رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول بقلم علياء بطرس

رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول بقلم علياء بطرس

رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة علياء بطرس رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول

رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك بقلم علياء بطرس

رواية عشق يفوق الغيوم ادهم وملاك كاملة جميع الفصول

في منزل بسيط في احد الاحياء الشعبية في مدينة القاهرة تستيقظ بطلتنا على صوت المنبه المزعج اخذت تتمطع في سريرها مدت يديها بتكاسل لتطفئ المنبه رفعت الغطاء وخرجت ذاهبة للاستحمام قبل الذهاب لجامعتها وفي طريقها وجدت جدتها تعد الفطور قامت باحتضانها وتقبيلها
” صباح الفل والعسل والياسمين على احلى فوزية فيكي يا جمهورية ”
قهقهت جدتها ” يا صباح القشطة عليكي يا ملوكة يا بكاشة يلا شهلي بسرعة قبل الفطار ما يبرد ”
كادت ان تذهب لكنها عادت وتساألت
“هو جدو فين لسه نايم ….”
وكادت ان تذهب لغرفته ظناً منها انه مازال نائم إلا ان قاطعتها جدتها
” لايا حبيبتي جدك فطر ونزل بدري ما انتي عارفة شغلو لازم يكون هناك قبل الموظفين ”
” اه صح نسيت بس ان شاء الله بكره اشتغل واريحه من التعب ده ”
قالتها بفخر شديد
“يلا بلاش غلبة انتي خلصي سنة اولى الاول وبعدين اتكلمي ”
شهقت ملاك بصدمة “انتي بتتريقي عليا يا تيتة ماشي انا هسكت بس عشان انتي تيتة وانا طيبة وقلبي ابيض ”
وذهبت للاستحمام وخرجت وارتدت بنطال جينز ثلجي وبلوزة سوداء واسعة قليلاً تصل لنصف فخذيها يتوسطها حزام فضي وبوت رياضي ابيض وحقيبة جانبية سوداء وجلبت كتبها وخرجت تودع جدتها
“يلا يا تيتة ادعيلي والنبي النهاردة اخر امتحان والمادة رخمة والدكتور بتاعها ارخم بس خلاص هانت النهاردة اخر امتحان وبعد كدة شهرين اجازة ياه ….”
قاطعتها جدتها ” يا بنت بلاش رغي اتأخرتي يلا ربنا معاكي ويبعد عندك الي يكرهوكي قادر يا كريم ”
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في مكان اخر وتحديداً في شركة AS للعقارات و البناء في هذا البناء الضخم المتكون من عشرات الطوابق والاف العمال الذين يعملون كخلية نحل فلا مجال للاستهتار او تضييع الوقت فمديرهم لا يرحم ففي هذا الصرح العملاق نجد اكثر من مئات الاقسام والمكاتب وفي اخر طابق حيث الادارة العامة المتكونة من قاعة اجتماعات كبيرة جداً ومكتب لأمجد كبير بعض الشيئ ومكتب للسكرتيرة الخاصة به
وفي مكتب اخر اقل ما يقال عنه انه فخم كأنه صمم لرئيس دولة ليس لرجل اعمال فهو مصنوع من الخشب والجلد واسع جداً يحتوي على طاولة اجتماعات ومكتبة تضم مئات الكتب وعدة اطقم كنب جلدية فاخرة
وعلى هذا المكتب الكبير نجد هذا الكائن الضخم عريض المنكبين حاد الملاح عاقد الحاجبين وعيناه كصقر سوف ينقض على فريسته يجلس على كرسيه الوثير يدخن من دخانه الفاخر ويدقق النظر في الملف الموجود بين يديه …
ويقطع هذا الصمت دخول امجد المفاجئ
“هو ما فيش باب تخبط عليه يا حيوان انتا داخل كده ليه ”
قالها ادهم بصوت عالي ممزوج بغضب واضح
لكن مقابل ذلك قابلها امجد بقهقهة كعادته
“هو انا عمري دخلت عليك المكتب وخبطت على الباب ما اظنش انو حصل ما علينا كنت عايزك في موضوع ”
تأفف ادهم من ابن عمه وعادته السيئة
“نعم اخلص قول عاوز ايه انا مش فاضيلك ….”
“ايه ياكبير خلقك ضيق ليه روق كده واطلب ليا اقهوة من السكرتيرة القمر الي برة يا بختك بيها م…….”
كاد ان يكمل الى ان جهر ادهم بصوته الغليظ
” امجد ،،، لو جاي عشان تهزر انا مش فاضيلك ورايا شغل عاوز اخلصه وعندي اجتماع كمان ساعة اخلص وقول جاي ليه”
بلع امجد ريقه خوفاً من غضب ابن عمه وقال بصوت منخفض
” حاضر هقول بس روق عشان الموضوع مش عاوز عصبيتك ”
زفر ادهم بعدم رضا من امجد
“اخلص انتا لسا هتقول مقدمات”
“بص في عم حسن السواق بتاع الموظفين انتا عارفه النهاردة جاني وقالي انه عنده بنته بتدرس هندسة ومن اوائل الجامعة وعندها شهرين اجازة عاوزة تيجي تتدرب عندنا وقبل ما تقولي انو التدريب مش دلوقتي وبتاع طلاب اخر سنة انا قلتله الكلام ده وهو اترجاني وانا بصراحة الرجال له جميل فرقبتي وماعرفتش اقول له لأ
وانا مش عاوز منك إلا إنك توافق وبس وهما شهرين والبنت ترجع جامعتها واي حاجة تحصل انا المسؤل عنها ….
ها قولت ايه ”
اخذ ادهم نفس من سيجارته الفاخرة ونفخها بضيق قائلاً “يعني انتا عشان الراجل تبرعلك بشوية دم فالحادثة بتاعتك خلاص بقى له جمايل عليك ما انتا زودت المرتب بتاعه الضعف عموماً انا مش موافق اطلع برة ”
“هو ايه الي مش موافق واطلع برة وبعدين الراجل كتر خيره مش احسن من الي ماسألش فيا إلا بعد اسبوع ”
“وكنت عاوزني اعملك ايه يعني ،،،، وانا اصلاً كنت مسافر ولما وصلت عرفت بالحصل ورحتلك ،،، وبعدين ماكنتش اعرف انك شايل فقلبك كده ”
قال الاخيرة بسخرية واضحة
اخذ امجد نفساً عميقاً “ما علينا بص البنت انا شفت اوراقها البنت شاطرة جداً وبتتكلم لغات انجليزي وفرنساوي والماني انا هستفيد من وجودها معايا بلاش عند وخلاص ”
نفخ ادهم بعدم رضا فهو غير متفرغ لهذه الامور التافه من وجهة نظره فلديه ما هو اهم فهو دائماً ما يقول ان وقته بملايين
“امجد بص انتا ليك فالشركة دي زي ما انا ليا بالضبط فعشان كده اعمل الي انته عايزه بس انا مش مقتنع واي مشكلة تحصل من بنت السواق انتي المسؤول قدامي ويلا روح مكتبك جهز نفسك للاجتماع ومتنساش تجيب ملف الكومباوند بتاع التجمع الخامس لازم نعمل دراسة شاملة يلا اطلع برة ”
خرج امجد من مكتب ادهم متوجهاً لمكتبه
لانهاء الاعمال المترتبة عليه
**************
في جامعة ملاك نجدها تخرج من قاعة الامتحان تزفر براحة لأنها واخيراً انتهت من الامتحانات وسحبت هاتفها ذو الطراز القديم بعض الشئ من حقيبتها لتهاتف جدتها وتطمئن عليها فاتصلت بها عدة مرات فلم تجب عليها تسرب الرعب الى قلبها واخذت تسرع في الخطوات حتى تخرج من الجامعة لتعود الى بيتها لتطمأن على جدتها خوفاً من ان يكون حدث لها اي مكروه واثناء مسيرها ارتطمت بشئ صلب ورفعت رأسها اذا بهذا الجاسر الذي تكره الجامعة بسببه ينظر اليها نظرات وقحة وسرعان ما ان ابتعدت عنه وسارت في طريقها وهي تشتمه بسرها
اما جاسر تأملها وهي ذاهبة
“هتروحي مني فين هتيجي بالذوق بالعافية هتيجي وهاخد الي انا عاوزه”
وذهب لصديقه الذي اوكله ان يصور الذي حدث منذ قليل ليستخدمه في الضغط على ملاك فهي الفتاة الوحيدة التي رفضته فهو جاسر الحداد ابن رجل الاعمال المشهور مدحت الحداد كيف لفتاة فقيرة كملاك ان تقول له لا
*************
وفي بيت ملاك نجدها تفتح الباب وهي تلهث وصدرها يعلو ويهبط من شدة التعب بسبب الركض ورمت حقيبتها على احد الكراسي القريبة واخذت تبحث عن جدتها اذا بها تجدها تؤدي صلاتها زفرت ملاك براحة فخافت على جدتها جداً لانها مريضة سكر وما ان انهت صلاتها حتى ارتمت في حجرها تعاتبها
“كده يا تيتة تخضيني عليكي والنبي ماتعملي كده تاني لما اتصل بيكي تردي بسرعة ما تخوفنيش عليكي يا فوفو ”
” ما تأخذنيش يا بنتي كانت عندي جارتنا ام عماد بتشرب معايا القهوة وما مسمعتوش ، ولما شفته كنت هتصل بيكي بس فصل شحن ونسيت اشحنه واكلمك سيبك مني وقوليلي امتحانك كان عامل ايه ….”
اخذت تحدث جدتها بحماس بما جاءها بالامتحان
“وبس هو ده الي حصل بس ما تخفيش الاولى كالعادة هو انا اي حد ده انا ملاك محمد حسن ”
قهقهت جدتها “طب يلا يا ملاك محمد حسن روحي غيري هدومك اكون انا جهزت الاكل جدك زمانه على وصول ”
“حاضر دقيقة واكون عندك فالمطبخ اساعدك ”
وبعد ما يقارب الساعة وصل الحاج حسن الى بيته يحمل في يديه بعض من مستلزمات البيت وما ان فتح الباب حتى قابلته ملاك حاضنة اياه مقبلة جبهته
“هات عنك يا جدو يا عسل يلا بسرعة غير هدومك عشان انا عملالك صنية بطاطس بالفراخ هتاكل صوابعك وراها ……”
وقبل ان تكمل قاطعها جدها “انتي الي عملاها ولا جدتك ”
قالت بتذمر وعبوس كالاطفال”هو انا وجدتي مش واحد ولا ايه وبعدين انا الي سخنتها وعملت السلطة وحطيت الاطباق ع السفرة هو يعني ده مش كفاية”
قبلها جدها على خدها الذي يشبه خد البيبي “خلاص ولاتزعلي خلينا ناكل وليكي عندي خبر حلو ”
“هو ايه الخبر ده ياجدو قولي دلوقتي عشان تفتح نفسي على الاكل ” قالتها بعبوس ونظرت اليه كجرو وديع نظرات تجعل الحجر يلين لها
“لا متبصليش كده مش هضعف ومش هقلك ”
وبعد تناول الغداء جلس الحاج حسن يتناول الشاي وملاك تهز قدماها وفضولها يأكلها تريد ان تعرف ما هو الخبر الذي سيقوله جدها
حتى هبت واقفة قائلة “يلا ياجدو ادينا اكلنا وشربنا شاي يلا قول والنبي”
تنهد الحاج حسن باستمتاع على فتاته الصغيرة المتحمسة لمعرفة الخبر ” النهاردة البشمهندس امجد ابن عم صاحب الشركة كلمني ….”
“ايوة وقالك ايه ها…”
“قالي خليها تيجي من بكرة تدرب تحت اشرافي ”
قفزت ملاك فرحة بهذا الخبر واحتضنت جدها وقبلته فهي تريد ان تتدرب وتستثمر وقت فراغها صحيح انهم شهرين فقط ولكن ستحاول ان تتعلم كل شئ يفيدها في دراستها في هذه المدة
قالت الحاجة فوزية “وهو البشمهندس امجد ده محترم يعني كويس نقدر نأمن على البنت تتدرب عنده شهرين يا حج ”
اجابها الحاج حسن”ايوه ده انا اضمنه برقبتي راجل محترم وبحب الناس مش زي ابن عمه اعوذ بالله على طول مكشر وعصبي ومش طايق نفسه عكس ابن اعمه البشمهندس امجد خالص يلا الحمد لله البنت هتدرب مع راجل كويس ”
ثم وجه كلامه لملاك “بصي يا حبيبتي بكرة على 8 بالدقيقة تكوني على باب الشركة وتسألي على مكتب المستر امجد عند الاستقبال هو ساب ليهم
خبر عنك عاوزك تبيضي وشي ومتعمليش مشاكل وماتخفيش وخليكي قوية وأوعي تقربي من مكتب البشمهندس ادهم ده راجل شراني وايده طايلة واحنا مش قده يا بنتي خليكي مع مستر امجد وبس تمام”
“حاضر يا جدو الي انتا عاوزه هيحصل وما تخفش عليا انا رايحة اتدرب وخلاص ما ليش في اي حاجة تانية ”
واخذ الحاج حسن يحدثهم عن يومه فهو سائق للموظفين في شركة ادهم السيوفي وحدثتهم ملاك ايضاً عن يومها وامتحانها الى ان حل المساء وذهب الجميع الى فراشه اما ملاك كانت كطفل صغير ينتظر يوم العيد بحماس الى ان غطت بنوم عميق بعد تفكير بما سوف يحدث معها غداً
********
في صباح اليوم التالي استيقظت ملاك مبكراً على غير عادتها فهي بالكاد نامت في ساعات الفجر الاولى وهي تنتظر شروق الشمس حتى تذهب للتدريب و ترى شركة AS فهي سمعت عنها من جدها كثيراً وسمعت عنها ايضاً من التلفاز والمجلات الخاصة بالمشاهير دخلت ملاك المطبخ لتحضر الفطور لها ولجدتها فجدها عمله يحتم عليه الخروج مبكراً ،،، انتهت ملاك من تحضير الفطور وذهبت لغرفة جدتها طرقت الباب عدة مرات فلم تسمع رداً عقدت حاجبيها هل يعقل ان جدتي نائمة الى هذه الساعة هذا ما دار في عقلها قبل ان تفتح الباب لتجد جدتها تغط في نومٍ عميق ابتسمت بحب واغلقت الباب وعادت للمطبخ تناولت بعض اللقيمات وذهبت للاستحمام وخرجت وارتدت فستاناً من اللون الاسود من القماش الثقيل بعض الشئ نظراً لبرودة الطقس يصل الى تحت ركبتيها بقليل وارتدت عليه جاكيت من الجينز ذو اللون الفاتح تصل لخصرها وارتدت معه حذاء مريح من اللون الابيض وحقيبة جانبية بنية اللون متوسطة الحجم
وعقصت شعرها كذيل حصان ووضعت القليل من مساحيق التجميل فهي لا تحبذها كثيراً وخرجت من المنزل متوجهة لمكان تدريبها وبعد قرابة الساعة توقف التاكسي الذي يقل ملاك امام شركة AS ترجلت ملاك من التاكسي بعد ان ناولت السائق الاجرة ووقفت كالبلهاء بأعين متسعة تنظر الى هذه الشركة كانت تعلم انها شركة كبيرة لكن ليس بهذا القدر ظلت على هذا الحال عدة دقائق حتى انتبهت الى نفسها وسارت باتجاه الشركة وما ان دخلت حتى ازداد انبهارها بالمكان فهي ترى الطابق الاول فقط والذي يحتوي على مئات الموظفين بعضهم يجلس على اجهزة الحاسوب والبعض الاخر يقف الى جانب ماكينات الطباعة والبعض الاخر يجيب على الاتصالات فيبدو ان هذا الطابق مخصص للاستعلامات فقط جالت بنظرها بالمكان فرأت ثلاث فتايات واقفات خلف مكتب ويلبسن نفس البس فخمنت انهن موظفات الاستقبال وسارت باتجاههن وما ان وصلت حتى نتحنحت بخفوت
” صباح الخير ”
ردت عليها الموظفة بلباقة شديدة ” صباح النور يا فندم اتفضلي ازاي اقدر اخدمك ”
ابتسمت لها ملاك ” انا ليا معاد مع مستر امجد ”
“هو حضرتك ملاك محمد ”
اماءت ملاك بلايجاب
“اه يا فندم هو فانظارك بلغنا اول ما توصلي تطلعيلو فوراً ”
“طيب هو في الدور الكام وفين الاسانسير ”
“هو في الدور 45 يا فندم والاسانسير فآخر الممر على الشمال واستخدمي الاسانسير الخاص بالادارة ”
“ازاي يعني خاص بالادارة مش فاهمة ”
“بصي حضرتك الموظفين في الطوابق الي فوق ليهم اسانسير معين بيستخدموه بس مستر ادهم وامجد ليهم اسانسير خاص ”
“طب وانا هعرفه ازاي ”
“هتلاقي مكتوب عليه وبعدين في كذا اسانسير لونهم واحد بس هو هتلاقي لونه مختلف ”
“طيب شكراً تعبتك معايا ”
قالتها ملاك بابتسامة بشوشة
“عفواً يا فندم مع السلامة ”
سارت ملاك بالاتجاه الذي وصفته لها الوظفة واذا بها تجد الاسانسير الخاص بالادارة ضغطت عليه ودخلت وضغطت على الرقم 45 فتحرك المصعد بها وما هي الا ثواني وتوقف المصعد خرجت ملاك ووجدت نفسها امام طابق لايوجد به احد في بداية الامر ظنت انها ليست في الطابق الصحيح واذا بها تلمح فتاة تقوم بطباعة بعض الاوراق فذهبت اليها
“صباح الخير ،،، هو فين مكتب مستر امجد ”
التفتت اليها السكرتيرة عاقدة حاجبيها
“انتي ملاك صح”
“ايوه انا انتي تعرفيني ”
“اه ياستي اعرفك مستر امجد قلي عنك ”
مدت يديها لتصافح ملاك “انا مها سكرتيرة مستر امجد ومبسوطة انك حتكوني معانا الفترة الي جاية”
صافحتها ملاك بابتسامة بشوشة كعادتها ” وانا والله مبسوطة اوي اني هتدرب هنا واشغل وقتي بحاجة مفيدة ”
“تعالي ياستي اعرفك على مستر امجد قلي اول ما تيجي خليها تدخلي على طول ”
طرقت مها عدة طرقات حتى سمعت امجد يأذن لها بالدخول “ملاك بنت عم حسن وصلت ”
“دخليها بسرعة ”
طرقت ملاك الباب ودلفت للداخل واذا بامجد يقف يمد لها يده ليصافحها “اهلاً وسهلاً بالمهندسة ملاك نورتي الشركة ” واشار لها لتجلس على الكرسي المقابل لمكتبه
” ها يا ملاك تشربي ايه ”
بالكاد خرج صوتها من شدة التوتر “لا يا فندم شكراً لحضرتك مش عاوزة حاجة ”
قهقه امجد عليها “ايه يا بنتي يا فندم وحضرتك دي انا ما بحبش الرسميات وبعدين عم حسن بيعتبرني ابنه”
ثم اكمل بجدية ” بصي ،،،، انتي هتدربي معايا ومع مها حاجة كده على قدك يعني هتشوفي تصمايم مباني وهتشوفي بنصممها ازاي جودة البناء والمواد والحاجات دي هتستفيدي جداً معانا ”
” ان شاء الله يا فندم اكون عند ظن حضرتك عن اذنك ”
“ملاك هو انتي عندك كام سنة ”
“19 سنة ”
“ده انتي صغيرة على الهندسة خالص وايه الي خلاكي عاوزة تدربي ما لسا بدري على الحكاية دي ”
اجابته ملاك بخفوت “اصل انا عندي شهرين اجازة وحابة اني استفيد من الوقت ده احسن من قعدة البيت وحتى لما كنت صغيرة فالاجازة بتعلم اي حاجة وانا فثانوي اتعلمت لغات انا بشوف انه كدة احسن من اني اقعد ما عملش حاجة ”
“والله برافو عليك ياريت الكل يعمل زيك ”
اكتفت ملاك بالابتسامة له واستأذنت وخرجت
وجدت مها تقوم بالعمل على جهاز الابتوب الخاص بها فجلست بجوارها تشاهدها وبعد قليل انتهت مها والتفتت الى ملاك
“ها يا ملاك احكيلي عنك عاوزة اتعرف عليكي ده لو معندكيش مانع ”
ضحكت عليها ملاك بخفة ” لأ طبعاً معنديش بصي يا ستي انا ملاك محمد حسن …..”
قاطعتها مها ” استني هو انتي مش بنت عم حسن ”
“لأ انا بنت ابنه ماما ماتت وهي بتولدني بسبب خطأ طبي وبابا مات فحادثة عربية وانا عندي خمس سنين وعايشة فحي شعبي مع جدي حسن وجدتي فوزية وعندي19 سنة وبدرس هندسة في جامعة القاهرة اي أسألة تانية ”
ضحكت مها على خفة دم ملاك” انا يا ستي اسمي مها حربي عندي 29 سنة متجوزة وعندي ولدين الكبير سيف عنده 6 سنين والصغير امير وعنده 3 سنين وجوزي بيشتغل فبنك وساكنة فالمعادي ”
“هو انتي بقالك قد ايه بتشتغلي هنا ”
اجابتها مها وهي تنظر للاوراق التي امامها ” بقالي تقريباً 6سنين ”
“طب ليه ما فيش حد فالدور ده غير مكتبك ومكتب مستر امجد وليه ما فيش موظفين زي الدور الارضي الي تحت ”
“لأ فيه مكتب مستر ادهم هناك اهو بس انتي ما شفتهوش وبعدين دي تعليمات مستر ادهم بحب الهدوء في شغلو عشان كده ممنوع اي حد يطلع هنا إلا لو فيه حاجة مهمة جداً ”
ثم اكملا حديثهما في سياق الهندسة والسكرتارية وامور اخرى فملاك اخذت بعض الملفات الخاصة بالاعمار وترجمتها عدة لغات لمساعدة مها
******************
في مكتب ادهم نجده يجلس على مكتبه بأريحية يدخن من سجارته الفاخرة التي شكلت سحابة فوقه يدقق في الملف الذي بين يديه حتى استمع الى طرقات على باب مكتبه فقال بصوته الرخيم “ادخل ”
دخلت سكرتيرته سالي بفستانها الاسود القصير الذي يصل الى نصف فخذيها وذو الصدر المفتوح وعاري الاكتاف تتهادى في مشيتها بمياعة تقصدها لإغراء مديرها وقفت امام مكتبه وانحت للأمام قليلاً حتى يظهر صدرها اكثر ،، ثم قالت بدلال “مستر ادهم الملف ده محتاج توقيعك ”
تأفف ادهم بصوت مسموع واخذ منها الملف ووضعه جانباً وقال ” هشوفه بعدين اطلعي برة ”
اقتربت منه سالي بوقاحة
واستندت بيديها على مكتبه فظهر صدرها بسخاء
” مش عاوز مني حاجة تانية ”
“لما اعوز هبقى اقول لك ،،،، برا ”
قال ادهم الاخيرة بقوة ارعبتها
وقبل ان تصل باب المكتب “اتصليلي بأمجد خليه يجيني”
“حاضر يا فندم ”
وبعد عدة دقائق دلف امجد مكتب ادهم وكعادته لم يطرق الباب
” هو انته مابتعرفش حاجة اسمها ذوق ليه ماخبطش على الباب ”
تجاهله امجد وجلس على الكرسي المقابل لمكتبه
“ها طلبتني يا اسطا عاوز ايه ”
قال ادهم بتقزز واضح على معالم وجهه الحادة “يخربيت الفاظك يا شيخ ايه اسطا دي شايفني سواق الي خلفوك”
تنهد ادهم قبل ان يكمل ” ها عملت ايه في فكرة الفندق الجديد جبت فكرة جديدة ”
خبط امجد مقدمة رأسه كعلامة النسيان “تصدق نسيت خالص اديني كام يوم واكون جبت فكرة جديدة ”
جهر به ادهم “كام يوم ايه الاجتماع بعد بكرة الظهر لازم تكون جبت فكرة وتكون اتعرضت عليا قبل ده واكون وافقت عليها معاك لغاية بكرة بالليل اتصرف ”
“حاضر هحاول وانتا كمان لو جت فكرة فدماغك قولي”
“انا لو فيا دماغ للتفكير ماكنتش طلبت من واحد خايب زيك ،،، وبعدين مش فكرة اننا نبني فندق على جزيرة وسط البحر مش فكرتك يلا شوف بقى هتعمل ايه ومعاك لغاية بكرة بالليل ،،يا تعتبر المشروع ملغي ”
“حاضر هحاول اي اوامر تانية ”
“اطلع برا ”
“هو انتا ليه كل ماتشوفتي تقولي اطلع برة ده انا زي ابن عمك برضه ”
ثم وقف ذاهباً لمكتبه وقبل ان يصل للباب “اه صحيح نسيت اقول لك ماما عزماك على العشا النهاردة ماتتأخرش زي عوايدك ”
ثم خرج عائداً لمكتبه يفكر في فكرة للفندق وما ان رأى ملاك حتى خطرت في باله فكره “ملاك ممكن اطلب منك خدمة لو عملتيها هتكوني عملتي فيا جميل مش هنساه ”
اجابته ملاك بابتسامة”لو هقدر اكيد مش هتأخر ”
“تعالي على المكتب اشرحلك ”
دلفت ملاك الى الداخل خلف امجد وهي تتسائل يا ترى ما هي الخدمة التي يريدها منها جلست على الكرسي المقابل لمكتبه
ثم قال لها امجد ” انا هستغل انك موجودة عشان تساعديني بصي في عندنا فكرة مشروع عاوزين نعمله مختلف شوية عشان كدة قلنا هنعمله على جزيرة وسط البحر بس لغاية دلوقتي مش لاقي فكرة لشكل المبنى عاوز حاجة تكون مختلفة عن الموجود وفنفس الوقت تكون حلوة
ها في فدماغك حاجة ”
“والله انتا فاجئتني هفكر وارد عليك امتى عاوز الفكرة تكون جاهزة ”
“معايا لغاية بكرة بالليل ”
“خلاص بكرة الصبح هيكون على مكتبك مجموعة افكار ان شاء الله تعجبك ”
خرجت ملاك لتجد مها تنتظرها تريد ان تعرف ما هي الخدمة التي طلبها مستر امجد من ملاك فقصت عليها ملاك ماحدث
****************
في مكان اخر في احد المطاعم الفاخرة المخصصة للناس من ذوي الطبقة المخملية نجد فتاة شقراء تجلس مع مجموعة فتايات فهذه داليا زهران ابنة عمة ادهم وامجد
قالت صديقتها سها ” امتى هتتخطبي لادهم يا داليا ”
اجابتها داليا بتعالي”ادهم مش فاضي اليومين دول خالص عنده شوية مشاريع هيخلصها وان شاء الله هنتخطب ونتجوز على طول ”
قالت صديقتها الاخرى اروى “بس احنا ولامرة شفنا ليكي صورة معاه على غلاف مجلة او موجودة معاه في عشاء عمل مثلاً المفروض انك خطيبته فلازم تكوني موجودة معاه”
تاففت داليا من حديث صديقتها المحرج بالنسبة لها “احنا دايماً بتقابل يعني مثلاً النهاردة معزومين على العشاء انا هو عند طنط سلوى ام امجد ”
قالت صديقتها الاخرى شاهي بنبرة واضح عليها الشماتة” بقولو انه كل يوم بسهر مع وحدة شكل وما بياخدهمش على القصر بتاعه بياخدهم على شقة في الزمالك ”
خبطت داليا بقوة على الطاولة بتوتر “الكلام ده كدب مش صحيح كله اشاعات من المنافسين بتوعو ”
ثم اكملت داليا بضيق واضح “هو ما فيش سيرة غيري انا وادهم ولا ايه ”
وبالكاد استطاعت ان تغير الموضوع الذي سبب لها احراج فهي رأت نظرات السخرية المصوبة نوحها
****************
وصلت ملاك لبيتها مساءً لتجد جدتها تضع الطعام على طاولة السفرة احتضنتها ” مساء الفل على احلى تيتة فالدنيا ،،، ها عاملة ايه على العشا اصلي هموت من الجوع ”
اجابتها جدتها بابتسامة ” عاملة مكرونة تستاهل بقك يلا غيري هدومك اكون انا سخنت الشوربة ”
“هو جدو هيتأخر يا تيتة ”
“اه يا حبيبتي هيتأخر قالي انه عاوز يزور واحد صحبه فالمستشفى ،،،،بس زمانه على ووصول مش هيتأخر بس زمانه على وصول ”
بعد ساعة كانت تجلس ملاك تشاهد التلفاز مع جدتها واذا بجدها يدخل وقفت ملاك “حمد لله على السلامة يا جدو غير هدومك اكون سخنتلك العشا”
وقبل ان تذهب اوقفها جدها قائلاً “لا يا بنتي كلت عند صاحبي فالمستشفى اصر اني اكل معاه
انا هغير هدومي تكوني عملتيلي كوباية شاي من اديكي الحلوة دي ”
“حاضر يا احلى جدو فالعالم من عيوني ”
“تسلم عيونك القمر يا قمر ”
وبعد فترة كان يجلس معهم يتبادلون اطراف الحديث
حتى سألت ملاك “هو لي يا جدو انا منزلش معاك الصبح وارجع معاك بالليل بدل مانزل لوحدي وارجع لوحدي ”
اجابها جدها بعد ان وضع كوب الشاي من يديه على الطاولة التي امامه” عشان يابنتي انا الصبح بروح الشركة بستلم المكروباص وبلف على الوظفين ووديهم الشركة واخر النهار بوصلهم لبيوتهم وبرجع المكروباص للشركة عشان كده لو هتيجي معايا هتتعبي وهتتأخري”
“طيب ليه ما تخليش الميكروباص معاك ليه ترجعو على الشركة ”
“عشان ده عهدة وحقه فلوس كتير وانتي شايفة الحتة الي ساكنين فيها ممكن يتسرق او يتكسر شباك او عيل صغير يبوزه وانا مش ناقص ،،،سيبك مني وقوليلي عملتي ايه النهاردة ”
اخذت تحدث جدها بحماس بما حدث معها كطفل صغير يحدث والده ما حدث معه في اول يوم مدرسة
” واه والمستر امجد طلب مني اني اجبله فكرة مبنى لفندق ”
“برافو حبيبة جدو عاوزك دايما كده ”
“يلا تصبحوا على خير عاوزة اقوم ارسم شوية التصاميم الي فدماغي عشان اسلمها لمستر امجد بكرة”
قالت جملتها وقبلت رأس جدها وجدتها
ودخلت الى غرفتها وجلست على مكتبها الصغير وبدأت ترسم
*******************
وفي مكان اخر في فيلا كبيرة جداً واضح على ساكنيها الثراء فهي ملك لأمجد السيوفي ،،،، وفي الداخل وتحديداً في غرفة الطعام نجد السيدة سلوى تترأس الطاولة وعلى يمينها إبنها امجد وبجانبه عمته فريال هانم والدة داليا وعلى يسار السيدة سلوى ادهم والتصقت به داليا واثناء تناولهم للطعام مسكت داليا قطعت لحم وقربتها من فم ادهم وقالت بدلع غير لائق عليها ” خد دي من ايدي يا دودي ”
قد يعجبك أيضاً
ابعد ادهم يدها عن فمه قائلاً بحزم ” اولاً انا مبكلش اللحمة ثانياً والاهم انا اسمي ادهم ”
تجاهلت داليا ضحكات امجد ودست الشوكة في قطعة فراخ ووضعتها قبالة فم ادهم للمرة الثانية قائلة بمياعة ” ما بتكلش اللحمة يبقى بتاكل فراخ يلا يا ادهمتي”
ازاح ادهم يديها وقال بصوت عالي ممزوج بغضب ” ما بكلش لا فراخ ولا لحمة وانا مش ادهومة حد وخصوصاً انتي يا بنت فريال هانم ” قال جملته الاخيرة بسخرية وهو ينظر لوادتها فريال
وهب واقفاً مغادر المكان وقبل ان يغادر “امجد خلص اكل وحصلني على المكتب ”
نظرت داليا بغضب على امجد الذي يحاول ان يخبئ ضحكته على الوقف التي تعرضت له منذ قليل
“ايه يا امجد المسرحية عجبتك ”
قهقهه امجد بشدة وبالكاد استطاع ان يلاحق انفاسه وقف يقلد صوت ادهم بقوله” انا مش ادهومة حد دي بصراحة تحفة عجبتني ”
قالت فريال بحدة للسيدة سلوى “ايه يا سلوى عاجبك الي ابنك بعملو بيتريق على بنتي دي جزاتها انها عاوزة تأكل ادهم ”
قالت السيدة سلوى ” ليه هو ادهم صغير عشان حد يأكله وبعدين ادهم ما بيكلش غير سلطة وهي عاوزه تأكله فراخ ولحمة ”
وقف امجد قائلاً “انا فالمكتب يا ماما ابعتيلنا القهوة وياريت محدش يزعجنا ” وجه نظره لداليا كأنه قصدها بالقول
وبعد قرابة الساعة ترددت داليا بالدخول للمكتب خوفاً من ان يحرجها ادهم وتصبح محط للاستهزاء من امجد طرقت الباب ولم تنتظر اذن للدخول لتفتح الباب وتدلف للداخل وما ان رآها ادهم حتى تأفف بصوت مسوع متمتماً ببعض الكلمات الغير مفهومة
قال أمجد لها “هو مش انا قلت مش عاوز حد يزعجنا ايه ما بتفهميش عربي”
تجاهلته داليا وجلست قبالة ادهم واضعة قدماً فوق أخرى قاصدة اظهار مفاتنها لأدهم ولكن ذهبت محاولاتها ادراج الرياح عندما وجدت ادهم يجذب جاكيته ويخرج من المكتب بل من الفيلا بأكملها
قال امجد لداليا قاصداً استفزازها ” لو فضلتي على الحال ده مش بعيد يولع فيكي عشان يرتاح منك الي زي ادهم يحب الي تتقل عليه وتلاوعه مش الي تبقى لازقه فيه”
وقبل ان يغادر هو ايضاً المكتب التفت لها قائلاً ” التقل صنعة يا بنت عمتي يارب الرسالة تكون وصلت ”
زفرت داليا بضيق فهي في كل مرة تتقرب بها من ادهم تفشل ولكنها لن تيأس ستظل تسعى خلف هذا الحلم بالنسبة لها حتى يتحقق مهما كلفها الامر
***************
وفي صباح اليوم التالي نجد ملاك تجلس مع مها تنتظر مجيئ امجد لتريه الرسومات وتأخذ رأيه
وبعد عدة دقائق وصل امجد والقى تحية الصباح وما ان رأى ملاك حتى سألها “ها قولي انك جبتي افكار جديدة ”
ابتسمت ملاك “طبعاً وكذا تصميم يارب يعجبو حضرتك”
” هاتيهم ورايا على المكتب ”
ما ان دخل حتى دلفت خلفه ملاك تمسك في يديها عدة تصاميم وتمدها له جلست قبالته وقالت بوجه بشوش
“يا رب يعجبو حضرتك ،، انا قلت بما ان الفندق وسط البحر ممكن نعمل تصميم من الحاجات الموجودة فالبحر بص ده مثلاً على شكل قوقعة وده على شكل صدفة وده على شكل سفينة وده على شكل لؤلؤة ”
صفر امجد باعجاب ” انتي بجد مبدعة ورسماهم بطريقة حلوة جداً بصي انا اكتر واحد عاجبني القوقعة شكلو تحفة انا اشوية وهقولك انهي واحد هنعتمدو
شكراً ليكي بجد ”
” العفو ما عملتش حاجة المهم انهم عجبو حضرتك عن اذنك ”
وبعد قليل كان يقتحم مكتب ادهم الذي كان يعمل على الحاسوب الخاص به
“تصدق انا من هنا ورايح هقفل الباب بالمفتاح عشان اعلمك تخبط قبل ماتدخل ”
“سيبك من الباب دلوقتي وشوف الجمال الي هنا ”
ثم مد الرسومات على ادهم الذي بدوره اعجب بالتصاميم
“بص هو الشغل حلو جداً بس ده مش شغلك انتا مش بالذكاء ده استعنت بمين المرة دي ”
“لو حزرت مين ليك عندي الي انته عاوزه”
“المهندس رؤوف ”
“لأ لأ”
“المهندس طلعت ”
“لأ لأ”
“غلبت مش عارف قول ”
“بس الاول قولي انهي تصميم عجبك اكتر حاجة ،،،
انا بالنسبة ليا القوقعة حاجة تحفة وجديدة ومناسبة للمكان والفكرة ”
“وانا كمان عجبتني جداً ومرسومة بطريقة تحفة
ها مين بقى الي رسم دول ”
“ملاك بنت عم حسن السواق ”
“الي جت تدرب عندك من كام يوم ليه هيا فسنة كام ”
“دي لسه فسنة اولى وعندها19سنة بس بجد موهوبة اول ما قلتلها عن الفكرة عملتهملي ”
استغرب ادهم قليلاً كيف لطالبة في هذا العمر ان تقوم بكل هذا الابداع
“خلاص اعتمد القوقعة وخلي المهندسين يبدأو شغل عليه من دلوقتي مفيش وقت”
“حاضر هبدأ من دلوقتي
اه صحيح انتا مبارح بعد ما مشيت من عندنا رحت فين ”
“سهرت فنايت كلاب وبعدين روحت ”
“روحت على القصر ولا على شقة الزمالك ”
قال الاخيرة بغمزة فهم ادهم مقصدها
“لا يا فالح على القصر ماليش اليومين دول مزاج فحاجة ”
تركه امجد وعاد الى مكتبه ليباشر عمله وابلغ ملاك ان المدير اعجب بتصميم القوقعة
وانتهى اليوم هكذا
****************
وبعد مرور ثلاثة اسابيع على تدريب ملاك فالشركة الى الان لم تقابل ادهم ولم تراه ….. وفي حين كانت تجلس مع مها تتصفح بعض الاوراق بتمعن واذا بهاتف مها يرن وما ان وضعت الهاتف على اذنها حتى صرخت واصبحت تبكي حاولت ملاك ان تعرف منها ما حدث فلم تعطيها مجال لتدخل لامجد مسرعة وما ان رأى حالتها حتى سألها “مالك يا مها في ايه بتعيطي ليه ايه الي حصل ”
“ابني ….ابني …عامل ….حادثة ….وهو …راجع …من
المدرسة …اتصلو بيا من ….المستشفى انا
لازم اروح ارجوك ”
“خلاص اهدي وانا هخلي السواق يوصلك اهدي ”
مسحت مها دموعها “شكراً ليك بجد وانا هقول لملاك تحضر الاجتماع مكاني هي فاهمة كل حاجة واصلاً انتا مش هتحتاجني فحاجة انا لازم امشي عن اذنك ”
خرجت من مكتب امجد ووجدت ملاك تبكي لبكائها
“ملاك انا لازم امشي ابني عمل حادثة انتي احضري الاجتماع مكاني كل حاجة على اللابتوب وانتي اصلاً فاهمة كل حاجة ومستر امجد مش هيحتاجك بس خليكي معاه عشان لو حصل حاجة”
وخرجت مسرعة لتطمأن على طفلها
وبعد ما يقارب ساعة ونصف كانت ملاك تقف في قاعة الاجتماعات بالقرب من مستر امجد مع بعض رجال الاعمال ينتظرون قدوم ادهم وكان امجد يقلب بالاوراق وكأنه تذكر شئ التفت الى ملاك “ملاك بسرعة قبل ما يوصل ادهم على المكتب بتاعي في ملف لونه اسود هاتيه وتعالي بسرعة”
هبت ملاك واقفة تمشي بسرعة في طريقها لمكتب مستر امجد واذا بها تصطدم بشئ صلب توأهت منه وكادت ان تقع فتمسكت بذراع الشخص واذا به يحدق بها هل هي بشر ام ملاك نزل على الارض جميلة لا بل فاتنة وجهها الابيض الذي يشبه وجه الطفل الصغير وعيناها الرماديتان اللتان ترقرقت الدموع بداخلهن من فرط التوتر ورموشها الكثيفة وشفيها المتنكرزتان المرتجفتان ك حبات فراولة جاهزة للاكل شعرها المنساب على وجهها جسدها المتناسق ذو المنحنيات المثيرة اخذت تتمتم بعبارات الاسف ،، لا يعلم منذ متى وهو يحدق بها افاق على صوتها المرتجف
“انا …اسفة …مقصدش بس ..مستر …”
قاطعها قائلاً بهدوء على غير عادته فهيأتها المرتعبة وجسدها الذي يرتجف لم يدفعه للعصبية “انتي مين”
اجابته بصوت بالكاد سمعه “انا ملاك محمد بتدرب مع مستر امجد ”
هز رأسه بالايجاب
تركها واكمل طريقه للقاعة ذاهب للاجتماع وهي ذهبت مسرعة لمكتب مستر امجد لجلب الملف
في قاعة الاجتماعات نجد أمجد يشرح لهم المشروع وابعاده والخطة التي يجب السير عليها لاحظ امجد تركيز ادهم مع ملاك فهو يجزم انه لم يسمع من الاجتماع ولو كلمة واحدة فهو يعرف ابن عمه لا ينجذب لأي فتاة فدائماً الفتايات هي التي تنجذب له ابتسم داخله فيبدو انه سيقع في الغرام قريباً ،،، اما ادهم كانت عيناه لا تتزحزح عن ملاك كأنه مسحور بها لايسمع ولا يرى غيرها يتابع حركاتها العفوية حتى رمشة عينيها لم يرى ارق منها في حياته وما زاد الطين بلة قضمها لشفتيها التي اصبحت حمراء الشئ الذي جعله يبتلع ريقه ،،، وقبل ان يتحدث لينهي الاجتماع ليتخلص من وجودها امامه ،، تحدث احد رجال الاعمال
“الفكرة يا مستر امجد تحفة جبتها ازاي ”
ضحك امجد وهو يشير بيده اتجاه ملاك “والله الفكرة مش ليا الفكرة لملاك هي طالبة هندسة شاطرة ”
افترس الرجل ملاك بنظرات جريئة لاحظها ادهم
قال الرجل بوقاحة “بصراحة الجمال ده كله طبيعي يطلع منه كده ”
تلطخ وجه ملاك بالحمرة وارتجفت شفتيها من التوتر
وانسحبت من القاعة فنظرات الرجل لم تريحها
وذهبت مسرعة لمكتب مها
في القاعة سأل الرجل “هي مشيت ليه هو انا قلت حاجة غلط ”
وقبل ان يجيبه امجد قال ادهم “الاجتماع خلص نشفكم الاسبوع الجاي مع السلامة ”
وخرج متجها الى مكتبه حتى انه لم يصافحهم فهي عادته لا يهتم لأحد
وبعد ما يقارب الساعة في مكتب السكرتيرة مها نجد ملاك تهاتفها “الو ازيك يا مها طمنيني سيف عامل ايه ”
“الحمد الله الموضوع بسيط غرزتين فدماغه وبس ابن الكلب سيب ركبي ”
ضحكت عليها ملاك “لو جوزك سمعك هيعلقك ”
“قوليلي حضرتي الاجتماع ”
“اه حضرتو كنت انا وقلتي واحد ”
“بقولك شوفتي مستر ادهم”
توترت ملاك فور ذكره لا تعرف ما السبب
“اه شوفته ”
“مز صح يخربيته ”
شهقت ملاك بخجل
“عيب الي انتي بتقوليه ده وبعدين على فكرة مش حلو اوي يعني عادي ”
“يا لهوي ادهم مش حلو امال مين الحلو يا ست ملاك صبحي بتاع الشاي ”
ضحكت ملاك “لأ مش لدرجة صبحي بتاع الشاي
هو احلى بصراحة … عموماً انا قولت اطمن عليكي وعلى سيف هبقى اكلمك بالليل اوكي … باي ”
قد يعجبك أيضاً
تذكرت ملاك نظرات ادهم المصوبة نحوها التي اربكتها كثيراً تذكرت ملامح وجهه الحادة انفه المرفوع بشموخ فكيه المنحوتان ذقنه التي زينت وجهه بطريقة جميلة عيناه الحادتان اللاتان افترساتها نهرت نفسها بشدة على هذا التفكير
اخذت ترتب الاوراق الموجودة على مكتب مها،، ومسكت ورقة بيضاء واخذت ترسم بعض التصاميم فهذه عادتها في وقت الفراغ وتدندن بعض الاغاني المحببة لها
اما في مكتب ادهم مر قرابة الساعة وهو يقرأ نفس الورقة بدت له وكأنها طلاسم لا يفهم منها شئ صورة ملاك لم تفارق خياله “جرى ايه هي اول مرة اشوف ست حلوة ”
وبدى وكأنه يبرر لنفسه التفكير بها ” هي بس عشانها رقيقة بزيادة وماحولتش انها تتقرب مني زي ما كل الستات بتعمل معايا ،،،وانا بقالي فترة بعيد عن اي ست بقيت بفكر فأي حد ”
هذا ما اقنع به نفسه ،،ثم اخذ نفساً عميقاً وامسك الملف وبدأ ان يقرأه محاولاً التركيز
***************
مساءً في احد النوادي الليلية التي يتردد عليها الاغنياء نجد ادهم يجلس على البار ويرتشف من كأس الفودكا الفاخر وعيناه تجوب في المكان كصقر وصورة وجه ملاك الطفولي لم تفارق خياله زفر بضيق فهو هنا لينساها ،، اقتربت منه احد فتايات المكان بثوبها الضيق القصير كان يظهر اكثر ما يخفي جلست بجانبه قائلة بمياعة “ازيك يا ادهم بيه …. بتشرب ايه …..فودكا انا بحبها اوي اطلبي كاس ”
زفر ادهم بضيق واشار للعامل بان يحضر لها ما طلبت اقتربت منه الفتاة ووضعت يدها على كتفه وقالت بجرأة مبالغ فيها “ايه رأيك نقضي الليلة مع بعض انا شقتي جاهزة ”
نظر لها ادهم بطرف عينه ثم انزل يدها عنه وقال بخفوت مخيف “مش ادهم السيوفي الي وحدة شمال ورخيصة زيك تتجمل عليه فشقتها وبعدين انا كنت معاكي قبل كده وانا مش بدوق حاجة مرتين مش عاوز اشوف وشك تاني ”
ثم دفعها وكادت ان تسقط ارضاً لولا انها وازنت نفسها وفرت هاربة من امامه وبعد قرابة الساعتين كان يدخل الى شقته المخصصة للنزواته التي لا تنتهي في يده فتاة سحبها خلفه الى غرفة النوم وما ان دخلها حتى جذب الفتاه والقاها على السرير خلع قميصه والقاه ارضاً بإهمال وبقي عاري الصدري وانقض عليها كأسد جائع وأثناء جماعه لها قال بصوت مغيب بسبب الخمر الذي شربه “ملاك ”
ارادت الفتاة ان تجاريه فالكلام “ايوة يا ادهم ”
“هو انتي حلوة كده ليه ”
“عشان بحبك وعاوزة الليلة دي تبقى احلى ليلة في حياتي ”
عند هذا الحد جن جنون ادهم وبدأ يضاجعها بقوة ومتص رقبتها وصدرها بجنون وكأنه لم يجامع نساء من قبل
بعد ما يقارب الساعتين نهض ادهم عن الفتاة بعد ان اتى لها بنزيف وهو يلهث
” قومي البسي واخرجي هتلاقي السواق تحت خليه يوصلك وفي فلوس على الطربيزة برا خديهم ومشفش وشك مرة تانية ”
اسرعت الفتاة بإرتداء ملابسها وهي مرتعبة من هيئته الغاضبة ،،وما هي الا ثواني معدودة كانت تخرج من باب شقته حامدة ربها انها على قيد الحياة
اما ادهم دخل ليستحم وقف تحت المياه الباردة علها تبرد النيران المندلعة بداخله وما ان تذكر انه تخيل الفتاة بملاك يثور اكثر منذ متى وهو يتخيل فتاة هذه الفتاة اصبحت خطر عليه يجب ان يتجنبها
اقنع نفسه بهذه الفكرة فطالما انها بعيدة عن نظره سوف ينساها وبعد عدة دقائق كان يخرج من العمارة الموجودة بها شقته متوجهاً الى قصره
***************
في صباح اليوم التالي كانت ملاك تدخل الى الشركة فكانت ترتدي
وصلت للاسانسير ضغطت عليه ففتح لها بعد عدة ثواني وقبل ان ينغلق وجدت شخص يضع يديه على بابه واذا به ادهم يدلف بطلته المهلكة كان يرتدي بدلة كلاسيكية سوداء وقميص ابيض وربطة عنق سوداء توترت ملاك من تواجدها معه في مكان واحد التصقت بحائط المصعد حتى تجعل مسافة اكبر بينهم ،،،، اما ادهم كان مستمتعاً بوجودها معه وما هي الى لحظة حتى وصل المصعد الى الطابق الاخير تنفست ملاك الصعداء فور خروجها من المصعد فهي ستتجنبه مثلما قال لها جدها ،،،، اما ادهم كان يقف مكانه فرائحتها لا تزال موجودة بالمكان وكأنه نسي ما وعد نفسه به وهو تجنبها ونسيانها سار باتجاه مكتبه وما ان رأته سكرتيرته سالي حتى هبت واقفة تدلي عليه جدوله اليومي ،،، حتى قاطعها قائلاً بحدة “هاتيلي القهوة بتاعتي وملف مشروع الفندق الجديد ”
“حاضر يا فندم حاجة تانية ”
قالتها بمياعة مصطنعة
“لأ لما اعوز منك حاجة تانية هبقى اقلك ”
خرجت سالي الى مكتبها وغابت لدقائق ثم عادت حاملة كوب القهوة والملف المطلوب ”
وضعتهم على الطاولة وخرجت وما ان خرجت حتى وجدت هاتفها يرن التفتت يميناً ويساراً قبل ان ترد خوفاً من ان يسمعها احد
“الو ازيك يا داليا هانم ”
“ها في اخبار جديدة عندك ”
“لأ ما فيش جديد ،، بس النهاردة عنده غداء عمل مع شركة الصياد بس لسة مش معروف مين الي هيحضر مستر ادهم ولا مستر امجد ،،، اول ما اعرف هبلغك ”
“برافو عليكي بلغيني بكل الي بيحصل اول بأول يلا سلام ”
وفي مكتب مها السكرتيرة نجد ملاك تنهي بعض الاعمال الموكلة لمها فهي اضطرت للغياب اليوم بسبب حادث ابنها فأمجد سمح لها بالمكوث معه حتى يخف و يستعيد صحته وعندما كانت تعمل باجتهاد استدعاها امجد ،،، فدخلت له بعد ان طرقت الباب واذن لها بالدخول وقفت قبالته باحترام “تفضل حضرتك طلبتني ”
“اه معلش هتعبك معايا عاوزك تاخدي الملفات دي لمكتب مستر ادهم تخليه يمضيهم وهاتيهم معلش هتعبك ”
توترت ملاك فور علمها انها ستقابله اجابت بإقتضاب “لأ ،،،مفيش تعب ”
تناولت الملفات من على مكتب امجد وخرجت متجهة نحو مكتب ادهم عندما وصلت لم تجد السكرتيرة على مكتبها فوقفت قليلاً تفكر هل تنتظرها ام ستطرق عليه الباب وفي هذه الاثناء شاهدها ادهم من على شاشة كاميرات المراقبة الموجودة في مكتبه شبح ابتسامة لاح على ثغره فور سماعه لطرقات رقيقة مثلها على الباب ،،،استعاد جموده وقال بصوته الغليظ “ادخل ”
ما ان سمعت ملاك صوته حتى ارتجف قلبها ضغطت على مقبض الباب بيدها الصغيرة وفتحته دخلت الى مكتبه تهللت اسارير ادهم من الداخل حاول قدر المستطاع اخفاءه ،،، سارت ببطئ متجهة نحو مكتبه تأكل شفتيها فهذه حركتها المعتادة عندما تتوتر ،،، مما اشعل النار بداخل ادهم حاول تجاهل حركتها
قالت بهدوء وكان واضح التوتر عليها من ارتجاف صوتها ” مستر امجد بيطلب من حضرتك تمضي الاوراق دي ”
وما ان خرج صوتها الرقيق حتى خارت قواه واغمض عيناه لتمالك نفسه
مد يده لتناول الملفات من يديها المرتجفتان
قال لها بهدوء “طيب خليهم همضيهم وابعتهم اتفضلي انتي ”
اسرعت ملاك بخطواتها حتى تخرج من مكتبه تنفست الصعداء فور خروجها وما ان رأتها سالي حتى قالت بتعالي “انتي مين ودخلتي عند مستر ادهم ازاي من غير ما تستأذني مني ”
اجابتها ملاك ” انا ملاك بتدرب عند مستر امجد وجبت ملفات لمستر ادهم بس انتي مكنيش موجودة عشان استأذن منك ”
تركتها ملاك وعادت الى مكتبها وابلغت مستر امجد انه سيمضي على الملفات ويرسلهن ثم جلست على المكتب ترسم وتدندن كعادتها
وفي مكتب ادهم انتهى من توقيع الملفات التي ارسلها امجد وما ان انتهى كاد ان يرسلهن مع سالي حتى تراجع وقرر ان يذهب بنفسه فالدقيقة التي تواجدت فيها بمكتبه لم تكفيه ،،، جلب الملفات واتجه نحو مكتب امجد وعندما رأته سالي هبت واقفة وهي تنظر اليه منذ متى وهو يذهب لأمجد او يذهب لأحد جلست وتابعت عملها ولم تعير الموقف اهتمام
قبل ان يدخل الى مكتب السكرتيرة مها حتى استمع الى صوتها وهي تدندن بخفوت فوقف جذب هاتفه من جيب بنطاله والتقط لها صورة ودسه مرة اخرى في جيبه اخذ يراقبها وما ان لاحظت ملاك وجوده شهقت خوفاً من تواجده فهي ما تعلمه انه لا يأتي الى مكتب مستر امجد وعندما لاحظ توترها تركها ودخل لامجد
الذي بدوره استغرب من وجود ادهم في مكتبه
“ادهم السيوفي بجلالة قدره في مكتبي المتواضع ايه الي بيحصل بالضبط ”
اجابه ادهم بسخرية “حبيت اريحك ”
“يا حنين من امتى الكلام ده ”
“دي الملفات الي بعتهالي وغداء العمل الي مع شركة الصياد انتا الي هتحضره وتخلص معاهم وانا هجهز للاجتماع بتاع بكره ”
قال هذه الجملة وخرج من مكتب امجد فلم يجد ملاك في الخارج لعن حظه في سره فهو فعل هذا الشئ الذي ليس من عادته الذهاب لأحد فقط من اجل رؤيتها فعاد الى مكتبه واضح على ملامحه الغضب دخل وصفق الباب خلفه اما عند ملاك فهي وقفت في زاوية مقابلة لمكتب مها تنتظر خروجه حتى لا تراه وما ان خرج من مكتب امجد وابتعد حتى عادت لتكمل ما كانت تفعله قبل مجيئه فهو يوترها جداً لا تعلم ما السبب
بعد عدة ساعات قد جاء موعد استراحة الغداء فنزل جميع الموظفين الى كافيتريا الشركة وقبل ذهاب سالي للغداء طرقت على ادهم الباب فأذن لها بالدخول
قالت بدلع “مستر ادهم انا نازلة اتغدى تحب اطلبك اكل قبل ما أنزل ”
“لأ مش عاوز ”
خلع جاكيته وحل ربطة عنقه وحل اول ثلاث ازرار من قميصه ووقف يدخن قبالة الحائط الزجاجي وينظر الى الشارع ومدخل شركته وجزء من كافيتريا الشركة جال بنظره بإهمال وإذ بنظره يتوقف عليها وهي تجلس مع احدهم
هرع لأحد الادراج ليجذب المنظار وضعه على عينيه لتظهر له ملاك تتناول الغداء مع جدها ويوجد شخصاً اخر يجلس معهم ولكن وجهه لم يكن بائنٍ بشكل واضح ظل يراقبها وهي تطعم جدها وتشاكسه ابتسم تلقائياً لإبتسامتها وما هي الا لحظه حتى زالت ابتسامته لانه عرف هوية الشخص الجالس معهم فهو موظف لديه يعمل في الحسابات لديه تاريخ مشرف مع النساء اقسم انه سوف يبعده عنها فهي من الان تخصه ظل يراقبها حتى انتهت الاستراحة وصعدت الى مكتب امجد شاهدها على كاميرات المراقبة عندما دخلت الى المكتب
جلس على مكتبه واراح ظهره للوراء واغمض عينيه يتذكر وجهها الطفولي عينيها الساحرتان وشفتاها المتنكرزتان وجسدها المنحوت ببراعة واخذ يتخيلها كيف ستكون وهي بين يديه وفي احضانه ابتسم بمكر على افكاره المنحرفة
اخرج هاتفه وهاتف المساعد والحارس الشخصي له
“ايوة يا شريف تعالي على المكتب ”
وبعد قرابة 10 دقائق حتى طرق الباب شريف فأذن له ادهم بالدخول وقف شريف ينتظر التعليمات
فقال له ادهم “اقعد واقف ليه ”
جلس شريف ثم اكمل ادهم بصوت هادئ ” اول حاجة في موظف اسمه عادل مهران بيشتغل في الحسابات عاوزك تنقله فرع اسكندرية مش عاوزه يعتب القاهرة خالص وتاني حاجة ،،، في الحاج حسن سواق الموظفين ليه بنت بتدرب فالشركة مع امجد عاوزك تجيبلي كل حاجة عنها من يوم ما تولدت لغاية دلوقتي وعاوز واحد يراقبها على طول ما تغبش عن عينه لحظه اعرف كل تحركتها اول بأول ،،، واهم حاجة مش عاوز حد يعرف بالوضوع ده ومش عاوزها تحس بأي حاجة
واه عاوز سجل يومي بكل مكالمتها فاهم ”
“فاهم يا فندم تأمرني بحاجة تانية ”
“لأ ،،، روح انتا دلوقتي وبالليل يكون كل المعلومات الي طلبتها عندي ”
******************
مساءً
كانت ملاك تصعد درجات سلم بيتها المتهالك وقبل ان تصل الى شقتها شهقت ملاك بفزع عندما ظهر امامها فجأة جارها عماد شاب في 26 من عمره ،،، قال لها وهو مبتسم بهيام
“سلامتك من الخضة يا ست البنات،،ازيك يا آنسة ملاك”
عقدت ملاك حاجبيها ونظرت اليه بتوجس فهو قليل الاحتكاك بالجميع وخاصة النساء فلا تتذكر اخر مرة رأته فيها قالت بهدوء
“خير يا استاذ عماد في حاجة”
تنهد بحب
” كل خير يا ست البنات انا بس شفتك طالعة على السلم فحبيت اقولك مساء الخير ”
“مساء النور “قالتها بإقتضاب ودلفت الى داخل شقتها تمتمت ملاك بخفوت
“ايه الراجل الغريب ده ،،،، لا وايه ده مش حاطط ريحة ده مستحمي بيها ”
“يا تيتة ،،،، يا فوفو ،، انتي فين ”
اتاها صوت جدتها من المطبخ “انا هنا يا ملوكة فالمطبخ ”
دخلت اليها ملاك ” مساء الجمال يا عسل ها عمالة ايه النهاردة على الغدا ”
” بامية ،،،، عرفاكي مابتحبهاش عشان كدا عملتك طبق مكرونة ”
“تصدقي انتي احلا تيتة فالدنيا ،،، انا هروح اغير هدومي واجي اساعدك يكون جدي وصل ”
وبعد ما يقارب ثلاث ساعات كانت ملاك تجلس مع جديها على نشرة الاخبار التي يتابعها جدها باستمرار
كانت ملاك تجلس بملل حتى رأت صورة ادهم وعلى جانبه امجد على التلفاز انتبهت لما يقال حيث قال المذيع ” رجل الاعمال المشهور ادهم السيوفي وشريكه وابن عمه امجد السيوفي قد وضعا حجر الاساس لفندق الاول من نوعه في الشرق الاوسط وأوضح لنا ان صاحب فكرة الفندق شخصاً موهوباً ”
ابتسمت ملاك بخفوت ولا تعلم لما ابتسمت هل لان الفكرة فكرتها ام لان ادهم قال عنها موهبة نفت هذا التفكير من رأسها فوراً وانتبهت على صوت جدها
” مش هو ده الفندق الي البشمهندس امجد خد فكرته منك يا ملاك ”
اجابته بتعلثم “مش عارفة يا جدو عن اي فندق بيتكلمو هما كل يوم بيعملو فندق شكل مش عارفة اذا هو او لأ ”
هبت واقفة حتى لا يلاحظ جدها ارتباكها وقبلت راس جدتها وجدها وذهبت لغرفتها ،،، وما ان اغلقت الباب على نفسها حتى ارتمت على سريرها وتفكر “طيب انا ليه كل ما اسمع اسمه احس انه قلبي بترعش وببقى مش على بعضي معقول اكون حبيته ….. لا لا لا ايه الي بفكر فيه ده مستحيل انا فين وهو فين وبعدين انا اصلاً شفته تلات مرات على بعض ،،،،، تؤتؤتؤ برضة لما بشوفة ببقى عاوزة استخبى من نظراته ،،، وبعدين الي زي ادهم ده عرف ستات بعدد شعر راسه منهم عارضات ازياء وبنات اغنية اجي جمبهم ايه انا ،،، بلا خيبة هو اصلاً فاضل اسبوع واحد تدريب وخلاص وكل واحد يروح لحاله هو احسن كده نامي يا ملاك بلاش تحلمي احلام مش قدك الي ببص فوق اوي بتتكسر رقبته”
تنهدت بيأس وجذبت الغطاء عليها في محاولة منها ان تنام حتى لا تفكر بشئ*******************في احد القصور الفخمة
المتكونة من حديقة شاسعة الاتساع وعدة حمامات سباحة واسطبل لأندر الخيول وكراج للسيارات يضم عشرات السيارات بعضها قديم الطراز وبعضها دفع رباعي وبعضها الفارهة الرياضية واخرى الكلاسيكية
ومن الداخل نجد عشرات الغرف المليئة بالاثاث الفاخر وصالة رياضية مليئة بالاجهزة الرياضية الحديثة
وفي داخل غرفة المكتب نجد ادهم يجلس بأريحية على كرسيه الوثير يراجع بعض الملفات وقطع تركيزه طرقات متتالية على باب مكتبه دخل حارسه الشخصي شريف بعد ان اذن له ادهم بالدخول “خير يا شريف في حاجة ”
تقدم شريف من مكتب ادهم واضعاً الملف الذي في يده على المكتب “ده الملف فيه كل البيانات عن ملاك حسن ومعاه ملف مكالمتها وو……”
“فيه ايه يا شريف ماتقول على طول ” ” في واحد معاها في الجامعة عينه منها بس هي مش مدياه مجال يبقى ابن مدحت الحداد ” كز ادهم على اسنانه فور تخيله لأحد انه نظر اليها ولكنه تمالك نفسه فور تذكره لوجود شريف
“خلاص يا شريف روح انتا وخلي عينك على الولد ده” سحب ادهم نفساً من سيجاره الفاخر وامسك بالملف الذي به معلومات عنها واخذ يقرأ بصوت خافت متمهلاً ” ملاك محمد حسن عندها 19 سنة امها ماتت وهي بتولدها وابوها مات وهي عندها خمس سنين عايشه مع جدها وجدتها فحي ………. ،،، بتدرس هندسة في جامعة القاهرة وملهاش صحاب من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت ” ثم تناول صور لها مرفقة مع الملف وتأملها كم هي جميلة لم يرى ارق منها لقد انقلب حاله فور رؤيته لها ،،، ثم تناول ملف مكالماتها فلم تكن تتصل بأحد سوى جدها وجدتها ومؤخراً مها سكرتيرة امجد ابتسم فور ظهور فكرة في باله اخذ رقم هاتفها من الملف وضغط على زر الاتصال وضع هاتفه على اذنه فكان يسمع جرس لكن لا احد يرد نظر في الساعة المعلقة على حائط مكتبه وجدها العاشرة ايعقل ان تكون نائمة مبكراً اتصل مرة اخرى ولكنه ظن انه مثل سابقتها لن ترد حتى اتاه صوتها الرقيق الناعس
” الو…..الو…..الو…..الووووو” وعندما لم تجد رداً اغلقت الاتصال ضحك ادهم “يعني ادهم السيوفي الي محدش يسترجي يرفع عينه فعيني عيلة صغيرة تقفل السكة فوشي ماشي يا ست ملاك الحساب يجمع ” ثم انتصب واقفاً متجهاً الى غرفة نومه ليستحم ثم يخلد للنوم وما ان دخل غرفته تأملها
“يا ترى ممكن ملاك تنام ع السرير ده فيوم من الايام ” ثم استطرد قائلاً
“ايه الي بقوله ده مش لما اعرف اتكلم معاها الاول كل اما تشوفني تترعب كأنها شايفة عفريت معرفش ايه الي مخوفها مني ”
ثم دخل الى الحمام وغاب بعض الوقت وخرج وهو ينشف شعره بمنشفة وكان يرتدي بنطال قطني مريح وبقي عاري الصدر فظهرت عضلات صدره وبطنه المكتنزة رمى المنشفة ارضا ثم دس حاله تحت غطاءه الوثير وبعد ساعتين بقي يتقلب فيها ثم اعتدل جالساً
“في ايه انا لو كنت اعرف اني لما اسمع صوتها مش هعرف انام مكنتش اتصلت من اساسه ،،، ركز يا ادهم مفيش ملاك دلوقتي نام بكره هتشوفها خلاص نام ” وبعد قرابة الساعة كان يغط في نومٍ عميق وفي الصباح بينما ادهم نائماً نجد ملاك تدلف للداخل تحمل بيديها صينية عليها بعض اصناف الفطور وكأسان من العصير ووردة حمراء وكانت ترتدي
ثم امسكت الوردة مررتها على وجه ادهم وعلى صدره وبطنه ” ادهم حبيبي يلا قوم انا جهزتلك الفطار ”
ثم اقتربت منه وقبلته على خده وقبل ان تقبل خده الثاني شهقت ملاك بذعر عندما وجدت نفسها اسفل ادهم ” انتي بتستغلي اني نايم وبتبوسيني وياريتك بتبوسي صح ”
“ليه انشاء الله هي البوسة الصح ازاي بقى ”
اقترب منها ادهم ثم تناول شفتيها بين شفتيه واخذ يمتص شفتاها تارة العلوية وتارة السفلية ويداه الخبيرة تتحس تقاسيم جسدها الانثوي المثير ،،، ابتعد عنها عندما أحس بانها بحاجة للهواء ،،،شهقت ملاك بقوة كأنها كانت تغرق ،،، دفن ادهم دفن في عنقها المرمري ممتصاً ومقبلاً جلدها الرقيق الناعم تأوهت ملاك من فرط مشاعرها ولكن تأوهها دفع ادهم للجنون وجعتله يتعمق اكثر تاركاً علامات زرقاء واخرى بنفسجية ابتسم على علامات ملكيته التي تلونت بها رقبتها البيضاء ثم عاد الى ملاذه شفتيها يمتصها بقوة مدخلاً لسانه داخل فمها الكرزي الصغير مستكشفاً اياه ويداه تعتصران صدرها الطري خرج منها تأوهات من فرط الرغبة اودت بعقل ادهم بالجحيم وشرع بخلغ ملابسها …….
“ادهم ،،،،ادهم ،،،،،،ادهم”
فزع ادهم من نومه واذ بأمجد يقف قبالته نظر اليه بغضب “فيه ايه”
“سلامتك بقالي ساعة بصحي فيك الظاهر انك كنت بتحلم ومش عاوز تصحى ”
“معلش ما سمعتش ،،، انته ايه الي جابك هنا”
“ابداً قلت اعدي عليك نروح مع بعض على الشركة يلا اجهز وانا هستناك تحت متتأخرش ”
خرج امجد مسح ادهم وجهه بضيق “لأ انا النهاردة لازم اشوف حل في الموضوع ده لازم …. مينفعش افضل كده انا هتجنن خلاص ” ثم ابتسم فور تذكره لهذا الحلم ثم ضغط عل اسنانه فلو لم يأتي امجد لاكمل هذا الحلم الجميل نهض ليستحم لعل المياه تطفئ النار التي اشعلتها تلك الصغيرة بداخله ثم نزل لأمجد بعد ان ارتدى بدلته السوداء الفاخرة والساعة الثمينه ورش من عطره الذي يزيد من وسامته واستقل السيارة مع امجد متجهاً للشركة بعد ساعتين في مكتبه نجده يشاهد شاشة هاتفه يراقب مكتب امجد ينتظر مجيئها فلا يوجد احد فمكتب السكرتيرة سوى مها نظر الى ساعة يده ذات الماركة العالمية وزفر بضيق فهي تأخرت على موعدها قرابة الساعتين ثم شرع بالاتصال على احدهم “ها يا شريف هي فين مجتش الشركة ليه ،،
هي فالبيت” “لا يا فندم هي فالجامعة دلوقتي ” “طيب بلغني بتحركتها اول بأول وخليها تحت عينك ولو حسيت انها محتاجة مساعدة إدخل فوراً ” “حاضر يا فندم ” وقف متنصباً من على كرسيه متوجهاً للحمام الملحق بمكتبه ليغسل وجهه لعله يستطيع السيطرة على ضيقه فهو كان ينتظر رؤيتها ثم خرج وعاد ليجلس على مكتبه في محاولة منه لدمج نفسه بالعمل وبعد قرابة الساعة رن هاتفه فوجد ان المتصل شريف اجابه بسرعه خوفاً من ان يكون حدث شئ لها ” في حاجة يا شريف ملاك حصلها حاجة ” ” لا يا فندم هي بخير بس هي دلوقتي ركبت تاكسي وفطريقها للشركة ” قفل ادهم سريعاً ثم وقف مستنداً على زجاج مكتبه المطل على مدخل الشركة ينتظر قدومها وبعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك تنزل من التاكسي وتدلف الى الشركة فكانت ترتدي بنطال جيز اسود وبلوزة بيضاء وجاكيت جلد اسود فيه سحبات فضية وحقيبة
سوداء وبوت رياضي ابيض وتركت العنان لشعرها
ابتسم ادهم لرؤيتها وامسك هاتفه لرؤيتها عبر كاميرات المراقبة الموصولة بهاتفه وعندما صعدت للاسانسير وجدها تنظر لنفسها بالمرآة الموجدة داخل المصعد
ثم وصلت لمكتب مها وحضنتها ثم اخذت تحدثها عن اشياء لم يسمعها ادهم فلعن غباءه كان يجب عليه نصب مايكروفون مع كاميرا المراقبة حتى يسمع ما تقول ،،، قطع اندماجه بها دخول سكرتيرته سالي تمسك بيديها عدة ملفات قالت بدلع مصطنع غير لائق ” مستر ادهم الورق ده محتاج امضه حضرتك ”
“هاتيه وبرا ”
ثم قال بغموض “سالي ….. هو الي بيوصل معلوماتي لحد انا هعمل فيه ايه”
بلعت ريقها بخوف ان يكون كشفها بأنها تراقبه لصالح داليا قالت بتعلثم ” مش فاهمة حضرتك تقصد ايه ”
“لا مفيش حاجة على شغلك وياريت اللبس ده تخليه للسهر بلاش للشغل عشان ادهم السيوفي ما بيدقش من الحاجة مرتين انتي فاهمة انا اقصد ايه على مكتبك”
وفي مكتب مها نجد ملاك تقرأ بعض الملفات
حتى قاطعتها مها ” انتي اتأخرتي ليه النهاردة يا ملاك انا افتكرتك مش جاية”
“اتأخرت عشان رحت على الجامعة اشوف الدرجات نزلت ولا لسا ”
” وها نازلة ”
” مش كلهم في مواد نزلت ومواد كمان يومين وفي مواد بداية الترم التاني ”
” طيب والي نزل جبتي فيه كام ولا عاوزة تاكلي عليا الحلاوة”
ضحكت ملاك “لأمش هاكل عليكي الحلاوة همك ع بطنك لما اجيب امتياز فكل المواد هبقى اجبلك شنطة شوكلاته ”
كادت مها ان تتحدث فقاطعها دخول ادهم المفاجئ وقف ادهم ينظر لملاك وكأن مها غير موجودة ينظر لها من شعرها حتى قدميها ،،، توترت ملاك من نظراته لها فأخذت تقضم شفتيها بأسنانها اللؤلؤية الجميلة واصطبغ وجهها بالحمرة مما زاد النار المشتعلة بداخل الواقف امامها ليتسائل داخله هل طعم شفافها مثل الحلم ام اطعم ،،، وزعت مها نظراتها بين ملاك وادهم وهي تبتسم فيبدو انه سيولد حباً جديداً هنا ،،، تنحنحت حتى تلفت انتباههم انتبه ادهم لنفسه فدخل لامجد الذي تفاجئ بوجوده فمكتبه ولكنه عرف سبب مجيئه الذي يكافح ادهم لاخفاءه
” ها ايه الي جابك المرة دي ”
“ما تتكلمش كلام انته مش قده ،، ثم اكمل بتعلثم جاهد اخفاءه ،، انا بس قلت دلوقتي بتكون مشغول فقلت انا هجيلك ”
” ما انا دايماً بكون مشغول بتبعتلي ايه الي جد ”
” امجد في ايه ”
ابتسم امجد بسليه عليه فهو لم يرى ادهم متخبطاً ومتوتراً من قبل ” طيب خلاص اهدى اخلي ملاك تعملك قهوة ،،،ثم اكمل بخبث ،، اصل عليها قهوة يا ادهم لازم تذوقها هتعجبك صدقني ”
جز ادهم على اسنانه حتى ظهرت عروق رقبته علامة على عصبيته ثم تحدث بهدوء مخيف ” وهي بتعملك قهوة من امتى ها ،،، ليه جاية تتدرب ولا تعمل لجنابك قهوة ”
قهقه امجد على غيرة ابن عمه الواضحة ” دام انك واقع كده ما تقولها قبل ما تطير لغيرك وهتبقى خسرتها”
“ده الي يفكر يبصلها همحيه من على وش الدنيا ”
قطعت حديثهم مها ” مستر امجد الملفات دي لازم تراجعها وتمضيها “وقفت مها بجانب مكتب امجد
فاستغل ادهم موجود ملاك بمفردها فخرج ابتسم امجد عليه
وفي الخرج نجد ملاك تنظر لبعض التصاميم ولم تلاحظ وجود ادهم وصل لها راحته الممزوجة برائحة الدخان فهبت واقفة تنظر اليه ظهر شبح ابتسامة على شفتيه فور تذكره لحلم الصباح ونظر لعنقها الابيض المرمري الخالي من علاماته تنحنح ليخرج صوته
” ازيك يا ملاك ”
هزت ملاك رأسها بالايجاب فحبالها الصوتية قد شلت من وجوده
لاحظ ادهم سكوتها ” هو انتي ساكته ليه في حاجة تعباكي ”
هزت رأسها بالنفي
زفر ادهم يريد سماع صوتها وقبل ان يتحدث خرجت مها من مكتب امجد فلعن ادهم حظه فدائماً لا يستطيع ان يختلي بها قليلاً فاكمل طريقه عائداً لمكتبه
جلست مها بجانب ملاك التي كانت شبه مغيبة
لكزتها في كتفها ” هو في ايه ”
” مفيش حاجة … هيكون ..فيه ايه ” اجابتها بصوت مرتجف متعلثم
” لأ فيه وفيه حاجات كتير هو مستر ادهم كان ببصلك كده ليه انا بقالي هنا سنين ولا مرة شفته عتب المكتب ده ولا مرة شفته مرتبك كده هو في بينكو حاجة ”
وضعت ملاك يديها المرتجفة على فم مها لاسكاتها
” هش وطي صوتك بعدين مستر امجد يسمع … بصي هقولك ما انا مليش حد غيرك اقوله ”
” بصي قبل ما دماغك الجزمة دي تروح مكان كده ولا كده انا مفيش حاجة بيني وبينه بس هو لما يشوفني يفضل باصصلي كده زي ما شفتي ما عرفش ليه ”
اردفت مها “طيب وانتي ”
“مش عارفة ايه الي بيحصلي يا مها مع اني شفته كام مرة بس لكن لما بشوفه بتوتر وقلبي بيدق بسرعة وببقى عايزة استخبى من نظراته بس بنفس الوقت ببقى مبوسطة من جوايا من نظراته ليا مش عارفة متلخبطة مش عارفة افكر ”
ابتسمت مها “يبقى وقعتي وحبتيه ”
نهرتها ملاك “لأ طبعاً مفيش الكلام ده ”
ثم اكملت بيأس “حتى لو كنت بحبه هو انتي مش شايفه هو فين وانا فين انا لو بعت نفسي بكل حاجة بملكها مش هجيب ثمن بدلة من بدله يا مها هو من عالم وانا من عالم تاني وبعدين ده ادهم السيوفي شاف ستات بعدد شعر راسه وكلهم ممثلات وعارضات ازياء وبنات وزارء انا اجي ايه جنبهم ،، الحب الي بتتكلمي عليه ده لازم يكون فيه تكافؤ وانا بيني وبينه مفيش تكافؤ ولو 1% ،، تنهدت .. انا كلها يومين وخلاص هرجع الجامعة وهسيب التدريب فالشركة ومش هشوفه تاني لازم انساه ”
“لأ طبعاً هو انتي ما شفتيش نظراته ليكي عاملة ازاي ده باين انه معجب بيكي ده اذا كان ما بحبكيش زي انتي ما بتحبيه وبعدين انتي مش شايفة نفسك عاملة ازاي ده انتي قمر وصغيرة وكفاية انك لسه خام ”
“خام … ازاي يعني مش فاهمة ”
“يعني ادهم كل الي اتعرف عليهم كانوا عارفين رجالة من قبله بس انتي لأ هو اول راجل فحياتك ودي حاجة
تخليه يموت فيكي وبعدين احنا ممكن نسويه على نار هادية ”
“هو الي زي ادهم ده ينفع معاه نار هادية ،، اسكتي بلا خيبة ”
“كل الرجالة يا حبيبتي نقطة ضعفهم الدلع ويحبو نظرية شوق ولا تدوق وانتي هتعملي معاه كده ”
” لأ طبعاً ايه الي انتي بتقوليه ده انا مش بتاعة الكلام ده وبعدين لو شوفتيني من شوية بقيت عاملة زي الكتوت المبلول قدامه ده سألني ازيك معرفتش ارد تقوليلي ادلعي وما عرفش ايه ”
“هو سألك ازيك ده عمره ما عمالها ده واقع لشوشته يا عبيطة ” قطع حديثهن خروج امجد ممسكاً ببعض الملفات بيده ” ملاك معلش هتعبك عاوزك تاخدي الملفات دي لمستر ادهم يراجعهم ويمضيهم وتجبيهم معاكي مش هعرف ابعت مها عشان عاوزها فشغل ”
نظرت ملاك لمها فنظرت لها بمعنى اذهبي
اخذت ملاك الملفات واتجهت لمكتب ادهم
دخل امجد مكتبه واتصل على رقم من التلفون الارضي “بص عشان تعرف اني جدع انا بعتهالك دلوقتي معاها اشوية ملفات استغل انتا الوضع بمعرفتك سلام ”
وصلت ملاك لمكتب السكرتيرة سالي تنحنحت لجذب انتباهها” عاوزة ادخل لمستر ادهم ”
نظرت لها سالي من اخمص قدميها حتى رأسها
“عاوزة ايه من مستر ادهم هو دلوقتي مشغول ”
“عاوزاه يرجع الملفات دي ويوقعهم ”
جذبت منها سالي الملفات بقوة ” هاتيهم انا هدخلهم لان مستر ادهم قالي ما ادخلش عنده حد خالص و…. ”
قاطع حديثها المتعجرف خروج ادهم المفاجئ فهو شاهد ما حدث عبر شاشة المراقبة فهي كانت ستذهب نظر لسالي نظرة ارعبتها ثم قال بصوته الاجش “ايه الي بيحصل هنا صوتك عالي ليه يا سالي ”
“ابداً يا فندم البنت دي جايبة لحضرتك ملفات وانا قلتلها ادخلهملك عشان متزعجش حضرتك”
وجه كلامه لملاك ” هاتي الملفات وحصليني ”
وبعد عدة ثواني نجد ملاك تقف قبالة مكتب ادهم تضع يدها مكان قلبها لتهدئة دقاته
“هتفضلي واقفة كده كتير ” هذا ما قاله ادهم ليزيد من توترها فتقدمت ببطئ لاحظه ادهم وجلست بعيداً نوعاً ما عنه واخذ يقلب فالملفات ببطئ شديد وهو ينظر لها وما ان اخذت تعض شفتيها سرت بداخله قشعرية لا يعلم من اين اتت
اراد كسر السكوت فسألها “هو انتي فسنة كام يا ملاك”
تنحنحت ملاك بخفوت باحثة عن صوتها الذي اختفى
“انا فسنه اولى ”
“وعندك كام سنة ”
“19 سنة”
انتبه ادهم لفارق العمر فهو ليس قليل فهو حوالي 15 سنة هل ستقبل به ام ستبحث عن من هو من جيلها
وبدون مقدمات سألها
“لو اتقدملك راجل عنده 34 سنة توافقي عليه ”
استغربت ملاك من سؤاله فهي لم تفهم قصده فالسؤال فظنت انه يرشحها عروس لاحد اصدقائه امتلئت عيناها الجميلتان بالدموع حاولت اخفائها حتى لا تظهر امامه ويفضح امرها
اجابته بخفوت “مش عرفة لو راجل كويس ويحترمني ممكن اوافق العمر مش مقياس في الحياة”
ثم هبت واقفة “انا اسفة مضطرة اني امشي افتكرت حاجة هبقى ارجع اخد الملفات لما تخلص منها عن اذن حضرتك ”
ثم خرجت من مكتبه مسرعة حتى لا يرى دموعها
عقد ادهم حاجبيه من ذهابها المفاجئ ” معقول تكون زعلت من السؤال ”
وما هي إلا لحظات حتى اتاه اتصال من امجد
” تصدق ان وحدة زي ملاك خسارة فيك يعني انا ابعتهالك عشان تتكلم معاها ترجع من عندك بتعيط ”
” استنى انا مش فاهم حاجة ملاك بتعيط ”
“ايوة يا فالح ملاك الي بتعيط عملتلها ايه انطق ”
“والله ما عملت حاجة انا سألتها عندك كام سنة وفسنة كا….. استنى معقول تكون زعلت عشان قلتلها لو اتقدملك حد عنده 34 سنة توافقي بس الموضوع ما يزعلش ”
” ميزعلش مع الناس الي جبلة زيك بس الي زي ملاك رقيقة جداً تزعل من النسمة
اقفل بلا خيبة قال عاوزها تحبه على ايه بلا وكسة ”
زمجر ادهم بغضب ” امجد انا ساكتلك من الصبح ما تخلنيش اجي اطلعه عل جتتك بلا ازرق عاوزك تبعتهالي عشان الملفات انا هتصرف معاها احاول اصلح الي عملته”
“حاضر استنى عليها تهدى اشوية وهبعتهالك”
عند ملاك ومها
“يا بنتي كفاية عياط الموضوع مش مستاهل كل ده ”
مسحت دموعها بظهر يدها كطفلاً صغير “يعني ايه مش مستاهل عاوز يجوزني واحد صاحبه وتقولي مش مستاهل ”
“هو قالك واحد صاحبي ”
“لأ بس قالي لو اتقدملك حد عنده 34سنة توافقي يقصد ايه بالكلام ده ”
ضحكت مها على سذاجة ملاك ” يا هبلة ده يقصد نفسه هو في حد غيره عنده 34سنة ده هو بس بشوف ردك من تحت لتحت عشان يعني في بينكو فرق فالعمر يا عبيطة يعني هو ناوي يتجوزك وانتي قاعدة بتعيطي”
مسحت دموعها بفرحة ظاهرة على تقاسيم وجهها اللطيف الذي اصبح واضحة عليه اثار البكاء
“بجد يا مها يقصد كده خايفة اتأمل على الفاضي ” وفي هذه اللحظة اتصل امجد بهاتف مها وطلب منها ارسال ملاك لجلب الملفات من مكتب ادهم
اغلقت مها والتفتت الى ملاك ” قومي بسرعة اغسلي وشك وزبطي نفسك عشان هتروحي تجيبي الملفات من عند مستر ادهم يلا بلاش يشوفك وانتي خدودك ومناخيرك حمرا مع انك حلوة كده ”
ذهبت ملاك للحمام وهندمت مظهرها ولكنها لم تستطيع ان تخفي الحُمرة من على خدودها وانفها الصغير وبعد عدة دقائق كانت تطرق على باب مكتبه فدلفت بعد ان سمعت صوته الغليظ يأذن لها بالدخول
توجهت ملاك نحو مكتبه بتوتر كان واضح عليها ،،تأملها
ادهم فأثار البكاء لا تزال واضحة على انفها الصغير فلا يزال احمر وقف ادهم اتجه نحوها توقف امامها حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى مسافة صغيرة ” تعالي نقعد هنا عاوز اتكلم معاكي شوية ”
وضع يده خلف ظهرها وهو يدفعها للامام بلطف للجلوس على الكنبة الجلدية الجانبية
نفضت ملاك يده من على ظهرها و اصطبغ وجهها الصغير بالحمرة من فرط خجلها ،،، ابتسم ادهم على خجلها فهو لم يرى الخجل في حياته فكل النساء يتعاملن معه بمنتهى الوقاحة وقلة الحياء جلست ملاك مرتبكة من قرب ادهم لها فهي لم تقترب من اي رجل في حياتها “ها بقى حابة تشربي ايه ” قالت بخفوت ” مرسي” تجاهل اجابتها واتجه الى الثلاجة الصغيرة الموجودة في احد اركان المكتب وجذب زجاجتان من العصير
ثم عاد ليجلس بجوارها “تحبي برتقال و لا كوكتيل ” “برتقال” فتحها واعطاها لها ثم عاد ليبدل عصير الكوكتيل بالبرتقال فهو سيشرب مما ستشرب منه هي “اشربي العصير عشان نتكلم ” ارتشفت بضع قطرات من العصير ثم نظرت وجدته مدقق بها كأنه يحفظ تفاصيل وجهها ازداد توترها و اخذت تقضم شفتيها بحركة غير مقصودة غير مبالية بالنار التي اندلعت بداخل الجالس بجانبها شرب ادهم العصير دفعة واحدة علها تبرد النار التي اشعلتها تلك الصغيرة بدون قصد “ملاك ،، انتي في حد فحياتك ” ارتجف قلب ملاك اثر جملته واخذت تعض شفتيها بقوة حتى لا يظهر ارتجافها كان يود ان يمد يده ليحرر شفتيها من بين اسنانها اخذت انفاسه تعلو وتهبط من فعلتها وقال لها بخبث لم تفهمه
” لو هتفضلي تعضي فشفايفك كده انا مش ضامن نفسي مش هقدر امسك اعصابي” نظرت له ببلاهة وقالت بخفوت
” تمسك اعصابك من ايه مش فاهمة هو انا دايقتك فحاجة من غير ما اقصد ” ” ما هي المشكلة انك مش قاصدة ” هبت ملاك واقفة من فرط توترها
“انا لازم اخد الملفات وامشي ” امسك ادهم ذراعها بلطف
“تمشي تروحي فين انا لسا مخلصتش كلامي ” نفضت يده عن ذراعها
” طيب ممكن تقول بسرعة عشان عاوزة امشي ” وقبل ان يتحدث طرقت الباب السكرتيرة سالي فإبتعدت ملاك عن ادهم بمسافة لا بأس بها ثم أذن لها ادهم بالدخول
“مستر ادهم ممكن حضرتك تمضيلي الملف ده ” ” هاتيه همضيه بعدين دلوقت مش فاضي عندي شغل
ضروري ”
وضعت سالي الملف ورمقت ملاك نظرات متفحصة
وخرجت “ممكن تقولي حضرتك عاوز مني ايه ”
اغمض ادهم عينيه باستمتاع لصوتها العذب لو يبقى هكذا يستمع لصوتها الرقيق “خلاص هبقى اقلك بعدين خدي الملفات دي لامجد وقليلو شكرا” وصلت ملاك لمكتب مستر امجد واعطته الملفات وابلغته برسالة ادهم
ثم خرجت لتقص على مها ما حدث معها مساءً
في بيت ملاك بعد تناول العشاء تحدث جدها بهدوء والابتسامة لا تفارق وجهه عقدت ملاك حاجبيها فهناك شئ غريب يحدث هي لا تعلمه حتى تحدث جدها قائلاً
” النهاردة اتقدملك عريس ” قفز قلب ملاك من الفكرة
“انا يا جدو عاوزة اكمل تعليمي وبعدين انا لسا صغيرة ولا انتا عاوز تخلص مني وخلاص ” “ايه يا بنتي الكلام ده انا احطك فعيني لغاية اخر يوم فعمري وبعدين انتي مش عاوزة تعرفي مين العريس ” قالت الحاجة فوزية “الاستاذ عماد جارنا ،، ها ايه رأيك نقول مبروك ” ” استني يا حجة خلينا نسمع ردها ” “انا هفكر وارد عليكو تصبحو على خير ” اتجهت الى غرفتها واحكمت قفل الباب ودفنت وجهها في الوسادة حتى تُسمع شهقاتها “انا ماكنش لازم اتأمل انا الي زيي ما ينفعش تتجوز إلا الي زي عماد يارتني ما رحت على الشركة ولا شفتك ،،مسحت دموعها،،، انا بكرة هروح لاخر مرة ،، اصلاً فاضل كام يوم على الجامعة وخلاص انا هوافق على عماد اهو افضل جنب جدو وتيتة ولازم انسى اني شفت ادهم ”
هذا ما اقنعت به نفسها قبل ان تغط في نوم عميق في محاولة منها بعدم التفكير ********************
صباحاً في الشركة
دلفت ملاك بحالتها الباهتة فعيناها متورمتان حتى انها لم تنتقي ملابسها بعناية كمثل يوم
“صباح الخير يا مها ”
“صباح القشطة ،، مال وشك عامل كده وبعدين اتأخرتي ليه ”
” ااا …اصلي منمتش كويس امبارح ،، وبعدين انا جيت عشان اسلم عليكي خلاص هرجع الجامعة وجيت عشان اشكر مستر امجد ،،، هو فمكتبه”
“ايوه فمكتبه ”
طرقت ملاك باب ودلفت بعد ان اذن لها امجد بالدخول
“صباح الخير يا مستر امجد انا جيت النهاردة عشان اشكرك انا خلاص هرجع الجامعة ”
“ترجعي الجامعة بس انتي مكملتيش شهرين ”
“اه عارفة فاضل كام يوم بس خلاص يدوب الحق اجهز نفسي للترم التاني ،، فشكراً على كل حاجة انا تعلمت حاجات كتير مع حضرتك ،، اشوف وشك بخير ،،عن اذنك ”
“ملاك ،،، خدي دي ورقة تثبت انك اتدربتي عندنا وكنتي طالبة ممتازة هتفيدك ،،، بس خلي مستر ادهم يمضيها ”
” لأ ….. أأأأقصد يعني ملوش لزوم انا لسا قدامي كتير لو إحتاجتها هبقى اجي لحضرتك تكتبهالي عن اذن حضرتك ”
خرجت ملاك ودعت مها بالدموع “انا هبقى اكلمك خدي بالك من نفسك ومن عيالك ،،، بااااي ”
وقفت ملاك قبالة الاسانسير قبل ان تضغط عليه وهي تلتفت الى باب مكتبه تود ان تراه تود ان تشتم رائحته وتحتضنه ولو لمرة واحدة في حياتها تود قول الكثير له لكن لا لن تفعل فهي من عالم وهو من عالم فقريباً ستصبح ملكاً لغيره تمنت لو انه لا يوجد فروق بينهم تمنت اشياء كثيرة ولكن امنياتها مستحيلة تنهدت بألم ومسحت دموعها وخرجت من الشركة وقبل ان تصعد للتاكسي نظرت لنافذة مكتبه لعلها تراه لاخر مرة ركبت التاكسي مودعة حبها الذي مات قبل ان يولد
وصلت ملاك لمنزلها لا تدري كيف ومتى وصلت فهي لم
تحتضن جدتها كعادتها دخلت لغرفتها وقفلت الباب على نفسها وارتمت على سريرها تحاول ان تتخيل حياتها القادمة
عودة الى الشركة كان ادهم يراقب اجهزة المراقبة فهو لم يراها ظلفت الى الشركة في موعدها فاتصل بمساعده شريف
“ملاك فين دلوقتي ”
“طلعت على الشركة وخرجت منها بعد اشوية وراحت البيت وما خرجتش بس….”
“بس ايه انطق”
“شكلها يا فندم مكنش طبيعي زي كأنها معيطة او في حاجة مزعلاها لانها كانت ماشية زي التايهة ”
اغلق ادهم الهاتف واتصل بأمجد وقال بعصبية وصوت عالي “ثواني والاقيك واقف قدامي ”
اخذ يرزع غرفة المكتب ذهاباً وإياباً وابيضت مفاصل يده من كثرة الضغط عليها وكادت ان تتهشم اسنانه من كثرة الضغط واذ بامجد يقتحم المكتب بسرعة
“ايه يا ادهم في ايه خضتني ”
“هو سؤال ايه الي بيحصل مع ملاك كانت هنا وقعدت شوية وبعد كده خرجت وشكلها كان معيطة عاوز اعرف ايه الي حصل ”
“محصلش حاجة هيا جت النهاردة عشان تشكرني وخرجت لانه خلصو الشهرين بتوعها وانا تحججت بورقة انها تدربت عندنا وقلتلها تمضيها من عندك
بس هي اتوترت ورفضت وخرجت بس ده الي حصل
بس ملاك حساسة اشوية تلاقيها عيطت وهي بتسلم على مها ”
تنهد ادهم ولكنه لم يهدأ
“انا فمكتبي لو احتجتني كلمني ”
وفي الخارج نجد سالي تضغط على احد الارقام وتقول بخفوت
” ايوة يا داليا هانم ”
ثم اتاها الرد في الهاتف
“عاوزة اقلك حاجة مستر ادهم متعصب على الاخر
وصوته عالي بس الموضوع مش موضوع شغل ”
“هعرف واقلك ”
وبعد عدة ايام يكاد ادهم يجن فيها فهو لم يراها منذ ايام فقط يستمع لصوتها عندما يتصل عليها دون ان يتكلم فكان واضح على صوتها التعب
في منزل ملاك قبل ان تذهب لجامعتها كانت ترتدي
وقبل ان تخرج انتبهت لجدها الذي ينادي عليها
عقدت حاجبيها وسألت بقلق “جدو انتا ليه مش فشغلك تعبان اجبلك دكتور ”
“لا يا بنتي انا النهاردة اجازة مش عاوز اعطلك فاول يوم ليكي بس حابب اعرف رأيك فموضوع استاذ عماد”
تنهدت ملاك بحزن فور تذكرها لما هي مقبلة عليه
“لما آجي يا جدو هبقى اقلك قراري النهائي انا لازم امشي دلوقتي ” قبلت رأس جدها وخرجت
وصلت جامعتها واذ بها تجد اسمها على لوحة الشرف فهي اصبحت الاولى على دفعتها ولكنها لم تفرح ككل سنة وكأنه انتزع الفرح من قلبها دخلت ملاك الى محاضرتها وبعد انتهاءها وهي في طريقها اعترض طريقها جاسر حاولت تفاديه ولكنه عرقل طريقها
“ازيك يا عسل “قالها بإبتسام سمجة
“نعم عاوز ايه انتا ما بتزهقش”
“لأ ما بزهقش منك بس قبل تمشي عاوز اوريكي حاجة يمكن تغير رأيك “ثم اخرج هاتفه وضغط عليه واذ بصوره مع ملاك باوضاع مخلة شهقت ملاك وامتلئت عيناها بالدموع
“يا سافل يا قليل الادب ”
“بلاش تتهوري لو نفذتي الي أقول عليه محدش هيعرف بحاجة ،،، اما بقى لو نشفتي دماغك الحلوة دي هتلاقي الصور دي مغرقة الجامعة ومش بس كده لأ … هبعتهم على الحتة المعفنة الي ساكنة فيها عشان اهلك يتفضحو فالحتة كلها ويشوفو البنت المؤدبة الشريفة بتعمل ايه وهبعتهم على الشركة الي جدك بشتغل فيها”
“عاوز ايه “قالتها بصوت مهزوز
مد لها ورقة مكتوب بها عنوان
“النهاردة في العنوان ده دخلتك يا حلوة بس انا جدع وهجوزك عرفي هستناكي على الساعة 6 بالدقيقة
سلام يا مدام جاسر مقدماً ” ذهب وهو يقهقه بقوة
غير مبالي بالتي انهارت على الكرسي المجاور لها ماذا ستفعل في هذه المصيبة التي حلت على رأسها فلا يمكنها فعل ذلك ولا يمكنها اخبار جدها و بشئ وايضاً لا تستطيع تحمل هذه الفضيحة الشنيعة وضعت يديها على فمها لتكتم شهقاتها التي تعالت اخذت تفكر بمن ستستعين وبعد وقت من التفكير اخذت هاتفها وضغطت عليه بيدان مرتجفتان
“ايوه يا مها انا فمصيبة الحقيني مش عارف اعمل ايه”
“اهدي في ايه انتي فين ”
“انا فالجامعة عاوزة اقابلك ضروري ”
“خلاص كمان نص ساعة بريك الغدا هقابلك فالكافيه الي جنب الشركة ”
“خلاص انا هستناكي هناك ”
وبعد ساعة
“هو ده الي حصل بالضبط ”
هذا ما قالته ملاك بعد ان قصت ما حدث لمها
“بصي انتي بلغي الشرطة ”
“يا نهار اسود هو انتي عاوزاني اتفضح يا مها ده واحد ملوش كبير مسنود على ابوه وانا مش قده ده ممكن ينفذ تهديده”
ثم اخذت تنحب بشدة
حاولت مها ان تهدئها ” بصي.. مفيش حل إلا انك تقولي لجدك وهو يبلغ الشرطة هو ده انسب حل ”
قاطع حديثها اتصال امجد
هبت مها واقفة ” معلش يا ملاك مستر امجد بيتصل ولازم ارجع على الشغل اعملي الي قلت عليه هو ده انسب حل ”
ذهبت مها وتركت ملاك تنحب بشدة
بعد عدة دقائق كانت مها تقف امام مكتب ادهم مترددة بإخباره بما حدث الى ان حسمت امرها باخباره فهو الوحيد الذي يستطيع ان يحل هذه المشكلة
دخلت سالي تخبر ادهم بوجود مها
عقد ادهم حاجبيه مستغرباً من وجودها فطلب من سالي من ادخالها
” لو هتفضلي ساكتة اتفضلي على مكتبك انا عندي شغل ”
هذا الذي قاله ادهم ليخرج مها من صمتها الذي طال دون ان تتحدث
ثم قالت بدون مقدمات
“مستر ادهم انتا بتحب ملاك”
وقف ادهم واولاها ظهره حتى لا ترى تعابير وجهه بعد هذا السؤال
“انتي جاية تعطليني عشان تهزري ”
“انا مش جاية اهزر ملاك فمصيبة محدش هيحلها غير حضرتك بس لو…..”
لم يتركها ادهم لتكمل قبل ان يجهر بها
“انطقي ملاك مالها مصيبة ايه ”
“هقلك على كل حاجة ”
هذا ما قالته مها قبل ان تبدأ ان تقص عليه ما حدثتها به ملاك بدون انقاص
“بس في حاجة كمان حصلت معاها انتا لازم تعرفها ،،،اكملت مها بعد نظرات ادهم الغاضبة ،،،في عريس متقدم لملاك وهي المفروض تقول رأيها بس هي قالتلي انها هتوافق ”
ثم اردفت وهي خائفة من شكل ادهم الغاضب فكان حقاً مرعب
“وفي كمان حاجة لازم تكون عارفها ”
ضغط ادهم على اسنانه محاولاً تمالك نفسه من لا يقوم بتكسير عظام هذه الواقفة امامه
“اخلصي قولي كل الي عندك مرة واحدة ”
تنحنحت بخفوت قبل ان تفجر هذه القنبلة
“ملاك بتحب حضرتك ”
شبح ابتسامة لاح شفتيه من هذا الخبر لكن سرعان ما اختفى فور تذكره لمصيبتها
“خلاص روحي انتي وانا هتصرف ”
خرجت مها متجهة لمكتبها بعد ان تنفست الصعداء فأدهم سيحل الموضوع للأبد
امسك ادهم هاتفه وضغط على اتصال احدهم
“جاسر الحداد عاوز اعرف هو فين دلوقتي معاك نص ساعة تكون عارف ،، وملاك متغيبش عن عينك لو راحت مكان غير طريق بيتهم تفضل وارها خطوة بخطوة من غير ما تحس بيك لو هتغيب عن عينك همحيك عن وش الدنيا انتا والي معاك انتا فاهم ”
اغلق الهاتف ثم القاه على الحائط فأصبح قطع اخذ صدره يعلو ويهبط من فرط غضبه .. يزداد غضبه فور تخيله ان هذا الحقير سيؤذيها شد خصلات شعره بقوة وما هي الا دقائق باتصال رجاله تفيد بدخول ملاك طريق غير طريق منزلها
“ابعتلي العنوان وانا جاي حالاً متغبش عن عينك ”
تناول سلاحه من الدرج واخذ متعلقاته وهب مسرعاً وفور خروجه من المصعد اخذ يركض مما زاد حيره الموظفين من مظهره فكان شعره مشعثاً وبدلته غير مهندمة اهذا ادهم الذي يعد مقياس لاناقة الرجال ويركض كالمجنون فدائماً كان يمشي بهدوء مخيف
صعد مكان السائق في سيارته الفرهة مما زاد حيرة الحرس كان يطوي الارض تحته من شدة السرعة عدة حوادث تفادها باعجوبة يريد ان يلحق بها قبل ان تقع تحت يدين هذا الحقير
عند ملاك
كانت تقف امام باب الشقة التي وصفها جاسر لا تدري كيف وصلت لهنا ففي هذه الشقة ستكتب نهايتها
ارتجفت يدها قبل ان تضرب الجرس ثانية ثلاثة خمسة ثواني كان جاسر يفتح الباب وينظر اليها بواقحة ونظر لساعة يده
“معادك مزبوط يا قلبي ،، خشي برجلك اليمين يا عروسة ”
وقفت ملاك تنظر للشقة والى زجاجات الخمر تقاوم رغبتها بالصراخ فكانت تنحب بصمت فاقت على انفاس ساخنة تلفح رقبتها الرقيقة ،،انتفضت وتراجعت للخلف لسوء حظها لم يكن خلفها سوى الكنبة لتقع عليها هجم عليها جاسر وحاول ان يقبلها اخذت ملاك تهز رأسها لابعاد شفتيه المقززة عنها وتركله بقدامها وحبالها الصوتية قاربت ان تنقطع من كثرة الصراخ
وصل ادهم ورجاله للبناية التي توجد بها شقة جاسر صعد للاعلى مستخدماً السلم وليس المصعد حتى يسمع اي صوت يدل على وجودها كالصراخ او البكاء وقبل ان يصل للطابق الرابع وصل لسماعه صوت صراخ مكتوم اقترب من باب الشقة فعرف ان الصوت خارجاً منها ركله مرة واحدة ففتح على مصرعية فوقع تحت انظاره ملاك التي يعتليها هذا الحقير وقد مزق جزء من ملابسها العلوية اشار لرجاله بالوقوف حتى لا يشاهدو مظهرها المزري هجم عليه ادهم واخذ يسدد له اللكمات حتى ارداه ارضاً وهو ينزف من جميع انحاء وجهه وجه اشارة لرجاله بأخذه ثم انخفض للتي كانت منطوية فالزاوية تضم قدميها لصدرها الذي ظهر جزء منه بسبب تمزيق ملابسها تنحب بشدة وجسدها النحيل يرتجف كان صوت بكائها يقطع نياط القلب ضمها لصدره مشدداً التفاف يديه حول جسدها الصغير واخذ يربت على ظهرها ويمسد على شعرها الحريري محاولاً تهدئتها
“اشششش خلاص محصلش حاجة
انا هنا مش هيقدر يعملك حاجة خلاص بقى بلاش عياط ”
ظل يربت على ظهرها حتى هدأت وضع اصبعه تحت ذقنها مجبراً اياها النظر اليه وما ان وقعت عيناها في عيناه حتى اخفضت بصرها خجلاً منه فهي في موقف محرج جداً تململت بين يداه حتى يتركها وقع بصر ادهم على صدرها الابيض الشفاف الذي ظهر بسخاء من بلوزتها الممزقة بلع ريقه بصعوبة محاولاً ان يتمالك نفسه وقف ثم اوقفها لاحظ انها تضع يدها على صدرها محاولة لملمة ملابسها الممزقة مخفضة بصرها خجلاً خلع ادهم جاكيت بدلته ولبسه لها ضحك ادهم بشدة على مظهرها فبدت وكأنها غارقة بها استمر بالضحك على مظهرها الظريف بالنسبة له حدقت ملاك بضحكته فهذه اول مرة تراه يضحك فكل مرة كانت تراه كانت ملامح وجهه حادة تباً لقد زاد وسامة على وسامته فيجب عليه ان لايضحك امام احد افاقت من تفكيرها عليه وهو يغلق ازرار بدلته عليها قائلاً بمشاكسه لتخفيف احراجها مشيراً الى حجم بدلته عليها
“مكنتش عارف انك صغيرة كده ”
جعدت وجهها بطريقة ظريفة محببة
“انا مش صغيرة انتا الي ضخم زيادة ”
امسك يدها وسار بها للباب وقبل ان يخرج
“الي حصل هنا هيفضل هنا محدش هيعرف بحاجة”
نزل بها للاسفل تحت نظرات الحرس اختبأت ملاك بظهره محاولة التواري عن انظارهم ابتسم ادهم على خجلها ادخلها السيارة بالمقعد الامامي ووجلس خلف عجلة القيادة فهو لا يريد ان يحرجها بوجود السائق
تنحنحت ملاك بخفوت لجلب انتباهه
“هو انتا عملت فيه ايه ”
فهم ادهم انها تسأل عن جاسر بسبب الصور
اجابها مطمئناً
“متخفيش انا هاخد منه الصور وهحرقها و….”
قاطعته ملاك قائلة
“بس ما تبصش عليهم ”
عقد حاجبيه مدعياً عدم الفهم
“ما بصش ليه مش فاهم”
اجابته ملاك بتعلثم
“عشان ،،،، عشان ،،،،،عشان ….”
قاطعها ادهم
“عشان ايه قولي متتكسفيش”
قالت ملاك بخفوت وهي تعض شفتاها
“عشان الصور قليلة الادب ”
هز رأسه ادهم مدعياً التفهم واكمل طريقه
“ادهم ”
اندلعت نار بداخله فور تذكرهه لندءها له فذاك الحلم الجميل فقرر ان لا يرد حتى يستمتع باسمه من بين هتان الشفتان
“ادهم انتا سامعني”
همهم ادهم بخفوت
اكملت ملاك “هو احنا رايحين فين ”
“هنروح الفندق تغيري لبسك ده وتظبطي شكلك وتاكلي اي حاجة ولا عاوزة ترجعي البيت كده ”
اخفضت ملاك بصرها خجلاً فكانت على حافة الهاوية
لاحظ ادهم ذالك فقال مخففاً عنها
“الي حصل حصل خلاص بس بعد كده لو اي حاجة حصلت تيجي تقوليلي يعني لو مها ما جتش وقالتلي كان الله اعلم ايه الي حصل ”
وصل ادهم للفندق اوقف سيارته المتبوعة بسيارات الحرس ودخل بها من مدخل الطوارئ حتى لا يراها احد بصحبته فهي اصبحت من ممتلكاته الشخصية لا يجب ان ينظر اليها احد فهي فاتنة جداً كل من يراها يعجب بجمالها متذكراً كم الرجال الذي عرف باعجابهم بها وصل الى الجناح المخصص له توقف عندما احس ان ملاك سحبت يدها من يده
” احنا جينا هنا ومدخلناش على الرسيبشن كده ممكن مدير الفندق يبلغ عننا ”
ابتسم ادهم على سذاجة صغيرته اقترب منها قائلاً بصوت غليظ هامس ثار القشعريرة داخل جسد هذه المسكينه
“الي واقف قدامك هو صاحب الفندق ما تخفيش ”
شهقت ملاك “بجد ده بتاعك ”
اماء لها ادهم بالايجاب ثم تقدم ليفتح الباب الخاص بجناحه فغرت ملاك فمها واتسعت حدقة عيناها من جمال المنظر الذي رأته
انتهبت ملاك على صوته الذي اخرجها من بلاهتها
“عجبك ”
“بجد تحفة يجنن”
“ادخلي جوا هتلاقي طقم على السرير خدي شاور وانا هستناكي برا خلصي بسرعة ”
اماءت له ملاك ايجاباً ثم دخلت وجدت على السرير
وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من باب الجناح وجدت ادهم ابدل ملابسه الى اخرى كاجوال
امسك يدها وسار بها باتجاه المصعد حاولت سحب يدها الصغيرة من يده الغليظة لكنها فشلت توقف المصعد قبالة مدخل المطعم الخاص بالفندق ولكنه كان خالي جداً من الناس كانت تود ان تسأله ولكنها فضلت السكوت توقف عند طاولة تتوسط المطعم سحب لها الكرسي كي تجلس ثم جلس قبالتها
“تحبي تاكلي ايه ”
اجابته بخفوت
“اي حاجة مش مهم انا اصلاً مش جعانة اوي ”
“خلاص هطلبك بيتزا بتحبيها بإيه ”
” بالسجق ” قالتها بخجل
ابتسم لطفولتها
ثم قال للنادل
“هات بيتزا بالسجق وعصير برتقال فريش وانا الاكل بتاعي ”
نظرت له ملاك بعدم فهم ثم سألت
“هو انتا مش هتاكل بيزا وبعدين يعني ايه الاكل بتاعك ”
“انا ما بكلش الاكل ده انا اكلي اغلبه ني وسلطة ”
هزت رأسها بتفهم ثم اخذت حقيبتها تبحث عن هاتفها
قاطعها ادهم
“بتدوري على ايه ”
“على تلفوني عاوزة اكلم جدو دلوقتي قلق عليا عاوزة اطمنوا ”
“متخفيش امجد كلموا ”
جحظت عيناها خوف من ان يكون ادهم اخبر امجد بشئ الذي بدوره سيخبر جدها
انتبه ادهم لحالها ثم اكمل مفهماً
“متخفيش محدش عرف بحاجة انا قلت لامجد يتصل بجدك ويقوله انه عندو شغل كتير النهاردة وعاوزك تساعدي مها وهتتأخري شوية وهو هيوصلك ”
خطرت فبال ادهم فكرة من افكاره الشيطانية اخرج هاتفه وكأنه يتصفح به وضغط على زر الاتصال بها
ثواني وصدحت نغمة هاتف قديم في المكان سحبت ملاك هاتفها من الحقيبة ونظرت للرقم ولكنها كتمته ووضعته جانباً
“ليه مش عاوزة تردي ”
“ده رقم بيتصل بيا وبفتح خط محدش برد
معرفش مين ”
اخذ منها الهاتف
” هاتي اشوف انا هتصل بيه واعرف لمين ”
اتصل من هاتفها الصغير مثلها على هاتفه نظرت ملاك ببلاهة لهاتفه الذي يرن وفهمت عندما شاهدت ابتسامة مرسومة على شفتيه
سألته بهدوء
“هو انتا جبت رقمي منين ”
قبل ان يجيبها كان النادل يضع الطعام على الطولة
“خلينا ناكل وبعدين نتكلم ”
وبعد تناولهم الطعام سألها ادهم
“اخبار العريس ايه”
اتسعت حدقتي عيناها بشدة
“هو انتا عرفت منين ”
اجابها وهو ضاغطاً على فكيه بقوة
“النهاردة باليل تقولي لجدك انك مش عاوزاه يا اما ورحمة امي اقتله واريح جدك”
هزت رأسها بالايجاب فمظهره وهو غاضب لا يحمل مجال للنقاش
“هو انتي ليه ملكيش صحاب يا ملاك”
” لأ كان ليا صاحبة من وانا فالابتدائي بس لما وصلنا ثانوية عامة سافرت هي وعليتها اوروبا ومن بعديها معرفش اخبارها ايه ”
“طيب وانتي فالجامعة ليه ملكيش صحاب ”
اصل كل البنات الي تعرفت عليهم فالجامعة اسلوبهم معجبنيش”
” ازاي مش فاهم ”
ارجعت بيدها خصلات شعرها الحريري خلف اذنها
“الي اقصده انه في بنات تلاقيها بتكلم واحد ولما تتخانق معاه تروح لواحد غيره ولما تزعل من التاني تروح للثالث وانا بحبش ده ،، اقصد اني مع ان البنت تحب شاب والشاب ده يكون بحبها وفي ثقه يبنهم ده انا مش ضده فعشان كده كل الي قابلتهم من النوع الاولاني بس انا دلوقتي صاحبتي مها”
فجأة وبدون مقدمات قال
“تتجوزيني ”
شهقت ملاك بصدمة هل الذي تسمعه صحيح هل ادهم يطلب يدها للزواج ظلت هكذا عدة دقائق حتى هز ادهم يدها بخفة لافاقتها
“مالك متنحة كده ليه معرفتش ردك ”
اصطبغ وجه ملاك بالحمرة خجلاً واخفضت رأسها
ابتسم قائلاً
“اعتبر ان السكوت علامة الرضا ”
ثم اردف قائلاً
“خلاص انا بكره هكلم جدك ”
اجابته بسرعة
“لأ اوعى تعمل كده ،،،، ااااقصد يعني سبني انا افتح الموضوع معاه بعدين مش دلوقتي ”
حاول ادهم جاهداً التحكم في اعصابه
“ليه مش دلوقتي ”
“عشان ،،،، عشان يعني العريس الي كان متقدملي مش عاوزة جدو يشك اني رفضته عشانك بلاش يزعل مني لاني لغاية دلوقتي مش لاقية سبب الرفض الي اقنعه بيه ”
“وهتكلميه امتى عشان ابقى عارف ”
“مش عارفة بس اكيد عاوزلي اسبوعين على الاقل عشان يكون نسي الموضوع ”
“نعم ،،،، اسبوعين ،،،، هو اسبوع واحد مش هستنى غيره ”
“طيب ” اجابته بامتعاض فهي لاتريد جدها ان يعلم بما حدث بينها وبين ادهم قد اوصاها كثيراً ان تبتعد عنه ستصبح بنظره لا تسمع كلامه وهذا اكثر شئ يغضب جدها
بعد قليل في سيارة امجد كان يتولى القيادة وفي الخلف يجلس ادهم وفي جانبه ملاك
واذ بادهم يقول لها شئ بالهمس لتبتسم
كان هذا تحت انظار امجد المراقب لهم من اول الطريق
تنحنح قائلاً
“جرا ايه يا ادهم باشا راعي وجودي طيب ده انا سنجل وغلبان ومعنديش حد اوشوشة ”
لكزه ادهم في كتفه
“خليك فحالك وبعدين انتا رامي ودانك وعنيك معانا ليه انا غلطان اني استعنت بواحد رزل زيك سوق وانتا ساكت ”
وبعد مدة وصلت للمنزلها وقبل ان تهم بالنزول امسك يدها ادهم وقال بخفوت
“هكلمك باليل ،،، خدي بالك من نفسك ”
صعدت ملاك لمنزلها فكانت الساعة قرابة التاسعة والنصف وجدت جدها وجدتها جالسون على يشاهدون نشرة الاخبار فقالت بمرح
“مساء الخير على احلى جدين فالعالم ”
ثم قبلت جدها وجدتها سألها جدها
” اتأخرتي يا حبيبتي قلقت عليكي ”
اجابته ملاك
“اصل حصل شغل مفاجئ ومستر امجد طلب مني اني اساعد مها وهو هيوصلني بالليل ”
انتبهت جدتها لشئ قائلة
“مش ده الطقم الي نزلتي بيه الصبح يا ملاك ”
اجابت ملاك بتعلثم
“اصل ،،، اصل مها وهي بتصب عصير دلقت عليا وبهدلت هدومي وكان عندها طقم بالمكتب احتياط للطوارئ فلبسته والوسخ خدته عشان تغسله ”
ثم تظاهرت بالنعاس حتى تهرب من اسألة جدها وجدتها حتى انتصبت واقفة
“يلا يا جماعة تصبحوا على خير ،،، واه يا تيتة متصحنيش بكره بدري معنديش جامعة ”
كادت ان تذهب قبل ان يستوقفها جدها متسائلاً
“معرفتش ردك على الاستاذ عماد يا ملاك ”
توترت ملاك من الموضوع ثم اجابت بهدوء
“انا فكرت ومش موافقة انا لسا قدامي سنين جامعة وبعدين انا مش شايفة اني قد المسؤلية فكل شئ قسمة ونصيب ”
ثم دخلت غرفتها واقفلت الباب ارتمت على سريرها وابتسامة السعادة مزينة ثغرها الكرزي الصغير فتحول اسوء يوم في حياتها لاجمل يوم في حياتها ابدلت ملابسها لبجامة نوم مريحة ودثرت نفسها بالغطاء جيداً وامسكت هاتفها تنتظر اتصاله مرت قرابة الساعة ولم يتصل
وضعت الهاتف جانباً فيبدو انه نسيها وخلد للنوم ولكن تبخرت ظنونها فور ان ارتج الهاتف باتصاله اجابت بخفوت حتى لايسمع جديها
“مساء الخير”
مساء العسل ،،، ها حصل ايه ”
“مفيش بس شوية اسألة من جدو على اشوية من تيتة وعدى الموضوع ”
وبعد مدة من الحديث غفت ملاك والهاتف بيدها فوصل له صوت انفاسها تمنى لو انها نائمة على صدره يشتم رائحتها التي اسكرته بدون خمور اقفل الهاتف ووضعه بجانبه وغط هو الاخر بنوم عميق
*********************
صباحا
تململت ملاك على صوت هاتفها التقطته ووضعته على اذنها دون النظر لهوية المتصل قالت بصوت ناعس رقيق
الو 
أتاها صوته الغليظ
صباح الخير 
هبت ملاك ونظرت لهاتفها فوجدته هو
ادهم صباح النور 
ضحك ادهم
واضح انك لسا نايمة يا كسولة  
اصل النهاردة معنديش جامعة فقلت اقضيها نوم
انتا بتعمل ايه 
انا رايح على الشركة حبيت اسمع صوتك قبل ما ابدأ يومي هكلمك ببريك الغدا اوكي مع السلامة
اوكي خد بالك من نفسك باي
اغلقت الهاتف واخذت تقفز على السرير حتى اصبحت تلهث من التعب والابتسامة تزين وجهها الصغير
وخرجت لتشاكس جدتها قليلا
بعد قرابة الساعتين في الشركة نجد ادهم يدلف لمكتب امجد
ضحك امجد
ايه الي جابك الي كنت بتتحجج بيها مش هنا 
لم يجيبه ادهم والقى على الطاولة علبة هاتف جديد
ايه ده 
قال ادهم مستهزئا
دي علبة صلصة لطنط سلوى عشان تعملك مكرونة بيها انتا شايف ايه قال الاخير بصوت عالي
انا شايف موبايل جديد لمين ده ليا 
لأ مش ليك ده لملاك 
الله يسهلو بدأت الهدايا والحاجات الجامدة
اتبع جملته بغمزة مشاكسة
وجايبه ليا ليه متدهلها 
عض ادهم شفتيه متمالكا اعصابه فابن عمه يجعله يغضب في ثواني
امجد متستظرفش انتا هتديه لجدها وتقوله انه هدية منك عشان ملاك ادتك فكرة للمشروع والفكرة عجبت المستثمرين ولو النهاردة بالليل الموبايل ما كنش معاها انتا المسؤل قدامي 
وخرج متجها لمكتبه وجد مساعده شريف ينتظره
ها يا شريف ايه حصل 
مد له شريف فلاشة وقال
دي الفلاشة الي عليها صور....
كاد ان يكمل حتى نظر له ادهم نظره اخرسته
والولد حصله ايه 
بقى مش قادر يقف على رجليه مفيش فجسمه حته سليمة رمناه على باب مستشفى حكومي عاوزله شهرين عشان يقدر يرجع زي الاول
هز ادهم رأسه متفهما واخذ نفسا من سېجاره الفاخر
تمام في حاجة عاوزها منك اسمعني كويس
في مدرس اسمه عماد جار الحاج حسن عاوزك تقابله وتسفره على الكويت وتمسكه اي مدرسة هناك وتجهزله عربية وبيت له ولامه عاوزك تزغلل عنيه خلال يومين مش عاوزه فمصر كلها
انت فاهم 
فاهم يا فندم تؤمرني بحاجة تانية 
لأ روح انتا وانزل على الحسابات في شيك بمليون جنيه ليك وللرجالة 
يدوم عزك يا بيه 
جلس ادهم على كرسيه الوثير يتابع بعض الملفات
وبعدة قرابة الاربع ساعات حرك رقبته التي تشنجت من الجلوس لفترة فخرج منها صوت طقطقة انتصب واقفا استند بكتفه يتطلع لمدخل شركته وجزء من الكافتيريا المليئة بالموظفين فهذا وقت الاستراحة
امسك هاتفه للاتصال بها وبعد عدة ثواني اتاه صوتها الرقيق 
مساء الخير  
مساء النور عامل ايه  
تمام ....  
قاطعه دخول امجد المفاجئ لعڼ ادهم تحت لسانه من اسلوب ابن عمه واشار له بمعنى اتحدث معها
اماء له امجد مشاكسا وقال بصوت عالي متعمدا حتى تسمعه ملاك
ادهم بتكلم مين اكيد داليا 
ضغط ادهم على كاتم الصوت وقال
انتا اټجننت ايه الي بتقوله ده داليا مين وقرف مين 
اصلى حبيت احط التاتش بتاعي الملف الي طلبته على المكتب سلام يا روميو 
اعاد وامسك بهاتفه
ها كنا بنقول ايه قبل ما يدخل الثور ده 
ضحكت ملاك
حرام عليك والله مستر امجد ده عسل اوي 
جن جنونه
نعم مين ده الي عسل 
انتبهت ملاك لما قالته
ااااقصد يعني ..... 
قاطعها هاتفا
اقصدك ولا مش قصدك مسمعكيش بتجيبي سيرة راجل تاني لو اتكررت مرة تانية حيحصل كويس
 
