رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول بقلم اميرة خالد

رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول بقلم اميرة خالد

رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اميرة خالد رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول

رواية همس الوحدة بقلم اميرة خالد

رواية همس الوحدة كاملة جميع الفصول

بصوت عالي تقول الام : انت عارف كويس اوي أن البنت دي مش بنتنا و أن احنا جايبنها من الملجئ علشان نربيها قبل ما نجيب ابننا ربنا يخليه. 
لتدخل سلمي  في ذلك الوقت : ماما انتي بتقولي ايه ؟
الام : بقولك اطلعي برا خلاص، انتي و لا بنتي و لا اعرفك و كمان ابني خلاص معايا انتي اطلعي برا 
سلمي  : ماما ارجوكي لا يا ماما انتي عارفه اني معرفش حد غيرك، بابا ارجوك كلمها .
نظر لها الاب بأسي و خرج من الغرفه بدون كلمة ..
ماما : خلاص مش هينفع تفضلي عايشه معايا هنا اكتر من كده خلاص يلا اطلعي برا. 
سلمي ببكاء و هى تقرب عليها لجعلها تلتفت لها : ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما انا بنتك سلمي بصيلي يا ماما، انا بنتك اللي اخدتيها من الملجئ زمان اه، بس ربتيني علي اني بنتك يا ماما 
الام : ايوة فعلا ده حصل بس خلاص وقتك خلاص هنا و ابني كمان مش هينفع يتربي معاكى كده، هو شاب و المفروض أنه مينفعش أنه يكون في بنت غريبه معانا في البيت كبيرة 
ركعت سلمي تقبل قدمها : ابوس رجليكي خليني عايشه معاكي هنا بس و انا و انا هعيش خدامه تحت رجليكي يا ماما ارجوكي، ارجوكي يا ماما 
الام و هي تركلها بقدمها : متقوليش كلمه يا ماما دي تاني و يلا بقا اطلعي برا و مش عايزة اشوف وشك هنا تاني و الا هجيب الأمن يطلعك من هنا، انتي فاهمه، يلااااا اطلعي براااااااااا 
خرجتني من البيت و انا مكسورة قلب، مكسورة خاطر تايهه مش عارفه هعمل ايه و لا هروح فين، هي صحيح مش امي و عمرها ما عاملتني زى الأمهات و لا اي حاجه لكن كنت بحبها كأنها امي علي الأقل رحمتني من بهدله الملاجئ اللي اهلي حطوني فيه و مشيوا و سابوني، انا حبيتها بس هي دائما كانت بعداني عنها بس انا مكنتش ممانعه، انا بس كنت عايزة اعيش معاها و بس في بيت يحميني و يحافظ عليا من ضلمة و كلاب الشوارع، خلفت ابنها و اعتبرته زى اخويا و اكتر من كده لكن هي معاملتها معايا بدأت تسوء اكتر و اكتر الوحيد اللي كان بيحنن عليا هو اسلام اخويا أو ابنها، لانه حبني و كان عايز يتجوزني لكن هي بدأت تلاحظ ده و طردني برا من العيشه معاه اصلا، وانا دلوقتي مش عارفه اعمل ايه و لا اروح فين، مفيش حل غير اسلام انا هروحله 
ركبت سلمي العربيه و راحت علي مكتب اسلام 
سلمي : لو سمحت انا عايزة ادخل لاسلام بسرعه 
السكرتيرة : طب لحظه واحده يا فندم هبلغه
سلمي و هي تأخذ نفسها : ماشي.. ماشي  
السكرتيرة دخلت الي مكتب اسلام و بالداخل 
اسلام بصوت عالي  : روحي قوليلها تمشي من هنا و مشوفش وشها هنا تاني بنت الملاجئ دي و يلااا خليها تطلع براااا
كانت سلمي تسمع كل ذلك في الخارج و كادت أن تنهار من الصاعقه التي قد نزلت عليها فأخر أملها لها قد ذهب 
اقتحمت سلمي المكتب و دخلت بدموع علي عينيها : يعني ايه مش عايز تشوفني تاني يا اسلام، يعني ايه انت مش كنت... مش كنت بتقول انك بتحبني، و بضحكه أسى من وسط دموعها : مش كنت بتقول انك بتحبني و هتتجوزني، يعني ايه، يعني عايزني امشي 
نهض اسلام من كرسيه رازعاً علي مكتبه بعنف بصوت عالي : انا مش قولت اطلعي برا مكتبي يا زباله و مشوفش وشك هنا تاني، برااااا 
انتفضت سلمي من وقع كلماته عليها، حتي أنها ظنت أنها قد وقعت مغشيه عليها من هول ما هي فيه الآن
ذهبت سلمي من أمامه، ليضحك اسلام من خلفها، و سلمي علي الجانب الآخر غير مستوعبه لكل ما يحدث لها، اين ستذهب الان لا تعلم، هل يوجد مكان لها يمكنها أن تنام فيه حتي، لا ....
حتي أنها لا تعمل و لا تملك من الشهادات ما يجعلها تعمل، فوالدتها منعتها عن التعليم، ضحت سلمي بأسي علي كلمه والدتها، و هل هناك والده تفعل بها ذلك ؟ 
تركتها في وسط الشارع بملابس منزلية يتعجب الجميع من شكلها
خرجت سلمي من المكتب و هي متعجبة من القدرة الهائلة التي تملكها للسير علي قدميها، و للحظه شعرت بدوار يعصف برأسها، و رأسها تدور و تدور و تدور و اذا بها فجأة تسقط و لكن في سقوطها كانت هناك عربه قادمة في الناحيه التالية
لتنحرف عن مسارها فجأة و اذا بها فجأة تنقلب و سلمي في منتصف الطريق فاقدة للوعي 
وصلت الاثنان الي المشفي و دخل الشاب سائق السيارة الي العمليات بينما سلمي فقدانها لوعيها في غرفه أخرى ..
بدأت سلمي في استعادة وعيها محاولة فتح عينيها و لكن شعرت فجأة ألم في عيناها من النور الذى يغمر الغرفه، فأغلقتها مرة أخرى مسرعة، ثم حاولت مرة أخرى فتحها حتي اعتادت علي النور
الممرضه : الحمد لله علي السلامه يا مدام 
سلمي : الله يسلمك،  هو ايه اللي حصل ؟
الممرضه : انتي اغمي عليكي في الشارع بسبب الهبوط اللي جالك من الحمل المفروض تأخدي بالك بعد كدا و تأكلي كويس 
سلمي بصدمه : ايه حمل !!! 
الممرضه : ايوة يا مدام انتي حامل في الشهر التاني ....!!
كانت سلمي تنظر لها بصدمه غير مستوعبه : يعني ايه حامل، طب ازاى انا كنت عامله حسابي كويس اوي. 
الممرضه : هو انتي مش متجوزة يا مدام 
سلمي : هاااا، اه، اه بس اصلي كنت عامله حسابي اني مخلفش الفترة دي يعني و كده 
الممرضه : يا مدام دي الارزاق بتاعت ربنا، امال هو فين ؟ 
سلمي : هو مين ؟
الممرضه : جوزك يا مدام مجاش ليه يشوفك 
سلمى : سافر .... سافر امبارح شغل بقا و كده 
الممرضه : ربنا معاه، طيب انتي دلوقتي تقدرى تمشي و تروحي تدفعي المصاريف عند الاستقبال تحت 
سلمي بخضه : مصاريف ايه ؟
الممرضه : مصاريف علاجك يا مدام انتي قضيتي هنا تقريبا تسع ساعات بعد ما جيتي انتي و الاستاذ اللي عمل حادثه 
سلمي : حادثة، حادثه ايه ؟! 
الممرضه : الحادثه اللي حصلت امبارح لما عربيه اتقلبت علشان يتفاداكي بعد ما وقعتي اغمي عليك في الشارع في طريق العربيات 
سلمي بخضه : ايه يتفاداني و انا وقعت في الشارع، هو الاستاذ اللي عمل حادثه ده كان بسببي انا بسبب اني وقعت في الشارع في الطريق 
الممرضه : ايوة يا مدام هو تفاداكي و بعد عن مسارك و راحت العربيه بتاعته اتقلبت في الطريق و هو ياعيني دلوقتي في العنايه المركزه ادعيله يقوم بالسلامة
سلمي : طب هو مفيش اي حد جاء إليه أو حتي ليا 
الممرضه : و لا انتي و لا هو، كأن محدش ليكم يسأل عليكم 
سلمي بحزن : عندك حق هو فعلا محدش ليا يسأل عليا، طب انا عايزة اشوفه ممكن ؟
الممرضه : تشوفيه ازاى يا مدام بقولك في العناية المركزة دلوقتى 
سلمي : طب يعني هو هيكون كويس و لا ايه اللي هيحصله 
الممرضه : الله اعلم، ان شاء الله يقوم بخير أن شاء الله 
خرجت الممرضه من غرفه سلمي، فأستغلت سلمي فرصه ذهابها و خلعت جميع الأجهزة الطبيه المتصلة بها و المحاليل حتي أن يديها قد تأذت من بعد أن خلعت حقنه المحلول من يديها، ذهبت سلمي من الغرفه ببطء حتي لا يلاحظها أحد، و ما أن وصلت علي باب الغرفه حتي ركضت مسرعه، سمعت سلمي صوت الممرضه تنادى عليها و لكنها لم تلتفت لها و ركضت بسرعه خارج المستشفي . 
في احشائها طفل تعلم جيدا من هو ابوه و لكن للاسف تعلم أيضا أن أبوه أن يرضي ابدا أن يعترف به، كانت تفكر في إجهاضه و تنزيله و لكنها فكرت قليلا ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم كيف لها أن تقتل روح، و تلك الروح هى ابنها، ابنها الذى وعدها ابوها بالزواج منها آلاف المرات في كل مرة يقترب منها، متذكره كلامه و وعوده
اسلام : ما خلاص بقا يا سمسم ما قولتلك هتجوزك 
سلمي : ابعد عني يا اسلام انت مش هتقرب مني غير لما نتجوز 
اسلام : خلاص بقا يا سمسم، ما قولنا هتجوزك بس بس اقولك خدي اشربي العصير ده يلا.
سلمي : اكيد لا طبعا و هيكون فيه مخدر و اكيد مش هشربه 
اسلام و هو يبتلع قليل من العصير : اهو يا ستي اديني شربت اهو و مفيش حاجه حصلت 
سلمي : بجد يا اسلام
اسلام : يجد جدا يا روح اسلام 
سلمي : مش مرتحالك 
اسلام : و هو في واحده محترمه تقول لجوزها المستقبلي مش مرتحالك 
سلمي : اه طبعا لما يكون قليل الادب 
كانت سلمي تشرب في العصير لتثبت لاسلام أنها تثق فيه و بالفعل كان في العصير مخدر جعلها شبه واعية، و كان اسلام في كل مرة يتبع معها تلك الطريقه حتي يقترب منها، كانت سلمى تتذكر كل ذلك و هى تذرف من الدمع ما قد ظنت أن عيونها قد فاضت و ماءها قد جف 
توجهت سلمي الي مكتب اسلام لتخبره بتلك المصيبه التي حلت عليها، فبالرغم من ذلك هو ابوه و عليه أن يجد لها حل مع ذلك الطفل 
سلمي : انا عايزة ادخل لاسلام 
السكرتيرة و هى تتذكر شكلها بنفس ملابسها البيتية كما رأتها صباحاً : مش هينفع يا فندم، مستر اسلام مش فاضي . 
تركتها سلمى و اقتحمت مكتب اسلام و كانت السكرتيرة تحاول إيقافها و لكنها لم تستطع 
سلمي بوجه جامد : محتاجه اتكلم معاك في موضوع ضرورى.
نظر اسلام لها شزرا و قام بأخراج كل من معه في الغرفه، اسلام : انا مش قولتلك متجيش هنا تاني يا بنت الك**
سلمي بنفس الوجه الجامد : انا حامل . 
صمت اسلام مرة واحده ناظرا لها بصدمه
اسلام : أيه طب ازاى 
سلمي : هو ايه ده اللي ازاى انت نسيت أنت كنت بتعمل فيا ايه ؟
اسلام : لا منستش بس انا كنت بحطلك حبوب منع الحمل مع العصير 
سلمي : و اهو منفعش 
اسلام : الطفل ده لازم ينزل 
سلمي بصراخ : اكيد لأ، ده ابني يعني مش هقتله
اسلام : يبقي هتأخديه لوحدك يا سلمى و ربى في لوحدك في الشوارع 
سلمي بحقد : انت ايه يا اخي، انت مش بني ادم يعني ابنك و مش عايز حتي تعترف بيه و لا انت خايف من ماما، يا حبيب ماما 
نهض اسلام بغضب ضارباً إياها كفاً علي وجهها : اخرسي 
سلمي و هي تضع يدها علي وجهها و دموع تلمع في عينيها : شوفلي حل تاني يا اسلام انا مش هينفع انزل و اموت ابني، يا اخى خليك بني ادم و لو لمرة واحده 
اسلام بتفكر : موافق 
سلمي بفرحه : موافق بجد هتتجوزني
اسلام برد قاطع : لأ 
سلمي : ارجوك يا اسلام و انا مستعده اعيش خدامه تحت رجلك انت و امك و ابننا أن شاء الله 
ضحك اسلام بخبث : مفيش جواز بس هجيبلك بيت تعيشي فيه انتي و ابني، انا بردو ماقدرش ارمي ابني في الشارع 
سلمي : لا بني ادم اوى انت، طب و انا هعيش فين ؟ 
اسلام : هلاقيلك بيت كده تعيشي فيه لحد ما اشوف هعمل ايه معاكى 
سلمى : ايوة اللي هو هتعمل ايه ؟
اسلام بصوت عالي جعل سلمي تنتفض مكانها : خلاص يا سلمي هلاقيلك شقه تقعدي فيها، يلا اقعدي استنيني برا لحد ما اخلص شغل و اشوف هتصرفلك في مكان تنامي فيه 
سلمي : طب ما تخليني عايشه هنا في المكتب معاك علي جنب هنا 
اسلام : قولت اطلعي برا بقا 
سلمي نهضت من مكانها بحزن : حاضر 
جلست سلمي خارجاً و انتظرته كثيرا حتي غفت
اسلام : سلمي يلا نمشي 
استيقظت سلمي و نهضت معه و ركبوا السيارة واصلا بها الي شقه في اخر دور بدون اسانسير 
كانت سلمي  تتنفس بصعوبه من ذلك السلم الطويل 
سلمي و هي تتنفس بصعوبه من السلم : اي...يه ده يا اس...لام ايه ده كله 
اسلام : يلا خلاص قربنا 
دخلوا الي الشقه لترتمي سلمي علي اول كرسي وجدته أمامها، نظر لها اسلام بشهوة 
اسلام : منورة يا ام ابني .
سلمي و قد فهمت نظراته لم تجد أمامها سوى  أن ابتعدت عنه لتجد بجانبها غرفه دخلتها و أغلقت الباب خلفها . 
