؟ بس اقوله ايه!

هز رائف راسه بالرفض قائلا قبل ان يضعط زر الاجابة
=لاا انتى بره الليلة دى كلامه من هنا ورايح معايا انا.
رفع الهاتف الى اذنه ليصل اليه صوت فريد الغاضب يسأل بحنق
=خير يا هانم اللى قلت عليه ماتنفذش ليه شكلك كده نسيتى اتفاقنا ومحتاجة حد يفكر تانى بيه.

قابله الصمت من الطرف الاخر ليصرخ فريد بغضب وجنون
=ما تردى ولا عاوزانى ادخل حبيب القلب السجن ولا القبر اللى هيبقى اقرب منهم ليه.

هنا تحدث رائف قائلا ببرود وسخرية
= اظن السجن اقرب ليك انت من اى حد تانى
وان اللى حصل النهاردة علمك ده واعرف انك لو فكرت تمس زينة ولو حتى بكلمة ساعتها صدقنى القبر مش هيكون اقرب لحد من انت ومش هيبقى غير بايدى انا سلام يافريد بيه.

اغلق الهاتف يلقى به بقوة فوق الفراش يزفر بعنف قبل ان يلتفت الى زينة قائلا بصوت حاول بث الهدوء فيه يرفع وجهها اليه بحنان
=سيبك منه ميقدرش يعمل حاجة ده انا اقتله لو فكر فى يوم يمس شعرة واحدة منك.

اسرعت زينة تلقى برأسها فوق صدره تحتضنه بشدة دون ان تنطق بحرف واحد ليزيد هو الاخر من ضمها اليه يده تمر فوق ظهرها بحركات مهدئة حتى استكانت جسدها بمرور الوقتيدرك من هدوء انفاسها انها سقطت فى النوم بينما هو اخذ ينظر امامه بشرود وتفكير عميق انامله تتلاعب بشعرها بحنان وحركات شاردة يعلم صدق كلمات ياسر حين قال ان فريد تمام الحية يجب قطع راسها ليتم التخلص منها نهائيا ويجب فعل هذا وفورا دون لحظة واحدة تأخير.
وقف فريد يطالع ذلك الرجل الواقف امامه قائلا بتوتر
= فهمت يا عزوز هتعمل ايه.

هز عزوز راسه قائلا بتاكيد
=متقلقش يا بيه هى دى اول مرة وكل حاجة هتمشى نضيف زاى مانت عاوز بس لامؤاخذة معرفتش منك مين اللى عليه النية.

اخرج فريد ورقة صغير يمدها ناحيته قائلا
=هتلاقى هنا كل اللى عاوزه بس تخلص اوام وبعد ما تنفذ تدينى خبر انه كله تمام.

رفع عزوز الورقة امام عينيه لتتسع بصدمة حين طالع ما فيها قبل ان يتمالك نفسه يهتف بصوت متحشرج
=متقلقش ياباشا وكلها ساعة ساعتين بالكتير وهيجيلك الخبر الاكيد.
هز فريد راسه بالايجاب يربت فوق كتفه قائلا بسرور
=تسلم يا عزوز طول عمرى بقول عليك جدع والراجل بتاعى.

ابتسم عزوز له ابتسامة متراقصة بتوترليكمل فريد بسعادة وعينيه تلتمع بغل قائلا
=كده حلو اوووى مبقاش غير بس بنت ال، علشان اربيها هى كمان
ساله عزوز باهتمام وحذر
=ودى تبقى مين ياباشا وبعدين ليه توسخ ايدك مانا موجود
هز فريد سبابته امامه وجه عزوز يهمس بغل وحقد بالغ
=لااااا دى مش سكتك دى بتعتى انا ؛وانا عارف ازاى هربيها، علشان يعرفوا اللعب مع فريد شكرى بتكون نتجته ازاى.

جلست تفرك اصابعها بقلق جسدها كله ينبض بالتوتر عينيها تراقب الباب الخاص بمكتبه تتمنى مغادرة ياسر سريعا من عنده حتى تستطيع الدخول اليه وسؤاله عما ينتوى فعله فمنذ امس وبعد مكالمة ذاك البغيض وقد نقلب حاله واصبح كثير ا التوتر والعصبية لم يغمض له جفن طوال الليل يتمسك بها بين احضانه بقوة لا يسمح لها حتى ابتعادها عنه ولو لانش واحدا وفى الصباح نهض سريعا يخبرها بان تقوم بالاستعداد للحضور معه الى العمل وحين حاولت الاستفهام منه لم تحصل منه سوى على اجابة مقتضبة عن حاجته لها فى العمل بعد طرده لشاهى لكنها شعرت ان هناك المزيد وراء طلبه هذا لكنها لم تضغط بمعرفة المزيد بل رفعت نفسها اليه تقف على اطراف اصابعها تلف ذراعيها حول عنقه تضم نفسها اليه بقوة فلم يترد لثانية بل لف خصرها بذراعيه يحتضنه اليه بقوة مماثلة ليظلا على هذه الحالة لوقت طويل لا مجال لاى حديث بينهم حتى ابتعد عنها بعد حين قائلا بصوت حنون هو يمررانامله فوق وجنتيها برقة قائلا.

=يلا اجهزى بسرعة علشان ما نتأخرش.

وها هى هنا الان تجلس تتطالع باب مكتبه كل ثانية بقلق وتوتر فى انتظار ماهو اتى.

وصل اليها صوت مها العملى وهى تقوم بالرد على الهاتف وهى تدون بعض الملاحظات لبتسم بسعادة وهى تراقب حماسها الظاهر وقد كانت مفاجأة اخرى لها حين حضرت صباحا لتجدها تجلس هنا فى الانتظار ليخبرهم رائف ان مها ومن الان قد اصبحت مدير مكتبه الجديدة وستعمل تحت اشرافها حتى تتعلم مجريات الامور هنا.

ذهلت بشدة تنظر الى مها فاغرة الفاه هى الاخرى ثم التفتت اليه تهم ان تسأله عما يجرى لكنه قاطعها متوجها الى مكتبه قائلا بلهجة عملية
=ابعتى لياسر يجى هنا حالا واجلى اى حاجة لحد ما اديكى.

ومن وقتها لم تراه او حتى استطاعت التحدث معه فمنذ حضور ياسر هما يجلسان معا داخل مكتبه تتعالى اصواتهم احيانا واحيانا اخرى صمت حاد يصيبها بالتوتر كما الان
افاقت من افكارها على صوت مها تناديها بهمس قائلة بصوت خافت
=الجو من الصبح متوتر والشغل هنا كتير وبصراحة انا مليش فى جو الاكشن بتاعكم ده كان ماله مكتب الاستقبال مش فاهمة.

ابتسمت زينة بضعف تهم بالرد عليها لكن يأتى صوت رائف الغاضب يصل اليهم يصم الاذان قائلا بشراسة
=انت ايه حكايتك حد كان عينك واصى عليا يتبعه صوت ياسر الغاضب هو الاخر يهتف بعنف
=احسبها زاى ما تحسبها بس مش هسيبك لجنانك ده يا رائف
نهضت زينة سريعا وبلهفة تتجه الى مكتبه تفتح الباب تدلف الى الداخل تسأل بقلق
=صوتكم عالى ليه يا جماعة فى ايه حصل؟

لم يجيبها احد فتجول عينيها بين رائف وهو يقف امام النافذة يعطى ظهره لهم يديه بداخل جيبى بنطاله ينظر الى الخارج فعلمت من توتر عضلات ظهره انه يكبح غضبه بصعوبة اما ياسر فقد جلس فوق المقعد بوجهه متجهم وحاجبين معقودين بقوة تتعالى شرارت الغضب بينهم حتى قال ياسر بحدة وتجهم
=شوف انا عارف انك ليك كل الحق واى حد تانى مكانك هيعمل كده بس مش انت يا رائف
ولو حصل وعملت اللى بتفكر فيه ده عمرك ما هتعيش بعد كده مرتاح.

نهض من مقعده بهدوء يلتفت الى رائف الواقف كما هو كتمثال نحت من حجر تظهر عليه اى ردة فعل ليكمل ياسر قائلا بحزم وهدوء
=فكر كويس فى كلامى وانا واثق انك هتعرف انه صح.

ثم تحرك مغادرا سريعا يتوقف امام زينة التى كانت تراقب ما يحدث بعينين متوجسة يظهر بهم القلق الشديد ليبتسم لها برقة واطمئنان قبل ان يكمل طريقه للخارج يغلق الباب خلفه بهدوء.

