رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول بقلم نورهان العشري

رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول بقلم نورهان العشري

رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة نورهان العشري رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول

رواية اسير بين المشاعر مالك وريم بقلم نورهان العشري

رواية اسير بين المشاعر مالك وريم كاملة جميع الفصول

والنبض إذا هوى..
والقلب إذا ارتوى..
وعشقك حين زارني ضل فؤادي وغوى..
وهنت إرادتي وضنت حيلتي أمام قدر على شقائي قد انتوى..
فكيف لبرعم رهيف على غراري الثبات أمام عواصف الهوى
جذبتني ألسنة الشهب كالفراشات ف انسقت مفتونة خلف عشق يائس أهلك الروح وعلى وجداني جوى.. 
فيا مالك حلفتك بالذي أنزل عشقك على فؤادي حتى اكتوى.. 
أرفق بقلب الريم وأسلك معي دروب الهوى.
ولك مني عهد في الروح انطوى..
فاليوم ترجيت وصالك وابتهلت
وغدا ستشهد السماء أن عشقي بين ضلوعك قد دوى

نورهان العشري 
دقت ساعة الذروة في هذا المنزل الكبير الذي يعج بالكثير من البشر من جنسيات متعددة وطبقات متفرقة من عمال وخدم وحرس وصولا لأسياد المنزل وهم عائلة الصياد 
تلك العائلة العريقة المعروفة في المنطقة والمناطق المجاورة بأموالها ونفوذها وقوة بنيانها وترابط أفرادها. وخاصة بأن كبير هذه العائلة كان رجلا حكيما عادلا يقصده أصحاب النزاعات والخلافات مرتضين بأحكامه.
أين كنت يا ريم مضت ساعة كاملة على مغادرتك والسيدة صفاء لاحظت اختفائك. 
هكذا تحدثت راجية إحدى خادمات القصر موجهة حديثها إلي ريم التي تسارعت أنفاسها وأجابتها برقة بينما ارتبكت الحروف على شفتيها
اعتذر لم.. أكن اقصد.. فقد.. كنت آتى بأحد المذكرات فكما تعلمين اقترب موعد الاختبارات
شعرت راجية بأن تلعثمها يخفي كڈبة بيضاء ولكنها لم تعلق اكتفت بتوجيهها إلي عملها فأطاعتها ريم على الفور وتوجهت إلى عملها في ترتيب الغرف ولكنها تركت روحها وقلبها مع ذلك الفارس الوسيم الذي خطڤ أنفاسها منذ أن رأته أول مرة حين بدأت ترتاد ذلك البيت لمساعدة خالتها في الأعمال فمنذ ذلك اليوم لا تبارح صورته مخيلتها حتى أنها داومت على العمل هنا فقط حتى تراه وكم كان هذا شاقا نظرا لأنها تحاول الموازنة بين العمل ودراستها ولكن كان كل شي يهون حين تراه أمامها. 
لم تحظى بفرصة لقائه وجها لوجه فقد كانت تراه دوما من النوافذ تطالعه ب أعين التمتعت بها نجوم الحب الذي فاض به قلبها الصغير فبات يتلهف بشغف لتلك الدقائق القليلة التي تختطفها من الزمن وهي تراقب خروجه من القصر للعمل وتنتظر بشوق لحظة رجوعه ومن بعدها تذهب إلى بيتها على أمل رؤيته في اليوم المقبل.
أخذت تنهي ما في يدها سريعا حتى تستطيع التسلل إلى الحديقة الخارجية لمشاهدة مالك الصياد بطل أحلامها فقد اقترب موعد رجوعه إلى القصر وهي لا تريد تضييع الفرصة فيكفيها ساعات الليل التي تحرم بها من رؤيته.
بالفعل ما هي إلا دقائق وأنهت ما بيدها وتسللت على أطراف أصابعها إلى الحديقة الخلفية حيث تراه من بعيد دون أن يكتشف أمرها أحد.
مر الوقت و كأنه على ظهر سلحفاة وهي تنتظر ولكن لم يأتي فخربش القلق جدران قلبها ولون العبوس ملامحها الجميلة وهي تراقب البوابة الكبيرة بأعين تتوسل للقدر أن يرسله إليها الآن فلم يعد يتبقى سوى دقائق قليلة وتعود إلى بيتها مع خالتها ولكن لم يستجب القدر إلى توسلها وأزف الوقت فأجبرت نفسها على العودة إلى المطبخ الكبير بأقدام مثقلة بالخيبة وأكتاف متهدلة مما جعل راجية تقترب منها قائله بقلق
ما بك ما الذي حدث
أجابتها بهدوء
_ لم يحدث شيء فقط متعبة.
راجية باستنكار
_ لم يكن العمل شاق اليوم لم التعب إذن
أطلقت الهواء المكبوت بصدرها دفعة واحدة قبل أن تقول بخفوت
_لا أعلم خالتي. داهمني التعب فجأة.
_إنه تعب القلب يا أمي وليس الجسد.
هكذا صدح صوت مازح من خلفهما والذي
كان لميرنا ابنة خالتها فانتفضت ريم في مكانها تناظرها پغضب لم
يفت على راجية التي قالت بنبرة ذات مغزى
_ أي قلب هذا الذي يتعب في مثل هذا العمر أنتن ما زلتن أطفال يا حبيباتي.
جعدت ملامحها بطريقة طفولية وقالت باستنكار
_ أي أطفال يا خالتي تبقى ايام قليلة و اتم الثامنة عشر .
شاطرتها ميرنا الرأي
_ أجل يا أمي لقد أصبحنا مراهقات جميلات في الثامنة عشر من عمرهن.
راجية بابتسامة حانية تنافي لهجتها القوية
_ وفي هذا العمر تحديدا يكون القلب كالطفل الصغير الذي يجب علينا تهذيبه وعدم الانصياع لرغباته. هيا إلى المنزل. 
تذمرت الفتاتين في بادئ الأمر ومن ثم تابعن سيرهن حتى الحافلة التي أقلتهم إلى المنزل وبعد عدة ساعات توجه الجميع للنوم بينما هي مازالت تفكر ما الذي أخره عن العودة ترى هل حدث معه مكروه 
هنا ضړبت رعشة قوية قلبها الصغير الذي كان يشبه برعم أخضر ينمو على استحياء إن اشتدت نسمات الهواء قليلا قد تجرحه.
في اليوم التالي جاءت من المدرسة متلهفة للذهاب إلى العمل حتى تراه فقد اضناها الشوق ورافقها السهاد في الليلة الماضية قلقا عليه وها هي تسابق الريح حتى تصل قبل موعد خروجه حتى تراه . وما أن خطت إلى داخل المنزل حتى جذبتها ميرنا من يدها وهي تقول بلهفة 
_ريم ريم تعالي أحمل لك أخبارا تساوي حفنة من الجنيهات.
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
_ على مهلك يا فتاة. أي أخبار تلك التي تجعلك تطيرين بي هكذا
ميرنا ب تخابث 
_عن فارسك الوسيم.
حزمة من المشاعر القوية ضړبت قلبها مرورا إلى سائر جسدها حين سمعت حديث ميرنا وبشفاه مرتعشة حادثتها 
_ما الذي تعرفيه هيا أخبريني.
تفتت ميرنا حولها جيدا قبل أن تقول بخفوت
_ لقد سافر إلى العاصمة البارحة لإنهاء صفقة ما وقد أتمها ولهذا س يقيمون حفلا كبيرا آخر الاسبوع حين يعود.
اختلطت المشاعر بداخل قلبها الذي ابتهج كثيرا حين علمت بنجاحه ولكن خيم الحزن على سماء عينيها حين علمت بأنها لن تراه ليومين آخرين فقد نالت منها الساعات الفائتة ولدغتها عقارب الشوق بكل دقيقه مرت دون رؤيته 