اسلام : هتروحي مني فين يا سلمي مسيرك تشربي عصيرى تاني 
خرج اسلام من المنزل و سلمي في الغرفه و بدأت تبكي تذرف دمعا علي نفسها و ما وصلت إليه، طفل قادم لحياتها و هي لا تعرف ما الذى ستفعله مع والده، قررت سلمي أن تفكر في أن تحنن قلب اسلام عليها، يُمكن أن يقع في حبها كما يحدث في الروايات 
خرجت سلمي من الغرفه و بدأت في تأمل هذا المنزل الذى ستجلس فيه بعد أن كانت تجلس في فيلا و تحت امرها سائق و خدم و حياة لم تحلم يوماً أن ينتهي كل هذا فى مجرد يوم، بكت سلمى و ذرفت من الدمع ما غسلها و غسل روحها، ذهبت إلى ربها، لجئت له فهو خير وكيل، اشتكته ظلم حياتها و ظلم ما تمر به، اشتكته ضعفها، بكت ضعفها، بكت انكسارها 
نامت سلمى في ذلك اليوم من دون أن تأكل اى شىء، لتستيقظ شاعرة بجوع يقرص معدتها، ذهبت لتبحث عن الطعام في ثلاجتها فلم تجد اي شىء لتأكله 
بعد نصف ساعه وجدت سلمي أحد يفتح عليها الباب توجهت سلمي علي الباب لتتفحص اسلام و هو يفتح الباب، لتجده شخص آخر غير اسلام 
سلمي : ايه ده انت مين ؟ 
الشخص : انتي اللي مين و بتعملي ايه في بيتي هنا 
سلمي : نعم، بيتك ازاى يعني ده بيت اسلام جوزى
الشخص : جوزك !! 
و ماله !
نظرت سلمي له بخضه لتجده يقترب منها، حاولت سلمي ايجاد اي مكان لها لتهرب فيه، لم تجد أمامها سوى الحمام لتختبئ به 
الشخص : تعالي يا موزة بس ده انا هشربك عصير حلو اوي ..
كانت سلمي ترتجف بداخل الحمام، من هو ذلك الوحش الذى اقتحم منزلها، و كيف له أن يعلم بموضوع العصير، كان الشخص يحاول أن يفتح الباب و لكن سلمي من الداخل كانت تقاوم و تحاول جاهدة الا تجعله يفتحه، لم تجد مفتاحاً اتفاق الباب به، ظل ذلك الشخص في الخارج لمده تقرب الساعه منتظرا أن تخرج سلمي، و لكن سلمي في الداخل ترتجف بكاءاً، لم تكن لتخرج أبداً، و لكن كيف لاسلام أن يفعل بها ذلك، مرت الساعه و الساعه الثانيه حتي ملَّ منها ذلك الشخص و ذهب .
الشخص : راجعلك تاني يا قطة .
كانت سلمي بالداخل تبكي، ما الذى فعلته بحياتها حتي تصل بها الي ذلك، ظلت سلمي بالداخل خوفاً من عودته، لم تطمئن سلمي لتخرج حتي سمعت صوت اسلام بالخارج، خرجت سلمي من الحمام لتركض علي اسلام حاضنة إياه خوفاً، لم يكن ذلك الحضن حباً فيه أو أماناً له لكنها فقط كانت خائفه و تحتاج لمن يُطمئن قلبها، هدأت سلمي ثم ابتعدت عن اسلام ناظرة له بعتاب و بحزن.
اسلام بخبث : ايه يا موزة عامله ايه ؟ 
لم يكن رد سلمي سوى أنها ضربته علي وجهه كفاً، تركته سلمي في دهشته ثم دخلت الي غرفتها، و أغلقت الباب خلفها، كان اسلام ينظر لها بصدمه من جرائتها 
اسلام عند باب الغرفه بصوت عالي : بقا انا يا بنت ال*** تضربيني انا، طب و حيات امك يا سلمي لأخليكي هنا كده زى الكلبه و لا اكل و لا شرب، و وريني بقا هتفضلي عايشه ازاى انتي واللي في بطنك.
خرج اسلام من المنزل رازعاً الباب خلفه ثم اغلقه بالمفتاح، ظلت سلمي في مكانها تبكي متذكره كيف لها أن تتزوج ممن كان اخوها الصغير، عندما وصل اسلام لسن العشرين، كانت حينها سلمي في الاثنان و العشرون .
اسلام بتوتر : سلمي انا عايز اقولك حاجه 
سلمي : نعم يا اسلام، عايز حاجه يا حبيبي 
اسلام بضحكه : سلمى ... انا.... انا بحبك 
ضحكت سلمي قائله له : و انا كمان بحبك يا اخويا .
اسلام بتوتر مرة أخرى : لا ما هو انا عايز اتجوزك 
نظرت له سلمي بصدمه، لم يكن اسلام طفلا صغيرا ليقل كلام كهذا عبثاً و إنما قال ذلك و هو مفكر جيد لذلك الكلام، انقلب وجه سلمي و نظرت له بغضب ثم ضربته علي وجهه كف
سلمي : اخررس، انا اختك يا اسلام انت فاهم يعني ايه انا اختك، انا اه يمكن اكون من الملجأ بس انا هنا معاك اختك يا اسلام، اختك و بس 
نظر لها اسلام بغضب علي ذلك الكف، و تركها و خرج من الغرفه . 
أعاد اسلام بُوح مشاعره علي سلمي مره اخرى، كانت سلمي في كل مرة تصده و تبعد عنه، فكرت في ذات يوم أن تخبر امها علي ما يقول لها اسلام، ضحكت الام علي تصرفات ابنها الطائشة و اسكتتها قائله لها أنه يضحك معها و ليس أكثر، كان اسلام كل فترة يعترف سلمي مشاعره في كل مرة يشترى لها وردا و سلمي مع كل مرة تصده، و امها تضحك علي كلامها، حين تضربها امها، يقترب منها اسلام و يحنن عليها، فشعرت حينها أنها ابنته و ليست أخته الكبرى، ظل اسلام يقول لها من الكلام المعسول لمده ما يقرب من السنتين حتي بدأ قلب سلمي يرق، و لكنها لم تكن لترد علي اسلام، و تتركه يقول لها ما يقول و يرسل لها من الرسائل، لم تكن سلمى تود أن ترد عليه و لكن قسوة قلب امها عليها و لا يوجد في حياتها اي لحد و لا حتى اصدقاء، فأمها لم ترضى لها أن تكمل تعليمها، و تركتها وحيدة، بغير قصد لها حنت، و أحبت اسلام 
كانت سلمي تتذكر كل ذلك و هي تبكي، تركها اسلام هكذا بدون طعام لمدة يومان، كادت سلمي حينها أن تموت جوعاً فيهما 
في اليوم التالي فتح اسلام عليها الباب و في يده اكياس من الطعام، أخذتهم سلمي منه خطفاً و بدأت في تناولهم بشهوة و بجوع 
كان اسلام ينظر لها ضاحكاً علي ما وصلت له، فبطنها بدأ يظهر قليلا و لكن جسمها كان نحيف جدا وجهها يفتقر  الي اي حيوية، كانت سلمي تأكل بسرعه محاولة سد جوعها الذى دام الي يومين 
اسلام و هو يضع يده علي وجهه : علشان تمدي ايدك عليا كويس يا سلمي 
نظرت سلمي له بغضب ثم تركت الطعام و نهضت لتقترب منه، نظر لها اسلام بصدمه 
اسلام : ايه عايزة ايه ؟
سلمي : وحشتني يا اسلام 
رفع اسلام حاجبه منها، و بدأ يقترب منها 
سلمي : انت رايح فين؟ 
اسلام : ايه مش وحشتك 
سلمي : اه طبعا بس انت عرقان كده و ريحتك مش لطيفه 
رفع اسلام حاجبه و نظر لها بغضب : لا والله 
ضحكت سلمي : اه والله، ادخل خد شاور كده و لا حاجه 
اسلام : ماشي .
أكملت سلمي تناول طعامها و تركت اسلام يدخل الي الحمام ليأخذ شاور، سلمي بتفكر، لا يمكنها أن تعيش هنا أكثر من ذلك، كما أنها لا تأمن لاسلام علي ابنها، أصبح الآن لا يهمها أن تعيش في الشارع، فعيشتها في ذلك المنزل بدون طعام و تحت ذل اسلام، دخل اسلام الي الحمام و فتح الماء ليتحمم، تسحبت سلمي من مكانها و ذهبت بسرعه لتخرج من المنزل و أغلقت الباب خلفها ببطء 
ركضت سلمي علي السلم و نزلت من المنزل خرجت من ظلم اسلام و من حياة ذلك المتجبر الذى يكسرها كل يوم عن الآخر، ابنها ستتمكن من تربيته بمفردها، ظلت سلمي لتركض، و في طريقها و هي تركض وجدت بعض الأطفال في الشارع، جلست سلمي بجانبهم، ظلت سلمي بجانبهم تأكل مما يأكلون لمده ٣ شهور، و بطن سلمي بدأت تكبر أكثر و أكثر، بدأ الاولاد بالتعلق بها قليلاً هي و بطنها الكبيرة ينتظرون طفلها الصغير و يجعلونها لا تعمل و يحضرون لها معهم الطعام .
و في يوم كانت سلمي تسير مشتتة الذهن بنفس ملابسها البيتية التي اعتاد الناس أن يروا به معظم اطفال الشوارع 
وقف فجأة أمامها سيارة، نزل منها شاب و هو ينظر لها بغضب، ادخلها الرجل السيارة لتنظر بالداخل وجدت رجل آخر 
سلمي : ايه ده انت مين و انا بعمل ايه هنا و عايز ايه مني ؟ 
: يا اهلا بالحلوة اللي كانت السبب في عجزى ..
سلمي بصدمه و استغراب : عجزك !! عجزك ايه انا مش فاهمه حاجه، انا بعمل ايه هنا، خرجوني من هنا و الا هصرخ و هلم عليكم الشارع كله 
حاولت سلمي فتح الباب و لكن كان الباب قد أغلق عليها، نظرت سلمي مجددا للذى كان بجانبها و بدأت بالبكاء 
سلمي : طب انا عملتلك ايه طيب، و الله انا معملتش حاجه طب انت تبع اسلام طيب، و الله انا هبعد عنهم و ماليش دعوة بيهم اهم حاجه اربي أبني و بس ارجوك ارجوك نزلني و انا مش هكلم اسلام و لا هاجي جنبه تاني .
أسر مسكها من شعرها : اسلام مين ده يا بت اللي بعتني ليكي، واضح انك ليكي اعداء كتير بقا. 
سلمي : أعداء ايه يا باشا انا مش فاهمه حاجه، هو فيه ايه ؟ انت مين ؟
أسر و هو ينظر إلي بطنها المنتفخة : هههه انتي لسه مجبتيش الولد ده، و لا صحيح اللي عدي علي اخر مرة شوفتك فيها ست شهور 
سلمي و هي تنظر له بخوف واضعه يدها علي بطنها : شوفت مين حضرتك، انا معرفكش اصلا و لا شوفتك قبل كده و بعدين، نزلني بقا يا باشا انا مش حمل بهدلة و اللي انت بتدور عليها دي مش انا 
أسر : اطلع يا ابني
سلمي : يطلع، يطلع فين يا باشا انا عايزة انزل نزلووووني، نزلووووني 
خبطت سلمي علي زجاج السيارة محاولة الصراخ بصوت عالي حتي يلتفت لها أي حد و لكن لا نفس و لا صوت 
تجاهلها أسر و ظلت السيارة تسير و سلمى بجانبه تصرخ محاولة أن يسمعها اي أحد و لكن هيهات لا احد هنا ليسمعها، ظلت سلمى تصرخ حتى خارت قواها و جلست تبكى بجانبه .
وصل السائق بها و بأسر الي منزل فخم كان يشبه منزلها قبل أن تطرد منه
أسر : انزلي يلا 
سلمي : انزل فين يا باشا و النبي سيبني امشي خلاص انا تعبت 
أسر بغضب : بقولك انزلي 
نزلت سلمي بخوف منه لتجد أحد الخدم يأتي عند بابه و يفتح الباب و في يده كرسي بعجلات، ليعاونه في النزول من السيارة و بقدميه المشلولتين التي لا يقدر أن يحركهم، كانت سلمي تنظر له باستغراب كيف له أن يكون جباراً هكذا و هو في نفس الوقت قعيد من ابن جاء بتلك القوة ..
رفع أسر صوته : يلا امشي قدامي 
سلمي : امشي فين يا باشا، انا هنا جايه اعمل ايه ؟ 
أسر : انتى جايه هنا علشان تخدمى اللى كنت سبب في عجزه 
دخل أسر و رجل آخر أمسك سلمي و بدأ في شدها لداخل المنزل و هي لا تستوعب ما الذى يحدث و من الذى عجزته و كيف لها أن تخدمه 
و من هو اصلا و ما الذى تفعله هنا ؟ 
كانت تلك هي كل الاسئله التي عصفت برأس سلمي و لم تجد لها من الاجابه شيئاً
تقدمها أسر و ادخلوه الي المنزل اولا و سلمي خلفه يشدها احد رجال أسر
أسر بصوت عالي و هو ينادي علي أحد الخدم : يا فوزيه، فوووووزيه 
فوزيه : ايوة، ايوة حاضر يا باشا حاضر 
أسر و هو ينظر بقرف لسلمى : خدي المعفنه خليها عندك في المطبخ و شوفيلها اي حاجه تلبسها بدل القرف اللي بقالها شهرين لابساه
فوزيه : لا مؤاخذة يا باشا هي مين دي ؟ 
أسر و هو ينظر لسلمي بتشفي : دي الخدامه الجديده .
نظرت له سلمي بصدمه : نعم خدامه ايه، انت بتقول ايه انت ؟
انا و لا خدامه و لا نيله، انا عايزة امشي مشونى، سيبوني أخرج من هنا 
أسر : علي فين يا حلوة بس و انتي فاكرة أن خروج الحمام زى دخوله و لا ايه ؟! 
بكت سلمي ثم نزلت علي الارض بتعب من الحمل : ارجوك يا باشا، ارجوك انا تعبانه و حامل و مش قد حمل البهدلة، و مش قد شغل البيت، انت لو عايزني اوطي علي رجلك ابوسها دلوقتي، بس سيبني امشي من هنا يا باشا و انا اسفه علي اي حاجه ممكن اكون عملتهالك .
ضحك أسر علي سذاجتها : يا مرحب بيكي يا حلوة في مملكتي ..
نظرت له سلمي بحزن : طب انا عملتلك ايه طيب و ليه تعمل فيا كده 
التفت أسر عنها و لف وجهه عنها و تحرك بكرسيه 
أسر : يلا يا فوزيه خلي الخدامه الجديدة تشوف شغلها 
نظرت لها سلمي بحزن و استندت عليها محاولة القيام من علي الأرض و دخلت معها بضعف الي المطبخ، أدخلتها فوزيه الي الحمام لتأخذ حماما و جلبت لها عباية واسعه لتناسب بطنها الكبيرة
فوزيه : نامي انتي دلوقتي يا بنتي و الصبح أن شاء الله تشتغلي معايا و هحاول مجهدكيش علشان الحمل اللي في بطنك يا بنتي ربنا يقومك بألف سلامه 
سلمي ببكاء : طب يا دادة انا عملت ايه انا مش فاهمه حاجه 
فوزيه : و الله يا بنتي مانا عارفه هو من ساعه الحادثه اللي عملها و هو حاله انقلب تماما 
سلمي بتفكر : حادثه، حادثه ايه يا دادة و ايه اللي حصله ؟ 
فوزيه : العربيه بتاعته اتقلبت يا بنتي، ربنا ما يوريكي، و قعد في المستشفي شهر كامل و من ساعتها و هو عاجز كده علي الكرسي اللي هو فيه ده، و من ساعتها و حاله اتبدل و بقي بالمنظر اللي انتي شايفاه ده
سلمي بهمس مع نفسها  : معقولة يكون هو نفس اللي عمل حادثه لما انا وقعت في الشارع،  لا... لا، أن شاء الله لا مش هو .