رفرفت ملاك برموشها محاولة ان لا تنزل دموعها فهي لم تتوقع ان تكون ردة فعله هكذا
ثم قالت بصوت خاڤت واضح عليه التوتر
انا مضطرة اني اقفل تيتة بتنده عليا مع السلامة
اغلقت الهاتف وانخرطت في نوبة بكاء مريرة
فهو اساء فهمها فهي لا يمكن ان ترى رجل غيره
القى ادهم بهاتفه على المكتب لعڼ غضبه هو يعلم انها لم تقصد ولكنه لم يتحمل ذكرها لاسم رجل اخر حتى لو كان ابن عمه امجد
في احد النوادي الرياضية المخصصة لاصحاب الطبقة المخملية نجد داليا تركض على جهاز الركض واضعة السماعات في اذانها تستمع لبعض الاغاني الاجنبية
نزلت عن الجهاز ونشفت حبات العرق المتناثرة على جبهتها وعنقها المرمري ثم اتجهت للحديقة لتجلس مع صديقاتها
وصل لسماعها حديث احداهن التي تعمدت ان ترفع صوتها لتسمع داليا
بقولو شافوه امبارح داخل المطعم بتاع الفندق بتاعه الي على النيل وكان ماسك في ايده بنت صغيرة وايه زي القمر 
تجاهلت داليا حديثها وجلست قائلة بضيق واصح فشلت في اخفاءه
هاي بنات بتتكلموا فايه 
قالت صديقتها شاهي بطريقة مستهزئة
ماظنش ان الموضوع هيعجبك لو عرفتي كنا بنتكلم فايه هتزعلي والزعل وحش عشانك 
ابتسمت داليا بتصنع
حتى لو هيزعلني احب اعرف صحابي بتكلمو فايه ولما شافوني جاية غيرو الموضوع 
قالتها وهي تنظر لصديقتها سها
فقالت الاخيرة
انا هقلك اصل الشغالة بتاعتنا ابنها بيشتغل جرسون فمطعم الفندق بتاع ادهم الي على النيل قال انو امبارح كان جايب معاه وحده زي القمر وصغيرة متجيش 20 سنة لا وايه طلعها على الجناح بتاعه الي ممنوع اي حد يدخله وفضل واقف لها على الباب كأنه بحرسها وحجز المطعم كله عشان يفضلو براحتهم ها عرفتي بتكلم فإيه بس ضروري اعرف رأيك فالكلام ده 
ضغطت داليا على اسنانها حتى لا تقم وتمزق شعر المسماه سها وبالكاد تمالكت نفسها
هي دي اول مرة ادهم يصاحب وحدة عاوز يتسلى بيها يومين ويرميها بعدين انتي قولتي خدها على الاوتيل يعني عشان ايه اكيد خد الي هو عاوزو وبعدين ادهم فكل مرة بحب يكون لوحده 
فكل مكان بروحه بيحجز المكان كله 
قالت صديقتها سها
طالما وخدها تسلية ليه مخدهاش على شقة الزمالك
وبعدين ليه يعني يخدها على المطعم بتاعه قدام كل الموظفين اكيد الموضوع فيه إن 
صړخت بها داليا
مفيش وحدة تليق انها تكون مرات ادهم السيوفي غيري وبعدين الايام بنا وهنشوف وصدقوني قريب اوي هبعتلكم دعوى فرحنا 
ثم هبت واقفة لتختفي عن نظرات المسميات صديقاتها
وما ان ذهبت انفجرن صديقتها بالضحك فهن يعرفن انها تكذب ولكن مهلا لينتظرن ويشاهدن
اعترافها بفشلها الذريع
كانت داليا تقود سيارتها بسرعة كبيرة
ثم اصطفت بسيارتها الفارهة جانبا
وامسكت هاتفها لتحدث جسوستها سالي
هو انا بديكي فلوس قد كده عشان افضل نايمة على وداني ده انا هوديكي فستين داهية 
ليه يا داليا هانم انا كل حاجة بعرفها بقولهالك على طول سواء كانت تافه او مهمة مفيش حاجة حصلت وانا ما بلغتش حضرتك بيها و..... 
قاطعتها داليا بصړاخ حاد
لما ادهم يكون مصاحب وحده وانا معرفش يبقى انتي مش عارفة تشوفي شغلك كويس 
لو مصاحب وحدة من الشركة انا اول وحدة هعرف لو من برا الشركة هعرف منين ما اعتقدش
انها من الشركة لانه مانع الموظفين انهم يطلعو للدور ده 
لأ لأ مش من الشركة لاني عرفت انها لسه صغيرة مش مخلصة جامعة لو عرفتي او سمعتي اي حاجة بلغيني فورا 
جذبت داليا خصلات شعرها الاشقر القصيرة پعنف
مش هسيب وحدة تانية تاخدك مني يا ادهم لو وصلت اني اخلص عليها هخلص عليها بس انتا
و فلوسك ليا لازم افكر بسرعة والاقي حل قبل ما تيجي وحدة غيري وتاخده على الجاهز 
هذا ماحدث به نفسها قبل ان تنطلق بسيارتها الى منزلها
عند ادهم كان ممسكا بهاتفه متردد يود ان يتصل بها
ويعتذر عن اسلوبه الفظ معها ولكن كبرياءه منعه وامنى نفسه انه سيحدثها ليلا ليسألها عن رأيها في الهاتف ابتسم
مساء في بيت ملاك
كانت تجلس على مكتبها الصغير تتابع دراستها فهي لم تكن يوما مقصرة في ذلك وصل الى سمعها صوت جدها وهبت ذاهبة اليه
احتضنته وقبلت رأسه 
مساء الجمال على احلى ابو علي 
ابتسم لها جدها
مساء العسل عندي ليكي هدية هتعجبك اوي 
عقدت ملاك حاجبيها
هديه ايه 
واخذت تنظر الى جوانب جدها فلم تجد شئ
ضحك جدها عليها
هتلاقيها على طاولة السفرة 
اسرعت ملاك لهناك واذ بها تجد هاتفا من احدث طراز
عادت لجدها وهي فاغرة فمها وجاحظه عيناها
ده ليا يا جدو بس ده غالي اوي جبت ثمنه منين
ده مش مني ده من مستر امجد هدية ليكي عشان
اديته فكرة للمشروع وعجبت المستثمرين 
قفزت ملاك بفرح وهي محتضنه علبة الهاتف
انا هروح اشغله واحط الخط بتاعي فيه 
ثم ذهبت مسرعة لغرفتها ولكنها عندما فتحته ازدادت دهشتها من جماله
ادمعت عيناها بفرح وما ان فتحته حتى وجدت صورة لها خلفية للهاتف وهي تبتسم تذكرت هذه الصورة فهذه في مكتب امجد شغلت الهاتف وكانت تعبث به حتى جاءتها رسالة من ادهم
ها عجبك الموبايل 
شهقت ملاك وردت عليه برسالة مماثلة
هو الموبايل منك مش من مستر امجد
لأ مني
انا قلت لامجد يقول لجدك الي قاله عشان اضمن انه يوصلك ها عجبك 
قبل ان تجيب كان يتصل بها
ردت عليه بصوتها الناعم
مرسي على الموبايل 
عفوا بس يارب يكون عاجبك 
ده تحفة يجنن يا ادهم بس ليه ده بالذات وعرفت اني بحب الذهبي منين
ده بالذات عشان امبارح واحنا فالمطعم قولتيلي موبايك حلو وعرفت منين انك بتحبي اللون الذهبي اسف مش هقدر اقول عشان دي مصادري الخاصة مينفعش اكشف عنها 
بس ده غالي اوي انتا عارف سعره كام ده 
ضحك ادهم عليها فيبدو انها لا تعلم حجم ثروته
لأ مش عارف سعره كام 
كدة يجي بتاع ٢٥٠٠٠ جنيه 
لو كان بمليون جنيه هجيبلك اي حاجة عاجباكي ثم اكمل ها عليكي جامعة بكرة 
عندي جامعة بس
بس ايه قولي مش اتفقنا مش هتخبي حاجة عليا بعد كده 
اصل خاېفة اقابل جاسر 
اولا اسمه ميجيش على لسانك لا هو ولا اي راجل تاني وثانيا هو اصلا قدامه شهرين لحد ما يعرف يقف على رجليه من الي اتعمل فيه ماتخفيش 
ربنا يخليك ليا 
قالتها بخجل وصوت خاڤت
اجابها ادهم بخبث
كده حاف 
اجابته ببراء غير مصطنعة
قلي عاوزني اعملك ايه وانا اعمل 
اكمل ادهم بخبث
الي انا عاوزه مينفعش الا لما نتجوز بس تقدري تديني تصبيرة كده اسلك نفسي بيها 
عقدت حاجبيها بدهشة
تصبيرة ازاي مش فاهمة 
استشف ادهم من الحديث معها انها خام اكثر من اللازم ويجب ان يعلمها كل شئ وما اجمل تعليم هذه الاشياء بالنسبه له وخاصة لهذه الصغيرة اكمل قائلا
لما نتقابل هبقى اقلك التصبيرة ازاي ودلوقتي روحي نامي عندك جامعة الصبح واي حاجة تحصل بلغيني بيها فورا اتفقنا 
تصبح على خير 
بعد يومين
ذهبت ملاك الى جامعتها
ارتدت جاكيت ابيض وبنطال جينز ازرق وبوت رياضي اسود
انهت محاضراتها واتجهت للخارج فاليوم ستذهب للشركة لرؤية ادهم وبعد قرابة النصف ساعة
دلفت ملاك للشركة وصعدت للطابق الاخير كادت ان تتوجه لادهم ولكن تذكرت وجود سكرتيرته سالي المتعجرفة نظرت في ساعة يدها فوجدت انه اقترب موعد استراحة الغداء اذا ستذهب لمها ثم لادهم
دخلت لمكتب مها فوجدتها مندمجة بعملها ولم تنتبه لدخول ملاك تقدمت منها بهدوء حتى لا
تشعر بها
ثم قالت بصوت عالي
مها
شهقت مها ووضعت يدها على قلبها
ېخرب بيتك خضتيني منك لله يا ملاك يا بنت عم حسن اشوف فيكي يوم 
ضحكت ملاك حتى ادمعت عيناها فمظهر مها وهي مذعورة مضحك جدا
بعد ان هدأت مها
ايه الي جابك يا قردة 
القردة جاية تتطمن عليكي 
ضيقت مها عيناها بمعنى عدم التصديق
جاية تتطمني عليا ولا على سي ادهم بتاعك
عضت ملاك شفتيها وقد اصطبغ وجهها بحمرة قانية
لأ جاية عشان سي ادهم بتاعي
ها اي اخباركم مع بعض 
قالت ملاك بابتسامة حالمة
زي السمنة على العسل مكنتش اعرف اني بحبه اوي كده 
الله يسهلو وبتتكلموا 
هزت ملاك رأسها بالايجاب
بس ما يعرفش اني جاية النهاردة عاملهالو مفاجئة 
هو انتي روحتيلو ولا لسه 
لا لسه على بريك الغداء عشان مش عاوزة السكرتيرة المعفنة الي عنده تشوفني 
والنبي يا ملاك اطلبي من مستر ادهم انه يطردها او ينقلها انا اشوف العمى ولا اشوفها يا باي على تقل ډمها
جعدت ملاك وجهها بطريقة محببة
يعني انا لما اطلب منه يطردها هيطردها 
ايوه يختي لما تتدلعي هيقول حاضر وهو مش واخد باله 
ازاي يعني مش فاهمة 
يعني دلوقتي لما تروحيلو اعمليلك حركتين يعني مثلا حطي ايديك العسل دي على كتفه وبصيله
بطريقه كده ولا العبي فزراير القميص بتاعه
يا لهوي اوعي تعملي الحركة دي احسن مستر ادهم ميضمنش تدخلي انسة تخرجي مدام وحامل 
شهقت ملاك بخجل امسكت بعض الاقلام الموجودة على الطاولة بجوارها وقذفتها نحو مها
مكنتش اعرف انك قليلة الادب كده 
الجواز يا ختي بخلي المؤدب منحرف
المهم جه معاد البريك هتروحي دلوقتي 
ايوه بس تروح العقربة السكرتيرة 
وبعد قليل في مكتب ادهم كان خالع جاكيت البدلة وربطة اعنق و تارك اول ثلاث ازرار من قميصه مفتوحه ويولي ظهره للباب وېدخن من سيجاره
الفاخر ويراجع ملف ازرق اللون في يده
سمع طرقات خفيفة على بابه عقد حاجبيه فسالي ذهبت لتناول الغذاء وامجد ليس من عادته ان يطرق الباب اذن للطارق بالدخول و بقي على حاله ولم يلتفت للباب عندما فتح وقفت ملاك قرابة مكتبه تنتظره يستدير 
انتظر ادهم تحدث الضيف ولكن طال بصعوبه فهو 
جلست على الكرسي واخفضت رأسها خجلا
قهقه ادهم على خجلها المحبب بالنسبة له
لو هتفضلي حمرا كدا انا مش ضامن نفسي 
ثم اكمل
ايه المفاجئة الحلوة دي 
تنحنحت ملاك بخفوت تبحث عن صوتها
قلت اجاي اشوفك لو مش فاضي انا ممكن اجي فوقت تاني 
انا لو عندي اجتماع مع رئيس الدولة هلغيه عشان خاطر عيونك 
وقف متجها لسماعة الهاتف
تحبي تاكلي ايه 
لأ مرسي انا كلت فالجامعة مش جعانة لو انتا هتاكل اطلب لنفسك متعملش حسابي 
ارجع ادهم السماعة مكانها ثم اتجه للثلاجة الموجودة باحد اركان مكتبه وجذب زجاجتان من
عصير البرتقال فاصبحت ثلاجته لا يوجد بها سوى عصير برتقال
جلس بالقرب منها وفتح لها زجاجة العصير
ارتشفت ملاك منه القليل تحت نظرات ادهم المتفحصة
بتبصلي كده ليه 
اقترب منها لحد كبير حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى انشات
معجب في حاجة 
وضعت يدها مكان قلبها لتهدئته
حتى انفتح الباب على مصرعيه
انفتح الباب على مصرعيه
طلت منه داليا بثوبها القصير الازرق ذو فتحة على الفخذ تحمل بيدها صندوق واضح انه يحوي طعام من احد اشهر المطاعم
 
" ادهم حبيبي ، انا جبتلك اكل معايا عارفاك مش بتاكل و...... "
بترت باقي جملتها فور ملاحظتها لوجود فتاة كان ادهم يقبلها هذا ما ظنته
تقدمت منهم وهي ترمق ملاك بنظرات متفحصة حاقدة انتصب ادهم واقفاً واضعاً يديه في جيب بنطاله يرمق داليا بحقد دفين
 
اندفعت داليا لتعانق ادهم تحت نظرات ملاك
 
" ادهومي ،، حبيبي ازيك جبتلك اكل معايا
عارفاك مش بتاكل فالبريك "
 
ازاح ادهم ذراعيها عن كتفيه
وقبل ان يجيبها سألت بعجرفة مشيرة لملاك بطرف اصبعها كعلامة تقزز
 
" مين الامورة دي "
 
ابتسمت لها ملاك باقتضاب ومدت لها يدها
لتصافحها
 
"انا ملاك "
تجاهلت داليا يد ملاك الممدودة
واجابتها بتعالي قاصدة اغاضتها
" انا داليا زهران خطيبة ادهم "
 
نظرت ملاك لادهم فوجدته ينظر لداليا وتعابير وجهه خالية وكانه يؤيد كلامها
 
امسكت ملاك حقيبتها وخرجت مسرعة
وعيناها تفيض بالدموع اتجهت لمكتب مها وجدتها تصل لتو من الاستراحة احتضنتها مها
"مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه ايه الي حصل"
 
لم تتلقى منها اجابة سوى النحيب
ربتت على ظهرها بحنان متمتمة ببعض الكلمات المهدئة والمطمئنة وبعد بعض الوقت هدأت ملاك قليلاً
ناولتها مها كوب ماء ارتشفت منه قليلاً
 
"ها قوليلي ايه الي حصل "
 
انخرطت ملاك بنوبة بكاء جديدة
قائلة بصوت متقطع اثر نحيبها
"ادهم ..... مش...... بيحبني .... خاطب.....وحدة......
تانية .....شفتها .....وهي .....بتحضنه...قدامي.."
 
قضبت مها حاجبيها فعلى حد علمها ادهم لم يكن في يوماً على علاقة رسمية بفتاة
 
"خطيبته مين دي "
 
قالت ملاك ببكاء
"اسمها .... داليا ....كانت ...جاياله ...المكتب"
 
ضحكت مها بشدة على ملاك فالواضح ان داليا استطاعت الضحاك عليها
 
قوست ملاك شفتيها كالاطفال
قائلة بعتاب
"يعني انا جاية اشكيلك تقومي تضحكي عليا "
وهمت ان تذهب امسكت مها بيدها واجلستها عنوه على الكرسي
 
" يا عبيطة وانتي صدقتي الكلام ده دي بتقول الكلمتين دول في كل مكان ،،، اصلاً مستر ادهم ما بيكرهش حد فحياته قدها هي وامها هي بس لما شافتك حلوة وزي القمر وقاعدة مع مستر ادهم الغيرة كلتها وقالت الكلمتين دول عشان تغيظك "
 
سألتها ملاك وقد هدأ نحيلها بعض الشئ بعد كلام مها
"طب ليه هو فضل ساكت وما حولش يوضحلي ده فضل باصصلها ومتكلمش "
 
"وهو اصلاً زهق من كدبتها دي الي فكل مكان تقولها
واكيد هو هيقولك على كل حاجة تلاقيه خلاكي تخرجي ومسك فزمارة رقبتها اصبري بس انتي "
 
"طيب ليه هيا بتكدب وبتقول انهم مخطوبين طالما مفيش حاجة بينهم "
 
" هو انتي هبلة ولا شكلك كده هو انتي عاوزاها تفرط فالعز ده كلو دي لو اتجوزت مستر ادهم هيكون تحت ايدها ماكنة فلوس تصرف منها وما تخلصش "
 
مطت ملاك شفتيها بيأس فيبدو انها لن تهنأ بحياتها مع ادهم
 
في مكتب ادهم وما ان خرجت ملاك حتى هب ادهم وامسك بذراع داليا العاري ضاغطاً عليه الذي جعلها تصرخ من الالم وهتف من بين اسنانه وضاغطاً على فكيه
"ايه الي انتي قولتيه من شوية ده هو انا خطبتك وانا مش واخد بالي "
 
قالت بصوت حاولت ان تجعله طبيعياً فمظهره وهو غاضب مرعب
 
"هو....هو... مش احنا لما كنا صغيرين خالو سليم قالك لما تكبر تتجوزني وانتا كبرت وما غيرتش رأيك يبقى فضلنا مخطوبين "
 
زاد ادهم من ضغطه على يدها حتى استمع لصوت طقطقة عظامها
 
"الكلام ده من 20سنة وانا عيل وبعدين بابا الي هو خالك قالي لما تكبرو لو حبتو بعض اتجوزو بس انتي مش من النوع الي يتحب لا انتي ولا امك فريال هانم وبعدين انا عندي اعيش عمري كله عازب اعيش راهب ولا اتجوز وادي اسمي لوحدة وسخة زيك فاهمة "
نظرت له داليا بغضب وقالت بهستيريا
 
" مالي فيا ايه مش عاجبك وعلى الاقل احسن من الجربوعة الي كانت قاعدة ....اااه"
 
صرخت بها عندما صفعها ادهم ثم امسكها من خصلات شعرها الشقراء وقال بصوت اشبه بفحيح الافاعي بجانب اذنها
 
"كلمة تانية عليها مش هيبقى عندك لسان تتكلمي بيه ورحمة امي لو عرفت انك قربتي منها لكون ماسحك من على وش الارض ،،، غوري "
 
قال الاخيرة ودفعها لتقع على الاريكة المجاورة
وقفت وامسكت حقيبتها وخرجت وهي تتوعد لملاك
اخرج ادهم هاتفه من جيب بنطاله ليهاتف مساعده شريف ثواني واتاه صوته
 
"شريف .. اسمع الي هقوله ونفذه بالحرف ....."
 
اغلق هاتفه والقاه على طاولة المكتب ضرب مقدمه رأسه وكأنه نسي شئ عاود وامسك بهاتفه ليفتح كاميرا المراقبة ليشاهد اين ذهبت بعدما خرجت من مكتبه فوجدها جالسة على مكتب مها دس هاتفه في جيب بنطاله واتجه لها
اقتحم مكتب مها وجذب ملاك من يدها دون اعطاءها مجال للاعتراض بقي يسوقها خلفه وكأنها مغيبة
دلف مكتبه تحت نظرات سالي المستغربة لما يحدث امام عيناها
 
اجلس ادهم ملاك على الكرسي وجلس قابلتها وعيناه تجوب تفاصيل وجهها الطفولي الواضح عليه البكاء وانفها الجميل الذي تشرب بالحمرة بسب البكاء مرر ابهامه الغليظ عليه دفعت ملاك يده بعيداً ابتسم ادهم على فعلتها فيبدو انها مازالت غاضبة
احاط وجهها الصغير بيديه
"هو انتي لسا زعلانه منها ومن الي قالته "
 
"يعني عاوزني اعملك ايه اتحزم وارقص"
قالتها ولم تقصد شئ مما الذي دار في عقل ذاك الماكر الذي يقف امامها
 
قال بخبث
"ياريت ده يوم المنى الي تتحزمي وترقصيلي "
 
كاد وجهها يحترق من الحمرة
 
"هو انتا بجد عاوز تخطبها "
قالت جملتها بصوت اقرب للبكاء
 
"انا لو عاوز اخطب واتجوز مش هتجوز غيرك وبعدين انتي الي على طول جريتي كنتي استني وشوفي ايه الي حصل "
 
نظرت له بعدم تصديق
"هيكون حصل ايه يعني زعقتلها اشويه "
 
"هي دي غيرة ولا انا غلطان "
 
اجابته ملاك بخجل
"هو انتا مش قولتلي اني ملكك وليك لوحدك يبقى انت كمان ملكي وليا لوحدي "
 
ابتسم لجملتها فصغيرته تريده مثل ما يريدها
 
"فعلاً انا ليكي لوحدك "
قالها وعيناه مسلطة على شفتيها
 
قام واتجه ليجلب اللابتوب الخاص به وشغل شريط سجل كاميرا مكتبه ليريها
صعقت ملاك مما رأت فلم تتوقع ان يقوم بضرب داليا هكذا ثم نظرت له بتوجس وقالت
بصوت خافت
"هو.. انتا ..ممكن تضربني فيوم من الايام "
 
اقترب منها وهو ينظر لعيناها الجميلة
"لو هتعملي مشاكل هضربك بس هضربك على .... ولا اقلك بعدين تعرفي احسن "
 
تنحنح ليكمل بشكل جاد
"ها اتكلمتي مع جدك "
 
اخفضت ملاك رأسها فهي متخوفة من هذه المواجه
 
"لأ...اااقصد يعني ...هكلمه النهاردة بالليل "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
دنا منها قليلاً وقبل جبهتها كاد ان يغمى عليها من قربه ثم نزل لخدها وقبله على مهل وقبل ان يهبط الى شفتيها دفعته ملاك وابتعدت عنه
قالت بتوتر اخفقت في اخفائه
 
" مينفعش..... الي ...انتا .....بتعمله مش كل اشويه ...تعمل كده ...."
جذبت خصلات شعرها الحريرية خلف اذنها محاولة منها لاخفاء توترها اقترب منها وهي اخذت بالتراجع
حتى اصبح جسدها الصغير بين جسمه العضلي العريض الصلب وبين الحائط
ثم قال بمكر فشكلها وهي خجله مسلي بالنسبة له
"هو ايه الي مينفعش الي بعمله كل اشويه"
  
قالت بتعلثم فقربه يشتتها
"انك..... تفضل ....تقرب كده ...وتحاول ..انك تبوس....... "
بترت جملتها فور ادراكها ماكانت ستقوله
 
"هو يعني لما ابوس خطيبتي فيها حاجة "
 
اخفضت ملاك جسدها قليلاً لتهرب من حصاره من تحت يده المستندة على الحائط ثم قالت بشجاعة مزيفة
"انا مش خطيبتك "
 
"ما انا قولتلك اجي اطلبك من جدك بس انتي الي بتأجلي مش عارف ليه "
 
"هو يعني عشان بقولك استنى اشويه خلاص بقيت انا الي مش عاوزة وبعدين حتى لو اتخطبنا مينفعش تبوسني "
قالت الاخيرة بخجل
 
"طيب حاضر هحاول امسك نفسي لحد ما نتجوز "
 
امسكت ملاك حقيبتها
"انا لازم امشي اتأخرت على تيتة انا قلتلها اني هاجي هسلم على مها وامشي على طول اتأخرت "
 
تأفف ادهم فهو لا يريدها ان تذهب ثم سأل بخبث
"هو انتي جيتي عشان ومها وبس "
ارفق جملته بغمزة مشاكسة
 
ارتبكت ملاك وانعقد لسانها ولم تستطع ان تجيبه
 
ففرت هاربة من نظراته الخبيثة وخرجت من الشركة بعدة قرابة النصف ساعة وصلت لبيتها وقبل ان تفتح باب منزلها انفتح باب شقة جارتها ام عماد
 
"منك لله يا ملاك خليتي ابني عاوز يهاجر ويطفش عاوزانا نسيب حتتنا والناس الي تربينا بينهم منك لله كله بسببك هنروح نعيش في غربة منك لله "
 
عادت الى منزلها وهي تكرر دعوتها على ملاك
دلفت ملاك الى شقتهم وهي مازالت مصدومة من هول ما سمعت هل جارها الاستاذ عماد قرر الهجرة بسبب رفضها الزواج منه وجدت جدتها تجلس على احد الكراسي القريبة تنظر لها بعتاب
ركعت ملاك على ركبتيها امام جدتها وقالت بدموع
 
"والله يا تيتة ماكنتش اقصد ان ده يحصل انا مش عاوزة ده يحصل بسببي والنبي يا تيتة قولي حاجة متفضليش ساكتة "
 
ربتت الحاجة فوزية على ظهر حفيدتها بحنان
"متزعليش نفسك يا بنتي ده قسمة ونصيب بس انا خايفة جدك يزعل منك لما يعرف "
 
وقفت ملاك متصنمة وهي تتخيل موقف جدها فهي كانت مقررة ان تفاتحه اليوم بموضوع ادهم ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن
دلفت لغرفتها وامسكت هاتفها
 
"ادهم انا ما كنتش اقصد كده انا مش عاوزاهم يهاجرو بسببي "
 
قالت جملتها بدموع وصل صوتها لادهم
"اهدي وفهميني ايه الي حصل وانا هحاول احل كل حاجة "
 
"جارنا الاستاذ عماد عاوز ياخد مامته ويهاجر بسببي عشاني رفضت اتجوزه "
 
تأفف ادهم فيبدو انها تصدق كل شئ بسهولة
"مين الي قالك الكلام ده "
 
"مامته قالتلي الكلام ده "
 
"طيب اهدي وانا هتصرف "
 
اغلق معها واتصل باحد ما
"ايوة يا شريف ،، عاوزك تتصل بإلي اسمه عماد ده تخليه يروح بيت الحاج حسن ويقول لهم انه الشغل ده كان جايله قبل شهرين وكان فالفترة دي بفكر فاهمني وبلغني بإلي يحصل "
 
مساءً
دلف الحاج حسن لغرفة ملاك فهي رفضت تناول العشاء معهم
"ها يا حبيبة جدو ليه مش راضية تاكلي "
 
جذبت خصلات شعرها خلف اذنها وحاولت تحاشي النظر لجدها متعللة بالكتب التي امامها
"اااصلي مش جعانة يا جدو "
ابتسم الحاج حسن على ابنته
"هو انتي متعرفيش اني اعرفك لما تكدبي ..
ها قوللي مش راضية تحطي عينك فعين جدك ليه"
 
"بص انا هقلك على كل حاجة ،،، انا خفت انك تكون زعلت مني عشان الاستاذ عماد هاجر هو مامته خفت تلومني وتقول انه بسببي "
 
طبطب الحاج حسن على كتفها
"اولاً هو مهاجرش بسببك هو كان جايله عقد عمل فالكويت من شهرين وكان بفكر فالموضوع من قبل ما يتقدملك هو كلمني النهاردة وشرحلي كل حاجة ثانياً كل شئ قسمة ونصيب وانا مستحيل ازعل منك "
 
نظرت له ملاك بتوتر متردة هل تخبره بقصتها مع ادهم ام تنتظر قليلاً لاحظ جدها ذلك فسألها
"في حاجة تانية عاوزة تقوليها "
 
"اه.. لأ.. مش دلوقتي يا جدو بعدين هبقى اقولك "
جاهدت لتظهر صوتها طبيعياً
 
بعد قليلاً
 
اتنبهت ملاك على اتصال ادهم
اجابته بصوتها الرقيق
"مساء الخير"
"مساء العسل عاملة ايه "
 
"بخير الحمدلله "
"ايه حصل اتكلمتي مع جدك "
تعلثمت ولم تستطيع الرد
"خلاص بقى متتكلميش معاه انا هتكلم معاه واريحك"
 
قالت بسرعة
"لأ اوعى تعمل كده جدو ممكن يزعل مني "
 
"والله انا بقالي قد ايه بستنى انك تكلميه وانتي بتأجلي خلاص سيبي الموضوع عليا "
 
"ادهم عشان خاطري متعملش كده انتا مش فاهم حاجة"
 
"خلاص فهميني وقوليلي انتي "
قالها بنفاذ صبر
 
"ااااصل جدو لما روحت اتدرب في الشركة بتاعتك قالي مقربش من مكتبك او اقرب من مكان انتا فيه عشان كده مش عاوزاه يحس اني مش بسمع كلامه انا كل ما ببص في عنيه قلبي بيوجعني اني لسا بكدب عليه "
 
"وهو جدك قالك تبعدي عني ؟؟؟ ليه قالك الكلام ده "
 
"ايوه قالي انك ايدك طايلة وان ....احم ان احنا مش قدك وانك مبترحمش الي بيقع تحت ايدك "
 
عض ادهم شفتيه كاتماً غضبه من جدها فهو يشوه سمعته امامها
"تمام انا هتصرف تصبحي على خير "
 
كادت ان تتحدث ولكنها وجدته انهى المكالمة
 
*****************
يا ترى ايه الي هيحصل وادهم هيعمل ايه
لسا الاحداث القادمة مشوقة اكثر
"اه صحيح انا امبارح روحت النايت كلاب وسألت عليك قالولي انك بقالك فترة مش بتروح هو ادهم السيوفي اكتفى بالي فإيده ولا ايه " قالها امجد وارفق جملته بغمزة مشاكسة
 
"اه فعلاً بقالي فترة مروحتش ... ثم اكمل محاولاً تغيير الموضع ..جهز نفسك للاجتماع ومتنساش تجيب ملف كومباوند الصحرواي عاوز اعرف ليه متسلمش للمشتري لغاية دلوقتي "
 
***************
 
في جامعة ملاك
نجدها تجلس في كافيه الجامعة تنتظر ميعاد المحاضرة الثانية وكانت تقرأ في كتاب ما وتكتب الملاحظات على ورقة وكانت ترتدي بلوزة بيضاء عليها جاكيت باللون الاسود وبنطال جينز ازرق
واثناء انشغالها بقراءتها شعرت باحد يسحب الكرسي الذي بجوارها ويجلس عليه وما ان رفعت رأسها لترى من هذا المزعج الذي اقتحم خصوصيتها دون اذنها حتى قضبت حاجبيها فرأت داليا التي جلست
خلعت داليا نظارتها الشمسية ذات الماركة العالمية
ووضعت قدماً على اخرى بتعالي
"ازيك يا ملاك اصلي جيت لوحدة صاحبتي هنا وشوفتك وانا خارجة فقولت اسلم عليكي "
 
لم تتلقى من ملاك جواباً ثم اكملت وكانها سمعت رداً
"ازيك مع ادهم ان شاء الله يكون بحبك زي انتي ما بتحبيه اصل ادهم عنده عقدة نفسية من الحب عشان امه يا حرام اصلها محبتش جوزها الي هو خالي ابو ادهم مع ان خالو كان بيعشقها بيموت فيها بس ادهم حلف انه مش هيحب فحياته اصله شايف كل الستات خاينين زيها ....هو انتي ساكتة ليه"
 
تنحنحت ملاك ولا تدري ما الذي ستقوله لها
"عاوزاني اقولك ايه انا اصلاً ميهمنيش كل الي بتقوليه انا لغاية دلوقتي ما شفتش حاجة تزعلني من ادهم "
 