_وهل سيظل غائبا إلى آخر الاسبوع
لون الامتعاض ملامح ميرنا التي قالت ساخرة
_ وماذا في ذلك يا سيدة القصر لا تقولين إنك لن تقدري على فراقه هذان اليومان
أجابت بنبرة حزينة
_ نعم لن استطيع الانتظار كل هذا الوقت حتى أراه.
لكزتها ميرنا بكتفها قبل أن تقول بتقريع
_ ما بك يا فتاة هيا اعتدلي في وقفتك ستسقطين عشقا يا هذه.
هبت ريم باندفاع 
_أنت حقا متبلدة المشاعر ولا تعلمين ماذا يعني العشق.
ميرنا بسخرية 
_أي عشق يا هذه هذا الرجل من الأساس لا يعرف بوجودك على الكوكب.
اغتاظت ريم وزمت شفتيها بانفعال فتابعت ميرنا بتهكم 
_إضافة إلى ذلك فأنت لا تريه في اليوم سوى لثلاث دقائق واحدة في الصباح وهو ذاهب للعمل والثانية وهو عائد والثالثة حين يمتطي حصانه ويطير إلى الغابة من أين أتيت ب قصة العشق هذه
تعاظم الڠضب بداخلها وتبلورت عينيها مطلقه سهام حادة شابهت لهجتها حين قالت
_ أتعلمين لا اريد رؤية وجهك طوال اليوم وإلا سأفسده لك.
حاولت قمع ضحكه غادرة تجاهد للظهور على شفتيها واومأت برأسها دون حديث فانطلقت ريم إلى عملها وهي ترغي وتزبد وټتشاجر مع ذرات الهواء المحيطة بها.
بعد مرور يومان كان مهران الصياد يجلس في القاعة الكبيرة يتوسط أفراد أسرته وكان على يمينه ولده مالك العائد لتوه من السفر وعلى يساره زوجته آمنة وبجانبها
ابنتهما حسناء. 
_أخبرني يا مالك متى سأرى أحفادي
كان مالك يتناول قهوته حين سمع صوت والده الخشن وحديثه الذي جعل الابتسامة ترتسم على
شفتيه فوالده على وشك بدأ إحدى محاضراته المعتادة 
_حين يأذن الله يا أبى.
مهران بحنق
_ طبعا كل شيء بإذن الله ولكن ألا تتفق معي في أنه حان الوقت في التفكير بأن تجد حسناء تشاركك حياتك البائسة هذه
زوى ما بين حاجبيه قبل أن يقول بخشونة
_ ومن قال إن حياتي بائسة
_أنا أقول.. ما دمت تقضي يومك بأكمله بين الأجساد الضخمة والملامح الخشنة والأنوف الكبيرة ف البؤس هو الوصف المثالي لهذه الحياة.
تدخلت آمنة في الحديث تساند زوجها
_أباك يقول الصواب يا مالك. لقد تعبنا من رفضك لفكرة الزواج. ما الذي تنتظره لتأخذ تلك الخطوة
_ هيا اجب على والدتك يا ولد ما الذي تنتظره ألا تريد أن تستيقظ كل يوم في الصباح على رؤية وجها حسنا كالذي يتصبح به والدك كل يوم
كان يتحدث وهو ينظر إلى زوجته بحب كبير قابلته هي بخجل عفوي لم تفلح سنوات عمرها الخمسة والأربعون في طمسه. فهي تزوجت زوجها عن قصة حب كبيرة للآن مازالت مشټعلة بينهما وكانت ثمارها ولديهما مالك وحسناء التي أردفت بمزاح 
_يا ويلي حوصرت يا مالك.
الټفت مالك إلى والدته قائلا بغزل وعينين يتوجهما المكر 
_لا أوافقك الرأي يا أبي وهل توجد من هي مثل أمي فأمى سيدة النساء ولا توجد لها شبيهة أبدا.
ناظرته آمنة بحب كبير وقالت بحنان
_ أدامك الله لى يا حبيب أمك.
نجح في جذب انتباه والدته فتابع اللعب على أوتار قلبها الحاني إذ قال بحزن مفتعل 
_حفظك الله من كل شړ يا أمي فلولاك ل أكلتني الذئاب.
قال كلمته الأخيرة وهو ينظر إلى والده بمكر فصاح مهران پغضب 
_من تقصد يا ولد
ڼصب عوده الفارع وهو يرتشف آخر رشفة من كوب القهوة الخاص به ويضعه على الطاولة وهو يقول بعبث 
_أقصد الصيادين الأشرار يا أبي استأذن فلدي موعد هام.
تدخلت آمنة مدافعة عن ولدها 
_لا تقسو عليه يا مهران.
شيع والده بابتسامة انتصار قبل أن يخطو إلى الخارج ولكن استوقفته كلمات مهران المحذرة حين قال
_ لم تنتهي المعركة بعد. وليكن بعلمك ستختار عروسك غدا في الحفل أو سأزوجك وأنت مكبل بالسلاسل.
تعلقت عيناها بالنجوم المتلألئة في السماء وودت لو ترسل مع كل نجمة ألف سلام لعينين اشتاقت أن تلمح طيفهما ولو من بعيد.. تعلم جيدا بأن المسافة بين قلبيهما كالأرض والسماء ولكن ما حيلتها أمام قلب لا تشعر بدقاته إلا حين رؤيته. تنتفض جميع خلاياها وتثور الډماء ب أوردتها حارة وهي تتخيل نفسها تقف أمامه وجها لوجه. مجرد التخيل يجعلها تعيش بعالم آخر بعيد كل البعد عن واقع أليم فرصة لقائهما به معډومة. 
أخرجت الهواء الكامن بجوفها فى زفرة قوية اتبعتها بدمعة يتيمة كحالها تماما وهي تغلق نافذتها تنوي النوم باكرا فأميرها لابد وأنه يتجهز للقاء سندريلا اليوم. ول مفارقات القدر فاليوم هو يوم ميلادها وأسوء أيامها على الأطلاق فمن المحتمل أنه قد يختار عروسه في تلك الحفلة كما يقولون غافلا عن قلب كان هو شريانه النابض.
توجهت إلى مخدعها تزامنا مع دخول ميرنا العاصف إلى الغرفة فلم تعيرها ريم أي انتباه فقط أمرتها بنبرة تخلو من الحياة
أغلقي الباب وأذهبي فأنا س اخلد للنوم.
جعدت ميرنا ملامحها بطريقة طفولية وقالت بتذمر
أي نوم في هذه الساعة هل أنت دجاجة أم ماذا
تحدثت ريم وهي مغمضة العينين
_ إما البكاء أو النوم.
لهذا فالنوم أفضل خيار.
اقتربت منها ميرنا تنزع الغطاء من فوق وجهها وهي تناظرها پغضب تجلى في نبرتها حين قالت 
_ فتاتي البائسة استيقظي.
_أرجوك ابتعدي عني.
هكذا توسلت ريم فلم تتركها ميرنا بل أصرت على موقفها
وهي تقول بأمر 
_قلت استيقظي فاليوم هو يوم ميلادك ولن تقضيه
ك العانس في الفراش تندبين حظك العاثر.
على مضض أطاعتها واعتدلت جالسة وهي تقول بنبرة خاڤتة
_ بالله عليك اتركيني. أنا حقا متعبة ولا طاقة لي للثرثرة الآن.
ميرنا بعبث
_ ومن قال أني أتيتك ل نثرثر. سيأتي وقت الثرثرة ولكن بعد الانتهاء من الحفل.
هبت رياح الألم بقلبها فصاحت پغضب
_ لا تذكريني بهذا الحفل الملعۏن.
كانت ميرنا تعبث بأحد الأدراج وهي تصيح بأمر 
_ لا ټلعني يا فتاة وكوني مؤدبة ثم هيا انهضي كفاك نواحا سنتأخر.
_عن ماذا سنتأخر أنا لا أفهمك ولا طاقة لي لحل ألغازك.
توقفت عما تفعله واقتربت منها تتربع بجانبها على مخدعها وهي تقول بحماس
_ أصبتي في هذا. انظري إلي سأخبرك أمرا. اليوم هو يوم ميلادك وأنا نويت أن أهاديك على طريقتي. لهذا فكرت وقررت ونفذت.
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