نامت سلمي فى ذلك اليوم بتعب مما مرت به في يومها هذا، استيقظت سلمي علي مياة تنزل علي وجهها 
سلمي بخضه : ايييييه، اييييه فيه ايه ؟ 
أسر : قومي يا هانم كل ده نوم، يلا قومي 
خرج أسر من المطبخ و سلمي خلفه تنظر له بغلّ 
فوزيه : معلش يا بنتي انا قولتله هصحيكي هو أصر أن هو اللي يجي يصحيكي و يعمل فيكي كده معلشي حقك عليا 
سلمي : خلاص يا دادة حصل خير، بس معلشي ممكن تجيبي لي عبايه تانيه علشان دي اتغرقت من المياة 
فوزيه بتوتر : لا .... ما هو اصل أسر بيه قالي متديهاش عبايه تانيه
سلمي : يعني ايه يا دادة هفضل قاعده كده بهدومي المبلولة طب ازاى يا دادة ؟
فوزيه : سامحيني يا بنتي والله هو اللي أمر بكدة و في الحاله اللي هو فيها دي لو رفضتله أمر، هيرفدني من هنا، سامحيني 
كادت سلمي أن تنزل من عيونها الدموع و لكنها مسحتها سريعاً، فالبكاء لا فائدة منه بعد الان أخذ من وقتها الكثير و يكفي ذلك 
دخلت سلمي الحمام و بدأت في عصر ملابسها، علي قدر كبير حتي ظنت أنها جفت بالكامل 
خرجت سلمي للدادة فوزيه التي بدأت في اعطاءها مهامها لهذا اليوم من مسح للغرفة هذه و هذه و تنظيف ذلك الصالون من الاتربه 
حذرتها فوزيه من دخول المكتب لان أسر لا يحب ابدا ان يحرك أحدا اشيائه، و اذا حدث ذلك انقلب المنزل كله غماً و هماً من انقلاب وجه أسر 
سمعت سلمي كلامها و بدأت في العمل بالفعل و تنظيف هذا و ذاك، كان أسر يأمر خدمه بتخريب كل ما تفعله، لجعلها تفعله مرة أخرى 
كانت سلمي تحزن في البدايه و لكنها اعتادت، كلما خربوا شيء عدلته مرة أخرى، ظلت سلمي هكذا طوال اليوم انتهت سلمي من شغل هذا اليوم و أسر طوال اليوم في غرفته لا يخرج منها 
انهكتها الاعمال المنزليه، تناولت لقيمات بسيطه ليها ثم ذهبت سريعا لتنام من التعب 
في صباح اليوم التالي ايقظها أسر بنفس الطريقه و هو ينظر لها بتشفي 
نهضت سلمى من مكانها و دخلت الحمام لتفعل بملابسها كما فعلت بالأمس 
ذرفت سلمى دمعتين ثم مسحتهما، ذهبت سلمى لتؤدى الأعمال المنزليه المطلوبه منها كالعادة و لكن فى ذلك اليوم طلبها أسر في الغرفه 
سلمى : افندم 
أسر : انتى اسمك ايه يا بت انتى ؟ 
سلمى : بت !! سلمى، أسمى سلمى 
أسر و هو ينظر لبطنها : الواد اللى في بطنك ده ابن مين يا سلمى 
سلمى و هى تضع يدها علي بطنها : ابنى 
أسر بضحكه : لا والله !! 
انتى هتستعبطى عليا يا بت انتى مين ابو الواد ده 
سلمى بخوف منه على طفلها : جوزى .... جوزى الله يرحمه 
أسر : هممم، الله يرحمه، امال مين اسلام اللى كنت بتقولى عليه في العربيه ده 
سلمى بتوتر : ده ... ده أخو جوزى 
أسر : جوزك ميت من امتى 
سلمى بتوتر اكبر : ميت من شهرين، من شهرين 
أسر : و لما انتى جوزك ميت من شهرين ايه اللي مقعدك في الشارع كده 
سلمى : ظ..ظروف يا باشا ظروووف 
أسر : وايه بقا الظروف اللي تخلي واحده حامل تبيت في الشارع، انتي بتكذبى عليا يا سلمي، انتي عارفه يا سلمي ايه اكتر حاجه بكرهها في حياتي، الكذب ياااا .....
قطع كلام أسر دخول أحد الفتيات الجميلات و التي اعجبت سلمي بهيئتها و طلتها الجميلة و إطلالتها العصريه 
سلوى : تكذب عليك في ايه يا أسر، انا اسيبك يومين, الاقيك جايب ستات في البيت و كمان حوامل،  مين دي يا استاذ ........
أسر بخضه : سلوي، انتي ايه اللي جابك دلوقتي يا سلوي، انتي مش كنتي مسافره 
سلوي : ايوة كنت مسافرة يا استاذ، بس أديني رجعت، رجعت اهو علشان اشوفك علي حقيقتك، ثم نظرت إلي سلمي بقرف : مين المعفنه اللي انت جاي بها البيت دي يا استاذ و بتعملوا ايه في الاوضه هنا، و ياترى بقا الطفل اللي في بطنها ده ابنك و لا انت بتدارى علي فضيحتها  
كانت سلمي تستمع الي كل تلك الإهانات و كان تلك الإهانات و كلامها اللاذع كالسكاكين التي تقطع بها، لم تحتمل سلمي كل تلك الإهانات و مرة واحده ضربتها كفا علي وجهها 
سلمي ببكاء : اخررررررسي 
نظرت له سلوى بصدمه : بقا انتي تضربيني انا يا معفنة انتي
ضربتها سلوى كفا علي وجهها و بدأت في شد شعرها
أسر بصراخ : بس يا سلوى، بس 
كان أسر عاجز بينهم لم يستطع أن يفرق بينهم 
سلوي : انا يا كلبه انتي
كانت سلوى تضرب سلمي، و سلمي تحت يدها تناجي و تتألم 
نادى أسر علي أحد خدمه ليفكوهم عن بعضهم 
لم تتحمل سلمي كل ذلك فهي منذ ايام و هي تأكل من اللقيمات القليل منها و مع العمل الزائد عليها و علي جسدها الضعيف و ابنها القادم للحياة، لتسقط سلمي في اغماءة لساعات قليله و لكنها كانت كفيله لراحتها من إرهاق بدني لا ذنب لها فيه .
رفعها خدم أسر و ادخلوها غرفه لترتاح فيها حتي يأتي الطبيب و ذلك تحت أمر أسر 
أسر بصوت عالي : ايه اللي انت عملتيه ده يا سلوي 
سلوي : بصراحه بقا انا زهقت منك و من قرفك و اقولك علي حاجه انا مش عايزة اكمل مع واحد مشلول و كمان بتاع ستات و ادي دبلتك اهي 
خلعت سلوى الدبلة و اخذت شنطتها و خرجت من الغرفه و من المنزل بأكمله 
كان أسر ينظر لطيفها بصدمه، هاهي شخص أخر يتركني و يذهب و كلا بسبب عجزى و شللي و كل ذلك بسببها، اقسم لك ستندمين  علي كل ثانيه عشتها بحياتك يا سلمي 
بداخل الغرفه سلمي تنام في سبات عميق بعد ما أعطاها الطبيب مهدئاً 
الطبيب : المدام محتاجه راحه، و محتاجه و متابعه مع الدكتور بتاعتها، لأن واضح أن الحمل تاعبها 
فوزيه : حاضر يا دكتور، ماشي 
الطبيب : هاتولها الدواء ده و متنسيش المتابعه مع الدكتور 
فوزيه : حاضر، حاضر يا دكتور 
خرج الطبيب و خرجت معه فوزيه تاركين سلمي في سباتها و أحلامها و عالمها الخيالي الهيِّن عليها و لو كان قليلا ...
مرت الايام علي سلمي بعد ذلك و هي تعمل في المنزل لا تختلط مع أسر و لا تحاول الاختلاط، كلما رأته في مكان في البيت، تلفت وجهها و تبتعد عنه، كان خدم أسر يفعلون مثلما أمرهم أسر دائما بتخريب كل ما تفعله سلمي، كانت سلمي لي نهايه اليوم تجلس بالجانب تبكي، تبكي حظها، تبكى ما تمر به في أيامها، تبكي مستقبل ابنها كيف سيمر ؟ 
كيف ستربيه وحدها ؟ 
فى ذات يوم دخل أسر عليها و هى تبكى 
مسحت سلمى دموعها بسرعه و حاولت جاهدة بصعوبه النهوض من مكانها 
أسر : خليكى مكانك 
جلست سلمى مرة أخرى لكنها لم تكن تنظر إليه 
أسر : بتعيطي ليه يا سلمى 
سلمى بجمود : مش بعيط 
أسر و هو يقترب منها بكرسيه : جفنك المبلول ده مش عياط عنيكى المنفخه دى مش عياط 
سلمى و هى تنظر له بقسوة : فكك يا باشا من الدمعتين دول و الجفون المبلولة دول و قولى انا هفضل هنا هعمل ايه يا باشا، انت عايز ايه منى يا أسر باشا ؟
أسر : أسر .. قوليلي أسر بس. 
سلمى : يا أسر باشا انت عايز ايه منى ؟ 
أسر : انتي هنا علشان تتعذبي يا سلمي 
سلمي : لا و أهنيك اوي يعني ، عذاب من النوع الثقيل، تجيبني هنا خدامه ليك و للخدم بتاعك، تعب و اهانه، طلوع و نزول بحملي و تعبي و مش مهم، رجلي الوارمة اللي مبقتش عارفه هي وارمة من الحمل و لا من الشغل و المرمطه في البيت ده، مايه تترمي عليا كل يوم، لا و بشرط مفيش اي عبايه تانيه ألبسها، لا خليكي بالمبلول علي جتتك لحد ما تبردى و تموتي يا سلمي انتي و ابنك، كل ما اشتغل في البيت خدمك يبهدلوا تاني و اعدلي تاني يا سلمي و الا تتهزقي، لا و تجيب الهانم الكبيرة تيجي و تهزقني، لا بجد برافوووو برافوووو يا باشا عملت اللي انت عايزة صح، و بهدلتني صح الصح، تصدق اللي انت عملته فيا معملهوش فيا اسلام و أمي اللي طردتني من بيتها .....
كانت سلمي تلقي كل ذلك علي مسامعه و عيناه انفجرتا في بكاء و دموع لروحها و علي روحها و كأنه خزين حزنها طوال تلك المدة، و ذلك لجانب الم حملها الذى بدأ يشتد عليها في تلك اللحظه، لم تكن تعلم في اي شهر هي و لا تتابع مع أي أطباء .... 
علي الجانب الآخر كان أسر يستمع إلي ذلك في صدمه، أفعل كل ذلك بها ؟ 
أذنها لتلك المرحله، أستغل ضعفها و استغل سكوتها و داس عليها 
أسر بضعف : أنا ا.....أس....أسف 
ألقي أسر تلك الكلمه علي مسامعها و هي لم تتلقاها بل كانت في ألم أخر،  آلام الولادة قد بدرت عليها 
وبصراخ فزع منه أسر : الحقنننننننني مش قاااااااادرة 
كان أسر عند سلمي في المساء و الخدم قد ناموا، لم يستطع أسر أن يفعل لها شئ بعجزه و قدميه
أمسك أسر بيديها : اهدي اهدي، يا فوووووزيه يا محممممممممد اي حد هنااااااا يا فوووووزيه 
كان أسر يصرخ في محاوله لأن يسمعه اي أحد و لكنهم لم يسمعوه حتي الآن 
حاول أسر أن يساعدها بأى شىء و لكنه فجأة اذا به يسقط عن كرسيه المتحرك جالسا علي الارض بجانبها 
كانت سلمي تبكي بشدة و تصرخ : الحقننننننني 
سقط أسر بجانبها من عجزه، ود أسر لو أسقط دمعتان علي ما وصل به حاله الآن و لكن ليس الان فالبكاء مساءاً في غرفته أهون عليه، تعالي صراخ سلمي و أستيقظ الخدم و بدأوا بمساعدتها بالفعل و طلبوا الاسعاف الذى وصل و أخذها علي المستشفي ....
في وسط تلك الانشغالات و الصريخ كان كلا يجرى محاولا اللحاق بها و لكنهم تركوا أسر 
مما جعله يبكي علي حاله و ضعفه، نظر أسر الي قدمه بضعف، محاولا تحريكها و لكن لا فائدة، ضرب أسر عليها أكثر من مرة و لكن لا حياة و كأنك تضرب بجسد ميت لا حياة فيه ..
انتبه له أحد الخدم و بدأوا في مساعدته و رفعوه علي كرسيه متحركين به الي غرفته
أسر : انت رايح فين ؟ 
الخادم : هوديك علي اوضتك يا باشا 
أسر : لا وديني المستشفي وراها، ندخل بس اغير و نروح 
الخادم : حاضر 
ــــــــــــــــــــ
في المستشفي 
كانت  سلمي تصرخ بألم و بتعب من أثر ولادة طفل، أبوه لم يكن يوما يريده كان فقط يريد شهوته و سلطته و جبروته، بأى ذنب يولد طفل يتألم في حياته و أبوه لن يعترف به من الأساس، لن يعترف بوجوده، كيف يمكن لأم أن ترد علي ابنها عندما يسألها اين ابي و هي تعلم بمكانه و لكنه لا يريده، لا يريد حياته، لا مانع في أن ترى أب يطلب موت ابنه ......
وصل أسر المستشفي و كان يسمع صرخات سلمى بالداخل التي دامت لفترة، كان أسر متوتر و كأن ذلك ابنه و تلك هي زوجته 
خرج الطبيب ليقترب منه أسر بكرسيه : خير يا دكتور هي سلمي كويسه و لا ايه اللي حصل 
الدكتور : هي المدام كويسه بس فقدت دم و محتاجين لها نقل دم لان فصيله دمها نادرة للاسف 
أسر : انا... انا ممكن اتبرعلها 
الدكتور : طيب حضرتك ممكن تروح مع الممرضه و هي تعرف هي مطابقه و لا لأ 
أسر و قد أسم الطبيب مرة اخرى من البالطو الابيض : دكتور طب و الطفل 
الدكتور : الطفل للاسف اتولد ضعيف جدا ده هيخليه يقعد في الحضانه شويه 
أسر : دكتور هي سلمي هتكون كويسه 
الدكتور : أن شاء الله 
ذهب الطبيب من أمامه و لكنه مازال يشعر بتوتر و خوف كبير عليهما يشعر بالذنب عليها و علي حالتها، وجدها في الشارع بثياب منزليه ببطن تحمل بداخلها طفلا يحتاج لغذاء يعلم أنها سبب حادثته، و لكنه أشفق عليها و علي حالتها، في منزله كان يعاملها بسوء و لكنها علي الأقل معه تحت سقف يحميها هي و طفلها و لقمه يجدها في نهايه كل يوم، و ملابس تسترها من كلاب شارع تنهش و لم ترحم يوماً 
تبرع أسر بالدم و جلس خارجاً قليلا حتي طلب منهم أن يدخل الي سلمي 
أسر بجانب سلمي : سلمي 
لا صوت فقط صفير أجهزة كهربيه كان يعلم أهميتها في كل يوم عمل له قبل عجزه و جلوسه في المنزل كالنساء بلا عمل، كان يقدر الحياة و يحبها و لكنه الآن يتألم جلوسه في منزله ......
