رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة اسماء عادل المصري رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول

رواية سجينتي الحسناء بقلم اسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء كاملة جميع الفصول

قال رسول الله ﷺ
اتقو الظلم فالظلم ظلمات يوم القيامه
صدق رسول الله ﷺ
ظلت تلك الكلمات تتردد فى مخيلتها و هى تجلس داخل سياره الترحيلات تهتز بها بقوه واضعه راسها داخل راحتيها تبكى بقهره لتتذكر الساعه الماضيه بداخل اسوار الحبس بقاعه المحكمه
# محكمه……..
خرج صوت حاجب المحكمه ليعم الصمت القاعه و دخل القاضى ليردد
# تؤجل القضيه للاطلاع
غرقت ببحور افكارها و هى تُساق من قبل عسكرى سياره الترحيلات حتى رأت طيف اباها فصرخت بقهره
# بابا
اقترب منها الاب و حاول ان يتحدث معها و لكن العسكرى رفض بصرامه فردد هشام برجاء
# معلش يا بنى اعتبرنى زى ابوك
فدس يده بجيب سرواله و اخرج منها بعض النقود المطويه و ناولها للعسكرى فاخذها منه و ردد بجديه
# بسرعه بس عشان عربيه الترحيلات
اتخذوا جانب القاعه فاحتضنتهم دارين جميعا و هى تبكى بالم و تهتف باسى
# انا كده ضعت…. بابا ارجوك اعمل حاجه، انا كده حدخل السجن؟
حاول والدها تهدئتها فردد و القلق ينحر قلبه
# متخافيش…. انا مش حسيبك
ردد سعد الدين المحامى بتأكيد
# انتى كده حتترحلى على السجن مش القسم و ده احسن من الحبسه فى التخشيبه بتاعه القسم….على الاقل حتلاقى سرير و حمام بدل البهدله على الدكه فى التخشيبه
نظرت امامها ترجوهم بعينها عندما سحبها العسكرى بقسوه
# يلا يا مسجونه
حرك والدها راسه يطمأنها ببسمه مزيفه
# متخافيش….احنا جايين وراكى و مش حنسيبك
عادت من شرودها على توقف سياره الترحيلات و صوت المزلاج الحديدى يفتح و بدءت بالنزول برفقه اخريات امام بوابه حديديه كبيره للسجن الذى ستمكث به حتى صدور الحكم
لحقتها عائلتها بسيارتهم الخاصه و ظلت والدتها تشير لها من بعيد و اخاها يهتف بصوت عالى
# حنجيلك فى الزياره
ليصيح والدها
# حسيبلك فلوس فى الكانتين…متخافيش احنا معاكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اصوات وقع اقدام تضرب مسامعها و فتح مزلاجات حديديه و ازيز الابواب دب الرعب فى قلبها و هى تقف بصف طويل به نظيرتها من المسجونات الاخريات ليوقع عليهن الكشف الطبى بشكل مهين و منافى للاخلاق
عبراتها تسيل على وجنتيها بغزاره و هى تُدفع و تساق من قبل السّجانه و التى تردف بصوت غليظ
# ادخلى استحمى و البسى الهدوم دى
دلفت المرحاض العام المرفق بالسجن لتجد جميع النساء عاريات و تقفن اسفل المياه المنهمره و السجانات تقفن لتراقبهن بتدقيق فشعرت بالحرج فكيف لها ان تتعرى بذلك الشكل امامهن حتى و ان كن سيدات
ارتجفت فور ان سمعت صوت السجانه تأمرها بغلظه
# ما تخلصى يا مسجونه….انتى محتاجه عزومه
بكاءها بشكل هستيرى لم يشفع لها و هى تترجاها بصوت خافت
# مش حقدر اتعرى قدام كل دول….ابوس ايدك سبينى حتى بالاندوير
ضحكت الاخيره بسخريه تهتف
# اندر ايه يا ياختى؟!!
لتغلظ من صوتها اكثر و تهتف بشراسه
# اخلصى يا بت انتى بدل ما ادخلك التأديب من اول يوم
انصاعت للاوامر رغما عنها و خلعت ما تبقى من ملابسها حتى تستحم و ترتدى الزى الخاص بالسجن و اتجهت لتستلم متعلقاتها الشخصيه من اغطيه و شراشف لتتجه ناحيه الزنزانه التى ستمكث بها الفتره القادمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت الزنزانه فسمعت هتافات عاليه من المسجونات القديمات كنوع من الترحيب بالمسجونات روايه بقلمى اسماء عادل الجديدات فاخذن يصحن باعلى اصواتهن حتى تحدثت السجانه بصوت غليظ
# استكى منك لها لها….. دول الوارد الجديد، مش عايزه مشاكل و لا خناق معاهم، فاهمييين؟
بالطبع من المفترض توزيعهن كل واحده حسب جريمتها و لكن بسبب تكدس السجن فلم تهتم بذلك فاختلطت مسجونات الجنح مع نظريتهن من الجنايات و المخدارت و الدعاره فاصبحت الزنزانه الواحده تتنوع بين الجرائم
اقتربت من احد الاسره الفارغه لتتخذه لها و جلست عليه فاسرعت احداهن بدفعها عنه تهتف بشراسه
# اوعى…. السرير ده بتاعى
نظرت لها دارين بطرف عينها و رددت بجمود فى تعابير وجهها
# بس انا مش شايفه حد عليه!
هتفت السجينه باسلوب تهكمى
# و انا بقى نويت اخد السرير ده ليا…..عندك مانع؟
لم تجيبها و اتجهت لاحد الاسره الفارغه و وضعت متلعقاتها عليه فاقترب اخرى تلقى بمتعلقات دارين على الارض و تهتف
# السرير ده بتاعى
انحنت لتلتقط اشياءها و وقفت تنظر حولها تبحث عن فراش فارغ و لكنها وجدت المسجونات الاخريات يفعلن المثل ما كل المسجونات الجديدات و بدءن بالتنمر عليهن بطريقه مهينه حتى اصبحن يتحرشن باجسادهن بطريقه فظه
ظلت داخل دائره المسجونات و هن يرقصن حولها و من معها و يغنين و يتحرشن باللفظ و الفعل حتى صدح صوت احدى السجينات القدامى تهتف بصوت جهورى
# باااااس منيك ليها…..سيبو الوارد الجديد يا نسوان
اجابوها باحترام
# امرك يا كبيره
هتفت لواحظ بصوتها الشبيه بصوت الرجال
# هاتوهم هنا عندى خلوهم يعرفو نفسهم بادب
بدءن بدفعهن ليرتكزن امامها فسالتهن
# جايه فى ايه منك ليها؟
بدءت كل واحده تخبرها بتهمتها حتى جاء دور دارين و التى ظلت صامته لا تصدق نفسها و كيف آلت بها الامور و خيانه الحياه لها الى هذا المآل و هى شارده بماضيها المفترض انه مثالى
فلاش باك *******
بعد تخرجها من الجامعه بتقدير متميز جدا و ضياع فرصتها فى التعيين بالجامعه بسبب الوساطه استطاعت ان تجد وظيفه شاغره باحد اكبر شركات السياحه و اخذت تتدرج فى وظيفتها بسرعه حتى اوشكت ان تصبح مديره للحسابات فى اقل من سنه
دلفت مكتب رئيس مجلس الاداره و هى مزهوه بنفسها على انجازها و هتفت بامتنان
# انا فعلا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى على الفرصه دى!
ابتسم لها اكرم المغربى و هو مدير الشركه و القائم باعمال رئيس مجلس الاداره بالانابه عن والد زوجته المالك الاساسى للشركه
وقف من مكانه و اتجه ناحيتها يهتف ببسمه منمقه
# تستاهليها يا دارين….مع صغر سنك و لكن عقلك نابغه فى الحسابات و فعلا انتى اضافه للشركه
شعرت بالفخر من اطراءه لها و افتخرت بنفسها و انجازها و قررت بداخلها ان تعطى اقصى ما عندها حتى تصل لمبتغاها
عوده******
افاقت من شرودها على صوتها الهادر
# انتى يا ختى….. مش سامعانى و لا مش مستعبرانى
نظرت لها دارين بنظره دونيه و هتفت بقوه
# عايزه ايه انتى؟
اجابتها لواحظ بعد ان انتفضت من مكانها بشراسه
# لاااا يا روح امك….انتى لازمن تعرفى انا مين؟
ضحكت دارين بسخريه لاذعه و هى تهتف بقوه مصطنعه
# و مين جنابك بقى ان شاء الله؟
اقتربت منها لواحظ بخطوات حذره و هتفت بقسوه
# انا هنا كبيره الزنزانه ديه…و الكل هنا تحت طوعى يا عنيا
ضحكت بسخريه و ضربت كفها بالاخر تهتف بتعجب
# حتى هنا فى السجن فى كبير و و مدير و ريس؟
لم تعيرها اى اهتمام و التفتت لتغادر فاوقفها صوت لواحظ الغليظ
# لاااا…ده انتى شكلك كده عايزه يتعلم عليكى من اولها، و انا معنديش مانع اهو تبقى عبره لغيرك
التفتت لها و عادت لتتجاهلها متحركه ناحيه الفراش فاجتمعت حولها اربعه نساء يتحرشن بها فاخذت تبعدهن و تدفعهن و لكن الامر تحول فجأه لتطاول بالايدى و اصبح شجار كبير يحاولن بكل قوتهن ان يلقنوها درسا و لكنها كانت الاسبق و الاسرع و الامهر فانحنت روايه بقلمى اسماء عادل لتتلافى الضربه القادمه من يمنها لتسقطها بعد ان عركلتها بقدمها و انتصبت لتسد ضربه اخرى من يسارها ردت عليها بلكمه عنيفه فى منتصف الوجه نزفت السجينه على اثرها من انفها و عادت لتضرب الثالثه بخلف راسها عندما كبلتها الاخيره من ظهرها بيديها الغليظتين فسقطت من قوه الضربه و انحنت لترتكز على يداها و ترتفع بقدمها عن الارض تضرب الرابعه لتسقط ارضا متألمه
انتفضت عروق لواحظ و هى تجد اتباعها تسقطن مثل الذباب الواحده تلو الاخرى فامسكت بعصا كانت تخبئها اسفل فراشها و اتجهت بغضب ناحيه دارين محاوله ضربها و لكنها التقطتها منها بمهاره و نزلت بها على كتفها جعلتها تصرخ متألمه
لم يقف الشجار الا عندما بدءت المسجونات بالصراخ طلبا للنجده فدلفت السجانات و بدءن يفرقهن و رددت السجانه فتحيه
# مش عاوزين تجبوها لبر يا شويه حوش….و دينى لادوركم كلكم على مكتب معاون المأمور،و استلقو وعدكم بقى منه و انتو عارفينه…معندوش ياامه ارحمينى
قبضت باقى السجانات على لواحظ و اتباعها و معهن دارين و سحبوهن بشراسه و مهانه و رددت فتحيه بغضب
# اتحركى منك ليها على مكتب المعاون
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقفت فتحيه تنتظر ان يأذن لها بالدخول و عندما دلفت رددت باحترام
# فى شغب فى عنبر 2 يا باشا
نظر لها متعجبا و ردد بفضول
# اوعى تقوليلى لواحظ تانى
اماءت بالموافقه فهتف بحده
# اكيد عملت نمره على الوارد الجديد
ضحكت فتحيه تهتف بسخريه
# و الله يا باشا المره دى النمره اتعملت عليها و البت الجديده خليتها هى و اللى معاها ميسوش تلاته مليم
تعبيرات وجهه المصدومه مما سمعه جعلت حاجبيه ينعقدان بشده و هو يهتف بحيره
# مين دى؟ متدخليهومش الا لما تجبيلى ملف البنت دى الاول
اماءت بطاعه و خرجت لتنفذ امره باحضار ملفها…اما هى فظلت تستند على الحائط المهترئ لجدران السجن تنتظر ان يسمح لها المعاون بالدخول مع باقى السجينات لتعود بذاكرتها لماضيها القريب تشعر بتصدع عالمها بسبب جريمه لم تقترفها يداها
فلاش باك *****
ظل اكرم المغربى يتغزل بها فى كل فرصه تسنح له و هى لا تعطيه اى رد فعل و لكن اصراره جعلها تلين قليلا ليصبح تغزله بها امرا طبيعيا بل و عاديا و لكنها لا تزال غير متقبله لافعاله فهتفت بعد ان شعرت بوجوب وقفه لتلك الافعال
# يا اكرم بيه اللى حضرتك بتعمله ده ميصحش
ابتسم لها اكرم و ردد بغزل
# الله جميل يحب الجمال…و مش عيب ابدا لما الواحد يلاقى قدامه حاجه حلوه و يقول عليها الله على الجمال،و سبحان من ابدع و من صور
حاولت اخفاء بسمتها من غزله بتلك الطريقه التى عفى عنها الزمن فاطرقت راسها لاسفل ليقترب منها و يرفع وجهها ناحيته يهتف بحبور
# انا عارف ان اللى بيحصل ده مش صح…بس اعمل ايه؟
ثم اشار باصبعه ناحيه قلبه و هتف بتأثر
# مليش حكم على ده
تحرجت من تصريحه و رددت برفض
# حضرتك متجوز و…..
قاطعها بوضع اصبعه على فمها و هتف بتأكيد
# عارف…. و مش محتاجك تفكرينى بده، و مش حعمل زى الرجاله اللى بتلعب ببنات الناس و اقولك انا مش سعيد مع مراتى و لا انى مبحبهاش….. بالعكس، انا بحبها و سعيد معاها جدا و فضلها و فضل اهلها عليا كبير جدا بس….
صمت ثم رفع وجهه ناحيتها يحدق بها بنظرات والهه و عاد يكمل برومانسيه
# قلبى…قلبى اتهز جامد، طول ما انتى جنبى بحسه مش بيدق و بس ،ده بيكون فى زلزال
ضحكت على تشبيهه و هتفت بخجل
# المعادله دى اخرتها مش كويسه، ارجوك يا اكرم بيه متضطرنيش اسيب الشغل و انا هنا حققت انجاز كبير اوى و…..
قاطعها مجددا بحده
# اوعى…اوعى تسيبى الشغل، انا مقدرش يعدى عليا يوم من غير ما اشوفك يا دارين ارجوكى افهمينى
تنهدت بعمق فابتسم و هو يقترب منها و يردد بصوت هادئ
# انا متأكد ان مشاعرى ليها عندك صدى و الا مكنتش شوفت الحيره اللى فى عنيكى دى
رددت بحيره
# و افرض… برده دى معادله ملهاش حل
اجابها ببسمته الساحره
# هو ربنا ليه حلل مثنى و ثلاث و رباع؟
رفعت كتفيها كعلامه على جهلها فاجابها
# الراجل يقدر يحب اكتر من واحده فى نفس الوقت لكن الست لا ، و انا بحب مراتى و فى نفس الوقت مشدود ليكى جدا…ده غير انك عارفه اننا مخلفناش لحد دلوقتى و انا من حقى اكون اب
امتعض وجهها و هتفت بحده
# يعنى بتقرب منى بالشكل ده عشان الخلفه؟
ابتسم و ضحك و امسك راحتيها بيديه و ربت عليهما بدفئ و هتف بتفسير
# ابدا…لان لو ده السبب كنت اتجوزت من زمان من ساعه ما عرفت انها مبتخلفش، لكن انا فعلا عايز ابنى لنفسى بيت و اسره مع انسانه بحبها و ده ابسط حقوقى
رددت بحيره
# و چيهان هانم…حتوافق على كده؟
ربت على كتفها و هتف
# سيبى كل حاجه لوقتها يا دارين…التسرع فى المواضيع اللى زى دى مش كويس، خلينا نقرب من بعض و نشوف حنقدر نكمل مع بعض و لا لأ و لما نوصل لمرحله الجواز و موافقه چيهان يبقى يحلها الذى لا يغفل و لا ينام
عوده******
عادت من شرودها على صوت الحارسه تهتف بحده
# ادخلى منك ليها، سيف باشا مستنيكم، يلا يا اختى عشان تستلقى وعدك انتى و هى
دلفن جميعا و سيف جالس على مقعده يضع قدم فوق الاخرى و يشعل سيجارته و نظر لهن باذدراء و لكنه دُهش من شكلهن فقد تورمت جبهه واحده و نزفت الاخرى من انفها و كدمات بجسد الثالثه و الرابعه حتى لواحظ لم تسلم من الاذى فرفع حاجبه و هو ينظر لوجه الملاك الذى امامه و هى سليمه معافاه ليس بها خدش واحد فردد بذهول
# دى اللى عملت فيكم كده؟
صرخت لواحظ باتهام
# ايوه يا باشا…دى مفتريه و كسرت ضلوعنا
ثم ارتفع صوتها اكثر باستعطاف
# انا عايزه حقى يا باشا ده انا حاسه ان كتفى اتخلع من مكانه
عاد ينظر لها و هى تطرق راسها بخزى فهتف بقسوه
# بلاش وش البراءه ده عشان انا فاهم امثالك كويس
امتعض وجهها من اذدراءه روايه بقلمى اسماء عادل الواضح لها فرفعت وجهها و نظرت له بعينيه و رددت بقوه و استفسار
# امثالى؟ حضرتك تقصد ايه؟
ابتسم بجانب فمه و هتف بغضب
# اللى شكلهم يقول برئ و هم قتالين قتله
ضربت لواحظ على صدرها و هى تهتف بتخوف
# قتل؟
ابتسم بمكر و عاد لمقعده و هتف بعد ان فتح ملفها امامه يردد باستفاضه
# دارين هشام الشامى….. متهمه بجريمه قتل مع سبق الاصرار و الترصد، مش كده يا…
صمت كنوع من السخريه فهتفت بضيق
# المتهم برئ حتى تثبت ادانته…و لا ايه؟ و انا مش حعمل زى الباقيين و اقول لحضرتك انا بريئه و مظلومه، بس حقول ان الايام باذن ربنا حتظهر برائتى