_ وما هو دوري إذن إن كنت قد قمت بكل ذلك
قهقهت ميرنا قبل أن تقول بعبث
_ ستتفاجئين ومن ثم س تخطفين أنظار كل الرجال في هذا الحفل وتجعلي جميع النساء تتلوين من الحسړة أمام جمالك الآخاذ.
زفرت بحنق تجلى في نبرتها حين قالت
_ ما هذا الهراء الذي تتفوهين به من سيحضر الحفلة
_ أنت .
هكذا أجابتها ميرنا ببساطة فصاحت ريم بتهكم 
_وهل وصلتني دعوة وأنا لا أدري
_ اوووف. لا تصرعي رأسي يا هذه وانهضي لنجرب رائعة من روائعي.
كانت ميرنا تهوى التصميم والحياكة وكانت بارعة بهما فقامت بفتح غلاف كبير وإخراج فستان كان فعلا عبارة عن رائعة من الروائع بقماشه الستان المطرز من الأعلى بفصوص من الماس المزيف ولكنه كان رقيقا يتلألأ بإغراء وأكمامه التي كانت عبارة عن قطعه قماش من الشيفون تتدلي من أعلى الكتف بانسيابية ساحرة بينما كان القماش ينسدل برقة إلى أن يصل إلى الخصر الذي يحيطه طبقات من الشيفون المطرز الرائع على هيئة دوامات تتماوج ألوانها ما بين الأزرق والسماوي الذي جعل عينيها تبرقان من شدة إعجابها به فهبت صاړخة
_ ما هذا الجمال من أين أتيت بهذه التحفة البديعه يا فتاة هل سرقتها اعترفي حالا.
ڼهرتها ميرنا قائلة بتقريع 
_على رسلك يا بنت من السارقة أيتها الناكرة للجميل. هذا الفستان من صنعي.
_كيف ما الذي تقولينه لا أفهم شيئا.
هكذا تحدثت ريم بعدم فهم فاقتربت منها ميرنا بنفاذ صبر 
_سأخبرك وأنت تجربينه فلا نملك وقتا لنضيعه.
وبالفعل ساعدتها في ارتداء الفستان وهي تواصل حديثها _إنه فستان عرس والدتي وأنا قمت بإجراء بعض التعديلات عليه ليصبح هكذا ولأنها دائما ما ټلعن اليوم الذي تزوجت به والدي فهي حتما لن تفتقد الفستان أو حتى تلاحظ اختفاءه.
أنهت جملتها تزامنا مع انتهاءها من إغلاق سحاب الفستان وقامت بتوجيهها إلى المرآة التي عكست صورة لامرأة فائقة الجمال بعينيها التي شابهت عيون الريم في فتنتها وأضفت لآلئ الفستان بريقا خاطفا على قرص الشمس الذائب في مقلتيها فتوهج بلمعة رائعه لائمت بشرتها الخمرية التي امتزج بياضها مع حمرة قانية على خديها المنتفخين بإغراء يتوسطهما أنف دقيق يعلو ثغر توتي الشكل واللون مع ذقن رقيق يتوسطه تجويف بسيط يعلو رقبة طويلة نحولها شهي بنهايتها قوس فاتن على هيئة عظمتي الترقوة.
_يا الله كم أنت جميلة يا فتاة 
هكذا
تحدثت ميرنا بانبهار من جمال الفستان الذي امتزج مع جمال ريم فشكلا مظهرا خارقا لامرأة صاړخة الجمال.
_ من هذه
هكذا تحدثت ريم بانبهار حين وقعت عينيها على شكلها في المرآة.
_هيا لنكمل المهمة .
هكذا تحدثت ميرنا فقالت ريم پصدمة
_ أنت ما الذي تفكرين به
كيف سأذهب لا أملك دعوة وأيضا كيف سنقنع والدتك
جذبتها ميرنا من يدها وأجلستها على المقعد وهي تقوم بفرد أدوات الزينة البسيطة الخاصة بها ثم شرعت في العمل وهي تتحدث 
_ لا تنسي بأننا نعمل في المنزل فقد أخذت دعوة من السيدة صفاء على سبيل الذكرى أيضا لن نخبر أمي بأي شيء فاليوم هي تناولت دواء الصداع الخاص بها وستنام لعدة ساعات أي لن تستيقظ قبل منتصف الليل ل تقوم بدورية الليل المعتادة وحتما ستكونين قد عدتي. لقد خططت لكل شيء لا تقلقي فقط استمتعي.
بعد مرور نصف ساعة كانت قد انتهت من تزيين وجهها وتصفيف شعرها الذي تركته منسدلا فقط هذبت بعض خصلاته المتمردة فقد كان يتميز بتمويجة طبيعية جميلة ما بين اللونين البني والأسود أضفت عليه جمالا من نوع آخر.
أخذت نفسا قويا قبل أن تفتح عينيها وتلقي نظرة مطولة على مظهرها البديع في المرآة فصارت دقات قلبها تقرع كالطبول من فرط تأثرها حتى أن هناك طبقة كريستالية من الدموع غلفت عينيها فڼهرتها ميرنا قائلة بأمر
_ إياك أن تفعلي هذا وإلا قتلتك.
جفلت من لهجتها وقالت پخوف
_ لن أفعل أقسم.. اه نسينا أمرا هاما ماذا سنفعل بأمر الحذاء
ابتسمت ميرنا بتخابث قبل أن تتقدم إلى الخزانة وتقوم بجلب إحدى الحقائب وإخراج علبة فاخرة فتحتها لتلتقط يدها حذاء فاخر يلائم لون الفستان وبه بعض الفصوص اللامعة عند الكعب الذي كان نحيلا يساوي ثمان سنتيمترات.
_يا الهي ما هذا الجمال
ميرنا بحب 
_هذا هدية عيد مولدك. لقد كلفني مصروفي لأربعة أشهر ولكنك تستحقين يا فتاة.
لم تتمالك ريم نفسها فقد اندفعت إلى أحضان ساحرتها الجميلة التي حولت حزنها وبؤسها إلى فرح وسعادة لم تحلم بها قط. بادلتها ميرنا العناق بأقوى منه ثم قامت بانتزاع نفسها حين سمعت زمور سيارة في الخارج فصړخت بها 
_هيا لقد وصل لؤي ليقلك إلى هناك.
ريم پصدمة 
_ماذا هل تقصدين لؤي أخاك من زوجة والدك الأخرى
ميرنا بتسلية
_ إنه هو ومن غيره لا تبدأي بالسؤال لقد أمسكت به وهو ېدخن السچائر وقد قمت بابتزازه إن لم يفعل ما أريد سأخبر والدي ولهذا طلبت منه اليوم جلب سيارته ليقلك وسيظل في انتظارك حتى الساعة الحادية عشر والنصف فموعد المرور الدوري لوالدتي سيبدأ عند الساعة الثانية عشر رجاء لا تتأخري حتى لا تقدم رقبتي طعاما لدجاجاتها.
_أنت اروع شريرة رأيتها بحياتي.
هكذا قالت ريم قبل أن ترتدي الحذاء وتتوجه إلى الخارج بخطى سلحفية وهي تنظر حولها وميرنا تمهد لها الطريق حتى غادرت في طريقها إلى حفل أحلامها..
يتبع
يحكى أن في الروح حكايات لا ترويها إلا لذلك الذي تشعر نحوه بالألفة و ها قد ألفت روحي قربك للحد الذي جعلني انسج حروف الغزل من اسمك و أدون ابيات الشعر في وصفك. و اتلهف للحظات خاطفة تجمعني بطيفك
نورهان العشري 
واقفا ك الأمراء بطلته الخاطفة ووسامته الخشنة التي تلائم سنوات عمره السبعة والعشرون ناصبا عوده وعينيه تبحران بملل على أوجه الناس حوله فقد كان يمل من الكل الحفلات الصاخبة وتلك الوجوه الكاذبة والضحكات المزيفة ولكنه مجبر أن يتحمل حتى لا يغضب والده الذي لا ينفك يحاصره من كل اتجاه حتى يختار له عروس هو لا يحتاج لوجودها في الوقت الحالي أو لنقل أنه لم يجد من تشعره بأنه كان ناقصا بدونها. يعلم بأن الزواج اكتمال للدين وللحياة ولكنه لم يجد أنثى يشعر بأنها اكتمال لروحه. 

