رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول بقلم شهد فرج

رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول بقلم شهد فرج

رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة شهد فرج رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول

رواية انكسار في الثقة بقلم شهد فرج

رواية انكسار في الثقة كاملة جميع الفصول

ـ انتِ بتطردي بنتك من بيتها وبيت وبباها عشان ابن جوزك النطـ..ـع ده..!! 
ـ كيان انا ماطردتكيش  كل الحكاية ان الجيران كلت وشي بسبب وجودك انتِ و مراد في بيت واحد.. 
ابتسمت بـ سخرية: 
ـ فـ تقومي طاردة صاحبة البيت عشان ابن المحروس جوزك.. 
ـ شايفة اخرة دلعك في بنتك يا ثريا اهي بقت تعلي صوتها عليكِ وتغلط فيا كمان.. 
قرمت ماما من الكنبة الـِ قاعد عليها فتحي جوزها  وهي بتبصلي بـ عصبية: 
ـ حقك عليا يا اخويا هي صغيرة ومش فاهمة وهتعتزر منك دلوقتي.. 
سكتت ووجهت انظارها عليا وانا واقفة براقبهم في صمت فـ اتكلمت هي بـ أمر: 
ـ اعتزري من ابوكي يا كيان. 
ضحكت وانا مش مصدقة وصلت بيها تفكيرها لـ فين بتطردني من بيتي وكمان عاوزاني اعتزر!! 
ـ انتوا مستكترين عليا الفرفرة وانتوا دبحيني...!! 
ـ اي الدراما دي..كل ده عشان بقولك تروحي تسكني عند خالتك لان مش هينفع وجودك انتِ ومراد في بيت واحد..؟! 
ـ انتِ بجد مقتنعة انك صح.. يعني ضميرك ده او الاحساس الامومي الـِ بسمع عنه في كلام مكان الا عندك مش مضايقك ومحسسك انك ظلماني..!؟
سكت وانا ببصلها بـ ترجي وحُزن عنيا كانت بتحرقني بسبب اني مانعة دومعي تنزل تواسي حاليا تطبطب علي قلبي الـِ اتفحم بـ نار جحود ماما.. 
قاطع سكوتنا والنظرات بيني وبين ماما صوت مراد: 
ـ انا ممكن اتنازل واوفق اني اتجوزك يا كيان ونعيش كلنا سوى.. 
ضِحكت بـ سخرية واخيرا فهمت ماما بتقول كد ليه هي مش هاممها سمعتي ولا حاجه  هي بس عاوزاني اتجوز مراد: 
ـ مسم الاه مراد ابو قُصة بقي يطلعله صوت وبيتكلم ويقترح كمان لا يا راج.. ولا بلاش راجل اصل دي حاجه مشكوك فيا بصراحة.. 
ظهر الغضب علي وشه وعيونه احمرت وكأنه هيتحول فـ اتكلم:
ـ شايف يا بابي شايفة يا طنط.. 
وقف فتحي ابوه بـ عصبية وقرب عشان يمد ايده عليا فـ مسكتها وانا ببصله بـ قرف: 
ـ بابا الله يرحمه قبل ما يموت قالي كلمتين حفظتهم من بعده صمّ اول حاجة اني احترم الناس وخاصتا الكبار واشيلهم فوق دماغي  اما التاني بقي فـ انسي الاولاني خالص وما اسكتش عن حقي عشان هو الـِ كان بيجبهولي وهو دلوقتي زي مانت عارف  ربنا يرحمه عقبالك كد انت و ابنك ان شاءلله... 
شد ايده من ايدي وهو بيبصلي بـ شر وعنيه مليانة غدر ولكني ماهتمتش ووجهت انظاري مرة تانية لـ ماما بترجي صامت وانا بتمني من جوايا انها ماتكسرش اخر حاجة جوايا من ناحيتها فـ قربت منها واتكلمت بـ هدوء و انا ماسكة ايديها : 
ـ يا ماما مراد عنده شقة ممكن هو يروح يسكن فيها لكن انا هروح ازاي لخالتو وانا ماشوفتهاش غير مرة واحدة بس وكمان عندها ولدين انتِ ناسية..!! 
كان جوايا امل ولو صغير اني مش ههون عليها ولكن كل حاجة ادمرت لما اتكلمت بـ جحود وكأني مش بنتها: 
ـ اخر كلام عندي يا كيان روحي جهزي شنطتك يلا زياد ابن خالتك في الطريق..
بصيتلها للمرة الاخيرة وانسحبت من قدامهم ناحية اوضتي وانا بجر رجليا وبمنع دموعي تنزل قدامهم، 
دخلت اوضتي بـ خيبة امل قفلت الباب ورايا بـ المفتاح زي ما متعودة من وقت وفاة بابا
بدأت الم شنطتي ودموعي نازلة علي خدي وانا بفتكر زكرياتي مع بابا في اوضتي 
بصيت في ركن الالعاب هنا كان بيلعب معايا علي طول حتي لما كبرت كان بيعاملني كأني طفلة لفيت بـ نظري علي كرسي التسريحة وافتكرته وهو بيسرحلي هنا وبيهزر معايا، نظري راح للسرير كان دايما بيحب يحكيلي حداويت قبل ما انام ويبوس خدي وبعدها يروح ينام.. 
ـ يلا يا كيان زياد مستني تحت.. 
فوقت من زكرياتي علي صوت ماما من وري الباب فـ اخدت بسرعة صورتي مع ماما من علي الكوميدينو وخرجت وانا بمسح دموعي. 
 لفيت بنظري في اركان الشقة بـ حزن  لحد ما وقف نظري علي  مراد وابوه قاعدين علي الكنبة بياكلوا فشار وماما واقفة عند الباب اول ما شافتني قربت مني عشان تحضني فـ منعتها بسرعة بـ أيدي: 
ـ اول ما اخرج من الباب دَ تنسي ان ليكِ بنت زي مانا اعتبرت نفسي يتيمة الاب والام... عن اذنك يا طنط ثريا.. 
خلصت كلامي بـ سخرية وسحبت شنطتي ورايا وما اهتمتش اشوف ريأكشنها او حزنها الـِ انا متأكدة انه مش هيبقي موجود  
 خرجت من الشقة وسمعت صوت الباب بيتقفل ورايا حسيت بـ نغزة في قلبي ودموعي بدأت تنزل تاني. 
نزلت خطوتين علي السلم وانا حاسة بقلبي بيبكي والله من الوجع والرؤية مشوشة قدامي بسبب الدموع.. 
حسيت بـ أيد بتمسك ايدي فـ وقفت بـ سرعة لما فكرتها ماما واني ماهونتش عليها وقرتت ترجعني وتنهي كل الـِ بيحصل ولكن للمرة المليون تخيب املي فيها لما لقيت مراد، شديت ايدي جامد وبصيتله بـ غضب فـ اتكلم: 
ـ كيان انا بحبك وصدقيني هخليكِ اسعد واحدة في الدنيا بس وافقي عليا وانا هخلي مامتك تعيشك معاها ولو عاوزة انا ممكن اخلي بابا ومامتك هما الـِ يسيبوا الشقة ونسكن فيها احنا..
ـ عارف يا مراد.. 
ابتسم بـ فرحة واتكلم: 
ـ عارف اي..؟؟ 
ـ انت احقر واحد انا شوفته في حياتي واحسنلك تغور من وشي بدل ما هخلي ابوك يترحم عليك العمر كله.. 
كان لسه واقف بـ نفس الضحكة السمجة فـ صرخا فيه: 
ـ غور من وشي يلا.. 
وبالفعل جري بسرعة ابن الجبان وانا كملت في طريقي لـ تحت لحد ماقربت من بوابة العمارة وهنا مقدرتش اقاوم اكتر فـ قعدت علي درج السلم وسمحت لنفسي بالانهيار.. 
كنت محاوطة نفسي بـ ايديا وبعيط علي بابا وماما وعلي حالي والـ وصلتله بعد وفاة بابا 
الدنيا اسودت في وشي واتقفلت من كل بابا كأنها بتقولي جربي الحزن جربي الالم والخيبة 
حسيت بـ حد واقف فوق راسي وتوقعت انه يكون من سكان العمارة فـ وسعتله شوية عشان يعدي وانا لسه بـ نفس قعدتي ولكن التنح استكتر عليا شوية البكا وقرر يبقي واقف فوق راسي.
 وقفت بعصبية واتكلمت بـ زعيق وانا بمسح دموعي الـِ شوشت الرؤية قدامي: 
ـ في اي حضرتك واقف كد ليه...؟ 
مانا مش عارضة فيلم علي مدخل العمارة يعني.
ـ انا
رفعت صباعي في وشه واتكلم بـ صوت عالي: 
ـ انت اي..؟؟ انت انسان مش محترم ومنتهك خصوصية بكاء الاخرين  اصل انا مستنية اي من راجل ما كلكم صنف واحد عاوز الحرق.. 
حاول يتكلم تاني بـ نفس هدوءه: 
ـ يا انسة انا.. 
قاطعته للمرة التانية وانا بخرج كل الغيظ الـِ جوايا فيه: 
ـ نسنسوا عليك الانس والجن يا بعيد انت هتوقف تحكي معايا ولا اي انت مجنون...!! 
غالباً انا افورت في غضبي وهيتعمل مني شورما حالاً بالاً علي ايده  و حقيقي مكنش يومك يا كيان.. 
ـ اخرصي بقي اخرصي... اي ماسورة واتفتحت في وشي كل دَ عشان عاوز اسألك علي شقة مدام ثريا في الدور الكام.
برقت عيني وبلعت ريقي بـ توتر وانا تمني الارض تتشق وتبلعني و بدأت اتكلم بـ ضحكة مهزوزة: 
ـ انت زياد الـِ جاي تاخدني لـ خالتو..؟! 
ضيق عينيه بـ شك: 
ـ انتِ كيان بنت خالتو ثريا..؟! 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد ما يقارب النص ساعة كنا بنزل من عربيته قدام عمارة خالتو الـِ ماشوفتهاش من لما كنت طفلة.. 
طلع زياد قدامي وانا طلعت وراه وانا ساكتة من التوتر والخجل اصل انا واحدة امها طردتها ورفضت وجودها معاها اي الـِ هيخلي خالتها تستقبلها بـ صدر رحب وهي ماشفتهاش غير مرة واحدة. 
فوقت من شرودي علي فتح الباب وصوت زياد وهو بينبهني عشان ادخل.. وبالفعل دخلت وانا بفرك ايديا في بعض وبؤبؤ عيني بيدور في كل انحاء الشقة بـ توتر. 
 قفل الباب وراه وبدأ ينده علي خالتو وانا واقفة خايفة ولكن حالي اتبدل كلياً لما شوفت خالتو جاية ناحيتي بـ أبتسامة لطيفة وهي بتاخدني في حضنها بـ سعادة ظهرت علي نبرة صوتها: 
ـ ما شاءلله كبرتي يا كيان وبقيتي قمر... الله اكبر عليكِ ياضي عيوني.. 
ابتسمتلها وانا ببادلها الحضن ولكن فشلت اني اخرج صوتي طبيعي فـ خرجت بنرة صوتي متقطعة: 
ـ شـ.. شكرا يا خالتو.. 
لسه هتتكلم ولكنها سكتت لما سمعت لـ صوت مريم بنتها الصغيرة و الـِ بيني وبينها سنة واحدة بس جاية علينا وهي بتجري بـ فرحة وصوتها العالي ملئ الشقة: 
ـ اخيراً شوفتك انا كنت متشوقة اوي اني اشوف بنت خالتو واحكيلها اسراري وتبقي اختي عشان انتِ عارفة اني معنديش اخوات بنات بس من النهاردة انتِ بقيتي اختي و... 
قاطعها زياد بسرعة وهي بيكتم فمها بـ أيده: 
ـ نخرص شوية عشان كيان ترتاح ولا اي..؟! 
ابتسمت بـ كسوف وهي بتضرب جبينها بـ خفة: 
ـ sorry I got a little excited
(اسفة تحمست شوية) 
ابتسمت لها وانا لسه واقفة مكاني مش عارفة المفروض اعمل اي فـ لما لاحظت خالتو حالتي اقترحت عليا ادخل اوضتي عشان اظبط حاجتي وارتاح شوية عبال ما تجهز الاكل.. 
دخلت فعلا قفلت البابا ورايا لفيت بـ نظري في الاوضة كانت لطيفة بـ ألوان هادية بدأت افرغ شنطتي ودموعي علي خدي.. 
ـ كيان.... كيان.. 
فوقت من شرودي علي صوت مريم، مسحت دموعي بـ سرعة وانا ببصلها بـ تساؤل فـ اتكلمت هي: 
ـ يلا عشان الاكل جهز.. 
هزيت راسي بالموافقة وانا بقفل الشنطة . 
خرجت وراها واتجهنا لمكان تواجد خالتو وزياد كانت خالتو مجهزة سفرة كبيرة عليها كل ما يلذ ويطيب اول ما خالتو شافتني ابتسمتلي وهي بتشاورلي اقعد جمبها: 
ـ دوقي وقوليلي رأيك بقي يا كيان عشان العيال دي مش بينصفوني ابداً. 
ابتسم زياد و وطى يبوس ايد خالتو: 
ـ ربنا يخليكِ لينا يا ماما.. 
ـ ويخليك ليا ياعيون امك.. 
بصيتله مريم بـ غيظ: 
ـ والله ياست ماما يخليلك زياد بس.. انا برضو كنت حاسة ان محدش طايقني في البيت ده 
وكملت وهي بتبصلي: 
ـ شايفة يا كيان الاضطهاد الـِ انا عايشة فيه عشان كد بقولك انا محتاج ضروري اخت.. 
ابتسمنا كلنا عليها وبدأنا ناكل لحد ما وقفت وانا بمسح ايدي بالمنديل فـ اتكلمت خالتو: 
ـ اي يا كيان هي دي اكلتك ولا اي.. انتِ ماكلتيش حاجة يابنتي.. 
ـ لا يا خالتو الحمد لله شبعت والله.. عن اذنكم.. 
كانت هتتكلم مريم بس خالتو منعتها لما حست امي محتاجة اكون لوحدي.. 
سيبتهم قاعدين واتجهت لاوضتي مكنتش قادرة اعمل حاجة  فـ قفلت الباب بـ المفتاح لقيته في الدرج واتجهت للسرير بـ إنهاك  وكالعادة بهرب من كل مشاكلي بالنوم فـ ماحستش بـ حاجة بعدها... 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله اكبر.... الله اكبر. 
صحيت بـ كسل علي صوت اذان الفجر كنت هكمل نوم بس ضميري أنبني فـ قومت تاني وانا مش عارفه اصلا الحمام فين.. 
لبست اسدالي بسرعة وخرجت وانا بتسحب علي طراطيف صاوبعي عشان محدش يحس بيا فـ يقوموا.. 
ـ حرامي... حرامي... 
وقفت بـ خضة وانا سامعة صوت مريم بـ تصوت وبدأت اصوت معاها وانا مش عارفه الحرامي فين لحد ما شوفت واحد واقف قدامي فـ ماترددتش ثانية وانا بسحب خشبة من علي رخام المطبخ وبضربه بيها علي دماغه.. 