ابتسمت داليا بجمود فلن تسمح بضياع مجهودها هباءً منثوراً
 
"عاوزة اثبتلك صحة كلامي بصي كده "
قالتها وهي تمد الهاتف لها لتريها شئ ما
ولكن ملاك هبت واقفة ولملمت اغراضها وذهبت قبل ان تشاهد شئ فهي لن تصدق هذه الفتاة مهما قالت
ضربت داليا الطاولة بقوة من شدة غضبها فهذه المحاولة فشلت بها ولكنها لن تيأس
 
"مش داليا زهران الي تدخل معركة وتطلع منها خسرانة يا انا يا انتي يا بنت السواق ،،، ادهم ده بتاعي انا مش هسمح انك تاخديه لو حصلت اني اقتلك "
ارتدت نظارتها وغادرت الجامعة مسرعة
ولم تلاحظ الذي كان يستمع لكل شئ ويصوره بكاميرا جواله
 
********************
 
عودة للشركة
في قاعة الاجتماعات نجد ادهم يترأس الطاولة ويستمع للمهندس الذي يشرح شئ ما على الشاشة الكبيرة المضاءة التي تتوسط القاعة الكبيرة
 
هب ادهم واقفاً وهتف بصوت عالي
"يعني ايه الكلام ده ايه يعني مصنع الحديد مش ملاحق شغل وليه انا معنديش خبر بالقصة دي "
 
اجابه المهندس وهو مخفضاً رأسه احتراماً وخوفاً
"والله يا مستر ادهم احنا قولنا لمستر امجد وهو قلنا انه هيتصرف "
 
التفت ادهم لامجد وطالعه بنظرات حارقه حك ذقنه وقال بهدوء مغاير للذي داخله
" فهمني يا مستر امجد "
 
تنحنح امجد "انا قلت اني هتصرف بس بعدين لما سألت كانت اتحلت ومحدش بلغني انها رجعت تاني "
 
ضرب ادهم بيده على الطاولة حتى كادت تتكسر من قوة ضربته
"العمال في المصنع تزيد للضعف وتشتغل كمان ساعات اضافية وبنفس المرتب مفيش زيادة ولو التأخير اثر على معاد تسليم الكومباوند هعتبر اني منسحب من المشروع انا سمعة شركتي فالسوق هيا الاهم اتفضلوا كل واحد على شغله الاجتماع انتهى "
 
جلس ادهم بعد انصراف الجميع يعمل على حاسوبه الشخصي اتاه اتصال هاتفي فاجاب على الفور
 
"خير يا شريف في حاجة حصلت مع ملاك .... اممممم وملاك كويسة ...... طيب هيا فين دلوقتي ......خليك جنبها واوعى تحس بيك وابعتلي التسجيل "
 
ثواني واتاه فيديو وما ان شاهده حتى ضهرت عروق رقبته وابيضت مفاصل يده من الضغط عليها
"ورحمة امي الي بتشوهي سمعتها قبل سمعتي ما هرحمك لا انتي ولا امك "
 
اتصل بملاك فلم ترد عليه وعاد الاتصال بها ولكنها اغلقت المكالمة بدأ الغضب يتزايد بداخله فهو يريد الاطمئنان عليها وهي تتجاهله ... اتته رسالة منها فتحها بسرعة
 
"حبيبي ... انا اسفة انا فالمحاضرة مش هقدر ارد عليك دلوقتي لما اخرج هكلمك "
 
ذهب غضبه ادراج الرياح فور قرائته لرسالتها واكثر ما استمتع به كلمة حبيبي فهذه الصغيرة تتستطيع السيطرة عليه بسرعة خطرت في باله فكرة قرر ان ينفذها اخذ متعلقاته الشخصية وخرج وابلغ السكرتيرة ان تلغي كافة المواعيد
وبعد قرابة النصف ساعة اصطفت سيارته الفارهة متبوعة بسيارات الحرس الخاص به انزل زجاج سيارته الاسود قليلاً ليتمكن من رؤيتها وما هي الا دقائق كانت تخرج من جامعتها متجهة للجهة الاخرى من الشارع لتوقف تاكسي ليوصلها لبيتها تقدم ادهم من موضع وقوفها واخرج رأسه قليلاً من زجاج سيارته
 
"ينفع انول الشرف واتغدى مع جناب سيادتك "
 
وضعت ملاك يدها على فمها الذي انفرج من هول المفاجئة نظرت على يمينها ويسارها قبل ان تصعد فهي تريد ان تبقى بقربه وتريد ان تحدثه بما حدث معها وما قالته داليا لها فتح لها ادهم لها الباب جلست جانبه قفز قلب ادهم فهو اول مرة يريد قرب احد
اغلق الشباك الفاصل بينه وبين السائق ليستطيع التحدث معها بأريحية سألته بخفوت
"هو احنا رايحين فين "
 
اقترب منها وقال بصوت اجش
"انتي عاوزه تروحي فين "
 
"انا بسأل بجد وخدني فين "
 
"الاسباب كتيرة عاوز اتكلم معاكي واتغدى معاكي واقعد شوية معاكي "
 
"طب مش عاوزة نتأخر عشان تيتة متقلقش عليا "
هز ادهم رأسه متفهماً
اخرجت ملاك هاتفها واتصلت بجدتها ووضعت اصبعها على فمها مشيرة لادهم بان لا يتحدث
 
"مساء الخير يا تيتة ازيك يا حبيبتي عاملة ايه ..... انا بس هتأخر شوية .... لأ متقلقيش عليا هيا اشوية عشان ....عشان.... اه عشان عندي بحث فالمكتبة فالجامعة وعاوزه اعمله والمكتبة زحمة وكده وانا اول ما هخلص هكلمك ..... تسلم ايدك يا حبيبتي انا مش هتأخر باي يا حبيبتي "
لاحظ ادهم ملامحها التي اكتست بالحزن اقترب منها
"مالك ايه الي زعلك "
 
نظرت لداخل عينيه وقالت بصدق
"اصلي اول مرة اكدب على تيتة انا بقيت بكدب كتير عليهم وبستغل انهم بصدقوني "
 
ربت على كتفها بحنان
"خلاص من هنا ورايح مش مضطرة انك تكدبي عليهم وفكي التكشيرة العسل دي حتى وانتي مكشرة عاوزة تتاكلي يلا وصلنا "
امسك ادهم يديها ودخل للمطعم الفاخر ولكنه كان خالي من الناس سار بها باتجاه الطاولة سحب لها الكرسي واجلسها جلس قبالتها كانت ملاك تتطلع الى المطعم باعحاب لاحظ ادهم ذلك
"ها عجبك المكان "
 
"اه حلو جداً بس ليه هو فاضي "
 
"عشان انا الي طلبت "
 
نظرت له ملاك بتعجب
"وصاحب المطعم رضيلك انك تكون لوحدك اصل انتا كده هتخسره "
ضحك ادهم عليها ومال عليها قائلاً بخفوت مصطنع
"اقولك كلمة سر .. اصل انا صاحب المطعم "
 
"بجد "
اماء لها ادهم بالايجاب وهمت ان تسأله سؤال اخر
ولكن قاطعها النادل الذي يحمل عدة صحون في يده ويتبعه الاخر وضعوا الاطباق على الطاولة
شهقت ملاك بدهشه فهذا طعامها المفضل
"هو انتا عرفت اني بحب الجمبري ازاي "
 
"بنفس الطريقة الي عرفت بيها لونك المفضل يلا عاوز الاطباق دي تتنسف فوراً "
 
جحظت بعيناها الرماديتان
"يا لهوي كل ده انا هاكلو لوحدي حد قالك عني فيل ده انتا جايب جمبري مشوي ومقلي وشوربة جمبري لأ كده كتير عليا انا هحاول اكل الي هقدر عليه وكمان تيتة عاملالي اكل يعني مش هقدر اتقل "
قالت جملتها الاخيرة بعبوس كالاطفال جعلته يود ان يلتهمها
 
ضحك ادهم على طفولتها
"خلاص كلي الي هتقدري عليه ولما تروحي البيت كلي الي تقدري عليه "
 
بدأت ملاك بالاكل بنهم فهي كانت تشعر بالجوع حقاً نظر لها ادهم بتعجب فكل الفتايات التي عرفهن كانن يهتمن بكل لقمة يأكلنها لكن هذه الصغيرة يبدو انها لاتهتم بأمور الرشاقة وما شابه كانت تأكل وتتلذذ وتمصمص اصابعها بعد كل لقمة مما جعل ادهم يزدرد لعابه فهذه الصغيرة تثيره بطريقه عجيبه لاحظت ملاك شرود ادهم
"هو انتا مش هتاكل معايا انتا مكلتش غير سلطة ونازل شرب ميه وبس "
 
"لأ انا ما بكلش الا سلطة والاكل الي شبه نيئ وبس "
 
امسكت ملاك قطعة صغيرة من الجمبري المشوي وقربتها من فمه
"هتاكل دي مني وما تقوليش ما ينفعش دي مشويه يعني مفيش دهون "
 
نظر لها ادهم بحب وفتح فمه ليدها والتهم القطعة منها وعض اصبع يدها شهقت ملاك فور شعورها لاسنانه القاسية على يديها وسحبت يدها بسرعة
"دي جزاتي اني بأكلك تعضني الحق عليا "
 
"انتي عاوزة تأكليني من الاكل ده يبقى تستحملي الي يحصل "
 
بعد عدة دقائق تتفست ملاك بصعوبة فهي اكلت حتى كادت بطنها تنفجر
"هقوم اغسل ايدي الحمام فين "
 
اشار لها بالاتجاه المناسب
وبعدة دقيقتان كانت تجلس مقابلة له
"مرسي على العزومة دي بجد انا عمري ما اكلت بشكل ده "
 
"هو انتي ما بتعمليش رجيم زي كل الستات ليه "
 
دهشت ملاك ونظرت لنفسها هل يراها سمينة
قالت بحزن
"هو انا تخينة لدرجة اني اعمل رجيم "
 
"لأ....لأ مش كده انا اصلي كل الستات الي شفتهم لما بياكلو بقيسو كام سعره فكل لقمة وبيعملو ورياضة وكده انتي لأ عشان كده سألت "
 
"لأ انا بعمل رجيم بس لما بحس انتي تخنت زيادة ،،،هو يعني لازم اخس " سألته وترقبت اجابته
 
"لأ متخسيش كده جسمك يجنن "
قالها بخبث ونظرات لعوب
اصطبغ وجهها بالحمرة القانية ولكن بسبب تغزله بها ليس بما كان يقصده
تنحنحت ملاك
"كنت عاوزة اقلك حاجة حصلت معايا النهاردة
بعد ما خلصت المحاضرة الاولى كان فاضل نص ساعة على المحاضرة التانية نزلت وقعدت فكافتريا الجامعة ولما كنت قاعدة لاقيت داليا جاية وقعدت معاية "
 
ادعى ادهم عدم العلم
"داليا وكانت بتعمل ايه فالجامعة عندك وقالت ايه"
 
"كانت جاية لوحدة صاحبتها وقالت يعني ان انتا
احم .... مش بتحبني وعندك عقدة نفسية من مامتك عشان ما كنتش بتحب باباك وانك قلت ان كل الستات خاينين وكانت عاوزة توريني حاجة على الموبايل بس انا سبتها وقمت وبس هو ده الي حصل "
 
ابتسم ادهم لها فهي لم تخبأ عنه شئ قالت له كل ما حدث
امسك يدها الموضوعة على الطاولة فسرت قشعريرة في سائر جسدها قال لها بنظرات تفيض حباً
"ملاك انا بحبك "
اغمضت ملاك عيناها وكأنه اغمى عليها هي تعرف انه يحبها ولكنها لم تتوقع ان يقولها
اخرجها من صدمتها
"ساكته ليه "
 
قالت بصوت مرتجف
"هقول ايه "
 
"واحد بقولك بحبك المفروص انك تقوليله ايه "
 
اخفضت رأسها فجرأتها لم تسعفها بقول هذه الكلمة اراد ادهم التسلية معها
"صحيح انتي النهاردة بعتيلي رسالة معلش النظارة مكنتش معايا اصل انا من كتر ما بقعد على اللابتوب وبقرأ ملفات نظري بقى ضعيف شوية عاوزك تقريهالي"
 
" لأ انا بس كنت بقولك اني فالمحاضرة ومش عارفة ارد وبس "
 
"لأ.. لأ .. لأ انا بحب اركز فكل التفاصيل عاوزك تقرهالي كلمة كلمة "
مد لها هاتفه لتقرأ الرسالة وشرعت بقرأتها ولم يصل لها نيته الخبيثة
 
"حبيبي .. انا اسفة انا فالمحاضرة مش هقدر ارد عليك دلوقتي لما اخرج هكلمك "
 
"كمان مرة وبس "
ضيقت ملاك حاحبيها
وكادت ان تقرأها ولكنها لاحظت كلمتها العفوية التي قالتها دون قصد احمرت خدودها فور تذكرها انه استطاع الضحاك عليها وجعلها تقولها بملئ ارادتها
عضت شفتيها بحرج وجالت بعيناها فالمكان حتى تتجنب نظراته المتفحصة
"احم ... انا عاوزة امشي اتأخرت على تيته "
 
امسك ادهم يدها الصغيرة وضمها داخل يده الغليظه
 
في داخل السيارة استدارت اليه واخرجت هاتفها وفتحته
"هي الصورة دي انتا جبتها منين "
لم يجيبها ادهم بل اخرج هاتفه واراها نفس الصورة
شهقت بدهشة واخذت تقارن بين الصورتين
"هو انتا جبتها ازاي "
 
"فمرة كنت جاي على مكتب امجد وكنتي قاعدة بترسمي وبتغني وانا صورتك من غير ما تاخدي بالك
تصدقي لو قلت لك انا من يوم ما فتحت الشركة دي ما دخلتش مكتب امجد بس لما كنتي فمكتبه كنت بتحجج بأي حاجة عشان اروح عنده "
 
لاحظ ادهم شرودها اقترب منها مكملاً بصوت اجش
" انتي عملتي فيا ايه بقيت مش على بعضي ببقى عاوز افضل جانبك مش عاوزك تغيبي عن عيني لما بتكوني قدامي ببقى ماسك نفسي بالعافية لقوم واكلك انتي سحرتيلي بقيت مش شايف غيرك ولا عاوز فالدنيا دي غيرك انتي بجد ملاك ونزلي من السما ليا لوحدي "
 
كانت ملاك مغيبة مغمضة عيناها كانها فوق سحابة تحلق في السماء فهذه اول مرة تسمع هذا الكلام من احد ارتجفت شفتيها من فرط التوتر عضت شفتيها لتتمالك نفسها اندلعت النار بداخل الجالس في جوارها اقترب منها قبلها جانب شفتيها قال بصوت خافت اجش مليئ بالرغبة
"افتحي بقك يا ملاكي "
افرجت ملاك بين شفتيها تلقائياً
ابتسم عليها فيبدو انه بستطيع ان يسيطر عليها في هذه النقطة
قبل شفتيها بهدوء ثم تحولت قبلته لشغف تناول شفتيها تارة يمتصها وتارة يعضها بلطف ادخل لسانه داخل فمها الكرزي الصغير مكتشفاً اياه كانا وكأنهم في عالم لوحدهم لايوجد به احد غيرهم كان يمتص شفتيها بنهم فطعمها الذ بكثير من الحلم ابتعد عنها بصعوبه فور شعوره بانها بحاجة للهواء شهقت ملاك بقوة وكأنها كانت ستغرق وضع جبينه على جبينه
وقبل ان يعاود قبلته وضعت ملاك يدها على فمها لتمنعه ابتسم ادهم على فعلتها قبل يدها ثم جبينها قائلاً بجانب اذنها
"انا اسف اني خلفت بوعدي واقربت قبل ما نتجوز بس والله مش قادر امسك نفسي عنك "
نظر لشفتيها التي انتفخت اثر عبثه
عضت شفتيها فور ان لاحظت نظراته مسلطة على شفتيها
"لو شفتك بتعضي شفايفك دي تاني هعتبر ان دي دعوة صريحة اني اعيد الي كنت بعمله من شوية "
اتبع جملتها بغمزة مشاكسة
 
"نزلني على اول الشارع مش هينفع توصلني للبيت "
 
هز رأسه متفهماً وقبل ان يجبها اتاه اتصال من امجد
"ايوه يا زفت .... اممم .....هما مش معادهم كان الاسبوع الي جاي ....... طيب جهز لهم دليل سياحي وابعته على الغردقة وقعدهم فالفندق الجديد وخليه يفسحهم لحد ما يزهقو .... مش هما الي جايين بدري عاوزين يعملو سياحية ..... بس الشغل هيبقى هنا فمصر مش فالغردقة ...... هو كده ان كان عاجبهم .....
اسمع الي بقلك عليه هما الي عاوزنا مش احنا الي عاوزنهم ..... تمام هات الورق معاك واسبقني على القصر انا اشوية وهكون هناك "
 
نظر اتجاه ملاك وجدها تنظر اليه بشرود اقترب منها
 
"حلو مش كده انا عارف نفسي "
 
" بس انا ماببصش عليك عشانك حلو "
 
" اُمَال بتبصي عليا عشان ايه "
  
"اصل انتا لما بتشتغل بتبقى بنآدم تاني خالص "
 
عقد حاجبيه بحيرة
"ازاي يعني مش فاهم "
 
"تبقى كده عصبي وكلمتك ما بتقبلش نقاش"
 
"الشغل عاوز كده لو كنت ضعيف مكنتش وصلت للي انا فيه دلوقتي "
ابتسمت له ملاك فهو يعجبها بكل حالاته لم ترى اجمل منه فهو وسيم جداً وخاصة عندما يبتسم يصبح اكثر وسامة افاقت من تأملها به عندما اوقف السائق السيارة على جانب الطريق قبل موقع بيتها بمسافة معقولة همت ان تفتح الباب لتنزل امسك ادهم يدها
"هتوحشيني "
 
لم تجيبه ونزلت من السيارة اتجهت للطريق المعاكس واكملت طريقها تحت نظاراته العاشقة
 
بعد قليل في قصر ادهم
نجد امجد يجلس على مقعد في حديقة القصر الواسعة
يمسك بعض الملفات وبجانبه يجلس ادهم يراجع الملفات ويوقعها وبعد الانتهاء يقف امجد للذهاب
 
"انا هخلي الورق معايا وبكره هبعته للمحاسب
اه صحيح هو انتا هتاخدني فين النهاردة عشان البس حاجة مناسبة للمكان الي رايحنو "
 
"امجد انتا معفن فأي حاجة تلبسها بس على العموم البس بدلة شيك وخلاص "
هم امجد بالذهاب ولكنه اقترب من ادهم قليلاً مدققاً في وجهه
"ايه بتبصلي كده ليه "
 
قال بغمزة
"هو انتا كنت فين "
 
"ملكش فيه "
 
اقترب منه امجد هامساً
"اصل المزة الي كنت معاها الروج بتاعها لسا على وشك"
 
هب ادهم واقفاً يمسح وجهه بيده بعشوائية مما جعل امجد ينخرط في نوبة ضحك اغضبت ادهم فتركه ودخل للداخل وفور دخوله لمكتبه توجه للمرآة الموجودة على الحائط فوجد بقايا احمر شفاه موجودة بجانب شفتيه لعقها بلسانه واغمض عينيه متذكر اً طعم شفتيها وارتجاف جسدها البض بين يديه ابتسم بانتشاء وتنهد فور تذكره للحرب التي ستدور بعد قليل فلن يكون الموضوع سهلاً
 
************************
 
بعد عدة ساعات
نجد ملاك تجلس بجانب جدتها بعد ان تناولت كمية ليست بقليلة من الحواوشي الاسكندراني التي عدته جدتها لها قالت وهي تضع يدها على بطنها التي اصبحت منتفخة
"اه ياني يا تيتة مش قادرة اتنفس في حد يعمل حواوشي بالطعامة دي "
قهقهت جدتها
"هو انتي يا بنتي اكلتي حاجة ده الاكل زي ما تحط زي ماتشال ده انتي يدوب كلتي كام حتة "
 
"هو انتي عوازاني اكل الطبق كله عشان اكون كلت انا مش قادرة اتنفس انا حاسة اني هفضل اسبوع من غير اكل "
 
قرع جرس الباب اثناء حديثهن
همت الجدة ان تقوم لتفتح الباب فوجدت ملاك تقوم قبلها
"خليكي يا تيتة انا هفتح خليني احرك البلونة دي "
مشيرة الى بطنها
 
فتحت الباب ولكنها صعقت مما رأت امامها رأت ادهم واقفاً بشموخ كعادته مرتدياً بدلته الكلاسيكية الفاخرة وبجانبه امجد الذي يحمل باقة الورد وعلبة من الشوكولاته الفاخرة فغرت فمها وجحظت عيناها بطريقة مضحكة بقيت على هذا الحال عدة ثواني قبل ان تهتف بسرعة
"ادهم متهزرش انتا جاي هنا تعمل ايه "
 
"مين الي على الباب يا ملوكة "
 
كان هذا صوت جدتها
 
قالت بصوت شبه مسموع
"ده... ده ....ده ....ده ولا حد يا تيته ....."
 
"اهلاً وسهلاً يا ادهم بيه اهلاً يا امجد بيه اتفضلو ا معلش هيا ملاك كده متعرفش تتصرف "
وقبل ان يسير ادهم خلف جدها دنا من اذنها
 
"حلوة اوي وانتي منكوشة يا حبيبتي
قهوتي سادة"
 
اكمل طريقه خلف امجد نظرت ملاك لنفسها فكانت ترتدي بنطال منولي مريح وكنزة رمادية اللون وشعرها اشعث قليلاً
 
"اعملي قهوة يا حاجة "
قالها الحاج حسن
 
اتجهت الحاجة فوزية لصنع القهوة وبقيت ملاك واقفة بجانب الباب تحاول الاستماع لما يدور في الداخل ولكن جدها اغلق الباب باحكام
 
"اهلاً وسهلاً نورتو البيت "
قالها الحاج حسن بوجه بشوش
 
"النور نورك يا عم حسن البيت منور بصحابه "
 
قالها امجد بابتسامة لاكزاً ادهم في الخفاء
وهمس في اذنه بصوت كاد مسموعاً
"هو انتا الي جاي تخطب ولا انا قول اي حاجة وبعدين نزل رجلك دي انتا مش فشركتك عيب "
 
دخلت الحاجة فوزية تحمل صينية القهوة ومعها بعض الحلوى وضعتها على الطاولة الصغيرة وانسحبت من الغرفة لتركهم على راحتهم
 
تنحنح ادهم وقال بصوت واثقاً
"انا عارف ان انتا مستغرب من الزيارة دي بس انا هدخل فالموضوع على طول
انا جاي اطلب ايد حفيدتك ملاك "
 
دهش الحاج حسن من طلبه فهو بالكاد يلقي التحية على موظفيه كيف يأتي الى هذه الحارة الشعبية البسيطة ويطلب يد حفيدته بقي على هذا الحال من التفكير حتى اتاه صوت امجد
"ها يا عم حسن قولت ايه انا مش عاوز اخرج من هنا الا وانا قاري فاتحة انا بقولك اهو "
 
"والله يا بني مش عارف اقولك ايه "
 
"قول الي انتا عايزه احنا فبيتك وجاهزين نسمعك "
 
"والله الرأي الاول والاخير لملاك هيا الي هتعيش معاه مش انا بس من واجبي أنصحها وهي حرة "
 
تهللت اسارير ادهم فظن انه ظفر بها حتى اتاه صوت جدها
"بس انا الي اعرفه ان البشمهندس ادهم نزواته ما بتخلصش وكل يوم مع وحدة وانا مرضاش ان حفيدتي الي طلعت بيها من الدنيا تبقى مجرد رقم وكمان انتا مش شايف انها صغيرة عليك شويه"
 
ضغط ادهم على فكيه محاولاً تمالك نفسه فلا يريد ان تندلع مشكلة مع جدها من اول مقابله
"لو اسمحت انتبه لكلامك وبعدين لو حفيدتك مجرد رقم فهي رقم واحد لانها اول وحدة انا ادخل بيتها واتقدم لها واظن انتا عارف الكلام ده كويس والنسبة لفرق السن لأ مش كبير ولا حاجة اهم حاجة الاتفاق والتفاهم وبعدين اسألها يمكن ما يكونش عندها اعتراض على الموضوع ده "
 
"خلاص كام يوم هاقولك قراري وقرارها "
 
"تمام انا هنتظر الكام يوم دول "
 
انتصب ادهم متجهاً للباب دون القاء التحية واتبعه امجد مغلقاً الباب خلفه اتجهت الحاجة فوزية وملاك لجدها لمعرفة سبب الزيارة
 
"ها يا حج مين البهوات دول وجايين ليه "
 
"دول ادهم بيه وامجد بيه صحاب الشركة الي بشتغل فيها وجايين يطلبو ايد ملاك "
قال جملته وهو ينظر لها وظهرت معالم التفاجئ على وجهها
 
"هو مين جاي يخطبها البشمهندس امجد ولا ابن عمه التاني ده "
 
"لأ يا حجة ابن عمه التاني مش عارف اعمل ايه
انتي ايه رأيك يا ملاك "
 
احمرت خدودها توتراً من نظرات جدها المتفحصة
"الي تشوفه يا جدو مش عارفة "
 
"هو ايه الي يخلي واحد زي ادهم يجي يخطب وحدة زيك يا ملاك "
 
قاطعته الحاجة فوزية تنهره بعنف
"هو انتا مش شايف جمالها وادبها ورقتها دي تعجب الملك "
 
هز الحاج حسن رأسه
"عموماً انا كمان يومين هقوله قراري الاخير بما ان ملاك معندهاش رأي "
 
ركضت ملاك لغرفتها لتحاول استيعاب ما حدث منذ قليل هل ادهم تقدم لها بالفعل هل جدها سيرفض ام سيقبل لا تعلم ماذا ستفعل ان رفض جدها فهي ليس لها القدرة ان تعترض فجدها في حياتها قبل ان تعرف ادهم حتى لو كانت تحبه بقيت تفكر حتى دلفت لها جدتها تحمل كوبين من الشاي
"جدك نام وانا قلت اجاي اشرب الشاي مع حبيبتي الي كبرت وبقى يجلها عرسان "
 
امسكت ملاك بكوبين الشاي ووضعتهم على الطاولة الصغيرة الموجودة بجانب سريرها
 
"ها يا حبيبتي قوليلي ايه رأيك في الي حصل من شوية وما تقوليش مش عارفة عشان بقالي كام يوم شايفة عنيكي الحلوة دي بتلمع "
عضت ملاك شفتيها خجلاً واخفضت رأسها قبل ان تتحدث
" بصي يا تيتة انا هقولك على كل حاجة "
واخذت تحدث جدتها ما حدث معها منذ اول مرة قابلت ادهم فيها دون ان تتطرق الى حركاته قليلة الادب وبعض الامور الاخرى
 
"وهو ده الي حصل كله انا عارفة اني غلطت لما خبيت عليكي وعلى جدو بس ما كنتش عارفة اقول حاجة لان جدو حظرني منه بس والله يا تيتة هو طيب وبيحبني وما زعلنيش ولا مرة "
 
"كبرتي يا ضنايا وبقيتي تعرفي الحب لو كان كويس ادعي انه يكون من نصيبك ولو كان وحش ادعي ربنا يشيل حبه من قلبك
يلا انا هسيبك تنامي ونكمل كلامنا بكرة "
 
"تيتة هو جدو هيقول رده لادهم امتى"
 
"بكرة الجمعة وبعده السبت اجازة اكيد يوم الاحد
يلا تصبحي على خير"
 
خرجت الحاجة فوزية ودلفت لغرفتها
"ها يا حاجة طمنيني قالتلك ايه "
 
"اصبر يا حج هقولك على كل حاجة
البنت بتحبه والواد بحبها وكانوا يعني متكلمين مع بعص بس متعرفش انه جاي يخطبها ،، ياه يا حج لو شفت عنيها وهي بتلمع ازاي لما كانت بتتكلم عنه فكرتني بعنيين مامتها الله يرحمها بس ما عرفتش انتا رأيك ايه "
 
تنهد الحاج حسن
"والله مش عارف يا حاجة الراجل مقتدر وعنده فلوس تكفي مصر كلها والي عارفة ومتأكد منه انه هيعيش البنت عيشة تانية غير دي هيجبلها نجوم السما لو طلبت بس ...."
 
"بس ايه يا حج بتاع ستات مهو خلاص هيتجوز وبعدين مش انتا بتقول عمره ما ارتبط بوحده رسمي وكل الي يعرفهم يوم ولا يومين وخلاص يبقى انتا تكلمو وتحط شروط عليه عشان نضمنه "
 
"ما هو ده الي كنت عايز اقوله الراجل ايده طايلة ولو معنا ميه ضمان منقدرش نقف قصاده مش عارف افكر خايف اوافق اظلمها معاه وخايف ارفض برضو اظلمها لانها بتحبه "
 
"بص هو لو بحبها بجد اكيد مش هيزعلها وهيحطها جوى عنيه "
 
"هو احنا ازاي هنتأكد يا حاجة "
 
"انا عندي الحل اسمع هقولك ايه ......... "
بعد مرور اليومين
صباحاً في الشركة نجد الحاج حسن يجلس في مكتب ادهم ومعهم امجد
 
"ها يا حج حسن طمنا ايه رأيك فموضوع ادهم وملاك"
قالها امجد وهو يطالع ادهم الذي بدى عليه التوتر
" انا موافق "
 
ابتسم ادهم حتى بانت اسنانه الؤلؤية فاقترب ان يمتلك حبيبته
 
"بس انا ليا شرطين "
 
"وانا جاهز لكل الي تطلبه حضرتك ومستعد اكتبلها مؤخر يضمن حقها من مليون لمية لو تحب "
قالها ادهم بثقة معتاد عليها فالحديث مع الاخرين
 
"بس احنا مش عاوزين مؤخر كبير ،، حفيدتي زيها زي اي بنت فمنطقتنا حتى لو هتتجوز واحد زي حضرتك "
ضيق ادهم حاجبيه مستغرباً
 
"امال ايه شروطك "
 
"اول حاجة ملاك تكمل تعليمها يعني حتى لو اتجوزتو وخلفتو عاوزها تكمل تعليمها وعاوزك انتا الي تشجعها ده حلمها وحلم وابوها من قبلها "
 
"وانا عاوز ده عاوز يبقالها مستقبل وكرير ليها خاص بيها والشرط التاني "
 
"عاوزك تثبتلي انك بتحبها مش عجباك وخلاص "
 
"ازاي يعني مش فاهم هو في اثبات اني عاوز اتجوزها واديها اسمي وتبقى ام عيالي "
"اه في" 
"الي هو ازاي بقى "
 
"عاوزك تيجي تعيش عندنا فالمنطقة شهرين عاوز اشوف هتقدر تتحمل العيشة الي ملاك عشتها ولا لأ تكون ملاك خلصت 19 ودخلت 20 وتتجوزو
قلت ايه"
 
قال امجد
"بس يا عم حسن.......... "
 
قاطعه ادهم
"لو ده هيثبتلك اني بحبها فأنا جاهز انا اصلاً كنت شاري الشقة بتاعة الاستاذ عماد وكنت ناوي اكتبها باسم ملاك بس كنت مستني الوقت المناسب وانا من النهاردة هسكن عندك "
 
نظر الحاج حسن لامجد
"تشهد على الكلام ده يا بشمهندس امجد دي امانة فرقبتك "
 
"اشهد واضمن يا عم حسن على كل الكلام ده وملاك من النهاردة اختي "
 
"خلاص انا النهاردة هاجي انا وامجد وطنط سلوى مامه امجد انا اهلي كلهم متوفيين هنجيب الشبكة والدبل ونقرا الفاتحة ونكتب الكتاب وبعد شهرين الدخلة "
 
"وانا مواقف مستنيكم النهاردة بالليل "
 
جلس امجد امام ادهم بعد انصراف الحاج حسن
"هو انتا بجد هتسكن عندهم "
"ايوة لو ده هيثبت اني بحبها هسكن عندهم شهرين وهيبقو احلى شهرين ممكن اقضيهم فحياتي "
قالها وابتسامة لعوب تزين وجهه
 
"هو انتا ناوي على ايه "
ارفق جملته بغمزته المشاكسة المعتادة
 
"ناوي على كل خير طبعاً ،،
 
اتصل بمامتك بلغها تجهز نفسها وقولها متقلش حاجة قدام حد مش ناقص فريال وبنتها خلي الواحد يفضل مبسوط ورايق "
 
******************
 
مساءً في منزل ملاك
نجدها تفتح الباب لادهم وعائلته كانت ترتدي تنورة سوداء قصيرة ذو حزام عريض على الخصر وقميص بني منقط بالاسود ذو ربطة على العنق وحذاء مغلق اسود ذو رقبة قصيرة وكعب متوسط الارتفاع
اعطاها ادهم باقة الورد الحمراء الجميلة كانت طلته رائعة بحلته السوداء المعتادة دلف للداخل وبعده ام امجد وبعده امجد
 
جلسو جميعاً في الصالون
دلفت ملاك تحمل في يدها صينية عليها العصير
قدمته للجميع وجلست بجانب جدتها شدت تنورتها للاسفل التي ارتفعت قليلاً بسبب جلوسها
 
"ما شاء الله عروستك زي القمر يا ادهم "
 
قال امجد مشاكساً
"اه والله يا ماما معاكي حق دي خسارة فيه "
نظر له ادهم نظرة اسكتته
"معلش يا جماعة ابني بيحب يهزر ويرخم على ادهم بس ادهم مفيش منه مش هتلاقي حد احن ولا اطيب من قلبه "
 
لكز امجد امه في الخفاء
"ابوس ايدك بلاش كدب هو انتي مش شايفة تكشيرته الي مش عاوزه تتفك حتى وهو بيتجوز عشان كده ادخلي فالموضوع بسرعة "
 
تنحنحت سلوى
"احنا النهاردة جايين عشان نخطب القمر دي لابني ادهم "
 
قال الحاج حسن
"واحنا موافقين "
 
"يبقى خلاص خلينا نقرأ الفاتحة "
قالتها السيدة سلوى وهي تنظر لملاك باعجاب
 
قرأ الجميع الفاتحة تحت نظرات ادهم لملاك التي اربكتها وزادت من توترها وجاء المؤذون وكتب الكتاب واصبحت زوجته شرعاً تبادلو المباركات مع الجميع
 
"يلا يا ادهم لبس عروستك المحابس " قالتها سلوى
اخرج ادهم من العلبة خاتم الماس مزدوج رائع
 
امسك يديها الناعمتين والبسهما في بنصرها وقبل يدها ثم اخرج دبلته واعطاها لملاك لتلبسه له
امسكت يديه بيدين مرتجفتين ووضعتها في اصبعه
 
ثم اخرج علبه قطيفة مخملية بها طقم الماس جميل جداً 
البسها شبكتها ثم قبل جبينها همست ملاك بخفوت
"بس كده كتير كفاية الخاتم "
ابتسم لها
ثم اخرج علبة اخرى وبها طقم الماس لا يقل جمال عن سابقه
 
"ده هدية مني ليكي "
 
"بس كده كتير انا مش عاوزه كل ده "
قالتها بصدق وهي تنظر لعيناه
 
ابتسم وجذب علبه اخرى وبها قطم الماس بنفس مواصفات الاطقم السابقة ولكنه ذو طابع قديم قليلاً
"ده بقى غير كل الي فات ده من مامتي كانت ناوية تديه لمراتي بس ماتت قبل اليوم ده ... الله يرحمها "
 
ابتسمت ملاك له بحب
اقتربت منها والدة امجد وهي تمد لها عقد الماس رائع
 
"والله يا بنتي انا ماكنتش اعرف كنت جبت حاجة اكبر بس اعمل ايه محدش بلغني ان شاء الله فالفرح اجيبلك حاجة احلى بكتير "
 
لكزت الحاجة فوزية كتف زوجها وقالت بخفوت
"هو ايه العيلة دي كل هداياها الماظ وتقلك مش قد المقام "
 
"الناس الي زي دي الحاجات الي بملايين متجيش حاجة بالنسبة الهم "
 
جلسوا قليلاً قبل ان يغادر الجميع اتجهت ملاك مع ادهم لباب الشقه دنا من اذنها قليلاً
"مبروك يا ملاكي "
 
ارتبكت ملاك واجابته بخفوت
 
"الله يبارك فيك .. تصبح على خير "
 
واغلقت الباب سريعاً
دلف ادهم لشقته الجديدة فهو امر رجاله بتنظيفها وفرشها وجدها لا بأس بها ولكنها صغيرة جداً بالنسبة للقصر الذي كان يعيش فيه
  
دلف لداخل غرفة النوم وخلع ملابسه ودخل للحمام لينعم بحمام دافئ خرج بعد قليل يلف منشفة كبيرة سوداء على خصره ومنشفة موضوعة على رقبته ينشف بها شعره المبلل ارتدى بنطال قطني رمادي اللون وبقي عاري الصدر تسطح على سريره الجديد حاول النوم ولكنه فشل خرج لشرفة غرفته وجلس على الكرسي الموجود واخذ يدخن بشراهة لحظات وانتبه لوقوف ملاك فالشرفة الملاصقة لشرفته لم يتوقع ان الحظ سيخدمه ويجعل شرفته ملتصقة بشرفتها اقترب منها بهدوء وجدها تتأمل الخاتم الموجود في يدها تارة تبتسم وتارة تقبل الخاتم اقترب منها ودنا هامساً في اذنها
"للدرجة دي مبسوطة بالخطوبه "
 
شهقت ملاك بفزع واضعة يدها على قلبها لتهدأتها
"حرام عليك يا ادهم خضتني "
 
وما ان هدأت حتى اصطبغ وجهها بالحمرة فور ملاحظته انه عاري الصدر استدارت واولته ظهرها
"انتا ايه الي عاملة ده ادخل البس حاجة مينفعش الي انتا بتعمله "
 
ابتسم ادهم على خجلها ودخل ادهم وارتدى تشيرت وخرج لها مرة اخرى
" كويس كده "
 
هزت رأسها بالايجاب
 
"ها الخاتم عاجبك "
نظرت للخاتم بحب
"ده تحفة عحبني جداً لدرجة اني مش عاوزة ابطل ابص عليه "
 
"انا حاولت اجيب حاجة بسيطة عشان عارفك بتحبي البساطة "
 
"هو انتا بجد هتسكن هنا شهرين "
 
"ايوة وفيها ايه دي "
 
"لأ مفيش بس هنا غير المكان الي كنت عايش فيه "
 
"لو ده يثبت لجدك اني بحبك مستعد اسكن هنا العمر كله بس على فكرة المكان مش بطال "
 
صمتت قليلاً قبل ان تهتف
 
"هو انتا ليه ما نمتش لغاية دلوقتي "
 
"معرفتش انام وحبيبتي ومراتي بيني وبينها بس حيطة ومش عارف اخدها فحضني وبعدين انتي ليه مانمتيش لغاية دلوقتي "
 
"اصلي لما ببقى مبسوطة ما بعرفش انام "
قالتها والابتسامة تزين ثغرها
 
"يعني انتي مبسوطة عشان اتخطبنا "
هزت رأسها بالايجاب
نظر للكوب الموجود في يدها اخذه منها دون اذنها
ووضع شفتاه مكان شفتاه
"النسكافيه بتاعك حلو اوي زيك بالضبط "
 
"خلاص وقت ما تحب قولي وانا اعملك زيه "
 
وضعت ملاك يدها تحت ذقنها واخذت تتأمله فالتيشرت الذي يرتديها اظهرت عضلات صدره المتصلبة وشعره الاشعث غير المهندم عضلات ذراعيه التي كادت ان تمزق التيشرت
التفت اليها ادهم ولاحظ شرودها
اقترب منها حتى اختلطت انفاسهم
"سرحانة فأيه "
  
قالت وهي ما زالت في شرودها
"هو انتا بتعرف تشيل لكام كيلو "
 
قال بصوت هادئ حتى تبقى في شرودها
"لغاية 200 لو تحبي"
 
"يعني هتعرف تشلني "
 
ابتسم ادهم وقفز لشرفتها ووضع يد خلف ركبتيها ويده الاخرى خلف ظهرها وحملها بخفة فهي خفيفة جداً
فاقت ملاك من شرودها وهي بين ذراعيه اخذت تحرك قدميها
"ادهم ايه الي انتا بتعمله نزلني لحد يشوفنا "
 
"محدش له حاجة عندي مراتي وحر فيها "
 
"ادهم نزلني لو تيتة وجدو شافونا هيزعلو مني اوي "
 
انزلها ادهم ارضاً ووضع يداه على خصرها وقبل جبينها
شعر بيدها الرقيقة على صدره العريض
"ادهم امشي عشان خاطري والنبي مش عاوزة جدو او تيتة يشفوك هنا "
 
انصاع ادهم لطلبها مجبراً حتى لا يسبب لها احراج
تنحنحت ملاك
"ادهم هو ايه اسم مامتك "
عقد ادهم حاجبيه من سؤالها
 
" مامتي اسمها سيلين .. بتسألي ليه "
 
"ابداً كنت حابة اعرف بس اسمها حلو جداً "
 
"وانتي بقى اسم مامتك ايه "
 
"اسم مامي فدوى "
 
"هو امك مصرية"
 
"اه طبعاً مصرية بتسأل ليه "
 
"اصل ملامح وشك اجنبية "
 
"انا هفهمك اصل تيتة ام مامتي من روسيا وجت مصر سياحة وشافت جدو ابو مامتي لأنه كان بيشتغل دليل سياحي وحبو بعض واتجوزو "
 
بدت شهية جداً وهي تتحدث لو يظل هكذا يستمع اليها لساعات لن يمل منها كان يود ان يحملها ويأخذها لسريره لتصبح زوجته قولاً وفعلاً زفر بقوة محاولاً تمالك نفسه فالفكره نفسها تثيره
"انا بقول ندخل ننام عشان ثانية كمان ومش هسيبك "
 
"تصبح على خير ..عاوز حاجة قبل ما انام "
 
"اه عاوز "
 
"عاوز ايه"
 
اقترب منها وقال
"عاوزك تقوليلي بحبك يا ادهم "
 
اخفضت ملاك رأسها واقتربت من اذنه قائلة بصوتها الناعم
"بحبك يا ادهم "
وفرت هاربة من الشرفة عض ادهم شفتيه غيظاً فبعد هذه الجملة كان يود ان يلتقط شفتيها الناعمتين ولكنها هربت عاد لغرفته ودثر نفسه بالغطاء حاول النوم كثيراً ولكن صوت انفاسها في اذنه لم يساعد الموضوع عليه وقولها لكلمة بحبك بهذه الرقة جعلته يجن قفز من سريره متجهاً الى شرفتها وما ان دلف الى غرفتها حتى اندلعت النيران داخله فكانت ترتدي بيجامة نوم قصيرة وانحصرت للاعلى فكشفت عن فخذيها الناعمتين وهذا الغطاء اللعين يبدو وكأنه اتفق عليه فهو الاخر وقع من على جسدها اخذ يمتم
  
"انا ايه الي جابني هنا كلمة بحبك اهون بكتير من الي شايفه ده اعمل ايه بس "
 
اقترب منها فوجدها تغط في نومٍ عميق اغلق الباب بالمفتاح بهدوء خوفاً من مجيئ جدها او جدتها فجأة اقترب من سريرها ودس نفسه في جوارها رفع رأسها بهدوء ووضعه على صدره تململت في نومتها قليلاً ثم عادت لثباتها مرة اخرى ولكنها فعلت شئ جعله يكاد يفقد اخر ذرة تحمل وضعت قدمها على قدماه حاول ادهم تنظيم انفاسه قليلاً ليسيطر على نفسه جذب الغطاء عليهما واحتضنها بتملك ابتسم على افكاره المجنونه
 
"اهو كده احسن من بلاش "
قالها بصوت خافت
 
صباحاً
استيقظ ادهم على صوت ضوضاء واصوات باعة متجولون واصوات ابواق السيارات واغاني شعبية قضب حاجبيه بانزعاج ثم تذكر مكان وجوده وما ان فتح عيناه حتى كاد يجن من جمال المنظر فحبيبته نائمة على صدره وشعرها الحريري متناثر حولها رموشها الجميلة الكثيفة وخدودها الحمراء اثر النوم وفمها الكرزي الصغير اقترب منها واخذ قبله خاطفة حتى لا تستيقظ اميرته النائمة وضعها بهدوء على الوسادة وانسحب من غرفتها عائداً الى شقته
 
بعد قليل استيقظت ملاك واحست ببرودة فراشها وكانت تشم رائحته في غرفتها ولكنها كذبت نفسها جلبت هاتفها لترى الساعة فوجدتها السابعة والنصف
ابدلت ملابسها وقبل ان تخرج صدح هاتفها باتصال ادهم
"صباح الخير "
قالتها بصوتها الرقيق
 
جاءها صوت ادهم الاجش
"صباح الفل والعسل والياسمين ... عاملة ايه "
 
"كويسة الحمد لله وانتا عامل ايه نمت كويس"
تذكر ادهم ليلته
"تصدقي لو قلتلك اني عمري ما نمت كويس كده"
قضبت ملاك حاجبيها بعدم تصديق فصوت ضوضاء حارتهم تزعج جداً ولكنها اجابت باقتضاب
"طيب كويس ... فطرت "
 
"لأ انا مفطرش بس بشرب قهوة "
 
"طيب انا هعمل فطار تيجي تفطر معايا انا وتيتة"
 
"خلاص قبل ما انزل الشغل هعدي عليكي افطر معاكي"
 
اغلقت ملاك وخرجت وجدت البيت هادئاً ضيقت بين حاجبيها المرسومان واخذت تبحث عن جدتها فوجدتها قد وضعت الفطور على الطاولة و عادت لتكمل نوم ابتسمت ملاك على جدتها فاصبحت بسبب ادويتها الكثيرة تنام كثيراً
 
اتجهت ملاك لتعد كوبين من النسكافيه واحد لها والاخر لادهم عادت لغرفتها ارتدت بيجامة منزلية باللون الاسود متكونة من بنطال وبلوزة كم طويل وعليها جاكيت رقيق وارتدت خفها المنزلي على شكل قطة ورفعت شعرها على شكل كعكة فوضوية وتركت بعض الخصلات الشاردة على جبهتها وعنقها 
في شقة ادهم 
نجده يخرج من الغرفة التي خصصها لاجهزة الرياضة
كان يرتدي تيشرت ابيض وشورت اسود وحذاء رياضي
من اللونين واضعاً منشفة صغيرة على رقبته يمسح بها عرقه الذي تصبب منه كان متجهاً ليأخذ حماماً ولكنه اتجه للباب فور سماعه لجرس الباب وجد ملاك تنظر له بتفحص فكان مظهره جميل قضمت شفتيها فهذه عادتها رفع ابهامه ليحرر شفتيها من وطأة اسنانها وخطف قبلة سريعة احمرت خدودها بسبب فعلته دنا منها وقال بجانب اذنها
 
"انا قلتلك قبل كده  لو شفتك بتعضي شفايفك دي تاني هعتبر ان دي دعوة صريحة منك اني ابوسهم "
 
اخفضت ملاك رأسها خجلاً ثم قالت بخفوت وهي تحاول ان لا تجعل عيناها تلتقي بعيناه
"انا جهزت الفطار غير هدومك وتعالا "
ولم تعطيه مجال للرد وفرت مسرعه من امامه
 
وبعد قرابة النصف ساعة كان يجلس معها على طاوله السفرة الموجود عليها بعض الاصناف كالجبن ومربى الفراولة الذي تحبه ملاك والبيض المسلوق وشرائح اللانشون واصناف اخرى وضعتها ملاك لتجعلها سفرة جميلة تناولت شريحة من الخبز دهنت عليه المربى وقربته من ادهم جذبها من يدها وقربها من فمها التقطت جزء منها وانزلتها ولكنه بقي بجانب شفتيها قليل من المربى كان يود ان يلعقها بلسان ولكن وجود جدتها معهم في المنزل لم يساعده على ذلك شرب ادهم من كوب النسكافيه الذي عدته له ملاك انتصب متجهاً للباب ثم التفت اليها متسائلاً
"هو انتي مش رايحة الجامعة "
 
"لأ انا النهاردة معنديش جامعة "
 
دنا منها وقبل جبينها واتجه لعمله
صباحاً
نجد ملاك تدلف الى الشركة والابتسامة لم تفارق وجهها الجميل كانت ترتدي
استقلت المصعد ووصلت لمكتب ادهم واتجهت لتفتح باب مكتبه حتى اندفعت نحوها السكرتيرة سالي 
"هي وكالة من غير بواب داخله كده ولا كأنها شركتك "
لم تجيبها ملاك استدرات لتدخل فسحبتها سالي بقوة للخلف حتى كادت ان تقع لولا انها استندت على المكتب الموجود خلفها صرخت سالي بقوة
"انا هطلبك الامن هخليهم يرموكي برا " 
اتجهت ملاك نحوها وقد بدا على وجهها الغضب وقبل ان تجيبها فتح ادهم الباب
"في ايه ...ايه الي بيحصل هنا .." 
وما ان رأته ملاك حتى اندفعت نحوه واحتضنته اصطبغ وجهها بالحمرة من فعلتها الجريئة ولكنها فعلتها لاغاظة تلك الوقحة سالي ابتسم ادهم على فعلتها بقربها يسعده كثيراً لف يداه حولها بتملك 
اما سالي فكادت ان تفقد علقها من هذا المشهد مديرها يحتضن فتاة امامها 
قالت ملاك بدلع لائق على شخصيتها الرقيقة جاهدت فيه ان تجعل صوتها طبيعي
"شفت يا ادهم سكرتيرتك الوحشة مش عاوزاني اقابلك وزقتي وكنت هقع واتعور "
قالتها ومدت شفتيها للامام بعبوس كالاطفال
كان ادهم يود ان يلتهمها فبدت شهية بهذا الدلع
ولكنه صوب نظراته النارية نحو سالي التي كانت تنظر
لما يحدث امامها بعدم فهم
زمجر ادهم بقوة
"انتي ازاي تعملي كده انتي اتجننتي " 
"والله يا مستر ادهم ان حاولت امنعها انها تدخل لأن ده النظام ممنوع ان اي يحد يدخل لحضرتك بدون معاد و.... "
قاطعها ادهم بقوة
"اعتذري "
 
"انا اسفة "
قالتها سالي بامتعاض
 
وقبل ان يجذب ادهم ملاك للداخل
قالت ملاك بصوت رقيق موجهة كلامها لادهم قصدت به اغاظة سالي
"هو انتا يا حبيبي مقولتش لسالي ان احنا اتجوزنا"
 
ضحك ادهم على صغيرته فيبدو انها لن تكون سهلة
"لأ يا حبيبتي مكانش فيه مناسبة... وجه كلامه لسالي الواقفة كالبلهاء .احنا فعلاً كتبنا الكتاب من كام يوم وفرحنا كمان شهرين " 
وسحب ملاك ودلف للداخل
اقفل الباب بالمفتاح نظرت ملاك له بتوجس
"هو انتا قفلت الباب ليه سيبه مفتوح "
قالتها بصوت مرتجف
 
احاط ادهم وجهها الصغير بيديه الغليظتين
وقال بخفوت
"اوعي فيوم تخافي مني ان مستحيل اذيكي
وبعدين انا قفلت الباب عشان في عندي ابن عم غلس وما بيعرفش يدق الباب بيدخل على طول وانا عاوز اخد راحتي معاكي "
 
جلس على كرسيه ورفع ملاك عن الارض لتجلس على طاولة مكتبه ابتسمت ملاك بخجل على فعلته كان يعمل على اللابتوب وينظر اليها قالت بخفوت
"لو مشغول ان ممكن اروح عند مها لحد ما تخلص شغلك "
 
"لأ يا حبيبتي انا بس هبعت كام ايميل وخلاص "
 
في الخارج نجد سالي تتحدث في هاتفها بخفوت
"ايوة يا داليا هانم "
 
"خير في جديد"
 
"في بس مش عارفة هيعجبك ولا لأ "
 
"قولي على طول هو انتي هتصاحبيني "
 
امتعض وجه سالي من عجرفة داليا وقالت بتشفي وشماتة
"اصلي عاوزة اقولك ان مستر ادهم كتب كتابه على البنت الي اسمها ملاك وفرحهم كمان شهرين "
 
صعقت داليا من هول ما سمعت
"انتي اتجننتي ايه الي بتقوليه ده الكلام ده مستحيل ادهم مستحيل يتجوز غيري "
 
"والله يا هانم هو الي قال كده وبعدين دي لابسة فأيدها خاتم الماس يجي تمنه بتاع 3 مليون جنيه
وهو كمان لابس فأيده دبلة "
 
اغلقت داليا الهاتف والقته على الكرسي في جانبها وضربت مقود السيارة بعنف وقالت بهستريا
 
"هقتلها والله لأقتلها انا بس الي اتجوز ادهم
والجربوعة دي هعرف ازاي امحيها من سجل الاحياء خالص "
 
شغلت سيارتها وانطلقت وهي تتوعد لملاك 
عودة لمكتب ادهم
اغلق حاسوبه وحرك كرسيه ليصل قبالة ملاك الجالسة على طاولة مكتبه ربع يداه على فخذيها الشئ الذي جعلها تنتفض وخدودها اصبحت كحبات الطماطم
ابتسم ادهم عليها وقال بمكر
"هو انتي مش هتبطلي كسوف انا كده ممكن اتهور واعمل حاجات هموت واعملها "
 
نظرت له ملاك ببرائة غير مصطنعة
"حاجات زي ايه الي هتموت وتعملها "
 
اندلعت داخل ادهم نار مستعرة فور تخيله لتلك الاشياء
وقف ودنا منها قليلاً وهتف بخبث
"انا لو قولتلك على اصغر حاجة عاوز اعملها فيكي
مش عارف هتعملي ايه بس انتي ممكن تصبري جوزك حبيبك بأي حاجة "  
"اصبرك ازاي مش فاهمة "
قالتها ببلاهة
 
اقترب منها واصبح لا يفصل بينهم سوى بضع انشات
"زي كده مثلاً " 
انقض على شفتيها مقبلاً اياها بقوة واضعاً يده خلف رأسها مقرباً اياها اليه ليتعمق اكثر في قبلته امتص شفتيها تارة بلطف وتارة بعنف ادخل لسانه داخل فمها الصغير متذوقاً شهد شفتيها احس انها تبادله بخجل مفتقد للخبرة ضمها اليه ليشعرها بالامان ليجعلها تبادله اكثر انجرفت ملاك معه في هذه الدوامة الجديدة عليها
فهي تكتشف مشاعر كانت موجودة داخلها لم تعلمها من قبل افاقت على يداه التي وصلت الى ازرار قميصها
وضعت يدها على صدره الصلب لتدفعه عنها ابتعد لاهثاً من فرط رغبته وضعت ملاك يدها على قميصها لتعيده كما كان قبل ان يعبث به هذا المجنون اصبح وجهها شديد الاحمرار وشفتيها المنتفختان من امتصاصه لهما نظر لها ادهم برغبة
"انا اسف كان المفروض اني متهورش واعمل كده بس انتي مش عارفة عملتي فيا ايه بقيت عاوزك تبقي مراتي النهاردة قبل بكرة وبرائتك وقلة فهمك في الحاجات دي بتخليني هتجنن عليكي "
 
اخفضت ملاك رأسها خجلاً فهي لا تعرف كيف انصاعت لمشاعرها كان يجب عليها ان لا تبادله وضع ادهم اصبعه تحت ذقنها رافعاً رأسها ليصبح وجهها قبالة وجهه قال بصوت هادئ
" متتكسفيش انتي معملتيش حاجة غلط انا دلوقتي جوزك وانتي مراتي يعني يطلع لينا نعمل اكتر من كده فعاوزك تحاولي تبطلي كسوف مني اوكي "
 
هزت رأسها بالايجاب ابتسم ادهم
وقال بهدوء ممزوج بحب
"ادخلي اغسلي وشك عشان لو فضل احمر كده انا هعيد الي كنت بعمله "
قفزت ملاك من على الطاوله متجه للحمام الملحق بمكتبه ابتسم عليها فهي طفلة صغيرة بجسد فتاة
 
خرجت ملاك بعد قليل وقد خف الاحمرار قليلاً
امسك ادهم يدها وجذبها نحوه واضعاً يده على خصرها مستنداً بكتفه على زجاج مكتبه المطل على
واجه الشركة ومدخلها قال مشاكساً
"انتي عارفة اني كنت براقبك من هنا لما كنتي بتقعدي فالكافتيريا مع جدك ومها "
تطلعت ملاك له وهي تبتسم بدهشة هل كان يراقبها حقاً قالت بخفوت
"بجد كنت بتراقبني ازاي المكان بعيد ومش واضح ازاي كنت تشوفني "
 
اتجه ادهم الى احد الادراج وجذب المنظار وعاد لها
"كنت براقبك بده "
 
"ده منظار صح "
هز ادهم رأسه ايجاباً
وضعت ملاك المنظار على عيناها وشهقت بذعر
"المكان قريب اوي انتا كنت بتشوفني قريب كده "
 
"اه كنت بشوفك كده وكمان كنت بستناكي هنا لحد ما تدخلي الشركة "
نظرت اليه ملاك بعينان لامعتان بحب هل كان يحبها مثل ما تحبه
افاقت على اتصال هاتف مكتبه
"ايوة يا سالي ... امتعض وجه ملاك الطفولي من ذكر اسمها خطر في عقلها الصغير فكرة ستجربها لن تخسر شيئاً اما تنجح او تفشل ..انتبهت الى صوت ادهم
"خلاص لما يوصلو بلغي امجد وخليهم يستنوني فغرفة الاجتماعات " 
هتفت ملاك بصوتها الناعم
"عندك اجتماع دلوقتي "
 
"لأ لسا كمان نص ساعة يعني لسا مش هتهربي دلوقتي"
 
اقتربت منه ملاك بخجل ووضعت يداها على كتفيه العريضين وقالت بدلع جعل ادهم يكاد يفقد اخر ذرة تحمل لديه
"هو لو حبيبتك ملوكتك طلبت طلب صغنن قد كده هتعمل ايه "
 
"هعمل لحبيبتي ملوكتي كل الي هي عاوزاه "
قالها بصوت لاهث محاولاً تمالك نفسه
"عاوزاك تطرد السكرتيرة المعفنة الي برا دي
او انك تنقلها وهات وحدة تكون محترمة عن كده شوية وياريت تكون محجبة"
 
ضحك ادهم عليها ثم قال بمكر فهو لن يفوت هذه الفرصة وسيستغلها فصغيرته سذاجتها وبرائتها لن تجعلها تعارض
"طيب لو نفذت الي قولتي عليه ونقلتها وجبت سكرتيرة تانية انا ليا ايه عندك "
 
اتسعت ابتسامة ملاك وقالت بحماس
"ليك الي انتا عاوزه انتا تأمر وانا انفذ "
 
اقترب منها وقال في اذنها شئ جعلها ترتجف خجلاً
فاصبحت كحبة الطماطم
ابتعدت عنه قائلة
"لأ طبعاً مش موافقة ايه الي انتا بتقوله ده "
 
اولته ظهرها وسارت باتجاه الحائط الزجاجي
متمتمة "قليل ادب"
 
اجابها من الخلف
"سمعتك يا ام لسان عاوز ....... "
ولم يكمل جملته اتجه نحوها واحتضنها من الخلف استند بذقنه على كتفها محاوطاً خصرها بيديه
"وفيها ايه لما مراتي تعمل الحاجة دي عشان خاطر جوزها حبيبها "
 
استدارت وقالت بقوة
"لأ فيها يا ادهم انتي عاوزني اخليك تم....."
بترت جملتها فور ادراكها ما كانت ستتفوه به
 
قال ادهم بحزن مصطنع يعلم جيداً انه سؤثر بها
 
"خلاص انا مكنتش اعرف انك هتزعلي من الطلب ده بس انا هنفذ طلب مراتي حبيبتي "
 
ثم رفع سماعة الهاتف متصلاً باحد
" ايوة يا امجد عاوزك تبلغ ادارة شؤون الموظفين اني قررت انقل السكرتيرة سالي لقسم الاستقبال وتعلن اني عاوز سكرتيرة جديدة تكون محجبة "
 
نظرت ملاك لادهم بندم فهو نفذ رغبتها دون مقابل واما هي رفضت ان تعطيه شئ طلبه مع انه زوجها تقدمت منه وكادت عيناها تدمع من خجلها وقالت بخفوت
"متزعلش مني انا بس .... مكسوفة اعمل كده بس هحاول عشان خاطرك "
 
ابتسم ادهم على نجاح خطته فصغيرته يسهل الضحاك عليها .. اقترب منها وهمس في اذنها
 
"خلاص النهاردة بالليل هنتكلم فالموضوع "
 
هزت ملاك رأسها بخجل فهي لا تدري كيف ستفعل هذا الشئ
 
اقترب منها ادهم مقبلاً شفتيها قبلة خاطفة
"يلا يا حبيبتي انا لازم احضر الاجتماع وانتي لو تحبي استنيني هنا او روحي عند مها "
 
"لأ انا هروح عند مها اشوية وبعد كده هرجع البيت عندي مذاكرة "
 
"طيب يا حبيبتي خلي السواق يوصلك "
 
قبل رأسها وسار بها باتجاه الباب وقفت ملاك قبالة سالي وقالت بتشفي
"عاوزة اقولك حاجة اصل ادهم نقلك يعني من بكرة هتشتغلي فالاستقبال تحت "
 
نظرت سالي لادهم وقالت بترجي
"ليه يا فندم انا عملت ايه انا ممكن اعتذر منك لو تحب هو انا قصرت فحاجة ان......."
 
قاطعها ادهم
"لأ خالص الموضوع مش كده بس في سكرتيرة هتيجي تشتغل مكانك الموضوع انتهى من بكرة تكوني فالاستقبال "
قال جملته بحزم لا يقبل النقاش
 
جلست سالي على كرسيها بخذلان فهي كانت تتعالى على الموظفين لانها سكرتيرة ادهم الان لا يمكنها فعل ذلك
 
*******************
 
في النادي
 
نجد داليا تطفئ سيجارتها العاشرة منذ جلوسها فمنذ علمها بأن ادهم سيتزوج بغيرها جن جنونها
جلست قبالتها صديقتها فريدة
قالت داليا بغضب
"عاجبك الي ادهم عمله عاوز يتجوز واحدة غيري انا داليا زهران يفضل عليا وحدة ساكنة فحي شعبي معفن وابوها سواق فشركة ادهم "
 
قالت صديقتها فريدة بهدوء حتى لا تثير غضب داليا اكثر
"طب هي حلوة لدرجة ان ادهم السيوفي يقرر يتجوز عشانها "
 
قالت داليا بقوة
"خالص دي معفنة متجيش جنبي حاجة هو بس غاوي رمرمة "
 
"طيب انتي هتعملي ايه "
 
"هقتلها قبل ما تفكر تاخدوه مني هقتلها يا فريدة "
 
"يا نهار اسود يا داليا قتل دي فيها حبل مشنقة وكمان اظهم مش هيسيبك ،،، احنا ممكن نفكر فحل تاني يخليهم يسبوا بعض وانتي متكونيش فالصورة "
 
عقدت داليا حاجبيها
"ازاي يعني مش فاهمة "
 
"يعني مثلاً نجيب بنت ونخليها تصاحبها فالجامعة ونخليها تعلمها المخدرات واشوية اشوية هتبقى مدمنة وفيديو صغير وهي بتتعاطى للصحافة هتبقى فضيحة وكده ادهم هيسبها عشان متفضحهوش "
 
"لأ طبعاً اولاً ادهم مش هيسبها هيسفرها ويعلجها وهيتعلق بيها اكتر ثانياً الموضوع ده ممكن يضر ادهم فشغله ويخسره وانا مش عاوزاه ده يحصل الي اهم عندي من ادهم الفلوس بتاعة ادهم"
 
"يعني انتي ما بتحبيش ادهم "
 
"لأ ..طبعاً هو ده يتحب على طول عصبي ومش طايق نفسه انا بحب فلوسه "
 
لوت فريدة شفتيها تهكماً
"طيب هتعملي ايه مع البنت الي اسمها ملاك "
 
"بصي انا فكرت فإيه في وحدة اعرفها بتشتغل فمختبر هتجبلي اشوية فايروسات وبكتيريا ناتجة عن حاجة منتهية الصلاحية وتعمل تسمم وتقتل اي حد ياكولها انا بقى هحط الحاجات دي فأي حاجة هتاكولها ملاك فالجامعة واهو يبقى التسمم جالها من اكل الجامعة ها اي رأيك فتفكيري "
 
فغرت فريدة فمها وجحظت عيناها من تفكير صديقتها الشيطاني
 
"يخربيتك ده الشيطان بذات نفسه يتعلم منك"
 
قهقهت داليا
"عشان تعرفي الي يزعل داليا بيحصله ايه "
 
واكملا تخطيط لتنفيذ هذه الخطة
 
******************
 
في مكتب مها
 
نجد ملاك تجلس وتتحدث مع مها في عدة مواضيع
قالت مها
"طيب هو وافق على طول كده انه ينقل السكرتيرة ويجيب وحدة بدالها كده بسهولة اصل الشهادة لله هي شاطرة فشغلها جداً "
 
احمرت خدود ملاك فور تذكرها لطلب ادهم مقابل ذلك
اقتربت منها مها وقالت بخفوت
"هو انتي كنتي بتعملي ايه لما كنتي عنده فالمكتب "
ارفقت جملتها بغمزة
 
ارتبكت ملاك من سؤال مها وزاغت بنظراتها بعيداً عنها واصبح وجهها شديد الاحمرار قالت بتعلثم
"هكون .... يعني ....بعمل ..ايه قاعدة بتكلم معاه "
 
قالت مها بخبث
"ااااااه بتتكلمي معاه ... عشان كده شفايفك وارمة "
وضعت ملاك يدها بتلقائية على شفتيها
الشئ الذي جعل مها تضحك بشدة
 
"متتكسفيش اوي كده ده جوزك عادي يعني لما يبوسك
او يعمل حاجة تانية "
 
اخفضت ملاك رأسها خجلاً
 
"في ايه مالك هو قالك حاجة تزعلك "
 
هزت ملاك رأسها بالنفي
"لأ ده طلب مني حاجة تكسف يا مها "
قالتها بدموع من فرط الخجل
 
عقدت مها حاجبيها
"حاجة زي ايه "
 
"عشان يعني طلبت منه ينقل السكرتيرة وهو وافق قالي عاوز مقابل وانا زي العبيطة قولتله اطلب وطلب مني .........."
 
اقتربت منها مها بفضول
"طلب ايه انطقي "
 
اقتربت ملاك من اذن مها وقالت بخفوت ما طلبه منها ادهم
 
شهقت مها من جرأة ادهم
"بصي هو جوزك يعني ،، بس عيب كده اسمعي الي هقولك عليه ونفذي بالحرف "
 
"حاضر "
 
"انتي متخلهوش يقرب منك حتى لو عاوز يبوسك من خدك اوعي تخليه يقرب واسمعي هتعملي ايه كمان
انتي هتعملي ........"
 
قصت مها على ملاك بعض النصائح
 
"بس انا اتكسف اعمل كده يا مها "
 
"خلاص خليكي مكسوفه وخليه هو يروح يدور على الحاجات دي برا ويشوف وحدة غيرك انتي حره "
 
"لأ خلاص هعمل كده كلو ولا يروح لغيري "
 
بعد ساعة من الحديث هبت ملاك واقفة
"يا نهار اسود اتأخرت على تيتة انا لازم امشي هبقى اكلمك وقولك ايه هيحصل معايا "
 
وقبل ان تذهب دلفت لمكتب مها فتاة جميلة بشعرها البني وعيناها الزرقاء وبشرتها البيضاء وانفها الدقيق
 
قالت الفتاة بمشاكسة
"انا جيت عارفة اني نورت المكان مفيش داعي تقولو انا عارفة نفسي بنور اي مكان اكون فيه "
 
قالت مها
"اتأخرتي ليه انا قلتلك الساعة 2 مش 3 يا ست هبة "
 
قبل ان تجيبها هبة انتبهت لوجود ملاك فاقتربت من مها وقالت بخفوت
"هي مين القمر دي مها هو انتي من امتى بتصاحبي ناس عسل كده كل صحابك معفنين زيك "
 
قرصتها مها في كتفها جعلت هبة تتأوه
"دي ملاك صاحبتي الي قولتلك عنها ودلوقتي بقت مرات صاحب الشركة "
كانت ملاك تنظر لهذه الفتاة المشاكسة حتى تساألت
"هي مين دي مها "
 
"دي هبة اختي الصغيرة فسنة ثانية ادارة اعمال "
 
مدت ملاك يدها لمصافحة هبة وابتسامتها لم تفارق وجهها صافحتها هبة بتعجب
"هو انتي متأكدة يا مها ان دي مرات المدير "
 
ضحكت مها على شقاوة شقيقتها
"اه يا ختي متأكدة بتسألي ليه"
 
"اصل بصراحة عسل اوي والي اعرفه اني المدير بتاع الشركة عصبي وتقيل دم وغلس وحاجة اخر نكد و......... اه "
خرجت منها بعد ان ضربتها مها لعلها تسكت قليلاً
 
قالت ملاك بعتاب
"حرام عليكي والله ادهم دمه خفيف هو بس فشغله ببقى عصبي اشوية عشان الشغل يمشي "
 
عضت هبة شفتيها باحراج قائلة بأسف
"انا اسفة والله ما اقصد الي قلته "
 
ابتسمت ملاك
"ولا يهمك حصل خير انا لازم امشي اتاخرت على تيتة هبقى اكلمك يا مها بالليل "
 
ما ان خرجت ملاك من مكتب مها حتى نهرت شقيقتها بعنف
"ايه الي قولتيه ده يعني انا اقولك دي مرات المدير تقومي تشتمي جوزها اديها زعلت دلوقتي "
 
قالت هبه باسف
"مكنتش اقصد وبعدين مش هيا دي الحقيقة وكمان انا نفسي افهم ازاي وحدة قمر زي دي تبقى مرات واحد زي ادهم ده "
 
هزت مها رأسها بيأس من شيقتها
قالت هبة بحماس
"يلا بقى خدي اذن من المدير بتاعك عشان تشتريلي الطقم الي وعدتيني بيه "
 
"طيب يا بتاعة مصلحتك "
 
طرقت مها باب مكتب امجد دلفت بعد ان اذن لها بالدخول
"مستر امجد انا خلصت شغلي وكنت عاوزة اطلب اذن بدري النهاردة اصلي هاخد اختي الصغيرة واشتريلها شوية حاجات "
 
رفع امجد رأسه عن حاسوبه وقام باغلاقه
"مفيش مشكلة يا مها انا اصلاً كنت خارج ومش هاجي لحد بكرة خلاص روحي مع اختك ... صحيح هي عندها كام سنة "
 
"21 يا فندم "
 
ضحك امجد
"تصدقي انك لما قولتي اختي الصغيرة قولت عندها بتاع 5 او 7 سنين مكنتش اعرف انها كبيرة كده "
 
انتصب وهو يمسك بعض الملفات ويضعها في حقيبته
اتجه لخارج مكتبه وكاد ان يكمل طريقه ولكنه انتبه لتلك الجالسة على الكرسي وتضع قدماً على اخرى وتعبث في هاتفها هبت هبة واقفة عندما لاحظت ان هناك رجل ينظر اليها التفت امجد لمها
"دي اختك يا مها "
هزت مها رأسها بالايجاب
 
اكمل امجد طريقه متجهاً لادهم قبل ان يخرج من الشركة
 
التفتت هبة لشقيقتها مها قائلة ببلاهة
"هو مين المز الي كان هنا يا مها "
 
"ده مستر امجد المدير بتاعي "
 
"يا لهوي على جماله هو متجوز ولا ظروفه ايه "
 
"لأ يا اختي مش متجوز وبعدين انتي بتسألي ليه "
 
"ولا حاجة اصله عسل اوي يخربيته هي دي الرجالة ولا بلاش حححححح "
 
فاقت على مها وهي تلكزها في كتفها
"يلا يا ام احلام وردية قدامي وإلا والله اغير رأيي اروح اشوف عيالي وشوفي مين هيشتريلك الطقم الي عاوزاه "
 
قالت هبة بسرعة
"لأ والنبي ابوس ايدك كله إلا كده يلا بسرعة "
 
سارت مها بصحبة شقيقتها هبة خارجة من الشركة متجهة للسوق
 
******************
مساءً
نجد ملاك تضع اطباق الطعام على طاولة السفرة
واذ بجدتها تقاطعها
"هاتي عنك انا هكمل وانتي روحي نادي ادهم خليه ياكل معانا "
 
نظرت ملاك لجدها ليومئ لها بالمواقفة
قرعت جرس باب شقته ثواني وفتح الباب قضب حاجبيه بحيرة فهو لم يتوقع مجيئها هنا
"اهلاً وسهلاً يا حبيبتي اتفضلي "
 
وازاح جسده العريض عن الباب لتدلف الى الداخل
هتفت ملاك بصوتها الناعم
"لأ ،، انا جاية عشان اقولك تيتة عازماك على العشا ومتخفش انا عاملة سلطة تقدر تاكل منها "
 
دنا منها قليلاً وهمس في اذنها مما جعلها ترتجف
"اذا حبيبتي عملالي سلطة بايدها الحلوة دي حاضر تعالي استنيني هغير هدومي واجي معاكي "
 
ارتبكت ملاك من فكره وجودها معه في مكان لوحدهم فهي اصبحت تعرف انه لن يبقى مكتف اليدين سيحاول ان يثير خجلها باي شكل قالت بارتباك
"لأ ... مفيش داعي انتا غير هدومك براحتك وتعالا احنا مستنينك "
 
وفرت من امامه هاربه
 
****************
 
في مكان اخر في احد البيوت المقابلة لبيت ملاك نجد فتاة في اواخر العشرينات تقف في شرفة غرفتها وتنظر قبالتها وكأنها تبحث عن احد قاطع اندماجها
دلوف شقيقتها
 
"بتعملي ايه يا سامية "
شهقت سامية بفزع ووضعت يدها على قلبها لتهدأته
"الله يخرب بيتك يا شيماء خضتيني "
 
"بتعملي ايه عندك "
 
"الواد المز الي ساكن فشقة الاستاذ عماد النهاردة مشفتهوش بيشرب سجاير فالبلكونة زي كل يوم "
 
"وانتي عاوزة منه ايه انتي مش عارفة انه كاتب كتابه على بنت عم حسن "
 
اجابت سامية بامتعاض
"لأ يا ختي عارفة انه كاتب عليها الي ماتتسمى "
 
هزت شيماء رأسها بيأس من تصرف شقيقتها
"هو انتي مش هتبطلي الاسلوب ده خالص هي حصلت تحطي عينك على راجل متجوز وبعدين ملاك بنت طيبة وفحالها متستهلش ان حد يأذيها "
 
رفعت سامية حاجبيها المرسومان بعناية
"ليه هو انا الي استاهل اتجوز واحد زي زكريا مدمن وبتاع ستات هي ملاك احسن مني فايه تتجوز واحد معاه ملايين وماشي معاه عشرين واحد حرس انا ابقى عبيطة لو فكرت اضيعه من ايدي وبعدين الشرع حلل اربعة وملاك مش اول واحدة جوزها يتجوز عليها "
 
نهرتها شقيقتها بحدة
"لا انتي اتجننتي خالص انتي عاوزة تتجوزيه وبعدين ايه عرفك انه هيقبل بوحدة مطلقة ،،، وكمان انتي مش شايفة انه بحبها ده ساب العز الي كان ساكن فيه وسكن فالحتة بتاعتنا عشان يبقى جنبها وبعدين انا سمعت ان فرحهم قرب "
 
" بكرة تشوفي اختك سامية هتوصل لايه "
ثم نظرت لشقيقتها الصغرى واكملت بحقد
"انتي بس خليكي فالمعيد بتاعك الدكتور مازن الي بتحبي فالكتاب بتاعه من بعيد لبعيد "
 
تركتها شيماء وهي تدعو في سرها صلاح حالها فهي ظلت تفتعل المشاكل مع زوجها السابق زكريا حتى انفصلا
بقيت سامية تراقب شرفة ادهم علها تراه
"هتروح مني فين ده انا هنسيك اسمك بس اصبر شوية " 
****************** 
عودة لبيت ملاك
نجد جدها يترأس الطاولة والى يمينه زوجته الحاجة فوزية والى يساره ادهم والى جانبه ملاك كسرت الصمت الحاجة فوزية
"اغرفي لادهم مكرونة يا ملاك انا مش شايفاه بياكل غير سلطة وبيشرب ميه "
 
بلعت ملاك الطعام الموجود بحلقها بصعوبة بسبب قرب ادهم منها
"لأ يا تيتة ادهم ما بيكلش مكرونة بياكل بس سلطة "
 
قضبت الحاجة فوزية جبينها المجعد ووجهت كلامها لادهم
"ليه يا بني كده هي السلطة دي ترم عظم لازم تاكل وتغذي نفسك "
 
قال ادهم باقتضاب
"انا ده الاكل بتاعي عشان الرياضة "
 
هزت رأسها الحاجة فوزية بعدم فهم
 
وزع ادهم نظراته بين الحاج حسن والحاجة فوزية ووجدهم مندمجين في تناول الطعام تسللت يده العابثة الى تحت الطاولة ووضعها على فخذه ملاك جحظت عيناها ونظرت اليه بتوجس ولكنه تجاهل نظراتها إليه واخذت يدها تتحسس فخذاها بوقاحة وجرأة معتاد عليها قفزت ملاك مما لفت نظر جديها
قالت جدتها بحنان
"مالك يا بنتي قمتي كده ليه في حاجة وجعتك "
 
تعلثمت ملاك
"ها .... لأ .... انا هروح اجيب العصير من التلاجة واجي "
فرت هاربة من امامه دخلت للمطبخ استندت على حافة المطبخ وقدماها لا تحملاها من فرط التوتر كلما تذكرت لمسات يديه على فخذيها تشعر وكأن قدميها  هلام ليست موجودات وقفت تحاول تنظيم انفاسها التي بعثرها ذلك المشاغب
 
في الخارج
نجد ادهم ينهض واقفاً
"الحمد لله انا شبعت اغسل ايدي فين "
 
اشارت له الحاجة فوزية الى طريق الحمام
وهو في طريقه وجدها توليه ظهرها وتضع يديها الصغيرتان على وجهها اقترب منها بهدوء حتى لايسمع صوت خطواته وصل لسماعه تمتمتها
 
"واحد ميعرفش يقعد دقيقة من غير قلة ادب انا مش عارفة هتعامل معاه ازاي فسفالته دي "
 
شهقت ملاك بذعر عندما احست بانفاس ساخنة تلفح رقبتها ولم يكن سوى ادهم همس لها بجانب اذنها
قائلاً بخبث
"هو يعني لما احط ايدي على فخدة حبيبتي مراتي ابقى قليل الادب وسافل طيب لو حطيت ايدي فحته تانيه هتقولي عني ايه "
تصنمت ملاك مكانها من جرأته كاد وجهها ان يحترق من كثرة الخجل ادارها اليه لتواجهه
"هو انتي امتى هتبطلي كسوف على فكرة انا مستني المكافأة بتاعتي عشان نقلت سالي ها خليكي فاكرة "
 
دفعته ملاك وامسكت بزجاجة العصير واتجهت للخارج هاربة من وقاحته
 
انتهى العشاء هب ادهم واقفاً القى التحية عليهم واتجه لشقته 
 
وبعد قرابة الساعتين كان يتابع بعض الاعمال المتراكمة عليه على حاسوبه الشخصي
اغلقه وحرك رقبته ونهض ليشعل سيجارته في الشرفة
انهى السيجارة ودسها بالمنفضة الموجودة على الطاولة
كاد ان يعود لغرفته فيبدو ان ملاك قد نامت لأنه لاحظ ان ضوء غرفتها خافت ولكنه سار باتجاه غرفتها وقفز برشاقة الى داخلها فالمسافة قريبة جداً هذا من حسن حظه ،،، اقترب من الباب الزجاجي الذي يفصل بين غرفتها والشرفة حتى تصنم مكانه فكانت تبدل ملابسها شاهدها بنظرات فاحصة ابتلع لعابه بصعوبه عندما شاهدها تقوم بخلع بلوزتها وقد ظهر جزءٍ ليس بقليل من صدرها الطري الابيض الذي تناقض مع لون حمالة صدرها السوداء وكتفيها الناعمين وعظمتا الترقوة البارزتين باغراء وعنقها المرمري كم تمنى ان يضع علامات ملكيته عليه اصبحت انفاسه لاهثة لم يستطيع التحمل اكثر من ذلك سيدخل اليها ويجعلها زوجته الان ولكن تبخرت امنياتها فور علمه ان باب شرفتها مغلق من الداخل بعد ان حاول فتحه بهدوء ،،، تعالت انفاسه ولكنه عاد الى شقته لانه يعلم أن دخل لها سيفعل شئ يندم عليه لاحقاً اخذ يرزع الغرفة ذهاباَ واياباً ونار المندلعة بداخله لم تهدأ امسك هاتفه ليحدثها لكنه نفى هذه الفكرة من رأسه قائلاً
 
" انا لو سمعت صوتها الي يجنن ده مش هقدر ومش هضمن نفسي بلاش احسن "
 
دخل لغرفة الرياضة لينفس غضبه في كيس الرمل المعلق ارتدى القفازات واخذ يسدد اللكمات للكيس بقوة حتى هدأت انفاسه قليلاً ولكنها عادت النار داخله فور تذكره لهيئتها وهي شبه عارية بقي يسدد اللكمات حتى تمزق الكيس وانتبه لصوت جرس الباب هرع اليه بسرعة ظناً منه انها ملاك ولكنه عقد حاجبيه بتعجب من التي تقف امامه وتنظر اليه بوقاحة ،،تفحصها باستغراب فمن تكون التي تنظر اليه هكذا عرف ما وراء هذه النظرة بسبب خبرته النسائية اللامحدودة
 
"مساء الخير يا عسل "
قالتها سامية بجرأة
 
"مساء النور ،، مين حضرتك "
 
"انا سامية جارتك وقلت اجي اقعد معاك شوية "
 
قال ادهم باقتضاب
"بس انا راجل لوحدي وانتي عارفة ما يصحش تقعدي عندي واحنا لوحدنا ،،، لو تحبي انا ممكن انده ملاك مراتي تقعد معاكي "
 
امتعض وجه سامية فور ذكره لملاك وقالت بوقاحة
"لأ مفيش داعي انا كنت عاوزاك لوحدنا "
 
"اتفضلي قولي عاوزة ايه "
 
"مش هدخلني جوى عيب نفضل واقفين على الباب والا انتا بخيل ومش عاوز تضيفني "
 
امسكها ادهم من ذراعها ضاغطاً عليه
" احسنلك تخفي من وشي انا مش فايقلك ومش فاضي لاشكالك ولا تكوني فاكرة اني ملاحظتش انك قاعدة فالبلكونة بتاعتك على طول ،،، انتي مش قدي
ومش عاوز اشوف خلقتك دي تاني عشان مزعلش وانا زعلي وحش ،،،، غوري "
 
قال الاخيرة بصوت عالي ودفعها بقوة لتصطدم بالارض متأوهة من شدة الدفعة واغلق الباب مما جعلها تنتفض
نهضت سامية بسرعة واسرعت بالعودة لمنزلها نادمة على خوض هذه التجربة
"ايه الراجل المجنون ده انا ايه الي جابني هنا ده كان هيموتني ،،، خليه لملاك تشبع بيه "
 
ودلفت لمنزلها حامدة ربها انها سليمة ومعافاة
 
******************
 
صباحاً
استعدت ملاك للذهاب لجامعتها وارتدت بنطال اسود وبلوزة بيضاء عليها جاكيت باللون الرمادي وعقصت شعرها على هيئة ظفائر جميلة
 
ودعت جدتها وخرجت لتجد أدهم يخرج من شقته مرتدي بدلته السوداء الفاخرة ابتسمت له
"صباح الخير "
 
دنا منها قليلاً وقبلها على خدها
"صباح الجمال ،، يلا عشان اوصلك فطريقي "
اصطبغ وجهها بالحمرة من قبلته
 
امسك يدها وسار بها للخارج حاولت ملاك ان تفك اسر يدها الصغيرة من يده الغليظة عندما شاهدت ان المارة من جيرانها يتطلعون اليهم ولكن ادهم لم يهتم للأمر كعادته وسار بها للسيارة واجلسها بجانبه ولم يترك يدها وكل لحظة كان يقبلها الشئ الذي جعل ملاك ترتجف خجلاً كانت تقضم شفتيها لتخفي ارتجافتها
لاحظ ذلك ادهم وباغتها بقبلة على فمها الكرزي الصغير
وقال بصوت اجش
"انا قولتلك لو شفتك بتعضي شفايفك هعتبر انك عاوزاني ابوسهم "
 
ادارت ملاك رأسها باتجاه شباك السيارة لتخفي وجهها الذي اصبح يشع احمراراً من جرأته ابتسم ادهم على ذلك واقترب منها وهمس في اذنها بصوته الغليظ
 
"هو انتي مش هتبطلي كسوف انا كده ممكن اتهور وانا بصراحة بقيت بتلكك عشان اكلك وانتي حرة "
 
التفتت ملاك وعزمت على تنفيذ ما قالته لها مها ستوقفه عند حده قالت بحدة
"انتا لازم تبطل قلة ادبك دي شوية انتا وعدتني انك مش هتعمل كده الا لما نتجوز ليه مش عاوز توفي بوعدك ليا "
قالتها وكادت ان تبكي
 
احتضنها ادهم بحنان مربتاً على كتفها
"خلاص المرة دي هوفي بوعدي ومش هقرب منك الا لما نتجوز ،، بس كله هيطلع عليكي فالاخر "
قال الاخيرة بغمزة مشاكسة
ابتسمت له ملاك ولم يصل لعقلها ما قصده هذا الماكر
 
دلفت لجامعتها وانهت اول محاضرة التي دامت لساعتين جعلت دماغها تكاد ان تنفجر
 
"اروح المكتبة ولا اروح اشرب قهوة الاول ،،لأ هروح اشرب قهوة عشان اعرف اركز معوالكتب الي هناك "
 
هذا ما دار بعقلها قبل ان تقرر للذهاب لشرب القهوة في كافيه الجامعة جلست ترتشف قهوتها باستمتاع و تطالع كتاب في يدها وجدت من يجلس بجواريها ولم تكن سوى داليا تطلعت لها ملاك بتعجب وتساألت بداخلها ما الذي جاء بهذه لهنا ،، قالت داليا بصوت ضعيف احسنت تصنعه
"ممكن اتكلم معاكي شوية ،،مش هعطلك "
 
هزت ملاك رأسها بالإيجاب
"تفضلي"
 
"طيب ممكن تجبيلي قهوة معلش هتعبك "
قالتها داليا بضعف يسهل تصديقه
 
نهضت ملاك لتجلب لها القهوة استغلت داليا ذهابها واخرجت من حقيبتها علبة زجاج صغيرة الحجم ووضعت منها عدة قطرات في كوب ملاك  وخبأتها داخل حقيبتها بسرعة فور ملاحظتها اقتراب ملاك وضعت ملاك كوب القهوة على الطاولة
 
"اتفضلي ،،، انا سمعاكي بس ياريت بسرعة عشان عندي محاضرة كمان شوية "
 
ابتسمت داليا بشر عندما شاهدت ملاك ترتشف من القهوة لاحظت امتعاض وجه ملاك بسبب تغير طعم القهوة استغلت داليا ذلك واخذت تتحدث في عدة مواضيع ليست مهمة منها عن ادهم ومنها عن امجد ومنها اعتذارها عن فظاظتها معها في اول لقاء لكن ملاك لم تكن تستمع لشئ فكانت تشعر بألم يعصف ببطنها كان يزداد بحدة نهضت داليا وذهبت تاركة ملاك تتلوى من الالم والابتسامة لم تفارق وجهها
حاولت ملاك النهوض ولكنها لم تستطيع بسبب الالم ولكنها تحاملت على نفسها وما ان وقفت حتى افترشت الارض واخذت تصرخ من الالم
 
*****************
 
في الشركة
نجد ادهم يجلس مع امجد ويطالعون عدة ملفات اماهمهم قال أدهم
"اسمعني ،،، انتا هتحدد معاهم يوم الاجتماع ولو كان خلال الأسبوع ده يبقى كويس ،،، ولازم نحاول نعلي الشرط الجزائي دول ما يضمنوش انا هشتغل معاهم المرة دي بس عشان استغل ازمتهم المالية وهما بصراحة شغلهم حلو ...."
 