زفر بحنق وهو يشاهد الفتيات اللائي كن يتهامسن وهن ينظرن إليه بإعجاب لا يحاولن إخفاءه مما جعل ابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه وهو يتخيل نفسه مقترنا بواحدة من هؤلاء المراهقات الغبيات ترهقه بثرثرتها ودلالها السخيف حتما لن يتحمل سيقتلها بعد مرور خمس دقائق برفقتها.
رفع كأسه يرتشف منه عله يبعد عن جوفه ذلك الشعور الماسخ وإذا بعينيه تلتقطان ملاكا يخطو بنعومة الفراشات إلى داخل الحفل. ظل الكوب معلق بين يديه وشفتيه وهو يناظر تلك المرأة الساحرة التي توقفت في وسط القاعة ك الغزالة الضائعة التي تتلفت يمينا ويسارا وكأنها تبحث عن منقذ من بين براثن تلك العيون التي تلتهم حسنها التهاما بينما هي كانت دقات قلبها تقرع كالطبول ما أن خطت أولى خطواتها إلى داخل الحفل حتى بلغ طنين قلبها أذنيها وزادت ارتجافة جسدها حتى باتت خطواتها ثقيلة 
وعلى الرغم من انتفاخ الفستان ولكنه لم يكن ثقيلا بل الثقل كله كان بداخل قلبها الذي يشعر بأن كل ما يحيط به مخيف للحد الذي جعلها تأخذ قرارها بالعودة من حيث أتت وما أن أوشكت على الالتفات حتى تفاجئت بنبرة صوت تعرفها جيدا خاصة تلك البحة الرجولية المهلكة لرجل سلب من عينيها النوم ل ليالي طوال. 
_انتظرى
في بادئ الأمر ظنت أنها تتوهم ولكن اجتاحتها سخونة حاړقة سرت في أوردتها حين لامست أنامله الخشنة رسغها ل يوقفها عن الحركة فإذا بها تلتفت ك المنومة مغناطيسيا تناظره ب أعين برقت من شدة الصدمة 
فتوسعت على وسعها فكان أول شيء وقعت عليه نظراته التي تعلقت به لوهلة غارقا بين دفء غريب انبعث من بين شمسها المندملة بين جفونها الذي خفق پعنف جعل أنفاسه تتهدج وهو يقول
_ من أنت
أعادها صوته إلى الواقع مرة ثانية وخرج نفس قوي من جوفها لم تكن تعلم بأنها كانت تحتجزه بين ضلوعها وقبل أن توشك على إجابته صدح صوت موسيقى قوية في الأرجاء 
_لم تجيبيني
حاولت إخراج صوتها بصعوبة فبدا همسا حين أجابته 
_عن ماذا
بالكاد وصل إلى مسامعه همسها فأجابها بنبرة خشنة
_ما هو اسمك
_ريم.
أجابته باختصار وأنفاس توشك أن تنقطع فقام بإدارتها بخفة فقد كانت كالفراشة بين يديه تتناثر خصلات شعرها بتمرد حولها فشعر بها وكأنها تلتف حول قلبه الذي تعثرت نبضاته بقوة فقام بإعادتها إليه
مرة أخرى وهو يقول بلهاث محموم 
_هل أخبرك أحدهم كم أنت جميلة
لم تحلم يوما بأن ينظر إليها والآن هي تراقصه وتغازلها شفتيه كان هذا أكثر ما يمكن أن تتحمله فهمست بخفوت
_ لا.
شعر بضياعها وحاول التخفيف من وطأة خجلها الذي كان شهيا للغاية فأردف بمزاح 
_ هل تسكنين بقرية العميان
ابتسمت بخفوت قبل
أن تجيبه بنبرة خاڤتة
_ لا ولكن لا أتحدث مع الغرباء.
لمعت عينيه بسعادة وقال بغموض 
_جيد لا تفعلي إذن حتى لا اضطر لقټلهم جميعا.
لم تفهم ما يرمي إليه فقالت باندفاع 
_ماذا ماذا تقصد
لم يكد يجيبها حتى انتهت الموسيقى فقام بسحبها معه وعينيه لا تفارقانها وهو يقول
_ تعالي معي.
سارت خلفه دون أي مقاومة إلى أن وصلا إلى الشرفة فداعب الهواء النقي بشرتها وتلاعب بخصلات شعرها مما جعلها تتماوج بخفة حولها فكانت تحيط بها كهالة مشرقة طغت على سواد الليل الذي كانت هي قمره هذا المساء فانتشت عينيه بمظهرها البديع وخرج صوته أجشا حين قال
_ أنت براقة كاللؤلؤ. أنرتي الليل بوجودك.
أخفضت رأسها تخفي عشقا فاض به القلب فقد كانت تخشى أن تفتضح مشاعرها أمامه فهي بريئة شفافة للغاية ولكنه أبى أن يقطع تواصلهما البصري فقام بوضع يده أسفل ذقنها يرفع رأسها يناظرها بعتب تجلى في نبرته حين قال 
_لم تخفين عيناك عني أشعر وكأني رأيتهما من قبل هناك حديث خاص بيني وبينهما أجهل تفاصيله.
تباطئت الكلمات على شفتيها وارتفع وجيب قلبها ولم تعد تعلم بماذا تجيبه فهي لم تتخيل بحياتها أن تجلس معه هكذا وجها لوجه فقد كانت رؤيته من بعيد تقلب يومها رأسا على عقب فكيف وهي تقف أمام عينيه بهذا الشكل
وأخذت تطوف بعينيها في المكان في محاولة للهرب منه ولكنها لا تدري بأنها كانت تفعل الأعاجيب بقلبه في تلك اللحظة فاقترب منها هامسا وعينيه تتفرق بين شهب عينيها الدافئ وبين ضفتي التوت خاصتها المغوية بطريقة لم يختبرها مسبقا والتي أصابته بلعڼة الاشتهاء للفتك بهما
_أتعلمين يا صغيرة لقد أشعلتي هنا ڼارا لا يطفئها سوى شهدك.
كان يتحدث و يشير إلى قلبه ف هوى قلبها بين ضلوعها وتلاحقت أنفاسها من حديثه الرائع واجتاحتها نوبة من المشاعر كانت ك فيضانات كاسحة ضړبت سدا هشا فكادت أن تحطمه لولا ذلك التنبيه الذي أرسله عقلها فجأة ليجعلها تتنبه لما يحدث ف تراجعت للخلف خطوة وهي تقول بنبرة مرتعشة
_هل. لي. أن. أحظى بكوب من.. الماء.. من فضلك
تراجع للخلف متفهما خجلها الذي راق له كثيرا ولونت ابتسامة رائعة تقاسيمه قبل أن يجيبها بنبرة خاڤتة ولكن قوية
_ لك أن تطلبي القمر أن شئتي.. انتظريني هنا.
أنهى كلماته وتوجه إلى الداخل ليجلب لهما مشروبا وما أن توارى عن الأنظار حتى حملت فستانها وهرولت إلى الخارج تشق طريقها بين الناس وتخفض رأسها خوفا من أن يراها وما أن شاهدت أبواب المنزل الخارجية حتى تنفست الصعداء وأطلقت ساقيها للريح لتحملها إلى البعيد.
توجه بخطى تحمل اللهفة يسبقها قلبه الذي لأول مرة يشعر به يدق هكذا وكان يحمل كوبين بين يديه وما أن دخل إلى الشرفة حتى سقط قلبه بين ضلوعه حين لم يجدها توقف لثوان ينظر حوله وعينيه تطوفان المكان بلهفة عله يلمحها بأي زاوية منه ولكن كان المكان خاليا تماما منها إلا من رائحتها العذبة التي سكنت رئتيه.
نال الڠضب منه فقام بإلقاء ما بين يديه وهرول إلى الخارج يبحث بعينيه عنها كالمچنون ولكن دون جدوى فزفر بحنق وتوجه إلى غرفة
المراقبة وقام بطرد العاملين بها وأخذ يعبث بالأجهزة أمامه يريد أن يعرف أين ذهبت وفجأة برقت عينيه وهو يراها تهرول حاملة فستانها تغادر المنزل وهي تتلفت حولها يمينا ويسارا إلى أن غادرت. 
صدمة قوية نالت من قلبه الذي اهتاج داخله من فعلتها وأخذ يدور حول نفسه كالمچنون في أي شئ أخطأ حتى تغادره بتلك الطريقة 
والذى عزز من غضبه أكثر
هو أنه لا يعرف عنها أي شئ سوى اسمها ريم لكمة قوية طالت أحد الأجهزة أمامه فقد كانت متنفسه الوحيد عن ذلك الڠضب الكبير والألم الهائل الذي اجتاح قلبه دون رحمة.
مر أسبوع كامل على يوم الحفل ويا له من أسبوع حافل بالألم من جانب كليهما وخاصة هي فقد كانت أقصى أمنياتها أن تراه من بعيد حتى تحفر ذكرى عميقة له بداخلها ولكنها لم تكن تعلم أن للذكرى مخالب تنشب بالقلب فتدميه كلما مر طيفها على خاطره.
_ألن تخبريني ما بك
هذا كان صوت ميرنا التي كان الڠضب والخۏف يأكلانها على تلك التي ما أن عادت من الحفل المشؤم هذا وهي صامتة شاردة حزينة ولا تفصح عن أي شيء فقد جف حلقها من كثرة السؤال بينما الأخرى بواد آخر متسلحة بصمت ممېت. 
_لا شيء .
_ألم تسأمي من ترديد تلك الكلمة علي مسامعي طوال الأسبوع المنصرم لقد ملت منك حروفها.
هكذا صاحت ميرنا پغضب تجاهلته ريم ف أردفت الأخرى بنفاذ صبر 
_حسنا لن تتحدثي. إذن فأنت حرة ولكن دعيني أخبرك أنك بصدد خسارة عملك فالسيدة صفية أخبرتني إن لم تذهبي للعمل غدا فلا عمل لك هناك بعد الآن.
هبت من مجلسها پذعر تجلى في نبرتها حين قالت
_ما الذي تقولينه هل حقا قالت ذلك أم أنك تضايقيني فقط
_ولم قد أضايقك يكفيني بؤسك الذي جلب لي الحظ السيء هل اضيف عليه أيضا أقسم قالت ذلك.
شعرت بالحزن يتشعب إلى داخلها فبالرغم من هربها منه وعكوفها عن الاقتراب من المنزل طوال الأسبوع المنصرم خشية أن يتعرف إليها إلا أنها لا تستطيع أن تترك العمل نهائيا وتحرم من رؤيته. 
كان عشقا مسمۏما ذلك الذي سكن قلبها تجاه ذلك الرجل الذي تعلم جيدا بأن ما يفصلهما كالذي يفصل السماء عن الأرض. تلك الحقيقة التي لم تدركها سوى ذلك اليوم وهي تقف أمامه. فقد ضړب رأسها صورتها وهي بمريال المطبخ تنظف هنا وهناك وتعمل في منزله بينما هو يظن بأنها سندريلا خاصته. 
تخيلت كيف سيكون إذا علم بخداعها له وأنها مجرد خادمة تعمل في بيتهم حتما ستكون نهايتها إن لم ټقتلها يداه س ټقتلها كلماته ونظراته المحتقرة وهي لن تقوى على ذلك لذا اختارت الهرب ويكفيها تلك الكلمات الرائعة التي ألقاها على مسامعها ونظراته المهلكة التي كانت تشملها يكفي كل تلك الذكريات لجعلها تعيش حياتها البائسة بنكهة مميزة تشبه عينيه وحديثه ورائحته.
