رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول بقلم سوما العربي
رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة سوما العربي رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول
رواية غرام بلا حدود كاملة جميع الفصول
صوت هاتفه ايقظه من نومه العميق استيقظ من نومه والتقطه وقال بسخط :فى ايه يازفت.
ايه يا قاسم بيه هى مزة امبارح كانت جامده اووى كده. كان هذا صوت صديقه الذى دائما ما يزعجه.
قاسم:الصراحه جامدا
عادل :طب ايه مش ناوي تيجى الشركة ولا ايه
قاسم:انت تعرف عنى كده
عادل :لا طبعا انت فى الشغل مابتهزرش
قاسم :طب اقفل بقا عشان الحق انزل
عادل:ماشى يا باشا مستنيك
اغلق قاسم الخط ونهض سريعا وارتدى ثيابه(قاسم مهران رجل في الثلاثين من عمره من كبار رجال الأعمال في الشرق الأوسط له فروع لشركاته فى كل انحاء العالم لا يهتم لاحد هو معشوق النساء بطوله الفارع وعضلاته الصلبة ووجهه القمحى له هيبه جباره وطله غير معتاده ترتمى تحت اقدامه النساء جاد جدا وناجح في عمله) نزل من المبنى السكنى الذى يمتلك به شقه خاصه به وجد السائق في انتظاره ذهب إلى شركته
***************************داخل شركة قاسم مهران
كانت تعمل مها (سكرتيرة عادل فتاه عاديه بشعر اسود قصير حتى كتفيها ووجه قمحى فى ال25من عمرها)
رن هاتفها فالتقطته وتحدثت:ايوه يا حبيبتى عامله ايه
....... :انا ظبط خلاص مع الباص بتاع المدرسه
مها:طيب تمام انا هحاول اكلم مستر عادل النهاردة
....... :لو هعملك مشاكل خلاص انا عارفه شغلك مهم ليكى اد ايه
مها:لأ أن شاء الله خير
....... :طيب يلا باى المستر دخل
مها :باى يا حبيبتى خلى بالك من نفسك. وأغلقت الخط وتنهدت وقالت محدثه نفسها:اما ادخل اكلم مع مستر عادل وأن شاء الله خير... طرقت الباب فاذن لها بالدخول. مها:صباح الخير
عادل:صباح النور(عادل شاب في الثلاثين من عمره متوسط الطول يحب قاسم كثيرا ويعمل معه منذ زمن)
مها:كنت حابه بس استاذن من حضرتك في حاجه. رفع عادل عينه من على الأوراق التي بيده وقال بجديه:اتفضلى
مها بأدب :احمم انا بس عندي مشكله شخصية الى حد ما وحلها في ايد حضرتك.. اعترى وجهه الاندهاش وقال:شخصية وحلها في ايدى ازاى مش فاهم ممكن توضحى... اجلت مها صوتها قائله :احمم اصل بنت خالتى عايشه معايا من بعد ماما الله يرحمها ما اتوفت وهى كانت مظبطه مواعيدها معايا يعنى تخلص مدرسه وتطلع على سنتر الدروس بتاعها وتخلص دروسها على معاد شغلى ونتقابل ونروح مه بعض.
عادل :طب وبعدين
مها:الى حصل ان درس الكيميا بتاعها معاده اتغير يعنى بقا فى وقت فاضي تلات ساعات.
عادل :طب ماتروح البيت ايه المشكلة
مها:اصلها من بعد ما مامتها ماتت بقت تخاف تقعد لوحدها وانا كمان بخاف عليها دى طيبه ولخمه خالص فاكنت بستاذن يعني لو ينفع تقعد التلات ساعات بتوعها هنا. سكت عادل فاكملت بسرعه:هما تلات اسابيع بس وكل حاجه هترجع لاصلها تانى ومش هتاثر على شغلى خالص والله
عادل:هى فى سنه كام
مها:تانيه ثانوى
عادل:مها متأكده انها مش هتأثر على شغلك
مها:اه والله دى كيوته خالص ومش بتاعة مشاكل امال انا خايفه اسيبها لوحدها ليه
عادل:طب باباها فين
مها :باباها عايش بس متجوز واحده تانيه وده كان سبب موت مامتها فهى رافضة تعيش معاه وكانت عايشه معايا انا وماما بقالها سنتين.
عادل بتعاطف:طيب يا مها بس برضه لازم استاذن قاسم انا صحيح ليا أسهم هنا بس هى شركته هو برضه
مها بياس :وتفتكر هو هيوافق
عادل:هحاول معاه
مها;ماعلش هتعبك معايا
عادل:هى هتيجى من امتى
مها:من بكره هى ظبطت مع الباص بتاع المدرسه
عادل:طيب انا هشوف الموضوع ده اتفضلى انتى
مها:شكرا اووى. عن اذنك. خرجت مها متمنيه أن يوافق هذا الحجر عديم القلب فهى تخشى مكوث ابنة خالتها بمفردها.
دخل قاسم الى شركته وسط هيام الموظفات بهيئته الساحرة. صعد الطابق الأخير (ال32) فهو مخصص له ولعادل وحجره اخرى ضخمه للاجتماعات . قابلته السكرتيره الخاصة به(لبنى) ترتدى فستان بحمالات رفيعه يظهر كل صدرها ومعظم ظهرها قصير جدا يصل بالكاد الى منتصف فخذيها قالت وهى تمشي بدلع محاولة الفات نظره:صباح الخير قاسم بيه
قاسم بجمود وعمليه:صباح النور عندنا ايه النهاردة. تلت عليه جدول اعمال اليوم ثم قالت :وفى اجتماع لرؤساء فروع الجمهورية بعد عشر دقايق
قاسم:تمام القهوه بتاعتى لوسمحتى
لبنى وهى تقترب منه:تأمر بحاجة تانى
قاسم وقد فهم مقصدها :لحد دلوقتي لا اتفضلى برا واطلبيلى عادل دلوقتي. خرجت لبنى واتصلت بعادل تخبره بطلب قاسم له. دخل عادل المكتب قائلا :ايه ياباشا كده تسيبنى امبارح وتمشى
قاسم :الليله طولت اووى وكنت بدأت ازهق.
عادل:ده المزه الى كانت معايا فضلت لازقه لحد الصبح
قاسم :لاااا انا مشيت الى كانت معايا الفجر.
عادل:اه يا قاسى هههههه
قاسم:انشف يالا كده فى ايه ويلا عندنا اجتماع.
عادل:طب استنى بس عايزك في موضوع.
قاسم وهو ينهض :مش وقته يالا
عادل:لا استنى بس مش هأخرك
قاسم وهو يجلس ثانية :اتفضل خلصنى
عادل:قص عليه عادل طلب مها بشأن ابنة خالتها. فانتفض قاسم بحده:ايه الهبل ده ياعادل ده مكان شغل هى هتستهبل
عادل :اهدى ياقاسم بتقولك البنت هاديه وهما تلات أسابيع بس وهى كده كده هتكون بعيد عنك خالص مش هتحس بيها
قاسم بنفاذ صبر :برضه قولت لا
عادل :يابنى متبقاش كده قولتلك مش هتلمحها اصلا ولا هيكون في اى تغيير
قاسم:عارف لو حصل مشكلة بسببها او حاجة انت المسؤل قدامى.
عادل:أن شاء الله مش هيحصل حاجه. واتفضل يالى قدامي عندنا اجتماع. خرج الإثنين واخبر عادل مها بموافقة قاسم وفرحت كثيرا لذلك....
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فى المساء كان يجلس على بار احد الملاهى الليليه وبجانبه صديقه عادل. اقتربت فتاه ذات شعر اصفر بفعل الصبغات قصير يصل إلى ماقبل كتفها وفستان احمر عارى.
عادل:الليله بدات يامعلم دنيا جايا عليك.
نظر قاسم باهمال واستعلاء بجانب عينيه في اتجاها وقال بلا مبالاة:لأ بفكر اغير النهاردة مزاجي مش جاينى ليها.
عادل:ياجدع دى دنيا السواح رجاله كتير تتمنى نظرة منها. بس هى عايزاك انت.
قاسم بغرور:وانا قاسم مهران. نظر اليه عادل بابتسامة فهو على علم بان قاسم مهران ترتمى تحت اقدامه نساء العالم اسمه معروف وكم من نساء سعين باستماته للحصول على ليله فى فراشه ولكنه لا يبالى لاحدهن حتى دنيا تترك جميع من يسعون خلفها وترقد خلف قاسم وتلاحقه في كل مكان. اقتربت منهم قائله:هاى يا جماعة. تجاهلها قاسم بغرور يليق به. ولم يرد غير عادل;هاى دنيا. اخبارك.
دنيا ونظرها لم يحيد عن قاسم :فاين. هاى قاسم.
قاسم ببرود:هاى
دنيا:بتشرب ايه
قاسم:انتى شايفه ايه.
دنيا :امممم فودكا بموت فيها. اطلبلى كاس
قاسم محدثا البار مان(النادل) :جو كاس لدنيا. اومأ له جو باحترام فقاسم معروف جدا فى المكان ومعظم الملاهى الليليه.
التقط قاسم هاتفه ومفاتيحه ونهض واقفا ونهض على أثره عادل. تسالت دنيا باستغراب ;اية رايح فين.
قاسم:هسهر فى مكان تانى.
دنيا بزعل:ليه ده المكان حلو
قاسم :دنيا قلت مش عاجبني انتهى الكلام.نهضت من مكانها بسرعه والتصقت بزراعه كالعلقه قائله :اوكى هاجى معاك. تأفف قاسم بضيق ثم نظر لعادل الذى يجاهد لكبت ضحكاته.
قاسم بزهق:اوكى يالا. ضحكت دنيا فقاسم كما تعتقد لن يرد لها طلب لا تعلم انه لم يريد المجادلة وسيتركها في نهاية السهره.
@@@@@@@@@@@@@@@
فى الصباح فى شركة قاسم مهران
دخل قاسم الى شركته بكل هيبه ووقار بحلته الزرقاء وعطره الرجولى جعلت جميع الفتيات ينظرن اليه بوله. صعد إلى مكتبه وبدء في مباشرة عمله.
فى مكتب عادل كانت مها تقف أمامه تسجل ملاحظاته وطلباته بمنتهى العمليه.
عادل:تمام خلاص كده يا مها ده كل المطلوب وياريت تتابعى الجروب الجديد الى جاى تحت التدريب.
امتعض وجه مها من كثرة المهام.
عادل بتفهم:انا عارف انك كده بتعملى شغلى انا بس انا مش هسيبك تتابعيهم كتير يومين بس كده على ما يتعودو ماليش خلق انا للعيال الصغيره دى. بس هما شاطرين دول اوائل الدفعه فى جامعتهم.
مها :اوكى يافندم.
عادل بتذكر :اه هى قريبتك جايه النهاردة صح.
مها :اها يافندم على 3العصر كده. انا متشكره جدا لحضرتك. بصراحه دى اعجوبه ان قاسم بيه يوافق.
عادل:بس مش هنبه عليكى تانى يا مها مش عايز اى مشاكل ومايحسش بوجودها خالص ولا تأثر على شغلك.
مها بتفهم :لا ماتقلقش يافندم.
عادل: تمام. اتفضلى انتى.
مها:عن أذن حضرتك.خرجت مها واتاها اتصال ففتحت الخط.
مها:ايه ياحبيبتى نسيتى العنوان تانى
...... :ههههههههه لا لا فاكره ماتقلقيش بس اخدت بريك قولت اكلمك.
مها:اممممممم هعمل نفسى مصدقاكى.
........ :ههههههه بصى انا بصراحه نسيت العنوان.
مها:ههههههههههههه والله كنت عارفه بصى بقا اختصارا للوقت روحى لسواق الباص الى هتروحى معاه النهاردة وانا هقولو العنوان عشان انتي اكيد هتنسى تانى.
........ :اوبس انا نسيت ان انا اصلا هغير الباص الى بروح فيه.
مها :اصووت
....... :خلاص خلاص اخر اليوم هكلمك.
مها:اوكى باى ياحبيبتى.
اغلقت مها الخط وبدأت فى مباشرة عملها.
فى مكتب قاسم كان منكب على الاوراق التى امامه فهو فى العمل لا يمزح طرقت سكرتيرته الباب ودخلت تتمايل فى زيها العارى القصير وهى تحمل القهوة الخاصه به في يديها.نظر قاسم لهاشزرا فهو يعلم غرضها منذ أول يوم عمل لها. قاسم :هو انتى الى جايبه القهوه ليه.
منى بمياعه:عم اسماعيل مش فاضى قولت اجبهالك انا.
قاسم بصوت عالى :طيب حطيها واتفضلى اطلعى بره. وضعت القهوه سريعا وخرجت مسرعه فى حين دخل عادل قائلا :ايه فى ايه صوتك عالى ليه.
قاسم متأفافا:السكرتيره الزفته دى. فهم عادل مقصده فهذا هو الحال مع قاسم.
عادل:ايه هتتردها هى كمان دى ماكملتش 3شهور.كل واحده تيجى ياماتستحملش سفالتك يا تاخد منها الى انت عايزه وتتردها
قاطعه قاسم مصححا:الى هما عاوزينه. مش الى انا عايزه. والهانم إلى برا دى عايزه كده.
عادل:بس سيبك انت المزتين بتوع امبارح كانوا جامدين
قاسم:هههههههه شوفت مش قولتلك التغيير حلو.
عادل:هروح انا اكمل شغل. نبقى نتغدى سوا اوكى.
قاسم:اوكى.
غادر عادل الى مكتبه وانكب قاسم يستكمل عمله.
في تمام الساعة الثالثه عصرا وقفت مها امام باب الدخول فى الشركه منتظره باص المدرسه تناولت هاتفها وقامت بالاتصال بأحد الأرقام..
مها:ايوه ياعم محمد انا مستنياك اهو عشان تعرف المكان.
السائق :اه خلاص شوفتك اهو.
مها:تمام. واغلقت الخط ثوانى ووقق الباص ونزلت منه فتاه ايه من الجمال ترتدى بنطال جينز ازرق وتى شيرت ابيض عليه رمز المدرسه باللون الأحمر ترتدى حذاء رياضى ابيض وبشعر بنى به تمويجه جميله ووجه ابيض بملامح رقيقه طفوليه وعيون بنيه لامعه. نزلت من الباص بضحك مع اصدقاءها وهن يلوحن لها من مافذات الباص. ابتسمت لها مها بحب وامسكت احدى وجنتيها قائله بعتاب محبب:بقا كده يا جودى كل ده تأخير
جودى:هههههه اصل الولاد وقفوا الباص عند اول الشارع جننوا عمو السواق.
مها:طب يالا نطلع. اوماءت لها جودى وصعدت معها وهى تنظر بانبهار لهذا الصرح العملاق
جودى بانبهار :وااااو ماكنتش متخيله ان المكان ضخم اووى كده.
مها:هههههه.
رواية عشق قاسم الجزئ الثاني
جودى :بتضحكى على ايه.
مها:اصلى اول ماجيت هنا كنت مبهوره زيك كده. بس بعد كده اتعودت. نظرت لها جودى وصعدت معها الى الطابق الأخير.
دخلت مها مكتبها وجلست عليه اما جودى فكانت تتفحص مكتب مها ثم قالت:حلو مكتبك يا مها.
مها :عيونك الحلوه حبيبتى. ثم قالت اممممم تشربى ايه
جودى بارهاق:نسكافيه عندى درس كمان كام ساعه. هتكونى كده خلصتى شغلك صح
مها :اه ياحبيبتى.
جودى :انا مش عارفة ليه اصريتى انى اجى معاكى هنا كان ممكن اقعد فى البيت الكام ساعه دول خايفه اعملك مشاكل هنا.
مها:مافيش مشاكل ولا حاجة اهم حاجة بس ماتروحيش ناحية مكتب صاحب الشركة. وبعدين كنتى عايزانى اسيبك لوحدك في العماره الجيران الجداد دول احنا لسه مانعرفهمش نطمن بس من ناحيتهم وبعدين هبقي مطمنه عليكى.
جودى :مافيش داعى انا هظبط مواعيد السنتر يعنى اسبوعين تلاته كده بالكتير ماتقلقيش.
مها:اممممممم ماشى هطلبلك النسكافيه.
جودى بابتسامة :ثانكس ياروحي.
عند قاسم فى المكتب شعر بالجوع نظر فى ساعة يده الماركه وجد ان وقت راحة الغداء قد بدأ خرج من مكتبه وجد منى امامه اقتربت منه بدلع:قاسم بيه اطلبك غدا معايا. نظر لها قاسم شزرا وذهب فى اتجاه مكتب عادل نظرت له منى بحنق وعزمت على الوصول اليه بأى طريقة.
كانت مها فى مكتب عادل عقب استدعائه لها وتركت جودى تحتسى النسكافيه الخاص بها. دخل قاسم الى مكتب مها الذى يسبق مكتب عادل. كانت جودى تقف معطيه ظهرها للباب تنظر من النافذه على المدينة ولم تنتبه لذلك الواقف خلفها يتفحص جسدها بجراءه. احست جودى بوجود احد معها بالغرفه اعتقدت انها مها عادت من جديد فتحدثت بصوت عذب قائله:اممممم المنطر من هنا حلو اووى يا مها. عندما لم تجد رد استدارت باستغراب. فانبهر قاسم من كتلة الجمال والبراءة نظر الى وجهها المستدير وعيونها البنيه وشعرها المموج كم كانت جميله اما جودى فشهقت بصدمه من هيئته الضخمه فكم كان ضخم الجثه طويل بصدر عريض.فتراجعت خطوتين للخلف بذعر منه. رائى قاسم علامان الذعر ظاهره بشده على وجهها وكم استغرب من ذلك. جميع الاناث تعجب به وبهيئته الرجوليه الضخمه ولكن عذر موقفها فهى قصيره جدا بالنسبة له. قطع الصمت خروج مها من مكتب عادل لاحظت ذعر جودى وتفحص قاسم لها فقالت بقلق:مالك يا حبيبتى . لم تتلقى جواب منها اما قاسم فكان مازال ينظر إليها فقالت موجه حديثها لقاسم:قاسم بيه فى حاجه.
قاسم عينه على جودى:مين دى.
مها:دى جودى بنت خالتي. اذن اسمها جودى. تدارك قاسم نفسه وقال:هى دى قريبتك الى قولتى عليها. نظرت جودى له بغضب لما يتحدث بهذه الطريقة الفظه. اكمل قاسم بجمود:مش عايز مشاكل تمام
مها:تمام يافندم. نظر ثانيةالى جودى التى تحول وجهها من الذعر الى الغضب ثم دخل إلى عادل. نظرت جودى على أثره فقالت بغضب:ايه ده هو بيتكلم عنى من طرف مناخيره كده ليه.
مها:هو كده. بقولك ايه يا جودى مالكيش اى علاقة بيه لا من قريب ولا من بعيد ده راجل صعب اووى.
جودى:اتعامل ايه بس ده شكله يخض اصلا عامل زى الوحش.
مها:هههههههه ضحكتينى والله يا جودى.
فى الداخل كان عادل يجمع اشياءه للخروج لتناول الغداء دخل عليه قاسم فقال له عادل :انا كنت لسه جايلك عشان نطلع نتغدى.
قاسم:...........
عادل :ايه مالك.
قاسم :احمم لا مافيش. يالا بينا.
خرج الاثنين فوجد عادل مها جالسه مع فتاه صغيره معها حقيبة مدرسه فقال لمها:دى بنت خالتك صح.
مها بابتسامة :اه هى يا فندم ثم قالت موجهه حديثها لجودى:جودى سلمى على مستر عادل ده مديرى فى الشغل.
جودى بابتسامه ناعمه لهذا الرجل المتواضع عكس صديقه :اهلا بحضرتك ثم مدت يدها بالسلام. صافحها عادل بابتسامه قائلا :اسمك جودى.
جودى :اها
عادل :الاسامى بتاعت الجيل الجديد ده غريبه شويه. بس حلو وصغنون زيك
جودى بابتسامه رائعه :ثانكس ده من زوقك. كان قاسم يطالعهم بنظرات خاويه من اى تعبير لكنه لم بخفى عليه ترحيب جودى في الحديث مع عادل وملامح وجهها المنبسطه عكس الذعر والغضب الذى وجهتهم له فتحدث قائلا :مش يالا ولا ايه. نظرت له جودى بغيظ. فقال عادل بحرج من صديقه :اوكى ياجودى هشوفك اكيد بعد البريك. فابتسمت له متجنبه النظر لقاسم:اوكى. باى
عادل:باى. نظر لها قاسم غضبا فلم يخفى عليه تجاهلها له وتعمد عدم النظر إليه. فغادر غرفة المكتب وتبعه عادل فقالت مها :جودى هتتغدى ايه.
جودى :اوف الراجل الضخم ده معصبنى.
مها:ههههههه قاسم بيه بقى اسمه الراجل الضخم ههههههههه
جودى:بتضحكى على ايه بس.
مها:خلاص خلاص ماتضايقيش نفسك هو مش بييجى مكتب مستر عادل غير كل فين وفين فامش هتحتكى بيه تانى وممكن اصلا ماتشفيهوش تانى. جلست جودى على الكرسي المقابل وقالت بغضب طفولى:طب اطلبيلى نسكافيه بدل إلى ماعرفتش استمتع بيه ده
مها:ههههههههه لا هطلبلك غدا قبل معاد الدرس بتاعك فاضل عليه ساعتين.
جودى:اوكى
مها:هتعرفى تروحى لوحدك من هنا
جودى :ماتخافيش يامن هيوصلنى النهاردة هو بيته قريب من هنا ولما عرف انى هروح من هنا قالى ياخدنى معاه اول يومين لحد ماعرف الطريق كويس.
مها:امممممم مهتم بيكى اووى يامن ده.
جودى:بلاش مخك يروح لبعيد انا معتبراه صديق وبس.
مها:الأهم هو معتبرك ايه.
جودى:مش عارفة.
مها:طيب اطلبلك ايه.
جودى :بينزا.
مها:اوكى.
فى احد المطاعم الفاخرة جلس قاسم وامامه عادل الذى قال:ايه يا قاسم هتاكل ايه.
قاسم:..........
عادل:انت يابنى بكلمك. انتبه قاسم عليه فقال :ايه كنت بتقول ايه.
عادل :فى ايه بالظبط وبعدين يابنى كنت بتكلم البنت كده ليه دى بنت.
قاسم بغضب :مانت ماشوفتهاش اول ماشافتنى كأنها شافت عفريت قدامها. ضحك عادل عاليا مما زاد حنق قاسم أكثر. حاول عادل كبت ضحكاته وقال:ماعلش يا قاسم اصلك فعلا بالنسبالها ضخم جدا. وهى طفله لسه اكيد ماشافتش حد كده قبل كده.
قاسم:طب يلا اطلب الغدا ورانا شغل كتير. طلبوا الغداء وبعد فتره جاء النادل بالطعام فبدءوا فى تناوله وهم يتحدثون عن احد الصفقات.
بعد ساعتين كانت جودى تتجهز للذهاب إلى السنتر الخاص بالدروس ثواني ورن هاتفها وكان صديقها يامن فتحت الخط واحابت قائله :الو
يامن:الو ازيك ياجودى
جودى:الحمد لله.
يامن :طب يلا انزلى انا تحت الشركه اهو.
جودى :اوكى نازله اهو يالا باى. وأغلقت الخط ثم نظرت لمها قائله :يالا باى يامها.
مها :باى ياحبيبتى خلى بالك من نفسك.
ابتسمت لها جودى بحب وقالت لها :وانتى كمان خلى بالك من نفسك. ثم التقتط هاتفها وحملت حقيبتها ونزلت سريعا ليامن الذى ينتظرها بالأسفل.
خرجت من باب الاستقبال وجدت يامن(فتى من نفس سنها بشعر اسود مرتفع بطريقه تناسب سنه وعيون خضراء ووجه ابيض) كان يجلس فى سيارة والده فقد استعارها للذهاب لسنتر الدروس. فتح لها باب السياره فركبت بالخلف بجانبه فأمر السائق بالانتلاق. بعدها بدقائق كان قاسم وعادل بدخلون الى الشركه من جديد صعدوا الى الطابق الاخير وبعدها قال عادل لقاسم:يالا اشوفك بعد الشغل. تنحنح قاسم قائلا :احمم. لا انا جاى معاك. عقد عادل حاجبيه باستغراب قائلا :ليه
قاسم :هراجع معاك ملف الصفقه الجديدة. استغرب عادل كثيراً فقال:طب ما احنا مراجعينه امبارح.
قاسم بتحجج:ااه. لا ماهو فى شوية تعديلات هنعملها. نظر له عادل باستغراب ثم قال :تمام يالا بينا. دخلوا إلى مكتب مها وجدوها بمفردها اراد قاسم السؤال عن جودى ولكن لم يستطيع فهيبته وشموخه يمنعوه. فانقذه سؤال عادل لمها عنها فاجابته قائله :خلاص مشيت. عادل:هترجع على هنا.
مها:لا هتخلص بالليل هكون انا روحت خلاص.
عادل :اوكى ابقى سلميلى عليها.
مها:الله يسلمك. كان قاسم يستمع إلى حديثهم باهتمام.فقال عادل :اطلبيلنا اتنين قهوة يامها لوسمحتى. اتفضل ياقاسم نكمل شغل.
دخلوا الاثنين. وبعد فتره دخل العامل بالقهوة. فقال عادل :ايه هى التعديلات بقا با قاسم بيه
قاسم :ها... لا خلاص خلينا على اتفاقنا القديم. استغرب عادل كثيرا ولكنه لم يعير الامر اهتمام اما قاسم فكام يشغل باله هذه الصغيره بشعرها المموج وجهها الطفولى وطلتها الساحره........ يتبع
↚
فى المساء في منزل مها
كانت مها تشاهد التلفاز عندما فتحت جودى الباب بمفتاحها ودخلت استلقت على الاريكه بجانب مها. نظرت مها إليها وجدتها مرهقه جدا.
مها:اتاخرتى ليه.
جودى:المستر اتأخر شويه.انتى رجعتى امتى.
مها :من ساعتين كده.
جودى:تماااام هدخل انام. هموت وانام.
مها :جودى باباكى اتصل بيا النهاردة. نطرت لها جودى بالم فاكملت مهابيقول انه كلمك وماردتيش عليه. سكتت جودى ولم تتحدث.
مها :انا عارفه انه غلط في حقك لما كان عايز يدخلك مدرسه داخلى. بس شكله حس بغلطه وعايزك تسامحيه. ردت جودى بدموع والم:اسامحه. اسامحه على ايه ولا ايه على انه غدر بامى واتجوز عليها وهو اصلا كل فلوسه دى من ورثها اسامحه انه ماسالش عنها وهى بتموت ورمانى ورماها عشان الهانم الى خان امى معاها ولا اسامحه انها خلته مايدفعليش مصاريف المدرسه لولا أن امى كان قلبها حاسس ودفعتلى مصاريف كل السنين اللي فاضله تحت الحساب. ده حتى فلوس الدروس لولا الذهب والجوهرات بتاعت ماما الى ياعتهم وحطتهم بأسمى في البنك عشان تكفى مصاريفى. اسامحه على ايه ولا ايه يا مها قالت اخر كلماتها وهي تبكى بحرارة. اشفقت مها على هذه الطفله وماعانته وهى فى سن صغير
مها :خلاص ياحبيبتى انا اسفه انى فكرتك. يالا يالا قومى خدى دش صاقع كده يفوقك على ماجهز الاكل ده عملالك البطاطس الى بتحبيها.
جودى وهى تمسح جموعها بكف يدها ببراءه:وكاتشب. ابتسمت مها:ههههه وكاتشب كتيير اوى.
ابتسمت جودى من بين دموعها ونهضت لتغيير ثيابها وذهبت مها لتحضير العشاء.
*************************
فى الصباح كان قاسم يدلف الى داخل الشركه في غرور وشموخ صعد الدور الاخير. دخل مكتبه دخلت خلفه(منى) السكرتيره:عندك اجتماع كمان نص ساعه ياقاسم بيه. اومأ لها قاسم ثم أشار لها بيده بالانصراف خرجت منى وهى تزفر بحنق. أما قاسم فكان شارد فيمن شغلت تفكيره طوال الليل فهو لم يستطع النوم صورتها وهى مذعوره ثم تحول الذعر الى غضب شديد لم تغب عن عينيه شعرها البنى المموج وملامح وجهها البريئه. انتفض واقفا من مكانه وخرج من مكتبه فجاءه بطريقه ارعبت منى. ذهب سريعا باتجاه مكتب عادل دخل الى مكتب مها التى تفاجئت من مجيئه بهذا الوقت وبهذه الطريقه هبت واقفه ونظرت له باستغراب. أما قاسم فكان يتفحص كل زاويه فى مكتب مها بحثا عنها ولكنه لم يجدها ولم يستطيع السؤال عنها فزفر بضيق ودخل الى مكتب عادل دون إلقاء اى كلمه فى وجه هذه الواقفه فقالت مها باستغراب:راجل غريب الأطوار هههههههه فعلا الراجل الضخم زى ماجودى مسمياه.
فى الداخل تفاجئ عادل كثيرا من وجود قاسم فى مكتبه فهو ان اراد شيئا يستدعيه لعنده وايضا من طريقه دخوله. جلس قاسم بدون حديث فقال عادل :خير. غريبة يعنى
قاسم:ا.. ااه. ااعندنا اجتماع دلوقتي.
عادل باستغراب :طيب تمام مانا عارف.
قاسم محاولا السؤال عن جودى بطريق غير مباشر :طب يالا جهز نفسك. و..اا.. هى السكرتيره بتاعتك مش هتجهز للاجتماع ولا ايه؟ ولا مستنيه قريتها.
عادل:لا مش بتيجى دلوقتي.
قاسم :احمم. امال بتيجى امتى. لاحظ الاستغراب على وجه عادل فقال :انت عارف انا مش عايز غلطه.
عادل:يابنى دى بتيجى بعد المدرسه وهما ثلاث ساعات الى بتقعدهم.
قاسم وقد عرف ما أراده :تمام يلا بينا.
خرج قاسم وبعده عادل الذى امر مها بمرافقته في الاجتماع. دخلوا قاعة الاجتماعات وجدوا الجميع بانتظاره وهم دنيا السواح ومساعدها الشخصى ومحامى مجموعة السواح جروب. جلست مها بجانب عادل على طاولة الاجتماعات التي كان يترأسها قاسم بكل ثقه وشموخ لا يليق الا به. ثوانى وبدء الاجتماع وقاسم عينه على مها لمعرفة موعد وصول جودى. بعد ساعات طويلة من الاجتماع جاءت الساعه الثالثة عصراً وهو موعد وصول جودى لكن لم ينتهى الاجتماع بعد وكانت مها قلقه كثيرا على جودى رن هاتفها فانتبه له الجميع ففصلت الاتصال وقامت ببعث رساله عبر الوتساب لجودى تخبرها انها فى الاجتماع وان تدخل هى وستلحقها فيما بعد كل ذلك تحت ملاحظة قاسم قد أيقن ان الاتصال كان من جودى فانهى الاجتماع سريعا. وقد اراح هذا مها كثيرا. كان قاسم يقوم بجمع اشياءه وهم بالخروج فى نفس اللحظه التى انفتح بها باب المصعد وخرجت منه جودى. تهللت اسارير قاسم وتاه بشعرها المموج وابتسامتها العذبه التى تهديها للجميع وفى نفس اللحظه التصقت دنيا بذراع قاسم وذهبت مها واحتضنت جودى بحب وسالتها عن حالها
مها:خوفت تنسى العنوان تانى.
جودى:هههههههه لا عمو محمد مركز اكتر منى. فضحك الاثنين معا تحت انظار قاسم الهائمه بوجه جودى انتبهت دنيا لجودى فقالت بسخرية وهي ملتصقه يقاسم:ايه ده يا بيبى انت فتحتها حضانه ولا ايه. نظر لها قاسم بغضب وكان سيهم بالرد لكن انسحبت جودى بعدما نظرت له ولها بغضب ولم تشاء الرد عليه او عليها تنجنبا لاثارة المشاكل لمها فى مكان عملها. انزعج كثيرا قاسم من تصرف دنيا ولم تخفى عليه نظرة الغضب الموجهه اليه من جودى. ولكن فى غمضة عين اختفت جودى من أمامه. ظفر بغضب وذهب باتجاه مكتبه ولحقته دنيا كظله.
فى مكتب مها دخلت جودى بغضب وتبعتها مها
جودى :مين الست البارده دى. انا تقولى حضانه.
مها:دى تعتبر خطيبه قاسم بيه صاحب الشركه وقريب اووى هتبقى مراته.
جودى :حتى لو بقت كده ده مايديهاش الحق انها تستهزء بخلق الله. انا مارضيتش ارد عشان ماعملكيش مشكله.
فى نفس الوقت فى مكتب قاسم دخلت دنيا عقب قاسم مباشرة واغلقت الباب واقتربت منه بمياعه :بيبى وحشتنى اووى. هدر قاسم بغضب وهو يبعدها عنه:انتى ايه اللي هببتيه برا ده. عقدت دنيا حاجبيها باستغراب وقالت:ايه قولت ايه.
قاسم بغضب :اطلعى برا.
دنيا:قاسم انت بتقول ايه. كل ده عشان البتاعه دى. عند هذه النقطه وانتفض قاسم وقال :اشترى نفسك يادنيا واطلعى برا دلوقتي. ارتعبت دنيا من نبرة حديثه وخرجت مصرعه. اما قاسم فخرج مسرعا ذاهبا الى مكتب مها.
فى مكتب مها كان النقاش مازال مستمر بين مها وجودي.
جودى:بس انا خلاص مش هاجى هنا تانى.
مها:لا طبعا انا مش هسيبك في العماره لوحدك استهدى بالله ياجودى. كان قاسم يدخل في هذه اللحظه. وسمع جودى
جودى:لا يامها انا مش هستحمل الناس دى انا هبقى اخلص مدرستى واستناكى فى شقتنة وهقفل على نفسى كويس ماتخا....... قطع حديثها دخول قاسم بحدة وقد فقد اى ذرة تعقل وقال بغضب:ايه اللي بيحصل.
مها:مافيش حضرتك حاجه.
قاسم وهو موجه مظره لجودى الغاضبة والتى تنظر فى الاتجاه الاخر وهي عاقده ذراعيها على صدرها:امال ايه الى سمعته ده.
مها:خلاص يافندم مشكله واتحلت خلاص.
قاسم:مشكلة ايه. كان يتحدث وهو يسلط نظره على جودى التى لم تعيره اى انتباه وكم زاد هذا من غضبه. فقام بشئ جعل اعين مها وفمها يتسعون بذعر حيث قام فجأه بسحب يد جودى وخرج بها خلفه وخرج بها ذاهبا الى مكتبه صدمت جودى لذلك كثيرا. خرجت ورائه مها فى محاولة الحديث معه وذهبت خلفه وسط نظرات الموظفين المنصدمه. دخل بها الى مكتبه ولم يبالى بحديث مها المترجى اما جودى فكانت الصدمه اكبر من ان تستوعبها دخل من باب مكتبه فنطرت له منى السكرتيره بصدمه نظرت ليد قاسم القابضة على يد جودى المصدومه خلفه. قال قاسم لمنى دون النظر اليها:مافيش مخلوق يدخل المكتب ورايا. لم يترك لها فرصه لرد واغلق الباب فى وجه مها التى كانت تلاحقه.
دخل بها المكتب بعنف ثم اغلق الباب ووقف امامها كانت نظراتها له خليط من الرعب والصدمه والغضب. كانت مرتعبه من هيئته الغاضبة وكأن جسده الضخم الطويل كان بحاجة إلى بعض الغضب كى يوقف قلبها من الرعب.
جودى بحديث مرتعب:ايه فى ايه.
اقترب منها قاسم اكثر بغضب. فارتعدت جودى أكثر فلم تنتبه لحديثها وهى تقول:لا لا ماتاكلنيش انا لسه صغيرة. انفجر قاسم في الضحك بهيستريا الهذه الدرجه تراه مخيف ومن اكلى لحوم البشر. نظرت جودى إليه بغضب ثم قالت وهى مازالت على رعبها:انت جايبنى هنا ليه.
قاسم وهو يحاول السيطره على نفسه :ممكن افهم بقا مالك.
جودى باستغراب:مالى
قاسم :متضايقه ليه ومش عايزه تيجى هنا تانى ليه.
جودى وهى تعقد ذراعيها امام صدرها:انا حره.
قاسم:اتكلمى زى مابكلمك.
جودى بشجاعة مزيفه:امال انا دلوقتى يصقف مانا بتكلم.وبعدين اوعى تكون فاكر انك هتخوفنى بعضلاتك دى. كبت ضحكته وهو ينظر اليها بصدمه فى حين اكملت هى :مش بالعضلات على فكره.
هنا انفجر قاسم في الضحك حتى ادمعت عيناه. ياللهى فى حياته لم يضحك بهذه الطريقة. أعاد النظر اليها وهو يتحاول كبت ضحكاته ثم قال ضاحكا :امال بأية.
قالت بشجاعه مصتنعه :بالقلب. وهى تشيى على قلبها. انفجر فى الضحك ثانيه. كم تسعده هذه الصغيره.
تحكم فى نفسه اخيرا ونظر إليها ثانية وجدها غاضبة بشده فاجلسها على الاريكه الجلديه وجلس بجانبها قائلا:ممكن اعرف انتى ليه واخده موقف منى. نظرت اليه باستغراب ثم قالت :مش واخده منك موقف ولا حاجة.
قاسم:لا بتكلمى الناس كلها الا انا. وبعدين ايه اللي انا سمعته ده مش عايزه تيجى هنا تانى.
جودى :كده احسن.
قاسم بغضب:لا مش احسن.
جودى باستغراب:انا عارفه انك كنت ممانع وجودى هنا واصلا هى مها إلى خايفه عليا زياده من الجيران الجداد... قطع قاسم حديثها قائلا :مين قالك انى ممانع وجودك هنا
جودى :مها قالتلى ان مستر عادل مديرها هو الى قالها كده. لعن فى سره عادل ومها فى آن واحد.
اكملت جودى :انا بعد المدرسة هرجع البيت واقفل على نفسى كويس.
قاسم بابتسامه :لا مافيش الكلام ده انتى هتخلصى مدرسه وتيجى على هنا.
جودى:لا خلاص انا اصلا بحاول اظبط مواعيد دروسى ومش هضطر اجى هنا.
قاسم:برضه هتيجى.
جودى:لا..... قطع حديثها قائلا:مافيش لا انا هطلبلك حاجة تشربيها وقف من مكانه وطلب من منى عصير فرش لها
قالت غاضبة :انا عايزه نسكافيه.
قاسم:تؤتؤ العصير هيهديكى اكتر.
جودى بابتسامه وصوت خافت:شكراً
قاسم مقتريا منها :العفو.
فى الخارج كانت مها تزرع الغرفه ذهاباً وإيابا. قلقا على جودى. اما منى فكانت مستغربه كثيرا مايحدث وزاد استغرابهم حينما طلب قاسم عصير فريش لجودى.
فى نفس الوقت فى مكتب قاسم دخلت دنيا عقب قاسم مباشرة واغلقت الباب واقتربت منه بمياعه :بيبى وحشتنى اووى. هدر قاسم بغضب وهو يبعدها عنه:انتى ايه اللي هببتيه برا ده. عقدت دنيا حاجبيها باستغراب وقالت:ايه قولت ايه.
قاسم بغضب :اطلعى برا.
دنيا:قاسم انت بتقول ايه. كل ده عشان البتاعه دى. عند هذه النقطه وانتفض قاسم وقال :اشترى نفسك يادنيا واطلعى برا دلوقتي. ارتعبت دنيا من نبرة حديثه وخرجت مصرعه. اما قاسم فخرج مسرعا ذاهبا الى مكتب مها.
فى مكتب مها كان النقاش مازال مستمر بين مها وجودي.
جودى:بس انا خلاص مش هاجى هنا تانى.
مها:لا طبعا انا مش هسيبك في العماره لوحدك استهدى بالله ياجودى. كان قاسم يدخل في هذه اللحظه. وسمع جودى
جودى:لا يامها انا مش هستحمل الناس دى انا هبقى اخلص مدرستى واستناكى فى شقتنة وهقفل على نفسى كويس ماتخا....... قطع حديثها دخول قاسم بحدة وقد فقد اى ذرة تعقل وقال بغضب:ايه اللي بيحصل.
مها:مافيش حضرتك حاجه.
قاسم وهو موجه مظره لجودى الغاضبة والتى تنظر فى الاتجاه الاخر وهي عاقده ذراعيها على صدرها:امال ايه الى سمعته ده.
مها:خلاص يافندم مشكله واتحلت خلاص.
قاسم:مشكلة ايه. كان يتحدث وهو يسلط نظره على جودى التى لم تعيره اى انتباه وكم زاد هذا من غضبه. فقام بشئ جعل اعين مها وفمها يتسعون بذعر حيث قام فجأه بسحب يد جودى وخرج بها خلفه وخرج بها ذاهبا الى مكتبه صدمت جودى لذلك كثيرا. خرجت ورائه مها فى محاولة الحديث معه وذهبت خلفه وسط نظرات الموظفين المنصدمه. دخل بها الى مكتبه ولم يبالى بحديث مها المترجى اما جودى فكانت الصدمه اكبر من ان تستوعبها دخل من باب مكتبه فنطرت له منى السكرتيره بصدمه نظرت ليد قاسم القابضة على يد جودى المصدومه خلفه. قال قاسم لمنى دون النظر اليها:مافيش مخلوق يدخل المكتب ورايا. لم يترك لها فرصه لرد واغلق الباب فى وجه مها التى كانت تلاحقه.
دخل بها المكتب بعنف ثم اغلق الباب ووقف امامها كانت نظراتها له خليط من الرعب والصدمه والغضب. كانت مرتعبه من هيئته الغاضبة وكأن جسده الضخم الطويل كان بحاجة إلى بعض الغضب كى يوقف قلبها من الرعب.
جودى بحديث مرتعب:ايه فى ايه.
اقترب منها قاسم اكثر بغضب. فارتعدت جودى أكثر فلم تنتبه لحديثها وهى تقول:لا لا ماتاكلنيش انا لسه صغيرة. انفجر قاسم في الضحك بهيستريا الهذه الدرجه تراه مخيف ومن اكلى لحوم البشر. نظرت جودى إليه بغضب ثم قالت وهى مازالت على رعبها:انت جايبنى هنا ليه.
قاسم وهو يحاول السيطره على نفسه :ممكن افهم بقا مالك.
جودى باستغراب:مالى
قاسم :متضايقه ليه ومش عايزه تيجى هنا تانى ليه.
جودى وهى تعقد ذراعيها امام صدرها:انا حره.
قاسم:اتكلمى زى مابكلمك.
جودى بشجاعة مزيفه:امال انا دلوقتى يصقف مانا بتكلم.وبعدين اوعى تكون فاكر انك هتخوفنى بعضلاتك دى. كبت ضحكته وهو ينظر اليها بصدمه فى حين اكملت هى :مش بالعضلات على فكره.
هنا انفجر قاسم في الضحك حتى ادمعت عيناه. ياللهى فى حياته لم يضحك بهذه الطريقة. أعاد النظر اليها وهو يتحاول كبت ضحكاته ثم قال ضاحكا :امال بأية.
قالت بشجاعه مصتنعه :بالقلب. وهى تشيى على قلبها. انفجر فى الضحك ثانيه. كم تسعده هذه الصغيره.
تحكم فى نفسه اخيرا ونظر إليها ثانية وجدها غاضبة بشده فاجلسها على الاريكه الجلديه وجلس بجانبها قائلا:ممكن اعرف انتى ليه واخده موقف منى. نظرت اليه باستغراب ثم قالت :مش واخده منك موقف ولا حاجة.
قاسم:لا بتكلمى الناس كلها الا انا. وبعدين ايه اللي انا سمعته ده مش عايزه تيجى هنا تانى.
جودى :كده احسن.
قاسم بغضب:لا مش احسن.
جودى باستغراب:انا عارفه انك كنت ممانع وجودى هنا واصلا هى مها إلى خايفه عليا زياده من الجيران الجداد... قطع قاسم حديثها قائلا :مين قالك انى ممانع وجودك هنا
جودى :مها قالتلى ان مستر عادل مديرها هو الى قالها كده. لعن فى سره عادل ومها فى آن واحد.
اكملت جودى :انا بعد المدرسة هرجع البيت واقفل على نفسى كويس.
قاسم بابتسامه :لا مافيش الكلام ده انتى هتخلصى مدرسه وتيجى على هنا.
جودى:لا خلاص انا اصلا بحاول اظبط مواعيد دروسى ومش هضطر اجى هنا.
قاسم:برضه هتيجى.
جودى:لا..... قطع حديثها قائلا:مافيش لا انا هطلبلك حاجة تشربيها وقف من مكانه وطلب من منى عصير فرش لها
قالت غاضبة :انا عايزه نسكافيه.
قاسم:تؤتؤ العصير هيهديكى اكتر.
جودى بابتسامه وصوت خافت:شكراً
قاسم مقتريا منها :العفو.
فى الخارج كانت مها تزرع الغرفه ذهاباً وإيابا. قلقا على جودى. اما منى فكانت مستغربه كثيرا مايحدث وزاد استغرابهم حينما طلب قاسم عصير فريش لجودى.
@@@@@@@@
الحلقة الرابعة عشق قاسم
في الصباح فى شركة قاسم مهران
دخل قاسم بكل هيبه وغرور صعد إلى الطابق الأخير وذهب باتجاه مكتبه. دخلت خلفه منى السكرتيره وهى تتهادى فى تنورتها القصيره وحذائها ذو الكعب العالي واقتربت منه ثم قالت:صباح الخير قاسم بيه.
قاسم بجمود:صباح الخير.... هاتيلى ملف الصفقة الاخيره.
منى :جاهز يافندم اتفضل... لا ينكر قاسم اتقانها عملها وهذا ما يجعله يتغاضى فى بعض الأحيان عن تصرفاتها.
قاسم:عادل جه ولا لسه.
منى :اطلبه لحصرتك يافندم.
قاسم :احمم.. لا انا شويه وهروحله.
منى بشك :طب ما اطلبه لحضرتك هو اللى على طول بيجيلك. هدر قاسم بغضب وهو يقبض بيده على مكتبه.
قاسم:انتى هتقوليلى اعمل ايه وما اعملش ايه.. اتفضلى على مكتبك.
هرولت منى بفزع الى الخارج واغلقت الباب خلفها.
ظل قاسم ينظر إلى الساعه التى بيده وهو يحاول أن يتذكر موعد وصول جودى. زفر بحنق وهو يحاول تذكر معاد انتهاء الاجتماع لكن لم يستطيع.... خرج من مكتبه فهبت منى واقفة بفزع من هيئته... لم يعيرها اهتمام وذهب باتجاه مكتب عادل
فى مكتب عادل كانت مها واقفه امامه تسجل ملاحظاته وطلباته بمنتهى الدقه والعمليه. دخل قاسم المكتب باندفاع بعدما مر علي مكتب مها ولم يجد جودى به فاندفع الى الداخل بغضب.عقد عادل ومها حاجبيهم باستغراب.
عادل:ايه فى ايه. كان قاسم فى حاله ميؤس منها يريد السؤال عنها ولكن كبرياءه وشموخه يمنعه من السؤال عن طفله لم يراها إلا من يومين.
قاسم :ااااا... اه مشروع راس سدر اخباره ايه.
عادل:انت جاى عشان كده.
قاسم :اه.
عادل :طب تعالى اقعد.. ثم نظر إلى مها وقال شكرا يا مها اتفضلى انتى على مكتبك.
خرجت مها وهى شبه متأكده ان قاسم مهران قد جاء بحثا عن جودى فانتابها القلق عليها اكثر فقالت محدثه نفسها:ياربي يعنى انا جبتها هنا عشان قلقانه عليها من الجيران الجداد اقوم الاقى هنا قاسم مهران زير النسا..... لأ انا لازم أخلى بالى منها دى لسة صغيره وخالتو وماما موصينى عليها..... ثم اخرجت الهاتف وقامت بالاتصال على جودى للاطمئنان عليها.
مها:الو
جودى :الو يا حبيبتي عامله ايه
مها:انا تمام..
جودى:مالك يا مها
مها:جودى اسمعينى كويس اما تيجى الشركه تتطلعى لعندي على طول والراجل الى اسمه قاسم مهران ده مالكيش دعوه بيه خالص سمعانى ياجودى.....
جودى :طب انتى مالك طيب.
مها بتنهيده:انا بس خايفه عليكى منه ده راجل شراني.
جودى بخوف من قاسم :خلاص حاضر. حاضر ماليش دعوة بيه خالص.
مها:ماشى يا حبيبتى سلام.. وخلى بالك من نفسك.
جودى :انتى كمان ياحبيبتى. سلام.
أغلقت مها الهاتف وهى تدعو الله ان تمر الايام القادمة على خير...
فى الداخل فى مكتب عادل.
كان عادل ينظر لقاسم باستغراب وكأنه تنين برأسين.
قاسم:ايه مالك باصصلى كده ليه.
عادل:لا بس اصلك متغير كده وحالك متشقلب اليومين دول حتى امبارح سبت السهره بدرى وروحت.
قاسم :وانت ايه اللي مزعلك في كده.
عادل:مش زعل ده استغراب من حالك... وبعدين تعالى هنا مالك كل شويه جايلى مكتبى جايلى مكتبى مانت على طول بتطلبنى وانا اجيلك ايه اللي اتغير.
قاسم ببرود :بريحك.
عادل :ياواد باحنين..... ماشى هعمل نفسي مصدقك.
قاسم :هسيبك تكمل شغل وابقى اجيلك بعدين.
عادل :ده انت هتاخد السكة رايح جاى بقى....نظر له قاسم بحده اخرصته.
خرج قاسم ووجه مسلط على مها التى تنظر له بشك وهو ينظر اليها يريد سؤالها عن جودى ولكن لم يستطيع فزفر بغضب وذهب إلى مكتبه.
فى تمام الساعه الثالث عصرا كانت جودى تهبط من الباص الخاص بالمدرسه واصحابها يلوحون لها من نافذات الباص. صعدت للاعلى ودخلت عند مها التى قالت بقلق:ها قبلك وانتى جايه
جودى:لا ماتخافيش. تنهدت مها براحه ثم قالت :جودى الراجل ده مش كويس وبيلعب بالبنات واحنا بالنسبه له مجرد لعبه جديده احنا مش اده لا احنا زيه ولا هو زينا. اى بنت بيعرفها بيتسلى بيها يومين وبعد كده يرميها ولا يعبرها... ياما عرف بنات من كل بلد وعلى كل شكل ولون..... كانت جودى تستمع الى كلام مها بخوف شديد من هذا القاسم فقالت بفزع وهى تومئ برأسها من اعلى لاسفل :حاضر حاضر ماليش دعوه بيه خالص ومش هكلمه ولا اقربله. ابتسمت لها مها بحب اخوى خالص
كان قاسم فى مكتبه يجلس على غير راحه يريد ان يراها هل هى هنا ام لا.. نهض بغضب بعدما فرغ صبره وذهب باتجاه مكتب مها. فى نفس الوقت اتصل احد الموظفين بمها يخبرها بقدوم مجموعة الشباب التى ستعمل تحت التدريب ويجب أن تكون معهم للإشراف عليهم كما أمر السيد عادل. خرجت مها من مكتبها بعدما اوصت جودى بعدم الخروج من المكتب نهائيا لحين عودتها.
فة في هذه الأثناء كان قاسم يذهب ناحية مكتب مها كانت جودى كالعاده تقوم بالتقاط صور سلفى لها بأوضاع رائعه. دخل قاسم المكتب فتهللت اساريره كمن وجد ضالته أخيراً وتنهد بارتياح وهو يراها امامه واخذ يراقبها وهى على غفلة من وجوده معها... ابتسم بحب على مظهرها الطفولى ومظرها وهي تلتقط صور لنفسها فتاره تخرج لسانها وتارة تمد شفتيها الجميله وتاره تأخذ وضع الخزن واشياء أخرى جميله وتليق بها. فجأة خطرت على باله فكره. فأخرج هاتفه وفتحه على موضع التصوير (السلفى) واقترب منها من الخلف واحتضنها فجأة فنظرت هى فى عينيه فالتقطت الكاميرا تلك اللحظة ولم تلحظ جودى ذلك فابتعدت فجأة بخوف لاحظه قاسم بوضوح.. فاقترب منها قاسم باستغراب قائلا :ايه فى ايه
جودى :حضرتك الى فى ايه. ماينفعش تقرب مني كده. قالت كلماتها هذه بارتجاف واضح ازعج قاسم كثيراً.
قاسم وهو يقترب منها محاولا تهدءتها:طيب اهدى كده.. مالك انتى خايفه منى. قالها وهو يقترب خطوه منها وهى ترجعها الى الخلف
جودى بخوف وذعر فشلت في اخفائهم:لاا مش خايفه منك.. بس انا مش من البنات اللي بتعرفها وعمرى ماهكون زيهم.
قاسم:بنات ايه إلى بعرفهم انتى فى حد مخوفك منى.... فى هذه الأثناء دخلت مها ورأت قاسم في مواجهة جودى المذعوره.
مها بخوف:جودى حبيبتي فيكى حاجه.. عملك حاجه. نظر اليها قاسم بغضب إذا هى من حكت لها عن تاريخه المشرف مع الفتيات وقامت باخافتها منه هو لا ينكر نعم هو زير نساء وله عشيقات فى كل دول العالم كل يوم مع فتاه جديده وكم حطم من قلوب نساء وفتيات ولكن جودى شيء آخر.
قاسم بغضب :انتى قولتلها ايه عنى.
مها بهدوء :كل خير ياقاسم بيه.
قاسم بعصبيه:خير ازاى وهى مرعوبه منى كده.
مها ببرود:ولا مرعوبه ولا حاجه هى بس جايه تعبانه من المدرسة وجعانه.. ماتشغلش دماغ حضرتك بالتفاهات دى. عن أي تفاهات تتحدث هذه المها تريد تسوية الامر ببعض الدبلوماسية والذكاء. حسناً. فليكن اللعب على المكشوف. وعلى حين فجاءه منه امسك قاسم بيد جودى وخرج بها ذاهبا الى مكتبه وأغلق الباب خلفه فى وجه مها التى كانت ترقد خلفه.. وبدون أي كلام رفع سماعة الهاتف وقام بالاتصال على احد مطاعم الوجبات السريعة طلب غداء له ولها.. انهى اتصاله ونظر إلى تلك الواقفه برعب وخوف شديدن. لعن تحت انفاسه مها ومعها ماضيه الاسود. فقال قاسم وهو يقترب منها:اهدى ياجودى انا مش هأذيكى والله.
جودى:..........
قاسم وهو يمسك يدها المرتعشة :انتى خايفه منى كده ليه.... طب هى قالتلك عنى ايه.
جودى :..........
قاسم بحنان :طب انا هسيبك تحكمى بنفسك وتعرفى انى مش وحش زى ما اتحكالك. نظرت له جودى بشك.
قاسم :انا طلبتلنا اكل عشان نتغدى مع بعض زى ما اتفقنا امبارح ولا ناسيه. ابتسمت جودى بخفوت فتنهد قاسم بارتياح.
1
كانت مها فى مكتبها تزرع الغرفه ذهاباً وإياباً قلقا على جودى المحتجزه من قبل قاسم مهران. فلم تجد بد من الذهاب لعادل عله يقنع صديقه بالابتعاد عن جودى... طرقت مها الباب فاتاها صوته يسمح لها بالدخول..
مها:مستر عادل
عادل:خير يا مها في حاجة في الشغل.
مها:لا كله تمام... بس حضرتك لازم تتكلم مع قاسم بيه اللى بيعمله ده ماينفعش. جودى بنت صغيره وهي من عالم وهو من عالم تانى خالص... عقد عادل حاجبيه باستغراب ثم قال بجهل تام:طب اهدى بس واتكلمى بالراحه هو ايه اللي حصل..... قصت عليه مها كل ماحدث تحت اتساع اعين عادل المصدومه. هل قاسم مهران ترك كل شئ وراءه واصبح شغله الشاغل طفله صغيره في عمر السابعة عشر.
عادل :طب اهدى يا مها وروحى على شغلك وانا هروحله واتفاهم معاه.
مها:لا يافندم انا مش ههدى غير لما تخرج من مكتبه ومايبقاش ليه اى علاقة بيها.... انا كنت جيباها هنا عشان خايفه عليها اقوم اسلمها بايدى لسكينة قاسم مهران.
عادل :ليه بس يا مها هو هيعملها ايه يعنى.
مها:حضرتك عارف كويس مين قاسم مهران وبيعمل ايه. سكت عادل فهو اكثر الناس درايه بصديقه وبتاريخه الحافل.
عادل:خلاص يا مها انا هروحله دلوقتي. وهخليه مالوش علاقة بيها تانى.
مها:شكرا لحضرتك. عنئذنك
عادل :اتفضلى.. زفر عادل بسخط على صديقه على ترك النساء جميعا وانتقل إلى فئة المراهقات. خرج عادل وذهب في اتجاه مكتب قاسم.
عادل محدثا السكرتيره:قاسم بيه جوا.
منى بسخط واضح:جوا يافندم..
عادل:طيب انا داخله.
منى باستحقار:معاه البنت الصغيره دى وقالى ماحدش يزعجه. نظر لها شزرا ثم دخل المكتب عند قاسم بدون استئذان.
فى المكتب عند قاسم جاء العامل بالطعام ووضعه باحترام وذهب سريعا..... كانت جودى تجلس بتوتر واضح وعيون قاسم لا تفارق اى تفصيله من حركاتها وتصرفاتها حتى رمشة عينها. بعدما وضع العامل الطعام وذهب. قال قاسم:يلا عشان تاكلى.
جودى بتوتر:لللا.. لا مش جعانه.
قاسم بحنان:طب انتى رجعتى تخافى تانى ليه.... لازم تقوليلى اتقالك ايه عنى عشان اصححلك الى فهماه غلط عنى.
جودى :مش فاهمة حاجة غلط.. انا بس عايزه اخرج من هنا.....
قاسم بحده خفيفه:جودى انتى مش هتخرجى من هنا غير لما اعرف فى ايه وكمان تخلصى اكلك كله.... ارتعبت جودى منه وظهر هذا بوضوح على وجهها. لعن قاسم بخفوت ثم قال بهدوء لتهدئتها:طيب اهدى اهدى ممكن بس ناكل مع بعض زى ماوعدتينى امبارح.. نظرت له ثم اومأت برأسها دليل الموافقه كى تتخلص من هذا القيد وبعدها ستفر هاربه خارج حدود شركته.. اقترب قاسم منها بشده وامسك بيده الطعام وقام بتقريبه من فمها فتجمدت جودى فابتسم قاسم بحنان حقيقي وقال :يلا افتحى بوقك عشان اكلك... اتسعت اعين جودى فقال قاسم:امممم انا اللى هأكلك النهارده ولازم تخلصى اكلك. وامام اصرار قاسم الشديد فتحت جودى فهما فقام قاسم باطعامها بيده وكان يحاول ملامسة شفتيها باصابعه وعند هذه اللحظه احس بشعور غريب ورجفه لذيذه فى جسده. اما جودى فكانت فى عالم آخر وهى تائهه في رائحته الرجوليه المدموجه بعطره الفريد واقترابه منها الى درجة الالتصاق والاهم من ذلك هو حنانه الصادق والذى استشعرته حقا.. كان قاسم يطعمها ويمسح لها فمها كالاب وطفلته.... وبدون علم منه لعلب على الوتر الحساس لديها فقدانها لشعور حنان الأب جعلها تطمئن له وتنسى خوفها وبدءت تهدأ وشعر هو بذلك... فقالت :طب وانت مش هتاكل.
قاسم:انا شبعت لما بطلتى خوف منى. اندهشت جودى بشده هل شعر بها واحس بما يحدث داخلها ابتسمت له بلاطفه وقام هو بإكمال اطعامها.. فى هذه اللحظة دخل عادل بدون طرق الباب فتصنم مكانه وهو يرى قاسم مهران يقوم باطعام فتاه بنفسه والاغرب انه يبتسم لها بصدق. فهو صديقه ويعرفه جيدا. ارتبكت جودى فور دخول عادل فهى بعد ما استشعرته من اطمئنان مع قاسم من حنانه الدافئ لها قد نست اين هى وماذا تفعل،احس قاسم بدخول عادل وارتباك جودى فربط على كتفها بحنان وحب وقال: يالا كملى اكلك واكمل اطعامها.... ثم قال محدثا عادل دون النظر اليه:تعالى يا عادل... فى حاجة.
عادل باستغراب من حالة صديقه :لا.. بس مها عايزه جودى.
قاسم وهو مازال على وضعه :قولها بتاكل ومش هتيجى دلوقتى.
عادل :قاسم فى ايه.
قاسم:مافيش زى مابقولك كده.... كانت جودى توقفت عن اكمال طعامها.
جودى :انا شبعت الحمد لله... هروح لمها.
قاسم :لأ مش قبل مانخلص كلامنا.
قال آخر كلاماته بأمر لا يقبل النقاش. قال قاسم موجها حديثه لعادل:طمنها يا عادل انا مش هاكلها.. ها.
عادل:طيب ماشي..... انا نازل اتغدى.. سلام.
قاسم وهو يمسح لجودى فمها من بقايا الطعام :شطووره... هطلبلك نسكافيه ها مش عصير زى امبارح. قالها بغمزه مشاكسه فضحكت جودى. ابتسم قاسم لاطمئنانها له. ثوانى ورن هاتف جودى وكان يامن هو المتصل ففتحت جودى المكالمه :الو
يامن:ايوه ياجودى انا تحت يالا انزلى.
جودى :طيب دقيقه ونازله.
قاسم بضيق:ايه ده انتى رايحه فين.
جودى:رايحه السنتر عندى درس كمان نص ساعه. زفر بغضب وقال:طيب تمام. هبعت معاكى العربيه بالسواق.
جودى :لا مش عايزه اتعبك.... وبعدين انا بروح مع يامن.. رفع حاجبه بغضب وقال:نعم... يامن مين.
جودى ببراءه:ده زميلى في المدرسة.
قاسم :ايوه ويوصلك بتاع ايه.
جودى :هو زميلى في المدرسه واعرفه من كجى وان وساكن قريب من هنا ولما عرف انى بقيت اجى لمها هنا عرض عليا اروح معاه كام يوم عشان مش عارفة المنطقة كويس يعنى لحد ماتعود.. رفع قاسم هاتفه وقال بأمر :جهز العربية بالسواق حالا.
جودى :لأ انا هروح مع يامن.
قاسم بحده :لا... ظهر الخوف مره اخرى على وجهها فحاول تهدئتها قائلا بصدق:مش عايزانى اجى اوصلك... طب لو انتى مش عايزة انا عايز أقضي معاكى وقت كمان ولا عندك مانع.... ابتسمت جودى وقالت :لا ماعنديش مانع. ابتسم قاسم على برائتها وخجلها وامسك يدها ووسحب جاكيته وهاتفه ومفاتيحه وخرج من مكتبه متجها الى المصعد متجاهلا الموظفين الذين اتسعت أعينهم من الصدمه، كانت جودى تذوب من الخجل من نظرات الكل لها وكف قاسم التى تمسك بكفها وتسحبها معه بتملكيه شديدة.. وقفوا امام المصعد وانتظروا ثوانى حتى فتح دخلو به واغلق قاسم الباب وضغط على ذر الهبوط..... كان قلب قاسم يخفق بشده من قربها منه ورائحتها الجميله وملمس كفها الناعم كان ينظر اليها بوله واعجاب اما هى فكانت تنظر فى اى اتجاه عدا تجاهه هو متحاشيه النظر اليه من شده احراجها من قربه المهلك منها. هبط بهم المصعد إلى الأسفل فخرج قاسم منه وهو ممسك بكفها خرجت شهقه من الموظفين وافراد الامن وهم يرون قاسم مهران يمسك بيد فتاه لاول مره بتملك. وقف بها امام سيارته متجاهلا سيارة يامن..
جودى :طيب هروح اعتذرله.
قاسم:لا مالكيش كلام معاه.
جودى :لا طبعاً ده زميلى من زمان وكتر خيره انه تعب نفسه عشانى. وافق على مضض فذهبت
↚
كان يجلس في سيارته يتأكله الغضب.... لقد تأخرت كثيرا، كل هذا الوقت كى تعتزر منه. بعد ثوانى جاءت جودى بعدما شكرت يامن الذى انزعج كثيرا من الامر واراد الاستفسار عن ما يحدث ولكنها وعدته بمواصلة الحديث عند السنتر.
فتح لها قاسم باب السياره الخلفى حيث يجلس وجذبها اليه بغضب ثم قال وهو يصك على أسنانه :كل ده بتشكرى الزفت ده.
جودى باستغراب :انا ما اتاخرتش
قاسم محاولا تمالك حاله:ماشي ماشى.
امر قاسم السائق بالانطلاق. كان يجلس بجوارها يشتم رائحتها ويعمق النظر اليها لا يعرف ماهية الشعور الذي يشعر به نحوها؛ لقد رأها من يومين؛ هى تصغره بالعديد من السنوات؛ هى طفله حقا بالنسبة له لكنه حقا لا يستطيع ايقاف ذلك الشعور الذى يتدفق داخله ناحيتها.. يشعر بالتملك تجاها وهو الذى لم يكن يوما هكذا.. كانت جودى تلاحظ نظراته الغريبه المسلطه عليها من قبله فعاد لها شعورها بالخوف ناحيته خاصة مع تذكرها حديث مها عنه وتحذيراتها على الرغم من الطمأنينة والحنان التى شعرت بهم بعض الوقت معه ولكن عاد اليها الشعور بالخوف من جديد. قطع الصمت صوت قاسم:احمم.. هتيجى بكره الساعه كام.
جودى :بعد المدرسه. الساعة 3.
قاسم بسرحان :يعني مش هشوفها لحد بكره الساعه تلاته... اعمل ايه بس.
ايقظه من شروده حديث جودى للسائق:خلاص ده السنتر.. ثم نظرت لقاسم :شكراً اوووى انا تعبتك معايا.
قاسم :هتخلصى امتى.
جودى :الساعه 11.
قاسم :ده متأخر اوى.
جودى بابتسامة :عارفه بس انا بحاول اظبط مواعيدى الى اتلخبطت فجاءه وإن شاء الله اسبوعين وكل حاجة ترجع زى الاول وكمان ابطل اجى الشركة عندك وازعجك.
قاسم:يعنى انتى هتبطلى تيجى الشركه كمان.
جودى :اه هما بس الاسبوعين دول هظبط مواعيدى مع السنتر ومش هاجى تانى. سرح قاسم في حديثها. اردفت جودى :انا هنزل بقا اتاخرت يالا باى.
نظر لها قاسم وهى تفتح الباب وتهم بالنزول وظل نظره معلق عليها وهى تركض ملوحه لصديقاتها من نفس عمرها وظلوا يضحكون حتى اختفوا في الداخل.
عاد قاسم الى شركته وجد عادل فى انتظاره. دخل الى مكتبه وجلس عليه متنهدا بتعب يشوبه بعض الخزن.
عادل:ممكن افهم فى ايه.
قاسم :فى ايه.
عادل:قاسم انا صاحبك من زمان وحفظك... ايه اللي بيحصل. انا رجعت من برا لقيت مها السكرتيره مش على بعضها عشان قريبتها.
قاسم:خلاص خلاص.
عادل :خلاص ايه.
قاسم :قولت خلاص وطمنها تقدر قريبتها تيجى وتمشى من غير ما حد يضايقها. كان هذا حديث قاسم لنفسه أيضاً فلابد ان يقضى على هذا الشعور من بدايته فهو لا يصح لرجل فى سنوات عمره الثلاثون ان يعجب بفتاة فى السابعة عشر من عمرها. بالتأكيد لن تتقبل حبه لها ستعجب بشاب من سنها كيامن يعيش معها لحظات عمرها بما فيها من جنون وحماس لحظات لا يستطيع هو ان يعيشها معها بسبب سنه ومركزه. ستنقضى المده التى تأتى فيها لشركته وسيعود كل شيء لاصله وسينسى انه قابلها من الاساس هو لديه الكثير من الفتيات والسيدات فى اعمار مناسبه له ويرتمون تحت قدميه. سينساها بكل تأكيد. هذا ما اعتقده او بالأحرى حاول اقناعه لنفسه.
par
فى مكتب عادل استدعى مها قائلا :خلاص يا مها قاسم بيه كان بس بيشوف جودى متضايقه من ايه وهو قال مالوش دعوة بيها تانى تيجى وتستنى معاكى الكام اسبوع الى قولتى عليهم. تنهدت مها بارتياح فهى الان مطمئنه بعض الشئ. خرجت مها بعدما شكرت عادل كثيرا.
في المساء دخلت جودى بارهاق شديد وجدت مها تعمل على (اللاب توب)
جودى :ايه يا مها هتشتغلى فى البيت كمان. مش كفايه عليكى شغل طول اليوم.
مها :اعمل ايه شغل ولازم يخلص مستر عادل لازم يشوفوا بكرا.
جودى :بس طيب مستر عادل ده
مها بحب:جدا جدا جدا.
جودى بمشاكسه وغمزة عين :ايه ده ايه ده. لااااااا ده انا لازم اعرف فى ايه.
مها بخجل وقد كشف أمرها :بصى انا هقولك مانا ماقدميش غيرك يامفعوصه احكيله.
جودى :بغض النظر عن مفعوصه... هنتحاسب عليها بعدين... احكيلى من امتى بتحبوا بعض.
مها بحسره:انا بس اللي بحبه هو ولا هو هنا.... من ساعه ما شوفته اول مره اعجبت بيه على طول ومع الشغل معاه حبيته اكتر. بس هو ولا هو شايفنى.
جودى :طيب مايمكن فى حد فى حياته.
مها:عادل حياته كلها سهر وبنات اشكال والوان. عمره ماحب عايز يفضل كده يدوق كل واحده شويه زيه زى قاسم مهران بالظبط عشان كده كنت خايفه عليكى منه. هنا تذكرت مها حديث عادل فقالت:بس خلاص مابقتش خايفه هو قال إنه مش هيتعرضلك تانى وتيجى وتمشى زى مانتى عايزه.
جودى :ماتقلقيش يا مها هو ماضايقنيش بس حرجنى جدا مع يامن. ولحد دلوقتي زعلان ومش راضى يكلمني
مها :ليه... سردت عليها جودى كل ما حدث وسط استغراب وذهول مها هل اضاع وقته الثمين في اطعام جودى وتوصيلها فكما يقول دائما للموظفين ان الدقيقه من وقته بالاف من الدولارات.بل والاغرب من ذلك يبدو يغار عليها.
مها:خلاص بكره في المدرسة ابقى صالحى يامن.
جودى :اوكى... هروح اذاكر عشان الحق انام شويه.
فة في اليوم التالي كان قاسم مهران يجلس في مكتبه يجاهد نفسه على الا يفكر في جودى ولكن رغما عنه وجد حاله يقف امام النافذه فى تمام الساعة الثالثة وهو موعد مجيئها من المدرسه كما اخبرته تأخر الباص قليلا عن الميعاد كان سيعود للجلوس على مكتبه ولكن وجد الباص يقف وتنزل منه فاتنته وهى تقفز بشقاوه وتضحك بقوه بينما اصدقائها يمرحون معها ويهللون لها من نافذات الحافله. احمر وجهه وهو يرى فتى من نفس عمرها يلوح لها مع الفتيات. تمالك نفسه بالاكراه على الا ينزل اليه ويكيل له الضربات حتى تختفى معالم وجهه التى يبتسم به لها ويكسر تلك اليد التي تلوح لها؛دخلت جودى إلى الشركة وذهبت بإتجاه المصعد كانت ستدخل ولكن استوقفه احد وعركل الباب بقدمه. رفعت راسها وجدت شاب فى الثالثة والعشرين من عمره عريض المنكبين ولحيه جميله يبتسم لها ببشاشه فابتسمت له بلاطفه
مد يده لها يصافحها قائلا:احمد جمال مهندس تحت التدريب هنا. مدت يدها تصافح يده الممدوده بخجل قائله :انا جودى. ابتسم لها احمد :اهلا وسهلا. ثم اردف قائلا بس غريبه باين عليكى لسه صغيره وكمان معاكى شنطه المدرسه. ازاى بتشتغلى هنا.
جودى بخجل:لا انا بنت خالة مها سكرتيرة مستر عادل.
احمد:وجايه صدفه ولا ايه.... قطع كلامه وصول المصعد للطابق الأخير.
جودى :عن اذنك.
أحمد :بس لسه ماخلصناش كلامنا. احمر وجه جودى بخجل فابتسم لها قاطع حديثه صوت صديقه محسن يناديه.