قاطع حديثه اتصال هاتفه الموضوع على طاولة المكتب نهض لجذبه وجده شريف اجاب بسرعة
 
"ايوة يا شريف في حاجة حصلت ...... ايه امتى ده حصل ..... وانتا كنت فين ...... طيب خدها على المستشفى بتاعتي وانا جاي فالطريق "
اغلق الهاتف واخذ متعلقاته وهب مسرعاً
 
"في ايه يا ادهم طمني "
قالها امجد وهو يلحق به ،، ولكن ادهم لم يجيبه وظل يركض قاد سيارته بسرعة جنونية وامجد كان يتبعه بسيارته وهو لا يعلم ما حدث ولكنه تأكد من ان الموضوع ليس بسيطاً الشئ الذي يجعل ادهم يركض هكذا ليس بالقليل
 
بعد عدة دقائق مرت على أدهم كالدهر
اصطف سيارته التي اصدرت عجلاتها صوت صرير قوي بسبب توقفه المفاجئ بعد هذه السرعة وما نزل من سيارته حتى دلفت سيارة شريف فتح ادهم الباب الخلفي وجد ملاك وجهها شاحب كشحوب الاموات
حملها بين يديه وكاد قلبه يقفز من مكانه من شدة خوفه عليها دلف بها للداخل واخذ يصرخ بالجميع جاء مدير المشفى ومعه نخبة من الدكاترة والممرضات ووضعوها على السرير وشرعت الطبيبة بفحصها بعد ان اصر ادهم على ان تفحصها طبيبة وليس طبيب فهو لن يسمح بان يلمسها رجل
 
"هي مالها "
سأل ادهم بقلق واضح
 
اجابته الطبيبة بعملية وسرعة
"مش هقدر احدد دلوقتى لانها لازم تدخل العمليات بس مبدئياً عندها تسمم خطير عن اذنك "
 
قالتها وذهبت تاركة ادهم في دوامة لا متناهية من التفكير هل ستموت وتتركه افاق على الممرضات عندما جاءً لأخذ ملاك لغرفة العمليات كان يسير بجانبها ممسكاً يدها ركع على ركبتيه حتى يصل لمستوى جسدها وقال والدموع تنهمر على وجهه
 
"عاوزك تتدخلي الاوضة دي وتخرجي ملاك الي اعرفها ملاك الي حبيتها الي جابت مناخير ادهم السيوفي الارض وخلته يعشقك غصب عنه متسبنيش انا مقدرش أعيش من غيرك "
 
قبل يدها ورأسها وتركها وظل واقف بالخارج جاءه امجد مربتاً على ظهره
"ان شاء الله هتبقى كويسة ،،، شد حيلك ما ينفعش كمان شوية تفوق وتشوفك بالضعف ده "
 
نظر ادهم لامجد وعيناه تملئها الدموع
"انا مكونتش اتخيل اني هكون بحبها كده يا امجد انا حاسس ان روحي بتتسحب مني حاسس اني ضعيف من غيرها كأن هي الي مقوياني "
 
"هي جالها تسمم ازاي "
 
انتبه ادهم لشئ
"اه صح هي حصلها كده من ايه "
اخرج هاتفه واتصل بمساعده شريف ليأتي له
 
"عاوز اعرف الي حصل يا شريف "
 
"انا كنت قاعد فكافيه الجامعه معاها بس مش جانبها
وجات داليا هانم وقعدت معاها وقعدت تعتذرلها ومحصلش حاجة تانية بينهم وبعدين داليا هانم سابتها وقامت والست ملاك فضلت قاعدة شوية ولما جات تقوم وقعت غلى الارض وقعدت تصرخ والباقي انتا عارفه يا فندم "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
"خلاص روح انتا يا شريف"
 
ضيق ادهم عيناه وكانه يركز على نقطة معينه
"ورحمة امي لو هي طلعت ورى الي حصل لملاك لكون دفنها وهي حية بنت فريال"
 
"معقول داليا تعمل كده "
قالها امجد
 
رد عليه ادهم بحدة
"دي تعمل ابو كده اسألني انا عنها بنت فريال دي تقتل الي يقف قصاد مصلحتها "
 
********************
 
في احد المطاعم الفاخرة
نجد داليا تجلس مع صديقتها فريدة وتأكل باستمتاع
 
قالت فريدة
"هو انتي ليكي نفس تاكلي ،، انتي مش خايفة ادهم يعرف انك ورى الي حصل لمراته "
 
رفعت داليا حاجبها باستنكار
"متقوليش مراته ،، وبعدين اطمني انا مفيش دليل عليا الكاميرات اتمسحت ومحدش شافني وانا بحطلها السم فالقهوة يعني لو اتكلم معايا هقوله اثبت ،،، وكفاية كلام خليني اعرف احتفل بانتصاري زمان روحها طلعت للسما يا حرام ملحقتش تتهنا مع ادهم "
انهت كلامها بضحكة مستمتعة
 
"وانتي متأكده انها هتموت "
 
"طبعاً الدكتورة الي جابت الفيروسات والبكتيريا قالتلي لو متقتلش تجيب عاهة مستديمة يعني خلاص مفيش حاجة اسمها ملاك "
 
عودة للمستشفى
 
جاءت الحاجة فوزية والحاج حسن بعد ان ابلغهم امجد بالذي حصل لملاك
 
كان ادهم يجلس على الكرسي ويبدو مغيب عن الواقع ودموعه لا تتوقف
جلست بجانبه الحاجة فوزية مربته على كتفه
"استهدى بالله يا ابني ان شاء الله هتبقى كويسة "
قالت جملتها وجذبت راس ادهم  ووضعته على صدرها كانه ابنها واخذت تمسد على ظهره هدأ نحيب ادهم
 
وهب بسرعة فور خروج الطبيبة من غرفة العمليات
 
اتجه الجميع لها اخفضت الطبيبة رأسها
وقالت بأسى
"انا اسفة .......... "
قالت بأسى
"انا اسفة دخلت غيبوبة "
 
صرخ ادهم بالطبيبة
"يعني ايه دخلت غيبوبة انتي شغلانتك ايه هنا
انتي هتدخليلها تاني ومش هتخرجي الا عشان تقولي انها فاقت "
 
"اهدا يا ادهم مش كده خلينا نفهم منها كل حاجة "
ثم وجه أمجد كلامه للطبيبة
"طيب هي حالتها ايه بالضبط "
 
تنحنحت الطبيبة خوفاً من نظرات ادهم الحارقة المصوبة نحوها
"احممم ،،، احنا عملنا لها غسيل معدة وقدرنا اننا ننظف الدم الي فجسمها من خلال سحب كل الدم الى فجسمها ودخلنا دم جديد وهي دلوقتي دخلت غيبوبة وما نعرفش هتفوق امتى ،، خصوصاً انه التسمم الي كان معاها مش تسمم عادي واثر على وظائف القلب والمخ"
 
انتبه ادهم الى كلام الطبيبة
"هو التسمم الي كان معاها جالها ازاي "
 
اجابته الطبيبة بعملية
"التسمم بفعل فاعل لانه لما حللنا المادة الي فمعدتها لاقينا فايروسات وبكتيريا قاتلة بتيجي من المختبرات مستحيل تكون من اكل منتهي الصلاحية "
قالت جملتها وعادت مرة اخرى للملاك
 
أكددت الطبيبة ظنون ادهم واخرج هاتفه
"ايوه يا شريف ،،، عاوزك تجيبلي تسجيلات الكاميرات بتاعة الجامعة بتاعة النهاردة من ساعة ما دخلت ملاك باب الجامعة لغاية ما حصل الي حصل ،،مفهوم "
 
ادار جسده العريض باتجاه جدتها التي كانت تذرف الدموع على حفيدتها المدللة وما حصل بها
ركع ادهم على ركبتيه وامسك يدين جدتها وقال بصوت هادئ
"عاوزك تفتكري ملاك كلت ايه من امبارح لغاية الصبح"
 
نظرت اليه الحاجة فوزية بتعجب فهذه اول مرة يتحدث بهذا الاسلوب فدائماً ما يكون اسلوبه متعجرف مع الجميع
 
"والله يا بني هي امبارح كلت من الاكل الي كلنا أكلنا
منه وانتا كنت قاعد معانا ،،، والنهاردة الصبح كلت مربى الفراولة الي بتاكل منه كل يوم وشربت
النس كافيه بتاعها ،، وهي كل يوم بتاكل وبتشرب في الجامعة اول مرة يحصلها كده ،،، دي حتى معندهاش حساسية من اي اكلة "
 
قالت جملتها وانخرطت في نوبة بكاء مريرة
هز ادهم رأسه متفهماً وعيناه ازداد احمرارها من شدة الغضب ،،،، وقف واتجه الى الزجاج المطل على ملاك استند برأسه على الزجاج
كان ينظر اليها بألم وهي موصولة بالاجهزة وجهها شاحب يحاكي شحوب الاموات شعر وكأن نصل حاد اخترق قلبه على مظهرها تمنى لو انه مكانها ولا تشعر هي بالألم التي تشعر به الان
 
كان الحاج حسن يقرأ ايات من المصحف الكريم
رفع رأسه باتجاه ادهم الذي لم يفرقها
ولو لثانية واحدة
اقتربت منه زوجته الحاجة فوزية بعد ان لاحظت نظرات زوجها لادهم وفهمت مغزاها
"شوفت يا حج ادهم طلع بيحب ملاك إزاي ده بقى عامل زي العيل الصغير الي متشحتف على امه "
 
هز الحاج رأسه متفهماً فهو ادرك مقدار حب ادهم لملاك
 
وبعد عدة ساعات
 
خرجت الطيبة وهرع الجميع اليها
قال الحاج حسن بلهفة
"طمنينا يا بنتي "
 
ابتسمت الطبيبة لهذا الرجل العجوز وربتت على كتفه وقالت بابتسامه
"الحمد لله المؤشرات الحيوية بدأت تتحسن وان شاء لو فضلت كده هتفوق قريب "
 
سألها ادهم مستفسراً
"يعني ايه مؤشرات حيوية وضحي اكتر"
 
اجابته الطبيبة بعملية
"يعني نبضات القلب اتحسنت والحرارة بدأت ترجع لوضعها الطبيعي والتنفس بقى طبيعي
وكمان عاوزة اي شخص هي بتحبه يدخل يتكلم معاها بس بهدوء ويفكرها بحاجات حلوة حصلت لها ده هيسعدها انها تتمسك بالحياة الاكثر
عن اذنكم "
 
كان ادهم يود الدخول ورؤيتها والتحدث معها فالساعات القليلة التي قضتها في هذه الغرفة جعلته وكأنه لم يراها من سنين ولكنه فضل دخول جدتها
 
اشار ادهم لجدتها بالدخول لها فهو يعرف ان ملاك تحب جدتها وجدتها تعرف ايضاً ذكريات طفولتها التي يجهلها هو
 
دلفت جدتها للداخل بعد ان ارتدت الزي المناسب المعقم
 
اصطحب امجد ادهم للشرب القهوة في كافيتريا المستشفى وبصحبتهم الحاج حسن
 
جلسو على الطاولة كان ادهم مشغول التفكير بالذي حصل لملاك
 
بعد قليل جاء شريف وعندما رأه ادهم هب واقفاً ذاهباً اليه
"ها طمني ايه الي حصل معاك "
 
تنحنح شريف قبل ان يجيب
 
"كاميرات المراقبة ممسوح منها الجزء الي كانت باينة فيه داليا هانم والست ملاك قاعدين مع بعض مش موجود غير لما وقعت الست ملاك على الارض وبس"
 
ابيضت مفاصل يديه من كثرة الضغط عليها
"يعني ايه اتمسحت يعني ايه فهمني"
قالها بصوت مرتفع جعلت بعض
الجالسين يلتفتون اليه
 
"بس يا فندم كاميرات المداخل والمخارج جابت داليا هانم وهي داخلة وهي خارجة "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
عاد مرة اخرى لامجد واخذ هاتفه من على الطاولة
وهتف باقتضاب
"امجد انا واصل مشوار ومش هتأخر اي حاجة تحصل تبلغني بيها بسرعة "
 
وترك المكان مسرعاً
 
بعد قرابة النصف ساعة كانت سيارة حرسه التي تشبه المدرعة العسكرية تحطم بوابة فيلا فريال هانم عمة أدهم
ترجل ادهم من سيارته وملامح وجهه الحادة لاتبشر
بخير اتجه حيث تجلس داليا مع صديقتها فريدة في حديقة المنزل امسكها من خصلات شعرها الشقراء القصيرة حتى كاد ان يقتلعها من جذورها جهر بها بصوته الغليظ
"عملتي كده ليه "
 
إجابته داليا بصوت مهزوز
"مممعملتش .....حاجة ...معملتش ...حاجة "
 
"امال مين الي عمل كده مش انتي الي كنتي معاها وبعد ما عملتي الي عملتيه مسحتي سجلات كاميرات المراقبة بس كاميرات المداخل والمخارج جبتك "
 
هتف بهذه الجملة ثم سحب مسدسه من خصره ووضعه غلى رقبتها هتف من بين اسنانه
"ورحمة امي لو عرفت انك شفتيها صدفة لكون مولع فيكي انا بس هسيبك عشان مفيش فإيدي دليل على الي عملتيه "
 
دفعها بقوة حتى تلقتها الارض المغطاه بالحشائش الخضراء دفعة جعلتها تتأوه بشدة
 
"ايه الي بيحصل هنا "
قالتها والدة داليا فريال هانم "
 
"هه ،، اهلاً بالست هانم " قالها مستهزئاً ثم اكمل "عقلي بنتك عشان انا زعلي وحش وانتي عارفة كده كويس مش عايز البسك اسود عليها "
 
قال جملته وركب سيارته المتبوعة بسيارات حرسة المدججين بالسلاح متجهاً الى المستشفى
وهو في طريقه الى هناك اتاه اتصال من امجد اجاب عليه بسرعة
"ايوة يا امجد في حاجة حصلت "
 
"ايوه .. ملاك فاقت وسألت عليك "
 
"طيب انا جاي حالاً "
 
اغلق الهاتف وامر السائق بزيادة السرعة
 
وبعد عدة دقائق كان يقتحم غرفتها ذهب نحوها
وركع على ركبتيه وامسك يدها المغروزة بها ابرة التغذية وقبلها بلطف
"حبيبتي حمد الله على سلامتك
كده تخضيني عليكي "
 
نظر الحاج حسن لزوجته الحاجة فوزية ليخرجو ويتركوهم على راحتهم قليلاً
 
نظرت اليه ملاك والتعب واضح على ملامح وجهها الفاتن
"هو انتا كنت فين "
 
"كان عندي حاجة خلصتها وجيتلك جري
قوليلي حاسة بحاجة في حاجة بتوجعك "
 
اجابته ملاك بوهن
"لأ ،، بس حاسة ان بطني بتوجعني وفي اشوية صداع
هو ايه حصل سألت تيتة وجدو ومحدش جاوبني ،،   انا كل الي فاكراه اني حسيت بوجع وبعدين وقعت على الارض "
 
"ابداً يا حبيبتي انتي بس شكلك اكلتي حاجة مش نظيفة عملتلك تسمم "
 
تساألت ملاك بفضول
"طيب مين الي جابني هنا "
 
"ممكن تبطلي اسألة اشوية انتي لسا تعبانة
قوليلي عاوزة حاجة او نفسك فحاجة اعملهالك "
 
نظرت اليه ملاك وابتسمت بضعف
"عاوزة جمبري "
 
ضحك ادهم عليها
" دلوقتي يبقى عندك مطعم جمبري ...."
 
قطع حديثهم دلوف الطبيبة
قالت بابتسامة
"ازيك عاملة ايه حاسة بوجع "
 
"في اشوية مغص وصداع خفيف"
 
"دي حاجات طبيعية متقلقيش "
 
سألها ادهم
"هو ينفع تاكل جمبري "
 
"لأ طبعاً جمبري ايه الي تاكله مش عاوزين نعمل ارتباك للمعدة بس ممكن شوربة جمبري هتبقى كويسة"
 
خرجت الطبيبة ودلف جدي ملاك للداخل
اخرج ادهم هاتفه وحدث احدهم بصوت خافت
ثم دس هاتفه مرة اخرى في جيبه
نظر اليها وهي تبتسم لجديها فهي لاتستحق الاذى
ماذا لو اصابها مكروه وفقدها ،، ماذا لو انه لم يكلف احد بمرافقتها دون علمها ،،، ماذا لو استطاعت داليا الوصول لهدفها وقتلت ملاك زادت سرعة انفاسه فور تخيله لما ستؤدي هذه الاحتمالات
 
********************
 
عودة لفيلا داليا
 
"هو انتي اتجننتي ،،، برضو نفذتي الي فدماغك ده كان اشوية وهيقتلك ده باين انه بيعشقها مش بيحبها اسمعي مني يا داليا انسيه ده نابه ازرق خليهم يشبعو فبعض ده شكله وهو متعصب مرعب "
 
هتفت داليا بغضب
"هو ايه الي انسيه انا دخلت حرب يا اطلع منها كسبانة يا اخسر كل حاجة ،،، وبعدين مالك محموقة اوي عليها ليه ،،، دي متسواش قرش هو شوية وهيرميها في الحارة المعفنة الي جات منها ادهم انا اعرفه كويس بيزهق بسرعة "
 
تأففت فريدة
"بصي اسمعي مني ،،، انتي سبيهم شوية لحد ما هو يرميها بنفسه ويعرف انه مفيش وحدة تليق بيه غيرك انتي "
 
اعجبت داليا بالفكرة
"تصدقي انتي صح ،،، اول مرة تقولي حاجة صح
انا هسيبه يتجوزها واشوف هيحصل ايه ولو الموضوع احتاج اني اتدخل هتدخل "
 
**************
 
عودة للمشفى
 
دلف ادهم غرفة ملاك وهو يحمل عدة علب تحوي طعام فتح علبة وجذب الملعقة وجلس قبالة ملاك التي كانت تنظر اليه بتعجب فهي حتى الان لم تعرف ماذا سيطعمها ابتسمت للرائحة التي وصلت لانفها
 
"ممممم شوربة جمبري ،،،، جت فوقتها ،،، شكراً "
 
"شكراً بتاعتي عاوزها ان العلبة دي تخلص"
قالها ودس الملعقة في الشوربة وقربها من فمها
 
"هات ان هعرف اكل لوحدي مش عاوزة اتعبك "
 
هز ادهم رأسه بالنفي
"لأ انا عاوز اتعب "
 
فتحت فمها واخذ يطعمها
 
ظل يطعمها حتى اصبحت غير قادرة على المزيد
 
"ادهم انا شبعت مش قادرة اتنفس خلاص لما اجوع هبقى اكل "
 
اغلق ادهم علبة الشوربة على مضض
جال بنظره في الغرفة
 
"هي جدتك فين "
 
"دلوقتي افتكرت تسأل ده انتا ليك ساعة بتأكل فيا
تيتة راحت البيت عشان تجيبلي حاجة البسها "
 
هز رأسه متفهماً جلس عند قدميها متأملاً بشرتها التي بدأت تعود لطبيعتها ،، ارتبكت ملاك من نظراته المصوبة نحوها ارجعت خصلات شعرها خلف اذنها حاولت ان تبعد نظراتها عنه ،،، اقترب منها وامسك يدها وقبلها
قال بصوت هادئ
" تصدقي لو قولتلك اني اول مرة اخاف على حد كده"
 
ابتسمت بخجل على جملته وقالت بخفوت
"مكونتش اعرف اني غالية اوي كده"
 
اعاد تقبيل يدها مرة اخرى
"انتي اغلى حاجة عندي ..."
قاطع جملته دلوف الطبيبة ومعها الممرضة
 
ابتسمت الطبيبة لملاك ووجهت كلامها لادهم
"لو سمحت ممكن تخرج برا"
 
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
"لأ مش هخرج برا"
 
جحظت عينا الطبيبة من جرأته
"لو سمحت إحنا هنغير لها هدومها مينفعش تفضل بلبس العمليات وكمان مينفعش حضرتك تفضل موجود"
 
نظر ادهم لملاك التي تراقب الموقف بصمت
وقال بخبث
"هو انا ماسكك غيرلها مش ضروري اخرج"
 
اصبطغ وجه ملاك بالحمرة
قالت الطبيبة بحدة
"لو سمحت انا الي اعرفه انكم مخطوبين مش متجوزين عشان كده متحرجهاش اكتر من كده واخرج برا عشر دقايق وبس "
 
وافق ادهم على مضض وخرج
استند على الشباك الزجاجي المطل على غرفتها
وجد الطبيبة تنظر اليه ثم توجهت واغلقت الستارة فاصبح لايرى شيئاً
 
"ايه الراجل ده الحاجة الي مش على هواه مش عاوزها تحصل "
قالتها الطبيبة عندما اغلقت الستارة في وجه ادهم
ثم وجهت كلامها لملاك التي شرعت الممرضة في مساعدتها في ابدال ملابسها
"هو انتي بتحبي فيه ايه "
 
اجابتها ملاك بخفوت قد بدأ عليها النعاس
"والله ادهم طيب هو بس عصبي شوية "
 
ضحكت الطبيبة بخفة
"سيدي يا سيدي الحب ولع في الذرة ،،، بس باين انه بيموت فيكي
ده فضل قاعد جنب الباب ،،، ولا لما قلتله انك دخلتي غيبوبة شوية وكان هيقتلني "
 
انهت ملاك ابدال ملابسها الؤقتة لحين وصول جدتها خرجت الطبيبة وجدت ادهم يقف بجانب الباب
سألها باقتضاب
"ها خلصتي "
 
هزت رأسها بالايجاب وذهبت
دلف للداخل وجد ملاك قد بدأت تغفو
تذكر حديث الطبيبة عندما قالت ان الادوية التي تأخذها تجعلها تنام كثيراً حتى لا تشعر بالالم المصاحب لانسحاب السم من الجسم
 
اخفت الانارة ودثرها جيداً بالغطاء وخرج وجد جديها قد وصلا ،،،سألته جدتها
"ملاك كويسة "
 
"اه الحمد لله هي بس نايمة من تأثير الدواء ومش هتصحى غير بكرة الصبح "
 
دلفت الحاجة فوزية الى ملاك
وبقي ادهم والحاج حسن في الخارج
تنحنح ادهم بارتباك
"احممم ... انتا النهاردة تعبت متروحش الشغل بكرة انا هبلغهم انك اجازة "
 
"شكراً .. يا ادهم بيه "
 
"لأ مش ادهم بيه انا دلوقتي زي ابنك
خلينا ننزل نشرب قهوة تحت وبعدين اوصلك البيت عشان الحاجة فوزية هتنام مع ملاك النهاردة مينفعش تفضل لوحدها "
 
تعجب الحاج حسن من هدوء ادهم ولين حديثه معه
ولكنه كان سعيد بهذا الشئ
 
******************
 
بعد يومان
 
كان أدهم يطعم ملاك التي امسكت الملعقه واعادتها في الطبق قالت بامتعاض
"خلاص يا ادهم مش قادرة آكل اكتر من كده "
 
وضع الطبق على الطاولة المجاورة له
 
"هو انتي اكلتي حاجة ده يدوب كام معلقة "
 
شهقت ملاك بصدمة
"كام معلقة.... طبق كبير قد كده وتقول كام معلقة وكمان انا مش عاوزة افضل فالمستشفى دي اكتر من كده انا بقيت كويسة وعاوزة ارجع البيت "
 
"لو الدكتورة قالت ينفع تخرجي هخرجك دلوقتي ولو قالت لأ مفيش خروج "
قالها بنبرة لا تحمل النقاش
 
ربعت يداها امام صدرها بغضب وهتفت بحدة ليست معتادة عليها
"لو ادهم السيوفي عاوز حاجة هيعملها ومش هيهمه كلام حد ،،، بس انتا الي عاوزني افضل هنا "
قالت جملتها الاخيرة بصوت اشبه بالبكاء
 
اقترب منها ادهم وقبل يدها وقال بصوت هادئ
"يا حبيبتي انا عاوز اتطمن عليكي خلينا نسمع كلام الدكتورة وخلاص لو دلوقتي قالت تقدري تخرجي والله لخرجك من هنا ،،، اضحكي بقى "
قال الاخيرة وقرصها من خدها
 
سمع ادهم طرقات على الباب واتجه لفتحه وجد مها وشقيقتها هبة تقفان قبالة الباب ازاح جسده العريض ليسمح لهن بالدخول
 
ابتسمت ملاك لمها وقالت بعبوس
"دلوقتي افتكرتي تسألي عليا ،،، انا زعلانة منك انا هسلم على هبة وانتي لأ "
 
احتضنتها مها
"والله غصب عني ابني الصغير كان تعبان شوية وكمان هبة حلفت الا تيجي معايا وانتي عارفة هبة يومها بسنة "
 
تدخلت هبة وقد نسيت وجود ادهم الذي كان يتابع الموقف من الزاوية
"حمد لله على السلامة يا عسل انتي ،،، هو في كده حتى وانتي تعبانة زي القمر ،،، مع انك خسارة في الي اسمه ادهم ده "
 
جحظت عينا ملاك ومها سوياً ووجها نظرهما الى ادهم الذي رفع حاجبه مستنكراً من الذي وصل لمسامعه
 
تنحنحت مها باحراج
"لأ خالص يا هبة دول لاقين على بعض جداً "
قالتها بصوت مرتجف
 
ولكن هبة اكملت ما كانت تتحدث به
" هو ايه الي لايقين على بعض ظي بلاش كدب
هي السكر محلي على كريمة دي زي ابو لهب الي فتح لنا الباب ده حتى مهانش عليه يقولينا اتفضلو جاته داهية فشكله .... اكملت بحالمية ... هو لو يبقى زي ابن عمه العسل ده ححححح هو كان اسمه ايه .. اه امجد يا لهوي ده حتى اسمه يجنن زيه ... جعدت وجهها بتقزز ... مش ادهم يععع ... متزعليش مني يا ملاك بس انتي تستاهلي واحد غير ادهم ده "
 
كانت مها شبه مغيبة من الخوف ونظراتها مصوبه على ادهم الذي بدأت عيناه تحمر وعروق رقبته تظهر دعت بالرحمة سراً على شقيقتها  فأدهم لن يرحمها
 
امت عند ادهم لم يستطيع ان يتمالك نفسه عند هذا الحد  فهي تحاول اقناعها برجل غيره ذهب اليها  التفتت هبة لصوت خطوات اخرى في الغرفة
 
جحظت عيناها بذعر عندما شاهدته ينظر اليها بغضب تيقنت انها على حافة الهاوية لعنت لسانها الذي دائماً يجلب لها المشاكل
 
وقفت مها بين ادهم وبين شقيقتها التي التصقت بها من الخوف قالت مها بارتباك
"حقك عليا انا اسفة ،،، عيلة صغيرة متفهمش حقك عليا انا اسفة انا اسفة"
 
كانت نظراته مصوبة على اختها هبة التي تطالعه بذعر
وقبل ان يسحبها من خلف مها
 
صرخت ملاك متصنعة الالم لتنقذ هبة من الموقف الذي وضعت نفسها به اقترب منها ادهم
"حبيبتي مالك ،، حاسة بايه انده الدكتورة"
 
اجابته ملاك متصنعة الوجع
"لأ يا حبيبي انا بس حسيت بحاجة وجعتني وخلاص راحت انتا بس خليك قاعد جمبي"
 
اقترب وجلس في جانبها وقد نسي موضوع هبة
 
لكزت مها شقيقتها وقالت لها بخفوت
"اخرجي برا الاوضة قبل ما يفضالك وساعتها محدش هيلحقك وتبقي موتي بدري يا عيني "
 
تسحبت هبة بهدوء وخرجت دون ان ينتبه لها ادهم الذي كان مشغولاً مع ملاك
تنفست الصعداء عندما اغلقت الباب خلفها وما ان استدارت حتى اصطدمت باحد رفعت رأسها وابتسمت ببلاهة
 
قال امجد بهدوء وعيناه مسلطة على عيناها
"انا اسف ،، انتي كويسة"
 
هزت رأسها بالايجاب وظلت تنظر اليه وكأنها مغيبة
اقترب منها امجد
" انتي متأكدة انك كويسة "
 
اجابته بغباء
"لما شوفتك بقيت كويسة "
 
عقد امجد حاجبيه بتعجب من اجابتها
تركها ودلف للداخل جلست هبة على الكرسي تنهر نفسها على غبائها حدقت نفسها بخفوت
"يقول عني ايه دلوقتي ،، بس يخربيت حلاوة أمه هو في كده "
اخرجت هاتفها واخذت تعبث به حتى وجدت من يجلس بجانبها فلم يكن سوى امجد
"هو انتي فسنة كام "
 
شعرت هبة وكأن الارض تدور من تحتها من قربه
اجابته بخفوت وانفاسها اصلحت لاهثة وهي تحاول تمالك نفسها
"سنة ثالثة ادارة اعمال "
 
هز امجد رأسه وعيناه تجوب وجهها الابيض الجميل شعرها البني المنسدل على ظهرها عيناها الزرقاء المظللة برموش كثيفة انفها المنحوت الصغير شفتيها المرسومتان بدا وكأنه يحفظ تفاصيل وجهها افاق على رنة هاتفه اخرجه من جيب بدلته فكانت والدته تتصل
"ايوه يا حبيبتي ... "
قالها واحست تلك التي تجلس بجانبه كأنها وقعت من على جرف عالي ولكنها انتبهت لباقي جملته...
 
"لأ يا ماما انا دلوقتي هرجع الشركة ،، انتي خلي السواق يوصلك عند ملاك في المستشفى وانا لو خلصت شغل بدري هعدي عليكي نروح مع بعض ماشي يا حبيبتي ... سيدنا محمد رسول الله "
 
اغلق هاتفه ودسه في جيبه التفت للجالسه جانبه كانت تنظر لساعتها
"هو انتي مش عند ملاك ومها ليه "
 
ارتبكت هبة من السؤال
"ها .... ااااصل .... اه انا كنت عندهم بس في موضوع خاص بين مها وملاك بيتكلمو فيه عشان كده انا خرجت وسيبتهم على راحتهم"
 
عقد امجد حاجبيه بتعجب
فهو رأى ادهم فالداخل هل يعقل ان ادهم يعلم ما هو الموضوع الخاص لم يهتم بالامر كثيرا
 
"هو انتي اسمك ايه"
 
"انا اسمي هبة "
قالتها بابتسامة بلهاء
 
خرجت مها ووسلمت على امجد وسحبت شقيقتها من يدها وما ان ابتعدت عن امجد جهرت بها
"هو انتي مش هتبطلي اسلوبك ده ... ده كان شوية وهيقتلك لولا ان ملاك عملت نفسها تعبت ولا كان الله اعلم ايه الي كان حصلك امسكي لسانك ده شوية "
بعد اسبوع
 
كانت ملاك تخرج من بوابة جامعتها كانت ترتدي بلوزة بيضاء وبنطال جينز ازرق وحذاء ارضي مريح باللون الاسود
اتجهت الى السيارة التي كلفها أدهم باصطحاب ملاك للجامعة يومياً وقبل ان تهم بفتح الباب وجدت يد ادهم تمسك يدها شهقت ملاك بسعادة
"ادهم .. انتا ايه الي جابك هنا "
 
لم يجيبها واتجه الى سيارته المصفوفة على الجانب الاخر فتح لها الباب واجلسها واغلقه واتجه للجهة الاخرى وصعد بجانبها وتولى عملية القيادة
سألته بفضول
 
"هو احنا رايحين فين "
 
"رايحين القصر "
 
نظرت اليه بتوجس وقبل ان تجيبه هتف معاتباً
"هو مش احنا اتفقنا انك متخافيش مني ،، وبعدين انا قولت لجدك وهو عارف اننا هنروح القصر "
 
اخرجت ملاك هاتفها لتهاتف جدها
"هو انتي مش مصدقاني عاوزة تتصلي بجدك عشان تتأكدي "قالها بصدمة مستنكراً
 
اجابته ملاك بسرعة
"لا والله مش كده انا بس مش عاوزاه يحس اني بطلت اخذ اذنه عشان كده هتصل بيه واقوله عشان ما يزعلش "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
حدثت ملاك جدها واكد لها حديث ادهم
اغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتها
"هو احنا رايحين القصر نعمل ايه "
 
اجابها ادهم وهو يقود السيارة
"عشان لو في حاجة مش عاجباكي نلحق نغيرها قبل الفرح مش فاضل كتير "
 
ابتسمت ملاك وقالت بخفوت
"احممم .. كنت عاوزة اطلب منك طلب "
 
"اطلبي الي انتي عاوزاه يا قلبي"
 
"كنت عاوزاك تطلب من مستر امجد يدي مها اجازة كام يوم عشان عاوزاها معايا "
 
ضيق ادهم بين حاجبيه مستغرباً
"عاوزاها معاكي ازاي مش فاهم "
 
قالت بخجل
"اااصل الفرح قرب وكده ،، وكنت عاوزة مها تيجي معايا السوق عشان اشتري الحاجات الي محتاجاها "
 
"حاجات زي ايه "
قالها بخبث مدعياً عدم الفهم
 
هتفت بارتباك
"حاجات يا ادهم حاجات "
 
"ايوة حاجات زي ايه عاوز اعرف يمكن اقدر انا اجيبهالك "
 
شهقت ملاك بخجل فور تخيلها لادهم يجلب لها مثل هذه الاشياء اجابته بسرعة
"لأ .. مينفعش عيب اوي ... وكمان عاوزة اجيب فستان الفرح "
 
هز رأسه مدعياً الفهم
وصل لقصره فتح له الحرس البوابة
شهقت ملاك بقوة فور رؤيتها لحديقة القصر الشاسعة
ابتسم ادهم على طفولتها اصطف سيارته وترجل منها ونزلت ملاك وكانت تنظر للمكان باعجاب
التفتت اليه وتساألت
"هو ده القصر بتاعك "
 
قهقه ادهم عليها وهتف مازحاً
"لأ مش بتاعي "
 
نظرت اليه ملاك بتعجب وقبل ان تعلق اقترب منها ادهم وامسك يدها وقبلها وهتف بهدوء ممزوج بحب
"ده قصرنا مش قصري لوحدي "
 
ابتسمت ملاك واخفضت رأسها خجلاً ثم اولته ظهرها لتطالع الحديقة التي اسرت قلبها استدارت اليه هاتفه
"بص انا مش عاوزة ادخل جوى عاوزة افضل في الجنينة الحلوة دي "
 
امسك ادهم يدها
"خلينا نشوف القصر وبعدين اعملي الي انتي عاوزاه "
 
دلفت ملاك خلف ادهم وجالت بنظرها انحاء المكان فيبدو انه ليس فقط الحديقة رائعة ولكن القصر ايضاً من الداخل نال اعجابها بشده
لاحظت وقوف عدد ليس بقليل من الخدم بعضهم نساء والبعض الاخر رجال
 
تقدمت سيدة كبيرة فالسن نوعاً ما يبدو انها مسؤولة الخدم هتفت باحترام وهي مخفضة رأسها قليلاً مشيرة للخدم الواقفين
"انا جمعتهم كلهم زي ما حضرتك امرت يا فندم "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
ووجه كلامه للواقفين جميعاً مشيراً لملاك برأسه
" دي ملاك هانم هتبقى ست القصر ده وكلمتها تتسمع ولو عرفت انها اشتغلت حاجة انتم عارفين هيحصل ايه "
 
... ثم وجه كلامه للسيدة سعاد مسؤلة الخدم
"وانتي يا سعاد مش عاوز اوصيكي الي قولته يتنفذ"
 
"حاضر يا فندم تؤمر بحاجة تانية "
لم يجيبها وسحب ملاك خلفه ليريها جوانب القصر وصل للطابق العلوي فتح غرفة النوم ودلف للداخل ومازال ممسكاً بيد ملاك
"دي بقى اوضة النوم ،، ايه رأيك فيها "
 
اجابته باقتضاب
"اه حلوة "
 
سحبها واتجه لغرفة تغيير الملابس نظرت ملاك بتعجب للملابس النسائية التي املأت الغرفة ،، منها ما هو للبيت ومنها ما هو مناسب للنوم والعديد من فساتين الحفلات والاحذية بأنواعها والكثير من الاكسسوارات باهظة الثمن والعطور والمكياجات ومستحضرات العناية بالبشرة والشعر من الماركات العالمية نظرت للجهة الاخرى احمر وجهها بشدة فهو جلب الملابس المناسبة للعرائس ولكنها حاولت اخفاء خجلها حتى لا يستغل هو ذلك نظرت اليه بتعجب
"هو انتا جبت الحاجات دي ازاي وامتى "
مشيرة للملابس والاحذية الاخرى 
احاط وجهها الفاتن بين يديه
"مش مهم المهم انهم عاجبينك "
 
هزت رأسها بالايجاب
 
لاحظ ادهم ان هناك شئ ما
"مالك في حاجة زعلتك "
 
اجابته بفتور
"لأ ،، خالص "
 
وكادت ان تخرج ولكن ادهم امسكها من ذراعها بلطف
"لأ ،، فيه قوليلي مالك "
 
"هو انتا مشوفتش نفسك بتتكلم مع الخدم ازاي ،، ليه اتكلمت معاهم كده ،، دي الست سعاد الي من عمر تيتة بتنديها باسمها ولا كأنها عيلة صغيرة "
 
ضحك على طيبتها الزائدة
"يا حبيبتي متبقيش طيبة زيادة عن اللزوم دول خدم يعني ده شغلهم انا اصلاً ما بتعملش معاهم من اساسه "
 
"حتى لو خدم ما ينفعش تتكلم معاهم كده عاملهم باسلوب احسن من كده اشوية"
 
"هه ده الي كان ناقص اتعامل مع الخدامين باسلوب كويس ده حتى ربنا خلقنا طبقات "
 
نظرت ملاك اليه بتعجب
"ربنا .. بس ربنا خلقنا طبقات عشان نكمل بعض وناخد بالنا من بعض مش عشان الي معاه زي حضرتك يذل الي معهمش الي زيهم وزيي "
 
"انتي مش زيهم "
قالها بحدة
 
"لأ زيهم يا ادهم ،، انا زيهم جدي بيشتغل عندك عايشين فحتة شعبية زيهم انا مش بنت وزير ولا بنت راجل اعمال كبير انا زيهم ،،يعني انتا شايفني مش قد المقام "
 
"بلاش تقولي اي كلام يجي فدماغك انتي مراتي انا لو شايف انك مش من مقامي مكونتش اتجوزتك بلاش كلام اهبل "
 
"انا عاوزة ارجع البيت "
قالت جملتها وفتحت الباب وهرعت خارج القصر والدموع اخذت مجراها على خديها خرجت ووقفت بجانب السيارة تحاول فتحها لحق بها ادهم وامسك يدها وسحبها خلفه باتجاه الكرسي الخشبي الذي يتوسط مجموعة من الورود ذات الالوان المختلفة الجميلة جلس واجلسها بجانبه ادارت وجهها للجهة الاخرى ،، مد يده ومسح الدموع العالقة على خدها ازاحت يده بعنف قهقه عليها يبدو انها مازالت غاضبة جذبها وقبل رأسها وهمس بهدوء
 
"انا اسف ،، قوليلي ايه الي يرضيكي
وانا اعمله فوراً "
 
"عاوزاك تتعامل معاهم باسلوب احسن من كده اشوية وكمان ما اسمهمش خدم "
قالتها وهي تنظر لداخل عيناه
 
قبل يدها وهتف بهدوء
"اسمهم ايه يا ملاك هانم "
 
"انا مش هانم انا ملاك وبس ،، وكمان مينفعش تقول عنهم خدم دول مساعدين بساعدوك فالبيت وبياخدو ثمن مساعدتهم وكمان الست سعاد مينفعش تناديها باسمها كده " 
"اقولها ايه يا عني "
 
"اي حاجة يا أدهم دادة سعاد او الست سعاد او اي حاجة غير انك تندها باسمها زي العيل الصغير وكمان انتا جايب كل دول ليه كام وحدة للتنظيف وخلاص وانتا اساساً مش بتاكل ليه طباخ وسوفرجي والبعزقة دي الي على الفاضي "
 
"الطباخين والسفرجي عشان لو عملت عزومة او حاجة
والباقي لشغل البيت "
 
"لما يبقى عندك عزومة ابقى جيبهم "
 
"حاضر اي اوامر تانية "
 
ابتسمت له وهزت رأسها بالنفي
 
"ها ،،، قوليلي ايه رأيك فالقصر في حاجة
مش عاجباكي "
 
"لأ كل حاجة حلوة ومعمولة حلو "
 
اقترب منها وسألها بمكر مبطن
"طيب واوضة النوم عجبتك"
 
"اه حلوة بس ليه لونها غامق كده "
 
"ليه مش عاجباكي لو عاوزة نغيرها ok انا معنديش مانع بس والنبي بلاش الوان البنات دي البمبي واحمر ومعرفش ايه "
 
"لأ انا مقولتش نغيرها بس بسأل وبعدين مش شرط بمبي واحمر ممكن بني ابيض او اسود وابيض مع بعض
وكمان هي حلوة مش عاوزلها تغيير "
 
هتف بخبث
"طيب والهدوم الي فوق عجبوكي "
 
ارتبكت ملاك واحمرت خدودها اشاحت
وجهها للجهة الاخرى وهتفت
"اه ،، حلوين مرسي "
 
"طيب والحاجات التانية "
 
كاد ان يغمى عليها من فرط التوتر والخجل
ولكنها ادعت عدم الفهم لتهرب من هذا المأزق
"حاجات تانية ايه مش فاهمة "
 
اجابها بصوت اجش مليئ بالرغبة
فور تخيله لها وهي ترتدي هذه الاشياء
"حاجات الشيفون والدانتيل والحاجات هتجنن واشوفهم عليكي "
 
هبت ملاك واقفة وكأنها لدغت
"انتا قليل الادب وسافل وانا مش عاوزة افضل هنا عاوزة ارجع البيت "
قالتها بارتجاف
 
انتصب وهمس في اذنها جعلها لا تقوى على الوقوف
ووجهها يكاد ينفجر من شدة الاحمرار
"سافل وقليل الادب من الكلام طيب لو شوفتي الافعال هتعملي ايه ،،، عموماً قرب اليوم الي هتكوني فيه فحضني ومحدش هيمنعني عنك "
 
قال جملته وسار امامها بقيت متصنمة في مكانها وكانها التصقت فالأرض فجملته بعثرتها وجعلتها لا تقوى على الحركة ،، وصل ادهم للسيارة والتفت خلفه وجدها تقف مكانها ضحك عليها فهذه الفتاة الخجل والتوتر يتحكم بها عاد اليها اقترب منها وهم بتقبيلها ولكنها عادت للخلف قالت مستنكرة
"ايه هتعمل ايه ،، مش انتا وعدتني مش هتعمل كده
وكمان مش شايف الحرس الي ماليين الجنينة "
"اولاً انا كنت هبوسك من خدك يعني بوسه بريئة
ثانياً انا ميهمنيش حد لو عاوز اعمل حاجة بعملها لو قدام الدنيا كلها "
 
ثم اشار لاحد رجاله ليأتي وطلب منه شيئاً لم تفهم ملاك ما هو ،، جاء الحارس بعد قليل يحمل شئ يشبه المقص انقبض قلب ملاك فظنت ان ادهم سيفعل بها مكروه ،، لكن ذهبت ظنونها ادراج الرياح عندما وجدته يقص بعض الورود ويجمعها على شكل باقة منوعة رائعة ،،، زينت الابتسامة ثغرها عندما اتجه نحوها يحمل باقة الورد قدمها لها
قال مشاكساً
"دي عربون الصلح "
 
امسكتها واخذت تشم بها فرائحتها كفيلة فتعديل المزاج
امسك يدها وسار باتجاه السيارة واركبها وجلس بجانبها وكلف السائق بمهمة القيادة اغلق الشباك الفاصل بينهم وبين السائق ليبقيا على راحتهم اكثر ،، كانت ملاك منشغلة باستنشاق رائحة الورد الجميلة وادهم يراقبها بحب فهي كالطفل الصغير اقل شئ يسعده
 
******************
 
في قصر ادهم
 
في المطبخ كان يتجمع الخدم يجلسون على الطاولة الكبيرة التي تتوسط المطبخ تحدثت احدى الخادمات
"شوفتو ادهم بيه مراته جميلة ازاي وباين عليها طيبة وبنت ناس "
 
تحدثت الخادمة نسرين بحقد دفين
"كلهم كده فالاول بيبانو طيبين ،، بس تتجوز وتبقى ست القصر ده هنشوف الطيبة الي على حق "
 
تحدث الطباخ
"بس البنت باين انها مش العالم بتاع ادهم بيه
لانها كانت بتبص للقصر بطريقة وكانها اول مرة تشوف
حاجة زي كده بس يارب متبقاش داخلة على طمع "
 
هتفت السيدة سعاد
"البنت باين انها بتحب ادهم بيه ومش من النوع الي يعرف يلاعب وكمان ادهم بيه باين انه بيحبها
ربنا يسعدهم مع بعض "
 
********************
 
مساءً
في فيلا أمجد
كان يجلس في الصالون يشرب الشاي مع والدته ويشاهدون احد البرامج التلفزيونية
تنحنحت السيدة سلوى قبل ان تتحدث فالموضوع الذي ستفاتحه مع ابنها تعلم انه سيثير غضبه
 
"احمم .. كنت عاوزة اقولك حاجة يا امجد "
 
التفت امجد الى والدته
"خير يا ماما اؤمري "
 
"اصلي النهاردة كنت عند خالتك نجوى
وبنتها نفين بسم بالله ما شاء الله بقت زي القمر
بنت شيك اوي وجمال وحسب ونسب ...."
 
قاطع حديثها امجد
"من الاخر يا ماما .. قولي الخلاصة بلاش نظام المقدمات ده "
 
"من الاخر عاوزة اخطبهالك مش هتلاقي عروسة احسن منها "
 
تأفف امجد من هذه السيرة التي اصبح دائماً ما يسمعها من والدته من وقت خطبة ادهم وهي لا تمل ولاتكل من هذا الموضوع
"هو انتي يا ماما ما بتزهقيش نفس السيرة كل يوم .. راعي اني زهقت اديني فترة اجازة حتى " 
اجابته والدته مستنكرة
"لأ مش هزهق طول وانتا مش راضي تريحني...
ثم اكملت بلين حتى تستعطفه
"انا يا بني عاوزة اشيل ولادك قبل ما اموت وكمان انتا شايف ادهم خلاص كلها اسبوعين ويتجوز وانا عاوزة افرح بيك انتا كمان "
 
اقترب امجد من والدته وقبل رأسها
"بعد الشر عنك يا ست الكل ... بس اديني شوية وقت
انا بصراحة في وحدة معجب بيها وان شاء الله كام يوم كده اعرف راسي من رجلي واخدك ونروح نخطبها على طول ..... ها ايه رأيك "
 
"بجد يا أمجد... طيب هي مين اسمها ايه عندها كام سنه واهم حاجة من عيلة ايه وابوها مين "
 
رفاع امجد حاجبه متعجباً
" عيلة ايه .. وابوها مين ... هو انتي من امتا بتفكري بالطريقة دي يا ماما من امتى عندك الطبقية المجتمعية مهمة اوي انا معرفكيش كده "
 
"انا والله ما اقصد كده انا بس عاوزة اعرف احنا نعرفهم ولا لأ وكمان مش عاوزني اعرف العيلة دي الي هنبقى نسايب معاهم ناس كويسين ولا لأ
وبعدين متنساش اني كنت سكرتيرة ابوك الله يرحمه ووالدي كان بياع فمحل صغير يعني انا مش من النوع الي يبص للحاجات دي .. وكمان انتا شوفت ادهم مراته منين بس بنت ناس محترمين وهي بنت كويسة "
 
قبل امجد يدين والدته باحترام
"وعد مني لما ابقى عارف رأيها هاجي واقولك كل حاجة بس ماتخفيش البنت كويسة ومن عيلة محترمة هو ابنك هيتجوز اي حاجة وخلاص اطمني "
 
"ربنا يسعدك ويكتبلك الخير يا امجد يا ابن بطني "
 
"ايوة كده كثري من الدعاوي الحلوة دي
مش تقوليلي نفين ومعرفش ايه ..
انا فالمكتب هخلص شوية شغل واطلع على اوضتي انام عاوزة حاجة يا امي"
 
"عاوزاك بخير يا حبيبي "
تركها في دوامة فرحتها وذهب لينهي بعض الاعمال المترتبة عليه في المكتب
 
********************** 
في منتصف الليل
 
في بيت ملاك نجدها تجلس على سريرها
تتصفح مواقع الانترنت الخاصة بفساتين الزفاف تحاول انتقاء شئ مميز تأففت بصوت مسموع
"ايه ده مفيش حاجة مناسبة خلاص مبقاش في فساتين فالبلد كلهم بقو وحشين "
 
قالت جملتها والقت الهاتف جانباً وقفت لتذهب لصنع النس كافيه فجديها غرقا في النوم منذ ساعات
ولكنها جافاها النوم وقفت في المطبخ تعد النس  الكافيه ،، في نفس اللحظة دلف ادهم لغرفتها
عقد حاجبيه مستغرباً فلم يجدها في سريرها فالوقت متأخر اين ستكون في هذا الوقت وضع الكيس الذي يحوي الكثير من انواع الشوكلاته المحببة لملاك على سريرها وفتح الباب بهدوء وقبل ان يخطو خطوة واحدة خارج غرفتها رأها تخرج من المطبخ تحمل كوب في يدها متجهة لغرفتها اغلق الباب بهدوء ثم وقف خلفه ،،، دلفت ملاك واغلقت الباب ولكنها لم تنتبه
لادهم الواقف خلفه وعندما لاحظت لوجود كيس على سريرها
وضعت الكوب الساخن على الطاولة الملاصقة لسريرها
فتحت الكيس وشهقت بفرح عندما وجدت الانواع المفضلة لديها
"اي ده شوكلاتة مين الي جابها هنا " 
شهقت بفزع عندما احتضنها ادهم من الخلف مستنداً بذقنه على كتفها هامساً في اذنها
"هيكون مين غيري "
 
التفتت اليه ملاك وهي جاحظة العينين هتفت بهمس حتى لا يسمعها جديها
"يا نهار اسود ومنيل بستين نيلة ،،، انتا بتعمل ايه هنا فالوقت ده ودخلت هنا ازاي وانتا هنا من امتى اصلاً "
 
قرصها من خدها بخفة
"يعني المطلوب اني اجاوب على كل دول ... اممم ماشي يا ست ملاك ،،، بعمل ايه هنا ،،، جبتلك كيس شوكلاته ،،، ودخلت هنا ازاي ،،، اكيد من باب البلكونة
ومن امتى هنا من وقت ما روحتي تعملي النس كافيه
ها في اسئلة تانية "
 
قال جملته واتجه ليمد جسده العريض على سريرها الشئ الذي جعلها تقف متخشبة نظرت إليه بتعجب من جرأته وتصرفه بأريحية اقتربت منه وهو مغمض عينيه
"انتا بتعمل ايه ،، ادهم عشان خاطري قوم روح شقتك لو جدو او تيتة شافوك هنا هيزعلو مني اوي والنبي ابوس إيدك عشان خاطري "
قالتها بصوت اقرب للبكاء
 
اعتدل في جلسته وانتصب واقفاً دنا منها قليلاً
"حاضر هروح شقتي بس هاخد النس كافيه ده ليا "
 
امسكت ملاك الكوب واعطته اياه
"خده انا مش عاوزاه بس امشي والنبي "
 
اقترب منها وطبع قبلة صغيرة بجانب شفتيها
وعاد الى شقته اغلقت ملاك باب شرفتها
تنفست الصعداء عندما تأكدت انه وصل شقته صدح رنين هاتفها بنغمة مخصصة لاتصال أدهم
 
اجابته بحدة مغلفة بهدوء
" اوعى تعمل كده تاني مرة "
 
تنهد ادهم براحة فور سماع صوتها
" الحق عليا قولت اجيبلك شوكلاته "
 
"لأ متجبليش شوكلاته بالطريقة دي وانتا بتتسحب
زي الحرامية "
 
رفع حاجبيه مستنكراً
"حرامية !!! واضح انك خدتي عليا كتير.....
بس مش مهم كله بحسابه "
 
صمتت ملاك قليلاً قبل ان تهتف بصوت اشبه بالبكاء
"ادهم ،،، انا دورت على الانترنت ملقتش فساتين فرح تعجبني خايفة يسرقني الوقت وملحقش اختار فستان الفرح "
 
ضحك ادهم على طفولتها
"حبيبتى .. ودي حاجة تفوتني برضو جهزي نفسك بكرة هنروح احلى مكان عشان تنقي فستان الفرح "
 
قفزت ملاك على سريرها بفرح
"احلف ،،، يعني خلاص هنقي فستان الفرح الي على ذوقي ،،، Yas"
 
"بس اعملي حسابك لو معجبنيش مش هتلبسيه "
 
شهقت ملاك بصدمة
"نعم ،،، ليه انتا ناوي تشوف الفستان قبل الفرح
ده فال وحش "
 
"فال وحش .... اسكتي بلاش خرافات اسمعي الي بقوله وبس "
قالها باسلوبه الذي لا يقبل النقاش
 
مدت شفتيها للامام بعبوس كالاطفال
"حاضر ،،، بس تيتة ومها لازم يبقو معايا "
 
"حاضر وانا معنديش مانع بس برضو لو معجبنيش اختيارك مش هتلبسيه ،، ودلوقتي روحي نامي عندك جامعة الصبح والساعة داخلة على واحدة"
 