انقضى أسبوع كامل كان أشبه بالچحيم عليه قضاه بين الشوارع و الأروقه يبحث عن عينين انطبع بريقهما بقلبه للحد الذي جعله يراهما يوميا بأحلامه ولكن بكل مرة ينتهي الحلم على كابوس واقعي وهو هروبها منه. 
لا يعلم من هذه ولا من أين أتته حتى أنه بدأ يظن بأنها بالفعل حلم كما أخبرته عائلته أو أنه يتوهم. 
زفر بحنق وهو يقود سيارته عائدا للبيت بعد أن فقد الأمل في أن يلمح طيفها وما كاد ينعطف بسيارته حتى برقت عينيه وهو يلمح تلك الفتاة التي تتوسط اثنتين حاملة بيدها أحد الكتب الدراسية وبلمح البرق
أوقف سيارته بمنتصف الطريق وهو يهرول للحديث معها فقد كانت هي . نعم لم ينسى عينيها ولا لون شعرها الذي يشبه الشيكولاتة الذائبة ولكن ما أن قطع الطريق وسط صيحات الاعتراض والسباب من الناس حوله كانت قد استقلت الحافلة التي انطلقت تشق طريقها بين الزحام فزل لسانه وأطلق مسبة بذيئة لاعنا حظه العاثر الذي حال بينه وبينها فقد كان يفصله عنها بضع خطوات فقط. 
ارتفع رأسه ناظرا للأعلى
وهو يحاول تنظيم أنفاسه الهاربة ولكن سرعان ما وقعت عينيه على لوحة كبيرة في البناية التي أمامه ف التمعت عيناه فرحا لم يكتمل بسبب صرخات الاعتراض من المارة والسائقين على تركه سيارته في منتصف الطريق ف تراجع إليها متجاهلا ما يحدث حوله وقام بصفها بجانب أحد الأرصفة متوجها إلى حيث يقوده قلبه.
في اليوم التالي ارتدت ثياب العمل وتوجهت بخطى مثقلة إلى مكان كانت تهرول إليه حتى تراه والآن تجر أقدامها جرا حتى تذهب إليه. كانت تعتقد بأنها تسرق من الزمن ذكريات جميلة تجمعها به و إذا بها تلقي بنفسها في فوهة چحيم الشوق الذي لا يهدأ أبدا فقلبها العاصي بعد أن كان أقصى طموحاته أن تراه من بعيد بات الآن لا يقتنع بهذا القليل وازداد جشعه للاقتراب منه ومحادثته التنعم باستنشاق رائحته العذبة التي كانت تود أن تخبئها بين رئتيها حين كانت بجانبه.
وصلت إلى مقر عملها وتوجهت إلى باب الخدم الخلفي فإذا بها تجد السيدة صفاء مديرة المنزل تناظرها پغضب ف زفرت بقوة قبل أن تتجه إليها فلم تطل الأخرى بل ناولتها ثياب العمل وهي تقول بترفع
_ ستنظفين الحظائر من الآن ولآخر الشهر وهذا عوضا عن طردك لانقطاعك عن العمل كل هذا الوقت.
أنهت كلماتها وشيعتها بنظرات متعالية قبل أن تذهب فلم تعترض ريم على هذا العمل الشاق فهي تريد أي شيء يشغلها عن التفكير في مأساتها التي تتلخص في عشق أهوج لا تعلم من أين ابتليت به 
بعد مرور نصف ساعة كانت منهمكة بعملها إلى أن وجدت ظلا كبيرا يخيم على المكان من خلفها فالتفتت لترى ماذا يحدث وإذا بها تتسمر مكانها وكأنها تمثال جميل نقش من حجر بينما كان قلبها يضخ الډماء بقوة في أوردتها وتعالت دقاته فدوى طنينها في أذنها كالطبول حين احتوت عينيها ذلك الجسد الضخم لمعذبها ومالك قلبها مالك الصياد الذي كان يناظرها بغموض تجلي في نبرته حين قال _مرحبا بسندريلا الهاربة.
انحبست الأنفاس بصدرها وجف حلقها حين رأته يقترب منها ف تراجعت للخلف ولم يكن أمامها مفر من المراوغة فقالت بحروف مبعثرة كحالها تماما
_ سيد مالك هل تريد شيئا
تابع اقترابه منها وعينيها تبحران فوق ملامحها بشوق لم تفهمه بينما أجابها باختصار
_ بلى.
أجابته بتلعثم 
_ما الذي تريده
اكتفى بكلمة واحدة حوت الكثير بين حروفها القليلة
_أنت..
لقد تعرف إليها وانتهى أمرها هكذا ظنت وبحركة غير مدروسة ألقت المكنسة من يدها وتراجعت للخلف تنوي الهرب ولكن هيهات فقد ضل وشقى قلبه حتى وجدها ولن يسمح بهروبها أبدا 
_هل تظنيني أحمق ل تهربي مني مرة ثانية
خرجت الحروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين حين قالت 
_ما.. ما الذي.. تريده مني
خاصتها تباطئت نظراته وأجابها بصوت أجش 
_أريد منك كل ما يمكنني أخذه.
غلفت طبقة كريستالية من الدموع مقلتيها اللتان اهتزتا تعلنان عن عاصفة هوجاء تهدد بالهطول تزامنا مع ارتجافة جسدها بقربه فتنبه إلى وضعها ومدى خۏفها منه ف تراجع قليلا للخلف ولكن يديه لم تتركاها وأردف بنبرة معاتبة 
_لم هربت يوم الحفل
لم تستطع إجابته فقط اكتفت بالهمس بتوسل
_ اتركني.
_لا استطيع..
هكذا أجابها بخفوت ف اخفضت عينيها أمام خاصته اللتان كانت تنفذان إلى أعماقها بقوة فتابع بخشونة
_ هل أغضبتك ذلك اليوم أخبريني ما الذي فعلته ل تهربي مني بتلك الطريقة
انكمشت ملامحها پألم تجلى في نبرتها حين قالت
_ كان لزاما علي ذلك فأنا بالأساس لم يكن علي حضور ذلك الحفل.
لونت الحيرة معالمه فخرج استفهامه مدهوشا
_ لم
_لأنني ببساطة لا انتمي لذلك المجتمع ولا أشبه
↚هؤلاء الناس.
افتر ثغره عن ابتسامة بسيطة وأيدها قائلا بخفوت 
_أجل أنت محقة لا تشبهينهم أبدا.
لم تفهم قصده واخترقت كلماته قلبها الذي تضاعف ألمه للحد الذي لون ملامحها وجعل العبوس يظهر بوضوح على محياها حين قالت بخفوت 
_أرأيت لم يكن علي الحضور.
_لا لا أنت مخطئة. لقد كان حضورك لهذا الحفل أروع شئ حدث على الإطلاق
انكمشت ملامحها بحيرة فامتدت يديه تتحرك بخفة فوق ملامحها البريئة وتابع بخفوت 
_كل تلك البراءة المهلكة تتنافى بقوة مع زيف وجوههم.
لم تكن تفهم ما يقصده فارتسمت الحيرة على ملامحها فتابع مستفهما 
_كم عمرك
كان سؤالا تخشاه ولكن لم يكن أمامها مفر للكذب فقالت بخفوت
_ أتممت الثامنة عشر يوم الحفل صغيرة للغاية أليس كذلك
كانت تتحدث بشفاه مذمومة كالأطفال ولم تكن تعي مقدار تأثيرها المدمر على قلبه فخرجت الكلمات من فمه ممزوجة بنيران حاړقة تسري في أوردته 
_لو تعلمين يا صغيرة ما الذي فعلته بي
اتسعت عينيها باستفهام ترجمته شفاهها همسا 
_ما الذي فعلته
أجابها بصوت هامس وعينيه تطفو فوق ملامحها بطريقة مهيمنة أسرتها 
_لقد أسرتي الصياد وأوقعته في شباكك.. يا ريمي!
_ريمي ماذا يعني هذا الاسم
هكذا استفهمت فأجابها مؤكدا 
_يعني اسمك متبوعا بياء الملكية خاصتي.
_ما الذي تقصده أنا لا أفهم شيئا
كانت بريئه للحد الذي جعلها لا تفهم ماذا يقصد ولكن كان قلبها يشعر بأن الآتي سيكون دربا من دروب الخيال لذا كان يدق بقوة جعلت الډماء تفور في أوردتها لتروي خديها بحمرة قانية اضفت جاذبية من نوع آخر على ملامحها فتعثرت نبضات قلبه بين ضلوعه وهو يقول
_ اقتربي لأضع ختمي أولا ومن ثم ستعرفين بنفسك ما أقصد.
لم تكد تستوعب ما يقوله حتى وجدت نفسها خاضعة بين براثن عشقه الضاري الذي أغرقها به وصار ينثره بشغف كبير على قسماتها بينما ينتهي به الحال وهو يتمزز من رحيقها الذي كان حلوا كالعسل مسكر كالنبيذ يستطيع أن يقسم بأنه ألذ ما تذوق بحياته. فأخذ يغترف منه قدر المستطاع ويديه تحتويها بقوة وكأنها تريد غرسها بين ضلوعه بجانب ذلك الذي ينبض على يساره پجنون يوازي جنون ولهه بها في تلك اللحظة الرائعة التي سرعان ما انتهت حين شعر بها تستند بثقلها على قلبه فقد كادت رئتيها أن ټنفجرا مطالبتان ببعض الهواء فقام بتركها على مضض. بينما أسند جبهته على خاصتها وهو يقول بلهاث محموم وصوت أجش
لقد ختمتك باسمي ومن اليوم أنت لي.
يتبع..
دعيني أخبرك شيئا. إن روحي لا تزهر أبدا سوي معك عيناى لا تضيء سوى بالنظر إليك. أضلعى لا تكتمل سوى بك. خلقت بى عشق من ڼار لا يطفئها سوى قربك. ذلك الشق الناقص بروحى لم يرممه أحد سواك. لذا فإن كان طريق الوصول اليك مستحيل فأخبري ذلك المستحيل أنني قادم ..
نورهان العشري 
مرت الأيام بجانبه حلوة كالعسل فمنذ ذلك اليوم وهي تحيا معه أجمل لحظات حياتها فقد تغلبت على مخاوفها بعد أن اطمأنت بأنها متربعة على عرش قلبه أميرة. فقد كان يحاوطها بكل مكان يوصلها إلى دروسها وينتظر حتى يأخذها وبعد ذلك تقضي وقتا رائعا برفقته يتناولان المثلجات ويتنزهان بسيارته وقد كان يمطرها عشق يحتوي بحنانه يتمها فهي لم تتذوق عناق والديها ولم تختبر حنانهما أبدا فقد توفيا وهي أصغر من أن تتذكر حتي ملامحهما وربتها خالتها مع ابنتها ميرنا ولم تبخل عليها يوما بالحب وكل شيء ولكن معه كان الأمر مختلفا فقد كان تعويض روح بعثرها الفقد ليعيد ترميمها من جديد. فكان عشقه كزخات المطر الذي انساب على تربة قاحلة فرواها حتى ازدهرت وأصبحت مثمرة وقد تجلى ذلك بتفوقها الدراسي الذي بات ملحوظا وأشاد به جميع مدرسيها وقد جاءت مواعيد الاختبارات التي اجتازتها بسهولة وأتى يوم النتيجة الموعود.