وقفت مكانها عدة لحظات بارتباك لاتدرى كيفية التصرف ثم تقدمت من مكان وقوفه بخطوات خفيفة حتى وقفت خلفه تدس يديها بين ذراعيه الممتدين بجانبه تصل من بيهم الى صدره تضعهم فوقه لتضمه اليها وراسها يستريح فوق صدره بخفة فشعرت بتوتر جسده تحت لمستها لكنها لم تعلق بشيئ بل ظلت تحتضنه بصمت لعدة لحظات حتى شعرت بهمود جسده تحت يديها فجأة زفرا بقوة وهو يهمس بارهاق
=الظاهر فعلا ان ياسر عنده حق يازينة.

ثم التف بجسده اليها يرفع كفيه محتضنا وجهها بينهم بحنان يرفعه اليه عينيه تدور فوق ملامحها بلهفة وشغف قبل ان تشتعل مشاعره الثائرة فى تلك اللحظة داخلهما فلم يمهلها سوى ثانية لالتقاط الانفاس منقضا فوقها شفتيها يقبلها بقوة وتملك حتى كاد ان يدميها لم تملك سوى تتأوى بصوت ضعيف متألم تحت هجوم شفتيه القاسى عليها لتكون تلك الاهه المتألمة منها كالصفعة بالنسبة له تجعله يدرك قسوة ما يفعله بها فى تلك اللحظة فيبتعد عنها سريعا ينهت بقوة وعنف لا تهدء تلك الثورة وحدة المشاعر ابدا داخل عينيه وهو يفح بشراسة امام شفتيها بما زاد من خوفها وقلقها وهى تراه بتلك الحالة.

= ميهمنيش اى حاجة او حد ويحصل بعدها زاى ما يحصل.

ثم تحرك بعنف مبتعدا عنها ينوى المغادرة لكنها امسكت بذراعه توقفه تهتف برجاء
=فهمنى يا رائف فى ايه؟ ايه حصل يخليك بالشكل ده.
نظر اليها بصمت عدة لحظات تتعاقب المشاعر فوق وجهه سريعا لكن لم يجيبها بشيىء بل تحرك مبتعدا عنها بخطوات عنيفة تاركا المكتب تماما فتقف هى تتابعه بحيرة وقلق تشعر بداخلها انها لها دخل فى حالته المضطربة هذه.

شعرت بقدميها تكاد لا تحملها وبجسدها كله ينتفض بقوة لتسرع بالجلوس فوق احدى المقاعد تحاول استجماع قوتها حتى وصل لها صوت مها تقف بجانبها تمد يدها ترجع خصلات شعر زينة الحاجبة لوجهها عنها الى الخلف وهى تسألها بقلق ولهفة
= زينةانتى تعبانة؟ حاسة بحاجة؟

رفعت زينة وجهها الشاحب اليها عينيها تتراقص بداخلها الدموع قائلة
=انا مش تعبانة انا خايفة و مرعوبة عليه مش عارفة ايه اللى حصل حاسة انى السبب فى كل اللى بيحصل ده.

جلست مها على عقبيها امامها تمسك بيديها تضغط فوقهم برقة قائلة
=بطلى عبط هو رائف عيل صغير تخافى عليه وبعدين مين قالك ان الموضوع يخصك من الاساس دى منافسة يا حبيبتى وبينهم من زمان ملكيش انتى دخل فيها يعنى كنتى موجودة او لا كان كل ده هيحصل.

نهضت واقفة وهى تجذبها معها توقفها هى الاخرى تبتسم لها بحنان قائلة
=مفيش لزوم لكل قلقك ده صدقينى وشوية وهتلاقيه راجع وكله الامور هتبقى تمام بعدها.

اخذت مها تسندها تلف ذراعها حولها تتحرك معها باتجاه الباب ليتعالى صوت هاتف فى الاجواء فتتوقف مها قائلة بحنق تمد يدها داخل جيب بنطالها تخرج هاتف منه قائلة
=شوقتى نسيت ازاى وانا كنت داخلة اقولك ان تليفونك بيرن من مدة.

ثم مدت يدها الى زينة بالهاتف فاخذته منها بسرعة تطالع هاوية المتصل تعقد حاجبيها بقلق ودهشة
= ده رقم عمى رزق جارنا فى شقتنا القديمة.

ثم فتحت الاتصال تهم بالحديث لكن المتحدث فى الطرف الاخر لم يمهلها يصل اليها صوت جارها يهتف برعب وهلع
=الحقينى يا زينة يا بنتى خالتك سعاد وقعت من طولها وهى بتكلمنى فى التليفون وشكلها تعبت وجاتلها غيبوبة السكر وانا مش موجود انا مسافر والبنات فى مدارسها الحقيها يابنتى علشان خاطرى.

اسرعت زينة تهتف بجزع وهى تتحرك باتجاه الباب مغادرة بسرعة
=متقلقش يا عمى ثوانى وهكون عندها وان شاء الله هتكون كويسة.

اغلقت الهاتف تختطف حقيبتها من فوق المقعد قائلة بلهفة وقلق لمها
= مها انا لازم انزل حالا طنط سعاد شكل الغيبوبة جتلها وهى هناك فى البيت لوحدها ولازم الحقها لما رائف يوصل عرفيه اللى حصل.

اسرعت مها تهز راسها بالموافقة تهتف له
=ابقى كلمينى طمنينى عليها
لم ترد زينة عليها تغادر سريعا دون لحظة تأخر واحدة.

ياباشا اسمعنى انا مليش ذنب انا نفذت اللى طلبته منى واتصلت بيك وعرفتك بكل اللى حصل.

هتف عزوز بكلماته تلك لرائف المتجهم الوجه يرافقه ياسر داخل احدى المخازن الخاصة بشركاتهم فقد اتى اتصال من ذلك الشخص لرائف صباحا اثناء جلوسهم سويا فى مكتب رائف لمراجعة بعد الاعمال ليصبح رائف من بعدها فى حالة ثورة وغضب يخبره بانه فريد لم يستسلم بل قرر انهاء اللعبة بما يناسبه هو متفقا مع عزوز ان يقوم بقتل رائف لكن لم يكن هذا هو سبب ثورة رائف وقتها بل معرفته بما قاله فريد فى نهاية لقائه بعزوز يدرك فورا من كانت المقصودة بتلك الكلمات لتثور تائرته وقتها متعهدا لفريد باقصى انواع العذاب وحين وجد ياسر ان كلامه لم يكن تفريغا عن الغضب بل انه ينتوى فعلا الاتفاق مع عزوز ليقوم بقتل فريد لحسابه ويكن بعدها ما يكن وفاخذ يحاول اثناءه عن ذلك وتوضيح له عاقبة فعلته تلك لتهب عاصفة غضبه وقتها مما يراه فهى لم تخمد حتى الان.

راي رائف يتحرك بعنف يعصر قبضتيه بشراسة يفح من بين اسنانه
=الكلب ابن ال، هو اللى حفر قبره بايده.

هتف ياسر باسمه منبها ليلتفت له رائف بحدة يهتف به بوحشية
= ايه يا سى ياسر لسه عاوز تقنعنى تانى انى مخلصش عليه بايديه الاتنين دول.

حاول ياسر بث الهدوء فى صوته قائلا
= مقلتش كده بس عاوزك تهدى علشان نفكر كويس هنعمل ايه معاه.

اخرج رائف هاتفه من جيبه وهو يقول بحزم
=لااا انا عارف كويس هعمل معاه ايه.

ثم يلتفت الى عزوز يهتف به بحدة
=اطلبه حالا وعرفه انك مقدرتش تنفذ المطلوب واتحجج باى حاجةوحاول تعرف لى مكانه فين دلوقت.

هز عزوز راسه بقوة يخرج هاتفه لتنفيذ ما امره به رائف بينما رائف يضغط زر الاتصال فى هاتفه يهتف بعدها
=ايوه يا فرج انت فين، بتقول ايه، وايه اللى وداكم هناك من غير ما تقولى يا غبى.
صمت قيلا يستمع الطرف الاخر تضيق عينيه بشك وحدة يسأله بخفوت
=وانت فين دلوقت؟ انفجر بغضب كالعاصفة
=وواقف عندك تحت البيت بتعمل ايه يا غبى اطلع حالا شوف ايه اللى بيحصل عندك اقفل وكلامنى تانى.

اغلق رائف الاتصال ليجرى اتصال اخر ظل ينتظر طويلا اجابة الطرف الاخر لكن لم تاتيه ليزفر بعنف يعيد الاتصال من جديد يهتف بقلق
=ردى يا زينة عليا حرام عليكى هموت بسببك.

اقترب منه ياسر يسأله بقلق
=حصل ايه يا رائف؟زينة مالها.

لم يجيبه رائف يمسك بهاتفه يعيد الاتصال بفرج لكن هذه المرة لم تأتيه اجابة بل صوت رنين الهاتف دون رد.

هنا لم ينتظر رائف بل اسرع بالتحرك لا يعير لتطلب ياسر له بالانتظار اهتماما يهتف بهلع ورعب
=وصلها الكلب وعرف يوقعها تحت اديه هقطع من لحمه حى لو مس شعرة منها.