ابتسم باستهزاء و ردد و هو ينظر بعمق عينيها
# و يا ترى يا بريئه و مظلومه….. قدرتى ازاى تضربى كل دول لوحدك؟ شله لواحظ مش سهله عشان تخرشميهم بالشكل ده!
تحرجت و عضت على جانب شفتها بحرج و هى تهتف بعد ان اختنق صوتها قليلا فانخفضت نبرته
# انا بطله الجمهوريه فى الmartial arts
نظر لها بتعجب فعادت تشرح
# فنون قتال و دفاع عن النفس
ضحك عاليا و هتف بحده
# آااه فهمت…. و انتى بقى جايه السجن هنا تستخدمى اللى اتعلمتيه ده على المساجين؟
اجابته بدفاع و غضب
# كان مطلوب منى اسكت و هم عمالين يضايقونى انا و كل الناس الجديده
صرخ بها
# و مين عينك حارس ليهم… انتى فاكره انك تقدرى تبوظى نظام السجن هنا؟ ده انا ادفنك مطرحك
عادت تجيبه بحده لا تتناسب مطلقا مع كونها سجينه و هو سجانها
# قصدك نظام الكوسه و الكبير ياكل الصغير و الكل لازم يقول سمعا و طاعه للى بتحموهم عشان مصالحكم تمشى
احتدت حدقتيه بوميض غاضب و احتقنت عيناه بحمره غاضبه و هو يطرق على سطح مكتبه براحتيه الغليظتين بحده يصرخ بها
# انتى الظاهر ان العقوبه اللى مستنياها مش هماكى خالص…. بس متقلقيش ابدا، ما السجن هنا تهذيب و تقويم و اصلاح و انا حديكى تحذير لاول و اخر مره، لو فكرتى تستخدمى مهارتك دى على المساجين هنا انا ححط ده فى الملف بتاعك و ابقى خلى المحامى بتاعك بقى يحاول يخفف العقوبه لما يتعرف انك قدرتى تبهدلى المساجين كده، و مظنش ان تقارير السجن حتبقى فى صالحك لما المحكمه تيجى تحكم عليكى بناء عليها
زفرت انفاسها بضيق و عصبيه و صرخت بقهره
# ليه كده؟ هو يا اما اسكت على الاهانه و البهدله؟ يا تهددونى بالشكل ده،ليه الظلم بيبقى اقوى من الحق…حسبى الله و نعم الوكيل
صراخها و حدتها بهذا الشكل اخرجه من طور هدوءه الزائف فصاح يستدعى السجانه
# فتحييييه….خديهم على العنبر بتاعهم و سبيلى الوارد الجديد عشان تاخد التشريفه بتاعتها
رددها بتوعد و هو ينظر لها بتحدى فندمت على تسرعها و شعرت بالرهبه تعود لتجتاح جسدها فاحنت راسها لاسفل تستمد قوتها من الدعاء و تلاوه بعض الايات القرانيه
سمعها سيف بعد ان خلت الغرفه و لم يتبقى سواهما تردد بتضرع
# اللهم اجعل كيدهم فى نحرهم
فردد و هو ينظر لها بتقزز و اشمئزاز
# لاااا و بتعرفى ربنا اوى، اسمعى بقا
دفع المقعد بقدمه ليرتد و يصطدم بالحائط مصدرا صوتا مدويا ارتعدت على اثره و اقترب منها يمسكها من ذراعها غارزا اظافره بها ليؤلمها
# شغل التلت ورقات و تعمليلى فيها خضره الشريفه ده مش حياكل معايا….انا مر عليا زيك كتير
رفعت وجهها تنظر له و الالم بذراعها يزداد فاستطرد حديثه غير عابئ بنظراتها الحزينه
# و لو فكرتى بس مجرد تفكير انك تعملى شغب مره تانيه، فسنينك هنا فى السجن مش حتعدى على خير
ترك ذراعها بقسوه و عاد لمكتبه و استند بذراعيه على سطحه و هتف
# قضيتك باينه زى عين الشمس و لو معاكى محامى شاطر فاخر حاجه يقدر يعملهالك انه يخليها قتل خطأ و دى عقوبتها معاكى لحد خمس سنين كده، انما بقى لو وصل للمحكمه فنون القتال بتاعتك دى فده حيكون استخدام لحرفتك او مهارتك فى القتل و ده ممكن يجيب لك حبس من 7 سنين لاكتر، ده لو اصلا المحامى عرف يخليها قتل خطأ مش عمد اما بقى لو كان عمد و يا سلام لو مع سبق الاصرار و الترصد … كده انا اضمنلك الاعدام
دمعت عيناها فشرد لحظه بعبراتها المنسكبه من مقلتيها و شعر بانه تمادى و لكنها لم تمهله حتى لحظه واحده للندم حيث صرخت بقهره
# ربنا على الظالم و المفترى…. منك لله انت و كل اللى ظلمونى، و ربنا حياخدلى حقى منكم يا ظلمه
حرك راسه معترضا على حديثها و هتف بهدوء مصطنع عكس النيران المتقده بداخله
# مصره تشوفى وشى التانى من اول يوم…و ماله
استدعى السجانه و هتف مرددا بتوعد
# خديها على التأديب و معاكى 3 ايام …. و لو متربتش زودى المده، و خدى راحتك معاها على الاخر متبخليش عليها بكرم الضيافه
سحبتها السجانه و هى تنظر لها بوجل تردد بجهل
# هو ايه التأديب ده؟
اجابتها الاخيره و هى تسحبها و تسوقها ناحيه عنابر التأديب
# يعنى الحبس الانفرادى….و دى عقوبه اول مره الوارد الجديد يدخل فيها من اول يوم، ده انتى اكيد عملتى مصيبه كبيره اوى عشان الباشا يكدرك كده من اولها
صمتت و لم تتحدث روايه بقلمى اسماء عادل حتى وصلت لزنزانه الحبس الانفرادى فوجدتها عباره عن غرفه ضيقه و معتمه بها فراش ارضى و دلو مخصص لقضاء الحاجه ناهيك عن رائحه العفن المتأصله بجدرانها لتلج الى الداخل ترتمى ارضا و هى تسأل نفسها سؤالا واحده
( هل هى تستحق هذا العقاب القاسى…حتى

فلاش باك ******
دوى طرقات عاليه ايقظت كل من بالمنزل فهرع هشام ليفتح الباب فتفاجئ بقوات الشرطه تقتحم المنزل بطريقه فجه فشعر بالذعر و هتف بتساؤل
# فى ايه؟
وقف الضابط يردد بصوت جهورى
# ده منزل دارين هشام الشامى
اجابته هى
# ايوه…انا، فى ايه؟
اجاب بقوه
# انتى مطلوب القبض عليكى…من فضلك تعالى معانا من غير شوشره
ردد هشام بدهشه
# حضرتك بتقول ايه يا فندم؟ بنتى عملت ايه؟
اجابه و هو يسحبها من ذراعها
# لما تروحو القسم حتعرفو، يلا بلاش عطله
و هناك وقفت امام رئيس المباحث تهتف بذهول
# انا عايزه افهم انا هنا ليه؟
اجابها الاخير
# انتى متهمه بجريمه قتل…و الاحسن انك توكلى محامى كويس قبل ما تدلى باقوالك
نظرت له بذهول و دهشه و رددت بعدم تصديق
# قتل؟! انااا؟ انا مقتلتش حد؟
اجابها رئيس المباحث
# نصيحتى ليكى تشوفى محامى كويس لان شكلك بنت ناس و مش وش بهدله
عوده******
ظلت تبكى و ترفض الطعام الذى يوضع امامها حتى شعرت بضروره قضاء حاجتها و هنا لم تستطيع التمالك اكثر فانهارت عندما طلبت من السجانه المسئوله عنها ان تدلف المرحاض فكان ردها
# عندك جردل و ميه….صرفى نفسك بيهم
توسلتها ببكاء
# ارجوكى…انا مش حعرف اعمل كده
عندما تم اهمال طلبها لساعات بدءت بالصراغ و الضرب بقوه على الباب الحديدى و هى تهدر بالجميع
# حسبى الله و نعم الوكيل…. اللى بيحصل ده حرام
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلس هشام مع المحامى يردد بتخوف
# ايه الخطوه اللى جايه يا متر؟
اجابه سعد الدين بثقه
# متقلقش…. انا وصيت عليها جوه السجن و مش اى حد، ده المأمور بذات نفسه يبقى جوز عمتى و انا قلتله انها بنت واحد صاحبى و حبيبى
ابتسم بمجامله وامتنان و شكره فاكمل سعد الدين
# عشان بس تعرف مين هو سعد الدين المحامى و على فكره لولا المحامى الاولانى اللى كان معاكم فى تحقيقات النيابه ده كانت الحكايه اتحلت اسهل من كده بكتير
ردد هشام بغضب
# منه لله بقى لبسنا فى الحيطه هو و اللى باعته، و دلوقتى انت حتدور وراه عشان موضوع العقد ده و لا ايه؟
اماء له موافقا و لكنه نظر له نظره ذات مغذى و تحدث باستفاضه
# بص زى ما انا متأكد من براءه بنتك، و متأكد انه له يد فى اللى حصل فانا شبه متأكد ان العقد ده حيكون مزور
لمعت عين هشام بالغضب روايه بقلمى اسماء عادل و الكره و ردد بقسوه و عصبيه
# ازااى؟ دى تبقى مصيبه، انت لازم تكشف الحكايه دى باى تمن…البنت كده حتضيع
ردد الاخير بثقه
# متقلقش….كله محسوب يا استاذ هشام و ان شاء الله الجلسه الجايه نكون عرفنا نحط ادينا على دليل البراءه، بس انت قول يا رب
هتف هشام بتضرع
# ياااا رب ملناش غيرك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قام مأمور السجن باستدعاء سيف لمكتبه و حياه الاخير بالتحيه العسكريه و هتف باحترام
# اوامرك يا فندم
ابتسم له و اشار للمقعد الذى امامه و ردد
# اقعد يا حضره المعاون
جلس سيف فاستطرد الاول
# عامل ايه و سياده اللوا والدك اخباره ايه؟
اماء له يهتف
# الحمد لله يا فندم…خير كنت عايزنى فى ايه؟
اجابه المأمور بفضول
# سكنت الوارد الجديد؟
اماء موافقا فاكمل
# طيب كان فى واحده منهم متوصى عليها، فكنت عايزك بس توصى نباطشيه العنبر بتاعها انها تهتم بيها شويه و تاخد بالها منها
اماء له بطاعه رغم انه طوال فتره خدمته لم يحبذ ذلك النوع من الوساطه و المحسوبيه فى التعامل مع بعض السجينات على حساب الاخريات و لكن الاوامر دائما ما تأتيه من رؤساءه لهذا يضطر الى تنفيذها
زفر بهدوء و هتف
# اسمها ايه السجينه يا فندم عشان ابلغ النباطشيه؟
اجابه المأمور
# دارين الشامى…جايه جنائى
لمعت عينه على الفور عندما استمع لاسمها فوقف مكانه بحده و هتف
# مين يا فندم؟
اعاد المأمور اسمها على مسامعه فهتف سيف برفض قاطع
# مستحيل طبعا….دى لو بنت وزير الداخليه بذات نفسه انا مش حميزها عن غيرها
تعجب المأمور من رده فعله المبالغ فيها فماذا يمكن ان تكون قد اقترفت السجينه بيومها الاول ما جعله غاضب هكذا
ردد المأمور بفضول يساله
# و ده ليه؟ هى عملت حاجه؟
ابتسم بسخريه و ردد بتهكم
# حاجه؟ قول حاجات يا فندم، دى بهدلت المساجين و ضربتهم و بجحت فيا ده غير انها جايه فى قتل مش اى تهمه، يعنى من الاخر كده بت لبط و شكلى حدخلها عنبر الخطريين
تعجب المأمور و هتف بدهشه
# غريبه… ده سعد الدين موصينى عليها جامد و قايل اشعار فى ادبها و اخلاقها و تربيتها
اجابه سيف بضيق
# ما هى شكلها ملاك يا فندم ،بس شكل بس…انما بقى تفتح بوقها بيخرج منه زفت و قطران على دماغها
زفر المأمور بضيق و هتف
# طيب…بس معلش بلغ النباطشيه على الاقل لو احتاجت حاجه تعملهلها
عض على شفته بغضب و ردد
# يا فندم دى فى التأديب
امتعض وجه المأمور و انتفض روايه بقلمى اسماء عادل من مجلسه يردد بحده
# التأديب؟ و احنا من امتى بندخل الوارد الجديد التأديب؟ و من اول يوم يا حضره المعاون
اجابه بتأكيد
# لما الوارد الجديد ده يا فندم يضرب شله لواحظ كلها من غير حتى ما يعرفو يلمسوها و لما تبقى بتلعب فنون قتاليه و تستخدمها على المساجين…
جلس المأمور يحرك راسه بدهشه و ردد
# انا فعلا مستغرب….انت ادتها كام يوم فى التأديب؟
احابه سيف بايجاز
# تلاته
اماء له و ردد بهدوء
# طيب يا سيف كفايه يوم واحد و اديها تحذير شفهى و لو كررتها تانى ابقى اتصرف معاها زى ما انت عاوز بس على الاقل ابقى نفذت وعدى لسعد الدين
اماء له موافقا و استأذن ليعود لمكتبه بعد ان حياه باحترام بالتحيه العسكريه و لكنه فور ان دلف مكتبه وجد السجانه المسئوله عن حراستها تقف امام الباب تنتظره فنظر لها نظره بمعنى ماذا هنالك فاجابته على الفور