محسن (شاب في السادسه والعشرين من العمر بعيون خضراء ووجه ابيض مستدير وغمازه على وجنته اليمنى طويل القامه بمظهر شيك وجذاب)
احمد لجودى:لازم امشي بسرعه اكيد الميتنج بدأ. شكلى بدل ماترفد قبل ماشتغل. هههههههه. ضحكت معه جودى بشده فاستاذن منها وذهب للاجتماع.
كان قاسم يجاهد نفسه كى لا يذهب مكتب مها ليراها وبصعوبه حتى انتهى وقت ذهابها للسنتر. نزلت جودى للذهاب لدروسها وهى عازمه على الذهاب بدون يامن فقد عرفت المنطقه جيدا. لكنها وجدت سائق قاسم يقف أمام السياره وعندما وجدها قادمه فتح لها الباب قائلا :انسه جودى قاسم بيه قالى اوصل حضرتك واستنى لحد ماتخلصى. نعم فلم يستطيع قاسم مقاومة احساسه بضرور فرض اهتمامه بها سيحاول الابتعاد لكن لم يكن بيده الا ان يهتم بها يعلم أن هذا سيصعب الامر عليه ولكن لم يستطيع تجاهل الامر. كان قاسم يراقب خروج جودى من نافذته المطلة على واجهة المدخل الرئيسي للشركه فشاهدها وهى تخرج ويتحدث معها سائقه الذى تجاوز الخامسه والاربعين من عمره نعم فلن يبعث معها سائقه الخاص الذى هو فى سن الخامسه والعشرون لن يستطيع تحمل وجود شاب صغير بجانبها ومن غير وجوده معها. لاحظ قاسم ترددها فى الدخول للسيارة لكن فى النهايه ارتضت بالامر وركبت السياره وذهبت باتجاه سنتر الدروس الخاص بها.
خرجت مها من غرفة الاجتماعات بعد انتهائه وهى مطمئنه كون قاسم مهران قد نفذ وعده ولم يحاول الحديث مع جودى او التعامل معها باى شكل من الأشكال. خرج احمد خلفها بسرعه يناديها.
أحمد :انسه مها انسه مها. التفتت مها اليه قائله بشاشه:افندم.. احمد جمال مش كده.
أحمد :ايوه.
مها:أهلاً وسهلا
احمد:أهلاً بيكى.... اممم اا.. هى انسه جودى الى كانت جايالك النهاردة مشيت ولا ايه... التمعت اعين مها بعدما فهمت اعجابه بجودى فقالت بمشاكسه:اها الانسه جودى عندها درس دلوقتى. كسى الحزن وجه احمد فاشفقت عليه وقالت بغمزه مساكسه وهى تبتسم:بس هتجيلى بكره تانى. هنا تهلل وجه احمد من جديد. كان محسن يقف بعيدا بعض الشئ وهو يكاد ينفجر غيظا من احمد الذى يقف مع مها وتتحدث اليه بهذه البشاشه فهو يعشقها منذ ان رأها من سنه عندما قدم للعمل في شركة قاسم مهران. تقدم محسن من مها بعدما انصرف احمد وقال لمها بغضب:كنتى بتقوليلو ايه. استغربت مها لرد فعله الغريب وفى اول محادثه بينهم فهم لم يسبق لهم الحديث منذ ان عمل محسن فى الشركه ولا حتى على سبيل العمل.
مها:فى ايه يا استاذ محسن.
محسن:مااتغيريش الموضوع كان بيقولك ايه
مها بخوف لا تعرف سببه:كان بيسالنى عن جودى بنت خالتي.
محسن بابتسامه عندما لاحظ تاثيره عليها ولكن اخفاها وارتدى قناع الجمود وقال بأمر غير قابل للنقاش :امم. اوكى. انتى معزومه النهاردة على العشا. الساعه 9 فى مطعم*****في المهندسين. قالها وانصرف وتركها فى حالة رهبه منه وهى عازمه على الا تتأخر عليه لا تعلم لما تللك الرهبه منه. كانت تومئ برأسها فقط بخنوع بينما هو استدار وانصرف وهو يبتسم بنصر وشموخ فهو عرف الطريقه التي تؤتى ثمارها مع معشوقته ذات الشخصيه العنيده الجامحه فجموحها يحتاج لترويض لذلك سيستخدم معها قوة شخصيته. ابتسم وهو يتمتم بسعاده:هتجوزك يامها وقريب اووى كمان.
فى المساء عادت جودى من دروسها بعدما اقلها سائق قاسم إلى المنزل. دخلت إلى شقتها هى ومها وكانت الصدمه من نصيبها حيث وجدت مها ترتدى فستان جميل من اللون الوردي وجمعت شعرها على جانب كتفها بمشبك رقيق وهى تضع لمسات من الميك اب الرقيق. فكانت جميله جدا.
جودى بزهول واعجاب:الله يا مها ايه الجمال ده.
مها بإخراج :بجد ياجودى.
جودى بانبهار واضح:بجد ياقلب جودى بجد انتى جمييله اووى... بس استنى هنا انتى رايحه فين بالشياكه دى.
مها بخجل :اصلى معزومه على العشا....... وقصت لها مها كل ماحدث من محسن وسط زهول جودى.
جودى :وااااااو ده ولا رشدى اباظه فى زمانه. قوى الشكيمه كدا
مها :قوى ايه ياختى
جودى:الشكيمه.... هى بتتقال كدا..
مها:عندك حق ده وهو بيكلمنى كنت دايبه فى جلدى منه واول ما قالى على العشا والمعاد وقالى ماتتاخريش لاقيت نفسى بهز دماغى جامد.
جودى :ههههههه طب يالا يالا قبل ماتتاخرى. انتفضت مها بفزع وهى تتذكر موعدها وركضت للخارج مسرعه خشيت ان تتأخر عن ميعادها وسط انفجار جودى فى الضحك ختى ادمعت عيناها.
دخلت مها الى المطعم الفاخر الذى قال لها محسن عليه وجدت محسن يجلس بوقار يعبث فى هاتفه وهو يرتشف من قهوته. يبدو انها تاخرت بعض الشئ. ابتلعت ريقها واتجهت اليه.
رفع محسن بصره اليها وانقطعت انفاسه من هيئتها الخاطفة للانفاس ولكنه تمالك نفسه فنطر اليها نظره ارعبتها. وقفت مها ومدت يدها للسلام عليه وقف هو بهيبته وظهر فرق الطول بينهم فتاهت مها بهيئته الشامخه واخذ قلبها يدق بشكل مختلف غير سابق عهده. جلست بعدما سحب لها المقعد بمنتهى الشياكه التى تليق بشخصيته. صمت مطبق خيم على الموقف إلى أن قطعه محسن وهو يخرج علبه من القطيفه الزرقاء وسط استغراب مها الذى تحول الى ذهول وهي ترى ماتحتويه العلبه حيث كان بها خاتم خطبه نسائى واخر رجالى. مد يده كى يلتقط يدها وكأنه يامرها. اعطته يدها وهى مشدوهه من مايحدث فوضع الخاتم باصبعها ثم اعطاها خاتمه كى تضعه له فالتقطته منه ووضعته بيده بقلب مرتجف واعين مصدومه فابتسم محسن بنصر ثم مد يده لها كطلب للرقص على الموسيقى الهادئه التى تعزف فى المكان، ذهبت معه وهى تحاول ان تدرك مايحدث هل يعني هذا انها اصبحت خطيبته وبهذه الطريقة الغريبه. احتضنها للرقص ومال على اذنها كى يرحمها من التخبط فأجاب على اسئلتها وكأنه يسمع مايدور داخلها قائلاً :ايوه انتى دلوقتى يقيتى خطيبتى وانا خطيبك. وبكره في الشركه كله هيبقى عارف. ثم نظر الى عينيها فعرف السؤال الذى يعقبه فمال عليها ثانيه وقال:انا اهلى متوفيين زي اهلك بالطبط ومالكيش غير بنت خالتك وانتى هتعرفيها. بدأت مها تستفيق من الصدمه وتعى ماحدث وما يقول وقلبها ينبض بعنف من وضعها فى حضنه ونظرات عينيه. كانت سعيده نعم سعيده جدا من هذه الطريقه الفريدة بنوعها ومن هذا الرجل الشرقى بكل ما للكلمه من معنى وشعرت بحب وإعجاب كبير ناحيته. ثوانى وكانت الصدمه الاكبر حين سمعته وهو يقول :بحبك.. من اول ماشفتك. ابتسمت مها وقلبها يطرق بعنف وهى تشعر بسعاده كبيرة واستغربت جدا مايحدث.... انتهت سهرتهم اللتى لم تتحدث فيها مها بحرف واحد وإنما كانت تنطر لمحسن ببلاهه وهيام وكم كان سعيد بهذه النظرات فمعناها يعنى الكثير. اصطحب محسن مها الى بيتها فكما قال إنه الان رجلها وكم اسرتها هذه الجمله وشعرت انها ملكه متوجه على عرش الفتيات. صعدت الى شقتها وفتحت الباب وهى تائهه في سعادة. وجدت جودى تنتظرها بفارغ الصبر كى تعرف ماحدث. ذهبت مسرعه الى مها الهائمه وجذبتها من ذراعيها وهى تنبهها ولكن صدمت جودى من خاتم مها الموضوع فى اصبعها فشهقت قائله:ايه ده دى دبلة. هزت مها رأسها بنعم. فقالت جودى :انتى اتخطبتى من ورايا. أعادت مها هز رأسها بموافقة مره اخرى. نفذ صبر جودى منها فصرخت فيها وهى تضرب على وجنتها كى تفيقها من حالة التيه التى هى عليها.
جودى:لأ فوقيلى كده واحكيلى اللى حصل.
مها:.......
جودى :مهاااااااااا
مها:ها.. ايه..
جودى :هو ايه اللي ايه. قوليلى ده حصل ازاى.. قالت هذا وهى تشير الى خاتم خطبتها. استفاقت مها وبدأت تقص على جودى كل ما حدث. وسط انبهار جودى مما حدث....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فى شركة قاسم مهران صباحاً كانت مها تتقبل التهانى الحاره من زملائها في العمل بعد معرفتهم بخطبتها من محسن
كان ذلك تزامنا مع دخول عادل الى مكتبه فاستغرب بشده هذه الأعداد من الموظفين داخل مكتبه فى آن واحد. فسمع احد الموظفات وهى تبارك لها فعقد حاجبيه بجهل. ثواني حتى تدارك الموظفين وجوده فاستاذنوا باحراج سريعا فقال عادل مستغربا :ايه ده هو فى ايه...... اول مره اشوف العدد ده من الموظفين فى وقت واحد فى مكتبى.
تنحنحت مها باحراج قائله:اسفه يامستر عادل بس دول كانوا بيباركولى.
عادل :على ايه.
مها:اصل انا اتخطبت.
عادل:معقول. اماءت له مها فقال بلا مبالاة :مبروك. ثم دخل الى مكتبه فدخلت خلفه تطلعه على برنامجه اليومى وهى تفكر في محسن تشعر ببعض الاشتياق له.
فى مكتب قاسم كان يجلس وهو يفكر فيمن شغلت تفكيره وارقت مضجعه. طوال ليله وهو يتخيلها امامه واخرى فى احضانه... يالهى لا يستطيع فعل شئ غير التفكير بها ولكنه زفر غاضبا عازم على إخراجها من تفكيره وحياته أيضا. فهى غير مناسبه له على الإطلاق؛ سينكب على عمله ويشغل نفسه عنها بنساءه التى ترتمى تحت اقدامه. استمر في العمل بلا هواده ولكن وجد نفسه يقف امام النافذة المطله على الشارع الرئيسي فى تمام الساعه الثالثه. زفر بغضب فبماذا وعد نفسه منذ ساعات.. اقنع نفسه بأنه سيلقى نظره خاطفه عليها ويذهب نظره خاطفه فقط... مجرد نظره.. انبسطت ملامحه وعرفت الابتسامة طريقها إلى وجهه وهو يرى جودى تقفز بمرح من درجات سلم الباص واصدقاءها يلوحون لها وهى تضحك لهم.. ثم دخلت راكضه بحماس ومرح للداخل حتى اختطفت.. لا لم يشبع عينيه منها بعد.... تبا لماذا دخلت مسرعه هكذا.. مهلا قاسم بماذا وعدت حالك منذ قليل. زفر بغضب ثم استدار وذهب الى مكتبه جلس عليه وبدأ في مباشرة عمله من جديد كى يشغل نفسه عن الذهاب لرؤيتها فقد اشتاق لها كثيرا....
فى مكتب مها كان احمد كل نصف ساعة يأتى اليها بأى حجه كى يتحقق من مجئ جودى كما قالت امس.. كانت مها تتابع حججه الواهية بإبتسامة تسليه. إلى أن جاء محسن فدخل لها ومعه باقة ورد حمراء خطفت قلب مها فنظرت له بحب قائله:ده عشانى.
محسن بحب:ده عشان احلى بنت شافتها عنيا. مبروك علينا يا روحى. خجلت مها كثيرا من حديثه الصريح. فقالت مغيرة الحديث :انت لحقت عرفت كل الناس دى ازاى.
محسن:بخبر بسيط على جروب الوتساب.
مها بغيره :وانا مش على الجروب ده ليه.... اااه وهو مين بينقل الأخبار غير البنات. هنا واستشف محسن غيرتها عليه فاعجبه الوضع فقال وهو يثير حنقها اكثر:اعمل ايه البنات اللى فى الشركه كل مايعملو جروب يقوموا حاطينى فيه. احتدت ملامح مها وحملت باقة الورد مستخدمة اياها كأداه للضرب قائله بحده وصوت عالى :محسسسسن بنات مين دول. اتخذ محسن وضع الدفاع عن النفس وقال بضحك:خلاص خلاص يامجنونه.
مها بجنان:متقولش مجنونه.
دخلت جودى على صوتهم العالى وشاهدت مها وهى تهم بالانقضاض على محسن فقالت باندهاش وهو تقف بينهم: ايه فى ايه
مها:انا هعرفك تجيب سيرة بنات تانيه قدامي ازاى.
محسن :خلاص خلاص اهدى همسحهم كلهم..اهدى احنا في الشغل.
تداركت مها وجودهم في العمل فقالت وهى تحاول الهدوء:اما نشوف
محسن وهو يلاعب حاجبيه باستفزاز:بس ماكنتش اعرف انك بتغير عليا يا جميل.. ابتسمت مها وقالت بثبات :ايه ده.. ايه ده مين قالك كده.
محسن :امال الهجوو.... قطع كلامه وهو ينظر لجودى التى لم يلاحظوا وجودها اثناء مشاادتهم.
جودى :لا كمل كمل... ولا تاخد في بالك....... ايه انتو لحقتوا تتخانقوا ده انتوا لسه بتقولو ياهادى.ثم ابتسمت قائله:انت بقى محسن اللى هتخطفها منى. ابتسم لها محسن قائلاً :انت جودى صح.
جودى :ايه ده انت عارفنى.. ابتسم بحب وهو ينطر لمها قائلاً :انا اعرف اى حاجه تخص مها. كانت مها تشعر بسعادة تهز جميع اوصالها فما اجمل ان يهتم بك شخص ويشعرك أنك محور حياته واهتماماته....... بعد دقائق استأذن منهم محسن لإكمال عمله على وعد باللقاء وقت الغداء في كافيتريا الشركة.
فقالت جودى لمها بصدق :شكله بيحبك اووى يا مها
مها:انا كمان حاسه بكده.
جودى :طب و.... قطع كلامهم دخول احمد إليهم جاء للمره التى لا يعرف عددها متحججا باشياء تافهه ليرى جودى. واول ما رآها كأنه وجد ضالته.
احمد:انسه جودى... عامله ايه.
جودى ببشاشه:الحمد لله... انت احمد صح.
احمد:جدا...... هيييييييح.
جودى :هو ايه اللي جدا.
احمد بهيام :اسمى اللى اتغير عشان انتى نطقتيه.
مها متدخله لتشعره بوجودها:يا مساء الخير.
احمد وهو مازال على هيامه وهو ينظر فى عين جودى :وعليكم السلام.
مها :باشمهندس أحمد.... كنت جاى عاوز حاجه .
أحمد باندفاع :بصراحه كنت جاى اعزم جودى على كوفى ممكن.
ابتسمت مها على عفويته واندفاعه فقالت مها:لو هى موافقه اوك.. فنظر احمد لجودى بامل فقالت:اوك. ابتسم أحمد باتساع فقال يالا بينا. قالت مها مسرعه :لاااااا ده فى بريك الغدا ها...
أحمد بسخط على مها :طيب.. ماشى.
بعد خروج أحمد جلست جودى بتعب قائله:النهاردة عندى دروس كتير اووى.
مها :ربنا يقويكى يا حبيبتى.
جودى بابتسامه متذكره أمر محسن:بس مز اووى محسن.
مها بهيام :امممم اوى.
جودى:ههههههه.. انتى لحقتى.
مها :اه والله عندك حق انا مستغربه نفسى جداً.
جودى بصوت خافت:طب ومستر عادل.
مها:تصدقى ياجودى ولا فكرت فيه ولا افتكرته... حتى النهارده لما دخل اول اليوم نظرتى ليه غير قبل كده..... قبل كده لما كان بيدخل كنت ببقى مركزه معاه ومبسوطه. ومستنيه كلمه او نظره منه. لكن النهاردة حاجة تانيه.. ماهتمتش حتى اعرف رد فعله على خطوبتى.كل اللى بفكر فيه محسن وبس.
جودى :طب الحمد لله طمنتينى... خصوصا أن محسن شكله بيحبك بجد.
مها بحب :فعلا انا بحس بكده.... اما عادل ده بقى سيبه كده عمال يلف وفرحانلى بنفسه وهو عايز يدوق دى شويه ودى شويه... هو مديرى في الشغل وبس.
جودى :مبسوطالك اووى يامها.
كان قاسم يجلس على مكتبه منكب على اوراق الصفقه التى امامه. حين جاء وقت استراحة الغداء. جلس يجاهد قلبه على الا يذهب ليراها. لكنه اقنع نفسه انه سيذهب للاصطحاب عادل للغداء وسيلقى نظره سريعه بينما هو يمر كان يقول لنفسه ذلك وهو في طريقه لمكتب عادل.
دخل قاسم الى مكتب مها فاحتقن وجهه وهو بجد فتاته الجميله تقف مع شاب وتضحك وبجانبها مها.
_:ايه اللي بيحصل هنا.
كان هذا صوت قاسم الجحيمى وهو يصوب نظره ناحية جودى.
سمع عادل صوت قاسم في الداخل فخرج إليه واستغرب كثيراً من حالته تلك فقال :ايه يا قاسم صوتك عالى ليه.
قاسم لمحسن:انت ايه اللي موقفك هنا.
محسن بغضب:حضرتك أحنا في البريك وجيت اخد خطيبتى عشان نتغدى. بس لو حضرتك هتزعق كده انا اقدم استقالتى احسن... لم يستمع قاسم لباقي ثرثرته فقد هوى قلبه وتجمد عقله عند كلمة خطيبتى فقال بقلب منخلع:خطيبتك مين.
محسن :الآنسة مها... تنهد قاسم في خفوت فقال عادل :خلاص يا استاذ محسن حصل خير ماتزعلش.
قاسم بيه مايقصدش.... وبعدين احنا مانستغناش عنك... انت من احسن مهندسى الشركه.
محسن:خلاص يا مستر عادل ده اخر يوم ليا أنا ومها ثم نظر لمها التى نظرت إليه نظرة موافقه وأنها معه في كل شئ.
عادل:ايه اللي بتقولو ده يامحسن بس احنا مانقدرش نستغنى عنكوا.... اهدى بس كده قاسم بيه مايقصدش. مش كده يا قاسم بيه.. كان قاسم مسلط نظره على جودى الغاضبه لا يعلم لما فهو بغروره لايدرك ان سبب غضبها هو طريقة حديثه مع محسن ومها...
عادل:قاسم... قاسم.
قاسم :خلاص.. خلاص. حصل خير
مها :خلاص يا محسن بقا.
محسن :اوكى.
عادل موجها حديثه لقاسم:طب يالا بينا عشان نتغدى.
كان قاسم فى تخبط يريد أن يستكمل ماعزم عليه مع نفسه ويترك جودى وشانها ولكن لا يستطيع فهو الان يحتاج إلى أن يخفيه بين اضلعه فقد انخلع قلبه عندما ظن ان محسن كان يقصدها بحديثه عن خطيبته فماذا سيفعل.... لا لا سيتركها وشانها.. نعم هو قادر على ذلك؛سيذهب إلى نساءه.. سينساها معهم بكل تأكيد.
عادل :قاسم.
قاسم :ها.... يلا بينا.. قالها وهو يلقى نظرة اخيره على حبيبته بينما دنيا السواح كانت تهبط من المصعد فوجدتهم جميعا واقفون فتهلل وجها بغرور وهى ترى قاسم امامها.
دنيا:قاسم... انت خارج... ده أنا كنت جيالك.
عادل :احنا كنا خارجين للغدا.
دنيا وهى تميل على قاسم بمياعه:انا كمان جعانه جداً.... اتسعت اعين جودى من وقاحتها على الملأ بدون حياء. فنطرت بصدمه لمها التى لم تكن منصدمه أبدا فقد اعتادت على ذلك منها.
ابتسم قاسم وهو يرى الصدمه على وجه جودى مما تفعله دنيا فهى بريئه ونقيه لم تقابل هكذا اشخاص بعد... تدارك قاسم نفسه فدنيا جاءت فى وقت صحيح الى حد ما فهو عزم على الالتهاء بنساءه بعيد عن جودى. فقال لدنيا:خلاص تعالى اتغدى معانا.
ابتسمت دنيا بغرور فيبدو انها مازال لها تأثير كبير على قاسم مهران كما تعتقد لا تعلم حقيقة الامر.
خرج قاسم بقلب حزين وبعده دنيا بغرور ورأس شامخ وعادل الذى يزفر بحنق من تغير مزاج صديقه بصوره غريبه هذه الأيام..
بعد خروجهم جلس محسن بغضب فقالت مها:خلاص بقا يا محسن حصل خير.
محسن:برضه مش هكمل هنا.. انا احسن شركه تتمنانى..
مها:لأ احنا لسه في بداية حياتنا... وبعدين ولا شركه ولا غيره انا وانت هنحط القرش على القرش لحد ما نفتح مكتب هندسه صغير كده على ادك. وبعدين نكبره واحده واحده ويبقى بتاعنا ومانشتغلش عند حد تانى.
ابتسم لها محسن بحنان فهو احسن الاختيار فمها ستكوم نعم الزوجه التى تنظر للامام وتساند زوجها بمنتهى الإخلاص والحنان... كانت جودى تراقبهم ياعين مبتسمه لهذا الثنائى المحب المكافح.. تتسأل هل ستحظى هى الاخرى بقصة حب مثلهم.. هل سيأتى هذا الشخص الذى سيكافح ويتحدى العالم من اجلها... تنهدت بخفوت فمازالت صغيره ومازال الوقت مبكراً على هذا الحديث.
كان قاسم يجلس في احد المطاعم الفاخره بجانبه تلتصق دنيا تتحدث بمياعه وهى تتدلل عليه بينما جلس عادل امامه يطلع صديقه الذى يبدو عليه الانشغال.... حاول قاسم قدر الامكان مع دنيا وحديثها كى ينسى جودى ويخرجها من قلبه وعقله..
فى المساء خرج قاسم من قصره وصعد سيارته الجيب السوداء... بعد قليل كان يقف امام احد الاملاهى الليليه التى يذهب اليها.
دخل بكل هيبه وشموخ والفتيات تلتفت اليه فابتسم بغرور يليق به.
تقدم من البار حيث يجلس صديقه عادل ينتظره.
عادل :ايه يا برنس اتاخرت ليه.... ده الحريم هنا ايه لوز الوز.
قاسم:مش اووى يعنى.
عادل :ازاى شايف الصاروخ الاحمر الى هناك ده.
قاسم:اممم.. لأ لا. مش عجبانى.
عادل :بلاش... شايف الحته الخضرا ام شعر اصفر دى.
قاسم :لا برضه مش عجبانى.
عادل :امال مين اللي عجباك بس.
ابتسم قاسم وتذكر ملامح جودى فهى الوحيدة التي تعجبه فقط.. نفض تلك الأفكار من رأسه عازما على تنفيذ ما قرره.
تقدمت منهم فتاه جميله ترتدى فستان احمر قصير لامع وهى تصوب نظراتها على قاسم.
عادل :اوبااااا هو ده... شكلها قصداك انت ياكبير.
اقتربت منهم الفتاه وقالت:هاى
عادل :هاى.. نظرت لقاسم الذى لم يرد عليها وقالت:قاسم ازيك انا رغده مختار... اكيد فاكرنى... كنا مع بعض في الجامعة.
قاسم:لا بصراحه مش فاكرك.
رغده :طبعا مانت قاسم مهران هتاخذ بالك من مين ولا مين... ابتسم قاسم بغرور فنساءه يرتمون تحت قدميه وسيستخدمهم لنسيان جودى.
فى اخر الليل كانت رغده عاريه فى احضان قاسم الذى كان يتخيلها جودى
قاسم :ااه جودى بحبك اووى.
رغده بزهول واعين متسعه:.....
قاسم :جودى حبيبتي.... أرادت رغده مجاراته. فقالت:نعم.
قاسم:انا بحبك اووى.
رغده :وانا كمان ياحبيبي. فانقض عليها قاسم بقوه اكثر بعد هذه الكلمه.
بعد وقت كان قاسم يرتدى ثيابه باستياء فقد فاق على نفسه فوجدها رغده ولا وجود لجودى إلا بخياله. كانت رغده تتابعه بضيق فقالت :مين جودى دى.
قاسم باشمئزاز :مالكيش دعوه.
رغده :لأ طبعا لما تبقى فى حضنى وتنادينى باسمها يبقى ليا.
قاسم :والله انا ماضربتكيش على ايدك.. وانتى كمان الى كنتى عاوزه كدا... اوكى.
نظرت له رغده بحنق وهى عازمه على معرفة من هذه الفتاه التى استطاعت ان تخترق قلب قاسم مهران لدرجة انه يهزى باسمها فى كل مكان.
فى الصباح دخل قاسم شركته وصعد الى مكتبه.. اشغل نفسه بصفقاته. توقف عن العمل للذهاب الى الاجتماع الذى اخبرته به سكرتيرته.
داخل الاجتماع كانت مها تنظر فى الهاتف وتبعث بأحد الرسائل لجودى تخبرها بان تنظرها فى مكتبها لحين انتهائها من اجتماعها.. تعمد قاسم اطالة وقت الاجتماع للوقت الذى يتعدى دخول جودى الشركة كى لا يسمح لعينه بمراقبتها.
دخلت جودى من باب الشركه وصعدت الى مكتب مها.. بعد قليل دخل احمد وفرح كثيرا عندما وجدها.
أحمد بفرح:جودى عامله ايه.
جودى :الحمدالله... ازيك انت يا باشمهندس.
احمد:لا لا... اسمى احمد بس... اسمى ايه.
جودى بخجل:احمد.
أحمد :الله احلى مره اسمع فيها اسمى.
خجلت جودى كثيرا فاشفق عليها أحمد فقال لها :طيب فاضل عشر دقايق على بريك الغدا يعنى اعتبريه بدأ بالنسبالى.
جودى :هههههههه.. انت فظيع. هههههه.
أحمد :ههههههه. طب اعزمك على كوفى لحد ما مها ومحسن يخرجوا من الاجتماع.
جودى بخجل:بس... قاطعها قائلا :من غير بس. يالا بقا اول مره اطلب منك طلب. فوافقت بخجل وذهبت معه الى كافيتريا الشركه.
داخل غرفة الاجتماعات :نظر عادل لساعة يده فقال بخفوت لقاسم:كفاية كدا ياقاسم معاد البريك جه الناس هنجت مننا. نظر قاسم الى وجه الجالسين فشاهد السئم والضجر على محياهم فهم يجلسون هكذا منذ اكثر من خمس ساعات. اماء له قاسم ثم تحدث بعمليه منهيا الاجتماع ثم خرج وتبعته دنيا ملاصقه له فقالت بثقه:قاسم يالا نروح نتغدى فى ريستوران جديد جنب الشركه تحفه يالا نروح. كان يستمع لها وسيهم بالرد ولكنه شاهد أثناء مروره جودى وهى تجلس في الكافيتريامع احمد تحتسى نسكافيه وتضحك بشده على إحدى مزحاته. أظلمت عيناه بغضب ولكن قال لنفسه سيتركها تفعل ماتريد سيتركها لشاب من سنها وسنشغل هو بنساءه. سيذهب مع دنيا للغذاء وبالتأكيد سينساها...
دنيا :قاسم..... هااى قاسم.. بكلمك.
قاسم:مش كنتى عايزه تتغذى يالا بينا... ثم وجه حديثه لعادل :يالا بينا ياعادل. ابتسمت دنيا بغرور فهاهو قاسم لا يستطيع الاستغناء عنها او هذا ما اعتقدته.... احتدت ملامح قاسم مره اخرى وهو يرى احمد يرجع إحدى خصلات جودى الشارده لخلف اذنها وهو ينظر لها بحب واعجاب وهى تنطر للاسفل بخجل. قور قبضة يده بغضب ولكن دنيا سحبته معها للخارج ولم تترك له المجال للذهاب لهم.
جلست دنيا على الكرسى الملاصق لقاسم وهى تتحدث بأمور العمل وكان عادل يشاركهم الحديث أيضا ثم انتقلت للدلع والدلال مره اخرى وقاسم يحاول الاندماج معها ولكن صورة جودى وهى تبتسم لذاك الشاب لا تفارقه. فهاهو يحاول تنفيذ وعده سيتركها لشاب من سنها أليس هذا ماغزم عليه سينشغل بنساءه عنها نعم سيفعل. تباً له لا يستطيع حاول كثيراً ولكن لايستطيع. لا يستطيع تخيل شخص آخر وهو يلمسها او يضع يده عليها. اعتبرها من املاكه.. هى خاصته هو. هو وحده. نهض بحده فجاءه فسكتت دنيا وعادل التقط هاتفه ومفاتيحه على عجل وخرج بغضب شديد هرولت دنيا وعادل وراءه باندهاش وهم ينادونه ليعرفوا ما به ركب سيارته وغادر بغضب فركبت دنيا مع عادل وذهبوا خلفه لمعرفة ماذا يحدث.
بعد دقائق كان يترجل من سيارته بكل غضب العالم وخلفه عادل ودنيا دخل الى الشركه وهو يسير بغضب ووجه محتقن كمن يذهب ليقتل احداهم. دخل الى الكافتيريا وسط اندهاش الجميع فهو لم يطاء هذا المكان يوما فهو صنعها للموظفين فقط فما هو الامر الذي يجعل قاسم مهران يتنازل ويأتى لهذا المكان.
دخل إلى حيث تجلس جودى مع هذا الاحمد وجد مها ومحسن قد انضموا اليهم وهو سيشرعون فى تناول وطعامهن ولكن الصدمه الجمتهم وهم يرون قاسم يتقدم فى اتجهاهم مالاعصار وبدون أي مقدمات قبض على يد جودى وسحبها خلفه ووجه لا يبشر بالخير........
↚
كان يدخل الى شركته بغضب عاصف وخلفه يركض عادل ودنيا محاولين مسايرة خطواته السريعه الغاضبه.
دنيا لعادل :هو فى ايه
عادل:مش عارف... بس اكيد فى كارثه.
ثم تحدث إلى قاسم الذى يسير بغضب عارم:يا قاسم... قاسم.. طب حصل ايه...
دنيا بسرعة أشبه للركض كى تواكب السير بجانبه :طب فهمنا حصل ايه..
كل هذا ولا لا يسمع ولا يعى شئ كل ما يفهمه انه لن يسمح لأحد بالتقرب منها أنشا واحدا.... استمروا في الركض خلفه وهم لا يعون شيئا ولكن زاد استغرابهم وهم يرونه يدخل الى كافيتريا الشركه.
عادل باستغراب:قاسم.. معقول.. رايح الكافيه ليه.... قاسم....
ولكن لا رد فقط الغضب هو مايظهر على محياه.
كان كل العاملين يجلسون يتناولون طعامهم ولكن تصنم الجميع وهم يرون قاسم مهران رب عملهم وصاحب إمبراطورية مهران جروب يتقدم للداخل ولاول مره بمنتهى الغضب.
فى هذه الاثناء كانت جودى تجلس على مقربة من مها وامامهم محسن وأحمد الذى لم يكف عن المزاح واضحاك جودى وكذلك الجميع. لكن تلاشت الضحكه وحل محلها الزهوول وهم يرون قاسم مهران يدلف للداخل ومظهره يوحى انه على وشك ارتكاب جريمة. تسمر الجميع فى مكانه وهم يرونه يقترب ناحيتهم وعينه تطلق شرر موجه لهذا المسكين احمد. الذى دونا عن بنات العالم اوقعه حظه العثر مع جودى معشوقة قاسم مهران. اتسعت اعينهم حينما وجدوه متوجه اليهم.
دنيا :ايه ده هو جاى ليه هنا.
عادل:مش فاهم حاجة بجد.
تقدم قاسم بخطى غاضبة من جودى التى حقا لا تعى شيء مما يحدث وبدون أي مقدمات قبض على يدها واوقفها وهى متسعة الاعين بزهول ثم سحبها خلفه وهى لا تعى شيئاً؛ سار بها وسط الجموع التى تقف مدهوشه من هيئته الجديدة والتى يروها لاول مرة.
وقفت دنيا بغضب جم بجانب عادل وهى تنظر لقاسم الممسك بجودى ويسير بغاضب ثم اجتازها متجاهلها وكذلك الجميع.
دنيا لعادل :ايه اللي بيحصل ده...
عادل بزهول:هو عامل كل ده عشان جودى.
دنيا بعصبيه:انا لازم افهم ايه اللي بيحصل. ثم ذهبت خلف قاسم سريعا وعقبها عادل الذى افاق من ذهوله ويريد أن يعرف مايجري.
كان قاسم مازال ممسك بجودى التى تسير كالمغيبه فقط تساير خطواته. اما مها ومحسن واحمد فقد ذهبوا خلفه بخطى واسعه ليعرفوا مايحدث. خرج بها الى خارج الشركه وتوقف امام سيارته فتح الباب واجلسها فيه بدون اى حديث. ثم استدار سريعا وجلس على مقعد القياده ثم انطلق سريعا بغضب الدنيا فلم تسطيع مها او دنيا اللاحاق به او معرفة إلى أين ذهب.
مها لمحسن:ايه اللي بيحصل ده.
محسن بزهول:مش ممكن انا مش مصدق.
مها:طب هو اخدها فين.
محسن :ده اختفى في ثانيه... معقول ده.
مها :انا خايفه عليها.
محسن :طب اتصلى بيها بسرعه عشان نقدر نلحقهم وانا هروح اجيب العربيه بسرعه.
مها :ماشى هكلمها وانت روح بسرعه.
اما دنيا كانت تغدو اما سيارتها ذهاباً وإيابا بغضب وبجانبها يقف عادل غير مستوعب اى شئ.
دنيا:راح فين... واخدها معاه ليه.
عادل:مش فاهم حاجة خالص.
دنيا بغرورها المعتاد لتهدء حالها:اكيد البنت دى عملت مصيبه... اكيد. ثم نظرت لعادل على امل ان يؤكد حديثها فلم يفعل لكنها اكدت لنفسها ان ما تقوله هو الصواب.
كانت تجلس وهى تنظر له بخوف وفزع.. ماذا فعلت هى.. لم توجه له اى حديث او اى اهانه لم تفتعل المشاكل مع اى شخص داخل مؤسسته. إذا ماذا هناك ولما كل هذا الغضب. بينما هو يقود بغضب ولا يرى امامه غير هيئتها وهي تجلس مع هذا الأحمد وتضحك على مزاحته السخيفه جدا من وجهة نظره. توقف بالسياره فجاءه حتى ان رأسها كانت على وشك الاصطدام بمقدمة السياره.. نظرت إليه بخوف وهلع فاصيبت بهلع اكبر وهى ترى غضبه متفاقم وصدره يعلو ويهبط من شدة الغضب؛ وجهه محتقن للغايه وعروق رقبته وذراعيه ظاهره بوضوح. نظر اليها وجدها خائفه بشده لعن تحت أنفاسه فأخر شئ يريده هو خوفها منه.
قاسم محاولا التحدث بهدوء :ممكن افهم ايه اللي حصل.
نظرت له بخوف ولم تجيب فهى حقا لا تعرف بماذا اخطئت.
قاسم :انتى خايفه منى صح
جودى :.......
قاسم:جودى.. ردى عليا.
جودى :احمم. اا. هو انا عملت ايه غلط.
قاسم بعصبيه:مين الواد الملزق الى كنتى قاعدة معاه ده..
جودى بتلعثم:ده احم...
قاطعها قاسم بحده:ماتنطقيش اسمه.
جودى :طب اقول ايه مش حضرتك اللى بتسأل .
قاسم :عارفة لو شوفتك قاعدة مع اى شاب تانى هعمل ايه. ابتلعت ريقها بخوف وقالت بذعر:ايه.
قاسم :مش هيطلع عليه شمس تانى. اتسعت عيناها بزهول ولم تقدر بعدها على الحديث. فقال وكأنه لم يكن وحشا منذ قليل :ودلوقتي يالا عشان تاكلى. قالت بفرحه:هترجعنى لمها.
قاسم بغضب:لا.. انتى هتاكلى معايا أنا... وبعد كده كل وقتك معايا انا وبس.
قال هذا ثم اقترب منها عندما استشعر خوفها فقال بهمس وهى قريبه إلى احضانه:جودى.. مش عايزك تبقى خايفه منى أبدا... انا مش ممكن أذيكى بالعكس. كانت تستشعر الدفئ فى حديثه فقالت متلعثمه من قربه:ااا. طب.. وو.. يعنى مها ومحسن و.. لم تريد نطق اسمه ثانيه ففهم عليها وقال:مش هأذيه خلاص.. انا عايزك تهدى وتتطمنى فى وجودى مش تخافى.
ابتسمت له ولا تعرف لما يتسلل داخلها هذا الاحتواء من قبله. احس بهدوئها بعض الشئ فقال بابتسامه :ممكن نروح نتغدى سوا.. انا ماأكلتش حاجة خالص وعايز اتغدى مع احلى بنت شافتها عينيا. خفق قلبها من حديثه الجميل وابتسمت بخجل واماءت بخفوت. فابتسم لها ثم ادار محرك السيارة.
فى هذه الاثناء كانت مها تجلس في السيارة مع محسن وتقوم بالاتصال على جودى فى محاولة للحاق بها ومعرفة مكانها.
عند جودى رن هاتفها فاخرجته من حقيبتها التى ترتديها على كتفها وتناولت الهاتف فوجدتها مها ثم نظرت إلى قاسم الذى نظر اليها وسأل :مين
جودى :دى مها.
قاسم بتهكم وعصبيه:طبعا مانا هكلك.
ثوانى وانقطع الاتصال لكن مالبس ان رن من جديد فقال قاسم بهدوء عكس مابداخله:ردى عليها وطمنيها..
جودى :اقولها ايه.
قاسم:قوليلها ماحصلش حاجه واننا هنتغدى مع بعض وانا هوصلك البيت.
انقطع الاتصال فقالت جودى :والسنتر.
قاسم بعشق: لأ النهاردة كله ليا.
اماؤت له جودى بموافقة وهى لا تعى شئ. ولكن عاودت مها الاتصال فقال قاسم:هاتى انا هرد عليها. التقط منها الهاتف وفتح المكالمة فجاءه صوت مها الملهوف:ايوه يا جودى يا حبيبتي انتي كويسه عملك ايه.
قاسم بغضب:هكون كلتها يعني يا مها... ايه قالولك عليا من اكلى لحوم البشر.
مها بارتباك وتفاجئ:قاسم بيه.. انا. أأ... انا بس...
قاسم:خلاص يا مها ماتقلقيش عليها... اطمنى انا هرجعها لحد البيت. ثم اغلق الخط دون ان يترك لها فرصة الرد مره اخرى.
كانت جودى تتابع الحديث بخوف فلاحظ هو ذلك فابتسم لها قائلا:خلاص بقا اهدى. مش عايزك تبقى خايفه منى.
نظرت له بشك فاردف قائلاً بصدق :اوعى تخافى منى ياجودى... انا عمرى ماهضرك ولا أذيكى ابدا.
جودى :طب احنا رايحين على فين.
قاسم:هنتغدى الاول. وبعدين نقضى اليوم كله مع بعض. ممكن. ابتسمت جودى بخجل وقالت:ممكن
بعد قليل كانوا يقفون امام مطعم فاخر كلاسيكى يرتاده أكبر رجال الأعمال والوزراء. دخلت جودى وهى منبهره بالمكان وذهبوا الى طاوله مميزه لقاسم مهران خصيصًا. سحب كرسي لها بمنتهى الذوق والاتيكيت. نظرت له بزهول ثم جلست وعلى ثغرها ابتسامة هادئه.... جلس قاسم مقابلها يتاملها بحب وفرحه لخجلها الواضح وابتسامتها الهادئه.
ثوانى وجاء النادل لطلب الطعام فقال قاسم :هتاكلى ايه.
جودى :مش عارفة.. اا..أأ
قاسم:طيب سيبينى انا اختارلك.
جودى :اوكي
قاسم للنادل:هاتلها بيكاتها بالمشروم وسلطه خضرا..... وانا زيها.
نظرت اليه جودى بابتسامة فقالت انا فعلا بحب البيكاتا.
قاسم:حسيت انك بتحبيها... نظرت له جودى بصمت وصمت هو الآخر لا يدرى ما يقول. ضحك بسخريه من نفسه فالطالما كان هو قاسم مهران زير النساء ومحطم قلوبهم من يسلب عقولهم بحديثه المنمق الجذاب يعرف متى يتحدث ومتى يصمت لكن هاهو الان وقف عقله عن التفكير فقط قلبه وعينيه هم من يعملون فقط طال تأمله لها حتى كسر صمتهم مجئ النادل بالطعام فوضعه بهدوء وانصرف وبحركه مفاجئة انتقل قاسم الى جانبها وبدأ فى اطعامها وهو ينظر لها بحنان وحب. كانت تفتح فمها لاستقبال طعامه وهى تبتسم له وهو ينظر لها بحنان ودفئ من يراهم يجزم انهم اب وابنته الصغيره. لثانى مره تشعر معه بالدفئ والحنان التى حرمت منهم. اما قاسم فكان فى اسعد اوقاته وهو بهذا القرب منها ممن سلبت قلبه وارقت مضجعه لقد جاهد عقله كثيرا على الا يقترب منها ولكنه لم يستطيع كل نساءه لم تنسيه اياها. سيطلق لقلبه العنان؛ حان الوقت كى يتحد قلبه وعقله؛ سيعشقعا كما يريد سيجعلها له باى طريقة. كل طموحاته الان في الحياه هو ان تتقبل به ان تبادله ولو نصف عشقه ولكن صبرا صغيرتى صبرا ستكونين لى فى القريب العاجل.
عند محسن ومها كانت مها تجلس بقلق كبير على جودى لا تعرف مايحدث معها.
محسن:اهدى... اهدى يا مها.
مها:اهدى ازاى يامحسن... ماشوفتش شكله كان عامل ازاى وهو ماسكها وخارج كأنه رايح يرتكب جريمه.
محسن:فعلاً... الموضوع ده فيه أن
مها:مانا عشان كده خايفه.
محسن :طب اهدى ماتخافيش.
مها:ازاى يامحسن دى هى كل اهلى وانا كل اهلها.
محسن بزعل مصطنع:ازاى بقا.. طب وانا ايه.
ابتسمت مها قائله:انت... انا بقيت احس معاك بأمان عمرى ماحسيته فى حياتى. اتسعت اعين محسن بفرحه قائلاً :يا دين النبى..... ايه الحلاوة دى.
مها :بس. بس يامحسن الناس بتتفرج علينا.
امسك محسن بيدها قائلاً بحب ولهفه:امتى بقى نتحوز ياجميل وتبقى حلالى. وكزته مها بكتفه قائله بخجل:اتلم يامحسن ويلا على شغلك. يلا.
محسن بغمزه:ماشى ياشرس انت... عايزك كده ليله دخلتنا. ها..
مها بشهقه وهى ترفع المجلد الذى بيدها لضربه:اه يا سااافل... على شغلك يلا..
محسن:طب خلاص خلاص ماشى...
ذهب محسن فابتسمت مها بحب ثم مالبست ان عبثت من جديد عندما تذكرت امر جودى قائله:ربنا يستر عليكى ياجودى.
كان عادل يشاهد مها ومحسن وهم يتحدثون بحب الى بعض فنظر لهم باستهزاء قائلاً :ايه عصفورين الكناريا دول... ومها اللى كانت هتموت على نظره منى خلاص بقت دايبه فى سى محسن..
اما دنيا فكانت مازالت تجلس فى شركة قاسم مهران تنتظر قدومه مره اخرى لتسأله عن امر هذه الفتاه فقد تأكلها الغضب من طريقة قاسم واندفعه اليها.
عند قاسم كان قد انهى اطعام جودى التى كانت تنطر له بتيه... ثم استدركت حالها فقالت :بس انت ماأكلتش.
قاسم :انا شبعت لما بصيت فى عنيكى. وبقربك منى. يلا عشان نكمل باقى اليوم مع بعض.
جودى :طب ومها
قاسم :انا طمتنها.... يلا بينا..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الجزء الثامن
1
عشق قاسم
فى المساء كانت مها تجلس في بيتها وهى قلقه على جودى فقد تعدت الساعة العاشرة مساء ولم تأتى بعد... بعد دقائق كانت تقف في الشرفه علها تجدها أتيه من بعيد. وقفت حتى تورمت قدمها فزفرت بغضب واستدارت لكى تعاود الجلوس ولكن استوقفها وقوف سياره تشبه إحدى سيارات قاسم مهران... نعم انها سيارته الجيب السوداء. وقفت تنتظر جودى ولكن الصدمه كانت نصيبها وهى ترى قاسم مهران بذات نفسه ينزل من مقعده بلهفه وحب ليفتح لها بابها ثم مد لها يده كى تتمسك به للنزول فهى قصيره للغايه وسيارته من النوع المرتفع عن الطريق. انزلها بهدوء كالاب وابنته. حتى من يراهم يتخلله نفس الشعور بأن هذا الرجل يخاف ويخشى على هذه الفتاه التى معه وكم ادهش هذا مها كثيرا التى كانت تتابع كل ما يحدث بدقه شديده. ظل واقفا يلقى عليها وصاياه التى حفظتها من كثرة تكراره اياها طول اليوم. شاهدته مها وهو يبتعد عنها على مضض فشعوره بأنه لا يريد أن ينتهى وقتهم معا وتنصرف عنه كان واضحا على محياه حتى أنه انتقل لمن يشاهده من بعيد وهذا ماسبب لمها الزهول الشديد. ظل يراقبها إلى أن دخلت المبنى السكنى الذى تقطن به واختفت من أمامه وهى تدخل المصعد... ثوانى وكانت تقف مها امام الباب تنتظر جودى على احر من الجمر لمعرفة ماحدث. وماكل هذا التغيير في شخصية قاسم مهران.
خرجت جودى من المصعد فوجدت مها امامها.
جودى:مساء الخير يا مها.
مها:مساء النور.... تعالى تعالى احكيلى ايه اللي حصل.
جودى بابتسامة :طيب طيب. هقولك كل اللى حصل.
مها :بالتفصيل.
جودى بابتسامه وتأكيد :بالتفصيل.
جلست جودى على الاريكه امام التلفاز واغلقت مها الباب وجرت عليها جلست بحانبها ثم قالت بسرعه :يلا يلا بسرعه احكيلى قالك ايه عملك ايه روحتوا فين وايه التغيير الفظيع اللى هو فيه ده.. كل الوقت ده كان معاكى معقول..
جودى :ده انا مشيت بالعافيه.
مها بزهول:كمااان.... معقوله دى.. طب احكى احكى.... الفضول قاتلنى
قصت عليها جودى كل ماحدث من قاسم معها... كانت مها تستمع لما تقوله جودى بفم مفتوع واعين متسعه من الصدمه
مها :معقول ده يا جودى قاسم مهران ضيع الوقت ده كله معاكى..... مش معقول.... ده دايما يقول ان الدقيقه من وقته بالالف الدولارات.
جودى:بس انا حاسه انه مش وحش اوي زى ماقولتيلى يا مها.
مها:ياااه ده اللى قولتهولك ده مايجيش نقطه فى بحر إلى بيعمله.
جلست جودى بارهاق على الاريكه وقالت :اااه عندى حاجات كتير محتاجه مذاكره. ثم شهقت متذكره :هروح اتصل بصحابى اشوفهم اخدوا ايه النهارده في السنتر. ثم جرت بعجل فتعالت ضحكات مها عليها وعلى مظهرها الظريف..
فى مكان نذهب اليه لاول مره وهو فيلا قاسم مهران. نزل من سيارته ودخل الى بهو الفيلا وهو يدندن بسعادة لأول مرة فقابله والده (مجدى) وهو يخرج من مكتبه فقال قاسم:ياامساء السعادة يا سيادة المستشار.
مجدى بزهول ودهشه:ايه ده قاسم ابنى مبسوط ورايق لا وكمان مبتسم ده اكيد حصل خلل فى الكون.
قاسم :ايه يا بابا كتير عليا.
مجدى :لأ بس ده انت عمرك ما عملتها طول عمرك كده قطر سكه حديد مابيقفش فى محطات كمان.. جاءت والدته (نوال) على حديثهم فقالت :ايه اللي بتقولوا على ابنى ده يا مجدى. ده انا ابنى سيد الرجاله
مجدى:وهو سيد الرجاله ده مش ناوى يتجوز بقى ويجبلى حفيد افرح بيه ده خلاص داخل على ال31.
نوال:عندك حق مش عارفة ليه مش بيتجوز مع ان كل بنات صحباتى هتموت عليه ولا الموظفين الى فى مكتب المحاماه عندى بيقفوا متنحين كده لما ييجى مره ولا حاجه.
قاسم:طب واضح ان الجلسه دى هطول وانا مبسوط النهاردة اووى.. ثم وجه حديثه لأبيه :اما بخصوص الحفيد يا سيادة المستشار فأنا حاسس انى هحققهولك قريب.. صعد الى عرفته ولم يجيب على تسالات ابيه الذى يريد تفسيراً لما سمعه.
فى الاعلى دخل قاسم غرفته ذات الجدران السوداء واثاث مودرن أسود فى ابيض فكانت ذات طابع رجولى صارخ. خلع قميصه والقاه على الاريكه باهمال ثم استلقى على الفراش وهو يبتسم ويتذكر جودى ابتسامتها. خجلها؛ برائتها وعفويتها؛ مزحاتها وضحكتها. اخرجه من شروده تعالى رنين هاتفه بازعاج. التقط هاتفه باهمال وفتح المكالمه فاتاه صوت عادل الغاضب:ايه يا عم قاسم انت فين طول اليوم وقافل موبيلك ليه.
قاسم:بس.. بس انا مزاجي رايق ومش ناوى اسيب حاجه تعكره. يلا سلام نتكلم بكره.. ثم اغلق الخط فى وجه عادل الذى كان يتحدث بعضب على الجهه الاخرى..
فى الصباح فى شركة قاسم مهران كان يجلس في مكتبه منكب على عمله فى حين دفش عادل الباب ودخل بدون استئذان.
قاسم بحده:ايه يابنى في ايه من امتى وانت بتدخل كده.
عادل :انا تقفل في وشى امبارح ماشى... انا عايز افهم ايه اللي حصل امبارح.... ده انت اللى يشوفك وانت بتدخل الشركه وتروح للكافيه لاول مره من ساعة ما بنيت المجموعة دى وكمان تروح فجاءه تمسك البنت الصغيرة دى قريبة مها يقول فى كارثه حاصله. وبعدين اكلمك موبيلك مغلق طول اليوم ولما يتفتح الاقى البيه رايق ومتسلطن على الاخر ومش عايز يعكر مزاجه.. انا تقفل الخط فى وشى.
قاسم :بس.. بس فى ايه
عادل:انت اللي فى ايه فهمنى.
قاسم وهو يرجع ظهره للخلف ويغمض عينيه:حبيت.
عادل بحاحب مرفوع:نعم ياخويا.
قاسم بنفس حالته:حبييييييت
عادل بتهكم:لا ماعلش مره كمان.. قولت ايه.
قاسم:حبيت
عادل ومن امتى واحنا لينا فى الحب والكلام ده
قاسم:من يوم ماشوفت جودى.
عادل بزهول:ايه... مين.. جودى... العيله اللى عندها 17 سنه ياخى عيب على سنك. احتدت ملامح قاسم قائلا:فى ايه يا عادل ماتتكلم كويس
عادل :امال عايزنى اقولك ايه.. بقى سايب كل الستات اللى بتترمى تحت رجلك ورايح تحبلى عيله فى تانيه ثانوى.. هى صحيح جامده..... قاطعه قاسم بحده وغضب :عاااااااااااادل كلمه كمان وهنسى اننا صحاب عمر.
عادل :خلاص خلاص... اول مره اشوفك محموق عشان حد كده.
قاسم ومازال غاضبا :جودى مش اى حد... اتفضل يالا على شغلك دلوقتى.
عادل:بس... قاطعه قائلاً :اتفضل يا عادل عايز اهدى.
خرج عادل وهو مزهول من هيئة صديقه فلم يعهده هكذا يوما.
كانت مها تقف مقابل عادل وهى تدون ملاحظاته بعمليه شديده دقيقه وأعلن هاتفها عن وصول رساله واتساب ففتحتها ولم يكن سوى محسن الذى دائما مايشاكسها برسائله فابتسمت وهى تقرأ رسالته فنظر لها عادل بتهكم ثم قال :بس غريبه يا مها مره واحده كده تتخطبوا انتى ومحسن.. ايه بتحبوا بعض من زمان ولا ايه.
مها :لأ هو كان بيحبنى من زمان وانا ماعرفش فجه اعترفلى واتخطبنا بس كده.. ابتسم عادل بغرور فكما توقع انها لم تكن تحب محسن وكانت معحبه به هو فهو كان على دراية بنظراتها الهائمه والعاشقه له ولكنه على اخر الزمن لن ينظر لسكرتيره تعمل لديه. فاستأذنت منه وخرجت هى تبعث بإحدى الرسائل تشاكس محسن هى الاخرى بينما عادل يجلس فى الداخل يتاكله الغضب فهناك بشر لا يريدون أن يكونوا بقربك ولا يريدوك ان تتركهم وتذهب لغيرهم غرورهم يجعلهم لا يشاهدون غير انفسهم. وعادل الان غاضب من انشغال مها بمحسن وعدم انبهارها به كما السابق في حين انه ليس لديه اى استعداد للارتباط بها.
1
دخلت دنيا السواح تتبختر فى غرور وشموخ وقفت امام منى سكرتيرة قاسم وقالت بعنجهيه:انتى... قاسم جوا. نظرت لها منى بغل ولكنها تذكرت انها دنيا السواح المرشحه الاكثر فوزاً بلقب مدام قاسم مهران. فدنيا حريصه على الوصول لقاسم باستماته.
منى:ثوانى يافندم هقوله ان..... قاطعتها دنيا وهى تسير بغضب وغرور تجاه مكتب قاسم منى خلفها تخبرها ان هذا لايجوز.
قاسم:ايه ده ازاى تدخلى كده.
منى:والله يا قاسم بيه انا.....
دنيا مقاطعه اياها:قاسم البنت دى بتقولى ان ماينفعش ادخل.
قاسم :طب اتفضلى انتى يامنى. خرجت منى فنظرت لها دنيا بغرور.
ثم اقتربت من قاسم قائله :ايه يا قاسم كلمتك كتير امبارح موبيلك مقفول ليه.
قاسم :كنت مشغول يا دنيا.
دنيا :اه صحيح يا قاسم هى البنت الى كانت ماسكها وانت متعصب امبارح دى سرقت حاجه ولا ايه...
قاسم بغضب:اسمها جودى وتتكلمى عنها كويس.... وايه سرقت حاجة دى..
دنيا بفزع:ايه بس يا قاسم... انا ب... قاطعها قاسم وهو يحاول تهدئة نفسه :دنيا اتفضلى دلوقتي مش عايز اتعصب عليكى. ابتسمت دنيا بزهو وغرور فغرورها صور لها ان قاسم لا يريد ان يريها غضبها او يغضب ثانيه من حبه لها لا تعلم الغبيه انه لا يريد ان يعضب لان موعد وصول حبيبته قد حان وهو يريد ان يكون بمزاج جيد لاستقبالها... خرجت دنيا وهى تمشى بفخر وغرور فالطالما كانت هى المرءه الاقرب للوصول الى الزواج من قاسم مهران فهو يعتبر رجل الأحلام بالنسبة لها بشموخه وثروته وسلطاته بالاضافه إلى كونه وسيم جدا.
فى تمام الساعة الثالثه عصرا كان يقف أمام نافذة مكتبة المطله على الشارع الرئيسى. ثوانى وكان الباص الخاص بالمدرسه يقف أمام شركته.. تهلل وجهه وهو يرى جميلته وهى تقفز من على سلالم الباص بشقاوه مرح وهى تلوح لاصدقائها اللذين يلوحون لها ويهتفون باسمها بمرح. لكن امتعض وجهه وهو يرى نفس الفتى يلوح إلى هو الآخر. كان يهم بالذهاب كى ينزل اليه ويبرحه ضربا ولكن الباص كان قد تحرك واختفى فزفر بغضب حتى لا تخاف منه حبيبته. انتطر فى مكتبه حتى قدوم جودى ولكن طال انتطاره ولم تأتى فخرج من مكتبه واتجه ناحية مكتب مها وجد جودى تضع حقيبتها وتهم للجلوس على الاريكه بتعب ومها تعطيها كوب من الماء. وفجأه بدون اى مقدمات التقط حقيبتها المدرسيه ومسك كف جودى واوقفها وسحبها خلفه دون ان يعير مها نظره وكأنه يخبرها انها تخصه وحده فقط وخرج بها متجها إلى مكتبه وهو يحمل حقيبتها بدلاً منها ولم يبالى بمظهره وهيبته أمام الموظفين كل ما يهمه هو صغيرته فقط.. دخل الى مكتبه مروراً بمنى التى عقدت الصدمه لسانها. اغلق الباب خلفه ثم رمى الحقيبه باهمال على اقرب كرسى. والتف إليها واحتضنها وهو يأخذ انفاسه الحاره براحه. هو الآن يستطيع الراحه فحبيبته اخيرا بين يديه. كانت جودى متيبسه من الصدمه وما يحدث.. اعتصرها قاسم بين يديه قائلاً بحرارة وهمس:وحشتيني. يريد ان يدخلها يجوار قلبه ان يخفيها بين جلده ولحمه. ابتعد هنا وقد احس بصدمتها فنظر إليها قائلاً :ماجتيش عندي على طول زى ما تفقنا امبارح ليه.
جودى يارتباك من قربها المهلك منه:ماكنتش عايزه ازعج حضرتك.
قاسم:تزعجينى ازاى بس وبعدين تعالي هنا ايه حضرتك حضرتك دى انا ملاحظ انك مش بتنطقى اسمى خالص.
جودى :ماهو حضرتك أكبر منى لازم احترمك. شحب وجهه وانقبض قلبه فبدون ان تدرى هى لعبت على الوتر الحساس لدى قاسم وهو اكبر مخاوفه من علاقته معها الا وهو فارق السن الكبير بينهم.. هل تراه رجلا كبيراً بالعمر من المستحيل ان تتقبل بعشقه.
ابتلع غصه مريره فى حلقه وقال:انتى شيفانى كبير اووى كده يا جودى.
قالت مصححه:لأ لا خالص. ده حضرتك حتى اموور اوى. اخذ أخيراً انفاسه المسلوبه وتهلل وجهه من جديد ثم قال بغضب مصطنع :حضرتك تانى برضه....
جودى :امال اقول ايه.
قاسم:تقولى اسمى... عايز اسمعه منك.
جودى بنفى قاطع:لأ.. لا مستحيل.
قاسم:لأ يالا.
جودى بإخراج :قا...
قاسم :يالا اسمى ايه..
جودى بخجل:قاسم. لم يتمالك قاسم نفسه حينما استمع لاسمه منها لاول مره بهذه العذوبه والحلاوه فانقض عليها يقبلها بقوه وشغف. وهى غير مصدقه مايحدث.. ابتعد عنها على مضض كى تأخذ انفاسها لم يكن يريد أن يخرج من هذا النعيم. نظرت له بصدمه ماذا فعل هل انتهك عذرية شفتاها صرخت به بغضب قائله وهى تراه يقترب منها ثانية :ابعد عنى انت فاكرنى ايه..
قاسم :اهدى... اهدى بس يا جودى.. ولكن هنا تذكرت جودى حديث مها فصرخت مره اخرى قائله:ابعد عنى انت فاكرنى ايه.. انا مش من البنات اللي انت تعرفها يومين وترميهم. قاطعها قائلاً :بنات ايه مين اللي قالك الكلام ده.
جودى :انا مها ياما حذرتنى منك كان عندها حق. بس انت لازم تعرف ان انا بنت محترمه ومش هسمحلك تعمل كده فيا... كانت تتحدث بصراخ ودموع ثم التقطت حقيبتها وخرجت مصرعه واستخدمت المصعد وهبطت به خرج هو خلفها بينما منى تنظر بزهول واستغراب لما يحدث. ذهب إلى المصعد وجده مشغول فاستخدم السلالم ونزل30 طابق على قدميه وخرج مسرعا ولكنه لم يجدها.. سأل عليها احد افراد الامن فاخبره انها استوقفت سياره اجرى(تاكسى) وصعدت بها وذهبت فى اتجاه معين. ركض إلى إحدى سياراته وانطلق بها بنفس الاتجاه ولكنه لم يجد اثر لاى سياره أجرى على طوال الطريق. اتصل بها على هاتفها على الرقم الذى سبق واخذه منها بالامس حينما كانوا معا ولكن لم تجيب على اتصالاته. ادار سيارته عائدا الى شركته وهو يعلم على من سيصب غضبه...
↚
دخل الى شركته وهو يشتعل غضبا.. وجهه محمرا عروقه بارزة. هيئته مرعبه ارتعد لها كل من قابله في طريقه من العاملين لديه واصبح الخبر المتداول على السنة العاملين ان رب عملهم قد حدثت له كارثة كبيره وسيكون يوما عصيبا عليهم جمعيا. داعين الله ان يمر هذا اليوم ده الاصطدام بهذا الوحش الغاضب.
صعد إلى مكتب مها وهو يشتعل غضبا يجزم انه سيخنقها حد الموت لما اوصلته من صوره سيئه عنه في ذهن من عشقها مرغما حد النخاع.. نعم لم يختار عشقها لقد ارغم عليه لو كان بيده لاقتلع هذا العشق من ثنايا روحه لكنها اصبحت تسير في عروقه مسرى الدم.. خرج الامر عن سيطرته وانتهى.. سيقتل مها.. لا لا سيعذبها ثم يقتلها. فليحرقها ثم يقطعها فى اكياس بلاستيكية. لا لا ستغضب منه صغيرته وهو ضغيف امام غضبها...
دفش الباب بقدمه وعينه تقدح شررا تكاد مها تقسم انه قادر على احراقها حيه الف مره ولكن هى حقا لا تعلم ماذا فعلت. ارتعدت اوصلها وهى ترى امامها ثور هائج فى مصارعه حقيقية للثئران وهى بمثابة الثوب الحمر الذى سينقض عليه. تحدث اخيرا وهو يصطك على أسنانه مشددا على كل حرف بهدوء مايسبق العاصفة قائلا :انا عايز اعرف انتى قايله ايه لجودى عنى مخليها واخده عنى الصوره الزفت دى.
مها بارتجاف :ايه اللي حصل يافندم. زاد عضبه وبدء يثور حقا وقال بحدة وصوت عالى:قولتيلها ايه عنى مخليها خايفه منى.
مها بخوف :م. م. ما.... ماقول.... قاطعها صارخا :ماتكدبيش هى قالت قدامى ان مها ياما حذرتنى منك... وانا مش زى البنات الى تعرفها... انتى حكيالها ايه.. قال الاخيره بصراخ أكبر.ولكنها قد تأكل قلبها على ابنة خالتها فنسيت خوفها مؤقتاً قائله :هو حضرتك عملتها ايه خلاها تقولك كده. صرخ عليها قائلاً :أنا اللي بسأل هنا. فقالت بغضب:ماهو اكيد حضرتك حاولت تتحر.... قاطع كلمتها وهو يصرخ والشر يتطاير من عينيه :مهااااااااااا. الزمى حدودك. قولى مفهماها ايه.. خرج عادل على صوت صراخه فوجد قاسم فى اخر طور من العضب وقد تحول إلى الرجل الاخضر اما مها فتقف امامه متحديه اياه لا تخشى غضبه فالشرف لديها فى المقام الأول حتى لو اضظرت لترك عملها فى الشركه لن تسمح له بالتحرش يابنة خالتها النقيه البريئه والتي هى امانه امها وخالتها لها. هى شقيقتها التى تشاركها كل شئ. نظر عادل بجهل قاطعها حرب النظرات هذه قائلاً :ايه ياجماعه فى ايه.
استمروا فى حربهم هذه كانهم لم يسمعوه فاردف قاسم قائلاً :قولى قولتيلها ايه خلاها مكونه الصوره دي عنى.
عادل :هى مين دى.
لم يعيروه اى انتباه.
مها بعدما استجمعت شجاعتها:قولتلها على كل غرامياتك والستات والبنات الى بعدد شعر راسك. وانك بتلعب بالبنات لعب. عند هذه الجمله وظهر الشيطان الحقيقي لقاسم مهران ضرب المكتب بقدمه من شدة غضبه فانقلب وتهشم من ركلة واحده.. وضع يده على رأسه وهو يدور فى المكان بغضب. وهو يصرخ :ليه... ليه. ليييييه.. ليه بتقوليلها كده.
عادل ببرود :فى اى يا قاسم ما دى حقيقه.
قاسم متجاهلا اياه:كلميها حالا شوفيها فين.
مها بتحدى:ليه.
قاسم باعين مظلمه:كلميها حالا.. عايز اشوفها فين واروحلها.
عادل باندهاش يشوبه الاستهزاء :تروح لمين يا قاسم.
تجاهله قاسم ثانيه كأنه لايوجد غير مها أمامه قائلا :اتفضلى كلميها.
مها :لأ طبعا وانا عايزه افهم انت عمل..... قاطعها صارخاً :قولتلك كلميها.
استغل عادل الفرصة كى يظهر لمها انه يدافع عنها قائلاً :قاسم بتزعقلها ليه. تجاهله قاسم للمره التى لا يعرف عددها. نظر عادل لمها وجدها لم تلاحظ حديثه فزفر بغضب محدثا نفسه:هى ناقصه غباء... بس وماله دخلت دماغى.
قاسم :كلميها قولتلك.
مها بعند :لأ
قاسم وقد انتهى صبره الذى حاول التحلى به ولكن حياته مهدده فاطالما غضبت عليه صغيرته فقد أصبحت حياته جحيم أبدى. اخرج مسدسه من ملابسه ورفعه في وجهها فنظرت اليه بذعر كذلك عادل الذى يرى صديقه لاول مره يستخدم سلاحاً ضد احد فقال بصدق هذه المره :مها قوليله هى فين شكله خايف يخسرها بجد.
مها ومازالت خائفه على جودى :ل. لا.
شد قاسم الاجزاء مستعد لإطلاق الرصاص قائلاً :اقسم بالله لو ماقولتى هى فين طلقه في دماغك هتخلص.
مها بخوف:اهدى بس يا قاسم بيه... ووو بعدين حضرتك مصر تعرف هى فين دلوقتي ليه يعني...
عادل مكملا:ياقاسم مانت سهل اووى تعرف عنوان بيتها كمان المدرسه عامل الليله دى كلها ليه... لم يفهمه أحدهم عشقه لها لا يجعله يتغافل عن دقيقة حزن لها يريد الذهاب اليها حالا والتودد لها حتى تصفح عنه.. يريد تصحيح صورته لديها وإيصال عشقه وجنونه اليها.. ان تعرف انها غير الباقين وان قاسم مهران لا يريد كل نساءه انما يريدها هى فقط.
قاسم وهو مازال على وضعه :عايز اروحلها دلوقتي.. عايز افهمها الحقيقة.. اصححلها الصوره الزفت الى الهانم مدياهلها عنى. افهمواااا مش قادر تفضل زعلانه.. كانت مها وعادل ايضا يستمعون الى حديثه باعين متسعه من الزهول والصدمه فما يروه ويسمعوه ماهو إلا عشق نقى خالص. كانت دهشتهم كبيره لأنهم على دراية كامله بمن هو قاسم مهران وكيف انه لم يهتز لاجمل نساء الكون التى مرت عليه لقد رئى الشقراء والسمراء والصهباء على كل شكل وكل لون لديه عشيقه فى كل دوله من دول العالم. اسمه يتصدر صفحات المجلات من الأخبار عن عشيقه هذا اليوم فكل يون هناك أنثى جديدة. لكن من يروه امامهم الان ماهو ألا رجل ثلاثينى واقع فى هوى طفله اذابته واذابت قلبه معه. هو من لم تقدر عليه دنيا السواح بكل جمالها الفتاك وغنجها المبالغ فيه و ملابسها المغريه رغم استماتها عليه. إلا أنها لم تسطيع ان تفعل به مافعلته هذه الطفله التى لا تعلم اى شئ عن عالم قاسم مهران هى حتى لا تقدر على مواكبته فهى رقيقة هشه وصغيره بالعمر والخبرات ايضا. ولكنه غارق... غارق حد الموت في عشقها وهذا واضح جدا وهو الشئ المثير للاندهاش بل والانصعاق.
خرجت مها من دهشتها ودوامه تفكيرها وهى تخرج هاتفها بجديه دون التفوه بحرف فما رئته من قاسم مهران لا يدل الا على انه رجل عاشق وسيحافظ على معشوقته. رفعت هاتفها وقد وجدته انه شعر ببعض الارتياح وهو يراها قد صدقته وشرعت فى مساعدته فقال:افتحى الاسبيكر. اماءت له وهى تنفذ طلبه. وقامت بالاتصال. ثواني وفتحت جودى الخط فاستمع لها بلهفه وهى تقول بصوت يشوبه البكاء:الو. واااااه كم آلمه قلبه لبكائها والاكثر انه السبب فيه
مها وهى تنظر إليه :ايوه يا جودى يا حبيبتي...انتى بتعيطى.
جودى بحديث متقطع من البكاء :لا.. لا انا كويسه.... هحكيلك بعدين.
مها وهى تلتقط الاشاره من قاسم لسؤالها:طيب انتى فين ياحبيبتي.
جودى:انا مخنوقه شويه يامها... حصلت حاجه دايقتنى فامشيت من الشركه.
مها:حاجة ايه.. حد ضايقك.
جودى :بجد يامها هحكيلك بعدين مش عايزه اتكلم فى حاجة دلوقتي.
مها :طب انتى فين..
جودى :قاعدة في كافيه ****على الكورنيش.
هز قاسم رأسه كدليل على معرفته مايريد وخرج مسرعاً وهو يركض ليذهب إليها كى يسترضيها ويخبرها بمدى عشقه وجنونه.
بعد خروج قاسم اغلقت مها الهاتف مع جودى على وعد بالحديث عن ماضايقها فيما بعد. نظر اليها عادل متفحصا:انتى كويسه. اماءت له مها بخفوت فاحس أنها الفرصه المناسبه للتودد إليها. كان سيهم بالحديث المعسول لها ولكن قاطعع دخول محسن ماحدثا بلهفة عاشق حقيقى وهو يراها شاحبة الوجه قائلاً :مها حبيبتي مالك. رفع عادل حاجبه الايمن باستنكار قائلاً :هو مافيش شغل ولا ايه.
محسن :ده وقت البريك يا مستر عادل... وعنئذنك بقا عشان اخد خطيبتى ونتغدى.
امسك كف مها الشاحبه بيده وخرج ساحبا اياها خلفه فى حين تابع عادل خروجهم ياستهزاء وسخريه:خدها ياخويا ماهى اكيد مش هتسيب عادل لبيه وتبص لمحسن هى محتاجه بس ريق حلو منى على شوية لفت نظر وهتيجى عليا جرى ده انا عادل يردو. ثم جمع اشياءه وخرج من مكتبه بغرور وهو يخطط لخطف مها منه والتلذذ بها قليلا.
استقل قاسم سيارته وذهب مسرعاً في اتجاه الكافيه التى تجلس به طفلته.
بعد دقائق كان يترجل من سيارته وهو يستعد لبدء استمالت قلبها له فهو حقا يعشقها.. دخل الكافيه وجدها تجلس وهى تنظر أمامها بشرود وامامها كوب من الشوكولاته الساخنه. نظر لها بحب كن تبدو فاتنه. ولكن عينيه التقتط بشاب صغير فى السن يدقق النظر اليها. وشاب اخر يجلس على طاوله بعيده بعض الشئ يتمعن بها بإعجاب.. يالله ماذا يفعل بها اين يخبئها عن هذه العيون ولسوء حظه كلهم فى سن صغير واقرب الى سنها منه لكن لا هى له وحسم الأمر.