ركب سيارته يتحرك بها سريعا تاركا ياسر ينظر فى اثره بتوجس وقلق يرفع هاتفه يجرى به اتصالا هوالاخر.

جلست زينة ارضا بجانب السيدة سعاد داخل الصالة الخاصة بشقة الاخيرة معهم ابنتيها وزوجها وقد اخذ الجميع فى البكاء برعب وهلع ينظروا الى جسد فرج الملقى ارضا وقد تم اصابته باحدى السكاكين والتى اغمدها فريد داخل صدره فورا ان فتح له الباب يسقط بعدها ارضا ليتم سحب جثمانه الى الداخل بواسطة احدى الرجلين التابعين لفريد.

والذى جلس الان امام زينة يقبض خصلات شعرها باصابعه يشد راسها الى الخلف لجعلها تنظر له فيرى وجهها الملطخ بدموعها ترتجف بهلع امامه فيبتسم بوحشية يشعر بالنشوة من رؤية خوفها وهلعها داخل عينيها قائلا برقة وخبث
=شوفتى بقى عرفت اوصلك ازاى بلعبة صغيرة كنت تحت رحمتى ومحدش هينجد منى بعدها.

كان اثناء حديثه معها اصابعه تجول فوق صدرها تحل ازرار قميصها فاخذت تحاول التملص بعيدا عنه بهلع وهستريا زادت من لمعة عينيه يكمل قائلا بنشوة
=ايوه كده عاوزك تقاومى على اد ما تقدرى متعرفيش بتعملى فيا وانتى بتترعبى فايدى كده.

صرخت زينة بألم حين ازدات قبضته عنفا فوق شعرها يسحبها منه لتنهض فيسحبها خلفه وهى مازالت تصرخ بفزع ورعب تحاول الافلات من قبضته يهتف فى رجاله بحدة يشير الى سعاد وعائلتها
=خليكم مكانكم ولو حد فيهم اتحرك من مكانه خلصوا عليه.
تحرك بزينة المقاومة له تصرخ حتى انقطعت منها الانفاس ناحية الغرف يفتحها الواحدة تلو الاخرى حتى التمتعت عينيه بشهوة حين وقعت على مراده يدخل الى احداهم وهو مازال يسحب زينة معها ليدفعها للداخل فتسقط ارضا تتأوه بعنف الما لكن لم يكن المها هذا مطلق همها فى تلك اللحظةوهى تجول بعينيها داخل الغرفة بهلع تتعرف على غرفة النوم الخاصة بجيرانها تلتفت مرة اخرى ناحية فريد تراه يتقدم منها ببطء واصابعه تحل ازرار قميصه الواحد تلو الاخر فتتراجع هى الى الخلف امام تقدمه هذا منها وهى مازالت جالسة ارضا برعب تتتابع حركه اصابعه فوق قميصه تتقاذف دقات قلبها هلعا حين خلعه تماما عن جسده يقف امام عينيها المرتعبةو دموعها التى لطخت وجهها الشاحب شحوب الموتى فتلتمع عينيه بشهوة وشغف فور رؤيته لحالتها هذه والتى زدات من نشوته قائلا بلهاث وصوت اجش حاقد.

= مش كنتى جتيلى بكرامتك احسن، اهو على الاقل كنت هتبقى مراتى وقتها.

هز كتفه بقلة اكتراث يكمل
=يلا ملكيش فى الطيب نصيب وادينى هاخد برضه اللى انا عاوزه منك وهرميكى زاى كلبة لحبيب القلب بعدها ويبقى يورينى هيعش معاكى ثانية واحدة بعدها زاى وانا سايب ليه فى كل جسمك علامة تفكره بيا.

ثم اخرج امام عينيها المرتعبة مدية صغيرة تتراقص الاضاءة فوق نصلها الحاد تنافس لمعته مع لمعة عينى فريد فى تلك اللحظة.
اخذت تراقب تقدمه منها بلهع ورعب ارتسم فوق وجهها تراقب نصل مديته الملتمع فى ضوء الغرفة الخافت بينما عقلها يبعث اشارات لجسدها بالهروب والفرار سريعا لكنه لم يستجب لاى منها بل تخشب جسدها اكثر واكثر لا يتحرك بها سوى مقلتيها تتابع تقدمه حتى اقترب منها ينحنى فوقها يقبض خصلات شعرها بين اصابعه بقسوة ويجذبها للوقوف على قدميها فصرخت من الالم وهو يسحبها خلفه باتجاه الفراش يلقيها فوقه بعنف.

فاخذت تتقلص برعب الى الخلف من الطريقة التى اخذ ينظر بها اليها وهو يتقدم منها ببطء وابتسامة قاسية شرسة ترتسم فوق شفتيه حتى وصل اليها يصعد فوق الفراش محاصرا جسدها بين ركبتيه يقبض معصميهابيده رافعا اياهم فوق راسها ينحنى فوقها يفح بانفاسه الكريهة فوق بشرتها
=ها يا حلوة تحبى نبتدى بأيه؟

ارتعشت برعب شل جميع اطرافها حين اخذت يده الحاملة للمدية تمر فوق بشرة وجهها ببطء يكمل قائلا بخبث
= انا بقول نبدء الاول ب...

ثم اخذ نصل المدية يزحف ببطء فوق بشرة عنقها حتى وصل به الى صدرها المكشوف امام عينيه ليلامسه ببطء وعينيه تتابع ما يفعله بشهوة واثارة قبل ان يخفض راسه ناحيتها.
هنا وكما لو كانت دبت الحياة بها مرة اخرى تنفض عن جسدها جموده ترفع احدى ساقيها عاليا تدفعها لترتطم ببين ساقيه بعنف وقسوة
فيصرخ هو هذه المرة متألما بعنف ترتخى قبضته من حول معصميها متزحزحا بعيدا عنها يتأوه عاليا بألم شديد.

لكنها لم تعيره اهتماما تستغل تلك الفرصة لتسرع ناهضة تركض فى اتجاه الباب ولكنها ما ان كادت تبلغه حتى شعرت بقبضة قاسية تسحبها من شعرها مرة اخرى الى الخلف وصوته الكريه يهتف بشراسة
=كده يا بنت ال، وانا اللى كنت ناوى اكون حنين وامتعك معايا بس الظاهر انك بنت...
ملكيش فعلا فى الطيب نصيب.

اتبع كلماته يهوى فوق وجنتها بصفعة قوية ادمت شفتيها اتبعها بأخرى اشد قوة تصرخ بألم وضعف مابين كل صفعة واخرى لكنه لم يتوقف بل اخذ يتوالى على صفعها بغضب وعنف انفاسه تزداد حدة وسرعة بنشوة كلما تصاعدت صرخات المها عينيه تلتمع بجنون حين انبثقت الدماء من بين شفتيها لكنه لم يتوقف بل اندفعت قبضته نحو وجهها يلكمها بعنف وقوة فى انفها فتنبثق منه الدماء هو الاخر تنهار ارضا رغم اصابعه القابضة فوق خصلات شعرها بعدها دون قدرة حتى على التأوه بالم تشعر بالدنيا تغيم من حولها تدعو فى تلك اللحظة ان تبتلعها تلك الدوامة السوداء بعيدا عنه وعن تلك الالام الشديدة.

شاعرة بجسدها ينهار وهى تراه بعينيها النصف مغلقة من شدة الامها يقوم بسحبها مرة اخرى بعيدا عن الباب فتزحف خلفه على ركبتيها بضعف حتى توقف بها امام الفراش مرة اخرى يجذب مديته من فوقه ثم ينحنى جالسا على عقبيه امامها رافعا وجهها الدامى اليه عينيه تدور فوقه بسعادة وهو يرى مافعلته يديه بها يهمس بشغف وابهامه يتلمس شفتيها الدامية بنعومة
=جميلة يا بنت ال، حتى وانتى كده لسه برضه جميلة وتخطفى العقل.

ثم انخفض بوجهه نحو وجهها تلتمع عينيه بشهوة فاخذت تحاول التملص من قبضته والابتعاد بوجهها عنه فتزداد قبضته قسوة فوق شعرها يثبتها مكانها بقوة قبل ان تنحدر شفتيه الى شفتيها يقبلها بقسوة زدات من حرجهم ونزيف الدماء بهم تتأوه بصوت مكتوم تحت هجومه العنيف عليها عينيها تنبثق منهم الدموع لتغرق وجنتيها حتى ابتعد عنها تتعالى انفاسه بعنف ولسانه يلعق اثار دمائها من فوق شفتيه يمر بنصل مديته فوق وجهها ببطء قائلا بصوت اجش مستمتع.

=عسل يا بنت ال، طول عمره ابن الحديدى وحظه ضارب بس دلوقت حظى انا اللى من السما.