# المسجونه الجديده اللى فى التأديب يا باشا
زفر بحده و ردد بفروغ صبر
# هو انا مفيش ورايا غيرها انهارده؟ مالها؟
اجابته بتخوف
# عامله شغب يا فندم و عماله تصرخ و تعيط
نظر لها بعدم اكتراث و ردد
# عادى و ايه الجديد؟ ما كل اللى بيدخل التأديب بيعملو كده
اجابته بحرج
# اصل يا باشا هى عايزه تدخل دوره الميه و البت شكلها بت ناس و مش وش بهدله و بصراحه كده صعبانه عليا
ضحك سيف بسخريه و اقترب منها بخطوات بطيئه فعادت بحذر للوراء ليردد هو بثقه
# تبقى قبضتك يا عطيات….تبقى قبضتك يا حضره الشاويش المحترم
حاولت ان تنفض عنها الاتهام فرددت بلهفه
# يا باشا الحكايه مش كده….
قاطعها بسبه نابيه و اكمل
# تعالى ورايا اما اشوف اخرتها معاها البت دى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصل لبوابه الزنزانه و نظر لها من النافذه الحديديه الضيقه الموجوده بالباب فوجدها تجلس القرفساء و تضع وجهها داخل راحتيها و صوت شهقات بكاءها جعله يشفق على حالتها قليلا
فور ان سمعت صوت نحنحته انتفضت من مكانها و اقتربت من النافذه الصغيره و اسندت روايه بقلمى اسماء عادل كفها عليها فتلامست اناملها بخاصته فشعر على الفور بتيار كهربى يسرى بجسده ليتعجب من حالته و لكنه انتشل يده بسرعه من على النافذه و ردد بحده
# خير؟
ابتلعت لعابها بغصه مؤلمه و هى تهتف بتوسل محاوله ان تدعس على كرامتها و التى اهدرت بالفعل منذ اليوم الاول لدخولها هذا المكان الكريه فرددت
# ارجوك….. انا محتاجه التويلت ضرورى جدا، ارجوك
زغر بعينه و قوس فمه و هو ينظر لحالتها المشعثه و شعرها المجعد الكثيف و توسلها اللطيف و الذى جعله يبتسم فاقترب من النافذه و هتف بمشاكسه
# عايزه ايه؟ التويلت؟ احنا هنا معندناش تويليت، فى دوره ميه تنفع؟
حركت راسها بعده حركات سريعه و متتاليه فردد يؤكد عليها
# و انا موافق و حخرجك كمان من التأديب بس بشرط
هتفت بلهفه
# اى حاجه بس امشى من هنا
ابتسم بزهو و نظر لعطيات و ردد بصيغه آمره
# و ديها الحمام و هاتيها على مكتبى
اجابته عطيات باحترام
# اوامرك يا باشا
وقفت على باب المرحاض تتأفف من رائحته الكريهه و لكنها مضطره فهى لم تقضى حاجتها منذ اول امس فرددت عطيات عندما وجدتها تقف بتردد
# امال يا ختى كنتى بتعملى ايه لما اتحبستى فى القسم؟ ده هناك الحمام زى الزفت و التخشيبه متر فى مترين
اجابتها بحزن
# بصراحه الظابط كان موصى عليا و كنت بدخل التويلت بتاعه
انتهت من قضاء حاجتها بصعوبه و خرجت لتستند على الحائط تبكى بقهره فموعد المحاكمه بعد سته اشهر من الآن فكيف ستمكث كل هذا الوقت و هى من اول يوم لها قد عانت الامرين بهذا الشكل
رأتها عطيات على هذه الحاله فاقتربت منها و ربتت على كتفها برقه و هتفت
# بصى يا بنتى….انتى بجد صعبانه عليا و شكلك مش وش بهدله، انا حقولك نصيحه تحطيها حلقه فى ودنك اول هام هى لواحظ…..اوعى تقفى قصادها دى ست مفتريه و مش بتسيب حقها و جوزها تاجر كبير و مشبرق الكل هنا عشان يريحو مراته و ثانى هام يا بنتى الفلوس….الفلوس هنا هى كل حاجه، تقدرى تشترى بيها راحتك يعنى تدفعى عشان تدخلى الحمامات النظيفه و تدفعى عشان تاكلى اكل نظيف…فهمتينى؟
ابتسمت بخزى و هتفت
# و انا معيش الفلوس اللى روايه بقلمى اسماء عادل اقدر اشترى بيها راحتى، بابا موكل محامى كبيير اوى بعد ما المحامى الاولانى بوظ القضيه و لبسنى التهمه منه لله
صمتت لتبكى و تمسح عبراتها بظهر يدها و اكملت
# و المحامى ده بقى اتعابه كبيره اوى…يعنى من الآخر حياخد كل اللى حيلتنا و انا مش حقدر اضغط على بابا اكتر من كده
طيبت خاطرها بحنيه و هتفت
# كله بيعدى يا بنتى….و يلا بسرعه عشان سيف باشا مستنيكى، خدى بالك سيف باشا طيب و مش من عوايده انه يتنرفز بالشكل ده
ضحكت بسخريه و رددت و هى تتجه معها ناحيه مكتبه
# امال لو كان شرير كان عمل ايه؟ ده حتى مرضاش يسمعنى و هو اكيد عارف ان اللى اسمها لواحظ دى هى اللى بدءت بالمشاكل
زفرت باستسلام و هتفت توضح لها الامر
# بصى يا بنتى….انا زى امك و فى شغلانتنا دى بنعرف نفرق كويس بين الظالم و المظلوم و انتى باين عليكى غلبانه و مظلومه، انا حقولك حاجه واحده
وقفت امام باب المكتب تكمل معها حديثها
# اعملى لقدام عشان لو لا سمح الله قعدتك هنا طولت متبقيش ربيتى عداوه مع الاكبر و الاقوى منك…و يلا بقى احسن سيف باشا يدورنى مكتب بسببك
اماءت لها و دلفت معها المكتب فحيته باحترام و دارين تطرق راسها لاسفل فنظر لها بتفحص و اشار لعطيات بالانصراف ففعلت و اغلقت خلفها الباب
ظلت تنظر للارض و هو يقلب فى الاوراق امامه يتصفح ملف قضيتها بتدقيق حتى قطع الصمت اخيرا و ردد بصوت رزين
# اقعدى
نظرت له بامتنان و جلست فاخرج علبه سجائره و اشعل واحده و مد يده بالعلبه يعرض عليها التدخين و لكنها رفضت
# انا مش بدخن
اعاد العبله امامه و ردد ببسمه سخريه
# بكره تدخنى… ما كل اللى بيدخل السجن هنا بيبقى مدخن شره
زفرت بحزن فهتف بفضول
# انتى ايه حكايتك بالظبط؟ منكسره و لا مفتريه، مظلومه و لا متهمه، بنت ناس و لا بنت……
قاطعته بانتفاضه جسدها من على المقعد
# ارجوك…. من غير اهانه
قوس فمه و هتف
# قضيتك صعبه…..الملف اللى قدامى بيقول انك لابسه فى حيطه سد
بكت فى صمت فشعر بالضيق من منظرها و لا يعلم لما يتعاطف معها فهتف
# سعد الدين المحامى هو اللى ماسك القضيه؟
اماءت له تؤكد على حديثه فردد
# هو شاطر و لو انتى بريئه حيعرف يظهر برائتك
دعت بتضرع و ايادى موجهه للسماء
# ياااا رب…انت عالم انى بريئه
نظر لها بتدقيق و لا يعلم لما حدسه ينبئه ببرائتها فهتف متسائلا
# انتى ايه حكايتك؟و مظلومه فعلا؟
اجابته و الحزن يخيم عليها
# لو حكيتلك حتصدقنى؟
اجابها بيقين
# انا بعرف اقيم الناس اللى قدامى كويس و مع انك دخلتى داخله غلط بس احساسى بيقول لى انك بريئه
اجابته بلهفه
# و انا بريئه و الله ما قتلت حد
اماء لها و ردد بتأكيد
# احكيلى و انا سامعك
بللت شفتيها بطرف لسانها و ابتلعت لعابها حتى تزيل حشرجه صوتها و هتفت
# ححكيلك
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لا احد يستحق دموعك؛ و ان استحقها فلن يدعك تذرفها
جابريال جاريسيا ماركيز
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتبه توقع منه اوراق المرتبات و اخذت تمررها امامه و هو يمطرها بالكثير من النظرات الوالهه فتنحنحت بخجل و قضمت على شفتها السفلى و هتفت بتنهيده بعد ان تعمد لمس اناملها اكثر من مره و هو يوقع الاوراق
# و بعدين معاك
ابتسم لها و ردد بتغزل
# و بعدين انتى معاكى….. كل يوم بتحلوى اكتر من اللى قبله، اعمل ايه طيب؟
تنهدت بضيق و هتفت
# اكرم بيه ارجوك
انتفض من مقعده و امسك راحتيها بقبضتيه القويتين و ردد بحده
# انتى ايه حكايتك يا دارين؟ ليه كل ما احاول اقرب منك تفضلى تبعدى كده؟
اجابته بحزن
# عشان انت متجوز و انا…..
قاطعها بغضب
# حنفضل نتكلم فى نفس الموضوع و نفس القصه و نفس الكلام…. انتى مبتزهقيش؟!
عبس وجهها و اطرقته لاسفل و بدءت عبراتها تتجمع فى مقلتيها فصرخ بها بحده
# اعمل ايه فى قلبى؟ بحبك و مش عارف اتصرف
رفع وجهها الباكى و نظر لها بقلمى اسماء عادل بحزن و مسح عبراتها بابهاميه و هو يحيط وجهها براحتيه و هتف متسائلا
# انت عرفتى تربطى مشاعرك و متحبنيش؟ عرفتى؟
صمتت فاكمل بضيق
# حتى و انتى مش عايزه تعترفى بده بس انا ليا عيون بتشوفك و قلب بيحس بيكى
حاولت استجماع انفاسها الهاربه فعضت على شفتها بتوتر فمد ابهامه ليحرر شفتها و هو يستشعر دفئ شفتهيا و رطوبتها فغزت تلك الرجفه بجسديهما فردد بتأكيد
# انا بحبك يا دارين و صدقينى بحاول…. بس مش عارف ايه الحل او التصرف الصح؟ هل الصح انى اقولها و اتجوزك و هى على ذمتى؟ و لا اخبى و نفضل فى الضلمه و لا اطلقها و هى معملتش معايا اى حاجه وحشه و انا بحبها برده، مش حكدب عليكى و اقولك انى مبحبهاش
رددت بصوت مختنق
# بس الوضع اللى احنا فيه ده مش صح… انت بتسحبنى ناحيتك كل يوم اكتر من التانى، و انا معنديش قدره انى اوقف اللى بيحصل
امسكها و اجلسها بجواره على الاريكه العريضه و نظر بعمق عينيها و هتف متغزلا بهما
# عيونك الحلوين دول هم اللى جابونى على جدور رقبتى…. ده غير شعرك الغجرى ده
تنفست بعمق فهتف مستطردا
# الحل اللى عندى انى آجى افاتح اهلك فى موضوع ارتباطنا و افهمهم ظروفى
ضحكت بسخريه و رددت
# و تفتكر ان اهلى ممكن يوافقو عليك و انت متجوز… مستحيل طبعا
زفر بضيق و اخذ يتنفس بحده و عاد يكمل
# بصى يا دارين…. لازم نحسب كل السيناريوهات عشان منندمش بعدين
صمت و عاد بظهره على الاريكه ليريحه و تحدث و هو يركز بصره بنقطه فارغه امامه ثم اكمل
# السيناريو الاول انى اقولها ان من حقى الخلفه و اسيبها تختار يا تكمل معايا يا ننفصل
احتدت تعابيرها و هتفت بغضب
# و افرض طلعت انا كمان مبخلفش؟
ضحك على غضبها الطفولى و قرص وجنتها الحمراء الصغيره و ردد بحب
# انتى بتغيرى يا قمر؟ انا بحبك يا عبيطه، بس مش لازم يعنى اقول لها انى حتجوز عشان فى بت متر و نص بشعر غجرى سرقتنى منها…. يعنى دى حجه يا بيبى
ضحكت من تدليله لها فاكمل حديثه
# بس نتيجه السيناريو ده حاجه من اتنين، يا اما حتوافق عشان متظلمنيش و ده احتمال بعيد جدا انه يحصل و الاحتمال الاقرب انها حترفض و ساعتها انا و انتى حنبقى على باب الله، يعنى لا شغله و لا مشغله، حنطرد يعنى من الشركه و اخدك بقى اسرح بيكى فى الموالد
ضحكت بشده و قهقهت من سخريته و هتفت
# يعنى انت خايف منها عشان شغلك و مستقبلك؟
حاوط وجهها بكفيها العريضين و قابلت حدقتيه بؤبؤاها اللامعتين و همس مجيبا
# انا لو انكرت فضلها هى و ابوها عليا ابقى انسان ملوش امان يا دارين…. ساعتها لازم تخافى منى لان انا كنت حته موظف فى الشركه هنا و بصى عليا بقيت ايه بعد ما اتجوزتها
اطرقت راسها تحركها بحيره فاردف
# صدقينى ده اسوء سيناريو ممكن يواجهنا عشان كده انا بحاول اخليه اخر الحلول لما ميبقاش قدامى حل غيره
همست بتلعثم
# امال ايه الحل المناسب اللى انت شايفه؟
اجابها و هو يبتسم بسمه ساحره جعلتها تشرد بملامحه القاتله و وسامته الشديده
# الحل اللى قدامى دلوقتى انك تقنعى اهلك بظروفى و نتجوز و لما ييجى وقت انها تعرف اكون على الاقل عملت حسابى على شغل تانى اعرف اعيشك منه يا دارين
زفرت باستسلام و اماءت له بصمت و هى تحاول ان تقيم الامر براسها و تحكم العقل قليلا بدلا من القلب و الذى دائما ما تكون احكامه خاطئه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت منزلها بعد يوم عمل طويل و شاق لم يخلو من التفكير بامر ارتباطها فانفردت بوالدتها تقص عليها الامر لعلها تهديها للطريق الصحيح و يكون رأيها هو الصواب
سمعت فدوى من ابنتها و علامات بقلمى اسماء عادل الدهشه و التعجب تغزو وجهها فارتبكت دارين من ملامح والدتها و رددت بهدوء و رهبه
# ماما…. انتى ساكته ليه؟
اجابتها فدوى بتخاذل
# دى اخره تربيتى ليكى يا دارين…. اخص عليكى، ازاى تسمحى لنفسك تتحطى فى موقف زى ده؟لا…و متخيله ان ابوكى حيوافق!
حاولت ان تهدء من عصبيتها قليلا فاقتربت منها تربت على كفيها و تحدثت بنبره خجوله
# و الله يا امى الموضوع مش زى ما انتى فاهمه….
قاطعتها بحده
# امال ايه؟
ابتلعت لعابها بارتباك ملحوظ و رددت بصوت ضعيف مهزوز
# مش عارفه ازاى قدر يخلينى اتعلق بيه بالشكل ده؟ و هو يا ماما لو انسان وحش كان اتسلى بيا، لكن هو من نفسه اللى فاتحنى فى موضوع الجواز
زفرت والدتها باستسلام و هتفت بحيره
# الصراحه….من اللى حكتيه عنه باين عليه ابن حلال و اى واحد غيره كان كدب عليكى، بس هو صريح و الصراحه فى الحاجات دى مطلوبه
تشجعت قليلا من مدحها له فانتظرت تسمع منها جواب يريح قلبها فتنهدت فدوى و زفرت بحيره و رددت
# لله الامر من قبل و من بعد….سبينى اشاور نفسى و بعدها ابقى افاتح ابوكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مر وقت طويل و لا زال اكرم ينتظر ردها عليه و هى لا تزال فى انتظار موافقه او رفض والدها و لكن حتى الآن لم تكن فدوى قد تجرأت على مفاتحته بالامر
انتهزت فدوى فرصه جلوسه بيوم العطله و بعد تناولهم وجبه الغداء برفقه ابناءها و زوجه ابنها البكرى هتفت بحرج
# كنت عيزاك يا هشام فى موضوع كده لوحدنا
اماء لها و اتخذا جانب لينفردا بنفسيهما فهى قد اختارت هذا اليوم بالتحديد ظنا منها انه ان وافق كان بها و ان رفض فلن يحدث جلبه بحضور ابنه و زوجته و احفاده
قصت عليه الامر بعد ان جملت له الكثير من الحقائق حتى يتقبلها و لكنه ابدا لم يتقبل و لا حرف واحد مما سمعه منها فصاح بحده و عصبيه اجتمع على اثرها ابنه جمال و زوجته و دارين بالطبع هرعوا جميعا حتى يتقصوا الامر
نظر لها باعين جاحظه و غضب اهوج و هو يصرخ بها
# انتى ازاى تسمحى لنفسك يا بت انتى انك تخلى امك تفاتحنى فى موضوع زى ده؟ خلاص مش لاقيه غير راجل متجوز و عايزانى اوافق عليه! ليه بس تصغرى نفسك كده؟
حاولت تهدئته و رددت بانكسار
# يا بابا اكرم انسان كويس….و ظروفه حكمت عليه….
قاطعها بحده و غضب
# ظروف ايه اللى تخليه يعض الايد اللى اتمدت له و خلته بنى ادم؟
اجابته بتوضيح
# هو ملوش سيره غير فضل اهل مراته عليه يا بابا…يعنى هو مش بينكر فضلهم، بس فى النهايه احنا بشر و مشاعرنا مش بادينا
اجابها بسخريه و استهزاء
# فانتى بقى سبتى كل اللى اتقدمولك قبل كده و مشاعرك راحت لواحد متجوز!!
تدخل جمال يحاول تهدئه والده فهتف
# اهدى بس يا بابا…. الراجل واضح و صريح و قال انه مش حينكر فضل اهل مراته عليه، و قال انه لسه بيحبها و انه غصب عنه الوضع اللى هو فيه…بس فى النهايه الراجل من حقه يتجوز مش احسن ما يغلط
صاح هشام بحده اجفلتهم جميها
# يغلط؟….. يغلط مع مين؟ يغلط مع اختك؟ و انت كنت عارف الموضوع بقى على كده و انا اخر من يعلم
حاول ان يصحح له الامر حتى لا يتأزم الموضوع اكثر فردد بهدوء وثير
# يا بابا الراجل متمسك بدارين و جالى الشغل و اتكلم معايا و بقاله فتره مستنى موافقتك عشان ييجى يتقدم و احنا اللى عمالين نأجل فيها عشان خايفين من رد فعلك
زفر حانقا و هتف بغضب
# و انا رد فعلى مش حيتغير….و مش موافق، و من بكره تسيب الشغل ده،و ده اخر كلام عندى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
شرد و هو يقود سيارته باتجاه منزله فى محادثته معها بعد ان ابلغته بموقف والدها و رفضه تماما لتلك الزيجه فاخذ يفكر حتى دلف منزله و يظهر على وجهه الهم و الضيق
استقبلته زوجته بوجه بشوش و اقتربت منه تقبله من صدغه مرحبه به و هتفت بحب
# حمد الله على السلامه يا حبيبى
قبلها هو الاخر من جبينها و هتف
# ايه يا قلبى عامله ايه؟
ابتسمت له و هتفت بحب
# الحمد لله…بس انت مالك؟
رددتها بتخوف من شكله الحزين فاجابها بتهرب
# مفيش….انا طالع ارتاح شويه
صعد غرفته و اخرج هاتفه يرسل لها رسائله
# دارين….انا بحبك و مش عارف اعمل ايه؟ قوليلى انتى لو طلقتها باباكى حيوافق على جوازنا؟ انا اكتشفت انى مش قادر على بعدك يوم واحد، انهارده الشغل كان وحش اوى من غيرك…اسأليه لو طلقتها حيوافق على جوازنا؟
ارسل لها الرساله فقرأتها و عادت تجيبه و عبراتها لا تنصاع لامرها بالبقاء داخل مقلتيها
# انا معنديش حل…. و خايفه اخد اى قرار اندم عليه، بس حبلغ بابا بطلبك مع انى شبه متأكده انه حيرفض
دلفت چيهان لتطمئن عليه فارتبك و هو يغلق شاشه هاتفه ففطنت هى لفعلته
اقتربت منه و جلست بجواره تحتضنه و تتكئ براسها على كتفه و رددت بصوت هادئ
# بتحبنى؟
اجابها بصوت خافت
# طبعا
رفعت وجهها تنظر له بتدقيق و هتفت
# ممكن ييجى عليك يوم و تخونى؟
لمعت عيناه بالدهشه و التعجب و هتف بذعر
# ايه الكلام الفارغ ده؟
احكم قبضته عليها و عمق من احتضانه لها و ردد بصوت حنون
# انتى عارفه يا چيچى انى عمرى ما حبيت و لا ححب غيرك
اجابته بصوت منكسر و ضعيف
# و لا بتفكر فى الخلفه؟
زفر تنهيده عميقه و ردد بتأكيد
# لو ده حيكون سبب فى بعدك عنى فانا مش عاوز خلفه
رفعت وجهها تنظر له بهيام لتهتف بصوت متصنع الهدوء
# افتكر كلامك ده، عشان لو اتغير بعدين او اكتشفت انك بتخونى ساعتها انتقامى مش حيعجبك ابدا
اعتدل فى جلسته و نظر لها مدهوشا من تحولها المفاجئ فردد بحده
# انتى ازاى بتقدرى تتحولى بالشكل ده؟ انا فعلا مبقتش فاهمك
ضغطت على اسنانها بغل و هتفت بغضب
# علشان عقلك ميصورلكش انك ممكن بعد كل اللى عملته عشانك انك ترمينى لمجرد انى مش بخلف، انت كنت مجرد موظف فى شركه بابى و بالرغم من رفضه ليك، انا وقفت و صممت عليك و اتحديته و مش بس خليته يوافق ده انا خليته يعمل منك مدير لشركاته و بقيت انت الكل فى الكل فمتنساش ابدا الكلام ده
وقف مكانه و نظر لها بسخريه و هتف بضيق
# مش ناسى يا چيهان…و كل ما انسى يا اما بفكر نفسى يا انتى بتفكرينى، فمتقلقيش ابدا
عادت تحتضنه و كأن شيئا لم يكن و عادت لصوتها الرقيق الهادئ و رددت
# طيب يلا عشان الغدا، انا عملالك نجرسكو
ربت على ظهرها و هو يكتم غيظه و ردد

اتخذ قراره و ذهب بسيارته لمقر عمل هشام الذى يعمل موظف باحد المصالح الحكوميه بقلمى اسماء عادل و فور ان دلف مكتبه و قدم نفسه اليه نظر له الاخير رافعا حاجبه الايسر مدهوشا من جراءته فقضم على جانب شفته و ردد بضيق
# اتفضل يا استاذ اكرم
جلس الاخير امامه و اخذ يفرك راحتيه معا حتى يستمد من دفئهما بعض الشجاعه فتنحنح بعد ان ساله هشام