اقترب منها وهو يحاول الهدوؤ فلا ذنب لها فى كل نظرات الإعجاب هذه. ابتسم بحب وهو يراها تتمسك بكوب الشوكولا بكلتا كفيها وتحتسيه ببراءه. وقف الى جانبها وهو يقول :ممكن اقعد. اتسعت أعينها وقالت بزهول:قاسم.. انشرح صدره من اسمه وهو يخرج منها بهذه العذوبه يكاد يقسم انه وقع فى حب اسمه من جديد بسببها هى فقط.
جلس بجانبها وهو يلتهمها بعشق. كانت هى تبادله نظراته باندهاش ممزوج بالعضب والحزن فجرئته معها او بمعنى اصح من وجهة نظرها وقاحته لا تغتفر. نظر لها وهو يعلم مايدور في خلدها.
قاسم :جودى... انا مش عايزك تبقى زعلانه مني. نظرت له ولم تجيب فاستكمل قائلاً :طب ممكن اتكلم وتسمعينى من غير ماتقاطعينى. نظرت له كدليل على بداية موافقه نظر لها بارتياح وقال :أنا طبعا عارف إلى مها وصلتهولك عنى وانا مش مغلطها ولا زعلان هى عندها حق وكمان معزوره. نطرت له تريد التوضيح وفهم هو عليها فقال موضحا :عندها حق لان كل اللى قالته عنى فعلا حقيقه انا ليا عشيقات بعدد شعر راسى ومعزوره لأنها بتسمع وتشوف كل يوم اخبار قاسم مهران مع الستات والبنات. بس هو قاسم مهران مش من حقه يحب مش من حقه يكون ليه حبيبها تبقى حبيبته وبنته وصاحبته ومراته... نظرت اليه بتساؤل بمن يقصد بحديثه فأجاب :ايوه ياجودى قاسم مهران زير النسا واقع فى حبك انتى.. الجمت الصدمه لسانها فاردف هو قائلاً :عارف.... عارف انى أكبر منك بكتير... عارف ان فرق السن عقبه كبيرة... ممكن لما تكبرى وتنضجى اكتر تعجبى بشاب من سنك.... بس.. بس انا فعلا بحبك.. صدقيني ياجودى... استمر صمتها الذى كان قاتل بالنسبة له ققال مترجيا :جودى جربى حبى ليكى ان هحاول اخليكى تحبينى.....هقبل حتى بنص عشقى ليكى .... صدقيني ياجودى انا فعلاً بحبك. التمست الصدق فى عينيه هى حقا مازالت صغيره ولكن قلبها أخبرها أنه صادق رأت فيه حنان حرمت منه فقالت وهى تكفف دموعها بطفوله:بس اللي عملت... قاطعها قائلاً بلهفه :والله ماكنت بستغل طيبتك ولا انك صغيره ولا بعاملك زى البنات التانيه.. بس انا لم سمعت اسمى منك لاول مره ومن غير حضرتك ولا ألقاب بجد ماحسيتش بنفسى وده من عشقى ليكى بجد. اوعدك انى هحافظ عليكى من اى حاجه حتى منى. ابتسمت له ببراءه وهى تلتمس صدق حديثه فتنهد هو بارتياح قائلا :يعني موافقة...موافقة بجد تدينى فرصه وتقبلى بحبى.. اماءت بخجل فقفز هو من السعادة وهو يحملها ويدور بها بالمكان والجميع يصفر والبعض يرفع هاتفه يصور هذه اللحظات التي تسطر بداية قصة عشق جديده.... عشق قاسم لجودى........
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الجزء العاشر
فى المساء وقف قاسم بسيارته امام منزل جودى ووجهه يشع من الفرحه والسعادة فحبيبته قد سمحت له بعشقها بل واعتطته فرصه وكأنها تمنحه فرصه للتنفس فرصه للحياه. شعر وكأنه قد ارتشف بعد الظمأ.. سيحبها بجنون بل سيهيم بها عشقا لقد اتته الفرصه لن يكترث لفرق السن كيف يهتم وهو الآن بشعر كأنه مراهق هارب من مدرسته مع حبيبته.. اااااه من هذه الصغيره سيجن بها قريبا لا لقد جن و انتهى الامر.
اما جودى كانت تجلس بجانبه على استحياء خجله كثيرا ولا تعلم لما قبلت بعشقه نعم تفاجئت لكنها وبدون أدنى ذرة تفكير وجدت نفسها تومئ برأسها وتبتسم ترى ماهذا.حقا لا تعرف ولكن هناك مايربط بينهم. شعور غريب تشعر به تجاهه هذا الرجل ضخم الجثه التى تشعر بجانبه بالضئاله. ولكن ماهذا الشعور بالحنان الذى تشعره بجانبه والذى يناقض هيئته تماما.
ظلوا يحدقون ببعضهم بصمت هو طائر من فرحته تكاد تنطق عيونه فرحا وهى تبتسم بخجل يغلفها. وهو اكثر مايعحبه بها نقائها خجلها برائتها.
تحدثت بتلعثم:ا.. انا هنزل بقا.
قاسم بقلب خافق :استنى شويه معايا.
جودى بابتسامة ساحره:بقالنا كتير واقفين.
قاسم بهيام:ازاى كتير ده انا حاسس اني لسه شايفك.... مش عارف اشبع منك.
ابتسمت جودى بخجل. انه يستحوذ عليها بحديثه. تشعر بالراحه والانجذاب.
قطع الصمت رنين هاتفها معلنا عن اتصال مها. زفر بغضب هذه المها دائما ما تقفز له من حيث لا يحتسب أصبح يخشى ان تقفز له فى احلامه ليلاً.
فتحت جودى الخط قائله:الو
مها:..........
جودى:لأ ماتقلقيش انا تحت البيت خلاص.
مها:........
جودى:اوكى... باى. وأغلقت الهاتق ونظرت لهذا العملاق الذى ينظر لها دون كلل او ملل.
جودى بابتسامة :دى مها بتطمن عليا.
قاسم:تطمن عليكى وانتى معايا... ده هحميكى من الهوا إلى ممكن يعدى جنبك. لا يعرف من أين يأتي بهذا الحديث المراهق هو كذلك تستغرب حاله. نظرت له بانبهار عينيه تشع حب وصدق لا يمكن ان يكون كل هذا مجرد تسلية كما حذرتها مها لكن هى تعلم انها صغيره وخبرتها معدومه لا يجب ان تنخضع لكنه يخطف انفاسها بنظراته التى تكاد تنتطق عشقا. سحبت حقيبة مدرستها التى لازالت معها حتى الآن وهمت للنزول فامسك كفها بلهفه مناديا :جودى.
جودى :نعم. رفع يدها لفمه وقبلها بحب خالص وهيام وهى تكاد تذوب خجلا. تحسس يدها بيده بإحساس عاشق متيم يطوق للمسة يد حبيبته. أبعدت يدها بخجل فقال بحب:متتاخريش عليا بكره يا حبييتى. قفز قلبها وتسارعت دقاته من كلمة حبيبتى... يا الله كم هى عذبه وجميله منه. تعالت انفاسها وانعقد لسانها وعجزت عن الحديث امام هذا السيل من المشاعر. كل ما استطاعت ان تفعله هو ان نومئ برأسها وهى تائهه فى العشق المتدفق من عينيه. نزلت من السياره وهى تبتسم له... لوحت له بيدها فلوح لها بيده بحماس عاشق متيم. ظل يلتهمها بعينيه إلى أن اختفت داخل المصعد. تنهد بحراره. ثم قال بذعر:ايه ده... دى وحشتنى.... اووف كان لازم يعني اليوم يخلص بسرعه كده. سكت ثواني ثم تدارك ما قال فانفجر ضاحكا :ايه ده انا بقيت فرفور كده ليه.هههههههه جننتينى يا جودى. تنهد مبتسما بعمق ثم أدار محرك السيارة وتحرك بها.
فى الاعلى فتحت جودى الباب وجدت مها جالسه على الاريكه مقابل الباب تعبث في هاتفها اول ماراتها قامت لها بلهفه قائله:كل ده تأخير ياجودى.
جودى بابتسامة ومازال تأثير قاسم يلازمها:خلاص يا مها ده يوم.
مها:بس على الله يبقى يوم واحد بس. ثم اردفت مكمله:امتحانتك قربت صحيح انتى لسه في تانيه ومش شرط تجيبى درجات حلوه بس على الاقل تنجحى. وبعدين تعالى هنا احكيلى على كل حاجه حصلت. سردت لها جودى كل ماحدث بصراحه وعلى وجهها ابتسامة اما على وجه مها لايوجد غير الصدمه من ماتسمع ماذا هل قاسم مهران قال لفتاه انه بعشقها لا بل وترجاها لاعطاءه فرصه. ايعقل هذا. هى رأت فى عينه الحب والاهتمام عندما هجم عليها في مكتبها ولكنها لم تكن تتصور انه سيدلى باعترافه بالحب هكذا سريعا. هو لم يفعلها من قبل. نعم له نزوات عديدة وعشيقه فى كل دوله لكن هن من يرتمين عند اقدامه. لم يسبق ان أعطى إحداهن حتى ابتسامه صادقه وليس اعتراف واضح بالحب بل وطلب فرصه ياللهى انه حقا غارق بالعشق ولكن. هنا انتبه عقلها وقلبها المحب لشقيقتها فجودى صغيرة جداً على عالم قاسم مهران بل هى بالفعل صغيره عليه هو شخصيا. فرق السن كبير ثلاثة عشر عاما. أيضا فارق الخبرات امام رجل زير نساء محنك وفتاه بريئه على سجيتها ذات السبعة عشر عاما لازالت بالصف الثاني الثانوي. تحدثت مها اخيرا والقلق بادى على محياها
مها:جودى بصى خلى بالك من دراستك الاول. عالم قاسم مهران كبير عليكى. انتى مش هتقدرى تواجهى العالم ده.
جودى بصراحه:بصى يامها انا مش هكدب عليكى. بصراحة انا حاسه الصدق في عنيه وحاسه بحنان فظيع. ثم أكملت بمراره:الحنان الى اتحرمت منه بموت امى وابويا اللى غرقان مع مراته في العسل ونسى ان له بنت يسأل عليها.
مها:الوقت اتأخر دلوقتي تقومى تراتجعى دروسك وبكره نكمل كلام.
جودى بتعب:عندك حق. مع انى تعبانه جدا.
مها:جووووودى. يلا مذاكره.
جودى :صح عندك حق. هروح اغير واذاكر شويه قبل ما انام.
فى الصباح استيقظ قاسم بنشاط غريب لدرجة عجيبه فعلى الرغم من كونه لم ينم الا ثلاث ساعات فقد جفاه النوم وهو يفكر فى صغيرته إلا انه نهض بنشاط ودون الحاجه للمنبه. دخل الحمام وادى روتينه اليومى ثم ارتدى بدله كلاسيكيه سوداء وقميص ابيض ووضع برفانه الفخم ونزل سريعا متجنبا الحديث مع والديه واللذين يحملون من الامس الف سؤال وسؤال وهم يلاحظون هذا التغيير على ابنهم الوحيد.
داخل مقر شركات قاسم مهران كان احمد يدلف الى مكتب مها بعدما استاذن منها.
احمد:احم احم. انسه مها.
مها بابتسامه ترحيب:اهلا... اتفضل. وبعدين ايه انسه مها قولى يا مها على طول زى ما هقولك يا احمد.
احمد مبتسماً :اوكى يا مها. ثم اردف مكملا:هى الانسه جودى مختفيه ليه دورت عليها امبارح مالقيتهاش. هى بطلت تيجى ولا ايه.. بماذا تجيب وبماذا تخبر هذا المسكين. هل من كل الفتيات لم يجد الا من عشقها قاسم مهران. رب عمله. مسكين يا احمد. هتفت بها مها بسرها ثم اجابت :كان عندها دروس ومذاكره.
أحمد :يعني هتيجى النهاردة. لما هو يوثر على إيذاء نفسه ومستقبله. ساويلك من قاسم وما سيفعله بك اذا علم مازلت صغيرا يافتى.
مها :ااحمم. اه ان شاء الله.
أحمد :خلاص اشتاذن انا. وبالفعل اتجه احمد على عمله بينما مها زفرت بضيق.
اما في الداخل عند عادل كان يجلس يتابع عمله. فى حين دقت مها الباب باسئذان فسمح لها بالدخول وهو يبتسم بخبث.
مها بعمليه:حضرتك عندك ميتنج كمان عشر دقايق يا فندم مع مندوب شركة****.
عادل:ايه يا مها عامله ايه. نظرت له كأنه تنين براسين. ثم قالت باندهاش واستنكار:انا الحمد لله تمام.
عادل:مبسوطه مع محسن يامها.
مها:اه جداً الحمد لله.
عادل :ياسلام جدا. انتى لحقتى اصلا.
مها :مش بطول الوقت فى ناس بنبقى جنبهم لسنين ومش بنتعلق بيهم ولا حاجه وناس من يوم وليله بيبقوا هما كل دنيتك. قالت هذا بتأكيد واصرار انتقل اليه بالطبع. فقال بجمود:اوكى. عشر دقايق ونكون جاهزين للميتنج.
داخل مكتب قاسم مهران وقفت منى سكرتيرته تطالع هذا الجالس امامها باستغراب واندهاش. عجبا انه يبتسم كيف وهم لم يعرفوا عنه غير الغضب والجدية. قاسم مهران الذى دائما تحتل معالمه الجمود لا تسطتيع الاستدلال منها على شئ يجلس الان على مكتبه يبتسم بدون داعى. لا لا. هى فقط تتخيل من الممكن أن تصدق انها قد جنت على ان تصدق انه حقا يبتسم. انتهى من التوقيع على الاوراق التى بيده فالتفت لها بابتسامه من سحرها كاد أن يغشى عليها. فهو حقا وسيم. تحدث بابتسامه مرتاحه قائلاً :خلاص كده.
منى بزهول:خلاص يافندم.
قاسم:عندى مواعيد ايه بعد ثلاته..
منى:فى غدا عمل مع الوفد الإيطالى.
قاسم وهو يسند رأسه للوراء ويبتسم بحالميه:الغيه.
منى:ها.
اعتدل قاسم قائلاً :ايه بقولك الغيه.
منى:بس حضرتك كنت مهتم بالمعاد ده جد...... قاطعها قائلاً :وانا بقولك الغيه او اجليه... ها قد عاد قاسم مهران من جديد بعصبيته وجموده. قالت بخوف من هييئته:حاضر.. حاضر يافندم.
قاسم:اتفضلى على مكتبك.
منى:حاضر يافندم.. ثم انصرفت مسرعه واغلقت خلفها الباب بتخبط.
نظر هو الى ساعة يده الماركه وزفر بضيق قائلاً :اوووووف بقا..... لسه فاضل ساعتين. مش معقول كده وحشتنى اوووى حبيبتى. قال هذا ثم ابتسم بعشق
فى مكتب مها كان محسن يقف منظرها منذ وقت. بعد فترها وجدها تدلف للداخل بغضب وعصبيه عقد حاحبيه باستغراب واردف قائلاً :ايه ده مالك... متعصبه كده ليه.... اول مره اشوفك كده.. وكأنها كانت بحاجه لمن يسألها حتى تنفجر في الاجابه قائله:مستر عادل هارينى طلبات وروحي وتعالى. كل شويه يناديني ادخله وفى الاخر تطلع حاجه تفهه. عمال طلبات طلبات طلبات... مش عارفه ماله ماكنش كده.
محسن:ليه يعني بيعمل كده ليه.
مها بضيق :انا عارفة له بقا.
محسن:طب وانتى جايه منين دلوقتى
مها:البيه عنده اجتماع فى كافية جنب الشركه والمفروض انى مش فى الاجتماع ده. فجاءه اتصل بيا طالب داتا وحاجات ولازم اروحله. محسن بشك فهو شاب ويفهم حركات الشباب جيداً :متغير من امتى.
مها بضيق:انا عارفه بقى.. ده فجأة كده.
محسن بضيق:مها احنا طبعاً اول ما اتخطبنا ماتكلمناش فى موضوع شغلك ده. وانا مش من الرجاله اللى هبقى عايز احجر عليكى وقعدك فى البيت عشان ابقى كده دكر وجامد وبتاع بس انا فعلاً مش مستحمل انك تبقى بتتعبى كده.
لو سمحتى يا مها ياريت نلاقى حل وسط للموضوع ده. خصوصا انى مش هستحمل اشوف حد بيحاول يوقع مراتى. فهمانى يا مها.
ابتسمت مها بتفهم وهى تحمد الله انه رزقها شخصا كمحسن متفهم وعاقل وفى نفس الوقت عاشق متيم بها.
هاهو قاسم مهران العاشق يقف امام النافذه يتطلع بنفاذ صبر للطريق ينتظر موعد قدوم ساحرته الصغيره فهى من انارت قلبه وجعلته ينبض لاول مره طوال سنواته الثلاثون. بعد دقائق وقف الباص الخاص بالمدرسه فابتسم بحب ثوانى ووجدها تنزل بشقاوه من الباص واصدقائها يلوحون لها ويهتفون باسمها وهي اتقفز من الارض بحماس وتلوح لهم دقق النظر ليتاكد ان كان من بينهم فتى او لا زفر بارتياح عندما لم يجد هذا الفتى من بينهم فكلهم فتيات يبدوا ان حبيبته اجتماعيه ومحبوبه جدا بين اصحابها على عكسه تماما.
كان محسن مازال جالس مع مها حين دخلت عليهم جودى بشقاوه :مسا مسا.
مها بحب:مسا مسا ياقلبى.
جودى :ازيك يا محسن.
محسن بابتسامه :ازيك يالى مغلبه حبيبتى بشقاوتك.
مها:هههههههههه
جودى بعبوس محبب:بتشتكى منى ياست مها.
مها:مانتى بصراحه شقيه اوى ياجوجو... وبعدين هو محسن غريب. قالتها وهى تنظر له باعين لامعه من الهيام وهو يبادلها النظرات. لاحظت جودى نظراتهم فقالت بشقاوه :اييييه. انا هنا.
ضحك محسن ومها على هذه المشاغبه.
اما قاسم كان يقف فى مكتبه بضيق مر اربع دقائق ولم تأتى بعد. اين هى. سينتطر دقيقه اخرى. لا ولا ثانيه بعد لا يستطيع التحمل. اندفع من مكتبه خارجاً يبحث عنها كأنه يبحث عن قط صغير. ذهب مباشرة الى مكتب مها فامؤكد هى هناك تذهب لابنة خالتها اولا. الا تعلم انه يحترق شوقا الا تعلم انه اولى الناس برؤيتها. حسنا حبيبتى الصغيره سأعلمك قواعد عشقى. كان يمشي بهيبته المعتاده التى تذيب قلوب كل العاملات لديه. مع كل خطوه كانت توجد فتاة تتنهد بهيام وهى تتمنى ان يلتفت ولو بالخطأ لها.
دخل مكتب مها وجد خاطفة قلبه وسالبة انفاسه تقف مع مها ومحسن وتتحدث بمرح تاركه إياه يجلس في مكتبه ينكوى بنار الشوق يعرف أنها صغيره ولم تعرف بعد مايشعر به ويعيشه لذلك سيتغاضى عن غضبه الان لحين ايفهامها. دلف للداخل بلهفه وسط زهول مها ومحسن الذى زاد زهولهم حينما وجدوا قاسم مهران يدخل بشوق ولهفه ثم امسك يديها بين راحتيه بحب وجذبها لاخضانه. شهقت مها بصوت مسموع واتسعت اعين محسن حتى استدارت وتوقف عقله عن العمل حين سمعه يقول بصوت مبحوح من الحب وهى داخل احضانه:حبيبتى ماجتيش عندى الاول ليه.
خرجت جودى من بين ضلوعه بخجل ولم تستطيع الرد او النظر فى أوجه الواقفين. شعر هو بخجلها فسحبها معه متجها الى مكتبه وهو يقول :يلا تعالي معايا. خرج بفرحة وهى فى يده. مرت دقائق ومها ومحسن على نفس وضعهم متسمرين في الارض اعينهم متسعه وفمهم مفتوح من الصدمه. دقائق حتى استعاد عقلهم العمل فقال محسن لمها :مها هو ايه اللي بيحصل ده.... هو ده قاسم مهران. اماءت له بصدمة وبلاهه.
محسن :واللى كان بيقولها حبيبتى وبيحضنها دى جودى بنت خالتك اللى فى تانيه ثانوى. هزت رأسها ببلاهه مره اخرى.
محسن وهو يجذبها لتجلس بحانبه:لأ لأ تعالى اقعدى جنبى كده وفهنينى ايه اللي بيحصل. جلست مها بجانبه وبدءت بسرد كل شئ عليه.
كان يسير بفرحة طفل يتيم وهو ممسك بملابس العيد. هى معه اذن كل شئ جميل. لم يهتم بنطرات العاملين المشدوهه. ولا الفتيات الحاقدات. حبيبته معه فماذا يهتم بعد.
دخل الى مكتبه مروراً بمنى التى وقفت بغيظ موجه لجودى البريئه فيبدو أن لهذه الفتاه مكانه خاصه عند قاسم مهران حتى يذهب بنفسه كى يأتى بها. وليست هذه اول مره.
دخل مكتبه واغلق الباب وهى مازالت بيده استدار لها وجذبها لاحضانه بشوق. استكانت بين احضانه مستسلمه لهذا السيل من الحنان مستلذه بشعور الدفئ الذى باتت تشعر به داخل ضلوعه. اعتصرها بين يديه وهو يشتم رائحتها التى تعطيه انفاسه ليحيا من جديد. استنشق عطرها قائلاً :ااااااااااااااه وحشتينى اووى ياحبيبتي. خفق قلبها لحديثه الصريح بكلمة حبيبتى. تستشعر صدقه لا تشعر بأنه يتلاعب بها. ظل محتفظ بها داخل احضانه لا يريد إخراجها. قالت هى بصوت هامس من الخجل وفرط المشاعر التى عصفت بها:قاسم. احتضنها اقصر ومعتصر إياها بذراعيه قائلا :عشان خاطرى بلاش تقولي اسمى كده انا بعافر عشان امسك نفسي عنك. بحكم عمرها لم تفهم مقصده خرجت من احضانه وقالت :ماسك نفسك عن ايه. نظر لها بابتسامة عاشقه:لو قولتلك هتقعى من طولك خليكى مش عارفة احسن. لما نتجوز هتعرفى كل حاجه على ايدى. اتسعت اعينها بزهول. ماذا هل قال نتزوج. هل قرر الزواج بها. قالت بزهول :نتجوز.
قاسم بحب:ايوه طبعا ياحبيبتي.
جودى :انت بتتكلم بجد..
قاسم:طبعا ياروحى. انتى فاضلك سبع شهور وتكملى ال18 واقدر اتجوزك.
صمتت جودى من الصدمه. جذبها وجلس على الاريكه الجلديه قائلاً :استنى هطلب لنا الغدا عشان ناكل مع بعض. ابتسمت له وهى مازالت مصدومه. التقتط هاتفه وطلب الطعام من احد مطاعم الوجبات السريعة.
قاسم:طلبتلك بيتزا... شكلك بتحبيها.
جودى :امممم بموووت فيها.
قاسم :يانهار اسود.. والله وجه اليوم الى اتمنى لو كنت بيتزا. انفجرت جودى فى الضحك على حديثه. هز هو رأسه بيأس وهو يبتسم ثم جذبها لاحضانه.
بعد مده طرقت منى الباب لتدخل بالطعام كانت جودى لاتزال فى احضانه. شهقت منى بضيق فى حين أرادت جودى الخروج من احضانه لكنه شدد من احتضانه مانعا إياها من الابتعاد. وضعت منى الطعام وهى تنظر بغضب لهذه الطفله التى جعلت من قاسم مهران عاشقا متيما فلم يسبق ان شاهده احد يهتم بشخص كل هذا الاهتمام وإظهار الحب. بل واعلان حبه امام الجميع. كان مايحدث هو العكس الفتيات تركض خلفه مصرحه عنه حبها وهو لا يبالى اما الان فهو عاشق غارق فى محيط العشق.
↚
فى الصباح فى شركة قاسم مهران كان جميع العاملين يتداولون هذا الفيديو الذى انتشر بيومين بصوره رهيبه على مواقع التواصل الاجتماعي والذى يظهر فيه رب عملهم قاسم مهران وهو يحمل جودى محتضنا اياها ويدور بها فى الأرجاء فى مشهد رومانسى جميل. صدمه احتلت ملامح الجميع وخصوصا الفتيات التي كن يشاهدن الفديو بحسره وخيبة امل فكلن منهن كانت تخطط لايقاع به. كذلك مها كانت تشاهد الفيديو بصدمة وغضب كبير. فهبت من مقعدها بثورة وغضب عازمه على الذهاب لقاسم مهران كان ذلك تزامنا مع وخروج عادل من مكتبه للذهاب لقاسم ايضا لمعرفة ماذا سيفعلون مع هذا الخبر والذى انتشر سريعا في كل الصحف ايضا.
كان يدلف داخل شركته وهو يلاحظ حركه غريبه بين الموظفين ونظراتهم كذلك. صعد الى مكتبه فاستقبلته منى السكرتير والتى ظهر الغضب والسخط على محياها فهى كذلك شاهدت الفيديو أكثر من مرة.
دخل الى مكتبه باستغراب شديد من نظرات الكل الغير عاديه له فمن المستحيل أن يكون كل هذا صدفه. دلف عادل للداخل بدون استئذان.
قاسم:فى ايه يابني ادم انت.
عادل :ممكن تفهمني ايه اللي انا شوفته ده.
قاسم :شوفت ايه.
عادل :اتفضل...... واعطى له هاتفه الذكى وهو يفتح هذا الفيديو الذي انتشر بسرعة البرق تحت عناوين عديده منهم من يقول انها معشوقة قاسم مهران الجديدة. وعناوين أخرى تشيد بهذا المشهد الرومنسى جداً.
عادل:كل الصحف ناشره الخبر... بس انا هعرف شغلى معاهم كويس.. وبكره هينزل تكذيب للخبر والفيديو يتحذ..... قاطعه قاسم بحدة :لأ طبعاً... ماتكدبش حاجة. نظر له عادل باستغراب كأنه براسين ثم اردف باستكار:نعم... ليه ما كل مابينزل خبر ليك زى ده بتقلب الدنيا وتكدب الخبر.
قاسم بابتسامه :بس المره دى مش زى اى مره.... بالعكس انا عايز الخبر ينتشر.
عادل :فى ايه يا قاسم انا مابقيتش فاهمك ولا فاهم اهتمامك بالبنت دى... ايه هتخيب على كبر ولا ايه ده انت عديت التلاتين.
قاسم:عارف.... بس اعمل ايه دونا عن بنات الدنيا دى كلها ماحبش غير طفله عندها 17سنه.
عادل باستنكار:انت اكبر منها ب13 سنه يا قاسم فكر في الموضوع كويس. قاسم بتنهيده حاره:اعمل ايه يا عادل والله لو بايدة كنت بعدت بس... مش قادر ياعادل
عادل:طب مش خايف من بكره.... شاب من سنها مثلاً يعجب بيها وهى كما...... عند هذه الفكرة وصرخ عليه قاسم محتدا:ده على جثتى.... على جثتى.... انت سامع ياعادل على جثتى. انصعق عادل من هيئة وهذه الحاله الميؤس منها التى وصل اليها صديقه في نفس الوقت الذي دلفت فيه مها للداخل غاضبه فلم تسطيع إنتظار عادل كى يأتي لها بالنتيجة كما وعدها. نظر لها قاسم ثم زفر بغضب فالحاله التى وصل لها لم يكن ينقصها غضب مها أيضاً.
مها باندفاع وغضب :قاسم بيه احنا لازم نلاقي حل للمشكله دى.
قاسم وهو يجاهد كى لا يحتد عليها :مشكلة ايه يا مها.
مها:الفيديو المنتشر ده والأخبار إلى مالية المجلات. احنا لازم ننزل تكذيب
قاسم:بس انا مش عايز اكدب الخبر.
اتسعت اعين مها بزهول فقالت:يافندم مع احترامي لحضرتك... بس كده سمعت جودى هتبقى.... قطع حديثها بغضب:خلى حد يجيب سيرة جودى بكلمه وحشه وانا ادفنه مكانه. نظر له عادل ومها ايضا بذهول من هيئته الجديدة كلياً فاكملت مها حديثها الذى جعل اعين قاسم تظلم بغضب جحيمى:بس يافندم دى بنت مين هيرضى يتجوزها وهى ليها. فيد.....قطع حديثها صوت قاسم الغاضب باسمها وهو يكسر كل شئ امامه ثم وقف امامها وهو يرفع باصبعه بتحذير قائلاً :لو سمعتك جبتى السيره دى قدامى او قدام حد او حتى فى سرك مع نفسك هتشوفى جحيم جهنم على الأرض... جودى بتاعتى وهتبقى مراتى.... مجرد ما تتم السن القانوني هتبقى مراتى... مافيش سيرة او اسم اى راجل هيتحط جنب إسمها غيرى. انتى فاهمة. قال الاخيره بصراخ. انتفضت له مها حتى عادل صديقه أيضاً.
اتفضلوا يلا على مكاتبكوا. قالها قاسم وهو يستدير معطيهم ظهره وهو يحاول تهدئة نفسه. ثواني وكان يقف بمفرده بعدما خرجوا فورا فهم لا يستطيعون مواجهه زروة غضب قاسم مهران
فى مكان آخر ندهب له لاول مره.هى المدرسة الكنديه للغات والتى تدرس بها جودى. حيث الجميع يقق ممسك بهاتفه ويشاهدون هذا الفيديو المنتشر والذى تظهر فيه جودى مع قاسم مهران زير النساء.
كانت جودى تسير في الملعب وقت البريك حينما اقتربت منها احدى الطالبات والتى تغير من جودى كثيراً.
مايا ياستفزاز:هه.. شوفتو يابنات.. جودى البنت الموءدبه الهادية.
لمى(صديقه مايا) :تؤتؤتؤ... ماكنتش اتوقع منك كده بصراحه. لم تكن جودى على علم بعد بامر هذا الفيديو. فاقتربت منهم باستنكار وجهل :ايه ده فى ايه فيديو ايه.
مايا :فيديو ايه... على اساس انك مش عارفة.
لمى:سبيها يا مايا ياحبيبتى يمكن ماكنتش حاسه بنفسها. بصراحه برضه الى يقعد مع قاسم مهران بنفسه لازم برضه ينسى الدنيا.
مايا بحقد:قاسم مهران مره واحده يا جودى... طلعتى مش هينه ابدا.
جودى بغضب وعصبيه:فى ايه وفيديو ايه اللي بتتكلموا عنه.
فى نفس الوقت اقتربت ريتال صديقه جودى المقربة :فى ايه يا مايا انتى ولمى ماتلموا نفسكوا.
جودى :حد يرد عليا فيديو ايه.
ريتال:تعالى.. تعالى معايا ياجودى.
مايا :اه خوديها ياحييبتى لاحسن دى مش عارفة تصلب طولها. جذبت ريتال جودى بعيدا فقالت جودى بغضب:هو فى ايه يا ريتا وفيديو ايه اللي بيتكلموا عنه.
ريتال:انتى لسه متشوفتيش الفيديو ده يا جودى.
جودى :لا انا مش فاهمه حاجه.
ريتال:بصى. وعرضت عليها الفيديو المنتشر والذى تداوله كل طلاب المدرسة. شهقت جودى بفزع وترقرت الدموع فى عينيها:يانهار اسود... اعمل ايه. ربطت ريتال على كتفها لتهدئتها... بينما في مكان اخر فى المدرسه كان يقف يامن وهو الذى يعشق جودى باستماته منذ الصغر فى حين كان يعرض عليه احد اصدقائه الفيديو المنتشر لجودى وقاسم فقبض بيده على الهاتف بغضب ثم خرج مسرعاً من المدرسة ولم يلقى بالا ياعتراض الامن وحرس المدرسة. فاستقل احدى سيارات الأجرة (تاكسى) وذهب فى اتجاه شركة قاسم مهران. ترجل من السيارة واندفع بغضب إلى الداخل وصعد فى المصعد حتى اصبح فى الطابق الاخير ودخل بغضب الى مكتب قاسم وسط اعتراض السكرتيره إلا أن غضبه قد اعماه.
فى الداخل كان يجلس قاسم بعد أن هدأ كثيراً فبعد تفكير توصل إلى أن ماحدث كان فى مصلحته فقد استساغ الامر كثيراً فهكذا وبدون تدبير عرف الجميع أن جودى هى ملكيه خاصة بقاسم مهران لن يجرؤ احد بعد اليوم فى محاولة التقرب منها. وكأن الله أراد تدبير الامر من عنده فلم يكن فى تخطيته أبدا ان يعرف كل هذا العدد الا نهائى من الناس عن حبه لجودى وأنها شئ خاص به فقط. ابتسم باتساع وهو يتنهد براحه ويرجع ظهره للوراء مغمضا عينيه. ثوانى والتقتطت اذنيه أصوات غاضبه فى الخارج ثم اقتحام يامن عليه المكتب وهو غاضب بشده ومنى السكرتيره تحاول تبرير الموقف لرب عملها الذى بدى الغضب على محياه في حين صرخ يامن بغض :اسمع ياجدع انت... انت تبعد عن جودى خالص... انت سامع... احتدت ملامح قاسم بغضب واحتضن الجحيم عينيه وهو يرى شاب آخر من نفس عمرها يتحدث عنها وينطق باسمها بين شفتيه.فصرخ عليه قائلاً :انت بتقول ايه يالا..
يامن بغضب :بقولك تبعد عن جودى ومالكش اى علاقه بيها لا من قريب ولا من بعيد..
قاسم بغضب جحيمى:انت اتجننت.. قاطعه يامن بصراخ:انا اعرفها من واحنا فى كى جى وان اعرفها من اول ما اتولدت.. ثم اكمل بهستيريه:جودى دى بتاعتى ومش هسمح..... قطع قاسم حديثه وهو يقبض على عنقه فهو لم يستطيع ان يستمع لما كان يتفوه به وهذا الحديث الذى جعل الدم يسرى بعروقه. فقبض على عنقه بغضب حتى كاد ان يختنق فلم يخلص هذا المسكين من قبضة قاسم الفولاذيه غير عادل والذى جاء مسرعا على صوت الضجيج القادم من مكتب قاسم والذى اجتمع عليه عدد كبير من الموطفين فى هذا اليوم العجيب.
عادل :خلاص يا قاسم الواد هيموت في ايدك. كان قاسم لا يرى أمامه فقد اعماه غضبه من حديث هذا البغيض.
يا قاسم خلاص... سيبوا بقى. كان يامن على مشارف الموت لولا عادل الذى خلصه من قبضة قاسم بصعوبه وامر الامن باخذه للخارج بينما يامن كان يلتقط انفاسه المسلوبه بصعوبه بالغه وهو لم يكف عن التوعد لقاسم وأنه لن يتركها له أبدا مهما كلفه الامر. مما جعل جميع الموظفين واقفين كالتمثال من شده دهشتهم. فلاول مره يرون قاسم مهران بهذه الصورة الجحيميه ومن أجل فتاه. هنا وايقن الجميع أنه بالفعل غارق فى عشقه لها. صرف عادل الجموع االمحشوده أمام مكتب قاسم والتى شهدت على اقصى مراحل غضب هذا العاشق. بينما الصحفيين في الخارج يلتقطون الصور ليامن وهو يخرج صارخا بسخط على قاسم فالتقطوا له العديد من الصور التي ستندرج فى صحف الغد تحت عنوان عشق قاسم مهران.
فى الأعلى عند قاسم كأن يعدوا ذهابا وإياباً وهو يزئر بغضب من هذا اليامن وما قاله ود لو انه ازهق روحه وانتهى الأمر فالتفت الى عادل بحده فهو من افلته من تحت يديه.
قاسم :انت الى خلصته من ايدى.. اموتك مكانه انا دلوقتي.
عادل :قاسم الواد كان هيموت في ايدك بجد.
قاسم:مانا عايزوا يموت....
عادل:لأ مش مصدقك بجد.. انت فى ايه.... انا اعرفك من زمان اول مره اشوفك كده.
قاسم وهو يكسر كل شئ امامه:ماقدرتش.... ماقدرتش اسمعه وهو بينطق اسمها بلسانه كده... ماستحملتش اسمعه وهو بيقول انه بيحبها.. ثم اكمل بغضب :الحيوان بيهددنى بكل بجاحه وبيقول مش هيسبهالى... هموته... والله لا اموته..
عاجل وهو يمسك به محاولا تهدءته:اهدى... اهدى يا ابنى.. اهدى ده عيل صغير... زمانه خاف اصلا.
هز قاسم رأسه بثقه:لأ.. لا يا عادل.. الواد ده فعلاً مش هيسكت... ماشفتوش كان بيتكلم بحرقه ازاى.... هو فعلاً عايز ياخذها منى.... بس ده على جثتى. على جثتى... يموتنى الأول عشان يقدر ياخدها.
عادل :طب اهدى اهدى.
فى مكان آخر فى شقه فاخره فى احدى التجمعات السكنية الراقيه تجلس سيده في العقد الرابع من عمرها تضع قدم على اخرى وهي ممسكه باصابعها سيحارتها وهى تقلب فى احدى المجلات. ثوانى واتسعت عينيها مما رأت.. فذهبت مسرعه إلى غرفة نوم زوجها.
سهى :يامحمد... يامحمد.
محمد بنعاس:اممممممم.
سهى:قوم... قوم شوف صورة بنتك في المجله.
محمد:بطلى هبل ياسهى ايه اللي هيجيب صور جودى في المجلات.
سهى بسخط :قوم ياخويا وانت تشوف.
محمد وهو يعتدل:اووووف ورينى اللى بتقولى عليه ده. ثم اتسعت عينيه وهو يرى الأخبار مرفقة حقا بصورة ابنته تحت عنوان ارتباطها برجل الاعمال قاسم مهران.
محمد :معقول. بينما سهى بحقد لنفسها:قاسم مهران مره واحده يابنت هدى.
خرجت جودى من مدرستها قبل ميعاد الانصراف. فهى لم تعد تحتمل ماحدث وذهبت مسرعه الى قاسم كى تعرف منه ماذا تفعل ولما حدث كل هذا وتطلب منه أن يجد حد لهذه الأخبار.
نزلت امام البوابه الرئيسية للمجموعه الضخمه التابعة له. صعدت للأعلى بدموع وحزن وهى تستمع لهمهمات الموظفين عليها ونظرات الحقد والحسد الموجهه إليها من الفتيات والسيدات العاملين. خرجت من المصعد وذهبت باتجاه مكتبه فاوقفتها منى السكرتيره بحقد وسخط:نعم.
جودى بأدب ودموع:ممكن ادخل لقاسم.
منى باستغراب حقيقى وحقد:قاسم حاف كده.
جودى بدموع اكثر:لو سمحتي عايزه ادخله.
منى ببرود:استنى لما استئذنه. صمتت جودى فدخلت منى بخطى متثاقله وبرود للداخل حيث مازال قاسم مع عادل الذى يحاول تهدئته.
منى :قاسم بيه الآنسة جودى بره وبتق.... انتفض قاسم من مكانه بحده وغضب منها:وموقفاها بره ياحيوانه. اتسعت اعين منى بذعر بينما قاسم خرج راكضا للخارج ليرى حبيبته فقد انخلع قلبه وهو يجدها قد اتت قبل معاد خروجها بكثير. خرج إليها وجدها تنتظر بأدب ودموعها على وحنتيها. فاسرع إليها يحتويه يحضنه وهو مفزوع وقلبه منتفض عليها.
قاسم بلهفه :جودى حبيبتي... مالك... فيكى ايه يا روحي... بتعيطى ليه. قولي ما تخبيش عليا. كل هذا تحت نظرات عادل ومنى المندهشة من هذا الحب والحنان الحقيقى مما جعل عادل يتأكد من تاكدده من عشق قاسم لجودى بينما ازداد حقد منى على هذه الطفله.
قاسم :وبعدين انتى ايه موقفك بره.
جودى وهى تكفكف دموعها كالأطفال :ماهى السكرتيره قالتلى استنى تستاذنك. نظر قاسم بغضب جحيمى لمنى فهو يفهم هذه الحركات جيداً ثم نظر مره اخرى بحنان لجودى وهو يحتضنها قائلاً :حبيبتي بعد كده تجيلى تدخلى على طول من غير ماتستاذنى منى انا شخصياً اوكى. قال الأخيرة بابتسامة فقالت هى:اوكى. ثم نظر بتوعد لمنى وهو يجذب جودى معه للداخل وهى مازالت فى احضانه وتركهم عادل لمكتبه.
دخل قاسم مكتبه مغلقا الباب وهو يحتصن حبيبته بحنان بالغ قائلاً وهو يجلسها بجانبه:حييبتى.. مالك... قلقتينى عليكى... خرجتى من المدرسه قبل معادك ليه وكمان بتعيطى ليه.
بكت جودى اكثر فتقطع قلب قاسم اكثر فقال :جودى عشان خاطري بلاش تعيطى مش هقدر بجد عليها.
جودى بشهقات متقطعه :ف. فى المدرسه.... ص. صحابى... الفيديو...
قاسم وهو يمسد على شعرها :اهدى ياروح قاسم... اهدى قوليلى مين ضايقك فيهم.
جودى :ككلهم بيتكلموا على الفيديو. وبيقولو عليا.... يبيقولو...
قاسم بحنان :حبيبتي براحه بس واهدى.... كملى يا روحى.
جودى :بيقولو عليا انى عامله فيها مؤدبه ومش بصاحب ولاد وانا.... انا برسم على كبير. ثم انخرطت فى بكاء مرير ادمى قلبه. فاحتضنها بحنان شديد محاولا تهدئتها. دقائق وخرجت من احضانه متسائله:قاسم.
اغمض هو عينيه وتنهد باستمتاع وهو يستمع لاسمه منها:نعم يا روح وعشق قاسم. ابتسمت من بين دموعها فبدت خلابه اكثر. ثم اردفت قائله:هنعمل ايه يا قاسم. اغمض عينيه مره اخرى باستمتاع للمره الثانيه. فقالت هى ببراءة :مش بترد عليا ليه يا قاسم. تنهد بقلة حيله وهو مبتسم :وانا هرد ازاى ولا اعمل اى حاجة وانا بسمع اسمى منك كده. ابتسمت له فاكمل هو :وبعدين احنا مش هنعمل اى حاجه دلوقتي
جودى :ولا حتى تنزل تكذيب. قاسم بحدة خفيفة كى لا يخيفها:لأ طبعاً.. ده أنا هاين عليا اروح ابوس ايد اللى نزل الخبر ورفع الفيديو والصور دى نظرت له بدهشه واستغراب فاكمل هو:اه ماتستغربيش.. كده الناس كلها هتعرف انك بتاعتى. لكن ثانية وامتعض وجهه وهو يتذكر حديث هذا اليامن فلاحظت هى ذلك فسالته بقلق:قاسم... مالك. ابتسم وهو لا ينفك يستمتع باسمه من بين شفتيها. ثم قال وهو يبتلع غصه مؤلمه فى حلقة خشية من جوابها:جودى.
جودى :نعم.
قاسم :انتى... يعني يامن.. فى حاجة بينكو.
جودى بصدق شعر هو به:لأ يامن زميلى بس وزى اخويا احنا مع بعض من كى جى وان ومامتى ومامته كانوا صحاب.
قاسم :يعني أنتى... من ناحيتك مافيش اى حاجه.
جودى :لأ خالص.
قاسم :ولا حتى اعجاب.
جودى :بصراحة.. هنا وقع قلب قاسم فى قدميه. لكن اكملت قائله:لو فى إعجاب........ هيبقى ليك انت. قالتها وهى تنظر له كالمسحوره فتعالت دقات قلبه وصدره يعلو ويهبط من الفرحه وهو غير مصدق انها على مشارف الغرام به فهو لم يكن يحلم بحبها له يوما وكان سيكتفى بحبه هو لكنها قالت ما اثلج قلبه فاحتضنها بقوه وهو فرح لدرجه تلامس نجوم السماء وتكفى أهل الأرض جميعا. بعد دقيقه ابتعد عنها واسرع الى الهاتف يطلب من الامن ماجعل اعين جودى تجحز بشده. حيث طلب منهم ان يسمحوا لكل الصحفيين القابعين امام البوابة الرئيسية للمجموعه بالصعود بقاعة المؤتمرات لأمر هام.
دقائق وكان كل الصحفيين ومعهم العاملين ومن بينهم محسن ومها وعادل. بينما دلف قاسم للداخل وهو يحتضن كف حبيبته بين يديه وهو ياصقها به باعثا برسالة للجميع انها تخصه بينما جميع المصورين يلتقطون صوراً عديده لهم. جلس على المنصه واجلسها بجانبه. ثوانى وتحدث قائلاً :من امبارح وكل مواقع السوشيال ميديا بيشيروا الفيديو بتاعنا وكمان المجلات والجرايد. وانا جمعتكوا هنا عشان أكد الخبر. واقول للناس كلها أنى مستنى لما جودى تتم ال18 عشان نقدر نتجوز. كانت الصدمه من نصيب الجميع فقد توقعوا انها مجرد نزوه.. سقطه من سقطاته ولكن الواضح أن الأمر أكبر بكثير.كان من بين المنصدمين مها ومحسن حتى عادل صديق عمره تفاجئ كثيراً. لكن الصاعقه الاكبر كانت من نصيب جودى التى لم تكن تتوقع ان يدلى قاسم بهذا التصريح الحرئ. ثوانى وأنهال عليهم الصحفيين بالأسئلة التى لا حصر لها وهي تحاول ان تبتسم وان تتدارك الموقف بينما قاسم ينظر لها بعشق حقيقى وهو محتضن كف يدها امام الجميع....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الجزء الثاني عشر
عشق قاسم
انتهى المؤتمر الصحفي المفاجئ الذى عقده قاسم. فخرج قاسم محتضنا جودى معه بينما اوقفته مها وهى تنادى بأسمه. توقف عن السير واغمض عينيه محاولا عدم اغضاب نفسه فهو الان أسعد انسان على وجه الأرض بعد إعلان تملكه وعشقه لصغيرته.استدار لها ونظر لجودى التى تنظر له بابتسامة ثم أعاد النظر لمها مره اخرى بابتسامة صفراءقائلاً :نعم يا مها فى حاجه.
مها بزهول:فى حاجة هو حضرتك بتتكلم كده زى مايكون مافيش كارثة حصلت من شويه.
قاسم بعيون يملؤها الجحيم:كارثة... كارثه ايه دى.
مها وهى توجه حديثها لجودى التى مازالت تتابع حديثهم ياهتمام:جودى يالا عشان نمشى من هنا. ثم وجهت حديثها لقاسم:قاسم بيه... الشعل إلى ممكن تضغط عليا بيه انا سيباهولك.. يالا ياجودى. نظرت جودى لهم بحيره لا تدرى اى جهة تذهب حقا.
قاسم باعين مظلمه:انتى بتعملى ايه. انتى مفكره انك ممكن تاخديها فعلاً.
مها بعند:وحضرتك مفكر انى هسيبهالك تتسالالك بيها يومين.
قاسم بحده:انا فعلاً مش فاهم انتى ايه مشكلتك.
تدخل عادل فى هذه اللحظه :اكيد يعني يا جماعه مش هتتخانقوا هنا في الكوريدور الشركه كلها بتتفرج ادخلوا اى مكتب واتناقشوا.. انتبه كل من قاسم ومها وجودى ايضا على وضعهم وهم فى احد الممرات التى تسبق قاعه المؤتمرات. وجميع العاملين في الشركه يقفون يتابعون المشادة الكلامية التى بينهم باهتمام وزهول.
أشار لها أن تذهب خلفه داخل قاعة المؤتمرات مره اخرى.
دلف للداخل وهو مازال متمسك بجودى بشده وخلفهم مها وعادل.
قاسم:ممكن افهم يا انسه مها انتى ايه مشكلتك.
مها :هو حضرتك مش واخد بالك من اللى قولته من شويه ولا ايه.
قاسم :قولت ايه يابنتى.
مها بغضب :حضرتك قولت قدام الصحافة والناس كلها ان جودى خطيبتك ولما تتم ال18 هتتجوزوا.
قاسم:ايوه فين المشكله.
مها:المشكله ان بنت خالتي مش لعبة فى ايدك دى امانه في رقابتى ليوم الدين ومش هسيبهالك تتسلى بيها شويه عشان لاقيتها هاديه ومؤدبه ومش هتيجى غير بحاجه رسمى قدام الناس. نظرت له جودى بصدمة وكأنها تسأله هل هذا صحيح. احتقن وجهه بغضب من هذه المها التي تثرثر بحديث غير صحيح بالمره زرع الشك فى قلب حبيبته من ناحيته. اغمض عينيه وقد كور يديه بعضب ثم قال بحدة طفيفه:يعني اعمل ايه اثبتلك بيها انى فعلا بحبها ومش بلعب بيها. نظرت له ولم تجد الرد. فاتجه هو ناحية جودى قائلاً :جودى حبيبتي انتي حاسه انى بضحك عليكى وبستغلك. نظرت له بحيره ثم قالت :بصراحة مش عارفة.. بس انا خايفه... خايفة كلام مها يطلع صح. اغمض عينيه بألم ثم نظر لمها بحنق قائلاً :مها من هنا ورايح جودى خطيبتى... خطيبة قاسم مهران وطالما مالكيش اى طلبات اثبتلك بيها انى فعلا بحبها ومش بلعب بيها يبقى تسكتى خالص.
مها :خطيبتك ايه... انت فاكر انك تطلع للاعلام تقول انها خطيبتى يبقى كده خلاص.
نظر لها قاسم ثم تحدث بهدوء :هو انتى فاكره انى مش عارف كل حاجه عن حياتها... انتى تفتكرى انى ممكن اربط قلبى واسمى بحد من غير مايكون عندى المعلومات الكافية عنه. نظرت له جودى بحزن ظناً منها انه يعايرها فافلتت يدها من يده وهمت لتبتعد بخزى وسط حزن مها وعادل الذى كان يشاهد بصمت وزهول. لكن قاسم جذبها لاحضانه مره اخرى ولكن بقوه قائلاً :حبيبتى.. انا ماقصدش اى حاجة وحشة.. ماحدش بيختار أهله... اوعى تفهمينى غلط... نظرت له وكأنها تبحث عن الصدق فيهم فابتسمت له مما جعله يتنفس الصعداء فاستدار لمها منهيا الحوار :انسه مها جودى بأمانتى... ماتقلقيش عليها.ثم سحب جودى معه وخرج دون ان يعطيها فرصه للحديث مرة أخرى. بينما وقفت مها تنظر لاثرهم بذهول لهذا المتعجرف المغرور اللذى كان يقف منذ قليل. أخرجها عادل من دوامة أفكارها قائلا بصدق هذه المره:ماتقلقيش يا مها شكله بيحبها بجد. نظرت له بشك فاردف مؤكداً :ده صاحبى من زمان عمره ما كان مستقتل على حد كده. لم تقتنع بحديثه شعر هو بذلك فقال:مها بذمتك انتى اصلا عمرك شوفتى قاسم بيجرى ورا واحدة. هو فعلاً زير نسا زى مابيتقال عليه مش هنكر بس اى واحده فيهم هى اللى سعت ليه هو عمره ماجرى ورا واحده. لكن المره دى انا اول مره اشوفوا ملهوف وغيران على حد أصلا. ده كان هيموت الواد يا مها. ضيقت مابين حاجبيها قائله باستغراب :واد مين.
عادل:ايه ده انتى ماتفرجتيش. ده كان بث مباشر.. ماشاء الله الشركة كلها اتفرجت. ردت بحنق وهى تجز أسنانها:مانا كنت بخلص الاوردرات الكتيير اووى اللى حضرتك كنت طالبها. قهقه عاليا وهو يتذكر كيف انه أصبح دائم المشاكسه لها ويريد استفزازها والصاقها به. لايعلم ان فرصته قد انتهت.
فى مكتب قاسم دخل وهو مازال محتضن جودى من كتفيها بتملك. كم كانت صغيرة وضئيله جدا بالنسبة له وهذا ما كان يثيره تجاها اكثر. جلس على الاريكه واجلسها بحواره ثم تنهد بتعب وهو مغمض عينيه فقالت :شكلك تعبان. فتح عينيه ونظر لها بابتسامة وحب قائلاً :معقول احس بأى تعب وانتى جنبى... جودى انتى ممكن تكونى فعلاً مش عارفة انتى بالنسبالى ايه. ممكن عشان لسه صغيره.. ممكن عشان يكون لسه فى شويه شك فيا... بس انا فعلا عايزك.. عايزك انتى وبس.. بقيت شايف دنيتى معاكى.. اد ايه هى حلوه.. تنهد بحراره ثم اردف:جودى انا بحبك. اعتراف آخر.. اعتراف صريح من قاسم مهران زير النساء لهذه الصغيرة. نظرت له مبتسمه بخجل لا تدرى ماتقول فقال هو:يعنى مش عايزه تقولى حاجه وكمان بتخبى وشك عنى. رفع وجهها له ينظر لها بحب وهى خافضه بصرها لاسفل بخجل شديد والحمرا تجتاح وجهها فاقترب اليها مغيبا يريد تقبيلها لكنها ابتعدت عنه بذعر قائله:قاسم.. ايه اللي بتعمله ده. انتبه على ماكان سيفعله وعلى غضبها منه وخوفها وشكوكها وحديث مها الذى عاد يساورها من جديد. فقال بسرعه :حبيبتي.. ماتخافيش بجد.. غصب عني والله من حبى ليكى بجد. اوعى تخافى منى.
جودى :قاسم بص انا فعلاً مش كدة وانت مش هتعرف تعمل معايا كده فعلاً. فأنا بقولك وفر على نفسك وماتتعبش نفسك معايا.
قاسم بحده:جودى انا عارف انك مش كده.. وانا ماقصدش.. ماتخافيش منى... ثم قال بهدوء:اسف حبيبتى... وعلى فكرة قاسم مهران عمره ما اعتذر لحد.. دى كبيره اووى. ابتسمت له ولكن داخلها الكثير والكثير من المخاوف فحاول انتشالها من بحر أفكارها قائلاً :احمم. جودى.
انتبهت جودى له:نعم يا قاسم. اغمض عينيه بانتشاء متأوها:اااااااه جودى الله يخليكى بطلى تقولى اسمى كده.
جودى :كده اللى هو ازاى.
قاسم:انتى قولتيه ازاى من شوية.
جودى :قاسم.
قاسم :اهو شوفتى. اخذ نفس عميق قائلاً :الله يخليكى ارحمينى.... البنى آدم ضعييييييف. فانفجرت جودى ضحكا وهو أيضا معها.
قاسم :لا نتكلم جد بقى.
جودى:امم.
قاسم:انا عارف ان علاقتك بوالدك مش كويسه خالص وتقريبا...
جودى مكمله:مش معتبرنى موجوده.
قاسم بحب :حبيبتى انا مش قاصد اضايقك.. بس حبيت أسألك لو عايزانى اروح اخطبك رسمى منه ماعنديش اى مشكله.
جودى :لأ هو مالوش اى علاقه بحياتي ماما كانت هى كل اهلى ومن بعدها خالتوا ومها ودلوقتي ماليش حد فى الدنيا دى كلها غير مها.
قاسم بغضب وغيره:مها ايه انتى خلاص مالكيش غيرى... قاسم وبس.
جودى باعين متسعه:قاسم... انت بتغير من مها.
قاسم :ايوه بغير. ايوه.... ومن هنا ورايح انتى بنت قاسم مهران انتى سامعه.
جودى متحاشيه غضبه :طيب اهد.... قاطعها بحزم:مافيش اهدى انتى بتاعت مين.
جودى وهى مزهوله رددت:قاسم مهران. ابتسم بارتياح قائلاً :طب يالا عشان نخرج نحتفل.
جودى :قاسم... انا لازم اروح السنتر عندى درس كيمسترى دلوقتى.
قاسم :اووف... طيب ياستى هروح اوصلك... بس انا مالحقتش اشبع منك.
جودى بفرح:بجد يا قاسم عايزنى معاك على طول.
قاسم وهو يحتضنها مستنشقا عطرها:بجد ياروح قاسم... انتى بقيتى هوايا اللى بتنفسه... جودى اووعى تسبينى... انا بحبك اووى.. لو سبتينى مش هقدر اكمل... ثم ضحك بسخريه قائلاً :عمرى ماقولت كده لحد ولا حياتى كانت واقفه على حد بس بجد انا دلوقتي بقت روحى فيكى.
جودى :الله ايه الكلام الحلو ده..هههههه اول مره شوفتك فيها كنت خايفه منك اوى وقلت عليك هههههه. ابتسم لها باستغراب قائلاً :قولتى عليا ايه.
جودى وهى لاتستطيع التوقف عن الضحك:ههههههههه كنت مسمياك. ههههههه
قاسم :اممممم. قولى يا مصيبه قولى.
جودى :هههههههههه مش قادرة.
قاسم:قولى قولى.
جودى :كنت بقول عليك لمها الراجل الضخم. ههههههههه. هنا انفجر قاسم ضحكا حتى ادمعت عيناه
قاسم:ههههههه يخرب عقلك يا جودى هههههههههههه.
جودى :اصل انا اول مره اشوف حد بالحجم والطول ده.
قاسم :ههههههههههه انتى إللى صغننه.
جودى :يااااه ده انا كان شكلى جنبك عامل زى البليه... زى ماكون بنتك.
قاسم بحب:طب مانتى فعلا بنتى... وحبييتى. وخطيبتى... وهتبقى مراتى.
ابتسمت جودى بخجل فقال قاسم :طب تعالى اوريكى حاجه. انتطرت باهتمام فجلب هاتفه وقام بفتحه على صوره له ولها وهم مقتربين كأنها فى احضانه وهى تنظر مباشرة داخل عيناه.
تفاجئت جودى كثيراً فقالت :ازاى وامتى اتصورنا الصور دى.. انا مش فاكره خالص انى اتصورت معاك.
قاسم :بصى ياستى في يوم كنت قاعد على نار مستنيكى توصلى الشركه وفضلت باصص من الشباك مستنيكى توصلى وشوفتك وانتى نازله وبعدين دخلتى على طول وانا كنت رايح جاى فى مكتبى هنا عايز اشوفك ومش عارف اعمل ايه... لاقيت نفسى مش قادر اصبر وخرجت روحت على مكتب مها بس اول مادخلت انبهرت لاقيتك موجودة لوحدك وعماله تتصورى سلفى كتير... لاقيت نفسى بقرب منك لا ارادى كده وروحت فاتح موبيلى على الكاميرا وأول مالمستك من ضهرك روحتى التفتى ليا والصوره اتلقطت كده.
كانت جودى تستمع بزهول وقلب خافق فقالت بتلعثم واعين متسعه من الصدمه :ي.. يعنى أن. انت كنت... انا..... كنت بوحشك... وبتفكر فيا. وو.
قاسم بحب وهو يعيد خصله شاردة خلف اذنها:ايوه عجبتينى من اول مره شوفتك فيها... كنت معترض اول ماعادل جه يستأذنى عشان مها عايزه تجيب قريبتها هنا ساعتين عشان خايفه عليها... قولت ده مكان شغل مش حضانه... ماكنتش اعرف أن ربنا بعتك ليا عشان تحيينى من جديد وتخلى لدنيتى طعم... أول مره شوفتك فيها قلبى دق... دق لاول مرة.. حاولت والله حاولت اقنعه كتير انه ماينفعش.. وانك لسه صغيره اووى.. وممكن ماتقبليش بحبى.... حاولت ماشوفكيش بس لاقيت نفسى بتحجج وبخلق اعذار عشان اروح مكتب عادل واشوفك.. حاولت كتير مع قلبى بس كان حبك اتوغل فيه وبقيتى بتمشى فى دمى..
كانت جودى تستمع لحديثه بصدمة.. صدمة كبيرة كان يشعر بكل هذه المشاعر ناحيتها.. أحبها منذ اللحظة الأولى.. لا والله بل هذا عشق. يرى العشق فى عيونه ستعشقه ستعشقه دون أن تفكر.. دون ان تخاف.. وجدت نفسها وبتلقائيه بحته تحتضنه هى لاول مرة بين ذراعيها الصغيرة عليه... اتسعت عينيه وتسارعت ضربات قلبه وهو يتفاجئ بنفسه بين ذراعيها الصغيرة جداً بالنسبة له.. على الرغم من ضئالتها بجانبه وانه كان اضخم من ان تحتويه بذراعيها إلا أنه احس انه فى بحر من النعيم راحه كبيره بين احضان هذه الصغيره.. حنان ودفئ كبير يحمد الله انها له هو فقط واقسم على جعلها ملكه مهما كلفه هذا من ثمن.
قاسم :اااااااااه ياجودى بحبك اووى... ربنا يخليكي ليا. ضمته لها اكثر فغمر نفسه اكثر داخل اخضانها مستمتعا حد الهلاك. لكن قطع عليه وصلة نعيمه رنين هاتفها. فابتعد مرغما وهو عابس كطفل صغير وليس رجل أعمال فى الثلاثين. نظرت له جودى بحب :مكشر ليه زى البيبي كده.
قاسم بنفس العبوس:ده مين الرخمه الى طلعتنى من حضن حبيبتي دى.
جودى :ههههه. دى ريتا... اكيد بتكلمنى عشان اروح السنتر اتاخرت اووى..
قاسم :امرى لله... يالا هوصلك.. بس بكره هتقعدى معايا وقت أطول من كده.
جودى بابتسامة :حاضر
قاسم :وكمان عايزين نحتفل بخطوبتنا.
جودى :ههههههه.. اوكى.
التقط يدها بين كفه وخرج بها من مكتبه ثم من الشركه كلها... دقائق وكانوا جالسين في سيارته فى الخلف بينما يقود السيارة سائقه الرجل ذو الخمسون عاما. ثوانى وامره قاسم بالتوقف امام احد للمطاعم.
جودى باستغراب :وقفنا ليه.
قاسم:ماهى حبيبتى ما أكلتش حاجة طول اليوم..
جودى :قاسم بجد مش جعانه..
قاسم:جودى لازم تاكلى كويس.. انتى اصلا ضعيفه خالص وصحتك مش عجبانى.
جودى :مافيش وقت ياقاسم..
قاسم :ريحى نفسك مش هتروحى السنتر غير لما تاكلى. نظرت لها بعبوس طفولى فابتسم باستمتاع لغضبها اللذيذ... وبعد مرور بعض الوقت كان يجلس وهى بجانبه ويقوم باطعامها رغماً عنها.
جودى :خلاااااااص والله شبعت.
قاسم:لا لسه... لازم على الأقل تخلصى ساندوتش واحد.
جودى :انا معدتى كده.
قاسم :لا مافيش الكلام ده... ويالا افتحى بوقك.
ابتلعت جودى الطعام وهى غاضبه منه وهو مستمتع بذلك.
فى كافيتريا شركة قاسم مهران فى وقت البريك جلست مها مع محسن وهى شاردة.
محسن:مها.... مها.
مها :ها... بتقول حاجة يامحسن.
محسن:مالك يابنتى... سرحانه ومش طايقه نفسك ليه.
مها:يعني مانت شايف الى حصل يامحسن.
محسن:قصدك على جودى.
مها:ايوه.
محسن:بصى يا مها بغض النظر عن اى حاجه بس انا راجل واعرف نظرات الراجل اللى زيى كويس واقدر اقولك انه فعلاً بيحبها.
مها:يا محسن هو انت يعني تايه عن قاسم مهران ونزواته.
قاسم :ماهو عشان مش تايه بقولك كده.. قاسم مهران عمره ماجرى ورا واحده كل مره كان البنات هى اللى بتجرى وراه ولما كان بينزل خبر زى ده كان بيقلب الدنيا ويكذبه لكن المره دى لا ده زى مايكون ماصدق ومسك فى الخبر بايدوا وسنانه.
مها:مستر عادل قالى نفس الكلام ده من شويه.
محسن بغيره:وانتى وقفتى تتكلمى معاه ليه.
مها باستغراب:ده لما كنت بتخانق انا وقاسم مهران اتدخل وقالى كده عشان يهدينى شويه... زفر بغضب فنظرت له بزهول قائله:انت بتغير يا محسن.
محسن :اكيد يعنى خصوصا وتصرفاته الاخيره مش عجبانى.
مها: ولا عجبانى....
محسن:مها هو قاسم مهران ليه ماخطبش جودى من والدها على حسب ماعرفت منك انه عايش.
مها:قاسم ده مش سهل أبدا... وزى ماقالى كده انه عارف كل حاجه عن جودى فبالتالي عارف ان باباها مالوش اى علاقه بيه بمعنى اصح مش موجود.
محسن:صعبانه عليا اووى... حاجه وحشه انك تحس بيتم الاب وهو عايش..
مها:محسن اوعى تتكلم في الموضوع ده قدامها عشان حالتها بتبقى صعبه اووى لما بتفتكر.
محسن:اوكى.. اوكى... كملى اكلك يالا
مها بابتسامة :ههههههه... حاضر.
فى صباح اليوم التالى كان خبر ارتباط قاسم مهران بجودى يملأ كل الصحف والجرائد وعلى كل المواقع الإلكترونية.
كانت دنيا السواح تجلس تحتسى قهوتها الصباحيه وهى تعبث في هاتفها. ثوانى وسقط منها كوب القهوه وهى تنظر بصدمه للخبر الذى بين يديها... صعدت لغرفتها وارتدت ثيابها وخرجت من منزلها متجه الى مجموعة قاسم مهران لمعرفة ما هذا الذي يحدث..
↚
كانت تسير بخطى عاصفة تتلبسها شياطين الإنس والجن على الرغم من كونها رأته بعينها وهو يعلن بنفسه عن هذا الخبر لكن غرورها اللامحدود قد صور لها ان هناك لغز ربما لم يكن يقصد نعم نعم هو بالتأكيد لم يعشق هذه الطفله التى رأها منذ يومين فقط وتصغره بالكثير من السنوات لن تشبع عينيه هذه الطفله. يحتاج لامرءه ذات جمال مغرى تعرف كيف ترتدى وكيف تتحدث بلباقه وليست هذه الصغيره الساذجه. من المؤكد ان لديه تبرير لما حدث هو لن ينظر لغيرها....
كل هذه الأفكار كانت تدور برأسها وهى تريد أن تستبعد فكره انه قد احب هذه الصغيره....
كان يجلس في مكتبه مبتسما رغما عنه يشعر براحه وسكون وان روحه عاليه فى السماء فهذه الصغيره غيرت فيه الكثير مجرد انها تنتمى إليه وموجده فى حياته يجعله يحلق فى السماء فرحا وترتسم الابتسامة رغماً عنه... نظر بضيق الى ساعة يده ثم زفر بغضب تبا انها الثانيه عشر لايزال هناك وقت طويل حتى تأتى حبيبته.. وعندما نطق العقل بكلمة حبيبتي اتسعت ابتسامته واسند ظهره للوراء وهو مغمض العينين مستمتع بشعور الحب الذى يشعر به تجاه هذه الصغير يالله كم هو الحب جميل لقد ضاع من عمره الكثير بدون حب ولكن هو غير نادم فهو سعيد جداً لأن اول دقه قلب كانت من نصيب جودى صغيرته. هو غير نادم على تاخره فلو كان احب من سنين كانت بالتأكيد واحده أخرى غير جودى فكيف كان سيقابلها.. شرد اكثر فلو كان احبها من خمس سنوات مثلا حيث يكون عمره خمس وعشرون عاما تكون هى ههههههههههه عندما استوعب عقله هذه الفكره انفجر ضحكا وهو غير مصدق انه حقا احب طفله ولكن ما باليد حيلة غرق فى عشقها وانتهى الأمر. يراها افتن نساء الأرض ولا يستوعب حياته دونها. نظر فى ساعته مره اخرى يالهى لم يمر من الثلاث ساعات غير عشر دقائق. ياللهى اللهمنى الصبر...
استدار بمقعده بحده وهو يستمع لصوت دنيا وهى تقتحم مكتبه وسكرتيرته تحاول منعها وتبرير الأمر.
قاسم :ايه ده ايه اللى بيحصل.
دنيا :الحيوانيه دى بتقولى انا استنى لما تستأذنك.
منى:والله ياقاسم بيه انا قولتلها ثوانى هستأذنك بس هى اتعصبت و. قاطعها بهدوء قائلا:خلاص يامنى اتفضلى انتى.
التفت للواقفه أمامه وهى تتاكل غضباً
قاسم :خير يا دنيا ازاى تدخلى كده من عير استئذان وكمان بالطريقه دى.
دنيا:قاسم انا عايزه افهم ايه اللي بيحصل. ازاى تقول انك بتخطب البنت دى.. قالت كلمتها الاخيره باحتقار احتدت له اعين قاسم صارخا بتحذير :دنييييييييا الزمى حدودك.
انتفضت بفزع من حدته عليها ثم قالت :قاسم... ممكن افهم ايه الحاجه الخطيرة اللى اضطرتك تعمل كده.
قاسم :حاجه خطيره.... خطيره ازاى يعنى.
دنيا:إيه اللي خلاك تظطر تقول انك هتخطبها.
قاسم باستغراب:تفتكرى يعنى هيكون ايه.... هو انا حد يقدر يجبرني على اى حاجة...
دنيا :افهم من كده ايه.
قاسم:تفهمى انى خطبتها عشان بحبها يا دنيا. اتسعت عينيها بصدمة من ماسمعت.
دنيا :لأ... لا طبعا... مستحيل.. انت بتحبنى انا... انت اكيد في حاجة فى الشغل هى الى خلاتك تعمل كده.... ايوه ايوه عشان طلع اشاعات كتير وكانت هتاثر على سمعتك في السوق.. انت بتحبنى انا ويوم ماترتبط هترتبط بيا انا وكل الناس عارفين كده..
قاسم بحده :لأ يا دنيا وانتى عارفه انى عمري ماحبيتك ومش ذنبى انك مفهمه الدنيا كلها اننا هنتجوز... انا بحب جودى. وعشان كده خطبتها مش عشان الأخبار اللى انتشرت انتى عارفه ومتأكده انى كان ممكن انزل تكذيب وشيل الفديو الاصلى من على كل المواقع بس انا مش عايز كده... افهمى بقا.. ولا عندك وغرورك مش راضى يصورلك غير كده. صمت حل لثواني.... صمت تاااام دقائق حتى تحدثت مره اخرى.
دنيا:بقا انا تسيبنى وتروح تحب البتاعه دى.
قاسم بحده :اطلعى برا... براااااا.
دنيا :ماشى يا قاسم.. هتشوف.. قالت هذا ثم غادرت وهى تسب وتلعن بكل لغات العالم وتتوعد لهذه الصغيره الغبيه التى وقفت فى طريقها للوصل لقاسم مهران.
فى المدرسة الكندية وقف يامن يغلى من الغضب ثوانى ووجد جودى تجلس مع صديقتها ريتال لتناول الطعام.
تقدم منهم سريعا فهو منذ ان غادر شركة قاسم مهران وهو يريد التحدث معها وما زاد الأمر سوءا هو هذا المؤتمر اللعين الذى اعلن فيه قاسم علنيا ان جودى اصبحت له وما زاده غضبا هو تقبل جودى الامر وهى تبتسم برضا امام الكاميرات. تقدم منهم قائلا بوجه غاضب محتقن:جودى عايز اتكلم معاكى.
نظرت الفتاتان لبعضهم ثم ليامن فتنحنحت ريتال قائله:احممم طب انا هروح اجيب اللانش بوكس بتاعتى... شكلى نسيتها جوا.
جودى بحرج:اوكى.. وفى الحال انصرفت ريتال نظر يامن فى اثرها حتى ابتعدت فتحدث قائلاً :جودى ممكن افهم ايه اللي بيتقال على السوشيال ميديا ده انتى فعلاً اتخطبتى لقاسم مهران.
جودى :اه يا يامن.. ايه المشكله... تلعثم في الحديث لم يدرى ماذا يقول فاردف متلعثما:ف.. فى.... فى ان هو اكبر منك بكتير اووى وكمان سمعته مش كويسه.
جودى :بس هو قالى انه هيتغير وو.. قاطعها بحده :عمرك سمعتى عن زير نسا تاب انتى لازمك شاب من سنك يعيش معاكى كل حاجه وتتجننوا سوا وتلعبوا وتجروا وتضحكوا... هو عمل كل ده خلاص مع بنات كتير لحد ماشبع منه لكن انتى... ها... انتى لسه.
جودى :بس هو بيحبنى اووى وفيه حاجه بتشدنى ليه.