ـ مسكته مسكته ماتخافوش 
بدأت اتكلم بـ فرحة وانا شيفاها واقع قدامي وهو ماسك دماغه ابن الهبلة مفكر ان هيقدر يسرق بيت وكيان فيه ليه ابن مين في مصر هو عشان يـ.... 
ـ احية ده زياد...!!! 
ـ احية ده زياد...؟! 
جريت خالتو و مريم علي زياد بقلق يساعدوه عشان يوقف وانا واقفة متصنمة مكاني مش قادرة اتحرك من الصدمة والخشبة لسه في إيدي 
ـ هو اي الـِ حصل..؟ 
سألت خالتو بـ قلق وهي بتساند زياد يقعد علي الكنبة.
 فـ اتكلمت مريم: 
ـ انا كنت خارجة اصلي ونسيت ان كيان عندنا فـ فكرتها حرامي عشان كد صوت.
بلعت ريقي بـ خوف وانا بشوف نظرات زياد المتألمة وخالتو بتحط له التلج علي دماغه و مريم واقفة جمبي شبة المتذنبين.. 
ـ لما سمعت صوت مريم بتصوت وشوفت زياد قدامي فكرته هو الحرامي فـ شديت الخشبة دي وضربته بيها علي دماغه... انا اسفة. 
خلصت كلامي وانا ببص  لـ الارض بـ كسوف 
ابتسمت خالتو بـ طيبة و هدوء: 
ـ حصل خير ياحبيبتي و زياد كويس اهو كدمة صغيرة بس وان شاءلله خير. 
كملت كلامها وهي بتبص لـ زياد: 
ـ مش كد ياحبيبي...؟ 
وقف زياد باس علي ايد خالتو وفي ايده التلجة حاططة علي دماغه و اتكلم وهو بيخرج: 
ـ حصل خير يا ماما... عن اذنكم هروح اصلي في المسجد.. 
خرج زياد وقفل الباب وراه وانا لسه واقفة مكاني.
 فـ اتكلمت خالتو بـ ضحكة: 
ـ انا كد اتطمنت في حالة غياب زياد ان مافيش حرامي يقدر يهوب ناحية بيتنا.. 
ـ انتِ ماشوفتيهاش يا ماما وهي بتضربه علي دماغه دي ولا تراب الاتش والله. 
ضِحكت بـ ثقة وانا بغمر لهم: 
ـ عيب عليكم ده اقل حاجه عندي.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
فات يومين كانت الاوضاع الي حد ما مستقرة بنزل كل يوم الصبح للجامعة وبعد الضهر بدور علي شغل وكالعادة برجع كل يوم بـ خيبة والفشل ملازمني 
خرجت من الجماعة وانا ببص في كل مكان بدور علي واحدة صحبتي قالتلي انها ممكن تلاقيلي شغل في المكان الـِ بتشتغل فيه كنت خايفة اتأخر لأن ماقولتش لخالتو اني هخرج في اي مكان وكمان مكنتش حابة ان اي حد منهم يعرف اني بشتغل.. 
وبالفعل وقفت استناها وانا علي تكة وهعيط من الـِ بيحصل معايا ومن الدنيا الـ عمالة تديني بالاقلام علي وشي عشان افوق.. 
فات خمس دقايق كمان لحد ما شوفتها جاية عليا بتجري وهي بتنهج فـ اتكلمت بـ عصبية: 
ـ حرام عليكِ يا سارة كل دَ تأخير انا الشمس أكلت وشي يا شيخة.. 
ـ انا اسفة والله بس دكتور فادي اخرنا شوية وماعرفتش ارن عليكِ وانا في المحاضرة.. 
زفرت بـ ضيق وانا بحاول اسيطر علي اعصابي فـ ابتسمتلها بـ هدوء: 
ـ حصل خير بس يلا بينا عشان مانتأخرش اكتر من كد.. 
وبالفعل اتحركنا ومشينا لما يقارب الربع ساعة لحد ما وصلنا كافية قريب شوية للجامعة.. 
دخلت سارة للمدير عشان تعرفه بـ وجودي وانا وقفت استناها برة. 
لفيت بـ نظري في المكان كان الكافية هادئ بـ تصاميم كلاسيكة مريحة للأعصاب 
كانت اللوح مالية المكان بـ شكل راقي ولأني من عشاق الفن والرسم وقفت ادقق في تفاصيل اللوح بـ انبهار.. 
لحد ما فوقت من شرودي علي صوت شخص واقف جمبي حاطط ايديه في جيوبه و بيبص علي اللوح وعلي شفايفه مرسومة ابتسامة جانبية: 
ـ عجبتك اللوح اوي كد..؟؟ 
ـ حضرتك بتكلمني انا..! 
ابتسم ببرود: 
ـ اكيد مش هكون بكلم اللوّح يعني..! 
بصيت له بـ طرف عيني وحقيقي يعني الواحد مش ناقص خفة دم واستظراف فـ سيبته بـ هدوء ومشيت ناحية طربيزة قريبة من باب مكتب المدير مستنية سارة تخرج حقيقي مش عارفة هي اتأخرت كد ليه و.. 
ـ حضرتك مرتبطة..؟ 
قاطع شرودي للمرة التانية صوته السِمج وهو بيسحب كرسي وبيقعد قدامي وابتسامته الباردة ما زالت مرسومة علي وشه. 
ـ لا هو حضرتي هتقل من حضرتك دلوقتي لو ما اتحركتش من قدامي حالاً. 
رفع حاجبه واتكلم: 
ـ حضرِتِك بتكلميني..! 
ـ لا بكلم الكراسي.. 
ـ!!!! 
سكت وانا بنفخ بـ ضيق لعله يحس اني مش طيقاه فـ يقوم ولكنه خالف توقعاتي بـ سؤاله: 
ـ انتِ الـِ هتشتغلي معانا جديد..؟ 
بصيت له بـ استغراب وانا بفكر هو عرف ازاي اني جاية لـ شغل ما يمكن اكون زبونة عادي ولا هو هنا مش بيدخل غير الـِ محتاجين الشغل..! 
ـ ماتفكريش كتير انا شوفتك داخله مع سارة وهي سابتك هنا ودخلت لـ ادهم.. 
قاطع كلامه كلام سارة الـ خرجت من المكتب: 
ـ اي دا يا كيان انتِ اتعرفتي علي مستر سليم؟ 
ـ كيان اممم لطيف لطيف.. 
بصيت له بـ ضيق وتجاهلت كلامه وانا بقف لـ سارة في الوقت الـِ انسحب هو فيه واتجه لطربيزة تانية وعنيه علينا 
ـ عملتي اي طمنيني..؟؟ 
ابتسمت بـ حماس: 
ـ مبروك ياستي مستر ادهم وافق تبدأي معانا.. 
حضنتها بـ فرحة وانا بحمد ربنا في سري: 
ـ شكرا يا سارة بجد مش عارفه اشكرك ازاي والله.. 
ـ ولا تشكريني ولا حاجه بس في مشكلة صغيرة يعني.. 
بعدت عنها بـ قلق وانا ببصلها فـ كملت كلامها: 
ـ مستر ادهم عاوزك تبدأي من النهارده.. 
مانا برضو استغربت ان الامور هتعدي عادي كد من غير كلكعة او تعاقيد 
طيب خالتو هقولها اي واكيد هتحس بـ حاجة لما اتأخر كد خصوصا انها ماتعرفش اني هتأخر النهاردة.. 
ـ ها يا كيان قولتي اي...؟؟ 
ولأني ماقداميش حل تاني وفي الاغلب مكنتش هلاقي شغل مناسب زي ده تاني قريب من الجامعة وبيت خالتو وافقت. وللحظ كمان كان تليفوني فصل شحن للاسف فـ معرفتش اكلم حد منهم اطمنهم 
وبالفعل بدأت الشغل والـِ كان كله في المطبخ، الموضوع مكنش سهل اوي زي ما كنت مفكرة او يمكن لأني مكنتش متعودة فـ فرهدت بـ سرعة 
في وقت البريك قعدت انا و سارة واتعرفت علي بنات كتير كان لُطاف اوي ومن كلامهم عرفت ان سليم اخو ادهم الصغير وشريك معاه بالنص في الكافية.. 
تفكيري كله كان منحصر علي تأخيري ورد فعلهم ولكن كنت دايما بحاول اطمن نفسي بـ انهم مايعرفوش جدول رجوعي وهما يدوب يومين الـِ فضلتهم معاهم فـ اكيد هيفكروا اني اتأخرت في المحاضرات... 
ـ اتمني الشغل يكون عجبكم معانا.. 
وكـ عادتي واحدة بتسرح في اي حاجة قدامها ماحستش بـ جوده غير لما اتكلم جمبي فـ بصيتله بـ استغراب  
ـ واضح انك بتسرحي كتير..
ـ لا هو الـِ انك مركز معايا اكتر... في حاجه حضرتك..! 
رفع اكتافه بلامبلاه: 
ـ شكلك خُلقية بس I like it. 
ـ But I didn't like this
(ولكنني لم احب هذا..)
سيبته واقف واتجهت للمطبخ تاني عشان اكمل شغلي بـ تعب نفسي وجسدي
انتهي اليوم بـ سلام الي حد ما لميت حاجتي بـ سرعة و ودعت سارة، و لأن المسافة بين الكافية وبيت خالتو مش بعيدة اوي ولأني كنت محتاجة اوفر الفلوس الـِ معايا عشان باقي الشهر قررت امشي و اوفر فلوس المواصلات
مشيت لـ ربع ساعة تقريباً لحد ما وصلت لعمارة خالتو طلعت درجات السلم بسرعة كان جوايا خوف كبير من الجاي يمكن البعض يفكرني بـ أفور بس انا حرفيا قلبي كان هيوقف من التوتر.. 
وقفت قدام باب الشقة، فتحت شنطتي وبدأت ادور علي المفتاح الـِ ادتهولي خالتو من يومين عشان لو رجعت و محدش فيهم كان في البيت. 
فتحت الباب ودخلت بـ هدوء وانا بتحسب براحة عشان محدش يحس بيا.. 
لفت نظري صوت خناق عالي جاي من الصالون ولأن صوت كان عالي محدش فيهم حس بيا لما دخلت.. 
قربت اكتر من الصالون عشان الصوت يوضح اكتر كان صوت زياد عالي اوي وباين انه كان متعصب جداً: 
ـ يا ماما دي واحدة امها طردتها من بيتها ويا عالم عاملة اي خلت امها تعاملها.. 
ـ يابني حرام عليك دي يتيمة وطيبة والله لولا بس الزفت جوز امها هو الـ لعب في دماغ ثريا مكنتش هتعمل كد في ضناها ثم ده مش موضوعنا دلوقتي المهم نطمن عليها والغايب حجته معاه.. 
ـ ما السنيورة قافلة تليفونها و ياعالم بتتصرمح فسن دلوقتي و انتِ ضغطك عليّ من القلق عليها..
كنت واقفة وري الباب دموعي مغرقة وشي مش عارفه المفروض اعمل اي ادخل و اوجهه بس هقوله اي وهو كلامه اغلبه صح انا فعلا يتيمة وماما الـِ بقيالي من الدنيا اتخلت عني.. 
رفعت كفوفي ومسحت دموعي واتسحبت تاني علي طراطيف صوابعي فتحت الباب وقفلته تاني بس بـ صوت عالي عشان يسمعوه وكأني لسه داخلة.
وبالفعل خطتي نجحت وما ان قفلت الباب حتي لقيتهم خارجين كلهم لسه هيتكلم زياد بـ عصبية خالتو وقفته بـ سرعة وهي بتضغط علي ايده بـ ترجي فـ سكت هو بقلة حيلة قدام مامته.. 
تجاهلته كلياًّ وقربت من خالتو بـ هدوء: 
ـ انا اسفة جدا يا خالتو الفون فصل شحن و اتأخرت في محضراتي النهاردة فـ معرفتش اطمنك..  
حضنتني واتكلمت: 
ـ قلقتيني اوي عليكِ يا كيان.. 
حسيت بـ غصة مرة وحاول امنع نزول دموعي فـ خرجت نبرة صوتي متقطعة: 
ـ انا.. انا اسفة يا خالتو مش هتتكرر عـ... عن اذنكم هدخل ارتاح عشان تعبانة شوية.. 
دخلت بسرعة من غير ما اسمع كلام اي حد وانا جوايا وجع كبير، وجع من كل الرفض الـِ بشوفه في حياتي و كأن الدنيا مستكترة عليا فرحتي بـ الشغل فـ ختمتها معايا وانا سامعة إهانة زياد ليا وشفقت خالتو عليا.. 
ـ الحقي يا ماما دخلت انده كيان للفطار لقيتها لمت كل حاجتها وسايبة الورقة دي بتقول فيها. 
" صباح الخير يا خالتو انا اسفة للي حصل امبارح صدقيني  كان غصب عني  اني اتأخر او اقلقك عليا، بالنسبة لـ زياد فـ انا مش دايرة علي حل شعري ولا حاجه انا بس كنت بشتغل عشان اصرف علي نفسي لانك زي مانت عارف انا يتيمة الاب وماما اتخلت عني  من غير ما اعمل مصيبة ولا حاجة
وانا مايرضينيش انكم تتخانقوا بسبيي فـ انا لميت حاجتي وهروح اعيش مع واحدة صاحبتي وماتقلقوش عليا انا هكون كويسة ان شاءلله. "
سيبتهم واقفين برة ودخلت بسرعة اوضتي قفلت الباب ورايا كويس بالمفتاح وبدأت احاول  اسيطر علي نفسي وعلي دموعي،غمضت عيني بـ قوة وانا بتكلم بـ إصرار : 
ـ ماتعيطيش يا كيان انتِ كنتِ مستنية منهم اي اصلا دول ناس غريبة عنك و يوم او اتنين وكانوا هيزهقوا منك زي امك.. خليكِ قوية زي ما بابا قال... 
اخدت نفس عميق في محاولة مني لـ إخراج كل الطاقة السلبية الـِ جوايا واتجهت بسرعة
 لـ تحت السرير سحبت الشنطة بتاعتي وبدأت الم حاجتي بـ هدوء عشان محدش يسمع حاجة فـ يحاولوا يمنعوني.. 
بعد فترة كنت خلصت تجميع حاجتي رفعت الشنطة وخبيتها ورى الستارة عشان لو خالتو جات ماتشوفش حاجة. 
قعدت علي السرير بـ تعب وإنهاك وانا بفكر هعمل اي وهروح فين وانا ماليش اي مكان ممكن اقضي فيه يومين لحد ما اقبض واجر شقة. 
بدأت ادعي الله في سري بالدعاء الـِ كنت دايما بسمع بابا بيردده لما بيكون مهموم او في حاجة مدايقاه. 
" اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن، واعوذ بك الجُبن والبُخل، واعوذ بك العجز والكسل، واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.."
فضلت اردد الدعاء لأكتر من نص ساعة وانا لسه علي وضعية نومي لحد ماخطرت علي بالي سارة وانها ممكن تساعدني بـ حكم انها عارفة المكان هنا كويس وممكن تلاقيلي شقة بـ أجار قليل.. 