اقترب منها مرة اخرى زاحفا نحوها بجسده تتراجع هى امام تقدمه هذا عينيها تنطق برعبها وهلعها حتى اصبحت تستلقى مرة اخرى ارضا وجسده فوقها اصابعه القذرة تمتد ببطء نحو جسدها المرتعشب رعبا تدرك ان لا سيبل لانقاذها الان من بين براثنه لتصرخ لا اراديا باسمه تناديه باعلى صوت تستنجده به
=الحقنى يا رااااااائف.

ليتعالى من بعد صوت صراخها هذا طلقات نارية كثيفة من خارج الغرفة جعلت فريد ينتفض مبتعدا عنها ينظر باتجاه الباب الغرفة والذى فتح بعنف على مصراعيه يطل رائف من خلاله مقتحما الغرفة وعينيه تدور بلهفة وهلعا بحثا عنها يحمل سلاحه بيده لتقع عينيه على مشهد زينة وحالتها المزرية وفريد الجاثم فوقها فتشتعل النيران بجسده كحريق ينهشه يسرع بالتقدم ناحيتهم لكن يأتى صوت فريد وهو ينهض واقفا ويقوم بسحب زينة من شعرها معه يلف عنقها بذراعيه يلصق ظهرها بصدره ونصل مديته يحفر عنقها ليسيل خط من الدماء اسفله جعل رائف يتوقف مكانه بغته وهو يرى لمعة الجنون فى عينى فريد والذى اخذ يصيح بجنون وهستريا.

=على فين يا ابن الحديدى، زاى مانت مكانك والا هخليك تترحم عليها.

حاول رائف ابتلاع غصة هلعه عليها قائلا بصوت حاول بث القوة به وعينيه تراقبها بلهفة وقلق
=سيبها يا فريد، خلى اللى يحصل يبقى بنا احنا الاتنين بس.

هز فريد راسه بقوة يجذبها اكثر اليه يكاد نصل المدية ان ينفذ الى عنقها قائلا بتحشرج
= تهمك يا ابن الحديدى وتهمك حياتها؟

تقدم رائف خطوة لامام لا ارادية وعينيه تراقب نصل المدية المغروز فى عنقها وعلامات الهلع ودموعها المنهمرة لكنه توقف بغتة مرة اخرى وجه شاحب بشدة يتصبب جبينه عرقا حين تأوت بألم بصوت عالى قائلا بلهفة وخوف لم يستطع اخفاءه تلك المرة
= تهمنى يافريد تهمنى. اطلب اى حاجة بس سيبها.

التمعت عينى فريد اكثر يهتف بوحشية
=يبقى عمرك قصاد عمرها وترمى المسدس بتاعك ده ناحيتى هنا.

لاول مرة منذ دخول رائف للغرفة تحدثت زينة تصرخ بقوة به
=لا رائف متسمعش كلامه اوعى تنفذ كلام...
قطعت حديثها تصرخ الما حين جذب فريد راسها بعنف الى الخلف ناحيته هامسا فى اذنها بخشونة وقسوة
=اخرسى خالص صوتك ميطلعش.

ثم يلتفت الى رائف الواقف بجمود مكانه يشعر كما لو كان مكبلا يكمل بقسوة
=قلت ايه يا ابن الحديدى موافق حياتك قصاد حياتها؟

لم ينطق رائف بحرف بل القى بمسدسه ارضا ثم قذف به بقدمه ناحية فريد قائلا بيأس
=سيبها يا فريد وانا ادامك اهو اعمل اللى انت عاوزه مش هوقفك.

اخذت زينة تهز راسها بالرفض عينيها معلقة عليه وهى تنحنى الى اسفل بفعل جسد فريد الذى انحنى هو الاخر بلهفة وسرعة يلقى بالمدية ارضا حتى يلتقط المسدس وهنا اسرعت زينة باختطاف المدية بسرعة لتقوم بدون تردد لحظة بغرزها فى ساق فريد بقوة لترتخى قبضته من حولها وهو يتراجع الى الخلف يصرخ الما يلقى بالمسدس ارضا لتهرول زينة باتجاه رائف ليستقبلها بين ذراعيه بلهفة قبل ان ينحيها خلفه سريعا بحماية يتقدم ناحية فريد الملقى ارضا يجذبه من عنقه حتى يقف فوق قدميه دون ان ينطق بحرف عيونه ثابتة فوق فريد تنطق بالوحشية والبرية.

كما لو كانت فتحت ابواب الجحيم اخذ بتسديد اللكمات والضربات اليه والى كل ما يقابله من جسده يسمع مع كل ضربه منه صوت عظمة من عظام فريد تتحطم وصوت صراخه الشديد لم يبعث حتى بذرة شفقة داخل زينة ناحيته وهى ترى رائف يجذبه من عنقه يرفعه ناحيته الحائط يثبته فوقه فاخذت قدميه تتأرجح فى الهوا برعب ووجهه يختنق بشده تحتقن الدماء به يخرج من حلقه صوت تحشرج عالى كالخوار ولكن كل هذا لم يوقف رائف عيونه غاضبة متوحشة مسلطة فوقه يراقب خروج الروح منه بجمود وهنا ادركت زينة ان الامر تخطى حدود العقاب لتصرخ به بقوة تناديه تحاول ايقافه عما ينتوى فعله ولكنه لم يعيرها اهتمام مغيبا تماما عن كل ماحوله تركيزه فقط فوق وجه فريد المحتقن بشده وقد اصبحت مقاومته ضعيفة.

فصرخت مرة اخرى تتجه اليه بضعف ولكن تأتى النجدة من صرخة اتيه من ناحية الباب اتبعها جسد ياسر المندفع سريعا ناحيته يمسك بقبضته القابضه بعنف فوق عنق فريد يصرخ به
=سيبه يا رائف هيموت فى ايدك، ده كلب، مايستهلش، رائف فوق هتضيع نفسك علشان كلب.

صرخت زينة برجائها هى الاخرى ليلتفت سريعا بوجهه ناحيتها عينيه مشتعلة بالنيران وهو يراقب همسها الضعيف باسمه تترجاه ليخفف قبضته من حول عنق فريد شيىء فشيىء حتى سقط فريد ارضا فوق ركبتيه يلهث بقوة من اجل التنفس فلم يمهله ياسر طويلا يجذبه بعنف فوق قدميه يتجه به ناحية عدد من الرجال المتجمعين داخل الغرفة وخارجها يتقدم به ناحية شخصا تبدو السلطة والهيبة عليه ليشير ذلك الرجل لاشخاص خلفه بالتقدم ليسرعوا فى تنفيذ الامر جاذبين فريد المحطم تماما ناحية الباب مغادرين ليقول بعدها هذا الشخص بهدوء.

=ياريت بعد ما الامور تهدى يا ياسر بيه تشرفونا فى المديرية علشان نتمم الاجراءت.

هز ياسر راسه بالموافقة له ببطء قائلا بهدوء
=تمام يا اشرف باشا نطمن بس على مدام زينة وهنيجى فورا لحضرتك.

مد اشرف يده الى ياسر مصافحا يلقى بالتحية وعينيه تتجه ناحية رائف والذى كان فى اثناء حديثهم هذا جالسا ارضا يحتضن جسد زينة بقوة بينه ذراعيه يحتضنها بقوة الى صدره لحظات عدة ينفس بخشونة قبل ان يتراجع عنها عينيه تلتمع بدموع لم يستطع التحكم بها يهمس لها بصوت اجش مرتعب
= كنت هتروحى منى، الكلب ده كان عاوز ياخدك منى...

قطع حديثه يغمض عينيه بقوة تسيل دموعه الحبيسة فوق وجنته هو ينفس بخشونة كما لو كانت كل قدرته على التظاهر بالقوة قد انتهت لحظة تصوره لفقدانها بالفعل فرفعت اناملها تمررها برقة فوق وجنته المبللة بدموعه تهمس بضعف فى محاولة تطمئنه
=انا هنا معاك. مش ممكن ابعد عنك او اسيبك ابدا.

اختطفها الى صدره يضمها بلهفة اليه يتنفس بخشونة منهكا لا يصدق بانها بين ذراعيه الان امنة لكن فجأة تصاعد الفزع و الهلع بداخله حين شعر بارتخاء جسدها بين ذراعيه وبثقل راسها فوق صدره ليبعدها عنه بلهفة وقلق صارخا باسمها برعب حين وجدها قد استسلمت اخيرا لتلك الاغمائة التى كانت تناديها منذ وقت طويل بعد ان اطمئنت انها اصبحت بين ذراعيه اخيرا بامان.

دخلت زينة محمولة بين ذراعى رائف بحنان الى داخل منزلهم بعد ان قضت داخل احدى المشافى الخاصة ليلة واحدة ضمد فيها الاطباء جراحها والتى كانت لحسن حظها بضع كدمات ولا تتطلب مكوثها طويلا داخل المستشفى لتصر على رائف بان يعود بها الى منزلهم فورا فلا نية لديها للمكوث طويلا بها فهى لا تكره فى حياتها اكثر من المستشفيات ورائحتها التى تبعث الانقباض بصدرها تذكرها دائما بليلة وفاة والديها.