اغلقت ملاك الهاتف واخذت تتخيل شكل الفستان الذي ستختاره
صباحا
في مكتب ادهم
كان يجلس على مكتبه ومندمج بالعمل فهو يريد ان ينهي المهام الموكولة اليه قبل ميعاد الزفاف حتى يستطيع الاستمتاع بشهر العسل دون ازعاج الذي نوى سابقا ان يجعله شهران او ثلاثة ويوكل امجد بجميع الاعمال بالنيابة عنه في حين كان منكبا على عمله
سمع طرقات على الباب وقبل ان يأذن للطارق بالدخول دلف امجد الذي بان التوتر والارتباك عليه
عقد ادهم حاجبيه هاتفا
في معجزة حصلت بقى امجد يدق الباب
اكيد في مصېبة جاية فالسكة 
اجابه امجد بارتباك وهو يحك مؤخره رأسه
كنت عاوز اطلب منك طلب 
طلب ايه ده الي مخليك مش على بعضك كده 
احممم ... كنت عاوزك تطلب من شريف حاجة 
اغلق ادهم حاسوبه وانتبه لكلام امجد
عاوز ايه من شريف 
بصراحة كده ومن الاخر انا معجب فوحدة وكنت عاوز اعرف كل حاجة عنها 
ضحك ادهم على ارتباك امجد حتى كادت تدمع عيناه
بقى كل التوتر ده عشان جانبك وقعت
ارفق جملته بغمزة مشاكسة
على الاقل انا وقعت ... مش زي ناس اتسحلت على جذور رقبتها 
ضيق ادهم عيناه بغيظ
تقصد مين بالكلام ده 
والله كل واحد وعارف نفسه .. المهم هتساعدني ولا اتصرف من دماغي واعك الدنيا 
لأ انا هتصلك دلوقتي بشريف ... بس هي مين ...
انا اعرفها 
قال أمجد بابتسامة بلهاء
لأ متعرفهاش .... لأ تعرفها شفتها قبل كدة تبقي
اخت مها السكرتيرة 
هب ادهم واقفا
نعم !!! على چثتي تتجوز البنت دي
دي وحدة قليلة الادب ولسانها اطول منها وعاوز حد يقصوهلها وانا شكلي الي هقصه ... اسمع انسى الموضوع ده نهائي مفيش جواز من البنت دي 
ظهر الڠضب على وجه امجد
يعني ايه مفيش جواز منها ليه هو كان على ذوقك 
وبعدين انتا شاورت حد لما روحت خطبت ملاك ده انتا اخدتني معاك وانا مش عارف نفسي رايح فين غير لما وصلنا لبيتهم جاي دلوقتي تمنعني اني اتجوز البنت الي اختارتها 
مسح ادهم وجهه محاولا تمالك نفسه
يا امجد اسمع البنت دي شتمتني وانا واقف وبتعبي دماغ ملاك بكلام فارغ وواضح انها مستهترة ومش قد المسوؤلية اسمع من اخوك وبلاش 
انا معجب بيها وحاسس انها بتبادلني نفس الشعور
وانا عاوز اعرف شوية حاجات عنها يمكن تطلع مش مناسبة وبعدين متحكمش عليها من اول مرة يمكن كانت بتهزر 
طيب يا امجد حاضر هعملك كل الي انتا عاوزه بس عشان خاطري فكر فالموضوع كويس شوية وهتلاقي شريف فمكتبك انشرح وجه امجد
والله انتا أجدع واحد في الدنيا الهي يسترك يا ادهم يا ابن ام ادهم ويعجل جوزاك من ملاك بنت ام ملاك قادر يا كريم واشيل الشمع ففرحكم يا رب .... 
قال ادهم وهو يضحك بطريقة كوميدية
بطلو تسول مليتو البلد 
ارفق جملته وهو يقذف امجد باحد الاقلام الموجودة على مكتبه
جلس ادهم على كرسيه الوثير بعد خروج امجد من مكتبه يتابع عمله المتراكم عليه
في المطعم الفاخر
الذي تتردد عليه داليا كثيرا
كانت تجلس مع صديقتها فريدة سألت فريدة بفضول
هو اخبار ادهم ايه متعرفيش حاجة عنه 
وضعت داليا فنجان القهوة على الطاولة
الخدامة الي بتشتغل هناك قالتي انه الي اسمها ملاك امبارح كانت جاية القصر عشان تشوف لو في حاجة عاوزة تغيرها
بس الخدامة قالت انها شافتها نازلة من فوق بټعيط 
بټعيط !!! من ايه 
اجابتها داليا بتعالي
تلقيها بتدلع عليه عشان تخليه يجري وراها ويصالحها ويجيب لها هدية بالشئ الفلاني
بنت السواق عاملة فيها هانم وعاوزة تغير ديكورات
القصر الي محلمتش فيوم انها تعدي من قدامه هو
انتى مش خاېفة ادهم يعرف انك خليتي الخدامة تتجسس عليه وتجيبلك معلومات عنه 
هه ... والله انتي عبيطة ودي حاجة تفوتني
انا بتكلم معاها من نمرة مش متسجلة وكمان فهمتها ان اسمي فرح عشان لو اتمسكت وادهم سألها اسمي مش هيجي فوسط الكلام 
طيب هو انتي ناوية على ايه 
ولا حاجة هستنى لغاية ميتجوزها واشوف هيزهق منها ويرميها ولا لأ 
طيب لو هو بقى بيحبها بجد وفضل متجوزها
هتعملي ايه 
رفعت داليا حاجبها باستنكار
يبقى عليا وعلى اعدائي ولازم اتدخل وقتها انا مش هفضل واقفة اتفرج وهي تاخد الجمل بما حمل بس
انا خاېفة عليكي من ادهم لو عرف
انتي ناوية على ايه مش هيسكت 
هه...وهو هيعرف منين انا من وقت ماحطيت السم فالقهوة لبنت السواق وانا مشفتهاش والخدامة متعرفش عني اي معلومة ممكن تفيد ادهم فحاجة 
لوت فريدة شفتيها بتهكم ولكن في الخفاء دون
ان تراها داليا
وبعد عدة ساعات
كان امجد يقف امام جامعة هبة
فهو اول طلب طلبه من شريف ان يعلم له ان كانت فالجامعة ام لا
ظل ينتظرها الى ان خرجت واخيرا بعد قرابة الساعتين من بوابة الجامعة تضحك مع احد صديقتها تقدم بسيارته الفارهة بالقرب منها وسار خلفها وعندما اصبح قبالتها قطع عليها الطريق
نزل من سيارته واتجه اليها
مساء الخير يا انسه هبة ازيك 
اصبحت هبة لا تسمع شئ من شدة طرقات قلبها فور رؤيته فواسمته كلما تزداد واكثر ما يزيدها ابتسامته
اجابته بخفوت وتوتر
الحمد لله ازي حضرتك 
حضرتي بخير ممكن نتكلم شوية 
اتفضل 
بص امجد حوله
هنتكلم هنا انا عازمك على فنجان قهوة وهنا المكان قريب ومش هأخرك في كلمتين عاوز اقولهم لك 
ترددت هبة قبل الصعود معه في السيارة
وبعد قرابة العشرة دقائق
كانا يجلسان في كافيه هادئ مطل على نهر النيل
تنحنح امجد قبل ان يهتف
بصي انا محبش اللف والدوران من الاخر كده انا معجب بيكي وعاوز اتجوزك 
كادت هبة ان تبزق العصير الذي كانت تشربه في وجه امجد فالذي سمعته نزل عليها كالصاعقة
سالها امجد عندما تأخرت اجابتها
ها مسمعتش رأيك 
بدت وكأن لسانها قد شل تماما
حدثت نفسها
روحت فين يا لساني يا طويل مش سامعالك صوت الله ېخرب بيتك لما احتاجك مش لاقياك 
توتر امجد من سكوتها فسألها
هو انتي في حد فحياتك 
هزت رأسها بالنفي
هتف امجد بنفاذ صبر
امال إيه انا مستني ردك على الي قولته 
مش عارفة اقول ايه بصراحة 
قالتها بخجل
ابتسم لها وهز رأسه متفهما
خلاص انا هعتبر السكوت علامة الرضى 
طيب انا خلصت الي كنت عاوز اقوله عاوزة تقولي حاجة إنتي 
هزت رأسها بالنفي
طيب تحبي اوصلك 
لأ انا هروح لوحدي عن اذنك 
وفرت من امامه هاربة لا تصدق ما الذي حدث منذ قليل هل امجد معجب بها مثل ما هي متيمة به لقد اصبح فتى احلامها منذ ان رأته
تركت امجد الذي اصبحت ابتسامته اكثر اتساعا
مساء
في احد دور الازياء الفاخرة
دلف ادهم بشموخ وهو ممسك بيد ملاك وتتبعهم جدتها ومها استقبلتهم مسؤولة الدار وبعض العاملات التي يقفن باحترام بجانبها
تحدثت باحترام ولباقة
اهلا وسهلا يا ادهم بيه اهلا يا ملاك هانم اتفضلو
جلسا على احد الارائك الفاخرة جلس ادهم واجلس ملاك بجانبه 
همست له بصوت خاڤت
ادهم نزل ايدك ايه إلي انتا بتعمله ده راعي ان تيتة قاعدة مينفعش كده 
اقترب منها هامسا لها بنفس الطريقة
انا يا قلبي ميهمنيش حد لو عاوز اعمل حاجة
فمتتعبيش نفسك وتقعدي 
تأففت بصوت كان مسموع
اقتربت منها مها
مالك بتنفخي ليه ايه الي مدايقك 
هو انتي مش شايفة
اسلوبه الي يشل ده بيعمل الي هو عاوزه ميهموش حد 
نظرت مها لمكان وصف ملاك حاولت كبت ضحكتها
قالت ملاك بغيظ
طلعيها يا حبيبتى متكتمهاش اضحكي 
هتفت بجملتها 
وقبل ان تتحدث مها دلفت المسؤولة عن المكان تحمل بيدها عدة مجلات وضعتها في يد ملاك
دي التصاميم الجديدة يا فندم اتمنى انهم يعحبو حضرتك 
شرعت ملاك بتقليب الصفحات بتأني تحت نظرات أدهم المتفحصة لكل صفحة منتظر اختيار ملاك
شهقت ملاك بفرح
واو ده يجنن يا ادهم بص حلو اوي 
اجاب ادهم ببرود
لأ مش حلو ظهره مكشوف اوي شوفي غيره
جعدت انفها بطريقة لطيفة
واخذت تقلب في الصفحات بتمهل لتنتقي فستان
زفافها بعناية توقفت عند احد الصور
ده تحفة بجد يجنن بص يا ادهم جميل اوي
وظهرة مش مكشوف 
نظر ادهم للصورة
واجابها ببروده المعتاد
مممم لأ ... درعاتك وكتافك هيبقو باينيين اوي
شوفي حاجة تانية 
حاولت اثناءه عن رأيه
يا ادهم الطرحة هتبقى ...... 
قاطعها ادهم عندما رفع يده بمعنى انتهاء الحديث
تأففت بصوت عالي واخذت تقلب
الصفحات پعنف وحدة
توقفت عند احد الصور التي نالت اعجابها
التفتت الى ادهم وقالت بصوت خاڤت
بص ده حلو مش مبين لا ظهري ولا درعاتي وكتافي 
هبت ملاك واقفة والقت المجلات التي في يدها على الاريكة پعنف
هتفت لحدة
خلاص طالما مفيش حاجة عاجباك نقي انتا الفستان وهاتهولي انا ماشية 
كادت ان تغادر قبل ان ېصرخ بها
استني عندك 
توقفت ملاك ونظر ادهم لجدتها ومها والعاملات
سيبونا لوحدنا شوية 
انسحب الجميع من المكان تقدم منها ادهم بخطوات
متمهلة وعيناه لا تبشر بخير ارتبكت ملاك قليلا من نظراته حاولت قدر المستطاع عدم اظهار توترها ارجعت خصلات شعرها للوراء امسكها ادهم من ذراعها بقوة جعلتها تتأوه بصوت خاڤت حاولت ان لاتجعله يخرج حتى لا تظهر ضعفها امامه
همس ادهم امام وجهها بصوت يشبه فحيح الافاعي
اول واخر مرة صوتك يعلى قدامي
ده اولا ثانيا انا قولتلك لو الفستان معجبنيس مش هتلبسيه ولا انتي عاوزة تمشي وتخلي الرجالة عنيهم متنزلش من عليكي 
قالها و يده تزداد ضغطا على ذراعها
قالت ملاك بصوت باكي
ادهم ايدي بتوجعني 
انتبه ادهم ليده التي تضغط على ذراعها رفع يده
فوجد اثار اصابعه على ذراعها ضغط على اسنانه لاعنا غضبه فهو لم يقصد ايذائها
همس بأسف
انا اسف مكنتش اقصد 
وعلامات الاسف واضحة على ملامحه
هتفت ملاك بخفوت
انا عاوزة امشي من هنا 
مش قبل ما تنقي فستانك بصي احنا هنبص على مجموعة تانية لو واحد عجبك ومعجبنيش هنشوف لو نقدر نعمل تعديلات عليه او لأ 
هزت ملاك رأسها ايجابا وبادلته الابتسامة
بعد قرابة الساعة من النظر للصور لم تعجب ملاك بشئ
جاءت مسؤولة المكان وتسير خلفها العاملة تحمل بيدها فستان كبير مغلف
ده اخر فستان وصل من كام يوم من باريس اتمنى انه يعجبكم 
اخرجته العاملة من المغلف
شهقت ملاك بفرح فور رؤيته فكان اكثر من رائع جميع التصاميم التي رأتها لم تكن بجمال هذا الفستان
نظرت ملاك لادهم وقوست شفتيها بطريقة لطيفة
تجعله لا يفرض لها طلب
قالت وهي تمد شفتيها للامام
عاوزة اجربه 
اماء ادهم لها بالمواقفة هبت واقفة بسرعة قبل ان يغير ادهم رأيه
وقفت ملاك امام المرأة تنظر لنفسها بحماس وفرحة شديدة بعد ان ارتدت الفستان بمساعدة مها
سارت باتجاه ادهم وجدتها التي نظرت اليها
والدموع تقفز من عيناها
ما شاء الله زي القمر يا بنتي
ربنا يحميكي ويفرح قلبك 
نظرت لادهم الذي كان يتفحصها بنظراتها المليئة بالحب تقدم منها
طالعة زي القمر الفستان يجنن عليكي 
اخذت تدور حول نفسها بسعادة
سعيدة بهذا الفستان
قالت مسؤولة المكان
الفستان يجنن عليكي يا ملاك هانم 
ثم وجهت
كلامها لادهم
ذوقك حلو اوي يا ادهم بيه عروستك زي القمر 
مساء
في فيلا امجد نجده ينزل الدرج وعيناه تبحث عن والدته اخذ ينادي عليها حتى وجدها في الصالون تشاهد التلفاز
جلس بجانبها وقبل رأسها
ازيك يا ست الكل ها بتابعي ايه على التلفزيون
ده المسلسل التركي يا ابني الي متباعاه اسكت خليني اسمع حلقة النهاردة مهمة البطلة حامل من البطل وهو ما يعرفش 
امسك امجد الريموت واغلق التلفاز الشئ الذي جعل والدته تثور وقبل ان تتحدث قاطعها امجد
اهدي هتكلم معاكي شوية وبعد كده هجيبلك المسلسل كله من الانترنت 
أجابته والدته وعيناها على التلفاز المغلق
هز امجد رأسه بيأس من والدته
هو انتي مش عاوزة تفرحي بيا زي ادهم كده 
ده يوم المنى الي افرح بيك بس انتا تقول موافق 
انا مش من كام يوم قولتلك ان في وحدة معجب بيها
انا بقى النهاردة اتكلمت معاها
وحسيت انها معجبة بيا زي ما انا معجب بيها 
طيب قولي كل حاجة عنها انتا وعدتني هتقولي لما تعرف ردها 
اسمها هبة عندها 22 سنة بتدرس ادارة اعمال وساكنة في ٦ اكتوبر وتبقى اخت سكرتيرتي مها 
سألته والدته بفضول
طيب هي حلوة 
ابتسم امجد بتلقائية فور تذكره لشكلها وهيئتها البسيطة الجميلة
زي القمر يا ماما وان شاء الله كام يوم ونروح انا وادهم عشان نخطبها ولما اهلها يوافقو هاخدك عشان تشوفيها 
ان شاء الله يا ابني افرح بيك ويكون في علمك نخلص من فرح ادهم وهنبدأ نجهز لفرحك 
مش لما نخطبها الاول واهلها يوافقو بعدها نقول فرح وشبكة متستعجليش 
في بيت هبة
كانت تتربع على سريرها تقلب هاتفها تبحث عن صفحات يوجد بها صور لامجد لقد جمعت له عدة صور من المواقع الخاصة برجال الاعمال
قاطع اندماجها اتصال على هاتفها
عقدت حاجبيها بحيرة فهي لم تتعرف على هوية صاحب الرقم اغلقت الاتصال وقبل ان تعاود اكمال ما كانت تفعله اعاد الاتصال بها مرة أخرى
تأففت بصوت مسموع هتفت بحدة
نعم مين حضرتك نازل زن زن زن افصل شوية شوفتني فصلت اول مرة خلاص خلي عند اهلك ډم ومترجعش تتصل تاني 
اغلقت الاتصال في وجه امجد الذي نظر لهاتفه پصدمة
من حديثها فهي لم تعطيه مجال لتعريف عن نفسه
ممم واضح ان ادهم كان معاه حق دي فعلا لسانها
متبري منها 
عاود الاتصال بها مرة اخرى وهو مقرر ان لا يعطيها مجال في الحديث وعندما فتحت الخط وقبل ان تبدأ وصلة ثرثرتها
انا امجد 
نظرت هبة لهاتفها واغلقت الهاتف واخذت تلطم خديها
يا نهار أسود يا نهار أسود ايه الي انا عملته ده
يقول عليا ايه دلوقتي يعني من كام ساعة ميطلعليش صوت قدامة ودلوقتي اظهر مواهبي الجبارة
يا نهار اسود...... 
قاطع وصلة ندبها اتصال امجد للمرة الرابعة
تنحنحت وردت بحرج
مساء الخير 
ايه مش عاوزة تقفلي فوشي 
احم اسفة على سوء التفاهم الي حصل من شوية انا مكنتش اعرف انه انتا الي بتتصل 
حصل خير عاملة ايه 
ابتسمت ببلاهة
انا بخير اوي اوي اوي 
ضحك امجد عليها
هو انتي على طول كده 
عقدت هبة حاجبيها مستغربة
إزاي يعني كده مش فاهمة 
قصدي على طول كده هبلة 
تحدثت هبة بحرج
هو انتا شايفني هبلة بجد 
لأ طبعا بهزر 
تنفست هبة براحة
الحمد لله طمنتني 
صمت امجد قليلا قبل ان يسألها
هو انتي بتحسي ايه اتجاهي 
اجابته هبة بتوتر واضح
ها ... ااانا ... مضطرة اني اقفل بابا بينده عليا
تصبح على خير 
نظر امجد للهاتف
هنشوف هتفضلي تهربي مني لحد امتى 
اغلقت هبة الهاتف وحاولت ان تضبط
انفاسها التي بعثرها بسؤاله
جلست تفكر بالاجابة
هو الي انا عارفاه انك قمر اوي وعسل اوي وسكر اوي اوي اوي 
احتضنت الهاتف بسعادة داثرة نفسها بالغطاء
مستعدة لاحلامها الوردية
صباحا
في مكتب امجد كان يطالع بعض الملفات ويقارنها مع شئ على حاسوبه الشخصي سمع طرقات على الباب
فأذن للطارق بالدخول
دلفت مها تحمل في يدها كوب القهوة التي طلبها
امجد منذ قليل وضعتها على طاولة مكتبه
قهوة حضرتك يا فندم تأمرني بحاجة تانية 
ازاح امجد الملفات من امامه ووضعها جانبا وجذب كوب القهوة
اتفضلي اقعدي يا مها عاوز اتكلم
معاكي فموضوع مهم 
استغربت مها في بداية الامر فهو لم يطلب منها هكذا طلب من قبل جلست ونظرت اليه بترقب
تنحنح امجد قبل الحديث
هو الموضوع يخص هبة اختك.....
قاطعته مها متسرعة
هبة مالها هبة حصلها حاجة لو على موضوع مستر ادهم وسوء التفاهم الي حصل ما بينهم فالمستشفى انا اعتذرت بالنيابة عنها ومستعدة اعتذر كمان مرة
والله حضرتك ......
بااااس صاح بها امجد بعدما حاول اسكاتها لكنها لم تستمع اليه ولم يجد سوى هذه الطريقة
ايه زن زن زن مبتفصليش واضح ان العيلة كلها كده
وبعدين انتي من امتى رغاية معرفكيش كده 
اخفضت مها رأسها حرجا
انا اسفة حضرتك بس انا اټخضيت عليها وحضرتك
ما وضحتش 
هز امجد رأسه متفهما
هو الموضوع من غير لا لف ولا دوران
انا معجب باختك هبة وعاوز اتقدم اخطبها 
تنحنحت مها بحرج فالموضوع كان بمثابة مفاجئة
كبيرة بالنسبة لها طيب المفروض انها تكون موافقة
على الخطوة دي 
انا اتكلمت معاها وهي موافقة 
طيب هو ايه الي مطلوب مني اعمله 
قالتها بغباء واضح
مسح امجد وجهه كاتما غيظه
مها مش وقت فقرة الغباء بتاعتك مش مطلوب منك غير رقم تلفون والدك انا كنت هطلبه من هبة بس هي مددتنيش مجال 
اخذت هبة ورقة وقلم من على مكتبه
ودونت رقم والدها واستأذنت للخروج
اتصل امجد على والد هبة واخذ ميعاد لزيارته
الساعة السابعة مساء
بعد عدة دقائق
كان أدهم يدقق النظر في الملف الموضوع امامه و ينظر لملف اخر موضوع جانبا رفع نظره 
باتجاه الباب الذي انفتح وطل منه امجد كعادته
هتف ادهم ببرود
خير ايه جابك 
جلس امجد باريحية على الكرسي المقابل لمكتب ادهم
فضيلي نفسك النهاردة بالليل 
عقد ادهم حاجبيه بتعجب
ليه ان شاء ناوي تعزمني على العشا مظنش
انك كريم اوي كده 
قال جملته وهو ينظر للملفات الموضوعة امامه
هتف امجد مستنكرا بعد جملة ادهم
ليه ان شاء كنت بخيل ولا كنت بخيل
وبعدين اطمن الموضوع مش كده ...
اصل انا اخدت معاد من ابو هبة
وهنروح النهاردة الساعة السابعة 
اسمها اروح مش نروح عشان انتا عارف رأيي فالجوازة دي من الاول 
هتف پصدمة
يعني اروح لوحدي 
تنهد ادهم بنفاذ صبر
خلاص عدي عليا وانتا رايح هناك بس بلغني قبل بوقت عشان ابقى جاهز 
Yas yasهو ده الكلام
وخرج مسرعا من مكتب ادهم
دلفت في هذا الوقت السكرتيرة
تحدثت باحترام
مستر ادهم مدام هويدا العطار وصلت
تحب ادخلها دلوقتي ولا اخليها تستنى اشوية 
نظر أدهم الى ساعة يده ذات الماركة العالمية
طيب دخليها 
مدت يدها لتصافح ادهم بدلال لكن ادهم قابل مصافحتها بجمود اعتاد عليه معها حتى لا تتمادى
بافعالها معه
في جامعة ملاك
تنفست الصعداء فور خروجها من الجامعة
فاليوم كان مليئ بالمحاضرات حتى اصبحت دماغها لا تستوعب اي معلومة اخرى كانت ترتدي بلوزة سوداء نصف كم تظهر جمال ذراعيها وبنطال جينز بالون الفاتح وحذاء اسود رياضي مريح مع حقيبة متوسطة الحجم باللون الاسود
استقلت السيارة التي كلفها أدهم باصطحابها يوميا الى الجامعة كانت تود ان تعود للمنزل
 وترتمي على سريرها
وتغط في نوم عميق ولكنها تذكرت انها اتفقت مع مها
ان يذهبن للتسوق واشتراء ما يلزم لملاك
والنبي يا عم اسماعيل وصلني على الشركة
هز رأسه السائق متفهما
وبعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك تخرج من المصعد متجه لمكتب ادهم توقفت تنظر للسكرتيرة التي تعمل بجد فكانت ترتدي ملابس محتشمة مريحة للنظر وحجاب يحيط وجهها اقتربت منها ملاك بابتسامة بشوشة
مساء الخير 
انتبهت السكرتيرة لهذا الصوت هبت واقفة
مساء النور تفضلي حضرتك ازاي اقدر اخدمك 
انشرح قلب ملاك لتلك السكرتيرة
انا ملاك مرات ادهم 
اجابتها السكرتيرة باحترام وهي تصافحها
اهلا يا فندم تشرفت بمعرفتك
انا اسمي غادة 
سألتها ملاك الفضول
هو انتي متجوزة
استغربت غادة من سؤالها
ايوة يا فندم متجوزة وعندي ولدين وبنت 
ربنا يخليهم ليكي هو ادهم جوى 
ايوة يا فندم بس عنده اجتماع مع مدام هويدا العطار تحبي ابلغه بوجودك 
احتدت نظرات ملاك بغيرة واضحة فهو يجلس مع امرأة لوحدهم
لأ انا هعملهالو مفاجأة 
وقفت امام الباب تنظم انفاسها فتحت الباب بدون مقدمات واطلت برأسها من خلفه
وقالت بمشاكسة حاولت قدر المستطاع
اظهارها طبيعية
انا جيت 
قطعت هويدا حديثها والتفتت الى الباب الذي اطلت منه تلك الفتاة
اتسعت ابتسامة ادهم فور رؤيتها
انتصب واقفا متجها اليها متجاهلا تلك الجالسة
التي استشاطت ڠضبا احسنت اخفاءه
احب اعرفك يا مدام هويدا ملاك مراتي وفرحنا كمان كام يوم وانتي اول المعزومين 
هو انتا اتجوزت امتى يا ادهم بيه 
من شهرين تقريبا 
نظرت هويدا لملاك نظرات حقودة ومدت يدها لمصافحتها بفتور
هاي ازيك انا مدام هويدا العطار 
امام
وجلس ادهم عل كرسيه واخذ يتابع بعض الملفات التي امامه ثم تحدت برسمية
زي ما اتفقنا يا مدام هويدا احنا هنسلم المشروع على آخر السنة 
هتفت هويدا بدلع قصدت به اغاظة ملاك
بس كده بعيد اوي يا مستر أدهم
وكمان انتا حاطط شرط جزائي كبير مينفعش كده 
فغرت ملاك فمها من وقاحة تلك الجالسة امامها
اختلس ادهم اليها وابتسم داخليا على غيرتها الواضحة
اراد ان يلعب على هذا الوتر موجها كلامه لهويدا
انتي عارفة احنا كده شغلنا بس نضمنلك تستلمي المشروع على اعلى مستوى وبالنسبة للشرط الجزائي ده يضمن حقناوحقك وعشان خاطر عيونك هنزل منه نص مليون ها ايه رأيك قال اخر جمله وعيناه مسلطة على ملاك التي بدأت علامات الڠضب تظهر على تقاسيم وجههاهبت واقفة وهتفت من بين اسنانهاانا هشرب عصير اجبلكم معايا تحدث ادهم بابتسامة مستفزةاه والنبي يا حبيبتي هاتيلي معاكي وهاتي لمدام هويدا قالت بعد ان رسمت ابتسامة مقتضبة حاضر من عنيا اتجهت للثلاجة الصغيرة الموجودة في احداركان المكتب جذبت ثلاث زجاجات من العصير البارد بقى هوريكي هتدلعي ازاي 
هتفت بها بخفوت قبل ان تتجه باتجاه ادهم وفتحت له الزجاجة ووضعتها امامه قائلة بنعومة بدت لائقة على شخصيتها الرقيقة
اتفضل يا قلبي بالهنا والشفا 
نظر لها ادهم وكأنه يحاول ان يستشف بماذا تفكر
فهذه ليست تصرفاتها حسنا سينتظر ويرى ماذا
ستفعل
ثم اتجهت ملاك وفتحت الزجاجة الثانية لهويدا
وقالت بابتسامة متكلفة
اتفضلي يا مدام هويدا بالهنا والشفا 
تناولت هويدا منها العصير ووضعته جانبا
جلست ملاك وبدأت بارتشاف العصير
ثم وقفت وقالت بهدوء مصطنع
انا هقف هناك لحد ما تخلصو شغل 
مشيرة للحائط الزجاجي المطل على الشارع
وما ان وقفت وقبل ان تخطو خطوة واحدة
تظاهرت بالدوران وافرغت محتوى زجاجة العصير
على رأس تلك الجالسة بكل اريحية
ثم اوقعت نفسها ارضا حتى تجعل تمثليتها اكثر تصديقا
انتفضت هويدا صاړخة من برودة العصير الذي بلل شعرها ووجهها وملابسها
هب ادهم واقفا متجاهلا هويدا رفع ملاك عن الارض
قائلا بصوت مهزوز من الخۏف
ملاك حبيبتي 
ردى عليا مالك ايه الي حصل 
ارتبكت ملاك قليلا خوفا من ان يكشف امرها
قالت بخفوت مصطنع
ولا حاجة يا حبيبي بس دوخت اشوية
يمكن عشان مفطرتش 
حملها ادهم واجلسها على الكرسي نظرت ملاك لهويدا بنصف عين وبالكاد استطاعت ان تكتم ضحكتها بسبب مظهرها المضحك
قالت ببرائة مصطنعة
انا اسفة يا مدام هويدا معلش مش عارفة ازاي وقعت كده 
ثم تناولت المناديل الموجودة على مكتب ادهم
خلاص كده كله تمام 
سحبت هويدا المرآة من حقيبها وما ان رأت
انعكاس وجهها حتى صړخت بفزع
ايه الي عملتيه ده 
اجابتها ملاك ببرائة متكلفة
انا معملتش حاجة هو بس المكياج الي بتستخدميه
من النوع الرخيص انا اعمل ايه 
هبت هويدا واقفة متجهة للباب موجهة كلامها لادهم
انا هبعت المحامي يخلص العقود 
وخرجت من المكتب
كان هذا الموقف تحت نظرات ادهم الذي وضع يده على فمه حتى لا تخرج ضحكته امام هويدا
وما ان خرجت حتى واتجه لملاك التي ارتسمت على شفتيها ابتسامة تشفي عملتي كده ليه 
اجابته بتأكيد
وقف امامها مشمرا اكمام قميصه للاعلى
وعيناه مسلطة عليها
حاولت ملاك اخفاء توترها
ايه هتعمل ايه انا مش خاېفة من عضلاتك دي على فكرة 
في لحظة وضع يده خلف ركبتيها واليد الاخرى
خلف ظهرها
امممم مابتخافيش دلوقتي هنشوف 
قالها وسار بها باتجاه المكتبة التي تتوسط مكتبه
ادهم انتا هتعمل ايه نزلني انا عندي معاد مع مها
مينفعش اتأخر عليها 
لم يعطيها جوابا وضغط على احد اركان المكتبة بقدمه فانفتح باب سري وظهرت غرفة كبيرة تحوي سرير متوسط الحجم وحمام بباب زجاجي ومطبخ صغير
وطقم كنب جلدي وتلفاز وبعض الكراسي
واما ان دلف أدهم للداخل حتى انغلق الباب
انقبض قلب ملاك وقالت پخوف
ادهم انتا جبتني هنا ليه خلينا نرجع برا 
انزلها ارضا ووضع يديه على خصرها
وهمس بصوت هادئ
جبتك هنا عشان هتتعاقبي علي عملتي مع هويدا 
فغرت فمها پذعر وهتفت بقوة زائفة
تعاقبني ليه انا عملت ايه
وبعدين هي الي قاعدة تتمرقع وتقل فادبها 
واخذت تقلد صوت هويدا بس كده بعيد اوي يا مستر ادهم 
طيب انا كنت عاوز اتكلم معاكي فموضوع 
ارجعت ملاك خصلات شعرها للخلف محاولة ان تخفي توترها قالت بخفوت
عاوزة اغسل وشي 
وما ان دلفت لاحمام واغلقت الستارة حتى لا يراها نهرت نفسها بشدة
ايه إلي انا هببته ده انا ايه الي جابني عنده
مينفعش كده انا لازم اخرج من هنا على مكتب مها على طول ايوه هو ده اجمدي يا ملاك انتي مش ضعيفة ومتبصيش على عنيه عشان متضعفيش
خرجت متاجهلته متجه للباب المؤدي لمكتبه ولكنها فشلت في فتحه التفتت اليه وجدته يجلس باريحيه على الكنبة واضعا قدما فوق اخرى وېدخن من سېجاره الفاخر اتجهت اليه قائلة بترجي
أدهم عشان خاطري افتح الباب عاوز اروح عند مها
متحرجنيش اكتر من كده 
انتصب واقفا ممسكا بيدها 
لا عاش ولا كان الي يحرج مراتي حبيبتى 
سار بها باتجاه الباب وفتحه بنفس الطريقه التي فتحه بها من الخارج وسار باتجاه المكتب فاتحا احد ادراجه جاذبا بطاقة الكريدت كارت
عاد الى الملاك التي تنظر اليه باستغراب
مد يده لها بالبطاقة
خدي دي خليها معاكي واشتري كل الي
انتي عاوزاه 
هزت ملاك رأسها بالنفي هاتفة
لأ مش هاخدها انا معايا فلوس 
ملاك متعنديش انتي مراتي ومصروفك ملزوم مني
كادت ان ترفض الا انه وضع البطاقة في حقيبتها
خدي السواق معاكي وخلي تلفونك فإيدك عشان لما اكلمك تسمعيني هزت ملاك رأسها بالايجاب
وغادرت مكتبه متجه لمكتب مها
وجدتها منكبة على احد الملفات التي امامها كانت تود افزاعها ولكنها تراجعت عن هذه الفكرة
تنحنحت بهدوء
احممم مساء الجمال 
اهلا بالي مبتلتزمش بالمواعيد اتأخرتي ليه 
كنت عند ادهم والكلام خدنا ها امتى هتخلصي
شغلك 
اممم كنتي عند ادهم عموما انا خلصت هسلم الملف ده لمستر امجد ونطلع على طول قال جملتها وغابت في مكتب امجد قليلا ثم خرجت
وبعد قرابة الساعة كانت مها تدلف للمول وبصحبتها ملاك
بصي احنا هندخل على المحل ده ونشوف ايه
عنده لو معجبناش نروح محل تاني 
قالت جملتها وهي تشير الى احد المحال التجارية المخصصة لبيع ملابس العرائس
دلفت مها وهي تجذب ملاك التي رفضت ان تدلف في بادئ الامر بسبب خجلها
كانت ملاك ستخرج بطاقة الدفع ولكنها تذكرت المال الموجود معها ستصرفه ولو احتاجت شئ اخر ستلجأ للبطاقة هذا ما اقنعت به نفسها دفعت ثمن الملابس وخرجت بصحبة مها
جذبتها مها عنوة ودلفت للداخل توقفت امام بدلة مكونة من قطعتين بالون الاحمر الجذاب همست لملاك
بصي يا ملاك دي تهبل وهتبقى تحفة عليكي
قرصت ملاك مها في ذراعها جعلتها تتأوه ولكنها تجاهلت القرصة ووجهت كلامها للعاملة في المكان
والنبي يا اختي عاوزين وحدة زي الحمرا دي ووحدة زي السودا الي هناك دي 
هتفت ملاك باعتراض
ليه يا مها اتنين وحدة كفاية لا مش كفاية الحمرا دي قطعتين بس السودا قطعة واحدة .... بصي بصي الي هناك دي تجنن هنجيب واحدة بس لون...لون... لون ايه يا مها اه اصفر هيبقى تحفة 
وبعد قرابة الساعتين من التسوق وحمل الاكياس
هتفت ملاك بتعب
خلاص والنبي يا مها انا اتعبت تعالي نقعد في المطعم الي هناك ده وناكل اي حاجة وبعدين نكمل 
اماءت لها مها بالايجاب وطلبتا وجبتان من الشاورما
كانت ملاك تتناول بنهم
سألتها مها
عاملة ايه مع ادهم 
اجابتها وهي تمضغ الطعام
لوز العنب  طيب عملتي الي قولتلك عليه 
جحظت عيناها وابتلعت طعامها بصعوبة
اسكتي يا
مها انا كل ما بفتكر جسمي بيترعش 
ليه ايه الحصل انتي مقولتليش 
عملت زي ما قولتيلي طفيت نور الاوضة وفضلت قاعدة لما اسمعت صوت فالبلكونة بتاعته عرفت انه جاي على البلكونة بتاعتي وعملت نفسي اني بغير هدومي لو شوفتيه كان ببصلي ازاي يا مها ولا لما حاول يفتح باب البلكونة الحمد لله اني كنت قافلها بالمفتاح انا كنت بترعش وانا بعمل كده كانت شورة مهببة 
دخلت مها في نوبة ضحك من حديث ملاك 
معنى 
كلامك انك معملتيش الباقي 
باقي ايه بلاخيبة انا من محاولة بقيت عاملة زي الكتكوت المبلول 
اكملا الطعام وتبادلا اطراف الحديث
مساء
امام منزل هبة
مساءً
امام منزل هبة
نزل ادهم من السيارة متأنقاً ببدلته السوداء
الفاخرة ،، ثم تبعه امجد الذي لا يقل وسامة عنه يحمل في يده باقة ورد بيضاء ومغلف شوكلاته فاخرة
 
هتف لادهم مترجياً
"والنبي يا ادهم بلاش الغرور بتاعك عندهم وبلاش تحط رجل على رجل قدامهم "
 
زفر ادهم بضيق
"امجد ،، انا جاي معاك وانا مش طايقك ولا طايق
الجوازة دي من اساسه ،، عشان كده متتكلمش معايا عشان مسبكش وامشي "
 
"لا يا عم تمشي ايه ،، طيب خد شيل الورد والشوكلاته"
 
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
وقبل أن يتحدث قاطعه امجد
"متبصليش كده ،، انتا شيلتني الورد والشوكلاته
لما روحنا نخطب ملاك ،، ولا نسيت "
 
"انا شيلتك عشان انا الكبير وانتا الصغير بس لو عاوزني اشيلهم ،، حاضر اشلهم بس هحطهم فالزبالة "
 
"لا ياعم زبالة ايه خلاص انا هشيل "
 
وبعد عدة دقائق كان امجد يضغط على جرس الباب
ثواني وفتح له الباب والد هبة مع ابتسامته العريضة
هتف بحماس مبالغ به
"اهلاً بالبهوات يا اهلاً وسهلاً نورتونا وشرفتونا
ده احنا زارنا النبي "
 
سار امجد وخلفه ادهم خلف والدها للصالون
همس امجد لادهم في الخفاء
"هو الراجل غريب ولا انا الي بيتهيألي "
 
"انتا الي جبته لنفسك تستاهل "
 
تحدث والد هبة بتسائل
"هو لا مؤاخذة مين فيكم امجد "
 
تحدث امجد بوجه بشوش كعادته
"انا يا عمي امجد وده ادهم ابن عمي "
 
سأل السيد محمود والد هبة بجشع
"ومين بقى مدير الشركة وصاحب العز ده كله "
 
تبادل امجد وادهم النظرات المستغربة
ثم تحدث امجد
"ادهم هو المدير بس انا كمان ليا نسبة
فالشركة "
 
وجه السيد محمود سؤاله لادهم
"وانتا بقى متجوز يا ادهم بيه "
 
ازدادت غرابة ادهم وامجد من هذا الرجل
"ايوة ادهم متجوز وفرحه كمان كام يوم "
هتف بها امجد
 
امتعض وجه محمود ثم اكمل
"نتكلم في المفيد من غير لا لف ولا دوران "
 
تنحنح امجد قائلاً
"فعلاً انا ما بحبش اللف ولا الدوران
عشات كده انا هدخل فالموضوع على طول
انا يشرفني اني اطلب ايد بنتك هبة على سنة الله ورسوله وانا جاهز للي تطلبه حضرتك "
 
"وانا موافق ،، نتكلم في الحاجات المهمة
انا مهر بنتي نص مليون وشبكتها نص مليون
ومؤخرها مليون ونص "
 
تحدث ادهم بحدة
"ليه ان شاء الله كل ده جايين نطلب الملكة ديانا وانا مش واخد بالي ،، انا اتجوزت من شهرين بمهر 50 الف بس والمؤخر زيهم "
 
وضع محمود قدماً على أخرى هاتفاً بتعالي
"والله انا بنتي تسوى اكتر من كده "
 
فتح امجد فمه من جشع هذا الرجل
لكزه ادهم في كتفه هامساً
"ايه عاجبك الشروط التعجيزية دي "
 
تجاهل امجد كلام ادهم ووجه حديثه
لمحمود
"وانا موافق بس نكتب الكتاب اخر الاسبوع عشان فرح ادهم الاسبوع الجاي بس مش هنقرا الفاتحة الا لما تكون والدتي موجودة"
 
ازدادت ابتسامة السيد محمود ولكن مقابل ذلك ازداد غضب ادهم
جهر محمود بصوته الغليظ المزعج
"تعالي يا هبة قدمي الشربات لعريسك "
 
دلفت هبة مخفضة رأسها بخجل ترتدي فستان يصل لاسفل ركبتيها بقليل باللون البيج ويتوسط خصرها حزام جلدي رقيق باللون الاسود وحذاء كعب باللون الاسود وتركت شعرها منسدلاً على ظهرها تقدمت من امجد وقدمت له العصير ثم اقتربت من ادهم الذي كان يرمقها بنظرات حاقدة ،، قدمت له كوب العصير الا انه رفض تناوله ،، تحدث امجد ليخفي احراجها
"معلش يا هبة ادهم ما بحبش الشربات "
 
جلست هبة بجانب والدها
وقف ادهم محدثاً امجد
"انا مستنيك تحت لما تخلص القعدة اللطيفة دي حصلني "
 
وتركهم دون القاء التحية كعادته
وضع امجد كوب العصير وانتصب واقفاً
"معلش يا جماعة انا مضطر اني استأذن
ادهم مستنيني تحت ،، وان شاء الله يوم الخميس هجيب والدتي ونجيب الشبكة ونقرا الفاتحة ونكتب الكتاب "
 
وقبل ان يرحل سأله السيد محمود
"طيب انا مفهمتش ازاي هستلم منك المهر والشبكة "
 
عقد أمجد حاجبيه بحيرة من اصراره على هذا
الموضوع
"الشبكة يا عمي انا هجيبها بالسعر الي اتفقنا عليه والمهر هكتبلك شيك "
 
حك السيد محمود ذقنه
"طيب وانا ايه الي يضمنلي ان الشبكة بنص مليون وكمان انا عاوز المهر كاش "
 
" انا هجيبلك فاتورة بالشبكة بس لوتحب ممكن تيجي معايا وانا بجيب الشبكة ،، وكمان المهر انا هجيبهواك كاش زي ما تحب "
 
"لأ انا عاوز الشبكة كاش زي المهر واحنا نجيب الشبكة الي تعجبنا "
 
هز امجد رأسه بالايجاب
كانت هبة تنظر لوالدها بصدمة ولم تستيطع ان تتحمل ان تشاهده يبيعها ،، وفرت هاربة من امام امجد حتى لا تسقط من عينيه اكثر
 
نزل امجد ووجد ادهم يعبث بهاتفه
هتف أدهم بحدة
" عاجبك الي حصل فوق ده ،، انتا تبقى عبيط لو كملت في الجوزاة دي ،، الراجل داخل على طمع "
تحدث امجد بهدوء مغاير للعاصفة التي تدور داخله
" البنت ملهاش علاقة بطمع والدها ،، وبعدين انا هديلو المهر والشبكة الي طلبهم
وبعد كدة ملوش حاجة عندي"
 
وبعد قرابة الساعة دخل امجد فيلته بعد ان اوصل ادهم لشقته الذي يقطنها في الحي الشعبي بجانب ملاك
 
كانت والدته تنتظره وما ان رأته هتفت بسرعة
"ها ايه الي حصل طمني "
 
جلس امجد بجانب والدته بعد ان قبل رأسها
"كل حاجة تمام وان شاء الله اخر الاسبوع الفاتحة وكتب الكتاب "
 
"طيب والشبكة هتبقى امتى "
 
اخذ امجد نفساً طويلاً اخرجه ببطء
قبل ان يحدث والدته بما حدث
" في حاجة حصلت وكنت حابب اقولك عليها "
ثم اكمل حديثه
"اصل ابوها طلب شبكة نص مليون جنيه ومهر نص مليون جنيه والمؤخر مليون ونص "
قال جملته وهو يراقب علامات الغضب التي بدأت بالظهور على وجه والدته ،، هتفت بحدة
"ليه كل ده وانتا ازاي توافق على الكلام ده "
 
حدثها بهدوء محاولاً امتصاص غضبها
"انا يا ماما وافقت عشان هبة انا بحبها وعشان متأكد انها مش زي باباها بس "
 
"هو في كمان بس "
 
"اصل ابوها طلب المؤخر والشبكة كاش "
 
صعقت والدته من هول ما سمعت
"كمان ،، ده راجل داخل على طمع وعاوز
يكسب على قد ما يقدر وبنته تستاهل على كده"
 
ابتسم امجد واخرج هاتفه وعبث به قليلاً فظهرت صورتها تملئ الشاشة ادار الهاتف باتجاه والدته
تأملتها والدته باعجاب
"بسم الله ما شاء الله زي القمر "
ثم اكملت بحدة خفيفة
"بس برضو الي طلبه ابوها كتير "
 
"معلش يا ماما انا بحبها وعاوز اتجوزها وابوها ده انا هتصرف معاه كويس "
 
*******************
 
في منزل هبة بعد خروج امجد
 
"انتا ازاي تعمل كده يا بابا "
قالتها هبة بحدة
"دي جزاتي عشان عاوز أأمنلك مستقبلك "
 
صاحت هبة مستنكرة
"مستقبلي !! ولا السم الي بتشربه والكبريهات الي سهران فيها كل يوم لوش الفجر اااه "
صاحت بها بعد ان تلقت صفعة من والدها جعلتها تتذوق طعم الدماء
 
"اخرسي يا قليلة الرباية ،، طيب ايه رأيك انك مش هتطولي مليم من الفلوس ،، واه هخدهم اصرفهم على الخمرة وابعزقهم على الرقصات ليكي شوق فحاجة "
 
دلفت لغرفتها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح
جلست مكانها ارضاً تنحب بعويل على حظها كانت تتمنى اباً حنوناً ليس اباً متخذاً منها وسلية للتجارة يبيعها لمن يدفع اكثر ،، تذكرت والدتها التي توفيت قبل خمس سنوات اثر ارتفاع حاد في ضغط الدم عندما اصبحت لا تقوى على احتمال افعال زوجها اكثر ،، بقيت تنحب على حالها حتى غفت في مكانها
 
**********************
 
في شقة ادهم
 
خرج من الحمام يلف منشفة سوداء كبيرة على خصره
ومنشفة من ذات اللون ينشف بها خصلات شعره ،، ارتدى بنطال رمادي وبلوزة سوداء نصف كم اظهرت عضلات صدره وذراعيه التقط علبة سجائره وخرج الى الشرفة ،، وضع سيجاره بين شفتيه الغليظتين واشعلها
ثم امسك هاتفه وقام بالاتصال على ملاك
ثواني واتاه صوتها الرقيق
"مساء الخير ازيك "
 
"تمام ،، بتعملي ايه "
 
"بدرس واشوية هنام "
 
"طيب ينفع تخرجي على البلكونة نتكلم اشوية "
 
اغلقت ملاك الهاتف وخرجت للشرفة وقبل ان تتحدث اقترب منها وقال بهدوء
"قبل اي حاجة عاوز كوباية نس كافيه تبقى عسل
زيك كده "
 
ابتسمت ملاك له
"حاضر ثواني ويكون جاهز "
 
غابت قرابة الدقيقتان ثم عادت تحمل كوبان من النس كافيه ،، مدت له كوب تناوله منها وارتشف منه بتلذذ
 
"كنت عاوز اتكلم معاكي فموضوع "
 
"موضوع ايه "
سألته بفضول
 
"بخصوص جدك "
 
"جدي!!! ماله "
 
"كنت عاوز انزله على المعاش عشان ما يبقاش محرج ان جوز بنته مدير الشركة وهو سواق عنده "
 
"بصراحة مش عارفة جدو هيبقى رده ايه فالكلام ده "
 
"انا عشان مسببش لجدك احراج عملت كشف لكل الي من عمر جدك فالشركة ونزلتهم على التقاعد المبكر
وخليت مرتباتهم زي ما هي "
 
"مش عارفة يا ادهم اقولك ايه "
 
"متقوليش حاجة انا قولتلك عشان يبقى معاكي خبر بس "
 
ساد الصمت قبل ان تهتف ملاك
"ايه حصل في خطوبة امجد "
 
عقد ادهم حاجبيه
"وانتي عرفتي منين "
 
"مها قالتلي النهاردة واحنا بتسوق "
 
هز ادهم رأسه متفهماً
"آخر الاسبوع هيبقى كتب الكتاب "
 
ثم حدثها بحدة مغلفة بالهدوء
"انا النهاردة اديتك بطاقة الكريدت كارد مستخدمتهاش ليه عاوزة تعاندي وخلاص "
 
اجابته بسرعة
"والله الموضوع مش كده انا كان معايا فلوس وقولت لو خلصتهم وكان فاضل حاجات مشترتهاش هستخدمها "
 
اقترب منها وتحدث بمكر
"يعني اشتريتي كل حاجة "
 
"ايوة اشتريت كل حاجة ،، وبكرة هننزل تاني عشان نشتري الباقي "
 
"بس هتستخدمي البطاقة "
 
"يا ادهم افهمني انا جدو مجهزلي مبلغ اشتري منه كل الي ناقصني ولو احتجت اكيد مش هتردد عشان استخدم البطاقة "
 
هز رأسه متفهماً
 
********************
 
صباحاً
في منزل هبة
استيقظت وجدت نفسها تستند على الباب مكانها منذ ليله امس ،، ادمعت عيناها عندما تذكرت ما حدث امس وحديث والدها مع امجد وصفعه لها بكل قسوة
نهضت بصعوبة بسبب آلام توزعت في سائر جسدها بسبب نومتها على ارضية الغرفة الصلبة الباردة ،، دلفت للاستحمام عازمة على تنفيذ القرار الذي اتخذته ،، وبعد قرابة النصف ساعة كانت تخرج من غرفتها متجه لجامعتها ارتدت بنطال جينز اسود وقميص ابيض يصل لنصف فخذيها وحذاء اسود وعقصت شعرها كذيل حصان ،، وضعت طبقة خفيفة من مساحيق التجميل حتى تخفي اثار صفعة والدها
 
وبعد قرابة الاربع الساعات
في مكتب امجد كان منكباً على احد الملفات يدقق
النظر بها قطع اندماجه اتصال هاتفه اتسعت ابتسامته
فور معرفته لهوية المتصل
"صباح الخير ،، اكيد امي دعيالي النهاردة
عشان تتصليلي بنفسك "
 
"صباح النور ،، كنت عاوزة اقابلك ضروري"
 
ضيق امجد بين حاجبيه مستغرباً من طلبها
"طيب تعالي على الشركة "
 
اجابته هبة بسرعة
"لأ ،، انا مش عاوزة مها تشوفني او تعرف انا هتكلم معاك فإيه "
 
ازدادت حيرة امجد من طلبها
"انتي فين دلوقتي"
 
"انا فالجامعة "
"خلاص خليكي عندك وانا شويه هكون عندك "
اغلق الهاتف وجلب متعلقاته وخرج متجهاً اليها
 
بعد ساعة
كان امجد يجلس مع هبة في احد الكافيهات الهادئة
ح
 
ضر النادل ليكسر الصمت بعد طال سكوتهم وظهر التوتر والارتباك على ملامح هبة
 
هتف امجد
"تشربي ايه "
 
" اي حاجة "
قالتها بصوت خافت
نظر امجد لنادل
"خلاص هات عصير ليمون فريش وانا
هاتلي قهوة سادة "
 
"ها ،، قوليلي إيه الموضوع الي
كنتي عاوزة تقابليني عشانه "
 
كانت هبة طوال جلستها معه تضع يديها على
خدها حتى لا ينتبه امجد للعلامات التي ملئته
ولكن امجد لاحظ انها تضع يدها لتخبئ شئ
وبحركة مباغته منه امسك يدها وانزلها
جحظت عيناه من العلامات الموجودة
 
تحدث بحدة
"ايه ده ،، ومين الي عمل كده "
 
اخفضت هبة رأسها بخجل لا تدري كيف ستحدثه
عن حقيقة والدها ،، اخرجها من دوامة تفكرها
صراخ امجد بها الغير مهتم بالجالسين فالمكان
"انطقي مين الي عمل كده "
 
"ااانا هقولك على كل حاجة بس عاوزاك
تسمعني للأخر ،، فالاول عاوزة اطلب منك طلب "
قالتها والدموع تنهمر على وجهها
 
"اطلبي "
 
"كنت عاوزاك متديش بابا المهر وثمن الشبكة
زي ما اتفق معاك "
 
عقد أمجد حاجبيه
"ليه مش عاوزاني اعمل كده "
 
"عشان بابا هياخدهم و ......... "
لم تكمل جملتها وانخرطت في
نوبة بكاء مريرة
زفر امجد بغضب
"متعيطيش وقولي هياخدهم ويعمل ايه "
 
تمالكت نفسها بصعوبة ومسحت دموعها بكف يدها
وهتفت بخجل
"بابا من اول ما نزل على المعاش وهو قاعد فالبيت يا إما قاعد على القهوة ،، واتعرف على واحد
اسمه فتحي الراجل ده دله على طريق القمار والرقاصات والخمرة ومن يومها وهو كل معاشة على
الحاجات دي "
صمتت قليلاً ثم اكملت بحزن اكثر
"والله هو مكانش كده كان طيب وحنين
وما بفوتش فرض بس منه لله الي سحبه للحفرة دي "
 
ضغط امجد على فكيه محولاً تمالك نفسه
حتى لا يذهب ويكسر رأس والدها على
فعلته بها
"طيب انتي مين بيصرف عليكي طول
المدة دي "
 
"انا الجامعة دخلتها بمنحة تفوق ،، وهدومي
ولبسي اختي مها بتجيب لي كل ما تقبض
طقم او طقمين "
 
"طيب قومي اغسلي وشك ،، وانا هتصرف
بس اهم حاجة متجبيش سيرة قدامه
انك اتكلمتي معايا "
هزت رأسها بالايجاب ونهضت لتغسل وجهها
ظل امجد يسب ويلعن والدها ويفكر كيف
سيخدعه ويكتب كتابه على هبة دون اعطاء والدها
المال الذي طلبه الذي هو حق لها
بعد يومين
(خطبة امجد وهبة )
 
خرجت ملاك من شقتها وهي ترتدي فستان اسود يصل
لركبتيها ذو اكمام شفافة يتخللها بعض النقوش
وجدت ادهم يعبث بهاتفه وكعادته
يرتدي بدلته السوداء الفاخرة
التفت اليها وتحدث بحدة
"ادخلي غيري الفستان ده "
 
"ليه يا ادهم ده حلو وبعدين انا زبطت
مكياجي على لونه ،، والنبي عاجبني ومش عاوزة اغيره"
هتفت بها مترجية
 
رفع سبابته في وجهها
"هي كلمة واحدة يا تدخلي تغيري المسخرة
دي يا اما هعتبر انك مش عاوزة تروحي "
 
رزعت الارض بقدمها وتأففت بصوت عالي
ودلفت مرة اخرى لشقتها
 
غابت قرابة النصف ساعة ثم خرجت بعد ان قصدت
التأخير لتغيظه كانت ترتدي فستان يصل لبعد ركبتيها
باللون الازرق الغامق وحذاء كعب أسود
"كده حلو "
قالتها بترقب
 
اقترب منها ودار حولها مقيماً
"اممممم احسن من الي قبله بكتير ،، يلا
بينا اتأخرنا "
 
وبعد نصف ساعة
كان امجد يقرع جرس باب منزل هبة
التي فتحته بابتسامة سعيده
وهي ترتدي فستان طويل باللون الذهبي عاري الاكمام
ذو ذيل طويل فائق الروعة
ناولها امجد باقة الورد ودلف ثم من بعده والدته
ثم ادهم وهو يسحب ملاك خلفه
دلف الجميع للصالون وجدو السيد محمود يجلس وبجانبه رجل واضح على وجهه علامات الخبث
جلس الجميع وقدمت مها وشقيقتها هبة الضيافة لهم
ثم تحدثت السيدة سلوى
"احنا يشرفنا نطلب ايد الانسة هبة لابني امجد " 
"واحنا موافقين يا ست هانم بس المفروض
في بيني وبين ابنك اتفاق "
 
"متقلقش يا عمي الفلوس فالشنطة دي
بس نكتب الكتاب هتستلمهم "
هتف بها امجد وهو يشير لحقيبة سوداء
متوسطة الحجم يضعها عند اقدامه
 
اتسعت ابتسامة محمود عندما لاحظ انتفاخ الحقيبة
ثم التفت لصديقه فتحي الذي كان يرمق ملاك بنظرات
ماكرة مشبعة بالشهوة المقززة
 
التفت امجد للمؤذون الذي سيعقد قرانه
 
"يلا ابدأ يا مولانا خلينا نخلص "
 
اتم المؤذون اجرائاته واصبحت هبة زوجته شرعاً
وقانوناً
 
"يلا امجد لبس عروستك خاتم الخطوبة "
 
اخرج امجد علبة قطيفة صغيرة
بداخلها خاتم الماس رائع
البسه اياه ثم قبل يدها تحت نظرات والدها
وصديقه التي ازدادت بريقاً من كثرة الجشع
 
ثم تقدمت والدته وهتفت بحنان
"كان عندي ولد دلوقتي بقا عندي بنت
زي القمر دي هدية مني ليكي "
 
قدمت لها طقم الماس فاخر يقدر ثمنه
بعشرات الملايين 
نظرت هبة فالخفاء لوالدها وصديقه بذعر من نظراتهم
المصوبة باتجاه هذا الطقم
 
تقدمت ملاك وتحدثت بابتسامة
"دي بقى حاجة كده صغيرة مني ومن ادهم
بالمناسبة السعيدة دي "
ثم قدمت لها علبة تحوي ساعة مرصعة بحبيبات
الماس صغيرة وبجانبها سوار الماس صغير
اعجبت هبة بالهدايا جداً ولكنها متخوفة من الذي
سيحدث بعد خروج الجميع من هنا
 
كان الجميع يتبادل اطراف الحديث ،، عدا المسمى فتحي الذي كان ينظر لملاك نظرات تجلب الغثيان
لاحظت هي ذلك ولكنها تجاهلت الامر لانه من عمر جدها تقريباً ،، ولكن الامر لم يكن كذلك ،، كادت ان تقف لكنها وجدت يد ادهم تحاوط خصرها وتجبرها على الجلوس همس لها فالخفاء
"رايحة فين "
 
تململت ملاك بجلستها بسبب ضغط يده على خصرها
"ايه يا ادهم الي بتعمله ده ميصحش ،، وكمان انا عاوزة ادخل الحمام "
افلت يده من حولها ليسمح لها بالذهاب
استأذنت من مها للدخول للحمام علها تهرب من نظرات
هذا الرجل الوقح
 
دلفت للحمام و بعد عدة دقائق خرجت
ولكنها شهقت برعب عندما وجدته يستند على الباب الحمام في انتظارها بعد ان تملص من الجميع فالخفاء دون ان ينتبه له احد
 
حاولت تجاوزه لكنه اعترض طريقها تحدثت بتعلثم
واضح
"لو سمحت ابعد عن سكتي "
 
ولكنه قابل جملتها بالاقتراب منها
وحاصرها على الحائط ،، امسك يديها بيده بعنف ووضع اليد الاخرى على فمها ليمنع خروج صوتها حاول تقبيلها لكنها هزت رأسها بعنف لتمنعه،، كانت تحاول الصراخ ولكن يده الغليظه على فمها لم تساعدها ،، بحركة جريئة منها رفعت ركبتيها وضربته بين فخذيه جعلته يتلوى الماً لكنه لم يفلتها بل ازداد ضغطاً على يديها وفمها ،، حاولت التملص والصراخ لكنها فشلت ،، عضت يده بقوة جعلته ينزل يده ولكنه بقي ممسكاً بها
"اه يا بنت العضاضة ،، والله لدفعك تمنها "
 
"ادهم ،، الحقني "
صرخت بها بصوت عالي
 
هب ادهم واقفاً شاعراً وكأن قلبه توقف من صراخها
اخذ يبحث عنها ،، صعق عندما وجد هذا الرجل يحاول تقبيلها بالقوة ،، انقض عليه يسدد له اللكمات في جميع انحاء وجهه وجسده حتى ترنح ارضاً لا يقوى على الحركة ،، التفت اليها وجد مها تحتضنها وتربت على ظهرها جلبها لتقع في حضنه ،، احتظنها بقوة ثم امسك رأسها بين يديه
"عملك حاجة الوسخ ده "
 
هزت رأسها بالنفي وقد تكرر نفس الموقف معها مثل ماحصل سابقاً مع جاسر ،، بقي محتضناً اياها بحب وانفاسه لم تهدأ فما فعله في هذا الرجل لم يكن كافياً
 
نظرت مها لوالدها وهتفت بعنف
"عاجبك الاشكال الزبالة الي مصاحبهم
هما دول الي يستاهلو يدخلو بيتك "
 
تحدث والدها ببرود
"مش يمكن هي الي قالتله يلحقها على الحمام
ولما حست انها هتتكشف صرخت وعملت الشوية دول
اصلي انا اااااااه "
صرخ بها بعد ان تلقى لكمة من امجد اوقعته ارضاً
تقدم ادهم منه ووجهه لا يبشر بخير ،، لكمه لكمة اخرى جعلت الدماء تسيل من فمه وانفه ثم ركله في بطنه وقبل ان يركله مرة اخرى ،، تقدمت مها
"خلاص يا ادهم بيه حقك عليا انا هو مش هيستحمل
الضرب ده "
عاد ادهم وجلب ملاك ثم وجه كلامه لامجد
"وانتا لو هتخلي مراتك فالبيت ده وتنزل تبقى لا مؤاخذة قرني "
 
نظر امجد لادهم الذي يسير باتجاه الباب جاذباً ملاك خلفه ووالدته معه ،، ثم وجه كلامه لهبة
" أدهم معاه حق انا لا يمكن اسيبك تفضلي هنا بعد كده حتى لو دقيقة "
 
كادت ان تتحدث هبة ولكن قاطعتها مها
"معاك حق يا مستر أمجد بس هتعيش فين
مينفعش تقعد معاك فبيت واحد "
 
"لأ انا هخليها تعيش مع ملاك واظن انتي عارفة
عم حسن واخلاقه "
 
هزت مها رأسها بالإيجاب فامجد معه كل الحق
بعد ما حصل لملاك لا يجب ان تبقى هبة في هذا المنزل بعد الان
"خلاص يا مستر امجد عشر دقائق وتكون جاهزة "
 
خرج امجد ليجلس في الصالون في انتظار هبة
وجد والدها يمسح الدماء من وجهه
 
ثم تحدث بانهاك
"فين الفلوس الي اتفقنا عليها "
 
"هه ،، فلوس ايه الي عاوزها ده حقها ملكش فيه
وعشان تطمن انا حطيتهم فحسابها فالبنك ،، والشنطة دي فاضية "
ثم فتح الحقيبة ليرى بداخلها مجموعة اوراق وجرائد
 
تحدث محمود مستنكراً
 
"يعني ايه الكلام ده احنا بينا اتفاق "
 
"الاتفاق ده تبله وتشرب ميته مفيد اوي "
 
ثم هب واقفاً عندما وجد هبة تدلف تحمل بيدها حقيبة صغيرة بها بعض الملابس امسك يدها والحقيبة هابطاً للاسفل تاركاً والدها بستشيط غضباً فهو كان يبني
امال كبيرة على هذا المهر ولكنها كلها تبعثرت
 
فالاسفل نجد ادهم يحدث مساعده شريف
"فهمت الي قولتلك عليه ،، مش عاوزه يقدر يقف على رجليه عاوزه ميعرفش يقوم "
 
"حاضر يا فندم الي امرته هيننفذ بالحرف "
قالها شريف باحترام
 
وبعد قرابة الساعة كانت ملاك تدلف شقتها وخلفها
هبة
"مساء الخير "
 
التفت اليها جديها ونظرا لتلك الفتاة التي تقف خلف  ملاك مخفضة رأسها بخجل وتحمل في يدها حقيبة
"دي هبة اخت مها صاحبتي هتقعد معانا كام يوم عشان باباها مسافر "
 
"تشرف وتنور ،، تعالي يا بنتي متتكسفيش انتي زي ملاك "
هتفت بها جدتها بحنان
 
تقدمت منها هبة وجلست بجانبها باستيحاء
وتحدثت بخجل
"
 
معلش يا تيتة هتقل عليكو كام يوم "
 
"اوعي تقولي كده انتي زي ملاك وبعدين انا بعتبر مها
اختك زي بنتي "
نظرت هبة لجد ملاك كم هو رجل طيب تمنت لو ان والدها لم يتغير تنحنحت
"احممم ،، طيب عن اذنكم هشوف ملاك راحت فين "
 
دلفت غرفة ملاك بعد ان طرقته طرقات خفيفة
وجدتها تجلس على سريرها وتفكر بشئ
ما ،، ربتت هبة على ظهرها
وقالت بأسف
"حقك عليا الي حصلك بسببي انا اسفة"
 
رفعت ملاك رأسها
" لأ انتي ملكيش ذنب هو راجل مش
محترم انا بس زعلانه من نفسي اني حطيت أدهم فالموقف ده لتاني مر.... "
بترت جملتها فور ادركها ما تفوهت به
 
عقدت هبة حاجيها بعدم فهم
"ازاي يعني مش فاهمة"
 
اجابتها بارتباك جاهدت اخفائه
"ها ... لأ اااانا .... متخديش فبالك انا لما ببقى جعانة بهلفط فالكلام هغير هدومي وندخل المطبخ انا وانتي نخربها على الاخر "
 
ثم فرت هاربة من امامها قبل ان تلاحظ توترها
بعد عدة ايام
وقبل زفاف ادهم وملاك بيوم
مساءً في شقة ادهم كان يدخن سيجارته العاشرة ثم دفنها في المنفضة بعنف فهو لم يراها منذ يوم خطبة امجد، ، كان كل ما يتحدث معها تنهي المكالمة بسرعة وعندما يطلب منها ان تخرج له قليلاً ليراها تتحجج بأي شئ
تذكر عندما طرق عليها الباب وفتحت له هبة وعندما سأل عنها وقالت له نائمة
 
نظر لساعته وجدها تجاوزت الواحدة ليلاً حتماً انها لم تنام لأن ضوء غرفتها مازال مشتعلاً
خطرت في باله فكره وعزم على تنفيذها
امسك هاتفها وقام بالاتصال بها
 
عند ملاك
كانت تجلس مع هبة ويتحدثن بشأن يوم الغد
صدح هاتف ملاك بالنغمة المخصصة لادهم
همت ان تجيب لكن هبة سحبت الهاتف منها
"هو احنا اتفقنا على ايه ،، مش قولنا خليه كده
عشان توحشيه يا عبيطة " 
قالت ملاك بتذمر
بس انا بقالي زمان مشفتوش ولا اسمعت وصوته "
 
وضعت هبة يدها على وجهها بغيظ
"
 
يا نهار أسود هتجنن ،، هو اسبوع واحد الي متكلمتيش معاه فيه لحق يوحشك ،، متخافيش من بكرة هيبقى
فوشك على طول "
قالت الاخيرة بتقزز
 
صدح الاتصال للمرة الثالثة
سحبت ملاك الهاتف من يدي هبة
"انا هرد واشوفه عاوز ايه واقفل على طول "
 
هتفت ملاك بصوتها الرقيق
"
 
مساء الخير "
 
ابتسم أدهم بسعادة فور سماعه صوتها
ولكنه لم يجبها بل اخذ يسعل بقوة
انتفضت ملاك من مكانها وتحدثت بقلق
"ادهم انتا اكويس "
 
هتف بصوت منهك ومريض تصنعه ببراعة
"ملاك انا تعبان عاوزك تجيلي "
 
"حاضر انا جاية "
 
هرعت باتجاه الباب وقبل ان تخطو خارجه امسكتها هبة متسائلة
"ادهم عيان هروح اشوفه "
قالتها واسرعت باتجاه شقته
 
قالت هبة بهمس
"اقطع ايدي لو مكانش ده ملعوب من الي اسمه ادهم
عشان يشوفها ،، وهي زي العبيطة راحت تجري "
 
قرعت ملاك الجرس يقوة
وما ان فتح لها ادهم الباب
"ادهم حبيبي فيك ايه حاسس بايه طيب اجيبلك دكتور "
 
اغلق الباب بهدوء ثم احتضنها غير مصدق انها بين يديه كان يستنشق رائحتها بقوة ابتعدت عنه ملاك ووضعت يدها على جبهته تتحسس حراراته
"ادهم انتا مفيش عندك حرارة "
 
امسك يدها الموجودة على جبينه ثم انزلها على موضع قلبه
"ده الي حرارته كانت عاليه اوي بس لما شافك بقى
اكويس "
 
ابتعدت عنه قائلة بصدمة
"يعني انتا كنت بضحك عليا "
 
ضحك بخفة
"اعمل ايه انتي الي مش راضية تكلميني
وبتتهربي مني "
 
اخفضت ملاك رأسها بخجل ولم تجيبه
اقترب منها وكاد ان يحتضنها ،، لكنها
تراجعت ورفعت سبابتها في وجهه
هاتفة بحدة
"اوعى تقرب انتا وعدتني وكمان كفاية
انك ضحكت عليا وخضتني عليك "
 
تجاهل هو اعتراضها وواصل التقدم نحوها
حتى حاصرها بينه وبين الحائط
تسارعت دقات قلبها بسبب قربه
 
دنا منها وهمس في اذنها
"هو بكره ايه "
 
اجابته بخفوت
"بكرة الاتنين "
 
" هيحصل ايه بكرة الاتنين "
 
"فرحنا "
هتفت بها بخجل وهي مخفضة رأسها
وضع اصبعه تحت ذقنها مجبراً اياها النظر
اليه
 
"تعرفي انه اقل من 24 ساعة هتبقي مراتي
بجد مش بس على الورق "
احمرت خدودها بسبب تلميحاته الوقحة
دفعته واسرعت باتجاه الباب عائدة الى شقتها
 
عض ادهم شفتيه بوقاحة عندما تخيل احداث الغد
 
عند ملاك
 
"ايه حبيب القلب طلع ماله "
هتفت بها هبة وهي ترمق ملاك بنظرات
متفحصة
 
ارتبكت ملاك من نظرات هبة
"ايه في ايه بتتكلمي كده ليه ...
انا عاوزة انام تصبحي على خير "
قالتها ودست نفسها تحت الغطاء
 
رفعت هبة حاجبها مستنكرة
"نامي يا اختي "
 
واتجهت هي الى الجهة الاخرى من سرير ملاك
لتنام عليه
 
************************
 
في اليوم التالي
في احد الفنادق الفاخرة التي يملكها ادهم
كانت ملاك تجلس وخبيرة التجميل ومساعداتها
يجهزن ملاك للفرح الاسطوري الذي سيقام بعد عدة ساعات ،،
تحدثت مها موجهة حديثها لمسؤولة التجميل
"عاوزاكي ترسميلها تاتو على كتفها "
 
التفتت ملاك بصدمة لمها
"نعم ،، تاتو ايه الي عاوزاني ارسمه
انتي اتجننتي "
 
"ليه متعمليش تاتو ،، انتي مش شايفة ادهم راسم اديه
ازاي مفهاش حاجة "
 
هتفت ملاك باعتراض شديد
"هو حر يعمل الي بعمله انا مش هعمل
تاتو واشوه جسمي عالفاضي "
 
"يا ملاك اسمعي ..... "
 
قاطعتها ملاك بحدة
"مش هعمل ،، انتي لو عاوزة اعملي "
 
هزت مها رأسها بيأس من افعال ملاك
 
"يا وحشين جهزتو من غيري "
هتفت بها هبة عندما دلفت للجناح المخصص لملاك
 
قالت مها
"
 
لا يا حبيبتي هنقعد نستنا جنابك لحد ما تشرفي كنتي فين لغاية دلوقتي ،، وايه الكيس الي فإيدك ده"
 
اخرجت هبة فستان انيق باللون الازرق
 
"واو يا هبة يجنن بس ده مش ذوقك انا اعرف ذوقك
كويس ،، معفن "
 
ضربت هبة شقيقتها بسبب جملتها
ثم ابتسمت ببلاهة
"اصله ذوق امجد ،، اسكتي يا مها لما قيست
الفستان وشافه عليا يا لهوي بصلي
بصة جابتلي ارتجاج فالقلب "
 
سألتها مها باستغراب
"جابتلك ايه يا عنيا "
 
قالت هبة ببلاهة
"ارتجاج فالقلب "
 
هتفت مها بتعديل
"الارتجاج بيجي فالمخ مش فالقلب
 
يا متعلمة يا بتاعة المدارس "
 
"ملكيش دعوة انا الارتجاج
عندي فالقلب ،، سيبك مني ومن الارتجاج
بتاعي هتلبسي ايه"
 
"انا اشتريت فستان لما كنت فالسوق مع ملاك استني
هجيبهواك تشوفيه "
"حلو اوي يا مها يهبل بس شكله غالي "
 
"لأ متخافيش مش غالي كان معمول عليه عرض "
 
ثم اجهتا الى ملاك التي كانت تعترض على كل شئ تقوم به خبيرة التجميل بحجة انها تريد كل شئ بسيط
 
وبعد قرابة الثلاث ساعات
كانت ملاك تتطلع لنفسها في المرآة باعجاب
مكياجها وشعرها وفستانها كل شئ رائع احتضنتها جدتها بحنان وحب والدموع تفر من عيناها
 
"ليه الدموع دي يا تيتة "
 
"دي دموع الفرح يا ضنايا ،، خلاص كبيرتي وهتتجوزي وهنبقى انا وجدك لوحدنا "
 
بدأت دموع ملاك بالنزول واحتضنت جدتها
وقبل ان تتحدث هتفت هبة بمرح لتغيير الاجواء
 
"جرى ايه يا جماعة بلاش فقرة الدموع دي ويلا بينا ننزل قبل ما يطلع الوحش الاخضر ويفجرنا وانا بقى مش عاوزة اموت انا لسا فأول عمري وعاوزة اتجوز المز الي مخطوباله والنبي "
قالت الاخيرة بدراما كوميدية جعلت الجميع يضحك عليها
 
قالت جدة ملاك وهي تمسح دموعها
معاكي حق يا بنتي يلا بينا " 
نزلت ملاك بصحبة جدتها وهبة ومها ووجدت جدها في انتظارها متألقة بفستان رائع جعلها تبدو كأنها هاربة من احد القصص الخيالية
 
بعد دقائق كانت تنزل درجات السلم الرخامي المخصص للعروس المزين بالورد بطريقة رائعة تخطف الانفاس تتأبط ذراع جدها كان ادهم يقف في اخر السلم يتطلع اليها باعجاب كان يرتدي بدلة فاخرة ومصفف شعره بطريقة محترفة
 
امسك جدها يدها ووضعها في يد ادهم هامساً له في اذنه
" دي امانة فرقبتك حطها فعنيك "
 
هز له ادهم رأسه بالايجاب ثم قبل رأس ملاك وسار بها باتجاه منصة الرقص التي تتوسط القاعة الكبيرة التي امتلأت برجال الاعمال والسياسيين وكبار رجال الدولة وعدد من الفنانين الذين سيحيون هذا الفرح الأسطوري كان الجميع ينظر الى ملاك فهي خطفت الانظار برقتها وجمالها
 
جذبها ادهم من خصرها ومقربها اليه يراقصها على الانغام الموسيقية الهادئة كان ينظر اليها بحب لا يصدق انها واخيراً اصبحت بين يديه ،، كم تمنى ان ينتهي هذا الزفاف ويخفيها عن الانظار المسلطة عليها لعن غباءه عندما دعا هذا العدد من الناس كان يجب عليه اقامة حفل بسيط وعدد قليل من المدعوين
 
انتهت رقصتهم تحت صفير وتصفيق الحضور
جذبها ليجلسا على الكرسي المخصص لهم
 
توافد الحضور لتقديم التهاني لادهم وعروسه بعضهم يقدمها بسعادة وبعضهم بمجاملة والبعض الاخر بنفاق واخر بحقد
 
كان امجد يبحث بعينيه عن هبة حتى وجدها تجلس مع شقيقتها مها يتحدثن في امر ما
اتجه نحوها وما ان اقترب حتى احتدت ملامحه جذبها من ذراعها باتجاه احد الزوايا البعيدة عن الانظار هاتفاً بحدة
"ايه الي انتي عاملاه فوشك ده "
 
اجابته ببرائة
"
 
ايه معملتش حاجة حاطة ميك اب "
 
"انا مش منبه عليكي متحطيش حاجة على وشك "
 
اجابته باعتراض
"يا امجد ده بسيط اوي ومش باين "
 
"والي على شفايفك ده ايه "
 
اخرجت من حقبتها مناديل مبللة وقبل ان تشرع
بمسح احمر الشفاه انزل امجد يدها بلطف
"متزعليش مني انا بس مش عازوز حد يبصلك "
 
اجابته بسعادة
"يعني خلاص مش عاوزني امسحه "
 
اقترب منها قائلاً بمكر
"لأ هيتمسح بس بطريقة تانية "
 
لم يعطيها مجال لتفهم جملته وانقض على شفتيها
مقبلاً اياها بنهم وتمهل متذوقاً شهد
شفتيها وضع يده خلف رأسها ليقربها اليه ادخل لسانه داخل فمها مستكشفاً خباياه لاول مرة ،، شعرت
هبة بسعادة شديدة بسبب قربه كانت تريد ان يبقى الوضع هكذا ولكن خجلها لم يساعدها وضعت يدها على صدره ودفعته عنها ،، ابتعد عنها مجبراً ولكنه بقي محتضنها
 
اصبح وجه هبة شديد الاحمرار همس لها بخبث
 
"يكون فعلمك ادهم يخلص من شهر العسل
هنتجوز على طول انا خلاص مش قادر امسك
نفسي ،، ولا اقولك متيجي نحجز اوضة جنب جناح ادهم وملاك ونخلي بدل الدخلة دخلتين "
صعقت هبة من جرائته
وهمت بالهروب لكنه بقي متشبثاً بيدها
"استني زبطي شعرك ووشك ما تخرجيش كده "
 
اخرجت هبة مرأة من حقيبتها وعدلت من هيئتها ثم اخرجت منديل مبلل ومدته لامجد
نظر لها باستغراب
فأشارت له على شفتيه ،، ففهم انه ما زال عالقاً بعض من احمر الشفاه على شفتيه
 
كان ادهم يهمس لملاك ببعض الكلمات الوقحة التي جعلتها ترتجف خجلاً لكنها فضلت السكوت عندما رأت داليا تتقدم نحوهم متألقة بفستانها البيج 
احتضت ادهم وقبلته بسماجة
تحت نظرات ملاك الخانقة هاتفة بدلع
"الف الف مبروك يا ادهومتي فرحتلك من قلبي "
ثم مدت يدها لمصافحة ملاك بفتور قائلة
باقتضاب
"مبروك "
صافحتها ملاك ببرود
وما ان غادرت داليا حتى هتفت ملاك بحدة
"انتا ازاي تسمحلها تحضنك وتبوسك كده عادي
قدام الناس "
 
نظر لها ادهم بتسلية ثم دنا منها قليلاً
"حلوة اوي وانتي غيرانة يا حبيبتي "
 
كادت ان تتحدث حتى قاطعها قدوم
هويدا العطار
صافحت ملاك اولاً بتحفظ
ثم قبلت ادهم واحتضنته مما زاد من غضب ملاك
همست بضيق
"مش هنخلص النهاردة كل اشوية تيجي واحدة
تحضنه وتبوسه ... اووووف "
 
هتف ادهم بخبث
"
 
ايه يا حبيبتى مالك مدايقة ليه " 
لأ مفيش حاجة بس جوزي قاعد يحضن دي ويبوس
 
فدي اشوية ومش فارق معاه
عروسة المولد الي قاعدة جنبه "
قالتها ملاك وادارت وجهها للناخية الاخرى
 
ادار وجهها ناحيته مرة اخرى محدثاً اياها بهدوء
"يا حبيبتي ده شئ طبيعي فالمجتمع ده
لازم تتعودي وانا لما بحضن اي وحدة
بتبقى مجاملة مش اكتر "
 
رفعت ملاك حاجبها باستنكار
"خلاص انا اي راجل يجي يسلم عليا احضنه وابوسه
زي........"
 