ابتسمت بحماس و قومت بـ سرعة لفيت بـ نظري في المكان علي شنطتي ولكن مالقتهاش دورت تاني في كل مكان وكانت النتيجة برضو الخيبة. 
خبطت علي دماغي بـ ضيق لما افتكرت انها وقعت مني علي باب الصالون وانا بسمعهم.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ عرفت يا زياد انك كنت ظالمها..! 
ـ وانا اي عرفني يا ماما انها هتتأخر في الكلية لـ دلوقتي مانا مش بقرأ علي كف ايدي يعني..!! 
ـ لا مش بتقرأ بس علي الاقل تستني لما تيجي ونفهم منها الـِ حصل مش تتكلم عنها بالطريقة دي.. 
بصيت لهم مريم بـ قلق واتكلمت وهي بتقعد جمب مامتها: 
ـ عيون كيان كان جواهم حزن كبير بتحاول تخبيه انا حاسة انها سمعت حاجة.. 
بصيت لها مامتها بـ شك: 
ـ تفتكري..؟ 
قعد زياد جمبهم بـ تعب وهو بيضغط علي راسه: 
ـ ما اعتقدش لانه بحكم معرفتي بيها و بشخصيتها لو كانت سمعت مكنتش هتدخل عادي. 
بصيت له دلال مامته بـ سخرية وهي بتقوم: 
ـ انت لو بحكم معرفتك بيها بجد مكنتش هتقول كد... ربنا يستر وماتكونش سمعت حاجة فعلاً.. 
وكملت وهي بتوجه كلامها لـ مريم: 
ـ تصبحي علي خير ياحبيبتي انا داخلة انام .. 
رفع زياد حاجبه بـ ضيق: 
ـ مافيش تصبح علي خير يا زياد ولا بقيت ابن البطة السودة دلوقتي..!! 
تجاهلت دلال ومريم كلامه ودخلوا كل واحدة اوضتهم وهو فضل لوحده ولما زاد وجع دماغه وقف واتجهه للمطبخ يدور علي اي برشام يخفف الوجع شوية.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
فتحت باب اوضتي بـ راحة ولما لفيت بـ نظري في المكان واتأكدت انهم ناموا خرجت اتسحب علي طراطيف صوابعي عشان محدش يحس بيا لاني مش قادرة لأي كلام دلوقتي خالص و.. 
ـ مالك بتتسحبي كد زي الحرامية..؟ 
شهقة عالية خرجت مني من الخضة فـ حطيت ايدي عليه فمي بسرعة، وضربات قلبي تكاد تُسمع والله وحقيقي انا خلفي اتقطع بسبب الـِ منه لله.. 
حاولت اسيطر علي اعصابي وانا ببصله بـ عصبية و انا علي تكة هقوم افشفش راسه خالص عشان مايطلعلوش حِس تاني البني ادم المستفز ده. 
ـ في حد يخض حد كد..!؟ 
ـ وهو في حد يخرج من اوضته بيتسحب كد..!! 
بصيت له بـ طرف عيني وقررت اتجاهله خالص فـ مشيت ناحية الصالون لقيت الشنطة مكانها سحبتها بـ سرعة وهو لسه واقف بيبصلي بـ هدوء، قربت من اوضتي كنت هدخل و اقفل الباب بس لقيتني برجع له تاني وبتكلم بـ أبتسامة جانبية: 
ـ المرة الجاية لما تتكلم عن شرف بنت بالسوء بـ اعتبار انها مش موجودة وتتكلم عن يتمها وكأنه عار او عيبة في حقها افتكر ان في رب شايفك ومش بيسيب حق حد. 
حسيته اتصدم لما عرف اني سمعته ووشه احمر من الخجل ولكني ما اهتمتش ورجعت لـ اوضتي تاني. 
 لسه هفتح الباب وادخل سمعت صوته والـِ من نبرته الندم  فـ وقفت ولكن مالتفتش له:
ـ انا اسف... حقيقي مش عارف اقولك اي بس انا كنت قلقان عليكِ والله  لما اتأخرتي كد، وتليفونك مقفول ومكنتش عارف انا بقول اي من خوفي ..سامحيني يا كيان.
ـ اسفك مش مقبول. 
 دخلت اوضتي وانا بتنهد بـ ضيق، وخوف كبير بيتبني جوايا من الـِ جاي ولكني حاولت اهدئ نفسي بـ ان هيحصل اي اكتر من الـِ حصل.. 
خرجت الفون من الشنطة كان لسه فاصل شحن، نفخت بـ ضيق وانا بدور علي الشاحن بـ عيني ، ابتسمت لما لقيته علي التسريحة اخدته بسرعة حطيته علي  الفون لحد مافتح جبت رقم سارة ورنيت عليها.. 
ـ كيان.. في حاجه ولا اي..؟ 
واحدة رانة عليها الساعه 3 الفجر طبيعي تقلق كد ولكن مكنش قدامي حل تاني ومش هينفع استني للصبح. 
ـ سارة ماتعرفيش تتصرفيلي في اي مكان اقضي فيه يومين لحد ما القي شقة اجرها.
ـ انا مش فاهمه حاجة شقة اي ومين هيأجرها..؟!      
ـ لا سارة ابوس ايدك صحصحي معايا كد و ركزي. 
ـ فوقت اهو وفهميني براحة انتِ عاوزة اي..؟ 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
كلامها الـِ في الرسالة كان بـ مثابة سكاكين بتقطع قلبي، مهما قولت او عملت دلوقتي محدش فيهم هيعذرني وده حقهم اكيد مانا كلامي مكنش هيّن معاها.. 
ـ يعني كيان سمعتنا امبارح..؟! 
تنفست مريم بـ ضيق: 
ـ اكيد يا ماما اومال اي هيخليها تسيب البيت كد. 
دموع ماما بدأت تنزل علي خدها وانا واقف جمبها مش قادر اتحرك او اعمل حاجه. 
ـ هتروح فين طيب دي مابقاش ليها غيرنا. 
ـ مش ممكن تكون راحت لـ خالتو يا ماما.. 
ـ هاتيلي تليفوني بسرعة اكلم ثريا.
جريت مريم بـ سرعة ولهفة علي اوضة ماما وانا عيني متركزة عليها وجوايا امل كبير بـ إنها تكون عندها مع ان احساس جوايا كان بيقول انها مش هتروحلها ولكني ماحبتش اسبق الاحداث وانتظرت لما ماما تكلم خالتو لعلي وعسى تكون عندها فعلا.. 
ـ خدي يا ماما انا جبتلك الرقم. 
قعدت مريم جمبي واحنا باصين ناحية ماما وهي بتتكلم بـ انتباه. 
ـ ازيك يا ثريا عاملة اي..؟ 
سكتت شوية لما خالتو ردت عليها وظهر علي ملامح ماما الضيق والحزن ولكن حاولت تعدل نبرة صوتها وهي بتقفل معاها.. 
ـ ايوة بتسلم عليكِ.. لا متقلقيش عليها دي في عنينا.. ماشي ياحبيبتي خدي بالك من نفسك سلام.
ـ مش عندها.
كلمة واحدة قالتها ماما لما قفلت مع خالتو وبدأت دموعها تنزل تاني ومريم بتحاول تهديها عشان ماتتعبش.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ حقيقي يا سارة انا مش عارفه اشكرك ازاي.. انتِ ربنا بعتك طوق نجاة ليا والله.. 
ابتسمت سارة بـ طيبة وهي بتغسل ايديها جمبي: 
ـ انا ماعملتش حاجة يا كوكي الشكر كله يروح لـ مستر سليم ومستر ادهم بعد ربنا.. 
اتنهدت بـ راحة وانا بهز راسي بالموافقة. 
ـ بس غريبة يعني هما ليه عاملين سكن مجمع للي شغالين معاهم.. 
ـ ولا غريب ولا حاجة هما عندهم كذا عمارة ولان اغلب الـِ شغالين هنا طلبة مغتربين عطوهم شقتين يسكنوا فيهم وبيخصموا كل شهر الاجار من مرتبهم بس طبعا بـ سعر قليل اوي مقارنةً بالشقق التانية.
هزيت راسي بـ اقتناع وانا بدعيلهم بالخير في سري. 
بعد نص اليوم كان وقت البريك و للأسف اليوم ده كان عندي محاضرة مهم فـ قررت اروح علي مكتب مستر ادهم وسليم استأذن بـ أني اخد نص اليوم اجازة. 
وانا في طريقي للمكتب حسيت بـ هزة في جيبي  وقفت وانا بطلع الفون والـ كان بيرن بـ رقم غريب فـ اتجهت لـ ركن منعزل في الكافية. 
ـ الو.. 
سكت وانا بسمع رد الطرف التاني 
ـ ازيك يا كيان عاملة اي ياحبيبتي.
علي اد ما كنت زعلانة منها علي اد ما كانت وحشاني، عمري ما تخيلت ان هييجي اليوم الـِ هكون مش قادرة اكلمها عادي وان هيكون في حاجز كبير كد بينا للوهلة الاولي قلبي حنّ لها ولكن لما افتكر  جحودها معايا دوست علي قلبي ومشاعري. 
ـ مين معايا..؟؟ 
حسيت من بنرة صوتها انها زعلت ولكن حاولت ما اتأثرش ولا ابين ده في كلامي . 
ـ معقول اسبوع واحد ينسيكِ صوتي يا كيان..! 
ـ نفس الاسبوع الـِ نساكِ ان عندك بنت طردتيها من بيت ابوها عشان جوز الفيران الـِ وماسألتيش فيها هتصرف منين ولا هتتصرف ازاي في بيت ماتعرفش فيه حد. نساني اني عندي ام. 
ـ يا كيان انا بس كنـ... 
قاطعتها بـ سرعة وانا حاسة اني لو فضلت ثانية كمان هعيط وابين لها ضعفي في غيابها: 
ـ بصي يا مدام في اليوم الـِ انا بقيت فسه يتيمة الام انتِ فقدتي بنتك و ياريت ما تحاوليش تكلميني تاني لاني مش هرد.. 
قفلت الفون وانا حاطة ايدي علي قلبي وبحاول اهدئ نفسي بـ ان ده مش الوقت ولا المكان المناسب للعياط.. 
ـ يارب انا تعبت يارب ومش قادرة استحمل اكتر من كد يارب هو عليك هيّن يارب حلها يا رءوف.. 
دموعي بدأت تنزل فـ مسحتها بسرعة ولكن كانت بتخوني تاني وتنزل علي خدي بـ ضعف: 
ـ هتعيطي زي مانتِ عاوزة بس مش هنا اجمدي يا كيان الناس هتقول عليكِ اي.
رفعت كُم البلوزة مسحت بيها دموعي وانا بكلم نفسي ولما تأكدت اني بقيت اقوي شوية لفيت عشان اروح المكتب ولكني وقفت بصدمة لما شوفت مستر سليم واقف ورايا وغالباً سمع كلامي كله..!! 
ـ مسـ... مستر سليم حضرتك محتاج حاجة...؟! 
بصيت له بتوتر وانا بشوف نظراته المتفحصة ليا وكأني بالفعل سمعني.. 
ـ هو في حاجه.. انتِ كنتِ بتعيطي مش كد..؟؟ لو حابة تتكلمي انا ممكن اسمعلك واعتبريني صديق.
ابتسمت بـ توتر: 
ـ لا لا مافيش حاجه انا بس في حاجه دخلت في عيني وكنت واقفة اخرجها.. 
ـ بصي يا كيان انا مش عارف انتِ مالك ولكن متأكد ان في حاجه تانية فـ  كنت حابه اقولك أنتِ مش فاشلة كفاية تحطيم في نفسك وكفاية وهم إنك مش هتعرفي تكملي وإن دي النهاية .. كفاية تفكري في إللي فات وتجلدي ذاتك بإنه مكنش ينفع إللي حصل .. كُل حاجة حصلت ليكِ ولسه هتحصل مكتوبة ليكِ أصلاً ولازم تحصل سواء وافقتِ أو لا .. فشلك في علاقة أياً كان المُسمى بتاعها ده مش معناه إن كده خلاص أهدافك وطموحاتك لسه متحققوش عادي بس انت أجري وراهم اوعي تفتكري أن مفيش فُرص تاني .. لا لسه فيه فُرص ولسه فيه طُرق أنتِ متعرفش عنها أي شيء .. قومي وكملي حياتك خدي فرصة إنِك تكملب .. مفيش أي مشكلة لما تقعي وتقومي طالما من جواكِ بتحاولي .. ربنا مش هيضيع تعبك ولا محاولاتك نهائي بس أنتِ حاولي عشانك معرفش كلامي ده له علاقة بـ مشكلتك ولا لا بس حسيت اني حابب اقولهولك.. 
كلامه كان بـ مثابة power عشان اكمل وما اتعبش، انا احسن من غيري بـ كتير واكيد ربنا مخبيلي الحلو كله بس محتاج الصبر.. 
ابتسمتله بـ هدوء واستأذنت منه عشان اخرج وهو ما اعترضش فـ دخلت تاني اخدت حجاتي وبدل هدومي واتجهت للجامعة ولاني كنت متاخرة قررت اخد اوبر.. 
وبعد اقل من عشر دقايق تقريباً كنت بنزل من التاكسي بعد اما حاسبته ولأني كنت متأخرة جداً جريت عشان يدوب هلحق ادخل قبل دكتور المادة والـِ مش بيدخل حد بعده.. 
كنت ماشية في الطرقة وانا بظبط حاجاتي ومش منتبة للي جاي عليا وقبل مما اخبط فيه اتكلم بـ صوت عالي عشان انتبه واقف فـ شهقت بـ خضة ورجعت خطوتين لـ ورى.. 
رفعت نظري علي الشخص ده ولسه هتكلم اتصنمت مكاني وانا مبرقة عيني بـ صدمة: 
ـ مستر سليم... انت بتعمل اي هنا..!؟ 
ابتسم بـ هدوء: 
ـ انتِ ماتعرفيش اني دكتور هنا ولا اي..؟ 
ـ بتهزر صح انا اول مرة اشوفك هنا..! 
ـ مش غلطتي انك مش مجتهدة ومش عارفة الدكاترة بتوعك.
ابتسمت بـ عدم تصديق: 
ـ بجد والله مش مصدقة.. 
ـ ماطبيعي ماتصدقيش لاني ولا دكتور ولا نيلة انا ليا واحد صاحبي هنا وكنت بشوفه.. 
ضِحكت علي غبائي  واني كنت هصدقه فعلا.. 
ـ ما الحلو مقضيها اهو اومال سايق عليا العوج ليه..؟! 
بصينا احنا الاتين علي مصدر الصوت والـِ مكنش غير مراد عملي الاسود.. 
قرب منه سليم وكان هيضربه لولا اني منعته بسرعة وانا ببعده عنها عشان مايحصلش مشاكل ولكن مراد كان له رأي تاني بسبب كلامه: 
ـ جيبالي واحد يضربني يا كيان عشان فضحتك وعرفت حقيقتك وانتِ الـِ عاملة علينا الخضرة الشريفة.. 