فحين افاقت من الاغمائة التى اصابتها تفتح عينيها بضعف تدير راسها الى الجانب فتبتسم فورا بحنان حين وقع بصرها على رائف نائما بجوارها فوق احدى المقاعد راسه يسقط فوق كتفه بوضع مائل واحدى يديه تمسك بكفها بين انامله مستندين معا فوق الفراش بجوارها.
حركت اناملها بين يديه تتلمسها برقة فرحة بوجوده معها بامان لم يمسه سوء لكنه هب جالسا بفزع فور ان شعر بلمستها يلتفت ناحيتها هاتفا يناديها بلهفة وقلق
=زينة، انتى كويسة؟ حصلك حاجة؟

فتلتمع عينيه فورا بسعادة حين راهامستيقظة ترتسم ابتسامة رقيقة فوق شفتيها رغم تورمها الشديد ليهب وافقا يهبط على عقبيه امام الفراش يرفع اناملها الى شفتيه يمسها بنعومة قائلا بارتياح عميق
=حمدلله على سلامتك يا قلبى، حاسة باى وجع اندهلك للدكتور؟

هزت راسها تنفى ببطء هامسة بصوت خافت
=انا كويسة متقلقش عليا.

نهض رائف يجلس بجوارها على الفراش يزيح خصلات شعرها بعيد عن وجهها يهمس بألم
=مقلقش عليكى!دانا كنت بموت فى الثانية ميت مرة وانا خايف الحيوان ده بيعمل فيكى كل ده ادام عينى ومش قادر اتحرك امنعه عنك.

اخذ جسده بالارتعاش وهو يتذكر تلك اللحظات المريرة فرفعت ذراعيها اليه تدعوه لها ليسرع بالارتماء بين ذراعيها كطفل صغير يبحث عن الامان و الاطمئنان فى احضانها يدفن وجهه فى عنقها يستنشق عبيرها بقوة داخل صدره فيستكين براحة بين ذراعيها بينما هى اخذت تتلمس خصلات شعره بحنان هامسة بصوت واثق وثابت
=عارف ان انا مكنتش خايفة منه رغم كله اللى عمله معايا علشان حاجة واحدة بس.

رفع راسه ببطء بعيدا عنها فى عينيه نظرة متسألة لتكمل هى بثباث ويديها ترتفع الى وجنته تتلمس ذقنه النابتة برقة قائلة
=علشان كنت عارفة ومتأكدة انك اكيد هتيجى واستحالة هتسيبنى بين اديه انا مخفتش غير لحظة ما حسيت انه ممكن يأذيك انت غير كده انا مكنش هممنى اى حاجة تانية.

همم رائف عينيه تلتمع بالذنب
=انا السبب فى كل اللى حصل بسببى انا دخلتى لعبة ووسط ناس مكنش ابدا ليكى انك تتعاملى معاهم وتشوفيهم من الاساس.

رفعت زينة جسدها اليه تعتدل ببطء تحت انظاره وعيونه المهتمة القلقة لتقول بصوت حازم رغم نبرة الضعف به
=لو الزمن رجع بيا تانى وانا عارفة ان كل كده هيحصل برضه هوافق على جوازى منك واستحالة ابدا انى افكر حتى بالرفض.

ارتفعت ابتسامة فرحة فوق محياه يهتف بسعادة
=وانا استحالة هختار عروسة غيرك طولها شبر ونص علشان تضيع بسببها هيبة رائف الحديدى وهو يبقى فرحان وسعيد بده.

اسرعت بالارتماء بين ذراعيه غير عابئة بكدماتها او جراحها تظل ساكنة بين امان ذراعيه قبل ان تطلب منه برجاء اخراجها من المشفى لينفذلها طلبها بعد ان اطمأن من الطبيب على استقرار حالتها وهاهى محمولة كنز ثمين بين ذراعيه يصعد بها الدرج ببطء حتى وصل بها الى غرفتهم يضعها فوق الفراش برقة قائلا
= تخبى تاخدى حمام وتستريحى شوية قبل مها ماتيجى تتطمن عليكى.

هزت راسها له بالموافقة تنهض عن الفراش فيسرع باسنادها يتحرك معها حتى وصلا الى داخل الحمام وقف امامها يديه تمتد ناحيتها ينوى مساعدتها على خلع ثيابها لكنها هتفت بخجل توقفه قائلة
=لاا انا هعرف لوحدى.

لكنه لم يستمع لها اصابعه تمتد لسحاب قميصها الرياضى تفتحه ثم ينزعه مع باقى ملابسها بسرعه وعملية رغم كل احتجاجها الخجول ثم يوجها ناحية كابينة الاستحمام يساعدها على الاغتسال بحركات رقيقة ووجه ثابت خالى من التعبير حتى انتهى فيقوم بتجفيف جسدها بنعومة ثم يحيطها باحدى المناشف يوجهها بعدها الى خارج الحمام وهو مازال يقوم باسنادها حتى الخزانة الخاصة بها ليخرج منها قميص بيتى ويتجه به اليها ينوى الباسها ايه لتهتف به برجاء ووجنتيها تشتعل بالاحمرار قائلة.

= علشان خاطرى يا رائف انا هعرف اكمل لوحدى.

ابتسم لها بحنان يدرك انها قد وصلت الى اقصى قدرتها على التحمل ليهز راسه لها بالموافقة قائلا
=خلاص تمام هدخل انا كمان اخد حمام تكونى جهزتى.

ثم تحرك ناحية الحمام يغلقه خلفه فاخذت ترتدى ملابسها سريعا ثم تتجه الى الفراش لتستلقى عليه فى انتظار خروجه لكن بمرور الوقت تثاقلت عيونها تسقط فى نوم عميق فلم تشعر به لحظة خروجه من الحمام ولا وقوفه لدقائق عدة يتأملها بلهفة وحب قبل ان يتجه ليستلقى بجوارها يجذبها بين ذراعيه اصابعه تلامس انفها وفمها المكدومين برقة ونعومة يطبع قبلة رقيقة فوق جبينها هامسا.

= سامحينى يا قلبى، ياريت لو اقدر اخد بدالك اى الم او جع ممكن تحسى بيه.

زاد من ضمها له كما لو كان بذلك يستطيع سحب كل المها بداخله يغمض عينيه يسقط بعد حين فى نوم متقطع قلق استيقظ منه اكثر من مرة يطمئن عليها حتى تصاعد صوت ازيز هاتفه لينهض سريعا يحاول التقاطه يضغط زر الاجابة يشعر بها تتملل بقلق بين ذراعيه للحظة ثم تعاود النوم مرة اخرى راسها يتوسد صدره ليجيب بصوت خافت
=ايوه يا ياسر. خير فى ايه؟

وصل اليه صوت ياسر قائلا بوجوم
=فريد مات من ساعة.

لم تهتز عضلة فى جسد رائف قائلا ببرود
=فى داهية. بس مات ازاى.

اجابه ياسر
=غفل العساكر اللى كانوا معاه وقت التحقيق ورمى نفسه من الشباك من الدور السادس ومات على طول.

زفر رائف قائلا
=يعنى خسر الدنيا والاخرة كمان.

زفر ياسر هو الاخر قبل ان يسأله باهتمام
=هتعرف زينة؟
صمت رائف قليلا قبل ان يجيبه بحزم
=لاا مش لازم تعرف هو خلاص صفحة اتقفلت من حياتنا ومش مهم اتقفلت ازاى.

ساد الصمت قليلا بينهم قبل ان يقول ياسر بصوت متوجس
=فى حاجة لازم تعرفها كمان محامى مرات ابوك كلمنى علشان اقنعك لما يأس انك ترد عليه الست هتخرب بيتها يا رائف والديانة مش هيسكتوا على فلوسهم اللى ليهم عندها.

زفر رائف بحنق قائلا
=تولع ميهمنيش محدش قالها تجرى تستلف من ده وده على حساب الورث قوله رائف رجع فى كلامه وسوزان مش هتطول قرش واحد زيادة عن اللى سليمان الحديدى كتبه ليها بعد ما الوصية هتتنفذ بالحرف يلا سلام واشوفك بليل.

انهى الاتصال ينظر بعده امامه بوجوم وشرود يمر امام عينيه شريط صداقته مع فريد وكل ما مر به من مأسى وخيانة بسببه ثم ينظر ناحيه زينة الروح والقلب النائمة بسلام فوق صدره يحمد الله انه لم يفقدها هى الاخرى بسببه وفلا يعلم كيف كانت ستطيب له الحياة ولو يوم واحد من دونها.