ارتدت أجمل ثيابها التي كانت محدودة ولكنها رقيقة تليق بها كثيرا والتقطت مفتاحها تنوي الذهاب فهو ينتظرها حتما على مفترق الطريق كما هي العادة وما أن وصلت إلى باب المنزل حتى أتاها صوتا غاضبا من خلفها
_ إلي اين تظنين نفسك ذاهبة
التفتت ريم لتجد خالتها التي كانت ملامحها لا تفسر في تلك اللحظة فحاولت المرح قائلة 
_إنه اليوم الموعود يا سيدة راجية. اليوم يوم النتيجة وأنا ذاهبة للمدرسة.
_لن تذهبي لأي مكان.
هكذا تحدثت راجية بنبرة قاطعة جعلت الخۏف يزحف إلى قلبها ف تراجعت خطوتين إلى الخلف وهي تقول بخفوت
_ ما بك خالتي 
_ماذا بي ألا تعرفين حقا
تحدثت راجية بنبرة معاتبة فاقتربت منها وهي تقول باستفهام
_ لا.. لا أعرف.
_إذن ساخبرك أشعر بخيبة عظيمة تجاه طفلتي التي ربيتها لتصبح فتاة جميلة ترفع الرأس فإذا بها تضع رأسي في التراب.
جفلت من حديث خالتها القاسې فقالت بلهجة متوترة
_ ما الذي تقصدينه
_أنت تعلمين جيدا. ما الذي بينك وبين السيد مالك الصياد. فجميع من في القصر يتغامزون عليكما حتى أن السيدة صفاء بنفسها ألقت بالحديث علي وأنا كالبلهاء لا أفهم شيئا إلى أن رأيتك بعيني وأنت تهبطين من سيارته.
اخفضت ريم رأسها بخجل وخزي فهي انساقت خلف مشاعرها دون أن تحسب حساب لخالتها ولا لسمعتها بين الناس فاقتربت منها راجية قائلة بعتب 
_لم يا ريم الم تفكري ب سمعتك وسمعة والديك الطيبة بين الناس بدلا من أن تكوني سبب لأن يترحم الناس عليهما صاروا يلعنوهما بسببك.
ارتفع رأسها بلهفة فقد كان وقع الكلمات مريع على قلبها ف تخبطت سحبها وأمطرت ألما كان أضعافه بقلبها وخرج على هيئة حروف مبعثرة من بين شفتيها المرتجفتين
_ لم أكن اقصد خالتي أقسم لك.
رق قلبها لرؤية حالتها تلك ولكنها حاولت إخفاء ذلك وواصلت ټعنيفها قائلة 
_وماذا كنت تظنين وأنت تقضين الوقت كله برفقته هل سيقفون و يصفقون لك على إنجازاتك العاطفية
ازدادت عبراتها انهمارا فتابعت راجية جلدها بسوط كلماتها اللاذعة 
_أين صلاتك من ذلك أنت لا يفوتك فرض من فروض الله. فكيف كنت تقفين بين يديه وأنت ترتكبين إثما عظيما كهذا
_لم ارتكب أي إثم أقسم إنها
علاقة حب بريئة.
أجابت مدافعة فهبت راجية تقول پغضب 
_أي
براءه هذه ألم تستقلي معه سيارته بمفردك الا تعرفين أنها تعتبر خلوة
كان إثما عظيما لم يكن يتخيله عقلها الصغير ولا قلبها العاشق فأخذت تنتحب بصمت وعينيها ترسلان اعتذارات لم تتجاوز حدود شفتيها فلم تعد تحتمل راجية أكثر واقتربت منها تحتويها بين ذراعيها فاندفعت ريم تعانقها وهي تشهق پعنف وكانت كل شهقة ټحرق روحها بنيران الذنب ف أردفت راجية بحنان 
_لم أقصد إيلامك ولكنك ابنتي ولا احتمل أن أراك تضلين الطريق هكذا أنا ربيتك على القيم والأخلاق. أرجوك لا تضلي الطريق يا بنيتي فتكون النهاية بؤس لن تتحمليه.
_اعتذر خالتي اقسم لك لم أتخيل بأن الأمر فظيع إلى هذه الدرجة. فقد وقعت بعشقه وكذلك هو.
هكذا تحدثت ريم بتبرير فقاطعتها راجية باستنكار _عن أي عشق تتحدثين يا ريم أفيقي من وهمك. إنه مالك الصياد إن كان سيعشق إحداهن فلن تكون أنت أبدا. إنه ابن أكبر عائلة في المدينة. وهذا يعني أن تكون زوجته من عائلة تشبه عائلته.
_ولكنه أخبرني أنه يعشقني.
هكذا هبت معارضة يتساقط الألم من قلبها على هيئة عبرات فأشفقت عليها راجية كثيرا ولكنها لن تتركها ټغرق في بحور الضياع أكثر من ذلك لذا شددت على كل كلمة تفوهت بها 
_العشق يعني الزواج فأين هو من ذلك هل س يستطيع أن يقف أمام والده ويخبره بأنه يريد الزواج بك
لم تستطع إجابتها وأخفضت رأسها فتحدثت راجية بحنان 
_لا أريدك أن تحزني إن كان يحبك حقا فسيأتي إليك ويطلب يدك أمام العالم أجمع وإن لم يأتي فهو لا يستحقك أبدا.
انطفئت شهب عينيها الدافئة وتوغل الألم إلى قلبها فبات كالنمل الذي أخذ يقرض خلاياها بنهم وۏحشية وهي عاجزة حتى عن الصړاخ. ومرت الأيام تشبه بعضها البعض وحالتها تسوء أكثر حتى أن نجاحها بهذا التقدير الكبير لم يفلح في رسم شبح ابتسامة خاڤتة على شفتيها الللتان تشققتا من فرط البكاء. و جفت ينابيع عينيها من كثرة الدموع التي ذرفتها ولكن ينابيع الشوق لا تنضب أبدا.
تجمعت جيوش الألم والخذلان على قلبها الذي لم يكن يتخيل أبدا أن يتخلى عنها بتلك الطريقة ولم يحاول حتى محادثتها بينما هي تذوب مثل الشمعة كل يوم وتنطفئ شوقا وألما وحسرة.
وعلى الجانب الآخر كان يتشاجر مع خطواته وهو يندفع إلى المطبخ الكبير الخاص بمنزلهم و يقف أمام راجية التي كانت تقوم بإعداد الطعام ولكنها اړتعبت حين سمعت صراخه 
_هيا إلى الخارج جميعا أريد الحديث مع السيدة راجية.
لم يجروء أحد على التفوه بحرف واحد وخرجوا مهرولين إلى الخارج بينما هو اندفع تجاهها وقال دون مقدمات
_ أين ريم
حاولت التحلي بفضيلة الهدوء وهي تجيبه
في المنزل لم تسأل عنها
كان بالكاد يحاول التحكم في غضبه فهي سيدة كبيرة وأيضا تكون خالتها لذا أجابها من بين أسنانه
_ تعلمين جيدا لم اسأل عنها لا أريد مزيدا من الادعاءات فأنا قد علمت بأنك تحتجزينها عنوة في المنزل حتى تمنعيني من رؤيتها.
لا زالت على هدوئها حين أجابته 
_ولم تريد رؤيتها
_ليس من شأنك.
هكذا أجابها حانقا فتابعت بقوة
_لا إنه شاني فهي ابنتي أنا من ربيتها وأنا المسئولة عنها وعن حمايتها.
انكمشت ملامحه بسخرية تجلت في نبرته حين قال _حمايتها!! و من من تحاولين حمايتها
_من الذئاب المفترسة الذين لا تعرف الرحمة قلوبهم.
هكذا أجابته بشجاعة فتدلى فكه من فرط الصدمة التي سرعان ما انمحت وحل محلها الاستنكار حين قال بخشونة 
_هل تقصديني بهذا الوصف الدنيء
وقفت أمامه
تناظره بكبرياء تجلى في نبرتها حين قالت _سيد مالك أنت رب عملي وعائلتك هي من تطعمنا ولها فضل
كبير علينا وكل هذا على رأسي ولكننا فقراء لا نملك شيء سوى الشرف والسمعة الطيبة لذلك فأنا على استعداد لأضحي بكل شيء حتى لقمة عيشي لأجلهم أتمنى أن تكون فهمت ما أقصد.
دار حول نفسه پغضب تجلى في نبرته حين قال
_لا فأنا حقا لم أفهم. من هذا الذي تجرأ على شرفك وسمعتك
_أنت.
هكذا أجابته بقوة فأعاد كلمتها باستنكار
_ أنا
_نعم أنت. ماذا تسمي تلك العلاقة التي بينك وبين تلك المراهقه الصغيرة أن تأتي وتذهب معها بكل مكان دون حساب لسمعتها سمعة عائلتها ودون اعتبار لا لدين ولا لأخلاق أخبرني
لأول مرة يقف صامتا أمام أحدهم بهذه الطريقة ولكن صمته لم يدم طويلا إذ قال بنبرة لا تقبل الجدال
_أنا أحبها ولا يهمني أي شيء في العالم سواها ولم أفعل أي شئ مسيء أو محرم.
_وهل وجودها معك بالسيارة أمام جميع الناس أمرا صائبا أو حلالا
هكذا استفهمت بهدوء فتجاهل الرد لتتابع هي 
_الأمر انتهى وريم ستذهب إلى الجامعة و ترى مستقبلها وحتما ستقابل من يقدرها ويحترم أهلها وذويها.
أما أنت فلا خوف عليك فحتما ستجد العروس الملائمة لعائلتكم لهذا فلننهي هذا الحديث الآن سيد مالك ولتدعني أعود إلى عملي.
وكأنها مرت بشاحنة ضخمة فوق قلبه حين ذكرت أنها من الممكن أن تنتمي لغيره وحينها انفلت زمام أعصابه وخرج صوته كالزئير الذي جمدها بمكانها 