# تشرب ايه؟
اجابه بتوتر
# و لا حاجه يا استاذ هشام، انا جاى اتكلم مع حضرتك شويه و عشمى انك تسمعلى..
قاطعه الاخير بحده اجفلته
# متتعشمش فيا لان عمرى لا حقبل و لا اوافق على طلبك يا استاذ اكرم…. و لو ربنا فى يوم من الايام رزقك باولاد حتعرف السبب
اماء له موافقا على كلامه و هتف يستطرد
# انا فاهم و مقدر و عارف احساسك كويس جدا….راجل متجوز و عايز يتجوز بنتك
اطرق راسه لاسفل و عاد ينظر له بعد ان استنشق الهواء بعمق و لفظه بدفعه واحده
# انا لو عارف اوقف مشاعرى ناحيه دارين مكنتش ابدا حطيت نفسى و لا حطتها فى الموقف ده، بس فعلا مش عارف
ردد هشام بغضب
# مشاعرك دى تخصك لوحدك و اصلا مش من حقك و لا صح عشان تكلمنى بالجراءه دى عن بنتى يا استاذ
حاول الاخير تهدئته فوقف من مكانه و ردد بتوسل
# انا بحب دارين…ارجوك اسمعنى و ادينى فرصه احاول افهمك ظروفى
رمقه بنظرات متفحصه و صمت ليفهم اكرم موافقته على استكمال حديثه فجلس و ردد باستفاضه
# انا مش حكدب عليك و اقولك انى عايز اتجوز دارين عشان مراتى مش بتخلف لان الموضوع ده مش فى حساباتى اصلا
خرج من هشام نظره تهكميه صريحه اخترقته فعاد يكمل
# يمكن دى الحجه اللى حقولها لمراتى يوم ما تعرف، لكن انا فعلا بحب دارين و مش عايز اخسرها
زفر انفاسه الحزينه و هتف
# فضل اهل مراتى عليا محسسنى بالذنب ان مشاعرى اتحركت ناحيه واحده غيرها، بس الموضوع ده مش بايدى…عشان ربنا هو اللى بيألف القلوب
ردد هشام بايجاز
# و نعم بالله
عاد يستطرد حديثه
# انا معاك فى اللى تطلبه….لو شرطك انى مكونش متجوز، حعمل كده بس مش حبقى راضى عن نفسى لو عملتها لان ساعتها حكون ندل
طرق باصابعه على سطح المكتب بتوتر ملحوظ و هو يكمل
# لانى لو انكرت فضلها عليا لمجرد انى حبيت بنتك، يبقى لازم تخاف منى على بنتك يا استاذ هشام …. عشان كده انا متمسك بمراتى زى ما انا متمسك بدارين و ححارب لحد ما توافق
شعر هشام بصدقه و شفافيته فتخبطت افكاره و ردد بتساؤل
# لو افترضنا انى وافقت….حيبقى الوضع بينكم عامل ازاى؟
ابتسم بانتصار بعد ان شعر انه استطاع ان يقنعه بحنكته و اسلوبه السلس فهتف بتوضيح
# حعمل كل اللى ربنا يقدرنى عليه عشان اسعد دارين … بس من غير ما اجرح مراتى
حرك راسه قليلا بامتعاض و هتف
# انا عايز اتجوز عشان ابنى بيت و اسره احس وسطهم بالونس و الحب و لو ربنا اراد بالذريه يبقى فضل من عنده و لو ما اردتش يبقى له حكمه فى كده
اقترب بوجهه و تمعن النظر بوجه هشام حتى يريه صدقه و ردد
# و لحد ربنا ما يأذن بالذريه….انا شايف ان مش ضرورى ابدا ان مراتى تعرف بجوازى، بس طبعا بمجرد ما يكون فى حمل فاكيد حعرفها و حعرف كل الناس
ردد هشام بسخريه
# يا ما شاء الله….هو انت عايز الجواز فى السر كمان، ده ايه البجاحه دى؟
قاطعه اكرم
# سر ايه يا استاذ هشام….لا طبعا مش فى السر، فى العلن و شرعى و على ايد مأذون بس مش ضرورى مراتى و الناس المقربين لها و ممكن يقولولها انهم يعرفو
و قبل ان يتحدث هشام و يخبره برأيه ردد كنوع من التأكيد
# و كل حاجه حتتعمل زى ما انتو عايزين، يعنى شقه و عفش و فرح و مؤخر و كل حقوقها حتبقى محفوظه و دى اقل حاجه اقدمها للانسانه اللى بحبها و عايزها فى الحلال
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قطع حديثهما و هى تقص عليه حياتها دخول السجانه تهتف باحترام
# سيف باشا….. سياده المأمور عاوزك
وقف سيف من مكانه يهندم بدلته و نظر لها يردد بتأكيد
# اكيد حنكمل كلامنا بعدين، و مش عايز شغب و انا من ناحيتى حوصى عليكى نباطشيه العنبر عشان ياخدو بالهم منك
اماءت له باستحسان فامر السجانه بصرامه
# خديها على العنبر بتاعها و نبهى على لواحظ تبعد عنها بدل ما انا بنفسى اللى ححاسبها
حيته التحيه العسكريه و سحبت دارين من ذراعها تقودها لمحبسها و فعلت ما امرت به
دلفت دارين و اخذت تجوب بعينها حتى تبحث عن متعلقاتها فلم تجدها فوقفت تسأل بصوت عالِ نسبيا
# فين يا جماعه الحاجه بتاعتى؟
اقتربت منها احدى السجينات تهتف بسخريه
# معلش يا مستر كراتيه…. دورى عليهم هنا و لا هنا، احنا ملناش دعوه
ظلت تجوب العنبر تبحث دون جدوى فاقتربت منها سجينه اخرى و سحبتها برقه و اجلستها على طرف فراشها و هتفت بصوت هادئ
# متأخذنيش…. بس انتى دخلتى داخله غلط
نظرت لها بفضول فهتفت تعرف عن نفسها
# انا سيده…. اتجار و تعاطى
ابتلعت لعابها بضيق و مدت ساعدتها ترد لها التعارف
# دارين….قتل
لمعت عين الاخيره فهتفت دارين بسرعه
# انا مظلومه و الله
ضحكت بسخريه و رددت
# كلنا مظاليم يا حبيبتى…المهم انتى شوفتى اتعرفنا على بعض ازاى؟ اهو هى دى طريقه التعارف هنا كل واحده تقول اسمها و تهمتها و بعد بقلمى اسماء عادل ما يصدر فيكى الحكم تقولى المده كمان فانتى اتصرفتى غلط و اللى عملته المعلمه لواحظ طبيعى و الحفله دى بتتعمل مع الوارد الجديد و مش صح ابدا انك تكسبى عداوه المعلمه لواحظ من اول يوم
مسحت وجهها من تعرقه فالجو خانق و حار و اعداد المسجونات كثيف فى مكان ضيق سئ التهويه فزفرت باختناق لتعود سيده تكمل حديثها الودى
# هنا الدنيا ماشيه كده و لحد ما تطلعى من هنا على خير يبقى لازم تمشى على العرف اللى ماشى بيه المكان عشان محدش يحطك فى دماغه و تتأذى يا ست البنات و ساعتها محدش حيعرف يلحقك
شكرتها دارين على الشرح المستفيض لقوانين السجن و توضيحها للنظم به و اخبارها عن قوه و نفوذ لواحظ بداخل السجن
# المعلمه لواحظ مرات تاجر بودره و حشيش كبير اوى و رجالته فى كل حته و مشغل عنده كمان ناس من جوه السجن عشان يحمو مراته فاحسنلك تكسبيها مش تكسبى عداوتها
تململت فى جلستها و شعرت بالخوف يسرى فى عروقها فكل هذا حدث باول ليله لها بالسجن فما بال مكوثها حتى موعد المحاكمه او الاسوء حتى اصدار الحكم عليها بعدد سنوات تقضيها بهذا المكان
شعرت سيده بتوترها فهتفت بحبور
# اسمعى….. انا حتكلم معاها و اتوسطلك عندها و اهو كلمه حلوه منك على تحيه حلوه، حتسامحك طوالى و يبقى يا دار ما دخلك شر
نظرت لها بتعجب و اردفت
# تحيه حلوه ازاى؟
ضحكت بخفه و رددت و هى تقف استعدادا للمغادره
# الناس هنا بتهادى بعضها بالسجاير يا عنيا…خرطوشه سجاير كده من النوع المفتخر،حاكم المعلمه مبتشربش الا الانواع النظيفه و العليوى
زفرت بضيق و اطرقت راسها لاسفل فربتت سيده على كتفها و هتفت بطمأنه
# متقلقيش…. يعدى بس سواد الليل و الصباح رباح،ارمى حمولك على اللى خلقك
اماءت بهدوء و هتفت بتضرع
# و نعم بالله
اغلقت عينها محاوله استدعاء النوم و لكن من اين لها النوم و هى كلما اغلقتها استدعت لحظاتها السعيده و التى للاسف كانت طريقها الممهد لما هى به الآن و ما اطول ليالى السجن و خاصه ان كنت مظلوما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد سيف من العمل مارا بمنزل والديه ففتح الباب بالمفتاح الخاص به و دلف ليجدهما جالسان كعادتهما امام التلفاز
فور ان لمحته والدته هبت واقفه تبتسم له و تحتضنه و تهتف بترحيب
# حبيبى….وحشتنى اوى يا سيف، بقالك يومين مش بتيجى
اجابها بحب
# الشغل يا ماما و بروح هلكان
اضافت بتأنيب
# يا بنى ما تقعد معانا بدل…..
قاطعها على الفور
# يا ماما ارجوكى كفايه كلام فى الموضوع ده
تدخل والده علاء
# سبيه على راحته يا منار….ابنك مش صغير و هو ادرى بمصلحته
زفرت مستسلمه فعادت تحدثه بحنين
# حبيبى يا ابنى…. تحب احضرلك العشا؟
اماء لها فاتجهت للمطبخ و جلس هو بجوار والده يتبادلان اطراف الحديث يسأله عن عمله فهتف
# انهارده جت مسجونه متهمه بجريمه قتل….بس مش عارف ليه حاسس انها مظلومه
ابتسم له اباه و هتف
# يا ما فى الحبس مظاليم يا بنى بس انت حاول تبقى عادل عشان ميبقاش الزمن و انت على المظلوم يا حبيبى
ابتسم له و ردد
# ماشى يا سياده اللوا….. اصلا جايلها توصيه من مأمور السجن بنفسه، اه و بالمناسبه باعت لك السلام
ردد بامتنان
# الله يسلمه
احضرت والدته الطعام و وضعته امامه و رددت و هى تطعمه بيدها
# اختك و جوزها عاملين عيد ميلاد اسر اخر الاسبوع و مأكدين عليا عشان اقولك
اطرق راسه لاسفل فعادت للحزن و البكاء
# يا بنى كفايه حرام عليك، دى اراده ربنا و اختك ملهاش ذنب و……
قاطعها بعيون محتقنه دامعه
# كفايه يا امى…..ارجوكى
انتفض من مكانه و اتجه للخارج فتبعته و هى تصرخ برجاء
# خلاص يا حبيبى….تعالى كمل اكلك عشان خاطرى، يا سيف!
لم يستمع لها و لم يستدير و اكمل طريقه للخارج صافعا خلفه الباب فبكت والدته فاقدم علاء عليها و ربت على كتفها و هتف
# سبيه يا منار….. ابنك لسه موجوع و انتى بكل بساطه عيزاه يحضر عيد ميلاد اسر اللى فى نفس اليوم المشئوم ده
بكت و انتحبت و هتفت بحزن
# حيفضل مقاطع اخته لحد امتى؟ دول بقالهم 3 سنين، ده مشافش آسر و لا مره يا علاء
ربت على كتفها و هتف
# اعذريه…. فى الاول و الاخر خسارته قسمت ظهره
بكت و ضربت كفها بفخذيها تهتف بتضرع
# لله الامر من قبل و من بعد….. ربنا يألف قلوب ولادى على بعض بدل ما اموت بحسرتى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد لمنزله و دلف غرفته يغير ملابسه فاتجه لخزانه الملابس و فتحها و سحب منها فستان زوجته الراحله و فتح الجارور و اخرج منه فستان صغير لابنته
جلس على طرف الفراش و هو يعتصر الملابس بيديه و يقربها من انفه يسحب رائحتها بداخله و ردد بحزن دفين
# ريحتكم راحت منها
ترك الملابس على الفراش و اتجه لمرأه الزينه و امسك بالاطار الموضوع به صورتيهما معا ليبتسم بسمه متألمه و هتف بغصه
# وحشتونى اوى…. عيد ميلاد ميرا الاسبوع الجاى…. انتى متخيله يا نسرين ان تاريخ بقلمى اسماء عادل وفاتكم هو نفسه تاريخ عيد ميلاد بنتنا و هو نفسه تاريخ ميلاد اسر ابن اختى
ظل يسترجع اخر لحظات جمعته بزوجته و ابنته قبيل وفاتهما
فلاش باك ******
استيقظ كعادته على لمساتها الرقيقه و قبلاتها الناعمه فابتسم تلقائيا حتى قبل ان يفتح عينه و ردد بتثاؤب
# حبيبتى
فتح عينه و اجلسها على فخذيه و اخذ يقبلها بحب و يدغدغها و الاخيره تضحك بشده حتى دلفت نسرين تهتف بغيره
# و بعدين بقى فى ضرتى دى!
ابتسمت الصغيره ذات الخمس سنوات و اخذت تقبل اباها مره اخرى قاصده اثاره غيظ والدتها و هتفت
# ده بابى انا لوحدى…..و انا مش عيزاكم تبوسو مع بعض
امسكت وجهه براحتيها الرقيقتين و هتفت ببراءه
# انت بابتى انا لوحدى، مش كده يا بابى؟
اماء لها من وسط ابتسامته المتسليه من طفوله الاثنتان فزوجته تغار عليه من ابنته و اما الصغيره و كانها تتعمد اثاره حفيظه والدتها
قبلها من وجنتيها بحب و ردد
# انا عندى بنوتين زى العسل انتى و مامى بناتى يا ميرو
اخرجت شفتها السفلى بطفوله و عبوس و هتفت
# لا يا بابى، انا مش عيزاك تبوس معاها، بوس معايا انا بس و اتجوزنى انا و هى لا
صاحت نسرين بحده
# شوف البت بتقول ايه؟و انت يا سيف مدلعها و بتروح تقول الكلام ده لمامتك، لدرجه انها قالت لى بلاش تعملو كده قدامها
حمل صغيرته و اقترب من زوجته و قبلها قبله رقيقه على شفتيها و هتف
# بلاش نعمل ايه قدامها؟ كده يعنى؟
عاد لتقبيلها و الصغيره تدفعه بعيدا عنها تهتف بضيق
لا لا متبوسوش مع بعض بقى احسن حخاصمك يا سيف
صدحت ضحكاته الرنانه و اخذ يلتهمها و يتصنع عضها و يصدر اصوات زئير و يهتف بمداعبه
# سيف!! سيف حاف كده من غير بابى؟
قضب جبينها فعاد لالتهامها و هتف
# خلاص متزعليش…ده حتى انهارده عيد ميلاد الجميل
حركت راسها بالايجاب فردد بتسائل
# و الجميل بقى عايزه ايه هديه عيد ميلادها؟
اجابته الصغيره بمرح
# تتجوزنى انا و تخلى نسرين تروح عند ابوها
لمعت عين نسرين بالغضب و همت لتنقض عليها و لكن كانت يد سيف الاسبق فى منعها و ردد بمرح
# الغيره بتاكلك من جوه…بس معلش يا روحى، انتى عارفه ان جوزك چان و البنات بتترمى تحت رجليه
حركت راسها بامتعاض و هى تقلده بحركات مضحكه فعادت ابتسامته لوجهه و هو ينظر لصغيرته يهتف هامسا
# ايه رايك نستنى لحد العيد ميلاد ما يخلص عشان حنحتاج مامى تعمل لنا التورته و تنظف البيت عشان الحفله و بعدها على طول حبعتها عند ابوها…ها ايه رايك؟موافقه؟