ظل مستلقيا يتأملها بحنان حب حتى اخذت فجأة تتملل فى نومها بعنف تبعد الاغطية عنها وهى تهمهم برعب فادرك انها بداخل كابوس احداثه ما مرت به منذ يومين ليسرع فى ايقاظها سريعا يناديها بلهفة عدة مرات حتى فلحت اخيرا محاولاته تفتح عينيها المغشية من النوم بلهع حتى تعرفت عليه تهتف باسمه بلهفة وهى تلقى بنفسها فى احضانه ترتعش بشدة ليضمها اليه بقوة يده تمر فوق ظهرها بحركات مهدئة يلعن فريد هاتفا بوحشية داخل عقله انه لو لم يكن قد مات الان لقتله هو ولم يكن لينقذه احد من بين يده هذه المرة.

اخذ يهمهم لها بكلمات مهدئة مطمئنة حتى هدئت تماما بين ذراعيه تعود انفاسها الى طبيعتها لبيعدها عنه برقة يمس شفتيهابنعومة بشفتيه ينظر الى عينيها الرائعة يشعر بقلبه يتضخم داخلى صدره فتتعالى دقاته بسرعة يحمد الله مرة اخرى على وجودها امنة بين ذراعيه قبل ان يهمس لها باستسلام ودون مقاومة من عقله هذه المرة قائلا
= بحبك. بحبك يا زينة القلب، والروح.

بعد مرور عدة اشهر على هذه الاحداث.

دلفت زينة داخل المكتب الخارجى الخاص برائف داخل الشركة لتجده خاليا تماما لتلتمع عينيها بشراسة تسرع فى خطواتها بقدر ما تسمح به حالتها تفتح الباب الخاص بمكتبه فجأة تنظر فى اتجاه مكتبه بعينين تنطق بالشر لتجد تلك الفتاة تنحنى فوق مكتب رائف بحركة اغراء واضحة تمد يدها ذات الطلاء الاحمر القانى تقلب الاوراق امامه حتى يضع امضاءه عليها لكنها اسرعت فى الاعتدال يظهر عليها الارتباك والحرج فور فتح زينة للباب اما رائف فقد تراجع الى الخلف فوق مسند مقعده راقب وقفتها المتحفزة وعينيها المشتعلة يتلاعب بقلمه وابتسامة تسلية تتلاعب فوق شفتيه قبل يلتفت الى مديرة مكتبه قائلا بجدية.

=تقدرى تروحى على مكتبك دلوقت ايمان ونبقى نكمل بعدين
ايمان بصوت رقيق هامس
=تحت امرك يا رائف بيه
ثم اخذت تلملم الاوراق لتضعها داخل الملف تضمه الى صدرها وتتحرك فى اتجاه الباب مغادرة بخطوات بطيئة مستفزة تتابعها عين زينة حتى اقتربت من مكان وقوفها فتبطء اكثر فى خطواتها قائلة لزينة بصوتها الذى اصابها بالغثيان
= نورتى الشركة زينة هانم.

هزت لها زينة راسها ببطء ووجه متجمد تنتظر خروجها تغلق الباب خلفها بهدوء فاخذت زينة فور خروجها تقلد خطواتها وصوتها بسخرية وغضب
=تحت امرك يا رائف بيه ثم تكمل بغضب بصوتها العادى الغاضب
=ضربة فى شكلك بت مايصة.

وهنا تعالت ضحكة رائف الصاخبة تهز ارجاء المكتب فتلتفت اليه بوجه احمر غاضب بشدة
تسير فى اتجاهه تلتف حول المكتب تقف امامه تدق قدميها فى الارض بغضب طفولى
=طبعا لازم تضحك مانتى عجبك مايصتها وجاية على هواك.

توقف رائف جاهد عن الضحك يجذبها من يدها اليه يجلسها فوق ساقه قائلا بصوت اجش من اثر الضحك
=طب بس اهدى كده وبلاش الجنونة بتاعتك دى.
التفتت اليه تقرب وجهها من وجهه ترفع سبابتها بتحذير تهتف امامه بحنق
= لو سمحت انا مش مجنونة واحترم ام ابنك وبلاش قلة ادب والا ها...

لم يمهلها لتكمل جملتها يختطف شفتيها بلهفة بين شفتيه يقبلها بشغف ورقة حاولت هى مقاومته للحظة قبل ان تستسلم تحت ضغط شفتيه الرقيق فتبادله قبلته الشغوف باخرى لا تقل شغفا يسرقهم الزمن حتى ابتعد عنها يتنفس بخشونة عينيه تمر فوقها باشتياق لتسرع فى دفن وجهها فى عنقه تهمس بغضب مصطنع
=زاى كل مرة بتضحك عليا وتنسينى انا كنت زعلانة ليه.

تنهد رائف بقوة هامسا بقلة حيلة
=صدقينى يا قلب رائف محدش عارف مين فينا اللى بضحك على التانى.

نكزته فى صدره تهتف به بدلال
=لا معلش انا عمرى ما استغلتك ولاادلعت عليك علشان تنقذ اى طلب ليا.

ابعدها عنه رائف يرفع وجهها اليه يحاول النظر فى عينيها لكنها تهربت منه تسرع فى دفن وجهها فى عنقه مرة اخرى يهتف بسخرية
=لا بجد اومال مين اللى بيضحك عليه كل مرة يجيب فيها مديرة مكتب بحتة بوسة ونظرة زعل وضمة شفايف وبسرعة يجرى زاى العبيط وينقلها ويجيب مكانها واحدة جديدة.

مدت اناملها تتلمس وجنته تقبله فوق عنقه برقه تهمس بأسف
=متقلش على نفسك عبيط يا حبيبى علشان مزعلش منك.

هتف رائف بحنق وغضب مصطنع
=زينة انا مغير لحد دلوقت تلاتة من يوم ما مها اتجوزت هى وياسر.

قبلته زينة مرة اخرى بنعومة فوق تفاحة ادم تهمس برقة ودلال
=وهيبقوا اربعة ياروح وقلب زينة.

ابتعد عنها رائف يكاد يصرخ بحنق لكنها اسرعت برفع وجهها اليه تقبله سريعا ببطء ونعومة لتظل شفتيه ثابتا لثانية تحت شفتيها قبل ان يبادلها قبلتها بشغف وجنون لتصبح قبلتهم بمرور الوقت شغوف عاصفة قبل ان يبتعدا عن بعضهم يهمس رائف امام شفتيها قائلا صوت اجش شغوف
=شوفتى بقى مين اللى بيضحك عليه.

ليكمل وهو يمرر كفه فوق بطنها المنتفخ بحنان
=بس معلش كله يهون علشان خاطر زينة القلب والروح.

ابتسمت بخجل وسعادة تستند براسها فوق كتفه لعدة لحظات قبل ان ترفع راسها تهتف
=شوفت كلامك الحلو نسانى انا كنت جاية ليه.

ابتسم رائف لها قائلا بحنان
=عارف خالك همام كلمنى وقالى انه عاوز لما تقومى بالسلامة يعمل هو السبوع والعقيقة بتاعت البيبى.

اخذت زينة تتلاعب بربطة عنقه هامسة
=طنط وردة كلمتنى النهاردة وقالت انها هتيجى تقعد معايا الاسبوعين اللى قبل ميعاد الولادة وعرفتى بموضوع السبوع والعقيقة.

رفع رائف وجهها اليه ينظر الى عينيها يسألها باهتمام
=وانتى ايه رايك؟

خفضت عينيها قائلة بفرحة حاولت السيطرة عليها
=قلتلها هسأل رائف وهو ليه القرار.

رفع وجهها اليه مرة ينظر الى عينيها يرى سعادتها المرتسمة فيهما ليلثم شفتيها قائلا بحنان
=ورائف موافق يا ستى وكل اللى تتمنيه يتنفذ فى الحال.

رفعت كفيها تحتضن وجهه بينهم تهمس امام شفتيه هى اخرى
=وانا مش بتمنى حاجة فى حياتى غيرك انت وابننا الجاى وبس.

التمعت عينيه بالسعادة يقبلها بلهفة يخبرها من خلال تلك القبلة بكل ما فى قلبه لها من مشاعر لم تكن لسواها يوما فتبادله اياها هى الاخرى تخبره من خلالها بكل ما بداخلها له من مشاعر ولدت على يده هو وله ولا احد سواه
تمضى بيهم الايام والسنين بسعادة تنيرها تلك المشاعر كدليل دائم لهم فى مشوار الحياة.
نظرت شذرا لذاك الاحمق الواقف من بعيد يتابعها بعينيه يكاد يلتهما بهم فبل ان تذفر بحدة رافعة كأس، عصيرها الى شفتيها ترتشف منه ببطءلتسألها مها برقة
: مالك يا زينة شكلك مضايقة ليه.