ـ مين دول يا كيان...؟!! 
بصيت لمصدر الصوت وانا بتمني الارض تنشق وتبلعني: 
ـ زياد.. 
بصيت قدامي لما سمعت شخص بينده بـ أسمي وسليم ومراد بيبصوله بـ استغراب 
ـ زياد..! هي كد كملت فعلا.
عارفين مثال جات الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح اهو ده اكتر مثال ينطبق علي حياتي الفترة دي..! 
جه زياد ناحيتنا وهو بيبص علي سليم الـِ واقف مش فاهم حاجة و مراد الـِ بيبصلي بـ شر وكأني اكلة ورث الحجة  وانا واقفة  ببص عليهم وبتمني الارض تتشق وتبلعني حالاً بالاً.. 
ـ مين دول يا كيان وواقفين كد ليه..؟! 
و للمرة التانية بيتكلم زياد وقبل ما ارد عليه كانت بيتكلم مراد بـ شر : 
ـ غالباً الطردة جات علي هواكِ عشان تعرفي تتسرمحي كويس وبدل ما يبقي واحد بقوا تلاتة..!! 
قرب منه زياد و سليم بـ عصبية وهما ناوين له علي شر وقبل مايعملوا حاجة كنت ببعدهم عنه قبل ما اي حد يلاحظ حاجة 
ـ انت اتجـ.... 
وقبل ما اكمل كلامي جاله تليفون فـ رد عليه
 و كأنه مستنيه ولكن انقلب السحر علي الساحر   بحيث انه قبل مايتكلم ظهر علي وشه الصدمة وهو بيسمع للطرف التاني. 
 فـ اتكلم بـ تسرع قبل مايقفل معاه ويجري برة الجامعة كلها:
ـ انا جاي حالاً ماتعملش حاجة غير لما اجي..ماشي ماشي..
 مشي مراد و مابقاش فيه غيري انا وزياد وسليم وبما ان كده كده المحاضرة خلاص بح بصيت لـ زياد بـ عصبية حتي اني نسيت وجود سليم. 
ـ خير يابن خالتي نسيت حاجة تعايرني بيها وافتكرتها دلوقتي فـ جاي تقولي عليها دلوقتي ولا اي.. ولا يمكن اشفقت عليا بسبب يتمي وجاي ترجعني تاني..!! 
ظهر الندم والخجل علي وش زياد بـ وضوح ولكني ما اهتمتش كتير. 
ـ طيب ممكن نتكلم علي إنفراد وهفهمك كل حاجه.. 
ـ عاوز تفهمني اي او انت مين اصلا عشان اهتم بـ إني اسمعك..!! 
اتعصب.. ده اتعصب اوي بس حسيته بيحاول يظبط اعصابه ويسيطر علي نفسه فـ خرج صوته الي حد ما هادئ: 
ـ انا عارف اني غلطان ولكن انا بقولك هنتكلم عشر دقايق بس ياشيخة عشان خاطر ماما حتي.. 
تفهم سليم انها مشكلة عائلية فـ استأذن مننا ومشي هو كمان ولأني ماشوفتش من خالتو حاجة وحشة بل العكس كانت بتعاملني زي مريم قررت اسمعه وانا مقررة ان كلامه مش هيأثر فيا.. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ تشربي اي..؟   
ـ السم الهاري... قول الكلمتين الـِ عاوز تقولهم عشان مش فاضية للأسف.
ابتسامة جانبية ظهرت علي وشه ولما شاف عصبيتي حاول يخبيها بسرعة: 
ـ للاسف مش بيقدموا السم الهاري هنا فـ لو تكرمتي وطلبتي حاجة خارقة كـ الشاي او العصير اكون شاكر جدا ليك.
ـ انتِ متعصبة دلوقتي اوعي تضحكي يا كيان اوعي.. 
حاولت امنع ظهور ابتسامتي و بصعوبة قدرت امثل الجمود وحقيقي الإنسان لو لاقي كرامته في كيس قلبظ مش هيبقي كد.. 
ـ قول الـِ عاوز تقوله يا زياد وبسرعة
 لو سمحت. 
جه الويتر فـ طلب اتنين عصير وبعد اما مشي  تحمحم و بدأ يتكلم بـ هدوء: 
ـ مبدأياً ايً كان الـِ هقوله دلوقتي فـ ده مش مبرر لـ كلامي الوقح  ولكن حقيقي انا كنت مضغوط اوي اليوم ده في الشغل ولما رجعت البيت تعبان  لقيت ماما ومريم بيعيطوا وهما مش عارفين انتِ اتأخرتي ليه ولأن ماما ام مصرية اصيلة حطت مليون سينريو لخطفك وانهم دلوقتي بيقطعوا اعضائك وقدرت تقنع مريم فـ بالتالي انا فكرتك اتخطفتي فعلاً خصوصا ان تليفونك كان مقفول.. 
جه الويتر بـ المشاريب فـ سكت زياد وانا ببصله بـ انتباه للوهلة الاولي حسيت اني هسامحه خصوصا لما ظهر الندم علي وشه ولأني في اليومين الـِ عشتهم معاهم ماشوفتش منه حاجة وحشة او تعامل معايا بـ طريقة مش كويسة.. 
خرجت من شرودي لما بدأ يتكلم تاني فـ بصيتله بـ انتباه: 
ـ نزلت ادور عليكِ حتي جيت للكلية هنا ولكن مكنش فيه حد اصلا فـ رجعت البيت تاني وتحت بكاء ماما انا فقدت السيطرة علي نفسي فـ قولت الكلام الخايب ده عشان ابرر غيابك الـِ قلقنا كلنا ولما رجعتي واتطمنت عليكِ وقولتي انك اتأخرتي في المحاضرات انا ما اتكلمتش رغم اني عارف ان الكلام ده محصلش ولكن صدقيني كل الكلام الـِ قولته مكنش بقصدي وكان بس في وقت ضغط.. 
ـ بـ... 
لسه هتكلم واعاند معاه ولكنه قاطعني بسرعة: 
ـ لو هتقولي الانسان بيقول الـِ بيفكر فيه وهو مضغوط تبقي غلطانة ومش دارسة علم نفس و ماتعرفيش ان الانسان لما بينضغط بيقول اي حاجه عشان يهرب من الضغط ده.
اخدت شفطة من العصير وانا ببصله بـ سخرية مصطنعة: 
ـ و اي الـِ مطلوب مني دلوقتي..؟
اتكلم بـ بساطة وهو بيشرب من عصيره: 
ـ ترجعي معايا البيت ماما رافعة الحداد وحالفة ما هتطبخلنا حاجة إلا لما ترجعي.
شرب شفطة تانية بعدين كمل بـ ضحكة: 
ـ معدتي عفِّنت من اندومي مريم يا كيان والله. 
غصب عني ضِحكت وانا بتخيل شكله وهو بياكله غصب  ولأنه في اليومين الـِ كنت معاهم فيها كان دائماً بيتخانق مع مريم عشان الاندومي.
غمز بـ عينه وهو بيبتسم بـ اتساع: 
ـ ضِحكت يعني قلبها مال ولا اي يابنت خالتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولأن الثبات علي المبدأ متفصل علي قدي انا دلوقتي قاعدة مع خالتو و مريم الـِ حضناني من وقت ما دخلت وكأني ههرب. 
ـ تعالي يا كيان ياحبيبتي انا جهزت الاكل عملتلك مكرونة بشاميل و سمبوسة والمنبار الـِ بتحبيه ملوخية وكل حاجة بتحبيها عملتهالك.. 
ابتسمت بحب علي طيبة خالتو الـِ تجبرك تحبها بدون اي تعب منها فـ قومت بـ صعوبة من مريم وانا بذقها بـ هزار وقربت من خالتو حضنتها بـ حب علي دخول زياد وفي ايده اكياس كتير. 
ـ وه خيانة في بيتي  وفي صالوني علي سجادتي وجنب سفرتي 
و اي دا...!! 
اتكلم بـ صدمة وهو بيدور حوالين السفرة بـ دهشة من كمية الاكل فـ رجع بص لـ خالتو تاني بـ لؤم: 
ـ والله يا ست ماما هو من لقى احبابه نسي اصحابه ولا اي مش كنتِ عاملة إضراب علي الاكل خالص وسيباني تحت ايد المفترية دي عمالة تزغطني في اندومي لما معددتي لزقت في بعض.. 
 وقفت مريم جمبي وبصت له  بـ حنق: 
ـ والله دلوقتي انا بقيت مفترية اومال فين لما كنت تفضل بالساعة تتحايل عليا عشان اعمل حسابك معايا في طبق.. 
بصيت لهم خالتو بـ حزم مرح وهي تتصنع الجدية واتكلمت بعد اما حطت الطبق الـِ معاها علي السفرة: 
ـ بس انتوا الاتنين عيب كد..
 وانت يا زياد اي الـِ في ايدك ده...؟ 
رفع زياد الاكياس قدامه واتكلم وهو بيحطهم علي رخام المطبخ: 
ـ دول شوية لب وشيبسي وبيبسي علي شوية شوكلاتات لزوم القعدة يعني.
ـ للأسف مش هقدر اسهر معاكم عشان لازم ارجع الشقة بدري. 
قربت مني خالتو بـ حزن ظهر واضح علي ملامحها: 
ـ انتِ لسه مصرة برضو يا كيان تسيبينا لو مش قادرة تسامحي زياد انا ممكن ارميه برة البيت عشان خاطر عيونك والله.. 
مالت مريم علي زياد واتكلمت بـ ضحكة: 
ـ امك بترت لا بترت اي قول دشملت هرست خاطرك خالص.
بص لها زياد بـ حنق وتجاهل كلامها وهو بيزقها بعيد عنه. 
ـ صدقيني يا خالتو انا كد هبقي مرتاحة وكمان الحمد لله انا بدأت شغل والسكن ده خاص بالشغل يعني ماتقلقيش عليا.. 
ـ يعني هو انتِ معانا مكنتيش مرتاحة..؟! 
قربت منها وانا بحط ايدي علي كتفها: 
ـ والله كنت مرتاحة بس هاخد راحتي اكتر لما اكون في شقة خاصة بيا وانا مش صغيرة وهقدر اخلي بالي من نفسي كويس وكل يوم هجيلك ماتقلقيش.. 
ـ طيب ماتسيبك من الشقة دي وخدي الشقة بتاعتنا الـِ قصاد الشقة دي بدل ماهي مقفولة.. 
ـ بس.. 
ـ ما بسش يا كيان مريم معاها حق واهو تبقي اخدة راحتك واحنا برضو نبقي مطمنين عليكِ اكتر. 
حاولت اعترض تاني بـ حِجة الأجار واني مش هقدر اسكن فيها ببلاش ولكن خالتو ماسبتليش الفرصة .. 
واتكلمت بـ حزم وهي بتقعد وبدأت تحط الاكل في الاطباق: 
ـ هبقي اخد منك اجار زي الـِ بتدفعيه في الشقة المهم تباتي هنا النهاردة مع مريم وبكرة تروحي تجيبي حاجتك وماتقلقيش الشقة فيها اثاث كامل ومتنضفة مش محتاجة غير شوية حاجات بسيطة وهتبقي علي سِنجة عشرة. 
ابتسمت لها بـ قلة حيلة وانا بقعد جمب مريم و بدأنا ناكل كل ده و زياد ساكت و كأن باله مشغول بـ حاجة ولكني ما اهتمتش
بدأنا ناكل في جو مرح مابين غلاسة مريم علي زياد العصبي و صرامة خالتو عليهم ودلعها ليا.. 
وبعد فترة كنا خلصنا اكل فـ قامت خالتو تغسل وبدأت انا بلم السفرة وزياد بيعمل الشاي و مريم هتغسل المواعين فـ روحت اساعدها.. 
ولما خلصنا كل حاجه اتجهنا كلنا للصالون مكان وجود خالتو ومعانا الاكياس الـِ جابها زياد 
كانت خالتو مشغلة مسرحية قديمة فـ انضمينا ليها وصوت ضحكنا قلب الشقة كلها..
اد اي كنت مشتاقة للجو ده من بعد وفاة بابا وانا ماضحكتش كد من قلبي.. 
قاطع تفكيري رنة تليفوني فـ استأذنت منهم و قمت للبلكونة عشان ارد.. 
ـ الو.. 
ـ ازيك يا كيان انا سليم.. 
 ضيقت عيوني وانا بفكر جاب رقمي منين وبيرن عليا دلوقتي ليه وكأنه فهم صمتي فـ اتكلم بـ توضيح: 
ـ اعذريني لو برن في وقت زي ده بس انا قلقت عليكِ لما كنتِ بتتخانقي مع قريبك فـ قولت ارن عليكِ اطمن وجبت رقمك من بيناتك في الكافيه 
ـ شكرا لـ سؤالك وانا الحمد لله بخير ده كان سوء تفاهم مع ابن خالتو واتحل خلاص.. 
حسيته كان عاوز يقول حاجة ولكنه كان محرج وده ظهر واضح من نبرته: 
ـ كيان ينفع نتقابل بكرة في اي كافية قبل الشغل محتاج اتكلم معاكِ في حاجه مهمة: 
وقبل ما اتكلم واستفسر كان هو بيقاطعني: 
ـ ومن قبل ما تسألي حاجة اي صدقيني لو ينفع كنت قولتلك دلوقتي ولكن الـِ عاوزك فيه ماينفعش يتقال علي التليفون.. 
ـ تمام نتقابل بكرة في كافية الـ**** الساعة 7.
قفلت معاه وانا بفكر هيكون محتاجني في اي وقبل ما الف عشان ارجع تفاجأت بـ زياد واقف ورايا وفي ايده مج القهوة وهو بيبصلي بـ تركيز: 
ـ كنتِ بتكلمي مين وهتقابليه بكرة...؟ 
حركت اكتافي بـ عدم اهتمام: 
ـ وانت مالك..!! 
ـ اممم انا مالي فعلا.. عموماً بتقولك ماما اشربي قهوتك قبل ما تبرد. 
اخدت منه القهوة وتخطيته وانا بدخل لخالتو قعدت معاهم لفترة  كملنا القعدة وبعدين دخلنا ننام لما القوت اتأخر.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
في تمام الساعه 7 ونص كنت بدخل الكافية الـِ متفقة مع سليم اقابله فيه وبالفعل كان قاعد مستنيني بصيتله بـ استغراب هيكون محتاجني في اي يخليه يطلب يقابلني دلوقتي ومستنيني كل ده. 
اول ما لمح طيفي قام وقف بـ ابتسامة متوترة سلمت عليه وقعدت فـ طلبلي قهوة. 
ـ ها كنت محتاج مني اي يخليكِ مستعجل ومتوتر كد..!! 
بدأ يفرك ايديه في بعض ويبتلع ريقه بـ توتر خلاني اقلق من الـِ هيقوله: 
ـ كيان بصراحة.. انا... انا بحب.. 
ـ والله هو ده الـِ جاية تقابليه وطالعة من الصبح كد لا والبية جاي يعترفلك بحبه ولا كأنك مخطوبة لكيس جوافة.. 