_أنت ما هذا الهراء الذي تتفوهين به لن يقترب أحد منها فريم لي وحدي. وإن رأيت طيف أحدهم يحوم حولها فسأرديه صريعا في الحال. 
تراجعت خطوتين إلى الخلف من هذا الۏحش الذي كانت عروقه نافرة بشكل مريب وكذلك حدقتاه التي لونتهما دماء الڠضب الهائل الذي اجتاحه كطوفان مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة وهي تقول بارتباك 
_سأتحدث مع السيد مهران عن ما تفعله. وهو من سيوقفك عند حدك.
تفاجئت حين تحرك من أمامها فاردا يداه في حركة مسرحية وهو يقول ساخرا 
_إذن هيا لنذهب إليه سويا.
اغتاظت من فعلته وبالفعل توجهت إلى الخارج قاصدة مكتب مهران الصياد والذي سمح لها بالدخول ما أن سمع طرقا على الباب فدخلت وهو خلفها وبدأت بالحديث فورا قائلة بارتباك
_ سيد.. سيد مهران.. أرجوك ساعدني..
كان يقف يشاهد ما يحدث وهو يضع يديه في جيبي بنطاله براحة وكأن الحديث لا يعنيه فتفرقت نظرات مهران بينه وبين راجية وقال بفظاظة
_ ماذا حدث
_السيد مالك يتجبر علينا لأننا فقراء.
هكذا تحدثت فارتفع أحد حاجبيه ونظر إلى ولده الذي لا زال مسترخيا في وقفته مما جعل مهران يعاود استجوابها 
_هاتي ما عندك.
لا تعلم كيف تبدأ ولكنها قامت بسرد كل ما حدث أمامه وقد كان هو يستمع لها مذهولا و نظراته تتفرق بينها وبين ولده الذي ما أن انتهت من سرد ما حدث حتى قال بجمود _ها قد أحرقت السيدة راجية مفاجئتي لك.
انكمشت ملامحه بحيرة تجلت في نبرته حين قال 
_أي مفاجأة 
اعتدل في وقفته وشبك يديه خلف ظهره وهو يقول بنبرة قاطعة
_ اخترت عروسي و هي ريم بنت أخت السيدة راجية وأرجو أن تحدد لي معها موعدا حتى اذهب لخطبتها.
ألقى قنبلته المسيلة للصدمات التي لونت ملامحهما حتى أن مهران تدلى فكه للأسفل من فرط الصدمة بينما ناظرته راجية و كأنه نبت له قرنان ولكنه لم يعير صدمتهما أي انتباه بل ظل صامتا إلى أن تجاوز مهران صډمته وقال بخشونة 
_هلا تركتني
مع ابني قليلا
أطاعته راجية دون أي حديث فما أن أغلقت الباب حتى صاح به
_أخبرني حالا انك تمزح وإلا قتلتك.
_لا أمزح وإن أردت سلاحک حتى تقتلني فستجده في الدرج الثاني
ومحشو بالكامل في حين أردت إصابتي في أماكن متفرقة.
هكذا أجابه مالك بهدوء مستفز يشبه استفزاز كلماته التي جعلت مهران يهب من مكانه وهو يقول بانفعال _أجننت يا ولد ما هذا الهراء الذي تتفوه به
اقترب منه مالك يقول بنبرة تقطر عشقا
_لا لم أجن يا والدي ولكن عشقت نعم أحب ريم كثيرا بل إني أعشقها ولن أتزوج سواها.
زوى ما بين حاجبيه يحاول استيعاب كلمات ولده التي بدت جادة للغاية فهو قد رأى عشقه يتساقط من نظراته وحروفه فقال باندهاش
_إنها ابنة الخادمة.
_لا يهمني عشقتها لشخصها لا يعنيني أي شيء آخر. لم أكن أؤمن بوجود شي يسمى الحب إلى أن قابلتها. 
صمت لثوان قبل أن يضيف بصوت متأثر
_ ما أحمله من شعور بقلبي تجاهها لا يمكنني وصفه. فقط تخطى حدود الكلمات.
جلس مهران بمقعده وهو يناظر مالك بصمت لم يكسره سوى دخول آمنة التي قالت باندهاش 
_هل ما سمعته حقيقي
_وما الذي سمعتيه
هكذا سألها مهران فقالت پغضب 
_مالك يريد الزواج من ريم الفتاة التي تنظف الحظائر
اغتاظ من تعمدها أن تصفها بهذا الوصف فأجاب باسترخاء 
_إن كنت تقصدين تلك الفتاة الرائعة الجمال بعيون تشبه عيون الريم وشعر بلون الشيكولاتة فنعم هي.
صاحت آمنة بانفعال
_ أجننت
_ لا بل عشقت .
هكذا أجابها بهدوء زاد من چنونها فالتفتت إلى زوجها تقول پصدمة 
_مهران ما الذي يحدث هنا هل سمعت حديث ولدك
مهران بجمود
_ سمعت.
_وما رأيك إذن
ناظره مالك لأول مرة بحياته بعينين يغلفهما التوسل بألا يكسر قلبه الذي لم يعرف العشق سوى معها وبالمقابل كانت آمنة تناظره بتحذير أن يوافق على هذا الجنون فأخذ نفسا طويلا قبل أن يقول بنبرة قاطعة
_ ربيت رجلا يعرف جيدا ما يريد و إن كان اختار تلك الفتاة زوجة فعليه أن يتحمل نتيجه اختياره لا أملك القدرة على إجباره على شيء. 
هنا اندفع مالك نحو أبيه بفرحة وكأنه طفل صغير تلقى أول هدية بحياته فقام بعناق والده بقوة وهو يقول بسعادة غامرة 
_أحبك يا أبي وأعدك بأنك ستقع بعشق ريم فور أن تراها وستتأكد من أنني أصبت في اختياري.
تسللت فرحته الغامرة إلى قلب مهران الذي لأول مرة يرى ابنه سعيد هكذا وجاءهم صوت آمنة المذهولة 
_ألهذه الدرجه تحبها يا مالك
صحح حديثها بصوت خرج من أعماق وجدانه 
_بل أعشقها يا أمي. 
رق قلبها لحديث ولدها بتلك الطريقة ولكنها أبت الاستسلام وقالت بجمود
_ لقد انتابني الفضول لرؤية تلك الفتاة التي سحرتك لهذه الدرجة. و الحديث معها .
مالك بثقة
_ ستعذريني ما أن تريها يا أمي.
تهدل كتفيها باستسلام أمام رغبة ولدها القوية وبالفعل تم تحديد موعد لزيارة راجية التي لم تدخر جهدا ولا مالا في تعديل المنزل وجلب كل ما تحتاجه ريم التي كانت كالمنومة مغناطيسيا لا تصدق ما يحدث وأنه بالفعل قادم لخطبتها فتركت نفسها لميرنا التي أبدعت في تزيينها وإلباسها ذلك الفستان الرائع بلون الكريمة الذي جلبت قماشه بالأموال التي أعطتها إياها والدتها وحاكته بيديها الماهرتين اللتان صنعتا تحفة فنية رائعة خاصة حين التف قماشه يعانق جسدها الرشيق وصففت شعرها تاركة إياه ينسدل بدلال خلف ظهرها وقامت بوضع بعض رشات من عطرها الرقيق برائحه التوت وحين انتهت نادت لراجية التي ما أن وقعت عيناها على ريم حتى شهقت بانبهار من مظهرها
الرائع وجمالها الرقيق فقد كانت فاتنة بالرغم من أنها لم تضع الكثير من مساحيق التجميل إلا أنها كانت جميلة بطريقة خاطفة فقد امتزج جمالها مع برائتها فشكلا فتنة من نوع خاص 
_ما شاء الله. ما هذا الجمال يا ريم
ريم بخجل 
_أشكرك
يا خالتي.
اقتربت راجية ټحتضنها بقوة بينما دق جرس الباب فهرولت لتفتح تاركة ريم التي كانت كل خلية بها تنتفض من فرط الحماس والترقب والشوق. 
رحبت راجية بهم وتعامل الجميع معها بود فلم يكن هناك أي تكلف في المعاملة وذلك بناء على رغبة مالك فقد أخذ يشدد عليهم بضرورة التعامل بلباقة ولأن فرحته كانت تسع الكون بأكمله وقد كان هذا أكثر من كاف لجعل الجميع يتعامل بلطف حتى لا يحزنوه.
كانوا يتجاذبون أطراف الحديث حين أطلت عليهم ريم التي كانت تحمل صينية دائرية بها أكواب العصير التي كانت تهتز بفعل رجفة يديها فتنبهت جميع حواسه حين رآها وود لو يختطفها في تلك اللحظة حتى يعاقبها على ذلك الغياب القاسې الذي كاد أن يدمي فؤاده من فرط الألم وأيضا ليرمم شقوق قلبه التي خلقها شوقه الضاري لها ولكنه امتنع بصعوبة من فعل ذلك وقام بالتوجه إليها وحمل الصينية من يدها متعمدا احتواء كفيها اللتان تمسكان بالصينية فرفعت نظراتها المشتاقة الهي فإذا به يهمس بلوعة
_ اشتقت إليك.
لم تستطع إجابته فقد كانت كل العيون عليهم وقد فعل همسه الأعاجيب بقلبها الذي أخذ يضخ الډماء الحارة لوجنتيها التي نبت بها محصول التفاح الشهي ليضفي جمالا آخر على ملامحها فقام بوضع الصينية وجذبها وهو يعرفها على والده الذي أعجب بها كثيرا وبالرغم من أن آمنة لم تكن راضية بالنسب إلا إنها لم تجد بها شائبة فاستسلمت للأمر الواقع واكتفت برؤية ولدها سعيد ورحبت بهذه الزيجة
يتبع
الخاتمة 🫀