جزت زينة على اسنانها تشير براسها الناحية الاخرى تهتف بغيظ
: يعنى مش شايفة اللى بيحصل هناك؟

التفتت مها ناحية اشارتها تبتسم بمرح قائلة
: قولتيلى بقى، ياستى كبرى دماغك ياما هتشوفى من ده كتير وبعدين دى بتبقى مجاملات ملهاش اى معنى.

اشتعلت عينى زينة وهى تراقب تلك الحسناء ذات الفستان الاسود والذى يلتصق بحنايا جسدها كجلد ثانى لها بجوار رائف تقترب منه هامسة له بشيئ جعله يبتسم لها بلين فاخذت انامل زينة تلتف حول عنق كأسها بقوة حتى كادت ان تحطمه
فلاحظت مها قرب اقترابها من الحافة تعلم جيدا ما قد يصل اليه تهورها لذا اسرعت تسألها بتوتروسرعة
: حبيبى مالك عامل ايه؟ وحشنى اووى انتى سبتيه الليلة مع مين.

اجابتها زينة دون ان تزيح عينيها عن ذلك المشهد وما يحدث فيه امامها
: سيبته مع عزة هتاخد بالها منه الليلة.

كادت مها ان تجيبها ولكن اتى ياسر ناحيتهم مقاطعا اياهم وهو يلف خصر زوجته مقربا اياها منه قائلا بمرح
: ها اخبار الحفلة معاكم ايه. يارب تكونوا مبسوطين.

اخفض شفتيه طابعة قبلة حنون فوق وجنة مها يكمل قائلا باعتذار واسف
: معلش غصب عنا بقيتوا لوحدكم بس نعمل ايه الشغل يحكم.

رفعت مها كفها الى وجنته تلامسها برقة قائلة
: الحفلة روعة يا حبيبى متقلقش علينا روح انت شوف شغلك.

اقترب ياسر بوجهه منها هامسا بحنان
: مش قبل ما نرقص سوا، يلا تعالى.

جذبها باتجاه حلبة الرقص لكنها قاومته ترمى ناحية زينة نظرة ذات مغزى قائلة بقلق
: لا يا حبيبى خليها وقت تانية.

التفت اليها زينة سريعا قائلة
: لااا، وقت تانى ايه روحوا يلاا، وانا كمان هروح لرائف نرقص سوا.

هزت مها راسها لها بتردد يظهر قلقها جليا فى عينيها قبل ان تتحرك مع زوجها مغادرة لتلتفت زينة فور مغادرتهم ناحية رائف مرة اخرى تتابع مايحدث للحظات بعبوس حتى اتسعت عينيها بذهول ثم تشتعل بنيران غضبها وهى ترى تلك الحية تتعلق بذراع رائف كالعلقة يرتسم فوق وجهها الرجاء وهى تحدثه بشيئ ما فيلتفت رائف ناحية زينة لوهلة يظهر التردد والقلق فى عينيه ثم يلتفت مرة اخرى ناحية تلك الافعى يهز راسه موافقا يتجه بها ناحية حلبة الرقص هنا ولم تستطع زينة التحمل تتحرك ناحيتهم سريعا ولكن اوقفها ذلك الاحمق الذوى يلاحقها منذ بداية الحفلة بنظراته الخرقاء يمد يده اليها مصافحا قائلا بهدوء.

: اهلا، انا عماد الرازى من بداية الحفلة وانا كنت حابب جدا اتعرف عليكى.

نظرت زينة الى يده الممدودة ببرود تلقى نظرة ناحية رائف مرة اخرى لتتابع ما يحدث مع تلك الحية لكنها ابتسمت ببطء وسعادة حين راته يتوقف عن مراقصتها ينظر ناحية زينة يتابع مايحدث معها لتلتمع فكرة شيطانية فى عقلها فتلتفت ناحية ذلك الرجل امامها مرة اخرى تبتسم له برقة تمد يدها اليه بالمصافحة قائلة
: اهلا بيك، انا زينة حسين.
تهلل وجه ذلك المدعو عماد بالفرحة حين رأى استجابتها له يهتف
: وياترى انتى هنا لوحدك يازينة ولا مع الاسرة الكريمة.

فتحت فمها حتى تجيبه بانها هنا مع زوجها لكنه لم يمهلها الفرصة يهتف مرة اخرى بلهفة
: ياريت اتعرف عليهم وان شاء الله يكون تعارف رسمى ما بينا
التمعت عينيها اكثر بخبث تدرك مقصده فتشير اليه ناحية رائف بابتسامة خجول مصطنعة قائلة بخفوت
: اللى هناك ده يبقى اخويا هكون سعيدة جدا لو اتعرفت عليه.

فور ان توقفت السيارة اسرعت بفتح بابها تخرج سريعا بلهفة منها تتجاهل تماما ندائه الحاد عليها تتخبط قدميها بفعل خطواتها السريعة وهى تراه يخرج من السيارة هو الاخر بسرعة وملامحه تنطق بالغضب محاولا اللحاق بها لكن يوقفه حزام الامان الذى اختار لحسن حظها عدم اطاعة انامله فلا يفتح فاسرعت باتجاه الباب تفتحه بتخبط وارتبارك بمفاتحها تتلفت خلفها بذعر فانطلقت شهقة خوف منها وهى تراه استطاع فك حصار حزام الامان من حوله فيسرع بالاتجاه نحوها ولكن لحسن حظها فتح الباب لتدلف الداخل تنزع حذائها ذو الكعب العالى ثم تجرى فى اتجاه الدرج تصعد درجاته سريعا غير عابئة بصراخه باسمها وما ان وصلت لدرجاته النهائية حتى شعرت بجسدها يرفع عاليا ثم يلقى به فوق كتفه كعادته فى حملها تتدلى راسها خلف ظهره وساعده القوى يطوق قدميها بقوة فاخذت تحرك قدميها بعنف فى محاولة للتملص من قبضته لكن تأتى صفعته القوية فوق مؤخرتها تجعلها تصرخ بألم تناديه نبرة متألمة عاتبة.

: اااه، رائف، بتوجعنى.

لم تتوقف خطواته السريعة بينما يهتف بها بغيظ واحباط
: انتى خليتى فيها رائف ولا نيلة بس صبرك عليا يازينة انا هعرف ازاى ابطلك جنانك ده.

ارتسمت ابتسامة مرحة فوق شفتيها رغما عنها رغم علمها بصعوبة موقفها امامه لكنها لا تستطيع مقاومة اثارة غيرته الجنونية عليها من حين الى اخر تستمتع بالمشاهدة وهى ترى تصدع واجهته من التحكم بالنفس والسيطرة التى من الصعب على اى شخص زحزحتها.

وصل بها اخيرا الى غرفتهم يسقطها من فوق كتفه ارضا سريعا ولكن ما ان لامست قدميها الارض حتى اسرعت بالتحرك بعيدا عنه فمتدت يديه تحاول الامساك بها سريعا ولكن فشلت محاولته حين قامت بالاتجاه فورا ناحية الفراش تصعد فوقه هربا منه ليتوقف مكانه زافرا باحباط قائلا
: انزلى من عندك يا زينة مش كل مرة هتعملى فيها حركات العيال دى واسامحك بعدها.

ابتسمت بمرح وهى تحرك راسها من جانب الى الاخر بطفولية قائلة
: لا مش هنزل يا قلب زينة علشان عارفة مصيرى هيكون ايه لو اديك مسكتنى.

حاول مقاومة تلك الضحكة والتى اخذت تجاهد للافلات منه محاولا الحفاظ على غضبه وحنقه منها لكن ليأتى صوته رغما عنه رقيقا حنون
: طب انزلى وانا اوعدك مش هعملك حاجة.

هزت راسها برفض قاطع قائلة
: لا مش هنزل يا رائف ولازم تعترف انك السبب فى اللى حصل الليلة.

صرخ رائف بحنق ودهشة قائلا
: يعنى انا السبب! عوزة تقنعينى ان فى واحدة عاقلة تبعت لجوزها راجل تانى علشان يطلب ايديها منه وهو المفروض يتصرف بعدها عادى.

هزت راسها بالايجاب قائلة بتأكيد وثقة
: ايوه لما جوزها اللى المفروض انهم بيقضوا السهرة سوا يروح يسيبها وافقة لوحدها يروح هو يرقص مع واحدة عاملة زاى عروسة المولد ويقولى ده شغل يبقى مايزعلش لما يحصل كده.
لتكمل تهز كتفها بعدم اهتمام قائلة
: واحد شافنى واقفة لوحدها افتكر انى مش مرتبطة طلب منى يتعرف على العيلة بتاعتى الكريمة علشان قصده شريف شاورت ليه عليك وبس من غير ما اتكلم انا بقى مش مسئولة على اللى حصل بعدها.