بترت الباقي من جملتها عندما لاحظت احمرار عينيه
وبروز عروق رقبته ،، هتف من بين اسنانه
"ورحمة امي لو شوفت جنس ذكر مقرب منك او سلم عليكي حتى ،، لكون مولع فيه وبعدين اولع فيكي
اوزني كلامك "
 
لم تعلق على حديثه ،، لأنها تعلم انها مخطئة عندما قارنت نفسها به
 
"ايه مش هتقومي ترقصي ،، يلا دي اغنيتك
المفضلة "
هتفت بها مها وهمت بمساعدة ملاك على الوقوف بسبب ثقل الفستان
ولكن وجدت يد ادهم تمنعها ،،
جذب ملاك من خصرها متجهاً لساحة الرقص
تمايلت ملاك برقة على انغام احد الاغاني الشعبية المفضلة لديها ،، تحت نظرات أدهم العاشقة الذي بقي محاصرها بين ذراعيه ،، زفر براحة عندما انتهت الاغنية كان سيأخذها ليجلسا في مكانهم ،، لكن سرعان ما صدح صوت اغنية اخرى محببة على قلبها فتركت ذراعه وعادت لحلبة الرقص تشاركها هبة ومها كانت ترقص بسعادة واضحة على وجهها الفاتن ،، كان ادهم يود ان يجذبها ويصعد لجناحه وينهي هذا الحفل لكنه تراجع عندما شاهد فرحتها ،، وجد داليا تقف بجانبه وتتحدث بمكر مبطن
" باين ان ملاك مبسوطة اوي لدرجة انها نسيتك
وبترقص مع صحباتها "
 
حك ادهم ذقنه وهتف بحدة
"انا مليش فجو الرقص ده عشان كده قلتلها ترقص برحتها ،، لو هتفضل جنبي يبقى مش هتستمع بفرحها "
 
اكملت بحقد
"
 
بس طالعة زي القمر ،، محدش شال عينه من عليها
 
خصوصاً الرجالة ،، والستات كمان غيرانيين من جمالها ورقتها "
 
وزع ادهم نظراته بين الحضور وجد ان كلامها صحيح الجميع نظراته مسلطة عليها وبالاخص الرجال كز على اسنانه محاولاً تمالك غضبه ،، فهو لن يحتمل ان يشاهد الجميع يتطلع اليها باعجاب ويقف مكتف الايدي ،، وايضاً لا يستطيع منعها من الرقص مع صاحبتيها اصبح بين نارين ،، انسحبت داليا من المكان بعد ان بثت السم في عقل ادهم
"وريني بقى يا ست ملاك هتتبسطي ازاي دلوقتي
خلينا اقعد واتفرج "
هتفت بها داخلياً وابتسامة شماته تزين وجهها التي ازدادت عندما شاهدت ادهم يجذب ملاك ويجلسها بجانبه وعلامات التذمر واضحة عليها
 
"يا ادهم انا عاوزة ارقص لسا متعبتش "
 
"لأ ،، لازم ترتاحي وكمان شوية هننزل نرقص انا وانتي
موافقة كده "
 
هزت رأسها بسعادة وقد مرت عليها خدعته
 
كانت هبة تلتفت يمين ويسار تبحث بعينيها عن امجد جالت بنظرها المكان حتى وجدته يوليها ظهره يتحدث مع امرأة في اوخر الثلاثين من عمرها ،، اقتربت منهم فلاحظت ملاصقة تلك المرأة لامجد الذي بدى غير ممانع لاقترابها
"حبيبي امجد انتا هنا وانا بدور عليك "
قالتها بدلع مستندة بكفها على كتف امجد الذي
استمتع كثيراً بغيرتها التي تجلت على معالم وجهها
وضع يده على خصرها مقربها منه
"تعالي يا حبيبتي اعرفك على مدام هويدا العطار
اهم سيدة عمال فمصر "
صافحت هبة هويدا بتقزز جعلت الاخرى تتعجب منها
"دي هبة مراتي "
 
رفعت هويدا حاجبها باستنكار
"هو انتا كمان اتجوزت ،، ايه قصتكم بتتجوزو من غير ماحد يعرف "
 
قهقه امجد بخفة
"وآلله الموضوع جه بسرعة بس اكيد هتبقي اول المعزومين على الفرح ،، اصل احنا بعد ما يخلص ادهم من شهر العسل هنجهز لفرحنا "
 
ابتسمت هويدا باقتضاب وتركتهم عائدة لطاولتها
انزلت هبة يدها من على كتف امجد وكادت ان تذهب
امسكها من ذراعها بلطف متحدثاً بمكر
"على فين يا بطل من شوية كنتي فاردة عضلاتك على الست وكأنك جاية تقتليها ،، اصل انا شميت ريحة غيرة فالمكان ،، وفي حد تقريباً قاعد بشيط "
 
قالت هبة مستنكرة
 
"انا اغير من الجربوعة دي ،، لأ طبعاً بس لما شوفتك سايب الفرح وواقف مع السنكوحة الي بتدلع عليك وانتى واقف تتفرج كان لازم اتدخل عن اذنك "
 
وتركته وعادت بجانب شقيقتها ،، ابتسم امجد على هذه المشاكسة ،، ثم اتجه وجلس بجانب والدته على نفس طاولتها ،، كان يرسل لها الغمزات الوقحة بين التارة والاخرى
 
انتهى الزفاف وغادر المدعوين المكان عدا جديها وهبة ومها وامجد ووالدته
 
قبلت ملاك جديها وانهمرت دموعها غصب عنها فهذه اول مرة ستتركهم
"خدي بالك من نفسك ومن جوزك "
قالتها جدتها وهي تمسح دموع ملاك ،، ثم وجهت كلامها لادهم الذي كان يتابع بصمت
"والنبي تاخد بالك منها خلاص ملهاش حد غيرك دلوقتي ،، ربنا يسعدكم ويهنيكم واشيل عيالكم "
 
قبلت ملاك يديها ورأسها ،، ثم تقدمت منها هبة
هاتفة بمرح كعادتها
"خلاص يا تيتة سبيني اسلم عليها قبل ما تختفي لشهر كامل ،، ثم همست لملاك بصوت خافت جداً حتى لايصل لمسامع ادهم الواقف على مقربة منها
"الله يكون فعونك هتبقي مع الوحش الاخضر على طول ربنا يقويكي وتقدري تستحملي ااااه "
خرجت منها بسبب قرصة مها
 
"هو انتي مش هتبطلي الاسلوب ده خالص
إلا لما ادهم يضربك بالرصاص ويريحنا من لسانك
الي عاوز قص "
 
ثم وجهت كلامها لملاك مقبلة اياها
"خدي بالك من نفسك ،، واتبسطي فالشهر العسل وسبيكي من كلام الهبلة هبة ،، واهم حاجة اعملي الي قولتلك عليه ومتتكسفيش زي عوايدك "
 
هزت ملاك رأسها بخجل
وبعد دقائق كان ادهم يقف على باب الجناح الخاص بهم حاملاً ملاك بين يديه وكأنها لا تزن شئ
 
هتف بهدوء
 
"مدي ايدك فجيب البدلة وهاتي المفتاح "
نفذت ملاك طلبه بخجل وفتحت الباب ،، سار بها
للداخل واغلق الباب بقدمه متجهاً لغرفة النوم
وضعها على السرير بهدوء ثم هتف مشاكساً
 
"اه ياني يا ظهري الي اتقطم مبقتش نافع لا
لدخلة ولا لخرجة "
 
ثم تستطح على السرير ممثلاً التعب حتى يقلل من توترها التي ظهر عليها بدأً من فركها ليديها وعضها لشفتيها ،، نهض وجذبها لتقف هامساً بصوت هادئ حتى يبث الطمأنينة في قلبها
"يلا عشان تغيري الفستان وتاخدي شاور "
 
نظرت اليه ملاك بتوجس تحاول ان تستشف بما يفكر
اقترب منها مقبلاً جبينها
"تحبي اساعدك فتغيير الفستان "
جحظت عيناها وتشبثت بالفستان بشكل تلقائي
هتفت بخجل وتوتر
"لأ ... اااانا هغيره لوحدي "
 
اجابها بنظرات لعوب
"طيب ليه تتعبي نفسك وانا موجود "
 
ابتعدت عنه راجعة للوراء
"ادهم اطلع برا لوسمحت انا هعرف اغير لوحدي "
قالتها بحدة
 
"طيب انا برا لو احتجتي مساعدة بس اندهيني هجيلك بسرعة "
ارفق جملته بغزة ماكرة
 
اقفلت الباب بالمفتاح بعدما خرج
 
جلس ادهم على احد اطقم الكنب الموجودة وخلع حذائه وجاكيت بدلته ،، وفك ربطة العنق وحل اول ثلاث ازرار من قميصه ثم ارجع رأسه للوراء محاولاً ضبط نفسه بسبب تلك الافكار الوقحة التي غزت عقله
 
انتبه لصوت طرقات متتالية على الباب
قضب حاجبيه باستغراب ،، ترى من الذي يطرق عليه فهذا الوقت ،، خمن انه من موظفين خدمة الغرف لكنه تذكر انه ابلغهم بتحضير كل شئ قبل صعوده للجناح حتى لا يزعجه احد ،، هذا ما فكر به وهو متجه لمعرفه من يزعجه في هذا الوقت
 
وما ان فتح الباب حتى رفع حاجبه مستنكراً
فتح ادهم الباب ووجد امجد يبتسم ببلاهة
هتف بمشاكسة بعد ان لاحظ ان ادهم خلع بعض ملابسه
"ايه ده يا عريس ،، ده انا سايبك من شوية لحقت تقلع هدومك مبضيعش وقت انتا "
ارفق جملته بغزة ماكرة
 
"يعني انتا جاي فالوقت ده عشان تشوفني
لابس ولا قالع ،، اخلص عاوز ايه "
 
مد له جوازي سفر
"ده الباسبور بتاعك وبتاع ملاك مع التأشيرات
وانا بلغت الطيار وهيستناك على الساعة 11 "
 
هز ادهم رأسه متفهماً ثم اكمل محذراً
"تعرف لو شوفتك بتتصل ،، هعمل فيك ايه
عموماً انا هقفل التليفون خالص عشان عارفك
قليل ذوق "
 
قبل ان يذهب امجد اقترب من ادهم هامساً بخبث
"براحة على البنت هي مش قدك ،، انتا بسم الله ماشاء الله قوة مئة حصان وهي يا عين امها محصلتش نص حمار .... "
 
قاطعه ادهم محذراً
"أمجد ،، خليك فحالك بلاش تتدخل فإلي ملكش فيه "
ثم اغلق الباب في وجهه ودلف للداخل وجد ملاك تقف على باب الغرفة تنظر له بخجل ومازالت ترتدي فستانها
اقترب منها وهتف
"ليه يا حبيبتي مغيرتيش الفستان "
 
قالت بارتباك وخجل
"ااااصلي ...معرفتش... افك زرايره "
 
ابتسامة لعوب ظهرت على شفتيه ممتناً لهذا الفستان لانه بزراير وليس بسحاب
جذبها قبالة المرأة ووقف خلفها وبدأ يحل ازرار فستانها بتأني وهدوء ممراً اصابعه على ظهرها الثلجي
سرت قشعريرة في سائر جسدها بسبب حركة يده على ظهرها ،، تشبثت بالفستان اكثر حتى لا يقع ارضاً بدأت انفاسها تعلو وتهبط عندما شعرت بقبلات رقيقة على رقبتها من الخلف وكتفيها ،، ابتسم عندما نظر اليها من خلال صورتهم المنعكسه على المرآة وشاهدها وهي مغمضة عيناها وتعض شفتيها ،، فتحت عيناها ووجدته ينظر اليها ،،ابتعدت عنه هاتفة
بخجل شديد واصبح وجهها يشع احمراراً
"ااانا .. اااانا .... عاوزة ... اغير ... اطلع برا "
 
عض ادهم على شفيه كاتماً غيظه بسبب خجلها
خرج وتفكيره لم يتوقف وحدث نفسه
"طيب انا هتعامل معاها ازاي بكسوفها ده ،، دي مش عارفة اني هموت عليها ،، دي لو فضلت بالكسوف ده انا انا مش ضامن نفسي وممكن اتعامل معاها بطريقة
مش .... "
 
قطع حديثه الدائر بداخله عندما  خطرت بعقله الخبيث
فكرة شيطانية ستوفر عليه الكثير ،، تناول هاتفه واجرى اتصالاً بصوت خافت حتى لاتسمعه ملاك ثم وضعه جانباً ،، وابتسامه ماكرة تزين ثغره
 
عند ملاك
خرجت من المرحاض بعد ان اخذت حمام دافئ مزيلة مساحيق التجميل عن وجهها
مرتدية روب الحمام وتلف منشفة على رأسها تدندن احد الاغنيات التي علقت بذهنها بصوت خافت
" حبه جنة انا عشت فيها ،، قربه فرحه حلمت بيها
ده الي بيه احلو عمري ،، ده الي انا هديله عمري
ليالي وانا بتمنى لقاءه ،، بأمانة وبصراحة
كنت عمري ما هلقلى راحة ..... "
 
اتجهت للخزانة لتنتقي شيئاً ترتديه ،، شهقت بصدمة
عندما لم تجد الا هذا القميص الذي لا يخفي شئ
 
"الله يخرب بيتك يا مها انا هلبس ايه دلوقتي
اكيد مش هخرج قدامه بالمنظر ده ،، وكمان الشنط هتوصل بكرة الصبح اعمل ايه انا دلوقتي "
 
جلست على السرير تفكر في حل لهذا الامر
هبت عندما سمعت طرقات ادهم على الباب منادياً عليها
"حبيبتي لو خلصتي الاكل جاهز "
 
ارتبكت ملاك وزاد توترها هتفت بصوت مهزوز
"اااانا ... جاية "
 
عادت مرة اخرى للخزانة جاذبة هذا القميص الفاضح ،،
حاولت ان تبث الطمأنينة في قلبها
"اهدي يا ملاك ،، وزي ما مها قالتلك ،، ده ادهم حبيبك وجوزك يعني مفهاش حاجة لو شافك بالشكل ده  "
 
ارتدت القميص بيدين مرتجفتين ثم ارتدت الروب الخاص به لعله يخفي شيئاً نشفت شعرها جيداً وتركته منسدلاً على ظهرها
 
اتجهت للباب واخذت نفساً عميقاً وفتحته وخرجت ،، كان ادهم يضع صحون على طاولة السفرة التي تتوسط الجناح بعد ان ابدل ملابسه لاخرى اكثر راحة ،، التفت اليها ويا ليته لم يلتفت
فكانت عبارة كتلة اغراء حقاً بدت كالملاك بهذا القميص الذي جعل الدماء تفور في عروقه ،، اولاها ظهره وتحدث بصوت لاهث
" انا هغسل ايدي وجاي ،،تعالي اقعدي انا طلبتلك جمبري ،، وفي عصير برتقال فريش "
 
وهرع للحمام مغلقاً الباب خلفه
وضع رأسه تحت المياه الباردة المتدفقة علها تطفأ النار المستعرة التي اشعلتها صغيرته
نظر لنفسه في المرآة
"اهدى يا ادهم ،، هي دلوقتي هتشرب العصير الي فيه حباية المنشط وهتسهل عليك حاجات كتير عشان ما تتهورش معها ،، متبصش ناحيتها فالقميص الي هيا لابساه ده ،، دي لو قاصده تجنني مش هتعمل كده "
 
نشف رأسه ووجه ثم خرج وجدها تفرك يديها بارتباك
جلس بجانبها بدون ان ينظر إليها
وضع لها الطعام في طبقها
"يلا كلي انا عارف انك مكلتيش من اول النهار "
 
وشرع هو في تناول طعامه ،، دون ان ينظر اليها
 
هدأت ملاك قليلاً عندما لم يثير ادهم خجلها بأي شكل من الأشكال ،، ابتسم ادهم عندما شاهدها تقوم بشرب
العصير ،، تظاهر بتناول الطعام حتى يتأكد بأنها شربت الكأس بأكمله ،، وبعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك تخرج من الحمام بعد ان غسلت يديها ،، فهدوء ادهم
معها وزوال توترها جعلها تلتهم كمية ليست قليلة من الطعام ،، وجدت ادهم يدخن ويطالع شئ ما على هاتفه
ولم تدري انه ينظر اليها فالخفاء ،، ابتسامة خبث لوحت على وجهه عندما ظهرت علامات الحبة المنشطة عليها فكانت تهوي بيدها على وجهها بسبب ارتفاع حرارة جسدها ،، جعلته لم يستطيع التحمل اكثر من ذلك ،، اقترب منها وحملها بخفة بين يديه متجهاً لغرفة النوم ،، هتفت ملاك بتوتر
"ادهم انتا بتعمل ايه " 
اجابها ببرائة مصطنعة
"هكون بعمل ايه ،، هنام يا حبيبتي "
 
بدت كالبلهاء عندما هزت رأسها مصدقة ،، فهي عندما رأته لم يحتك بها عندما ارتدت هذا القميص ظنت انه لن يقترب منها ،، لكن ذهبت ظنونها ادراج الرياح عندما رأته يقوم بخلع الروب الخارجي عنها شهقت بذعر وتشبث به بقوة
 
هتف لها بهدوء
"متخافيش هناخد كل حاجة بالراحة "
اخفضت رأسها بخجل
 
التصقت به عندما اصبحت امامه بهذا القميص الذي لم يترك للمخيلة شئ
حملها ومددها على السرير ،، وجثى فوقها التقط شفتيها بين خاصتيه مقبلاً اياها تارة بعنف وتارة بلطف مدخلاً لسانه داخل فمها المتنكرز مستكشفاً خباياه ،،
ويداه الخبيرة تجول على جسدها الانثوي المغري كان يقبل كل ما يقع تحت شفتيه خدودها فكها عيناها وانفها ،، ثم دفن رأسه في عنقها الناعم مستنشقاً رائحتها التي تسكره بدون خمر ،، امتص جلدها الرقيق تاركاً خلفه علامات بنفسجية اللون ثم امتص شحمة اذنها جعلها تأن بخفوت ،، الشئ الذي زاد شهوته اكثر وجعله يصبح اكثر عنفاً ،، ازاح عنها كافة ملابسها حتى اصبحت عارية امامه ،، نظر لجسدها الانثوي المغري المنحوت ببراعة ،، ثم انقض على صدرها الطري الهش التهم حلمتاها الورديتان بالتناوب ،، كان يمتص واحدة يداعب الثانية بيديه ،، كان يداعبها تارة بلطف وتارة اخرى يعتصر نهديها بيده  ،، ابتسم بين قبلاته عندما تذكر انه طلب منها ذلك مقابل نقل سكرتيرته السابقة سالي ،، لكنها رفضت وبشدة ،، عاد الى شفتيها يشبعهم تقبيل ،، نزل لرقبتها وكتفيها تاركاً علامات ملكيته
خلفه بعضها باللون الاحمر واخرى اقتربت للسواد
 
اما ملاك كانت مغمضة عيناها فلم تكن قادرة على الكلام او الحركة مستسلمة لافعاله وكأنها تريده مثلما يريدها ،، كانت تشعر بالاستمتاع وكأنها تحلق في السماء استسلمت لتلك المشاعر التي غزت كيانها وقلبها تاركة له المجال بان يفعل بها ما يحلو له ،، كانت تعض شفتيها حتى تمنع تلك التأوهات التي جهلت مصدرها من ان تخرج ،، وضعت يداها حول كتفيه عندما شعرت انه ابتعد عنها لا تريد ان تفقد ذلك الشعور الجميل ،، دنا منها وهمس في اذنها بصوته الاجش لاهث بسبب شهوته المفرطة
"هو انتي حلوة كده ازاي انا مشوفتش فحلاوتك "
 
تسللت يداه لاعلى فخذيها وعيناه مسلطة على وجهها الذي اصبح يشع حرارة ،، تأوهت بصوت خافت
عندما احست بيده على انوثتها ،، عضت على شفتيها حتى لا تخرج تلك التأوهات مرة اخرى
 
لاحظ ذلك ادهم ثم مد يده وحرر شفتيها من وطأة اسنانها هاتفاً بصوت ملئ بالرغبة
 
"لأ متكتميش صوتك عاوزك تصرخي باسمي طول الليل عاوز اسمع كل اه بتخرج منك "
هزت ملاك رأسها بلا وعي
باعد ادهم بين قدميها وجثى على ركبيته بين ساقيها
نظر لانوثتها الوردية الطاغية وبرائتها الواضحة وعذرتيها التي تدعوه دعوة صريحه لامتلاكها ،، اخذ يمرر يده الغليظه على انوثتها مجبرها على التأوه بمحنة شديدة جعلتها تتلوى اسفله ،، التأوهات التي خرجت منها جعلته يفقد اخر ذرة تحمل لديه
 
قال بصوت لاهث
"ملاك .... حبيبتي ..... بصيلي "
 
افرجت ملاك عن رماديتاها التي اصبحت اكثر اغمقاقاً بسبب رغبتها التي تجلت على ملامح وجهها
 
أكمل محدثاً اياها بصوت متقطع بسبب رغبته
"انا ... انا ... هوجعك ...  شوية بس ... بس بعدين هتبقي بتاعتي "
 
هزت رأسها بالايجاب واغمضت عيناها ولا تشعر بما يدور حولها ،،صرخت بألم عندما شعرت بشئ يخترق  جسدها بقوة
 
"أدهم في حاجة بتوقع اوي "
 
توقف ادهم بداخلها ورغبته بها ازدادت وتضاعفت اكثر من ذي قبل
"معلش يا حبيبتي الوجع ده كله هيروح دلوقتي "
 
تحرك بداخلها بهدوء حتى استمع لتأوهات استمتاع ليست الم
 
وبعد مرور بعض الوقت قضوها غارقين ببحر عشقهم الغير منتهي ،، جذبها ادهم لتتوسط صدره ،، قهقه ادهم  عليها عندما شاهد تشبثها بالغطاء ،، كان يرسم دوائر وهمية على كتفها العاري همس لها بحب
"مبروك يا حبيبتي ،، خلاص بقيتي مدام ادهم السيوفي مش بنوته صغيرة "
 
دفنت رأسها بصدره بخجل
حدثها بجدية
"المهم في حاجة بتوجعك "
 
هزت رأسها بالنفي
 
هتف بمكر
 
"اصل لو في حاجة بتوجعك ،، انا ممكن اعمل حاجات
قليلة ادب تانية تخفف الوجع "
 
تحدثت ملاك وهي تدفن رأسها فصدره
"بطل قلة ادب "
 
هتف بخبث
"من شوية كنتي مبسوطة فقلة الادب دي "
 
استدارت ملاك واولته ظهرها ساحبة الغطاء حتى رأسها ،، اقترب منها ادهم محدثها بحب
"خلاص متتكسفيش اوي كده ،، ويلا قومي
عشان تاخدي شاور قبل وما تنامي "
 
انزلت الغطاء قليلاً عن رأسها وهتفت بخفوت
"بس اخرج برا "
 
نظر اليها بوقاحة
"ليه في حاجة مشوفتهاش "
 
جذبت ملاك الغطاء حول جسدها وما ان وضعت قدميها على الارض صرخت بالم وجلست مرة اخرى على السرير ،، جثى ادهم على ركبتيه امامها
هاتفاً بخوف
"حبيبتي مالك حاسة بحاجة "
اخفضت ملاك رأسها بخجل
ففهم ادهم انه بسبب عنفه معها ولم يراعي
انها مرتها الاولى
 
 
 
حدثها بهدوء
"حبيبتي انا اسف ،، انا هساعدك تاخدي شاور ،، وهطلبلك مسكن "
 
هزت ملاك رأسها بالإيجاب ،، دلف ادهم للحمام مملئ حوض الاستحمام بالماء الدافئ واضعاً رغوة الصابون برائحة الياسمين المفضلة لديها ،، ثم خرج اليها حملها تحت اعتراضها ،، وضعها على ارضية الحمام وخرج حتى يثير خجلها ،، القت ملاك الغطاء على الارض ،، وغطّست جسدها بالماء الدافئ الذي كان له مفعولاً سحرياً لازالة الارهاق والالم عن جسدها
 
اتصل ادهم باحدهم وجلب ادوية المسكن ،، نظر للسرير بسعادة غامرة عندما لاحظ وجود بقعة دم حمراء صغيرة تتوسط شرشف السرير ،، جذب الاغطية وابدلها باخرى نظيفة ،، خرجت ملاك مخفضة رأسها بخجل ترتدي روب حمام تنشف شعرها بمنشفة اخرى تجاهلته
وجلست قباله المرأة تجفف شعرها وتمشطه ،، وعندما انتهت اقتربت منه وتحدثت بخجل
"مش لاقية حاجة البسها "
 
جذبها ادهم لتجلس على قدميه كطفلة صغيرة
استنشق رائحة شعرها الجميلة وتحدث بخبث
"عندك القميص الحلو ده البسيه "
مشيراً لقميص نومها العاري
 
قفزت عن قدميه وشهقت ملاك بخجل من جرأته
"بطل قلة ادبك دي اشوية "
 
ضحك ادهم عليها واتجه لأحد الادراج وجلب لها التشيرت الخاص به ،، اخذته ملاك وعادت للحمام مرة
غابت عدة دقائق ثم خرجت بعد ان ارتدت بلوزته
التي وصلت لاعلى ركبتيها بقليل
 
جذبها ادهم ووضع رأسها على صدره مستمتعاً بقربها
والابتسامة السعيدة تزين وجهه ،، دثرها جيداً بالغطاء
بعد ان لاحظ انها بدأت ان تغط في نومٍ عميق قبل مقدمة رأسها بحب ،، اتسعت ابتسامته عندما استرجع احداث تلك الليلة رقتها برائتها وانوثتها تذكر انه لم يلمس فتاة عذراء من قبل ليس لديها خبرة في تلك الامور ابتسم على فكرة الحبة المنشط الجنسي التي ساعدته كثيراً وجعلتها مستسلمة له لاقصى درجة ،،تنهد براحة بعد كل هذه الاحداث الرائعة من وجه نظره ،، استعد للنوم في اجمل ليلة قضاها في حياته مشدداً من احتضان ملاك وما هي إلا دقائق حتى كان يغط في نوم عميق
 
********************
 
في صباح اليوم التالي
تمطعت ملاك بكسل في سريرها
فتحت عيناها ورمشت عددة مرات قبل ان تستذكر احداث الليلة الماضية عضت شفتيها بخجل واحمرت خدودها ،، بحثت بعيناها عن ادهم في الغرفة ولم تجده
نهضت عن سريرها متجهة للخارج وجدته يوليها ظهره العاري المليئ بالعضلات المكتنزة مرتدي بنطال فقط يتحدث بالهاتف
 
وقفت ملاك خلفه تنتظره ان ينهي مكالمته حتى تطلب منه ان يحضر لها ملابس ،، لم تعلم ان ادهم كان ينظر لصورتها المنعكسة على باب الشرفة الزجاجي الذي امامه ،، انهى مكالمته ووضع الهاتف في جيبه وبحركة مفاجئة حملها بين يديه ،، شهقت ملاك بذعر عندما شعرت بنفسها تطير الهواء ،،
قال بخبث
"صباحية مباركة يا عروسة " 
ابتسمت ملاك بخجل
انزلها ارضاً محاوطاً خصرها بيديه نظر اليها بنظرات لعوب
"التشيرت بتاعي هياكل منك حتة "
 
"بطل قلة ادب ،، انا اصلاً كنت عاوزة اطلب منك تجيبلي لبس "
قالتها بتذمر
 
" بغض النظر عن كلمة قلة ادب الي هحاسبك عليها بس مش دلوقتي ،، الشنط وصلت من الصبح انا هجيبهم ليكي وانتي خدي شاور عشان نلحق ميعاد الطيارة "
 
وبعد قرابة الساعة كانت ملاك تهندم مظهرها على المرآة بعد ان حاولت ان تخفي علامته التي تركها ليلة البارحة ببعض مساحيق التجميل ارتدت افارهول اسود
يتوسطه نقوش على هيئة حزام فضي وعليه جاكيت
باللون الابيض وحذاء كعب أسود
واتجهت بصحبة ادهم للمطار
ركبت ملاك الطائرة الخاصة بأدهم الذي كان يجلس
قالتها ،، لاحظ خوف ملاك بسبب ركوبها للطائرة
للمرة الاولى ،، جلس بجانبها محتضناً اياها هامساً لها بكلمات مطمئنة حتى استقرت الطائرة في وسط السماء
 
بعد قرابة الخمس ساعات كانت طائرتهم تهبط في مطار جزر المالديف الدولي
اقترب ادهم من ملاك الغارقة في النوم
ايقظها بهدوء
"ملاك حبيبتي ،،، يلا اصحي
وصلنا "
 
تململت في نومها قبل ان تفتح عيناها ببطئ
ابتسمت عندما رأت ادهم ينظر اليها بحب
قرص خدها بلطف
"صح النوم يا حبيبتي ،، يلا وصلنا "
 
وبعد ما يقرب ساعة كان ادهم يحاوط خصر ملاك بيده متجهاً للمركب الذي سيقله للفندق الذي سيقضي شهر العسل به مع حبيبته
 
نظرت ملاك لادهم باستغراب
"هو احنا هنركب اليخت وهنروح فين
مش المفروض نروح الفندق "
 
وضع ادهم يديه على خصرها مقرباً اياها
هاتفاً بحب
"هنركب اليخت عشان نروح بيه الفندق
الي هنقضي فيه اجمل ايام عمرنا "
 
هزت رأسها بتفهم سارا باتجاه اليخت
واستقلاه ،، نظرت ملاك لادهم بتعحب مضيقة
بين حاجبيها ،، عندما شاهدت ادهم يقف خلف
دواسة القيادة الخاصة بالمركب وبدأ بقيادته مبتعداً
عن مرفأ المراكب 
قال ادهم عندما لاحظ تصنم ملاك مكانها
"تعالي اعلمك تسوقي اليخت بدل ما انتي
متنحة كده "
 
تقدمت منه ملاك وما زالت على صدمتها
حدثته مستغربة
"هو انتا بتعرف تسوق يخت "
 
قربها ادهم اليه وجعلها بينه وبين دواسة
القيادة واضعاً يداها عليها ،، متكأً بفكه على
كتفها
"ايوة بعرف اسوق وهعلمك دلوقتي تسوقيه
ازاي بس حطي ايدك هنا "
 
ازاح يدها قليلاً من وضعها لتصبح في مكانها
الصحيح ،، كانت ملاك مستمتعة بهذه التجربة
الجديدة عليها
 
وصلا بعد عدة دقائق الى بيت خشبي اقل ما يقال عنه
انه رائع بطريقة خيالية بيت من الخشب يتوسط البحر
ولا شئ يحيطه سوى المياه
هتفت ملاك بسعادة
"واو يا ادهم يجنن ،، احنا هنقعد هنا شهر كامل
المكان حلو اوي ... التفتت اليه وقالت متسائلة
"اوعى تقولي ان ده كمان الفندق بتاعك "
 
وضع ادهم الحقائب بجانب الباب
ثم حملها بين يديه مجيباً
"اولاً اه هنقعد هنا شهر بحاله ولو حبيبتي عاوزة ممكن شهرين تلاتة سنة زي ما تحبي ،، ثانياً لأ الفندق ده مش بتاعي بس بتاع امجد لانه شريك فالمنتجع ده "
 
هزت رأسها بتفهم وعيناها تجوب المكان باعجاب
هتف ادهم بمكر
"اه صحيح انا قولتلك النهاردة صباح الخير "
 
استغربت ملاك قليلاً من كلامه
"لأ مقولتليش "
 
اكمل بنظرات لعوب
 
"اخص عليا بجد ،، لازم اصلح الغلطة دي حالاً "
قال جملته واتجه لغرفة النوم
اعترضت ملاك قليلاً قبل ان يبتلع اعتراضها
بقبلة جامحة جعلت حصونها تنهار امامه
 
وبعد قرابة الساعتين نهض ادهم عنها يلهث بقوة بعد اخذها مراراً وتكراراً كانت كلما اعترضت ابتلع اعتراضها بقبلة تسكتها ،، دثرها جيداً بالغطاء بعد ان سقطت فالنوم او بالاحرى اغمي عليها من شدة التعب بعد ان اصبحت لا تحتمل جولة اخرى من جولاته
الجامحة ،، لم يراعي الفارق الجسدي بينهم وقلة خبرتها في تلك الامور
 
اتجه للمرحاض واضعاً جسده تحت المياه الباردة لتخمد رغبته التي مازالت مشتعلة ،، اغلق المياه وخرج مرتدياً شورت قصير وبقي عاري الصدر ،، دس نفسه بجانبها تحت الغطاء جاذبها لتتوسط صدره ،، لعن نفسه عندما
شاهد تشوه صدرها ورقبتها واكتافها بسبب عنفه
وعنجهيته معها
"يا نهار أسود ايه الي انا عامله فيها ده
دي اتشوهت ،، ده العلامات دي محتجلها بتاع شهر عشان تختفي "
 
نهر نفسه بهذا الكلام ثم لملم الغطاء على جسدها الصغير ،، وسرعان ما غرق فالنوم بسبب التعب
 
**********************
في صباح اليوم التالي
 
استيقظ ادهم على صوت تدفق مياه ،، جال بنظره المكان ولم يجد ملاك بجانبه فعرف انها تأخذ حمام
نهض من السرير متجهاً اليها لتسلية بها قليلاً
 
فتح باب الحمام بهدوء ولحسن حظه انها لم تقفله من الداخل ،، تصنم مكانه عندما رأها تحت المياه بدت كحورية البحر ،، شعرها المبلل ،، شفتيها المنتفختان بسبب قبلاته ،، عنقها المرمري الملطخ بعلامات سوداء واخرى بنفسجية ،، جسدها الابيص الثلجي ،، نهديها الطريان وحلمتها الورديتان
وبطنها المسطحة انوثتها الظاهرة قليلاً ،، مؤخرتها البارزة باغراء ،، فخذيها الممتلئتان بطريقة مثيرة ،،
كل ما فيها يثير شهوته ،، افاق من تأملها عندما لاحظ انها اغلقت المياه وتهم بالخروج ،، خرج من الحمام مسرعاً متجهاً للخارج حتى لا يثير خجلها فهي ليست معتادة عليه بعد سيترك لها المجال قليلاً
 
خرجت ملاك تلف جسدها بنشفة بالكاد تصل لمنتصف فخذيها ،، لعنت نفسها عندما نسيت ان تجلب ملابسها معها ،، فتحت الباب بهدوء وهي تدعو بسرها بان يكون ادهم ما زال نائماً ،، قضبت حاجبيها عندما شاهدت السرير فارغاً ،، اسرعت باتجاه الشنطة لتجلب لها ملابس بسرعة
 
وبعد عدة دقائق كانت تخرج من الغرفة باحثة عن ادهم مرتدية شورت جينز يصل لمنتصف فخذيها وبلوزة بيضاء نصف ،، كم بدت رائعة بهذا الطقم هذا ما قاله ادهم في عقله عندما شاهدها مقبلة عليه
 
قالت بصوتها الرقيق
"صباح الخير "
 
قبلها من خديها بتمهل هامساً
"صباح القشطة والعسل عليهم فراولة "
 
ضحكت ملاك على جملته
"ده مش صباح ده فطار هو انتا جعان "
 
نظر لها بنظرات خبيثة
"بصراحة جعان اوي اوي اوي ،، بس مش اكل حاجة
تانية هقولك عليها بعدين "
 
هزت رأسها بعدم فهم ،، ثم توجهت بصحبته باتجاه الساحة الخارجية للبيت ،، ابتسمت بسعادة
عندما وجدت ادهم قد جهز الفطور بطريقة لطيفة
 
اجلسها على ساقيه وكأنها طفلته ليست زوجته
هممت ملاك باعتراض فاسكتها بحبة فراولة
 
حدثها بحب
"انا جهزت الفطار وانتي عليكي النس كافيه "
 
هزت رأسها بالإيجاب واتجهت للمطبخ
عادت بعد مدة تحمل بيدها كوبين
 
بعد قرابة عدة ساعات قضاها ادهم في احضان ملاك
يحاول ان يستكفي ويرضي شهوته المفرطة
امسك يدها متجهاً للمركب ليأخذها في جولة
حول الجزر القريبة من بيتهم
 
كانت ملاك تجلس على ساقي ادهم وهو يسوق المركب
فهو لم يسمح لها بان تجلس بعيداً عنه هذا ما تحجج به هو
 
اوقف ادهم المركب في عرض البحر جاذباً ملاك
خلفه ،، اوقفته هاتفة بتوجس عندما وجدته يخلع قميصه
"هو انتا هتعمل ايه "
 
اجابها بضحك
"لأ متخافيش مش الي فبالك احنا هنعوم شوية "
 
تراجعت ملاك للوراء قليلاً
"لأ والنبي بلاش انا ما بعرفش اعوم
وبخاف من البحر "
 
تجاهل ادهم اعتراضها وحملها بين ذراعيه وقفز فالماء
تشبثت ملاك برقبته بذعر
 
"يا حبيبتي ما تخافيش انا معاكي ،، انتي بس سيبي نفسك للميه وهي هتنسيكي خوفك "
 
هزت ملاك رأسها بالنفي
"لأ عشان خاطري خلينا نرجع اليخت بلاش يطلع لنا قرش دلوقتي "
 
تظاهر ادهم بالخوف
"قرش ،، معاكي حق المنطقة الي احنا فيها دي
اهم مسكن للقروش "
ارفق جملته وهو يحرك يده من تحت الماء على ساقها
 
صرخت ملاك برعب عندما شعرت بشئ يلمس ساقيها
 
"ادهم في حاجة فالمياه والنبي خرجنا من هنا "
 
رق قلبه لها عندما شاهد انها على وشك البكاء
حملها واتجه للمركب ،، اعطاها قميصه لترتديه لانها لم تجلب لها ملابس دلفت لتستحم وتغير ملابسها المبتلة ،، خرجت وجدت ادهم يتكأ على ارضية المركب
يضع امامه عدة اطباق تحتوي على فواكه واخرى مكسرات والاخرى حلوى
 
كانت مخفضة رأسها بخجل عندما لاحظت ان قميصه ليس بالطول الكافي
 
عض ادهم شفتيه بوقاحة عندما شاهدها بهذا المظهر المهلك ،، زفر بقوة عندما اقتربت منها تجلس ارضاً فظهرت فخذها البيضاء بسخاء ،، ازاح الصحون جانباً ملقياً بجسده عليها ،، هتفت باستنكار
 
" انتا هتعمل ايه ،، انتا متشبعش قلة ادب كل اشوية
عاوز الحاجات السافلة دي ،، وبعدين افرض حد شافنا هيقول علينا ايه "
 
اجابها وهو يقبل عنقها بتمهل وتروي
"اولاً مفيش حد هنا غيرنا لانهم عارفين المنطقة دي خاصة بالعرسان محدش بيدخلها ،، ثانياً هو في احلى من قلة الادب ،، ثالثاً والاهم انتي بتبقي مبسوطة ومندمجة اوي فقلة الادب دي ،، ولا هتنكري "
 
اشاحت بوجهها بعيداً عن نظراتها الوقحة
همت بالنهوض من اسفله ،، إلا انه احكم امساكها ساحبها معه في احدى جولاته الغير منتهية
 
*********************
 
بعد يومين
 
كانت ملاك تتحدث فالهاتف مع مها بعد ان حدثت جديها واطمأنت عليهم ،، فأدهم خرج ليجلب بعض المستلزمات ،،
 
قالت ملاك بعتاب
"ليه تعملي كده ،، يعني انتي عارفة اني بتكسف
تقومي حاطة اكتر قميص نوم قليل الادب فالدولاب "
 
ضحكت مها في الجهة الاخرى على خجل ملاك
 
"يعني عروسة فليلة دخلتها عاوزاني احطلها ايه
بيجامة ميكي ماوس ولا سبونج بوب ،، الي مغرقة
دولابك بيهم "
 
قالت ملاك بتذمر وصوت عالي نسبياً
"على الاقل محترمين عن قمصان النوم الي حطاهم فالشنط كلهم مينفعوش للبس ،، انا غلطانة من الاول
اني اتكلت عليكي فالحاجة دي ..... "
 
بترت باقي جملتها عندما شاهدت ادهم يتكأ بكتفه على الباب ويبدو انه استمع لحديثها مع مها
 
تنحنحت باحراج
"احممم ،، طيب يا مها انا هكلمك لما اكون فاضية "
 
اقترب منها بخبث جالساً بجانبها
هاتفاً بصوت هادئ اجش
"يعني قمصان النوم الي عندك على ذوق مها "
 
اخفضت رأسها بخجل ولا تدري بماذا ترد
 
اكمل بمكر
"فكرني لما نرجع اصرفلها مكافأة على
الحاجات الحلوة الي شوفتها عليكي "
 
وقفت ملاك متحدثة بارتباك عندما
لاحظت نظراته اللعوب
"اااانا ،،، هروح المطبخ ارتب الحاجات الي جبتها "
 
وقبل ان تخطو خطوة واحدة جذبها ادهم لتقع بين احضانه ،، قلبها لتصبح اسفله
هتفت باعتراض واهي
"لأ مش كل اشوية حاجات سافلة انتا قليل الادب "
 
رفع حاجبه مستنكراً
"هو في وحدة محترمة تقول لجوزها قليل ادب "
 
تداركت ملاك نفسها وقالت بتعديل
"لأ انا مش بشتمك انا بوصفك "
 
قهقه أدهم بشدة على جملتها
"اذا كان كده ماشي " 
حاولت ملاك التملص من تحته
لكنها فشلت بعد ان التقط شفتيها مبتلع اعتراضها
جاذبها لجولة اخرى من جولاته
بعد مرور قرابة الاسبوعان
 
كانت داليا تمشي بتعالي كعادتها في النادي متجهة للطاولة التي يجلسن عليها صديقاتها
 
تحدثت احداهن بصوت عالي عندما لاحظت اقتراب
داليا
 
"شوفته يا بنات فرح ادهم السيوفي ،، كان عامل ازاي
ده كان فرح اسطوري من يومها وهو اترند على السوشال ميديا الكل بيتكلم عنه "
 
اكملت احداهن عندما رأت داليا تجلس معهن
"ولا عروسته كانت زي القمر الكل كان معجب
بجمالها ورقتها ،، ولا فستانها بقولو من باريس "
 
اكملت الاخرى
"بقولو هيقضو شهر العسل فجزر المالديف تلقيه
دلوقتي مغرقها عزومات وفسح وهداية غاليه
يا بختها الي تتجوز واحد زي ادهم السيوفي "
 
ثم اكملت واحدة اخرى موجهة كلامها لداليا
الذي ظهر الضيق على وجهها
"ايه رأيك ففرح ادهم يا داليا "
 
"عادي جداً يعني مش محتاج كل الضجة الي
حصلت عشانه .... ثم نهضت من امامهن مسرعة .. معلش انا مضطرة استأذن
عندي معاد مهم "
 
قالت جملتها وهبت هاربة من نظرات الشماتة التي
حاصرتها من الجميع ،، ذهبت وهي تتوعد لملاك في
سرها
 
********************
 
عند ادهم وملاك
 
كانت ملاك تجلس قبالة التلفاز تولي
ادهم ظهرها بغيظ
 
ركع ادهم على ركبتيه امامها وامسك يديها
وقبلهم بحب
"يا حبيبتي غصب عني لازم نرجع
في مشكلة حصلت فالشركة وانا لازم اكون
موجود مينفعش امجد يحلها لان انا المدير مش هو
انا قولتلك الكلام ده اكتر من مرة وانتي مش عاوزة
تسمعي "
 
تحدثت بتذمر لذيذ مدت شفتيها بعبوس
للامام كالاطفال
"بس انتا اول ما دخلنا البيت ده قولتلي هنقعد هنا
زي ما انا عاوزة حتى لو سنة "
 
اعاد تقبيل يدها مرة اخرى
"يا حبيبتي انا قولتلك الكلام ده بس مكونتش اعرف
انه هيحصل كده ،، بس اوعدك اول ما احل المشكلة الي حصلت فالشركة وانتي تشوفي ايه فاتك فالجامعة
هنرجع نقضي شهر عسل من اول وجديد "
 
اجابته بنبرة اقرب للبكاء
"بس المكان هنا حلو اوي وهادي جداً "
 
هتف ادهم محاولاً التأثير عليها
"وكمان جدك وجدتك ما وحشكيش "
 
قالت ملاك بدموع
"وحشوني اوي "
 
"خلاص احنا هنروح السوق الي هنا
فيه كل حاجة ممكن تتخيليها وهنجيب ليهم هدايا
ايه رأيك "
نسيت ملاك زعلها وكأنه لم يكن
"اه هجيب ليهم هدايا ولامجد وطنط سلوى
ومها وعيالها وهبة "
 
قال ادهم بحدة
"لأ الي اسمها هبة لأ على جثتي تجبيلها حاجة "
 
"ليه يا ادهم والله هي طيبة بس لسانها طويل حبتين "
 
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
"حبتين ،،، قولي متر مترين تلاتة "
 
ضحكت عليه ملاك
"خلاص ميبقاش قلبك اسود "
 
اقترب منها ادهم بخبث وحملها بخفة بين ذراعيه
متجها للداخل
"اممممم ،،، قلبي اسود ،، انا هوريكي قلبي اسود
ازاي "
 
وقبل ان تعترض كانت داخل دوامة عشقه
 
وبعد قرابة الساعتين كانت ملاك تدلف لاحد اكبر
الاسواق واكثرها فخامة في المالديف
وبجانبها ادهم ،، كانت ترتدي بنطال جينز باللون
الازرق وبلوزة بيضاء ذات اكتاف عارية وحذاء كعب أسود وحقيبة حمراء ،، وترفع شعرها كذيل حصان
كانت تدخل محل وتخرج منه بعد عدة دقائق تحمل بيدها عدة اكياس ،، ثم تدخل للاخر ،، التفتت لادهم الذي يحمل العشرات الاكياس فهو رفض ان تحمل معه
اي شئ حتى لا يتعبها
اقتربت منه هاتفة بهدوء
 
"حبيبي هات اشيل عنك شوية من الاكياس دي "
 
رفع حاجبيه باستنكار هاتفاً بحدة
" ليه شايفاني سوسن ،، مش هعرف اشيل كام كيس
بس انا دماغي وجعتني من دوشة السوق واللف وراكي
انا مليش فجو الاسواق ده "
 
"خلاص احنا خلصنا تقريباً ،، بس فضل امجد انتا هتشتريله عشان انتا عارف ذوقه اكتر مني "
 
هتف بخفوت
"اه عارف ذوقه معفن ،، انا كنت شاكك بس من يوم ما اتجوز البنت المقرفة دي اتأكدت انه ذوقه معفن "
 
دلف لاحد المحال التجارية الخاصة بالعطور
وانتقى عطر امجد المفضل ومن محل اخر
ساعة ذات ماركة عالمية يحبذها امجد
كثيراً 
بعد عدة ساعات قضاها الاثنين في التسوق
كانا يجلسان في احد المطاعم الهادئة يشاهدون غروب
الشمس ،، كان المنظر يخطف الانفاس
 
كانت ملاك تأكل بنهم فهي بسبب زعلها من ادهم عندما اخبرها بضرورة العودة لمصر ،، لم تتناول شئ واستنفذت طاقتها فالتسوق ،، كان ادهم ينظر إليها بحب ،، اقترب منها وقبلها بجانب شفتيها ملتقطاً بقايا الكاتشب العالق ،، جحظت عينا ملاك بقوة من فعلته
واخذت تلتفت حولها ثم هتفت باستنكار
"ايه الي انتا بتعمله ده الناس بتبص علينا "
 
همس لها بهدوء
"انا سبق وقولتلك انا ما بهمنيش حد لو عاوز اعمل حاجة بعملها لو قدام الدنيا كلها ،وبعدين المكان ده
مخصوص للناس الي بتقضي شهر العسل وبس يعني
متعودين على حاجات اكتر من كده ،، سيبك من الكلام  ده وخلصي اكل عشان نلحق نرجع ونشوف ورانا ايه ،، طيارتنا بكره الصبح"
ارفق جملته بغمزة وقحة
 
هزت ملاك رأسها بالإيجاب
 
مساءً
 
كانت ملاك ترتدي قميص نوم رقيق يصل لنصف فخذيها ذو حمالات رفيعة ،، وذو فتحة صدر منخفضة
 
تقف في المطبخ تعد كوب قهوة لادهم وتدندن لحن
اغنية محبب على قلبها
شهقت بفزع عندما شعرت بذراعي ادهم تحاوط
خصرها ،،قالت بتذمر
"حرام عليك خضتني "
 
لعق شفتيه بلسانه بوقاحة بعد ان لاحظ القميص الذي ترتديه ،،
"امممم حلو القميص ده "
 
رفعت ملاك سبابتها في وجهه هاتفة بحدة خفيفة
"اوعى تقطعه مش ما البس حاجة تقطعها "
 
ما ان اكملت جملتها حتى شق قميصها لنصفين
فأصبح جسدها عاري امام عينيه
التصقت به حتى تختبه من نظراته الوقحة
 
حملها بين يديه واتجه للداخل
 
ركت ملاك قدميها فالهواء عندما فهمت ما ينوي فعله
هذا الخبيث ،، لكنها سكنت بوداعة عندما صفعها
ع
 
لى مؤخرتها  
تحدث بوقاحة مفرطة ويده ما زالت على مؤخرتها
"اموت انا فالحاجات الطرية "
 
"ادهم عشان خاطري بطل قلة أدب
شوية ،، خلينا نستمتع بالمكان قبل ما نرجع "
 
"ما احنا هنستمتع بس بطريقة تانية
بعدين انا عاوز اودع السرير الجبار ده
الي استحمل شغل كتير "
ارفق جملته بوقاحة
 
وضعت ملاك يديها على عيناها بخجل شديد
مستسلمة لجولة جديدة من جولات جنونه
*******************
 
بعد اسبوع
 
كانت ملاك تجلس مع مها وهبة في حديقة
القصر ،، سألتها مها بفضول
"اخبار شهر العسل ايه "
ارفقت جملتها بغمزة وقحة
 
اصطبغ وجهها بالحمرة من سؤالها
" ايه قلة الادب دي ،، احترمي نفسك "
 
تحدثت هبة بمرح
"هو ايه الي قلة ادب واحترمي نفسك
انتي الي تفكيرك شمال هي كانت تقصد
حلوة المالديف مش كده ،، اه صحيح هو الوحش الاخضر  بتاعك فين "
 
القت عليها ملاك تفاحة من طبق الفواكه الكبير
الموجود على الطاولة
"انا فهمت قصدها اكويس وبعدين حبيبي مش وحش
وحش اما يلهفك ،، وكمان ده فالمكتب بخلص شغل لو سمعك بتقولي عنه وحش هيخلص عليكي لانه على اخره منك "
 
جالت هبه المكان بنظرات خائفة خوفاً من حضور ادهم
بأي لحظة
 
تحدثت مها متسائلة بخفوت
" سيبك من هبة والعبط بتاعها الله يكون فعون امجد عليها ،، المهم قوليلي ايه كان رأي ادهم لما شافك ببدلة الرقص الي حطتها في الشنطة بتاعتك "
 
"احممم ،، لأ اصلي ملبستهاش ولا حتى فكرت
اني اشوفها مقاسي او لأ "
 
وضعت مها يدها على صدرها بصدمة
"يعني كل الوقت ده ملبستهاش "
 
تحدثت ملاك بتذمر مشبع بالخجل
"انا قولتلك من الاول انا ما بحبش الحاجات
دي بتكسف ابص عليهم ،، عاوزاني
البسهم وارقص قدامه "
 
"خلاص يا اختي خليكي فكسوفك ده وخليه هو يدور
على الرقص والرقاصات فالكباريهات "
 
نظرت ملاك لمها بعدم تصديق
"لأ ادهم مش بتاع الحاجات دي "
 
تحدثت مها بسخرية
"لأ يا اختشي بتاع ام الحاجات دي ،، اسمعي
مني انتي لسا عروسة يعني لازم تدلعي وتلبسيله حاجات تجننه عشان ميبصش لغيرك ده جوزك وهيبقى ابو عيالك  ،، اصل الي زي ادهم ده ستات كتير هيتجننو عليه واولهم العقربة داليا "
 
بدأ عقل ملاك بالتفكير بكلام مها الذي
بدا منطقياً ،، افاقت على تفكيرها على صوت الخادمة
"ملاك هانم ،، ادهم بيه طلبك فالمكتب عنده "
 
هزت ملاك رأسها بتفهم
 
هبت مها جاذبة هبة المنشغلة بتناول الطعام الذي امامها  من ذراعها
"قومي يا مفجوعة يا كلبة البحر ،، خلي عند اهلك دم
دول عرسان والراجل بعت لمراته "
 
تحدثت هبة ببلاهة
"طيب ما تروحله واحنا مالنا ،، اقعدي خليني
اكمل طبق البسبوسة العسل ده "
فغرت مها فمها من غباء شقيقتها
هاتفة برجاء
"لأ والنبي مش وقت غباءك دلوقتي ،، احنا لو فضلنا
قاعدين دقيقة زيادة هنلاقيه داخل علينا
واحتمال يولع فينا "
 
خرجت مها بصحبة شقيقتها هبة مودعة ملاك
بكثير من النصائح
 
دلفت ملاك لمكتب ادهم ،، فوجدته يدخن سيجارته قبالة الشرفة الزجاجية التي تتوسط مكتبه
التفت اليها وابتسم بحب
"حبيبتي الي نسيتني من صحباتها "
 
احتضنته ملاك بحب
"هو انا اقدر انسى جوزي حبيبي "
 
حملها ووضعها على طاولة مكتبه ،، هاتفاً
بخبث
"جوزك حبيبك انتي وحشتيه اوي اوي اوي "
 
دفعته ملاك بخفة ونزلت من على طاولة المكتب متجولة في مكتبه هتفت مبتعدة عنه  عندما
لاحظت كمية الكتب الموجودة فمكتبه
 
"ايه كل الكتب دي هو انتا للدرجادي بتحب
القراية اوي كده .... انهت جملتها عندما لاحظت وجود
زجاجات عديدة مختلفة الاحجام على احد الرفوف
سألته بتعجب واقتربت تلتقط احدى الزجاجات
"ايه القزايز دي ،،، يعععع "
هتفت بها عندما استنشقت رائحة احدى الزجاجات
 
حك ادهم ذقنه بتوتر خفي ،، لا يعلم بما يجيبها
فهي انقى من يخبرها انها خمر ،، اخرجه من سكوته
عندما اعادت ملاك سؤالها مرة اخرى
"ادهم ايه القزايز دي مجاوبتنيش ،، وليه رحيتهم
وحشة كده "
 
"احممم ،، دي قزايز ويسكي "
 
جحظت ملاك عيناها بصدمة
"هو انتا بتشرب خمرا "
 
اقترب منها جاذبها خارج المكتب حتى يستطيع
اقناعها بكلامه
"ساعات بشرب مش دايما ،، لما ببقى مدايق
بس مش اكتر "
 
"مش لازم تشرب خمرا وانتا مدايق
ممكن تشرب لمون او حاجة تانية غير الخمرا "
 
امسك وجهها الفاتن بين يديه وهمس بحبث
مبطن محاول استغلال سذاجتها
 
"خلاص انا هرميهم ومش هشرب خمرا
تاني ،، بس ايه المقابل "
 
تطلعت اليه بعدم فهم
"ازاي يعني مش فاهمة "
 
حملها بين ذراعيه متجهاً للطابق العلوي
فتح باب غرفة النوم صرخت ملاك
بضحك عندما اكتشفت ما ينوي فعله
"لأ يا ادهم مش كل اشوية حاجات
قليلة الادب "
 
القاها بلطف على السرير وجثى فوقها
هاتف بمكر
" ما انتي بتبقي مبسوطة بقلة الادب دي "
 
صعقت ملاك من جرأته وهتفت بخجل
"لأ ما ببقاش مبسوطة ولا حاجة "
 
رفع حاجبه مستنكراً
وهتف بوقاحة مفرطة
"امال مين بتبقى تقول ااااه يا ادهم ،، ايوة يا ادهم ،، حلو يا ادهم "
اصبح وجه ملاك ملون بجميع الوان الطيف
بسبب جملته ،، هتفت وهي تضع يديها على
وجهها بنبرة اقرب للبكاء
"خلاص والنبي عشان خاطري بطل كلام
فالموضوع ده "
 
نهض ادهم عنها وجذبها من يدها باتجاه المرآة
اوقفها ثم اخرج من احد الادارج الموجودة بجانبه
علبة قطيفة سوداء
شهقت ملاك بسعادة عندما رأت سلسال
من الزمرد الاخضر الجذاب والالماس يحيطه إيطار من الذهب الخالص
البسها ادهم السلسال ولم يغفل عن تقبيل
عنقها بلطف هتف بهدوء
"عجبك "
"حلو اوي بس ليه على شكل تاج تقريباً "
 
ادارها ادهم اليه وحدثها بحب
"عشان انتي ملكة قلبي وعمري كله ،، مش عاوزك
تقلعيه من رقبتك خالص ،، لو قلعتيه من رقبتك هعرف انك ما بقتيش تحبيني  "
 
احتضنته ملاك بسعادة
"وعد مش هقلعه من رقبتي ،، بس شكله غالي اوي "
 
قبل ادهم مقدمة رأسها ومازال محتضنها
"مفيش حاجة فالدنيا تغلى عليكي
وانا جبته ليكي عشان عارفك بتحبي الحاجة
البسيطة "
 
ثم اكمل بخبث
"طيب حبيبك مكلف نفسه وجايب
هدية ،، المفروض انك ترديهاله "
 
"قولي نفسك فإيه وانا اجيبلك لو اقدر "
 
"من ناحية تقدري فإنتي تقدري "
 
نظرت اليه ملاك بعدم فهم
اكمل بنظرات لعوب
"عاوز حاجة من بتوع الشيفون والدانتيل "
 
اولته ملاك ظهرها بخجل واخذت تعض
شفتيها بارتباك ،، الشئ الذي
جعل ادهم يسحبها لجولة جديدة من جولات جنونه
 
***********************
 
عند داليا
 
كانت تجلس مع صديقتها فريدة
في احد المطاعم الفاخرة
 
سألتها فريدة
"طيب هي الخدامة قالتلك ايه "
 
وضعت داليا فنجان القهوة وهتفت بغيظ
"مافيش حاجة مهمة ،، طول اليوم فالبيت
ما بيخرجوش ،، والنهاردة كان عندها
صحباتها " 
"طيب وانتي هتعملي إيه "
 
"هستنى اشوية واشوف لو طلقها
يبقى خير وبركة واتقت شري ،، اما بقى
لو عرفت تخليه يتعلق بيها يبقى هتشوف
الي عمرها ما شافته "
 
"ايوة يعني هتعملي ايه "
 
هتفت داليا بشر
"بكرة تشوفي هعمل ايه "
 
*********************
 
عند امجد في الشركة
 
تنفس الصعداء بعد ان انهى مراجعة الملف الذي اخذ
قرابة الساعتين وهتف بتذمر
"هو غرقان فالعسل ومقضيها بوس واحضان
وحاجات تفتح النفس ،، وانا من الملف ده للصفقة
دي ماشي يا ادهم انا هعرف هعمل معاك ايه
بس اما اتجوز .... على السيرة الجواز اما اتصل
على بنت المجانين الي عندي "
 
امسك هاتفه متصلاً بهبه
التي كانت تأكل مع جدي ملاك بتلذذ
متجاهلة اتصال امجد ،، اتجهت لتجلب الهاتف
الذي مازال يرن بإلحاح شديد ،، بعد ان انهت
طعامها حتى التخمة
مددت جسدها على سرير ملاك وتناولت
الهاتف وهي تمسد على بطنها المنتفخة
"مساء الخير إزيك "
 
هدر امجد من الجهة الاخرى بغضب
"مساء الزفت على دماغك ،، بقالي ساعة
بتصل بيكي مردتيش ليه "
 
تجاهلت هبه غضبه وتحدثت بهدوء مستفز
"اصلي كنت باكل ،، ومسمعتوش "
 
عض امجد شفتيه كاتماً غيظه
"بتاكلي ،،،، ومعرفتيش تردي على ابن الكلب
الي بيتصل وافتكر ان في حاجة حصلت معاكي "
 
هتفت هبة بمشاكسة لتمتص غضبه
"خلاص به روق محصلش حاجة انا بس كنت
باكل ،، بس تيتة فوزية عليها ممبار ومحشي
يستهلو بقك "
 
اغلق امجد الخط في وجهها ثم القاه على مكتبه
" شوفي من النهاردة مين الي هيصل بيكي ويعبرك
الظاهر لما ادهم قال عنك مستهترة ومش قد
المسؤولية كان صادق ،، بس على مين ده انا
هربيكي من اول وجديد هخليكي
تعرفي ان الله حق "
 
فالجانب الاخر عند هبة
القت هاتفها جانباً عندما اغلق امجد الهاتف وكأن شيئاً لم يكن ،، متسطحة بهدوء مستعدة للغرق
فالنوم بعد كمية الاكل التي التهمتها بشراهة
 
***********************
 
بعد مرور شهرين
 
كانت داليا تتحدثت بالهاتف مع الخادمة
نسرين عينها في قصر أدهم التي كانت
تقف في حمام الخدم لانه خالي من كاميرات
المراقبة التي تملئ القصر بأكمله
 
تحدثت داليا بصيغة آمرة
"اسمعي الي هقوله ونفذيه بالحرف "
 
"أؤمريني يا فرح هانم "
تحدثت داليا بشر تحت نظرات
صديقتها فريدة
 
"انا دلوقتي بعتلك مع الراجل الي ببعتهولك
كل مرة حبوب هتحطيها فأي حاجة تشربها
الزفته الي اسمها ملاك لازم تشرب منها حبة
كل يوم ،، انتي فاهمة واوعي حد يشوفك"
 
هتفت نسرين بجشع
"فاهمة يا هانم ،، بس يعني
الموضوع في مخاطرة عليا ولو
حد عرف انا هروح فداهية و...... "
 
قاطعتها داليا بحدة
"خلاص هو اصلاً هيديكي خمس الاف
جنيه وليكي عشرين لو تممتي المهمة دي
زي ما انا طلبت "
 
فغرت نسرين فمها بجشع عندما
تخيلت حجم المبلغ الكبير الذي سيصبح
في يدها بعد مدة
 
هتفت بسعادة
"ما تخافيش يا ست هانم كله هيبقى تمام وزي
ما انتي عاوزة حطي فبطنك بطيخة صيفي "
 
جعدت داليا وجهها بتقزز من حديث
نسرين ،، ثم اغلقت الهاتف بوجهها
 
نظرت نسرين للهاتف الذي اصدر صوته المعتاد
عندما تغلق المكالمة
"هي مالها دي شايفة نفسها كده ليه ،،
مش مهم المهم الي هيطلعلي من ورا
المصلحة دي "
 
عند داليا
قالت فريدة بفضول
"حبوب ايه دي انا مش فاهمة حاجة
فهميني ناوية على ايه "
 
ارجعت داليا خصلات شعرها الشقراء للوراء
وتحدثت بشر
"الحبوب دي هتجيب اكتئاب ،، هيزيد مع الوقت
يعني هتبقى مش طايقة نفسها ،، وهتتعامل
مع ادهم بطريقة مش لطيفة خالص ،، وانا اعرف
ادهم كويس ما يحبش الطريقة دي "
 
"ايوة انتي هتستفادي ايه من كل ده
ماهو اكيد هيعالجها "
 
تأففت داليا بصوت خافت
"ما انا مش هفضل انتظر نتيجة الحبوب
دي اكيد هحط التاتش بتاعي وهولعها
بس من بعيد من غير ما ادخل "
 
جحظت عينا فريدة بصدمة من
تخطيط صديقتها الشيطاني
" ايه ده انا كنت عارفة انك مش ساهلة بس مش
للدرجادي ،، الله يكون فعون الي يزعلك "
 
ابتسمت داليا
"عشان تعرفي ان زعلي وحش اوي
ولسا هعمل اكتر من كده بس اصبري "
 
**********************
 
في قصر ادهم
 
تمطعت ملاك بكسل في سريرها
رمشت عدة مرات قبل ان تعتدل في جلستها
نظرت للساعة وجدتها تجاوزت الواحدة ظهراً
"يا نهار اسود ،، انا نمت كل ده "
 
نهضت متجهة لتأخذ حمام سريع
بعد قرابة الساعة كانت تدلف للمطبخ
هتفت بمرح اعتاد عليه الجميع منها 
"صباح الخير ،،ازيكم عاملين ايه "
 
التفتت نسرين  التي تكن الحقد لملاك بدون سبب
 
ابتسم البقية الموجودين لها فهي بالرغم انها سيدة هذا القصر تقضي وقت فراغها معهم عكس ما كان
يتوقعو تماماً فأي سيدة اخرة تكون زوجة رجل مثل ادهم لن تتنازل وتتحدث بهذه البساطة مع خدم منزلها
 
تحدثت السيدة سعاد مسؤولة الخدم
"اهلاً يا ملاك هانم اتفضلي "
 
مدت ملاك شفت بعبوس كالأطفال
"طالما فيها هانم مش هقعد وهرجع وانا زعلانة
انا مش قولت اسمي ملاك ما بحبش هانم دي
بحس دمها تقيل ،، وكبيرة عليا اوي "
 
ابتسمت السيدة سعاد بحب
على رقة هذه الفتاة
"خلاص ولا تزعلي ملاك بس "
 
هتفت ملاك بفرح
"ايوة بقى هو ده .... سكتت عندما وصلت
لانفها رائحة محبذة على قلبها ...
امممم دي ريحة كرواسون بالشوكلاته
ولا انا غلطانة "
 
اخرجت احدى الخادمات صينية من الفرن
مليئة بالكرواسون الساخن ثم هتفت
"انا عملاه مخصوص عشانك "
 
اقتربت منها ملاك وقبلتها بطريقة كوميدية
 
جعلت الجميع يقهقه على طيبتها وبساطتها
"خلاص انا هروح اجيب الكتب بتوعي واجاي هاخد
طبق كبير مليان كرواسون واعمل النس كافيه "
 
تحدثت نسرين بسرعة
"انا هعملهولك "
 
هزت ملاك رأسها بالايجاب وذهبت لجلب
كتبها من غرقتها ،، فأدهم اقنعها ان تكمل دراستها
من البيت بحجة انه يريد راحتها ،، وهي لم تعترض
طالما انه لن يؤثر على دراستها
 
عادت مرة اخرى للمطبخ وقبل ان تتحدث
هتفت نسرين بسرعة جعلت الجميع
يلتفت اليها مستغرباً
"انا جهزلتك الفطار والنس كافيه بتاعك
في الجنية عشان تعرفي تذاكري "
 
ارسلت لها ملاك قبلة فالهواء
"والله انتي بتفهمي وعسولة خالص "
 
ثم اتجهت لتناول فطورها وتتابع دراستها في
جو مريح للاعصاب
 
********************
 
في الشركة عند ادهم
 
تأفف للمرة العاشرة بعد المئة وهو ينظر للساعة
"هو الوقت مش راضي يخلص ليه
الشغل ما بيخلصش "
 
انهى جملته ثم امسك هاتفه ليرى عبر
كاميرات المراقبة الموزعة داخل القصر
ماذا تفعل فتاته الصغيرة
"هي مش فالاوضة ليه هتكون
راحت فين "
اتسعت ابتسامته عندما وجدها منكبة على
الكتب التي امامها تلم شعرها للاعلى تغرس
بداخله قلم فهذه عادتها عندما تدرس
امسك هاتف مكتبه واتصل بها حتى يظل
يراقبها ،،
 
رن هاتف ملاك وابتسمت بسعادة ثم هتفت
"حبيبي وحشتي اوي اوي اوي "
 
"وانتي اكتر يا حبيبتي ،، عاملة ايه "
 
"ابداً بدرس وقربت اخلص ،، هو انتا هترجع
امتا انتا قولتلي هتخلص شغلك وترجع بدري "
 
"طيب احسبي نص ساعة وهتلاقيني
قدامك "
 
اغلق الهاتف والتقط متعلقاته متجهاً اليها فشوقه
اليها جعله يضرب الاعمال المترتبة عليه
عرض الحائط
بعد عدة ايام
 
نجد داليا تدخل لجامعة ملاك
تمشي بتعالي كعادتها ،، جلست فالكافيه
تنتظر احدهم
 
"مساء الخير ،، انتي داليا مش كده "
 
خلعت داليا نظارتها ومدت يدها لمصافحته
"وانتا جاسر "
 
اماء لها جاسر بالايجاب وسحب الكرسي
المقابل لها وجلس يريد ان يعرف ما
الموضوع الذي يجمعه مع هذه الفتاة
 
تحدثت داليا بثقة
"اكيد بتسأل نفسك انا عاوزة منك ايه "
 
"احب اعرف "
 
"قولي الاول مش عاوز تاخد بتارك من
ادهم السيوفي "
 
ارتبك جاسر قليلاً
"تار ايه ،، انا مفيش بيني وبينه
اي تار او عداوة "
 
ضحكت داليا باستهزاء
" ما ترتبكش اوي كده ،، انا عارفة الي حصل بينك
وبين ملاك والي عمله ادهم معاك ،، خلينا
فالمهم احنا مصلحتنا واحدة "
 
نظر اليها جاسر باستغراب
"مصلحتنا واحدة ازاي يا ريت توضحي
اكتر من كده ،، وتقولي كل الي عندك
مرة واحدة عشان عندي معاد مهم "
 
ارجعت داليا خصلات شعرها الشقراء للوراء
وقالت بثقة مشبعة بالحقد
"انا هخليك تنتقم من ادهم من غير ما يكون
عليك لوم هتشوفه مذلول ومكسور قدامك ،، وانا
هكمل الباقي مع ملاك "
 
هتف جاسر بتعجب
"انا مش فاهم حاجة ،، لو سمحتي
وضحي اكتر من كده "
 
"انا هفهمك "
 
وقصت له خطتها الشيطانية التي ستوقع
بين ادهم وملاك
 
هز جاسر رأسه كعلامة موافقة على خطتها وهتف
متسائلاً
"طيب وانتي هتستفادي ايه من كل ده "
 
اجابته داليا بغموض
"دي حاجة تخصني ،، والي انتا هتعمله
هيفيندي اوي ،، ودلوقتي عن اذنك
لازم امشي ،، وهنبقى على اتصال "
 
غادرت داليا حرم الجامعة وابتسامة
شر مرسومة على شفتيها
 
********************* 
في مكتب امجد 
ك 
ان يعمل على حاسوبه
 
متجاهلاً هبة التي تجلس قبالته وتتأفف
بصوت مسموع ،، قالت هبة بحدة خفيفة
 
"يعني انتا هتفضل تتعامل معايا كده
لحد امتى "
 
اجابها امجد ولم يرفع عيناه باتجاهها
"لغاية ما يتعدل اسلوبك فالكلام
معايا ومع الكل " 
 
...
رفعت هبة حاجبها باستنكار
"ليه ماله اسلوبي بقى ايه الي مش عاجبك
فاسلوبي "
 
اغلق امجد حاسوبه وهتف بصوت عالي
"اسلوب مستفز ومستهتر ما بهمكيش
حد غير نفسك "
 
هتفت هبة بصدمة
"انا يا امجد مستفزة ومستهترة
وميهمنيش غير نفسي ،، وايه كمان
مش عاجبك فيا "
 
ثم اكملت
"كل ده عشان
مردتش عليك وكنت باكل ،، وانتا اخدتها حجة
عشان نبعد عن بعض وبقالك اكتر من شهرين
كل فين وفين لما بتتصل فيا "
 
"لأ يا هانم انا متصلتش عشان اشوف انا هفرق
معاكي امتى ،، بس للاسف بعد اسبوع لما افتكرتي
تتصلي وتطمني ،،الظاهر لما ادهم قال عنك مستهترة
ومش قد المسؤولية كان عنده حق "
 
اخذت هبة نفساً طويلاً قبل ان تهتف بهدوء
في محاولة لتخفيف غضب امجد
"طيب قولي ايه الي يريحك وانا اعمله "
 
"الي يريحني انك متبقيش مستهترة
ولما اتصل بيكي تردي على طول مش لما تخلصي
اكل او فسح مع صحابك ،، عشان انا بتصلك
عشان اطمن عليكى وببقى مش على بعضي
لما مترديش بيبقى الف سيناريو
فدماغي من خوفي عليكي "
 
هتفت هبة بمرح كعادتها
"يعني انتا بتخاف عليا يا ميجو "
 
اجابها امجد بتقزز
"ميجو ،، حسك عينك تقولي الكلمة
المقرفة دي تاني "
 
"ليه مش عاوزني ادلعك "
 
اقترب منها امجد بخبث
"طبعاً عاوزك تدلعيني وتشخلعيني
بس في طرق تانية غير ميجو دي "
 
تطلعت اليه هبة بترقب وقبل ان تفهم
كانت شفتيها اسيرة شفتيه ،، شدد امجد من
احتضانها متعمقاً في قبلته ،، زاد من عنفه قليلاً
عندما شعر بيدها على صدره تدفعه عنها ،، شهقت هبة
بقوة فور ابتعاده عنها ،، استند بجبهته على حبهتها
هتفت هبة بخجل
"متعملش كده تاني ،، افرض دخلت مها
وشافتنا كده هتقول ايه "
 
قبلها امجد بجانب شفتيها وقال بصوت
اجش
"هتقول واحد ومراته بيحبو فبعض
فيها حاجة دي "
 
ابتسمت هبة بخجل على جملته
 
هتف امجد بقليل من الجدية
"طيب هو احنا هنحدد معاد الفرح امتى "
 
اجابته هبة بخجل
"اكيد مش دلوقتي انا عندي إمتحانات
كمان اسبوعين وعاوزلي وقت اجهز نفسي "
 
قال امجد بلهجة لا تقبل النقاش
"خلاص زي النهاردة كمان شهر "
 
كادت هبة ان تعترض لولا ان امجد رفع
يده كعلامة لانتهاء الحديث
 
**********************
في قصر ادهم
 
كان ادهم يراقب ملاك الجالسة على الارضية
العشبية في الحديقة من خلال شرفة مكتبه
الزجاجية،، شاردة الذهن لا يعلم ما
اصابها فهي اليوم كان مزاجها سئ للغاية
اتجه نوحها ليتحدث معها محاولاً
ان يكتشف ما يزعجها
 
التفتت ملاك لادهم عندما شعرت به
يجلس بجانبها ،، هتف أدهم بهدوء
متزامن مع جذبه لها لتتوسط احضانه
مقبلاً مقدمة رأسها
"حبيبتي مدايقة من ايه مين
الي زعل القمر بتاعي "
 
ابتعدت ملاك عنه قائلة بضيق
واضح
"مفيش بس حبيت اقعد لوحدي اشوية "
 
تحدث ادهم وعيناه تجوب تفاصيل وجهها
الذي بدا على ملامحه الضيق
"مش عاوايدك تقعدي لوحدك وتسيبي
جوزك حبيبك لوحده "
 
تأففت ملاك بصوت مسموع
"يووووه ،، قولتلك مافيش حاجة
حبيت اكون لوحدي "
 
قالت جملتها وهبت مسرعة للداخل
 
نظر ادهم لاثرها بتعجب
فهي لم تكن هذه طريقتها فالتعامل
مع الاخرين وخاصة هو فهي كانت دائماً
مثال للهدوء وللباقة في الحديث
مع الاخرين ،، تنهد بيأس وتبعها للداخل
 
غافلاً عن تلك التي تراقبه من نافذة المطبخ
ولم تكن سوى نسرين وابتسامة انتصار
ظهرت عليها
 
بعد عدة ساعات
انتبهت نسرين على ارتجاج هاتفها الذي
تضعه في جيب تنورتها حتى لا ينتبه
اليه احد ،، تسللت للحمام وفتحت
صنبور المياه ليغطي صوت تدفق المياه
على صوت حديثها ،، جلبت هاتفها وردت على
اتصال داليا ،،
 
هتفت داليا بحدة مفرطة
"انتي يا بتاعة انتي بتصل بيكي
مردتيش من اول مرة ليه ،، فاكرة
نفسك حاجة مهمة "
 
لوت نسرين شفتيها بامتعاض
"اصلي يا ست هانم لحد ما عرفت ادخل الحمام
وارد عليكي عشان ماحدش ياخد باله "
 
"المهم ايه الاخبار عندك ،، عملتي
كل الي قولت عليه "
 
تحدثت نسرين كعادتها بسرعة
"كله تمام يا ست هانم والست ملاك
النهاردة مزاجها مش مزبوط خالص وقبل اشوية
اتخانقت مع ادهم بيه "
 
ابتسمت داليا بسعادة على بدء نجاح
خطتها ،، وستبدأ بالخطوة الثانية
 
قالت امره نسرين
"اسمعي الي هقول عليه ونفذي بالحرف
مش عاوزة غلطة .........."
 
فغرت نسرين فمها من خطة داليا
التي ستؤدى لكارثه ،، لكنها فضلت
السكوت مقابل ان تملئ جيبها
قالت بطاعة بعد ان تلقت من داليا
الاوامر التي ستنفذها
"حاضر يا هانم كل الي طلبتيه
هعمله بالحرف " 
نظرت للهاتف بامتعاض عندما اغلقت
داليا الهاتف بوجهها
"يا بااي على تقل دمك ،، بس
فلوسك حلوة وكتيرة ولاكانها قاعدة على
بنك ،، بس يا ترى لو حصل الي هي عاوزاه
هتديني ربع المليون الي وعدتني بيه "
 
وضعت هاتفها في جيب تنورتها بعد اغلقته
بالكامل وعادت مرة اخرى للمطبخ لتباشر
عملها المتكدس عليها ،، قبل ان تبدأ يتنفيذ
تعليمات داليا
 
"ما لسا بدري يا ست نسرين ،، كل ده فالحمام
شكلك نسيتي ان انه عندنا شغل"
كان هذا صوت الخادمة سمر
 
اجابتها نسرين بامتعاض
"لأ يا ختي مانسيتش ولا حاجة وهبدأ اهو
اشتغل "
قالت جملتها واتجهت لتخرج المستلزمات من
ستحتاجها للطهي من الثلاجة
 
كانت ملاك متسطحة على سريرها
تنظر للسقف بشرود ،، فاقت على تمسيد
ادهم على شعرها بحنان
نظرت اليه وهتفت بضيق
"هو انتا واخد اجازة عشان تفضل قاعد
فوق دماغي "
 
عض ادهم شفتيه كاتماً غيظه من اسلوبها
المستفز معه
قال بحدة مغلفة بهدوء
" انتبهي لكلامك معايا يا ملاك انا
مسمحش لحد يتكلم معايا كده "
 
تجاهلته ملاك واولته ظهرها داثرة
نفسها بالغطاء وهتفت بلا مبالاة
"انا عاوزة انام عن اذنك "
 
ترك ادهم الغرفة سافقاً الباب
خلفه بقوة جعلت ملاك تنتفض مكانها
 
بعد قرابة ساعتين كانت ملاك تنزل الدرج بشرود
متجه للمطبخ لتعد كوب نس كافيه لتزيل
الصداع المرافق لها منذ الصباح
 
دلفت المطبخ ولم تلقي التحية
كعادتها ،،اتجهت لاحد الادراج لجلب
اللازم
 
اقتربت منها نسرين وهتفت بسرعة
"هاتي عنك يا ست هانم انا هعملك
النس كافيه بتاعك وانتي ارتاحي "
 
تركت ملاك لها المجال لتصنعه
فهي ليست بمزاج لتقوم باي شئ
جلست على الطاولة التي تتوسط
المطبخ ،، اسندت رأسها على كف
يدها تنظر امامها بشرود
جلست بجانبها السيدة سعاد
وحدثتها بحنان
"مالك يا بنتي ايه الي مدايقك
اوي كده ،، في حاجة حصلت
بينك وبين ادهم "
 
ابتسمت ملاك لهذه السيدة
فحنانها يشبه حنان جدتها كثيراً
 
"أبدا يا دادة بس حاسة نفسي
مخنوقة اشوية ،، هشرب النس كافيه
واطلع ارتاح وان شاء الله هبقى احسن "
 
ربتت السيدة سعاد على ظهر ملاك بحنان
"ربنا يهدي سرك يا بنتي "
 
وضعت نسرين كوب النس كافيه بعد ان
وضعت بداخله حبوب الاكتئاب
 
ارتشفت ملاك من الكوب تحت نظرات
نسرين المترقبة
 
*******************
 
توالت الايام
 
وبدأت حالة ملاك بالتدهور اكثر من السابق
اصبحت لا تطيق الكلام مع احد ومزاجها سئ
دائماً ،، هذا ما دفع ادهم لترك المنزل بعد ان حاول
معها كثيراً لكنها لا تقبل الحديث معه اصبحت حبيسة
غرفتها لاتخرج منها ابداً حتى دراستها لم تهتم به مثل السابق ،، حتى صديقاتها لم تهتم بمقابلتهم
وجديها كل ما اتو لزيارتها بالكاد تجلس
معهم لدقائق معدودة وتعود لغرفتها مرة
اخرى
 
اما امجد وهبة فهم غارقان تارة بمشاكسة امجد لها
وتارة بجنون هبة وتجهيزاتهم للفرح
في احد الايام عاد ادهم للمنزل لجلب ملابس له
وبعض الاوراق المهمة ،، تعمد ان
التأخير حتى يضمن انها غرقت فالنوم حتى لايثير
غضبها الذي اصبح يثار بأقل كلمة ،، تنهد بقلة
حيلة عندما دلف للغرفة الغارقة فالظلام ،، مد يده
بهدوء لاضاءة الغرفة ،، تقدم من السرير وجلس على حافته متأملاً مظهرها الواضح عليه الشحوب
والتعب مسد على شعرها بهدوء
 
"ياه لو ترجعي ملاك الي عرفتها
نفسي اعرف ايه الي غيرك
وخلاكي كده مش طايقة حاجة
واولهم نفسك "
 
دثرها جيداً بالغطاء واتجه للغرفة
الملابس ،، تناول عدة بدلات وعدة اطقم
من الملابس المريحة ،، تأففت ملاك بضيق
عندما استيقظت على صوت حركة في غرفة
الملابس عرفت انه ادهم ،، اعتدلت في نومتها
واستندت بظهرها على السرير ،، خرج ادهم ووجدها تنظر امامها بشرود ،، اقترب منها وهتف بابتسامة
هادئة
"حبيبتي ايه الي صحاكي "
 
قابلت هدوء بهتاف حاد
"هيكون ايه غير الدوشة الي حضرتك
عاملها مش مراعي ان في بنآدمة مخمودة
نايمة "
 
احتدت ملامح ادهم بسبب صراخها
وهتف من بين أسنانه
"صوتك ميعلاش عليا ،، انا لغاية
دلوقتي مش عاوز اضغط عليكي
ومستني انك تقولي عن الي مضايقك "
 
صرخت ملاك بعنف
"قولتلك مليون مرة مفيش حاجة
عشان اقولها انتا مش عاوز تفهم ليه "
 
"امال إيه الي قلب حالك بالشكل ده
فين ملاك الهادية الي ملهاش صوت
عاجبك شكلك كده بقيتي على طول
حابسة نفسك فالاوضة دي
بقالي اسبوع بايت برا البيت وانتي
مافرقش معاكي تتطمني عليا ولاتشفوني
حصلي حاجة او لأ "
 
تأففت ملاك بخنق
"اديك كويس ومحصلش حاجة ايه لزمتها
بقى الدوشة الي عاملها دي "
 
هز ادهم رأسه بيأس فيبدو ان الكلام
معها اصبح لا يفيد ،، اخذ حقيبته وترك
البيت بأكمله 
في صباح اليوم التالي
في حمام الخدم كانت نسرين تحدث داليا بصوت خافت
"زي ما قولتك يا ست هانم امبارح كان صوتهم
عالي اوي وهما بيتخانقو ،، وادهم بيه خرج
مش شايف قدامه وفإيده شنطة هدوم شكله
والله اعلم ساب البيت "
 
تلاعبت داليا بخصلات شعرها
بغرور على نجاح خطتها ،، هتفت
بصيغة آمره
 
"طيب اسمعي الي هقول عليه
ونفذيه بالحرف ......."
 