وقفت وانا ببص لـ زياد بـ عدم فهم وعلامات الاستنكار رُسمت علي وجهي بـ وضوح. 
 الله هو ده الـِ جاية تقابليه وطالعة من الصبح كد لا والبية جاي يعترفلك بحبه ولا كأنك مخطوبة لكيس جوافة..!! 
عارفين النحس اهو والله العظيم متفصل علي مقاسي تفصيل 
لـ تاني مرة يقاطعنا صوت شخص فـ وقفت وانا ببص لـ مصدر الصوت بـ عدم فهم وعلامات الاستنكار رُسمت علي وجهي بـ وضوح. 
ـ ها كمل يا افندي كنت عاوز تعترف لـ خطيبتي بـ أي..؟! 
اتحركت من مكاني بـ عصبية ووقفت قدامه وهو لسه محافظ علي ريأكشن البرود بتاعه ماهو كفاية كد بجد.. اي السماجة دي..!! 
ـ انت عبيط يا زياد ولا عندك خال اهبل..!! 
ـ حوار عبيط فـ لا اما حوار خالي فـ هبقي اسأل ماما يا خطيبتي المصون. 
ـ خطيبتك مين يا عسل انت بتكذب الكذبة و بتصدقها..!! 
ـ ياجماعة استهـ.... 
حاول سليم يتكلم فـ قاطعناه احنا الاتنين بـ عصبية و بـ صوت واحد اتكلمنا: 
ـ استني انت دلوقتي. 
قعد سليم تاني علي كرسيه بـ هدوأ وكأن شئ لم يحدث وانا رجعت بـ نظري علي زياد المتصنم قدامي.. 
ـ ها كمل كد كنت بتقول اي و خطيبة مين انا...؟!! 
ابتسامة جانبية ظهرت علي وشه ذادته استفزاز: 
ـ خطيبتي انا.. 
ـ جاك داء السِل يا بعيد... هو انا ناقصة استفزاز. 
تجاهل كلامي خالص اتحرك من مكانه سحب كرسي وقعد وهو بيبص بـ نظرات نارية لـ سليم  شاور للويتر علي القهوة وانا كل ده واقفة ببصله بـ تشنج..! 
ـ تعالي اقعدي خلينا نفهم الاستاذ الـِ بيعترفلك ده عاوز اي عشان انا ماسك اعصابي بـ العافية.. 
شيلت نظري من علي زياد وبصيت لـ سليم وانا متأكدة اني هلاقيه متعصب جداً وعيونه حمرا وهيقوم يضربه و... اي دا..!!
وعلي غير الطبيعي كان سليم بيبتسم وكأن شئ لم يكن وهو بيشرب من القهوة وزياد قاعد علي قصاده بيبصله بـ نظرات نارية 
قعدت علي الكرسي بتاعي وانا ببصلهم بـ عدم فهم ومستنية اي حد منه يتكلم ولكن لا شيء 
رفع سليم نظراته علينا بعدين ابتسم بـ هدوء وهو بيضرب ضربات خفيفة علي ايد زياد: 
ـ خلصتوا جو روميو وجوليت الـِ عاملينه...؟! انا اصلا مش بحب كيان انا بحب سارة.
ـ الله وكيلك انت راجل جدع. 
عارفين الشخص الملبوس اهو الله وكيلكم بتنطبق حالاته علي زياد بـ نسبة 100٪
ـ هو بغض النظر عن العبث الـِ بيحصل ده واني طلعت مخطوبة من غير ما اعرف بس هو انا اي علاقتي بالموضوع ده ماتروح تخطبها وخلاص خِلصنا.. 
 ظهر الحزن في عنيه وده وضح من نبرة صوته  الـِ خرجت بـ حزن : 
ـ كنت مفكر الموضوع بالسهولة دي وهتقدملها ونعيش اسعد ايام حياتنا زي اي اتنين طبيعيين  وفعلاً اعترفتلها بحبي ليها ولكن  هي رفضتني وكانت شايفة اني عاوز استغلها زي ما بباها استغل مامتها واخد فلوسها وسافر اتجوز حبيبته وبسبب الصدمة مامتها اتوفت للاسف فـ هي فقدت الثقة في اي شخص.. 
قلبي اتقبض بـ حزن وانا بسمع الـِ حصل معاها ولأني حصل معايا تقريباً زيها لما ماما اتخليت عني فـ كنت اكتر واحدة حاسة بيها وفعلا للوهلة الاولي كنت بحسد سارة انها عايشة بـ سعادة بتضحك وتهزر ومش فارق معاها حاجة وحقيقي اقتنعت ان الإنسان   مننا جواه كتير ولكن بيحاول بكل طاقته انه يظهر الجانب الهادئ السعيد.. 
وكأن زياد حس بالـِ بفكر فيه لما رفعت عيني عليهم كان بيبصلي بـ تركيز عيونه كانت فيها حزن او شفقة مش متأكدة. 
ولكني ما اهتمتش كتير بـ نظراته المهم دلوقتي سارة.. باين علي سليم ونظراته انه بيحبها فـ حرام بسبب قلة ثقتها او تجربة مرت بيها تقفل عليها حياتها للأبد لان مش كل الرجالة بباها ومش كل النساء ماما ولكن من تجاربنا اقتنعت ان جروح الاهل لا تُشفى..! 
ـ طيب انا مطلوب مني اي بالظبط..؟! 
ـ بصي انا لاحظت انها بتحبك اوي وكمان لما وقفتي معايا في الكافية اول مـ.. 
ـ وهي بتوقف معاك بـ مناسبة اي ان شاءلله..؟! 
اكيد عارفين مين صاحب الصوت ده فـ لا اتصدمت ولا استغربت. 
 بل بصيت له بـ طرف عيني بـ سخرية واتكلمت بـ أستفزاز: 
ـ لما تكبر هبقي اقولك.
وبعدين كملت وانا بوجهه كلامي لـ سليم الـِ بيبتسم فقط : 
ـ ها كمل المفروض نعمل اي..؟! 
ابتسم سليم بـ ثقة ولكن قبل ما يتكلم مال علي زياد قاله  حاجة بـ صوت واطي خلته يبتسم وهو بيهز راسه بعدين اتكلم سليم: 
ـ هقولك... 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
بتفوت الايام وعلاقتي بـ سارة كانت بتقوى اكتر واكتر من جانب الشغل وجانب الدراسة فـ كنت تقريباً  اغلب وقتي بـ قضيه معاها. 
ـ مستر سليم طيب وجدع اوي يا سارة.. 
اتكلمت بـ ابتسامة وانا ببص لـ سليم الـِ كان واقف علي بُعد مش كبير مني فـ ابتسملي هو و ده كان طبقاً للخطة.. 
ـ اممم ملاحظة انك بقيتي متقبلاه علي عكس ماكنتِ شيفاه شخص وقح في البداية.. 
حاولت ابين اني متوترة ومكسوفة عشان تشك اكتر خبيثة انا مش كد..!! 
ـ لا هو يعني ساعدني  كتير فـ يعني.... فكك فكك و ماتخديش في بالك و قوليلي عملتي اي النهاردة.. 
ـ لا ماتغيريش نظرتك فيه هو وقح فعلا. 
وكملت وهي بتقوم بـ غيظ وعلي تكة هتطلع نار من ودانها:
ـ  عن اذنك هروح اغير هدومي عشان نروح.. 
مشيت سارة ولما تأكد سليم انها مشيت جه ناحيتي بـ أبتسامة واسعة واتكلم بـ تساؤل واثق: 
ـ اعترفتلك انها بتحبني وهتموت عليا ولا اي..؟! 
حاولت اني ما اضحكش ولكن مقدرتش فـ انفجرت في الضحك وهو واقف مش فاهم حاجه: 
ـ هي ماقلتليش غير اني ما اغيرش نظرتي فيك وانا وقح فعلا. 
ضرب كف بالتاني بـ قلة حيلة واتكلم وهو بيمشي: 
ـ انا حبيت حـ..ـلوفة لا تُبالي ولا اي..؟ 
ابتسمت عليهم باين اوي ان سارة بتحبه ولكن هي الـِ مش قادرة تعطي نفسها فرصة تخرج برة ظلام الماضي ومازالت مستمرة بـ جلد نفسها وكأنها المذنبة في حاجة هي مالهاش اي ذنب فيها.. 
اليوم في الشغل كان متعب اوي وكملت اكتر في المحاضرات فـ كنت مروحة البيت مهدودة الحيل فعلاً حتي ماقدرتش ادخل لـ خالتو اسلم عليها وقررت ادخل شقتي الاول ارتاح وابقي اروحلها.. 
فتحت الباب بـ إرهاق وكـ العادة الانوار كلها بتكون قافلة قربت من لوحة الازار وما ان فتحت الانوار حتي اتصدمت من الاصوات العالية الـِ اصدروها كلهم.... 
اي دا لا بجد اي دا واي الـِ بيحصل هنا...!! 
حطيت ايدي علي فمي بـ صدمة وعيوني مفتوحة علي وسعهم وحالة من الصدمة اصابت جسمي كله فـ مقدرتش اتحرك.. 
كان مريم وزياد وسارة وخالتو وسليم و ادهم اخو سليم الكل متجمع عندي  وانا مش فاهمة حاجة وو.. 
ـ happy birthday كيان 
بدأ الجميع يردد الاغنية وهو بيلفوا حواليا في جو مبهج دافئ افتقدتله من وقت وفاه بابا 
دموعي بدأت تنزل بـ فرحة وابتسامة واسعة مرسومة علي وشي انا حتي كنت ناسية خالص ان النهاردة عيد ميلادي لاني من وقت وفاة بابا وانا بطلت احتفل به. 
ـ كل سنه و انتِ طيبة يا ضي عيوني.. 
حضنت خالتو الـِ قربت مني  بـ حب وفي ايدها بوكس كبير: 
ـ وانتِ طيبة يا خالتو ربنا يخليكِ ليا. 
قربوا مني سارة و مريم فـ حضنتهم وانا بحاول اسيطر علي دموعي وكل واحدة مدتلي ايديها بالهدية.. 
ـ تعبتوا نفسكم ياجماعة بجد مش عارفه اقولكم اي انا كنت نسيت عيد ميلادي والله.
ـ كل سنة وانتِ طيبةيا كيان وماتشكريش حد فينا، اشكري زياد هو الـِ خطط لـ كل ده وهو الـِ عزمنا كلنا. 
بصيت ناحية زياد بـ امتنان كان واقف علي بُعد مني عيونه متركزة عليا ابتسمتله بـ معني شكراً فـ حرك ايده بـ معني انه ماعملش حاجة.. 
ـ كل سنة وانتِ طيبة يا كيان.. ممكن تفتحيها دلوقتي اتمني تعجبك..
كمل وهو بيمد ايده بالهدية فـ اخدتها منه فتحتها.. 
ـ الله دي حلوة اوي بجد.
كانت عبارة عن خاتم فضة رقيق وسلسلة مطبوع عليها صورتي وصورة بابا وعلي رسمة قلب وانسيال رقيق ولطيف.. 
ـ بجد مش عارفه اقولك اي دي اجمل هدية تجيلي بجد.
ـ مبسوط انها عجبتك. 
الجو كان لطيف اوي مابين مناكشة سليم لـ سارة المتغاظة وخفة دم خالتو وهدوء زياد الغريب  وادهم الـِ نظراته ما اتشالتش من علي مريم والحمد لله ان زياد مالحظش نظراته وإلا كنا هنختم الليلة في اقرب مستشفى. 
وقفت جمب ادهم الـِ  مازال مركز مع مريم واتكلمت بـ صوت هامس: 
ـ نزل عينك يا كبير .. 
شخصية ادهم كانت عكس تماماً سليم و زياد كان خجول هادئ ومثقف شوية.. 
ابتسم بـ خجل وهو بيحك شعره بخفة: 
ـ انا... يعني.. هو.. هي 
ـ لا مش مرتبطة.. 
ابتسامته زادت اتساع: 
ـ بجد
هزيت براسي بـ معني ايوة فـ ابتسامته زادت اكتر: 
ـ شكلنا هنقرأ الفاتحة قريب.. 
بصيت علي مريم الـِ كان مركزة معانا وباين انها معجبة به شوية ورجعت بصيت له بـ ابتسامة: 
ـ نورت العائلة يا ابو نسب.
ـ هو في و واقفين تضحكوا كد ليه...؟! 
من غير ما ابص ورايا كنت متأكدة مين صاحب الصوت الـِ بقيت حفظاه عن ظهر قلب.. 
وبنفس البرود كنت برد عليه: 
ـ لما تكبر هقولك.
انا سخيفة لا بجد سخيفة اوي وماحستش بـ مدي سخافتي غير لما شوفت نظرة الحزن في عنيه، انا عاوزة آلة زمن ترجعني بالزمن حالاً بالاً عشان ارد عليه رد مناسب زي؛ انت مالك او يخصك في اي او مايخصكش..!! 
سابنا ومشي راقبته بعيوني لحد ماشوفته بيدخل البكونة سحب سيجارة وبدأ يشربها بـ نهم. 
ـ باين انه بيحبك ليه قولتيله كد..؟! 
ضِحكت بـ توتر وانا حاسة بـ قلبي يكاد يوقف من زيادة ضرباته: 
ـ لا لا بيحبني اي... هو بس احنا بنحب نغلس علي بعض... لكن مـ... مافيش حاجه من الـِ بتقوله ده وانا مش بحبه.
ـ ومين قال انك بتحبيه انا بقول انه هو الـِ بيحبك عموما انا مطر استأذن بقي عشان الوقت اتأخر وماتنسيش حواري.. 
خلص كلامه بـ ابتسامة وهو بيشاور بـ عينه علي مريم، هزيت راسي بـ شرود وانا بفكر في كلامه. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شديت السيجارة من ايده ورميتها علي الارض دوست عليها جامد وبعدين رفعت نظري له بـ ابتسامة. 
ـ خير... حسيتي انك لسه ما سخرتيش مني زيادة فـ جاية تكملي هنا.. 
ـ انا اسفة.. عارفة اني كنت سخيفة بس انت دايماً الـِ بتكلمني بـ طريقة الشك فـ برد عليك بالطريقة دي عشان ابان قوية وبتاع بس انا كد ببقي سخيفة اوي. 
هز راسه بـ عدم اهتمام وطلع سيجارة تانية لسه هيولعها شديتها منه تاني وانا برميها من البلكونة. 
فـ بصلي بـ عصبية: 
ـ انتِ لو جاية تحرقي دمي مش هتعملي كد والله.. 
ـ عندي حساسية من الدخان.
بصلي لـ ثانيتين بعدين ركن علبة السجائر علي جنب. 
فضلنا ساكتين محدش فينا كان عنده كلام يقوله القمر كان ساطع بشدة الجو كان لطيف بـ نسمات هواء الربيع وريحة الورد الـِ زرعاه مالية الجو و.. 
ـ كيان انا بحب..... 
ـ الحقي يا كيان شقة خالتو ثريا ولعت ومش عارفين يطلعوها من جوة
ـ ماما.. 