ابتسمت الصغيره و اجابت بطفوله
# موافقه
انزلها من احضانه و اقترب من زوجته يقبلها من تجويف عنقها و همس باذنها
# هو انتى محلوه اوى كده ليه انهارده!!
بدءت يده تستبيح جسدها فهدرت به تعنفه
# بس بقى البنت واقفه…و يلا عشان تفطر و تنزل احسن انا ورايا هم ما يتلم و لسه حنزل مع اختك نشترى الزينه و نحجز باقى الحلويات
رفض بصرامه
# مش انا قلت متخرجيش معاها….ساره سواقتها زى الزفت و حخاف عليكم معاها
رددت بتذمر
# لا راضى تعلمنى السواقه و لا فاضى تخرج معايا و لا بتوافق اركب تاكسى و كمان اختك لأ؟؟ طيب اعمل ايه انا؟
اجابها بابتسامه
# تفطرينى عشان انزل شغلى بقلمى اسماء عادل و انا حجيب كل النواقص بنفسى و انا راجع و كده كده التورته محجوزه و كله تمام
زفرت باستسلام و ضيق على تحكماته فانحنى يقبلها بشغف متناسيا وجود الصغيره التى صدح صوتها متذمرا
# انا حقول لجدو و تيته انكم بتبوسو مع بعض و حخلى ابوكى يضربك عشان كده عيب
عوده******
نزلت دموعه رغما عنه تزين وجهه فمسحها بظهر يده و اتكئ على الفراش و وقع اسيرا للنوم و هو لا يزال يحتضن الملابس و اطار الصوره
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
امسكت منار هاتفها لتحدث ابنتها تقص لها ما حدث مع وليدها البكرى فرددت فور ان اجابت
# ايوه يا ساره…..شوفتى اخوكى؟
اجابتها الاخيره بلهفه
# ماله يا ماما؟ حصل ايه؟
رددت ببكاء و حزن
# نزل زعلان منى…. قلتلك بلاش اقوله على عيد الميلاد، بس انتى صممتى
قاطعتها ساره بحده
# يعنى انتى زعلانه منى انى بحاول اود اخويا اللى بقاله 3 سنين مقاطعنى…..انتى متخيله انا حاسه بايه و انا لوحدى من غير اخ؟
هتفت منار بحزن و غصه بكاءها تكاد تنحر عنقها
# ربنا العالم انا فيا ايه بسبب اللى بينكم، بس كان الاحسن تتجمعو فى اى يوم الا ده يا ساره….انتى عارفه كويس اليوم ده حصل فيه ايه؟
بكت الاخيره و انتحبت و خرج صوتها مكتوما
# آااااه يا ماما، يعنى مش كفايه اللى انا فيه؟ مش كفايه احساسى بالذنب و مقاطعه اخويا ليا….و انتى جايه تكملى عليا! انا كان نفسى ينسى و يعيش حياته و نرجع زى زمان
بتنهيده حارقه اجابتها
# عمره ما حينسى يا بنتى…..محدش يقدر ينسى ضناه و سيف يا حبيبى خسر مراته و بنته فى يوم واحد
زفرت ساره باستسلام و هتفت بتضرع
# ربنا يلم شلمنا تانى يا ماما…انا كنت عامله عيد الميلاد حجه عشان سيف، بس طالما مش جاى يبقى خلاص انا لا حعمل اعياد ميلاد و لا حاجه
اغلقت مع والدتها و جلست تتذكر احداث ما قبل ثلاث سنوات
فلاش باك *****
ذهبت ساره منزل اخيها لتساعد زوجته على تزيين المنزل للاحتفال بعيد مولد صغيرتهم الغاليه و فور ان دلفت رحبت نسرين بها و ابتسمت بمجامله تهتف
# يا بنتى حتساعدينى ازاى و انتى بطنك تلاته متر قدامك كده؟
ضحكت الاخيره و هتفت بمداعبه للصغيره
# هو انا عندى كام ميرا؟و بعدين متخافيش انا فى التامن و محدش بيولد فى التامن
ضحكت نسرين و رددت بتذمر
# اصلا ام محمد خلصت تنظيف و مفيش حاجه تتعمل لان مفيش حاجه جت!!
قوست فمها بضيق و استطردت
# اخوكى مصمم انه يجيب معاه الحاجه و هو راجع عشان منزلش
هدرت ساره بحده
# ايه التخريف ده؟ على ما ييجى من الشغل مش حنلحق نعمل حاجه
ثم وقفت و اصرت عليها
# قومى قومى ننزل نشترى الزينه على الاقل
رفضت بحرج و هتفت
# سيف محرج عليا اركب مع اى حد و لا تاكسى و لا اى حاجه
رددت الاخيره بدهشه
# ده انا اخته؟ لو خايف يعنى ان حد يتحرش بيكى
تهكمت بلطافه فضحكتا سويا لتستطرد
# تعالى نروح و نرجع بسرعه و هو لما يلاقيكى خلصتى حيتبسط
زفرت بحيره حتى تدخلت الصغيره تهتف بمرح
# يلا يا مامى بقى خلينا نروح
استسلمت لاصرارهما فاتجهت هى و صغيرتها برفقه ساره التى قادت مسرعه لتتسوق بقلمى اسماء عادل من المحال ما تحتاجه من مستلزمات اعياد الميلاد و لكنها كانت تقود بتهور حتى ان نسرين صرخت بها اكثر من مره لتقلل من سرعه السياره فردت متحججه
# عشان نلحق نخلص بسرعه و نرجع قبل سيف ما يشترى الحاجات و تبقى اتجابت مرتين اهو نعملهاله مفاجأه
زفرت نسرين بتخوف و نظرت وراءها لمكان جلوس ابنتها تطمأن عليها و لكن حدث الامر بثوان معدوده لا تعلم كيف انحرفت السياره بهذا الشكل لترتطم بسياره نقل ثقيل فتنحرف بشكل صعب و تنقلب اكثر من مره و على الفور يفتح كيس الهواء المضاد للصدمات الموجود بمقعد السائق على عكس المقاعد الاخرى
اسرعت الاسعاف بنقل المصابين لاقرب مشفى و تم التواصل مع الاقارب ليصله الخبر كالصاعقه فيترك عمله و يهرع بلهفه للمشفى
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سألت الموت، هل هناك من هو اقوى منك؟
اجابنى بهدوء: فراق شخص تشتاق له كل دقيقه
فما بالك بفراقه لصالح الموت ذاته
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
دلف المشفى يتخبط هنا و هناك لا يعلم شيئا حتى تقابل مع والدته التى تجلس بالرواق فهتف مستفسرا
# ايه اللى حصل؟ ميرا و نسرين فين؟
رفعت وجهها و عبراتها تفيض كشلالات حزينه فايقن من حالها بوجود خطب ما فردد بصوت مختنق متخوف
# ماما…… مراتى و بنتى فين؟
ربتت على كتفه و رددت بالم
# اجمد يا سيف…. ده قضاء ربنا يا ابنى
دمعت عيناه و صعب تنفسه و اصبح يلهث بانفاسه و هو يحاول التماسك و سألها بغصه
# مين فيهم؟ مين فيهم يا امى؟
ظلت على حالتها الصامته و الباكيه تنظر للارض و هو يستند على الحائط ينفض راسه محاولا الاستيقاظ من ذلك الكابوس فاغلق عيناه من بين عبراته و هتف بحزن
# الاتنين راحو؟ اكيد انا بحلم
خرج الطبيب و اقترب من منار و هتف بطمأنه
# احنا الحمد لله لحقناها و…..
قاطعه سيف بفرحه و كانه غريق وجد قشه يتعلق بها فامسك الطبيب من كتفيه يهتف بلهفه
# لحقتوها؟ لحقتو مين فيهم؟ انطق يا دكتور
اجابه بعمليه
# اهدى يا فندم….. الحمد لله احنا لحقنا المدام
زفر بتنهيده حارقه و اماء برضا و ردد
# و بنتى؟
ابتسم له الطبيب و ردد
# قصدك ابنك…. هو عموما حيتحط فى الحضانه فتره لان ولاده التامن…..
قاطعه سيف بحده
# انت بتتكلم عن مين؟ انا بكلمك عن مراتى و بنتى يا دكتور
فهم الطبيب على الفور انه يتحدث عن ضحايا الحادث بعد ان اقتربت منه والدته تهدئه بيدها و تربت بها على ظهره و هى تهتف بحذر
# اختك كانت معاهم يا سيف و ولدت بدرى بسبب الحادثه
اماء الطبيب و ردد باستفاضه
# ايوه يا فندم…. اختك ربنا كتب لها عمر جديد هى و الجنين بسبب كيس الصدمات اللى فى العربيه
اماء له بحزن و هتف بتساؤل
# و مراتى و بنتى؟
ابتلع الطبيب لعابه بتوتر و ردد بحذر
# للاسف، البنوته ماتت قبل ما توصل المستشفى… اما المدام فاحنا حاولنا نسعفها بس ملحقناش
ثم وضع يده على كتف سيف و ردد بمواساه
# البقاء لله يا فندم….. شيد حيلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
افاق من نومه على صوت منبه هاتفه فوجد نفسه لا يزال على وضعه يحتضن ملابس عزيزتيه فانتفض فور ان وجد نفسه قد تأخر عن عمله فدلف المرحاض ليغتسل و بدء بارتداء ملابسه و توجه لمقر عمله
و هناك افاقت دارين على صوت صافره السجن فهناك كل شئ له نظام و وقت محدد تحدده تلك الصافرات
الاستيقاظ فى تمام السادسه بصافره مزعجه و الاستحمام بمواعيد و الاغتسال بطوابير منظمه و حتى دخول المرحاض لقضاء الحاجه له قواعد و اصول
الافطار له موعد محدد لا يمكن مخالفته، و لا بد من تناوله حتى و ان كان ردئ و من تمتنع يعتبرونها مشاغبه او مضربه عن الطعام و لتلك عقوبه صارمه او تذهب للحبس الانفرادى
كل هذا عرفته دارين بمكوثها بضعه ايام قليله استطاعت فيها ان تتعرف على معظم قوانين محبسها الذى ستمكث فيه لسته اشهر حتى يحين موعد محاكمتها
يأتى وقت التريض و الخروج للساحه فانتهزت هى فرصه ذلك لتمارس بعض الرياضه حتى تخرج فيها طاقتها السلبيه فبدءت بالعدو و ممارسه تمارين الاحماء و غيرها
كانت السجينات تراقبها من بعيد خوفا منها فبعد ما حدث مع لواحظ و اتباعها علمت السجينات الاخريات بالامر و بدءن جمعيا بالشعور بالرهبه منها خصوصا بعد معرفتهن جريمتها
لم تأبه هى بابتعاد السجينات عنها بل كانت اكثر من مرحبه لشعورها بالغربه و عدم الارتياح بالتعامل معهن
ظلت دارين تتريض و تلك الاعين تراقبها من نافذه مكتبه ينظر لها بتدقيق و تعجب من لياقتها البدنيه العاليه و مهارتها ايضا فعاد ينظر فى ملفها و بدء بقراءه تقرير المعمل الجنائى
( كسر بالرقبه نتيجه ضربه قويه اثرت على المفصل العضدى مما تسبب بانقطاع وصول الدماء للمخ و احدث سكته دماغيه فوريه)
جلس على مكتبه يتصفح الادله و شهاده الشهود و هو متعجب من امرها كثيرا و اخذ يردد فى نفسه
# معقول…. معقول تكون قتلت بدم بارد!!
زفر انفاسه بحده و عاد ليباشر اعماله و لكن ليس قبل ان يوقع على طلب اجازه و يذهب بها لرئيسه حتى يطلب موافقته
دلف مكتب مأمور السجن و حياه بالتحيه العسكريه و وضع امامه طلب الاجازه فنظر له المأمور و هتف بحبور
# اقعد يا سيف
جلس الاخير و انتظر موافقته فردد المأمور
# تعيش و تفتكر…مش الاجازه عشان السنويه برده؟
اماء له بصمت فوقع عليها الاول على الفور و هو يردد
# انت من غير حاجه مش بتاخد اجازات خالص، بس خلص الزيارت بتاعه بكره عشان تاخد الاجازه و ميكونش وراك شغل متعطل
حياه برسميه بعد ان وقف مكانه و ردد بتأكيد
# اكيد يا فندم
ابتسم له المأمور و هتف
# و روح مكتب رئيس المباحث خلص معاه الزيارت الخاصه و امضيها عشان الساده المحامين يتقابلو مع موكلينهم
حرك راسه بالايجاب يهتف بعمليه
# تمام يا فندم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اسند راسه على ساعديه متكئا على سطح مكتبه يفكر بعمق حتى تحدث محاميه ناصر الصواف باستفاضه
# كده الجلسه الجايه و بالادله دى كلها و بشهاده الشهود و لو ثبت عليها سبق الاصرار و الترصد يبقى الحكم حيكون…..
قاطعه اكرم
# انا من الاول قلتلك بلاش اشهد بالكلام ده
اجابه محاميه
# يا اكرم بيه انا فهمتك اننا فى غابه و يا تبقى جانى يا مجنى عليه و لو سيبنا فاتحه صغيره ممكن يدخلك منها سرسوب هوا يفتح علينا ابواب جهنم
زفر باستسلام و هتف
# دارين متستاهلش كده….. بس
ضحك ناصر و ردد بسخريه
# هو انت حتكدب الكدبه و تصدقها و لا ايه يا اكرم!! ده احنا دافنينو سوا
نظر له بنظرات حارقه و هتف بغل
# دى كانت شورتك من الاول…. و انا حبيتها بجد
ضحك ناصر ساخرا و ردد
# بقولك ايه يا اكرم…. انت لا بتعرف تحب و لا بتحس من الاساس فبلاش النمره دى عليا، خلينا نركز فى القضيه لان الغلطه فيها بفوره
تنهد بعمق و اطرق راسه يحركها بالايجاب فاكمل ناصر
# دلوقتى انت لازم تركز تفكيرك فى المقابله بينك و بين ابوها لان دى حيترتب عليها حاجات كتير اوى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقفت تصفف شعرها الغجرى بعد ان تحممت بنفس الطريقه المهينه و امام نظيرتها من المسجونات فاغلقت عيناها بالم و حسره على حالها حتى انتهت من تصفيفه فاقتربت منها لواحظ تهتف بسخريه لاذعه
# يا ختى شعر ده و لا مقشه؟
اجابتها سجينه اخرى بتنمر
# اصل الشعر ده بيقولو عليه كيرلى يا معلمه لواحظ
ضحكتا معا بصوره فجه و خرج صوت لواحظ الساخر
# عشنا و شفنا بقى الشعر اللى ملوش ملامح ده بيتسمى كيرلى قال
ناظرتها الاخرى تهتف
# ايه رايك يا معلمه لو نسميها كيرلى بدل مستر كراتيه؟
صدح صوت قهقتها و سخرت تجيب
# و الله حلو يا بت
ثم وقفت مكانها و هتفت بصوت عالى
# اسمعو يا نسوان…. من انهارده البت مستر كراتيه بقى اسمها كيرلى، يعنى اللى تحب فيكم تناديها مستر كراتيه ماشى، تحب تناديها كيرلى برده ماشى
صدحت ضحكاتهن جميعا و هتفت احداهن بمزاح
# كله ماشى يا معلمه
كل تلك السخريه و دارين جالسه على فراشها الحديدى صامته و شارده فى ماضيها
فلاش باك *****
وقفت تبتلع لعابها بحرج و هى مطرقه راسها لاسفل متورده الوجه فاقترب منها بعد ان اغلق الباب و انحنى بجزعه بلطف و ردد هامسا
# انا مش مصدق انك بقيتى ليا….هو انتى بجد؟
ظلت صامته بخجل فوضع سبابته اسفل ذقنها و رفع وجهها ناحيته و ابتسم لها بحبور و هتف برومانسيه
# انا بحبك اوى يا دارين…. كيرلى قلبى
لمعت عيناها بالفرحه و التعجب فى آن واحد و رددت بدهشه
# كيرلى!!!
اجابها على الفور
# ده دلعك من انهارده…..عشان شعرك ده هو اللى جنننى
تنهدت بعمق فاحنى راسه ملتقطا شفتاها بقبله طويله مأججه للمشاعر حتى اندمجا معا جسدا و روحا
عادت من شرودها على دفعه قويه من لواحظ و رددت تهتف بحده
# انتى فاكره النمره اللى عملتيها اول ما دخلتى الحبس دى حتخلينى اخاف منك، لاااا فوقى و اعرفى ان لواحظ مش بتسيب حقها يا عنيا
زفرت بحنق و وقفت تهندم ملابسها و رددت بقوه مصطنعه
# عايزه ايه يا لواحظ
شهقت لواحظ بسخريه و اذدراء
# هييييئ لواااحظ كده حاف من غير معلمه؟
اجابتها و هى تهم بالابتعاد
# سبينى فى حالى بقا، انا فيا اللى مكفينى
اعترضت طريقها لتبدء السجينات بالتجمع حولها و اتجهت اخريات للبوابه الحديديه فى محاوله منهن للتشويش حتى لا تسمع نباطشيه العنبر ما يحدث فى الداخل
فبدءن بالالتفاف حولها و محاوله تقييدها و عندما تجتمع الكثره تغلب بها الشجاعه فاستطعن بعد ان ضريت اثنين منهن ان يقيدوها و خلعت لها لواحظ سروالها و ملابسها التحتيه و دارين تنتفض بقوه محاوله الخلاص من حصارهن و لكن لم تستطع حتى الصراخ طلبا للنجده بسبب تكميمها
انحنت لواحظ تنظر لها ببسمه خبيثه و اردفت بمكر
# اديكى بقيتى تحت ايدى زى الفرخه المسلوخه يا حيلتها…. الكراتيه بتاعك عملك ايه؟
قوست فمها و اهتزت بجسدها تكمل بسخريه
# الا صحيح زى الفرخه المسلوخه ليه؟ ما احنا نخليها مسلوخه على حق
عادت بوجهها لاحدى اتباعها و هتفت بصيغه آمره
# سخنتى الميه يا بت؟
اجابتها بخنوع
# سُخنه و موهوجه يا معلمه
ابتسمت الاخيره بانتصار و رددت بتوعد
# اللى حعمله فيكى مش حيشفى غليلى، بس اهو حعتبره رد شرف بدل ما كانت هيبتى فى السجن بتتسمع من اول عنبر لاخر عنبر بقى بسببك الحريم كلها بتتنأرز عليا
جلست على عجزتيها و دارين لا تزال تقاتل حتى تنال حريتها فهتفت لواحظ
# الاول حدخل المقص ده فى لمؤاخذه عشان تبقى معيوبه، و بعدين حشويكى بالميه المغليه و نبقى نشوف بقا لو خرجتى من هنا حتنفعى تبقى حرمه و لا تكملى مستر كراتيه زى ما انتى!!