*********************
 
في شركة ادهم
 
كان يعمل على حاسوبه بذهن شارد
في زوجته التي تحولت لسيدة اخرى
لا يعرفها
تمنى لو يعرف سبب تأخرها
 
اخرجه من دوامة التفكير التي كان
غارق بها ،، صوت سكرتيرته
هتف بملل
"غادة ،، لو عندك شغل او اي اوراق
اجليها لوقت تاني انا مش فاضي "
 
تحدثت السكرتيرة باحترام
"لأ يا فندم ،، الموضوع مش شغل
في واحد بره مصر انه يقابل حضرتك
مع ان مفيش معاد "
 
عقد ادهم حاجبيه باستغراب من هذا
الذي يصر على مقابلته
"ماقلش اسمه ايه "
 
اجابته باحترام
"جاسر الصياد يا فندم "
 
تشنجت ملامح وجهه وضغط على اسنانه
بغضب ،، وهتف بهدوء مخيف
"دخليه ومدخليش حد عندي ولا تحولي تلفونات
لحد اما يخرج "
 
خرجت السكرتيرة بخطوات متعثرة
بسبب مظهره الغاضب المخيف
 
خلع ادهم جاكيت بدلته وحل اول ثلاث ازرار
من قميصه وشمر عن كميه وكأنه يستعد
للعراك ،، وضع يديه في جيب بنطاله عندما
شاهد جاسر يقترب من مكتبه ،، يسير بخطوات
واثقة
 
قال أدهم
"ده انتا جريئ اوي لدرجة انك تيجي لحد
عندي ومش خايف "
 
جلس جاسر على الكرسي المقابل
لمكتب أدهم ووضع قدماً على اخرى
تحدث بثقة بالغة
"واخاف ليه ،، محدش بخاف الا الي عامل
حاجة غلط وانا المرادي مش غلطان "
 
قال ادهم بنفاذ صبر
"وايه الي جابك عندي اخلص انا مش فاضلك "
 
اخرج جاسر هاتفه وعبث به
قليلاً تحدت نظرات ادهم المترقبة
ثم مد جاسر الهاتف اليه
"اتفضل شوف وانتا تعرف انك
بقى الي مضحوك عليك "
 
تناول ادهم منه الهاتف
وسرعان ما اصبحت انفاسه تعلو وتهبط من هول ما رأى فملاك ترسل لهذا الحقير الكثير من الرسائل
الغرامية وبعضها ما لا يصلح الا بين الازواج
واخرى تقول فيها انها تزوجت بادهم
طمعاً بماله ليس اكثر 
القى الهاتف ارضاً ثم امسك جاسر
من تلابيب قميصة مسدداً له اللكمات
 
"بقى انتا يا وسخ جاي عشان تسود
سمعة مراتي وتقلل منها "
 
تحدث جاسر بانهاك اثر لكمات ادهم
"لو مش مصدقني شوف نمرتها منها اتبعتت
الرسايل ،، وتقدر تشوفهم من على تلفونها
وتقدر كمان تتأكد من شركة المحمول ...
اكمل بخبث عندما شاهد نظرات أدهم
المنكسرة ... انا كنت قادر اكمل معاها
والموضوع يتطور ،، بس انا قولت
دي ست متجوزة اي نعم هي مش معبرة
جوزها بس .... اااااه "
 
صرخ بها عندما تلقى ركلة من ادهم اسقطته
ارضاً جثى ادهم فوقه مسدداً له عدة لكمات جعلته
يفقد الوعي ،، اصبح ادهم لا يرى امامه فما سمعه
ورآه لا يصدق جلس على كرسيه بضعف ،، لا يصدق
ان زوجته التي احبها حتى الجنون تخدعه بوجهها
الملائكي الرقيق ،، ربط ما يحدث معها من تغيير
في المزاج ومع ما حدث بينها وبين هذا الجاسر
حتماً ان نفسيتها اصبحت سيئة عندما وجدته
لا يرد على رسائلها ،، ومن الممكن ان تكون
فكره ان جاسر حاول الاعتداء عليها كانت
مجرد تمثيلية ليقع ادهم في حبها
نهض ادهم عن كرسيه نافضاً تلك الافكار
من دماغه حدث نفسه بشرود
"لأ يا ادهم انتا هتصدق كلام الوسخ
ده ،، دي ملاك الي حبيتها وانتا عمرك ما
اتخدعت بالمظاهر وهي اكيد مخدعتنيش
ايوة هو الموضوع كده والوسخ ده انا هعرف
اتصرف معاه ازاي عشان يتجرأ يجيب
سيرة مرات ادهم السيوفي على لسانه "
 
التفت الى جاسر ولم يجده في مطرحه
فعرف انه خرج من للمكتب ولم يشعر به
 
بعد قرابة الساعة كان ادهم يدلف لقصره باحثاً
عنها بعينيه ،، دلف لغرفته وجدها فارغة كاد ان
يخرج حتى استمع لصوت تدفق مياه آتي من
الحمام ،، بحث عن هاتفها وجده موضوع على
الطاولة الصغيرة الملاصقة للسرير
التقطه بسرعة عابثاً به ،، ابتسم
براحة عندما وجد انه لا يوجد رسائل
في هاتفها اغلق هاتفها واعاده مكانه
 
شهقت ملاك بذعر عندما خرجت ووجدت
ادهم يجلس على السرير ،، وضعت يدها
مكان قلبها ،، هتفت بعتاب
"حرام عليك يا ادهم خضتني "
 
نظر اليها بنظرات لعوب فمظهرها
بهذه المنشفة التي تغطي جزء صغير من
جسدها شعرها المبلل الذي يقطر ماء
لم يخفى عليه صفاء بشرتها
جعلته يذوب شوقاً اليها
 
افاق على نفسه عندما لوحت ملاك بيدها
امام وجهه عندما لاحظت شروده
"ايه مالك سرحت فإيه "
 
وقف ادهم واحاط خصرها بيديه مقربها
منه ،، تملمت ملاك بين يديه عندما
فهمت نظراته الماكرة
هتف ادهم بخبث
"وحشتيني اوي اوي "
ابتسمت ملاك انخفضت رأسها وهتفن بخجل
ولم تجيبه
 
"هو حبيبتي ايه إلي كان مدايقها
الفترة الي فاتت "
 
نظرت إليه وتحدثت بصدق
"والله انا نفسي معرفش كل الي اعرفه
اني كنت مدايقة ومخنوقة ومعرفش
السبب "
 
استشف ادهم الصدق في كلامها
حاول تغيير النوضوع وقال بخبث
"بس حلو البرنص الي لابساه ده
بس من غيره احلى "
ارفق جملته بغمزة وقحة
 
فتحت ملاك فمها لتعترض ولكنه
ابتلع اعتراضها بقبلة اشتياق
جارفة ،، ساحباً اياها لعالمه
الخاص
 
بعد عدة ساعات قضها ادهم بأخذ ملاك
من جولة لاخرى ،، احتضنها بحب مقبلاً
فروة رأسها ،، واصابع يده ترسم دوائر
وهمية على ذراع يدها العاري
 
هتف ادهم بحب
 
"تعرفي نفسي فإيه "
 
هممت ملاك ليكمل ادهم
 
"نفسي فولد اسميه سليم على اسم بابا
ويطلع راجل كده ،، وبنوته اسميها سلين على اسم
ماما وتبقى زي القمر شبهك تبقى نسخة منك
فكل حاجة وشك عنيكي رقتك كل حاجة زيك"
 
دست ملاك رأسها بصدره العاري
وقالت بهدوء
"بس مش دلوقتي بعد الجامعة
حاسة اني مش قد مسؤولية
عيل صغير وتربية "
 
عقد ادهم حاجبيه باستغراب
من ردة فعلها ،، ولكنه لم يعلق
 
********************
 
في احد المولات الكبيرة
كانت هبة تدخل من محل لاخر تنتقي
ملابس لجهازها
هتفت هبة بحماس
"وااااو حلوة اوي البيجامة دي "
 
التفت امجد لمكان ما تنظر ،، فرفع
حاجبه مستنكراً عندما شاهد بيجامة
سبونج بوب لا تصلح إلا لطفلة صغيرة
ليس لفتاة ستتزوج بعد فترة قصيرة
 
امسكها من ذراعها بلطف وهتف بمكر
"عاوزة تجيبي بيجامة بتاعة عيلة صغيرة
وانتي جاية عشان تشتري هدوم لجوزك ...
ثم اكمل بمكر اكبر
فيه هناك محل بتاع قمصان نوم مشخلعة
شوفت قميص احمر هتبقي فيه فرتيكة "
 
اصطبغ وجه هبة بالحمرة وتركته
وذهبت مسرعة ،، فهو فالآونة الاخيرة
اصبح لا يفوت فرصة إلا ويثير خجلها
بأي شكل
 
*********************
 
مساءً في قصر ادهم
 
كانت ملاك تدلف للمطبخ بوجه بشوش
اشتاق اليه الجميع منها
 
ابتسم لها الجميع عدا نسرين التي كانت
تعرف سر تغيرها المفاجئ
هتفت السيدة سعاد بحب
"اهلاً يا بنتي ،، انا عملالك جمبري هتاكلي
صوابعك وراه "
 
مصمصت ملاك شفيها بتلذذ
"امممم ،، تسلم ايدك يا ست الكل "
 
اقتربت من موقد النار لتشتم الرائحة
ولكن سرعان ما شعرت بغثيان قلب
معدتها رأساً على عقب اسرعت متجهة للحمام المرفق
للمطبخ ،، وزع الجميع نظراتهم بين بعضهم
بسعادة فيبدو ان سيدتهم الجميلة تحمل بولي
العهد ،، عدا نسرين التي ابتسمت عندما احتسبت
كم ستجني من داليا او فرح حسب ما تعرفها
عندما تخبرها بهذا الخبر
 
خرجت ملاك من الحمام ووجدت السيدة سعاد
تنظر اليها بفرح ،، قضبت ملاك
حاجبيها بتعجب
"مالك يا دادة بتبصيلي كده ليه "
 
هتفت السيدة سعاد بخفوت
"مبروك يا بنتي شكلك حامل "
 
اجابتها ملاك ببلاهة
"مين الي حامل "
 
ضربتها السيدة سعاد بخفة على كتفها
"انتي الي حامل يا بنتي مبروك
ربنا يتمم بخير "
 
ضحكت ملاك بخفة
"يعني عشان راجعت اشوية خلاص بقيت
حامل والنبي انتي طيبة يا دادة ،، عموماً
اطمني انا مش حامل "
 
سألتها بترقب
"هو انتي بستخدمي موانع حمل "
 
"لأ مابستخدمش ،، بس انا عارفة
نفسي مش حامل "
 
كان هذا تحت مسامع نسرين التي
وقفت على مقربة من الحمام لتستمع لحديثهن
 
بعد عدة دقائق
كانت نسرين تتصل بداليا لتخبرها
بما جد في الساحة
"ايوة يا ست هانم ،، ليكي عندي خبر
بس عاوزة الحلاوة بتاعتي "
 
قالت داليا بعجرفة
"اخلصي انتي هتصاحبيني "
 
لوت نسرين فمها بغيظ
"كنت عاوز اقولك ان الست ملاك
حامل "
 
هبت داليا بصدمة تحت نظرات صديقتها
فريدة المستغربة من ذعرها المفاجئ
 
"انتي متأكده ،، وامتى الكلام ده "
 
"ايوة متأكدة ،، وحصل من شوية بس هيا
مش مقتنعة انها حامل ومحدش يعرف
بحملها ده غير الي فالمطبخ
يعني ادهم بيه ميعرفش لسا "
 
هدأت داليا قليلاً
 
"طيب انا اشوية وهكلمك وهقولك
تعملي ايه "
 
اغلقت الهاتف والقته على الكرسي المجاور
لها ،، سألتها فريدة
"مالك ايه الي ضايقك كده"
 
"الزفتة الي اسمها ملاك حامل
الي كنت خايفة منه حصل "
 
"طيب انتي هتعملي ايه دلوقتي "
 
فركت داليا جبهتها بتفكير
تحاول ايجاد حل لهذه المصيبة التي
وقعت على رأسها
"مش عارفة ،،، مش عارفة ....
بس انا لقيتها"
 
"هي ايه الي لقتيها "
تجاهلت داليا سؤال فريدة
وامسكت هاتفها لتتصل بنسرين
تدلي عليها التعليمات
"اسمعي الي هقول عليه ،، دلوقتي انا
هبعتلك حبوب تحطي لزفتة ملاك حبايتين
بس حبايتين مش اكتر لان دي حبوب اجهاض
مش لعبة لو كترتي اكتر من كده هتبقى كارثة "
 
في الجهة الاخرى
فغرت نسرين فمها من هول ما سمعت لم تتوقع ان
الشر بداخل داليا او كما تعرفها بفرح ان يصل
لحد القتل ،، ولكن داليا اسكتتها بمبلغ
ضخم جعلها تفغر فمها ولكن بسعادة
 
*****************
 
بعد مرور يومين
قضتها ملاك تارة في احضان ادهم
وتارة في الحمام تفرغ ما في معدتها
 
كانت تجلس مع ادهم في غرفة المكتب يشرح
لها بعض المسائل الهندسية المصتعصية عليها
فهي بعد ان عادت لمزاجها الطبيعي ،، اول شئ
فكرت به هو دراستها
 
شعرت ملاك بالغثيان فاسرعت للحمام
الملحق للمكتب ،، هرع ادهم خلفها للاطمئنان عليها
خرجت ملاك بعد دقائق تمسح فمها بالمناديل وتضع
يدها على بطنها
 
اجلسها ادهم برفق على الكرسي المجاور
هاتفاً بحب ممزوج بالخوف
"مالك يا حبيبتى انتي بقالك كام يوم
الاكل ما بقعدش فمعدتك ،، انا هتصل
بالدكتور "
 
اجابته ملاك بخفوت
"لأ يا حبيبي انا كويسة بس شكلي
واخدة برد فمعدتي هشرب دلوقتي اي حاجة
دافية وهبقى اكويسة "
 
اتصل ادهم بالهاتف الداخلي بالمطبخ
ولسوء حظ ملاك اجابته نسرين
حدثها بصيغة امرة
"اعملي اي حاجة ساخنة وهاتيها للست
ملاك على المكتب "
 
اجابته نسرين بطاعة
"حاضر يا فندم ،، ثواني ويكون عندها "
حمدت ربها انها الوحيدة فالمطبخ
فأخرجت الحبوب التي ارسلتها داليا
ووضعتها في كوب الاعشاب الذي اعدته لملاك
 
هتفت بشر
"بالهنا والشفا يا ست ملاك ،، وباي باي
يا ولي العهد "
 
في منتصف الليل شعرت ملاك
بمغص حاد يعصف بطنها والم مرافق  له
في اسفل ظهرها
استيقظ ادهم على صراخ ملاك
وهي تضع يدها على بطنها
قال بصوت خائف
"مالك يا حبيبتى حاسة بإيه "
 
هتفت ملاك بصوت متقطع بسبب الالم
"بطني .... بطني .... بتوجعني "
 
حملها ادهم وخرج من الغرفة مسرعاً
صرخ بغضب للحرس الواقفين دون حركة
"حد يتحرك يا بجم منك ليه ويفتح باب
العربية "
 
هرع احد الحراس بخطوات مسرعة
خوفاً من غضب رئيسه
وضع ادهم ملاك في الكرسي الخلفي واسند رأسها على ساقيه ،، تعالت انفاسه عندما شعر
بعدم حركتها وسكونها بين يديه
صرخ بالسائق بغضب
"زود السرعة اكتر من كده مراتي
هتروح مني "
 
بعد عدة دقائق مرت على ادهم عالساعات الطويلة وصل ادهم للمستشفى الخاص به
 
حملها بين ذراعيه ودخل للداخل بسرعة
صرخ بالموجودين ليهرع اليه الاطباء بخوف
وضعها بلطف على احد الاسرة الموجودة
 
اقتربت منها احد الطبيبات وفحصتها تحت نظرات ادهم الخائفة
 
قالت الطبيبة للممرضات
"جهزولي غرفة العمليات بسرعة "
 
وقبل ان تخرج اعترض طريقها ادهم
"هي حالتها ايه "
 
"دي حالة اجهاض ولازم تعمل عملية تنظيف
فوراً عشان ميحصلش مشاكل فالرحم "
 
صدم ادهم من كلمات الطبيبة
فزوجته كانت تحمل قطعه منه داخل احشائها
ولكنهم فقداها قبل ان يعلمو بوجودها
 
بعد قرابة الساعة
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ،، اسرع
ادهم اليها متسائلاً بخوف
"هي عاملة ايه دلوقتي والبيبي اكويس "
 
أجابته الطبيبة بخبث مبطن
"بيبي ايه الي بتتكلم عنه حضرتك البيبي
وصل ميت ،، وطالما انتو عاوزين البيبي
ليه مراتك واخدة حبوب للاجهاض "
 
ضيق ادهم حاجبه باستغراب
"حبوب اجهاض ازاي مش فاهم "
 
اكملت الطبيبة بخبث اكبر
"واضح انك متعرفش ان مراتك كانت واخدة
حبوب عشان تنزل البيبي ،، شكلها مش عاوزة
تخلف منك ،، على العموم هي اشوية
وهتفوق وهننقلها اوضة عادية تقدر
تسألها براحتك ،، عن اذنك "
 
ذهبت الطبيبة من امامه وما ان وصلت
لاحد الزوايا البعيدة عن الانظار
جذبت هاتفها واتصلت بداليا
 
"ازيك يا داليا هانم ،، كل الي طلبتيه
حصل وقولت لادهم بيه الي فهمتهوني
بالضبط ،، بس في حاجة "
 
سألتها داليا بخوف
"بس ايه ادهم عرف حاجة "
 
اجابتها الدكتورة بسرعة
"لأ الموضوع مش كده ،، اصل البيبي موصلش
ميت انا نزلته زي ما طلبتي مني " 
...
 
اتسعت ابتسامة داليا على نجاح خطتها
ثم هتفت بشكر
"شكراً ليكي يا دكتورة ،، وبكره الصبح
250 جنيه هبقو فحسابك فالبنك "
 
"شكرا ً بس انا لحد هنا معرفكيش ولا انتي
تعرفيني "
ثم اغلقت الهاتف وفرت مسرعة قبل ان
يراها احد وهي تتحدث بخفوت ويشك في امرها
 
اما ادهم ففور ذهاب الطبيبة جلس على اقرب
كرسي بنهيار وكأن قدماه لا تحملانه
اصبحت الافكار تعصف بعقله
فكل ما يفكر به انها اجهضت نفسها
ولاتريد ان تنجب منه ،، بدأت الافكار لديه
بالترابط ،، فهي من يومين كانت حالتها سيئة
فكيف تحسنت هكذا بين ليلة وضحاها ،، الرسائل
التي ارسلتها لجاسر فهو تاكد من هذا الشى من
شركة الاتصالات ولكنه كذب نفسه وصدقها ،،
 
ذكره للأطفال
وانه يريد ان ينجب واعتراضها على الفكرة بحجة
الدراسة ،، كل تلك الامور اصبحت واضحة من وجهة
نظره ،، حدث نفسه بغضب
 
"يعني هيا كانت مش طايقة نفسها من كام
يوم عشان الوسخ الي بتكلمه من ورايا مبردش
عليها ،، ولما شافت انه مش هيرد رجعت لوضعها
الطبيعي وقالت اضحك على العبيط الي عندي
بكلمتين ،، ولما لقت نفسها حامل وهتتربط بيا
طول عمرها قالت انزله ومحدش هيعرف ،،
ورحمة امي لخليكي تشوفي النجوم
فعز الظهر ،، وحياة كل لحظة خدعتيني بيها
لكون مطلعها على جتتك بلا ازرق "
 
دلف لغرفتها ،، تقدم نحوها بخطوات متريثة
ونظراته لا تبشر بخير ،، نظر لوجهها الشاحب
الذي لميخفي جمالها ،، استهزء نن نفسه
عندما فكر بها الامر فهذا الوجه البرئ خدعه
ومثل ببراعة دور الضحية ،، ابتعد عنها
عندما صدرت منها همهمة خافتة،، تدل
على زوال المخدر وانها بدأت تستعيد
وعيها من جديد
 
رمشت ملاك عدة مرات قبل ان تستوعب
انها في غرفة اشبه بغرف المشافي
جالت بعيناها المكان بضعف ،، وجدت
ادهم يقف بجانب الشباك يثني يديه
امام صدره وينظر اليها بنظرات غامضة
لم تستطيع تفسريها ،، سألته بوهن
"ادهم ،، ايه الي حصل انا جيت
هنا ازاي "
 
اجابها مستهزئاً
"هه ،، ابداً كان في حاجة مش مهمة عندك
وخلاص راحت لحالها "
 
تطلعت إليه بتعجب بسبب
طريقته المستهزئة بها
همت ان تعيد عليه السؤال ،، لكن
قاطعها دلوف الطبيبة التي اجرت
اليها عملية الاجهاض
سألتها ملاك بقلق
 
"دكتورة هو ايه الي حصل ،، انا كل
الي فكراه اني حسيت بمغص جامد
ووجع فظهري وبعديها مش فاكرة حاجة "
 
اجابتها الطبيبة بخبث قاصدة اثارة
غضب ادهم
"ده طبيعي من حبوب الاجهاض الي حضرتك
اخديتها ،، بس واضح انك فاهمة بتعملي ايه
اكويس اوي لأن الجنين لسا مكملش شهر عشان
كده الموضوع جه بسيط ومحصلش
مضاعفات "
ازدادت حيرة ملاك بسبب كلام
الطبيبة
"حبوب اجهاض ايه وجنين ايه
الي بتتكلمي عنه انا مش فاهمة حاجة "
 
همت الطبيبة انا تشرح لها بتفصيل
اكثر ،، ولكن قاطعها ادهم بحزم
"عنك انتي يا دكتورة انا هفهمها بطريقتي
اصلها بعيد عنك ساعات مخها بيبقى تخين
حبتين "
 
هزت الطبيبة رأسها بتفهم وقبل ان
تغادر الغرفة ،، اوقفها ادهم متسائلاً
"نقدر نخرج من المستشفى النهاردة "
 
"والله لو هتلاقي الرعاية الكويسة
والاهتمام اللازم ممكن تخرج بس
لازم تمضي ان الخروج على مسؤليتك
الشخصية "
 
هز ادهم رأسه بتفهم ثم تبع الطبيبة
للخارج لينهي اجراءات الخروج
 
ظلت ملاك تفكر فيما قالته الطبيبة
فهل كانت تقصد انها كانت حامل
واجهضت نفسها ،، لكنها عندما عادت بذاكرتها
للوراء تذكرت انها لم تتناول اي ادوية
او اقراص ،، بقيت في تلك الدوامة تحاول
ان تجد حل لهذا اللغز لكنها فشلت
افاقت على ادهم الذي فتح الباب
بقوة افزعتها ،، هتف بحدة
"يلا على البيت ولا عاوزة نفضل
هنا لبكرة "
 
تعجبت ملاك من اسلوبه الجاف معها
شعرت بالم يحتل اسفل بطنها عندما
وقفت على قدميها ،، جعلها تأن بخفوت
 
غلب ادهم قلبه عندما رآها تتألم فهما فعلت
ستبقى حبيبته التي عشقها ،، تقدم نحوها
حاملها بين ذراعيه متجاهلاً اعتراضها
ونظرات الجميع اليه ،، فتح له الحرس
الباب الخلفي للسيارة
اجلسها بهدوء حتى لا يؤلمها
ثم جلس بجانبها ،، بعد
قرابة النصف ساعة اصطفت
سيارته امام باب القصر نزل ادهم ثم مد
يده لها لتستند عليه ،، سارت بجانبه بضعف
كان واضح على خطواتها
 
تعجبت عندما وجدت جميع الخدم مصطفين
بجانب بعضهم ،، جذبها ادهم من خصرها
مقربها اليه ،، ثم هتف بجمود
"انا والست ملاك هنسافر فترة
عشان نفسية ملاك تتحسن ،، وانا
ادتكم اجازة مفتوحة لغاية ما نرجع
والمرتب هيبقى شغال زي ما هو ،، بس هتفضل
الحجة سعاد ومعها وحدة بس عشان
لو حصل حاجة "
 
قالت نسرين بسرعة
"انا هفضل معاها يا بيه "
 
هز ادهم رأسه تفهم ،، ثم جذب
ملاك التي اصبحت لاتفهم تصرفاته فتارة
يستهزء بها وتارة يحدثها بجمود
والان يريد ان يسافر معها او هكذا ما كانت
تظن ،، دفعها ادهم بحدة لداخل احد الغرف
المجاورة لغرفتهم ،، تطلعت اليه ملاك بتعجب
 
"هو ايه الي بيحصل ،، انا عاوزة افهم
الدكتورة كانت تقصد ايه بكلامها ده
وانتا بتعاملني كده ليه ،، وليه عاوزنا
نسافر "
انخرط ادهم بنوبة ضحك جنونية جعلت عيناه
تدمع من فرط الضحك ،، ثم توقف عن الضحك
فجأة وتقدم منها ثم امسكها من ذراعها
بقوة جعلتها تصرخ بالم
هتف من بين أسنانه
"عاوزة تفهمي وماله افهمك بس بطريقتي "
 
ترك يدها ثم صفعها بقوة جعلتها تسقط ارضاً
ثم جثى ركبتيه وامسكها من شعرها بقوة
حتى شعرت انه سيقتلع من جذوره
هتف بغضب حارق
"اول حاجة خنتيني مع الكلب الي اسمه
جاسر ولما شوفتيه مش معبرك عاملتيني
معاملة كأني بشحت منك ،، وتاني حاجة
قتلتي ابني قبل ما اعرف بوجوده
بقى انا اقولك الصبح نفسي اخلف
منك وانتي بالليل تسقطي نفسك
ليه انا عملتك ايه ،، ده انا حبيتك
اكتر من نفسي وكنت مستعد
اديكي عمري كله ،، بس انا هعرف
اربيكي من اول وجديد "
 
كانت ملاك تذرف الدموع ،، وتهز رأسها
بالنفي ترفض كل تلك الاتهامات ،، هتفت
بصوت ضعيف
"والله ما عملت كده صدقني ،، تقدر تشوف
الكاميرات ،، وهتعرف اني معملتش كل الي
بتقول عليه "
 
رفعها ادهم لتقف وهو ممسكاً بخصلات شعرها
وقال
"هو انا هستناكي لما تقوليلي ما انا شوفتها
وشوفتك وانتي بتنكري حملك قدام الحجة سعاد
عشان لما تسقطي نفسك محدش ياخد باله "
 
حاولت ملاك ان تفسر له ولكنه ابى ان يستمع
اليها ،، اتجه لباب الغرفة وقبل ان يخرج
هتف بوعيد
"انا هسيبك تستريحي يومين ،، عشان
تقدري على الي هعمله فيكي "
 
قال جملته وخرج مغلقاً الباب بالمفتاح جلست
ملاك على الارض تضم قدميها لصدرها بضعف
ارتفع نحيبها بشدةعندما تحسست خدها
الذي تخدر بسبب صفعة ادهم ،، لم تتخيل
فيوم انه سيقوم بضربها هكذا ولكن الم خدها
لم يقارن بالمها من شك ادهم بها ،، مسحت دموعها
عندما تذكرت كلام ادهم فماذا كان يقصد
بانها خانته مع جاسر ،، بقيت تفكر حتى
غفت مكانها بسبب شدة التعب الذي تعرضت اليه
 
***********************
 
في بيت جد ملاك
 
كانت الحاجة فوزية تنتظر انهاء الحاج حسن مكالمته
مع ادهم ،، الذي اتصل به بشكل مفاجئ
سألته بفضول فور ان وضع الهاتف جانباً
"ها يا حج طمني ،، ملاك كويسة "
 
هز الحاج حسن رأسه بالإيجاب هاتفاً
"اطمني يا حجة ملاك بخير ،، بس
ادهم بيتصل عشان يبلغني انهم
مسافرين فترة ،، عشان لو اتصلنا بيهم
ومحدش رد منقلقش "
 
ابتسمت الحاجة فوزية بسعادة
"ربنا يهنيهم ويسعدهم واشوف عيالهم "
 
*********************
 
عودة لقصر ادهم
 
كانت نسرين تتصل بداليا لتطلعها على
اخر المستجدات هتفت بلهفة
"ايوة يا ست هانم ،، كنت عاوزة اقولك
ان الست ملاك رجعت البيت ،، وادهم بيه
إدى الخدم أجازة مفضلش غيري والست
سعاد ،، وقال انه هياخد الست ملاك
ويسافرو عشان نفسية الست ملاك تتحسن " 
شدت داليا خصلات شعرها بعنف فخطتها
ذهبت ادراج الرياح ،، انبهت لحديث نسرين
التي اكملت
"بس اول ما طلعو فوق ،، سمعنا صوت
الست ملاك بتصرخ "
 
اتسعت ابتسامة داليا بسعادة فكانت تظن انها
خسرت ولكن يبدو انها ربحت الان ،، فأدهم
سيخلي القصر من الخدم حتى لا أحد يرى
ماذا سيفعل بها
هتفت بهدوء
"اسمعي الي اقولهولك ،، عاوزة كل حاجة
بتحصل فالقصر تبقى عندي اول باول
التافهة قبل المهمة انتي فاهمة ولا لأ "
 
قالت نسرين بطاعة
"حاضر يا ست هانم ،، بس متنسيش
حلاوتي " ثم اغلقت الهاتف بوجه
داليا عندما استمعت لصوت اقدام تقترب
من باب الحمام ،، لطمت خدها بعويل فظنت في
بادئ الامر انها كشفت ولكنها زفرت راحة
عندما عرفت انها الحاجة سعاد
بعد قرابة الساعتين استيقظت ملاك من نومها
فوجدت نفسها نائمة على الارض انهمرت دموعها
عندما تذكرت ما حدث معها ،، وما فعله الادهم بها
 
انتبهت لصوت الباب الذي يفتح من الخارج
انكمشت على نفسها بخوف ،، فظنت انه ادهم
قد عاد ليضربها مجدداً ولكنها هدأت فور رؤيتها
للحاجة سعاد تدلف وتحمل بيدها صينية
موضوع عليها طعام ،، نهضت ملاك من
جلستها على الارض وجلست على حافة
السرير ،، وضعت السيدة سعاد الطعام على
المنضدة الملاصقة للسرير
"مالك يا بنتي ايه الي حصل بينكم "
 
وضعت ملاك رأسها على صدرها واخذت تنحب
بشدة ،، ربتت السيدة سعاد على ظهرها
بحنان بالغ حتى هدأت
" ادهم يا دادة بيتهمني اني اخدت حبوب
سقطت نفسي وانا والله ما عملت كده ،،
انا اصلاً مكونتش أعرف اني حامل
وكمان بقولي اني خنته ،، وضربني
يا دادة "
قالت الاخيرة بانكسار
هتفت السيدة سعاد بمواساة
"اهدي يا بنتي ،، كل حاجة هتتحل هو لما
يهدى ويفكر بعقل ،، هيعرف غلطه وهيجي لحد
عندك ويعتذرلك "
 
مسحت ملاك دموعها بظهر يدها بسعادة
"بجد يا دادة يعني ادهم ضربني وقال الكلام
ده عشان كان متعصب بس "
 
"ايوة يا بنتي هو اصلاً هيلاقي واحدة
تحبه قدك فين ،، يلا عاوزة طبق الشوربة
ده يخلص انا عملهولك مخصوص "
 
احتضنت ملاك تلك السيدة الحنونة التي
تعوضها عن جدتها
"بس كنت عاوزاكي تجبيلي لبس عشان
اغير هدومي "
 
"حاضر يا بنتي انتي كلي وانا هجيبلك
هدوم من اوضتك "
هزت ملاك رأسها بالايجاب متمنية ان
يتحقق حديث السيدة سعاد ويتراجع ادهم عن
حديثه الذي قاله
 
************************ 
بعد مرور يومين 
كانت ملاك تقف قبالة الشباك تنتظر قدوم ادهم
لها فهي منذ ان جلبها لهذه الغرفة وحديثه معها
وصفعه لها لم تراه اطلاقاً ،، استمعت لصوت الباب
يفتح ،، ظنت في بداية الامر انها السيدة سعاد
جلبت لها الطعام كعادتها ولكن وصلت لانفها
رائحته التي تخفظها عن ظهر قلب ،، التفتت
بلهفة اليه وتطلعت اليه باشتياق فبالرغم من
كل ما فعله معها الا انها ما زالت تعشقه حد
الجنون كانت تود ان تهرع اليه وتعانقه ولكن لن
تفعل هذا حتى يعتذر عما بدر منه ،، تقدم منها
حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى خطوة ،،
نظر اليها هو الاخر بلهفة شديدة كان كل ليلة
يتسحب الى غرفتها ويقبلها بهدوء ثم ينسحب من
المكان كان يفعل هذا حتى يرضي قلبه الثائر
شوقاً اليها ،، تامل تقاسيم وجهها الفاتن الذي
اذابه عشقاً ،، ازاح بنظره عنها عندما شعر انه سيضعف
 
هتف بجمود
"من دلوقتي الوضع هيختلف "
 
تطلعت اليه ملاك بتعجب
"هيختلف ازاي "
 
أولاها ظهره حتى يرى ملامحها التي
تنهكه ضعفاً
"حصليني تحت وانتي تعرفي "
وقبل ان يتحرك خارجاً من الغرفة ،، امسكت
ملاك يده تمنعه من الخروج ،، استدارت
لتقف امامه وهتفت بهدوء وعيناها مسلطة
على عيناه
"ادهم انا معملتش حاجة صدقني ،، انا لما قولت
للدادة اني متأكدة ان مفيش حمل مش عشان
عاوزة انزله لأ ،، عشان مكنتش متوقعة صدقني
وم......... "
قطع حديثها عندما رفع يده امام وجهها
وهتف بغموض
" يعني انتي عاوزة تخلفي مني "
 
هزت ملاك رأسها بالايجاب ،، وقبل ان
تتحدث دفعها ادهم بقوة لتقع على السرير
نظرت ملاك الى ادهم بتعجب من فعلته
ولكنها صدمت عندما وجدته يخلع قميصه
ويرميه ارضاً اقترب منها وجذبها نوحه
بعنف ،، هزت ملاك رأسها برفض تام
لتلك الفكرة وقالت بضعف
"أدهم متعملش كده ،، عشان خاطري
ااااه "
صرخت بها عندما جذبها من خصلات شعرها
بعنف
"وانتي عملتي كده ليه ها ردي عليا
روحتي تبعتي رسايل للوسخ الي
تعرفيه وانا مفرقتش معاكي ،، فكرتي
فمنظري لما كان بقولي بكل بجاحة ان
مراتي بتحبه هو وبتتسلى بيا انا
مفكرتيش فيا ليه وانتي بتقتلي ابني
عشان ميبقاش في رابط بيني وبينك
بس انا هخلف منك وغصب عنك "
 
قال جملتها وانقض عليها يمزق
ملابسها بهمجية ،، كانت ملاك تصرخ بالم
مضاعف فالم جسدها من افعاله بها والم قلبها
من معاملته الدنيئة لها كأنها فتاة ليل عاهرة
وليست زوجته
 
انكمشت ملاك على نفسها بعد ان ابتعد عنها لاول
مرة يقترب منها بالاجبار ولم يكتفي بمرة واحدة
بل اخذها عدة مرات متتالية ،،
جذبت الغطاء تغطي به جسدها الذي تصبغ باللون البنفسجي بسبب همجيته وعنفه معها ،، كانت
تنحب بشدة على ما آلت اليه علاقتهم في
هذين الومين ،،
"ايه هفضلي قاعدة كده في السرير
لحد امتى ،، إلا بقى لو عاوزة كمان مرة "
هتف بها ادهم باستهزاء مغلف بجمود
 
نهضت ملاك بفزع تحاول لملمة الغطاء على نفسها
وكانت ستتجه للغرفة المجاورة لجلب ملابس لها
فملابسها مزقها هو منذ قليل ،، ولكن امسكها
ادهم من ذراعها دافعاً بها للخلف ،، ثم اخرج من
الخزانة طقم ملابس يشبه طقم ملابس الخدم
القاه فوجهها ثم جلس على السرير يدخن بشراهة
 
نظرت ملاك للملابس بتعجب كبير فماذا ستفعل
بهذه الملابس
 
هتف ادهم بغلظة
"انتي من دلوقتي خدامة البيت ده محدش
هيشتغل هنا غيرك ،، يعني هتنضفي وتطبخي
وتغسلي وتعملي كل حاجة .....
ثم اكمل بنبرة مهينة لها
"ولما اعوزك الاقيكي في السرير "
 
ادمعت عيناها بصدمة ،، لا تصدق ما تسمعه
وكأن عقلها لا يستوعب ما يقوله ،، افاقت على
نفسها عندما وجدته يقف امامها مباشرة
هاتفاً بحدة
"ودلوقتي حضريلي الحمام "
 
هزت ملاك رأسها بأسى ،، امسكت بالغطاء الملفوف
حول جسدها جيداً حتى لا يقع امامه ،، دلفت
للحمام وابدلت ملابسها وجهزت له الحمام كما
يحب ،، كانت دموعها لا تتوقف وكأنها لا تستطيع
التحكم بها ،، خرجت فوجدت الغرفة خالية
سوى من رائحته التي تملئ المكان ،، مسحت
دموعها وحدثت نفسها بدعم
"اجمدي يا ملاك متبقيش ضعيفة ،، خليه
يعمل الي هو عاوزه ،، اكيد هيجي يوم
ويندم على كل ده لما بعرف اني معملتش
حاجة "
 
لملمت شعرها على شكل كعكة منمقة كما
تفعل الخادمات في هذا القصر ،، ثم رتبت
الغرفة ونزلت للاسفل ،، وجدته يقف قبالة
الدرج ينتظر نزولها ،، وبجانبه السيدة
سعاد والخدامة نسرين
تحدث ادهم بغلظة
"زي ما قولت كل شغل البيت ملاك الي
هتشتغله ،، وانتو هتكونو موجدين عشان
لو حصل اي حاجة بس ،، مفهوم "
 
هزت السيدة سعاد رأسها بحزن على تلك المسكينة
اما نسرين فهزت رأسها بشماتة ،،
وجه كلامه لملاك الواقفة بشرود
 
"وانتي عاوزك تعملي اكل يكفي بتاع 30 شخص
عندي عزومة ،، وعاوز كل انواع الاكل يعني
سمك ومكرونة وفراخ ولحمة وكل حاجة
مش عاوز حد يشتهي حاجة وتكون مش موجودة
وعاوز كل انواع السلطات والعصائر
وكمان عاوز حلويات بكل انواعها ،،
وعلى الله اعرف ان فيه حد فكر انه يساعدك
هيكون حسابه معايا عسير "
قال جملته الاخيرة وهو يرمق السيدة سعاد
ونسرين بنظرات تحذيرية مخيفة
 
اتجهت ملاك للمطبخ لتبدأ بتحضير الاصناف
المطلوبة منها ارتدت المريلة الخاصة بالمطبخ
وانغمست في العمل بسرعة فليس لديها وقت
كافي
كان ادهم في مكتبه الموجود في القصر
يتابع عمله فهو اخبر الجميع انه سافر مع
ملاك لتتحسن نفسيتها ،، زفر بضيق
عندما كانت صورة ملاك وجه ملاك الباكي
تظهر امامه
"ايه مش عارف اركز ليه ،، انا مغلطتش معاها
فحاجة هي الي راحت تبعت رسايل وسخة
للواطي الي اسمه جاسر ،، وقتلت ابني
قبل حتى معرف فوجوده انا كل الي عملته
والي لسا هعمله ميجيش نقطة فبحر الي
حاسه ،، انا جوايا نار قايدة "
 
اخذ نفساً طويلاً واخرجه ببطء محاولاً
تنظيم عقله المشتت ،، امسك هاتفه ليجري
اتصالاً باحد ولكن قلبه وعقله خاناه قبل
اصابعه التي ضغطت على الكاميرا
ليشاهدها وهي تعمل بتعب ،، رآها وهي تهرع
بين الموقد وبين الفرن كانت تحرك هذا الطعام
وتقلب الاخر ،، اغمض عيناه بحزن على حالها
وبغضب من نفسه فكيف جعلها ان تفعل هذا
ولكنه تذكر فعلتها ،، وقبل ان يغلق الهاتف
وجدها تمسك يدها بالم ،، القى الهاتف واسرع
باتجاه المطبخ ،، وجدها تضع يدها تحت الماء
الباردة ،، امسك يدها بلطف ثم هتف بحدة
عندما رأى عمق الحرق
" ايه الي عمل فإيدك كده "
 
اجابته بخفوت
"مفيش حاجة،،دي حاجة بسيطة دلوقتي
هحط مرهم هتبقى اكويسة "
 
"انا سألت ايه الي عمل كده يا ريت
تجاوبي على قد السؤال "
 
رمشت ملاك عدة مرات لتمنع دموعها من
النزول
"من الزيت السخن ادلق على ايدي "
 
ترك ادهم يدها وخرج ،، نظرت ملاك لاثره
نهرت نفسها بشدة على تفكريها
"ايه فكراه حن وندم وعاوز يطمن عليكي
ده اكيد دخل المطبخ عشان يشوف وصلت
لحد فين فالشغل ....."
قطع تفكريها عندما وجدت ادهم يدلف للمطبخ
يحمل بيده صندوق الاسعافات الأولية
جذبها لتجلس على الكرسي ،، دهن لها
مكان الحرق ثم لف عليه الشاش الطبي
كان يود ان يقبل يدها ،، ولكنه خرج مسرعاً
مسحت ملاك دموعها ،، ثم عادت لتكمل
ما كانت تفعله
 
***********************
 
في فيلا داليا
تطلعت فريدة بتعجب لسعادة داليا
فكانت تلتهم الحلوى بشراهة غير
معتادة عليها
سألتها فريدة بفضول شديد
"ايه الي مخليكي طايرة من الفرحة
كده قوليلي عشان افرح معاكي "
 
هتفت داليا بسعادة غامرة
"اصله حصل اكتر من الي كنت متخيلاه
ادهم مخلي ملاك خدامة فالبيت ،، لأ وكمان
مخليها تلبس لبس الخدم "
 
قالت فريدة بتعجب
"انتي متأكدة ،، مين قالك الكلام ده "
 
"الخدامة قالتلي من شوية وقالتلي كمان انه
مانع اي حد يساعدها فشغل البيت ،، ومش بس
كده قالتلي انها سمعت صوت ملاك بتصرخ
بس ما تعرفش ايه الي حصل مش متخيلة
انا مبسوطة ازاي خلاص فاضل تكة
وكل حاجة بينهم تنتهي " 
***********************
 
عودة لقصر ادهم
انهت ملاك اعداد الطعام الذي طلب منها
ووضعته بشكل مرتب على طاولة السفرة
الكبيرة الخاصة بالضيوف ،، عادت لترتب
المطبخ بعد الفوضى التي حصلت به بسبب
كثرة الطهي وكثرة الاواني المتسخة المتكدسة
 
بعد قرابة الساعتين انتهت ملاك من التنظيف
جلست على الكرسي بتعب ،، مدت يديها
لتدلك ساقيها الذي تشنجا بسبب الوقوف
لفترة طويلة كانت تشعر بالجوع الشديد
ولكنها فضلت الذهاب للنوم فكل ما تحتاجه
الان هو الراحة ،، وقفت بتعب واضح متجهة
للاعلى ،، لكنها توقفت على صوت ادهم
"رايحة فين "
 
"طالعة الاوضة تعبانة وعاوزة انام "
 
ضحك ادهم بسخرية
"هو انتي صدقتي انك ست البيت ده بجد
انتي هنا خدامة ،، واوضتك هي اوضة
الخدم "
 
صدمت ملاك من كلامه لكنها لم تعقب
استدارت لتتجه لغرفة الخدم لكنه اوقفها
بصوت امر
"استني ،،لمي الاكل الي جوى ده وارميه
فالزبالة "
 
هتفت بصدمة
"طيب والضيوف "
 
قهقه ادهم بخفة
"هو انتي متعرفيش انه مفيش عزومة
وانتي عملتي الاكل ده على الفاضي "
 
جحظت ملاك عيناها وفغرت فمها فهل
جعلها تطهو اصناف الطعام الكثيرة
التي انهكتها بشدة ،، ليرميها فالقمامة
 
هتفت بصدمة
" يعني انتا خلتني اعمل الاكل ده كله
عشان ارميه فالزباله "
 
هز ادهم رأسه بالإيجاب
قبل ان يمر بجانبها رامقها بنظرات
مستحقرة
 
دلفت ملاك غرفة احد الخدم
فكانت عبارة عن غرفة صغيرة ،، يوجد
بها سرير متوسط الحجم وخزانة صغيرة
وحمام صغير ملتحق بها ،، اخذت ملاك حمام
دافئ يزيل عنها التعب الذي تشعر به
خرجت وهي تلف منشفة حول جسدها
النحيل ،، فتحت الخزانة فابتسمت بحب
للسيدة سعاد التي لم تغفل ان تحضر لها
ملابس مريحة ترتديها
 
ارتدت ملاك ملابسها ودثرت نفسها بالغطاء
الرقيق ،، ضمت قدميها الى صدرها بوضعية
الجنين ،، وضعت يديها على فمها لتمنع خروج
شهقات بكائها المرير ،، فكل ما حصل لها في اليومين
الاخرين فوق طاقتها واحتمالها ،،مسحت دموعها وحدثت نفسها
وكأنها تلومها على ما حدث لها
"انا استاهل كل الي يجرالي عشان سكتاله
يعمل كل ده فيا ،، انا لازم اخرج من هنا
هو لما شافني معترضتش على حاجة
ساق فيها على الاخر ،، انا هخرج من هنا
ومش هرجع هنا تاني "
 
وقفت قبالة خزانة الملابس بحيرة
"يا ربي انا هلبس ايه دلوقتي ،، اكيد
مش هخرج فالشارع فالبجامة ....
مش مهم انا اول ما اخرج من هنا
هتصل بجدو يجيلي "
 
ارتدت حذاءها المنزلي وخرجت بهدوء من الغرفة
وقفت على مقربة عند باب القصر الخارجي
وقفت بحيرة عندما شاهدت عدد الحراس
الذين يملئون حديقة القصر
"يا لهوي انا هخرج ازاي من التيران دول "
 
تحركت بهدوء متخفية خلف الشجيرات
الصغيرة المنشرة امام القصر ،، اتجهت
لخلف القصر
 
وقفت ملاك تنظر لسور القصر العالي الذي
ستقفز من عليه ،، ناجت ربها برجاء
"يا رب ساعدني انط السور ده ،، انا مش
عاوزة اتظلم اكتر من كده ،، يارب
انتا اعلم اني معملتش حاجة ،، ساعدني
يارب ،، يارب "
 
تلفتت حولها لتجد اي شئ يساعدها لتصل
لاعلى السور ،، انتبهت لعدد من الحجارة
الكبيرة التي تستخدم للبناء ،، بدأت بتحريك
الحجارة واحدة تلو الاخرى زفرت براحة
عندما انتهت بعد مدة ليست قليلة
بسبب ثقل الحجارة
 
وما ان وضعت قدميها على الحجارة
شعرت بيد تقبض على قدمها
التفتت ملاك لترى من ،، فغرت فمها
وجحظت عيناها عندما رأت.........
فغرت فمها وجحظت عيناها
عندما رأت نسرين تمسك بقدمها
بقوة ،، قالت بحقد
"بقى عاوزة تهربي ،، انا هوريكي هعمل
ايه "
 
قالت ملاك برجاء
"والنبي سبيني اخرج من هنا وانا
مش هقول انك شوفتيني ،، والنبي
مش عاوزة افضل هنا "
 
ولكن نسرين قابلت رجاء ملاك
بالصراخ الشديد
"الحقوني حرامي ،، يا حراس ،، يا ادهم
بيه الحقوني حرامي ،، في حرامي
فالقصر يا ادهم بيه ،، يا حراس "
 
هرع اليها الحراس بسرعة حتى يلقون القبض
على ذلك اللص المزعوم
 
"فيه ايه ،، ايه الي بيحصل هنا "
كان هذا صوت ادهم الذي حضر للمكان
بعد ان استيقظ بسبب صوت نسرين العالي
 
تقدم احد الحراس مخفضاً رأسه وهتف
باحترام وخوف
"نسرين يا فندم كانت بتصرخ وتقول ان فيه
حرامي فالقصر بس احنا فتشنا كويس
وملقناش حد "
 
كانت نظرات أدهم مسلطة على ملاك
التي ترتجف بذعر ،، حدث نسرين بحدة
"فين الحرامي الي شوفتيه "
 
قالت نسرين بخبث
"انا يا بيه كنت قاعدة فاوضتي ومش جايني
نوم فقولت اقعد فالجنينة اشوية ،، شوفت
خيال حد واقف جنب السور ،، وقعدت اصرخ
حرامي بس لما وصلت لاقيتها الست ملاك
بتحاول تنط فوق السور وكانت حاطة الحجارة
دي عشان تنط من عليها و......"
 
صمتت عندما رفع ادهم يده في وجهها بمعنى
ان تذهب وعيناه مسلطة على ملاك
ولاتبشر بخير قادم اطلاقاً
 
امسكها من ذراعها بقوة وهتف من بين اسنانه
بغضب
"بقى عاوزة تهربي وتروحي للوسخ
الي تعرفيه مش كده "
 
فتحت ملاك فمها لتدافع عن نفسها وترفض
كل تلك الاتهامات ،، ولكن صمتت عندما سحبها
ادهم من ذراعها باتجاه القصر
 
دفعها بقوة داخل الغرفة التي سكنتها
مؤخراً ،، ارتطمت ملاك بالحائط وتأوهت
بخفوت فقد شعرت وكأن عظام ظهرها
خرجت من مكانها ،، امسكها ادهم من
خصلات شعرها بعنف
 
"ها انطقي كنتي متفقة معاه انه يهربك
وخرجالة فالبيجامة كمان "
 
كانت ملاك تهز رأسها بالنفي ،، وعيناها
لم تتوقف عن اذراف الدموع
 
صرخ بها ادهم بحدة
"انطقي "
 
كانت ملاك تهز رأسها بهستيريا
تحدث بصوت متقطع بسبب نحيبها
"والله ... انا معملتش حاجه....صدقني
انا كنت .... ههرب بس كنت....هتصل
بجدو... عشان يجي ياخدني ...صدقني "
 
قال ادهم بغلظة
"وانا مش مصدقك "
 
دفعها بقوة على السرير ،، وسحب حزام
بطناله الجلدي ولف جزء منه على يده
 
 
...
 
اخذت ملاك تبكي برجاء يقطع
نياط القلب
"لأ متضربنيش ... والنبي جسمي
بيوجعني ،، والنبي متضربنيش "
 
شعر ادهم بنصل حاد يخترق قلبه
من مظهرها المرتعب ،، هل كان قاسي
فالتعامل معها لهذه الدرجة
 
القى الحزام ارضاً وخرج مسرعاً
من الغرفة ،، بقيت ملاك تنحب بصمت
على حالها
"يا رب انا ليه بيحصلي كده ،، انا معملتش
حاجة فحد ولا أذيت حد ،، ليه بيحصلي
كده ،، يارب خلصني من العذاب ده
يا رب "
 
ظلت تناجي ربها بصمت ونحيبها
لم يتوقف
 
ما ان خرج ادهم من عند ملاك
دلف لغرفة الرياضة حتى يخرج جل
غضبه فتلك الاجهزة
ظل يتنقل من جهاز لاخر ثم
بدأ بلكم كيس الرمل بغضب
حتى تمزق من كثرة الضرب
جلس على احد الكراسي يلهث
بقوة فهو بقي قرابة الثلاث ساعات
يمارس الرياضة ،، حتى شعر بالم في
عضلاته ،، كان يفكر فكل شئ حدث معه
ولم يجد تفسير منطقي
 
**********************
 
بعد يومين
 
كانت ملاك في داخل غرفتها فادهم ابلغها
بترك العمل فالقصر ،، ولكنها مازالت تعيش داخل
غرفة احد الخدم ،، التفت للباب الذي فتح
وطلت منه السيدة سعاد تحمل في يدها كوب
ابتسمت ملاك لها بلطف
هتفت السيدة سعاد بحب
"احلى كوباية نس كافيه لاحلى
ملوكة فالدنيا "
 
تناولت ملاك منها الكوب وقالت بشكر
"شكراً يا دادة ،، تصدقي كلمة ملوكة وحشتني
فكرتني بتيتة "
 
تنهدت ملاك بحزن عندما تذكرت جديها
 
هتفت السيدة سعاد بتذكر
"ياه ده انا نسيت خالص ،،
اصل ادهم بيه قالي اقولك تجهزي
نفسك عشان النهاردة فرح
امجد بيه وقالي فالاوضة فوق
في فستان وكل لاوزمه ،، وقالي تبقي
جاهزة على 6 "
 
ابتسمت ملاك بحب عندما تذكرت هبة ومها
فهي منذ وقت طويل لم تلتقي بهم
" هو النهاردة فرح امجد وهبة
ربنا يهنيهم ويسعدهم "
 
قالت السيدة سعاد يتذكر
 
"اه وكمان البت الي بتزوق
د
 
ي معرفش اسمها ايه هتيجي
 
كمان شوية "
 
ضحكت ملاك بشدة
" حرام عليكي يا دادة بطني وجعتني
من الضحك ،، اسمها ميكب اراتست
مش بتزوق "
 
شاركتها السيدة سعاد الضحك
"ربنا يديم عليكي الضحك يا بنتي ،، يلا
قومي اطلعي فوق خدي دوش سخن "
امتعض وجع ملاك من فكره دخول
غرفة نومهم
"لأ يا دادة إنتي جيبي الفستان وانا هجهز هنا "
 
امسكتها السيدة سعاد من يدها وشدتها بلطف
لتقف
"لأ الحمام الي فوق اكبر واحسن من الي
هنا ،، وكمان عشان تحطي من الماسكات
الي بتحطيها على وشك ،، عشان وشك
ينور بزيادة ،، وصدقيني هيبقى
فرح امجد فاتحة خير ليكم وبكرة
تقولي دادة قالت "
 
ابتسمت ملاك باقتضاب
 
دفعتها السيدة سعاد بلطف لتحثها على
الصعود
"يلا مش فاضل وقت ،، وانا هعملك حاجة
خفيفة تاكليها .... اكملت بقليل من الحزم
عندما شاهدت اعتراض ملاك
"هتاكلي يعني هتاكلي انتي بقالك يومين
محطتيش حاجة فبوقك "
 
هزت ملاك رأسها وصعدت للاعلى
تنهدت بحزن عندما دلفت للغرفة جالت بعيناها
المكان فكل زاوية هنا تذكرها بذكرى جميلة
لهم ،، ابتسمت لتلك الذكريات التي غزت
عقلها ،، دلفت للمرحاض لاخذ حمام دافئ
 
خرجت من المرحاض تلف منشفة على نفسها
وأخرى حول شعرها ،، دلفت لغرفة الملابس
لتنتقي شى ترتديه قبل وصول مسؤولة
المكياج ،، وصل لسماعها صوت الباب يفتح
هتفت ملاك بصوت عالي
"برضو مصرة يا دادة اني آكل قولتلك مليش
نفس و......"
 
ابتلعت باقي جملتها عندما رات ادهم يقف
قبالتها ينظر اليها بتمعن ،، تمسكت ملاك
بالمنشفة التي لا تغطي شئ ،، عضت شفتيها
بتوتر عندما اقترب منها ،، رفع ادهم
ابهامه وحرر شفتيها من وطأة اسنانها
وهتف بصوت اجش
"هو انا مش قولت مش عاوز اشوفك بتعضي
شفايفك دي تاني "
 
اقترب منها والتقط شفتيها بقبلة جامحة
بث فيها شوقه لها ،، ابتعد عنها عندما تذوق
طعم الدموع في فمه ،، ابتعدت عنه ملاك
واخفضت رأسها بخجل فلا يجب عليها
ان تضعف امامه ،، الذي راته منه في تلك
الايام الفائتة ليس بالسهل تخطيه
 
اقترب منها ادهم وقبل ان يحتضنها
تراجعت ملاك للوراء ورفعت سبابتها في
وجهه وهتفت بحدة
"اوعى تقرب مني ،، انا مش لعبة فإيدك
شوية تشغلني خدامة واشوية عاوزني
ابقى فحضنك "
 تمام انا بس كنت عاوز اقولك ان احنا
لازم نتكلم بعد الفرح هنقعد نتكلم فكل حاجة 
التزمت ملاك الصمت ولم تعقب على حديثه
تنحنح ادهم
انا جيت عشان اخد شاور واجهز وانتي
لما تجهزي حصليني تحت وبلاش
تحطي ميك اب كتير 
بعد قرابة الساعة والنصف
كانت ملاك تنزل درجات سلم القصر متألقة
بفستانها الاحمر الغامق ذو اكمام شفافة
يتخلله بعض النقوش من الخرز الصغير
تحمل في يدها حقيبة ذهبية صغيرةوحذاء كعب باللون الذهبي
جالت بعيناها المكان فوجدت ادهم يجلس على
احد الكراسي الموجودة في القصر يطالع
شئ في هاتفه تقدمت منه ملاك وقبل ان
تتحدث رفع رأسه عندما شعر بها تقف امامه
ابتسم بسعادة خفية عندما شاهد جمالها
الرقيق فهي بالرغم انها لم تضع كثير
من مساحيق التجميل إلا انها بدت
جميلة جدا
وقف بجانبها
بغيظ
واسارا باتجاه السيارة
بعد قرابة النصف ساعة
كانت سيارة ادهم تصطف امام 
اجلسها بجانبه على الطاولة تحدثت
ملاك بصوت خاڤت 
عاوزة اطلع عند هبة ومها 
هز ادهم رأسه بتفهم وتركته
ملاك وصعدت للاعلى
ما ان تركت ملاك ادهم حتى جلست
بجانبه داليا التي كانت ترتدي
فستان ازرق لامع قصير يصل لنصف
ساقيها هتفت بخبث
مراتك تهبل يا ادهم الكل بيبصلها
جمالها يخطف بس شكلها مش مبسوطة
هو انتو مټخانقين 
رفع أدهم حاجبه مستنكرا
لأ خالص هي بس تعبانة اشوية مش اكتر 
ابتسمت داليا باقتضاب
فيبدو ان أدهم ليس غاضبا من ملاك قدر ماينبغى
يجب ان تفعل شئ لانقاذ خطتها
في الاعلى
كانت هبة تغني بصوت عالي
انتي معلمة فالشياكة والاناقة نظرة منك
اقوى طاقة واخدة جايزة فاللاباقة بنت
ناس متعلمة كل دقة رايحة جاية بتناديكي
يا روح عنيا انتي بطلة جمهورية فالجمال متقسمة
... عااااااا ملاك يا جزمة
وحشتيني 
قالت هبة الاخيرة بصړاخ عندما رأت ملاك
تدلف الغرفة المخصصة لتجهيز العروس
صافحت ملاك هبة بحب
حبيبتي الف مبروك ربنا يهنيكو
مع بعض بعدين في عروسة قمر
زيك كده تقعد تغني لواحد اسمه حمو
المهم هي مها فين 
انا هنا يا كلبة البحر يلي مبتسأليش 
كانت هذه مها التي خرجت بعد تغيير ملابسها
قبلتها ملاك باشتياق وهتفت بتوتر
وآلله ڠصب عني تلفوني وقع واتكسر
ونسيت اصلحه 
رفعت مها حاجبها بعدم تصديق
لا والله بقى ادهم السيوفي بجلالة قدره
منتبهش ان تلفون مراته مش شغال 
حاولت ملاك تغيير مجرى الحديث
سيبك مني وخلينا نشوف هبة لان القاعة تحت
مليانة ناس 
وقفت هبة تغني مرة اخرى
ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض
فيه ده بقالنا مده طوبة طوبة بالحب
بنبنيه انا لابسه الطرحة ومش سيعاني
الفرحة وانا واياه ......
سكتت عندما لاحظت وقوف امجد خلفها
هتف بمرح
كملي سكتي ليه بس والنبي مش عاوزك
تغني بعد كده عشان صوتك مينفعش
للاغاني خالص 
مبروك يا قلبي طالعة زي القمر 
هتفت هبة بحزن
الله يبارك فيك
قال امجد بقلق
مالك يا حبيبتي زعلانة ليه 
نظرت اليه هبة
اصل كان نفسي بابا يبقى معايا 
معلش يا حبيبتي ان شاء الله
الامور ترجع بينكم احسن من الاول 
هزت هبة رأسها ولم تعقب
واتجها للقاعة التي
تعج بالحضور الټفت للجميع لعروس
امجد التي ابهرت الجميع بجمالها
سار امجد بصحبة هبة باتجاه
المكان المخصص لهم 
واتجهت ملاك لتجلس بجانب ادهم الذي
لم يزيح نظره عنها منذ ان جلست يراقب
حراكتها حتى رمشة عيناها  
بعد قرابة الساعة
قالت هبة بتذمر
يوووه يا امجد انا عاوزة ارقص متعبتش
ولاحاجة و........
كانت ستكمل جملتها لولا ان صدحت
اغنية شعبة تحبها جدا
امسكت يد امجد تسحبه لساحة الرقص
هوبا رجعنا ليكو هنعلم تاني فيكو جامدين
دايما عليكو كاسحين فكل المجال
طب يلا الدنيا زيطة وهنعمل لغبطيطا اسمينا
عالخريطة معروف مين التقال
التعليم فالراس قلنا مش فالكراس يا حتة
بوبناية يا حتة اناناس يابت فرادية واستك
والعود حلو وفنتاستك ....
كانت هبة مندمجة جدا مع الاغنية وتتمايل
بشقاوة عليها تحت نظرات امجد المحبة والحضور
المعجبون بخفة ډمها فهي مختلفةجدا
عن عروس
ادهم ملاك فكانت خجولة ترقص بهدوء عكس هذه
التي لم تجلس لدقيقة واحدة
كانت ملاك تطالعهم بحب وذكريات عرسها
ټقتحم ذهنها
كانت داليا تراقب ادهم وملاك تنتظر اي موقف
تستغله لصالحها لاحظت ان احد رجال
الاعمال الموجود فالعرس لم يزح عيناه
عن ملاك ابتسمت بشړ واتجهت نحوه
ازيك يا شاكر بيه
هتفت بها داليا عندما جلست بجانبه على
الطاولة
اهلا يا داليا هانم ازي حضرتك 
تحدثت داليا بخبث
اصلى شوفتك مرفعتش عينك
عن ملاك مرات ادهم هي عاجباك 
اتسعت عيناه برغبة مشمئزة
بصراحة دي تعجب الملك بس
يفيد بإيه الاعجاب وهي مرات ادهم
السيوفي ده ممكن يخلص عليا 
ضحكت داليا بخفة
ماتخفش اوي كده هما اصلا هيطلقو
قريب وبينهم مشاكل انتا اكيد عارف هي
من مستوى وادهم من مستوى عشان كده
مش هيكملو مع بعض اسمع مني انا
شوفتها من شوية رايحة الحمام انتا الحقها
واديها نمرتك عشان اول ما يطلقو متروحش
لغيرك وتكون خسرتها وانا هشغل ادهم
لحد اما ترجع 
شبح ابتسامة لاح على ثغرها عندما
شاهدت تأثره بكلامها
اتجهت داليا للطاولة التي يجلس
عليها ادهم تحدثت بخبث مبطن
هي ملاك مرجعتش لغاية دلوقتي
انا شوفتها راحت الحمام من زمان اصلي
كنت عاوزة اسلم عليها يلا هستناها
بس ميكونش في حاجة معطلاها 
كانت كلامتها كالدافع جعل ادهم يقلق عليها
خوفا من ان حصل لها اي مكروه اسرع باتجاه
حمام السيدات
وقف شاكر عند الباب وعندما خرجت ملاك
تقدم نحوها وتحدث
و عيناه تجوب جسدها پشهوة
مد يده لها بالكارت الخاص به
ده الكارت بتاعي خليه معاكي 
نظرت ملاك برهبة لذلك الرجل
وقبل ان تتحدث وجدت ادهم
يدلف للحمام تهجمت ملامحه عندما
شاهد ملاك تقف مع رجل وخصوصا هذا الرجل
المشهور بعلاقاته النسائية الكثرة
هتف بحدة موجها كلامه لملاك
في ايه ايه الي موقفك مع الراجل ده 
ابتلعت ملاك ريقها بصعوبة خوفا من ان
يشك ادهم بها مجددا قبل ان تتحدث وتقص عليه
ما حصل قاطعها شاكر
ولا اي حاجة ايا ادهم بيه بس انا كنت
معدي من هنا واتقابلنا وهي طلبت رقم
تلفوني 
قال جملته ورحل تاركا ادهم يستعر
ڠضبا امسك ملاك من ذراعها بقوة
بقى عاوزة رقم تلفونه ها وانا الي
عبيط قولت الوش البريئ ده مستحيل
يخدع ويخون بس كنت غلطان وزي العبيط
كنت هبدأ معاكي صفحة جديدة 
كانت ملاك تهز رأسها بالنفي وكأنها
تحاول ان تبرر له بعد ان عجز لسانها عن الحديث
سحبها من ذراعها واتجه للباب الخلفي للفندق
ادفعها بقوة داخل السيارة
بعد قرابة النصف ساعة كان ادهم يجر
ملاك من شعرها ساحبها لغرفتها
دفعها بقوة لتصتدم بالارض
خلع ادهم جاكيت بدلته وربطة عنقه وشد قميصه
بقوة جعلت ازراره تتناثر ارضا
طالما انتي كده والراجل الي عندك مش
مالي عينك انا هخليكي تكرهي صنف الرجالة
كله من الي هيحصل فيكي 
 
في جناح امجد وهبة
خرجت هبة من الحمام بعدما قضت قرابة الساعة
داخله ترتدي البرنص وتنشف شعرها بالمنشفة
وغناء فالعرس
وقفت قبالة الخزانة لترتدي اي شئ لكن
اوقفها طرقات امجد على الباب هاتفا من خلفه
هتف امجد مستنكرا
نعم !!! اربعة ليه كل ده ...
لم يكمل جملته حتى لا يحرجها اكثر من ذلك
ظنا منه انها تقول الحقيقة
حاول ضبط انفاسه
طيب يا حبيبتي مش مهم يلا انتي نامي
وانا هاخد شاور وهاجي انام 
هزت هبة رأسها بطاعة مزيفة
وضعت يدها على فمها عندما شاهدت امجد
يغلق باب الحمام
والله انا انفع مخرجة افلام عندي افكار
مبهرة بشكل فظيع
دثرت نفسها بالغطاء مستعدة للنوم
براحة فما كانت تخافه اصبح غير موجود
هتف امجد مطمئنا
نامي يا حبيبتى انا لمدة اربع ايام اختك
مش اكتر بس ده ميمنعش انك هتنامي
 لها بتلك الطريقة
لم يساعد الموضوع عليها اطلاقا
 
عودة لملاك
التي لم تتوقف عن النحيب حاولت
النهوض ولكن الالم الذي سببه عڼف ادهم
لم يساعدها بعد مدة سارت ملاك بخطوات
مټألمة باتجاه الحمام لعل المياه الساخنة
تخفف الالم الذي تشعر به
خرجت بعد مدة ارتدت ملابسها ودثرت
نفسها بالغطاء جيدا كان جسدها يرتجف
خوفا وليس برودة خوفا من ان يعود ادهم
مرة اخرى ليفعل مثل ما فعل قبل قليل
بعد يوم 
مساء
استعادت ملاك جزء من عافيتها
كانت تمد جسدها على السرير
تنظر للسقف بشرود انتفضت عندما
فتح الباب لكنها هدأت قليلا عندما شاهدت
السيدة سعاد
انا جبتلك معايا شندوتشات خفيفة
وكوباية عصير انتي مكلتيش حاجة
يا بنتي 
التزمت ملاك الصمت ولم تعقب
هتفضلي ساكتة كده كتير
حرام الي بتعمليه فنفسك ده بكرة
ربك يحلها من عنده 
نظرت اليها ملاك
والله يا دادة كان نفسي انها تتحل بس
ادهم خلاص الشك دخل قلبه وعقله وبقى
شايفني واحدة خاېنة 
طيب اهربي يا بنتي وهو اكيد
هيعرف الحقيقة 
اجابتها ملاك بيأس
اهرب هو انتي مشوفتيش عمل ايه لما
حاولت اهرب وبعدين اهرب اروح فين وعند
مين انا مليش حد غير جدو وتيتة ودول
مش قد ادهم ولا هيقدرو يحموني منه
ايه رأيك ابعتك عند اختي فاطمة
دي عايشة فحي باكوس فاسكندرية
عايشة مع جوزها وده راجل طيب اوي
واهو بعيد عن ادهم وهو مش هيتوقع
مكان زي ده ها قولتي ايه 
انتبهت ملاك لكلام السيدة سعاد
وكانها وجدت نجاتها
اسكندرية بس انا معيش فلوس
ولا هعرف اخرج من هنا 
هتفت السيدة سعاد مطمئنة
الفلوس محلولة ادهم بيحط كل شهر فلوس
عشان احتياجات المطبخ وانتي عارفة هو
مش بياكل انا هديكي الف جنيه ولو سأل عنهم
 دي حاجة مستبعدة هقوله اني جددت مواعين
المطبخ والخروج من هنا كمان محلول بس
عاوزة نفس طويل 
عقدت ملاك حاجبيها مستغربة
نفس طويل ازاي مش فاهمة 
انا هفهمك بصي انا بكرة هنزل السوق مع عمك
اسماعيل السواق عشان اشتري الخضرة واغراض
المطبخ وانتي هتستخبي فشنطة العربية 
تعجب ملاك من تلك الفكرة
هو انتي جبتي الفكرة دي منين 
قهقهت السيدة سعاد بخفة 
شوفتها مشهد ففليم امريكاني قبل كده
المهم بكرة الصبح بعد ما يخرج ادهم هنفذ
وانا هكلم اختي اقولها وهي هتتبسط بيكي
أوي اتفقنا 
هزت ملاك رأسها بالإيجاب
في صباح اليوم التالي 
دلفت السيدة سعاد لغرفة ملاك
ها يا بنتي جاهزة 
جاهزة يا دادة بس هطلع اوضة ادهم
اجيب كام حاجة وانزل على طول 
سحبتها السيدة سعاد للحمام
تحت نظرات ملاك المتعجبة
من فعلتها
انا جبتك هنا عشان الكاميرات
وادهم لما يراجع شريط المراقبة ميشوفنيش 
و انا بودعك ويشك فينا خدي بالك
من نفسك وخليكي قوية كده ومتبقيش
ضعيفة وان شاء الله هترجعي للبيت
ده بعد ما تنكشف الحقيقة 
ثم اخرجت من جيب تنورتها رزمة
نقود
خدي الفلوس دي خبيها فجيبك 
احتضنت ملاك تلك السيدة الحنونة
صعدت ملاك بعد قليل لغرفه نوم ادهم
بعد ان خرج متجها للشركة دلفت لغرفة تغيير
الملابس واخذت حقيبة ظهر وضعت بها عدة
قطع من ملابسها التي جلبتها معها عندما
تزوجت ادهم اخذت تيشرت من ملابس
ادهم واتجهت لركن العطور واخذت زجاجة
من عطره ثم اتجهت لاحد الادراج لتجذب
صورة جمعتها مع ادهم يوم زفافهم
وضعتهم جميعا في حقيبة ظهرها
ثم اخرجت من جيب بنطالها ورقة
مطوية وضعتها على السرير ثم خلعت
خاتم زواجها من يدها ووضعته بجانب
الورقة
بعد قرابة الساعتين كانت ملاك تجلس في
مقعدها في القطار المتجه لعروس البحر
الإسكندرية لتبدأ حياة جديدة بعيدة
عن كل من تعرفهم 
بعد عدة ساعات
وصلت ملاك للحي الذي تقطنه اخت السيدة
سعاد وجدت مجموعة من السيدات يقفن
بجانب احد البيوت تقدمت ملاك بخجل
وسألت إحداهن
مساء الخير يا خالتي هو بيت الحجة
فاطمة منين 
التفتت اليها السيدات بتعجب
وهتفت احداهن
هتلاقيه اخر الشارع جنب بتاع الفول 
هزت ملاك رأسها وانسحبت من امامهن
كان هذا تحت نظرات احد الشبان الذي
كان ينظر لملاك بنظرات مقززة
سأله احد الشبان
مالك يا عبده مركز مع المزة ليه 
حك عبده ذقنه بتفكير
اصلها مكنة يا واد بس دي جاية حتتنا
تعمل ايه 
وصلت ملاك لبيت الحاجة فاطمة
وقرعت الجرس ثواني وفتحت لها الباب
نظرت لملاك
انتي ملاك صح 
هزت ملاك رأسها بالايجاب
هتفت الحاجة فاطمة
يا اهلا وسهلا نورتي البيت واسكندرية
كلها يا حاج مسعود ملاك وصلت 
كانت ملاك تنظر للبيت وبساطته
بخجل فكيف ستعيش مع عائلة لا تعرفها
وفي مكان لا تعرفه التفتت لرجل كبير فالسن
يقارب عمر جدها تقريبا
يا اهلا يا بنتي نورتي البيت 
هتفت ملاك بصوت خاڤت خجول 
هتقل عليكم شوية ...
وقبل ان تكمل جملتها قاطعتها
الحاجة فاطمة
اوعي تقولي كده انتي هنا فبيتك 
واعتبيرني زي جدتك والحاج مسعود زي
جدك ده انتي ربنا بعتك لينا عشان تملي علينا
البيت 
مساء في قصر ادهم
وصل للتو من عمله واراد التحدث مع ملاك
دلف لغرفتها ولكنه لم يجدها اتجه للمطبخ
فوجد نسرين والسيدة سعاد فقط
ملاك فين يا حجة سعاد روحت اوضتها
ومش لاقيها 
فركت السيدة سعاد يدها بتوتر قبل ان تجيب
اصل يا ادهم بيه انا من الصبح بدور على
ملاك ومش لاقياها 
احتدت نظرات ادهم واتجه فورا لغرفة
المكتب لمراجعة شريط المراقبة شاهدها عندما
دلفت غرفته وجذبت عدة اشياء دقق
النظر فوجد انها تضع ورقة على السرير
صعد مسرعا للاعلى امسك الورقة المطوية
والخاتم فتح الورقة 
وقرأ ما كتبته له
ادهم انا رايحة ومش راجعة هنا تاني 
انا اتظلمت منك كتير اوي لدرجة اني مش قادرة
استحمل اكتر من كده افتكرلي اي حاجة حلوة
عملتهالك وعشانها متأذيش جدو وتيتة
دول كبار فالسن ومش حمل مرمطة
انا سبتلك كل حاجة بس مقدرتش اسيب
السلسلة الي ادتهاني عشان انا وعدتك مش
هقلعها غير لما ابطل احبك وانا لغاية دلوقتي
بحبك بس اوعدك اول ما حبك يختفي من قلبي
هتلاقيها وصلتك مدورش عليا
لما انتا تقرأ الرسالة دي انا هبقى برا
القاهرة خالص اشوف وشك بخير
وخد بالك من نفسك 
ضغط ادهم على الورقة بقوة نزل ليكمل
شريط المراقبة حتى يعرف كيف خرجت من القصر
نظر بدهشة لشاشة الحاسوب بتعجب
عندما شاهدها تتسلل وتختبئ في
السيارة من الخلف اغلق الحاسوب بقوة
شد خصلات شعره بغيظ
انا هجيبها منين دلوقتي 
اخذ سلاحھ وخرج مسرعا بعد مدة
كان يطرق باب جدها بقوة
فتح له الحاج حسن بقلق
خير يا ابني في حاجة ملاك حصلها حاجة 
ازاحه ادهم جانبا ودلف يبحث عن ملاك
ملاك انتي فين اطلعي احسنلك انا عارف
انك هنا 
كان يبحث عنها كالمچنون حتى انه بحبث
فخزانات الملابس
وجه كلامه لجدها
قول لملاك اني هجيبها حتى لو من تحت
الارض 
خرج من شقتهم وقبل ان يهبط الټفت
لشقته القديمة لن يخسر شئ ان بحث بها
ولكنه خرج منها بعد دقائق بعد ان عرف ان
محاولته لم تجدي نفعا
عاد مرة أخرى لقصره
الټفت لمساعده شريف
اسمعني اكويس عاوزك تراقب تليفون
جدها وتلفون البيت وهبة واختها مها وامجد
ومرات عمي سلوى كل دول احتمال تكلمهم
واه عاوزك تشوف اسماعيل السواق وقف العربية
فين عشان نعرف نبتدي منين عاوز ده
كله خلال ساعات فاهم 
هز شريف رأسه بتفهم
بعد اسبوع
في جزر المالديف
كانت هبة تحدث شقيقتها مها بعدما تاكدت
ان امجد يغط في نوم عميق
قالت هبة بتذمر
يعني كنتي عاوزاني اعمل إيه
انا كنت خاېفة وهو ده الحل الي جه
فدماغي 
ڼهرتها مها بحدة
هو ايه الي خاېفة ده جوزك فاهمة
يعني ايه جوزك وبعدين العذر
ده مش هيخلص فيوم هتقولي ايه
ساعتها 
لا انتي مش طبيعية خالص
لو عملتي كده هتبقي خسړتي امجد
انا قولتلك اهو 
يا مها .......
ابتلعت باقي جملتها عندما شاهدت امجد
يقف وينظر اليها بنظرات غامضة
اغلقت الهاتف بيدين مرتجفة
تحدثت بصوت خاڤت
امجد اسمعني وانا هفهمك 
بقى انتي تضحكي عليا ليه للدرجة دي
مش طايقاني ولا عاوزاني طيب
اتجوزتيني ليه طالما مش حباني 
امجد اسمعني .... 
قاطعها امجد بلغة لاتقبل النقاش
مش عاوز اسمع حاجة كافية اوي
الي سمعته جهزي نفسك احنا هنرجع
مصر الليلة وكل واحد يروح لحاله
انا مش هقبل اعيش مع وحدة مش
عاوزاني 
نزل كلام امجد كالصاعقة على
رأسها فهي لم تكن تقصد هذا الشئ
حاولت ان تبرر له ولكن شكله الغاضب
لم يشجعها في ذلك 
في قصر ادهم
في الغرفة المخصصة لغسل الملابس
وكويها كانت نسرين تتحدث مع داليا
بصوت عالي قليلا
لأ يا فرح هانم احنا متفقناش على كده
انا ساعدت انك ټنتقمي من ملاك هانم
ومقبضتش التمن انا ممكن اروح اقول لادهم
بيه انك انتي خلصتي علي ابنه وتسببتي
فالمشاكل الي حصلت بينهم 
كان هذا الحوار تحت مسامع السيدة سعاد
التي كانت تمر بالصدفة من امام الغرفة
صدمت من هول ما سمعت هل وقعت ملاك
تحت فخ محكوم وبخطة مسبقة
بعد عدة دقائق طرقت باب مكتب ادهم
دلفت بعد ان اذن لها بالدخول
اقتربت من مكتبه بخطوات متوترة
خير يا حجة سعاد في حاجة 
تحدثت السيدة سعاد بثبات
حاولت ان تتقنه
في حاجة حصلت وانتا لازم تعرفها 
هب ادهم عن كرسيه بسرعة
عرفتي ملاك فين 
لأ بس حاجة زي كده 
تذمر ادهم من طريقتها فالحديث
قولي الي عندك مرة واحدة انا فيا
الي مكفيني 
قصت السيدة سعاد على ادهم ما سمعته
من نسرين بالتفصيل هرع ادهم الى نسرين
قبل ان تكمل السيدة سعاد كلامها
ورحمة امي لو ما نطقتي بالي تعرفيه
لكون مسيح وقاطعلك تذكرة للاخرة
اصبح وجه نسرين شاحب كشحوب
بسبب الخۏف
هتفت بصوت مهزوز بسبب ذعرها
هقول على كل حاجة بس والنبي نزل
ابتلعت نسرين ريقها بصعوبة قبل
ان تتحدث
انا من فترة اتصلت بيا وحدة اسمها
فرح وقالتي انها عاوزة تعرف اخبارك
وهتديني فلوس قابل ده والكلام
ده قبل حضرتك ما تخطب الست ملاك
وبعد الجواز بشهرين بعتتلي حبوب
مع راجل قالتلي احطلها
حبة كل يوم
فأي حاجة تشربها ودي حبوب اكتئاب
دي الي خلتها تبقى مش طايقة نفسها
وبعدين اتصلت بيا وقالتي ابعت من
تلفونها رسايل لرقم هي ادتهولي وكمان
قالتلي احطلها حبة تخليها مفرفشة
ومتبقاش زي الاول ولما عرفت انها
حامل بعتتلي حبوب اجهاض حطيتهم
فالحاجة السخنة الي حضرتك طلبتها مني
هتف ادهم پغضب واصبحت عيناه حمراء
من شدة الڠضب
بقى انتي الي خلصتي علي ابني 
قاطعته نسرين بسرعة خوفا من ان
يزيد عقابها
لأ مش انا البيبي وصل المستشفى
عايش بس الدكتورة هي خلصت عليه
فرح هانم هي الي قالتلي كده 
بس انا شوفت تسجيل الكاميرات
ولامرة شوفتك ماسكة تلفونها 
فرح مين دي انا معرفش حد بالاسم ده
والله يا بيه انا معرفش حاجة غير اسمها
ده انا عمري ما قبلتها 
جلس ادهم على الكرسي بخذلان
فما ارتكبه بحق ملاك ليس بقليل 
قد ظلمها بقدر كبير يجعلها لا تغفر
له إطلاقا كان عقله متوقف عن التفكير
فكل ما يفكر به انه ظلمها لدرجة انها
هربت منه امر حراسه بوضع نسرين
في احد المخازن لحين ان يصفو ذهنه
لها حتى يستطيع ان يعاقبها بالعقۏبة
المستحقة بعد ان اخذ رقم تلك المسمى
فرح حتى يستطيع ان يتعرف عليها
عد اسبوع عند ملاك
 
كانت تجلس بصحبة الحاجة فاطمة
وزوجها مسعود ،، هتف الحاج مسعود متذكراً
 
"ياه انا نسيت خالص ،، انا النهاردة
شوفتلك شغل يا ملاك زي ما طلبتي "
 
قالت ملاك بفرح
"بجد يا عم مسعود طيب فين "
 
اكمل الحاج مسعود
"عند واحد محامي محتاج وحدة
يكون معاها لغات ،، وانا قولتله عنك وهو
قالي خليها تيجي من بكرة "
 
تحدثت الحاجة فاطمة بتذمر
" لازمته ايه الشغل ده يا بنتي
هو احنا قصرنا معاكي فحاجة "
 
ابتسمت لها ملاك
"انا عاوزة اشتغل يا خالتي عشان
اصرف على نفسي وانتو مقصرتوش معايا
فحاجة انا لولاكم معرفش كان حصلي ايه "
 
بعد قرابة الساعة
كانت ملاك تجلس في غرفتها تطالع
صوره ادهم وتحدثها
 
"ليه عملت فيا كده ،، انا والله ما خنتك
ولاحتى ممكن افكر ،، ومقتلتش ابني زي
ما انتا فاكر ،، يا ترى عرفت الحقيقة
ولا لسا شايفني خاينة وخدعتك "
 
خبأت الصورة بسرعة تحت الوسادة
عندما دلفت الحاجة فاطمة تحمل
بيدها الهاتف
 
"خدي يا ملاك اختي سعاد عاوزاكي
ضروري عاوزة تقولك حاجة "
 
تناولت ملاك الهاتف بسرعة
وهتفت بقلق
 
"دادة سعاد ازيك عاملة ايه
وازي اده..... قطعت ثم اكملت
انتي اخبارك ايه يا دادة طمنيني عنك "
 
قهقت السيدة سعاد على طيبة ملاك
"انا كويسة وادهم كمان اكويس ،، ادهم
عرف الحقيقة يا ملاك "
 
فغرت ملاك فمها بتفاجئ
"بجد يا دادة عرفها ازاي وامتى
وايه الي كان حاصل "
 
قصت عليها السيدة سعاد
ما قلته نسرين بالتفصيل
 
هتفت ملاك بحزن وامتلئت عيناها
بالدموع
 
"نسرين ،، بس انا والله عمري ما
زعلتها بكلمة ولا عملت حاجة تديقها
ليه عملت فيا كده ،، هي لو جت قالتلي
او قالت لادهم كان اداها فلوس اكتر
من الي اخدتهم بكتير"
 
قالت السيدة سعاد بمواساة
" الطمع يا بنتي يعمل اكتر من كده
بس ادهم مسكتلهاش ده كان شوية وهيقتلها
ودلوقتي هي مرمية فالمخزن لحد ما يفوق
لها ،، ده ناولها على نية سودا "
 
سألتها ملاك بتردد
"طيب ادهم عمل ايه لما عرف
الحقيقة "
 
"ده يا عيني بقى عامل زي التايه وعلى
طول قاعد فالمكتب وكل اشوية
يقولي اعمليلي نس كافيه زي بتاع
ملاك ولما بنام مابنمش غير فسريرك
الي تحت ،، ده بقى على طول حاضن
هدومك ،، ده حتى مش راضي يحط
لقمة فبوقه او حتى ينزل الشركة "
نظرت ملاك لبلوزته التي جلبتها معها بحزن
 
" الي حصل ده حصل بسببه وبسبب
شكه فيا ،، بس عشان خاطري اوعي
تقوليله عن مكاني انا لسا مش
جاهزة اني اواجهه او اني اتكلم
معاه "
 
"حاضر يا بنتي مش هقول حاجة لحد
زي ما انتي قولتي ،، انتي بس
خدي بالك من نفسك ،، وانا هبقى اكلمك
لما يكون الوضع مناسب " 
*************************
عند ادهم
دلف شريف باحترام لمكتبه
هب ادهم واقفاً هاتفاً بسرعة
"ها يا شريف طمني عرفت الزفتة
فرح دي تبقى مين "
 
"النمرة مش متسجلة ،، بس لما عملنا تتبع
للنمرة لقيناها اشتغلت فبيت فريال هانم
والنادي واحياناً كافيه جنب النادي "
 
ضيق أدهم حاحبيه بتفكير ولكن
سرعان ما اصبحت انفاسه تعلو وتهبط
عندما توقف عقله عند تلك الفكرة
 
"ورحمة امي لو كنتي ورى الي حصل لملاك
لكون موريكي النجوم فعز الظهر "
 
ثم التفت الى شريف هاتفاً
"شوفلي داليا بتقعد اكتر حاجة
مع مين وهاتهولي هنا متكتف مفهوم "
 
هز شريف رأسه بتفهم ثم انصرف
لينجز ما اوكل اليه
 
دلفت السيدة سعاد تحمل بيدها كوب
"النس كافيه الي طلبته حضرتك
بس مينفعش انتا بقالك كتير
مكلتش ،، بس بتشرب نس كافيه وقهوة"
 
تناول ادهم الكوب مرتشفاً منه
شبح ابتسامة ظهر عليه عندما تذكر ملاك
عندما كانت تعد له النس كافيه بطريقه
لم يتذوقها من قبل
 
************************** 
في فيلا امجد 
كان يرتدي ملابسه ليذهب للعمل
كانت هبة تراقبه بحزن ،، تود الحديث معه
لكنه لم يعطيها المجال في ذلك
هتفت بخفوت 
امجد ،، هو انتا هتفضل زعلان مني
 
لحد امتى ،، انا آسفة "
 
التفت امجد اليها وهتف بحدة
"اسفة على ايه يا انسة هبة يا مرات
أمجد ها ،، على العموم مفيش داعي للاسف
ده انا بس هبقى جدع معاكي ومش هنطلق
دلوقتي عشان الناس متتكلمش عليكي
ويحللو ويفسرو على مزاجهم ،، بس
كلها كام شهر وكل واحد يروح لحاله......"
 