عقد رائف مابين حاجبيه يسألها بهدوء ما قبل العاصفة
: يعنى بتعقبينى يا زينة؟

هزت كتفيها بعدم اكتراث قائلة بثقة
: لو انت شايفها كده يبقى هى كده وبعدين انت زعلان ليه مانت اخدت حقك هناك وضربت الراجل المسكين وخلاص.

هز رائف راسه عدة مرات ببطء استيعابا وتأكيد لكلامها، وفجأة دون سابق انذار تحرك بسرعة من مكانه فى اتجاهها محاولا الامساك بها لتصدم هى من حركته السريعة هذه تصرخ بقوة عاليا تحاول الهروب من الناحية الاخرى من الفراش فتنجح فعلا فى هذا تسرع باتجاه باب الحمام بغية دخوله واغلاق بابه عليها وما كادت ان تفعلها حتى شعرت بذراعه القوية تلتف حول خصرها تجذبها الى الخلف تلصقها بصدره بقوة فاخذت تحاول التملص منه لكنه شدد من جذبها اليه يضمها اكثر اليه يفح فى اذنها بحنق ضاغطا فوق حروف كلماته.

: بقى صعبان عليكى اوووى ده يحمد ربنا انى مقتلتوش فى مكانه وجات بس على اد بونية فى وشه.

كادت ان تفلت منها ضحكة حمقاء وهى تتذكر هذا المشهد ورائف يمسك بياقة قميص الرجل يكاد ان يخنقه بها قبل ان يعاجله بلكمة تشك بانها اضاعت معها احدى اسنانه
استطاعت السيطرة على ضحكتها سريعا بصعوبة لكنه استطاع كشف امرها لتقطم اسنانه اذنيها بقوة الى حد جعلها تشهق عاليا ترتجف بقوة حين همس داخلها بخشونة.

: عارفة انا نفسى اعمل فيكى ايه دلوقت؟ احبسك هنا فى اوضتنا متخرجيش منها ابدا الا لما اعرفك بطريقتى انتى بتاعت وملك بالظبط.

علمت ان هالكة لامحالة فحاولت اثارة عطفه قائلة برقة وضعف
: خلاص والله يا رائف انا اسفة واخر مرة هعمل كده وحياتى عندك خلاص.

زفر بقوة يدفن وجهه فى حنايا عنقها يشدد من جذبها اليها يغمرها بذراعيه هامسا فوق بشرة عنقها تلامسها بنعومة بانفاسه الدافئة
: زاى كل مرة هتضحكى عليا زاى العبيط وتحلفينى باغلى حاجة عندى وتفلتى من العقاب.

ضحكت بدلال ورقة تشعل النيران به وبمشاعره فلم يستطع مقاومة غزوها له ولقلبه فضغطت اسنانه بشرة عنقها بلطف جعلها تشهق بنعومة وهى تغمض عينيها بلذة جعلته اكثر اشتعالا فاخذت شفتيه تمر بلهفة وشغف فوق حنايا عنقها فشعرت بالاثارة تغزو مشاعرها تميل عنقها الى الجانب دون ارادة منها حتى تتيح لشفتيه المجال ترتجف بقوة بين ذراعيه تسمعه يهمس بخشونه وصوت مرتجف.

: هتجنينى يا زينة القلب، انا بقيت معاكى مش رائف الحديدى المعروف للكل بهيبته وشدته
بقيت من كلمة واحدة اوحتى نظرة منك بتحولنى لواحد تانى معرفوش وغريب عليا بس بحب اكونه معاكى وليكى انتى وبس.

استدارت بين ذراعيه ورفعت ذراعيها تحيط عنقه بهم هامسة بحنان عينيها تلتمع بقوة هامسة
: وانا بحب الاتنين اكتر من بعض رائف الحديدى بكل بقوته وشدته وقدرته على حمايتنا من اى حد يفكر بس انه يأذينا ورائف بتاعى انا وبس برقته وحنانه وحبه ليا اللى بخلينى احسن انى اجمل ست فى الدنيا.

اغمض عيونه بقوة و نشوة من تأثير كلماتها عليه يشعر بها ترتفع على اطراف اصابعها تقبله برقة فوق شفتيه فلم يستطع سوى ان يبادلها قبلتها باخرى شغوف عاصفة تأخدهم الى عالم ليس به احد سواهم ليظلا على هذا الحال حتى ابتعدت زينة رغما عنها رغم هممته الرافضة لذلك وتشبثه بها هامسة له بصوت لاهث متحشرج
: ثوانى هروح اطمن على مالك وارجع حالا.

زفر رائف بقوة فى محاولة منه للسيطرة على مشاعره قبل ان يهز راسه لها بالموافقة فارتسمت بسمة حنون فوق شفتيها ثم اسرعت باتجاه الباب مغادرة تغلقه خلفها بهدوء.

لم تغب كثيرا فى غرفة طفلهم فقد اطمئنت انه ينام بسلام منذ وقت طويل تمكث معه عزة والتى طمئنتها عليه قبل ان تتحرك مرة اخرى بأتجاه غرفتهم تفتح بابها لتقف مذهولة حين طالعها هذا المشهد فالغرفة قد اضيئت بضى من الشموع والتى تناثرت فى جميع ارجائها اما فراشهم فقد تناثرت فوقه وريقات من زهور حمراء اللون بطريقة رائعة الجمال فظلت تجول بعينيها فيها تشع السعادة والبهجة فوق وجهها تراقبه يقترب منها ببطء عينيه تمر فوقها بشغف وحب يلف خصرها بذراعيه مقربا اياها منه بقوة هامسا.
: ايه رايك؟حاولت اعوض السهرة اللى ضاعت علينا.

ثم انحنى اليها يقبل وجنتها برقة قائلا باسف
: اصل كنت ناوى نخلص الحفلة المشئومة دى واخدك ونسهر فى مكان تانى لوحدنا بس اعمل ايه فى جنانك اللى ضيع علينا سهرتنا سوا.

زمت شفتيها بحزن وندم لينحنى هو فوقهم هامسا برقة ولهفة امامهم
: طب ما تزعليش كده انا مابقدرش اشوفك زعلانة ابدا زينة قلب رائف.

قبلها فوق شفتيه بنعومة ورقة لبضع ثوانى وحين اخذت قبلتهم منحنى اخر ابتعد رائف سريعا رغم تشبثها به قائلا بخشونة
: لا، الاول انا عاوز اوريكى حاجة.

اتبع كلماته يمد يده داخل جيب بذلته الداخلى يخرج منه علبة من القطيفة زرقاء اللون ويقوم بفتحها ليظهر محتواها امام عينيها المنبهرة بلمعان ذلك الخاتم ذو الماسة الوردية اللون تحيطها فصوص الماسية الصغيرةبشكل رائع مبهر لتهتف زينة بسعادة
: ده علشانى انا يا رائف!

ابتسم رائف بحنان لها يخرج الخاتم من علبته قائلا بهدوء
: طبعا يا عيون رائف، مين عندى اهم منك فى حياتى علشان اجيبه ليه.

امسك اناملها بيده يضع الخاتم فى اصبعها بنعومة قبل ان يرفعها الى شفتيه يقبل كل اصبع على حدى ببط يلف يدها طابعا داخل باطن كفها قبلة طويلة دافئة للحظة ثم يرفع عينيه اليها تتلاقى نظراتهم المشعة بعشقهم هامسا بصوت اجش مرتعش.

: بحبك يا زينة، بعشق كل تفاصيلك، بعشق وجودك فى حياتى، بعشق حنانك وخوفك عليا، بعشق جنانك وغيرتك علشان بتبقى ليا، بعشق مالك ابننا علشان ربنا رزقنى بيه منك انتى، بعشقك يازينة القلب والروح.

رفعت كفيها تحيط وجنتيه بهم عينيها تترقرق فيهم دموع السعادة تهمس بصوت خرج منها بصعوبة تبتسم بسعادة وفرحة تشع فى كل ملامحها
: وانا بعشقك ياقلب وروح وعقل وعيون زينة يا اجمل حاجة حصلت ليا فى حياتى كلها.

ارتجف جسد رائف تأثرا بكلامها يهم بالانقضاض على شفتيها لكنها اوقفته هامسة باسمه بدلال ليرفع عينيه اليها بتساؤل فاخذت تتلاعب بازرار قميصه تحلها ببطء قائلة بصوت ناعم متلاعب
: رائف مش هتصالحينى الاول؟

عقد حاحبيه بحيرة للحظة قبل ان تشتعل بنيران عاصفة هوجاء يمد انامله ناحية قميصه يحل هو ازراره ببطء تتحول نظرات عينيه فوق شفتيها هامسا باغواء وتلاعب
: تؤمرى يا زينة القلب ورائف فى لحظة ينفذ.

وقد حدث لتمضى بيهم ليلتهم بكل جنونهم وشغفهم وعشق الواحد منهم لاخر دون ان يقل او ينفذ بل يزداد ويتوهج بمرور الايام
تمت بحمدلله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-