نام أسر علي كرسيه بجانبه لتبدأ شمس اليوم التالي تداعب جفنيهما 
أفاق أسر ليلقي نظرة علي سلمي، التي بدأت هي الأخرى بتحريك بؤبؤ عينيها من أسفل جفنها، عينان تفتحهما ببطء استقبالا لضوء و اشعه شمس تزعجها كثيرا فتغلقهما، حياة تبدأ في استيعابها مع لحظات أخيرة من الم ولادة طفلها 
فتحت سلمي عيناها فجأة قائله بتعب و بصوت ضائع من صراخ استمر لقرابه الساعه  : ابني ... ابني فين ؟
أسر : انتي كويسه يا سلمي 
سلمي : أسر باشا، انت هنا 
أسر : قولتلك أسر بس يا سلمي 
سلمي : ابني فين يا أسر باشا 
أسر : اهدي يا سلمي ابنك تعبان شويه و حاطينه في الحضانة ...
سلمي بفزع : اييييييييه
أسر في محاولة لتهدئتها : اهدي يا سلمي، ابنك اتولد ضعيف شويه و اتحط في الحضانه و هيكون كويس اوي ان شاء الله 
سلمي بدموع : يعني هو هيكون كويس صح ؟ 
أسر : ايوة يا سلمي، متخافيش
 سلمي و هى تبكي في صمت : هو هيكون كويس، هيكون كويس، انا ماليش غيره في الدنيا دي و هو مستحيل يروح مني 
كان أسر يسمع كل ذلك و هو مشفق عليها.  علي ما وصلت له، بالفعل ليس لديها سوى طفلها هذا، منذ أن جئت الي منزله لم يرى في يدها هاتف أو مكالمة من أحد أقاربها، بالتأكيد ليس لها أقارب و الا كيف لها أن تبيت هكذا في الشارع بطفلها، و ماذا عن والد الطفل، هل كانت ضحيه اغتصاب أم ضحيه لزوج ظالم أم ضحيه لشاب طائش مجنون 
كان أسر ينظر لها و هي تبكي في صمت الي ان دخل الطبيب عليهم 
الطبيب : مدام سلمي اخبارك ايه النهاردة 
كانت سلمي تبكي ثم التفتت له في لهفه : دكتور، ابني يا دكتور عامل ايه و هقدر اشوفه امتي 
الدكتور : اهدي يا مدام سلمي ابنك كويس و بخير بس هو للاسف اتولد ضعيف و محتاج يفضل في الحضانه شويه 
سلمي : طب .... طب انا عايزة اشوفه، ارجوك عايزة اشوفه 
الدكتور : طيب، انا هخلي واحده من الممرضات تأخذك توديكي ليه تشوفيه من بعيد 
سلمي بفرحه اطفال و لهفه : ماشى... ماشي 
كان أسر كل ذلك يراقب حركاتها، يراقب زعلها علي طفلها، تمني للحظه لو وجد امه خائفه عليه  و لم تتركه بعد عجزه 
جاءت الممرضه و أحضرت معها كرسيا لجعل حركه سلمي اسرع و اسهل خاصه بعد ولادتها و الم حملها 
جلست سلمي علي الكرسي تسابق الطرقات بعينيها لهفه للوصول إلي ابنها اوصلتها الممرضه علي ممر به الواح زجاجية بداخلها غرفه تحمل العديد من الأطفال الصغار، أشارت لها الممرضه علي مكان طفلها و خرجت من المكان تاركه إياها مع طفلها تراقب حركاته البسيطه و تبكي بدموع من خلف الزجاج، تتلمس الزجاج و كأنها تلمسه، ترى بشرته المحمرة و تفاصيله الصغيرة جدا و تتعلق بها أكثر و أكثر تحفرها ببطء و بهدوء في ذكرياتها و تبكي بحسرة متمنيه لو كان بين يديها فتملك بها الدنيا و ما فيها بنظرة في عينيه الصافيتين و الصغيرتين 
دخل أسر الي نفس مكانها و وضعه الخادم بجانب كرسي سلمي، انتبهت له سلمي و لكنها لم تلتفت له 
يراه معها ناظرا له بلهفه و كأنه طفله يضحك أسر بمجرد رؤيته و ينظر إلي سلمي و الي أعينها المتعلقه به و كأنه حبل نجاة حياتها و آلامها 
أسر : جميل اوي 
سلمي : اوي اوي، بس للاسف .. 
أسر : مين ابو الولد ده يا سلمي ؟ 
سلمي و قد انقلبت ضحكتها : عايز تعرفه ليه يا أسر باشا انا ابني هربيه لوحدي و مش مهم عندي و لا اب و لا اخ و لا ام و زوج انا ابني معايا بالدنيا و ما فيها 
أسر : طب و ابنك ده مش هتحتاجي تدخليه مدرسه و هتسجلي شهادة ميلاده ازاى، لما يكبر و يسألك فين ابويا هتردي تقولي ايه يا سلمي 
سلمي بحزن : مش عارفه، مش عارفه يا أسر باشا مش عارفه .
أسر : قوليلي يا سلمي يمكن اقدر اساعدك 
سلمي : مش دلوقتي يا أسر باشا مش دلوقتي، لما امشي هفهمك كل حاجه، و انا أن شاء الله ابني يخرج من الحضانه و انا هأخده و همشي بيه أن شاء الله، و شكرا ليك علي انك خليتني في بيتك كل ده 
سمع أسر منها ذلك حزينا و للحظه شعر أنه لا يريد ذهابها ....
عادت سلمي الي غرفتها بعد أن أجبرها الممرضين علي الخروج من المكان، لتعود في اليوم التالي الي المنزل بدون طفلها 
عودتها الي المنزل بدون طفلها كانت كفتيلة انطفاء بالنسبه لها، أصبحت أكثر صمتا، أقل شغفاً، لا تبتسم، و كلما نظرت إلي أسر يرى في عيناها نظرة تمني ان يأخذها لرؤيه طفلها فيستجيب لنداء عيناها أخذا إياها لرؤيه طفلها و ليراه هو الآخر فلقد تعلق به، كما تعلقت هي به 
بعد مرور أسبوعان 
الدكتور : الحمد لله يا مدام، ابن حضرتك بقي كويس و تقدرى تخديه معاكي و تروحي 
نظرت له سلمي بفرحه لتخر ساجدة الي الله شاكرة إياه و بفرحه أطلقت زغروطه خارجه من قلب أم يعود ابنها معها لاول مرة منذ ولادته 
نظرت سلمي الي أسر الذى كان في المقابل سعيد هو الآخر و لكن فجأة انقلب و جهه حزنا لم تفهم سلمي تعابير وجهه و لم تفهم سبب تقلب وجهه و مزاجه المفاجئ و لكنها لم تهتم و ذهبت مسرعه الي طفلها لتلمسه و تشم رائحته للمرة الأولى ...
عادت الي المنزل و هي تضم علي طفلها بحب أم عاد إليها طفلها أخيرا، ينظر لها أسر بفرحه و لكن بداخله حزنا يمكنك أن تراه في عيناه ..
في المنزل بمجرد أن رأتهم فوزيه أطلقت زغروطه عالية و أمسكت الطفل منها بحب و بفرحه و بدأت في مداعبته و اللعب معه ...
كانت عيون سلمي على الطفل بخوف و علي مستقبله و لكنها طردت الحزن منها لتلك اللحظه لتستمتع  بعودته ...
مرت الايام و سلمي بدأت تستعيد صحتها و عافيتها و بدأت تستعد للرحيل بابنها حتي و أن كانت لا ترغب لكنها لا يمكنها الاستمرار هنا أكثر من ذلك في ذلك المنزل 
أسر : انتي رايحه فين يا سلمي ؟ 
سلمي : انا خلاص مش هقدر افضل عايشه هنا تاني يا أسر باشا 
أسر : اولا انا اسمي أسر بس، ثانيا هتروحي فين بأبنك يا سلمي هتربيه في الشارع، هتأكليه منين و هتشتغلي ازاى و هتخلي بالك منه 
سلمي بدموع : ما هو انا مش هينفع افضل هنا اكتر من كده يا أسر، انا بعمل ايه هنا ايه مكاني هنا 
أسر : منكرش اني اول ما جبتك البيت هنا كنت علشان اعذبك و ادمرك لانك كنتي السبب في قعدتي دي علي الكرسي 
سلمي : قعدتك دي علي الكرسي نصيبك يا أسر، ده اختبار من ربنا علشان يشوف إيمانك بيه و انا ماليش ذنب انا كنت مجرد سبب، لكن انت سمعت لصوت نفسك و بس و جيبتني هنا و هزقتني و عيشتني هنا خدامه تحت رجلك
أسر : الحادثه اللي انتي كنتي سبب فيها دي بعدت عني ما اللي كانوا بيحبوني، سابوني و مشيوا و انا قاعد علي الكرسي ده عاجز و لا عارف اروح ليهم و لا عارف اعاتبهم و لا عارف حتي اني انزل شغلي اللي كنت بحبه 
سلمي : مفيش حد بيحبك يا أسر يقبل علي نفسه أن هو يسيبك و انت في حالتك دي و ده مجرد اختبار من ربنا، و ربنا هيقويك و اكيد ليك علاج و هتقدر ترجع تمشي تاني علي رجلك، خلي انت بس عندك ايمان بربنا و هو واقف جنبك 
أسر بضعف : طب و انتي كمان هتسيبيني و تمشي، انتي كمان هتمشي زيهم انتي و ابنك عمر، انا صحيح معرفكيش كويس بس اتعلقت بأبنك يا سلمي، اتعلقت بيه و بخوفك عليه و بحُبك ليه، و مش عايزه يمشي يا سلمي 
سلمي : طب و ازاى يا أسر انا مكاني ايه هنا هعمل ايه هنا و لا هعيش ازاى هنا و بصفتي ايه ؟
أسر : انتي ممكن تفضلي هنا مع الخدم هنا 
نظرت له سلمي بعتاب، ليصحح أسر كلامه مسرعا : انتي هتفضلي هنا قدامهم انك لسه عايشه معايا علي انك الخدامه بس خلاص انتي مش هتخدمي تاني و هتخلي بالك من ابنك و يفضل هنا معايا علشان انا حبيته اوي و مش هقدر اعيش من غيره 
سلمي و هي تربت علي ظهر طفلها الصغير مفكرة في كلامه فهي بالفعل لن تستطع أن تترك المنزل و تذهب أبنها صغير و جلوس الشارع بالنسبه له أصعب مما يكون 
سلمي : ماشى انا موافقه يا أسر باشا بس بشرط 
تهللت أسارير أسر : اولا أسر بس بقا، ثانيا ايه هو الشرط ؟
سلمي بعند : تتعالج يا أسر باشا علشان ترجع تقدر تمشي علي رجليك و ترجع شغلك تاني و ترجع لكل اللي بتحبهم، أو اللي بيقولوا انهم بيحبوك 
ضحك أسر علي كلامها : يبقي اتفقنا يا سلمي 
فرحت سلمي حاضنة طفلها بسعادة لترى لهفه أسر عليها ليحمل الطفل فاعطته له سلمي و اجلسته علي قدمه، سَعُد أسر به كثيرا و بدأ في اللعب معه بفرحه و سعادة، لا حظت سلمي هدوء ابنها معه و سكونه لتضحك لهم في سعادة 
أخذت سلمي كرسيه و تحركت به الي غرفته لتدخله لينام، عاونته سلمي لينام علي سريره بهدوء، أعطاها أسر الطفل الي ان عدل نفسه علي السرير و أخذه منه ثانية، نظرت له سلمي باستغراب فوقت نوم ابنها قد حان و لكنه هادئ بين يدي أسر، قبلت سلمي رأس طفلها و دثرتهما جيدا و تركت ابنها ينام بسلام بين يديه، تعلم أنها بعد دقائق ستأتي لتاخذه يصرخ من بين يدي أسر لذلك ظلت بالخارج تنتظر أن تأتي لتأخذه
نامت سلمي في مكانها لتستيقظ صباحا مبكرا علي صوت بكاء ابنها
دخلت سلمي الغرفه لتجد أسر قد أعتدل بصعوبه ليحمل الطفل و بدأ في هدهدته و أسكاته
مرت الايام علي سلمي و أسر و ابنها عمر بتلك الطريقه و لكن أسر قرر بعد أصرار سلمي أن بتعالج و أن يستعيد قدرته علي السير مجددا ليعمل مرة أخرى، لم تحاول سلمي أن تطرق الي موضوع والد عمر و لكنه كان يشغل تفكيرها دائما ما الذى ستفعله في شهادة ميلاده التي لن يقبل اسلام أن يسميه علي أسمه 
مر علي ذلك ثلاث سنوات استعاد فيها أسر قدرته علي السير مجددا و ممارسه عمله،. كان أسر سعيدا بذلك كثيرا و سلمي أكثر سعادة منه، فعلي الاقل هناك حياة لأحدهما يمكنها أن تتصلح و تُعدل .....
أسر : ايه رأيكم نخرج النهاردة 
سلمي : معنديش مانع و ما اظنش الاستاذ عمر عنده اي مانع، صح يا عمور ؟
كان عمر الصغير ملهيا في العابه لا يرد عليها و لا يلتفت حتي لها 
ضحك أسر علي تجاهل عمر لها، أسر : احنا نسمع الكلام و نقوم نخرج بقا و دي احسن حاجه، و اظن الاستاذ عمر موافق بردو 
خرجوا سويا من يراهم من الخارج يظنهم عائله واحده لا يعلم أنهم متشبثين ببعضهم بعضا، كلا منهم لا يمكن لحياته أن تكتمل بدون الاخر و كأنهم احبه و لكن مع إيقاف التنفيذ 
أسر : انا هروح أجيب حاجات من السوبر ماركت انا و عمر تيجي معانا 
سلمي : مش مشكله ممكن تروحوا انام و انا هفضل قاعده هنا مستنياكم 
أسر : خلاص اوك، و احنا هنيجي علي طول 
أسر محدثا الطفل عمر : يلا يا عمورى نجيب حاجه حلوة 
أقترب عليه عمر بفرحه و سلمي و أسر يضحكون عليه 
ذهب أسر و عمر و سلمي تراقب طيفهم من بعيد و هو يذهب عنها متمنيه من الله أن يدوم تلك السعادة علي وجه طفلها 
أسلام : وحشتيني اوي يا سلمي و وحشني ابني، و بحبك و عايز ارجعلك و موافق اتجوزك ..
نظرت له سلمي بصدمه : انت بتعمل ايه هنا و ايه اللي جابك ؟ 
اسلام : انا كنت بدور عليكي بقالي كتير اوي و اخيرا لقيتك علشان اقولك كل اللي نفسي فيه 
كانت سلمي تتلفت حولها خشية أن يأتي أسر و ابنها و هي لا تضمن تصرف ذلك المجنون أمامهم 
سلمي بعصبيه : انا مش عايزة اسمع منك اي حاجه و لا عايزة اتكلم معاك اصلا، و لو سمحت امشي من هنا و مشوفش وشك تاني، ابعد عني بقا يا اخي ...