يامن:لأ وانا هفضل مصمم لحد ما اثبتلك كدة.. قال كلمتها الاخيره بتصميم وهو يغادر المكان عازما على عدم التفريط في حلمه بأن تكون له قائلا فى خلده:يانا يانت يا قاسم يا مهران.
You'll also like
دخيلة الشيخ رائد by Noor51618668
دخيلة الشيخ رائد
6.2M
238K
قد يؤخر الله الجميل لجعله أجمل بنت يتيمه الأم من هيه طفله تعيش معا مرت ابوهه وتنحرم من كلشي وذوق العذاب بس القدر يلعب لعبته ويجي منقذه يتبع..
في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار ) by noryelshry22122019
في قبضة الأقدار (سلسلة الأقدار )
8.9M
267K
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
عَروس الميراث by JIHAN-KOOK
عَروس الميراث
1M
92.8K
تَبدأ حِكايتِنا بَين بِقاع اراضٍ يَسكنُها شَعبّ ذا اعدادٍ ضئيلَة ارضٌ تُحَكم مِن قِبل ثلاث قِوات و ثالِثُهم أقواهُم الولايات المُتحدَة | كوريا الجنوبيَة | حاكِم الخَنجر ...
رقص السراب by Asia__313
رقص السراب
4.4M
181K
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنسانيتهم عن رجـال قامو...
مكتوبة على إسمي by malakibrahim1111
مكتوبة على إسمي
3.2M
93.6K
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم
ظـــلام گــهير by marbeen1
ظـــلام گــهير
155K
8.8K
إذ كنتَ تبحث عن المثالية والكمال فـلا تقرأها ... لانها ستصدمك وتلوث اوهامك بواقعيتها وحقيقتها والظلم والجشع الذي يسود بها ..... عن سيكلوجية گهير هنا : -- كنتُ اعلم بكِ...
شيء من رصيف الدم by LeoAlfatlawi
شيء من رصيف الدم
383K
34K
هذه المره سأكون بطلة نفسي سأنقذ نفسي من هذا الواقع فإني لا اؤمن بفارس الأحلام
فى تمام الثالثه عصرا كانت جودى تترجل من الباص الخاص بمدرستها وقاسم يقف امام النافذه متلهفا لرؤيتها.وما أن وقع نظره عليها حتى اشرق وجهه نورا متهللا بها.. كانت هى تركض باتحاه المصعد فى نفس دخول أحمد معها فنظر اليها بحزن قائلاً :اهلا انسه جودى.
جودى بمرح:احمد ازيك.
أحمد :الحمد لله
جودى :ايه ده مالك. وبعدين ايه انسه دى مش اتفقنا انا جودى بس وانت احمد.
أحمد بحزن واضح:هو صحيح انتى اتخطبتى لقاسم بيه.. انا كنت احازه اليومين اللي فاتوا واما جيت اتفاحئت.
جودى بابتسامه :اها.. هى كل حاجه حصلت فجاءه.
أحمد بابتسامة حزينه لاحظتها هى:ربنا يوفقك فى حياتك.
جودى :طب... طب انت ليه زعلان كده. كان سيهم بالرد لكن توقف المصعد وقد وصل للطابق المنشود... فقطع حديث احمد وهم يرون قاسم مهران قادم للمصعد متلهفا لتأخرها يفتش عنها فى كل مكان وخمن انها مازالت فى المصعد فاتجه اليه ولكن احتقن وجهه وهو يرى حبيبته كانت تتحدث مع هذا الاحمد الذى كان يجلس معها فيما قبل والواضح عليه اثر الحزن يبدوا انه من ضمن المعجبين بصغيرته فقبض على يدها منتشلها داخل احضانه فى رساله صريحه لتملكه لها وعينه تبعث حديث صامت لهذا الفتى الصغير وهو يقول هى لى.. هى لى....
نظر لهم احمد بحزن وهو عازم على القضاء على هذا الإعجاب الذى بداخله لها قبل ان ينموا لحب ميؤس منه..
اما قاسم فكان بحاله هيستيريه ولم ينتبه او يبالى انه يعتصر جودى امام العاملين فى أحد الطرقات الرئيسية حاولت جودى تنبيهه كثيراً بدون فائدة من هذا الذى يحتضها محدثا حاله:يااربى اعمل ايه بس كل الناس باصينلى فيها وكله مستكرها عليا......
فى شقة محمد والد جودى جلست سهى زوجته الثانية بجانبه والحقد يغلى بداخلها
سهى:شايف مقصوفة الرقبه... رايحه تتخطب رسمى من غير ماترجع لابوها اللى شايله اسمه.
محمد :ماحنا اللى بقالنا فتره مش بنسأل عنها... ده أنا ماعرفش هى فى سنه كام.... وانتى قولتى يا انا يا هى.
سهى :بس بردو.... بردوا انت ابوها.... وبعدين ماهى إلى هدى كانت مدلعاها قال ايه مدرسه كنديه ودروس في سنتر المهندسين اييييه كل ده ليه.
محمد :خلاص... خلاص.. اللى حصل حصل...
سهى:لااااااا الحوازه دى لا يمكن تتم... دول ماحدش فيهم عملك حساب ولا حتى الراجل اللى عايز يخطبها ده جه يتكلم معاك.... مش مستعنيك.... مش عاملك قيمه.... انت لازم ترفض الجوازه دى... نظر اليها محمد وقد بدأ يفكر فى حديثها المسموم وهى كذلك لاحظت بداية تاثيرها عليه فقالت بخبث وحقد محدثة نفسها:عمرى ماهسيبه تتهنى بالجوازه دى يابنت هدى.... قاسم مهران حته واحدة..... اااا يا جودى ياما تحت الساهى دوااهى...
فى مكتب قاسم كان يجلس وهى بجانبه محاولة الحديث معه.
جودى:ممكن افهم انت متعصب اوووى كده ليه.
قاسم وهو يهدر بغضب:هو ايه اللي ليه... كان بيتكلم معاكى فى ايه وليه.. واصلا ازاى تركبى معاه الاسانسير لوحدكوا...
جودى باعين متسعه :كل ده..
قاسم :جوودى جاوبى.
جودى :كان بيسألنى إذا كنت فعلاً اتخطبتلك ولا لأ... احتدت ملامح قاسم وهو يكور قبضة يده بعنف قائلا:وهو فارق معاه فى ايه انه يتأكد ها...
جودى :ماعرفش
قاسم بصرامة :جاوبى على بقية الاسئله.
جودى بحنق طفولى محبب:ايه السؤال التانى. حاول كبت ابتسامته وهو يرتدى قناع الصرامه مجدداً :تركبى معاه الاسانسير لوحدكو ليه..
جودى :انا ماعرفش ان دى حاجة هتضايقك... بس خلاص لو بتضايق مش هعمل كده تانى... كان يقف بشموخ معطيها ظهره وشبح ابتسامة يظهر عليه فاقربت هى منه محاولة أنها هذا الخلاف.
جودى وهى تضع يدها على ذراعه فطولها لم يسمح لها بالوصول لاكثر من هذا:قاسم... خلاص بقا..... يالله كم تذيبه هذه الكلمه عندما تنطق اسمه بشفتيها كم أصبح يعشق اسمه بعدما نطقته هى.. استدار لها مبتسماً وهو يقول:خلاص.
جودى بابتسامة :ايوه كده اضحك... حد يخبى الضحكه الحلوه دى... ابتسم لها وهو ينظر لها نظرات هائمه عاشقه فكم كانت كلماتها بسيطه رقيقه ولكن أصابت قلبه بالصميم مابعه من قلبها ببراءة دون تكلف فنفذت إلى قلبه بقوه.
قاسم بحب:انا مابقتش بضحك غير معاكى اصلاً ياحبيبتى.
جودى بخجل:احممم. أأ.. طب انت ناسى حاجة مهمة.
قاسم يتعجب :حاجه مهمه...حاجه ايه.
جودى :اممم.. مش قولتلى امبارح اننا لازم نحتفل النهاردة بخطوبتنا. ابتسم لها قاسم بحب قائلاً :امممم.. ومين قال انى نسيت.... حد ينسى اهم واجمل حاجة حصلتله..
جودى بمزاح:كلااااااام..كنت ناسى كنت ناسى.. ماتتكسفش.... ماتتكسفش انا زى اخوتك...
قاسم بزهول:اخت مين ياهبله... ااااه منك يا ام لسانين.. لولا سنك الصغير وانى خايف عليكى كنت عرفتك انك عمرك ماتكونى اختى خالص. عقدت حاحبيها بجهل وكانت ستهم بالاستفسار ولكن قاطعها هو:انتى لسه هتسألى.. فامسك خديها بيديه عاضا ايهاهم وهو يقول :عموما هتعرفى كل حاجه على ايدى بس لما تكبرى....وعشان تعرفى انى مش ناسى احتفالنا اجهزى بقا للمفاجاءت النهاردة. قال هذا وهو يسحب يدها خارجاً من الشركة باكملها..
فى سيارته الجيب السوداء كان يتولى هو القيادة وهى بجانبه لا تعلم الى اين يتحهزا... مرت دقائق وهو يراقبها بطرف عينيه باستمتاع وهى تتافف تاره وتفرك فى مقعدها تاره. تجلس على غير هواده تريد أن تعرف الى أين يتجهون.
جودى بنفاذ صبر:مش هتقولى بقا احنا رايحين فين. نظر لها قاسم باستمتاع مبتسما ولم يجيب.
جودى:اوووووف.. هو انت هتاخد وضع الصامت ده كتير.
لكن لا رد.
جودى:طب قولى هنروح فين.
رد عليها اخيرا:دلوقتى هتعرفى.
جودى :طب حتى عشان اغير هدومى واللبس حاجة مناسبه.
قاسم:انتى كده قمر...
جودى :يعني معقول هتروح تحتفل بخطوبتك مع اللى المفروض انها خاطيبتك وهى باليونيفورم وشنطه المدرسه.
قاسم:اه... عجبانى كده.... وبعدين انا اول مره شوفتك كان بلبس المدرسه ووقعت فى حبك وانتى بلبس المدرسه. ابتسمت له بخجل فى حين رن هاتفها. فتاأفف هو قائلاً :رودى... دى اكيد مها هانم خايفه عليكى من الوحش اللى معاكى.. نظرت للهاتف قائله :ههههههه.. دى فعلا مها..ثم فتحت الخط وطمئنتها انها برفقة قاسم ولم يخلوا الحديث من توصيات مها وغضب قاسم وغيرته.
بعد وقت وصلوا للمكان الذي حجزه قاسم خصيصا لهم فدلف الاثنين وهم ممسكين بكف بعض.. فاتسعت اعين جودى بزهول قائله :نايت كلاب.
قاسم :هههههه.. ايوه.
جودى :بس مافيش حد هنا خالص.
قاسم بغيره :طبعاً... مش هسمع لحد يشوف القمر بتاعى... وكمان عشان نرقص براحتنا.
جودى :بجد... امممم مبسوطه اوووى.
قاسم:بس الاول لازم تاكلى.
جودى :لأ لا... تعالى نرقص.
قاسم يغمزه:طب بتعرفى ترقصى اصلاً.
جودى بثقه:طبعاً.
قاسم يتعجب :معقول
جودى :خليهم بس يشغلولنا اغانى.
رفع هاتفه وقام بالاتصال على احد الاشخاص ممليا عليه اوامره وسرعان ماصدحت إحدى الاغانى الشعبية (اه لو لعبت يازهر) وسرعان ماتسعت اعين قاسم وهو يرى جودى تتمايل بنعومه على الاغنيه وكأنها راقصة محترفه.... ثانيه واحده وارتفعت حرارة جسده من رقصها الذى زادها إغراء على إغراء ياللهى لم يكن يعلم أن هذه الساحرة الصغيره تجيد الرقص هكذا وبهذا الشكل... اخذت انفاسه تعلو وتعلو وصغيرته لا تتوقف عن تمايلها بنعومه... اقترب منها بلا وعى وقال باعين راغبه:جوودى كفايه ابوس ايدك انا ماسك نفسى عنك بالعافيه.. نظرت له بجهل ولحسن حظها ان تم تغيير الاغنيه لاخرى وهى اغنية(مافيا) صفقت جودى بحماس وهى تجذب قاسم للرقص معاه.. قاستفاق هو وبدأ الرقص معها وهو يضحك من قلبه على شقاوتها وهى ترقص بمرح وهو أيضا نسى كل شئ سنه وهيبته وشموخه وبدأ بالرقص معها كأنه شاب في العشرين وهو يضحك ملئ فمه وهى ترقص مقلدة محمد رمضان وهو يقول(مافيا.. مافيا. مافيا.... انا مافيا... مافيا. مافيا. مافيا)
بعد الكثير من الوقت مر بالكثير من المرح والجنون وشقاوة جودى وضحكات قاسم السعيده وهو يشاركها جنونها وشقاوتها حتى توقفت الاغانى فاحتضنها معتصرا أياها بحب :هههههه.. ااااااه ياجودى... جننتينى.
جودى بحماس :طب يالا ناكل انا جوعت... ونبقى نيجى نرقص تانى.
قاسم :تانى.
جودى بحماس واعين لامعة بجنون:اوووووووه.. يالا بينا. قهقه عاليا وهو يضمها اليه قائلاً :محنونه... بس بحبك.. نظرت له بجخل وسعادة.. ثم سحبته هى وجلسوا على الطاوله لتناول الغداء.
جودى بفرحه:بس عارف.
قاسم :امممم.
جودى :كويس انك حجزت المكان لينا لوحدنا.... عشان نعرف ناخد راحتنا.
قاسم:يعني ماتضايقتيش.
جودى :لا بالعكس كنت هتكسف ارقص قدام الناس كده احسن كتير... انا وانت وبس. تتطلع لها بعشق خالص يزداد يوما عن يوم وكلما اقترب اكثر عشقها اكثر.. دام الصمت دقائق حتى قطعه هو قائلاً :طب ممكن تغمضى عنيكي.
جودى :ليه.
قاسم:غمضى بس
جودى:اوكى اهو.واغمضت عينيها. فاخرج قاسم علبه زرقاء من القطيفه وهز يقول :فتحى بقا... فتحت عينيها ومالبثت ان شهقت بزهول وهي ترى عقد من الالماس باهظ الثمن وبجانبه خاتم خطبه على شكل ماسه من الألماس الحر.
جودى :ايه ده ياقاسم.
قاسم بحب:شبكتك ياحبييتى.. اول مره اشوف عروسه تتخطب وماتسالش عن شبكتها ولا حتى الدبله.
جودى بجديه:ايوه بس ده كتير اووى وكفاية الدبله... ده حتى الدبله دى شكلها غالى جداً.
قاسم:دى الماظ حر.
جودى :ليه كده ماكان ممكن دبلة بسيطه اووى وكنت هفرح بيها جداً زيى زى كل البنات.
قاسم:اولا ده مش كتير ابدا.. ثانيا انتى مش زى اى بنت.. انتى غير اى واحده انا شوفتها او ممكن اشوفها.. ثالثاً انا اصلا عايز احيبلك الدنيا دى كلها وحاسس انها هتبقى شويه عليكى.. رابعاً بقى وده الأهم فى حد يرفض هدايا كتير كده اى واحده مكانك كانت هتبقى طايره من الفرحه وعايز تاخد اكتر كمان.
جودى بحب وصدق:عشان انا مش كده وعايزاك انت بس و. قاطعها بصدمه قائلاً وهو يمسك كفها بيده:انتى قولتى ايه.
جودى بذعر:فى ايه.
قاسم:انتى قولتى ايه من شويه.. انا متأكد انى سمعت.
جودى بخجل :ق.. قولت عايزاك انت. اغمض عينيه مستمتعا:يااااااه أخيراً قولتى حاجه يا جودى... ده أنا كنت قربت ايأس. نظرت هى للأرض مرتبكه ثم قالت:أأ.. انا. عارفه اني.. لسه. يعنى.. قاطعها قائلاً :براحتك ياحبيبتى.. خدى وقتك. انا عارف انى استعجلت وقررت حاجات كتير قبل اوانها بس ده فعلا من عشقى ليكى. يا عشق قاسم.....
دخل قاسم الى منزله حيث يسكن مع والديه. بعدما أوصل حبيبته الى منزلها وهو يحلق في السماء من السعاده. دخل الى بهو الفيلا. وهو يدندن بأغنية كانت ترددها جودى وهم بالسيارة. ابتسم على شقاوة صغيرته غافلا عن زوجى العيون التى تراقبه.
_:حمدالله على السلامه يا قاسم بيه.
كان هذا صوت والده يتحدث بتهكم مغلف بغضب طفيف توقفت خطواته واخذ نفساً عميقا يستعد لسيل من الاسئله التى ستنهال عليه كالمطر.
مجدى :اهلا بالابن البار إلى خطب واختار وكمان اعلن خطوبته قدام مصر كلها.
نوال:كده يا قاسم بقا ابنى الوحيد يروح يخطب وفجاءه وكمان من غير مايقولنا ولا نروح نخطبله لأ وكمان نعرف من الصحافه زينا زى الناس.
مجدى :لأ وكمان خاطب عيله صغيره... انا ماصدقتش نفسى لما عرفت عمرها.
قاسم محاولا الحديث :يا بابا... قاطعه قائلا :قاسم انا عارف انك كبير كفاية وبنيت مجموعه شركات مهران من مبلغ صغير اووى وتعبت كتير وسهرت كتير. وانا مش ضد إنك تخطب بس تكون من سنك او حتى سنها مناسب إنما عيله فى ثانوى.
نوال:وتكون واحده عارفينها وعارفين اخلاقها ومناسبة ليك اجتماعيا وعلميا وسنا كمان يا قاسم.
قاسم:خلصتوا... انا اكتر واحد عارف مصلحتى.. وجودى مناسبه جدا ليا... وانا اختارتها بقلبى وعقلى.
نوال:البنت صغيره ومش مناسبة ليك هى صحيح حلوه جداً.... بس ماتنسبناش
مجدى:قاسم انا خايف عليك.. الخطوبه دى هتتفسخ.... عند هذا الحد وانفجر قاسم غضبا :هو حكم واضح فعلاً ان شغلانتكو طبعت عليكوا.
مجدى بغضب:ولد... خد بالك من كلامك.
قاسم بغضب مماثل:وحضرتك كمان تاخد بالك ان اللى واقف قدامك ده راجل طول بعرض.. عدى الثلاثين.. الكل بيخاف منى وبيعملى حساب.. موقفنى قدامك زى العيل الصغير ونازلين اسئله واستفسارات... على فكره انتو فى البيت مش تحقيق فى المحكمه يا سيادة المستشار انت والأستاذة المحاميه ماما.. عشان تبدأوها بسين وجيم ونتايج واستفسارات وفى الاخر توصلوا للحكم النهائى وإلى هو اسيب جودى.. البنت الوحيده اللي حركت فيا حاجات افتكرتها ما تولدتش معايا اصلا... بهتت وجوههم لثواني من حديثه الصادم لهم وهو صمت أيضا يحاول تهدئة غضبه.. اغمض عينيه ثم فتحهم ثانيه وقال وهو يصعد الدرج :انا اللي عايزوا عملتوا خلاص... ومش مسموح لأى حد.. اى حد يكون مين هو انه يبعد جودى عنى.قال هذا وصعد السلم فهو يعرف ابويه جيدا ولن يسمح لأحد بإبعاد حبيبته الصغيرة عنه. صعد الى غرفته وهو يزفر بغضب لقد عكروا فرحته اليوم مع صغيرته لما لا تكتمل فرحته. ابتسم تلقائيا وهو يتذكر شقاوة جودى ورقصها الذى كان مفاجئة عمره لم يكن يعلم أنها ترقص احسن من احسن راقصة شاهدها في اى ملهى ليلى من اللذين سهر بهم من قبل. يالله هذه الصغيره اشعلت الدماء بعروقه وهو يراها امامه بكل هذا الإغراء ولو استمرت دقيقة اخرى لانقض عليها وجعلها مدام قاسم مهران عنوه وليكن مايكون. ثوانى وقهقه عاليا وهو يتذكر رقصاتهم الجنونيه سويا لو اقسم له أحدهم انه سيأتى عليه يوم يرقص بكل هذا المرح والجنون لم يكن ليصدق على الإطلاق.
قاسم بتنهيده:ااااااااه يا جودى مافيش حاجة بتفرحنى وتخلينى اضحك غيرك.
التقطت هاتفه وقام بالاتصال بحبيبته. الوحيدة التي ينسى معها العالم وكل همومه. ثوانى واتاه الرد :الو.
قاسم بتنهيده:الو... وحشتيني.
جودى بخجل:احمم.. وانت كمان.. سكتوا لثواني فقالت جودى بقلق:قاسم.
قاسم:نعم ياعشق قاسم.
جودى :مالك يا قاسم. ابتسم بحب فهى اصبحت تشعر به حتى وإن لم يكن امامها فقال:وعرفتى منين انى متضايق.
جودى :حسيت بيك.. من صوتك.
قاسم :مافيش ياحبيبتي...
جودى :مش عايز تقولى.
قاسم:لا مش كده بس انا فعلاً بقيت كويس لما كلمتك.
جودى :قاسم بجد عايزه اعرف.. هو ينفع يبقى فى حاجة مضيقانى وماحكيش ليك عليها.
قاسم باندفاع :لأ طبعا تقوليلى على كل صغيرة وكبيرة.
جودى :طيب شوفت اهو نفس المبدأ.
قاسم:امممم كنتى بتلاعبينى.... ماشى ياجودى.
جودى :اه بلاعبك.
قاسم :بس انتى مش اد اللعب مع قاسم مهران.
جودى :ماتزوغش.. قول فى ايه. قهقه قاسم عاليا ثم قال:لأ صايعه يابت... أحرج تنهيده حااره ثم قال :بصى ياجودى هحكيلك بكره... بس دلوقتي بجد عايز انام واخر حاجة سامعها هو صوتك.
جودى :اوكى... اهم حاجه تكون مبسوط ومرتاح.
قاسم :طبعا مبسوط مش بكلم حبيبتي.
جودى:اوكى تصبح على خير.
قاسم :وانتى من اهله يا روحى.
اغلق الخط وهو يبتسم بحالميه ثم تسطح على فراشه وغط في ثبات عميق.
فى الصباح كان يامن يجلس في منزله الفخم الذى يقطن فيه مع والديه. يفكر ماذا سيفعل لإبعاد قاسم مهران عن جودى. ثواني ولمعت عيناه بفكره واسرع في التقاط هاتفه وقام بالاتصال على احد الاشخاص وجلس في انتظار الرد وبعد ثوانى اتاه الرد.
_:الو.
يامن:الو.. ازيك يا كبير عامل ايه.
_:احسن منك... انجز عايز ايه مانت اكيد مافتكرتش ابن خالتك اللى مش بتسأل عليه كده لله فى لله.
يامن:ظالمني يا شاكر والله.
شاكر :يلا يا و****ده انا اللي مربيك.
يامن:هههههههه تشكر ياعم.
شاكر :امممم اخلص.
يامن:عايز منك خدمه.
شاكر :شوفت ياد ده واطى وانا عارف... بس كله عشان خاطر عيون خالتوا.
يامن:طيب فى واحد عايزك تجبلى الماضي الاسود بتاعه كله.
شاكر :ياساتر يارب فى ايه يابنى. مش يمكن مالوش ماضى اسود ولا حاجة
يامن:مش لما تعرف مين الاول.
شاكر:مين.
يامن:قاسم مهران... ها ايه قولك بقا.
شاكر:لا بس من ناحية شغله مالوش اى غلطات او اى هفوه... إنما بقا لو علاقات نسائيه وكده... قاطعه يامن قائلاً :ايووووووه هو دة المطلوب يا برنس.
شاكر:لا ده الموضوع شكله شخصى اووى.... شكلها كده فيها مزه مشتركه.... استنى استنى استنى... مش ده قاسم مهران اللى اعلن خطوبته فجاءه في مؤتمر صحفي.
يامن بحقد:هو.
شاكر بعفوية :يااااا ده خاطب حته بت يالهوووى كانت قاعدة جنبه كتكوته كده كتكوته.... بس ايه ووواتكااااا.
يامن بنفاذ صبر :شاااااااكر ماخلاص..
شاكر:اوووبااااا هو الكلام عليها طب مش تقول يا معلم كنت اطبطهالك محسوبك خبره برضه....ولو عايزنى اجيبلك معلو.... قاطعه قائلاً :لا ماتقلقش حياتها كلها عندى من كى جى وان.
شاكر:ههههههه ماشى يامعلم. بالليل كل حاجه تبقى عندك.
يامن:تسلم يا معلم... مردودالك.
شاكر:حبيبى.. هكلمك.
يامن:ماشى سلام. واغلق الخط وهو ينظر للامام بشرود يفكر فى كيفية الايقاع بينهم.
فى شركة قاسم مهران كان محسن يجلس على مكتبه منكب على عمله بتركيز بينما على المكتب المقابل تجلس صديقته حنان وهى تبتسم له بحالميه. وقفت من مكانها وذهبت اليه بخطى ثابته ثم وتوقفت امامه قائله بصوت حاولت أن يكون رقيق قد الإمكان :محسن.
رفع نظره اليها باستغراب قائلاً :فى حاجة يا حنان.. ابتسمت بدلع قائله:ايوه فى حاجة فى الشغل محتجاك تخلصها معايا بعد إذنك.. لو مش عندك مانع يعنى.
محسن بعمليه:لأ أبدا اتفضلى. سحبت كرسى وجلست ملاصقه له. رفع حاجبه الايسر باستنكار لجرئتها ولكنها لم تبالى وظلت تنظر له نظرات جريئه الى حد ما.
بينما مها تقوم بمراسلته عبر الوتساب كعادتهم فى مشاكساتهم اليوميه ولكن مااثار استغرابها هو عدم رده. انتظرت قليلاً ثم عاودت مراسلته ولكن لا رد أيضا. خرجت من مكتبها وذهبت حيث مكتبه لترى مابه.
كان يجلس وهو يزفر بغضب فالامر حقا لا يحتاج الى مساعدة وهى الاخرى لا تعمل ولا تبدى اى رأى فقط تنظر اليه فقط.
محسن :حنان انتى سرحانه في ايه مش تركزى ف...... قطع حديثه دخول مها المفاجئ والتى اشتعلت عينيها وهى ترى فتاه اخرى تجلس على مقربه كبيره من خطيبها.
محسن بتفاجئ:مها..رفعت حنان رأسها ثم نظرت لها باستهزاء. احتدت أعين مها وهى ترى تلك الوقحه لم تتزحزح قيد أنملة او تخجل من جلوسها بهذه الطريقه فاقتربت منهم ووجهها لا يبشر بالخير ثم قالت :خير يا انسه حنان قاعدة كده ليه.
حنان ببرود :خير انتى جاية مكتبنا ليه. شهقت مها من بجاحتها فقالت:امممم. جايه مكتبكوا لخطيبى..قالتها وهى تشدد على كل حرف فيها ثم اكملت وهى تمسك يد محسن المزهول بتملك:اصلى حسيت انى وحشتوا.. مش كده يا محاميحوا... اتسعت اعين محسن بزهول مرددا:محاميحوا. اقتربت منه تحت أنظار الأخرى وهى تعبث فى زائر قميصه:اه يا روحى بدلع زى مابتدلعنى.. يعنى ماينفعش تبقى انت بتدلعنى وانا لأ..
محسن بفم مفتوح :روحى..
مها:طبعا روحى....ثم امسكت بكفه وسحبته خلفها وهو مغيب لا يعى شئ فاستدارت قائله:عنئذنك يا حنان... وااه صحيح ماتبقيش تقربى من حاجة غيرك تانى اوكى ياروحى...يالا بااااى.. خرجت من المكتب مع محسن تاركه الأخرى اعينها متسعه وتحترق غضبا.
وقفت فى مكتبها وتركت يد محسن بعصبيه قائله:ممكن افهم ايه اللي بيحصل وازاى تلزق فيك كده.
محسن:اهدى يا مها وسرد عليها كل ماحدث.
مها:برضه ماتقربش منك تانى.. ده سبحان من سكتنى عيلها بنت الجزمه دى.. كده عينى عينك يانهار ابيض.
محسن باعين لامعة :ايه بتغيرى ولا ايه.
مها بارتباك:أ. أغير.. لا. لا طبعا اغير أيه.
محسن:بس بس... بتغيرى.
مها:لا.
محسن:بتغيرى.
مها بعصبيه وهى تهجم عليه مستخدمه القلم كسلاح :اه بغير وعلى الله. على الله اشوف واحده مقربه منك تانى ولا واقف بتكلم حد اقسم بالله يا محسن لاتكون متقطع انت وهى فى شنط بلاستيك من بتاعة التلاجه دى.
محسن بخوف مصطنع:يانهار اسود... ده انت طلعت شرس بقا... لا ده انا اخاف على نفسى..
مها بتحذير:مححححسن.
محسن:محسن ايه بقا مانا بقيت محاميحو... ههه محاميحوا يا مها ده دلع ده. جبتيه منين ده.
مها:من فيلم عادل امام ههههههه.
محسن:ههههههه قوليلى يا محاميحوا ههههههههه. خرج عادل من مكتبه على اصوات ضحكهم فقال:ايه ايه ده مش مكان شغل بقا.
مها:احمم سورى.
عادل :اوكى ياريت نكمل شغلنا.. ثم دخل الى مكتبه وهو يلعن بغيره فهو قد تأكد انه قد فات الاوان فيبدوا انسجامهم جليا مع بعض هى كانت امامه تتمنى نظره منه ولكن حياة السهر والنساء اعجبته اكثر واضاع عمره وفرصة حب حقيقيه فيها.
امام شركة قاسم مهران ترجلت دنيا من سيارتها ودخلت الى بهو الشركه وسط همهمات الموظفين حولها وأنها فشلت فى الإرتباط بقاسم مهران وهى التى طالما تعاملت على انها زوجته لا محاله وفى يوم وليله جاءت هذه الطفله ونزعت عنها كل شئ. كانت ترى التشفى والشماته جليه على وحوههم فلم يزدها الامر الى حقدا وغلا على هذه الصغيره عازمه على ازاحتها من طريقها نهائيا فهى بعد طول تفكير طوال ليلتها بالامس لم تجد اى نفع من مقاطعه قاسم ومعاداته فهذا سيقطع سبيل التواجد معه او اى شئ مشترك او اى فرصه للايقاع بينهم لذلك عزمت على استخدم طريقة الحرب البارده.
صعدت الى الطابق الاخير حيث مكتب قاسم دخلت للسكرتيره التى نظرت لها باستهزاء قائلة :هه. ايه دنيا هانم هتدخلى على طول زى كل مره ولا هتستنى لما استأذن قاسم بيه. رأت نظرة التشفى والاستهزاء بحديثها هى الاخرى ولكن تمالكت اعصابها فهذه سكرتيرته الخاصه من المؤكد ستحتاج لها فى يوم من الايام فقالت بهدوء وتودد:لا طبعا يا انسه منى.. ادخلى استاذنيه.. رفعت منى حاجبها بشك من لطفها الزائد وعلمت أنها بلا شك تخطط لشئ كبير وراء هدوءها المثير للاعصاب ده فقالت:ثوانى.
دنيا :اوكى. دخلت منى لقاسم الذى سمح لها بالدخول على مضض يريد أن يعرف لما جاءت مره اخرى ولايقافها عند حدها من جديد. ثوانى ودخلت دنيا مرتديه قناع الأدب والندم.
دنيا:ازيك يا قاسم.
قاسم بجمود:تمام... خير.
دنيا:انا حبيت اجى اعتزلك على طريقتى معاك امبارح...
قاسم :دنيا انا.. قاطعته قائله :قاسم انا عارفه.... انت فعلاً ما وعدتنيش بحاجه انا اللى حبيتك بجنون
قاسم:دنيا لو سمحتى... قاطعته ثانيه :انا مش طالبه منك حاجه في المقابل بالعكس الى يحب حد بيبقى عايزوا يكون مبسوط وفرحان حتى لو سعادته دى مع حد تانى انا موافقة المهم تكون مبسوط واللي حصل منى امبارح ده بس من المفاجئ لان كل حاجه حصلت فجاءه من غير مقدمات.
قاسم:انتى هتفضلى دايماً صديقه عزيزه عندى واللى بنا شغل كتير جداً.
دنيا :فعلاً ولازم الشغل اللى بنا يستمر مش هنوقف مصالح بملايين عشان مشاكل شخصيه صح.
قاسم:صح.
دنيا:اوكى يا قاسم انا هسيبك بقا مش عايزه اعطلك اكتر من كده..
قاسم :اوكى يا دنيا.. شرفتى.
دنيا :شكراً.. باى.. خرجت من مكتبه وهى تبتسم بخبث وتوعد وألقت نظره اخيرة على منى التى نظرت لها نظرة مماثله وقد فهمت ان هذه السيدة تخطط لشئ خبيث مثلها وقد عزمت على اعانتها لو لزم الامر ولتحاول هى كسب قاسم لصالحها.
فى تمام الثالثه كانت جودى تترجل من باص المدرسه وهى تقفز بمرح وتلوح لاصدقائها تحت نظرات قاسم العاشقه والمتلهفه. دقيقتان وكانت تدق باب مكتبه بمرح وتدخل رأسها فقط من الباب بطفوله وشقاوه قائله :ممكن ادخل.
لم ينتظر ليجيب عليها انها ركد وانتزعها من خلف الباب لاحضانه ثم اغلق الباب وهو يحتضنها بشوق قائلاً :ممكن تدخلى... ده سؤال بذمتك.. ده أنا بقعد أعد الثوانى عشان اشوفك... ثم أخرجها من حضنه وهى تبتسم بحب فقال:وحشتيني اووى يا حبيبتى.
جودى بخجل:احمم وانت كمان
قاسم:نمتى امبارح كويس.
جودى :مش اووى.
قاسم: ليه... وكمان ثوانى كده.. اتفضلى ورينى الانش بوكس بتاعتك. اتسعت أعين جودى بذعر:ليه.
قاسم:جودى... يالا. عبس وجهها بطفوله فقال أمرا :يالاا مش هكرر كلامى.
فتحت جودى حقيبتها بعبوس ثم اخرجت الانش بوكس وظهرتها له.
جودى :اهى.
قاسم بامر :افتحى.
جودى :اووف.
قاسم بغضب مصتنع كى يجاهد ضحكاته:اووف.. بتقولى اووف ياجودى.. ماشى ماشى. افتحى يالا.
فتحتها جودى وهى تنطر له بتوجس وسرعان ما صاح غاضبا:انا كنت متوقع والله كنت متوقع..مااكلتيش اكلك.. وكمان مش بتحطى خضار ليه فى وحبتك.. اتسعت اعين جودى باستكار قائله:خضار... خضار ايه يا قاسم.
قاسم :ايوه عشان تبقى وجبة غذائية متكامله.
جودى بتهكم :واشرب اللبن قبل ما انام.
قاسم:لاهو انتى مش بتعملى كده اصلا.
جودى بسرعه:لأ لا بشربه طبعاً.
قاسم:مش مصدقك بس ماعلش هانت وهتأكد كل يوم بنفسى إنك بتشربيه.
جودى :انت ليه محسسنى انى طفله وبابها بيزعقلها عشان الاكل وشرب اللبن. وضع يده على خدها بحب وقال:ايوه انا بابا وخطيبك وهبقى جوزك ونفسى اووى ابقى حبيبك.. ارتبكت من لمسة يده ونظراته وحديثه أيضا وارادت تغيير مجرى الحديث قائله:ااا.. طب وقولى بقى الى كان مضايقك امبارح.. انت قولتلى هقولك لما اشوفك بكرا... واحنا بكرا اهو.
قاسم بتنهيده:اوكى هقولك بس نتغدى مع بعض الاول وتحكيلى عن يومك كان عامل ازاى وحد ضايقك ولا لأ.. قال هذا يريد ان يبتعد عن الحديث عن رأى ابويه فى شأن خطبتهم.. ظل يستمع الى حديثها عن مدرستها واصدقائها براحبة صدر مستمتعا بانفعلاتها وعبوسها الطفولى ثم ضحكتها وشقاوتها التى تذهب عقله كليا. دقائق وأتى الطعام فشرع باطعامها بيديه جاعلا اصابعه تلامس لسانها وبواطن فمها مما بسبب لكلاهما قشعريره لذيذه. ثوانى وقالت جودى بعبوس:بس انت كده ما اكلتش.
قاسم:انا لما اكلتك بأيدي شبعت.
جودى:لأ.. وانا هاكلك زى ما اكلتنى... ممكن.
قاسم بفرح:ممكن يانهار ابيض ده انا ادفع نص عمرى وتاكلينى.
جودى بخجل:طب يالا بقا افتح بوقك.. قالتها وهى تضع الطعام فى فمه وهو يلتهمه ممتصا صوابع يدها بتلذذ ورغبه وهو يتمالك حاله كى لا ينقض عليها في الحال.....
↚
فى صباح يوم جديد دخل قاسم الى مجموعة شركاته وهو في قمه نشاطه.. هذه الصغيره قد بدلت حياته وكأنها تملك عصا سحرية. هذا ما كان يفكر به جميع العاملين وهم يرون ابتسامته البشوشه لاول مره. نشاط وحماس رهيب هذا ما يشعر به.. فيما قبل كان يعمل بجد نعم ولكن بلا روح ولا هدف ولاكنه الآن يعمل بحماس يريد توسيع شركاته وزيادة امواله في البنوك كى يؤمن مستقبل اطفاله اللذين سينجبهم من طفلته.. نعم نعم فهوا أصبح يحلم لبعيد ويرى مستقبله مشرق معها.. لا يتخيل حياته بدونها. فهو الان بكل هذا النشاط لانه غفى بالأمس على صوت صغيرته تتمنى له احلام سعيده. فغفى بعمق وراحه واسيقظ بهذا النشاط الرهيب وارتدى ثيابه سريعا وخرج من فيلته متجنبا الحديث مع والديه والذى على مايبدوا مازالوا على موقفهم.. ليكن مايكون وليحترق العالم والناس جميعا. لن يستمع ولن يهتم لأحد.. جودى لقاسم وقاسم لجودى وانتهى الأمر.
2
صعد الى مكتبه فقابلته منى بدلع:صباح الخير قاسم بيه.
قاسم بابتسامه لها لأول مرة :صباح النور. تهلل وجهها وعاد الامل لها من جديد فدخلت خلفه وهى لا تصدق نفسها لقد أبتسم لها اخيرا ولم يقابل غنجها ودلعها بالصرامه والشده ككل مره اذن هناك امل لا تعلم انهو سعيد جداً لدرجة انه سيبتسم فى وجه عدوه إن رآه.
قاسم بابتسامة مرتاحه :عندنا ايه النهارده. سردت عليه كل مهام اليوم وكل الاجتماعات. اغمض عينيه وامرها بالانصراف. كانت ستغامر وتقترب منه ولكن اتاه اتصال ففتح عينيه ثوانى وتهلل وجهه وأجاب على الاتصال بلهفه :حبيبتى... صباح الخير.
كانت منى ماتزال واقفه ولم تتحرك من شدة حقدها. نظر لها باستغراب قائلاً :حاجة تانيه يا منى.
منى بحقد:لا يافندم.
قاسم :طب اتفضلى على مكتبك. نظرت له بغموض ثم خرجت مسرعه بغضب. لم يهتم وواصل حديثه مع حبيبته :ايوه يا روحي.. عامله ايه.
جودى:الحمد لله.... وعلى فكره انت بتزوغ منى بس انا سيباك بمزاجي.
قاسم:هههههههه بزوغ... محسسانى انى مزوغ من المدرسه.
جودى بصرامه مزيفه:قااااسم.
قاسم بهيام وتنهيده كل مره يستمع لاسمه منها :عشق قاسم.
جودى بلين:طب اقول ايه طيب... عايزه انشف عليك شويه.... قهقه عاليا حتى ادمعت عيناه فقال من بين ضحكاته:هههههههه..... عايزه ايه..... ههههههه.. ههههههههه.. تنشفى... ههههههههه..... ههههههههه.. مش قادر.... جودى تنشف هههههههه.. طب ازاى...
جودى بصرامه مزيفه:ايه يا قاسم اه انشف.. مانفعش.
قاسم:هههههههههه. بصراحه لأ.
جودى بغضب طفولى:طب أضحك عليا وقولى ينفع.. اووف..
قاسم:ههههههههه.. طب اعمل ايه هو الجيلى عمره نشف... المهلبيه عمرها نشفت.
جودى :قاسم.
قاسم:عيون قاسم.
جودى :بتكسفى.. الله.
قاسم :اهو شوفتى... ده صوت واحدة ممكن تنشف.
جودى بيأس:يعنى ماحاولش.
قاسم:هههه.. اه ماتحاوليش.
جودى بتذكر:شوفت اديك زوغت تانى.
قاسم ببراءه مصطنعه:زوغت فين تانى بقا.
جودى:انت فاكرنى ناسيه ولا ايه... اول امبارح بالليل لما كلمتك كان شكلك مضايق ولما سألتك قولت هتقولى بكره وجه بكره وخلص وما قولتش وانا بقى متأكده ان فى حاجة لسه مضيقاك.
تنهد قاسم ثم قال:فعلاً ياجودى فى حاجة مضيقانى... بس انا مش عايزها تأثر علينا.
جودى:شكلك مضايق بجد.. بص انا هقفل معاك دلوقتي عشان المستر دخل اوك.
قاسم مبتسماً :اوكى يا روحى. خلى بالك من دروسك عايزه شطوره.
جودى :عيب عليك. لا تقلق.
قاسم بتنهيده:ماشى يا شقيه.. باى.
باى. اغلق الهاتف وهو يتذكر حديث والديه عن رفضهم ارتباطه من جودى.
بعد نصف ساعه لا اكثر كان يجلس على مكتبه هو ملتف بكرسيه معطيا ظهره للباب يطلع على اوراق صفقه مهمه جداً. ثوانى وشعر بيد رقيقه توضع على عينيه وصوت يهمس :انا جييت. لم يصدق اذنيه وإنما التف بفرح وقلبه يخفق بشده. فرأى حبيبته امامه.. كيف هذا.
قاسم بفرحه :جودى... جيتى امتى.. وازاى.... مش كنتى بتقفلى فى الكلام عشان المستر دخل.
جودى بحب:صوتك كان مخنوق وزعلان ماقدرتش استحمل... ولما كنت بقفل فى الكلام كنت بقفل عشان قررت اجيلك فكنت عايزه اشوف هعمل ايه عشان اعرف اخرج من المدرسة واجيلك.
قاسم :بجد يا روحى.... عملتى كل ده على شانى.
جودى :ايوه طبعاً... حسيتك مخنوق جداً.. فخرجت وجتلك مش معقول هحس انك تعبان واسيبك.. لم يصدق مايسمع ماذا فعل بدنياه كى يكافئه الله بهكذا مكافئة.. جودى فتاه لم يحلم فى يوم ان يجد مثلها من الأساس.. صغيره شقيه بريئه جميله بل فاتنه وحنونه تحبه لذاته تشعر به.. والاهم حنونه جدا تتصرف بعفويه بعيدا عن مكر النساء ودهاء فتيات هذه الأيام.. ماتشعر به تقوله. رغم صغر سنها إلا إنها باتت تفهمه دون حديث من قال ان الكبر بالعمر بل هو بالعقل والقلب ايضا..
كان صدره يعلو ويهبط من شده الفرح والغبطه لم يشعر بنفسه الا وهو يرفعها من على الأرض ويقبلها يلهفه وعشق.. شعر بخجلها بين يديه فترك شفيتها من بين شفتيه لكنه مازال محتضنها وقدميها مرتفعه عن الأرض قائلاً بصوت مبحوح من شدة المشاعر :حبيبتى... اسف.. بس من فرحتى ماقدرتش امسك نفسي.. انا اسف اوعى تزعلى. كانا تومئ برأسها فقط ولا تسطيع النظر بعينيه. جذبها وجلسوا على الاريكه فقال:احمم.. افهم من كده إنك هتقضى اليون معايا.
جودى :اه.
قاسم:احلى مفاجئة ممكن تحصلى.
تخلت عن خجلها قليلا وسالته:قولى بقا ايه اللي مضايقك.
قاسم بتنهيده متذكرا سرد عليها رأى أبويه بشأن ارتباطهم.
جودى:طب يعني كده خلاص.. هنسيب بعض. احتدت اعين قاسم وهدر بغضب افزعها:نسيب ايه... انتى خلاص بقيتى ليا... مسيرك اتكتب على مسيرك عمر ما اى حد يبعدنا عن بعض انتى سامعه..
جودى بفزع:ط.. طب. طب اهدى اهدى انا بس مش عايزه اعملك مشاكل مع اهلك.. مش عايزاك تخسرهم بسببى.
قاسم بحب :ولو سبتينى هخسر قلبى وهخسر روحى.. جودى مش هينفع اعيش من غيرك ساعه واحده خلاص.. شيلى من دماغك اى حاجة تخص الموضوع ده.. انا هتصرف فيه... وإن كان على اهلى لو ماتقبلوش جوازنا دلوقتي بكره يتقبلوه لكن انا مش هقدر اتنفس بعيد عنك... انتى بقيتى هوايا.. بقيتى نبضى.. انا بحبك اووى ياجودى بجد اول مره احب واول مره اقولها لحد. جذبها اليه واحتضنها قائلاً :خليكى معايا ياعشقى. من غيرك مش هعيش يوم.
جودى وهى باحضانه:حاضر.. ثوانى وخرجت من احضانه مبتسمه ثم قالت :هات ايدك.
قاسم بمشاكسه:ايه بتخطبينى.
جودى :ههههه.. لا بس انا زوغت من المدرسه وقررت بالنيابه عنى وعنك اننا نتفسح النهاردة.
قاسم بحب:اوكى.. تعالى.
جودى :لاااااا... انت الى تعالى معايا... انت فاكرنى هروح الاماكن الكئيبة اللى كنت بتوديهالى دى.
قاسم بزهول:كئيبه.. كئيبه.. دى اشيق واغلى اماكن فى مصر.. لرجال الأعمال بس.
جودى:هو انا قولت انها رخيصه لا وحشه.. هى شيك.. بس مافيهاش روح ماعجبتنيش. هات ايدك بس ده انا هظبطك.
قاسم بحاجب مرفوع باستنكار:تظبطينى... تصدقى بالله انا لو حد قالى هظبطك دى لاكون مموته بايدى.
جودى :خلاص خلاص بلاش اظبطك خليها اشهيصك. ها.. ايه رأيك.
قاسم :بس. بس.. امشى قدامى من غير كلام بدل مافقد اعصابى.
جودى :لا وعلى ايه الطيب احسن.. يالا بينا. مشى خلفها وهو يهز راسه بيأس متمتما:قال اظبطك قال.. قاسم مهران يتقالول اظبطك.. مجنونه... بس بعشقعا.
نظرت له وجدته يسير ببطئ ويتمتم شئ فذهبت له وامسكت يده تحسه على السير اسرع بعض الشئ فاستجاب ليدها فكانت هى تقوده امام جميع العاملين وهم يشاهدون مايحدث بزهول.. أثناء سيرهم كانت مها تسير حامله كوب من القهوه وبجانبها محسن يتحدثون اتسعت اعينها بزهول وهى ترى جودى ممسكا بكف قاسم وتسحبه خلفها بحماس وهو سعيد ويتبعها برضا. فمرت جودى من امامهم قائله بسرعه :ازيك يا مها.. اويك يامحسن.
مها بشهقه:جودى بتعملى ايه هنا.. زوغتى من المدرسة ياجودى. دخلت جودى المصعد وقاسم معها قائله:مها حبيبتى اخر مره والله هفهمك بعدين.
مها بغضب:جودى.. جودى. ولكن كان المصعد قد انغلق هابطا لاسفل.
مها:من اولها بتزوغ. البت مستقبلها ضاع خلاص.
محسن:ده يوم يا مها... ماتكبريش الموضوع. نطرت له قائله :كله من سى قاسم مهران.. ابقى قابلنى لو لحقت معهد تطريز حتى.
محسن:هههههههه. يخرب عقلك يا مها.. انا رايح شغلى.
مها:ماشى بس عينك تروح كده ولا كده هفقعهالك.. ماشى يا محميحو.
محسن:لأ لا يا بيه والله هبص فى ورقتى وماليش دعوة بحد.
مها:امممم اما نشوف.
محسن:سلام.. وذهب مسرعاً من امام تلك القطه الشرسه التي ارتبطت بها. 1
فى منزل يامن كان يجلس منتطر اتصال هاتفي فهو لم يذهب للمدرسه منذ إعلان قاسم خطبته على جودى. خرج من شروده على صوت رنين الهاتف نظر لهوية المتصل ثم التقطه سريعاً وأجاب :ايه يا شاكر كل ده.
شاكر :الله يسلمك انا الحمد لله تمام.. وانت اخبارك ايه.
يامن:ماشى يا سيدى ازيك عامل ايه.. ها جبت كل المعلومات.
شاكر :تصدق ياض انك زباله وو****وماتستاهلش الجميله. بس يالا كله عشان خالتوا.
يامن :تشكر ياعم... قول بقا.
شاكر:ولوانك ماتستاهلش بس مااشى.
يامن بنفاذ صبر :اخلللص.
شاكر:شوف ياسيدى.. زى ماقولتلك سمعته فى الشغل فلا ولا غبار عليه.. لكن سمعته النسائيه.
يامن بلهفه:هااااااا.
شاكر :مليييييطه.
يامن:بس.. واحده.. واحده عليا بقى كده.. فقام شاكر بسرد عليه كل المعلومات التي جمعها عن قاسم وعن تاريخه النسائى المشرف..
بينما في مكان آخر كان قاسم يجلس في (التاكسى) بجانب جودى وهو لا يصدق ماحدث.
جودى :ايه يا قاسم سرحان في ايه.
قاسم :انا لحد دلوقتي مش مصدق انى سمعت كلامك وسيبت عربيتى وركبت تاكسى كده عادي.
جودى بحماس :اسمع منى... هتتبسط... المواصلات بتحلى الخروجه.. كان سائق التاكسي كالعاده يستمع لحديثهم وكالعاده فى اى سائق مصرى اصيل يتدخل فى الحوار ويندمج فى الحديث كأنه يعرفك من سنين وليس من خمس دقائق فقط.
السائق (رجل في منتصف الاربعين) :الله ينور عليكى يابنتى... هو الخروج يحلى من غير التنطيط فى المواصلات.
جودى بحماس:قولول يا عموا.
السائق:اسمع منها يا أستاذ...
قاسم بذهول :انت بتكلمنى انا. ثم نظر لجودة التى نظرت له باستنكار قائله:ايه فى ايه.
قاسم:بتكلم كده كأنه عارفنا.
السائق:يا استاذ ده مصر كلها اوضه وصاله.. منفده على بعض.
جودى مكمله:يا قاسن كلها عارفه بعضيها.
اتسعت اعين قاسم بزهول وابتسامه من هذه الشقيه التى تتعامل بمرح وتعلم لغة ولاد البلد.
السائق:بالك انت يا استاذ لو خرجت بالعربيه... ايه اللي هيحصل.
قاسم:ايه اللي هيحصل.
السائق:ولا حاجة. ولا هتحس بحاجة ولا اى جديد.. لكن اما تنزل وتركب مواصله مع واحد زيى زلا غيرى وتغير وشوش واماكن وتكلم ده وتكلم ده... بتفرق.. اسمع الى بقولك عليه.
جودى بتأكيد ومرح:اسمع اللى بيقولك عليه. ضحك قاسم عاليا بصدق من قلبه.
جودى :هتتبسط اسمع منى.
بعد قليل توقف بهم التاكسى أمام شارع به عربات الشباب للطعام.
قاسم :هناكل هنا.
جودى :امممم هتتبسط.
قاسم :اوكى نجرب.
فى مكتب المحاماه الخاص بوالدة قاسم دلفت دنيا بخطى ثابتة واثقه وهى تحاول استجماع كل خيوط اللعبة في يدها.
دخلت للسكرتيره الخاصه بها.
دنيا :صباح الخير.
السكرتيره:صباح النور.
دنيا:ممكن اقابل استاذه نوال.
السكرتيره:فى معاد سابق.
دنيا بثقه:لا بس قوليلها دنيا السواح صديقه قاسم بيه مهران.
وبالفعل دخلت السكرتيره وبعد دقيقه خرجت وهى تسمح لها بالدخول. اخذت دنيا نفساً عميقا بثقة ثم دلفت للداخل بكل ثبات.
نوال:أهلاً وسهلا.
دنيا بارستقراطيه :أهلاً بيكى ياطنط. فكرانى.
اشارت لها نوال بالجلوس فجلست بهدوء وفخامه كانت تريد ان تظهر لها انها النموذج المشرف الذى يمكن ان يحمل اسم قاسم مهران وذلك كان الهدف الاول للزيارة.
نوال:طبعا فكراكى وعارفاكى.. ثم وضعت قدم فوق الاخرى وتحدثت باسلوب محاميه مخضرمه:بس اللى مستغرباه ازاى سبتيه لبنت تانيه.. ابتسمت دنيا فيبدو ان مهمتها ستكون اسهل قليلا عما توقعت فالواضح ان والدته ليست راضيه عن هذه الصغيره.
دنيا بمكر:ليه يا طنط... جودى بنت كويسه.
وبذكاء نوال عرفت ان من أمامها ليست بالهينه فقالت:فعلاً بنت كويسه.. قاسم عمره ماهيغامر أبدا.. رأت نوال وجه دنيا وهو محمر حقداً فابتسمت فهى قدمت لتبيع المياه في حارة السقايين وهذا أيضا ما ادركته دنيا سريعا فقررت اللعب على المكشوف.
دنيا :افهم من كده ان حضرتك موافقة على ارتباطهم.
نوال:اه... ليه لا... ادركت دنيا ان نوال تريدها ان تنطقها بلسانها. صرت على اسنانها بحقد ولكن لا بأس ستفعل اى شئ للوصول لقاسم مهران.
دنيا:ايوه بس حضرتك انا اللى المفروض ابقى خطيبته. انا انسبله.. توقفوا عن الحديث لثوانى كانوا ينظروا لبعض فقط. الى ان تحدثت نوال قائله:انتى وشطارتك. رفعت دنيا حاجبها بعدم فهم.
فاوضحت نوال بخبرة وذكاء محاميه متمرسه:عايزه تفهمى. اوكى.. انا ام وبحب ابنى جداً.. وإن كنت مش موافقة على جودى فده لانى خايفه فعلاً من فرق السن مش هسمح ان قلب ابنى يتكسر عشان حب مراهقه وده اللى حاولت افهمهوله. ولازم تفهميه انتى كمان.. هى فعلا مش من مستوانا ولا مجتمعنا بس لو ابنى مبسوط. اتس اوكى.. عايزه تلعبى.. العبى.. المهم أن ابنى يطلع هو الكسبان.. ولو انتى فعلاً الانسب له انا موافقة. ابتسمت دنيا بنصر ثم وقفت لتحى نوال :شكراً ليكى يا طنط... انا هعرف ازاى ابعدها عنه.. وقاسم هيطلع كسبان.
همت للمغادرة ولكن قبل ان تخرج قالت نوال:دنيا لو ابنى اتاذى صدقينى هتواجهينى انا.... اي ان كانت نوع الاذيه ايه. سامعه. اماءت لها دنيا بثقة وغرور ثم خرجت وهم تبتسم بنصر. 1
بينما قاسم وجودى يستمتعون بوقتهم جداً وكم كان قاسم سعيدا بهذه النزهه.. جلسوا لتناول الطعام فطلبت له جودى شاورما سورى وبطاطس مع الكاتشب الحار. كانوا يجلسون على مقاعد خشبية على النيل فى الهواء الطلق وبحانبهم العديد من الأشخاص والاسر قصدت هذا المكان كفسحه. جاءت من بعيد اسره لتتناول الطعام فلم تجد مقاعد فارغه اقتربت السيده الكبيره تستأذن منهم لتشارك الطاوله هم قاسم بالرفض ولكن تفاجئ باسراع جودى بالموافقه نظر لها باستنكار ولهولاء اللذين جلسوا كان موافقتها امر مفروغ منه.
قاسم:ايه ده يا بنتى.
جودى :ايه فى ايه.
قاسم:عادى كده.. يقعدوا معانا عادى.
جودى :اه عادى... الناس لبعضيها.. ماحنا لو مكناش لاقينا مكان كنا هنقعد مع حد. عادى.
قاسم مبتسماً :غريبه اووى.
ردت عليه السيده الكبيره وهى امرأة في الستين :يابنى دى احلى حاجة في المصريين. عيله واحده وكلهم عارفين بعض. طب دى احلى حاجه فينا ولاد بلد كده وحبوبين. اللمه حلوه يابنى
جودى بحب:قوليلوا يا طنط.
السيده :والنبى انتى عثل.. اسمك ايه.
جودى بابتسامه :جودى.
السيده:وانا انتصار. وده ادم ابن بنتى. واشارت الى طفل فى الخامسة من عمره. ودى امه كريمه مرات ابنى.
جودى:اهلا وسهلا بيكى ياطنط.
انتصار:ومين الجدع الحليوه الطول بعرض ده. اتسعت اعين قاسم لاول مره يستمع لمراءه توصفه بهذه الطريقه ولكنها اعجبته.
جودى :ده قاسم خطيبى.
انتصار:بجد.. ثم اشارت لجودى كى تقترب منها كى لا يستمع قاسم :مش كبير عليكى شويه. كان قاسم يستمع ويكتم ضحكته على طريقتهم العفويه في الحديث واندماجهم سويا رغم انهم لا يعرفون بعض. نظرت له جودى ثم نظرت للسيده مره اخرى:اه.. شويه.
اشارات لها السيده كى تقترب من جديد فاقتربت فقالت انتصار :وبصى يا بنتى.. بالأمانة.. شكله لعبى. قالتها وعادت لموضعها فانفجر قاسم ضحكا عليهم.
نظرت له جودى بتقييم ثم لها وقالت :انا حاسه بكدا.
اقترب الطفل الصغير منها قائلا:جودى انتى حلوه اووى. رفع قاسم حاجبه بغضب قائلا :مين دى الى حلوه وعرفت اسمها منين.
الطفل :ماهى لسه قايله... ده انت زكى اووى.
قاسم:ولا.
جودى :ايه يا قاسم ده طفل.
الطفل :بس ماتقوليش طفل... ده أنا اجمد منه... وانتى لايقه عليا انا اكتر منه.
قاسم وهو يهم للهجوم عليه:يابنى لم نفسك.
انتصار:أدم... عيب كده..
قاسم لجودى :يالا كملى اكل يا هانم.
جودى وهى تضع له البطاطس فى فمه بابتسامة :حاضر.
انتهوا من تناول الطعام وقاموا بتوديع هذه الأسرة البسيطه بعد أن دعت لهم السيده الكبيره بالستر والسعادة وصلاح الحال. بعدها اخدته جودى لمنتزه جميل وفجأة رأت بائع البلالين وظلت تقفز متشبثه به تريد البلالين ثوانى واشترى لها قاسم كل البلالين فقفزت هى من السعاده فاستغرب عليها كثيرا فهى لم تفرح بعقد الالماس الذى أهداه لها كفرحتها بهذه البلالين الرخيصه. كانت تسير حامله البلالين وهى تقفز بسعادة رأت فتاه صغيره تنظر لها اقتربت منها وقالت:ازيك.
الطفله:الحمدلله.
جودى:عايزه بالونه. اماءت له الطفلة ببراءه. فاعطت لها جودى بالونه فابتسمت الطفله بسعادة ثم جرت سريعاً لوالدتها.
ثوانى وكانت توزع البلالين على من تقابلهم من الاطفال الصغار وسط ابتسامة قاسم وهو يتابع تصرفات صغيرته المتواضعه والحبوبه وكم هى تحب الجميع.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الجزء السادس عشر
التقطوا العديد والعديد من الصور السيلفى... ظلت تجرى وتقفز وتحسه على الركض معها فكان يركض خلفها وقلبه يقفز فرحا وساعده على ذلك اكثر هو روح الناس الجميله حولهم. شاهدت من بعيد رجل لتأجير (العجل) فقفزت بصراخ فرحا وسحبته معها وهى تركض ناحية الرجل. سقط فاهه من الصدمه وهو يراها تركب احداهم وتحسه على قيادة أخرى. ماذا.. قاسم مهران يرتدى الدراجات.. لا لا.......
كانت تضحك بهستريه وهى تراه يقود الدراجه بحجمه وجثته الضخمه هذه.... تجمعت الاطفال حولهم وهم يضحكون معها... رفعت هاتفها ونزلت من على الدراجه وقامت بالتقاط العديد من الصور له وهو فى قمة فرحه وضحكاته... لم يكن يتوقع انه سيستمع هكذا... اشترى لها غزل البنات. طلبت منه ان يأكله معها..
_قاااااسم عايزه آيس كريييييييم. كان هذا صوتها وهى تتمسك بملابسه كابنته تتطلب منه بإلحاح.
قاسم:حاضر يا روحى... بس ماسكه فيا كده ليه.
جودى :عايزه ايس كريم.
قاسم :حاضر.... احلى ايس كريم لاحلى بنت لجودى قاسم مهران. كان يقولها بتلذذ واستمتاع وكم سعدت هى وهى تعرف ماذا يعني إلصاق إسمها بكنيته.
جودى بابتسامة وخجل:بس انا لسه مابقتش شايله اسمك.
قاسم وهز ينظر لكل ملامحها بحب:انتى اتكتبتى على اسمى من اول يوم اتولدتى فيه. ثم اردف بإصرار عمرك ماهتشيلى اسم حد تانى غيرى.... ويلا بسرعة بدل ما ابوسك حالا فى الشارع وقدام الناس. شهقت بفزع وهى تجرى بسرعه من امامه بينما هو قهقه عاليا على صغيرته وصار خلفها لمحل الايس كريم..
وقف لطلب الايس كريم المفضل لها بعدما طلبت منه طعمها المفضل وذهبت هى للمرحاض.بعد لحظات اقتربت منه فتاه ترتدى فستان اسود قصير مكشوف الصدر والظهر افتربت منه وهى تصرخ باسمه لاتصدق عيناها.التفت ليرى من ينادى باسمه.
قاسم بتفاجئ بسيط:منار.
منار:ايوووه.. وحشتنى اوووى... لسه جان زى مانت... طول عمرك كده اصلاً.
قاسم باقتضاب:شكراً. التصقت به أكثر غير مباليه بالناس قائله:شكراً بس... اممممم طول عمرك تقيل... وهو ده اللى عاجبنى فيك... ده غير حاجات تانيه كتييير.. قالت الاخيره وهى تنظر له بوقاحه لت تليق بأى انثى.
فى نفس اللحظه خرجت جودى من المرحاض مبتسمه ولكن تلاشت الابتسامة وهى ترى فتاه ملتصقه بقاسم فظهرت الشراسه على معالم وجهها الطفوليه وسارت بخطى سريعه حتى نزعت يد تلك الفتاه عن قاسم باعين تنتطق شررا. ووقفت بينهم كعازل وسط صدمت قاسم وخوفه أيضاً ونظرات الاستهزاء من تللك الفتاه.
قاسم مدافعا بتلعثم كأنه امام والدته وهو مذنب:جودى انا. قاطعته بغيره وصرامه:اسكت انت دلوقتى. توسعت عينيه مره اخرى من صرامة صغيرته التى يراها لاول مره ولكنها بدت قابله للالتهام بهيئتها هذه.
جودى موجهه حديثها لمنار:انتى مين... وازاى تقربى منه كده.
منار :انا منار..... واعرفه من زمان اووى يمكن من قبل ماتتولدى.. وفهماه اكتر منك اصل احنا قريبين من بعض اووى. حاول قاسم الاعتراض ولكن قاطعه حديث جودى :لأ ماهو واضح إنك كبيره في السن فعلا... ابتسم قاسم بزهول وهو يرى احتقان وجه منار من حديث طفلته. فاكملت:اما من ناحية فهماه فامعتقدش ده غير ان مش مهم الفهم المهم الحب وهو بيحبنى انا... واه صحيح تعديل بسيط كده... انتو كنتوا قريبين من بعض بس هو دلوقتى قريب منى انا وبس.. ومش هسيبه لغيرى اوكى. قالت الاخيره بتحذير ثم سحبت قاسم خلفها وهو يسير كالطفل المذنب خلف والدته مستعد للعقاب. تاركين تلك التي تغلى من الغضب تتمتم بخفوت:قال وبيقولوا عيله.... دى ارشانه.
على الجانب الآخر عندما اختفت جوجى من امام تلك الفتاه نفضت يد قاسم بغضب وعبوس وهو لا يعلم اينفجر ضحكا ام يبرر لها ماحدث.. حاول كبت ضحكاته وهو يتحدث قائلاً :جودى... والله البنت دى كانت صحابتى زمان... وهى كانت راميه نفسها عليا.. انا اتفجئت بيها والله..
جودى بعبوس طفلة :اوووف.. عارفه.
قاسم باستغراب :عارفه ايه.
جودى بحزن:عارفة انك ليك علاقات نسائيه كتير..... وتعرف بنات كتير وكلهم بيجروا وراك..
قاسم بلهفه وهو يمسك يديها :لا.. كان... قصدك كان ليا علاقات نسائيه... كل حاجة كانت قبل ما اشوفك واحبك.. بعد ماشوفتك حبييتك.. حبيتك اووى ومبقاش في بعدك حد.. كأنى اتولدت من جديد.. حتى مش عايز افتكر حاجة من عمرى الى فات... جودى انا مش شايف حواليا اى حج غيرك ومش عايز اشوف... انا يحبك... قال الأخيرة بعشق صادق.
بينما جودى تستمع له بقلب خافق وانفاس عاليه.. تحدث قاسم بخبث ومكر قائلاً :لا بس ايه الشراسه إللى كنتى فيها جوا دى... ده أنا انبهرت. ضحكت جودى وهى تتذكر هيئتها وهى تتشاجر مع تلك الفتاه وقد تلبستها شياطين العالم حتى تخلت عن هدوءها وروحها البسيطه والمحبه للجميع وتحولت الى قطه شرسة حقا.
قاسم بتوجس :جوودى.. انتى غيرتى.. صح. نظرت له دقيقه حتى استوعبت لقد غارت حقاً اماءت رأسها بايحاب خجلاً فاتسعت ابتسامته وهو لا يصدق صغيرته تغار اوليست الغيره من علامات الحب لكنها لم تصرح حتى الآن.. هل من الصعب عليها حبه.. لكن لا بأس لا يهم يكفى انه يهيم بها عشقا وهذا يكفيه.. وجودها فقط يكفيه. ثوانى وكان السائق الخاص بقاسم يقف أمامهم بعدما اتصل به فقد تأخر الوقت كثيراً ويجب أن تعود جودى لمنزلها..
بعد نصف ساعه كانت جودى تدلف داخل شقتها التى تقطنها هى ومها وجدت مها باتتظارها وهى تهز قدميها بغضب يبدوا انها تنتظرها منذ مده طويله. انتفضت مها عندما رأت جودى أمامها قائلة :كنتى فين كل ده الساعه عدت12. ثم صرخت قائله :انا كنت همووت من القلق عليكى.
جودى :كنت مع قاسم.
مها:كل ده... وموبيلك مغلق ليه.
جودى :فصل شحن والله من كتر التصوير. اقتربت منها قائله:سورى يا مها.. ماكنش قصدى اقلقك.
مها:انا خايفه عليكى... انتى لسه صغيره على العالم الى دخلتيه فجأة ده.. من اولها كده بتزوغى من المدرسه. اقتربت منها وطبعت قبله على وجنتها ثم قالت:آخر مره والله يامها.. قاسم كان مخنوق اووى وكنت عايزه أخرجوا من اللى كان فيه. نظرت مها لها باندهاش قائله:جودى.... انتى حبتيه؟. نظرت لها جودى باعين متسعه وهى تتذكر غيرتها عليه من تلك الفتاة.
جودى :مها... انا اتضايقت اووى لما شوفت بنت كان يعرفها لازقه فيه وبهدلتها وكنت عايزه اكلها بسنانى مع ان انا مش كده خالص وانتى عارفه.
مها:يعني بتغيرى عليه. تبقى بتحبيه. نظرت لها جودى بزهول ثم اسرعت لغرفتها وهى تقر انها فعلا قد أحبته... احبته وتعلقت به فقد اغدقها بحنانه واهتمامه.. لهفته عليها عشقه وجنونه بها. ظلت تفكر وتفكر به حتى غفت فى نوم عميق فهى قد لهت وتعبت كثيراً.
فى الصباح كان قاسم يسير بنشاط عجيب فقد زاد على هيئته الاشراق والحياه فقد كانت معالم وجهه تنبض بالحياه بعد يومه مع حبيبته التى ارته جانب آخر من الحياه. بعمره لم يكن سعيدا مثلما سعد معها. مستعد أن ينفق كل ثروته فى سبيل سعادته التى يشعر بها مع صغيرته. سار بخطوات سعيده وهو يطير من الأرض حقاً يأخذ نفساً عميقاً بسعادة لا يصدق انه حقا يعيش تلك السعادة. تغيرت حياته كليا منذ ظهور هذه الصغيره... يالله كم يعشقها. اصبح يعد الايام والشهور الى ان تصبح زوجته.. هو حقا من اكثر الرجال حظاً بصغيرته المثيره والخجوله فى ان واحد.
دلف الى مكتبه مهديا منى ابتسامة جعلتها تصاب بالجنون هل يبتسم لها.. لاتعلم انه تأثير صغيرته عليه وأنه اهدى هذه الابتسامة لكل من قابله فى طريقه وجميعهم ايضا أصيبوا بسكته قلبيه لا يعون ان قاسم مهران يبتسم لهم.
بعد دقائق دلفت منى تستاذن لدخول دنيا السواح. ابتسم وسمح لها. ثوانى وكانت دنيا تدلف للداخل بخطى ثابته محسوبه فهى قد خطتت جيداً. وستحطى بما ارادت بلا أدنى شك. جلست بطريقة تليق بسيدة اعمال وسيده مجتمع. وضعن ساق فوق الاخره وتحدثت يثبات قائله:ازيك يا قاسم.
قاسم بسعادة عاشق. :الحمد لله انا كويس جدا جدا. صرت على اسنانها بغضب لكن ابتسمت من جديد قائله:يارب دايما.. انا احب دايما اشوفك مبسوط وسعيد. احمم.. خلينا فى شغلنا.
قاسم مستدعيا بعض الجدية :اه اتفضلى.
دنيا:مشروع قرية مرسى علم واقف فى شوية مشاكل هناك وحصل خلاف كبير وده خسرنا كتير فى 3ايام بس لازم نسافر هناك بكره بسرعة.
قاسم :سفر... وبكره.... لا مش هقدر.. سافرى انتى.
دنيا برفعة حاجب وبعض الضيق :مش هتقدر ليه يعنى.
قاسم مفكرا بجودى:دى حاجه تخصني يادنيا مش مسموح لحد يسأل اصلا.
دنيا وقد تراجعت من جديد:أاه طبعا.. بس انت مجبر تروح.. أا. انا كمان رغم انى مشغوله جدا مع بابى اليومين دول عشان تعبه بس مضطرة اروح. قاسم احنا فى 3ايام خسرنا 10مليون ده غير تاخيرنا فى الافتتاح وده لوحدوا مشكله أكبر احنا ناس بروفيشنال.
قاسم مجبراً :خلاص خلاص اوكى...
دنيا بانتصار :اوكى.. كده تمام.. نتقابل هناك بكره.
قاسم:اوكى تمام. خرجت دنيا وهى تبتسم بثقه وغرور فهى اخيرا ستنفرد بقاسم وتبدأ فى تنفيذ خطتها بعدما افتعلت المشاكل بمشروعهم مسببه خسائر كبيرة
فى المدرسه الكندية وقف يامن بعد انتهاء اليوم الدراسي منتظرا خروج جودى للصعود للباص فهو لم يستطيع الانفراد بها او التحدث معها.
كانت تخرج مسرعه فقد قررت الاعتراف له بحبها اليوم فهو حقا يستحق تعلم انه ينتظر اعترافها بصبر وحب. لكنها تريد تغيير ثيابها. فكرت كثيراً لا يليق ابدا ان تعترف بحبها له بيونى فورم المدرسه لا لا يصح فهو رجل رأى الكثير من النساء وبالتأكيد يرتدون من اشهر الماركات.. لا لا جودى يجيب عليكى تغيير هذه الثياب.. كونى أنثى تليق به.
خرجت مسرعه وهى على عجلة من امرها وجدت يامن واقف يبدوا متافافا من كثرة الانتظار.
يامن:جودى استنى.
جودى ياستعجال:يامن ازيك
يامن:عايز اتكلم معاكي في موضوع.
جودى:طب بص نخليها بكره.. عندى مشوار مهم جداً مصيرى النهاردة.
يامن بضيق :رايحه لقاسم مهران.
جودى :اها بس عندى مشوار مهم قبله.
يامن :طب حتى نتكلم فى الباص.
جودى باستعجال:لا مانا مش هروح بالباص.