اقحمت المقص بمنطقتها بقسوه فخرجت صرخه الم مكتومه منها لتسحبه لواحظ بعنف فشعرت بانسحاب روحها معها و نزفت بغزاره بسبب جرحها بتلك الاله الحاده
وقفت لتأخذ المياه الساخنه و عادت لتنحنى حتى تسكبها عليها و لكن دلفت احدى السجينات المرابطات للبوابه و هى تهتف بتحذير
# الحقى يا معلمه…. ده الست فتحيه بتفتح الباب
رمت المقص من يدها و هرعت ناحيه فراشها و إتبعها الباقيات منهن بعد ان تركن دارين على الارض فصرخت فور ان رموها ارضا
هرعت السجانه فتحيه تنحنى لتراها و هى تصرخ بخوف
# يا مصيبتى…..عملتو فيها ايه يا حوش؟ ده انا جايه اخدها للزياره، منكم لله يا بعده حتودونى فى داهيه
صاحت بصوتها تطلب النجده من زميلاتها فهرعن لنجده تلك المسجاه على الارض غارقه بدماءها

جلس هشام برفقه سعد الدين المحامى بمكتب رئيس المباحث بانتظار احضارها و لكن تأخرت فى المجئ حتى تلقى رئيس المباحث اتصالا بشأنها من رئيسه السجانات تخبره باصابتها فاغلق الاتصال معها و نظر للزائران و هتف بعمليه
# للاسف الزياره حتتأجل فيا ريت ترجعو لمكتب التصاريح و تغيرو ميعاد الزياره
هتف سعد الدين بتعجب
# ليه يا فندم؟احنا التصاريح بتاعتنا سليمه
اماء له بصمت فهو لا يريده ان يعلم باصابتها بعد فهتف بتبرير
# فى مشكله صغيره بس فى التصاريح فمن فضلك يا متر ارجع تانى لمكتب التصاريح و غير ميعاد الزياره
وافق مضطرا و سحب هشام من يده ليخرجا و لكن الاخير شعر بالغرابه فهتف يسأل
# فى حاجه غلط يا متر….. انا حاسس ان دارين حصل لها حاجه
ابتسم له بتصنع و هتف مطمئنا
# متقلقش يا استاذ هشام…انا حكلم المأمور و حعرف منه كل حاجه، بس خلينا نغير ميعاد الزياره و نمشى عشان الحق المواعيد اللى ورايا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصله الخبر فهرع للعياده الطبيه الملحقه بالسجن و وقف بالخارج بانتظار خروج الطبيب و بالفعل لم يمر اكثر من بضع دقائق حتى خرج الطبيب فسأله سيف بلهفه
# حصل ايه؟ عملو فيها ايه؟
حرك راسه للجانب بضيق و هتف
# للاسف عملولها جروح عميقه جدا بآله حاده بالمنطقه الحسايه و حتحتاج لعلاج اكتر من واحد و عشرين يوم
زفر بحنق و هتف
# انتهكو عذريتها يعنى و لا ايه فهمنى؟
اجابه الطبيب بعمليه
# لا..لانها اصلا مش عذراء حتى التقرير الطبى بتاعها يوم ما دخلت اكد ده
تقوس حاجبيه بالدهشه و اماء له و ردد بفضول
# حتحتاج تروح مستشفى السجن و لا حتفضل هنا فى الرعايه؟
اجابه الطبيب
# لا مش شرط تروح المستشفى، انا حخليها هنا فى الرعايه كام يوم لحد ما الجرح يتحسن شويه
ردد سيف
# ينفع ادخل احقق معاها؟
اماء موافقا و تنحى جانبا ليدلف سيف فوجدها تستريح على الفراش الطبى و ملابسها البيضاء ملطخه بالدماء فتنحنح و اقترب منها يهتف بفضول
# بقيتى كويسه دلوقتى؟
اماءت بصمت فاكمل
# مين اللى عملت كده؟
صمتت و اشاحت بوجهها عنه فعاد يردد بتصميم
# الدكتور قال انك حتحتاجى علاج اكتر من واحد و عشرين يوم يعنى تعتبر جنحه و اللى عملت كده ممكن تاخد عقوبه تضاف لعقوبتها جزاء ليها
ظلت على حالتها الصامته فاقترب منها اكثر و هتف بحده
# انتى ساكته ليه؟ مش كنتى عايزه حد يسمعك و يجيبلك حقك؟ ادينى اهو واقف قدامك بقولك مين اللى عملت كده عشان اجيبلك حقك؟
ظلت كما هى حتى انها اغلقت عيناها فردد بغضب
# لو ساكته خوف من اللى عملت كده فتأكدى انى حعرف احميكى منها، و لو ساكته عشان بتفكرى فى الانتقام و انك تاخدى حقك بنفسك فتأكدى انى مش حسمح لك
ظلت على حالتها فضغط على اسنانه بغل و ولج للخارج متجها لمكتبه و هناك امسك ملفها و نظر به ليجد ما يصدمه
لمعت عيناه و هو يجد ان حالتها الاجتماعيه ( انسه) بمعنى انها غير متزوجه فكيف اذا ليست بعذراء ليبدء التفكير بها بالسوء و ردد نافرا
# فعلا وشها يخدع….. اول مره حكمى يبقى غلط على حد
القى الملف على المكتب بغضب و جلس على مقعده بحده يشعر بالضيق لا يعرف لما شعر بذلك فردد يبرر لنفسه
# انا مضايق عشان براءتها خدعتنى…. محدش عرف قبل كده يضحك عليا
زفر زفره حانقه و هو يضغط بشده على اسنانه و هتف بغضب
# ازاى؟ ازاى بنت زيها تفرط فى نفسها كده؟
ظلت افكاره تتخبط بداخله حتى قرر ترك الامر بنهايه اليوم و العوده لمنزله ليستعد لعطلته بالغد و التى دائما ما يذهب بها الى المقابر ليزور غاليتيه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اتكئت على فراشها الطبى بألم تحاول الاعتدال فى النوم و لكن الم قلبها كان اقوى من الم جسدها ففتحت عينها و تنفست ببطئ لتعود بذاكرتها لماضيها القريب و هى تردد ببكاء
# ازاى هونت عليك للدرجه دى؟ ازاى قدرت تشهد عليا زور؟ قلبك طاوعك ازاى تعمل فيا كده؟
فلاش باك ******
وقفت خلف القضبان الحديديه تستمع لمرافعه النيابه و التى لا شك انها الخصم ليردد وكيل النيابه اتهامات تلف حبل المشنقه حول رقبتها
نزلت انهار عبراتها تشق طريقها عبر وجنتيها و هى تستمع لشهادته المشككه فيها و هى تكاد يغشى عليها من كم الاكاذيب الخارجه من فم من اتخذته حبيبها و رفيق دربها ليهتف
# هى فضلت تحاول تقرب منى مع انها عارفه انى متجوز و بحب مراتى و كل الناس عارفه قد ايه انا بحب مراتى
ردد سعد الدين المحامى يسأله
# و تقدر تقولى ايه سبب الخلاف بين موكلتى و المجنى عليها؟
اجابه بتلفيق
#منكرش انها قدرت تسحبنى ناحيتها و مراتى شكت لما شافت الرسايل اللى بينى و بينها بس انا نهيت الموضوع قبل ما يبتدى لان مكانش عندى استعداد اخسر مراتى
هنا لم تستطع السكوت اكثر فصرخت بحرقه
# كدااااب….. ليه كده؟ انا اذيتك فى ايه؟
خرج صوت القاضى بعد ان طرق بمطرقته على سطح منصته يهتف بتنبيه
# لو اتكلمتى تانى من غير اذن حمنعك تحضرى المرافعه
صمتت مضطره فاكمل سعد الدين استجوابه
# تقدر تحكى ايه اللى حصل بالظبط يوم الحادثه؟
اجابه اكرم بتأكيد حتى يستثير القضاه
# قصدك يوم ما مراتى اتقلت
رددت بصوت خافت منكسر
# اكرم…. آااه
بكاءها لم يشفع لها عنده فادار وجهه ناظرا امامه موجها حديثه للقاضى يقص الاكاذيب الملفقه ليهتف
# انا لحد دلوقتى معرفش ايه اللى وداها هناك؟ ….بس چيهان الله يرحمها اتصلت بيا و قالت لى انها عندها و طلبت منى آجى اشوف حل معاها و ده بعد ما سألتنى اذا فى حاجه بينى و بينها ،بس انا كنت وعدتها انى نهيت الموضوع و ده اللى حصل فعلا و يمكن هى راحت هناك عشان تحاول توقع ما بينا او تشوه صورتى قدامها؟ الله اعلم
قوس سعد الدين فمه و ابتسم بضيق و اردف
# لكن المجنى عليها مقالتش انها اتهجمت عليها مثلا او ان حصل شجار بينهم، بدليل انها كلمتك فى كل اللى انت حكيته ده، يعنى الوضع كان هادى فى البيت؟
عض على شفتيه بتوتر و ابتلع لعابه و هتف
# انا معرفش ايه اللى دار بينهم، كل اللى اعرفه ان چيهان كلمتنى اجى عشان دارين عندها و بس
ردد سعد الدين ساخرا
# و انت طبعا ما كدبتش خبر و جريت على البيت عشان تلحقهم من انهم يتخانقو مع بعض
صدح صوت رئيس النيابه يهتف باعتراض
# اعترض يا فندم على اسلوب المتر التهكمى جدا على الشاهد
ظلت جلسه المحاكمه بين القيل و القال و التلفيقات حتى قرر المحامى بالنهايه
# انا يا فندم بطلب التأجيل لتقديم ادله جديده لتبرئه موكلتى و برده ادى فرصه للنيابه تجهز دافع للقتل اقوى من دافع الغيره الغير منطقى ده يا فندم
ليهتف القاضى
# تؤجل القضيه للاطلاع
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقف امام الشاهد الحجرى المحفور عليه اسمى غاليتيه يقرأ لهما الفاتحه و يدعى لهما
# اللهم ارحم مواتنا و موتى المسلمين، اللهم اجعل قبرهما روضه من رياض الجنه و اجعل ابنتى تؤنس وحشه القبر لزوجتى يا ارحم الراحمين
مسح على وجهه براحتيه و اتكئ على عجزتيه يتحدث معهما باكيا
# وحشتونى….وحشتونى اوى
مد ساعده بباقه من الورود الحمراء و وضعها على الاحجار المتراصه امامه و ردد ببسمه باكيه
# جبتلك الورد الاحمر اللى بتحبيه يا نسرين، مش كنتى دايما بتطلبى منى اجيب لك ورد و انا مكنتش بوافق ! عشان كنت متخيل ان الورد ده للشباب الحبيبه
اطرق راسه لاسفل و بكى بقهره و هتف بصوت متحشرج باكيا
# بس كنت غلطان…ده احسن طريقه عشان اعبرلك عن حبى
استنشق ماء انفه و مسح عبراته بظهر يده و وضع علبه كرتونيه صغيره امامه و هتف
# جبتلك البازل اللى بتحبيه يا ميرو…. انا عارف انك كبرتى عليه، بس
صمت ليعود لبكاءه و يهتف بغصه
# انا مش عارف ايه اللعب المناسبه لسنك دلوقتى يا حبيبه بابى انتى بقى عندك 8 سنين فقوليلى ايه الالعاب بتاعه السن ده؟
ابتلع لعابه و هتف
# ممكن اطلب منكم طلب؟ ممكن تزورونى فى الحلم!! اصل كل ما احلم بيكم الاقيها ذكرى اليوم ده، و انا مش عايز كده…. انا عايز اتكلم معاكم و اطمن عليكم
تنفس ببطئ و تحدث من بين شهقات بكاءه
# ميرا…. مش انتى بتحبى بابى؟ انا متأكد انك بتحبينى عشان كده عايزك تدعى ربنا اجيلكم بسرعه عشان ابقى معاكم
بلل شفتيه بطرف لسانه و ابتلع لعابه الذى جف من فرط الحزن و اردف
# عشان انا عايز اجيلكم بس مش عارف و دعوه الاطفال ربنا بيستجيب لها، عشان كده انا عايزك تدعى كتير اوى عشان اجيلكم بسرعه
جلس على الارضيه الترابيه يقطف الورد و الخضره التى ذبلت و ردد
# انا حخلى عم نبوى ياخد باله من الزرع اكتر من كده عشان انا عارف انك بتحبى الزرع يا حبيبتى
عاد لبكاءه و هتف
# 3 سنين عدو عليا كأنهم تلاتين سنه يا نسرين….الوقت مش بيعدى، و خصوصا بالليل
وجد يد تربت على كتفه فنظر وراءه ليجدها والدة زوجته و والدها ينظرا له بموده و حب فوقف من مكانه و احتضنها و ردد باشتياق
# ازيك يا حماتى، ازيك يا عمى؟… وحشتونى
ابتسمت له و هتفت بحبور
# ازيك يا سيف و اخبارك ايه يا بنى؟ تعيش و تفتكر يا حبيبى
انحنى يقبل ظهر كفها فمسحت عبراته باطراف اناملها و ابتسمت له تهتف بتأكيد
# هما فى مكان احسن يا سيف
اماء موافقا و تنحنح بحرج يستأذن
# طيب اسيبكم عشان تاخدو راحتكم معاهم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد فى الصباح لعمله و فور دلوفه لمكتبه هتف بجديه
# ايه اخر تطورات التحقيق؟
اجابت السجانه
# محدش اتكلم يا باشا…كل المساجين بتقول مشافوش حاجه
اردف بغضب جم
# ايه التهريج ده؟ ازاى مشافوش! دى اكيد لواحظ و الحوش بتوعها و طبعا الكل حيخاف يتكلم، بس انا مش حعدى اللى حصل
صمت و جلس يتنفس بحده و عاد يكمل
# و المسجونه بقت احسن و لا لسه تعبانه؟
اجابته بدقه
# لا بقت احسن، و الدكتور قال انه كلها يومين و ترجع زى الفل
اماء لها و حرك يده يأمرها بالانصراف و عاد لعمله و لكنه طوال اليوم يشعر برغبه تدفعه للاطمئنان عليها فانصاع اخيرا لتلك الرغبه الملحه و ذهب للرعايه الطبيه و اخبر الحارس المرافق للباب بفتحه
ولج للداخل فوجد عده اسره بها بعض المريضات من المسنات و اصحاب الامراض المزمنه و الحوامل و وجدها تحاول الوقوف بمساعده مسئوله التمريض المرافقه لهن
وقفت بصعوبه و تحركت بعرج فاقترب منها و رمق الممرضه بنظره واجمه و حرك راسه يأمرها بالمغادره ففعلت بصمت
فور ان تركت الممرضه يدها اختل توازنها فاستندت على طرف الفراش و لكنه اقترب اكثر و اسندها بيده و نظر لها بتفحص و هتف بجديه
# بقيتى احسن؟
رددت بصوت ضعيف حرج فاصابتها بتلك الطريقه الهادره للكرامه تجرحها اكثر ما تؤلمها
# الحمد لله
تنهد بعمق و ردد
# لسه مش عايزه تقولى مين اللى عملت فيكى كده؟
ابتلعت لعابها بغصه و هتفت
# معرفش….مشوفتش مين؟
صرخ بها بصوت اجش لدرجه ان انتفضت السجينات الاخريات المرابطات بالرعايه
# انتى بتستعبطى….ازاى متعرفيش، اللى عمل العمله دى مش واحده و لا اتنين! دول شله فيهم اللى كتفت و فيهم اللى وقفت نضورجى و فيهم اللى نفذت و انتى بكل سهوله بتقولى متعرفيش!!