اسلام بضحكه : سلمي انا عارف انك مضايقه مني و مش طيقاني لكن متنسيش أن اللي معاكى ده أبني و هتلف الايام و هيعرف أن انا أبوه و انا مش عايز ابني يعرف بطريقه تضايقه حاجه زى اللي حصلت معانا، انا بقولك اهو انا مستعد اتجوزك و أسمي ابني علي اسمي 
سلمي باستغراب لكل ما يقال : انت عاقل للي انت بتقوله، ابني، ابني و لا كأن انت كنت حابس أمه في شقه بعيده و حرمتها من الاكل اربع ايام و كان في بطنها ابنك، و أمك اللي طردتني من البيت مع أن هي اللي كانت مربياني، انت عاقل يا اسلام و لا انت في ايه ؟ 
انا مش مستوعبه كلامك و تعتبر نفسي مسمعتش اي حاجه و انت تنسي انك ليك ابن اصلا و انا هربيه لوحدي غصباً عنك و بعيد عنك انت و امك المريضه اللي قبلت علي نفسها ترمي اللي كانت مسمياها بنتها في الشارع 
كانت سلمي تقول كل ذلك بدموع تنزل علي وجنتها من صدمات و انكسارات مرت علي حياتها، قد تكون قوتها لكن في ذلك الوقت هي حزينه علي كل ما حدث بها، انتبهت سلمي مرة واحده ان أسر عائد هو و ابنها 
سلمي : اسلام امشي من وشي و مش عايزة اشوف وشك تاني يا اسلام و تنسي انك تعرفني اصلا 
اسلام ببرود : مستحيل انسي انك انتي حبيبتي و أن انتي ام ابني و متنسيش أن انتي لازم تسمي ابنك بأسمي لاني أبوه مش هتلاقي حد يوافق يشيل شيله مش شيلته، علي العموم خدى الكارت ده في رقمي و وقت ما تهدي و تفكرى كلميني في اي وقت علشان اجي اخدك 
سلمي متسرعه : ماشي، ماشي يلا امشي بقا .
مسحت سلمي دموعها سريعا الي ان جاء أسر و عمر ابنها 
أسر : متأخرناش اهو 
سلمي محاولة الضحك : اه، اه فعلا متأخرتوش 
أسر : طب ايه مش يلا بينا نمشي 
سلمي و قد وضعت الكارت الذى في يدها في جيبها : ايوة فعلا يلا علشان انا زهقت 
كان اسلام في الناحيه الثانيه ينظر لها نظرة انتصار ثم ذهب من المكان عائدا الي منزله و الي أمه 
اسلام لامه : لو تعرفي انا شوفت مين النهاردة هتموتي من الفرحه 
امه : مين يعني، و انت من امتي معاك اخبار عدله و لا معاك حاجه تبسطني انت و لا ابوك اللي قصف عمرى قبل ما يموت و لا بعد ما يموت 
اسلام بضحكه انتصار علي وجهه : لا صدقي انا شوفتها النهاردة 
امه : شوفت مين ؟ اوعي تكون اللي في بالي، مين بسرعه 
اسلام : شوفت سلمي يا امي 
فرحت الام جدا حتي أنها أوشكت علي الرقص من السعادة و الفرح : يااااااااه اخيرا، اخيرا هيرجعلي حقي، و شقى السنين اللي قضيته مع ابوك، و في الاخر الواطي و لا عبرني، احكيلي ايه اللي حصل بسرعه يا واد 
حكي اسلام ما حدث معه لتبتسم أمه له في سعادة 
................................
علي الجانب الآخر عند سلمي، كانت سلمي تركب العربيه و عقلها مشتت يفكر بما حدث معها و مع اسلام و ما المفترض أن يكون تصرفها الان، و ما مصير ابنها و تسميته، لاحظ أسر تشتتها و قرر تركها كما هي كذلك حتي يعود الي المنزل ليفهم ما الذى يحدث معها و ما الذى حدث هناك جعل وجهها ينقلب كذلك و عيناها تمتلئ بالدموع الدفينة 
عادوا الي المنزل و كأن سلمي كانت تحاول الهرب من اي محاولة للحديث مع أسر و كأن حديث اسلام شتت عقلها، فدخلت بأبنها الي غرفتها لتنيمه و لتنام بجانبه .....
دخل أسر عند غرفه سلمي بعد أن نام عمر و طلب منها الحديث معها قليلا بالخارج 
أسر : مالك يا سلمي في ايه ؟؟ 
سلمي و هي تحاول أن تهرب بعينها بعيدا عنه : مالي مفيش اي حاجه، انا بس يمكن تعبت شويه من المشوار النهاردة 
أسر : عينيكي بتكدب يا سلمي و مع ذلك ماشي هنقول أن انتي تعبتي، انتي متأكدة اني مفيش اي حاجه عايزة تحكيهالي ؟
سلمي : ل...لا مفيش 
أسر بجديه : طيب و اللي انتي كنتي واقفه معاه النهاردة ده كان مين ؟ 
نظرت له سلمي بتوتر : ده ....ده ..
أسر و أمسك يد سلمي ليهدئها : سلمي احكيلي بقا انتي هتفضلي شايله كل ده جواكي، هتفضلي مخبيه كده كتير 
نظرت سلمي الي عينيه و بدموع : ده ابو عمر 
أسر و قد استوعب كلامها محركا رأسه : ماشي، انا عايز اعرف يا سلمي مين ابو عمر انا عايزك تحكيلي ايه اللي حصل معاكي 
سلمي ببكاء و بدأت تحكي له كل ما حدث معها منذ أن كانت في الملجأ و عندما جاءت ام اسلام لتتبناها و كيف أنها لم تكن تعاملها كأم و لكن سلمي قبلت ذلك لتعيش، ابتلعت سلمي غصتها عندما تذكرت كلمات الحب و الرومانسيه التي كان اسلام يخبرها بها بكل حب و غرام و كيف أنه اوهمها أنه سيتزوجها الي ان جاء اليوم الذى طردتها فيه امها من المنزل و قد قبلت علي نفسها أن تتركها مشردة في  الشارع بلا مأوى بعد ما لاحظت القرب الذى بدأ يحدث بين ابنها و ابنه الملجأ اليتيمه و كيف أنها اكتشفت في يوم الحادث أنها حامل و أنها تحمل في احشائها ابن له، كان أسر يسمع كل ذلك مشفقاً عليها و علي حالتها أخبرته سلمي أيضا أنها ذهبت إليه و اعترفت له و لكنه في المقابل اسكنها في منزل بعيد منعزل عن الناس في اعلي دور حتي لا يصل أي مما سيفعله بها للناس، و أنه سمح لنفسه أن يعطي لصديقه المفتاح حتي يأتي الي المنزل تاركا إياهم في المنزل وحدهم، كانت سلمي في وسط كل ذلك تذرف دموعها و اسلام يطبطب عليها حتي أنه طلب منها أن تتوقف عن الحديث حتي تهدأ و لكنها كانت تريد أن تلقي كل ما في داخلها فقد تعبت و امتلئ قدر قلبها من الحزن، أكملت سلمي حديثها بعد أن قررت أن تهرب من ذلك المنزل بعد أن كان يحبسها فيه و منع عنها الطعام هي و ابنه و لم يهمه ذلك و تركها وحدها في الشقه المنعزلة عن الناس غالقاً الباب عليها بالمفتاح لا احد يسمعها و لا طعام يأويها في عزلتها، و عندما قررت الهروب ظلت في الشارع لمدة ثلاث شهور، ثلاث شهور تأكل من الطعام ما يسد جوعها سواء أن كان من القمامه أو بقيه فتات يتركه المارون لهم الي أن وقعت في يديه و جاء هو ليكمل عليها 
شعر أسر للحظه بوحشيته و بظلمه، توقفت سلمي مرة واحده عن الحديث بعدما ألقت ما في جعبتها من حديث ثقل حمله علي قلبها وحدها 
ضمها أسر إليه لتكمل بكاءها في صمت و تفرغ ما بها 
أسر : أنا آسف 
سلمي و هي تبكي : أسف علي ايه يا أسر علي الأقل انت استحملتني و خليتني هنا معاك في بيتك انا و ابني مع انك متعرفناش ...
أسر : أنا أسف يا سلمي علي أن انا كمان استغليت ضعفك زيهم و جرحتك انتي كمان و انتي متستحقيش اي حاجه من اللي حصلتلك دي 
سلمي : خلاص يا أسر اللي حصل و انت اعتذرت فعلا و سددت كل اللي عليك و انا اللي أسفه أن احنا لسه هنا معاك بالرغم  من ان مفيش اي حاجه توصلنا ببعض 
أسر : انتي بتهزرى يا سلمي ده انتم كل حياتي 
نظرت له سلمي ليتوتر أسر : قصدي يعني عمر ده كل حياتي و انا بحبه و بموت فيه و مقدرش اعيش من غيره، المهم يا سلمي ايه اللي رجع الزفت ده تاني 
غُّم وجه سلمي من الحزن مجددا : مش عارفه يا أسر، راجع عمال يقولي بحبك و عايز ارجعلك تاني و هتجوزك و هسمي ابني بأسمي و كلام كتير مستغرباه و مش فاهمه هو بيعمل ليه كل ده 
أسر و قد حزن وجهه : طب و انتي يا سلمي عايزه ايه ؟ 
سلمي : يعني ايه عايزه ايه ؟
أسر : يعني ممكن في يوم ترجعيله .....و تسيبيني
نظرت له سلمي بتشتت و صمتت 
حزن أسر من صمتها و صمت هو الآخر 
دخلت سلمي لتنام مفكره في كل ما قيل لذلك اليوم و الاحداث التي مرت بها في هذا اليوم و نامت بجانب ابنها و هى تنظر له بحزن مما يفعله فيها أبوه 
مرت الايام علي أسر و سلمي و علاقتهما مذبذبة و لكن اهتمام أسر بعمر لم يقل و لم يتأثر و سلمي تضحك علي لعبهم سويا محاولة نسيان ما مرت به و الالتفات فقط الي مستقبل ابنها 
في يوم من الايام كان أسر في العمل و سلمي في المطبخ مع الدادة فوزيه تعد الطعام و عمر من المفترض أنه يلعب أمامهم، فجأة لم تجد سلمي عمر الصغير، فسكتت قليلا تنهي هذا الذى بيديها فهو سيعود مجددا أو ستذهب هي لتأتي به اكيد 
مرت ربع ساعه و عمر لم يعد فذهبت سلمي لتبحث عليه 
سلمي : عمر، عمر انت روحت فين يا حبيبي 
بدأت سلمي في البحث عنه في أرجاء الدور الأرضي فهي تعلم أنه طفل صغير لا يستطيع الصعود الي أعلى 
وجدت سلمي غرفه مفتوحه تعجبت من شكلها في البدايه و لكنها عرفت انها غرفه المكتب و عمر الصغير بداخلها دخلت سلمي إليه لتحضره و تغلق الدره الذى فتحه و لكنها فجأة فتحته مرة أخرى و أخرجت منه ورقه نظرت إليها بحزن و صدمه و ذرفت عليها دموع ..
تركت سلمي الورقه و إعادتها في مكانها و أغلقت الدرج و حملت ابنها و خرجت به من الغرفه مغلقه الباب خلفها ...
عاد أسر الي المنزل بعد عمله و جلس ليتناول الطعام كعادته مع عمر و سلمي، و لكنه تلك المرة لاحظ شرود سلمي و كأنها مغيبه عن الواقع، تأُكل عمر و لكن لا تأكل هي 
أسر : سلمي 
لم تنتبه له سلمي 
أسر : سلممممي 
التفتت له سلمي بتشتت : هممم 
أسر : مالك يا سلمي مش في المود ليه بتفكري في ايه و مخليكي مش مركزه كده خالص 
سلمي و قد غضب وجهها و قامت من الاكل : لا مفيش 
تعجب أسر من تصرفاتها و جعل يسأل في نفسه عن سبب تغير حالتها بتلك السرعه و جلس يداعب عمر قليلا تاركا إياها يمكن أن يتغير حالها بعد قليل و تعود كما كانت ....
مر اليوم عليهم و سلمي في غرفتها لم تخرج منها ابداً و أسر في الخارج مع عمر يلعب معه، دخل أسر عند غرفتها ليلا لينيم عمر وجدها نائمه و لكنه كان يشعر بدموعها علي و ببكاءها و شهقاتها الخفيه تحت الغطاء ......
خرج أسر من الغرفه و هو غاضب فهو لا يعلم ما الذى أصابها و ما الذي جعلها تتغير هكذا......
مرت الايام علي سلمي و هي مشردة و لا تتحدث مع أسر و لا تلتفت له في حديثه و كلما حاول الحديث معها صدته و لم تكمل حديثها معه 
أسر : سلمي
سلمي و هي لا تنظر له : نعم 
أسر : بصيلي بعد.اذنك يا سلمي انا عايز اتكلم معاكي 
سلمي و قد التفتت إليه بزهق : افندم 
أسر : مالك يا سلمي حالك اتغير و اتشقلب كده ليه ايه اللي حصل 
سلمي : مفيش حاجه حصلت و ممكن بقا تسيبني في حالي 
أسر : انتي متغيرة اوي يا سلمي و انا مش فاهم فيه ايه و لا ايه اللي حصل لتغيرك ده ؟
سلمي : و انا مش عايزة اتكلم يا أسر و خلاص تعبت 
أسر : طيب خلاص بس انا كنت عايزك تغمضي عينك كده بسرعه في الخطفان 
نظرت له سلمي باستعجاب : انت بتهزر يا أسر و انا بجد مش فايقه للهبل ده 
بلع أسر غصته : معلشي يا سلمي تعالي علي نفسك و غمضي عيونك علشان خاطرى 
سلمي بغضب : ماشي يا أسر اديني اتنيلت و قفلت عيني عايز ايه ؟ 
غضب أسر من طريقتها و لكنه حاول أن يتمالك أعصابه و اخرج من جيبه علبه قطيفه و نزل علي رجل واحده و وقف أمامها في مشهد رومانسي شوهد في كل الافلام و لكنه حاول أن يعوضها عما مرت به في حياته و كانت بدايته هي الليله مع ذلك الطلب البسيط و لكن بطريقته الرومانسيه 
أسر : افتحي عينك 
نظرت له سلمي بصدمه : أسر انت بتعمل ايه ؟
أسر : بحبك يا سلمي و عايز اتجوزك انتي  احسن حاجه حصلتلي في حياتي و احسن حد وقف جنبي و دعمني في وقت عجزي علي عكس ناس كتير سابوني و موقفوش جنبي، حبيتك اوي انتي و ابنك عمر اعتبرته أن هو ابني و أن هو كل ما ليا و حبيته و في نفس الوقت حبيت حبك ليه و و حبيت اهتمامك بيه انتي اتظلمتي كتير في حياتك يا سلمي و انا هعوضك عن كل حاجه حصلت في حياتك صدقيني و انتي جنبي هتعيشي حياة عمرك ما حلمتي بيها و هكون ليكي العوض أن شاء الله، موافقه تتجوزيني يا سلمي و تكوني كل حاجه في حياتي 
كانت سلمي تسمع كل ذلك و تذرف دموعها : م...موافقه 
نهض أسر من مكانها و حضنها و دار بها في مكانه 
أسر : ربنا يخليكي ليا يارب يا أحسن حاجه حصلتلي ....
ضمته سلمي و قررت أن تنسي كل شىء لتلك اللحظه فهي متيمة بأسر و لا تحبه فقط فهو لها كان نعم السند و الضهر في كل سنوات التي عاشت بها معه ....
في صباح اليوم التالي ....
أسر : صباح الخير يا سلمي، جاهزة ؟
سلمي : جاهزة لايه ؟
أسر : جاهزة علشان نروح نجيب الفستان بتاعك و البدله بتاعت عمر و البدلة بتاعتي 
سلمي بفرحه : افهم من كده أن انت هتعملي فرح 
أسر : اكيد يا سلمي الفرح دي حاجه اي بنت في الدنيا بتتمناها و بتحلم بيها و انتي بالنسبه لي زى كل بنت حلمها الفرح و احسن فرح هيكون جاهز علشانك 
سلمي بفرحه اطفال : بجد يا أسر 
أسر بضحكه : و الله العظيم بجد
خرجت سلمي مع أسر و عمر و علي وجهها ضحكه ظنت أنها انستها همها و حزنها 
عادت سلمي مع أسر و عمر و هي في ذلك اليوم عيونها سعيد و راضيه و كل فترة تنظر إلي أسر و كأنها تتأكد بالفعل أنه موجود و أنه هنا بجانبها و يحبها .....