قطع كلامه طرقات على الباب
دلفت الخادمة بعد ان اذن لها امجد
بالدخول هتفت باحترام
"امجد بيه ،، فيه واحد اسمه
الحاج حسن عاوزك تحت "
وبعد قرابة الساعة ،، كان امجد يقتحم
مكتب ادهم بالقصر بدون استأذان
تعجب ادهم من وجود امجد امامه فمن المفترض
ان يكون في شهر العسل
هتف بتساؤل
 
" هو انتا مش المفروض تكون فشهر
العسل ايه الي رجعك "
 
هتف امجد بحدة
"رجعت عشان اشوف ابن عمي عمل
ايه فمراته لدرجة انها تهرب "
 
امتعض وجه ادهم وهتف بهدوء
"انتا مين الي قالك الكلام ده "
 
"جدها كان عندي من شويه وهيتجنن
عليها محدش عارف راحت فين
ولا حصلها ايه "
 
اغمض ادهم عيناه يلعن نفسه للمرة المليون
انه ظلمها
"اقعد يا امجد انا فيا الي مكفيني
انا هحكيلك كل حاجة "
 
قال امجد باستنكار بعد ان قص عليه
ادهم ما فعله بملاك ،، والخطة التي وضعتها
داليا للايقاع بهم
 
"هو انتا من امتى بتفكر كده ،، انتا عارف
ومتأكد ان ملاك مستحيل تعمل كده
ازاي تعمل حاجة زي دي فيها ،، تشغلها
خدامة وتغتصبها انتا اتجننت "
 
وضع ادهم رأسه على الطاولة بيأس
فهو لا يلوم امجد على كلامه ،،
هتف بحزن
"ملاك دي كتيرة عليا اوي يا امجد
عاملة زي الملاك الي نازل من السما
واتجوزها واحد شيطان زيي
دي بريئة لدرجة تحسها عيلة
صغيرة "
 
قال امجد مستهزئاً
"وطالما جنابك شايف انها ملاك وبريئة
عملت فيها كده ليه "
 
تحدث ادهم بحدة
"غصب عني ،، انا لما جاني جاسر الزفت ده
وقالي ان مراتي بترسله رسايل مصدقتهوش
مع اني اتأكدت من ده من شركة المحمول
وصدقتها هي ،، بس لما البيبي نزل والكلام
الي قالته الدكتورة بنت الكلب دي ورفضها
للولاد غصب عني الشك دخل قلبي
مش بإيدي كنت زي المجنون مش مصدق
انها ضحكت عليا ،، بس بعدين عرفت اني
مضحوك عليا من زمان وهي كانت الضحية
بس انا الاقيها الاول وهعوضها عن كل حاجة
شافتها معايا "
 
"طيب انتا عملت ايه مع جاسر ونسرين
والدكتورة الزفت دي "
 
هتف ادهم بوعيد لا يبشر بخير
"انا بس اعرف مكان ملاك ،، وشوف
ساعتها انا هعمل ايه هخليهم يندمو على
الساعة الي فكروا يلعبو فيها مع ادهم السيوفي "
 
*********************** 
** بعد مرور اسبوعين **
 
مساءً في فيلا امجد
دلف امجد غرفته وهو يدلك جبهته بتعب
فادهم اصبح لا يأتي للعمل اطلاقاً بسبب
غياب ملاك وكل الاعمال تكدست عليه
تصنم مكانه عندما وجد غرفته تملئها الشموع
والورود ،، واصبحت انفاسه تعلو وهتبط
عندما سقط نظره على هبة التي كانت
ترتدي قميص نوم باللون الاحمر الداكن
دقق النظر فهو نفس القميص الذي كان موجود
على السرير في الفندق يوم زفافهم
 
حاول تجاهلها ،، ودلف للمرحاض ليضع
جسده تحت المياه الباردة علها تطفئ ناره
خرج بعد قليل يرتدي بنطال مريح وبقي عاري
الصدر ينشف شعره المبلل بمنشفة صغيره
 
جلس على السرير وقبل ان يسحب الغطاء
ليدثر نفسه به ،، جلست بجانبه هبة
وهتفت بهدوء
"انا اسفة متزعلش مني والله عملت كده
غصب عني عشان خاطري "
 
حاول امجد ان يزيح عينيه عن جسدها الذي
اصبح اكثر اغراء بهذا القميص المثير
فجعل الدماء تفور بعروقه
تحدث بصوت لاهث
"هو ينفع الي انتي عملتيه "
 
اجابته هبة باسف حقيقي
"غصب عني كنت خايفة "
 
قبل ان يتحدث امجد اقتربت منه
هبة بحركة جريئة منها فعلتها لأجله
وقبلته برقه بجانب شفتيه
اغمض امجد عينيه باستمتاع
 
هتفت هبة بخجل
"لسا زعلان مني "
 
اراد امجد الاستمتاع بقربها اكثر
وهز راسه بالايجاب
اقتربت هبة توزع قبلات خفيفة بجانب شفتيه
وخده ،، جذبها امجد فجأة لاحضانه
هامساً بصوت اجش
 
"انتي الي جبتيه لنفسك استحملي
الي يجرالك دلوقتي "
 
استسلمت هبة كلياً لمشاعرها تاكرة له المجال
لتولي زمام الأمور في اول ليلة
تجمعهم كزوجين
 
بعد وقت ليس بالقصير
جذب امجد هبة لتتوسط صدره مخفضة
رأسها بخجل
هتف امجد بخبث
"مبروك يا مدام امجد السيوفي
شوفتي ان الموضوع مش زي ما كنتي متخيلة "
 
ظلت هبة مخفضة رأسها ولم تعقب
امسكت بالغطاء حول جسدها لتنهض
ولكن ذراعي امجد كانت اسرع منها
 
هتف بوقاحة
"على فين يا وحش"
 
قالت هبة بخجل
"هدخل اخد شاور "
 
جذب امجد الغطاء عنها فظهر جسدها
العاري امامه هتف برغبة
"لأ الشاور مش دلوقتي في كلام اهم
من الشاور عاوز اقولك عليه "
 
ابتلع اعتراضها بقبلة لم تستطيع هبة
رفضها ،، جاذبها لجولة جديدة من
جولات حبهم الذي انتظرها كثيراً
 
************************ 
صباحاً 
استيقظت ملاك وهي تعتزم تنفيذ ما كانت
تفكر به طوال الليل
خرجت من غرفتها ،، فوجدت الحاجة فاطمة
تجلس بمفردها بعد ذهاب زوجها لعمله
فهو لديه محل بقالة صغير يعتاشون منه
 
هتفت ملاك برقة
"صباح الخير يا خالتي "
 
اجابتها الحاجة فاطمة بابتسامة
"صباح القشطة يا بنتي ،، ثواني
واعملك حاجة تاكليها "
 
امسكتها ملاك من ذراعها بلطف
"لا خليكي انا هعمل لنفسي ،، بس
كنت عاوزة اخد رأيك فحاجة "
 
قضبت الحاجة فاطمة حاجبيها بتعجب
"حاجة ايه يا بنتي قولي "
 
قالت ملاك بفرحة
"بصراحة انا نويت اتحجب "
 
هتفت الحاجة فاطمة بسعادة غامرة
"يا الف مبروك يا بنتي ربنا يتقبل
منك ويجعله في ميزان حسناتك "
 
نهضت الحاجة فاطمة متجهة لغرفتها
تحت نظرات ملاك المتعحبة من نهوضها
المفاجئ
 
عادت بعد قليل تحمل في يدها ملابس
هتفت بتوضيح
"دي هدوم بنتي سماح ،، هي اتخن منك
شوية بس هيبقو حلوين عليكي ومعاهم
الطرح بتاعتهم "
 
تناولتهم ملاك بحب
"تسلم ايدك يا خالتي انا هلبس طقم
منهم واروح بيه الشغل "
 
ثم اتجهت للغرفة ،، خرجت بعد قليل
ترتدي تنورة طويلة تصل لكاحلها ذات لون
ازرق غامق ،، وقميص باكمام طويلة واسعة
باللون الزهري الفاتح وطرحة باللون الابيض
بدت كملاك حقاً بالحجاب
 
قال الحاجة فاطمة بحب
"بسم الله ماشاء الله ،، الحجاب زاد على
جمالك جمال "
 
لفت ملاك حول نفسها بطريقة
طفوليه
" يعني الطرحة حلوة عليا ،،
انا هروح الشغل دلوقتي ولما ارجع
هفاجئ عم مسعود ،، بس اوعي
تقوليله هزعل منك "
 
خرجت بعدما ودعتها الحاجة فاطمة
بكثير من الدعاوي
 
شهقت ملاك بفزع عندما اعترض طريقها
شاب يبدو على ملامح وجهه الاجرام ،، فكان
وجهه مليئ بالندوب واثار الغرز
هتفت ملاك بخوف
"نعم ،، حضرتك في حاجة "
 
لعق عبده شفتيه بوقاحة
"محسوبك عبده مفتاح ،، برنس الحتة
دي ،، انا بس شوفتك وقولت امسي
على القمر الي لبس طرحة مع ان
شعره كان يهبل "
 
تركته ملاك وسارت مسرعة لعملها محاولةً
ان تبقى قوية ولا تخاف من شئ ،، لا يجب
عليها ان تظل هكذا ضعيفة واقل شئ
يهزها
 
************************ 
في قصر ادهم
كانت فريدة تجلس في مكتب ادهم
تنتظر ان يتحدث فهي تجلس منذ
قرابة الساعة والنصف
هتف ادهم بغموض
" فريدة جمال الهواري ،، تحبي
تتكلمي على طول ولا اخلي
رجالتي تتصرف معاكي "
 
ابتلعت فريدة ريقها بخوف فهي رأت
غضبه قبل ذلك عندما كاد ان يقتل داليا
عندما وضعت السم لملاك
هتفت بصوت مرتجف
"اااتكلم ،، اقول ايه حضرتك "
 
نهض ادهم من على كرسيه وجذب مسدسه
من الدرج بكل هدوء جعل الدماء تنسحب
من عروق تلك الجالسة خوفاً
هتف بهدوء مخيف
"هتقولي داليا خططت لكل ده ازاي
وفين وامتى وخططت لايه كمان انا معرفوش "
 
كانت نظرات فريدة مصوبة على مسدس
ادهم الذي كان يتلاعب به كأنه غير حقيقي
ولا يشكل خطراً
 
قالت بخوف
"انا هقولك على كل حاجة "
 
قالت فريدة هذه الجملة وبدأت بقص عليه
ما خططت به داليا بدأ من وضع السم لملاك
في الجامعة ،، واستأجار الخادمة نسرين
لتساعدها في مخططها حتى الدكتورة التي
ساعدتها في التخلص من الجنين حدثته ايضاً
عن رجل الاعمال شاكر وما فعله مع ملاك يوم
زفاف امجد
 
احتدت نظرات أدهم واصبحت عيناه
لا تبشر بخير
هتف بغضب
"تقدري تقولي الكلام ده قدامها "
 
قالت فريدة بتوتر
"بس دي صحبتي وممكن تزعل مني
وانا ...."
 
قطع ادهم جملتها وهتف بوعيد
"خلاص انتي الي اختارتي ،، انا هخلي
رجالتي الي برا دول يعملو معاكي الواجب
وتخيلي بقى لو كل واحد منهم بس اداكي
بوسة هيحصل فيكي ايه "
 
هتفت فريدة بسرعة لتنقذ نفسها
من هذا العقاب
"لأ اقول انا هقول الكلام ده قدامها ،، انا هخاف من
ايه انا مليش دعوة هي الي كانت بتخطط
وبتنفذ وانا مدخلتش فحاجة ،،وحذرتها
كتير وقولتلها انتي مش قد ادهم
ده لو عرف ممكن يقتلك بس هي
الي نشفت دماغها "
 
ابتسم ادهم بطريقة غريبة
"انتي كده تقدري تخرجي من هنا
ومحدش هيقدر يقربلك ....
ثم اكمل بوعيد حارق
"بس لو عرفت انك قولتيلها اني كشفت
خطتتها هتتعاقبي معاها "
 
هزت فريدة رأسها بالايجاب وفرت مسرعة
خارج القصر
 
**************************
 
مساءً
 
اثناء عودة ملاك من عملها ،، اعترض
طريقها ذلك المدعو عبده للمرة الثانية
استجمعت ملاك قوتها وهتفت بثبات
مزيف
 
"نعم عاوز ايه يا اخ انتا هو معندكش
حاجة تعملها غيري النهاردة ولا ايه " 
تعجب عبده من جرأة ملاك فهي صباحاً
لم تكن كذلك ،، هتف بسماجة
"ده ايه القوة الجبارة الي نزلت عليكي مرة
واحدة دي جبتيها منين "
 
حاولت ملاك عدم اظهار ضعفها واكملت
بحدة وبطريقة اهل العشوائيات
 
"لا يا حبيبي ميغركش عنيا الملونة دي
ده انا جاية من شبرا يعني اقلع الي
فرجلي وانزله على دماغك واخلي الي
ما يشتري يتفرج عليك وانتا بتاكل علقة
فنص الحتة "
 
تجمع المارون على صوت ملاك فهيأتها
الرقيقة لا تمد للعنف بصلة اطلاقاً
 
تحدث احد الواقفين
"فيه حاجة يا انسه عبده عمل معاكي حاجة "
 
اكملت ملاك بنفس الطريقة
"مدام لو سمحت ،، ومحدش يقدر يعمل معايا
حاجة ،، واشهدو كلكو لو الجدع ده اتعرضلي
تاني محدش يجي ويشتكي ويسأل ليه عشان
ده واحد عاوز حد يربيه وانا معنديش
مانع اتولى المهمة دي "
 
كان الجميع ينظر للذلك البلطجي عبده
متشمتين به ،، فافعاله في سكان المنطقة
كانت لا تطاق ولكن جاءت ملاك
وكسرت شوكته
 
فتحت الباب الحاجة فاطمة لملاك
فهي شاهدت ما حدث من نافذة منزلها
 
هتفت بفرح غامر
"تسلم ايدك على الي عملتيه فالي
ما يتسمى عبده ده ،، بس تصدقي انا لما
اسمعتك اول حاجة معرفتكيش
جبتي القوة دي منين "
 
ضحكت ملاك
"والله ما اعرف يا خالتي ،، اصله كان
ببصلي بصات مش مريحة وانا رايحة
وجاية من الشغل ،، والنهاردة اتعرضلي
وانا رايحة وكمان وانا راجعة بس قولت
لازم اوقفه عند حده الوسخ ده "
 
************************
 
في بيت جد ملاك
 
كانت الحاجةفوزية تمسك صورة لملاك
وتبكي بقهر ،، جلس بجانبه زوجها
الحاج حسن وهتف بمواساة
 
"يا حجة استهدي بالله ان شاء الله بكره
ترجع ،، او نعرف مكانها ،، قلبي
بيقولي كده "
 
قالت بدموع
"قلبي واكلني عليها يا حج ،، ودي
غلبانة وضعيفة ملهاش حد تروح عنده
يا ترى انتي فين يا ضنايا "
 
هز الحاج حسن رأسه بيأس
"ده الي كنت خايف منه ،، انه يظلمها
ومنقدرش نعمل حاجة ،، يا رتني ما خليتها
تروح الشركة تتدرب ولا تشوفه ،، بس
يفيد بإيه الكلام ده دلوقتي خلاص
حصل الي حصل "
 
قالت زوجته وهي تمسح دموعها
"انا هقوم اتوضا واصلي ركعتين
عشان ربنا يطمن قلبي عليها " 
**********************
 
**** بعد مرور شهرين *****
 
في قصر ادهم
كان يصرخ برجاله زاجراً اياهم
 
"يعني ايه مش لاقيين حاجة ،، ايه الارض انشقت
وبلعتها بقالكم اكتر من شهرين بتدور عليها
،، مش عاوز اشوف وش واحد فيكم من
غير ما تكونو جايبين خبر يدل على مكانها
المرتبات الي بتنزلكم كل شهر دي مش
على الفاضي "
 
كان يتحدث كالمجنون ،، فهي وكأنها ارتدت
طاقية الاخفاء واختفت ،، بحث في كل مكان
ممكن تلجى اليه ولكن جميع محاولاته
باءت بالفشل ،، كان كل دقيقة
يلعن نفسه مئات المرات على فعلته
معها فقسوته عليها دفعتها للهرب منه
وها هو يعاني الان من غيابها ومن الشعور
بالذنب
 
***********************
 
في احد المطاعم المشهورة
كانت داليا اجلس مع فريدة
 
"ممكن اعرف انتي بقالك فترة مختفية
فين ومش بتردي على تلفونك ليه "
 
هتفت فريدة بتوتر جاهدت اخفاءه
"اصلي مليش نفس لحاجة
بفكر اسافر اغير جو ،، انتي اخبارك
ايه "
 
امتعض وجه داليا
"انا كويسة ،، بس الزفتة الخدامة
الي اسمها نسرين اختفت ومش بترد
على تلفونها ،، خايفة يكون ادهم عرف
حاجة "
 
قالت فريدة بطمأنة مزيفة
"وهو لو عرف حاجة كان فضل ساكت
لغاية دلوقتي هي تلاقيها مش عارفة
تكلمك او رجعت بلدها "
 
هتفت داليا بجشع
"انا لازم الاقي حل وبسرعة قبل
ما ادهم يعرف حاجة واكون خسرت
فرصتي فاني ابقى صاحبة العز ده "
 
************************
 
عند ملاك
 
استيقظت متأخرة فاليوم هو اجازتها
خرجت بعدما ارتدت حجابها
فوجدت الحاجة فاطمة تعد طعام الغذاء
هتفت بابتسامة
 
"صباح القشطة يا بنتي ،، انا النهاردة
عملالك اكلة سمك اسكندراني تاكلي
صوابعك وراها "
 
ابتسمت ملاك لتلك السيدة الحنونة
"يا سلام ده ايه الدلع الي انا فيه
ده ،، هاتي اساعدك قبل ما يرجع
عم مسعود من الشغل و..... "
 
لم تكمل جملتها ووضعت يدها على فمها
واسرعت للمرحاض ،، فرائحتة السمك
اثارت معدتها بشكل كبير
 
جحظت عينا الحاجة فاطمة بسعادة
عندما علمت سبب غثيان ملاك
 
هرعت خلفها بسرعة ،، خرجت ملاك
من الحمام وعلامات التعب على وجهها
هتفت الحاجة فاطمة بسعادة
"مبروك يا حبيبتي شكلك
حامل "
 
نظرت ملاك لها بصدمة فهي كانت
تشك بهذا الامر منذ عدة ايام ولكنها
كذبت نفسها ،،
 
هتفت الحاجة فاطمة بسرعة
"انا هنزل الصيدلية الي تحت واجيبلك
اختبار حمل عشان تتأكدي "
 
قالت جملتها واسرعت للاسفل تاركة ملاك
سابحة في بحر دوامة تفكير ،، فهل
ستستطيع ان تربي طفل وهي في هذا
الوضع هاربة ،، هل ستخبر ادهم بحملها
ام ستحتفظ بطفلها لوحدها
ولكن ربما لن تكون حامل من الاساس
وهذه الأعراض بسبب تغيير هرمونات
جسدها بسبب الحزن الذي تعرضت اليه
في الفترة الفائتة
 
بعد قرابة النصف ساعة كانت ملاك
تخرج من الحمام تحمل بيدها
اختبار الحمل الذي اثبت حملها
جلست على الاريكة القريبة منها
كانت تمسد على بطنها وتبتسم تارة
وتارة اخرى تبكي بحرقة تقطع نياط
القلب
 
بعد عدة ساعات كان الحاج مسعود
يجلس مع زوجته ،، فانتبه لصوت
بكاء مكتوم ،، سأل زوجته
 
"هو انتي سامعة صوت حد بيعيط
ولا انا كبرت وخرفت "
 
اجابته زوجته بحزن
"لا يا حج دي ملاك ،، كل يوم تطلع صورة
جوزها وتقعد تعيط وفاكرة ان محدش
سامعها ،، ولما عرفت انها حامل شوية تحط
ايدها على بطنها وتضحك ،، واشوية تعيط
وتقطع قلبي عليها "
 
هتف زوجها
" هو مش اختك سعاد قالتلك ان جوزها
عرف الحقيقة "
 
"ايوه عرف وقالتلي انه ندمان اوي
وبيدور عليها زي المجنون ،، وعاوز
يلاقيها عشان يعوضها عن الي شفته
معاه ،، بس تصدق انا مش عاوزاها
ترجعله "
 
نظر الحاج مسعود لزوجته بتعجب
"هو انتي من امتى بتحبي خراب
البيوت يا حجة فاطمة "
 
هتفت بسرعة
"والله انا مقصدش كده يا حج ،، انا بس
اتعودت عليها فالبيت ومش هاين
عليا تسيبنا ،، دي عاملة زي النسمة وعوضتنا
عن سماح بنتنا من بعد ما سافرت
واتجوزت "
 
اجابها زوجها مؤيداً
" معاكي حق يا حجة ،، ده حتى ايراد
الدكانة زاد من يوم ما دخلت بيتنا
احنا اتعودنا عليها ،، بس هيجي
اليوم الي ترجع لجوزها واهلها مش هتفضل
قاعدة عندنا كده "
 
**************************
 
في فيلا امجد
كان يجلس مع امه وزوجته على طاولة السفرة
يتناولون طعام العشاء
 
نظر امجد بخفاء لوالدته فوجدها مندمجة
في تناول الطعام ،، تسللت يداه من تحت
الطاولة لفخذي زوجته التي اخذت تسعل
بقوة عندما شعرت بيد امجد تصول وتجول
على فخذيها ،، اتبهت اليها والدة أمجد
وهتفت بقلق 
"مالك يا بنتي في حاجة بتوجعك"
 
اجابتها هبة بتوتر بسبب حركة يد
أمجد على فخذيها
 
"لا يا طنط بس شكلي شرقت وانا
بشرب مياه "
 
هزت السيدة سلوى بتفهم واكملت
تناول طعامها
 
مال امجد بخبث على هبة
هامساً بصوت منخفض
"ليه مقولتيش لماما اني ايدي على فخدتك
دي حتى هتتبسط اوي بابنها "
 
كانت هبة توزع نظراتها بين امجد ووالدته
ولمسات امجد على فخذيها لا تسهل عليها
الامر اطلاقاً
 
تحدثت والدته
" انا عاوزة تجبيلو حفيد صغير
كده العب معاه قبل ما اموت "
 
هتف امجد بخبث ويده ما زالت على
فخذي هبة
"بعد الشر عنك يا ماما ،، وبعدين
ان مستعد اجيبلك دستة احفاد ،، ومستعد
اخلف كل يوم عيل ،، بس هبة تشد حيلها "
 
ثم مال على هبة مكملاً بوقاحة مفرطة
"بس انتي كتري من قمصان النوم العسل
الي عندك وسيبي الباقي عليا "
 
اصبح وجه هبة متلون بجميع الوان
الطيف بسبب خجلها من كلام امجد الوقح
 
هتفت والدته تنهره
"بس يا ولد عيب الي بتقوله
ده شوف مراتك اتكسفت ازاي "
 
قال أمجد ممزاحاً
"طالما انتي شيفاه عيب خلفتيني
ليه ،، ولا هو حلال ليكم وحرام لينا "
 
القت عليه والدته احد الملاعق الموجوده
بجانبها ،، ولكن امجد تفادها وهو يضحك بشدة
 
تنهدت والدته بحزن
"هو مفيش اخبار عن ملاك يا امجد "
 
"والله يا ماما مفيش جديد ادهم صعبان
عليا اوي عايش على السجاير والقهوة
والنس كافيه ،، وبيدور عليها زي المجنون
كان الارض انشقت وبلعتها ملهاش اثر "
 
هزت والدته رأسها بيأس
"ربنا يطمن قلبه عليها ،، دي بنت رقيقة
وجميلة خالص مش حمل مرمطة
ربنا يصلح بينهم "
 
************************
 
في صباح اليوم التالي
 
في قصر ادهم
كان امجد يمد بعض الملفات لادهم ليوقعها
هاتفاً بهدوء
"يا ادهم عشان خاطري ،، انتا هتفضل كده
لحد امتى ،، مش بتروح على الشركة ولا
بتاكل ،، ده انتا بتوقع الملفات الي بجيبهالك
بالعافية يعني هتفضل كده لحد امتى "
 
اجابه ادهم بحزن كان واضح على وجهه
"لحد ما الاقي ملاك واطمن انها خلاص بقت
فحضني "
تناول امجد احد السندويشات التي طلبها
من السيدة سعاد لادهم
"طيب خد كل السندوتش ده عشان تعرف
تقف على رجليك "
 
ازاح ادهم يد امجد جانباً هاتفاً بهدوء
"انا مليش نفس اكل ولا اعمل حاجة "
 
كاد ان يهتف امجد معترضاً لكن
قطع حديثه دخول احد الحرس
 
تحدث باحترام محدثاً أدهم
"في واحد برا عاوز يقابل حضرتك "
 
عقد ادهم حاجبيه باستغراب
"واحد مين ده الي عاوزني ،، مقالش
عاوز ايه "
 
اجابه الحارس
" بيقول انه يعرف مكان الست
ملاك هانم "
 
هب ادهم مسرعاً فور سماعه لكلام
الحارس ،، خرج فوجد رجل كبير فالسن
وواضح على وجهه الطيبة
 
هتف ادهم بشوق
"انتا تعرف ملاك فين قولي
والنبي هيا فين واكويسة ولأ "
 
ابتسم له الحاج مسعود وربت على
كتفه
"اطمن يا ابني مراتك بخير وهي
عندي فالبيت يعني فامان "
 
هتف امجد
"طيب انتا ساكن فين "
 
هتف الحاج مسعود
"انا ساكن فحي باكوس فاسكندرية "
 
جحظت عينا ادهم من المكان الذي
تعيش فيه زوجته
"باكوس ،، وهي عرفته منين وازاي وصلتله
دي الحارة الي كانت ساكنة فيها
انظف من باكوس ده بمليون مرة "
 
مسح وجهه محاولاً تهدأ نفسه
"طيب اتصلي على البيت
عاوز اسمع صوتها "
 
اجابه الحاج مسعود
"هي دلوقتي فالشغل "
 
عض ادهم شفتيه كاتماً غيظه
هاتفاً بصدمة
"ليه هيا بتشتغل ،، وبتشتغل
ايه بقى ،، انا مراتي تشتغل عن حد
ويقعد يبيع ويشتري فيها "
 
اجابه الحاج مسعود
"هي بتشتغل فمكتب لمحامي بترجم
ورق عشانها بتعرف لغات "
 
هتف امجد
"مش وقت الكلام ده يا ادهم
خلينا نروح اسكندرية الاول
بعدين نبقى نشوف الموضوع ده "
 
هز ادهم رأسه مؤيداً
 
ولكن هتف الحاج مسعود
"بس فيه حاجة لازم تعرفها قبل
ما تروح ليها "
 
نظر اليه أدهم بترقب
فأكمل الحاج مسعود قائلاً
"مراتك يا ابني حامل يعني الزعل وحش
ليها وعلى الي فبطنها ،، انا بقولك عشان تبقى
عارف ومتضغطش عليها فالكلام "

اصبح ادهم في عالم اخر فزوجته
حامل ،، كان يبتسم بشدة وكانه لا يستطيع
السيطرة على فرحته فهذا كان اخر توقعاته
ان يلتقي بزوجته ويعلم انها حامل
في يومٍ واحد
ربت امجد على ظهره
"مبروك يا ادهم ،، ربنا يصلح بينكم
وان شاء الله البيبي ده هيكون سبب
الصلح "
 
**********************
 
في صباح اليوم التالي
 
كانت ملاك تجهز نفسها للذهاب
لعملها ،، بعد ان حاولت الحاجة فاطمة ان
تقنعها بان تبقى فالمنزل بحجة حملها
لكنها رفضت
 
همت ملاك لتفتح الباب وتخرج لكنها
تصنمت مكانها عندما وجدت ادهم يقف قبالتها
وبجانبه امجد والحاج مسعود
 
كانت عيناها مسلطة عليه وكأن الزمن توقف
عند هذا الحد ،، بقدر اشتياقها له لكنها
ليست مستعدة للقائه الان
 
اما ادهم بنظراته لها كانت غير مفهومة هل هي
غضب ام فرح ام حب ام حزن ام اشتياق ام ندم
او هذه المشاعر جميعها ولكنه كان سعيد
بالحجاب الذي كان يزين وجهها فبدت
اكثر جمال من السابق
افاقا على صوت الحاج مسعود
يدعوهم للداخل ليتحدثا فيما بينهم
 
جلس ادهم وهو ينظر لملاك التي بقيت
واقفة مكانها
 
هتف الحاج مسعود
"انا جبتلك ادهم جوزك ،، عشان تتكلمو
مينفعش الي بيحصل بينكم ده ،، حتى عشان
خاطر العيل الصغير الي جاي فالسكة ده"
 
جحظت ملاك عيناها فهي كانت لا تريد
ان تعلم ادهم بحملها الان
 
اماء الحاج مسعود لامجد وزوجته الحاجة فاطمة
التي كانت تقف فالزاوية ان يتركوهم وحدهم
 
هتف ادهم بهدوء
"ملاك انا اسف ،، انا عارف اسف
الدنيا كله مش ممكن يغفرلي
بس لو ليا خاطر عندك اسمعيني وبس "
 
هتفت ملاك بحدة
"وانتا مسمعتنيش ليه ،، كنت بترجاك عشان
تسمعني بس انتا عملت ايه ،، ضربتني
وهنتني وشغلتني خدامة فبيتك
وفوق كل ده اغتصبتني "
 
كان ادهم يستمع اليها ويشعر وكأن سهام
حارقة تخترق قلبه بسبب تذكيره
بافعاله بها
 
اكملت ملاك ببكاء قطع نياط
قلب ادهم اكثر
"مفكرتش فيا ليه ،، تصدق انا عمري ما حسيت
اني يتيمة ،، الا لما هربت من عندك حسيت
اني مليش حد الجأله عشان يحميني
منك ،، فكرت فيا لما عرفت اني حامل
بقيت افرح شوية عشان شايلة حتة
من الراجل الوحيد الي حبيته فحياتي
واشوية ابقى زعلانة لما افتكر انه جه
لما ابوه اغتصبني ،، ارجع افرح لما افتكر انه
هيبقى سند ليا وهيبقى ظهري ،،، ارجع
ازعل لما افتكر انه هيربى بعيد عن ابوه
شوفت انتا عملت فيا ايه ،، انتا لو قتلتني
كان احسنلي من العذاب الي شوفته
كنت بموت مية مرة وانا شايفة نظراتك
ليا بتقولي يا خاينة ،، مع اني والله عمري
ما فكرت فراجل غيرك حتى من قبل
ما اعرفك "
 
اخرجت كل الكلام الذي في قلبها
وهتفت بقوة مزيفة
"امشي يا ادهم ،، وانسى انك شوفتني او
عرفت مكاني ،، وياريت تبعتلي
ورقة طلاقي وابنك مش هحرمك منه
ده لو مكنتش شاكك انه مش ابنك "
 
تقدم ادهم منها وركع على ركبتيه
وهتف بضعف مترجياً
"ملاك عشان خاطري ،، انا مقدرش اعيش
من غيرك انا ممكن اموت ،، ابوس ايدك
انا مش عاوز اضغط عليكي
عشان البيبي "
 
هتفت ملاك بصوت عالي
"تضغط عليا ازاي تضربني ولا تجرني من
شعري على العربية زي ما كنت بتعمل
انتا ايه مش بتفهم ،، انا كل ما افتكرك
افتكر كل حاجة عملتها فيا ...... ااااه "
 
قالت الاخيرة وسقطت ارضاً بلا حراك
جثى ادهم على ركبتيه وامسك
يدها بلطف هاتفاً بقلق بالغ
"ملاك حبيبتى ردي عليا ،، ملاك "
 
هتفت الحاجة فاطمة بقلق
"هي وقعت إزاي "
 
اجابها أدهم وهو يهم بحمل ملاك
"معرفش كانت بتتكلم وبعدين صرخت
ووقعت على الارض "
 
حملها واتجه مسرعاً لسيارته
المصفوفة على الباب
 
بعد قرابة النصف ساعة كان أدهم
يدلف الى اقرب مستشفى قابلها
في طريقه ،، حاملاً ملاك بين يديه
 
فحصها الطبيب تحت نظرات أدهم
الغاضبة فهو لم يجد طبيبة فأضطر
للطبيب ،، عدل الطبيب من وضعية
نظارته وهتف
 
"عندها انهيار عصبي ،، ياريت تبعدوها
عن الضغط والتوتر الفترة دي عشان
صحتها وصحة البيبي ،، ولو تتابع
مع دكتور ولادة متخصص يبقى أحسن
عن اذن حضرتك "
 
هز ادهم رأسه بتفهم ،، وتأمل ملاك التي
تغط في نوم عميق ،، بسبب المهدئات
التي تلقتها ،، كان ادهم يطالعها بندم
واضح وكأنه يعتذر عوضاً عن المرة
ألآف المرات
 
افاق ادهم على يد امجد التي تربت
على كتفه
"ان شاء الله هتبقى اكويسة ،، تعال
معايا تحت عشان مش هسيبك إلا
لما تاكل ،، اديك لاقيتها وهي ان
شاء الله شوية وهتفوق "
 
هز ادهم رأسه موافقاً
 
بعد ثلاث ساعات بدأت ملاك باستعادة
وعيها ،، فتحت عيناها ببطئ ،، وجدت
الحاجة فاطمة تجلس عند مقدمة
سريرها وتقرأ من ايات من القران
الكريم ،، قبلت المصحف ووضعته
جانباً وهتفت بفرح
 
"حبيبتى الف حمد لله على سلامتك
خضتيني عليكي حاسة بحاجة انده
الدكتور"
 
اجابتها ملاك بصوت
" معرفش يا خالتي انا مرة واحدة
حسيت ان الأرض بتلف بيا ....
ثم اكملت بتوتر
"هو ادهم فين "
 
اجابتها الحاجة فاطمة بهدوء
"نزل من شوية تحت مع عمك مسعود
والجدع الي جه معاه معرفش اسمه
ايه ،، بس الشهادة لله يا بنتي
جوزك كان هيموت من الخوف عليكي
ده فضل واقف جنب الباب لحد من
شوية ،، باين انه ندمان على الي
عمله وعاوزك تسامحيه "
 
اشاحت ملاك وجهها بعيداً
"الي عمله مش قليل عشان انساه بسهولة
كده ،، انا اتظلمت من اكتر شخص حبيته
فحياتي "
 
ربتت الحاجة فاطمة على كتف
ملاك بحنان
 
"طيب ما انتي تقدري تاخدي حقك منه
تالت ومتلت وتخليه يعض اصابيعه
ندم على الي عمله "
التفتت ملاك لها فأكملت الحاجة
فاطمة بصوت خافت
"انا هفهمك ،، يعني انتي افضلي
تحت عينه بس ميطولش منك شعره
خليه على نار ،، لا هو الي طايلك
ولا انتي الي زعلانة منه "
 
عقدت ملاك حاجبيها بعدم فهم
"يعني ازاي مش فاهمة يا
خالتي وضحي أكتر "
 
"انا هفهمك ،، بصي ....... "
واخذت الحاجة فاطمة تقص عليها
بعض التعليمات والحيل لجعل ادهم
يشتعل اشتياق لملاك
 
في صباح اليوم التالي ،، كانت ملاك
تستعد للعودة الى القاهرة ودعت الحاج مسعود
وزوجته بكثير من الدموع على فراقهم فهم
كانو بمثابة اهلاً لها ،، وقفت ملاك بجانب السيارة
وقبل ان تصعد بها وجدت ان ادهم ينوي
ان يصعد بجانبها رفعت ملاك حاجبها باستنكار
" ايه انتا رايح فين "
 
تعجب ادهم من سؤالها وهتف
"هكون رايح فين يعني ،،
هركب معاكي العربية "
 
هتفت ملاك بحدة
"لأ ،، شوفلك عربية تانية اركب
فيها انا عاوزة اركب العربية
لوحدي "
 
انصاع ادهم لطلبها حتى لا يثير
غضبها ،، فركب بجانب السائق
عض شفتيه غيظاً عندما رأها تغلق الشباك
الفاصل بينهم ،، يبدو انها لن تغفر له
بسهولة ،، وهو ايضاً سيحارب لاخر
نفس حتى تسامحه
 
تناول هاتفه واتصل بمساعده
شريف وهتف بصوت هادئ حتى
لا يصل صوته لملاك
"ايوة يا شريف ،، عاوزك تجيبلي
الكلب الجاسر ،، ودكتورة اسمها خلود
عملت لملاك العملية فالمستشفى
بتاعتي ،، عاوزك تجيب الاتنين وتحطهم
مع نسرين وعاوزهم ياخدو الواجب
وزيادة ،، لان الجاي هيبقى دمار
مش عقاب "
 
اغلق الهاتف وهو يفكر بعقاب داليا الذي
سيكون بمثابة كارثة لها ،، فالذي
فعلته معه ومع زوجته لن يمر
مرور الكرام
 
*************************
 
بعد عدة ساعات
 
وصل ادهم وبصحبته ملاك لبيت جدها
فهي اصرت على البقاء عند جديها وهو
لم يمانع هذا بما انه سيمكث في شقته القديمة
وسيكون قريباً منها
 
نزلت ملاك من السيارة واتجهت للبيت
بخطوات سريعة ،، امسكها ادهم من ذراعها
بلطف وهتف بهدوء
" امشي براحة ،، متنسيش انك
حامل والحركة مش كويسة عشانك "
 
نفضت ملاك يد ادهم عن ذراعها ورفعت
سبابتها في وجهه ،، وهتفت بتحذير
"اوعى تمد ايدك دي عليا
تاني ،، انتا فاهم "
 
قالت جملتها وصعدت لجديها مسرعة
تاركة ادهم يبتسم ببلاهة وكأنها تغزلت به
ولم تهزئه ،، فقربها منه يسعده حتى ولو قالت
ما يزعجه ،، غادر المكان متجهاً لعقاب
من آذاه واذى زوجته ،، بعدما اطمأن انها دلفت
عند جديها ،، ترك عدد ليس بقليل من الخرس
على باب شقتها وباب عمارتها تحسباً لأي
طارئ 
احتضنت ملاك جديها ببكاء وشوق
كانت تقبل يديهم تارة وجبهتهم تارة
اخرى ،، هتفت جدتها معاتبة
"كده يا ضنايا ،، تقلقيني عليكي
ومنعرفش عنك حاجة "
 
اعادت ملاك تقبيل يدها وهتفت بحب
 
"غصب عني يا تيتة والله ،، خوفت لادهم
يكون مراقب تلفوناتكم ويعرف مكاني
ويوصلي .... مسحت دموع جدتها
وهتفت بمرح
"مقلتليش ايه رأيك فالطرحة عليا "
 
مسدت جدتها على رأسها
"يجنن يا ضنايا ،، ربنا يتقبل منك
ويثبتك عليه يا رب "
 
هتفت ملاك لجدها
"مالك يا جدو ساكت "
 
اجابها جدها بحنان ابوي
"فرحان بيكي يا قلب جدك ،، مش مصدق
انك رجعتلنا تاني "
 
هتفت ملاك بخجل
"لأ اصلي مرجعتش لوحدي ،، انا
رجعت ومعايا ضيف "
قالت جملتها ووضعت يدها على
بطنها
 
احتضنتها جدتها بفرح
"يا الف مبروك يا بنتي ،، بس
جوزك عرف ولا لسا "
 
اجابتها ملاك
"ايوة عرف ،، وبعدين انتي هتقضيها
كلام ولا ايه مفيش اكلة حلوة كده
انا جعانة اوي على فكرة ،، واكلك العسل
وحشني اوي اوي "
 
هبت جدتها بسرعة
"من عنيا ،، دلوقتي هعملك كل الاكل
الي بتحبيه "
 
****************************
 
دلف ادهم لاحد المخازن التي يملكها بطلته
المرعبة ،، وجد جاسر ونسرين والدكتورة
خلود منهكين من كثرة الضرب
هتف جاسر بضعف اثر الضرب الذي
تعرض له
"هو انا هنا ليه ،، واضربت كده ليه
انا معملتش حاجة ااااااه "
 
صرخ بها جاسر عندما تلقى ركلة في بطنه
سددها إليه ادهم بغضب هاتفاً
 
"اخرس يا وسخ مش عيب
لما تبقى في البطاقة راجل وست
الي تمشيك على ذوقها "
 
ثم اكمل بغضب حارق
"وطالما انك معترض على الي بيحصل
انا هخلصك من ده كله دلوقتي
قولي بقى تحب تتعاقب ازاي بقى "
 
جحظ جاسر عيناها برعب
"عقاب ايه باشا ،، انا اسف مش هتعرضلك
تاني ولا هتشوف وشي تاني ،، بس بلاش
ضرب انا عظمي اتكسر "
 
ضحك أدهم باستهزاء
"ده انتا هتتمنى الضرب بدل الي
هتشوفه على ايدي .... شريف
هات الورق الي معاك "
 
كان جاسر ينظر للورق بعدم فهم
هتف ادهم بتشفي
 
"دي اوراق تنازل منك عن كل املاكك
الفيلا والعربية وفلوس البنك
واسهم الشركة والاراضي وكل حاجة
متسجلة باسمك
يعني هتخرج من هنا ،، يا مولاي
كما خلقتني " 
صرخ جاسر بحدة
"كده ظلم انا مش همضي على حاجة
يعني ايه كل املاكي تبقى باسمك "
 
هتف ادهم بهدوء مخيف
"تؤتؤتؤ ،، انا محطش عيني على ملاليم
وانتا عارف ان املاكك واملاك ابوك بنسبالي
شوية فكة متلزمنيش ،، انا هكتبها باسم
دار للايتام ،، يعني حاجة كده تقابل فيها
وجه كريم "
 
هتف جاسر بتصميم
" وانا مش همضي والي عندك اعمله "
 
هتف ادهم بلامبالاة
"مش عاوز تمضي انتا حر ،، شكل
ضيافة الرجالة عجبتك وعاوز تفضل
مشرفنا شوية كمان "
 
تحرك ادهم قليلاً حتى اصبح قبالة
الدكتورة خلود
هتف بترحيب زائف يملأه الغضب
 
"اهلاً بالست الدكتور الي قتلت
ابني من غير ما يرفلها جفن ،، خانت اليمين
الي حلفته عشان شوية ملاليم "
 
كانت خلود تنظر اليه وهي تترقب عقابها
ابتلعت ريقها بخوف وهتفت برجاء
 
"والنبي انا اسفة انا غلطت الفلوس
زغللت عنيا وانا كنت محتاجة "
 
هتف ادهم بحدة
"زغللت عنيكي تقومي تقتلي بيبي
صغير لسا مكملش شهر فبطن امه ...
ثم اكمل بهدوء
"انا لما دورت ملقتش عندك حاجة
الواحد يعاقبك بيها غير عيالك "
 
صرخت خلود بذعر
"لأ ابوس ايدك ،، ابوس رجلك
عيالي لأ ،، كله الا عيالي انا مليش
غيرهم انا عملت كده عشانهم صدقني "
 
اشعل ادهم سيجارته ونفخ دخانها
فالهواء وهتف بغل
"خلاص هنشطب اسمك من النقابة
وتسرحي بمناديل فالاشارات "
 
هزت خلود رأسها وهمت ان تعترض
ولكن هتف ادهم مقاطعاً
"ده الي عندي يا عيالك ،، يا
تتشطبي من النقابة "
 
اخفضت رأسها بذل
"خلاص كله إلا عيالي "
 
اكمل ادهم
"يا شريف خلي حد من الرجالة ،،
يوصل المدام لأي مكان هي عاوزاه "
اصلها اتنازلت عن لقب دكتورة "
 
خرجت خلود بخطوات بطيئة نادمة
على ما فعلته بنفسها ،، لاعنة نفسها
ولاعنة اليوم الذي عاونت فيه داليا
في خطتها
 
وقف ادهم قبالة نسرين الذي اصبحت
معالم وجهها لا ترى بسبب اللكمات التي
تعرضت اليها من رجال أدهم
 
هتف ادهم بوعيد
"انتي بقى ليكي حساب من نوع
خاص ،، عشانك عضيتي الايد الي تمدتلك
ومصنتيش العيش والملح مع انك لو جيتي
قولتيلي كنت اديتك قد الي خدتيه
عشر مرات بس نعمل ايه بقى الطمع
الي عندك من النوع الفاخر اوي "
هتف ادهم لمساعده شريف
" نادي الرجالة الي برا عشان ياخدو
عروسة ابنهم الي بيدور عليها من
سنتين خلينا نفرح فيها "
 
بهتت ملامح نسرين من هول ما سمعت
فادهم رد لها الصاع بصاعين ،، قد جلب
اهلها من الصعيد بعد ان بقيت هاربة منهم
لمدة سنتين ،، صرخت بخوف
عندما شاهدت عمها وابن عمها وعدد من رجال
بلدها ،، يدلفون للمخزن وعيناهم مسلطة
على نسرين ،، هتفت مسترجية
 
"ادهم بيه ،، والنبي بلاش تخليهم ياخدني
مش عاوزة اتجوز ابن عمي المقرف ده ااااااه "
 
صرخت بها عندما صفعها عمها بقوة
"اخرسي يا قليلة الرباية ،، ولد عمك ده
النهاردة دخلته عليكي وسط البلد كلاتها "
 
التفت الرجل لادهم
"انا متشكر قوي يا ادهم لولاك مكناش
قدرنا نلاقي الفاجرة دي
جميلك ده فوق راسنا "
 
هتف ادهم بجمود
"بنت اخوك اهي عندك ،، تجوزها لابنك
تقتلها ،، تسجنها ،، تحرقها ،، المهم مش
عاوز اشوف خلقتها مرة تانية "
هز الرجل رأسه بالايجاب ،، ثم امسك
نسرين من شعرها يجرها خلفه خارجاً
من المخزن باكمله
 
هتف ادهم لاحد رجاله ،، مشيراً
لجاسر الذي كان يسمع ويرا كل ما حدث
"اما بقى جاسر بيه عاوزه يتروق على
الاخر "
 
وقبل ان يهم ادهم بالخروج توقف على
صوت جاسر
"ادهم باشا ،، انا موافق اتنازل بس متخليش
رجالتك يضربوني "
 
التفت ادهم اليه بتشفي
"انتا كده رحمت نفسك من الي
كنت هتشوفه "
 
خرج ادهم بعد ان وقع جاسر على
اوراق تنازله عن كل املاكه
 
هتف لشريف ادهم بغضب دفين
"عاوزك تجيبلي كام كيلو حشيش سيناوي
اصلي ،، على كام كيلو هيروين ،، وصندوق
ترامادول ،، وايه كمان يا ادهم ،، وايه ....
اه عاوز كام منشور يحرض على انقلاب
الحكم ،، ويا سلام بقى لو يكون
كام مجلة وفلاشات عن الجنس الشاذ
هتبقى قضية عنب "
 
كانت نظرات شريف متعجبة من طلبات
ادهم
هتف ادهم بتوضيح
"عاوز الحاجات دي النهاردة باي شكل وباي
تمن ،، وتحطها فشنطة عربية داليا،، وتبلغ
عنها "
 
هتف شريف بهدوء
"بس يا فندم كمية المخدرات دي
عاوزة شوية وقت ،، وكمان ثمنها
يجي بملايين "
 
قال ادهم زاجراً اياه بقوة
"ان شاء الله تكلف مليارات الي عاوزه
ان داليا دي تتعدم ،، او على الاقل
تاخد مؤبد مع الاعمال الشاقة
وازورها بقى فسجن القناطر واخدلها
سندوتشات حلاوة بالقشطة " 
هز شريف رأسه بتفهم ،، ثم انصرف
ليتمم ما اوكله له ادهم
 
بعد عدة دقائق دلف ادهم لقصره
لجلب مستلزماته بعد ان قرر العيش
في بيته المقابل لبيت جد ملاك
 
اتجه للمطبخ فوجد السيدة سعاد تعد
الطعام ،، هتف ادهم بعتاب
"كده يا حجة سعاد تبقي عارفة
مكان ملاك ،، لا وايه انتي ساعدتيها
تهرب ،، ومتقوليش "
 
هتفت السيدة سعاد بلطف
"غصب عني والله يا بيه ،، مكنتش قادرة
اشوف وحدة زي ملاك بتتظلم وما اقدرش
اساعدها ،، وكمان هي الي طلبت
انك متعرفش ،، بس خلاص اديك
عرفت ورجعتها يفيد فايه الكلام ده "
 
حدثها ادهم بسرعة
"انا هقعد اليومين دول فالحارة عند ملاك
لحد اما اعرف هيحصل ايه "
 
******************************
 
بعد عدة ايام
 
طرق ادهم باب شقة جد ملاك ففتحت له
جدتها الباب هتف بهدوء
"صباح الخير يا حجة ،، معلش كنت عاوز
اتكلم مع ملاك شوية "
 
دلف ادهم للداخل بعد ان سمحت له جدتها
بحث عنها بعيناه ولكنه لم يراها
جلس ينتظر قدومها ،، جاءت ملاك
بعد وقت ليس بقصير خرجت ملاك
ترتدي الملابس الخاصة فالصلاة
وتحكم الغطاء على رأسها
 
رفع ادهم حاجبه مستنكراً
هتف باعتراض
"على فكرة انا جوزك ،، يعني ملوش
لزوم انك تلبسي كده قدامي "
 
اشاحت ملاك وجهها عنه
" لأ مش جوزي لانك هتطلقني قريب
وبعدين انا حرة البس الي انا عاوزاه
انتا ملكش انك تعترض لان ده
خارج اطار سيطرتك  "
 
عض ادهم شفتيه غيظاً
هتف من بين اسنانه
" نتكلم فموضوع الطلاق ده بعدين مش وقته
المهم انا حجزتلك عند دكتورة ،، عشان
تتابعي معاها الحمل "
 
هتفت ملاك باعتراض
"لأ انا هتابع مع دكتور مها قالتلي
عنه وايده خفيفة خالص "
 
قال ادهم بغضب
"نعم يا روح امك ،،، ايده خفيفة ازاي
يعني ،، هو انتي ناوية تخليه يكشف عليكي
ويحط ايده على بطنك والله اعلم هيحط
ايده فين كمان ،، انسي الحاجة
دي خالص ،، دكاترة مفيش انتي سامعة
وهعدي عليكي الساعة سابعة تكوني جاهزة "
 
قال جملته وتركها متصنمة في مكانها
فهي لم تتوقع ان تكون رد فعله هكذا
بالرغم ان موضوع الطبيب الذي ذكرته
غير صحيح اطلاقاً ،، فهي نسيت تماماً
موضوع متابعة الحمل
 
بعد عدة ساعات كانت ملاك تدلف
لعيادة الطبيبة التي حجز عندها ادهم
معاد لملاك كانت تود جلب جدتها معها لكنها اعترضت
بحجة انها ستتناول الدواء وستخلد للنوم ،، هبت الممرضة واقفة
وهتفت باحترام
"اهلا وسهلا يا ادهم بيه ،،
الدكتورة مستنياك من بدري "
دلف ادهم وملاك للطبيبة التي رحبت
بهم بحفاوة ،، فهي محظوظة كونها
ستتابع عندها زوجة اكثر رجال الاعمال
شهرة ،، هذا بمثابة دعاية رابحة لعيادتها
 
جلست ملاك وجلس ادهم قبالتها
هتفت الطبيبة باحترام محدثة ملاك
"قوليلي يا ملاك هانم انتي حامل
فالشهر الكام "
 
اجابتها ملاك بخفوت
" بصراحة مش عارفة "
 
سالتها الطبيبة
"طيب فاكرة اخر مرة
جتلك الدورة الشهرية امتى "
 
اصطبغ وجه ملاك بالحمرة القانية
من سؤال الطبيبة المخجل
 
شبح ابتسامة ظهر على وجه ادهم سعيد
بخجلها الذي يرضي رجولته كتيرا
 
تنحنحت الطبيبة واكملت
"خلاص مش مهم هنكمل اسألة بعدين
ودلوقتي هنقدر نعرف عمر الجنين ومن السونار "
 
اتجهت ملاك خلف الطبيبة لغرفة الكشف
رفعت ملابسها للاعلى فكشفت عن بطنها
المنتفخة قليلاً ،، شهقت بخجل عندما وجدت
ادهم يقف بجانبها ،، وضعت الطبيبة
الجهاز على بطن ملاك وبدأت بتحريكه
 
هتفت الطبيبة
"عندي ليكم خبر حلو ،، دول اتنين
مش واحد "
 
فغرت ملاك فمها بسعادة فهي
تحمل يتوأم ،، بلا وعي منها ضغطت على يد
ادهم التي كانت ممسكة بيدها
 
اما ادهم فكان شعوره مختلف ،، فهو كان
يتمنى طفل ولكن الله عوضه باثنان
 
انهت الطبيبة فحص ملاك وساعدتها
على النهوض
 
عدلت ملاك ملابسها وخرجت
 
هتفت الطبيبة باصرار
"الفيتامينات دي لازم تاخديها فمعدها
وكمان التعب ممنوع والحركة الكتيرة
ممنوعة ،، وكمان احمم العلاقة الزوجية
ممنوعة الفترة دي "
 
نظر ادهم لملاك نظرات خبيثة وغمز لها
فالخفاء ،، فعضت شفتيها خجلاً
من نظراته
 
وصلا بعد وقت للبيت ،، وقبل ان
تصعد ملاك الدرج ،، شهقت بخوف شعرت
بنفسها تطير فالهواء
هتفت باعتراض شديد
"ادهم نزلني مينفعش الي بتعمله ده "
 
قابل ادهم اعتراضها ببرود شديد
"انا شايل ولادي مش عاوزهم يتعبو
من السلم "
 
رفعت ملاك حاجبيها باستنكار
"لما ولادك يشرفو ابقى شيلهم
براحتك "
 
تجاهل ادهم كل محاولاتها الفاشلة
بان تفلت من بين يديه
انزلها بهدوء عندما وصلا ،، لباب
شقة جدها ،، كاد ان يحدثها
ولكنها سرعان ما دلفت واغلقت الباب
في وجهه
مساء
كانت ملاك تجلس في شرفتها
تقرأ احد الكتب الخاصة بتربية الاطفال
شهقت بذعر عندما شعرت بان الكتاب
يسحب من يدها ،، التفتت بذعر
خلفها فوجدت ادهم ينظر اليها
نظرات عاشقة
 
هتفت ملاك باستنكار
رغم خجلها بسبب ادهم الذي يقف عاري الصدر
 
"انتا مين سمحلك تاخد الكتاب من
غير اذن ،، وكمان روح استر نفسك
عيب كده"
 
نظر لها ادهم باستنكار
 
"استر نفسي ،، ما اتحجب
 
احسن"
 
هتفت ملاك باستهزاء
"وماله الموضوع متوقف على قوة
ايمانك ،، ان شاء الله ربنا ينولهالك "
 
قالت جملتها ودلفت لداخل غرفتها
وهي بالكاد تكتم ضحكتها حتى لا يصل صوت
ضحكاتها اليه ،، ويزداد غضب
على غضبه
 
ود ادهم لو يلحق بها ويلقنها درساً
قاسياً مجبرها على الاعتذار ،، ولكن
مهلاً سينتظر حتى تهدأ الامور بينهم
وحينها سيجعلها تعتذر بالطريقة
المحببة لقلبه
 
***************************
 
بعد عدة ايام
 
دلفت هبة للبيت بخطوات غاضبة
يتبعها امجد الذي كان ينادي عليها
ولكنها لا تستجيب له ،، هتفت
والدة امجد بتعجب عندما شاهدت
مظهر هبة الغاضب
 
"ايه الي حصل ،، انتو خرجتو تتعشوا
ولا عشان تتخانقو "
 
تحدثت هبة بغضب
"ابنك ده يا طنط مش محترمني
كل اشوية يحضن دي ويبوس دي
وانا كأني خيال مآتة قاعدة "
 
نظرت والدته اليه وقالت بحدة
" الكلام ده حقيقي يا امجد "
 
جلس امجد بجانب والدته وهتف
براحة شديدة ،، تحت نظرات هبة
المغتاظة
"والله ابداً يا ماما ،، احنا كنا بنتعشا
لقيت هويدا العطار جاية تسلم عليا
وانتا تعرفي هويدا بتحضن وبتبوس
اي حد يجي فوشها ،، واشوية لقيت
سوزان بنت عثمان السلحدار
ودي زي هويدا بتحضن وتبوس
اي حد ،، هبة بقى مش مقتنعة
انهم مجرد معرفة "
 
هتفت هبة بحدة
"ده ايه المعرفة الي ما بتعرفش
غير الاحضان والبوس ،، وبعدين
انا كنت قاعدة مشفتش واحدة من
دول جت سلمت عليا ،، ولا البوس
والاحضان للرجالة بس "
 
نهض امجد مشمراً عن اكمامه وعيناه مسلطة
على هبة التي انكمشت عندما شاهدت
هيئته المتوعدة ،، حملها بخفة بين يديه
صاعداً للاعلى هاتفاً لوالدته بخبث
"بكرة الصبح تيجي يا ماما تستلمي اول
حفيد ان شاء الله "
دست هبة رأسها في عنقه خجلاً
بسبب جملته التي تفوه بها دون
ادنى شعور بالخجل
 
****************************
 
عند ملاك
كانت تتكأ بكتفها على باب الشرفة وتتحدث
بالهاتف بصوت عالي قليلاً ليصل صوتها
لادهم ،، في محاولة منها اختبار ندمه
وتغير حاله
 
هتفت بهدوء عندما سمعت صوت باب
شرفته يفتح
"حبيبي والله وانتا وحشتني أوى أوى ....
امممم خلاص اول ما اكون فاضية هاجي
عندك بسرعة ،، ..... لأ طبعاً بحبك انتا
اكتر من ادهم واكتر من اي حد ده انتا حبيب
قلبي ،، بحبك اوي اوي "
 
"وحياة امك ،، مين ده الي بتحبيه
اوي اوي ده ،، انطقي "
 
تظاهرت ملاك بالفزع الشديد
واضعة يدها على قلبها
" حرام عليك خضتني "
 
تجاهل ادهم ذعرها المزعوم
"انطقي كنتي بتكلمي مين "
 
اخفضت ملاك رأسها متصنعة
الحزن
"هو ده الي اتغير وندمان على الي عمله
وانا الي صدقت انك مش هتشك فيا
تاني ،، بس الظاهر اني كنت غلطانة ،، انا
كنت بتكلم مع سيف ابن مها وخد التلفوت
اهو عشان تتأكد بنفسك "
 
قالت جملتها ومدت له الهاتف ثم دلفت
لغرفتها
 
عاد ادهم بغضب لشقته لاعناً نفسه
آلاف المرات ،، اخذ يقطع الغرفة ذهاباً
واياباً
"مهو اصله مفيش واحد تقول لعيل
صغير بحبك اوي ،، ووحشتني
دي اتجننت ،، بس انا مكنش المفروض
أتكلم معاها كده ،، يووووه انا هروح
اعتذر منها وارجع  "
 
عاد إليها مرة أخرى ،، تصنم مكانه عندما
شاهد هيئتها المهلكة ،، فكانت تقف قبالة
المرآة ترفع شعرها للاعلى على شكل
كعكة عشوائية ،، ترتدي قميص نوم
اسود قصير وصل لنصف فخذيها اظهر
جمال ساقيها وعنقها المرمري الذي
لاطالما تلطخ بعلامات ملكيته
لعن ذلك الروب الذي ارتدته وحجب عنه
رؤية ذراعيها وصدرها ،، ابتسم عندما
لاحظ بروز بطنها قليلاً
عاد الى شقته سريعاً حتى لا يفقد السيطرة
على مشاعره التي تعرف جيداً كيف تبعثرها
 
"انا لازم من بكرة اتكلم معاها ،، مينفعش
الي بيحصل ده مراتي قدام عيني ،، ومش
عارف اخدها فحضني "
 
****************************
 
في صباح اليوم التالي
 
طرق ادهم باب شقة جد ملاك
فهو قرر انهاء هذا الخصام
جاءت اليه ملاك بعد مدة مرتدية
ملابس محتشمة كأنها تقابل رجل
غريب وليس زوجها
 
هتف ادهم بهدوء
"احنا هنفضل كده لحد امتى "
 
قالت ملاك بثبات
"وانا قولتلك نهاية الموضوع ده
هو طلاقنا ،، احنا خلاص وصلنا
لحيطة سد "
 
هتف ادهم بهدوء بالكاد استطاع
التحكم بغضبه
"وانا قولت طلاق مش هطلق
والي عندك اعمليه ،، انتي هتبقي
مراتي سواء برضاكي او غصب عني "
 
هتفت ملاك بحدة
"خلاص هرفع عليك قضية خلع
وتبقى فضيحة "
 
اخذ ادهم نفساً طويلاً واخرجه
بهدوء
"ملاك حبيبتى ،، انا والله اسف
وندمان على كل حاجة حصلت
اديني فرصة اثبتلك ده
عشان خاطر ولادنا الي جايين
دول بلاش يربو بين اب
وام منفصلين "
 
اشاحت ملاك وجهها بعيداً
عن مرمى نظراته
"مش هيحصل ،، مش هرجعلك
حتى لو اخر يوم فعمرك "
 
هز ادهم رأسه بتفهم
"خلاص ،، وانا هقتل نفسي
عشان ترتاحي "
 
قال جملته بالتزامن مع سحبه
لمسدسه من خصره ،، صوبه
اتجاه قلبه
 
هتفت ملاك بجمود
"وانتا بالنسبالي مت من ساعة ما شغلتني
عندك خدامة ،، واغتصبني "
 
تحدث ادهم بانكسار ،، وعيناه امتلأت
بالدموع
"خلاص اشوف وشك بخير ،،
وابقي خدي بالك من عيالنا "
 
عم الصمت المكان عندما اخترقت الاجواء
صوت عيار ناري ،، استقر في
صدر ادهم
 
شهقت ملاك بفزع عندما شاهدت دائرة
دم تتسع تحت جسد ادهم
جثت على ركبتيها بخوف
"ادهم حبيبي فوق عشان خاطري
ليه عملت فنفسك كده ،، ادهم
رد عليا "
 
تحدث ادهم بضعف شديد
"عاوزك ..... تسامحيني ....
قبل ما اموت "
 
وضعت ملاك يدها على فم ادهم تمنعه
من الحديث
"اششش متتكلمش انتا هتبقى
كويس صدقني ،، انا مسمحاك
بس متجبش سيرة الموت" 
بعد قرابة الثلاث ساعات
كانت ملاك تقطع الممر المقابل لغرفة
العمليات ،، تناجي ربها بان يسلم لها
زوجها ووالد طفليها
 
ربتت جدتها على كتفها بحنان
"يا بنتي اقعدي اشوية ،، بقالك
زمان واقفة كده غلط على الي
فبطنك "
 
هزت ملاك رأسها بالنفي وعيناها
الرماديتان احمرت من شدة البكاء
 
" مش قادرة يا تيتة ،، هموت
من الخوف عليه ،، لو حصله حاجة
مش هسامح نفسي ابداً "
 
في الداخل عند ادهم
فتح عيناه بتعب ،، فوجد انه في
المستشفى ،، تلفت بجانبيه
فوجد طبيب يقف عند رأسه
هتف بعملية
"الحمد لله على سلامتك يا ادهم
بيه ،، حالتك ممتازة الرصاصة كانت
فالكتف عشان كده مأثرتش على صحة
حضرتك "
 
اعتدل ادهم بالم ،، وامسك الطبيب
من تلابيب معطفه الطبي
وهتف بحدة رغم تعبه الواضح
 
"اسمع الي هقول عليه ونفذه بالحرف
الواحد ،، والا والله احجزلك سرير جمبي
انتا هتخرج دلوقتي تقول لهم ان الرصاصة
جت فالقلب وحالتي خطيرة وطلباتي
أوامر والزعل وحش عشاني وبعد ما تقول
الكلام ده خلي مراتي تدخلي ،، على الله
كلمة من دول متتقالش انتا فاهم "
 
بلع الدكتور ريقه بذعر من مظهر ادهم
الغاضب ،، هز رأسه بالايجاب
حتى يستطيع ان ينجو بحياته
من بين يدين ادهم
 
تسطح ادهم بتعب ،، شعر وكأن الالم
يخترق كتفه
 
خرج الطبيب فهرع اليه الجميع
واولهم ملاك
هتف الطبيب بثبات مزيف
"المريض حالته خطيرة والرصاصة
جت فالقلب والزعل وحش عشانه
وطلباته اوامر وعاوز مراته تدخله
عن اذنكم "
 
نظر الجميع لبعضهم البعض من حديث
الطبيب الغير مفهوم قليلاً ،، لكنهم
لم يكترثو بذلك
 
دلفت ملاك بهدوء لادهم الذي تصنع
الم اكثر عندما شاهدها تدلف اليه
 
وقفت بجانب سريره وهتفت بدموع
"حبيبي حمد لله على سلامتك "
 
رفع ادهم نظره اليها ومد يده ليمسح
دموعها ،، وهتف بضعف حقيقي
"مش عاوز اشوف دموعك دي تاني "
 
جلست ملاك على حافة السرير
وهتفت بعتاب
"كده كنت عاوز تقتل نفسك
هونت عليك تسيبني لوحدي "
 
امسك ادهم يدها وقبلها
"يعني حبيبتي مسمحاني خلاص "
 
مسحت ملاك دموعها بظهر
يدها كطفلة صغيرة
"انا اصلاً مش زعلانة منك
بس متخوفنيش عليك تاني "
بقي ادهم يتأمل ملاك بحب
الشئ الذي جعلها تتذمر
"ممكن متبصليش كده "
 
كاد ان يجيبها لولا دلوف
جديها وامجد
بقيا عند ادهم عدة ساعات حتى
خرج الجميع بعدما اصر ادهم على ملاك
فالذهاب حتى لا يرهقها معه
بقي مع امجد لوحدهم
 
هتف امجد بترقب
"هتقولي الي حصل لوحدك
ولا اعرف لوحدي "
 
ضيق ادهم حاجبيه بعدم فهم
"افهمك ايه مش فاهم "
 
رفع امجد حاجبه
"اصل مش ادهم السيوفي
الي يقتل نفسه "
 
ضحك ادهم بخفة
"اصل مكنش في طريقة غير
دي عشان اخلي ملاك تسامحني
واهي صدقت الي حصل "
 
"بس انتا عملت كده ازاي "
 
"انا صوبت المسدس على كتفي
مش قلبي وهي طيبة بزيادة
وخافت اوي لما شافت الدم "
 
تنهد امجد ثم اكمل
"عرفت الي حصل لداليا "
 
"عرفت ،، وان شاء الله اعدام "
 
تعجب امجد من حديق ادهم
"يعني ايه الكلام ده "
 
تحدث ادهم بوضوح
"يعني انا الي حطيت الحاجات
دي ليها "
 
جحظت عينا امجد
"انتا ازاي تعمل كده دي مهما
كان بنت عمتك دي فيها اقل حاجة مؤبد "
 
هتف ادهم بحدة
"وبنت عمتي عملت كده ليه فيا
قتلت ابني وزرعت المشاكل بيني
وبين مراتي "
 
هز امجد رأسه بقلة حيلة
فليس بيده شئ ليفعله
 
***************************
 
بعد مرور عدة ايام
 
استعاد ادهم عافيته وخرج من
المستشفى بصحبة ملاك التي قررت
طوي صفحة الماضي والبدء بحياه
جديدة
 
وصلت سيارة ادهم المتبوعة
بسيارات حراسه لفيلا
رائعة الطراز
 
التفتت ملاك لادهم متسائلة
"هو احنا جايين نزور حد "
 
امسك ادهم يدها ونزل من السيارة
احاط كتفها بيده السليمة
"ده بيتك الجديد ،، وزي ما كنتي
عاوزة فيلا صغيرة ومش كبيرة
والجنينة اهي مفيش اكبر من
كده وملتهالك ورد عشان تتبسطي "
 
"طيب والقصر "
 
غمم ادهم قبل ان يجيب
" القصر انا بعته ،، احنا هنبدأ صفحة
جديدة مع بعض فمكان جديد ،، مفهوش غير
حب ودلع وسعادة وكل حاجة حلوة "
دلفا الداخل وجدت ملاك جميع الخدم
في استقبالهم ،، هرعت بسرعة
لاحتضان السيدة سعاد
"دادة وحشتيني اوي "
 
احتضنتها السيدة سعاد بحب
"وانتي اكتر يا بنتي ،، نورتي
بيتك ،، ويارب تقومي بالسلامة "
 
صعد ادهم للاعلى وهو يمسك ملاك
من يدها ،، ما ان اغلق الباب حتى
احتضنها بقوة ،، حل وشاح رأسها
بهدوء فانسدل شعرها الحريري
حول وجهها جاعلاً هيئتها مهلكة
اكثر من السابق
 
هتفت ملاك بخجل
"ادهم انتا بتعمل ايه عيب كده
وبعدين انتا تعبان ولازم تستريح "
 
تجاهل ادهم حديثها ،، وسار بها
باتجاه السرير
" لأ متخافيش عليا انا صحتي
بتيجي على الحاجات دي ،، وهتبقى
احلى دوا ،، وبعدين انتي وحشاني
بطريقة غبية اوي "
 
لم يترك لها المجال للاعتراض
ملتهماً شفتيها بتأني مستمتعاً بقربها
ساحبها لاول جولة غرامية
في حياتهم الجديدة
 
**************************
بعد مرور خمس سنوات
 
كانت ملاك تركض بتعب خلف توأمها
سليم وادم تحمل بيدها كوبين حليب
 
اختبأ اولادها خلف والدهم الذي حضر للتو
من عمله ،، هاتفاً بهدوء
"كده يا ولاد تتعبو مامي مش عيب "
 
هتف طفله سليم
"انا يا بابي مش بحب اللبن ومامي
مصرة تشربهولي انا وادم "
 
هتفت ملاك بحدة عندما شاهدت
ادهم يهم بالحديث
"اوعى تتكلم انتا الي مبوزهم بدلعك
ليهم دول مش بياكلو لا خضار ولا فاكهة
كمان ميشربوش لبن كده كتير"
 
هتف ادهم بهدوء لاحتواء غضبها
" يا حبيبتي متتعصبيش عشان
الي فبطنك "
 
وضعت ملاك يدها خلف بطنها المنتفخة
فهي فالشهر الثامن تحمل بتوأم ايضاً
ولكن هذه المرة ولد وفتاة
 
جلست بتعب على المقعد
"والله انا مش عارفة الاقيها منك
ولا من عيالك القرود دول ،، ولا من
الاتنين الي جايين فالسكة "
 
"مالكم صوتكم عالي ليه "
قالها امجد وهو يدلف يحمل على رقبته
ابنه سالم البالغ من العمر اربع سنوات
وهبة التي تحمل بيدها
صغيرتها فرح التي لم تتجاوز الاشهر
 
هتف ادهم
"دي ملاك كل يوم خناق مع الولاد عشان
اللبن "
 
هتف امجد ميتهزئاً
"مهو بسم الله ماشاء الله انتا
بتجيب بالتوم طبيعي يطلعو عينها "
 
هتف ادهم
"يا ساتر الله اكبر فوشك ايه
القر ده "
 
❤ تمت بحمد الله  ❤
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-