صوته الاجش الغاضب جعلها ترتبك فعادت خطوه للوراء و لكنه اقترب منها بنظراته المخيفه فعادت اكثر و كلما تراجعت خطوه كلما اقترب خطوه حتى حوصرت بين جسده و بين الحائط
ظل يرمقها بنظراته الناريه و ردد بتحذير
# اوعى تفتكرى انى ممكن اتساهل مع اللى بيحصل، و انا عارف و متاكد انها لواحظ بس للاسف لازم انتى اللى تقولى ده
ظلت صامته فهدر بها بغضب اهوج
# قسما بالله يا مسجونه انتى لو ما اتكلمتى لاكون حاطك فى التأديب، عشان لو فاكره ان سكوتك حينفعك و لا حيحميكى تبقى غلطانه
رفعت وجهها الباكى و هتفت بحزن
# حتحطنى فى الحبس الانفرادى و انا المجنى عليها؟ انت ليه ظالم كده؟
لمعت عيناه بالغضب و اجابها
# انا ظالم؟..واقف بسألك مين اللى عملت كده عشان اجيبلك حقك و تقوليلى ظالم!
اجابته بحده
# عشان حضرتك مش عايز تعرف عشان تحمينى ،انت عايز تعرف عشان محدش يستجرى يغلط فى وجودك
ابتسم لها بخبث و اردف
# بالضبط كده…. و احسنلك تقولى مين بدل ما احبسك انتى مكانهم
ظلت صامته فاستدعى السجانه المسئوله عن الحبس الانفرادى و امرها بوضعها هناك غير مراعى لاصابتها التى تحتاج للعلاج
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مر يومين على وجودها بالحبس الانفرادى حتى استدعاها المأمور للزياره المؤجله و عندما وجدها بالحبس الانفرادى استدعى سيف و ردد بغضب
# هو ايه الحكايه يا حضره المعاون؟ انا كل ما انادى على المسجونه دارين الشامى الاقيها فى التأديب؟ ده انت حاططها فى دماغك بقى
تقوس حاجبيه و انعقدا بدهشه و ردد بضيق
# حضرتك اللى بتقول كده؟
اجابه بصياح
# امال ايه؟ البنت كانت لسه فى الرعايه، اجى انهارده الاقيها فى التأديب؟ حتكون عملت ايه يعنى!!
اجابه بهدوء مصطنع
# رفضت تقول مين اللى عمل كده ،و انا لازم اعرف و الا السجن مش حيكون فيه رابط بعد كده و مش حنقدر عليهم يا فندم
ضحك المأمور بسخريه و هتف بضيق
# بس انت كده ماشى بنظام اضرب المربوط يخاف السايب يا حضره المعاون…من فضلك طلعها من الحبس لان عندها زياره متأجله من يوم الاصابه بتاعتها و احنا لسه مش عارفين حنعمل ايه لو المحامى بتاعها قدم شكوى بسبب اصابتها دى؟
اجابه سيف بلامبالاه
# ما يقدم شكوى يا فندم…. الموكله بتاعته هى اللى مش عايزه تساعدنا عشان نعاقب اللى عملت فيها كده
جلس المأمور على مقعده و ردد بتاكيد
# اكيد خايفه يا سيف….انت عارف انها لواحظ
انقشع وجهه بالغضب و هدر بحده
# هو احنا مش حنخلص من لواحظ دى؟ حتفضل كده عامله كانها الحاكم بأمره!!
اجابه المأمور
# اهو الجلسه بتاعتها قربت و ان شاء الله تاخد اعدام
ضحك سيف بشده و هتف
# اعدام ايه بس يا فندم….ولا حتى حتاخد مؤبد، حنتبلى بيها تلات و لا خمس سنين و خلاص
اجابه المأمور
# لا.. اللى ماسك قضيتها المرادى وائل مندور و انت عارفه ما هو كان زميلك فى المباحث، و بينه و بين جوزها تار قديم و مش حيسكت
زفر سيف بتمنى و هتف
# يا رب يا فندم
ثم استأذن بحرج متجها لمحبسها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف المبنى المخصص للتأديب و سأل السجانه عطيات
# المسجونه عامله شغب؟
اجابته باحترام
# ابدا يا فندم…لا بتتكلم و لا بتطلع صوت
ردد بداخل نفسه
# للدرجه دى كسروها باللى عملوه فيها!!
رفع وجهه و امرها بفتح المزلاج الحديدى و ولج للداخل و اتكئ على عجزتيه ليصبح قريب من جسدها الممد على الارض و هتف بصوت رقيق
#دارين…. دارين
فتحت عينها بتعب فظهرت الهالات السوداء اسفل عينيها ناهيك عن بروده جسدها و ضعفه فترقرق قلبه لمنظرها فحدثها بهدوء عله يستطيع فهم ما تفكر به
# ممكن تعرفينى انتى ليه مش عايزه تعترفى على اللى عملو فيكى كده؟ قوليلى بس سبب واحد لسكوتك عليهم
اجابته باستسلام
# مبقتش فارقه…. انا خلاص ضعت و فى واحده هنا فى السجن نصحتنى نصيحه و انا ناويه اعمل بيها
زفر بضيق و حثها على المواصله فهتفت
# قالت لى بلاش تكسبى عداوه الناس هنا طالما ممكن يتحكم عليا، و حضرتك اكدت لى انى حتحبس و الادله كلها ضدى…. يبقى لازم اعمل لبكره و اخاف على نفسى خصوصا ان قانون المساجين هنا مفيهوش تهاون مع الواشى و اللى بيعترف على زمايله، حيحطونى فى دماغهم و لو عرفت افلت منهم يوم مش حعرف افلت اليوم اللى بعده
اماء لها بتفهم و تربع بجسده على الارضيه بجوارها و تحدث يشرح لها
# فى قانون العقوبات…. لو اقترنت عقوبتين مع بعض فى محاكمه واحده فساعتها العقوبه مش بس بتتضاعف، لا و كمان بيكون حبس مشدد
بلل شفتاه ليكمل حديثه
# لواحظ عندها قضيه حيازه و اتجار، لو المحامى اللى معاها شاطر حيقدر يخفف الحكم من 25 سنه ل5 سنين….بس لو اضافت لها قضيه محاوله القتل العمد لان اللى عملته فيكى شروع فى قتل فساعتها ممكن جدا المحامى ميقدرش يخفف الحكم عليها
ابتسمت بزاويه فمها و رددت
# يعنى حضرتك عايزنى اشهد عليها لصالح القضيه مش عشان اخد حقى منها! و لما نتحبس احنا الاتنين سوا…تفتكر حتسكت عليا و تسبينى فى حالى؟
زفرت بحزن و اردفت
# الله يخليك يا باشا سيبنى فى حالى، و الحمد لله انها جت سليمه و حضرتك لو عايز فعلا تحمينى، انقلنى من العنبر ده
اجابها بتأكيد
# لو فى ايدى مش حتأخر، بس العنبر ده مخصص للناس اللى على ذمه قضايا و غير كده فى تكدس جامد فى العنابر و مش حقدر انقلك الا بعد ما يتحكم عليكى حكم نهائى
حركت راسها بتفهم و زفرت باستسلام فردد
# قومى معايا….. عندك زياره و بعدها حترجعى للعنبر بتاعك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتب رئيس المباحث فوجدت سعد الدين المحامى برفقه اباها فهرعت تحتضنه بشغف و افتقاد و لكن رئيس المباحث هتف بتحذير
# ممنوع التلامس يا حضرات من فضلكم
ابعدها المحامى عن احضان ابيها و اجلسها امامه و بدء يتحدث بعمليه فى سير القضيه و هو يؤكد لها انه يفعل المستحيل لاظهار برائتها فردد
# اولا انا قدمت التماس عشان اقدم معاد المحاكمه بدل ما يكون بعد ست شهور حيبقى بعد شهر واحد من دلوقتى و ده احسن بدل ما تفضلى هنا وقت طويل و ثانيا طبعا المحامى اللى كان معاكم الاول واضح جدا انه متوانس مع جوز المجنى عليها
اماءت بتفهم و هتفت
# هو اللى نصحنى مجبش سيره الجواز اللى بينى و بين اكرم بحجه انه حيبقى دافع للقتل بسبب الغيره و مكنتش اعرف ان اكرم حيشهد عليا بالكلام اللى قاله ده
ربت على كفها يهدئها بعد ان انتابتها ثوره من البكاء فردد يطمئنها
# متقلقيش…كله حيبان بس
صمت فنظرت له برهبه تحثه على المواصله فاستطرد اباها
# عقد الجواز طلع مزور
لمعت عيناها بالدهشه و هتفت برعب
# ايه…. مزور ازاى؟
اجابها سعد الدين بعمليه
# يعنى لا المأذون و لا الشهود و لا حتى ارقام البطايق حقيقيه…كله تزوير و العقد طبعا مش موثق
مسحت وجهها براحتها تحاول استيعاب ما نزل على مسامعها و هى تهتف بتلعثم و انفاسها تعلو و تنخفض بتقطع فى اوصالها
# انت بتقول ايه؟…. ال جواز مزور..ازاى؟احنا فضلنا متجوزين 8 شهور بعقد رسمى
اماء لها و هو يتفهم صدمتها و اجابها
# واضح انها كانت لعبه من الاول…..
قاطعه هشام يكمل بحده
# الندل لما رحت اتكلم معاه انكر كل حاجه و كأننا كنا فى غيبوبه، و لما هددته بالعقد المزور اللى معايا قال لى ان العقد ده يسجنى انا و انتى و ميأثرش عليه هو
اتجهت بنظرها للمحامى تنظر له باستفسار فاستفاض يشرح
# انا فهمت من العقد ان بطايق الشهود مزوره و الماذون كمان مش حقيقى، الحاجه الوحيده الحقيقه هى امضتك انتى و الاستاذ هشام، عشان كده هو اللى ممكن يتهمنا بالتزوير
لم تستطع تقبل ما سمعته فدخلت بحاله من البكاء الصارخ و هى تنظر لاباها بتوسل و تهتف بصياح
# ازااااى؟ يعنى ايه؟ بابا، انا كده كنت عايشه معاه فى الحرام…… اناااا
حاول تهديتها و لكن نوبتها الغاضبه زادت و اصبح من الصعب التحكم فى انفعلاتها فاضطر رئيس المباحث و معاونيه ان يقيدوا حركتها و يسحبوها للرعايه الطبيه و لم تهدأ من نوبتها حتى حقنها الطبيب بحقنه مهدئه خدرت كل حواسها فغابت عن الواقع لتسقط فى بئر ماضيها
فلاش باك****
دلف برفقه المأذون و اثنين آخرين و البسمه تعلو ثغره و جلس بعد ان رحب به هشام و جمال ليستهل المأذون حديثه
# انا جهزت القسيمه لو تحب تراجعها يا حاج؟
اماء هشام ببسمه و هتف
# مش حراجع وراك يا شيخنا
ابتسم المأذون و هتف
# بسم الله الرحمن الرحيم توكلنا على الله، اتفق العريس السيد اكرم المغربى على صداق مائه و خمسه الف جنيه مظبوط يا حاج؟
اماء هشام بالموافقه فاكمل
# مقدمه خمسه الاف و مؤخره مائه الف، موافق يا حاج؟
ردد هشام
# موافق
ردد المأذون
# هات بطاقتك و بطاقه العروس عشان ادون باقى البيانات
و بعد ان اتم المأذون اكمال البيانات قدم اخيها جمال بطاقته كشاهد على عقد الزواج فهتف المأذون معتذرا
# انا سجلت بيانات الشهود اللى جايبهم الاستاذ اكرم
تعجب كل من هشام و جمال فردد اكرم مفسرا
# انا قلت اختصر الوقت و كتبت كل البيانات الخاصه بيا و بالشهود من امبارح عند المأذون فى مكتبه و بصراحه فاتت عليا ان اخوها يبقى شاهد، حقكم عليا
لم يعبأ جمال بالامر و استكمل المأذون عقد القران
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
أصبت بالعمى، ليس بعماً عضوى و لكننى حين احببت اسُدل الستار على عيناى فلم اعد افرق بين النور و الظلام ، بين الصواب و الخطأ حـتى اننى تناسيت حياتى قبــل عشـقه و اسـلمـته كل مـا لى ، اسـلمـته جسـدى و نفسـى و قلبــى و حياتى و لكنه بــالنهايه خـاننى و خـان ثـقتى بــهّ و هآ انا ذا اتجـرع مـرارته وحدى
……………….. من خواطرى اسماء عادل المصرى
عادت تتهادى بعرج تستند على الحوائط المهترئه مطرقه راسها لاسفل و بجوارها احدى السجانات تقودها لعنبرها بعد ان صرح لها الطبيب بالعوده
لمحها سيف بهذا الشكل فوقف قبالتها و نظر لها بتدقيق و هتف آمرا
# رايحه بيها فين يا شاويش؟
اجابته الاخيره باحترام
# على العنبر بتاعها يا باشا، الدكتور سمح لها ترجع
اماء باقتضاب و فور استئنافهما السير اوقفهما مره اخرى بصوته الحاد
# فهمى الغجر اللى عندها فى العنبر ان لو حد هوب ناحيتها انا بنفسى حاجى و اتعامل معاه….فاهمه!
باحترام و توقير اجابته بالموافقه و ذهبت برفقتها و عيونه مرتكزه عليها لا يعلم لما شعر بالمها فهى منذ ثلاثه ايام تضجع بالرعايا لا تهدأ و لا تنام الا بالمهدئات
فور دلوفها و بعد تحذير السّجانه للمسجونات اقتربت منها لواحظ و رددت بتهكم صريح
# بس طلعتى جدعه يا كيرلى…. انا كنت فاكره انك حتبلغى عننا طوالى ،بس طلعتى جدعه يا بت
نظرت لها بانكسار و احمرار مقلتيها و سارت بعرج ناحيه فراشها فعادت لتوقفها لواحظ
# هو انتى عامله كده ليه؟ ما احنا عرفنا يا اختى انك مش بنت بنوت، و انا اللى كنت فاكره انى شفيت غليلى منك، بس طلعتى ميه من تحت تبن
اغمضت عينها بصمت و اكملت سيرها باتجاه فراشها لتتكور حول نفسها بوضعيه الجنين تحاول ان تنفصل عن عالمها بعد ان علمت بفظاعه الحياه
فلاش باك ****
خرجت من المرحاض عيناها تلمع ببريق السعاده فاقتربت منه و هو متكئ على الفراش و انحنت تقبله برقه فابتسم و هو يبادلها القبلات فسحبها بمهاره ليلتف و يعتليها و لكنها تمنعت عنه بدلال فهمس باذنها
# بحبك
انتشت بفرحه و اخذت تتحسس بشرته و تحتضن عنقه و هو يقبلها بهيام و اندماج و ظل على حالته حتى اوقفه كلماتها الهامسه
# انا حامل
ارتفع بجسده و هو يستند على ساعديه ينظر لها بدهشه فاردفت
# انت اتضايقت؟
اماء رافضا و انحنى يقبلها مره اخرى و عاد ينظر لوجهها النضر و هتف بتساؤل
# اتأكدتى؟
اماءت مؤكده و هى تفتح يدها ليظهر منه اختبار الحمل فسحب نفسا عميقا و زفره بتنهيده فقضمت شفتاها بتوتر ملحوظ لتردد
# طيب قولى مالك؟
اجابها ببسمه مصطنعه
# الوقت بس مش مناسب، مكنتش متخيل ان الحمل ممكن يحصل بسرعه كده
رمقته بنظرات تعجبيه حزينه فردد بسرعه يشرح لها
# انا مش قصدى…. انتى عارفه ان ابو چيهان لسه متوفى من اسبوعين و دلوقتى بقى لازم اعرفها بجوازى
صمت ليعتدل بجلسته و هو يهتف
# خبطتين فى الراس توجع يا دارين، و انا مش عايز اوجعها
ربتت عليه بتفهم و رددت
# خلاص مش لازم تعرف دلوقتى
اجابها بتفكير
# مش عارف، يمكن لو قلتلها متأخر يكون رد فعلها اسوء من لو عرفت بدرى…انتى فهمانى؟
اماءت له بتفهم و هتفت بحب
# انا معاك فى اى حاجه يا حبيبى و اللى انت شايفه صح اعمله
عوده****
ظلت تبكى و تبكى حتى استمعت باقى السجينات لنواحها فهدرت احداهن
# ما كفايه بقى مش عارفين ننام
تململت فى فراشها بقهره و حزن حتى اقتربت منها سيده تربت على ظهرها و تهتف بموده
# كله حيعدى يا حبيبتى….استهدى بالله
اعتدلت بجسدها على الفراش و مسحت عبراتها و نظرت لها بتمعن و قررت التحدث بالنهايه فرددت
# انا سمعت انك بتعرفى تدخلى حاجات للحبس هنا؟
ابتسمت سيده باعوجاج فمها و هتفت و هى تتفاخر بنفسها
# ايوه امال ايه؟ انا هنا مسئوله العلاقات الخارجيه، اى حاجه حتعوزيها حجيبهالك…..ان شالله لبن العصفور بس كله بحسابه طبعا
اماءت بتفهم فرددت دارين هامسه
# طيب انا عايزه موبايل
مصمصت شفتاها بسوقيه و هتفت
# موبايل حته واحده…..طيب قولى عايزه اعمل مكالمه ،مش موبايل، انتى متعرفيش ده حيكلفك كام؟
زفرت بضيق و هتفت بتاكيد
# زى ما يتكلف، المهم عايزاه ضرورى….و لحد ما ييجى عايزه اعمل مكالمه
ابتسمت سيده و اخرجت الهاتف المحمول من صدرها تعطيه لها و هى تردد
# بس كده….من عنيا الجوز، المكالمه ب20 جنيه
ابتلعت لعابها بحرج و هتفت
# بس انا معيش فلوس دلوقتى،بابا سايب لى فلوس فى الكانتين، بكره اسحبهم و اديهوملك
سحبت منها الهاتف بسرعه و رددت بتاكيد
# لا يا عنيا، انا مش بشكك ( بمعنى لا تقسط)
رددت دارين بتوسل
# معلش، و الله بكره الصبح فلوس المكالمه حتكون عندك
احابتها سيده بيقين
# مين قال لك ان الكانتين حيسيبك تاخدى الفلوس؟ انتى متقدريش تاخدى منهم الا بضاعه
اماءت مؤكده على حديثها و رددت
# ايوه منا عارفه…. ما انا حجيبلك بيهم سجاير مش انتى قلتى ان السجاير هنا كأنها فلوس؟
ضحكت عاليا و هتفت
# و حعمل بالسجاير ايه يا عنيا، اذا كنت انا اللى بدخل السجاير هنا، اخد بتاعه الكانتين اللى تمنها الضعف؟
زفرت دارين باستسلام و هتفت
# طيب احلها ازاى؟
اجابتها على الفور
# انا حخليكى تتكلمى خدمه منى ليكى،و لما ييجى وقت انك ترديلى الخدمه دى ساعتها حطلب منك ده، ها ايه رايك؟
وافقت دون تفكير و اخذت منها الهاتف لتتحدث معه علها تفهم ما حدث و كيف آلت بها الامور لما هى عليه الآن
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت المرحاض الملحق بالعنبر و اتصلت برقمه فاجاب بعد عده رنات لتستمع لصوته يهتف
# السلام عليكم…. الو! مين معايا؟
ظلت صامته لا تعلم كيف تستهل حديثها حتى تكرر سؤاله
# الو…. الو!!
رددت بصوت مبحوح
# اكرم
التمعت عينه بالدهشه لحظه ان سمع صوتها فهتف بتعجب
# دارين؟؟….. انتى بتتكلمى منين؟
اجابته بسخريه
# من المنتجع السياحى اللى انا فيه
قوس فمه بضيق و هم بالغلق فهدرت بحده
# اوعى تقفل… احنا لازم نتكلم
جلس على المقعد بضيق و ردد
# مفيش بينا كلام يا دارين…احنا خصوم فى قضيه و الكلام بين المحامين
قوست فمها بحزن و عبراتها لا تنصاع لامرها و تنزل على صدغيها و هى تردد
# بقينا خصوم؟ انا مش حسألك انت ليه شهدت عليا الشهاده دى…. و لا حسألك ليه خليت المحامى بتاعك يلبسنى القضيه، بس حسألك سؤال واحد هو اللى يهمنى اعرف اجابته
استمع لها و هو صامت فهتفت
# جوازنا باطل ازاى يا اكرم؟ ازاى عقد الجواز مزور؟ ازاى قدرت تعمل كده معايا و احنا عيشنا مع بعض زوج و زوجه؟ ازاى و انا حملت منك؟ كل ده كان فى الحرام….معقول!!