في اليوم التالي استيقظت سلمي علي غرفتها مليئه ببلالين كثيرة في الارضيه و معلقه علي الحائط و السقف، نظرت سلمي لهم بسعادة بالغه و بدأت في تحريكهم و اللعب بهم مع ابنها عمر 
أسر و قد دخل إليهم ليسعد من منظرهم و هم يلعبوا بالبلالين 
أسر : يلا جهزي نفسك النهاردة المأذون هيجي علشان كتب الكتاب 
نظرت له سلمي بسعادة ثم فجأة واحده تذكرت شىء أرّق صفو بالها و فرحتها 
لاحظ أسر انقلاب حالتها و حالة وجهها 
أسر : مالك يا سلمي، انتي مش مبسوطه ؟
سلمي :لا مبسوطه بس انا لازم أسألك سؤال 
أسر : طيب طالما مبسوطه يا سلمي ليه تضيعي فرحتنا في اللحظه دي بالأسئلة دي النهاردة يعدي علي خير و اوعدك انك ليكي من الاسئله اللي انتي عاوزاه 
قبلها أسر علي جبينها و قبل عمر أيضا و خرج و تاركهم في الغرفه تاركا خلفه الدادة فوزيه و التي كانت قادمه و معها مجموعه من الفتيات الجميلات الذين سيقومون بتزيين سلمي لذلك اليوم 
أخرجت سلمي تنهيدة استسلام مع رؤيتها لطيف أسر و هو يخرج من الغرفه تاركه  سؤالها معلق لوقت لاحق، ربما سيكون الأنسب ......
كان الفتيات يزينوا في سلمي التي اشترطت عليهم أن يكون مكياجها الاخف علي الاطلاق فهي لم تكن من محبي تلك البهرجة الزائده من المكياج و ذلك الكلام و قاموا بمساواة شعرها و تنعيمه جاعلين فيها توكه صغيرة تناسب خصلاتها السوداء و التي تجعلها أكثر جمالا مع كحل اسود يكحل عيناها البنية مع لمسه من ذلك الوردى علي الجبينين و الحمرة الخفيفه لتلائم بشرتها البيضاء الصافيه و الجميله .....
تعجبت سلمي من شكلها فعلي الرغم من قله كميه المساحيق التي تضعها الا انها جعلتها كالملكه فصدق من قال " الأرق هو الاجمل " ...
خرجت سلمي من الغرفه بعدما ارتدت فستانها الزهرى الجميل و الذى كان يصل ليعد الركبه قليلا، و قد كان من اختيار أسر و الذى لم يقبل ابدا عليها أن تلبس ماهو أقل من ذلك، زاعما بأنه لم يحب تلك الفساتين القصيرة ليس إلا .....
انبهرت سلمي أيضا بشكل أسر و الذى كان يرتدى بذله سوداء جميله و تصفيفه شعره اضفت جمالا مع عطره الأخاذ و الذى يجذب الأنظار بلؤلؤتيه الزيتونيتان،  اللتان تجذبان كل من يراهما ......
حضر المأذون بعدما أمسك أسر يد سلمي و اجلسها علي الكرسي بعد ما لثم يدها و اجلس بجانبها عمر و الذى قد ارتدي أيضا البدلة التي اشتراها له أسر و اعجبت سلمي كثيرا عليه فأخذته في حضنها .....
أسر : شكلك زي القمر يا سلمي ...
سلمي بتوتر و بضحكه علي وجهها : ميرسي ...
المأذون : طيب نبدا يا ابني 
أسر : نبدا يا مولانا 
المأذون : العروسه فين الوكيل بتاعها 
استقبلت سلمي سؤاله بصدمه و حاولت ان تتماسك حتي لا تبكي 
أسر و قد استوعب حزنها : مفيش يا مولانا انا وكيلها و جوزها أن شاء الله و ابوها كمان و اخوها و كل حاجه 
المأذون : لا حول ولا قوه الا بالله، طيب يا ابني هما متوفيين يعني و لا ايه ؟
أسر و قد بدأ يضيق خلقه : ايوة يا مولانا ايوة ميتين ...
المأذون : ماشي يا ابني، فين الشهود ؟
أسر و قد ابتسم : موجودين يا مولانا ..
المأذون : طيب يا بنتي انتي موافقه علي الجوازة دي ؟! 
سلمي بتوتر : موافقه يا مولاى بس بعد ما يجاوبني علي سؤال واحد 
المأذون : سؤال ايه يا بنتي 
نظر إليها أسر باهتمام : سؤال ايه ؟
سلمي : أسر، انت متجوز حد غيرى ..
أسر و هو ينظر لها بصدمه و بدأ الغضب في الظهور علي وجهه : سلمي انتي دخلتي اوضه المكتب ؟
سلمي و قد ارتعدت من منظره و لكنها حاولت التماسك : أسر متغيرش الموضوع لو سمحت و رد عليا، عقد الجواز اللي كان في درج المكتب ده بتاع مين 
سلمي و قد بدأ صوته يعلي : أسر رد عليا انت متجوز 
نظر لها أسر نظرة جعلتها ترتعب و بصوت هامس و هو ينظر إلي المأذون : اقعدي يا سلمي و حيات امي يا سلمي لاوريكي، علشان تعصي الكلام اللي بقوله تاني 
جلست سلمي في مكانها و بدأت دموعها في النزول : أسر فهمني 
أسر و هو ينظر لها بغضب بمعني اصمتي ..
أسر بغضب خفي للمأذون : خلص يا شيخنا في إجراءات الجوازة دي هي خلاص عرفت اجابه السؤال 
المأذون و بدأ في ترتيل تلك الكلمات التي تقال مع كل عقد قران لزوجين لحياة ابديه سويا سوا ان كانت ستكتمل بفرحه ام بحزن و لكن في تلك الحالة بدأت بتساؤل و كذبه و أسرار مخفيه وراء ذلك الباب 
انتهى المأذون بالكلمه المعتادة 
" بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ".
المأذون : مبارك عليكم الزواج و أن شاء الله تتهنوا مع بعض 
أسر : ان شاء الله، متشكرين يا شيخنا 
خرج المأذون و سلمي في مكانها تبكي فمن المفترض أن يكون اليوم هو أقصي سعادتها و لكنها تشعر بوجود شىء خفي خلف وجه أسر البرئ، ورقة الزواج التي وجدتها في مكتبه صدمتها، و أبكتها و لكن ما الذى يدفعه لعمل ذلك و تخبئه ذلك عليها، لماذا ليسمح لها أن تعيش معه في ذلك المنزل و هو له زوجه ...
عاد أسر إليها غاضبا : بقي انتي بتفتحي المكتب بتاعي يا سلمي و تفتشي فيه يا سلمي انتي عارفه عقوبه اللي بيدخل المكتب ده و يحرك اي حاجه فيه ايه هي يا سلمي ؟
سلمي ببكاء و هي تنظر له : أسر ارجوك افهمني ده عمر والله 
أسر و هو يمسك شعرها : عمر، عمر ايه اللي هيجيبوا في اوضه المكتب يا سلمي 
سلمي : افهمني يا أسر بس ارجوك و بلاش عصبيه 
أسر : و انتي لسه شوفتي عصبيه يا سلمي 
و مرة واحده نزل علي وجهها كفاً، أسر : بقي بتدخلي المكتب يا سلمي و تحركي الحاجه بتاعتي و تفتحي ادراجي و تشوفي الورق بتاعي، يا بجحتك يا شيخه 
سلمي بصوت عالي نسبيا : أسر اسمعني ارجوك انا لازم افهمك و لازم افهم يا أسر مش لازم تمد ايدك و لا تضربني انا اتجوزتك يا أسر، يعني انا دلوقتي مرأتك و انا بحبك يا أسر و ارجوك متحاولش تشوه صورتك في وشي و لا تخليني اكرهك ...
أسر و مازال غاضبا : لا يا سلمي أنا أسف اللي انتي عملتيه النهاردة انا مقدرش اسامح عليه و لا اغفر عليه ..
أمسك أسر سلمي من شعرها و سار بها الي غرفه داخليه و لكنها مهجورة قليلا في جزء بعيد عن المنزل و أدخلها فيها و اغلق الباب ...
سلمي بصراخ : أسسسسسر، افتح يا أسسسسر افتح 
سمعت سلمي صراخ ابنها الصغير 
لتصرخ مناديه : عمممممر، عمممممر ابني يا أسسسسر ابني يا اسر ارجوك 
تركها أسر في ذلك اليوم في مكانها و صعد الي غرفته غاضبا و في نفس الوقت حزين فتلك الذكرى تشعل في قلبه آلاف الذكريات هرب منها لسنوات ...!
جلست سلمي في مكانها و ضمت قدمها الي حضنها في هدوء باكي ...
في منتصف الليل كان أسر اوشك علي الدخول للنوم و ذلك بعد أن أنام عمر الصغير و حاول تهدئته و نام بجانبه و لكن ذلك بعد أن وصى فوزيه أن تفتح الباب علي سلمي و إخراجها و اعطائها الطعام 
فتحت فوزيه الباب علي سلمي و التي كانت منكمشه علي نفسها في جانب من الغرفه 
فوزيه : قومي يا بنتي، قومي أسر بيه وصاني اخرجك، قومي يا حبيبتي 
نهضت سلمي من مكانها و أعطتها فوزيه شال لتغطي بها كتفها، لم يكن الجو حرا و لكن الجلوس في غرفه بذلك الخلو مباشرة مع نسمات هواء الليل و بذلك الفستان التي لم يسمح لها أسر حتي أن تغيره ..
خرجت سلمي و هى تتدثر جيدا بذلك الشال و كأنه الحامي لها ....! 
دخلت سلمي الي غرفتها لتجد أسر ينام علي ذلك السرير و في حضنه عمر الصغير نائم ..
جلست سلمي علي الكرسي بجانبهم و هي تنظر لهم بضحكه علي وجهها و دموع تنزل من عينيها، ما التصرف الأنسب بالنسبه لها الان فهي الان زوجته و لا يمكنها أن تتركه و لكنها لا تفهم غموضه و ما سبب ذلك التغير المفاجئ 
نامت سلمي علي الكرسي و في الصباح استيقظ أسر و رأها كذلك، تحسس أسر موضع الجبين المتورم قليلا من يده أمس، غطاها أسر ببطانية و خرج من الغرفه و هو حزين علي حالتها ...
استيقظت سلمي و رأت البطانيه علي ذراعها و ابنها عمر مستيقظ، قامت سلمي عليه و حضنته بشدة و بافتقاد حتي و أن كانت بضع ساعات فقلب الأم لا يمكنه أن يتحمل فكرة عدم رؤيته لابنه مجددا حتي و لو لثواني !...
خرجت سلمي لأسر و هي تحمل علي ذراعها ابنها : محتاجه اتكلم معاك 
أسر متجاهلها و لا يرد عليها 
سلمي : أسر رد عليا 
أسر رد عليا لو سمحت 
أسر انا عايزة اتطلق
نظر لها أسر نظرة قويه و ضحك علي كلامها : عايزة تطلقي من تاني يوم جواز يا سلمي، ده احنا حتي لسه ملحقناش .....
سلمي : أسر انا محتاجه اتكلم معاك و محتاجه انك تسمعني و اسمعك 
أسر : انا مستعد اتكلم معاكي و افهم منك كل اللي انتي عايزاه بس الموضوع اللي انتي هتسألي فيه يتقفل من قبل ما تفتحيه اصلا، و بنبرة تهديد : ماااشي 
نظرت له سلمي بفقدان أمل : ماشي يا أسر، أنت حر 
مر اليوم عليهم و سلمي و أسر لا يتحدثان مع بعضهم مطلقا و الايام تمر عليهم وعلاقتهم مشتته و الحديث بينهم يكاد يكون منعدم 
لتفاجئ سلمي في ذات يوم في المساء بعد إنهاء عمله بدخول أسر عليها و في يده فتاة ترتدي من الملابس ما يعتبر الفاضح و تضحك ضحكات خليعه ينفر منها المستمعين ....
أسر بسكر : يلا يا موزة ادخلي برجلك اليمين و لا بلاش اليمين ما انتي اصلا شمال 
ضحكت الفتاة ضحكه خليعه أخرى لتقف سلمي و تنظر له بصدمه 
سلمي : مين دي يا أسر، انت بتخوني 
أسر بضحكه ساكرة : اخونك مين يا ماما انتي صدقتي انك مرأتي و لا ايه ده انا حتي مقربتش منك ....
سلمي ببكاء : ليه يا أسر ليه ؟؟
أسر و هو يمشي بالفتاة صاعدا بها الي اعلي : العب باليه 
و الفتاة مستمرة في ضحكاتها المستفزة بالنسبه لسلمي 
دخلت سلمي الي غرفتها و هي تجلس بتوتر علي السرير و تنظر إلي ابنها و هو يلعب و تتذكر و كأنها تفاجات ذلك الفني ليس ابن أسر مهما كان يظن أنه يحبه و يخاف عليه لكنه سيأتي عليه يوما و سيتغير و قد يتغير ايضا علي ابنها و ينفر منه و يكرهه أو ينقلب عليه ...
لم تعجب سلمي تصرفات أسر و التي بدأت تظهر في اللحظه الأخيرة و التي ما أن صمتت علي الفتاة الأولى التي جاء بها الي المنزل ليعود في اليوم التالي و هو معه الفتاة الثانيه ....
لم تجد سلمي لذلك سوى حل واحد و هو الأنسب إلي ابنها و ليس لها هي فقط فعندما يكون في رقبتك روح لا تفكر ابدا بنفسك نفسك تكون في المرتبه الثانيه تماما، و الحل الامثل لما يحدث هو أن يربي الطفل مع أبوه و الذى يخبرها أنه تغير و علي استعداد ان يربي ابنه .....
اسلام : مييين ؟
اسلام بصدمه : سلمي !!
سلمي : ابنك يا اسلام هتسميه بأسمك 
اسلام و هو ينظر لها بسعادة : اه طبعا، اتفضلي يا سلمي ادخلي 
دخلت سلمي و هي تحمل علي يدها ابنها و علي الجانب الآخر شنطتها و خيبتها كما تطلق علي نفسها ....! 
دخلت سلمي إلى ذلك المنزل مجددا، و لكن تلك المرة و علي كتفها ابنها ...