مش عارفة اي الـِ حصل بعدها او انا وصلت هنا ازاي واقفة قدام باب غرفتها في المستشفى قلبي بيدق جامد عاوزاها تخرج بس وانا مش هزعلها والله هسامحها والله هسامحها بس ترجعلي انا بحبها، بحبها اوي وحتي لو ما اظهرتش ده الفترة الاخيرة ده لأني كنت زعلانة منها بس انا ماليش غيرها مهما عملت فيا هفضل بحبها، طيب هعيش لمين بعدها.. 
دموعي بتنزل وانا مغمضه عيني بدعي من جوايا يكون كابوس وهصحي منه دلوقتي فـ اروحلها جري واحضنها اشبع منها واملئ قلبي بـ ريحتها. 
ـ هتكون كويسة يا كيان ماتقلقيش عليها بس انتِ ادعيلها هي محتاجة دعائك دلوقتي.. 
بصيت له كانت الرؤية مشوشة قدامي ولكني عرفته من صوته رجعت راسي لـ وري وانا بدعي ربنا: 
ـ يارب ماما.. 
خرج الدكتور فـ جرينا كلنا عليه بـ لهفة 
ـ ماما بقت كويسة صح ادخل اشوفها بالله خمس ثواني بس اطمن عليها و هخرج علي طول بس اشوفها واملي عيني منها.. 
ـ انا اسف مقدرناش ننقذ الحالة هي وصلتلنا وقلبها واقف من الدخان البقاء لله.. 
قال الدكتور كلامه  ومشي بـ حزن وانا واقفة مكاني مش مستوعبة هو قال اي... خالتو بدأت تصوت ومريم بتهديها وهي بتعيط وزياد واقف في ركن دموعه بتنزل بـ صمت وانا واقفة متصنمة ببصلهم ومش قادرة اتحرك ولا اتكلم،  حسيت بـ هالة سودا شدتني جواها وانا ببتسم وشايفة بابا وماما قدامي بيشاورولي.. 
ـ كيان.. اندهوا الدكتور بسرعة
ـ كيان... كيان انتِ كويسة.. كيان فتحي عينك، طيب انتِ سمعاني.
كنت واقفة بضحك مع بابا وهو لابس قفطان بيضة يشبه لـ القفطان بتاع صلاة الجمعة، كنا في مكان مليان زرع؛ حديقة تقريياً ، ضحكته الـ وحشتني كانت مزينة وشه وكرمشة عيونه علامة الصلاة الـِ زينت جبينه شعره الابيض كل تفاصيله الـِ كانت وحشاني قدامي دلوقتي  كنت بضحك معاه من قلبي حاسة اني فراشة برفرف من الفرحة، بلمسه وبحضنه وبيطبط عليا زي زمان.
ـ انت جاي عشان تاخدني معاك يابابا مش كد.. انت عارف اني اتعذبت اوي من بعدك و اكيد انت زعلان عليه فـ هتاخدني معاك وتريحني من كل الـ بيحصل معايا ..؟! 
كنت بتكلم وانا مكشرة دموعي بدأت تنزل وانا بفتكر كل الـِ حصلي من وقت وفاته من مراد وابوه فتحي وتغير ماما معايا وبهدلتي في الشغل والكلية كل حاجه اسودت في وشي من وقت بعاده عني. 
قرب بابا مني بـ أبتسامته البشوشة وبدأ يتكلم بـ هدوء وحكمة وهو بيطبط علي ايدي وبيمشي ايده علي شعري زي ما متعودة منه: 
ـ  ربنا يا كيان رحيم بينا اوي اكتر مما تتخيلي، ارحم عليكِ مني ومن ثريا امك، فـ هل تفتكري انه ممكن يكتبلك الشر والعياذ بالله، 
تعبتي وعانيتي قلبك واجعك من الدنيا كلها ومحدش حاسس بيكِ مش كده..؟! 
طيب ما ده الطبيعي مين فينا عمره كان حاسس بـ غيره، غير ربنا هو الـِ مطلع علي قلوب البشر جميعاً سمعت مقولة جميلة زمان بتقول 
" شروخ قلبك يداويها لك الله "
فـ ماتستنيش من اي بشر يداوي جروحك يابنتي خلي اي طريق  بتخطيه نهايته ربنا وانتِ هتشوفي النتائج الـِ تراضيكِ و تراضي قلبك. 
رفعت نظري عليه وبدأت اتكلم بـ حيرة: 
ـ طيب اي الحكمة اني اتعب واتحرم منك اي الحكمة من كل الـِ بيحصل..؟ 
ـ اولا الموت ليس بـ شر بل هو كاس وكلنا بندوق منه وكل واحد فينا له يوم عيشت يوم عيشت اتنين في النهاية كنت هدوق من الكاس ده الشاطر هو الـِ يكون مجهز نفسه بـ تحويشة كبيرة يقابل بيها ربه .. اما الحكمة من المشاكل فـ ربنا اذا احب عبد ابتلاه.. بيشوف غلاوته عندك وصبرك وإيمانك به وصل لـ فين وال،ِ ييجي من عند حبيبي فـ هو حبيبي .. 
ـ بس انا... 
حاولت اعترض بـ أي شئ ولكن بابا قاطعني بـ حزم: 
ـ اصبري يا كيان وسامحي  ماتشيليش في قلبك من حد وخلي بالك من نفسك يانن عيني..سامحي يا كيان عشان تعيشي يا بنتي. 
ـ بابا... بابا ماتسبنيش ارجوك. 
ـ كيان... كيان انتِ كويسة.. كيان فتحي عينك، طيب انتِ سمعاني.
هالة سودا جذبتني جواها و وش بابا بيختفي فـ بدأت اعيط واترجي فيه يفضل ولكنه ما سمعنيش وكمل في طريقه. 
كان في صوت بيتكلم جمبي مش عارفة مين بس انا حاسة بـ حد جمبي. 
بدأت افتح عيني بـ تعب الإضاءة كانت عالية فـ غمضت عيني بـ سرعة وبدأت افتحها
 بـ راحة لحد ما اتعودت علي إضاءة الغرفة.. 
اخيراً قدرت افتح عيني كلياً فـ بصيت حواليا مكنش موجود اي شخص فـ غمضت عيني تاني ونفس الهالة السودة شدتني جواها بس المرادي بـ إرادتي لعلي اشوف بابا تاني.. 
فات وقت مش عارفه اد اي ولكني لما فتحت عيني كان زياد قاعد علي الكرسي موطي راسه وبيقرأ في المصحف  بـ هدوء ، بدأت افوق اكتر ودموعي بدأت تنزل لما افتكرت ماما والـِ حصل فـ اول ما زياد سمع صوت عياطي قرب بـ سرعة. 
ـ ماما يا زياد، ماما سابتني زي بابا انا بقيت لوحدي خلاص.. 
ـ انا مش فاهم حاجه، خالتو كويسة يا كيان ومش هتسيبك.. 
بصيت له بـ شك وانا قلبي بيدق جامد: 
ـ ماما كويسة بجد هو... هو مش الدكتور قال انها أ.. 
ابتسم بـ هدوء: 
ـ غالباً انتِ كنتِ بتحلمي بـ كابوس بس اتطمني بعد ما اغمي عليكِ الدكتور خرج وطمنا عليها الحمد هي كويسة دلوقتي.. 
 قومت اتعدلت بـ سرعة فـ حسيت بـ ألم في دراعي ولكني ما اهتمتش وبصيتله
 بـ ترجي: 
  ـ قول والله... بالله احلف  يا زياد ولا انت بتقول كد عشان تطمني...!! 
ابتسم تاني: 
ـ ياستي والله كويسة هي بس تعبت من الدخان لانها فضلت شوية حلوين جوة ولكن اطمني هي دلوقتي كويسة و ماما و مريم معاها دلوقتي  وانا قعدت هنا لحد ما تفوقي عشان اخدك ليها.
قومت بـ سرعة بفرحة شيلت الكانولا من ايدي فـ اتألمت اكتر ولكن تجاهلت الالم ده وانا بسحبه من ايده بسرعة وهو بيبتسم. 
ـ عاوزة اشوفها  يا زياد واملي عيني منها عشان قلبي يطمن واهدئ ضربات قلبي. 
اخدني زياد فعلا وقفت قدام الباب ضربات قلبي زادت عاوزة اشوفها ومش عارفه هواجها ازاي حاجة بتقولي هي جرحتك و دلوقتي بقيت بـ خير فـ أمشي وحافظي علي الباقي من كرامتك هي الـِ تخلت عنك مش انتِ، بصيت لـ زياد لقيته بيبصلي بـ تركيز وكأنه فاهم انا بفكر في اي رجعت بصيت علي باب الاوضة تاني وانا بفتكر كلام بابا عن السماح فـ اخذت نفس عميق خرجته بـ راحة وفتحت الباب وكأني داخلة حرب مش داخلة لـ ماما..!! 
دخلت بهدوء وانا بفرك ايدي بـ توتر لفيت بـ نظري في المكان كان موجود خالتو ومريم. 
ـ تعالي يا كيان ياحبيبتي.. 
كانت ماما مغمضة عنيها و اول ما سمعت صوت خالتي فتحت عينها بـ سرعة وثبتت نظرها عليا ثانية اتنين وهي بتبصلي وبعدها فتحت ايديها ليا وانا واقفة ما اتحركتش من مكاني بصيت لـ خالتو الـِ بصيتلي بتشجيع. 
ـ تستاهل فرصة تانية يا كيان سامحي عشان تعيشي.. 
بصيت لـ زياد الـِ انخفض لـ مستوايا واتكلم بـ همس فـ غمضت عيني وجريت دخلت في حضنها وانا ببكي بقوة وهي بتشاركني البكاء.
حضنها كان واحشني اوي، مش عارفة فضلنا في وضعنا ده اد اي ولكني مرتاحة ولاول مرة ارتاح بعد وفاة بابا. 
اكتشفت اني ولا حاجه من غيرها وانها مهما عملت فيا فـ انا ماليش غيرها. 
ـ انا اسفة سامحيني يابنتي سامحيني.. 
بوست ايديها ومسحت دموعها و دموعي: 
ـ انا مكنتش زعلانة اصلاً يا ماما المهم صحتك دلوقتي وانك تكوني بخير وكل حاجه بعدها سهلة.. 
ابتسم زياد وهو بيقرب من ماما: 
ـ الدكتور قال اننا نقدر نخرج النهاردة لو حابين اخلص الاجراءات ونخرج علي البيت. 
هزت ماما رأسها بالموافقة وقبل ما تتكلم قاطع كلامنا دخول رجال الشرطة ومعاهم الدكتور المسؤول عن حالة ماما. 
ـ ممكن نتكلم مع مدام ثريا لـ خمس دقايق علي إنفراد.. 
و بدون اعتراض كنا بنخرج كلنا من الاوضة عشان يحققوا مع ماما في الـ حصل. 
وبداخل الاوضة كانت الظابط  بيتكلم بـ عملية و هدوء مع ماما: 
ـ ممكن تحكيلي كل حاجة عشان جيرانك قدموا بلاغ ان في  شك ان الحريق كان بفعل فاعل مش مجرد صدفة..
هزت ثريا رأسها بعدين بدأت تحكي كل الـِ حصل معاها وانها بتتهم مراد وفتحي بـ كل حاجه حصلت معاها هما من الاولي كانوا طمعانين في البيت والمحل بتاعها و مراد كان عاوز يتجوز كيان عشان يضمن ان كل حاجه هتكون ملكه ولما كيان رفضته خلي امها تتقلب ضدها وقبل الحادثة بـ يومين كانت معدية بالصدفة من قدام اوضة مراد فـ سمعتهم وهما بيخططوا ازاي يخلوها تتنازل عن كل حاجه بتملكها بعدين يرموها برة ولما عرفتهم انها عرفت كل حاجة حبسوها وكانوا بيعذبوها. 
الجيران كانوا دايما بيسمعوا صوت صريخ وزعيق دايما جاي من الشقة ولكنهم ما اهتموش ويوم الحادثة كانت لسه محبوسة في الاوضة وبعد ماجلها فتحي عشان يعطيها الاكل فضلت تصرخ فيه بـ انه يخرجها ولما اضايق منها  ضربها ورماها علي الارض فـ اغمي عليها
  وهو خارج ما اخدش باله من الشمعة الـِ وقعت علي الارض فـ تسببت في الحريق
فـ شك الجيران انهم السبب خصوصاً انهم لما حاولوا ينقذوا ثريا كانت محبوسة في الاوضة ومقفولة بالمفتاح من برة واثار الضرب كانت مالية جسمها.. 
اخد الشرطي إفادتها بعدين خرج بـ هدوء فـ لحقه زياد واحنا دخلنا لماما. 
فات الايام وعرفت كل حاجة ومراد وفتحي اتحكم عليهم بـ عشر سنين سجن بتهمة محاولة القتل. 
علاقتي بـ ماما بدأت تقوي زي الاول خصوصا اني اخدتها تعيش معايا في شقتي لحد ما نرجع شقتنا زي الاول.. 
حياتي بدأت ترجع لـ روتينها اليومي رفضت اني اسيب الشغل فـ ماما ماحبتش انها تجادلني وسمحتلي اكمل فيه، علاقتي بـ زياد زادت الي حد ما بسبب انه وقف معانا كتير في مشكلة مراد فـ حسيت اني ممكن اكون معجبة به.. 
ادهم بقي ينطلنا كل ثانية بـ حجة انه بيزور ماما ولكنه اكيد كان جاي عشان مريم والـِ بالمناسبة اخد موعد من زياد عشان يطلبها منه. 
ـ لا بس انت يا سليم دمك خفيف اوي.. 
اتكلمت بـ ضحكة وانا ببص لـ سليم الـِ كان
 بيضحك معايا واحنا مراقبين سارة الـِ عنيها كانت بتطلع شرار.. 
ـ ممكن افهم اي الـِ بيحصل هنا. 
قاطعتنا سارة بـ كلامها الصارم وهي بتبصلنا بـ قرف. 
ـ تعالي يا سارة دي كيان دمها خفيف اوي والله. 
حاولت امنع ظهور ضحكتي بعد كلام سليم ونظرات سارة. 
ـ اممم والله..!!  طيب تتهنوا ببعض.. 
  لسه هتمشي قاطعها سليم وهو بيوقف قدامه: 
ـ سارة انا بحبك وانا تعبت وانا بحارب عشان اخليكِ تثقي فيا وانتِ حتي مش شيفاني.. 
بصيت له سارة لـ ثانيتين بعدين اتكلمت بـ جمود: 
ـ يمكن مثلا عشان انا مش بحبك يا سليم و اوعي تكون مفكر ان المسلسل الـِ انت عامله مع كيان ده انا صدقته لا خالص بالعكس انا كنت بضحك علي سذاجتك مش اكتر.
سكت تاخد نفسها بعدين اتكلمت تاني: 
ـ انتوا كلكم زي بعض بتتمسكنوا لحد ما تتمكنوا وانا مش ضعيفة عشان اخلي واحد منكم يتحكم فيا.. عن اذنكم. 