يامن :ليه.
جودى :هياخرنى على مايلف على بيت كل حد فينا. اوكى... يالا باى. وذهبت مسرعه استوقفت تاكسى ذهب بها سريعاً بينما وقف يامن يتتبع اثرها بغضب وهو عازم على الدفاع باستماته عن حب طفولته الذى انتزعه بلحظه ذلك الرجل الثلاثينى. الا يستحى على عمره.
وصلت جودى الى منزلها وصعدت سريعاً. قلبت غرفتها راس على عقب حائرة ماذا ترتدى. جربت العديد من الملابس. هذا لالاهذا.. اكيد لا جودى هذا.. ياللهى ماذا ارتدى... بعد مده ليست بالقليله كانت قد تجهزت ونظرت على هيئتها بالمرأة وهى ترتدى تيشرت من النبيذ وجيب جلد سوداء تتعدى ركبتيها وحذاء اسود بعنق بعض الشئ وجعلت شعرها البنى على هيئة الكيرلى ووضعت ميكاب يناسب ماترتدى. وخرجت سريعاً تعلم أنها قد تاخرت بعض الشئ وهو غاضب الان لكن لابأس ستصالحه بالتأكيد وسيعفوا عنها فهى تعلمه حنون جداً.
اما فى شركه قاسم مهران فكان يقف في مكتبه على غير هدى يزرع الغرفه ذهابا وإياباً قلبه يتأكله عليها. لقد تأخرت كثيراً عن معاد وصولها... اين ذهبت لما لا تجيب على هاتفها. اتصل بالمدرسه واخبروه انها لم تصعد للباص وقالت انها ستذهب بسياره اجرى مما زاد قلقه اضعاف عليها.. استدعى مها بغضب وقلق وهاهى تقف الان امام ذلك العاشق الغاضب جدا.
قاسم بصراخ :يعنى ايه.. يعنى ايه ماتعرفيش هى فين.. مش بنت خالتك دى.
مها بخوف من هيئته التى تحولت تماماً عن الصباح:يا. يا فندم هى مش بتروح فى حته.. وكلمتها كتير مش بترد.
فى الخارج كان أحد العاملين يتحدث مع زميله قائلاً :هو ماله قلب فجاءه كجه.
عامل1:انا عارف ماكان طاير من الفرحه الصبح.
عامل2:اكيد البنوته الى خطبها السبب.
عامل1:انا شغال معاه من 7سنين عمرى ماشفته كدا ابدا. قطع حديثهم مرور جودى بجانبهم وهى فى قمة الاناقه والجمال وانظار الجميع مصوبه اليها بإعجاب بالغ. تخطت منى السكرتيره تاركه اياها تزفر بحنق وتوعد.
بالداخل كان قاسم مازا يستجوب مها المسكينه التى لا حول لها ولا قوه ولا تعلم أين جودى ولكنه ايضا ليس بيده حيله غير استجوابها. ثوانى وتوقفوا عن الحديث بزهول وهم يرون تلك الساحره الصغيره تدخل عليهم بكل هذه الاناقه والجمال. شهقت مها بزهول بينما وقف قاسم ببلاهه واعين وفم مفتوحين. ياللهى كيف لا ان تكون بهذا الجمال. كانت تنظر له بحب فى حين هو غير مصدق قطعت مها الصمت قائله:جودى ايه اللي لابسك كده فين اليونى فورم وكنتى في... قاطعها قاسم ونظره مسلط على حوريته:ششششش... على مكتبك يا مها. نظرت لهم وجدتهم يحدقون ببعض بحب وهيام وغير مدركين لوجودها من الأساس.
مها :اوكى... سلام.زفرت بغضب حينما لم تجد رد واغلقت الباب خلفها بينما اقترب هو منها قائلا بعشق:ايه الجمال ده. انتى حلوه اووى.
جودى بخجل وابتسامه :بجد يا قاسم.
قاسم:بجد يا عشق قاسم... وبعدين بطلى تقوليلى قاسم كده عشان والله ماسك نفسى بالعافيه.
جودى ببراءة :مش بتسهوك والله.
قاسم:عارف.. عارف ياحبيبتي إنك كده وده صوتك ودى طبيعتك بس اعمل ايه وانتى اصلا تتاكلى اكل. حظى كده... بس احلى حظ. قال الاخيره بغمزه لكن سرعان ما ظهر الغضب عليه وقال:انتى كنتى فين واتاخرتى ليه... انا كنت هتجنن عليكى و... استنى استنى كده... انتى مشيتى كده قدام الموظفين في الشركه والناس فى الشارع وكله شافك كده.. جودى ببراءه:اها.
قاسم:اها..بتقوليها كده عادى.. اها... ازاى يشوفوكى كده ازاااى.
جودى :خلاص اهدى يا قاسم. والله كنت فى التاكسى ونزلت اخدت الاسانسير وجيت عليك على طول مش كتير شافونى.
قاسم بتحذير :اخر مره ياجودى.
جودى :حاضر اخر مره. ابتسم هو برضا فصغيرته تعلم كيف تمتص غضبه ولا تجادل في الخطأ.فتسائل من جديد :واتاخرتى ليه... كنت هموت من القلق عليكى ده انا جبت مها الغلبانه وقعدت استجوب فيها وانا عارف انها فعلاً مش عارفة بس اعمل ايه كنت هتجنن عليكى.
جودى :روحت البيت عشان اغير هدومى.
قاسم :ليه.
جودى :عشان البس حاجه تليق بالى عايزه اقوله. نظر لها بعدم فهم فاقتربت منه حتى الالتصاق ولاول مره تفعلها وضعت راحة يدها على وجنته فقشعر جسده وهى أيضا وتسارعت أنفاسه ثم نظرت فى عينيه مباشرة قائله:قاسم انا بحبك. توقف الزمن بالنسبه له.. اخذ منه الامر ثوانى كى يستوعب وتسارعت دقات قلبه واخذ صدره يعلو ويهبط بعنف ملحوظ وقال بعدم تصديق:ايه.
جودى وهى مازالت على وضعها وتنظر بعينه بتأكيد وحب:ب.. ح.. ب.. ك... بحبك يا قاسم. جذبها لحضنه سريعا وهو يعتصرها بداخله قائلاً بجنون :مش مصدق.. مش مصدق.. معقول.. بجد.. أخيراً.. اخيرا يارب.. بتحبينى بجد يا جودى اماءت له وهى بحضنه هامسه:بحبك يا قاسم بحبك اووى.. بغير عليك اووى.
ضمها أكثر بجنون متمتما بتملك:وانا بحبك اكتر يا روح قاسم وقلبه... ثم أخرجها من احضانه وهو يلملم اشياءه ويسحبها خلفه وهو كالطفل يطير فرحا
جودى :هنروح فيييين.
قاسم :هنحتفل باهم يوم فى حياتى. ثم خرج مسرعاً والكل ينظر له بصدمة فى الصباح كان يبتسم للجميع وفى الظهيرة متعصب ويصرخ والان يسير وهو يقفز من السعاده كاطفل فى السادسة من عمره. لا يدركون انه العشق.. عشق قاسم
↚
كان ممسك بيدها يسحبها خلفه وقلبه يكاد ان يتوقف من فرط سعادته. لا يصدق ابدا.. هل ماسمعه صحيح هل تحققت أمنيته الوحيدة. صغيرته تبادله حبه هل قالتها صريحه احبك قاسم... يالله هو اسعد مخلوق على وجه الأرض الأن.. ولو ان سعادته الأكبر ستكون عندما تكتب على اسمه وتكوت له وزجه ولكنه سينظر فاهم شئ قد حدث الآن وهو إعلان ملكيته لقلبها وهو الاهم. وتقرر نفس المشهد ثانية مها قادمه من الكافيتريا مع محسن وقاسم يسحب جودى خلفه بسعادة ومتجه ناحية المصعد... لم تعد مها تحتمل فحقا هذا كثير فعندما شاهدتهم هكذا شقهت قائله:تانى ياجودى مش كفاية متأخره. ايه مافيش دروس ومذاكره.. احتمت جودى بظهر قاسم مما أثلج قلبه وارضى غروره فطفلته تحتمى به حتى ولو على سبيل المزاح فاكملت مها قائله:قاسم بيه كده مش هينفع البنت كده مستقبلها هيضيع.. قالت هذا نزامنا مع وصول المصعد فدخل قاسم ومع جودى سريعا وقال بسرعه :ماعلش يامها النهاردة وبس وعد منى.
مها:يا قاسم بيه كده مش هينف.... توقفت عن الحديث فقد انغلق المصعد وهبط بهم. فزفرت بغضب ونظرت لمحسن قائله:اعمل فيهم ايه... اعمل ايه.. كانت فكره مهببه لما فكرت اجيبها معايا الشركه قال عشان خايفه عليها من الجيران الجداد قومت حبتها لقاسم مهران زير النسا.
محسن :مها.. انتى بجد مش واخده بالك انه فعلا بيحبها.
مها:مش عارفة.. مش عارفه بجد يامحسن.. ساعات بحس انه فعلاً بيحبها خصوصا لما بشوف لهفته عليها ونطراته واهتمامه وكمان لما اعلن خطوبته منها ودى حاجة هو عمره ماعملها مع أى واحدة بس.. بس ده قاسم مهران يامحسن. قاسم مهران هو انا اللى هقولك مين قاسم مهران مانت عارفو وعارف تاريخه الاسود مع البنات.. ودنيا السواح اللى كله عارف انها هتبقى خطيبته.. ده غير فرق السن هو لو دلوقتى عارف يجاريها ويتعايش مع سنها بعدين هيحصل ايه... وكله كوم وأنها هامله مذاكرتها ودروسها كل يوم عشانه ده كوم تاني خالص ... جودى عمرها ماكانت كدا. وانا خايفه عليها دى اختى الصغيره وامانه في رقبتى.
محسن:مها انا راجل وافهم الراجل اللى زيى كويس وقاسم مهران فعلا بيحب جودى وبيبصلها نظرة زوجه مش بنت هيقضى معاها يومين وهو قال كده بنفسه قدام الدنيا كلها... ولعلمك بقا دنيا السواح دى هى اللى كانت راميه نفسها عليه وهى اللى كترت الاشاعات وزودت الكلام عليهم عشان تقوله شوف الناس كلها شايفنا مناسبين لبعض هو انا اللى هفهمك شغل البنات ده ولا ايه.
مها:اووووف.. مش عارفه يا محسن ربنا يستر.
محسن:ماتقلقيش انتى بس. وكله هيبقى تمام.. واه على فكره انتى معزومه النهاردة على العشا.
مها:محسن انت عمال تبعزق فلوسك يمين وشمال وكده ما ينفعش عايزين نجمع فلوس المكتب اللى حجزناه انا كلمت السمسار خلاص.
محسن بحب:ربنا يخليكى ليا يا حبيبتى.. بس انا كنت عايز نخرج النهاردة شويه وننبسط بقالنا كتير ماخرجناش.
مها:هما اتنين بيتزا وحاجه ساقعه نشربهم واحنا بنتمشى على النيل هننبسط بردوا ونوفر فلوسك.. اوكى. نظر لها بحب وهو يحمد الله عليها فهى حقا نعم الشريكة والزوجة.
فى سيارة قاسم كان يجلس بالخلف هو وجودى بين احضانه فسعادته اليوم غامره لايصدق انه قد نال ما اراد.
جودى:قاسم ماينفعش كده سيبنى اقعد بعيد. كده عيب جدا.
قاسم وهو يشدد عليها في احضانه :شششششش النهاردة انا ملكت الدنيا كلها ومش عايزك تحسبينى على اى حاجه هقولها أو اعملها. اتسعت عينها بخوف وقالت :ي.. يعنى.. ايه.
قهقه قاسم عاليا وقال:لأ لا ياروحى ماتخافيش منى انا لايمكن أذيكى ابدا... ده أنا احافظ عليكى من الدنيا كلها والهوا اللى بيعدى جنبك.. أوعى يا جودى تخافى منى.. انا هحميكى حتى من نفسي... لحد ماتبقى مراتى وساعتها والله لا طلع عليكى القديم والجديد.. نظرت له بذعر وهي تبتعد عنه قائله وهى تبتبلع ريقها:يانهار اسود يا قاسم.. هتعمل فيا ايه... هو انا كنت عملتلك حاجه..
قاسم وهو يجذبها اليه من جديد :ههههههه تعالى انتى خوفتى... ههههههه ماتقلقيش... هتبقى حاجة حلوه. رفعت وجهها له وهى بحضنه متسائلة :حلوه ازاى. قهقه من جديد على برائتها فزادت وسامته وقال:ماتستعجليش هعرفك كل حاجه على ايدى. لم تستمع له فقد تاهت فى وسامته وضحكته الجذابه.
كان يجلس في كافيه فخم مستغربا لا يعى مايجرى كل ما فهمه من من هاتفته انها تريده في امر يخص جودى. ولذلك قدم هنا لمقابلتها فهو مستعد ان يفعل اى شئ من أجل حب طفولته. ثوانى ودخلت عليه بهيئتها الاىستقراطيه. فتاه في الثلاثين من عمرها. تقدمت بكل ثقه وجلست امامه فهتف هو:دنيا السواح.. معقول.
دنيا بكبر :شاطر يا بابا.. عرفتني. استشف نبرة الاستخفاف به وبعمره ولكن لا بأس سيتحمل ليرى النهايه.
يامن كى يرد الصاع صاعين :طبعا عارفك.. مش انتى دنيا السواح اللى كنتى بتقولى للدنيا كلها انك هتبقى مدام قاسم مهران بقلب جامد... ده انتى كنتى لازقه فيه ليل نهار.. وفى الاخر.. هههههه
ضحك باستهزاء فتحدثت بحده قائله:ماتضحكش اووى كده مانت كمان زيى ويمكن انيل... ولا فاكرنى مش عارفة ان جودى هى حب طفولتك ومراهقتك.... وبسببها اخرت نفسك سنتين فى الدراسه عشان تبقى معاها سنه بسنه يعني انت دلوقتى عندك 20 سنه.. بهت وجهه وجحظت هيناه فكيف لها ان تعلم بهذا السر الذى لا يعلمه الا هو ووالديه وجودى. بادلته النظره بثقه وغرور قائله:ههههه.. شوفت.. تاريخك كله عندى.. عموما انا مش جايه اثبتلك انا اد ايه جامده وايدى واصله والهرى ده.. لأ... انا جايه اعرض عليك اننا نبقى فى جبهه واحدة خصوصا ان مشكلتنا واحده وتارنا واحد انت عايز جودى اللى خطفها منك قاسم.. وانا عايزه قاسم اللى خدته منى جودى.. باختصار كل حاجه ترجع لصاحبها.... هاااا قولت ايه.
يامن :بس افهم عرفتى عنى كل ده إزاى.. ده ماحدش يعرف بحبى لجودى خالص.. هى نفسها ماتعرفش.
دنيا بثقه وغرور:دى حاجة تخصنى ولعبتى مالكش انك تعرفها.
يامن :وانا ماحبش ابقى مش فاهم.. شكلك مستهونه بيا ومستصغرانى.. ماتعرفيش أن الواحد من جيلنا باربعه من جيلكوا... انا مادخلش أبدا حاجه على عمايا.. لازم ابقى فاهم كل حاجه... ولما تتكلمى معايا تتكلمى عدل وبلاش العوجه الكدابه دى... انتى لو ماكنتيش محتجانى ماكنتيش ساعيتى ورايا وكلمتينى وطلبتى تقابلينى. فازى مانا محتاجك.. انتى محتجانى.. يبقى تنزلى رجلك الى حطاها في وشى دى وتتكلمى كويس...
صرامته وجديته فى الحديث صعقت دنيا وجعلتها ترتعد خوفا منه فاعتدلت فى جلستها بعدما كانت تضع قدما فوق الاخرى وتدخن بغرور.. علمت انه فعلا لا يستهان به..
دنيا بتراجع :احمممم. فعلا الجيل الجديد ده داهيه زى مابيقولوا.
يامن بصرامه:بالظبط كده وبلاش تلعبى معانا...
دنيا:اوكى... يبقى نتفق.
يامن:ومالوا نتفق.
L'HISTOIRE SE POURSUIT CI-DESSOUS
على الجانب الآخر كانت جودى ممسكه بيد قاسم وهو يسحبها خلفه. لا ترى شئ من عصابه العين الموضوعة على عينها. ثوانى وقام قاسم بفك العصابة من عليها. ففتحت عينيها واخذن ثوانى حتى اعتادت على الضوء وثوانى أخرى حتى استوعبت فشهقت بفرحه قائله: واااااااو يا قاسم... وبسرعه كبيره رفعت نفسها لاحضانه وقبلت وجنته ونزلت سريعاً...
قاسم :انتى بتبوسى خالك.. انا مالحقتش اخذك في حضنى ايه ده.. لم تجب عليه إنما ذهبت تستكشف ذالك اليخت الكبير لقاسم مهران وهو في عرض النيل.
ذهب خلفها وهو يطالع فرحتها وانبهارها به وهو سعيد جداً حتى توقفت امام مقدمه اليخت وهى تشتم الهواء المنعش المموزج برائحة ماء النيل وهى تبتسم بسعادة. احتضنها من الخلف مثل طريقة تايتنك فضحكت قائله:براد بيت حضرتك.. ابتسم قائلاً :ايه مانفعش.
جودى :لا براد بيت ابيض لكن انت اسمر.. وانا مش بحب الرجاله البيضا. نظر لها بحب ممنزوج يالتفاجئ قائلاً :بجد.
جودى بعشق :اممممم... وبعدين انت احلى من براد بيت وكمان اخر مره تقارن نفسك براجل تانى... هما اللي المفروض يقارنوا نفسهم بيك. كان يطالعها بعشق وشغف وهو مبتسما حتى ادمعت عيناه وهو يتسمع لاجمل حديث ممكن ان يستمعه فى حياته. من كثرة الفرحه حقاً لا يستوعب. حبيبته وصغيرته التى دائما كان يخشى من عدم اعجابها به بسبب فارق السن الان وبمنتهى العشق تخبره أنها لا ترى اجمل منه بل لاترى رجال غيره... يالله كم مست كلماتها الرقيقة قلبه بشدة حتى أنه احتضانها حتى كادت ان تزهق روحها وهو مدمع العين يحمد الله انه منحه حبها فهو خشى كثيراً ان توافق على الارتباط والزواج فقط دون حب. فهو قد عشقها وانتهى الأمر وعزم على الزواج منها بأى شكل ولكنه تمنى كثيراً لو تبادله نصف حبه ولكن عطايا الله كانت اكبر فقد من عليه بكامل حبها وهاهى تخبره مدى عشقها له. يراه واضحا فى لمعة عينيها وهى تنظر له وفى غيرتها من نلك الفتاه التي رؤها بالأمس. خرجت من احضانه وجذبته الى احد الارائك بفرحه قائله:تعالي تعالى اوريك.
قاسم :تورينى ايه... فتحت هاتفها وقامت بعرض الصور التي التقطوها بالأمس عليه.
جودى :بص شوف... شوف صورنا.. حلوة اوي.
قاسم بانبهار:فعلاً حلوه اووى.
جودى:ماحلقناش نتفرج عليها امبارح كنا بنتصور ونجرى وروحنا كذا مكان فاليوم خلص ومالحقتش اوريك. نظر لها بحب وهو يطالع الصور بفرحه وانبهار ودهشه.
قاسم:عارفة ياجودى.. انا عمرى ماكنت متخيل ان هييجى يوم واتبسط كده.. ولا انى اجرى واضحك واركب عجل وما اهتمش لا بمركزى ولا سنى ولا هيبتى.. انا معاكى عيشت كل حاجه اتحرمت عليا بسبب مركزنا الاجتماعى وبسبب شغلى واهلى.
جودى:خلاص يا حبيبى كل حاجه فاتتك ههتعيشها من جديد بس المره دى مش ههتعيشها لوحدك.. لأ.. انا هشاركك.
قاسم:انتى عارفه... دى اول مره تقوليلى حبيبى... ماتعرفيش فرحت بالكلمه دى اد ايه. اقتربت منه قائله:انت فعلا حبيبي وعمرى ماحبيت حد قبلك. جذبها لحضنه وتمتم بجنون :ومش هتحبى حد بعدى. ثوانى وخرجت من احضانه ووقفت على حافة اليخت تتطلع للماء فوقف واقترب منها قائلاً :المهم قوليلى... عجبتك المفاجأة.
جودى وهى تقفز بسعادة :جدا جدا ياقاسم.. ثم أكملت بحزن قائله:عارف ياقاسم ماما كانت دايما تفسحنى فى مركب على النيل... كنت كل ماخلص امتحانات تفسحنى في مركب على النيل. بس من يوم ما.. ما ماتت ماجتش هنا. تمزق قلبه وهو يرى الدموع فى عينى حييبته ونبرة الحزن التى استمعتها أذنيه فالتقطت يديها الصغيرتين بين كفيه الضخمة وجلس وهى معه ومسح دمعه شاردة من عينيها وقال:حبيبتى.... بتعيطى ليه..
جودى :افتكرت ماما و... بكت اكثر ولم تسطيع الحديث فقال قاسم:ايه بس ياروحى مالك.. انا معاكى.. انا كل اهلك ياروحى.. تشبسط بملابسه قائله:اوعى تسيبنى ياقاسم... انا بحبك اووى.. اغمض عينيه وتنفس بعمق. صغيرته الغبيه تطلب منه الا يتركها لا تعلم أنه هو الذي يخشى ان تتركه.
بعد وقت وقد دخل الليل كانت مها تجلس مع محسن تتناول البيتزا وهى تحاول الاتصال بجودى
مها :مش بترد.
محسن:خلاص شويه كمان وكلميها وماتخافيش لسه بدرى.
مها:ماشى..على فكره انت بكره لازم تفضيلى نفسك خااالص... لازم تروح مع السمسار هيفرجك على كذا مكتب.
محسن:اوكى... احنا بقى معانا كام دلوقتي.
مها:150الف.
محسن:معقول..عمرى ماكنت اتوقع احوش المبلغ ده فى وقت قصير كده من غيرك.
مها:ماحنا لازم نحط القرش على القرش.. نتعب دلوقتي عشان نرتاح بعدين.
محسن:ربنا يخليكى لياا يا حبيبتي.
مها:ويخليك ليا يا روحى.
فى اليخت كانت الأضواء الخافته مع الموسيقى الهادئه الناعمه تمتزج معا صانعة جو رومانسى بديع يليق بهذاين العاشقين. فكان قاسم يرقص بهدوء (سلو) مع جودى التى لم يسعفها طولها فوقفت وهى ترفع نفسه وتضع قدميها على قدمى قاسم وهو يقوم بتحريك جسديهم على انغام الموسيقى معا. وكم عشق هذه الوضعيه وارضت غروره كرجل تعتمد عليه صغيرته وحبيبته. يالله كم يعشق هذه القصيره ويشعر إنها ابنته وحبيبته وكم يجاهد كى يكبت جماح افكاره وعقله الذى يحسه على فعل اشياء لذيذه جدا بالنسبة له ولكنها ستكون صدمه كبيره لطفلته البريئه. وضعت رأسها على كتفه وهى تشدد من احتضانه ملقيه بثقل جسدها عليه وهى تعطى له مسؤلية تحريك جسديهما معطيه له الثقه بأنها تأتمنه وتعتبره عاشق واب وحبيب تستطيع أن تغفو بين يديه وكم مست هذه الحركه قلبه بشده فاغمض عينيه وهو يشعر باحتكاك جسدهم ببعض مصدرا صوت من احتكاك الملابس يمتزج مع اصوات انفاسهم الساخنه العاليه التى الهبت مشاعرهم. اغمض عينه بقوه يمنع نفسه من الانقضاض عليها والتهامها. توقف الموسيقى الهادئه وتبدلت بغيرها اسرع قليلاً فابتعدت جودى ونزلت من على قدميه ونظرت بحب لعينيه بينما هو حمد الله انه لم يلتهما حتى الآن. سحب كف يدها ومشى بها قليلا وتوقف امام طاوله صغيره لفردين عليها عشاء رومانسى ومزينه بالشموع. نظرت له بانبهار وحب قائله:انت بتلحق تعمل كل ده امتى. بادلها النظره بحب قائلاً :ماينفعش اضيع اى دقيقه وحييبتى معايا من غير مااستمتع بيها واستغلها. سحب كرسى لها واجلسها عليه بكل شياكه وحب فابتسمت بسعادة وشقاوه وهى تجلس ثوانى وكان يجلس امامها قائلاً :مش هقبل اى عذر... اكلك كله يخلص. اوكى.
نظرت له بابتسامه قائله:اكيد هخلصه كله.. انا مبسوطه اوووى وجعانه اوووى.. خبى نفسك لاحسن اكلك قهقه عاليا وهو يحدث نفسه قائلاً :ااااه ياجودى ياريتك تاكلينى انا موافق.
بعد وقت واثناء اندماجها فى تناول الطعام بشراهه لاحظت شروده ونظرة ضيق فى عينيه. فقالت متسائله:قاسم.. مالك.. فى حاجة حصلت ضايقتك.
قاسم:لا ياروحي بس افتكرت حاجة ضايقتنى شويه.القت الشوكه من يدها وتحسست كف يده قائلة :مالك ياحبيبى. انتبه لكلمة حبيبى التى تطيح بحزنه بعيدا وقال :الله ياجودى حلوه اووى كلمة حبيبى منك.
جودى بشراسة :ومش هتسمعها من حد تانى ياروح جودى. ضحك هو على قطته الشرسه وعلى غيرتها التى باتت تسعده كثيرا ولكن مع لمحة حزن فهو مضطر للسفر من أجل عمله وسيبتعد عنها يوماً كاملا.
جودى :مش هتقولى بقى ايه اللي مضايقك.
قاسم:لازم اسافر بكره مرسى علم عشان فى شغل بملايين واقف هناك ولازم اروح اشوف ايه المشكله واحلها. عبس وجهها وحزنت قائلة :طب ماينفعش حد يروح غيرك.
قاسم :للأسف لا.
جودى:وهتقعد هناك اد ايه.
قاسم وهو يقبل يدها :مش هقدر ابعد عنك اكتر من يوم واحد اصلاً.
جودى :طب وانا هعمل ايه من غيرك يوم كامل. ياللهى اهى تشعر بما أشعر.. اهى حقا لاتستطيع امضاء يومها من غيرى مثلما أشعر. اقترب منها قائلا بلهفه وعشق :هخلص وارجعلك على طول يا روحي.. مش هقدر استحمل هو يوم واحد وربنا يعنى بقا. اماءت له بحزن ولكن هو شغلها بالحديث والمزاح كى تنسى وهو كذلك ويستطيعوا اقتناص اوقات سعادتهم من الزمن.وبعد مده اوصلها الى منزلها وذهب الى فيلته كى يستعد للسفر مبكراً لانهاء
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لجزء الثامن عشر
3
يجلس بمكتبه بالشركة قبل ميعاد طيارته لكى ينهى بعد المهام ويوقع على بعض الاوراق المهمه. دقيقه ودخلت منى تستأذن لدخول مها التى تريد محادثته لدقائق... أول ماخطر بذهنه هو صغيرته جودى هل اصابها شئ... وبكل لهفه واهتمام استقبل مها التى جلست على استحياء وهو يطالعها بقلق قائلاً :خير يا مها... جودى حصل معاها حاجه.. قلقتينى. نظرت له بضيق قائله :والله ياقاسم بيه لحد دلوقتى لا لكن لو فضلتوا على الوضع ده هيبقى فى. اخذ أنفاسه التى كان يحبسها براحه واردف بهدوء :ايه بس اللى حصل.
مها :اللى حصل ان جودى لسه صغيرة واما حضرتك اعلنت انك بتحبها وخطبتها قدام الناس كلها قولت وماله مش عيب وحضرتك برضه راجل ولا كل الرجال واى واحده تتمناك.. مع انى معترضه على فرق السن الكبير جدا بس قولت مش مهم بالعكس ده ممكن بكده يبقى ابوها واخوها وامها وجوزهو. وكمان اعترضت فرق البيئه والثقافه والطباع وان حضرتك طبعاً ليك ماضى وتاريخ مشرف.. حمحم قاسم باحراج. ولكنها اكملت بنفس القوة قائله:وجودى بنت زى مابيقولو لسه بضفاير وعلاقتها بالجنس الاخر تكاد تكوم معدومه يادوب زميل او اتنين زماله بريئه من ايام حضانه غير كده مافيش يعنى حضرتك اول راجل في حياتها.. ابتسم برضا وقال :وهبقى اخر واحد... تجاهلت حديثه مكمله بنفس القوه او اكثر قائله :كل ده انا تغاضيت عنه لكن انك تضيع مستقبلها ده اللى مش هينفع.
قاسم باستنكار:مستقبل ايه اللي ضيعته... انتى بتتكلمى عن ايه.
مها بقوه:بتكلم عن مذاكرتها ودروسها.. ماهى كل يوم تسيب مذاكرتها ودروسها عشان تجيلك هنا ولا تاخدها وتخرج كده متينفعش.. كاد ان يتحدث لكنها قاطعته قائله :عارفة انها لسه فى تانيه ومش مهم المجموع السنة دى بس مهم انها تنجح اصلاً ولا ايه يا قاسم بيه.
قاسم بجديه:عندك حق يامها... وانا بحب جودى ومش ممكن آذيها ابدا ولا اخلى حبى ليها يأثر على مستقبلها.. ابتسمت برضا وهى تشعر حقا بحبه لابنة خالتها فقالت :وده فعلاً اللى توقعته من حضرتك وانك اكيد هتتفهم موقفى.
قاسم :خلاص يامها ماتقلقيش انا هحل الموضوع ده وبنفسى هتكلم معاها.
مها:انا طبعاً اسفه على الطريقه اللى اتكلمت بيها بس خلاص فاضل على الامتحانات اقل من شهر لو كان في وقت زيادة كنت ممكن اسكت بس حضرتك شايف اهو.
قاسم بتفهم:مفهوم مفهوم.. انا مسافر النهاردة ولما ارجع هكلمها اكيد وهنلاقى حل. تمام.
مها بامتنان:تمام يافندم... عنئذنك.
قاسم :اتفضلى.... خرجت مها فزفر بغضب فاخر شئ يريده هو انشغال حبيبته بالمذاكره عنه ولكن ما باليد حيله وليعينه الله على بعدها عنه... لملم اشياؤه. ونزل سريعا كى يلحق بميعاد طائرته. صعد السياره والتقط هاتفه ينظر للصوره الموضوعه خلفيه وهى الصورة التي التقطها لهما وهى تأخذ بعض الصور السيلفى فى مكتب مها. ابتسم بحب وهو يمرر يده على الشاشه متمنيا أن تكون هى التى امامه وليست مجرد صوره. قرر الاتصال بها فهو اشتاق لها حد الجحيم. ثوانى واتاه الرد من صوتها الذى يعشقه :الو.
قاسم:الو.... حبيبتى.. وحشتيني اوووى.
جودى بشوق:وانت كمان ياقاسم وحشتنى اوووى... تاوه باستمتاع ماذا يفعل الان هل يضرب كل شئ بعرض الحائط ويذهب إلى مدرستها ويعنفها قبلا.
قاسم :جودى اقفلى.
جودى:قاسم.. الو.. الو..
نظرت للهاتف باستغراب وهى لا تعرف ماذا جرى معه وماذا قالت كى يغلق الخط هكذا.
بعد اقل من ربع ساعه كان هناك امر من مديرة المدرسة باستدعاء الطالبه جودى محمد لمكتبها. ذهبت وهى لا تعرف ماذا يحدث فهذه اول مره يتم استدعاءها لهناك.. يالله ماهذا اليوم الغريب الأطوار.
دخلت لحجرة المديره ولكنها لم تجدها انما وجدت يد تسحبها من خلف الباب وتغلقه ورائحة عطر تحفطه عن ظهر قلب.... ياللهى انه هو... قاسم.. هنا.. جنون.. حقا جنون.
نظرت له بدهشه وعدم استيعاب قائله:قاسم... انت بجد.
قاسم:ماقدرتش... قفلت بسرعه عشان اجى اخدم في حضنى.
جودى :وهنا... فى مكتب ال... قاطعها قائلاً :شكلك ماتعرفيش امكانيات حبيبك... انا قاسم مهران ياجودى يعني اقدر ادخل اى حته واى مكان واعمل اللى انا عايزه كمان. ابتسمت له بعشق ثم ضمته قائله :كنت واحشني اوووى ياقاسم.. وقلقت اووى لما قفلت الخط كده بسرعه. اغمض عينيه وهو يحاول كبح جماح رغبته بها وخصوصاً بعد نطقها اسمه بطريقتها الخاصه بها والتي تثيره جدا فقال:جوووودى الله يخليكى... والله ماسك نفسى عنك بالعافيه. نظرت له بخجل فبادلها نظرتها بحب قائلاً :هانت كلها ست شهور و3ايام. نظرت له بتفاجئ فاوماء برأسه قائلاً :ايوه طبعاً بعدهم باليوم والساعه لحد ماتتمى ال18 وواخد عهد على نفسى لاتتكتبى على اسمى يومها ياروح وعشق قاسم.. ابتسمت بحب وخجل شديد فقال هو :اعمل ايه بس بموت فيكى... بس لازم امشى دلوقتي عشان معاد الطياره... انا لازم اشترى طياره خاصه.
جودى ببراءة :بس دى غاليه اووى.
قاسم بحب واندهاش:جودى.. انتى بجد مش عارفة حجم ثروتى اد ايه.. يابنتى انا أقدر اشترى مصر كلها..
جودى بغضب طفولى واعتراض:بس ماتقولش بنتى.
ضحك بعدم تصديق قائلاً :مش معقول دى بس اللى اخدتى بالك منها.. والكلام عن ثروتى ايه..
جودى بنفس العبوس :مش مهم المهم ماتقوليش بنتى دى كفاية اصلا فرق الطول والحجم ورقبتى اللى بتوجعنى وانا بكلمك من كتر البص لفوق عشان اعرف اشوفك.... تقوم كمان تيجى تكملها وتقولى بنتى الله يسامحك يا قاسم.. قهقه عاليا بوسامه حتى ادمعت عيناه فقال وهو يجاهد لكبت ضحكاته:هههههه. مش ممكن ههههههه بموت فيكى يا اوزعه انتى يامجننانى.. ابتعد عنها على مضض قائلاً :لازم امشي دلوقتي.. غصب عني بجد.
جودى بعبوس:طيب اوكى.. كلمني اول ماتوصل... ابتسم لها بحب وهو يشعر بخوفها عليه فودعها وغادر سريعاً. خرجت من مكتب مديرية المدرسة متجها إلى الكلاس فالتقت بيامن الذى اقترب منها سريعا وهو غاضب بشده قائلاً :قاسم مهران كان بيعمل ايه هنا معاكى ياجودى.
جودى:ايه يا يامن كان جاى يشوفني عادى.
يامن بغيره وغضب:يشوفك بتاع ايه... اناشوفته كان حضنك.
جودى:انت بتجسس علينا يا يامن. حاول ان يتماسك من جديد يتخذ دور الاخ والصديق مؤقتا كما اتفق مع دنيا فقال:لا انا كنت معدى وشفتكوا صدفه.. وبعدين انا خايف عليكى مش اكتر.
جودى بتفهم فهو صديق طفولتها وتثق به :ماتقلقش يا يامن وبعدين هو خطيبى وهنتجوز قريب اووى.. يالا على الكلاس الميس هتزعق. اشتعل عينيه غضبا من حديثه عن خطبتها وزواجها منه ولكن صبرا جميل سيتبع المثل القائل (احفر البير بأبره) نظر لاثرها بغموض ثم ذهب مسرعاً كى يلتحق بصفه.
فى مطار مرسى علم هبطت الطائره التى تحمل دنيا وقاسم معا واتجهوا صوب الفندق الخاص بهم واللذى يملكه قاسم. ولكن هناك مشكله جعلته يستشيط غضبا وأيضا دنيا التى اتقنت تمثيل العضب عندما اخبروهم أنهم (فى عز السيزون ومافيش غير جناح قاسم بيه بس اللى دايماً فاضى)
قاسم :خلاص يادنيا اهدى احنا كده كده مش هننام هنا نخلص شغل وناخد طياره بالليل.. فرحت كثيرا ان خطتها تسير على النهج الصحيح ولكنها مثلت جيداً انها مجبره على ذلك. اماءت على مضض قائله :اوكى ياقاسم.. يالا بينا نغير لبسنا لازم نكون فى الموقع كمان ساعه. اماء لها وهو يسير باتجاه المصعد فى تلك اللحظه بعثت رساله للشخص الذي سيقوم بتصويرهم. وبالفعل التقتط لهم العديد من الصور وهم يدخلون نفس الجناح مع حقيبة صغيره لدنيا.. بعد وقت خرجت من المرحاض وهى تلف منشفه حول جسدها خرجت هكذا امام قاسم فى محاولة لاغراءه ولكنه لم يحاول النظر إليها. كان ذلك تزامنا مع دق الباب من خدمة المطبخ بعدما جاءوا بالعصير الذى سبق وطلبته دنيا فاتجه قاسم كى يفتح لهم فهى بدون ملابس غير واعى لتلك الكاميرا التى تلتقط له الصور وهو يفتح باب جناحه ودنيا التى ظهرت خلفه وهى تلف جسدها بمنشفه فقط. ابتسمت بخبث وهى ترى عملها يتم على أكمل وجه. بعد ثوانى بعثت لها الصور التي تم التقاطها في الحال وعلى الفور قامت بإرسالها الى جودى ومعها رساله تفيد بان حبيبها وخطيبها مازال مع حبه القديم ويسكن معها فى جناح واحد وقد اتخذ من العمل سببا للانفراد بها بعيداً عنها. ثم ارتدت ثيابها سريعاً واتجهت للموقع كى يقوموا بحل المشكلة التى افتعلتها هى. 3
فى سنتر الدروس الخصوصية التى ترتاده جودى كانت تجلس تقوم بالإجابة على الاختيار الذى بين يديها. شعر بوصول رساله الى هاتفها ففتحتها بسرعه على أمل انها من حبيبها فقد اشتاقت له بشده ولكن شحب وجهها وهى ترى تللك الصور المصورة بعناية واحترافيه. دققت النظر جيدا لتلك الفتاه التى بالصور مع قاسم وسريعا تذكرت حديث مها عندما قابلت دنيا فى بداية ذهابها للشركه(دى ياستى دنيا السواح تعتبر خطيبه قاسم بيه وهتبقى مراته قريب اووى) اتسعت عينيها وارتعش جسدها بذعر. ولكن لا.. لا.. هو يحبها هى تصدقه وتثق به فالحب ثقه اولا واخيرا. انهت الاختبار سريعاً وسلمت ورقتها وخرجت مسرعه فقابلت يامن الذى استوقفها قائلاً بخبث:ايه ده مالك... فى إيه.. مال وشك أصفر كده ليه. ابتلعت غصه مؤلمه في حلقه وقالت :يامن ماشوفتش ريتا.
يامن:لا.. كانت هنا... اهى هناك بتشترى حاجه من السوبر ماركت ده.
ذهبت لها مسرعه فقالت ريتال:جودى.. عملتى ايه... جاوبتى كويس.
اخذتها جانبا وقالت :ريتا مش وقته.. بصى... فى شوية صور هوريهالك وعايزاكى تعرفى ان كانت فوتو شوب ولا لأ اوكى... انا عارفه انك بتفهمى كويس فى الحاجات دى. نظرت لها بقلق من حالتها وقالت بقلق:اوكى.. اهدى بس.
جودى :بصى.. دول. شهقت ريتال بذعر قائله:إيه ده.. مش ده قاسم خطيبك.
جودى :ريتااااا.. مش وقته.. الصور دى حقيقيه ولا متفبركه. ددققت ريتال في الصور جيدا اكثر من مره ثم قالت بحزن وتوجس:بصى ياجودى.. مبدئياً كده هى شكلها مش متفبركه.. بس انا هوريهم لابن خالتى وكذا حد من صحباتى وهرد عليكى بالليل.
اماءت لها جودى بخوف وحزن ثم ذهبت سريعاً إلى منزلها.
أنهى عمله سريعاً وهو يزفر بضيق لقد اشتاق لحبيبته جدا قرر الاتصال بها ولكن توقف فهو أن أستمع لصوتها سيزداد شوقه اكثر. سيذهب من المطار لبيت مها مباشرة ليراها.
فى شقة جودى كانت تقف أمام النافذة وهى تنظر للهاتف بضيق. ثوانى واتاها الاتصال المنتظر فأجابت على الفور بأمل قائله:ايوه يا ريتا طلعت فوتوشوب صح.
ريتال:بصراحه يا جوجى لا.. لا كلمه وقعت كالصاعقه عليها فاكملت ريتال قائله:انا عرضت الصور على كذا حد وكلهم أكدوا انها مش متفبركه خالص.
جودى بضياع وشرود:اوكى. باى يا ريتا. اغلقت الهاتف ولم تجيب على هتافات صديقتها. مسحت دموع عينيها بقوه وهى تقول :لأ.. انا واثقه فيه.. هو بيحبنى مش ممكن يكون خانى.. اكيد الصور دى اتاخدت بحسن نيه او حصل حاجة. اكيد.. مسحت دموع عينيها وهى تبتسم بسعادة متذكره حديثه الجميل. احضانه.. وقبلاته أيضا.. اللهفه والعشق الواضحين جدا لا يمكن ان تخطئ فى احساسها. هو يعشقها وهذا اكيد سيأتى ويحكى لها كل شئ من نفسه ولن يخفى عليها شيئاً.. اتجهت إلى مكتبها وجلست لتكمل مراجعه دروسا فكما قالت مها(كفايه لعب بقا الامتحانات على الأبواب)
صعد بلهفه كبيره إلى شقة مها ورن جرس الباب ففتحت له مها وهى تنظر له بتفاجئ واستغراب قائله :قاسم بيه.. معقول.. اتفضل. ابتسم لها قائلا :شكرا.. اسف انى جاى دلوقتي ومن غير معاد.
مها:لا يافندم ده بيتك.. بس هو مش المفروض حضرتك في مرسي علم النهاردة. ابتسم قائلاً :بصراحه جودى وحشتنى اووى.. فخلصت على طول وجيت من المطار عليها. ابتسمت قائله:طب اتفضل. افسحت له المجال ليدخل وهو يطالع منزلهم العصرى بإعجاب فهتفت قائله :تحب تشرب ايه.
قاسم :هى جودى فين.
مها:فى اوضتها بتذاكر.. هعمل لحضرتك حاجة تشربها واناديها.. تحب تشرب ايه.
قاسم:ياريت قهوة مظبوط.
مها:اوكى.. ثوانى. ذهبت مسرعه بينما هو اخد يتفحص اثاث المنزل وغرفه ثم وقعت عينه على غرفه مضاءه وبابها مفتوح قليلا. اتجه اليها وهو متأكد أنها غرفة صغيرته. فتح الباب ببطئ فوقعت عينه على طفلته وهى تجلس على مكتبها الصغير وهى مندمجه جدا في مذاكرتها جيدا وكم بدت فاتنه جدا وبريئه بملابسها البيتيه ووجهها النقى وشعرها الذى جمعته على هيئة كحكه مظهرها عنقها المرمرى الجميل. شعرت بعينين تتابعها بشغف وحب نظرت للباب فوجدته.. انه هو حبيبها ام انها تتخيل. لا لا تتخيل تقدم منها بطوله الفارع وهيئته الضخمه ووقف امام مكتبها فنظرت له بفرحه وعدم تصديق فاردف هو قائلاً وهز يطالع تفاصيل وجهها وجسدها بعشق وشغف:وحشتيييييينى اووووووى. وقفت من موضعها بزهول وفرحه ثم جرت إليه وارتمت باحضانه وهى تضمه بقوه قائله:قاسم انت هنا بجد انا مش بحلم.
قاسم بعشق :اها يا روحى انا هنا... وحشتينى اوووى ماستحملتش ابعد عنك يوم جيت من المطار عليكى على طول.
جودى :انت وحشتنى اووى... ماتبعدش عنى تانى. التمعت عينيه بدموع الفرحه من حب صغيرته البرئ والذى أصبح ظاهر له وتعبر عن حبها بمنتهى البراءه والوضوح بعيداً عن مكر النساء. اخرجها من حضنه وهو يقول بعشق :ماقدرش.. ماقدرش ابعد عنك يا روح قاسم. انا اول ما خلصت جيت عليكى على طول ماينفعش يوم يعدى عليا من عمرى كده من غير ما اشوفك.... انتى بقيتى هوايا اللى بتنفسه ياجودى. كانت تستمع لحديثه الجميل وهي تحدث نفسها انه مستحيل ان يخونها حديثه نابع من احساس صادق ترى الصدق فى عينيه ستنسى ما رأت وترميه بعرض الحائط كأنها لم ترى شئ.. نعم نعم... هى تتوهم أشياء أحياناً. ستشك بقوتها الذهنية ولكن لن تشك بحبيبها ابدا .
↚
كانت تجلس بجانبه شارده اتخبره بشأن الرساله والصور المبعوثه لها ام لا. نظر لها بحب وهو يضمها اليه قائلاً :ايه يا روحى... سرحانه في.
اجفلت من شرودها قائله:لا ياحبببى مافيش حاجه... انا بس مش مصدقه انك معايا دلوقتي. تنهد بقلة صبر قائلا:حرررررام.. جودى ابوس ايدك انا بنى ادم لحم ودم وحبيبتى بين ايديا دلوقتى... انا ماسك نفسى عنك بالعافيه.
جودى بخجل:هو انا كنت عملت ايه بس يا قاسم.
رفع رأسه مناجيا ربه قائلا :الصبر من عندك. ثم نظر لها قائلا :وكمان بتكمليها بقاسم بصوتك اللى يجنن ده... يعني من شويه حبيبى ودلوقتي قاسم.
جودى :الله يعنى مش ده اسمك... قاطعهم دخول مها بالقهوه :احممم.. قاسم بيه.
قاسم :نعم. رفعت إحدى حاجبيها وهى تنظر ليديه التى تحتضن جودى. بينما جدوى خجلت كثيرا وكانت تحاول التملص من بين يديه. حمحم بحرج وابتعد عنها فقالت مها:اتفضل القهوه بتاعت حضرتك. تناولها وارتشف منها القليل ثم اردف قائلاً :فى حفله بعد بكره لكبار رجال الأعمال.. فانا هاخد جودى معايا. شهقت جودى بفرحه طفله وهى تصفق بيديها :بجد. ابتسم لها بعشق قائلا :بجد ياروحى... مش انتى خطيبتى.. وطبيعى اخدك معايا. كانت مها تتابعهم برفعه حاجب ثم قالت:وهو حضرتك بتستاذن ولا بتعرفنا. ارتشف من قهوته بهدوء ثم وضع ساق فوق ساق بثقه قائلا :مها....انا قاسم مهران والرد الطبيعي اللى هيطلع من واحد بشخصيتى هو انى ببلغك بس لكن انا مش هقول كده لا ببساطة عايز الشد والجزب اللى بينا ده يهدا وده عشان خاطر جودى حبيتى. قالها وهو ينظر ناحيه جودى التى تتابع حديثه بابتسامه وترقب. نظر لمها مكملا:وعموما ياستى انتى ومحسن كمان معزومين.
مها:فعلاً محسن كان بيكلمنى فى حاجة زى كده فى الفون بس الخط فصل وناكملش.
قاسم :طيب كويس... مش هخطفها وأجرى يامها.
مها بابتسامة :اوكى. نظر فى ساعه يده ثم نهض وهو يغلق ازرار سترته قائلا :الوقت اتاخر ولازم امشى... اسف طبعاً انى جيت في وقت متأخر كده بس حبببتى فعلا كانت وحشاني اوى. تمسكت جودى بيديه قائله :خليك معايا شويه كمان. رق قلبه لها مبتسما واراد ان يخبرها انه لا يريد ان يتركها ويذهب. نظرت مها لها بحده قائله :جودى مذاكرتك. هز راسه بيأس منها وذهب باتجاه الباب وذهبت جودى معه. رجع خطوتين للوراء ومال على مها قائلاً :عارفه.... مش مصبرنى عليكى غير انى عارف إنك فعلا بتحبيها وعايزه مصلحتها.كانت تستمع لكلماته وهى تمثل القوه والثبات ولكنها بداخلها ترتجف فهو بالاخير قاسم مهران.
فى صباح يوم جديد جلست دنيا وهى تزفر بغضب وتتحدث مكالمه فيديو مع يامن.
دنيا:يعني مافيش اى جديد.
يامن:انا متأكد انها عارفه انهم مش فوتوشوب.
دنيا:طب ازااااى..... ازاى لحد دلوقتي مكمله.
يامن:يمكن اتخانقوا واحنا مانعرفش.
دنيا:اووووف... انا ماليش خلق للكلام ده.
يامن:طالما دخلتى حاجة لازم تبقى قدها للآخر... ولسه في حاجات اكتر ممكن نعملها.
دنيا:دماااااغ.. ده انتو فعلا جيل صعب... ايه يابني الدماغ دى.. وانا الى فاكره نفسى ماحصلتش.. انا بدأت اصدق اللى بيتقال عن جيلكوا ده.
يامن :سيبك من الهرى ده... وخلى اليكرتيره اللى عنده تعرفنا اللى بيحصل فى الشركه عنده. ثم اغلق فى وجهها دون سابق إنذار.
دنيا بغضب:الحيوان. مفكر نفسه مين ده.... بس ماعلش استحملى يادنيا لحد ماتوصلى لهدفك... وقاسم مهران يستاهل البهدله. ابتسمت بشر وهى تغلق عينيها وتتخيل نفسها وهى تحمل لقب مدام قاسم مهران
par SomaElaraby
انهت جودى يومها الدراسى ثم اتجهت سريعا لباص المدرسه وهى عازمه على نسيان اى صور قد رأتها او رساله قرأتها. قاسم يعشقها بلا شك وهى ايضا اصبحت تهيم به عشقا واصبح هو بيتها ومأواها... أصبح الاب والعشيق وكل شئ. وعلى يده دق قلبها لاول مره وتعلمت ماهو العشق.
وكالعاده وبتلهف كان ينتظرها فى شرفة مكتبه. دخلت سريعاً بحب وفرحه داخل مكتبه دون الاستئذان من منى التى قامت بدورها واتصلت على دنيا كى تخبرها بما حدث.
اغلقت دنيا الهاتف وهى تتمتم بغيظ :لاااااا. ده جيل مايعلم به الا ربنا... دى واحده غيرها كانت انصدمت صدمة عمرها وقالتله مش عايزه اشوف وشك تانى.... لكن دى... لسه ماسكه فيه ومتبطه.. ماشى ياجودى... واضح ان يامن معاه حق ولازم أطول بالى اووى. واما نشوف هتفضلى عاقله كده لحد امتى. ثم التقتط الهاتف كى تحادث يامن وتخبره بما حدث كى يفكروا فى حيله جديده للايقاع بينهم.
انتهى اليوم سريعا كالعادة بين عشق قاسم الظاهر جدا وخجل جودى وبرائتها وغنجها الغير مقصود منها إطلاقا وهذا ما يذهب عقل قاسم بها اكثر واكثر.
فى المساء في شقة مها وجودى .
كانا مها تقوم بتجربة احد الفساتين امام جودى قائله:ها ايه رائيك.. حلو.
جودى باعجاب:تحفه عليكى يا مها.
مها بفرحه :بجد... ولا بتجاملينى عشان مازعلش... قولى من اولها عايزه ابقى موزه كدا فى عين محسن... لاحسن ده البنات حواليه كده ايه زى الرز.. وجايين فى اى حاجة.
جودى:ههههههه... لا والله حلو اووى عليكى... انتى اصلا حلوه يامها. احتضنتها مها بحب اخوى خالص قائله:انا بحبك اووى ياجودى... ربنا يخليكي ليا يارب.ثم شهقت قائله:وانتى ياخيبه هتلبسى ايه....ده انتى خطيبة قاسم مهران لازم تبقى اشيك واجمد واحلى واحده في الحفله دى.. هو انتى اصلا قمر وجامده... بس بردوا لازم نشعلله. يالا قومى معايا. ثم امسكت بيدها وذهبوا باتجاه غرفة جودى وظلوا يبحثون وتقوم جودى بقياس وتغيير الكثير من الفساتين والجيب القصيره وبين هذا وذاك الى أن قالت مها:لا لا. مش نافع.
جودى :ليه بس ماده حلو. قالتها وهى تمسك بأحد الفساتين بيدها وتنظر له بتقييم. نظرت له مها ياذدراء قائله:لا... لا.. هو حلو عليكى مافيش كلام بس عايزين حاجة اجمد. بقولك قاسم مهران.. قاسم مهران فوقى معايا شويه ياخالتى.
جودى :طب ماهنعمل ايه.. مافيش وقت ننزل نشترى غيره.
مها:بصى احنا نشترى اون لاين... واحده زميلتى كانا بعتتلى لينك بيدج عليها حاجات تحفه.
جودى :لاااا. ده الصور بتبقى حاجة والى على الطبيعه حاجة تانيه خالص.
مها:لا تقلقى.. على ضمانتى... وبعدين مش كل البيدجات كده....فى ناس حاجتهم كويسه...هاتى الفون وتعالى على ما اعملنا ماجين نسكافيه كدا جامدين... يالاااا.
بعد دقائق هتفت مها بصياح:بسسسسسس. هو ده.
جودى:حلو فعلا... بس يارب يطلع زى الصور.
مها:وهو انا لسه هستنى لبكرا.. انا هطلبه دلوقتي ويجلنا بعد ساعتين.
جودى :مابلاش.
مها:يالهوووى... اغنيهالك... بقولك قاسم مهران... اصووووت.
جودى باستسلام:خلاص خلاص... اتفضلى.
وبالفعل قامت مها بطلب الفستان ودفعت مبلغ زياده كى يصل فى اقرب وقت مع احد مندوبى الشحن.
وبعد مرور ثلاث ساعات كانت مها وجودى يتفقدون الفستان فقالت مها بإعجاب :شوفتى....مش قولتلك انها بيدج محترمه والصور زى الطبيعه.
جودى:صح عندك حق... ده احلى من الصور كمان.
مها:ده هتبقى مزه الحفله.... يالا قومى نامى عشان بشرتك تبقى مرتاحه ورايقه. يالاااا..
جودى:هههههه.. حاضر.. تصبحى على خير. وذهبت الاثنتان للنوم.
L'HISTOIRE SE POURSUIT CI-DESSOUS
فى صباح يوم جديد استيقظت جودى فى وقت متأخر وقد تعدى وقت الذهاب للمدرسه. فذهبت باتجاه غرفة مها وجدتها لم تذهب للعمل فقامت بايقاظها بخفوت :مها.. مها.
مها:امممممم.
جودى:مها...اصحى..انا راح عليا معاد المدرسة....وانتى اتاخرتى على شغلك.
مها وهى مازالت نائمه :مانا أخذت اجازه عشان الحفله بالليل.
جودى:طب مش هتصحى.
مها:لأ سبينى انام شويه.
جودى :طيب اوكى. وتركتها وذهبت كى تقوم باستذكار دروسها.
فى موعد باص مدرسه جودى كان قاسم ينتظرها في النافذه كعادته كل يوم. ولكن قد تعدى الوقت ومر اكثر من نصف ساعه. اتصل على جودى التى قامت بالرد عليه مبتسمه بعشق:قاسم.. وحشتتى.
قاسم بحده وخوف:انتى فين يا جودى.. انا هموت من القلق عليكى.
جودى :انا فى البيت ياحبيبى.
زفر براحه ثم اكمل ببعض الغضب:وانتى فى البيت ليه.
جودى :اصلى ماروحتش المدرسة النهاردة.
قاسم بتوجس :يعني ايه... يعني مش هشوفك النهاردة.
جودى :مش قولت ان هنروح الحفله مع بعض.
قاسم :وهو انا لسه هستنى لمعاد الحفله.... وبعدين استنى هنا.. انتى قاعدة في البيت لوحدك.
جودى :لأ لا... ماهى مها اجازه. تنهد براحه ثم اردف قائلاً :اووووف.....لسه هستنى كل ده عشان اقدر اشوفك... ده أنا بستنى الساعه تبقى 3بفارغ الصبر عشان تيجى.
جودى :انت كمان وحشتتى والله.
قاسم :لا والنبى ابوس ايدك بلاش كلامك ده... انا ماسك نفسى بالعافيه.
جودى :خلاص... باى... اشوفك بالليل.
قاسم :امرى لله... هستنى لبليل وخلاص... انا هجيلك تحت البيت اخدك.. اوكى يا روحي.
جودى :اوكى
قاسم :خلى بالك من نفسك....باى.
جودى :وانت كمان... باى.
فى المساء كانت قد انهت مها زينتها كامله بفستانها الاحمر الطويل كاشفا عن ذراعيها ورقبتها وجمعت شعرها بتسريحه منمقه. ارتدت حذائها ذو الكعب العالي وذهبت مسرعة باتجاه غرفة جودى دفعت الباب ودخلت ولكنها تسمرت فى موضعها من جمال جودى.
مها بفم واعين متسعه:جوووودى... انا قولت نشعلله مش نجبله جلطه.
جودى بعبوس:شكلى وحش اوى كده.
مها:لا ده حلو بزيادة.... ماشاءالله تبارك الله الله اكبر... ربنا يحفظك يارب. ثوانى وارتفع رنين هاتف مها وكان محسن الذى بخبرها انه ينتظرها بالاسفل.
مها لجودى:ده محسن بيقول انه وصل.
جودى:طب ده قاسم لسه ماجاش... خلاص اجى معاكوا.
مها:لا طبعاً.... لهو انتى هتروحيلوا لحد عنده هو اللى ييجى ياخدك كده زى الهانم.
جودى:طب استنى هكلمه اشوفوا اتأخر ليه.
مها:يالهوووى... مافيش اى تقل. مكر البنات فيين.
جودى :خلاص بقا يامها انا بحبه وهو بيحبنى يبقى ليه نتقل على بعض.. الحياه ابسط من كده.
مها:ماشى... عارفه بيحبك وبتحبيه بس ده مايمنعش اننا نشغل مخنا شويه ونستخدم ذكائنا ونعمل لنفسنا وضع... ده مش خبث ولا مكر ولا حاجة وحشه.
جودى:طب يالا يالا.. انتى عماله ترغى معايا وسايبه محسن تحت لوحده.
مها:لااااااا مش قبل ما اشوف قاسم بيه اول مايشوفك هيعمل ايه.
جودى :ماهو اتأخر ومحسن زمانه زهق. قاطع حديثهم رنين هاتف جودى. فقالت مها:اهو وصل اهو... يالا.
فاجابت جودى على الهاتف مبتسمة:الو.
قاسم:حرام عليكى.... انا مش عارف اسيطر على نفسى خلااص.
جودى:ايه بس.
قاسم:مانتى بتقولى الو بصوتك الحلو ده.. والبنى ادم ضعيف.
جودى:طيب خلاص خلاص مش هتكلم تانى.
قاسم:ههههههه... لا وانا ماقدرش حبيبتى ماتتكلمش معايا...يالا انزلى انا تحت بيتك.
جودى:اوكى. باى.
أغلقت الهاتف فسحبتها مها مسرعة وهى تقول بحماس:يالا بسرررعه عايزه اتفرج.
كانت تسير خلفها متعثره بحذاءها ذو الكعب العالي وهى تضحك على ابنته خالتها المجنونه.
L'HISTOIRE SE POURSUIT CI-DESSOUS
بالاسفل خرجت الفتيات من المصعد واتجهن ناحية سياره محسن وقاسم.
كان محسن يجلس بسيارته منتظراً مها.
"احمر "
كان هذا صوت محسن الذى شهق بزهول واستنكار. فهبط من سيارته ناحية مها التى ظهرت قبل جودى.
محسن:ايه اللي لابساه ده.... احمر يا مها.
مها :اه.. حلو مش كده.
محسن:اركبى يا مها قبل ما ارتكب جناية.
مها :لا استنى عايزه اتفرج على قاسم بيه لما يشوف جودى.
محسن:ليه يعنى.. ثم اتسعت عينيه وهو يرى جودى الطفله تسير بخطوات بطيئة وهى فى قمة جمالها وقد كانت انثى مكتملة وليست طفله فى السابعه عشر.
محسن:مش معقول دى جودى.
مها:استنى بقا لما نتفرج.
فى سياره قاسم كان يجلس منتظرا صغيرته. ثوانى وتوقف نبض قلبه وخطفت أنفاسه وهو يرى طفلته ترتدى فستان من اللون الازرق الامع محددا خصرها المنحوت يصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل يكشف عن ذراعيها وقد أظهر جمال وروعة جسدها الجميل. وشعرها العسلى الامح قد تركته حرا في تمويجته البديعة جعلت منها اميره في اسطوره. وقد تكحلت عيناها اظهرت جمالهم أكثر وأكثر. كانت ساحرة بحق. والاكثر من ذلك ابتسامتها العجيبة التى تزيدها حسنا.
خرج من سيارته بلهفه تحت أنظار محسن ومها التى وكأنها تشاهد بطلى فيلم من الابيض والاسود ولا ينقصهم غير المسليات(الفشار).
اتجه قاسم اليها كالمسحور وهو لايصدق عينيه. هو يعرف حد اليقين انها جميله ولكن مظهرها هذا قد خطف انفاسه وزاد من دقات قلبه وكاد أن يصاب بسكته قلبيه. اقترب منها والتقتط يديها ويديه الضخمه وهو يلتهمها بعينيه لايصدق ان من امامه هى جودى الصغيرة.
قاسم :جودى... انتى ازاى حلوه كده.
خجلت جودى كثيرا فوادت جمال على جمالها ونظرت باتجاه مها التى غمزت لها بشقاوه.
قاسم :لا ماهو مش هينفع تتكسفى وتزيدى حلاوه على حلاوتك عشان كده كتير وممكن يجرالى حاجه فيها.
جودى بخجل:طب يالا نتحرك احسن.
قاسم:ماتيجى نروح للمأذون احسن.
جودى :قاسم.
قاسم:ماشى.. خلاص.. ثم مال عليها قائلا... عموما كلها شهرين انا عددهم يوم يوم وهتبقى على اسمى وبتاعتى.
تحركت هى مرتبكه إلى سيارته فسار خلفها وهو يضحك باستمتاع على خجلها وبرائتها. 1
عند محسن ومها كانوا يشاهدون باستمتاع إلى أن تحرك قاسم بسيارته. فعبس محسن كالاطفال قائلاً :يا خسارة خلصوا بسرعه. تعالت ضحكات مها عليه فنظر اليها بعبوس طفولى فقالت ضاحكه:ماشاء الله... يعني ماجمع الا ماوفق.. نفس الدماغ التافهه... احنا لايقين على بعض اووى..
ضحك هو الآخر على نفسه وعلى حديثها وصعد سيارته واتجهوا الى الحفل.
فى حفل يضم كبار رجال الأعمال كانت دنيا تقف بزيها العارى ومكياجها الصارخ وهى تتحدث مع بعض رجال الأعمال.
وكان يامن يقف مع والده فهو قد اتى مع والده لاول مره دون ان يصر عليه والده كالسابق لعلمه بأن قاسم مهران سيحضر هذه الحفل وأنها للكابلز فاراد ان يعرف ان كانت ستحضر جودى ام لا.
دخل قاسم الحفل فتوجهت إليه الأنظار فهو قاسم مهران زير النساء واصغر رجل أعمال. ولكن جودى قد لفتت اتتباه الكل بجمالها الفاتن وملامحها الجميله البريئة.
كانت دنيا تشاهد مايحدث وهى تغلى بداخلها. ولكنها تمالكت نفسها واتجهت صوب قاسم محتضنه اياه بدلع وميوعه متجاهله جودى نهائيا قائله:قاسم حبيبى... وحشتني من اول امبارح. قالتها كتذكير لجودى بشأن الرسالة والصور. أما قاسم كان يصافحها بجمود وغضب لانها تفعل ذلك ولم تحترم وجود خطيبته وحبيبته معه وأيضا لاحظ عبوس صغيرته مما يحدث.
قاسم :واوحشك ليه يا دنيا.. ماحنا طول عمرنا بنتقابل كل فين وفين. الجم رده لسان دنيا واتسعت ابتسامة جودى بفرحه لهذه الفتاه السمجه.
على الجهة الاخرى وقف يامن يطالع جودى بزهول وإعجاب من هيئتها الساحرة ولكنه غاضب بشده وهو يرى ان مافعلوه لم يجدى نفعاً ومازالت علاقتهم كما هى.
تقدم بعض رجال الأعمال من قاسم ومعهم زوجاتهم وقام قاسم بتعريفهم على جودى ولكنهم كانوا يعرفونها من قبل من خلال المجلات واعلان قاسم الشهير عن خطبته لها. بعد قليل انشغل قاسم قليلاً بالحديث عن البزنس وتشارك الصفقات الضخمه فهو الغرض الأساسي من إقامة هذه الحفله. وقفت جودى متأففه وهى تستمع لثرثره زوجات اصدقاء قاسم وهن يتحدثن بكل هنجهيه وغرور. حقا شعرت بالشفقه ناحيتهم وناحية تفكيرهم السمج. لاهم يشبهونها ولاهى تشبههم. ابتسم قاسم بخفه وهو يطالع نظرات السأم والضجر البادى على ملامح طفلته وعلم ان مجرى أحاديث هؤلاء النساء لم يعحبها فهو يعلم تفكيرهم السطحى والخبيث أحياناً. ولكن لفت انتباهه ناداء احد أصدقاءه عليه فانتبه لحديثه مره ثانيه معه.
نظرت هى باتجاه مها ومحسن فوجدتهم يقفون منعزلين ويحتسون احد المشروبات المنعشه ويبدو عليهم الانسجام الشديد فلم تشاء ان تذهب اليهم وتكون كالعازول. التمعت عيناها وهى ترى يامن يقترب منها مبتسماً فاخيرا التقت بأحد يخرجها من احاديث هؤلاء الحمقوات. ريثما ينتهي قاسم من حديثه ويأتي إليها.
اقترب يامن مبتسما بحب واعجاب فقالت جودى بفرحه:يامن... بتعمل ايه هنا.
يامن :جاى مع بابا. ثم انتقلوا إلى أحاديث كثيرة مشتركة بينهم ولما لا ويامن صديق طفولتها.
بينما قاسم يبحث عنها بعينيه وجدها تقف مع أحدهم وتضحك ضحكتها الخلابه دقق النظر واستشاط غضبا وقد وجده يامن ذلك الفتى الذى يريد سرقة حبيبته. اقترب منهم بغضب وتوقف عندها فاستغربت نظراته فقالت:قاسم.. مالك.
قاسم وهو بتمالك أعصابه :استنينى برا عند العربيه.
جودى:احنا لسه جايين من شويه.
قاسم بهدوء مخيف:قولت استنينى برا.
ذهبت جودى باستسلام من هيئته الغريبه بينما أقترب هو من يامن الذى ينظر له باستمتاع وتحدى قائلا :لو شوفتك قريب منها تانى.. انت حر.
يامن بتحدى:هتشوفها لانى صديق طفولتها ومن عمرها ودماغنا واحدة وبينا حاجات كتير مشتركه وانا اقدر افهمها اكتر منك ماشوفتش كانت زهقانه ازاى وسط الناس الى من سنك وشبهك. طعنه فى مقتل فاحتدت ملامح قاسم قائله:ابعد عنها احسنلك.
يامن:ماتفرحش اووى كده لانى قريب هاخدها منك... ماحدش عارف يمكن تشوفك فى وضع كده ولا كده مع واحده. هتسيبك على طول وساعتها انا اللى هاخدها. رمقه قاسم بغضب وخوف من حديثه بينما الاخر ينظر له بتحدى وقوة. فذهب الى سيارته وهو يفكر بضرورة إتمام ارتباطه بها باى شكل كى يضمن عدم ابتعادها وينتهى كبوسه الاكبر. ولكن كيف له ان يفعلها.....
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الجزء العشرين
يقود سيارته بغضب جم.. حديث هذا الحقير يتردد في أذنه.. يشعر أن وراء حديثه الغامض هذا مغزى لا يعرفه. لكنه خائف.. وبشده.
تجلس هى بجانبه وهى حقا خائفه من هيئته. لا تعلم ماذا أصابه ولا ماالذى حوله هكذا مائه وثمانون درجة ولكنها خائفه.
اما هو فكان يحاول الهدوء بعدما نظر لها بجانب عينيه ووجد الذعر والخوف بادى على ملامحها.
أحسنت قاسم. احسنت.. فبدل من أن تقربها منك. تساعدها على الابتعاد والذى هو كابوسك الأكبر.. تثبت لها انك فعلاً غير مناسب لها ويتحقق حديث هذا اليامن الاحمق البغيض.
زفر بغضب وهو يحاول الهدوء كى لايخيف تلك الطفله التى لاذنب لها إن عشقها قاسم مهران صاحب الثلاثون عاما.. والتاريخ المشرف بالنساء والنزوات. اعترف لنفسك قاسم هى المظلومة الوحيدة في هذه المعادلة. هى حقا لاتناسبه ولا تناسب مجتمعه... ولكن حسم الأمر... غرق بعشقها ولن يسمح بالابتعاد مهما كلفه الأمر.
توقف بسيارته في مكان هادئ نسبياً والتفت لها وخطفها لداخل احضانه.
لم يكن هدفه أن يهدأ روعها اكثر من هدفه بأن يطأمن حاله انها له ومعه.. وستظل.
اما هى بمجرد ان استشعرت دفئ احضانه هدأت واستكانت وابتسمت برضا.. فها هو قاسم حبيبها وفارسها الأول يثبت لها كما هو الحال دائما انه لا يقوى على تركها خائفه او حزينه منه.. يحاول أبعاد غضبه عنها ويتحول إلى رجل عاشق.
كان يحتضنها بقوه وهو يريد ادخالها داخل اضلعه. سحب اكبر كميه من رائحتها التى تعطيه انفاسه ليحيا... تحسس جسدها بظهرها ويده اخرى تعبث بشعرها الفريد.. ابعد رأسها عن عنقه وهو يتأمل ملامحها الفاتنه الهادئه تماما.. كيف له ان يتركها لغيره.. كيف.
اقترب من شفتيها بهدوء وهى ساكنه تنظر اليه بوله. التقط شفتيها بتمهل ونعومه متلذذا بهم. ويده بشعرها تعبث به وهى ساكنه بين يديه لكنها تشعر بنعومه قبلته.. لثانى مره يقبلها ولكن لهذه المره مذاق خاص.. وهى لا تعرف لما لم تمانع.. بداخلها نداء نابع من جسدها وقلبها يطالب بأن تتركه يستلذ بمتعة قبلة من احب.
ابتعد عنها بهدوء وهو هائم وشهد شفتيها مازال يقطر من شفتيه وجدها تفتح عينيها التى تنظر له بلمعه جديده عليه ولكنها اطربت قلبه كثيرا. ادخلها بهدوء وحب داخل احضانه ثانيه وهى ساكنه.. مطيعه... مستمتعه.
دقيقه... اثنتان حتى بدأ يستوعب انهم بالطريق العام.. ابتسم بسخريه داخليا..من افعال المراهقين هذه.. حتى وهو بعمر المراهقه كان زير نساء من الدرجه الاولى في الدولة الاجنبيه تلك التى كان يدرس بها.
ادار محرك السيارة من جديد وهو لم يخرجها من احضانه. وهى تتمسح بحضنه كالقطه الناعمه تريد المزيد والمزيد..قبل فروة رأسها بحب قائلاً بهمس ناعم وهو يقود:حبيبتي.
همهمت باستمتاع وتلذذ فقال:مش عايزك تكلمى الى اسمه يامن ده تانى.
جودى بنعومه :حاضر.
الغضب محركهم والإنتقام غايتهم ..والعشق رايتهم..لا يدركون أنهم جميعا ضحية لرجل واحد..إنه الشيطان متجسدا..ترى هل سيدركون من هو عدوهم الحقيقي؟أم يعميهم إنتقامهم ليقعوا جميعا أسرى فى جحر الشيطان؟
لم تجادل.. لم تمانع.. ماتشعر به من أحاسيس ومشاعر منعتها من ان تمانع.. فى خضم هذه الاجواء ستوافق على اى شئ دون جدال.
حتى أن كانت لا تريد مادام علاقتها به تزعج حبيبها قاسم.. إذا ستقطع هذه العلاقه ولكن لا يحزن قاسم.
نظر لها بتفاحئ وزهول قائلاً :بجد ياجودى.
جودى بطاعة وهمس ناعم :بجد ياحبييى.