دخلت أمه : مين يا موكوس يابن الموكوس علي الباب 
اسلام : ماما سلمي 
ام اسلام : قطعه و قطعت سيرتها بنت الشوارع دي 
اسلام : احم .... ماما سلمي هنا 
ام اسلام و هي تنظر لاسلام بصدمه : اااا...هي هنا 
أومأ اسلام لها برأسه 
دخلت ام اسلام عندهم و اخذت سلمي في حضنها : سلمي حبيبتي ازيك ا بنتي عامله ايه وحشاني اوي 
كانت سلمي تقف و لا تبادلها الحضن 
اخرجتها ام اسلام من حضنها و  نزلت الي مستوي عمر الصغير، اقتربت سلمي منه و أخذته بالقرب منها 
ام اسلام : متخافيش يا بنتي ده حفيدي بردو، هو اسمه ايه ؟
سلمي بتوتر : ع...عمر 
مرت ام اسلام إليه بحنان : يا ما شاء الله 
سلمي و هي تتلفت في أنحاء المنزل باحثه عن أحد ما لم تنساه و لا تريد أن تنساه : هو ... هو بابا فين، قصدي فين والدك 
اسلام و هو يمثل الحزن : الله يرحمه 
جلست سلمي علي الكرسي من الحزن : لا اله الا الله، الله يرحمه
اسلام : يارب ربنا يرحمه، طيب يا سلمي تعالي بقا اوريكي اوضتك 
امسكت سلمي ابنها و انكمشت عليه و كأنها تخاف غيابه : ماشي 
طلعت سلمي خلف اسلام، و دخلت الي غرفتها لتنام 
سلمي : اسلام ابنك يا اسلام انا عايزاه يتسمي علي  اسمك 
اسلام بضحكه: اكيد يا سلمي أن شاء الله و كمان هيكون كتب كتابنا 
خرج اسلام من الغرفه لتنظر سلمي بصدمه لطيفه، هل ما تفعله صحيح و هل هروبها من منزل زوجها صحيح، و لكنه تحول، تحولت معاملته معها منذ أن تزوجها و حبسها في غرفه بعيد عن ابنها 
في الصباح استيقظت سلمي مبكرا و ظلت تلعب بجانب ابنها الي ان جاءت ام اسلام إليها و هي تحمل علي يدها صنيه بالطعام و كوب حليب لعمر 
نظرت سلمي لها باستغراب علي تصرفاتها التي لم تراها منها منذ أن كانت امها، وضعت أم اسلام الصينيه أمامهم و نظرت إلي عمر الصغير بحب و خرجت من الغرفه و سلمي في وسط كل ذلك تنظر لها بتعجب ....
خرجت سلمي من الغرفه لتجد اسلام في وجهها : ها جاهزة ؟
سلمي : هنروح نسمي الولد 
اسلام بتوتر : لا مش دلوقتي، هنروح نتجوز الاول بعدين نشوف موضوع الولد ده 
سلمي بتوتر : لا ماهو مش هينفع 
اسلام : و ليه بقا أن شاء الله 
سلمي : اصل انا متجوزة 
امسكها اسلام من شعرها في حركه فجائيه : نعم يا روح امك متجوزة ازاى يعني مش فاهم 
سلمي : سيب شعرى يا اسلام، سيب 
جاءت ام اسلام : ايه، ايه يا اسلام فيه ايه يا ابني 
اسلام : الهانم طلعت متجوزة 
ام اسلام : و اكيد هي عاوزة تطلق يا اسلام يا حبيبي
سلمي : اه اه سيب شعرى بقا، ايوة انا عايزة اتطلق 
همست ام اسلام في أذنه بعض الكلمات جعلته يترك شعرها و ذهب من أمامها و أمه ذهبت خلفه 
دخلت سلمي الي غرفتها تبكي و لكن علي الجانب الآخر في غرفه اسلام 
اسلام : بنت الكلاب طلعت متجوزة دلوقتي هنجيب الفلوس منها ازاى 
ام اسلام : يا حمار هي بتقولك أنها عايزة تطلق يبقي نرفعلها قضيه طلاق كده و كده 
ضحك اسلام بشيطانيه : فهمتك يا ماما و فهمت دماغك السمْ
ظلت سلمي في ذلك اليوم في غرفتها و لم تخرج منه و لم يبالي بذلك و لا اسلام و لا أمه ...
في اليوم التالي خبط اسلام علي غرفه سلمي 
اسلام : انا ...اسف 
سلمي : عايز ايه يا اسلام 
اسلام : جاي اقولك أن انا موافق اني ارفعلك قضيه الطلاق و نتجوز احنا ..
سلمي بصدمه : ايه قضيه طلاق 
اسلام : اه يا سلمي انتي مش عايزة تطلقي و نكتب ابننا علي اسمي و نعيش سوا 
سلمي بتوتر : اه اكيد 
اسلام : خلاص انا هكلمك المحامي علشان نمشي في إجراءات الطلاق 
سلمي : ماشي، ماشي يا اسلام 
دخلت سلمي الي غرفتها و هي مهمومه و تفكر 
في اليوم التالي 
اسلام : سلمي المحامي قالي انك لازم توقعي ورقه دي علشان يبدأ في الإجراءت 
سلمي : الورقه دي ايه 
اسلام : الورقه دي ورقه التوكيل اللي انتي هتمضيها للمحامي يا سلمي 
سلمي : بس انا عايزة افكر يا اسلام 
اسلام : كله علشان ابننا يا حبيبتي و الله 
سلمي و هي تنظر إلي عمر : ايوة، خلاص حاضر 
و مضت سلمي علي تلك الورقه و التي كانت في الأساس عقد توكيل الي مجهول لا تعرفه و الذى كان اسلام و لكنها لا تعرف 
اسلام بعد أن أنهت امضائها بهمس سمعته سلمي : ده انتي غبيه اوي 
سلمي و هي ترفع نظرها إليه : عمر هنخده نسميه امتي يا اسلام 
اسلام و هو ينظر إلي الورقه بانتصار : اه طبعا جدا 
و نزل اسلام ليقول و هو نازل علي السلم : ماما بتاعتك اعملي فيها اللي تحبيه 
جعلتها ام اسلام تمسح الشقه كلها و تنظفها و كأنها خادمتها و لكنها خادمة عديمه الاجر 
في المساء 
سلمي عند غرفه اسلام : اسلام ، اسلام 
اسلام بتأفف : افندم 
سلمي : هتنزل نسمي ابننا امتي 
اسلام : قريب، قريب 
سلمي : قريب اللي هو امتي يعني 
نظر لها اسلام بغضب : بقولك ايه ابعدي بقا عني انا مش ناقصك 
و دفعها اسلام لتقع علي الارض 
مشيت سلمي من أمامه و ذهبت الي غرفتها و تأكدت شكوكها أن اسلام لم يكون يوما يحبها و لن يحبها و أنها ضيعت من بين يديها الملاك أسر 
في منتصف الليل سمعت اسلام و هو يدخل الي المنزل و في يده واحده و من الواضح أن أمه قد اعتادت علي ذلك فأصبحت تنام براحه لا يعكر صفو نومها 
في الصباح سمعت سلمي صوت عالي في المنزل 
صافي ( الفتاة التي جاءت مع اسلام ) : يلا يا وليه انتي خلصي اعملي اللي قولتلك عليه 
ام اسلام : يا بنتي حرام عليكي ده انا قد والدتك 
صافي : الله يرحمها، لا بصراحه امي أشرف منك 
صافي بقدمها و هي توكز ام اسلام : بقولك ايه يا وليه انتي قومي اعمليلي اكل انا جعانه
ام اسلام : انا مش فاهمه انتي بتتكلمي معايا كده ازاى و انتي ميني انتي اصلا 
صافي : انا عملك الاسود يا ماما، انا مراة ابنك يا حماتي 
ام اسلام : ايييه، انا نفسي اعرف ازاى اتجوزك ده 
استيقظ اسلام من نومه و أمه تنظر له و تقترب عليه : اسلام، اسلام الحقني يا ابني من الحيوانه دي بتقول أن هي مرأتك و متجوزاك مين دي يا ابني 
كانت سلمي تسمع كل ذلك و هي تحاول أن تتدارى عنهم و لا تجذب الانظار إليها و تحاول كتم ضحكتها علي ما تفعله تلك الغريبه بأم اسلام 
اسلام باستغراب و هو يتثاءب : ايه ده انتي مين و مرأتي مين و هبل ايه ؟ 
صافي : انا صافي يا عنيا صافي اللي جت معاك البيت امبارح و اللي اصريت اني اجي معاك بس انا ما وفقتش غير لما اتجوزتني يا ننوس عين ماما و دلوقتي انا مرأتك صافي، صفصف و لا نسيتني يا روحي 
اسلام و قد ضرب جبهته بكفه : طب و فيها ايه هطلقك دلوقتي حالا، روحي و انتي طاااا....
قطعته صافي قائله : استني بس انا عايزاك تفتكر، تفتكر انت قولتلي مؤخر صداقتي قد ايه لما قعدت تقولي انا مليونير و قلبت فلوس ابويا و الجو و  معايا فلوس و كده و لا نسيت 
اسلام : ايوة يعني قولتلك كام ؟
صافي بكبرياء مع رفع حاجب : مليون يا حبيبي 
كادت أن اسلام أن تقع مغشيه عليها من الصدمه ليمسكها اسلام : ماما، انتي كويسه، ماما 
ام اسلام : هتدفع .... هتدفع مليون جنيه في دي يا ابن الموكوس، ده انت ابوك لما جيه يطلبني كتب مؤخري جنيه يا ابن الهبله 😂😂😂💔
صافي : ياااااه يا مامي انتي قديمه اوي
ام اسلام بفوقه من غيبوبتها مرة واحدة : قديمه في عينك يا روح امك 
صافي : الله ما انتي قردة اهو يلا يا حلوة الفطار لسه موصليش 
نظرت أم اسلام الي اسلام : و انت ايه رأيك 
نظر اسلام لصافي بغضب : امي مش هتعمل حاجه انتي هنا اللي جايه تخدميها 
دخلت صافي أمامه بغنج الي غرفتهما : طب تعالي انا عايزاك يا اسلومتي 
نظر اسلام الي أمه و اجلسها علي الكرسي : ماما ثواني و راجعلك 
صافي بضحكه خليعه : متنسيش الفطار يا ماما 
وضعت أم اسلام يدها علي رأسها بهمْ 
لتخرج سلمي من الغرفه و هي تحمل في يدها ابنها و شنطه ملابسها التي تعتبر لم تخرج من الشنطه الي الدولاب 
نظرت أم اسلام إليها و هي تقول في نفسها : و لا يوم من ايامك يا ضعيفه 
خرجت سلمي و علي وجهها بسمه انتصار و هي تعلم أن تلك المرأة الغريبه ستأتي لها بحقها و اكثر منه أيضا 
كانت سلمي تسير في الشوارع بتشتت، هل تعود إلي أسر مجددا و الي تقلباته الغريبه ام تظل في الشارع ام تؤجر لنفسها منزل بعيد عنهما جميعا فقط هي و ابنها ...
و كان بالطبع الاختيار الاخير هو الأقرب الي قلبها و الأحب الي عقلها 
أجرت سلمي غرفه في أحد الفنادق فأسر كان يذهب بهم معظم الأوقات هناك 
و هناك حدثها أسر في الهاتف و اخيرا ردت عليه 
أسر : الو، سلمي انتي فين وحشتيني اوي 
سلمي : ........
أسر : انا عارف انك زعلانه مني و مش طايقاني و انا عايز اعتذرلك علي كل حاجه يا سلمي بس ارجوكي قوليلي انتي فين انتي و عموري حبيبي 
نظرت سلمي الي عمر الصغير بسعادة و قارنت بين تصرف أسر و الذى هو ليس أبوه و تصرفات أبوه الاصلي الذى حتي لم يكلف نفسه النظر في وجه ابنه 
أسر بحزن : سلمي أنا أسف، ارجوكي خليني اشوفك و انا هفهمك كل حاجه 
سلمي : زعلي منك جرحني أوي يا أسر و عرضني لحاجات و لا كنت اتمني ارجعلها تاني و لا اعيشها تاني 
أسر : ترجعلها، سلمي انتي رجعتي لأسلام و اسلام عملك حاجه و لا ايبيييه ؟
سلمي وهو تضحك : لا معمليش حاجه يا أسر بس كان لازم اخليه يسمي ابنه علي أسمه يا أسر 
أسر بحزن : هااا و سماه علي أسمه و عمل زى ما طلبتي 
سلمي بحزن : لا يا أسر هيفضل كلب بس الحمد لله ربنا جابلي حقي و عندهم هناك في البيت عقربه، العقربه دي هتقلب كيانهم و هتطلع ليهم القديم و الجديد.
ابتسم أسر علي فرحها : طب و انتي مش ناويه تقوليلي بقا انتي فين ؟
سلمي : لا هسيبك تتعذب شويه يا استاذ أسر علي اللي انت عملته فيا 
أسر و انا لسه هتعذب ما انتي عذبتيني خلاص انتي متخيله أن انا قاعد بعيد عنك بقالي خمس ايام و سبع ساعات و ١١ دقيقه 
ضحكت سلمي بخجل : انتي عاددهم بالدقائق 
أسر : وبالثواني كمان لو عايزة، هااا يا عروسه مش عايزة تقوليلي انتي فين ؟
سلمي بفرحه : ايه فرح انت لسه هتعمل الفرح يا اسر 
أسر : اكيد طبعا هعمل لعروستي احسن فرح فيكي يا مصر و في الميعاد اللي تحبه كمان 
سلمي : ماشي يا أسر بس انا عندي طلب 
أسر : اؤمرى يا سادة الأميرة
ضحكت سلمي علي طريقته : انا عايزة نقعد فتره نتعرف فيها علي بعض زي بتوع الخطوبه كده 
أسر : طلباتك مجابه يا سيادة الأميرة 
ضحكت سلمي و نامت ذلك اليوم علي صوته و هو يضحك معها في الهاتف الي ان جاء اليوم الثالث 
الخادمة : مدام كارت الفيزا بتاع حضرتك خلص و مفيش فيه فلوس 
سلمي : ايييه طب و انا هعمل ايه 
أتصلت سلمي بأسر : أسر انا الفلوس اللي جوا كارت الفيزا خلصت اعمل ايه 
اسلام بحركه شهامه ومكر منه : ايه طب قوليلي يا سلمي انتي في أنهى اوتيل علشان احولك الفلوس عليه 
سلمي : انا في فندق ** 
أسر : خلاص انا جايلك حالا 
سلمي : لا جاي فين انت تحول الفلوس بس
أسر بضحكه : لا مانا بحب اوصل فلوسي بنفسي 
ضحكت سلمي بشدة و استوعبت أنها قد وقعت في فخه ....
بعد نص ساعه فتحت سلمي الباب لتجد أمامها فستان ابيض للافراح جميل و من خلفه أسر 
سلمي بفرحه شديده : الله، يا أسر ده جميل اوي بجد حلو اوي 
تنططت سلمي في مكانها بفرحة و دخل أسر الي عمر و سلم عليه و أخذه في حضنه 
سلمي : الله يا أسر ده بجد حلو اوي 
أسر و هيبقي احلي و احلي عليكي 
نظرت له سلمي بحب و بفرحه : عيونك هي الاحلي يا أسر يا حبيبي 
قام أسر من مكانه و امسك يدها و اجلسها أمامه : ممكن بقي تفهميني انتي كنتي فين و ايه اللي حصل ؟
سلمي بعناد : مش قبل ما تقولي ازاى سمحت لنفسك انك تجيب ستات في البيت غيرى يا أسر، ازاى يا أسر انت بتخوني ؟
أسر بضيق : و لا اقدر اخونك ابدا و الله بس انتي دوستي عليا جامد يا سلمي، و هتفتحي في قلبي ذكريات مش عايز افتكرها و لا اعرفها ..!