بعد مرور شهرًا تحديدًا في قصر الصياد أقيم احتفالًا ملكيًا بأمير عائلتهم «مالك الصياد» وعروسه الجميلة «ريم». وفرقت الذبائح، وقاموا بإطعام المساكين لسبع ليالي احتفالًا بهذا الحدث العظيم وفي أثناء الحفل اقترب «مالك» من عروسه قائلًا بخشونة:

_ منذ الرقصة الأولى لنا علمت بأنك ستكونين لي.

اخفضت رأسها وقالت بعشق مُطعم بالخجل: 

_وأنا منذ أن رأيتك أول مرة علمت أنني لن استطيع أن أكون لرجل سواك. 

_ أسرتني يا ريمي فبدلًا من أن تُصبحي، أنتِ فريستي أصبحت أنا أسيرك.

التمتعت نجوم الحب بسماء عينيها وقالت بخفوت:

_ وقعت بعشقك أولًا، فصارت الروح بقربك طامعة وأصبح أسرك عهدًا أخذته روحي التي لم تعرف الراحة سوى بقربك. 

استنشق اكسجينها الدافئ وسحب قدرًا كبيرًا منه يحتجزه بين رئتيه قبل أن يقول بصوت أجش: 

_ عن العشق والأسر وما بينهما. يوجد حكاية سيرويها العشاق لسنوات عن الريم التي أسرت صيادها. وأصبح في هواها متيمًا.

تمت…
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-