و قبل ما تمشي كان بيوقفها سليم مرة تانية وانا واقفة مصدمة من كلام سارة معقول هي قلبها حجر كد: 
ـ انتِ عارفة العيب فين.. العيب فيكِ انتِ يا سارة عايشة عمرك كله دور الضحية لما صدقتي الدور اينعم انتِ اتظلمتي ولكن ده مش سبب انك تجرحي كل الـِ بيحبوكِ كد.. هييجي اليوم الـِ هتفوقي فيه بس مش هتلاقيني للاسف.. عن اذنكم. 
حاولت اترجاه بـ عيوني انه يفضل ويحاول معاها عارفة اني ماليش الحق بس حرام تنتهي قصتهم كد.. 
بص لي سليم بـ حزن وعيونه احمرت بـ شدة من كتمه لدموعه وسابنا ومشي فـ بصيت لـ سارة تاني كانت واقفة بدون حركة عيونها سابته علي مكانه فـ قربت منها وبدأت اتكلم: 
ـ سليم بيحبك وعمل كل حاجه عشان يخليكِ تثقي فيه ليه كد يا سارة تجرحيه وهو مالهوش اي ذنب في الـِ حصلك.. 
دموعها بدأت تنزل وكأنها فاقت من غيبوبتها القصيرة: 
ـ شوفت وش بابا فيه شوفته لما كان بيقول لـ ماما كل كلام الحب شوفت الوعود الكذابة الـِ كان بيسمعها ليها شوفت تخليه عني وعنها شوفت كذبه وخداعه شوفت ومش ماما وهي ميتة ومقدرتش يا كيان والله ما قدرتش بحبه بس ما قدرتش صدقيني .. 
خلصت كلامها وانهارت في البكاء فـ قربت منها بسرعة حضنتها وانا بعيط علي عياطها 
ـ اديله فرصة يا سارة عشان نفسك ادي انتِ لنفسك فرصة تعيشي برة حفرة الماضي. 
ـ مش قادرة يا كيان في حاجه منعاني حاجة بتقولي ان نهايتي هتكون شبة نهاية ماما انا بحبه بس الحب ضعف. 
ـ وانا بحبك والله وعمري ما هضعفك بالعكس هكون قوتك ومش هخذلك ولو عاوزاني اكتبلك وصلات امانة انا معنديش مانع.
بصينا احنا الاتنين بـ صدمة علي مصدر الصوت والـِ مكنش غير سليم الـِ كان واقف بيضحك و زياد جمبه...!! 
ـ وانا خارج من هنا قابلت زياد وهو اقنعني اني ما اتخلاش عنك بـ الساهل ومن حظي الحلو اني رجعت في الوقت ده عشان اسمع الكلمة الـِ مستنيها بقالي تلات سنين.
خرجت سارة من حضني وكأنها لسه بتستوعب وهي بتضغط جامد علي ايدي. 
ـ انا مكنش قصدي انت فهمت غلط.. 
ـ صدقيني بحبك ومش هتخلي عنك ولو علي رقبتي بس اديني فرصه واحدة انا مش زي ابوكِ جربي ومش هتندمي. 
بصيت لي سارة بـ تساؤل فـ ابتسمتلها بعدين رجعت بـ نظرها لـ سليم تاني واتكلمت بـ حزم: 
ـ انت لو مفكر ان بكلامك ده هتقنعني و اوافق تبقي صح لأني اقتنعت فعلاً وانا موافقة. 
في بداية كلامها وطي سليم راسه بـ حزن وانا وزياد بصينا لبعض بـ قلة حيلة ولكن لما كملت دماغها رفعنا كلنا نظرنا عليها لقيناها بتضحك بـ قوة علي شكلنا المتفاجئ: 
ـ مانا مش هسيبكم تعملوا خطط عليا واسكت  واحدة بـ واحدة يعني.. 
ـ يابت الغدارة.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
فات شهر كامل  عن اليوم ده و الـِ حصل فيهم كان كـ الاتي. 
سارة وسليم بما انهم كانوا عارفين بعض كويس قرروا يتجوزوا علي طول وفي نفس يوم كتب الكتاب كان خطوبة مريم و ادهم بعد عناد زياد لأكتر من اسبوعين بسبب غيرته علي مريم ولكن في النهاية وتحت اصرارنا كلنا وافق علي مضض.. 
علاقتي انا وزياد قوت اكتر بـ كتير وفي الفترة الاخيره كنا بنقضي اغلب اليوم سوى في تجديد شقتي انا و ماما رغم رفض خالتو القاطع اننا نسيب شقتها ولكن اكيد مكنش هينفع نفضل فيها لانها الشقة الـِ هيتجوز فيها زياد و إن شاءلله هتكون انا هقهقهق..  
ـ انا تعبت اوي وماما عمالة ترن بتقولي الاكل هيبرد ومش هتسخنه تاني.. 
ضِحك بـ قوة علي شكلي المترب وانا بـ رفع السجادة فـ بصيتله بـ غيظ: 
ـ بدل مانت بتضحك كد تعالي شيل السجادة دي انا ضهري اتقطم يعني الشقة كلها ولعت إلا السجادة لسه محتفظة بـ ترابها. 
بص لي بـ سخرية: 
ـ انتِ عبيطة يابنتي انتِ مش عارفة التيشرت ده بكام ده من zara يا عسل. 
ـ زياد..!! 
ـ إنسي يا كيان.. 
after 5 second  
ـ لا انا تعبت ومش قادر هو انت حاشيين السجادة دي ظلط...؟! 
ضِحكت بـ قوة علي شكله وهو ماسك ضهره بـ ألم و شعره و حواجبه  المليانين تراب فـ اتكلمت بـ سخرية: 
ـ الا هي دي زهرة الشباب الـِ بيقولوا عليها...؟! 
شاركني في الضحك وانا بيمسح وشه وشعره: 
ـ غالباً جات عندي وهنجت.. المهم يلا بيا العمال كد كد هيروحوا واحنا اتأخرنا برضو وبكرة ابقي كملي.. 
ابتسمت بـ سخرية: 
ـ هي مش كانت المفروض تكون بكرة نبقي نكمل...؟!! 
ـ ليه يا عسل ولدتك ونسيتك ولا اي يلا يابابا هي ناقصة شغل عيال. 
وبالفعل خرجوا العمال فـ قفلنا الشقة واتجهنا لـ شقة خالتو الـِ كنا متجمعين فيها كلنا ادهم ومريم و سارة و سليم وماما وخالتو.. 
كان الكل متجمع ومستنين وصلنا رحبنا بيهم وبعد السلامات اتجهنا كلنا للسفرة  ، بدأنا ناكل في جو مرح لطيف 
وبعد فترة كنا انتهينا كلنا فـ بدأنا احنا البنات في غسل الاطباق وتقديم الحلويات والمشروبات للجميع.. 
لفيت بـ نظري في المكان كلهم كانوا موجودين إلا زياد ولما بصيت في اخر الطرقة لمحت طيفه في البلكونة فـ اخدت مج النسكافية بتاعه عشان اديهولي لاني لاحظت انه مش بيحب يشربه بارد وحرام المج يتعمل علي الفاضي..!! 
كالعادة كان ماسك سيجارة وبيشربها وهو بيفكر في شيء  حطيت المج علي سور البلكونة قدامه وكل ده مش حاسس بيا، سحبت من ايده السيجارة ورميتها فـ انتبه لوجودي: 
ـ كان المفروض اتوقع انه انتِ من غير ما ابصلك ماهو مافيش حد يستجرأ ويعمل الحركة دي غيرك... سيبتيهم وجاية ليه...! 
ولأني مش عارفه فعلا انا جاية ليه سكت من الاحراج ولما افتكرت المج مسكته بسرعة ورفعته في وشه بـ أبتسامة: 
ـ خالتو قالتلي انك مش بتحب تشربه بارد فـ قالتلي اجيبهولك
اخد المج وابتسامة جانبية ظهرت علي وشه بـ خبث: 
ـ غريبة يعني اصلها دايما بتزعقلي عشان بشربه ساخن لانها خايفة يأذي معدتي و كمان مابعتتهوش ليه مع مريم...!! 
بصيت له بغيظ وانا بشد المج من ايده: 
ـ لا ماهو مش تحقيق وبعدين انا غلطانة اني عبرتك من اصله. 
شد مني المج تاني واتكلم بـ ابتسامة: 
ـ خلاص قلبك ابيض كنت بهزر معاكِ. 
اخد المج تاني وبدأ يشرب منه وانا واقفة مش عارفه اقول اي حسيت ان وقفتي كد مڜ حلوة فـ قررت انسحب وارجع اقعد معاهم ولكنه غالباً حس بـ تفكيري فـ  اتكلم وهة باصص للقمر : 
ـ فاكرة الليلة الـِ كنا واقفين فيها نفس الوقفة دي يوم الحريقة الـِ حصلت..!؟ 
هزيت راسي بـ أيوة فـ كمل: 
ـ يومها كنت عاوز اقولك حاجة بس معرفتش اكملها ومن يومها ما جاتش الفرصة المناسبة واعتقد ان ده افضل وقت عشان اقولك اني.. 
قلبي كان بيدق جامد و وشي احمر من الكسوف، تراه هيعترفلي دلوقتي ولا اي..!!
 بلعت ريقي بـ توتر واتكلمت : 
ـ انك اي...؟! 
ـ انا خاطب ياحبيبتي مش كد ولا اي يا زيزو...!! 
انا لو حد تاففلي في حياتي مش هتبقي كد بجد..!! 
بصيت علي مصدر الصوت واتفجأت بـ بنت واقفة بس اي ملكة جمال   اراني حبيتها الله وكيلكم.. 
كانت مركزة عيونها علي زياد بـ طريقة مخيفة فـ رجعت بـ نظري علي زياد الـِ منصدم: 
ـ فريدة..!!؟ 
ـ انه خاطب ياحبيبتي..
سكتت وهي بتبصلي بـ تركيز بعدين وجهت كلامها لـ زياد:
ـ مش كد ولا اي يا زيزو...!! 
انا لو حد تاففلي في حياتي  اقسم بالله مش هتبقي كد بجد..!! 
بصيت علي مصدر الصوت واتفجأت بـ بنت واقفة بس اي ملكة جمال   اراني حبيتها الله وكيلكم.. 
كانت مركزة عيونها علي زياد بـ طريقة مخيفة فـ رجعت بـ نظري علي زياد الـِ منصدم: 
ـ فريدة..!!؟ اي الـِ جابك وجيتي ازاي اصلا...؟! 
يعرفها..!!  وبيسألها جيتي ازاي و منفاش انها خطيبته يعني هي معاه حق ومافيش غيري مغفل.. 
رفعت نظري عليهم كان خالتو وماما ومريم واقفين بيراقبوا الوضع بـ صمت ونظرات ماما مليانة حزن جايز حست بيا وعرفت اني بحبه. 
عيوني بدأت تحرقني بتطالبني بالعياط دلوقتي بس لا هو ما قاليش انه بيحبني جايز كان بيساعدني لاني بنت خالته وانا الـِ فهمت مساعدته علي انها حب، هو ما غلطش كل الغلط كان عليا وعلي قلبي.. 
بصيت لهم تاني ما زال واقف متكتف مش عارف يقول حاجة وهيقول اي مثلا ما يمكن كان عارف اني بحبه فـ حب ينهي الموضوع دلوقتي و يقولي انه بيحب واحدة تانية وانا عشان ساذجة رسمت مليون سيناريو لـ حياتنا..!! 
ـ ماما يلا نروح شقتنا عشان تعبانة.. 
اتحركت بـ هدوء حاولت خالتو و مريم يقنعوننا نبقي ولكن ماما قالتلهم انها كمان تعبانة ومحتاجة ترتاح فـ رضخت خالتو لينا وهو لسه واقف كنت مستنياه يقولي لا ابقي، الـِ بتقوله مش حقيقة وانا بحبك انتِ ولكني دلوقتي واقفة قدام بابا شقتي ومافيش اي رد فعل...!! 
ـ كيان انتِ كويسة..؟! 
ماما كانت قلقانة وحقها هي اكتر واحدة عارفة اني مش بخير دلوقتي ومش عارفة هكون بخير امتي بس لعله خير لعله خير.. 
بوست راسها وإيديها واتكلمت بـ أبتسامة طلعت مهزوزة نتيجة إجبارها انها تخرج: 
ـ انا بخير يا ماما.. بس تعبانة شوية هدخل انام والصبح نتكلم.. تصبحي على خير. 
 وعلي عكس الايام الـِ فاتت دخلت اوضتي وحيلي مهدود وكأني كبرت عمر تاني علي عمري قلبي بيدق جامد عيوني مازالت بتحرقني بس لا مش هبكي اصل هبكي ليه هو لا كان واعدني بالجواز ولا اعترفلي بـ حبه انا بس زعلانة علي قلبي والـِ بيحصله زعلانة علي خاطري الـِ اتكسر من الدنيا كلها.. 
اترميت علي السرير بـ ألم و لأول مرة النوم يجافي عيني وانا زعلانة فـ قضيت الليلة كلها وانا بفكر، انا كنت بنيت حياتي عليه.. 
فات الايام وحياتي رجعت لـ روتينها اليومي مكنتش زعلانة من زياد ولكني قررت اتجنبه خالص ومابقتش بشوفه رغم محاولاته الكتير عشان يوصللي ولكني كنت برفض، هو اكيد عاوز يرجع يساعدني زي الاول بس لا انا ولا قلبي هنستحمل.. 
شقتنا كانت خِلصت فـ قررنا ننقل فيها، وبالفعل نقلت انا وماما ورجعت حياتي كـ سابق عهدها ولكن المختلف ان علاقتي بـ مريم زادت اكتر، كنت هموت و اسألها عن فريدة وزياد ولكني مقدرتش وحتي لما كانت تبقي عاوزة تجيب السيرة كنت بـ منعها فـ تحترم هي رغبتي وتسكت.. 
ـ كيان ياحبيبتي خالتك دلال عزمانا النهاردة بـ مناسبة أ... 
قاطعتها بـ سرعة وانا برفع اللحاف علي وشي بنعاس كاذب: 
ـ لا يا ماما انا تعبانة وعندي محاضرات كتير بكرة روحي انتِ واعتزريلي منها وانا هبقي اروحلها اي يوم كد اكون فاضية.. 
قعدت ماما جمبي وبدأت تمشي ايديها علي شعري: 
ـ لحد امتي يا كيان..؟!! 
سحبت اللحاف من عليا واتعدلت في قعدت واتكلمت بـ أستغراب: 
ـ مش فاهمه..!! 
ـ قصدي لحد امتي هتفضلي تهربي منه كد..؟ 
فهمت قصدها فـ وشي إحمر من كتمي للعياط بحاول انسي وياليت كل المحاولات ناجحة: 
ـ مش بهرب يا ماما انا بس تعبانة و.. 
ابتسمت: 
ـ عليا برضو يا بنت بطني...
سكتت شوية بعدين كملت بـ هدوء: 
ـ  انا شوفت لمعة الحب في عيونك ومش بلومك لان القلب مالوش سلطان المهم بس تقدري تتحكمي في قلبك.. 