سلمي : أسر انت لو مطلعتش اللي في قلبك، كده هيجرالك حاجه، أسر انا مرأتك و اللي هتشاركك حياتك اللي جايه، و لا انت عندك رأي تاني ؟
أسر : و لا اقدر يكون عندي رأي تاني، هقولك و هحكيلك يا سلمي كل اللي انتي عايزاه 
سلمي : و خليك عارف أن انا هفضل جنبك و هسمعك و هقبل اي حاجه تقولها 
أسر بغضب و بوجه قد اوشك علي أن ينفجر من الغضب : كانت بتخوني يا سلمي، كانت مفهماني أن هي بتحبني لكن هي كانت بتخوني مع صاحبي و اليوم اللي عرفت فيه ده كنت هقتلها لكن هي قررت تهرب و اللي نجاها مني هي الحادثه اللي عملتها و أنها كمان   لما هربت عربيتها عملت حادثه و ماتت، انا مش بحب حد يدخل اوضه المكتب بتاعتي دي لانها بتفكرني بيها و بكل حاجه ليها علاقه بخيانتها السافله، كنت بحبها اوي يا سلمي لكنها مقدرتش ده و لا احترمتني كجوزها، اوضه المكتب دي انا مش بدخلها و لا بقرب منها و اللي بيدخلها بيكون يومه اسود، ساعتها انا قلبت عليكي، الخدامه بتدخل تنضف الاوضة دي مرة في الشهر و بعد كده بتكون مقفولة و تقريبا بحاول اني حتي معديش عليها، انا مخونتكيش يا سلمي و لا اقدر اخونك و أنا اكتر واحد عارف أن طعم الخيانه دي مرّ طعمه بيجرح فينا كل ثانيه بنفتكره، كان نفسي اقتلها يا سلمي و اخلص عليها بأيديا علشان اشفي النار اللي جوايا بس ربنا رحمها مني و اخدها ليه، كنت بثق فيها أوي يا سلمي و اي حد بحبه بيأخد الثقه دي لكنها استهترت بيها و كسرتنى، لما كنت باخدها في خروجاتي مع اصحابي كنت باخد بالي أنها بتتعامل بانفتاح شويه، حاولت اني اتغاضي عن الموضوع و قولت يمكن متعودة علي كده، بس كل مرة كنت بحذرها و اقولها احذري مني و من قلبتي و لمي نفسك مع أصحابي و احترميني، كانت تقولي انت قافل اوي و انا زهقت من خنقتك، كنت بخاف عليها لاخسرها يا سلمي و بروح اصالحها ...
كانت سلمي تسمع كل ذلك و هي تبكي علي ما مر به، ففي حياة كلاهما مر الكثير و الكثير و بالفعل بالنسبه للرجل الخيانة تكون اصعب شىء في الدنيا، فهي تجرحه في كرامته و في رجولته ....
و في لحظه لمحت أسر أيضا و هو يبكي، كان أسر يلقي كل ذلك بسرعه و كأنها ذكرى مريرة كلما مرت عليه، أعادت عليه شعور تلك الأيام مجددا 
اقتربت سلمي منه و أخذته في حضنها، أسر : كنت عايز اقتلها يا سلمي، لقيت صور مرأتي بتتبعتلي من واحد صاحبي بيقولي الحق مرأتك بتخونك و الحيوان اللي عمل معاها كده هو اللي باعتله الصور علشان ينبسط، الدم فار في عروقي جريت عليها و في اليوم ده، كان هو نفسه يوم الحادثه اللي حصلت و اللي بردو اديتها فرصه أكبر علشان تهرب و هربت فعلا و مشيت، و ملحقتش اقتلها يا سلمي، ملحقتش اقتلها ....
كان أسر يقول كل ذلك و هو في حضن سلمي و يبكي، أخرجته سلمي و مسحت له دموعه..
سلمي : انا اسفه 
نظر لها أسر صامتا ثم قال : خلاص يا سلمي، يلا علشان نروح 
أمسك أسر عمر الصغير و نزل به الي أسفل و ترك سلمي تحضر اشيائها لتنزل خلفهم، بعد قليل صعد اسر و اخذ منها الحقائب و لكنه لم ينظر إلي عيني سلمي حتي و نزل و نزلت سلمي خلفه ...
في السيارة كان أسر ملتفت لطريقه لا ينظر لها و لا حتي يداعب عمر كما اعتادت منه 
سلمي : أسر انا اسفه بجد اني خليتك تفتكر كل ده و ترجع كل ده تانى 
أسر : انا قعدت شهر يا سلمى بحاول أخرج من اللى انا فيه و ساعتها اللي خرجتني من الموضوع ده كانت سلوي و اللي كانت خطيبتي بس هي كمان مشيت زي ما شوفتي و ما استحملتنيش .....
سلمي : انا اسفه يا أسر و الله معلشي انا اسفه بجد .....
أسر : عرفتي يا سلمي كل حاجه و فهمتي و لا لأ ...
سلمي : بس عندي سؤال بسيط انت عملت ايه مع اللي عمل مع مرأتك كده 
أسر بغضب : كنت هموت و اقتله ابن الكلب و فعلا فضلت فترة ادور عليه بس اختفاء و هرب الجبان 
سلمي : خلاص يا أسر خلاص ....
وصل سلمي و أسر الي المنزل و ادخلت سلمي عمر ابنها لينام ...
سلمي : أسر انا بجد اسفه اني فكرتك بكل ده، بس الفضول و التفكير الكتير انا اسفه اللي خلاني اعمل كده انا اسفه 
أسر : خلاص يا سلمي و لا يهمك، و علي فكرة علشان أكدلك انا مخونتكيش يا سلمي...
امسكها أسر من يدها و صعد بها الي اعلي 
أسر : انا كنت باخد البنت و اطلع بيها فوق و هي تنام في اوضه و انا في اوضه، و بالنسبه لحوار اني سكران و كده، ده كان حوار فكسان تحت تمثيلي، محسوبك جيه عليه فترة كان عايز يدخل التمثيل و ده لانه كان النجم الاول في جامعته 
غمز لها أسر : مستحيل اخونك و لا بطيق طعم الخيانه اصلا، الخيانه دي بالنسبه لي عامله زي العلقم و انتي اللي ساعديتني اكتر و اكتر في اني اتخلص منه في حياتي و ساعديتني أقف تاني علي رجلي و ارجع تاني شغلي و حياتي اللي كانت واقفه، و كل ده بيكي انتي يا سلمي يا أرق انسانه و اكتر انسانه حبيتها بجد 
سلمي بعناد و غيرة : اكتر من سلوي 
لم ترضَ سلمي أن تأتي له بسيرة زوجته السابقه فقد علمت جيدا أن ذلك المكان بالنسبه له هو النار التى ستكويها و تكويه ....
أسر بضحكه : سلوى ... سلوى مين اصلا اللى تتقارن بيكي 
ضحكت سلمى بخجل على اطرائه ....
كانت سلمى تريد الكلام إلا أنه قد قطعها رنين هاتفها 
أسر بتلصص على الاسم : مين ؟
سلمى باستغراب : مش عارفه ده رقم غريب، خد انت شوف مين ؟
اخذ أسر منها الهاتف : الو 
- رقم الأستاذة سلمي ده 
أسر : ايوة هو بس انت مين 
- انا خلف بدر المحامي المسئول عن عيله ابراهيم والد اسلام، و اللي بكلمها النهاردة علشان افهمها حقها الشرعي في ميراث الاستاذ ابراهيم الله يرحمه و اللي ساب ليها ميراثه كله باسمها، بس اللي حصل حاجه غريبه اوي أن لقيت الأستاذ اسلام نفسه هو اللي بياخد الفلوس و حولها لحسابه و وراني التوكيل اللي هو كان عملوا، فأنا شكيت أنه ممكن يكون مزور فاتصلت استفسر منها، و ده طبعا بعد ما اخدت رقمها من استاذ اسلام بالعافيه و بعد إلحاح لفترة طويلة
أسر كان يسمع كل ذلك و هو لا يفهم شىء و فتح السماعات الخارجيه لتسمع سلمي أيضا : ثانيه واحده اولا بس مين ابراهيم 
المحامي : يا فندم ابراهيم ده والد اسلام و هو نفسه الأب اللي كان متبني سلمي من و هي صغيرة 
أسر : طيب اديك بتقول اهو أن هو متبنيها ايه علاقه سلمي بقا بالورث و الجو ده 
المحامي : يا استاذ اللي بحاول افهمه لحضرتك أن الاستاذ ابراهيم اللي كان متبني الأستاذة سلمي كتب ليها كل حاجه باسمها قبل ما يموت ..
نظرت له سلمي بصدمه، و اكمل أسر : طيب انت دلوقتي بتقول أن اسلام هو اللي اخد الميراث طب ازاى ده كده تزوير 
المحامي : مش عارف يا فندم والله بس هو جالي و هو معاه توكيل ممضي من الأستاذة سلمي و باسمها و بدأ بالفعل ينقل الاملاك دي كلها باسمه ...
أسر : طيب ماشي شكرا لحضرتك جدا و انك قولتلنا و فهمتنا شكرا جدا 
المحامي : العفو يا فندم علي ايه ده واجبي 
اغلق أسر الهاتف مع المحامي و نظر إلي سلمي 
أسر : دلوقتي المحامي بيقول انك ليكي حق عند اللي اسمه اسلام ده، انتي ممكن تفهميني ايه اللي حصل هناك و ايه التوكيل ده اللي انتي مضيتي عليه 
نظرت له سلمي بتوتر متذكرة قوله لها بأن تمضي ورقه التوكيل من أجل أن يتم طلاقها : ااا .... توكيل ... مش عارفه هو فعلا جابلي ورقه و قالي أمضي عليها 
مسح أسر علي وجهه : ممكن افهم انتي ايه اللي خلاكي تسيبي البيت اصلا 
سليم بدموع أوشكت علي السقوط : انت السبب يا أسر انت اللي عملت فيا كده انت اللي جرحتني يا أسر، انت اللي كنت بتجيب ستات في البيت، حبستني في اوضه ضلمه بعيد عن ابني اللي اسلام بجبروته مقدرش يعمل كده لكن انت عملتها، خوفت علي ابني يا اسر خوفت عليه لتفضل كده بتقلباتك الغريبه لمجرد دخوله المكتب بتاعك، ابني يا اسر كنت عايزاه يتسمي علي اسم أبوه و اسلام مكنش هيوافق بالسهولة دي، أسر انا مش عايزة عمر لما يكبر يلومني او يقولي انتي ليه عملتي كده، انا هفهمه و هعرفه كل اللي أبوه عمله فيا و ازاى هو عذبني  و ازاى بهدله هو كمان ....
أسر : طيب اهدي، اهدي بس يا سلمي و احكيلي هو ايه الورقه دي اللي خلاكي تمضي عليها و ازاى خلاكي تمضي اصلا عليها ....
سلمي بتوتر : هو قالي علشان أسمي ابني بأسمي امضي علي الورقه دي علشان اوافق و لقيته بيقولي ده توكيل مع أن انا مش عارفه ايه لازمه التوكيل بس مضيت علشان يوافق أن هو يسمي الولد 
أسر : طيب يا سلمي، انا بعتبر عمر ابني و انا عايز اسميه انا و اوعدك أن هو مش هيعرف اي حاجه  و بما أن احنا متجوزين عمر يكون ابني و ابنك يا سلمي و نربيه سوا و يكون ابني و ابنك و السر ده يكون معانا احنا و بس ....
سلمي بدموع : و انت هتقبل يا أسر ..
أسر : هقبل يا سلمي و هيكون ابني قبل ما يكون ابنك ..
سلمي : ربنا يخليك ليه يا أسر و ابو عمر ..
حضنها أسر بفرحه : و يخليكي ليا يا ام عمر 
أسر : قوليلي بقا انتي محتاجه ورثك يرجع من الحيوان اللي اسمه اسلام ده و لا لأ ...
سلمي : مش عارفه يا أسر اللي انت شايفه صح، اعمله انا مش فارق معايا حاجه بعد كده، انا خلاص تعبت و مش عايزة اشوفه تاني و لا أعرفه تاني و انهي صفحته من حياتي نهائياً ...
أسر : طب ليه مفكرتيش أن الورث ده يكون حق عمر، بس انا عايز اعرف ايه اللي خلاكي تمضي علي الورقه دي و هو قالك ايه علشان يقنعك بيها ...
نظرت له سلمي بتوتر : كان بيقولي أن هو .... لو انا مضيت علي الورقه دي ..... هيرفع عليك قضيه طلاق و تطلقني ....
نظر لها أسر بغضب و انقلب وجهه : و انتي وافقتي يا سلمي .....
في مساء اليوم التالي ....
عند اسلام، فتحت صافي الباب لترى أمامها رجل بملابس مبعثرة بها تراب و علي ملابسه دماء و دماء علي سكينه يده 
أسر بصوت عميق : اسلام فين 
صرخت صافي في وجهه : انت ميييين و عايز ايه الحقوووووني، الحقووووني 
جاء اسلام بسرعه علي صراخها، ليصدم من هيئة ذلك الرجل الواقف أمامه 
اسلام : انت مين يا راجل انت و عايز ايه ؟
أسر : انا عملك الاسود اللي جاى اخد منك الفلوس اللي عليك قبل ما اقبض روحك ..
اسلام بخوف : ايه تقبض روحي ليه بس فهمني ايه اللي حصل بس انت عايز ايه و انا اديهولك 
أسر : عايز الفلوس اللي عليك لحبيبتك السابقه 
اسلام بعدم فهم : حبيبتي السابقه مين انت قصدك ايه ؟
أسر : سلمي حبيبتك كانت بتخوني و هو ده جزائها زي اي خاينه حقيرة ..
لينظر له اسلام و صافي بخوف و توتر ..
أسر : بس للاسف قبل ما تموت المحامي كلمها و بلغها بالنصبه اللي عملتها عليها، فأنا جاي علشان اخد حقها و فلوسها
بضحكه شيطانيه، أسر : الله مش مرأتي يا عالم 
اسلام و هو يحاول تمالك نفسه و يبتلع ريقه : بس انت ملكش حق عندي انا اخدت كل حاجه منها في تاني يوم هي مضت فيه علي الورقه من قبل ماهي تموت ...
أسر : لا ماهو انا موتها من بعد ما رجعت لي علي طول و دلوقتي ياما تجيب اللي عليك ياما مصيرك الأول البوليس بتهمه النصب و السرقه و التانيه هيكون قدرك اللي هو الموت اللي هتلاقيه علي ايدى 
اسلام بتوتر بالغ : صدقني انت متعرفش تعمل حاجه 
و بحركه خاطفه كانت سكين اسر علي رقبه صافي لتصرخ منتفضه، أسر : متجربنيش ..!
توتر اسلام أكثر و أكثر و خاصه مع صراخ صافي : لا لا ابعد عنهههها خلاص هديك اللي انت عاوزة 
صافي بصراخ : الحقني يا اسلااااام، الحقني و النبي هيموتني 
دخل اسلام سريعا ليحضر من الداخل شنطه كبيرة، أسر باستفسار : ايه ده ؟
اسلام بتوتر منه : دي الفلوس انا طلعتها و حطيتها في بيتي ...
ضحك أسر علي سذاجته : طب هات يا حلو هات 
أسر : قسما بالله لو عرفت انك جيت ورايا و لا حاجه و لا جيبت سيرة البوليس هيكون اخر يوم في حياة حبيبتك، سلااام 
و شد منه أسر الشنطه و ذهب سريعا علي سيارته و منها علي منزله : سلمي، سلمي 
سلمي : نعم يا أسر 
أسر : فلوسك اهي رجعت تاني و هتكون معاكي و حقك رجعلك 
سلمي : انا مش عايزة اي حاجه يا أسر انا اهم حاجه أن انت تكون معايا و انك تفضل جنبي انت و عمر ابننا 
أسر : يعني خلاص مش عايزة طلاق 
سلمي : ولا عمرى اقدر اقولها اصلا، و لا اقدر اعيش من غيرك يا ابو عمر ..

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-