ااااااااااااااه منها سيتوقف قلبه من شدة خفقانه.. ماذا يفعل امام تلك النعومه. حبيبته البريئه جدا التى توافقه اى شئ بطاعه سيتوقف لها قلبه ذات يوم. الهذه الدرجه تعشقه.. الهذه الدرجه هو محظوظ. لا تجادل.. لا تكابر.. لا تعاند.. لإرضاء مستعدة أن تفعل اى شئ... كل مايطلبه.. جميل أن تحب ولكن الأجمل أن من تحبه هذا يعشقك بجنون ويظهر عشقه هذا بوضوح دون اى مكر او مراوغه. شعر انه يحلق فوق السماء. مسد عليها بحنان وحب وهى داخل احضانه يستشعر حبها له وهذا ما اسعده جدا جدا. ظن انه سيعشقها فقط.. ظن أنها ستقبل به فقط لكنها الان تعشقه بكل وضوح وعلانيه.
قاسم بحب:بحبك اووى.
أخذت نفسا عميقا يناسب تلك الأجواء الدافئه بالمشاعر مع إضاءة السياره الخافته من الداخل صانعه جوا شاعريا. نظرت له باعين لامعه تنطق عشقا وقالت:وانا بحبك ياقاسم.
ضمها إليه أكثر بحنان وحب وهو يقود فنظرت إليه متسائله:احنا مشينا ليه.
قاسم:بصراحه... غيرت اووى لما شوفتك واقفه مع إلى اسمه يامن ده.
جودى بحب :خلاص مش هقف معاه تانى.
اغمض عينيه منتشيا من حبها الجارف ونظر لها بسعادة وهو يقول:وانتى كنتى واقفه متضايقه ليه.
جودى بعبوس لذيذ :الستات دول بجد خنقه... ايه ده.... وتافهييييييين جدددددا... مش عارفه رجالتهم مستحملنهم ازاى.. إذا كنت أنا ماشتحملتش عشر دقايق على بعض.
قاسم :ههههههه ربنا يكون في عونهم.
جودى:بص مالناش دعوه بحد... خلينا مع نفسنا... احنا حلوين وبنحب بعض.
قهقه قاسم بحب وراحه:ههههههه اه احنا حلوين وبنحب بعض مالناش دعوه بحد.
ابتسم بداخله وهو يجزم لو استمع اليه أحد لإصابة الشلل من الصدمه فهل من يتحدث الان هو قاسم مهران مؤسس إمبراطورية مهران جروب.
نظر بجانبه لها وهو يحسد نفسه علىَ ما من الله عليه به.
جودى بخفوت :قاسم.
قاسم :ايه يا روحى.
جودى :هنروح فين.
قاسم:هنعوض السهره الى فاتتنا.. بس اتصلى بمها عرفيها عشان ماتقلقش عليكى وتتصل بقا وتفصلنى.
قالها بعبوس شديد فابتسمت فتعالت ضحكاتها بمرح وابتسم هو على ضحكاتها الجميله.
فى مطعم فاخر جدا كان يقف بحلبة الرقص وهى تتوسط احضانه وجميع من بالمكان ينظرون اليهم بتركيز شديد لهذا الكابل الرائع بل اكثر من رائع وهم يرقصون بالتحام شديد وكأنهم انفصلوا عن العالم. كيف لا وكل شخص فيهم وجد في الاخر ضالته.
مر الكثير من الوقت وهم لايشعرون بشئ سوى أنهم باحضان بعضهم وذلك الدفئ يحيط بهم.
بعد وقت شعر بفراغ المكان من حوله. نظر خلفه وجد المكان قد فرغ من الناس. كيف هذا... لقد تأخر الوقت... اتسعت عينه وهو ينظر فى ساعته لقد ظلوا يرقصون قرابة الساعة والنصف او اكثر. نظر لها وجدها تدفن رأسها في عنقه وهى مغمضه عينيها وتبتسم براحه وهى تشدد على احضانه أكثر واكثر.
اجلى صوته من فرت مشاعره ثم نادى عليها بخفوت فنظرت له باعين ناعسه عاشقه فاقترب منها وقبلها على شفتيها بقبله سريعه. عادت من جديد تدفن رأسها في عنقه غير مباليه يالوقت ولا بأحد. ابتسم بحب وهو سعيد جداً وقام بحملها سريعاً. فشهقت بتفاجئ ونظرت له وهو يبتسم بحب فابتسمت برضا ثم عادت تدفن وجهاا فى عنقه من جديد معطيه له الامان لاخذها حيثما يريد. تعطيه كل ثقتها وكم اسعده هذا كثيراً.
1
توقف بسيارته امام منزل مها وهو يراها تختفى داخل البنايه. وكم جاهد كثيرا وعانى كى يستطيع أن يتركها تخرج من احضانه لتصعد لشقتها. تنهد بشوق كبير وسعادة وأدار محرك سيارته وذهب باتجاه منزله وهو يدندن بسعادة مراهق صغير.
مر شهران كاملان وجودى تحاول كثيرا تجنب يامن قدرما تستطيع مما جعله يشتعل اكثر واكثر وعزم على إنها هذه اللعبه السخفيه والتى تالت كثيرا وأصبحت لا تطاق.
امسك هاتفه وقام بمحادثة دنيا. ثوانى واتاه الرد :الو.
يامن بحزم:اسمعى... احنا لازم ننفذ الى اتفقنا عليه وبسرعة.
دنيا بسخريه:ايه مش انت اللي قولت لازم مانستعجلش عشان مانبقاش مضغوطين ونغلط... وطول مافى استرس ممكن نغلط وكل حاجه تتكشف بسرعه.
يامن بقوه واصرار:التنفيذ النهاردة يا دنيا.. بكره عيد ميلاد جودى وهتتم ال18 وقاسم ناوى يتجوزها بعد ما تكمل السن القانوني للجواز وده الى انا مش هسمح بيه أبدا ولازم الحق قبل ماتبقى مراته.
دنيا :خلاص يبقى ننفذ النهاردة.
يامن :يبقى اسمعى بقا الى هقولهولك وتنفذيه بالحرف.
دنيا:قول.
فى مجموعة شركات مهران جروب دخلت مها مكتب قاسم للتحدث معه بشأن جودى فقد اقتربت الامتحانات جدا ولابد من وضع حد لكل هذا التسيب.
قاسم:اتفضلى يامها. وأشار لها بالجلوس.
جلست مها امامه فتحدثت قائله:شكرا... انا كنت عايزة اتكلم مع حضرتك في حاجة مهمة.
قاسم:اتفضلى.. سامعك.
مها:حضرتك امتحانات جودى كمان اسبوع وانتو بقالوا شهرين واكتر كل يوم فسح وخروج وتقريبا هى مش بتذاكر حتى السنتر ساعات بتروحه وساعات لأ وكده مش نافع خالص.. يعني على الأقل حتى تنجح.
قاسم: ايوه يا مها بس.
قاطعته قائله:قاسم بيه.. انت كده بتضرها.. لما يبقى امتحانها كمان اسبوع والاقيها بتكلمنى تقولى انها خارجه معاك تانى النهاردة وماستنهاش وانام عادى.. كده كتير.. كتير بجد.
كان يستمع لها وهو يعلم أن لديها كل الحق فيما تقول.. لقد تمادوا كثيراً فاصبح يخرج معها يوميا ياكلون ويلهون ويرقصون.. يلتقطون العديد والعديد من الصور السلفى.. أصبح هو اكثر حيويه واشراق ومرح والفضل كل الفضل لتلك الصغيره ولكن.... ماذا فعل هو.. نسى امر دراستها.. لا يجب ان ينتبه فهو منذ ان وقعت عينه عليها واعتبر نفسه واصى عليها... ولى امرها... والدها والمسؤل عنها... يجب ان ينتبه لمستقبل طفلته ويحرص على إنهاء امتحانتها بتفوق.
قاسم بصدق :خلاص يا مها... اوعدك ان كل ده هيتغير... وهخليها تركز فى مذاكرتها وامتحانتها لحد ماتنجح وبتفوق كمان.
مها براحه :شكراً... شكراً اووى يا قاسم بيه.. كنت متأكده ان حضرتك هتكون حريص على مستقبلها.
إماء لها بابتسامة فاستأذنت منه وذهبت الى مكتبها.
زفر بضيق وهو يرجع برأسه للخلف مغمضا عينيه فكيف له ان يبتعد عن صغيرته كل هذه المدة.
أمام المدرسة الكندية خرجت جودى وهى تقفز مسرعة بسعادة كى تذهب سريعاً لقاسم حبيبها فقد اشتاقت له كثيراً. وقف يامن بطريقها قائلاً :جودى.
جودى بتوتر:نعم يا يامن.
يامن:مش بتكلمى معايا وبتتجنبينى ليه يا جودى.
جودى بتلعثم :لأ مافيش بس.. اصل... ااا.. قاسم.
يامن:قاسم منعك تكلمينى.
جودى :بصراحة اه.
يامن بحقد:يعني هو مانعك تكلمينى انا.. يامن.. صديق عمرك... وبالنسبه ليه هو... ايه... امال لو ماكنش زير نسا.... وله عشيقه في كل مكان وعرف نص ستات الارض جاى يمنع جودى... البريئه القطه المغمضه عن صديق طفولتها... طب وانتى... ايه... ها... فين شخصيتك... محتيها قدامه... ماعترضتيش... خلاص بقا اى حاجة يقولها قاسم تتنفذ فوراً.
جودى بجزن:يامن انا... انا بحبه... مش عايزه ازعله.
احتدت عينه بشر وحقد ممزوج بالغضب الشديد ونظر لها نظره ارجفتها وقال :المهم يكون بيحبك ياجودى... والأهم يكون مخلص ليكى.
قال الاخيره بغموض وخبث ومكر وذهب سريعاً.
وقفت قليلا تتذكر كلماته وتفكر فيها ولكنها سريعاً سريعاً نفضت هذه الكلمات عن عقلها قائله انه يعشقها حد الموت وهى كذلك ولا وجود لأى شئ يدعو للشق فاهم شئ في الحب هو الثقه... الثقه ولا شئ اخر.
وقف أمام نافذته في مكتبه ينتظرها بشوق كبير. تلك الشقيه التى سرقت قلبه وعقله. أصبح متيم بها بطريقة تدعو للخوف.. لكنه سعيد... سعيد جداً... فغدا هو عيد ميلاد حبيبته.. وقد قام بكل الترتيبات لحفله صخمه تليق بعيد ميلاد معشوقة قاسم مهران الصغيرة.. من الغد ستصبح له.. ستصبح زوجته وملك يمينه... اااااه كم صبر... كم جاهد نفسه وحاول التحكم بها خلال تلك الاشهر الماضية.. فهو رجل عاشق ومعه فاتنته لكنه يريدها امام الجميع وأمام الله فعشقه لها قد فرض عليه ذلك... هى تستحق ذلك.. تستحق أن وتعشق أمام العلن... ان يصنع لها عرس من اضخم الأعراس... ان ترتدى الفستان الابيض كما تحلم كل فتاه... ان يشار عليها من قبل الجميع قائلين هذه زوجة قاسم مهران... وكم هى لائقه بهذا اللقب... يعلم جيدا انها ستصونه وتصون اسمه... يأتمنها على اسمه وشرفه... هى تلك الفتاة التي حلم بها كثيرا وظن انه لا وجود لها إطلاقا.. حتى جاءت هى وفاقت كل أحلامه وتوقعاته.
خرج من شروده على صوت توقف الباص الخاص بمدرسة حبيبته وصوت اصدقائها وهم يصرخون باسمها وهى تلوح لهم بشقاوه ومرح. ابتسامه جميله وصلت لعيناه وهو يتتطلع لها بحب سرعان ما زفر بضيق فهو لن يستطيع تمضية وقت معها اليوم لكى تذهب إلى بيتها وتستذكر دروسها كما وعد مها وكما يجب أن يحدث من الاثاث فقد اضاعت معه كل وقتها ولم يتبقى سوى أسبوع واحد على الإمتحانات النهائيه.
دخلت جودى بمرح وهى تلقى التحيه بمرح وبشاشه وتواضع على كثير من الأشخاص الذين باتت تعرفهم بحكم ترددها الدائم بالشركه وايضا بحكم شهرتها بأنها معشوقة قاسم مهران وخطيبته. فبات الجميع يعرفها وكم استغربوا كثيراً من تواضعها وجمال روحها التى تنافس جمال هيئتها الساحره.
دلفت باتجاه مكتب قاسم متخطيه تلك المطصبغه بكل الوان الزينه فى تجاهل تام. زفرت الاخره بحنق وهى عازمة على مساعدة دنيا ويامن للتخلص من هذه الصغيره التي اصبحت لا تطاق من وجهة نظرها.
دخلت جودى سريعاً فاسرع هو اليها وتلقاها بين احضانه فضاعت هى فى ضخامة جسده العضلى الضخم واعتصرها هو بقوه ساحبا أكبر كم من رائحتها التى بات يعشقها وما جعله يبتسم اكثر بسعادة وثقه هو أنها كانت تشدد من احتضانه إليها كما يفعل هو تماما.
أخرجها من احضانه مبتسما براحه ونظر لها وجدها تنظر له بهيام. ابتسم بخفه على صغيرته التى لا تنكر حبها له لا تمكر لا تكابر أبدا... كل شئ لديها بسيط.. تعبر عن حبها ببساطة توقف قلبه وعقله.
تحدثت بعد وصله تأمل طويله قائله بعيون لامعه:وحشتني.
قاسم بعشق:وانتى اووى ياروحى.
جودى بحماس:يالا عشان نخرج.
قاسم :لا ياجودى مش هينفع.
تلاشى الحماس وحل محله العبوس. تألم قلبه لعبوسها ولكنه تمالك نفسه من اجل مصلحتها قائلا:جودى حبيبتي... امتحاناتك كمان اسبوع ولازم تركزى ياروحى.
جودى :ايوه بس انت واحشنى.
قاسم مبتسماً :والله انتى وحشاني اكتر بكتير... بس انا عشان بحبك لازم تروحى حالا البيت وتذاكرى وبعدين تكلمينى شويه وتذاكرى تانى.. اوكى.
جودى بعبوس طفولى:اوكى.
قاسم:ههههه طب مكلدمه ليه.
جودى :عشان مش عايزه امشى واسيبك.
قاسم:هانت ياروحى... وكلها بكره وتبقى بتاعتى.
جودى بجهل :ازاى.
قاسم:انتى ناسيه ان بكره عيد ميلادك... وتتمى السن القانوني.
جودى :اه... طب وايه.
قاسم :هو ايه اللي ايه.. هنتجوز.
جودى:نتجوز.
قاسم :ده لازم واكيد.
جودى :قاسم انا ماليش دعوه وعايزه اخرج معاك النهاردة انت واحشني.... هو انا لسه هستنى لبكره.
قاسم:هههههههههه... ماعلش ياروحى... تعالى يالا معايا.
جودى:على فين.
قاسم:هوصلك للعربيه والسواق هيوصلك لحد البيت.
جودى :اوكى
سحبها معه وخرج بها خارج الشركه نهائيا.
اجلسها بالسياره واغلق الباب بعدما اوصى السائق ان يصلها إلى حيث منزلها. وقف بعدما اغلق الباب ومال على السيارة وهو يحدثها من نافذه السياره الخلفيه وهى تبتسم له بولع وعشق فقال:اول ما تروحى تكلميني... وتقفلى على نفسك كويس.. اوكى.
جودى :هههه اوكى.
قاسم مبتسماً :اضحكى اضحكى.. يالا سلام.
قاد السائق السياره متجها إلى حيث منزل جودى ومها.
ثوانى ودخلت دنيا سريعاً وصعدت لمكتب قاسم بعدما قامت بالاشاره لمنى السكرتيره كى تقوم بعملها.
رفعت منى سماعة الهاتف وقامت بالاتصال على السائق الذى يقود السيارة بجودى وقالت له ان يعود فقد نسى راتبه وقد شارف اليوم على الانتهاء وإن تأخر لن يتمكن من اخذه اليوم وهى تعلم انه بحاجته بشده.
استأذن السائق باحترام من جودى التى وافقت بابتسامه ورضا.
دلفت دنيا لقاسم وجلست تتحدث فى العمل. ثوانى ودق هاتفها فرسمت بدقه علامات الذعر على وجهها واغلقت الهاتف قائله :قاسم... الحقنى بابا تعبان ومش بيرد على الخدامين.... تعالى معايا نشوف ماله اعصابى بايظه وحاسه انى مش عارفه اتصرف.
قاسم :طيب اوكى يالا بينا.
ذهب معها سريعا خارجا من باب المجموعه فى وقت وصول جودى مع السائق وقد استغربت كثيراً نزول قاسم مع تلك... ثوانى وتذكرت... إنها نفس الفتاة التى كانت في الصور. اتسعت عينيها وهبتط من السياره فهى لن تستطيع انتظار السائق حتى ينتهى.. ذهبت سريعاً واوقفت سياره أجره (تاكسى) وذهبت مسرعه خلف سيارة قاسم التى استقلها برفقة تلك الفتاه.
دخل قاسم الى فيلا دنيا. دلف معها سريعا للداخل. ثوانى وفتح الباب وصعدت دنيا لأعلى مسرعه وهى تبتسم بخبث وخلفها قاسم يسير سريعاً لإنقاذ ذلك الرجل العجوز ومساعدة دنيا فهى لا تملك اخوه رجال لذلك جاء لمساعدتها.
دخل الغرفه خلف ودنيا التى سارعت واغلقت الباب فقال قاسم:امال فين باباكى.
دنيا يتلعثم:مم. مش عارفة.. يمكن طلبوله الاسعاف.
ثوانى وفتح الباب واستمع هو الى صوت حبيبته الباكى :قااااسم..
↚
اغمض عينيه بصدمه مايراه فى عينيها يشرح كل شئ. هو الان مع فتاه فى غرفة نومها ببيتها. الأمر لا يحتاج لتفسير أكبر. شحوب وجهها وجحوظ عينها نطق بكل شئ. ولكن لا لابد ان يفسر لها كل شيء هو لايستطيع خيانتها. أساساً لايرى فى الوجود غيرها. هى من اكتفى بها عن جنس حواء كافة.
ذهبت سريعاً وذهب هو خلفها بقلب يرتجف خوفا. اما تلك الحيه فوقفت وهى تلوى ثغرها بابتسامه خببثه التقطت الهاتف وقامت بالاتصال على شريكها الفريد من نوعه :الو.
يامن :صوتك بيرقص.... شكله حصل.
دنيا :ده حصل وحصل وحصل... وزى ما احنا عايزين واكتر.
اخذ انفاسه براحه شديدة ثم قال :تماااام.....ثم اكمل ببرود وثقه :مش عايز.. اشوف... وشك... تانى.. اوكى ياروحى. ثم اغلق الهاتف فى وجها بكل برود. نظرت للهاتف بغيظ وصدمه من وقاحته ولكنها ابتسمت قائله:فى داهية... المهم قاسم بقا فاضى ولوحده. 1
خرجت مسرعه ودموعها تتساقط كالمطر تنهمر من على خديها وتسقط ارضا. تسمعه وهو يركض خلفها ينادى عليها بصوت مختنق وكلما زاد ركضه كلما زادت سرعتها ودموعها. صعدت سريعاً بالتاكسى التى سبق وقدمت به بعدما وقف ينتظرها بناء على طلبها.
استطاع اللحاق بها وهى تدلف للسياره. امسك ذراعيها قائلاً :جودى..... جودى حبيبتى... انتى فاهمة غلط... جودى.
لم تستمع له وأمرت السائق بالتحرك حالا.
ذهب مسرعا واستقل سيارته وقادها خلفها بجنون وهو يحاول اللحاق بها. يشعر ياختناق فى صدره. بعدها عنه كبعد الهواء... لن يستطيع تحمل أن تبتعد عنه... قلبه معلق بها هى الروح التى يحيا بها.. لن يستطيع استكمال حياته بدونها.. ليس بعد أن ذاق حلاوة وجودها.... سيركع عند قدميها.. سيفعل اى شئ لكن لا تتركه جودى.. روحه وكيانه... صاحبة البهجه والبسمة التى ارتسمت مؤخراً في حياته بعدما كان صارما.. حادا.
فى منتصف الطريق توقف التاكسى الذى تجلس به عندما قطع هو الطريق بسيارته امام السائق فتوقف مجبرا.
نزل سريعا من سيارته واتجه إليها فتح باب المقعد الخلفى وجدها بحاله يرثى لها. لكنها نظرت له بشراسة غير معهوده منها إطلاقا.
قاسم برجاء :جودى.. حبيبتى.. اس..
قاطعته بحده وانهيار:ماتقولش حبيبتي... ماتقولش حبيبتي... فعلا كان المفروض ماصدقش.. بقا معقول قاسم مهران هيحبنى انا... بس انا الى كنت عايزة اضحك على نفسي... انا اللى كنت عايزة اصدق.
قاسم بوجع لوجعها:جودى والله بحبك.
جودى بصراخ :كدااااااااااب.
قاسم :لا مش كداب.... ثم نظر للسائق وألقى بجانبه حفنه من المال ثمن اجرته.. ثم قبض على يد جودى بقوه وسحبها معه لسيارته وسط صراخها وشراستها كى يبتعد ولكن بلا جدوى.
وقف امام السياره بعد أن تحول وجهها للجمود تنظر له بنظرات خاوية. فقط تتذكر والدتها وما فعله والدها فقد تكرر المشهد وكأن الزمن قد عاد لخمس سنوات للخلف. كانت تلك الطفلة ذات الاثنى عشر عاماً لكنها كانت تعلم كل شئ شاهدت ابيها وهو يخون والدتها مع اخرى وقفت والدتها مثلما تقف هى. وبعدها بأيام توفت والدتها من القهر. وماذا فعل والدها.توزج تلك المرءة ولم يبالى لتلك التى ماتت قهرا. ولا لطفلته التى كانت شاهدا على كل شئ.
كان يتحدث بصوت مختنق يتوسلها فقط ان تستمع له.. ان ترحمه مما هو به... لكنها لا رد... لا حركه... لا استجابه.. دموع تنهمر فقط.
تحرك بسيارته بعدما اجلسها بجواره وهى لا تشعر بشئ. ظل يتوسلها فقط كى تمنحه فرصه للحديث. لكن لاجدوى.
انتهى الطريق لمنزلها سريعاً وبدون التفوه بحرف ترجلت من السياره وذهبت باتجاه المصعد. ذهب مسرعا يلحق بها ولكن المصعد كان قد تحرك بها. صعد مستخدما السلالم لكنها كانت قد دلفت للشقه واغلقت الباب بوجهه فى نفس وقت وصوله. استدارت وهى تستند بضهرها على الباب. سقطت زحفا ببطئ متكئا على الباب وجلست على الارضيه وهى تبكى بحزن وقهر وسط دقات قاسم كى تفتح له مع توسلاته لها.
بعدما يأس من أن تفتح له الباب. قام بالاتصال على مها وامرها بأن تأتى سريعاً ثم أغلق الهاتف دون اى تفسير منه لها. بينما ظل هو واقفاً بالخارج وهو يتكأ بظهره على الحائط غير مستعد ابدا لخسارتها.. فكرة خروجها من حياته تسبب له الاختناق.
بعد وقت وصلت مها مسرعه وهى لا تعى شئ كل ماتعرفه ان جودى بها خطب ما. صعدت لأعلى وجدت قاسم يقف وعلى وجهه حزن العالم فقالت بفزع:قاسم بيه.... فى ايه.... ومالها جودى.
قاسم بحزن:افتحى بسرعة... عايز اتكلم معاها.
مها:حاضر حاضر... بس افهم بس عش...
قاطعها بنفاذ صبر قائلا :مش وقته يا مها... افتحى.
بالداخل كانت جودى قد وقفت تجر قدميها بذبول وذهبت لغرفتها. تسطحت على الفراش ودثرت نفسها بالغطاء رغم اننا بفصل الصيف. انكمشت على نفسها وهى تبكى بشرود ولا يأتى بمخيلتها سوى مشهد قاسم مع تلك الفتاه يتزاحم معه مشهد والدها مع تلك المراءه والدتها تسقط أرضا بقهر مع ازمه قلبيه أدت لوفاتها بعدها بأيام. احتد بكائها بقهر ووجع فى نفس وقت دخول مها وخلفها قاسم.
شهقت مها بفزع عليها قائله:جودى... مالك... ايه اللي حصل.
اسرعت تأخذها بحضنها وتتفحصها جيدا. ونظر قاسم لا يحيد عنها.
وفى حضن مها اخذت تبكى وتبكى وشهقاتها تعلو وتعلو. بينما هو يقف بقلب مفتور على هيئه اهم شخص لديه.
بعد قليل غفت جودى بدموعها فى حضن مها وقاسم يقف مكتوف الأيدى. ود لو احتضنها هو لكنها حتما لن تسمح وسيزداد بكائها اكثر وهو ماصدق ان هدأت قليلاً.
خرجت مها من غرفتها وهو خلفها بهدوء
وقفت قائله:ايه الى حصل يا قاسم بيه وصلها للحاله دى.
تنهد قاسم وقص عليها كل ماحدث.
مها بشك :والمفروض بقا انى أصدق حضرتك.
قاسم بغضب :ايوه لان ده اللى حصل.
نظرت له بعدم تصديق ثم قالت:إزاى يعني ده اللي حصل... وانا اقول ازاى وافق كده بسهوله انه مايقضيش معاها اليوم وسابها تمشى.. اتاااااارى حضرته عنده معا.... قاطعها بنفاذ صبر:مهااااااااا... مش عايزه تصدقى براحتك... المهم هى تصدقنى... يولع العالم.. المهم هى تبقى معايا.
مها:هقنعها ازاى اذا كنت انا بصراحه مش مصدقه.
قاسم :والله ده إلى حصل.. وانا فعلاً كنت خايف عليها عشان امتحانها... وسبتها تمشى النهاردة لأنها بكره هتبقى طول اليوم مش فاضيه للمذاكرة لانى عاملها حفله كبيرة عشان عيد ميلادها و...صوت جرس الباب قطع حديثه فاتجهت مها لفتح الباب وكانت ريتال صديقتها :مساء الخير يا جماعه.
قاسم ومها:مساء الخير.
ريتال باستغراب :هو فى ايه.. وجودى فين مش بترد على موبيلها خالص... المفروض اننا هنذاكر مع بعض.
مها:جودى تعبانه اوى يا ريتا وحالتها صعبه اووى.
نظرت ريتال بملامح قاسم الحزينه وقالت:هو حصل حاجة تاني.
نظروا لها بجهل وتفاجئ وقال قاسم:حاجة تانى ازاى.... هو فى حاجة اولانى.
قامت بفتح هاتفها ووجهته له قائله بحده:ايوه فى الصور دى... اتفضل.
التقطت الهاتف منها بصدمه وعينيه تتسع بزهول. كيف هذا... وما هذا الذى يراه.. تناولت مها منه الهاتف سريعاً واخذت تتفحص به بصدمه هى الأخرى. ولكن الصدمه زادت حينما سالها قاسم متى رأت جودى هذه الصور وكانت الاجابه :من شهرين تقريبا. جلس فى المقعد خلفه من الصدمه قائلا :وازاى ماقالتش ازاى ماعتبتنيش حتى.
ريتال:انا نفسى استغربت لما لاقيتها مكملة فى علاقتها معاك... لاقيتها بتقولى إنها واثقه فيك وأكيد اكيد الصور دى مش صح... رغم انى اكدتلها انها صح ومش فوتوشوب... مش بس كده لأ ده كمان إلى مصورها مصور محترف مش اى واحد معدى بكاميرا كدا وخلاص.
يستمع لما يقال بزهول... لا يصدق... كل هذا حدث ولا علم له به... رأت هذه الصور ولم تتحدث لم تثور... لم تغضب... لم تشكك به او حتى تتهمه.
اعطته كل قلبها وثقتها.
تحدث بصعوبة وصدمه قائلاً :هى وصلتها الصور دى امتى.
وكان الرد اصعب. :من شهرين.
من شهرين... شهرين ولم تنطق... لم تعقب.. نعم هو كان فى مرسى علم مع دنيا منذ شهران... الصور ملتقطه بطريقه استفزازيه حد الجحيم تؤكد ان هذا الرجل على علاقه بهذه الفتاه.
ولكنه حقا مظلوم ولم يفعل شئ من هذا.. يعترف. هو يعترف... لقد كان زير نساء حقا.. ولكن قبل ان يقابلها.... لقد كان على علاقه بكثير نساء حول العالم ولكن قبل ان يعشقها.. قبل ان تقع عينه عليها.. قبل ان يكتفى بها.. هو حقا وصدقا مظلوم ولكن ماذا تفعل قاسم وماضيك يطاردك.... سمعتك السيئه فى عالم النساء تقف فى طريق سعادتك.
تحدث بقلة حيله لاول مره فى حياته قائلا :طب اعمل إيه... أصلح كل ده ازاى.
مها :قاسم بيه جودى عمرها ماهتسامحك.
رفع نظره لها بحدده وعيون حمراء من الغضب قائلاً :ايه اللي بتقوليه ده.
مها:إلى هيحصل.... انت من غير ماتحس عيدت المشهد إلى حصل لامها من خمس سنين قدامها تانى.
قاسم بجهل :مشهد ايه... انا مش فاهم حاجة.
اخذت تسرد عليه ماعاشته حبيبته من معانا. وما فعله ابيها بامها وكم اتخذت هى من وقت كى تتخطى تلك الأزمة.
كان ينظره حوله بضياع.. حياته تنهار. كل شئ يتحطم.
مر وقت طويل وهم يجلسون بصمت رهيب يفكرون ماذا سيحدث... لم يتحرك احد من مكانه.
ثوانى واستمعوا لصوت شهقات تعلو وتعلو علموا إنها لجودى ذهبوا مسرعين تجاه غرفتها ولكن مها اوقفت قاسم قائله :لو سمحت يا قاسم بيه.
قاسم بغضب:لا طبعاً.
مها :لو سمحت هى اكيد مش فى حاله كويسه دلوقتي خالص... بلاش تتواجهوا دلوقتي.
وقف بحزن شديد فهل بات يزعجها برؤيته. وقف يحاول ان يراها من زاوية الباب الذى لم يغلق جيدا.
جلست مها وهى تأخذها باحضانها وريتال تقف بحزن بجانبها وقالت:مالك ياجودى... ايه اللي حصل.
مها:حصل ايه يا جودى.
جودى ببكاء:شوفته معاها... شو.. شوفته
مها:براحه بس... براحه.
جودى :كان واقف مكانه... وانا مكانها.
ربطت مها على ظهرها بحنان وهى تعلم عما تتحدث.
جودى ببكاء :ليه عمل كده يا مها... ليه... ده أنا حبيته اووى... ماكنتش غير نعم وحاضر... ماكنتش بعترض على اى حاجة... اعتبرته ليا كل حاجه.. ابويا واخويا وحتى امى إلى ماتت وسابتنى... ليه عمل معايا كده... ده أنا كنت مستعده اقطع علاقتي بالناس كلها علشانه.... ماتكلميش يامن.. حاضر... ماتقفيش مع ده... حاضر..... ماتلبسيش كذا.... حاضر... وكنت بقولها بنفس راضيه والله.. حتى.. حتى لما وصلتنى الصور والرسالة.. قولت لأ.... اهم حاجه في الحب الثقه... واكيد الصور دى متفبركه... سألت ريتال.. وسألت كذا حد متخصص... كلهم اكدولى انها حقيقيه... ومع ذلك قولت لأ.. هكدب عينى ومش كدب قاسم... هكدب الناس كلها واصدقه هو... واحبه اكتر.... حتى ما اتكلمتش ولا عاتبت... ونسيت... بس.. بس هو... هو... ماحبنيش....معقول... معقول.. كل الى حصل ده كان كذب... معقول.. طب. طب. طب ليه.. ليه انا... ماكان سابنى فى حالى.... ماكان قدامه ستات كتير ليه يعمل فيا كده... ليه.... انا حبيته اووى يا مها.
كانت تتحدث ببكاء واحبال صوتها مجروحه ومبحوحه. صوت دموعها وشهقاتها قطعت نياط قلبه..
دخل الغرفه بلهفه قائلاً :وانا والله حبيتك اووى.
جودى بصراخ:إيه اللي جابك هنا... مش عايزه اشوفك.
قاسم برجاء:جودى... حبيبتي.. انا قاسم يا عشق قاسم.
جودى بصراخ اكبر:كداااااااب... امشى... مش عايزه اشوفك... امشى... خليه يمشى يا مها... خليه يمشى يا ريتا.
تقدمت ريتال منه قائله:لو سمحت اتفضل حضرتك دلوقتي.
قاسم بإصرار :لأ لا.. لازم اكلمها لازم افهمها إنها حياتى كلها... مش هعرف اعيش من غيرها.
ريتال بهدوء:أى كلام مش هينفع دلوقتي ولا هيفيد خصوصا بحالتها دى.
نطر قاسم باشفاق ناحيتها وجد مها تحيط وجهها بكفيها وتتحدث لها بخفوت تحاول تهدئة روعها.
خرج مسرعا وصعد سيارته وقد ترك قلبه باعلى مع تلك الصغيره الحزينه.
دخل الى بهو الفيلا حيث يجلس والديه.
وقفت والدته قائله بتهكم:ايه يا قاسم مالك... ده حتى بكره عيد ميلاد النونه بتاعتك.
رفع عينه لها ونظر إليها فسقط قلبها بين قدميها وشهقت وهى تتقدم منه فزعا من هيئته قائله وهي تتفحصه:قاسم... مالك يابنى في ايه.
تقدم والده هو الآخر قائلاً :ايه ده مالو هو عامل كده ليه.... مالك يا قاسم.
نظر لهم باعين محمره ومكسوره.
مجدى بفزع من سكوته ونظرته تلك:فى ايه يابنى.... ماتقلقنيش عليك.
والدته :ايه اللي حصل.
قاسم بحزن :هتروح منى.... عايزه تسيبنى... عايزه تسيبنى وتاخد روحى معاها.
مجدى:هى مين دى... فى ايه.
والدته :مين يا قاسم وايه إلى حصل.
قاسم :جودى.... مش ده الى كنتى بتتمنيه... عايزه تسيبنى... عايزه تبعد عنى.. كسرتها بس والله ماليش ذنب.
تبادل والديه النظرات فطوال عمره لم يروه بهذه الحاله وهذا الإنكسار.
تركهم وصعد لغرفته يتحرك بلا روح جسد فقط.
بينما هم يقفون ينظرون لاثره بزهول. فتحدث والده قائلاً :معقول... انا اول مره اشوف قاسم كده.
والدته :فعلا... ياترى ايه اللي حصل.
مجدى:لازم نعرف إيه اللي حصل ونتدخل ونساعده.... ده ابننا الوحيد... لازم نحل المشكله الى بينه وبين خطيبته... انا عمرى ماشفت ابنى سعيد وطاير من الفرحه غير الفتره اللي فاتت من ساعة ما البنت دى دخلت حياته.
والدته :فعلا يا مجدى... انا كنت معترضه عليها عشان حاجات كتير اووى... لكن لو هى الى ابنى سعادته معاها يبقى لازم ارجعهالوا حتى لو بالغصب... ده ابنى الوحيد.
نظر لها مجدى بزهول وهو يهز رأسه بيأس من طريقتها ولكن لا بأس إن كان سيصب فى مصلحة ابنه.
فى صباح اليوم التالى استيقظت مها بكسل وتذكرت جودى وحزنها وقامت لتذهب اليها كى تحاول تخفيف حزنها عنها.
خرجت من غرفتها ووقفت متسمره فى موضعها وهى ترى جودى تقف فى المطبخ مرتديه يونيفورم مدرستها بكل اناقه وقد أنهت إعداد النسكافيه وذهبت للسفره تحتسيه بجمود. ذهبت مها تجاهها بزهول فقد تفاجئت كليا بها توقعت ان تجدها حزينه متكوره على نفسها فى الفراش رافضه الذهاب للمدرسه او التعامل مع اى شئ وهيئتها وثيابها مزريه للغاية... ولكن ما كل هذا الجمال. حقا لا تعلم. وقفت قائله باستغراب:صباح الخير.
التفت لها جودى بهدوء:صباح النور.
مها يتفحص:جودى... انتى كويسة.
جودى بهدوء وقوة :اه الحمد لله.
مها :بس انتى امبارح.... قاطعتها قائله:ده امبارح... النهاردة حاجة تانيه........
************************
جزء الثاني والعشرين
استيقظ من نومه وهو يشعر بحزن العالم.. قلبه مثقل بالاوجاع. لا حياة بدونها... هى.. هى نبض حياته وهو قلبه.. صاحبة الألوان في حياته المعتمه. سيذهب لها ويتحدث معها سيخبرها بما حدث هذا اليوم... سيفعل اى شئ.. اى شئ ولكن لا تذهب وتتركه... يعلم هى الآن تبكى... منهارة.. يعلم يعلم.
وقف امام باب الشقه وهم بدق الجرس ولكن فوجئ بمها ترتدى ملابس للعمل وتهم بالخروج. نظر لها باستغراب قائلاً :مها... رايحه فين.
مها :الشغل.
قاسم بحدة :شغل ايه.. مايولع الشغل.. انتى هتسيبى جودى وهى بالحالة دى وتمشى.
مها بسخرية :جودى... جودى فى المدرسه من اكتر من ساعه.
نظر لها بفم مفتوح من الصدمه.. أخذ اكثر من ثلاث دقائق حتى يستوعب أنها الان فى مدرستها... ماذا يحدث حقاً.
هبط مسرعاً ومها خلفه قاد سيارته ودعا مها كى يقلها للعمل معه.
بعد وقت ترجل من سيارته وذهب بخطى مسرعه صاعدا الى مكتبه.
دخل عليه عادل وهو متعجب من أمره.
عادل:فى ايه يا قاسم... ايه اللي حصل.. من امبارح وانت بتأجل الكلام لبعدين ايه اللي حصل.
قص عليه قاسم بصوت مختنق كل ماحدث وما شاهدته جودى كذلك الصور المبعوثه لها.
عادل:وده كله مابربطش الخيوط ببعض ووصلت لأن دنيا هى اللى عامله كل ده.
قاسم وكأنه كان بحاجة للتنبيه :يابنت ال****وحياة امى ما هيسبها... بس حظها انى عندى الأهم دلوقتي.
عادل :بس فى حاجة اهم.
قاسم بنفاذ صبر :إيه اخلص.
عادل :دنيا مش بالدماغ دى أبدا... دنيا صحيح بتشتغل من زمان ومش ساهله خالص بس مش بالدماغ دى.. فى حد مخطط معاها.
قاسم باعين مظلمة :هو.. هو مافيش غيره.
عادل باستفهام:مين.
قاسم بتنهيده حارره:مش وقته... كل دول مش وقتهم.. مش مهمين.. هدفعهم التمن بس لما ارجع جودى ليا.ثم اكمل بحزن:النهاردة عيد ميلادها يا عادل... النهاردة هتكمل ال18... انا مجهز كل حاجه... وكلمت المأذون... حالف من يوم ماشوفتها أنها فى اليوم ده هتتكتب على أسمى.
عادل بيأس وإحباط :خلال يا قاسم... هنحاول معاها تانى.. بس انت اهدى.
نظر له بقوه قم هب من مقعده فجأة وقال:لأ يا عادل... النهاردة هتكون على أسمى زى نا عاهدت نفسى.
خرج من مكتبه وهو يبتسم بقوه عازما على اقتتاصها بأى شكل سيضمنها لنفسه اولا ثم يصالحها فيما بعد لكن ليتزوجها اولا حتى ولو بالحيله.
لكن اوقفته منى وهى تقول :قاسم بيه... نلغى ترتيبات عيد ميلاد انسه جودى خلاص.
نظر لها بتمعن بطريقه اربكتها قائلاً :وتلغيه ليه... هو فى حاجة جدت انتى عارفاها وانا لا.
منى بتلعثم:اا.. ل. لا. بس. اااا. قاطعها قائلاً بغموض :تمام تمام يا منى.. بس كل الترتيبات تبقى زى ماهيا.
ثم انصرف بخطى ثابته وعو يعد ويحسب عدد الأفراد المشتركة فى الايقاع بينه وبين طفلته.. حسناً حسنا.. حظكم ان لا وقت لى الان بعقابكم فالاهم الان هو امتلاك صغيرتى..
لحق به عادل واستطاع ركوب المصعد معه قائلاً بغمزه عين :إيه... مش عايز شاهد على العقد ولا ايه.
ضحك بقوه على صديقه الذى يفهمه من دون حديث.. ولما لا وهم رغم اختلاف شخصيتهم إلا أنهم عشرة عمر ويفهون بعض من النظره
امام شقة محمد والد جودى.
وقف يدق جرس الباب بقوه... فتحت لهم امرءه اربعينيه بملابس لا تناسب عمرها ومكياج صارخ. نظرت لهيئة الرجال التى تقف بارتعاد قائله:ايه فى ايه.. عايزين مين.
احد حراس قاسم:لو سمحتى يا مدام عايزين زوج حضرتك.
نطرت لهم بخوف قائلة :ليه.
قاسم:لو سمحتى يا مدام بسرعه بدل ما نجيبه بالقوة. لم تستطع التحرك من شدة الرعب من هيئته وهيئة رجاله وحراسه ضخام الجثة دو البدل السوداء.
فاقتحموا هم المنزل وقام أحدهم بجلب محمد من على سريره بالقوه.
قاسم:تؤتؤ تؤ.. ليه كده بس يا شباب... مش قولت بلاش عنف.
اول ما نظر اليه محمد وتعرف عليه فوراً قائلا بحفاوه:أهلا اهلا قاسم بيه.. مش كنت تقولى وانا كنت اجى لحد مكتبك والله.
قاسم بسخرية :يا راجل... مانت عارف من كام شهر انى خطبت بنتك الوحيدة واعلنت انى هتجوزها.. ولا شوفتك سألت عنى ولا عنها.... اقعد اقعد... اتفضل يا مولانا.
نظر محمد للحضور فراى رجل ببذله عملية ودفتر زواج تقدم للجلوس وسطهم.
محمد بزهول :هو إيه اللي ييحصل.
قاسم بجفاء:ايه هتجوز بنتك.. بس للاسف مافيش قدامى ولى غيرك احط ايدى فى أيدو بس مش مهم خليها عليا عشان اوصل لجودى اعمل أى حاجة.
محمد بترحاب مقذذ:ده يوم المنى يا قاسم بيه... ده أنا اجيبهالك لحد البيت.
قاطعه بحدة :اوعى تقرب ناحيتها انت فاهم... نظر للماذون قائلا :ابدأ اجرائاتك يامولانا عشان مستعجل.
محمد بابتسامة طمع :بس مش الاول فى مهى وشبكه وكدا.
نظروا له بازدراء فاردف قاسم :مالكش دعوة انت بكل ده... المهر هتاخدوا فى ايدها وشبكتها كمان ده غير الفيلا الى هتتكتب باسمها والعربيه و هقدم لها فى جامعه خاصه تكمل فيها تعلميها..نظر له بجفاؤ ثم اكمل وهو يخرج دفتر الشيكات من جيبه قائلاً :المبلغ ده ليك عشان تكتب الكتاب.
حرر الشيك بعد الامضاء واعطاه لمحمد الذى تهلل وجهه وهو يطلع على الرقم المكتوب ووضع يده فى يد قاسم على الفور واخذ يردد خلف المأذون.
زفر براحه كبيره وهو يقول:وانا قبلت زواجها. ثم كلمة المأذون الشهيرة (بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير) ابتسم بارتياح وهو يرى نصف مهمته قد تم. ولكن يتبقى الجزء الاهم والأصعب هو توقيعها على عقد الزواج.
فى المدرسه الكندية تجلس تلك الصغيره تحاول اقصاؤ همومها جانباً وان تقوم بالتركيز أكثر مع شرح المعلم محاوله تنفيذ ما عاهدت نفسها عليه صباحاً حين استيقظت من نزمها على دموع الامس وهى تحاول ان تقنع نفسها أنها فى فترة مراهقة.. كل ما شعرت به ناحيته وكل هذا التعلق ماهو الا تذبذبات مراهقه حكم عليها به سنها وستزول بالتأكيد... بالتأكيد على مر الأعوام ستتذكر هذه المشاهد وهذا القاسم وتضحك على سذاجة مشاعر مراهقتها هذه.. ربما فى هذا الوقت ستكون قد تزوجت بآخر وانجبت منه أيضاً.. وربما... مهلاً مهلا... لا جودى انتى تعشقيه وليست مراهقه... لا بلى هى مراهقه... لا.. كفا. كفا.
كفكفت دموعها ونهضت وهى تستعد كى تذهب لمدرستها والاهتمام بمستقبلها كى تريه هذا القاسم انها لم تعد تلك البريئه الخجوله الهشه ذات الطباع الهادئة التى لا تجيب سوى ب حاضر قاسم.. نعم حبببى.. الى تشوفه.. مش مهم يامن المهم حبيبى ما يزعلش.. تولع الدنيا المهم انت.
خرجت من شرودها على صوت أحد الإحصائيات قد استأذنت للدخول ومعها بعض الاوراق قائله:جود مروننج يا ولاد.. زى مانتو شايفين ده ورق الاستمارات بتاعت الامتحان... وااا... انتو... عارفين.. ااا. اااحنا محتاجين امضتكوا عليها بما ان معظمكوا طلع بطايق شخصيه.
نظر الطلاب لبعض بجهل فهذه الاوراق تمضى فى السنه النهائيه وهم مازالوا فى الصف الثاني.. ولكن ليكن.
نظرت الاخصائيه لهم قائله بتلعثم:ااا.. الورق بس محتاج امضيتكوا.. يلا ياولاد..
وضعوا أمامها مجموعه من الاوراق كى تقوم بالتوقيغ عليها مثلها مثل جميع الطلاب. أخذت توقع عليها ولكن توقفت وهى ترى من بين الاوراق. ورق مختلف عن باقى الطلاب.. تفحصته بسرعه وبملاحظه شديده. ثم هبت مندفعه وهى تذهب لغرفة المديره و الاخصائيه تركض خلفها تحاول تبرير الموقف الذى وضعوا به بالاجبار.
توقفت بغرفة المديره قائله بقوه وعنف:ممكن افهم ايه ده.... ها... عقد جواز.. بتغفلونى... ده اسمه إيه ده.. ها.. حد يرد عليا.
المديره بتبرير :افهمى ياجودى... احنا مش اد قاسم مهران... ده قادر يقفل المدرسة دى الصبح.
هزت راسها بيأس ثم خرجت مسرعه.
فى سيارة قاسم التى تقف ويصطف خلفها سيارات الحرس كان يستمع فى الهاتف لحديث مديرة المدرسة ويبتسم.. رغم فشل مخططه ولجوءه الى مخطط آخر لكنه مستمتع فعلاً. يبتسم بحب على صغيرته الذكية وسريعة البديهه.
كانت تسير وشياطين العالم تقفز امام وجهها.. هل يعتقدها بهذه السذاجة.. أم أنه هو من جيل الثمانينات صاحب الحيل القديمة.
كانت تهم بالخروج لكن توقفت وهى ترى سيارته وسيارات حرسه مصطفين امام مدرستها.. ذهبت بغضب وعبوس وقامت بطرق على نافذه المقعد الخلفي حيث يجلس هو بكل شموخ.. وبدل من ان يفتح لها النافذه... قام سريعاً بفتح الباب وجذبها بقوه للداخل فاستقرت باحضانه.. نظر لها بوله وعشق وشوق بينما هى نست وضعها المخجل في احضانه من شدة عضبها وتحدثت بعصبيه لذيذه له قائله:ايه خلاص... مافيش ابتكار.. مافيش إبداع... المفروض تبقى كرياتيڤ اكتر من كده... باينه اووى يعنى... عقد الجواز ملفت ومختلف... لا وكمان حاطت صورنا.. طب كنت شيل الصور لحد ما امضى عشان تعدى عليا... تمانيناتى اوى انت. 1
كان يستمع لها بفرحة كبيره. يأكل معالم وحهها بعينيه.. يستمتع وبتلذذ لغضبها الممتع.
لم يجيب عليها وإنما ظل يتطلع لها.
تحدثت بحنق مجددا :ايه.. بكلمك أنا... قاسم بيه يامهران..
قاسم :.......
جودى :ماترد عليا.
لم تنتبه هى للسياره التى تحركت من صعودها اليها ولا بتوقفهم امام فيلا قاسم.
جودى بنفس العصبية :انا بكلمك دلوقتي... انت فاكر نفسك ايه... ماترد عليا.... فاكرنى هبله وهتدخل عليا اللعبه المكشوفة دى.
قاسم وهو يضع يده على شفتيها قائلاً بهيام وعشق:شششش... اللعبه وحشه... خلاص نلعب على المكشوف يا عشق قاسم.
نظرت له بتوجس فنظر هو حوله وتبعته هى بالنظر حولها.. فشهقت وهى ترى نفسها داخل احضانه فى سيارته وداخل حدود بيته. عاود النظر إليها ثم حملها بلحظة مباغتة وخرج بها وسط غضبها وركلاتها.. صعد إلى اعلى متجاهلا شهقات والدته وجحوظ اعين والده وهتافهم باسمه بصدمه.
صعد الى غرفته وهو مازال يحملها. وضعها ارضا واغلق الباب خلفه.. استمعت إلى صوت إغلاق الباب بالمفتاح فقالت بخوف :ايه... فى إيه... بتقفل الباب ليه.
اقترب منها بخطوات مدروسه وهو يخرج اوراق الزواج من سترته قائلاً بأمر وهو يحاول كبت ابتسامته :امضى.
استجمعت شجاعتها قائلة :لا طبعاً.. عمرى ما هعمل كده.
قاسم بلا مبالاه ومكر :خلاص يا روحى ماتعمليش كده.
نظرت له بتوجس لاستسلامه. فهم هو نظرتها فاكمل قائلاً :ماتمضيش ياروحى. مال عليها قائلا :بس هتفضلى فى الاوضه دى مش هتخرجى منها إلا وانتى مراتى.
قالت بقوة :يعني ايه.. هتحبسنى.
ابتسم بعبث قائلاً :أمم.. هحبسك.. وانتى امتحانك بعد 5ايام..وعيد ميلادك النهاردة... لا وكمان هتنامى معايا في نفس الاوضه.. اه مانا نسيت اقولك ان دى اوضتى... ومش معقول هسيب اوضتى الى فيها بنوتى الحلوه اللي بعشقها واروح انام فى مكان تانى فاشوفى انتى بقا تنامى جنبى وانتى مراتى شرعاً وقانونا ولا تنامى وانتى مش مراتى... لا وفى الاخر مهما طال الزمن هتمضى بردوا بدل الحبسه هنا... فاختارى انتى.. يالا... شوفتى قاسم حبيبك مش بيحب يغصبك على حاجه ازاى... طب والله مافى حد مدلع حبيبته زيى كده.
نظرت له بحنق وهى تراه يضيق عليها الخناق ويحبسها فى دائرة مغلقه لا منفك منها.
اخذ الوقت منها اكثر من دقائق حتى امسكت العقود والقلم وقامت بالتوقيع على كل العقود. ثم نظرت له بشراسه اما هو فزفر بارتياح وهو يرى وعده لنفسه ولها أولا قد تحقق. فى يوم اتمامها للسن القانونى أصبحت زوجته وعلى اسمه.
وقف يتطلع لعقد الزواج بفرحة كبيرة جداً.. يعلم.. يعلم جيداً انه لابد وان يعتذر.. ان يبدى ندمه.. ان يفعل اى شئ حتى ترضى وترضى غرورها كانثى.. سيشرح لها حقيقة هذه الصور وأيضاً ماحدث في هذا اليوم المشؤم الذى فرق بينهم.
ولكن ليضمنها معه اولا... ليضمن زواجهم... فل تصبح زوجته اولا ليستطيع اخذ فرصته في فى التودد لها بل وتدليلها على كل شكل ولون. ولكن وهى زوجته.
خرج سريعاً وأعطى العقود لأحد رجاله قائلاً :عايزه يتسجل في الشهر العقارى النهاردة... فاهم... النهاردة.
اغلق الهاتف ودلف اليها مجددا وعلى وجهه ابتسامة عاشق. اقترب منها وهي تنطر ارضا بغضب.
شعرت به مقتربا منها فوقفت قائلة :خلاص خلصت... ممكن امشى بقا.
تطلع اليها بعشق دفين منبعث من نخاعه واقترب منها واحتضنها بشده.
وهى رغم غضبها منه لم ترفض حضنه بل تركته وهى تقول لنفسها انها دقيقه ستستمتع بها وتعود بعدها لجفائها معه مت جديد.
ابتعد عنها وهو يحبس كميه وفيره من عطرها بصدره.
زفر الهواء براحه ثم نظر لها مبتسماً وقال:جودى.. حبيبتى.. خلينى افهمك... الصور دى كان....
قاطعته برفض قائله :مش عايزه أسمع اى مبررات مالهاش لازمه... انت فاكرنى عيله صغيره هتضحك عليا بكلمتين... لا فوق.. ده أنا دماغى توزن بلد.
قاسم بعشق:طبعاً.... مانتى جودى... لازم تبقى غير الكل. ثم اكمل بعبث وتلاعب:وكمان بقيتى حرم قاسم مهران... اوعى تنسى دى كمان.
نطرت له بغضب وهى تضرب الأرض بقدمها قائله :ماشى... ممكن اروح بقا.
قاسم ببراءة مصطنعة :تروحى فين يا روحى.. مانتى روحتى خلاص.
رفعت حاحبها الايمن قائله:نعم.
قاسم بمكر:ايه ياروحى.. مش لما حد بيقول انا مروح بيبقا قصده انه راجع بيته.
جودى :اه.
قاسم ببراءة :يبقى انتى روحتى خلاص يا عشق قاسم.. لأن ده بقا بيتك....هو انا موقلتلكيش.. مش احنا اتجوزنا.
جودى متصنعه التفاجئ:بجد.
قاسم :اه ياروحى.
تعالى رنين هاتفه فأجاب قائلاً :ايوه... اممم.. تمام تمام.
اغلق الهاتف مبتسماً فقد تم تسجيل عقد الزواج رسميا في الشهر العقارى. نظر فى ساعته قائلاً بسعادة :الف مبروك يا روحى.اقترب منها مقبلا جبينها وهو يشعر بدقات قلبها ورعشة جسدها بين يديه. ابتسم بحب فهى ورغم غضبها مازال يحمل تأثير كبير عليها.
قاسم وهو يقبل جبينها :مبروك عليا انتى ياروحى.
جودى وهى تبتعد وتحاول ارتداء قناع الجمود :قاسم كفاية كده... انا لازم اروح.
قاسم بحب وهو يلتقط كفيها بين كفيه الضخمة :جودى حبيبتي... احنا خلاص اتجوزنا... يعنى ده بقى بيتك... ثم اكمل بمرح:وبعدين كفاية ايه ده النهاردة فرحك.
جودى ببلاهه:نعم.
قاسم:ههههههه.. اها.. انا اصلاً كنت عامل حفله جامده جداً وعازم كل صحابك وصحابى واهم ناس فى الدولة عشان عيد ميلاد حبيبتى... بس بعد ماكتبت الكتاب فكرت انه طب ليه لأ ماهو كل الى كنت هعزمهم فى فرحنا عزمتهم على الحفله.. حتى القاعه عمرها ماكانت هتبقى متجهزه زى مانا أمرت انهم يزينو جنينة الفيلا... يبقى ناقص ايه.. ناقص ايه.. الفستااااااان.
سحبها من يدها كالمسحوره من كمية المفاجآت التى تتوالى عليها ووقف بها امام صندوق كبير وقام بفتحه واخرج منه فستان زفاف خطف أنفاسها.
وضعه على الفراش امامها وهى تتطلع له
ثم اكمل:نص ساعه ويكون عندك احسن ميكب ارتست فى مصر كلها ياروحى.. قصدي يا مدام قاسم مهران.
قال الاخيره بغمزه وعبث فقالت هى بحنق:ومين قالك بقا انى هنزل.
قاسم بثقة :انا... مانا عازم مدرستك كلها. بالمدرسين بالطلبة والعمال حتى الأمن كمان.. ومها ومحسن..
اكمل ببراءة قائلاً :يعني يرضيكى محسن يشوف الفضيحة دى... بنت خالة خطيبته بتهرب من فرحها.. طب يقول ايه على مها هو يعنى... ها.. انتى يرضيكى... يرضيكى يعنى تطلعى سمعه وحشه على نفسك وعلى مها اختك وبنت خالتك.. لأ لأ لأ.. اخس عليكى يا جودى.
نطرت ((روايه عشق القاسم))
((الجزء الواحد والعشرون والثاني والعشرون))
الجزء الواحد والعشرين
اغمض عينيه بصدمه مايراه فى عينيها يشرح كل شئ. هو الان مع فتاه فى غرفة نومها ببيتها. الأمر لا يحتاج لتفسير أكبر. شحوب وجهها وجحوظ عينها نطق بكل شئ. ولكن لا لابد ان يفسر لها كل شيء هو لايستطيع خيانتها. أساساً لايرى فى الوجود غيرها. هى من اكتفى بها عن جنس حواء كافة.
ذهبت سريعاً وذهب هو خلفها بقلب يرتجف خوفا. اما تلك الحيه فوقفت وهى تلوى ثغرها بابتسامه خببثه التقطت الهاتف وقامت بالاتصال على شريكها الفريد من نوعه :الو.
يامن :صوتك بيرقص.... شكله حصل.
دنيا :ده حصل وحصل وحصل... وزى ما احنا عايزين واكتر.
اخذ انفاسه براحه شديدة ثم قال :تماااام.....ثم اكمل ببرود وثقه :مش عايز.. اشوف... وشك... تانى.. اوكى ياروحى. ثم اغلق الهاتف فى وجها بكل برود. نظرت للهاتف بغيظ وصدمه من وقاحته ولكنها ابتسمت قائله:فى داهية... المهم قاسم بقا فاضى ولوحده. 1
خرجت مسرعه ودموعها تتساقط كالمطر تنهمر من على خديها وتسقط ارضا. تسمعه وهو يركض خلفها ينادى عليها بصوت مختنق وكلما زاد ركضه كلما زادت سرعتها ودموعها. صعدت سريعاً بالتاكسى التى سبق وقدمت به بعدما وقف ينتظرها بناء على طلبها.
استطاع اللحاق بها وهى تدلف للسياره. امسك ذراعيها قائلاً :جودى..... جودى حبيبتى... انتى فاهمة غلط... جودى.
لم تستمع له وأمرت السائق بالتحرك حالا.
ذهب مسرعا واستقل سيارته وقادها خلفها بجنون وهو يحاول اللحاق بها. يشعر ياختناق فى صدره. بعدها عنه كبعد الهواء... لن يستطيع تحمل أن تبتعد عنه... قلبه معلق بها هى الروح التى يحيا بها.. لن يستطيع استكمال حياته بدونها.. ليس بعد أن ذاق حلاوة وجودها.... سيركع عند قدميها.. سيفعل اى شئ لكن لا تتركه جودى.. روحه وكيانه... صاحبة البهجه والبسمة التى ارتسمت مؤخراً في حياته بعدما كان صارما.. حادا.
فى منتصف الطريق توقف التاكسى الذى تجلس به عندما قطع هو الطريق بسيارته امام السائق فتوقف مجبرا.
نزل سريعا من سيارته واتجه إليها فتح باب المقعد الخلفى وجدها بحاله يرثى لها. لكنها نظرت له بشراسة غير معهوده منها إطلاقا.
قاسم برجاء :جودى.. حبيبتى.. اس..
قاطعته بحده وانهيار:ماتقولش حبيبتي... ماتقولش حبيبتي... فعلا كان المفروض ماصدقش.. بقا معقول قاسم مهران هيحبنى انا... بس انا الى كنت عايزة اضحك على نفسي... انا اللى كنت عايزة اصدق.
قاسم بوجع لوجعها:جودى والله بحبك.
جودى بصراخ :كدااااااااااب.
قاسم :لا مش كداب.... ثم نظر للسائق وألقى بجانبه حفنه من المال ثمن اجرته.. ثم قبض على يد جودى بقوه وسحبها معه لسيارته وسط صراخها وشراستها كى يبتعد ولكن بلا جدوى.
وقف امام السياره بعد أن تحول وجهها للجمود تنظر له بنظرات خاوية. فقط تتذكر والدتها وما فعله والدها فقد تكرر المشهد وكأن الزمن قد عاد لخمس سنوات للخلف. كانت تلك الطفلة ذات الاثنى عشر عاماً لكنها كانت تعلم كل شئ شاهدت ابيها وهو يخون والدتها مع اخرى وقفت والدتها مثلما تقف هى. وبعدها بأيام توفت والدتها من القهر. وماذا فعل والدها.توزج تلك المرءة ولم يبالى لتلك التى ماتت قهرا. ولا لطفلته التى كانت شاهدا على كل شئ.
كان يتحدث بصوت مختنق يتوسلها فقط ان تستمع له.. ان ترحمه مما هو به... لكنها لا رد... لا حركه... لا استجابه.. دموع تنهمر فقط.
تحرك بسيارته بعدما اجلسها بجواره وهى لا تشعر بشئ. ظل يتوسلها فقط كى تمنحه فرصه للحديث. لكن لاجدوى.
انتهى الطريق لمنزلها سريعاً وبدون التفوه بحرف ترجلت من السياره وذهبت باتجاه المصعد. ذهب مسرعا يلحق بها ولكن المصعد كان قد تحرك بها. صعد مستخدما السلالم لكنها كانت قد دلفت للشقه واغلقت الباب بوجهه فى نفس وقت وصوله. استدارت وهى تستند بضهرها على الباب. سقطت زحفا ببطئ متكئا على الباب وجلست على الارضيه وهى تبكى بحزن وقهر وسط دقات قاسم كى تفتح له مع توسلاته لها.
بعدما يأس من أن تفتح له الباب. قام بالاتصال على مها وامرها بأن تأتى سريعاً ثم أغلق الهاتف دون اى تفسير منه لها. بينما ظل هو واقفاً بالخارج وهو يتكأ بظهره على الحائط غير مستعد ابدا لخسارتها.. فكرة خروجها من حياته تسبب له الاختناق.
بعد وقت وصلت مها مسرعه وهى لا تعى شئ كل ماتعرفه ان جودى بها خطب ما. صعدت لأعلى وجدت قاسم يقف وعلى وجهه حزن العالم فقالت بفزع:قاسم بيه.... فى ايه.... ومالها جودى.
قاسم بحزن:افتحى بسرعة... عايز اتكلم معاها.
مها:حاضر حاضر... بس افهم بس عش...
قاطعها بنفاذ صبر قائلا :مش وقته يا مها... افتحى.
بالداخل كانت جودى قد وقفت تجر قدميها بذبول وذهبت لغرفتها. تسطحت على الفراش ودثرت نفسها بالغطاء رغم اننا بفصل الصيف. انكمشت على نفسها وهى تبكى بشرود ولا يأتى بمخيلتها سوى مشهد قاسم مع تلك الفتاه يتزاحم معه مشهد والدها مع تلك المراءه والدتها تسقط أرضا بقهر مع ازمه قلبيه أدت لوفاتها بعدها بأيام. احتد بكائها بقهر ووجع فى نفس وقت دخول مها وخلفها قاسم.
شهقت مها بفزع عليها قائله:جودى... مالك... ايه اللي حصل.
اسرعت تأخذها بحضنها وتتفحصها جيدا. ونظر قاسم لا يحيد عنها.
وفى حضن مها اخذت تبكى وتبكى وشهقاتها تعلو وتعلو. بينما هو يقف بقلب مفتور على هيئه اهم شخص لديه.
بعد قليل غفت جودى بدموعها فى حضن مها وقاسم يقف مكتوف الأيدى. ود لو احتضنها هو لكنها حتما لن تسمح وسيزداد بكائها اكثر وهو ماصدق ان هدأت قليلاً.
خرجت مها من غرفتها وهو خلفها بهدوء
وقفت قائله:ايه الى حصل يا قاسم بيه وصلها للحاله دى.
تنهد قاسم وقص عليها كل ماحدث.
مها بشك :والمفروض بقا انى أصدق حضرتك.
قاسم بغضب :ايوه لان ده اللى حصل.
نظرت له بعدم تصديق ثم قالت:إزاى يعني ده اللي حصل... وانا اقول ازاى وافق كده بسهوله انه مايقضيش معاها اليوم وسابها تمشى.. اتاااااارى حضرته عنده معا.... قاطعها بنفاذ صبر:مهااااااااا... مش عايزه تصدقى براحتك... المهم هى تصدقنى... يولع العالم.. المهم هى تبقى معايا.
مها:هقنعها ازاى اذا كنت انا بصراحه مش مصدقه.
قاسم :والله ده إلى حصل.. وانا فعلاً كنت خايف عليها عشان امتحانها... وسبتها تمشى النهاردة لأنها بكره هتبقى طول اليوم مش فاضيه للمذاكرة لانى عاملها حفله كبيرة عشان عيد ميلادها و...صوت جرس الباب قطع حديثه فاتجهت مها لفتح الباب وكانت ريتال صديقتها :مساء الخير يا جماعه.
قاسم ومها:مساء الخير.
ريتال باستغراب :هو فى ايه.. وجودى فين مش بترد على موبيلها خالص... المفروض اننا هنذاكر مع بعض.
مها:جودى تعبانه اوى يا ريتا وحالتها صعبه اووى.
نظرت ريتال بملامح قاسم الحزينه وقالت:هو حصل حاجة تاني.
نظروا لها بجهل وتفاجئ وقال قاسم:حاجة تانى ازاى.... هو فى حاجة اولانى.
قامت بفتح هاتفها ووجهته له قائله بحده:ايوه فى الصور دى... اتفضل.
التقطت الهاتف منها بصدمه وعينيه تتسع بزهول. كيف هذا... وما هذا الذى يراه.. تناولت مها منه الهاتف سريعاً واخذت تتفحص به بصدمه هى الأخرى. ولكن الصدمه زادت حينما سالها قاسم متى رأت جودى هذه الصور وكانت الاجابه :من شهرين تقريبا. جلس فى المقعد خلفه من الصدمه قائلا :وازاى ماقالتش ازاى ماعتبتنيش حتى.
ريتال:انا نفسى استغربت لما لاقيتها مكملة فى علاقتها معاك... لاقيتها بتقولى إنها واثقه فيك وأكيد اكيد الصور دى مش صح... رغم انى اكدتلها انها صح ومش فوتوشوب... مش بس كده لأ ده كمان إلى مصورها مصور محترف مش اى واحد معدى بكاميرا كدا وخلاص.
يستمع لما يقال بزهول... لا يصدق... كل هذا حدث ولا علم له به... رأت هذه الصور ولم تتحدث لم تثور... لم تغضب... لم تشكك به او حتى تتهمه.
اعطته كل قلبها وثقتها.
تحدث بصعوبة وصدمه قائلاً :هى وصلتها الصور دى امتى.
وكان الرد اصعب. :من شهرين.
من شهرين... شهرين ولم تنطق... لم تعقب.. نعم هو كان فى مرسى علم مع دنيا منذ شهران... الصور ملتقطه بطريقه استفزازيه حد الجحيم تؤكد ان هذا الرجل على علاقه بهذه الفتاه.
ولكنه حقا مظلوم ولم يفعل شئ من هذا.. يعترف. هو يعترف... لقد كان زير نساء حقا.. ولكن قبل ان يقابلها.... لقد كان على علاقه بكثير نساء حول العالم ولكن قبل ان يعشقها.. قبل ان تقع عينه عليها.. قبل ان يكتفى بها.. هو حقا وصدقا مظلوم ولكن ماذا تفعل قاسم وماضيك يطاردك.... سمعتك السيئه فى عالم النساء تقف فى طريق سعادتك.
تحدث بقلة حيله لاول مره فى حياته قائلا :طب اعمل إيه... أصلح كل ده ازاى.
مها :قاسم بيه جودى عمرها ماهتسامحك.
رفع نظره لها بحدده وعيون حمراء من الغضب قائلاً :ايه اللي بتقوليه ده.
مها:إلى هيحصل.... انت من غير ماتحس عيدت المشهد إلى حصل لامها من خمس سنين قدامها تانى.
قاسم بجهل :مشهد ايه... انا مش فاهم حاجة.
اخذت تسرد عليه ماعاشته حبيبته من معانا. وما فعله ابيها بامها وكم اتخذت هى من وقت كى تتخطى تلك الأزمة.
كان ينظره حوله بضياع.. حياته تنهار. كل شئ يتحطم.
مر وقت طويل وهم يجلسون بصمت رهيب يفكرون ماذا سيحدث... لم يتحرك احد من مكانه.
ثوانى واستمعوا لصوت شهقات تعلو وتعلو علموا إنها لجودى ذهبوا مسرعين تجاه غرفتها ولكن مها اوقفت قاسم قائله :لو سمحت يا قاسم بيه.
قاسم بغضب:لا طبعاً.
مها :لو سمحت هى اكيد مش فى حاله كويسه دلوقتي خالص... بلاش تتواجهوا دلوقتي.
وقف بحزن شديد فهل بات يزعجها برؤيته. وقف يحاول ان يراها من زاوية الباب الذى لم يغلق جيدا.
جلست مها وهى تأخذها باحضانها وريتال تقف بحزن بجانبها وقالت:مالك ياجودى... ايه اللي حصل.
مها:حصل ايه يا جودى.
جودى ببكاء:شوفته معاها... شو.. شوفته
مها:براحه بس... براحه.
جودى :كان واقف مكانه... وانا مكانها.
ربطت مها على ظهرها بحنان وهى تعلم عما تتحدث.
جودى ببكاء :ليه عمل كده يا مها... ليه... ده أنا حبيته اووى... ماكنتش غير نعم وحاضر... ماكنتش بعترض على اى حاجة... اعتبرته ليا كل حاجه.. ابويا واخويا وحتى امى إلى ماتت وسابتنى... ليه عمل معايا كده... ده أنا كنت مستعده اقطع علاقتي بالناس كلها علشانه.... ماتكلميش يامن.. حاضر... ماتقفيش مع ده... حاضر..... ماتلبسيش كذا.... حاضر... وكنت بقولها بنفس راضيه والله.. حتى.. حتى لما وصلتنى الصور والرسالة.. قولت لأ.... اهم حاجه في الحب الثقه... واكيد الصور دى متفبركه... سألت ريتال.. وسألت كذا حد متخصص... كلهم اكدولى انها حقيقيه... ومع ذلك قولت لأ.. هكدب عينى ومش كدب قاسم... هكدب الناس كلها واصدقه هو... واحبه اكتر.... حتى ما اتكلمتش ولا عاتبت... ونسيت... بس.. بس هو... هو... ماحبنيش....معقول... معقول.. كل الى حصل ده كان كذب... معقول.. طب. طب. طب ليه.. ليه انا... ماكان سابنى فى حالى.... ماكان قدامه ستات كتير ليه يعمل فيا كده... ليه.... انا حبيته اووى يا مها.
كانت تتحدث ببكاء واحبال صوتها مجروحه ومبحوحه. صوت دموعها وشهقاتها قطعت نياط قلبه..
دخل الغرفه بلهفه قائلاً :وانا والله حبيتك اووى.
جودى بصراخ:إيه اللي جابك هنا... مش عايزه اشوفك.
قاسم برجاء:جودى... حبيبتي.. انا قاسم يا عشق قاسم.
جودى بصراخ اكبر:كداااااااب... امشى... مش عايزه اشوفك... امشى... خليه يمشى يا مها... خليه يمشى يا ريتا.
تقدمت ريتال منه قائله:لو سمحت اتفضل حضرتك دلوقتي.
قاسم بإصرار :لأ لا.. لازم اكلمها لازم افهمها إنها حياتى كلها... مش هعرف اعيش من غيرها.
ريتال بهدوء:أى كلام مش هينفع دلوقتي ولا هيفيد خصوصا بحالتها دى.
نطر قاسم باشفاق ناحيتها وجد مها تحيط وجهها بكفيها وتتحدث لها بخفوت تحاول تهدئة روعها.
خرج مسرعا وصعد سيارته وقد ترك قلبه باعلى مع تلك الصغيره الحزينه.
دخل الى بهو الفيلا حيث يجلس والديه.
وقفت والدته قائله بتهكم:ايه يا قاسم مالك... ده حتى بكره عيد ميلاد النونه بتاعتك.
رفع عينه لها ونظر إليها فسقط قلبها بين قدميها وشهقت وهى تتقدم منه فزعا من هيئته قائله وهي تتفحصه:قاسم... مالك يابنى في ايه.
تقدم والده هو الآخر قائلاً :ايه ده مالو هو عامل كده ليه.... مالك يا قاسم.
نظر لهم باعين محمره ومكسوره.
مجدى بفزع من سكوته ونظرته تلك:فى ايه يابنى.... ماتقلقنيش عليك.
والدته :ايه اللي حصل.
قاسم بحزن :هتروح منى.... عايزه تسيبنى... عايزه تسيبنى وتاخد روحى معاها.
مجدى:هى مين دى... فى ايه.
والدته :مين يا قاسم وايه إلى حصل.
قاسم :جودى.... مش ده الى كنتى بتتمنيه... عايزه تسيبنى... عايزه تبعد عنى.. كسرتها بس والله ماليش ذنب.
تبادل والديه النظرات فطوال عمره لم يروه بهذه الحاله وهذا الإنكسار.