حضنتها وبدأت اعيط انا كل الفترة دي ماعيطش ولا مرة حاولت امنع نفسي بس مواجهة ماما ليا فوقتني بحاول اقنع نفسي اني مش بحبه بس انا مش بحب اغيره ومش عارفة هنساه ازاي. 
ـ غصب عني حبيته، حبيت اهتمامه بيا يا ماما وهو مالقيش انه خاطب  انا ماليش ذنب والله ياماما..
ـ لا ياقلب امك مالكيش ذنب بس ماتوقفيش حياتك علي حد يا كيان وربنا هيعوضك بالخير يابنتي.. 
مسحت دموعي وابتسمت لها: 
ـ ان شاءلله يا ماما المهم دلوقتي  روحي لـ خالتو عشان ما تزعلش.
ـ بس 
حاولت تعترض فـ قاطعتها بسرعة: 
ـ يلا يا ثريا انا مش قادرة ادادي وبعدين ماتخفيش عليا انا هنام بجد عشان تعبانة وابقي سلميلي علي خالتو. 
هزت راسها بـ الموافقة باست راسي بعدين خرجت.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ـ هييح اخيراً هنتخرج بقي ونعيش حياتنا الـِ مأجلنها من ايام ثانوي. 
ابتسمت سارة: 
ـ اتكلمي علي نفسك يا عسل انا بعد التخرج مستنيني بيبي عاوز يتولد.
بصيت لها بـ صدمة وصوت ضحكتي مالت المكان فـ حطيت ايدي علي فمي بـ سرعة: 
ـ انتِ حامل.. لا بجد انتِ فعلاً ولا دي اشتغالة..؟؟ 
ـ لا والله حامل بجد وفي التاني لسه عارفة امبارح وحبيت افرحك معايا.. 
قومت بسرعة حضنتها وانا مش مصدقة عوض ربنا ليها وفعلا قد اي ربنا كريم بـ عباده: 
ـ مبارك ياحبيبي وربنا يجعله ذرية صالحة ليكِ يانن عيني.. 
بادلتني الحضن وبعدين رجعت قعدت مكاني فـ بدأت تتكلم بـ حماس: 
ـ عارفة يا كيان انا هكون احلي مامي هدلع ابني او بنتي هحضنه كل خمس ثواني والله هديله كل الحنية الـِ في العالم، انا متحمسة اوي و فرحانة اكتر.. 
ـ مبسوطة عشانك اوي والله، ومتأكدة انك هتكوني الطف ام في الوجود انتِ و سليم اكيد فِرح اوي بالخبر ده.. 
ضِحكت: 
ـ فضل نص ساعة يحلفني اني مش بكذب وكل شوية يغيب و يرجع يقولي احلفي وإلا كان عايز نروح للدكتورة الساعه 3 الفجر عشان يتأكد بنفسه ده حتي كل ما انام يصحيني ويقولي انتِ بتتكلمي بجد لما ندمت اني قولتله والله واحد زي سليم كان المفروض اقوله يوم الولادة.. 
شاركتها الضحك وانا بتخيل شكله، فجأة خطر علي بالي زياد تخيلتنا مكانهم و رد فعله، لاحظت سارة تغير ريأكشني للحزن فـ مسكت ايدي واتكلمت: 
ـ انا عارفة انك بتحبيه مهما حاولت تخبي عليا وعلي مامتك وحتي علي نفسك. 
رفعت نظري ليها وانا بحاول اتمالك نفسي وما اعيطش ولكن خانتني دمعة وسقطت فـ مسحتها بسرعة: 
ـ وحشني اوي يا سارة بقالي شهرين ما شوفتوش وحتي ما سألش عليا، حاسة نفسي مغفلة اوي عشان اعتبرت اهتمامه بيا لأني بنت خالته يبقي بيحبني.. 
ـ ما يستاهلش حبك ولا قلبك انتِ تستاهلي احسن واحد في العالم والله.
دموعي نزلت بـ ضعف: 
ـ مش عاوزة احسن واحد في العالم انا كنت عاوزاه هو بس، كنت عاوزة حاجة مش من حقي وعمرها ما هتكون ليا.
ـ طيب انتِ ماتعرفيش اي حاجة عنه خالص او البنت الـِ بيقول خطيبته دي محدش جاب سيرتها خالص.. 
اخدت نفس وخرجت براحة: 
ـ ماما مش بتجيب سيرته قدامي خالص عشان ما ازعلش وبقالي فترة مش بكلم مريم عشان اقدر أmove on  وحتي خالتو بقالي كتير ما كلمتهاش ولما بكلمه كلمتين بسرعة عشان ماتفتحش موضوع زياد خصوصاً انها ماتعرفش حاجة فـ اكيد هتتكلم عنه عادي.
ـ طيب هتعملي اي هتفضلي تهربي كتير كد من قرايبك عشانه وحتي لو مش مهم قرايبك هتفضلي تهربي من نفسك كد..؟!! 
هزيت راسي بـ شرود: 
ـ كنت مقدمة الـCV بتاعي في شركة في المانيا وهما ردوا عليا من يومين بالموافقة وهسافر خالص .
بصيت لي بـ صدمة  واتكلمت: 
ـ كيان انتِ عبيـ..ـطة انا بقولك واجهي نفسك مش تهربي مننا كلنا وبعدين خالتو ثريا عارفة بالكلام ده..!! 
هزيت راسي بـ لا اخدت بوء مية واتكلمت بـ شرود: 
ـ هقنعها وان شاءلله هتوافق انا محتاجة فترة هُدنة من حياتي، هستجمع شتاتي وارجع ان شاءلله.  
ـ كيان ارجوكِ بلاش انتِ كد هتعيشي وحيدة في بلد لوحدك مافيش انا مافيش مريم وخالتو هتسيبي كل الـِ بيحبوك وتهربي زي الجبانة.
كلامها حقيقي ولكن انا مكنتش قادرة اواجه نفسي به فـ محستش بنفسي غير وانا بزعق فيها: 
ـ جبانة عشان عاوزة ارتاح جبانة عشان لاول مرة اختارت نفسي اختارت كيان الـِ ركنتها من فترة كبيرة انا لأول مرة ابقي قوية ومش جبانة يا سارة.. 
اخدت حجاتي وا ستأذنت منها ومشيت.. 
بتفوت الايام وجه اليوم المنتظر من اربع سنين يوم تخرجي كنت فرحانة قلبي بيرقص من الفرحة، حسيت بـ نغزة في قلبي لما شوفت اباء زمايلي ولكني حاولت اتغاضي وافرح بـ اليوم الكل كان موجود سليم وادهم مع سارة  ومريم وخالتو وماما معايا..مش ناقص غيره. 
مش هنكر اليوم كان لطيف كنت فرحانة من قلبي وفخورة بنفسي رغم كل الـِ عيشته إلا إني قدرت اوصل لـ حلمي وتكملة الحلم لما اسافر المانيا الموضوع كان له رهبة خصوصا اني اول مرة اسافر لوحدي بس كنت بشجع نفسي دايما بـ أني هقدر زي كل مرة.. 
طلعت استلم شهادتي وابتسامتي مالية وشي، لفيت بـ نظري في المكان كنت مستنية اشوفه كان عندي امل ولو صغير بـ أنه هييجي حتي لو عشان مجرد بنت خالته ولكنه للأسف ما جاش... اي دا ثواني مش ده زياد...!! 
ركزت نظري كويس انا متأكدة اني شوفته بس ازاي اختفي بالسرعة دي دققت بـ نظري اكتر والنتيجة برضو مافيش.. غالباً انا بدأت اتخيل وجوده في كل مكان بروحه لأنها مش اول مرة تحصل.. انا بدأت اتجن ودي حاجة مش مبشرة بالخير إطلاقاً 
نفضت راسي  لما بدأوا زمايلي بالتصوير وانشغلت معاهم. 
وفي نهاية اليوم قرروا نروح نتعشي في مطعم سليم وادهم ورغم اني كنت تعبانة ولكن تحت ضغطهم وافقت علي مضض.  
وبعد ربع ساعة تقريباً كنا واقفين قدام المطعم نزلنا من العربيات والجو كان مظلم بـ طريقة غريبة. 
لسه هتكلم وأسال ادهم عنها تفاجأت بالانوار الـِ  ملت المكان بصيت قدامي بـ صدمة وانا شايفة المكان متزين بـ انوار كتير، شكله كان يخطف القلب مش النظر بس. 
لفيت بـ نظري عليهم محدش فيهم كان مستغرب غيري فـ رجعت بـ نظري علي سارة وسليم لقيتهم بيتهامسوا والفرحة مالية وجوههم فـ عرفت انه هو الـِ عملها المفاجأة واكيد ادهم قال لـ مريم ومريم عرفت ماما و خالتو فـ محدش منهم كان مصدوم.. 
دخلنا كلنا سوي وانا ببتسم ليهم بهدوء في حاجة مش طبيعية بس مش فاهمة في اي عمالين يتودودوا  ولما ببصلهم بيبتسمولي ويسكتوا نظرات ماما مش ريحاني. 
احية هيقتلوني...!!! 
قربنا من الباب وكان الكل ورايا لسه هفتح الباب حسيت بـ أيد بتشدني وبيتقفل الباب تاني.. والانوار كلها انطفت تاني.. احية بجد احية..!! 
بدأت اخبط علي الباب وانا بصرخ فيهم ان حد يفتحلي بس صوتهم مختفي خالص الجو ضلمة وانا لوحدي فـ  I think ده افضل وقت للعياط. 
ـ تعبتيني معاكِ يا انيستي.
هي كد كملت وجبرت خالص ده اكيد الجن العاشق هو انا ياربي يوم ماحد يحبني يبقي جن..!! 
بلعت ريقي بـ خوف وانا لفيت بـ ضهري لـ مصدر الصوت وانا مغمضة عين ومفتحة التانية. 
علي بُعد مني كان في واحد واقف حاطط قناع علي وشه ومديني ضهره واقف جمب طربيزة علي شموع هي الـِ خلتني المح طيفه. 
كان بيقرب مني وانا رُكبي بـ ترقص من الخوف بـ قرأ آية الكرسي، بدأ يتكلم بـ هدوء وبسبب القناع مكنتش عارفة احدد صوته ولكنه مش غريب عليا: 
ـ   مَتى يَشتَفي مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ
وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ
فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ
فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ
كَعُصفورَةٍ في كَفِّ طِفلٍ يَزُمُّها
تَذوقُ حِياضَ المَوتِ وَالطِفلُ يَلعَبُ 
وفي نهاية كلامه كان بيوقف قدامي والانوار بتشتغل تاني، انا اصلا كنت سرحانة وما اخدتش بالي غير لما سكت واقف بيبصلي بس  عيونه انا عارفاها، دقة قلبي اكدتلي اني قدامه دلوقتي لوهلة فكرت نفسي بحلم كـ عادتي ولكن صوت انفاسه كان ليها رأي تاني.. 
ـ انت مين...؟! 
كنت بسأله وانا متأكدة من الإجابة بس كنت محتاجة اطمن اكتر، رفع القناع عن وشه فـ زادت ضربات قلبي، ما تفاجأتش بس خوفت، خوفت اكون بحلم وهصحي كمان شوية من حلمي. 
ـ  لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي.. 
ـ عاوز اي يا زياد..!! 
ـ عايزك..
ـ...!!! 
ـ فريدة  بنت عمي كنا مخطوبين من اربع سنين، قعدة اخ و اخوه كانت نتيجتها خطوبتي انا وهي ولأن مافيش سبب للرفض وافقت، بتمر الايام كنت بدأت احبها وبدأت اهيئ لحياتي معاها لحد ما اكتشفت في يوم انها مش بتحبني وانها بتحب زميلها و كمان علي علاقة به، الموضوع كان صعب بالنسبالي خصوصاً اني كنت بدأت احبها او مش هنكر كنت حبيتها فعلاً فـ فسخت الخطوبة، بعدها بـ شهور  بابا توفي فـ ماما قررت ننزل مصر وكفاية غربة وبالفعل نزلنا و شوفتك مش هقولك حبيتك من اول نظرة بس هقولك ان حبك اتسرب زي الهوا جوايا مش انتِ بس الـِ كنتِ محتجاني انا كنت محتاجك اكتر مش عارف ازاي وامتي بس حبيتك، لحد ما ظهرت فريدة من تاني بعد خيانة حبيبها ليها كانت فاكرة انها هترجع تعتزر وتلاقيني لسه ببكي علي اطلالها.. وانتِ حتي ما اديتينيش فرصة اشرحلك اختفيتي من حياتي مرة واحدة حاولت اوصلك بكل الطرق ولكن انتِ قفلتي كل الابواب في وشي، عمي فضل يبعت كتير عشان اسافر الكويت بسبب شوية مشاكل حصلت في الشغل وكان لازم اكون موجود مكنش ينفع اقعد فـ سافرت بقالي زي شهر كد 
لحد ما سليم قالي علي موضوع سفرك مقدرتش اقعد اكتر من كد ونزلت النهاردة جيتلك حفلة التخرج شوفتك وجيت علي هنا عشان أ... 
كمل كلامه وهو بيركع علي ركبته وبيخرج من جيبه خاتم وكمل بـ أبتسامة: 
ـ عشان اقولك تقبلي  تتجوزيني يا كيان..؟! 
بحاول استوعب كل الـِ بيقوله بلعت ريقي وضربات قلبي زي الطبول انا محتاجة قلم عشان افوق دلوقتي حالاً بالاً قلبي بيقولي وافقي مش ده الـِ بتحبيه وعقلي بيقولي لا حافظي علي كرامتك. 
ـ رجلي نملت يا كيان اخلصي.. 
فوقت من شرودي علي صوته المغتاظ ده بيزعقلي..!! ومن اولها كمان..!! 
ـ ماتوفقي بقي يا كيان مش ده الـِ قلبالي البيت مناحة عشانه.. 
ـ ماما. 
بصيت لـ ماما الـِ دخلت هي و الباقية  بـ غيظ وانا ببرقلها عشان تسكت ما كفاية إحراج بقي. 
ـ وافقي بقي يا كيان والله زياد ابني عبيط وبيحبك.. وانتِ باين عليكِ انك مدلوقة برضو فـ يلا خلينا نفرح بقي..! 
بصيت لـ خالتو بـ إحراج، اخدت نفس بعدين بصيت له، عيونه كانت فيها لمعة حسيته بـ يترجاني اني ما اخذلهوش فـ سكت شوية بعدين اتكلمت: 
ـ انا عيشت اسوأ ايام حياتي بسببك ولو مفكر ان بـ شوية الزينة دي هنسي واسامحك تبقي غلطان.. 
ظهر الحزن في عيونه وطي راسها ولسه هيتعدل كملت بـ ضحكة: 
ـ تبقي غلطان يا زياد لأني مش زعلانه منك اصلا.
ضِحك بقوة فـ مديتله ايدي لبسني الخاتم وارتفعت صوت الزغاريط وصوت الصفير من الشباب وقف جمبي وميل عليا واتكلم بـ غمزة: 
ـ حين ألتقيتُ بِكَ هَمس ليِّ قلبي: ها ايُها التائِه لقد وَجدنا الطريق هُنا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-