تركهم وصعد لغرفته يتحرك بلا روح جسد فقط.
بينما هم يقفون ينظرون لاثره بزهول. فتحدث والده قائلاً :معقول... انا اول مره اشوف قاسم كده.
والدته :فعلا... ياترى ايه اللي حصل.
مجدى:لازم نعرف إيه اللي حصل ونتدخل ونساعده.... ده ابننا الوحيد... لازم نحل المشكله الى بينه وبين خطيبته... انا عمرى ماشفت ابنى سعيد وطاير من الفرحه غير الفتره اللي فاتت من ساعة ما البنت دى دخلت حياته.
والدته :فعلا يا مجدى... انا كنت معترضه عليها عشان حاجات كتير اووى... لكن لو هى الى ابنى سعادته معاها يبقى لازم ارجعهالوا حتى لو بالغصب... ده ابنى الوحيد.
نظر لها مجدى بزهول وهو يهز رأسه بيأس من طريقتها ولكن لا بأس إن كان سيصب فى مصلحة ابنه.
فى صباح اليوم التالى استيقظت مها بكسل وتذكرت جودى وحزنها وقامت لتذهب اليها كى تحاول تخفيف حزنها عنها.
خرجت من غرفتها ووقفت متسمره فى موضعها وهى ترى جودى تقف فى المطبخ مرتديه يونيفورم مدرستها بكل اناقه وقد أنهت إعداد النسكافيه وذهبت للسفره تحتسيه بجمود. ذهبت مها تجاهها بزهول فقد تفاجئت كليا بها توقعت ان تجدها حزينه متكوره على نفسها فى الفراش رافضه الذهاب للمدرسه او التعامل مع اى شئ وهيئتها وثيابها مزريه للغاية... ولكن ما كل هذا الجمال. حقا لا تعلم. وقفت قائله باستغراب:صباح الخير.
التفت لها جودى بهدوء:صباح النور.
مها يتفحص:جودى... انتى كويسة.
جودى بهدوء وقوة :اه الحمد لله.
مها :بس انتى امبارح.... قاطعتها قائله:ده امبارح... النهاردة حاجة تانيه........
************************
جزء الثاني والعشرين
استيقظ من نومه وهو يشعر بحزن العالم.. قلبه مثقل بالاوجاع. لا حياة بدونها... هى.. هى نبض حياته وهو قلبه.. صاحبة الألوان في حياته المعتمه. سيذهب لها ويتحدث معها سيخبرها بما حدث هذا اليوم... سيفعل اى شئ.. اى شئ ولكن لا تذهب وتتركه... يعلم هى الآن تبكى... منهارة.. يعلم يعلم.
وقف امام باب الشقه وهم بدق الجرس ولكن فوجئ بمها ترتدى ملابس للعمل وتهم بالخروج. نظر لها باستغراب قائلاً :مها... رايحه فين.
مها :الشغل.
قاسم بحدة :شغل ايه.. مايولع الشغل.. انتى هتسيبى جودى وهى بالحالة دى وتمشى.
مها بسخرية :جودى... جودى فى المدرسه من اكتر من ساعه.
نظر لها بفم مفتوح من الصدمه.. أخذ اكثر من ثلاث دقائق حتى يستوعب أنها الان فى مدرستها... ماذا يحدث حقاً.
هبط مسرعاً ومها خلفه قاد سيارته ودعا مها كى يقلها للعمل معه.
بعد وقت ترجل من سيارته وذهب بخطى مسرعه صاعدا الى مكتبه.
دخل عليه عادل وهو متعجب من أمره.
عادل:فى ايه يا قاسم... ايه اللي حصل.. من امبارح وانت بتأجل الكلام لبعدين ايه اللي حصل.
قص عليه قاسم بصوت مختنق كل ماحدث وما شاهدته جودى كذلك الصور المبعوثه لها.
عادل:وده كله مابربطش الخيوط ببعض ووصلت لأن دنيا هى اللى عامله كل ده.
قاسم وكأنه كان بحاجة للتنبيه :يابنت ال****وحياة امى ما هيسبها... بس حظها انى عندى الأهم دلوقتي.
عادل :بس فى حاجة اهم.
قاسم بنفاذ صبر :إيه اخلص.
عادل :دنيا مش بالدماغ دى أبدا... دنيا صحيح بتشتغل من زمان ومش ساهله خالص بس مش بالدماغ دى.. فى حد مخطط معاها.
قاسم باعين مظلمة :هو.. هو مافيش غيره.
عادل باستفهام:مين.
قاسم بتنهيده حارره:مش وقته... كل دول مش وقتهم.. مش مهمين.. هدفعهم التمن بس لما ارجع جودى ليا.ثم اكمل بحزن:النهاردة عيد ميلادها يا عادل... النهاردة هتكمل ال18... انا مجهز كل حاجه... وكلمت المأذون... حالف من يوم ماشوفتها أنها فى اليوم ده هتتكتب على أسمى.
عادل بيأس وإحباط :خلال يا قاسم... هنحاول معاها تانى.. بس انت اهدى.
نظر له بقوه قم هب من مقعده فجأة وقال:لأ يا عادل... النهاردة هتكون على أسمى زى نا عاهدت نفسى.
خرج من مكتبه وهو يبتسم بقوه عازما على اقتتاصها بأى شكل سيضمنها لنفسه اولا ثم يصالحها فيما بعد لكن ليتزوجها اولا حتى ولو بالحيله.
لكن اوقفته منى وهى تقول :قاسم بيه... نلغى ترتيبات عيد ميلاد انسه جودى خلاص.
نظر لها بتمعن بطريقه اربكتها قائلاً :وتلغيه ليه... هو فى حاجة جدت انتى عارفاها وانا لا.
منى بتلعثم:اا.. ل. لا. بس. اااا. قاطعها قائلاً بغموض :تمام تمام يا منى.. بس كل الترتيبات تبقى زى ماهيا.
ثم انصرف بخطى ثابته وعو يعد ويحسب عدد الأفراد المشتركة فى الايقاع بينه وبين طفلته.. حسناً حسنا.. حظكم ان لا وقت لى الان بعقابكم فالاهم الان هو امتلاك صغيرتى..
لحق به عادل واستطاع ركوب المصعد معه قائلاً بغمزه عين :إيه... مش عايز شاهد على العقد ولا ايه.
ضحك بقوه على صديقه الذى يفهمه من دون حديث.. ولما لا وهم رغم اختلاف شخصيتهم إلا أنهم عشرة عمر ويفهون بعض من النظره
امام شقة محمد والد جودى.
وقف يدق جرس الباب بقوه... فتحت لهم امرءه اربعينيه بملابس لا تناسب عمرها ومكياج صارخ. نظرت لهيئة الرجال التى تقف بارتعاد قائله:ايه فى ايه.. عايزين مين.
احد حراس قاسم:لو سمحتى يا مدام عايزين زوج حضرتك.
نطرت لهم بخوف قائلة :ليه.
قاسم:لو سمحتى يا مدام بسرعه بدل ما نجيبه بالقوة. لم تستطع التحرك من شدة الرعب من هيئته وهيئة رجاله وحراسه ضخام الجثة دو البدل السوداء.
فاقتحموا هم المنزل وقام أحدهم بجلب محمد من على سريره بالقوه.
قاسم:تؤتؤ تؤ.. ليه كده بس يا شباب... مش قولت بلاش عنف.
اول ما نظر اليه محمد وتعرف عليه فوراً قائلا بحفاوه:أهلا اهلا قاسم بيه.. مش كنت تقولى وانا كنت اجى لحد مكتبك والله.
قاسم بسخرية :يا راجل... مانت عارف من كام شهر انى خطبت بنتك الوحيدة واعلنت انى هتجوزها.. ولا شوفتك سألت عنى ولا عنها.... اقعد اقعد... اتفضل يا مولانا.
نظر محمد للحضور فراى رجل ببذله عملية ودفتر زواج تقدم للجلوس وسطهم.
محمد بزهول :هو إيه اللي ييحصل.
قاسم بجفاء:ايه هتجوز بنتك.. بس للاسف مافيش قدامى ولى غيرك احط ايدى فى أيدو بس مش مهم خليها عليا عشان اوصل لجودى اعمل أى حاجة.
محمد بترحاب مقذذ:ده يوم المنى يا قاسم بيه... ده أنا اجيبهالك لحد البيت.
قاطعه بحدة :اوعى تقرب ناحيتها انت فاهم... نظر للماذون قائلا :ابدأ اجرائاتك يامولانا عشان مستعجل.
محمد بابتسامة طمع :بس مش الاول فى مهى وشبكه وكدا.
نظروا له بازدراء فاردف قاسم :مالكش دعوة انت بكل ده... المهر هتاخدوا فى ايدها وشبكتها كمان ده غير الفيلا الى هتتكتب باسمها والعربيه و هقدم لها فى جامعه خاصه تكمل فيها تعلميها..نظر له بجفاؤ ثم اكمل وهو يخرج دفتر الشيكات من جيبه قائلاً :المبلغ ده ليك عشان تكتب الكتاب.
حرر الشيك بعد الامضاء واعطاه لمحمد الذى تهلل وجهه وهو يطلع على الرقم المكتوب ووضع يده فى يد قاسم على الفور واخذ يردد خلف المأذون.
زفر براحه كبيره وهو يقول:وانا قبلت زواجها. ثم كلمة المأذون الشهيرة (بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير) ابتسم بارتياح وهو يرى نصف مهمته قد تم. ولكن يتبقى الجزء الاهم والأصعب هو توقيعها على عقد الزواج.
فى المدرسه الكندية تجلس تلك الصغيره تحاول اقصاؤ همومها جانباً وان تقوم بالتركيز أكثر مع شرح المعلم محاوله تنفيذ ما عاهدت نفسها عليه صباحاً حين استيقظت من نزمها على دموع الامس وهى تحاول ان تقنع نفسها أنها فى فترة مراهقة.. كل ما شعرت به ناحيته وكل هذا التعلق ماهو الا تذبذبات مراهقه حكم عليها به سنها وستزول بالتأكيد... بالتأكيد على مر الأعوام ستتذكر هذه المشاهد وهذا القاسم وتضحك على سذاجة مشاعر مراهقتها هذه.. ربما فى هذا الوقت ستكون قد تزوجت بآخر وانجبت منه أيضاً.. وربما... مهلاً مهلا... لا جودى انتى تعشقيه وليست مراهقه... لا بلى هى مراهقه... لا.. كفا. كفا.
كفكفت دموعها ونهضت وهى تستعد كى تذهب لمدرستها والاهتمام بمستقبلها كى تريه هذا القاسم انها لم تعد تلك البريئه الخجوله الهشه ذات الطباع الهادئة التى لا تجيب سوى ب حاضر قاسم.. نعم حبببى.. الى تشوفه.. مش مهم يامن المهم حبيبى ما يزعلش.. تولع الدنيا المهم انت.
خرجت من شرودها على صوت أحد الإحصائيات قد استأذنت للدخول ومعها بعض الاوراق قائله:جود مروننج يا ولاد.. زى مانتو شايفين ده ورق الاستمارات بتاعت الامتحان... وااا... انتو... عارفين.. ااا. اااحنا محتاجين امضتكوا عليها بما ان معظمكوا طلع بطايق شخصيه.
نظر الطلاب لبعض بجهل فهذه الاوراق تمضى فى السنه النهائيه وهم مازالوا فى الصف الثاني.. ولكن ليكن.
نظرت الاخصائيه لهم قائله بتلعثم:ااا.. الورق بس محتاج امضيتكوا.. يلا ياولاد..
وضعوا أمامها مجموعه من الاوراق كى تقوم بالتوقيغ عليها مثلها مثل جميع الطلاب. أخذت توقع عليها ولكن توقفت وهى ترى من بين الاوراق. ورق مختلف عن باقى الطلاب.. تفحصته بسرعه وبملاحظه شديده. ثم هبت مندفعه وهى تذهب لغرفة المديره و الاخصائيه تركض خلفها تحاول تبرير الموقف الذى وضعوا به بالاجبار.
توقفت بغرفة المديره قائله بقوه وعنف:ممكن افهم ايه ده.... ها... عقد جواز.. بتغفلونى... ده اسمه إيه ده.. ها.. حد يرد عليا.
المديره بتبرير :افهمى ياجودى... احنا مش اد قاسم مهران... ده قادر يقفل المدرسة دى الصبح.
هزت راسها بيأس ثم خرجت مسرعه.
فى سيارة قاسم التى تقف ويصطف خلفها سيارات الحرس كان يستمع فى الهاتف لحديث مديرة المدرسة ويبتسم.. رغم فشل مخططه ولجوءه الى مخطط آخر لكنه مستمتع فعلاً. يبتسم بحب على صغيرته الذكية وسريعة البديهه.
كانت تسير وشياطين العالم تقفز امام وجهها.. هل يعتقدها بهذه السذاجة.. أم أنه هو من جيل الثمانينات صاحب الحيل القديمة.
كانت تهم بالخروج لكن توقفت وهى ترى سيارته وسيارات حرسه مصطفين امام مدرستها.. ذهبت بغضب وعبوس وقامت بطرق على نافذه المقعد الخلفي حيث يجلس هو بكل شموخ.. وبدل من ان يفتح لها النافذه... قام سريعاً بفتح الباب وجذبها بقوه للداخل فاستقرت باحضانه.. نظر لها بوله وعشق وشوق بينما هى نست وضعها المخجل في احضانه من شدة عضبها وتحدثت بعصبيه لذيذه له قائله:ايه خلاص... مافيش ابتكار.. مافيش إبداع... المفروض تبقى كرياتيڤ اكتر من كده... باينه اووى يعنى... عقد الجواز ملفت ومختلف... لا وكمان حاطت صورنا.. طب كنت شيل الصور لحد ما امضى عشان تعدى عليا... تمانيناتى اوى انت. 1
كان يستمع لها بفرحة كبيره. يأكل معالم وحهها بعينيه.. يستمتع وبتلذذ لغضبها الممتع.
لم يجيب عليها وإنما ظل يتطلع لها.
تحدثت بحنق مجددا :ايه.. بكلمك أنا... قاسم بيه يامهران..
قاسم :.......
جودى :ماترد عليا.
لم تنتبه هى للسياره التى تحركت من صعودها اليها ولا بتوقفهم امام فيلا قاسم.
جودى بنفس العصبية :انا بكلمك دلوقتي... انت فاكر نفسك ايه... ماترد عليا.... فاكرنى هبله وهتدخل عليا اللعبه المكشوفة دى.
قاسم وهو يضع يده على شفتيها قائلاً بهيام وعشق:شششش... اللعبه وحشه... خلاص نلعب على المكشوف يا عشق قاسم.
نظرت له بتوجس فنظر هو حوله وتبعته هى بالنظر حولها.. فشهقت وهى ترى نفسها داخل احضانه فى سيارته وداخل حدود بيته. عاود النظر إليها ثم حملها بلحظة مباغتة وخرج بها وسط غضبها وركلاتها.. صعد إلى اعلى متجاهلا شهقات والدته وجحوظ اعين والده وهتافهم باسمه بصدمه.
صعد الى غرفته وهو مازال يحملها. وضعها ارضا واغلق الباب خلفه.. استمعت إلى صوت إغلاق الباب بالمفتاح فقالت بخوف :ايه... فى إيه... بتقفل الباب ليه.
اقترب منها بخطوات مدروسه وهو يخرج اوراق الزواج من سترته قائلاً بأمر وهو يحاول كبت ابتسامته :امضى.
استجمعت شجاعتها قائلة :لا طبعاً.. عمرى ما هعمل كده.
قاسم بلا مبالاه ومكر :خلاص يا روحى ماتعمليش كده.
نظرت له بتوجس لاستسلامه. فهم هو نظرتها فاكمل قائلاً :ماتمضيش ياروحى. مال عليها قائلا :بس هتفضلى فى الاوضه دى مش هتخرجى منها إلا وانتى مراتى.
قالت بقوة :يعني ايه.. هتحبسنى.
ابتسم بعبث قائلاً :أمم.. هحبسك.. وانتى امتحانك بعد 5ايام..وعيد ميلادك النهاردة... لا وكمان هتنامى معايا في نفس الاوضه.. اه مانا نسيت اقولك ان دى اوضتى... ومش معقول هسيب اوضتى الى فيها بنوتى الحلوه اللي بعشقها واروح انام فى مكان تانى فاشوفى انتى بقا تنامى جنبى وانتى مراتى شرعاً وقانونا ولا تنامى وانتى مش مراتى... لا وفى الاخر مهما طال الزمن هتمضى بردوا بدل الحبسه هنا... فاختارى انتى.. يالا... شوفتى قاسم حبيبك مش بيحب يغصبك على حاجه ازاى... طب والله مافى حد مدلع حبيبته زيى كده.
نظرت له بحنق وهى تراه يضيق عليها الخناق ويحبسها فى دائرة مغلقه لا منفك منها.
اخذ الوقت منها اكثر من دقائق حتى امسكت العقود والقلم وقامت بالتوقيع على كل العقود. ثم نظرت له بشراسه اما هو فزفر بارتياح وهو يرى وعده لنفسه ولها أولا قد تحقق. فى يوم اتمامها للسن القانونى أصبحت زوجته وعلى اسمه.
وقف يتطلع لعقد الزواج بفرحة كبيرة جداً.. يعلم.. يعلم جيداً انه لابد وان يعتذر.. ان يبدى ندمه.. ان يفعل اى شئ حتى ترضى وترضى غرورها كانثى.. سيشرح لها حقيقة هذه الصور وأيضاً ماحدث في هذا اليوم المشؤم الذى فرق بينهم.
ولكن ليضمنها معه اولا... ليضمن زواجهم... فل تصبح زوجته اولا ليستطيع اخذ فرصته في فى التودد لها بل وتدليلها على كل شكل ولون. ولكن وهى زوجته.
خرج سريعاً وأعطى العقود لأحد رجاله قائلاً :عايزه يتسجل في الشهر العقارى النهاردة... فاهم... النهاردة.
اغلق الهاتف ودلف اليها مجددا وعلى وجهه ابتسامة عاشق. اقترب منها وهي تنطر ارضا بغضب.
شعرت به مقتربا منها فوقفت قائلة :خلاص خلصت... ممكن امشى بقا.
تطلع اليها بعشق دفين منبعث من نخاعه واقترب منها واحتضنها بشده.
وهى رغم غضبها منه لم ترفض حضنه بل تركته وهى تقول لنفسها انها دقيقه ستستمتع بها وتعود بعدها لجفائها معه مت جديد.
ابتعد عنها وهو يحبس كميه وفيره من عطرها بصدره.
زفر الهواء براحه ثم نظر لها مبتسماً وقال:جودى.. حبيبتى.. خلينى افهمك... الصور دى كان....
قاطعته برفض قائله :مش عايزه أسمع اى مبررات مالهاش لازمه... انت فاكرنى عيله صغيره هتضحك عليا بكلمتين... لا فوق.. ده أنا دماغى توزن بلد.
قاسم بعشق:طبعاً.... مانتى جودى... لازم تبقى غير الكل. ثم اكمل بعبث وتلاعب:وكمان بقيتى حرم قاسم مهران... اوعى تنسى دى كمان.
نطرت له بغضب وهى تضرب الأرض بقدمها قائله :ماشى... ممكن اروح بقا.
قاسم ببراءة مصطنعة :تروحى فين يا روحى.. مانتى روحتى خلاص.
رفعت حاحبها الايمن قائله:نعم.
قاسم بمكر:ايه ياروحى.. مش لما حد بيقول انا مروح بيبقا قصده انه راجع بيته.
جودى :اه.
قاسم ببراءة :يبقى انتى روحتى خلاص يا عشق قاسم.. لأن ده بقا بيتك....هو انا موقلتلكيش.. مش احنا اتجوزنا.
جودى متصنعه التفاجئ:بجد.
قاسم :اه ياروحى.
تعالى رنين هاتفه فأجاب قائلاً :ايوه... اممم.. تمام تمام.
اغلق الهاتف مبتسماً فقد تم تسجيل عقد الزواج رسميا في الشهر العقارى. نظر فى ساعته قائلاً بسعادة :الف مبروك يا روحى.اقترب منها مقبلا جبينها وهو يشعر بدقات قلبها ورعشة جسدها بين يديه. ابتسم بحب فهى ورغم غضبها مازال يحمل تأثير كبير عليها.
قاسم وهو يقبل جبينها :مبروك عليا انتى ياروحى.
جودى وهى تبتعد وتحاول ارتداء قناع الجمود :قاسم كفاية كده... انا لازم اروح.
قاسم بحب وهو يلتقط كفيها بين كفيه الضخمة :جودى حبيبتي... احنا خلاص اتجوزنا... يعنى ده بقى بيتك... ثم اكمل بمرح:وبعدين كفاية ايه ده النهاردة فرحك.
جودى ببلاهه:نعم.
قاسم:ههههههه.. اها.. انا اصلاً كنت عامل حفله جامده جداً وعازم كل صحابك وصحابى واهم ناس فى الدولة عشان عيد ميلاد حبيبتى... بس بعد ماكتبت الكتاب فكرت انه طب ليه لأ ماهو كل الى كنت هعزمهم فى فرحنا عزمتهم على الحفله.. حتى القاعه عمرها ماكانت هتبقى متجهزه زى مانا أمرت انهم يزينو جنينة الفيلا... يبقى ناقص ايه.. ناقص ايه.. الفستااااااان.
سحبها من يدها كالمسحوره من كمية المفاجآت التى تتوالى عليها ووقف بها امام صندوق كبير وقام بفتحه واخرج منه فستان زفاف خطف أنفاسها.
وضعه على الفراش امامها وهى تتطلع له
ثم اكمل:نص ساعه ويكون عندك احسن ميكب ارتست فى مصر كلها ياروحى.. قصدي يا مدام قاسم مهران.
قال الاخيره بغمزه وعبث فقالت هى بحنق:ومين قالك بقا انى هنزل.
قاسم بثقة :انا... مانا عازم مدرستك كلها. بالمدرسين بالطلبة والعمال حتى الأمن كمان.. ومها ومحسن..
اكمل ببراءة قائلاً :يعني يرضيكى محسن يشوف الفضيحة دى... بنت خالة خطيبته بتهرب من فرحها.. طب يقول ايه على مها هو يعنى... ها.. انتى يرضيكى... يرضيكى يعنى تطلعى سمعه وحشه على نفسك وعلى مها اختك وبنت خالتك.. لأ لأ لأ.. اخس عليكى يا جودى.
نطرت له وهى تكور يدها بغضب :اه يا..
قاسم :ايه... ايه.. مش عيب.. عيب.. حد يشتم جوزو.
جودى :جوزو.
قاسم:اه جوزو.. مانا بقيت جوزو... سلملى على جوزك يا اسماعيل بيه ههههه.
نظر لساعته ثم لها قائلاً :يالا ياروحى يالا.. مافيش وقت... شوفتى نسيتني... لازم اشترى بدله جديدة.. مع أن عندى كتير.. بس البدلة دى غير.
خرج من الغرفه وهو يكتم ضحكاته بصعوبة.. يعرف كان يثرثر كثيرا ويتحدث سريعاً دون فواصل كى ياخدها وهى ساخنه ولا يدع لها فرصه للثوران من جديد او الاعتراض.
يعلم انها لها الحق ومعذوره ولكنه أيضا معذور.. بل ومظلوم.. يعلم أيضاً انها ستعود لشراستها بعد انتهاء هذا الاحتفال.. لكنه مستعد لتحمل اى شئ طالما هى بجواره...
************
وهى تكور يدها بغضب :اه يا..
قاسم :ايه... ايه.. مش عيب.. عيب.. حد يشتم جوزو.
جودى :جوزو.
قاسم:اه جوزو.. مانا بقيت جوزو... سلملى على جوزك يا اسماعيل بيه ههههه.
نظر لساعته ثم لها قائلاً :يالا ياروحى يالا.. مافيش وقت... شوفتى نسيتني... لازم اشترى بدله جديدة.. مع أن عندى كتير.. بس البدلة دى غير.
خرج من الغرفه وهو يكتم ضحكاته بصعوبة.. يعرف كان يثرثر كثيرا ويتحدث سريعاً دون فواصل كى ياخدها وهى ساخنه ولا يدع لها فرصه للثوران من جديد او الاعتراض.
يعلم انها لها الحق ومعذوره ولكنه أيضا معذور.. بل ومظلوم.. يعلم أيضاً انها ستعود لشراستها بعد انتهاء هذا الاحتفال.. لكنه مستعد لتحمل اى شئ طالما هى بجواره...
************
↚
كان الجميع يقفون وهم ينظرون له ببلاهه. لا يعلمون ماذا حدث له فالجميع مدعو لحضور عيد ميلاد خطيبة قاسم مهران. ولكن تفاجئوا به ينزل الدرج بجودى وهى ترتدى ثوب زفاف اسطورى لا يليق الا بها وهذا القاسم يعلن أن الحفل سيكون مزدوج عيد ميلاد وزواج.
حقا لقد جن.
+
تقف وسط الحضور بفستانها البمبى المحتشم وقد جمعت شعرها على جانب واحد. فهى لم يسعفها الحظ او الوقت لاقتناء فستان جديد لحضور حفل زفاف ابنة خالتها او حتى استطاعت الذهاب للبيوتى سنتر لعمل شعرها.
تفاجئت بمن يهتف بجوارها قائلاً :يابنتى ملموم على كتفك اقسم بالله.. فى ايه.
زفرت مها قائله:اووف.. بجد يعني شكلى مش مبهدل.
محسن بهيام وصدق:قمر يابنت اللظينه.
ضحكت فى خفوت وما لبس ان عبثت كالاطفال قائله :انا بجد لحد دلوقتى مش مصدقة إن النهاردة جودى اتجوزت.... معقول... هو فى جنان كده.
محسن :والله جدع... اقتنصها فرصه كده.... مش زى واحد تانى خايب لسه لحد دلوقتي خاطب ومقضيها مسك ايدين بس.
نطر حوله كالسارقين ثم اقترب قليلا بخبث قائلاً :ماتيجى نكتب الكتاب بقى ونعلى الجواب عايزين نمسك حاجات تانيه.
شقهت بتفاجئ وحرج من وقاحته قائلة بغباء :محسن.... انت طلعت زيهم.
رفع حاحبه قائلاً :زيهم... هما مين.
مها بغباء اكثر واكثر:يعني طلعت راجل.
محسن:نعععععععم ياختى امال كنتى فكرانى ايه... كريمان.
مها:كنت فكراك محترم... لكن طلعت راجل... يعنى سافل.
رفع رأسه يهزها بقوه محاولا استيعاب حديث تلك المتخلفه التى يعشقها :هو راجل =سافل عندك ... انا اول مره أعرف كده.
قطع محاولة استيعابه تغير مسار الموسيقى فقالت مها وهى تسحب يده :تعالى نرقص سلو مع بعض وانا احاول استوعب أن جودى اتجوزت النهاردة وانت تستوعب ان راجل يعني سافل.. يالا يالا.
ذهب معها وهو فى حالة عدم استيعاب من تلك المها الجديدة عليه فهى الان طفله فى عامها الحادى عشر او بالكثير ثانى عشر بهذا التفكير البرئ جدا بالنسبة لسنها. (ومن قال ان العمر بالسن. فالعمر بالقلب فقط).
نزل من سيارة والده يحاول الظهور بثبات وقوة. فهو كان قد حسم أمره بأنه لن يذهب لعيد ميلادها هذا الذى صنعه قاسم عدوه الاول لها وكان سيصطحبها هو الى عشاء رومانسى يليق بها وبه ويستغل تلك الفرصة التى صنعها هو من مكره ودهائه طبعا بمساعدة تلك الخبيثة دنيا. ولكن تفاجئ منذ اقل من نصف ساعة بانتشار مقاطع فيديو على السوشيال ميديا عن حفل الزفاف الاستورى لقاسم مهران وتلك الصغيره وأنه انقلب فجأه من حفل عيد ميلاد الى حفل زفاف.
فاشتغل غضبه وحقده واخذ يكسر فى كل شئ حوله وهو يرى اى فرصه لديه تتبخر كليا ويستحوذ ذلك الثلاثينى عليها اكثر واكثر. فهى الان اصبحت زوجته رسمياً.. ولكن يوجد أشياء كثيرة بلا تفسير فحالة جودى اليوم بالمدرسه لم تكن جيدة اطلاقا. يعلم تمام العلم أنها غير راضيه الان ابدا على اتمام هذه الزيجه. ولكن ماذا حدث ماذا حدث.. حقا لا يدرى ولكنه لابد وان يعرف.
.
فى مكان اخر بالحفل كان عادل يسير وهو يشاهد النساء والفتيات وكل واحدة منهن تحاول مشاغلته فهو من أصبح حاليا الآن. نظر نظره مطوله الى مها التى يحتضنها محسن وتغلفهم السعادة من كل مكان. وقف قليلا في حساب مع النفس وإعادة النظر في حياته المليئه بالعبث. العبث والعبث فقط. وربما بعض العمل الشاق بالنهار اما باقى اليوم يكمله فى العبث واللهو والانتقال من ملهى ليلى لآخر.. حتى قاسم استقام ووجد ضالته.. ولكن ماذا عنه هو.. وماذا يريد. أيضاً ماذا يفعل هو بحياته. إنه فى الثلاثين من عمره ولا يوجد لديه غد مشرق. رغم نجاحاته فى مجال رجال الأعمال والاموال التى يملكها لكنه حقاً لايرى الغد. اصبح بلا امس ولا غد. ذنبه انه ابن لاسره مفككه كل هم الأب ان يعمل ويعمل وزيد من أمواله والام تركض خلفه خشية أن تلتف حوله فتاه من فتيات هذه الأيام حتى أنهم تقريباً نسوا أن لديهم ابن. باتت الإتصالات بينهم شبه منعدمه إلا كل ثلاث او اربع أشهر مره. عنف نفسه كثيراً في هذه اللحظة لمجرد تفكيره فى الفصل بين مها ومحسن. فإن كان لايحبها ولا ينوى الزواج بها. لما يخرب حياتها وهى التى لم تسعى يوماً أن تكون بطله لفراشه ولو للدقيقة واحدة فاخريات غيرها فعل معهن ذلك ولكن هن يعرفون النهايه وهو كان فقط مجرد منفذ لرغباتهن ورغباته أيضاً. يعلم أنه مخطئ في ذلك أيضا وأنه هكذا قد فعل ما حرمه الله ولكن على الأقل لايحمل الذنب تجاه تلك الفتيات اما مها فهى كانت دوماً مثال للفتاه الخلوقه ورغم الإعجاب الذى لاحظه فى عيونها ناحيته من فترة كبيرة إلا أنها لم تحاول أن تلف شباكها حوله. كانت معحبه به بصمت. إذا فلما الان بعد أن وجدت من يعشقها ويدللها تريد أن تعيدها لك خصوصاً وهى حقاً أنثى جميلة من الداخل قبل الخارج وتستحق العشق والدلال.
لا عادل لاااا.. منذ متى وانت سئ هكذا. يجب أن تبتعد نهائيا وليسعدها الله.
لكن ماذا عنك انت ها... هل ستظل هكذا.
لا لن تصبح نسخه اخرى من والدك... لن تصبح مجرد اله تعمل بالنهار وتعاشر نساء الشوارع والحانات بالليل وتتزوج من امرءه لا تكن لها اى مشاعر فقط مظهر اجتماعى وتنجب منها طفل يصبح مثلك.. لا لا.
وفجأة اصطدمت به فتاه صغيره تحمل كوب من العصير الفرش. رفع نظره بسخط لكنه زال وقد اعجب كثيراً بغابات عيونها الخضراء ووجهها البرئ الطفولى.
مدت الفتاه بيدها احد المناديل سريعاً تحاول اصلاح ما افسدته قائله بارتباك:اسفه.. اسفه والله بس.. كنت بدور على جودى وو. اسفه.. جدا والله.
مد يده لها بإعجاب قائلاً :انتى تعرفى جودى.
الفتاه بتأكيد :اعرفها... دى انتيمتى.
عادل :انا كمان انتيم قاسم.. مد يده لها قائلاً :انا عادل... وانتى.
الفتاه:ريتال... 18 سنه... وصحابى بيقولولى يا ريتا.
عادل وهو على مشارف الوقوع فى العشق :إسمك حلو اووى يا ريتا.
ولكن صدح صوت من بعيد منادياً :ريتا.... ريتا
اقترب منها ذلك الفتى وهو ينظر لعادل بنظره متفحصه ثاقبه:مين الأستاذ.
ريتا:ده أستاذ عادل... صديق قاسم جوز جودى.. ثم اكملت وهى تقدمه لعادل:ده ايهم... اكبر مننا بسنتين.
مد ايهم يدع لها مصافحا بينما عادل حاول ان يستشف علاقته بهذه الصغيره التي كان على مشارف الإعجاب بها.
ايهم :انا بجد لحد دلوقتى مش عارف جودى ازاى اتجوزت بالسرعة دى.
عادل :الحب بقا يا...
ايهم بتهكم:ايهم... يااا...
عادل بنفس التهكم:عادل.
ايهم :اه... فعلاً عندك حق... الحب فعلاً. ثم نظر لريتا قائلاً :عقبالنا ياريتالى.
نطرت لها ريتال مبتسمة بخجل فقال عادل لنفسه بسخرية :أهلا.. طارت البت الى عجبتنى... وانت يعني متوقع واحد زيك ربنا هيصلح حاله كده بسهوله ويكافئه كمان بعد كل الى كان بيعمله... قابل بقا يامعلم قااابل... ابقى قابلنى لو واحدة عجبتك تانى بنفس السرعه كده.
استفاق من حديثه الساخر لنفسه والذى قد طال بعض الشئ ولم يجدهم بجواره إنما وجدهم فى حلبة الرقص بجوار محسن ومها. نظر لهم وهو يضحك بقوه. ثم مالبس ان قال بسماحة نفس وهدوء:ربنا يهنيهم.. تنهد مطولاً وقال:عقبالى. 8
وقف قاسم والدنيا لا تسعه من الفرحه وقد كتبت أخيراً حبيبته على إسمه ولن يجرؤ أحد على التفريق بينهم.
نظر لهابسعاده وهى تقف على أحد الطاولات مع صديقتين لها (ملحوظه الفرح أمريكى يعني معمول بالنهار ومافيش مكان ثابت للعرسين وبيتنقلوا عادى).
تحاول استيعاب مايحدث لها. وهى تكاد تجذب خصلات شعرها غيظا وهى مضطرة أن تفسر لهذا الكم الهائل من اصدقائها عن هذه التغييرات الجزريه المفاجئة. ولكن بماذا تفسر. ماذا تقول وهى لا تفسير ولا رد حقا لديها.
اتقول أنها عشقت من قبل رجل ثلاثيني مجنون. ام تقول أنها تفاجئت مثلهم.
ياللعحب؛يسألونها عن تفسير وهى التى تريد تفسير.
تحرك قاسم بهدوء نحوها واقترب منها محاوطا خصرها بتملك يستحقه الان وبجدارة. نظرت بحنق ليده الملتفه حولها بهذا التملك الواضح قائله:شيل ايدك.
قاسم بتلاعب مدعى الصدمه:اشيل ايه.
جودى بغضب :إيدك.
قاسم ببراءه مصطنعة :ايدى إيه بس الى اشيلها ياروحي.. ده أنا من النهاردة هحط ايدى ورجلى وحاجات تانيه كمان. قال الاخيره بسفاله وغمزه واضحه دقت ناقوس الخطر لديها وهى تحاول استيعاب موقفها كزوجه له الان. قليلاً وسينتهي هذا الحفل ويختلى هو بها... اغثنى يا الله.
فى البداية كان رد فعلها الصدمه من حديثه الجرئ الوقح.. ولكن مالبثت ان حاولت تصنع الثبات وهى تلتفت لصديقتها عبر الفيس بوك التى دخلت من باب الحفل ولفتت كل الأنظار لجمالها الطفولى الهادئ.
جودى بسعادة وهى تصفق كالاطفال :هييييه... ملييييكه... ايه ده بس مين عزمها.
رد هو من خلفها وهو يميل على اذنها هامسا:انا. نظرت له بتفاجئ فهى صديقتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا أحد غير ريتال يعرف بها.
قاسم بعشق:انا اللى بعتلها الدعوه... انا اعرف عنك كل حاجه ياعشق قاسم حتى صحابك اللى على فيس بوك.
نظرت له للحظات بحب متبادل ولكن اقتراب مليكه منهم اوقف نطراتها له.
مليكه بشقاوه:أهلا اهلا بجودى هانم الى بتتجوز من ورايا.
جودى بمرح:إذا كنت أنا اتجوزت من ورايا. ضحكت مليكه بقوه وهى لا تدرى أنها الاخرى قد تزوجت من ورائها فالاثنان يجمعهم قدر متشابه بعض الشئ رغم اختلاف الظروف والقصة (عرفتوها... اكيد لسه.. لأن دى مليكه بطلة رواية إنصاف القدر الى لسه هتتكتب بعد اما اخلص شهد حياتى).
جودى معرفه اياها لقاسم:مليكه مكرم الخطيب.. صاحبتى جدا زى ريتا كده.
قاسم باحترام :أهلا وسهلا... انتى قريبه عامر الخطيب.
ارتبكت مليكه بعض الشئ قائله :ااا.. اها.. ابيه عامر يبقى.. ابن.... قاطعها قاسم مرحبا بمن خلفها :اهلا اهلا.. كده برضه يا مان من ساعة الخطوبه مش عارفين نتلم عليك.
اما عامر كان ينظر بوله وعشق لتلك الصغيره التي ستودى بحياته يوما بينما هى تنظر ليده التى تتأبطها ابنة خالته وخطيبته.
عامر بعد وقت:مبروك يا قاسم... ماعلش كنت برا مصر والله.عموما الف مبروك يا صاحبى فرحتلك جدا.
انسحبت جودى ومليكه وذهبوا ليقفوا بجوار ريتال وايهم.
بعد وقت من الحفل.
تقدمت دنيا بخطوات مهتزه حاقده وفاشله أيضا فبرغم كل ما فعلته إلا أنها فشلت وبقوة فلم يجدى شئ نفعاً امام عشقم الجارف. ولكن لابد وأن تبقى فى الصوره فلا أحد يدرى ماذا سيحدث غداً. وطالما قاسم لم يعنفها او حتى يطلب تفسيراً لما حدث يومها إذا فهو لم يشك بعد بأمرها. فلابد الاتثير حولها الشكوك وأيضاً لتقترب لترى موعد الفرصه السانحه فهى لن تيأس أبدا.
وقفت أمام قاسم قائله بابتسامة مزيفة :مبروك يا قاسم.
نظر لها بغموض حاول الا يطول كثيرا وقال :الله يبارك فيكي يا دنيا.
وقفت معه تحاول تبادل اطراف الحديث وايضا كمحاولة لجس النبض كى تعرف على نواياه لكى تأخذ حذرها وهو لم يكن بغافل أبدا عما يدور بخلدها لكنه سيتلاعب بها أيضاً كما فعلت وإن كان لا يحبذ ذلك ابدا وخصوصا الان وهو على مشارف حياة جديدة وفرصة عظيمة من الله بها عليه.
اما عند جودى كانت تقف مستمتعه ومبهوره أيضاً من جو الحفل والتنظيم الهاائل الذى انساها موقفها من قاسم ولو مؤقتاً وبدأت تستمع بالحفل مع اصدقائها وأصدقاء مها متجنبه تلك النساء زوجات رجال الأعمال والتى اصبحت تشفق عليهم حقاً.
بينما هى تضحك بقوه مع مليكه اذ بها ترى قاسم مازال يقف مع تلك الحرباؤ غير مبالى بأى شئ ولا لها او لمشاعرها او حتى يحاول ولو بالكذب قطع علاقته بها كاعتذار بسيط عن الموقف الأكثر من مخجل الذى شاهدتهم فيه. ولكنه وعلى عكس ذلك يقف معها بكل بحاجه وهو يضحك بقوه.
مليكه وهى تلاحظ نظراتها لهم:جودى... هى دى.
جودى:هى... همت بالتوجه اليهم بغضب عاصف فاستوقفها مليكه وريتال بصوت واحد قائلين :رايحه فين يا مجنونه.
جودى والشر يتطاير من عينها بطفوله فأصبحت قابلة للأكل :هكسرله الجى وابطحله الدى.
شهقت الفتاتات وقالت مليكه:يالا نروح نلحقها دى مجنونه.
ريتال وهى ترتشف باقى المشروب:سبيها تاخد حقها منه... زودها الصراحه... طب يستنى يومين حتى... رجاله بجحه.
نظرت مليكه تجاه عامر قائله بعبوس طفولى:اه والله... يحرموا علينا الحاجه وهما مقضينها. 3
ذهبت جودى بجنون ناحية قاسم وهى لاا تنوى على خير ابدا. وقفت امام دنيا التى تأففت بوضوح وقالت :إيه يا قاسم بيه مش هتعرفنى بيها... ولا اةبسسس انا نسيت هو انت هتفتحها حضانه يابيبى.
نظر لها قاسم باعين متسعه بزهول على حبيبته التى لا تنسى شئ أبدا.
همت لإكمال حلقة التوبيخ التي جاءت مت أجلها ولكن لاحظت يامن الذى يبحث عنها بعينيه فقالت بخبث :سورى كان نفسى اكمل التعارف اللطييف ده بس... يامن جه.
ابتسمت دنيا بخبث وهى ترى قاسم احتدت عيناه بغضب وذهب خلفها بدون اى كلام ووجهه لايفسر ابدا. 2
وقفت امان يامن قائله :هاى يا يامن... مبسوطة انك جيت.
يامن بقوه :بس انا مش مبسوط ابدا ياجودى... ممكن تفهميني ايه اللي حصل ده.
قاطعهم قاسم بصرامه وهو يقف كعازل بينهم واضعا جودى بالقوة خلف ظهره واشرف هو بقامته المهيبه على يامن قائلاً بقوه وهو يعصر كفه مدعيا المصافحه بين يده :اقولك انا.... الانسه الى انت كنت هتتجنن وتقف تتكلم معاها دلوقتي بقت مدام قاسم مهران.... يعنى اتجوزنا... ومش مسموحلك خالص تقف تتكلم معاها انت فاهم.
يامن بحدة :انا مش اى حد وانت عارف كده كويس... انا اقربلها منك. نظر خلفه بخبث ومكر قائلاً :على الاقل انا عمرى ما خنتها.
اشتعلت اعين قاسم وقد تأكدت ظنونه فهو من ساعد دنيا فى مخططها القذر.
كانت كلماته بمثابة تجديد لعقل جودى الذى اشتعل غضبا مما فعله قاسم بالأمس واجبارها على الزواج اليوم.
جودى بتحدى:سيبوا يا قاسم.
استدار لها بغضب قائلاً :نعم... جودى.. انتى اتجننتى.
جودى بقوه:بالعكس... كل الى هو قاله صح... هو اقربلى منك... انا فتحت عينى على الدنيا لاقيت يامن جنبى وصاحبى.. عمره حتى مافكر يصاحب بنت غيرى كل صحابه ولاد بس ولا عمره اهتم ببنت غيرى لكن انت بقا عملت ايه ها.. عملت ايه طول حياتك واخرهم لحد إمبارح.
نظر لها بتفاجئ وهو يرى عاقبة عبثه طوال حياته وفعل ماحرمه الله.
قبض على يدها بتملك حازما أمره فما فعل كان من الماضي وقبل ان يعرفها.. الله غفور رحيم وهو لم يكن بمستلذ بما كان يفعله بل على العكس تماما. وقد اتته الفرصه من الله كى يتوب إليه حتى وإن كان الدافع إليها عشقه لجودى فهو على الأقل قد تاب. فغيره ورغم عشقه لزوجته او حبييته يظل على معصيته وهو ليس بزاهد او ناسك. بل هو بشر يحتاج لداعم يقومه على التوبه.
صار بها وهو يحملها بقوه بعدما باغتها بحركته تلك مسيرا بذلك حقد يامن وغيرته وهو يراه يصعد بها لأعلى والجميع يضحك بقوه وهم يرونه بات مجنونا بها حد الهوس ولم يستطع الانتظار لاكثر من ذلك.
خرج يامن وهو يشتعل غضبا وغيظا متوعدا لهذا القاسم وبشده.
اغلق الباب خلفه وحاولت هى ان تهبط ارضا من بين يديه وهى تقول بغضب :ايه اللي عملته ده.... منظرنا كان زباله اووى.
قاسم وهو يتقدم إليها بخطوات مدروسة :انتى هتتعاقبى عقاب جامد على الى عملتيه ده.
جودى بتحدى:عملت ايه يعنى... بقلد جوزى... مش انت دلوقتي بقيت قدوتى فى الحياه.. لاقيتك واقف مع صاحبتك فاوقفت مع صاحبى.
قاسم بحده:جوووودى ماتستهبليش ده مش اى صاحب وانتى عارفه.
جودى بلا مبالاة :لأ مش عارفة... وبعدين كنت قولت الكلام ده لنفسك... امبارح اقفشك معاها... والنهارده تقف تضحك وتهزر عادى.
قاسم محاولا الهدوء كى يبرر لها فهى لها كل الحق :ياحبيبتى أفهمى انا.... قاطعته برفض قائله :مش عايزه اعرف حاجه... ولازم انام دلوقتي عشان عندى مدرسه الصبح بدرى.
قاسم بزهول مما تقوله التى من المفترض انها عروسه:وراكى ايه... مدرسه.
جودى بتهكم :اه مدرسه... ولا فاكرنى هضيع مستقبلي عشانك.. يا بتاع دنيا.
قالت الاخيره بغيط وهى تتجه صوب المرحاض لتقوم بتغيير ثيابها.
وقف هو مبهوتا من تلك الطفلة التي غرق بها عشقاً وهو يندب حظه. فتح باب المرحاض وخرجت هى بغضب تجر اذيال ثوبها قائله بحنق طفولى:مش عارفة افتح السوسته.
ابتسم بخبث وهو يرى فرصته قد اتته وهو مكانه فمد يده يفتح سحاب الفستان ويده تسير على ظهرها الناعم بخبث يتخلله العشق قائلاً :ايه الجمال ده ياروحى.
كادت تذوب بين زراعى اول رجل عشقت وذابت به بدأ هو يرى علامات التقبل على وجهها الهائم وعيناها المغمضه بتأثر ولكنها تذكرت ما فعله. ففتحت عيناها فجاءه وذهبت مسرعة حيث المرحاض.
تنهد هو بقوه وهو يكتشف جانب جديد في طفلته وهى انها لاتنسى بسهولة مطلقا. ولكنه يعلم تمام العلم انها معذوره.
فى صباح اليوم التالى يقف فى الشرفه يدخن بغضب وقد نام أقل من ثلاث ساعات. وهو يتذكر أنها رفضت النوم بجواره رفضاً قاطعاً وذهبت للنوم على احد المقاعد. فتركها مرغما تحت عنادها إلى أن غرقت بالنوم وقام هو وحملها ووضعها معه على الفراش داخل احضانه واخد يتاملها بحب الى ان غفا بعد عذاب طويل وهى هكذا بين يديه ولا يستطيع الاقتراب اكثر كما يفعل اى زوج.
استيقظ في الصباح ولم يجدها بجواره فانتفض يبحث عنها فى كل مكان وهو يصرخ باسما وقد تجمع كل الخدم ووالديه ليعرفه ما به عريسهم.
إلى أن اخبرته إحدى الخادمات انها رأتها في الصباح تصعد إلى باص المدرسة قائله :العروسه راحت مدرستها يا بيه.
ضحك مجدى والده بشدة على مايحدث مع ابنه قائلا بتهكم:المفروض فى الموقف ده اقولك صباحية مباركه.. هههههههه بس بعد اللى حصل هقولك تتربى في عزك ياحبيبي.
انفجر جميع الخدم ضاحكين وكذلك والدته. فصفق هو الباب بوجههم جميعاً وقد ازداد ضحكهم على قاسم مهران زير النساء ونهايته على يد طفله تركت فراش من تركع تحت قدميه النساء لينالوا ولو ساعه به وهى تذهب للمدرسه حقا أمرا مضحك وبشده. 8
طالت السااعات وهو ينتظرها بعدما حاول الاتصال عليها فوجدها قد تركته بغرفتها. دقائق واحتدت عيناه مما ترتديه هى...........
***********
الجزء الرابع والعشرين
_ايه اللي انتى لبسااااااه دده.
صرخ بها قاسم بغضب وهو يراها بملابس غير يونى فورم المدرسه. شورت جينز قصير مع توب اسود كات بفتحة صدر كبيره وجاكت اسمر قصير وتاركه لشعرها البنى الجميل العنان.
تجمع والداه على صوته الغاضب وهو يصرخ بها وهى تحاول التماسك وعدم اظهار خوفها وارتجاف جسدها. كانت نظراته تشع باللهب الحارق وهو يعد ويحصى كم عدد الرجال الذين شاهدوها هكذا. ولكن اين ابدلت ملابسها. الى هنا ولم يستطيع تمالك نفسه اكثر من ذلك.
تقدم منها وهى تحاول اظهار القوه. قبض على معصمها بقوه وهو يقربها منه قائلاً بعنف:غيرتى هدومك فين... الخادمه قالت إنك لبستى لبس المدرسة وركبتى الباص..... فين اليونى فورم ها.... وايه اللي انتى لبسااااااه دده.
نفضت يده بقوه قائله:انا البس إلى انا عايزاه.... انت مالك بلبسى.
قاسم :شكلك ناسيه انى جوزك من امتى وانتى بتلبسى كده.
همت للاعتراض من جديد فقبض على رثغها بقوه وسحبها معه لأعلى.
وقف والديه ينظرون لاثره بزهول وهم لا يصدقون مايحدث حقا.
بالأعلى سحبها للداخل واغلق الباب خلفه بعنف اهتز له سائر جسدها.
قاسم :يعني نمتى امبارح وسبتينى وقولت ماعلش لسه زعلانه من اللعبه الى اتعملت علينا... لكن تصحى الصبح وتروحى مدرستك واقوم ادور عليكى زى المجنون يقولولي إنك روحتى المدرسة.... لا وكمان جايه لابسه إلى انتى لابساه ده.... ايه القرف ده... من امتى بتلبسى كده اصلا.... ايه القرف ده وغيرتى هدومك فين اصلاً.
جودى:وانت مالك... انا حره.
قاسم بغضب:ايه اللي حصلك ايه اللي جرالك... من امتى بتردى كده.... من امتى اصلاً بتلبسى كده.
جودى بقوه :من ساعه مالعبت بيا... من ساعة ماخوتنى... جودى المؤدبه الى بتقول نعم وحاضر خلاص ماتت اول امبارح... والى قدامك جودى الجديده.
قاسم وهو يتقدم منها ويتحدث بثقه:مش هتقدرى.... أصلاً مش هتعرفى ولا هينفع تبقى بنت مش كويسه.... انتى اتخلقتى عشان تبقى جميلة وبريئه.
اقترب منها وهو يحدثها يتلمس كتفيها العاريتان. أما هى ادمعت عيناها وهى تبكى قائله:ليه يا قاسم.... انا حبيتك اووى يا قاسم... ليه عملت فيا كده... ليه وجعتنى كده.
قاسم وهو يحتضنها بقوه:والله ماعملت حاجه ياروحى... ده فخ ووقعت فيه... لعبه اتعملت علينا.. انا بحبك يا جودى.. وعمرى ماحبيت حد قبلك... ومش عايز احب بعدك... صدقينى انا بعشقك..لو فى حاجة اكتر من العشق يبقى هى شعورى بيكى. انتى هوايا اللى بتنفسه ياجودى
جودى بشهقات:بس انا شفتك... شوفتك زى ماشفته.. انا وماما.. هو كان واقف.. انت كنت واقف... كانت تتحدث بتلعثم وبكاء وهو يحتضنها بقوه. وفجأه تداخلت المشاهد امامها. هى امام ابيها وعشيقته.. وتقف والدتها امام قاسم ودنيا. وفجأة سقطت والدتها أرضا.. وهى تصرخ عليها الا تتركها وحيده.
جودى بصراخ:مااااااماااااا... لا ياماما..... لا ماتسبنيش لوحدي..... مين هيسال عليا غيرك.... مين هياخدنى فحضنه لو قومت بالليل خايفه... ماما اوعى تسبينى... عشان خاطرى ياماما.. ياماما... ياماما... انا خايفه وانا لوحدي ياماما... ماما انا سقعانه... خودينى فى حضنك دفينى من الصقعه ياماما.... ياماااااااااماااااا.
ادمعت عيون قاسمه وقد تقطعت نياط قلبه وهو يستشعر التفاصيل الصعبه التى عاشتها صغيرته وحدها تتذوق مرارة اليتم وعدم سؤال والدها عنها.
ماذا فعل هو.. ماذا فعل. جدد حزنها من جديد بدل من ان يكون هو راحتها وعوضها من الله. سب دنيا ويامن تحت انفاسه. وهو يهدهدها كالاب وطفلته. الى ان غفت بين احضانه ودموعها مازالت على وجنتيها.
دثرها جيدا وهو غاضب بشده من الحاله التى وصولوا لها وعلى حال صغيرته وماعانته أيضاً ووالدها الذى تركها تعانى وهو على قيد الحياة. لولا انه والدها لعاقبه جيدا على مافعله ولكن هو بالاخير والدها يعلم أنها لن ترضى بأن يحدث له شئ.
ظل بجانبها يتأملها حتى هدا قليلا من غضبه. ولكن بدأت رغبته بها تزداد فهب من مجلسه سريعاً قبل الا يستطيع السيطرة على حاله.
هبط الدرج فوجد والديه مازالا جالسين وبنظرة واحدة علم الموضوع الهام جدا الدائر بينهم.. وبالتأكيد هو. وهل يوجد غيره. نظر والده تجاهه قائلاً :ههههههههه.. اهلا اهلا بعريسنا الأسد... يارب تكون موفق.... ههههههه مالك بس... شكلك مش موفق ولا ايه.
استغرب قاسم كثيرا من نبرة التلاعب الجديدة كليا على والده فهو دائما وقور صارم رجل قانون جدى. ولكن ماذا حدث.
قاسم بتهكم:ايه ده يا سيادة المستشار... مافيش محكمه النهاردة ولا ايه... معقول يعني ده انت عمرك ماغبت يوم واحد... لا اكيد فى معجزه كونيه حصلت.
يحيى :هههههه المعجزة الكونية فوق فى اوضه ابنى.... هههههههه. شكلها جايه من المدرسة تعبانه هههههههه المدرسة بتهد الحيل برضه هههههههههه مش قادر بجد.... اول مره اضحك كده... قال وقاسم مهران وزير نسا واخبار وبتاع.... ههههههه... شكلك كنت بتدفعلهم عشان يكتبوا كده... ههههههههه.
نوال:لا يايحيى مالكش حق... ايه اللي بتقولوا ده ههههههههه.
زاد غضب قاسم من والده وصعد لأعلى مره ثانيه. فزادت ضحكات يحيى.
نوال:مالكش حق ابدا يا يحيى... زعلت الولد.. مش كفاية عليه الى هو فيه.
يحيى :ههههه.. سبيه خليه يتربى بقا ويستقيم... ولا انتى كان عجبك حياته والسهر والستات... عارفه رغم انى كنت معترض جدا على البنت دى... ولسه لحد دلوقتي معترض برضه... بس هى دى اللى هتربيه.. ههههههه والله برافو عليها قدرت تعمل الى احنا ما قدرناش نعمله.
دخل الخادم قائلاً :الجرايد يابيه.
يحيى:هات يابنى... وروح انت.
انصرف الخادم وبدأ يحيى بتصفح الجرائد كالمعتاد.
يحيى :ههههههههههه.. شوفى شوفى... هههههه شوفى كاتبين عن ابنك ايه.
تناولت نوال الجريدة وهى تقرأ بصوت مسموع:جودى محمد عروس زير النساء تصعد باص مدرستها صباح زفافها من قاسم مهران رجل الأعمال المعروف.... يانهار ابيض دول حاطين صورها وهى بتركب الباص كمان.
يحيى :ههههههههه... انا ماشوفتش كده قبل كده هههههههههه.
نوال:احنا لازم نوقف الأخبار دى عند حدها.
يحيى :ههههههه لا سبيهم خليه يتربى
ثوانى وكان قاسم يهبط الدرج من جديد بعصبيه وقد ابدل ثيابه للخروج. واتجه ناحية الباب.
يحيى :هههههههه تعالى يا اسد.. تعالى.. رايح فين... هى العروسة عملت حاجة غلط في المدرسة ومحتاجين والى أمرها ولا ايه.... هههههه.
قاسم بعصبيه :بابا لو سمحت.
نوال:تعالى ياقاسم شوف الأخبار الى مكتوبه عنكو.
تقدم منهم والتقطت الجريده وقرأ مافيها ووالدها يضحك بقوه.
يحيى :هههههههه.. انقلب السحر على الساحر.... يارافع راسى يا اسد.
نظر له قاسم بحنق ثم اتجه للخارج وسط ضحكاتهم المتزايده عليه.
يحيى :طب بلاش اسد... تعالى ياسبع.ههههههههه. 7
بعد مده طويله من القيادة فى شوارع القاهرة. توقف فى أحد الشوارع الهادئة بعض الشئ واخذ يفكر.. يعلم أن هذا اليامن ليس يهين ولن ييأس ابدا كذلك لن يقول الحقيقه ابدا. أخذ يفكر ويفكر.
ثم التقط هاتفه وضغط على احد الارقام وانتطر الرد :يا عريسنا.... اخبار الجواز ايه....يارب تكون موفق
قاسم:عادل ركز معايا كويس... نص ساعة وتكون جايبلى عنوان منى السكرتيره وتستنتانى عند بيتها سامع.
عادل:انت اتجننت ياقاسم... ده انت لسه متجوز امبارح... لحقت تزهق من جودى وتخونها ومع مين... منى السكرتيره.. ماهى كانت قدامك.
قاسم:عادل.. نص ساعة وتكون واقف مستنينى وهناك هتفهم.. انا مش طايق نفسى.
واغلق الهاتف دون أن يترك له فرصه للرد.
بعد مده كان يهبط من سيارته امام احد الأبنية السكنية الحديثه. ووجد عادل بانتظاره كما اتفق معه.
قاسم :يالا بينا.
عادل :استنى بس.. مش هتفهمنى فى ايه.
قاسم:هتفهم فوق. وتركه وصعد هو.
سار عادل خلفه وهو يزفر بحنق:اووووف.. مابحبش ابقى ماشى على عمايا كده.
توقف امام شقة منى وقام بدق الجرس ففتحت لهم باب شقتها.
منى بزهول :قاسم بيه وعادل بيه.
والدتها من الداخل :مين يا منى.
قاسم :ها يا منى... ماتقوليلها مين... ولا مش هترحبى بيضيوفك.
منى :ها..... لا طبعاً طبعا... اتفضلوا.
والدة منى :مين يابنتى.
قاسم :انا قاسم مهران مدير منى فى الشغل.. اسفين على الازعاج بس فى شغل مهم منى هى الى مسكاه ولازم تعمله حالا.
والده منى :لا أهلا وسهلا.. اتفضلوا يابنى اتفضلوا.
تقدموا للداخل وقاسم ينظر بقوه لمنى المرتبكه بشدة من كشف أمرها.
والدة منى :تشربوا ايه يا بنى.
قاسم:ماعلش هنتعبك بس ممكن قهوة مظبوط.
والدة منى:ولا تعب ولا حاجة... ده انتو نورتونا.. ثوانى يابنى.
نظر قاسم تأثرها ثم نظر لمنى قائلاً :طيبه اووى امك يامنى... بس ياحرام هتزعل عليكى قريب.
نظرت له منى بذعر ونظرت لعادل الذى يلتزم الصمت لانه حقاً لا يعلم شئ.
ابتعلت ريقها بصعوبه قائله:ق. قاسم بيه.. هو فى ايه.
قاسم :انتى عارفه كويس اوووى فى ايه... مين فيهم اللى اتفق معاكى. يامن ولا دنيا ولا الاتنين.
منى بتلعثم :يامن مين.. و دنيا مين.. انا مش عارفة حضرتك بتتكلم عن مين.
قاسم:دايماً غبيه كده... طب يامن مش عرفاه وهنقول ماشى.. لكن مش عارفة دنيا.. دى عايشه في مكتبى... مش تبقى زكية كده وانتى بتكدبى.
ثم اقترب منها قائلاً بفحيح:حظك الأسود انك لعبتى معايا انا.
منى بتلعثم :يا قاسم بيه انا.
قاسم مقاطعا اياها:عارفة يامنى.... انا ماليش فى الدم... بس انا ممكن اعمل الى اكتر من الدم... أقل حاجة ممكن اعملها إنك بعد ما اكيد طبعا تترفدى من عندي م هتلاقى ولا شركه ولا حتى محل بقاله يشغلك عنده وانتى عارفه اني قادر اعمل كده... ودى هتبقى أقل حاجة اعملها اصلاً..... ها.. ايه قولك فى كلامى.
منى:حضرتك عايزنى اعمل ايه وانا اعمله.
قاسم بابتسامه سمجه:برافوا يامنى... انتى هتيجى معايا كده زى الشطوره تحكيلها على كل حاجه.
منى:هى مين.
قاسم:جودى هانم... مراتى.
وبدون حديث أماؤت له منى سريعاً وذهب كى تبدل ملابسها.
بعد مده من الوقت ترجلوا جميعاً من سياراتهم ودلفول داخل الفيلا.
نظر يحيى للفتاه التى معهم قائلاً :ههههههههه ايه يا قاسم انت جايب واحده تثبتلنا انك جامد. ههههههه.. خلاص ياسيدي خلاص.هههههههه.
مال عادل على قاسم الغاضب بشده قائلاً :قاسم.... مش ده ابوك سيادة المستشار... هو ايه اللي جراله... ضارب استروكس ولا ايه.
قاسم:اهو من الصبح عاملنى تريقتوا ونازل ضحك عليا بس ماشى. افضاله بس.
يحيى :هههههه. ماتضايقش نفسك يا قاسم يابنى.. وماتثبتليش حاجة... ده أنا ابوك وستر وغطا عليك.. ثم أقترب منه هامسا:ماتقلقش فى اماكن بتعالج الحاجات دى.. ولا من شاف ولا من درى.
سمع رفح صوته قائلاً :هههههههه أن الله حليم ستار. 2
قاسم بغضب :يا وادد... وداد.
وداد الخادمة :نعم يابيه.
يحيى :ههههههه وداد كمان.... هههههه اتنيل انت قادر على واحده.
عادل :الله... مانبى يا عمى خليك كده يومين. النسخة دى احلى من نسخة المستشار.
زفر قاسم بغضب قائلاً للخادمه:وداد اطلعى صحى جودى هانم وخليها تلبس وتنزل.
وداد:حاضر يابيه.
وقف عادل بحوار يحيى ينظرون لوداد وهى تصعد السلم فوضع عادل يده على كتف يحيى والد قاسم وكأنه رفيقه من نفس عمره:بس جامده وداد.
يحيى :امها اجمد الصراحه.
عادل بتفاجئ:ههههههاااااااااى. بصره.. ده انت لاعيب قديم.... وانا اقول برضه قاسم طالع لمين.
يحيى مدعيا الجديه:احممم.. ولد... ايه اللي بتقولو ده... انا سيادة المستشار يحيى مهران... ايه الكلام الفارغ ده.
عادل وهو يقرصه فى جانبه فضحك يحيى :مستشار ايه بقا ماخلاص.. لا ده انا هفكنى من ابنك ده واصاحبك انت... يالاعيب انت يا قديم.
يحيى بزهو:ايوه امال انت فاكر الواد ده طالع لم.... قاطعهم قاسم بغضب :بسسسسسس.... ايه... عيلين هاربنين من المدرسه... انا فى مشكله وانتو قاعدين تتفرجوا.
قطع حديثهم صوت جودى وهى تهبط الدرج بهدوء تنظر لمنى التى تقف خلف قاسم.
وقفت أمامهم وحيت باحترام يحيى الذى مال على عادل وكأنه رفيقه قائلاً :لا بس جامده... صغيره بس وزه... واقع واقف الواد ده برضه.
عادل :اموت واعرف عامل دماغ ايه.
يحيى :ولد عيب.
عادل :لا عيب ايه ماكنت كويس.. هو حبه كده وحبه كده.
قاسم:خلصتوا وشووشه ولا لسه.
زفر انفاسه بغضب ثم نظر لجودى التى تنظر لهم ولا تفقه شئ قائلاً :جودى انا جبتلك منى لانهم كانوا متفقين معاها... هى هتقول كل حاجه وهتعرفى انى ماعملتش حاجة.. ثم نطر لمنى بغضب قائلاً :قوليلها كل حاجه.
منى:....
قاسم بحده:انطقى.
منى بتلعثم :اااا.. دنيا هانم اتفقت معايا انى بعد ماتمشى اتصل بالسواق بتاع قاسم بيه واقوله ان المرتبات نزلت وبكره اجازة وانا عارفه انه محتاجها جامد ونص ساعه والقبض هيخلص ولو اتاخر مش هيلحق يقبض.
قاسم بعضب:سكتى ليه... ماتكملى.
منى:والله يا قاسم بيه ده اللى اعرفه... دنيا هانم رفضت تقولى اى تفاصيل تانيه... حتى لما حاولت اعرف قالتلى ان ده دورى وبس كده وهاخد عليه مبلغ محترم.. انا والله ما اعرف اى حاجة تانية.
قاسم وهو يقبض على خصلاتها بقوه حتى صرخت:انتى هتسطعبتى يابت انطقى.
جودى بخوف:قاسم.. سيبها.
قاسم:دى بتلعب معايا انا.. انطقى احسنلك.
يحيى :قاسم انت اتجننت... هتمد ايدك على واحده يا قاسم.
ابعده عادل بصعوبة عنها فقالت بخوف ولهاس:والله.. والله ياقاسم بيه انا حاولت اعرف حتى من باب الفضول وعشان مابحبش ابقى داخله لعبه على عمايا بس هى مارضيتش تتكلم وقالتلى هو ده دورك فى اللعبه بس.
عادل :دنيا سافرت لبنان النهاردة الصبح ومش هنعرف نيجبها دلوقتي يا قاسم.
نظر قاسم تجاه جودى وجدها تنظر لهم وهى فى حالة تيه لا تعى شئ اتصدقهم ام ماذا.. تخشى ان تصدقهم وتكتشف فى النهاية انها لعبه جديدة من قاسم.
لكنها قررت وقالت :بعد اذنكوا يا جماعه انا عندى مذاكرة كتير.
قاسم باستنكار:نعم ياختى... يعنى بعد الفيلم ده والكلام ده هتمشى كده من غير ولا كلمه.
نظرت له ولم تتحدث ووجهت حديثها ليحيى قائلة :عنئذن حضرتك ياعمو.
يحيى بجدية :اتفضلى يابنتى.
قاسم بعضب:جودى... استنى عندك... المفروض تستأذنى منى انا... انا إللى جوزك.
جودى :لو سمحت يا قاسم.. انا محتاجه ابقى لوحدي وافكر.
يحيى :سيبها يا قاسم... انا فاهمها... هى فعلا محتاجه تفكر... مش جايز انت اللى محفظ البنت دى الكلمتين دول.
اكلت جودى صعود الدرج بينما صرخ قاسم قائلاً :ايه اللي بتقولو ده.. انت ابويا انا ولا هى... معايا ولا معاها.
يحيى :انا راجل قانون... بشتغل بالادله والبراهين... وانت دليلك والشاهد إلى معاك مش قوى... عشان كده انا لحد دلوقتي معاها هى.
قاسم مستنكرا :ايه يا سيادة المستشار... مش دى جودى اللي ماكنتش موافق عليها.
يحيى :ومازلت بس لمعلوماتك انا كنت معترض لأنها بنت بريئه وطيبه ونقيه ومش هتستحمل العالم بتاعك ده.. واهو اللى حسبتوا لاقيتوا.
ثم ذهب من امامه ودلف الى مكتبه فنظر قاسم لمنى قائلاً :مش عايز اشوف وشك فى مكان فاهمة.
منى :حاضر.... حاضر.
وذهبت سريعاً بخطى مهزوزه. نظر قاسم لعادل قائلاً :تعملى بكره اعلان سكرتير وعايزه راجل... فاهم... مش ناقصه الصراحه.
عادل:حاضر.... بس تعالى كده نخرج عشان تهدا وتفكر هتعمل ايه.
قاسم:عادل... انا مش رايح فى حته.
عادل :يالا ياقاسم مش شايف حالتك... مش هيتفع تقعد معاها وانت بالمنظر ده كده هتبوظ الدنيا اكتر.
زفر قاسم بغضب ثم سار معه للخارج كى يهدأ ويفكر جيداً. اما بالأعلى كانت جودى تجلس على مكتب جميل ملون خصصه قاسم لها كى تستذكر دروسها عليه. فكانت تقرأ قليلا مابيدها وتفكر قليلاً الى ان غفت فى موضعها.
فى منتصف الليل عاد قاسم من الخارج. وذهب لغرفتهم بشوق كبير لها بحث عنها فى كل مكان بجناحهم الى ان تذكر مكتبها الصغير الملحق بجناحها فذهب اليه سريعاً ووقف يتأملها بحب مبتسما على هيئتها وهى تجمع شعرها قطتين وترتدى منامه طفوليه وتغفو على مكتبها وسط كتبها. حملها بخفه وحب واتجه لفراشهم ولم يحررها من احضانه وهو مطبق عليها خوفا من ان تهرب أو يكون حلم جميل ويستيقط منه.
استيقظت صباحا وهى تبتسم براحه عجيبه لا تعلم سببها. ولكن ثوانى وعلمت السبب. انه حبيبها ورجلها الاول لقد غفت بين احضانه.. تتذكر انها قد نامت على مكتبها فابالتاكيد هو من حملها لهنا. لكنها تذكرت سريعاً احداث الامس فنهضت بسرعه وادت روتينها وذهبت للمدرسه.
استيقظ فى منتصف اليوم على صوت هاتفه برقم غريب
قاسم :الو.
المتصل:.....
قاسم:ايوه انا ولى امرها.
المتصل:........
قاسم :ايه... انا جاى حالا.
نهض سريعاً وارتدى اول ثياب جاءت امامه واخذ هاتفه ومفاتيحه ونزل سريعا متجاهلا نداء والديه عليه وخوف العالم يتملكه.
دلف سريعاً وهو لايرى امامه فوجد ريتال ومليكه اصدقائها يقفون خارج احد الغرف بخوف فوقف قائلاً فى ايه ايه اللي حصل.
ريتال:كنا بنلعب واحنا نازلين من على السلم فاتزحلقت وعقت على السلم كله.
هوى قلبه بخوف وسقط بين قدميه واندفع للداخل فوجد رأسها مضمضه بشاش وتجلس نصف جلسة على الفراش والطيب يقوم بمعاينتها. فاتجه اليها بسرعه ولهفه واخذها باحضانه بخوف وقلق وهو يقبل كل جزء بها مليكه وريتال يقفون خلفه.
قاسم من بين قبلاته:سلامتك.... سلامتك يا روحى... سلامتك ياعشق قاسم.
ابتعدت عنه قليلا فنظر لها ولكن ظن انها مازالت غاضبة لكن اتسعت عينيه وهو يسمعها تقول:انت مين... مين ده يا ريتا... مين ده يامليكه..........
↚
يقف وهو ينظر له بغضب وقد قبض على تلابيب معطفه الطبى صائحا :يعني ايه يعني.... يعنى هى فاكره الناس كلها وناسيه جوزها.
الطبيب بتلعثم وهو ينظر لمليكه :حضرتك هو ده اللي حصل... عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنة من عمرها.
قاسم وهو يتمسك به ويدفعه يميناً ويسارا:نعم.... انتو بتستعبطوا... اتصرف دلوقتي خليها تفتكرنى.
تدخلت مليكه قائله:لو سمحت ياقايم بيه هو هيتصرف فى حاجة زى دى ازاى... ثم نظرت للطبيب ابن خالتها قائله :ماعلش يا ابيه مازن هو بس متعصب ومش مدرك هو بيعمل ايه. 1
نظر لها قائلاً وهو يحاول فك قيد قاسم عن تلابيبه قائلاً :ايوه انا ذنبى ايه فى كل ده.... هى دى حالتها.
قاسم بحده:يعني هى دلوقتى فاكره الناس كلها الا انا.
مازن بزهق:يا استاذ بقالى ساعه بقرر كلامى هى ناسيه اخر سنه بكل أحداثها وشخصياتها... ابعتهالك رساله صوتيه مسجله.
ترك قاسم ملابسه فارتد مازن للخلف قائلاً :وياريت ماحدش يحاول يقول قدامها اى تفاصيل عن السنة دى لان ده غلط عليها حالياً. 1
قبض قاسم عليه مره اخرى بعدما كان قد تركه ولكن بعنف اكبر:نعم يا روح امك.
مازن بغضب:ايه يا أستاذ انت ماتحترم نفسك.
مليكه بغضب:قاسم بيه لو سمحت بلاش سيرة خالتو.
قاسم بغضب:خالتو... ده أنا هبعته لخالتك بفتيك تعمله على العشا... ده اتجنن بيقولى ماعرفهاش انى حبيبها وجوزها.
مليكه بتوتر:م. م.. ماهو ده عشان صحتها.. اه... ولا انت مش خايف عليها.
قاسم وهو يدفع مازن يمينا ويسارا مره اخرى:خليه يشوف حل.
مازن وهو يذهب مع يد قاسم يميناً ويسارا وقد انهارت هيبته امام المشفى كلها :أستاذ قاسم... لو سمحت... كده مش نافع...ثم جذب نفسه ويد قاسم معه ومال على مليكه حد الالتصاق قائلاً :ابوس ايدك انا اتمرمطت قدام الممرضين...خليه يسيبنى بقا.
_ايه اللي بيحصل ده.
صرخ بها احدهم بغضب وهو يرى ذلك المازن يميل على صغيرته بهذا الشكل.
التفتت له وهى تتمنى إلا يكون من بعقلها ولكنه هو تعرف صوته جيدا.
مليكه بخوف:ابيه عامر.
مازن بنبرة بكاء:كملت.
عامر وهو يبعد مازن عنها فجذبه قاسم الذى مازال قابض عليه أيضا :ابعد عنها انت اتجننت.
مليكة :ابيه عامر انا..
قاطعها قائلاً بحزم وحده:حسابنا بعدين مش هنا... سيبتى كليتك ليه.... وايه اللى جايبك هنا.
مليكه :وعرفت منين.
عامر بحزم:انتى هترضى على السؤال بسؤال.
قاسم بغضب:انا فى ايه وانتو فى ايه. 2
نظر لمازن بغضب:وانت يادكتور البهايم انت.... تشوفلى حل حالا تخليها تفتكرنى.
عامر وقد انتبه للتو لقاسم:قاسم... بتعمل ايه هنا.
قاسم بغضب:مراتى وقعت واتعورت جابوها المستشفى هنا على أساس أنها مستشفى خاص ونضيفه وكده... فا الاقى البيه بيقولى انها مش فكرانى انا بالذات.
مازن :يا استاذ قولتلك م فاكره اخر سنه.
قاسم وهو يهزه بغضب:ايوه ماهى اخر سنه دى اللى انا كنت فيها.
عامر وهو يكبت ضحكاته المتشفيه فى مازن:يا قاسم اهدى بس عشان نفهم... مش كدة... الراجل اتهزء خالص.
قاسم بغضب وهو مازال يحركه يميناً ويسارا :اهدى... اهدى ازاى اذا كان بيقولى حتى أنى ما احاولش افكرها بأى حاجة دلوقتي... انا اللى اسمعه لما حد بيحصل معاه كده يقولو لاهله احكوله عن حياته يمكن يفتكر.... مش زى ما الحيوان ده بيقول.
مازن وهو يرفع اصبعه باعتراض:لو سمحت... دى إهانة انا لايمكن اقبلها ابدا.
نظر لمازن وهو يضيق عينيه قائلاً :انا قولت الواد ده دكتور حمير ماحدش صدقنى... شكله مايضيش حتى على سباك.
مليكه بغضب:لو سمحت بقا كفاية اهانات... وبعدين ايه دكتور حمير دى... ده حتى لسه كاشف على مراتك... لاحظ انك كده بتشتمها هى كمان.
عامر بغضب :وانتى بتدافعى عنه ليه.
مليكه :مش ابن خالتى وعمال يمطوحه فى ايده يمين وشمال لما يا قلب امه اتبهدل خالص.
مازن بمزاح وهو يمص شفتيه:حبيبتشى. 3
عامر وهو يدعى الهدوء مقتربا من قاسم وياخذ مازن بدلاً عنه :لا سيبهولى يا قاسم.
قاسم بغضب :سيبنى ياعامر.
عامر بإصرار :لأ لا سيبهولى... والله ماحد مربية غيرى.
ثم نطر الى مليكه قائلاً من بين اسنانه:روحى العربية وماتخرجيش لحد ما اجيلك.
مليكه بخوف وتوجس:بس جودى.
عامر:ولا كلمه.... يالا نفذى.
انسحبت هى بخوف بينما استدار الاثنين لهذا المسكين ونظر لبعضهم ثم دخلوا به الى احد الغرف. 1
من يقف بالخارج يسمع فقط أصوات تكسير وضرب فقط وانات ضعيفه لشخص. وبعد دقائق خرجوا وكأن لم يفعلول شئ. وضع عامر نظارته بهدوء وتحرك خارجا وهو يقول لقاسم:هجيلك اطمن عليكو بالليل... الف سلامه على المدام.
قالها بهدوء وهو ينصرف بينما تحرك قاسم فى الاتجاه الاخر ناحية غرفة جودى وهو يتمتم:مداد.... مايعرفش اللى بيحصلى... شكلى هتربى من اول وجديد.
فى احد الغرف بالمشفى كانت تجلس على الفراش وبجانبها ريتال صديقتها يتحدثون بخفوت. ثوانى ودلف قاسم دون ان يطرق على الباب فصرخت به قائله :انت ياكابتن انت... انت تانى... وازاى تدخل من غير ماتخبط... وازاى تدخل اصلاً.
قاسم بعضب :جودى.
جودى وهى تنطر لريتال:هو يعرفنى.
فى هذه اللحظة دلفت مها وهى تلهث من شدة الركض واخذتها باحضانها بلهفه قائله :جودى حبيبتي... انتى كويسة.. ايه اللي حصل.
جودى ببراءة :مش فاكره.
مها لريتال:ازاى مش فاكره... هو فى ايه.
ريتال بهدوء:وقعت واحنا بنلعب بس الوقعه جت جامده شويه... فاجبناها على هنا والدكتور بيقول عندها فقدان جزئى فى الذاكرة... ناسيه اخر سنه.
اتسعت اعين مها ونظرت تلقائيا لقاسم المحمر غضبا وهو يشعر انه مكتوف الايدى الأرجل امام مايحدث. ثم كبتت ضحكاتها بصعوبه فتحدث قاسم بغضب:مهاااا... مش ناقص والله.
جودى لمها:اووف يا مها... مين ده... وبيعمل ايه هنا ده واقف من بدرى اووى... لا وجه حضنى اول مافوقت... قليل الادب اووى يعني.
قاسم بحده:نعم ياختى.
ريتال مذكره اياه بتحذير:قاسم بيه... الدكتور قال ايه.
سب تحت انفاسه بغضب بينما نظرت مها لريتال بتساؤل قائله:قال ايه.
ريتال وهى تنظر بتشفى ناحية قاسم :قال ممنوع نحكيلها اى تفاصيل عن السنة اللى هيا نسياها دى عشان عقلها مايحصلش عليه تشوش وهى مع الوقت هتفتكر لوحدها أن شاء الله.
قاسم بغضب:اد اية بقا ان شاء الله.
جودى باستنكار:يا اخى انا مش عارفة انت مالك.. وواقف هنا ليه وبتسأل ليه اما امرك عجيب والله.
قاسم وهو ينظر لمها وهو لا يتسطيع التحمل اكثر من ذلك فدقيقه اخرى وسينفجر:مها... تعالى برا عايزك.
اماءت له بزهول وخرجت خلفه.
وقفت امامه بصمت واستغراب فقال :ايه اللي هيحصل دلوقتي.
مها باعين متسعه وبلاهه:مش عارفة.
قاسم بحده كى ينبهها:مهاااا.. فوقى معايا كده انا على اخرى أصلاً.
مها :ها... فى ايه.
قاسم:ها. ايه... ها ايه.. بتقولك مش فكرانى لا وممنوع انى افكرها... هنعمل ايه... ولما تخرج هتروح على فين.
مها:هو على حسب تعليمات الدكتور كده هى ماتعرفش انكو متجوزين فالمفروض هترجع على بيتى انا وهيا.
قاسم بغضب :ماهو ده اللى شاغلنى ومعصبنى... انا مستحيل اسمح بكده... مش هتخرج من بيتى مستحيل.
مها :طب هنعملها ازاى دى والدكتور قايل ممنوع نتكلم معاها فى اللى فات.
قاسم :مش هنغلب... نألف اى قصه.
مها: زى ايه.
قاسم بتفكير:انتى هتجبيها وتيجى تعيشى معاها... على اساس انكو قرايبنا.... وبيتكوا فيه مشكله وعايزه تصليح وانتو قاعدين عندنا يومين.
مها:ازاى بس... هى ناسيه اخر سنه مش عمرها كله... وجودى عارفه قرايبى كلهم... اكيد مش هتدخل عليها.
قاسم:مافيش حل غير ده.... بصى... هتقوليلها ان امى كانت صاحبة امك من زمان وكانت مسافره ورجعت من السفر واما عرفت اصرت انكو تقعدوا عندها... اوكى.
مها:وتفتكر هتدخل عليها... جودى زكية جداً.
قاسم بغضب وقلة حيلة:عندك حل تاني.
مها بحيره:لأ.
قاسم:طيب شوفتى الى انا فيه... مافيش قدامى حل تاني عشان تبقى تحت عينى غير كده.
زمت شفتيها بيأس وقالت :امرى لله... هى ممكن تخرج امتى.
قاسم:انا رايح لدكتور البهايم اهو هو قال هيكتبلها دلوقتي على خروج.... هشوف ايدو هتعرف تكتب اصلا ولا لا.
مها باستغراب:ايه..ليه.
تدارك هو الموقف وقال وهو يغادر:ها... لا مافيش مافيش.
نظرت لاثر بزهول من كمية الاحداث وغرابتها. 1
دلفت الى غرفة جودى وجدت ريتال تتحدث في الهاتف مع والدتها ثم اغلقته قائلة :انا لازم امشى دلوقتي عشان اتاخرت على ماما.
جودى ومها :اوكى... خلى بالك من نفسك.
ريتال وهى تغادر :اوكى... باى.
تنهدت مها بقوه ثم نطرت لجودى قائله:الف سلامه عليكي.
جودى بابتسامة :الله يسلمك... عايزه ادخل اغسل ايدى ووشى حاسه شكلى مبهدل اووى.
ثم نهضت بسرعه فنهضت خلفها مها بخوف عليها قائله :استنى.. اساعدك.
جودى :تساعدينى ليه.
مها:يابنتى حتى عشان الشاش الى على دماغك ماتجيش عليه الماية.
مدت جودى يدها لما حول رأسها ونزعته قائله:ده.. انا مش عايزاه... انتى عايزاه.
مها ببلاهه:لا. مش عوزاه.
جودى وهى تتحرك :طب خلاص.
فاقت مها من صدمتها قائله:انتى مش متعوره... ومافيش دم ولا حاجة.
جودى بضحك :لأ.... هو راح فين.
شقهت مها قائله :انتى كنتى بتكذبى عليه.
تعالت ضحات جودى ومها تنظر لها بصدمه قائله:معقول... كل دى تمثليه منك.
جودى :باشتراك مليكه وريتال ومازن ابن خالة مليكه.
مها بصدمه:يانهار اسود... لا فهمينى بسرعه قبل ما يرجع إلى حصل.
جودى بتنهيده:عايزه اعرف الحقيقة وكمان اربيه.. كلمت مليكه واتقابلنا برا المدرسه واتفقنا انا وهى وريتا على الخطه دى... واللى ساعدنا اكتر مازن ابن خالة مليكه لانه دكتور هنا عشان كده جينا المستشفى دى ومليكه كلمت قاسم من ابليكشن بيغير الاصوات وقلد صوت الناظره. بس ده كل اللى حصل.
مها بزهول :انتو اطفال انتو... ده أنا وانا فى سنكوا كان كل طموحى ازاى اعمل خطة عشان اعرف احط روج وماما ماتزعقش.
صمتت قليلاً ثم قالت:ده جوزك حالته صعبه اووى.
ثم سردت عليها خطته كى تظل ببيته.
ضحكت جودى قائله :تصدقى وفر عليا تفكير كبير.... اصلى كنت بفكر فى خطه جديدة عشان أفضل عايشه فى بيته.
مها:وانتى عايزه تفضلى فى بيته ليه.
جودى بقوه :عشان يبقى قصاد عينى وكمان اعرف الحقيقه.. واربيه شويه... امال انا كنت بعمل كل ده ليه.... عشان اروح اقعد عندك. يافرحتى.
مها :دماغك سم.
جودى:بس هبله اووى الخطه بتاعته دى.
مها بتهكم:ماعلش على اد سنه... وجيله... ده انتو جيل ما يعلم به الا ربنا... قال وانا اللى كنت خايفه عليكى من قاسم مهران... تصدقى لأول مرة يصعب عليا فيها.
جودى بعبوس:يعني عاحبك حياته وإلى كان بيعمله.
مها :بصراحه لأ.
جودى :طيب... وبعدين اضمن منين انه بعد جوازنا بشويه ماترجعش ريما لعادتها القديمة.
مها بتنهيده:صح... ربيه يابت.
جودى بحماس :شوفتى.
مها:طب يالا يالا قبل ما ييجى... لاحسن يسمعنا.
وذهب الاثنان لكى يجمعوا اغراضهم وبعد مدة دلف قاسم دون أن يطرق الباب مجددا.
جودى بضيق:انت يا أستاذ انت... ايه اللي جابك هنا تانى وبعدين تانى بتدخل من غير ماتخبط... افرد كنت بغير. 3
صك على أسنانه بغضب بينما مها تنظر لها بذهول وهى تستكشف قدرات ابنة خالتها البريئه في التمثيل.
قاسم من بين أسنانه :مش انسه مها فهمتك انا مين.
مها مستدركه الموقف :اه.. اه يا جودى ده ابن صاحبه ماما الى حكيتلك عليها الى هنعيش عندها اليومين دول.
جودى مصطنعه الضيق :اوووف.. اوكى... يالا.
همت للخروج فهمست مها بحانبها قائله:ياختى براحه هتكشفينا المفروض إنك تعبانه.
استدركت فعلتها واصطنعت التعب وهى تسير ببطئ وهو يسير خلفها لو قتلها وقتل نفسه معاها سيكون افضل بكثير من مايحدث معه حالياً.
وصلوا امام السياره ففتح الباب كى يضع اشيائهم فيها وذهبت كى تجلس بالمقعد الخلفى.
قاسم بحده:انتى رايحه فين.
جودى :ايه هركب. ولا انت رجعت فى رائيك ومش هتوصلنا.... على فكره 100تاكسى تحت أمرنا وتاكسى ليه... نطلب اوبر.
اغمض عينيه وسب تحت أنفاسه من جودى الجديدة كلياً عليه الان... يتسآل على اثرت الوقعه على عقلها وشخصيتها... أم أنه ارتجاج بالمخ... ام ماذا.
قاسم من بين اسنانه :اركبى قدام جنبى.
جودى مصطنعه الحدة والرفض :نعم... لا طبعا.
مها :ااحودى.. خليكى قدام عشان المطبات ودماغك وكده.
جودى بضيق مصطنع :اووف... اوكى.
ضيق عينيه وزفر بغضب فما حدث معه خلال هذه الأيام ليس بقليل إطلاقاً.
قاد السياره بغضب وهو ينظر اليها بين الحين والآخر وهى تشيح بوجهها عنه مصطنعه البرود خائفه من ان تنفجر ضحكا امامه من هيئته وينكشف امرها امامه.. اما مها كانت تجلس بالخلف تتابع مايحدث بزهول... فقاسم مهران رب عملها الذى تعمل عنده من سنوات زير النساء المعروف سيعاد تربيته على يد ابنة خالتها... من يصدق هذا... أيعقل. 9
وصلوا الى فيلته فوجد والداه ينتطرانه كما اوصاهم فى مكالمته الهاتفيه والتى شرح فيها الوضع جيدا.
نوال وهى تفتح ذراعيها لمها بتمثيل :اهلا اهلا ياحبيبتي... نورتى البيت.
مها منور بحضرتك ياطنط.
كان قاسم مرتكز بنظراته على والده الذى يجاهد لكبت ضحكاته لكنه لم يستطيع اكثر من ذلك وانفجر ضاحكا وهو يمد يده لجودى قائلاً :هههههههههههه.. اهلا وسهلا... انا عمك يحيى... ابو هههههه الأسد ده ههههههههه.
كانت جودى تجاهد بأقصى قوه كى لا تضحك هى الأخرى وينكشف امرها فقالت بإيجاز:اهلا بحضرتك... بس تصدق ياعمو... انا اصلاً لسه مش عارفة الكابتن ده اسمه ايه.
يحيى بضحك هستيرى:هههههههههه...لا مش قادر هههههههه اسمه اسد.... ساعات بندلعه نقولو يا سبع..... اصله جامد اوى ههههههههههه.
نوال بتحذير وهى تكبت ضحكاتها هى الأخرى :يحيى وبعدين.
جودى وهى تنظر لقاسم الذى يود الان الفتك بابيه وبها وبنفسه وقالت له كتسأول:اسمك اسد.
يحيى :هههههههههه... ايه مش باين عليه هههههههههه ماهو مالحقش يثبتلك ههههههههه او ماعرفش هههههههه الله اعلم ههههههههه مش قادر ههههههههههه مش قادر بجد.
قاسم من بين اسنانه:أسمى قاسم... وياريت لو خلصتوا تعارف ندخل جوا.
يحيى :هههههههههه اه... بسرعه لاحسن الاسد يستهوى هههههههههههه. 7
زفر قاسم بغضب ودلف هو للداخل بينما قالت نوال :اتفضلول.. اتفضلوا.. اتفضلى يامها ياحبيتى.
مها بأدب:شكرا لحضرتك.
يحيى :اتفضلو... نورتوا عرين الأسد ههههههههه.
قاسم:ماخلاص بقا.
جودى ليحيى:هو متعصب ايه كده ياعمو.
يحيى :ماعلش ياحبيتى اصله مش موفق اليومين دول هههههه.
جودى بجهل:مش موفق فى ايه.
يحيى :لا ده موضوع كبير عليكى. هههههههههه هو هيبقى يفهمك بعدين.
جودى :يفهمنى انا...
قاطعهم قاسم قائلاً :مش هنتغدى.
يحيى :انت جوعت. ثم نادى عالياً :يا وداد ياوداد لحمه نايه لاسد.. اقصد سبع.. يوووه قاسم.
نظر له قاسم بغضب بينما هو ظل فى ضحكه الهستيرى فقالت جودى :هو اسمه اسد ولا سبع ولا قاسم ولا ايه بالظبط.
قاطعهم نوال :تلاقيكوا جايين تعبانين.. اطلعوا غيروا وارتاحوا لحد ما الغدا يجهز... يوداد... يوداد.
وداد :نعم يا هانم.
نوال:خدى البنات لاضتهم..
قاسم :نعععععععم.
نوال وهى تنظر له كى تذكره بالوضع الجديد :ايه يا قاسم... البنات محتاجين يرتاحوا.
زفر بعضب ثم صعد لجناحه بغضب. وتبعته وداد ترافق مها وجودي لغرفتهم التى خصوصها لهم.
نظرت لهم نوال حتى اختفوا والتفتت ليحيى قائله:فى ايه يا يحيى....مابراحه على الولد شويه... نازل عليه تريقه وضحك من امبارح... فى ايه مش كده.
يحيى :ههههههه. يالا خليه يتعدل.... بس تعالى هنا... ايه الحنيه دى مش كنتى مش متقبله البنت خالص.
نوال:ايه يا يحيى هو انا يعني ماعنديش قلب...البنت تعبانه وعندها ظروف ده غير انى كنت معترضه عشان سنها وأنها مش اد عالم قاسم... لكن البنت فى حد ذاتها انا عارفه انها كويسه.. ده غير أنها خلاص بقت مرات ابنى... يعنى شايله اسمنا.
اماء يحيى باقتناع وصعد لأعلى وهو يقول :كنت عارف انك قلبك طيب يانوال والفلوس ماغيتركيش.
نظرت له بابتسامة ثم ذهبت للإشراف على الطعام.
فى الاعلى كانت تجلس على حافة الفراش بتوتر فاستمعت لطرقات على الباب فاستعدت اذا كان الطارق قاسم واسجمعت حالها وقالت:اتفضل.
لكنها وجدت يحيى يقق امامها ببشاشه قائلاً :ممكن ادخل.
جودى :اتفضل.
نظر حوله قائلاً :امال فين قريبتك.
جودى :بتاخد شاور.
ابتسم وهو ينظر لها بعمق وغموض قائلاً :بتمثلى عليه مش كده.
نطرت له بصدمه وخوف فابتسم بهدوء قائلاً :ماتخافيش... انا معاكى مش ضدك... خليه يتربى شويه.
جودى بزهول :حضرتك عرفت ازاى.
يحيى ببشاشه :الزمن أكبر مدرسه يابنتى... عايزك قويه... واعرفى أنى معاكى فى اى حاجة.... وكلامنا ده ماحدش هيعرفه غيرنا... انا وانتى... وقريبتك.
صدمه اخر وقعت عليها فابتسم قائلاً :عارف ان هى كمان عارفه... انا معاكى مش ضدك خليكى فاكره كلامى كويس.
ابتسمت له بامتنان فقال :يلا غيرى عشان ننزل نتغدى كلما وانا هسبقكوا على تحت.
مر الغداء بين نظرات يحيى وهو يحاول كبت ضحكاته وتوتر مها وتصنع جودى الامبالاه بينما هى ترتجف خوفا وقاسم الذى تطلق عيونه حمما بركانيه. فترك الطعام ونهض الى غرفته محاولا النوم كى يريح عقله قليلاً.
فى اليوم التالى استيقظ قاسم واخبرته الخادمه ان جودى ذهبت للمدرسه كالعاده فتوعد لها فهى مازالت متعبه.
وبعد كده كانت عادت مها من العمل وكذلك نوال ويحيى وكانوا يجلسون جميعا حين دخلت جودى وهى ممسكه بكف يامن فانتفض قاسم بغضب ولكنها هتفت بما جعله سيهم بقتلها.
جودى:كده يا مها... ماتقوليش أن انا ويامن اتخطبنا من شهرين... اخص عليكى..........
**************************
الجزء السادس والعشرين
اتسعت اعين الجميع وهم ينظرون ناحية قاسم الذى هب من مقعده بغضب شديد..... لا لا... الى هنا ولن يتحمل... يتحمل مافعلته.... ابتعادها... جفائها... حتى تمردها الغير مناسب لشخصيتها... وكل هذا لانه مقدر لما عانته وما تظنه.... مأساة والدتها عادت لتتجسد فيها... رأت بعينها نفس المشهد وتاريخه المشرف مع النساء جاء كتأكيد له.... تيا له ولنساءه... لو عاد به الزمن ماكان ليفعل كل هذه العلاقات... كان سيسير بجانب الحائط. لا بل سيسير داخله حتى.
قبض على يامن من قميصه قائلاً بغضب:انت ليك عين... تيجى هنا وتقرب كمان منها.... انت رافع كام حبايه.
يامن باستفزاز:شيل ايدك عنى... انا جاى لخطيبتى.
قاسم بعضب مستعر:لاااا.. ده انت رافع الشريط كله.... ايدك اللي لامستها دى انا هقطعهالك. 1
ابتلعت جودى ريقها قائله بتلعثم ولكن تحاول تمثيل القوه:ااايه... ايه ياااكابتن انت.... ششيل ايدك من عليه.. ازاى تكلمه كده.
اشاح قاسم عينه المركزة بغضب على يامن ونظر اليها قائلاً :حافظه الفاتحه.
جوجى ببلاهه:اه.
قاسم بغضب مميت:اقريها على روحك. ثم وجه لكمه شديدة ليامن مكملا:وروحه. 4
ثم انقض عليه يكيل له اللكمات بقوه وغيظ على هذا المتبجح الذى تجرأ وتحداه.. ذهب يخبر زوجته انه خطيبها مستغلاً ماعرفه عن مرضها.
ركض الجميع ياتجاههم وحالوا تخليص يامن من بين يدي ذلك السفاح.
يحيى بصرامه :قاسم... سيبه... الولد هيموت في ايدك.
ولكن قاسم كان مغيب من شدة العضب.
يحيى بقوه:قااااسم... قولت سيبه.
أشار لبعض الخدم والحراس من الخارج بالتقدم لانتشال يامن الشبه فاقد للوعى من امامه. رفع وجهه ونظر باعين محمره لجودى التى حاولت استجماع شتات نفسها. نظرت مها لهم وهى تقرأ الفاتحه حقا وصدقا على روح ابنة خالتها الطيبه.. كانت ونعم الاخت.
جودى بتلعثم:ممكن افهم ضربته ليه وبأي حق.
كان سيتحدث بغضب مستعر ولكن قاطعه يحيى بصرامه قائلاً لجودى:استنى انت يا قاسم... ايه اللي حصل ياجودى.
جودى:يامن جه فى البريك وقالى الف سلامه واسف انى ماقدرتش اكون اول واحد معاكى في المستشفى بس انا كنت مسافر.... قولتله ولا يهمك يا يامن واحنا طول عمرنا صحاب واخوات... اتفاجئت بيه بيقولى اخوات ايه... احنا بنحب بعض وانتى اعتفرتيلى بحب من شهرين وانا كنت ماصدقت واتخطبنا على طول وكنا متفقين ننزل بكرا نجيب الدبل.
قاسم بحدة :دبل... نعم ياحلوه.
جودى بتأفف:شايق ياعمو.
يحيى بقوه:كملى... ايه اللي خلاكى صدقتيه.
جودى :بصراحة ماكنتش مقتنعه خالص بس هو اكدلى لما اخدنى قابلنا طنط جميله مامته.
قاسم بحده:خدك فين ياعنيا.
جودى بخوف :كافيه... اتقابلنا فى كافيه.
يحيى :وهى اكدتلك كلامه.
جودى :اها.
نوال:بس ياجودى... مش الدكتور قال محدش يحاول يفكرك يالفتره اللي نسياها عشان مايحصلش مضاعفات.
جودى :ااايوه.. صح... بس هما قالولى انهم ماكنوش يعرفوا. 2
قاسم بغضب وهو يهم بالانقضاض عليها:ماكنوش يعرفوا... ولا بيستعبطوا.... انا مش هسكت اكتر من كده.
اوقفه يحيى بقوه :قاااااسم.
نظر له يتوبيخ كأنه يخبره على سترفع يدك على على فتاه وليست اى فتاه انها زوجتك. فهم قاسم مقصده وقبض على يده معتصرها بقوه. ولكم المزهريه المجاورة له. واندفع للخارج بعضب.
نظروا جميعاً لاثره حتى اختفى بعدما تحرك بسيارته بقوه.
يحيى :مها... خدى جودى فوق عشان تريح.
مها :حاضر... عنئذنكوا.
بالأعلى دخلت مها ودفعت جودى للداخل بخوف وتأكدت من إغلاق الباب وامسكت يدها وجلسوا على حافة الفراش قائله :انتى اتجننتى يا جودى... دى خطه من خطتك... صح.... بس المره دى بموتك... انتى عبيطه يابت.... قاسم ممكن يعدى الموضوع لما يعرف لكن تجيبى واحد وتقولى انكوا مخطوبين.... كده انتى زودتيها اووى.
جودى :اهدى عليا بس... ولا خطه ولا نيله... انا اتفاجئت واتحطيت فى الموقف وكنت واقفه فاتحه بوقى مترين من الصدمه وانا بسمع يامن بيضحك عليا وبيستغل تعبى.
مها:ايه.... يعنى دى مش من ضمن خطتك.
جودى :لا طبعاً هو انا متخلفه للدرجه دى يعنى.
مها:طب وايه خلاكى تسكتى... ماكنتى قولتيله لا انتو مش مخطوبين ولا حاجة.
جودى :لأسباب كتيرة اووى اولهم واهمهم انى شكيت فى يامن اللى حضر كتب كتابى وفرحى وعارف بعلاقتى بقاسم من اولها... والى زود شكى اكتر انه جاب امه طنط جميله اللى هى صاحبة امى الروح بالروح تمثل عليا هى كمان وتأكدلى كلامه افتكرت قاسم لما دايماً كان متضايق من علاقتى بيه وكمان اتهموا انه هو اللى عمل فيه فخ عشان يوقعه قدامى....مليكه كلمتنى وقالتلى إنه راح المستشفى وسأل مازن على حالتى وطبعاً مازن خاف لايكون حد تبع قاسم فقاله نفس الكلام اللي قاله لقاسم فكدا بقا عارف ان قاسم ماقاليش اننا متجوزين.. ماكنش ينفع أقول قدامه انت كداب... خفت يكشفنى دلوقتي قداك قاسم.. وانا لسة عايزه اعرف قاسم فعلاً خانى ولا لأ... وكمان يامن عمل كده ليه... وممكن فعلاً يكون مشترك فى لعبه على قاسم ويطلع كلام قاسم صح. 3
مها بتفكير:هو انتى عندك حق... بس حد يلعب مع الاسد ياجودى.... ده كان هيبلعك تحت... انا قريت الفاتحه على روحك.
جودى بجديه:انا قريتها عشر مرات واتشاهدت يجي 100مره.
مها:طب وهتعملى ايه.
جودى :مش عارفة.
مها :نعم.... مش عارفه ازاى... مش حاطه خطه... كمليها.
جودى :خطة ايه بلا نيله ده انا هبله.... اما نشوف الايام هتوصلنا لفين. 1
تنهدت بقوه ثم قالت بحزن :انتى عارفه انا اكتر حاجة مأثره فيا ايه.
مها:ايه.
جودى :يامن انا طول عمره بعتبره اخويا وقريب منى جداً... ليه يعمل كده.. شوفى الفرق بينه وبين قاسم لما عرف خاف عليا رغم انه جوزى ومافتش على جوازنا يومين وكان ممكن ييجى يقولى احنا متجوزين ويسيبنى اتصدم شويه وخلاص... لكن هو.. ماعملش كده... خاف عليا وفضل صحتى على راحته وعلى حقه... لكن يامن... استغل تعبى او الى المفروض انى تعبانه... لا ومامته كمان اشتركت معاه... طول عمرها مدلعاه.. فرفور اووى... لكن قاسم... لا قاسم ده حاجة تانية... طول بعرض.. هيبه.. وله كلمة وشخصيه... حتى باباه بيعمله حساب.
مها :هممممم... هالله هالله هالله... انا رائى توقفى اللعبه الهبلة دى وتروحى تلحقى جوزك... سمعت ان دنيا جايه النهاردة من السفر.
استدارت جودى لها بلهفه وغضب:عرفتى منين.
مها :من الشركه... ولما جيت هنا لاقيتها بتكلم مامت قاسم وعزمت نفسها هنا على العشا... والست اتحرجت جدا وماعرفتش ترفض.
جودى بتفكير:هى عرفت اللى حصل.
مها:مش عارفة. فكرت قليلاً ثم قالت:بس انها تعزم نفسها على العشا عند الناس كده وتفرض نفسها عليهم لأ وفى نفس اليوم اللي جايه فيه من السفر... دى تصرفات واحدة مش عايزه تضيع وقت.
جودى :عندك حق... كده يبقى عرفت.
مها:المهم مين اللى قالها... ماحدش يعرف موضوعك ده غير انا وانتى وقاسم وريتا ومليكه.
جودى بشك:ويامن.
شهقت مها قائله:معقول.
جودى بتفكير:مش عارفة.... بس ريتا ومليكه مستحيل يعمله كده ولا حتى يعرفه دنيا.. وقاسم برضه مستبعداه... يبقى مافيش غير يامن.
مها:تصدقى كده بدأت الخيوط تتجمع... وممكن يامن يطلع مشترك معاها.
جودى :انا مصدومه بجد.
مها :هو ده وقت صدمه... الحقى الراجل هيطير مننا... دنيا دى مش سهله.
جودى بمكر:مانعزم يامن كمان على العشا.
مها:ايه انتى اتجننتى... حد يحط النار جنب البنزين ويقول هى ولعت ليه... وكمان انتى ناسيه ان احنا المفروض هنا ضيوف.... مش بيت ابونا هو.
جودى :ايه ده بيت جوزى... يعنى بيتى.
مها بتهكم:جوزى... طب روحى ياختى ادى لجوزك حقوقه.
ضربتها جودى على كتفها شاهقه:اه يا قليلة الادب... ايه ده.
مها :قومى قومى شوفى هتلبسى ايه... الراجل بيضيع منك ياموكوسه... دى لسه جايه من لبنان عامله عمليتين تجميل.... وانتى فى المقابل عامله فاقده الذاكرة... جتها نيلا اللى عايزة الخلف
شهقت جودى بغضب:انتى بتشتمينى يامها.
ثم انقضت عليها ضربا قائله:انا جتها نيلا الى عايزه الخلف انا... طب يالا برا يالا.
مها:بتطردينى... طب اوعى بقا.
تمسكت بها قائلة باستعطاف:لا والنبى استنى اشوف هلبس ايه.
مها بتحدى:لأ مش طردتينى... مش هساعدك.
جودى بهزار وتوسل:ابوس ايدك... المز إلى حيلتى بيضيع... انى انهاااااار... اتقذينى... ربنا مايوقعك فى ضيقه.
مها بتهكم :قلابتى شحاته فى ثانيه... مانتى من شوية كنتى بتطردينى.
جودى بعبوس وعضب:هتساعدينى ولا لأ.
تنهدت مها بقلة حيله قائله:طبعا هساعدك... هو انا ليا غيرك ولا انتى ليكى غيرى يا بلوة عمرى.
جودى مبتسمة بسماجه:احلى بلوه انا والله.
صربتها مها على رأسها بمزاح قائله:والله قاسم مهران هو الوحيد اللي يحدد.
جودى بهيام:هيييييييح قاسم... وحشنى اووى.
مها:امال لو مش واحشك كنتى هتعملى فيه ايه تانى اكتر من كدة.
جودى وهى تبحث من بين الثياب :الله مش هو الى بدأ... يعنى اللى عمله شويه.
مها وهى تلتقط احدى الثياب :بسسس... حلو.. روحى قسيه. 1
اتجهت جودى للمرحاض لارتداء ما اعطته لها مها التى اكملت قائله :اهدى شويه يا جودى احنا لسه مش متأكدين عمل كده ولا دى لعبه واديكى شوفتى تصرفات يامن.
جودى وهى تفتح باب المرحاض:عندك حق.
اصدرت مها صفيرا من بين شفتيها بإعجاب قائله:وااااااو... تحفه... النبيتى يجنن عليكى.
نظرت لها بتقييم وخبث قائلة :بقولك ايه.
جودى وقد تحمست وهى ترى لمعه المكر فى أعين ابنة خالتها :ايه.
مها:ماتعزمى يامن على العشا.... مش خطيبك.
جودى :مها... انتى عندك انفصام في الشخصية... مش انتى قولتى من شويه بلاش نحط النار جنب البنزين.
مها :اسمعى بس... الموضوع كده هيطول ويبوخ وقاسم مش هيفضل صابر عليكى كتير والصراحة الراجل صعبان عليا... ده لسه عريس جديد يا ناس.. يقوم يحصل فيه كل ده.
جودى :وانا كمان بصراحة حاسه اني زودتها خصوصا بعد موضوع الزفت الخطوبه ده... ده عينه كانت بتطق شرار يا مها.
مها:يبقى نحط النار جنب البنزين ونولعها حريقه.
جودى :ناويه على ايه يا مها.
مها:بصى..............
جودى :المظاااااااات... دماغك دى المظات... بتفكرينى بالبت مليكه.
مها وهى تشمر عن ساعدها بمرح:هاااااا... قوينا على الشر يارب.
ضحكت الفتاتان بصخب وهن يخططن للمساء وذلك العشاء الكارثى... حقا اااه منك يا حواء. 2
فى المساء تدخل دنيا وهى ترتدى فستان ذهبى قصير يظهر صدرها الذى كبر فجاءه. ويصل الى ما قبل ركبتيها بصعوبة جامعه شعرها لاعلى بتسريحه منمقه بعنايه مع عقد من الالماس ومكياج مناسب. دلفت تتهادى فى مشيتها... تسير كسيده اعمال تليق بأن تكون حرم قاسم مهران وليست هذه الطفله المشاغبه... الرسالة واضحه وصريحه وقد نجحت فى إيصالها... ولكن عذراً دنيا هذا ليس كل شئ.... فالقلب وما يهوى و زير النساء هذا قد وقع لهذه الطفلة ولا مفر الان حتى أنه لا يريد البديل.
توقفت امام نوال قائله باتيكيت:مساء الخير يا طنط.
نوال بتقييم وعمق:مساء الخير يا دنيا... عامله ايه.
دنيا :الحمد لله.
نوال وهى تشير لها بهدوء لتجلس:سمعت إنك كنتى في لبنان... شغل ولا... شوبنج. قالتها وهى تنظر لصدرها وجسدها بتقييم ومكر.
دنيا بارتباك:ااالا.. لا.. شغل ياطنط.. حضرتك عارفه... الشغل مابيرحمش وواخد كل وقتى.... انا ست عمليه جدا.. وماليش في لعب العيال... الدقيقة عندى بملايين.
نوال برزانه محاميه مخضرمه:اكيد اكيد... والرجاله بيحبوا جدا يتعملوا مع الستات اللى كدا.
اتسعت ابتسامة دنيا برضا ولكن نوال اكملت قائله :فى الشغل.... يتعاملوا معاهم فى الشغل وبس... لكن البيت لأ عايزين واحدة عندها احساس ومشاعر... واحدة بجد. مش صناعى... حتى لو بقت مجنونه وطايشه هيستحمل تصرفاتها لأنها عجباه.
2
بهتت ملامح دنيا وهى ترى فرد اخر من افراد لعبتها ينسحب من صفها.
ولكن اشرق وجهها من جديد وهى ترى قاسم يهبط الدرج وهو متجهم الوجه وغاضب... يبدو ان هذه الصغيره تكدر عليه صفو حياته... وهى هكذا سهلت مهمتها جداً.
نظر لها بوجوم ولكنه فكر قليلا وقرر التلاعب بتلك الصغيره ال...... قطع وصلة تفكيره صوت حذاء كعب عالى على الدرج. رفع وجهه لتقع عينيه على جنيته الصغيره التي ستوقف قلبه يوما ما... ترتدى فستان نبيتى فاتح طويل كاشفا عن ذراعيها وشعرها البنى الجميل تركته مسترسلا خلفها بتمويجته التى يعشقها. ولم تضع اى مساحيق تجميل كعادتها فهى حقا فاتنه... نسى غضبه منها ونسى انه الان بالنسبة لها غريب ونسا فقدانها المؤقت للذاكره ونسى كل شئ واتجه اليها يلتقط كفها فى يده وهى تبتسم له.
هل تبتسم له... هل عادت لحبيبته الذاكرة.... سحقا ماهذا..... يامن.
اتسعت عينيه بغضب وهو يراها تخطو عنه بخطوه تجاه يامن الواقف خلفه مسحور بهيئتها... متى دخل هذا... وكيف... ومن دعاه من الاساس.
وبكل غضب وحقد العالم.قبض على ملابسه من الخلف ورفعه بسم عن الارض قائلاً :الواد ده ايه اللي جابه هنا.... ودخل بيتى ازاى.
نوال كى تهدأ الموقف:جودى طلبت نعزمه هو كمان ياقاسم سيبه.
قاسم بحدة :اسيبه... اسيب مين ده انا هموته فى ايدى ومش هاخد فيه يوم سجن.
جودى يتلعثم:لو سمحت يا قاسم سيبه.
خفف قبضته عن يامن وهو يرفع حاجبه لها ياستنكار قائلاً :قاسم.... امال فين يا كابتن.. ويا استاذ... ده أنا حتى أكبر منك... وغريب عنك.. ولا ايه.
اتسعت عينيها وهى تدرك خطئها قائله بتلعثم:ااانا مش عارفة ان كنت أكبر منى ولا لأ وهما بيقولولك قاسم فاقولت زيهم يعنى... وبعدين خلاص يا استاذ قاسم حلو كده.
قاسم بغضب:برضه انا عايز اعرف الحيوان ده دخل بيتى ازاى.
يامن بحده:بس ماتقولش حيوان... وبعدين ايه... جاى أزور خطيبتى... ولو مش مرحب بيا هنا... خلاص سيبها ترجع بيتها عشان اقدر ازورها براحتى.
نظر له بغضب ووجهه يتلون باحمرار من شدة اندفاع الدماء لرأسه وتكاد اذنيه تخرج دخانا منها.... ايطلب منه أن يتركها ترحل من بيته... من منزلها.. هل تعود لبيتها مع مها حتى يتردد عليها باستمرار متحججا بخطوبته الكاذبه منها... يتغزل بها وينظر الى جسدها الذى هو ملكه وحده هو زوجها.. بل ويتحدث هكذا بكل وقاحه... سيبرحه ضربا هذا الأحمق.. هم بالانقضاض عليه ولكن صوت والدته ومها اخرجه من غضبه ونظر لمها قائلا :مها... عايزك ثوانى.
ذهبت له مها ووقفوا خارجا أمام حمام السباحة فقال :مها في حاجة غريبه.
مها بتلعثم:ايه.
قاسم :ازاى جودى لما فاقت من الوقعه ماستغربتش انها لابسه دبلتى.
زفرت مها أنفاسها براحه قائله :لا ماهى كانت قلعتها يوم ما رجعت من عندك لما... يوم يعنى...
قاسم مقاطعا :مفهوم مفهوم. اغمض عينيه بقوه وتعب قائلاً :خلاص يا مها شكراً تقدرى تدخلى.
غادرت مها من أمامه وهى لأول مرة تشفق عليه من ما تفعله به جودى.
بعد دقائق دلف عادل قائلاً بمزاح:اهلا بالبيه الى عامل عريس وسايب الشغل كله على عادل الغلبان.
ابتسم قاسم بسخريه وقال :اه عريس اووى.
عادل:فى ايه يا قاسم مالك.
قاسم:هتجنن... هتجنن خلاص... وحشتني اوووى... انت متخيل حبيبتي قدامى ومش قادر اقرب منها واخدها فى حضنى... لا وهى مراتى وفى بيتى... هتجنن... مش قادر اتنفس... مش قادر ومش عارف اعمل ايه... عايز اروح أجرى عليها واخدها فى حضنى واصرخ فيها واقولها انتى مراتى يا متخلفه.
عادل :طب اهدا اهدا.... انا مش متخيل ان الوضع وصل بيك لكدا.. اهدا... اهدا.
زفر قاسم بقوه مكملا بغيظ :وكله كوم والراجل اللى اسمه ابويا ده كوم تاني خالص.... ده واخدنى تريقته بقالوا يومين.
عادل :انت هتقولى.... ده معلى الدماغ جامد اليومين دول.
قاسم بزهق:تعالى تعالى ندخل جوا.
ذهب الاثنان وجدوا الجميع ذاهب حيث طاولة الطعام. ذاهبوا فى صمت فحلست دنيا بجانب قاسم سريعاً الذى نظر لها بغضب لأنها اساس كل ماحدث ولكن تبدل الغضب الى استمتاع وهو يرى نطرات مشاغبته الحارقه إليها. فشك بامرها اليست فاقده للذاكره اليست لا تهتم. لكن استمتاعه لم يدوم وهو يرها تذهب للجلوس بجوار هذا البغيض.
كان العشاء كارثي بكل ما للكلمه من معنى.. قاسم يقبض على يده طوال الوقت من يامن الذى حاول مره او اكثر من تدليل حبيبته زوجته امامه على الطعام ولكن مها كانت تتدارك الموقف وتقطع عليه ما يحدث.
وجودى التى كانت على وشك أن تقفز على هذه الدنيا تهشم لها رأسها هذا وهى تراها تتعمد الالتصاق والاحتكاك بقاسم رجلها وحدها... وعادل الذى يدعو أن يمر هذا العشاء المخيف دون اى فقد للارواح.... اما الثنائي المستمع هما والدى قاسم الذين يجاهجون لمنع ضحاتهم.
بعد العشاء نهض الجميع فنظرت مها تجاه جودى وهى تغمز لها بعينها كاشاره للانطلاق فى تنفيذ مااتفقوا عليه.
فهمت جودى عليها فقالت بصوت ناعم :احمم... يامن... ممكن بس موبيلك عايزه اكلم صاحبتى... وفونى فصل شحن..............
↚
همت للخروج بعدما تحدثت بكل شئ كان لابد وأن تنفس عن غضبها هى رقيقه وناعمه وهادئه ولكنها ابدا لن تقف مكتوفة الايدى وهى تراه يلقى بالتهم جزافا.. يحملها خطأ ماضيه الأسود... ينعتها بالطفله وهى التى كانت عاقله معه إلى اقصى حد.
وجدت يده القويه تقبض على يدها الرقيقه بقوه مانعه إياها من الخروج.
نظرت له بقوه وغضب قائله:سيب ايدى.
بادلها النظره بقوه قائلاً :هو انتى فاكره إنك لما تحبى تمشى هتمشى.
هز رأسه ببساطة قائلاً :نوو... اقترب من اذنها هامسا بفحيح:انا قدرك يا جودى.
. ابتعدت عنه وهى تنظر له بشراسة قائله :قاسم... انا قولت همشى يبقى همشى.
لم يهتم بما قالت فقط اشتاق لاسمه من بين شفتيها.. من صوتها الجميل وإن كان به بعض الحدة لكنه جميل.
ينظر لها بتمعن. يعلم أنها لم تتعمد الخطأ. يعلم أنها ليست بهذا السوء. لكنه فعل كل هذا كى يعلمها الدرس جيداً.. يعلم أنها اخطائت إذا فماذا عنه هو.. ألم يخطئ. بلا والله لقد اخطأ واخطأ... لكن يقسم أن مافعلته به هذه الصغيره خلال الأيام الماضية جعله يتعلم الدرس جيدا.
قربها إليه قائلاً :عمرك ماهتطلعى من بيتى ياجودى... انتى خلاص بقيتى جودى قاسم مهران.... لو فاكره انك وقت ماتحبى تخرجى هتخرجى... تبقى على نياتك اووى... انا قاسم مهران ياجودى.
نظرت له بسخط. اما هو لانت ملامحه قائلاً :قاسم مهران اللى بيعشقك... طبعاً انتى غلطتى بس انا واجب عليا اصلحلك غلطتك واحتويكى وافهم انتى عملتى كده ليه.
كانت تستمع له بتمعن وهى تنظر له بعمق فاكمل:المهم إنك عرفتى إنى كنت مظلوم.... هااااا. هتصالحينى ازاى.
شقت بصدمه قائله :مين يصالح مين.
قاسم بلامبالاه :انتى تصالحينى.
جودى باستنكار:انت اللى مزعلنى... انت مش فاكر انت قولتلى ايه... اتهمتنى انى مش بثق فيك وانى شكيت فيك من اول غلطه. ماتعرفش انى كنت عاقله لأقصى درجه وبعدها تقول عليا طفله وكله حذرك منى وانك ندمان لأول مرة في حياتك.. وكمان سبت البيت عشان عارف انى فيه... رسالة واضحه وصريحة انك مش بتيجى عشانى لكن لو مش هناك هتروح عادى... لا يا قاسم... انت اللى مزعلنى مش انا.... وعلى فكرة انا معترفه بغلطتى وعارفه ان مافيش حد يستحمل اللى حصل فى حكاية يامن بس حط نفسك مكانى لما اتفاجئ بيه بيعمل كده ساعتها افتكرت كل كلامك عنه ورفضك الشديد لصحوبيتنا... اللى خلانى اوافق ادخل اللعبه دى لما جابلى مامته إلى هى صاحبه ماما الروح بالروح. وتعتبر مربيانى كمان والاقيها بتأكد كلامه الى ماحصلش... كان المفروض اعمل ايه... قولى انت.
اقترب منها قائلا :ششششش.. اهدى.
اخذ نفساً عميقاً وقال:بس ده مايمنعش ان اللى عملتيه كان صعب.. صعب اووى على اى راجل.
اشاحت بنظرها للجهه الأخرى بعناد. ابتسم بحب ثم قربها له بحنان قائلاً وهو يحتضنها ويتنفس عطرها:وحشتيني اووى... اوعى تبعدى تانى انتى مكانك حضنى.
رفعت يديها هى الأخرى وبادلته عناقه بشوق كبير. شوق لاول رجل بحياتها وحبيبها.
ابتعد عنها مبتسماً وقال :نروح بيتنا بقا.
ابتسمت له قائله بطفوله:وانت ماكنتش بتيجى عشان انا هناك.
قاسم :انا بعدت عشان اقدر افكر واهدى من ناحيتك... اللى عملتيه ماكنش قليل برضه.
جودى متسأله :وهديت؟
تنهد بعمق محيبا:لأ.
نظرت له بتوجس وخوف فقال مكملا:بصراحه لأ لان زى ماقولتلك ان اللى عملتيه صعب جدا إن راجل يقبله على نفسه وانا كمان مش اى راجل يا جودى.مش بس كده لا ده انا قررت اعاقبك بس وانتى جنبى وقدام عينى. اخلى بالى منك وفى نفس الوقت اعلمك ماتعمليش كده تانى.
نظرت له بعبوس قائله:هو انت ليه بتتكلم كده كأنك ولى امرى.
قهقه بقوه فزادت وسامته وتاهت هى فيه اكثر واكثر.
قاسم:هو انتى ماتعرفيش انى بقيت ولى أمرك..... وبعدين انتى ناسيه يوم الحادثه الى كلمنى قالى اتا ولى أمر جودى محمد..... سكت قليلاً وكأنه تذكر شيئا فقال وهو يقرص حلمه اذنها كتاديب قائلاً وهى تتأوه بتذمر:مين اللى كلمنى فى الفون ده يومها يا هانم.
جودى بعبوس:اااااااه... والله دى مليكه.
قاسم وهو يشد على اذنها اكثر:مليكه... على اساس ان عندى عمى اصوات مش عارف افرق بين بنت وولد.
جودى :اااااااه والله والله مليكه... من ابلكيشن بيغير الأصوات واللة.
ترك اذنها بعدم استيعاب قائلاً :ده انتو جيل مايعلم بيه الا ربنا.
جودى باستنكار:ايه كل الانبهار ده... ده موجود من زمان اووى
ضربها على مؤخرة رأسها بخفه وقال:بقيتى لمضه... بقيتى لمضه... لا بس دخلت عليا.... انا شوية عيال زيكوا عرفوا يضحكوا عليا.
جودى بعبوس وغضب:بس ماتقولش عيال.
قاسم:لا عيال.... واصلا انتى متعاقبه يعني ماتعترضيش على كلامى حالياً لحد ماينتهى عقابك.... يالا على البيت.
سحبها معه وسار بها لخارج الشركه وجلس بسيارته يتذكر حديثه مع مها بالصباح
فلاش باك
دخلت مها لمكتبه تريد الحديث معه. اذن لها بالجلوس فتحدثت قائله:قاسم بيه... انا طبعاً مش حابه افتح فى مواضيع هتضايقك وتعصبك.... بس احنا فعلاً لازم نتناقش فى الموضوع... حضرتك يوم ماحبيت جودى كان لازم تكون واخد بالك من ان فرق السن والخبرة هيأثر على حاجات كتير.
امتعض وجه قاسم على سيرة فارق العمر فتحدثت قائله :انا مش قصدى حاجه ودى حاجة ماتعبش فيك ولا تقلل منك... الحب مالوش علاقة لا بالعمر ولا بالفوارق الاجتماعيه.. بس انا قصدى ان حضرتك تكون واخد بالك ان جودى وبحكم سنها مهما ان كانت عاقله او مهما ان كانت محترمه وطيبه اكيد هتقع فى مواقف تكون أكبر منها ومن خبرتها ومن سنها. وده اللى حصل مع جودى وده اللى ياما انا حذرت منه... بس خلاص اللى حاصل دلوقتي انكو بالفعل متجوزين.. حضرتك بتعشقها وهى انا عارفه اد ايه هى بتموت فيك... يبقى لازم تنهوا الخلاف اللى بينكو... انا متاكده جدا جدا ان حضرتك بتقرص ودنها بس لكن ماتقدرش تستغنى عنها.
وهى صدقني بتتعذب من غيرك... قاسم بيه جودى دلوقتي عندها امتحانات ومش عارفة تركز فيها خالص عشان حضرتك زعلان منها وبعيد عنها.
بلاش تبعد عنها اكتر من كده وحاول تسامح فى حقك على اد ماتقدر... حضرتك بالنسبه لجودى مش مجرد زوج او حبيب وبس لآ اسألني انا عنها... حضرتك بالنسبه لها الاهل والضهر والسند... هى معتبراك باباها عشان كده صدمتها فى موضوع دنيا كانت كبيره عليها جدا.
كان يستمع لها بامعان يعلم صدق حديثها وأنها محقة في كل حرف.
نظر لها قائلا :بصراحة يا مها ده بالظبط اللى كنت بفكر فيه.
اخذ شهيقا وقال:بس.... كل ما افتكر متظرهم وهما ماسكين أيد بعض وبتقول مخطوبين بتجنن... والبجح ده واقف يبصلى وهو عارف انها مراتى ولا همه... تفتكرى هكون حاسس بأية.
مها:صدقنى يا قاسم بيه جودى كان كل هدفها تعرف ايه اللي وراه ده غير أنها اتحطت فى الموقف فجاءه وماعرفتش تتصرف... وفى الأول وفى الاخر كل ده كان فى مصلحتكوا... كشف كذب يامن ودنيا وهى عرفت نوايا يامن ناحيتها.
تنهد مطولا وقال:عندك حق او... بصراحه انا اللى عايز كده... عايز انهى الخلاف ده كفايه بعد.
تنفست مها الصعداء. ثم نظرت اليه بتوتر قائله:احمم... ااا.. بعداذنك يعنى كنت حابه اتكلم معاك في حاجة كمان.
ضيق عينيه قائلاً :حاجة ايه.
مها:احمم... بصراحة... اااا. حابه يعني اخد وعد من حضرتك.
قاسم بجهل:وعد... بايه.
مها:يعني زى ماحضرتك عارف ان جودى دلوقتي السنة الجاية تبقى في تالته ثانوى وبعدها كليه وهى متجوزه صغيره جداً... فا يعنى... احمم.. حضرتك عارف انها ماينفعش تبقى.. احمم.. حامل دلوقتي خالص.
اغمض عينيه وقد نسى تماما هذه النقطه فقال:بس يا مها انا عندى دلوقتي 30سنه يعني...... سكت قليلاً وهويحاول الا يتصرف بانانيه وان يفكر بصغيرته وكيف لها ان تكون حامل وهى مازالت بالمدرسه فقال :خلاص يا مها.... انا هنتصرف فى الموضوع ده ماتقلقيش... مافيش حمل غير بعد ماتتخرج إن شاء الله..... فعلاً مش هينفع دلوقتي خالص هكون بجنى عليها وعلى ابنى كمان لان جودى اصلاً لسه محتاجه اللى يراعيها... مش هينفع فى يوم وليله تبقى مسؤله عن طفل مع انى متأكد انها هتبقى ام هايله.
قال الاخيره وهو يبتسم بحب.
نظرت له مها بتمعن قائله :قاسم بيه ممكن اعترف بحاجة.
رفع حاجبه قائلاً :تعترفى... إيه.
مها:بصراحة انا كنت رسمه لحضرتك فى عقلى يعني مش ولابد خالص.
قهقه عاليا بقوه وقال:ههههههه عارف.. كنتى خايفه على جودى منى وكأنى من
اكلى لحوم البشر.... بس انا عاذرك برضه.
مها بأسف :انا اسفه بس يعني سمعت حضرتك كانت...
قاطعها هو:سابقانى.... انا عارف بس صدقيني كل ده انتهى خلاص وهبدا صفحه جديده مع ربنا.. وعلى فكره... انتى كمان بنى ادمه كويسه جدا... ماتعرفيش انا مبسوط اد ايه من علاقتك بجودى وخوفك عليها... كمان حابب اقولك شكراً جدا جدا.
مها بجهل:على ايه حضرتك.
قاسم:على انك اخدتيلى بالك منها بعد مامتك منها بعد مامتها ومامتك لحد ما انا استلمتها منك.
ابتسم بتقدير لذلك الرجل قائله :بجد حضرتك مافيش زيك كتير خصوصا بعد الوقفه اللى اخذتها من حياتك الى فاتت.... وانا مطمنه على جودى معاك... ومش محتاجه اوصيك عليها... عنئذنك.
نهض من مقعده وصافحها باحترام وتقدير قائلاً :اتفضلى.
باااااااك
همت للخروج بعدما تحدثت بكل شئ كان لابد وأن تنفس عن غضبها هى رقيقه وناعمه وهادئه ولكنها ابدا لن تقف مكتوفة الايدى وهى تراه يلقى بالتهم جزافا.. يحملها خطأ ماضيه الأسود... ينعتها بالطفله وهى التى كانت عاقله معه إلى اقصى حد.
وجدت يده القويه تقبض على يدها الرقيقه بقوه مانعه إياها من الخروج.
نظرت له بقوه وغضب قائله:سيب ايدى.
بادلها النظره بقوه قائلاً :هو انتى فاكره إنك لما تحبى تمشى هتمشى.
هز رأسه ببساطة قائلاً :نوو... اقترب من اذنها هامسا بفحيح:انا قدرك يا جودى.
. ابتعدت عنه وهى تنظر له بشراسة قائله :قاسم... انا قولت همشى يبقى همشى.
لم يهتم بما قالت فقط اشتاق لاسمه من بين شفتيها.. من صوتها الجميل وإن كان به بعض الحدة لكنه جميل.
ينظر لها بتمعن. يعلم أنها لم تتعمد الخطأ. يعلم أنها ليست بهذا السوء. لكنه فعل كل هذا كى يعلمها الدرس جيداً.. يعلم أنها اخطائت إذا فماذا عنه هو.. ألم يخطئ. بلا والله لقد اخطأ واخطأ... لكن يقسم أن مافعلته به هذه الصغيره خلال الأيام الماضية جعله يتعلم الدرس جيدا.
قربها إليه قائلاً :عمرك ماهتطلعى من بيتى ياجودى... انتى خلاص بقيتى جودى قاسم مهران.... لو فاكره انك وقت ماتحبى تخرجى هتخرجى... تبقى على نياتك اووى... انا قاسم مهران ياجودى.
نظرت له بسخط. اما هو لانت ملامحه قائلاً :قاسم مهران اللى بيعشقك... طبعاً انتى غلطتى بس انا واجب عليا اصلحلك غلطتك واحتويكى وافهم انتى عملتى كده ليه.
كانت تستمع له بتمعن وهى تنظر له بعمق فاكمل:المهم إنك عرفتى إنى كنت مظلوم.... هااااا. هتصالحينى ازاى.
شقت بصدمه قائله :مين يصالح مين.
قاسم بلامبالاه :انتى تصالحينى.
جودى باستنكار:انت اللى مزعلنى... انت مش فاكر انت قولتلى ايه... اتهمتنى انى مش بثق فيك وانى شكيت فيك من اول غلطه. ماتعرفش انى كنت عاقله لأقصى درجه وبعدها تقول عليا طفله وكله حذرك منى وانك ندمان لأول مرة في حياتك.. وكمان سبت البيت عشان عارف انى فيه... رسالة واضحه وصريحة انك مش بتيجى عشانى لكن لو مش هناك هتروح عادى... لا يا قاسم... انت اللى مزعلنى مش انا.... وعلى فكرة انا معترفه بغلطتى وعارفه ان مافيش حد يستحمل اللى حصل فى حكاية يامن بس حط نفسك مكانى لما اتفاجئ بيه بيعمل كده ساعتها افتكرت كل كلامك عنه ورفضك الشديد لصحوبيتنا... اللى خلانى اوافق ادخل اللعبه دى لما جابلى مامته إلى هى صاحبه ماما الروح بالروح. وتعتبر مربيانى كمان والاقيها بتأكد كلامه الى ماحصلش... كان المفروض اعمل ايه... قولى انت.
اقترب منها قائلا :ششششش.. اهدى.
اخذ نفساً عميقاً وقال:بس ده مايمنعش ان اللى عملتيه كان صعب.. صعب اووى على اى راجل.
اشاحت بنظرها للجهه الأخرى بعناد. ابتسم بحب ثم قربها له بحنان قائلاً وهو يحتضنها ويتنفس عطرها:وحشتيني اووى... اوعى تبعدى تانى انتى مكانك حضنى.
رفع وجهه ونظر الى والده قائلاً :اهلا بالبيك بوص... الى كان مسيطنى ومسيحلى قدام اللى داخل واللى خارج.
يحيى ببساطة :اعمل اذا كنت مش هتتربى غير بكده.
قاسم:امممم. يتتفق مع جودى عليا... ده ابنك والله.
يحيى :ماهو عشان انت ابنى... وللاسف واخد كل صفاتى... حبيت افوقك واساعدك.... بكره هتشكرنى على الايام دى.
قاسم مبتسماً :مش بكره لا ده النهاردة.
يحيى مبتسما:وبعدين هو انا اتفقت عليك مع حد غريب... دى جودى.
قال الأخيرة ببراءه مصطنعه فأبتسم قاسم وهز رأسه بيأس وقال:مش عارف اقولكوا ايه... بس انا كنت فاهم تصرفات كتير منكو غلط وبفسرها غلط.. يمكن حياتي اللى فاتت اللى كانت ملغبطه ومش صح هى السبب بس كل اللى فات ده علمنى كتير وكشفلى ناس كتير كنت هفضل فاهمها غلط لولا المشكلة اللى حصلتلى..
ابتسموا له بحب فقال يحيى :خليك دايما متأكد انى فى ضهرك ومعاك.
نظر له قاسم بحب وتقدير مع الشكر فقالت نوال:يالا بقا... اطلع للبنت اللى سايبها بقالك اكتر من اسبوع... بصراحة طلعت عاقله جدا غير بنات جيلها خالص...واصرت إنها تفضل قاعده هنا ورفضت تمشي مع بنت خالتها... بجد انا حبيتها اووى ربنا يخليكوا لبعض... شكلها بتحبك اووى يابنى... وانت فعلاً تستاهل تتحب.
قبلها قاسم على جبينها قائلاً :تسلميلى يا ست الكل... عنئذنكوا.
ثم صعد بإتجاه غرفته هو جودى فوجدها تخرج من المرحاض بعدما انعشت جسدها بالمياه ترتدى بجامه صيفيه من الاحمر به نقط بيضاء جعلتها تبدو ناعمه اكثر واكثر. التقطت يدها بيده وادخلها لاحضانه يستنشق عطرها قائلاً :يااااااااه ياجودى.... اد ايه كنتى وحشاني... اوعى تبعدى عنى تانى.
جودى بحب :انت اللي اياك تبعد عنى تانى.... انا اليومين الى فاتوا دول عدوا عليا كأنهم سنين... انا من غيرك بحس انى مش عايشه بجد... خليك دايما معايا حتى لو غلطت ازعل منى بس ماتبعدش.
قاسم بحب وهو يخرجها من حضنه وينظر لعينيها:مش مسموح ببعد تانى ولا ليكى ولا ليا... ولو غلطتى تانى وده المتوقع طبعا... انا عارف ازاى اعاقبك بس وانتى قدامى وتحت عينى يا احلى بنوته شافتها عينى.
ثم اخذها باحضانه وهو يريد الا تخرج مجددا.
ثوانى وابتعد عنها قائلاً :عايز اقولك حاجة.
جودى: قول
قاسم:انا كلمت دكتورة النهاردة وطلبت منها حاجه لمنع الحمل.
زوت مابين حاحبيها قائله:لمين.
قاسم بتنهيده:ليكى يا روحى... مش هقدر امنع نفسي عنك وانتى معايا فى حضنى ومراتى قدام الناس وربنا وانا بعشقك... وفى نفس الوقت انتى مش اد حمل واطفال وانتى لسه فى المدرسة... مش هقدر اضيع مستقبلك... انتى غاليه عندى اووى ياروحى.
جودى :بس انت اكيد عايز اولاد.. مش عايزه ابقى انانيه انا كمان.. عشان كنان مامتك وباباك...دول طيبين اووى وانا حبيتهم.
قاسم مبتسماً :وهما كمان حبوكى اووى... وبعدين دى مش انانيه.. ده الصح.. طفله هتربى طفله ازاى. وهما انا هفهمهم واكيد هيقدرا.
نظرت له بانزعاج ففهم عليها وقال:مش طفله اووى يعني... بس مهما كبرتى هتفضلى بنوتى وحييبتى ومراتى.
تحدثت بعد ان تذكرت شيئا قائله:قاسم... انت اكيد مش هتعمل فى ابو دنيا كده صح... مش للدرجادى اكيد... هى غلطت بس ربنا كشفها باباها ذنبه ايه... وبعدين هى كمان ماقتلتناش يعني... صحيح كان ممكن بخطتها دى تفرق بينا للأبد بس كمان ماينفعش تخليه يشهر افلاسه ويشحتوا... المسامح كريم... وكفاية عليها انا اتهزقت قدام الكل ده غير انها خسرتك وده أكبر عقاب.
قالت الأخيرة بغمزة عين وخبث فضحك قاسم بصخب قائلا :ههههههههه لا ثبتينى.... بس على فكره انا فعلاً لما هديت شويه بدأت أتراجع عن كلامى وده مش عيب... لو نفذت كل كلمه بنقولها فى عز عصبيتنا كانت الدنيا ولعت..... المهم. يالا مذاكرة عشان لسه في أسبوع امتحانات وبعده فرح مها ومحسن.
اخدها من يدها وبدأ يراجع لها على المادة التى ستمتحن بها قائلا بسخرية :بقا قاسم مهران الى مقطع السمكه وديلها قاعد يذاكر... ده أنا كان زمانى.... قاطعته قائله:زمان... كان زمان... دلوقتي هتقوم عشان نصلى العشا وربنا يكرمنا فى حياتنا الجايه كلها ونفضل دايماً مع بعض.
ابتسم لها بحب ونهض ليتوضأ ويعود لقاسم الشاب ذو ال19عاما النقى قبل ان ينغمر فى عالم رجال الأعمال وما فيه.
بعد أن انتهوا من الصلاه بخشوع وشعورهم براحه نفسيه تسير في اوصالهم.. جذبها لاحضانه متدثرا فى الفراش وقال:هحاول استحمل واستعمل اقصى درجات ضبط النفس لحد الاسبوع مايخلص وتخلصى امتحانات.
ضحكت بقوه فقال هو بسخريه:اضحكى اضحكى... اذا كنت انا مش مصدق... على اخر الزمن قاسم مهران ينام جنب مراته زى الاخوات... نامى نامى.
بعد مرور اسبوع
اليوم هو افتتاح المكتب الهندسى لمحسن ومها والذي استغلوه وجعلوه حفل زفاف لهم أيضاً.
حضر الكثير من رجال الأعمال كذلك قاسم وجودى وعادل.
كانت تقف بجانيه وهى ترتدى فستان جميل جدا يتعجى ركبتيها بذراعين عاريان وقد جمعت شعرها على شكل ضفيره فرنسيه رائعه. وقف هو بجانبها بغضب قائلاً من بين أسنانه :احمر... احمر يا جودى.
ابتسم بجانبيه ثم قال :بس ومالوا هينفعنا النهاردة برضه.... مش الامتحانات خلصت برضه.
احمر وجهها كله خجلاً فقهقه عالياً إلى ان توقف عن الضحك وهو ينظر باتجاه عادل الشارد جداً فاقترب منه قائلاً :لا والله فى حاجة.. وحاجه كبيرة كمان ومش هعدى النهاردة غير لما ابقى عارفها.
عادل بتنهيده:هحكيلك.. لانى بجد محتاج اتكلم مع حد وللاسف مافيش قدامى غيرك.
قاسم بتهكم:للأسف... ماعلش خليها عليك.. قول قول.
عادل بدون مقدمات :انا حبيت واحده.... وعايز اتجوزها.
قاسم بزهول:معقول.. انت.
عادل بانزعاج:ومالى يعنى... مش بنى آدم.
قاسم مصححا:لا مش قصدى بس... طب هى مين... وعرفتها ازاى.. وايه المشكله انك تتجوزها.
عادل :هحكيلك.
كان قاسم يستمع له بذهول واستنكار قائلاً بعد أن انتهى من سرد كل شيء :لأ مش معقول.... بس دى أكبر منك بكذا سنه وكمان مخطوبه... انت تنسى الحكاية دى خالص.
عادل بحده:ياسلااام.. بالبساطه دى... من امتى وفرق السن بيفرق معاك طب كنت قولت لنفسك الأول.. ده انتو بنكوا 13سنه مش3او4سنين إلى بينى وبينها.
قاسم :يا بنى افهم.. الطبيعى أن الراجل بيبقى أكبر من البنت وكمان مش عايزين مشاكل مع عامر الخطيب.
عادل:اهم حاجه اكون فاهمها وقادر احتويها غير كده يبقى مافيش مشكله... وده الشرط الأساسي في الحب والجواز مش كده يا صاحبى.
قال الاخيره وهو ينظر لجودى فنظر قاسم الى حيث ينطر ففهم عليه وقال بتنهيده:انا عارف ان عندك حق... بس حبك ده هيقابل صعوبات كبيرة اوووى... بس اتأكد انى جنبك وفى ضهرك دايماً.
عادل بحب وثقه:ده المتوقع منك يا صاحبي.
ثم ذهب الاثنان الى حيث تقف جودى مع مها ومحسن وباركوا لهم بالزواج وهنئوهم على مكتبهم الجديد.
وبعد دقائق دلفت ريتال مع ايهم واتجهوا ناحيتهم وباركوا لهم واحتضنتها جودى بحب. نظر عادل تجاه ريتال وايهم فابتسم متذكرا اول لقاء لهم ولكن الآن هو عاشق لأخرى فاختلفت نطرته لها كليا وكذلك ايهم اختلف فى سلامه وحديثه معه فقد علم من نطرته لريتال انها لا تحمل إعجاب او نظرة رجل لامراءه كالمره الماضيه لذلك بادله السلام باحترام وتقدير.
وقفت ريتال مع جودى جانباً وقالت:عرفتى مش يامن سافر.
جودى :فين
ريتا:باباه سفره امريكا... وسمعت انه بيتعالج نفسياً... بس كذا حد من صحابنا طمنى عليه وبيقول إنه بقى احسن كتير عن الاول.
جودى :ربنا معاه.. ويهديه.
ريتا:هى مليكه مش جايه ولا ايه.
جودى :مش عارفة... شكل الحظر لسه ماتفكش.
فى المساء بعد أن عادا من الخارج
دلفا الى جناحهم ووقفت جودى امام المرأة تخلع قرطها فوجدت قاسم يقترب منها ويحتضنها من الخلف قائلا بعشق وهو يقبل عنقها قائلاً :أخيراً.... اخيرا هتبقى ملكى يا عشق قاسم.
أدارها له ثم قبلها برقه تحولت لعنف وشغف وهو يحملها ويذهب بها تجاه فراشهم كى يبدأ اول لياليهم معا يعلمها لعبة الحب جيدا. وهى تستقبل منه كل شئ بجهل وبراءه اذابت قلبه.
بعد مرور سبع سنوات
يقف وهو يقبل ابنته ذات العامين(عشق) وهو ينظر إلى حبيبته التى تجلس عاقده ذراعيها بعبوس جميل فتحدث محسن زوج مها قائلا :طب ممكن تهمنا بس براحه كده انت رافض ليه.
قاسم :يعني ايه جوزها يبقى عنده أكبر شركة فى الشرق الأوسط للهندسة وهى عايزه تشتغل في شركتك انت ومها.
جودى بعبوس:اديك بنفسك قولتها... جوزى... يعنى هتعامل على أنى مرات صاحب الشغل وهبقى دايما كل الحواليا يا منافقين يا ناس مش حابنى وشايفنى جايه اتنطت عليهم بفلوس جوزى ومش هبقى واخده راحتي لا فى الشغل ولا فى زمالتى مع الناس.
اغمض عينيه بقوه وهو يعلم ان حديثها صحيح الى حد كبير.
فتنهد قائلا :خلاص يا جودى... سبينى افكر.
مها بإصرار :لا يا قاسم بقا بالله عليك وافق.
تدخل يحيى والده قائلاً :سيبها تجرب وتتعلم يا قاسم.
نوال:ايوه يا قاسم... سيبها تاخد حريتها شويه.
قاسم :بسسسس خلاص... ايه كلكوا معاها.
تنهد بعمق ثم نظر تجاه جودى التى تحاول كبت ضحكاتها فأبتسم هو رغما عنه وقال :خلاص موافق.. تهلل وجه الجميع فاكمل هو محدثا محسن :بس لو شفت ابنك اللي اسمه شاهين ده مقرب من بنتى تانى هو حر.
فضحك الجميع وهم ينظرون إلى شاهين الذى استغل انشغالهم بالحديث وذهب لتقبيل عشق التى كانت نزلت من حضن والدها ووقفت بجانب جدها.
فنظر له قاسم بغضب وركض خلفه وهو يسب ويلعن به والصغير يركض في كل مكان. والجميع تتعالى ضحكاتهم على شاهين و... عشق قاسم
***********