ابتلع لعابه بتوتر و ظل صامتا حتى صرخت به
# انطق و قول، ازاى قدرت تضحك عليا و تخطط من اول لحظه….ازاى؟
اجابها محاولا تهدئتها فاستدعى طريقته المصطنعه و التى اعتاد ان يتعامل بها مع الجميع
# الحكايه كلها حصلت غصب عنى يا دارين، ارجوكى متحملنيش فوق طاقتى…. انا حياتى بتنهار
بكى كذبا و اكمل بصوته المتصنع الباكى
# انا خسرتك و خسرت ابنى اللى كنت بتمناه من الدنيا و خسرت مراتى اللى كنت بحبها، فمش قادر اتحمل معاتبه منك
ضحكت ساخره من طريقته و رددت بغل
# هى دى الطريقه اللى عرفت تضحك بيها عليا و على مراتك و على الناس كلها، بس خلاص من انهارده مش حتعرف تعمل كده معايا لانى كشفتك
احتد صوته قليلا و هو يردد
# بلاش تظلمينى
هدرت بعصبيه
# اظلمك؟ مين فينا اللى ظلم التانى؟ ليه عملت كده انطق و قول….بلاش تقول ظروف لانها خطه انت خططتها و نفذتها بحرفيه و انا اللى وقعت فى المصيده بتاعتك، بس اللى حتجنن منه هو ايه السبب؟ قولى و ريحنى
زفر باختناق و هتف بحده
# اسمعى…. لو اتكلمتى تانى حبلغ النيابه انك بتساومينى و حقدر اثبت انك قدرتى تكلمينى من تليفون متهرب جوه السجن فبلاش تعملى كده معايا يا دارين
رددت بسخريه
# ايوه كده اظهر على حقيقتك اكتر و اكتر….عارف انا بكرهك دلوقتى قد ايه يا اكرم؟ بكرهك قد ما حبيتك مليون مره و مش حرتاح الا لما تبقى فى مكانك الطبيعى، هنا فى السجن
رمى قنبلته الاخيره قبل اغلاقه المكالمه بوجهها ليهتف بتوعد
# و انتى فكرى تعملى اى تصرف و انا كفيل انى البسك بدل القضيه اتنين و تلاته، متنسيش انى عندى فيديوهاتك و انتى بترقصيلى يا مراتى يا حبيبتى، اقدر اشهر بيكى فى كل حته و مش صعب ابدا احطهم فى ملف القضيه على انك كنتى بتبعتيهم عشان تغررى بيا فبلاش تلعبى معايا لان اللعب معايا اخرته وحشه، اوك يا بيبى؟
القت بنفسها على ارضيه المرحاض المتسخه تبكى بقهر و حزن على حالها و قلبها الذى طعن بمقتل من اقرب شخص الى قلبها، بل من قلبها نفسه
اما هو فقد جلس يزفر بضيق و هو يقوس فمه صارا على اسنانه يتذكر الماضى القريب و كل ما مر عليه منذ ان احبها
فلاش باك ******
عاد من زيارته لوالدها يشعر بالفرحه بعد ان استطاع ان يقنعه بالموافقه باسلوبه السلس و طريقته اللينه التى استطاع بها دائما ان يصل لمبتغاه
هاتفها على الفور بعد ان تأكد ان زوجته ليست بالمنزل فاجابت ليهتف بتسرع
* داارين….حبيبتى، ابوكى وافق على جوازنا انا بجد مش قادر اصدق لحد دلوقتى
رددت بصوتها المبتسم الفرح
# الحمد لله يا اكرم…. انا مكنتش متخيله ابدا ان بابا ممكن يوافق، بس انت مقنع جدا
ردد بفرحه
# انا حددت معاه ميعاد كتب الكتاب على اخر الاسبوع الجاى، مناسب معاكى؟
اجابته بنعم فاغلق معها الهاتف و ابتسامته تتسع لاذنيه و اغلق عيناه حتى سمع صوت زوجته تهتف بتهكم
# مبروك يا عريس
لمعت عينه بدهشه مرعبه و انتفض من مكانه يهتف بلهفه
چيچى!! اسمعى اناااا…..
قاطعته بمكر
# هو انت فاكر انى معرفش…. انا عارفه و من زمان كمان، من ساعه ما بدءت تخرج معاها يا اكرم
ابتلع لعابه بتوتر ملحوظ فاقتربت منه و جلست بجواره على طرف الفراش و رددت بصوت هادئ ماكر
# انا موافقه….بس عندى شروط
تعجب بشده من حديثها و نظر لها بتدقيق و هتف بحيره
# انتى بتقولى ايه؟
اجابته بتأكيد
# بقولك موافقه تتجوزها بس بشروط
حك ذقنه و خلل اصابعه بشعره يحاول ان يفهم ما ترمى اليه فلم تتركه بحيرته كثيرا لتعتدل بجلستها و تواجهه و تتحدث بثقه و يقين
# حسيبك تعمل اللى انت عايزه بس حتنفذ كل اللى حقولك عليه
ظل صامتا يستمع لها و هى تخبره بشروطها فاكملت باستفاضه
# اول حاجه ان الجواز ده مش حيبقى حقيقى، يعنى من الاخر كده حتلعب فى عقد الجواز و المأذون و تتجوزها بشهود زور
نظر لها بامتعاض و ردد بضيق
# بس ده يبقى…..
قاطعته مره اخرى
# يبقى خداع و كدب و حتبقى حقير و واطى، بس ده مش جديد عليك يا بيبى و انا مش بجبرك على حاجه يا ده يحصل زى ما انا بقول يا تطلقنى و ترجع للحاره اللى كنت جاى منها
لمعت عينه بالغضب و انتفخت فتحتى انفه من الغضب فهى دائما ما تعايره باصله المتواضع بالرغم من انه لم يدخر جهده ليثبت لها انه اهل بالمنصب الموضوع به لدرجه ان اباها و هو المالك الاساسى لكل تلك الاملاك قد ترك له الامر ليديره هو بطريقته و اصبح فقط يتابع من بعيد
عادت تكمل حديثها فهتفت
# و العلاقه دى حتفضل لحد ما هى تحمل و اول ما تولد تاخد الولد و تكتبه باسمى و اسمك و ترميلها قرشين
تعجب من طلبها و ردد
# انتى اكيد اتجننتى….. دلوقتى بقى فى تحاليل بتتعمل بتثبت النسب و لو هى رفعت قضيه حتكسبها ده غير الشوشره اللى حتكون ورا الموضوع
رددت بعدم اهتمام
# اعمل انت اللى عليك و سيبنى انا احل الامور دى….ها قلت ايه؟
وافق الاخير على طلبها فهو يعبد المال و هى تعلم جيدا انه رمى شباكه عليها بسبب ثروه ابيها و لكن الامر انتهى الآن و اصبح اللعب بينهما مكشوف ليتمم الزواج المزور و يظل الامر حتى يعلم بحمل دارين فيذهب ليخبر زوجته حتى يفرحهها و لكنها نظرت للامر من منظور آخر
جلست بهدوء ترتدى فستان اسود فلم يمر على وفاه ابيها الكثير و لا زالت حزينه عليه و لكن فور ان ابلغها اكرم بحمل دارين غضبت و احتقنت عيناها بالكره و رددت بحده
# الحمل ده لازم ينزل
نظر لها بتعجب و دهشه و هو حقا اصبح كالدميه بين يديها لمساومته على اسلوب معيشته الثرى الذى اعتاد عليه
قوس فمه بحده و هتف بعصبيه
# انتى ايه اللى بتقوليه ده؟ مش كنتى عايزه الولد يتكتب باسمك؟ ايه اللى اتغير؟
جلست بتريث واضعه قدم فوق الاخرى تهزها بعجرفه تردد باسلوب متكبر
# موت بابى غير حاجات كتير….اولا انت عارف انه كتب لى ثروته كلها و انا بصراحه مش عايزه حد مش من دمى يورث فيا
انحنى امامها و استند على عجزتيه و هتف بتبرير
# الولد حيبقى ابنك و….
قاطعته بتأكيد
# لا طبعا عمره ما حيكون ابنى، و غير كده انت بنفسك قلت انها مستحيل تسكت و حتعمل شوشره
قاطعها بحده
# مش قلتى حتتصرفى؟
اجابته ببرود
# اه قلت…و غيرت رايى لان مش بعيد بعد ما يكبر يعرف الحقيقه و ساعتها….
قاطعها
# انتى عايزه ايه بالظبط؟
ابتسمت بمكر و رددت
# حكتبلك نص ثروتى ليك بس بشرط
زفر خانقا و هتف
# شرط تانى؟
اماءت له و وجهها ينعكس عليه ضوء الشمس الساطعه من النافذه يظهر مدى مكرها و دهاءها فرددت
# تنزل الحمل و تنهى اللعبه دى و بعدها بس حكتبلك نص ثروتى باسمك يا اكرم بس شرطى اللى حيكون موجود انك لا تتجوز عليا و لا يكون ليك ورثه يورثو فى فلوس بابى و ثروته….ها قلت ايه؟
صمت قليلا يفكر فى عرضها المغرى له حتى اتخذ قراره و هتف بتاكيد
# موافق
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف منزله الاخر الذى تسكن به دارين و ابتسم بتصنع و هو يجدها ترتدى لباس ليلى جذاب و تضيئ الشموع و تضع اطباق الطعام على المائده فقبلها برقه و جلس يتناول الطعام بصمت
نظرت له بوجل و هتفت
# مالك؟
اجابها بزفره خانقه
# ابدا…بفكر
اسندت يدها على كفه و هتفت بحب
# بتفكر فى ايه؟
ردد بصوت هادئ
# فى الوقت المناسب عشان اقول لچيچى على الحمل
اماءت بتفهم و هتفت بمهادنه
# استنى بعد الاربعين بتاع باباها، على الاقل تكون فاقت شويه
ايدها موافقا و احتضنها و اتجه بها لغرفه نومهما حتى يبث لها اشواقه الزائفه و هى تشعر بانها داخل حلم جميل لا تريد ان تصحو منه ابدا
انتهى من ممارسته معها فاتكئ بجوارها يسحب الهواء بداخله فاسندت راسها على صدره العارى تداعب بيدها الشعيرات الصغيره النابته بصدره و تردد
# فرحت اوى انك حتبات معايا….بس انت قايل لها انك فين؟
اجابها
# هى اصلا مش فى البيت….سافرت عشان تحصر املاك ابوها فى البلد و تستلم ميراثها
رددت بتعجب
# و ليه مروحتش معاها؟ مش المفروض تكون جنبها فى حاجه زى كده؟
قبلها من تجويف عنقها و ردد بضيق
# چيهان مش محتاجه منى مساعده…معاها المحامين و المحاسبين بتوع ابوها و غير كده انا محبش حد يتعامل معايا انى جوز الست، و لا ان حد يتهمنى بالطمع
قبلته قبله عميقه و هتفت بحب
# انت طماع؟ دول ميفهموش حاجه…انا عمرى ما قابلت راجل زيك يا اكرم
احتضنها بقوه قاصدا ان يدخلها داخل اضلعه و هتف
# كيرلى قلبى انتى
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
افاق صباحا و دلف المطبخ و لا تزال دارين بسلطان النوم فجهز لها الافطار و وضع ذلك القرص الذى اعطته له چيهان و الذى من المفترض انه سيسهل من اجهاض الجنين
دلف الغرفه حاملا صينيه الطعام و ناداها برقه
# كيرلى….دارين
استيقظت و هى تبتسم و تهتف بمرح
# الله….ريحه قهوه
ضحك بتصنع و ناولها كوب العصير الموضوع به قرص الدواء و ردد
# مفيش قهوه يا استاذه و لا نسيتى انك حامل فى ابنى…اشربى العصير افيد لك
ارتشفت العصير بفرحه و اكملت تناول افطارها و جلس هو بجوارها يرتشف القهوه و انظاره مسلطه عليها بتركيز حتى هتفت
# مالك بتبصلى كده ليه؟
قبلها من وجنتها و هتف
# بحبك
بمرح طفولى رددت
# لا معلش انا متعودتش اخد حاجه و مردهاش
فاقبلت عليه تقبله هى الاخرى و هى تردد بصوت ساحر
# انا بقى بعشقك يا اكرم
غاب عن واقعه من تاثيرها المهلك عليه فازاح صينيه الطعام بيده و اراح جسدها و اعتلاها ليسحبها معه فى عالم الاحلام الكاذبه الذى يوهمها به
خرج من المرحاض ليرتدى ملابسه بعجاله و هو يردد بلهفه
# انا اتاخرت اوى…..الله يسامحك يا كيرلى
ضحكت ضحكه لعوب و بدءت بارتداء ملابسها هى الاخرى لتذهب معه للعمل و لكنه اوقفها
# ريحى انهارده، بلاش تروحى
نظرت له بريبه و هتفت بتذمر
# آاااه….شكل الحمل ده حييجى على دماغى، من اولها حتقعدنى من الشغل؟
اجابها و هو يطبع قبله رقيقه على ضدغها
# لا ابدا…بس عايزك ترتاحى عشان بالليل ناوى اخدك و نخرج شويه بما ان چيهان مش هنا
وافقت بالطبع على امره و ظلت طوال اليوم بمنزلها حتى بدءت تشعر بالم حارق يقطع جوفها و بطنها حتى رأت قطرات الدماء فتخوفت بشده
هاتفته تخبره بالامر فعاد سريعا و اسطحبها للطبيب و لكنها هتفت بضيق
# كنت عايزه الدكتوره اللى ناويه اتابع معاها يا اكرم
زفر باختناق و ردد بصوره هادره
# اى دكتور و السلام يطمنا عليكى يا دارين….مش طالبه دلع الله يكرمك
صمتت ظنا منها انه قلق بشأن الحمل و جلست تنظر ريثما يتحدث مع الطبيب و حقيقه الامر انه عقد صفقه مع الطبيب ان يوهمها بخساره الحمل ففعل الاخير بعد ان قبض مبلغ مالى كبير ارسلته له چيهان
دلفت حجره الكشف فتصنع الطبيب العبوس و هو يهتف
# انا اسف، بس الحمل نزل و لازم حالا نعمل تنظيف للرحم
بكت و بكى هو معها فرددت بتساؤل
# ايه السبب يا دكتور؟
اجابها
# مفيش سبب معين، بس يمكن الجماع بينكم اثر على الحمل خصوصا انه لسه فى الاول
ثم ابتسم و ردد بمرح
# و بعدين انتو لسه صغيرين و الوقت قدامكم تقدرو تعوضوه بعدين
و بالفعل تم تخديرها و اجرى لها الطبيب عمليه الاجهاض و اصر اكرم ان يتركها بمنزل ابويها حتى تتعافى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد سيف لمنزله بعد يوم شاق و طويل و فور ان خرج من المصعد وجد اخته تجلس على درجات السلم و تستند براسها على باب شقته فقوس حاجبيه بالضيق و هتف بحشرجه
# انتى بتعملى ايه هنا؟
وقفت بسرعه تنظر له باشتياق و تهتف بحب
#وحشتنى يا سيف…. انا حاسه انى وحيده اوى من غيرك
نظراته الغاضبه و الموجهه لها اخترقتها كسهام قاتله فبكت و رددت بنحيب
# لسه مش مسامحنى؟
اجابها و العبرات تتجمع بعينيه
#رجعيلى اللى راحو و انا اسامحك يا ساره
اقبلت عليه بجسدها و حاولت ان تحتضنه و لكنه دفعها بعيدا عنه و رمقها بنظرات ناريه محذره من الاقتراب فرددت بتوسل
# ربنا بيسامح…و اكيد اللى حصل غصب عنى يا سيف، معقول حكون قاصده اعمل الحادثه
بكت عيناه و تجمدت اطرافه و حزنت تعابير وجهه و هو يهتف بغصه مريره
# امشى يا ساره…و انا لما الاقى نفسى اقادر اسامح حسامح
صرخت بقهره
# 3 سنين مش كفايه….. 3 سنين يا سيف، حرام عليك دى عقوبه القتل الخطأ 3 سنين و انتى عايز تعاقبنى….
قاطعها بحده ارجفتها
# انتى جايه بتكلمينى بقانون البشر، و لا المفروض تكلمينى بقانون ربنا
دهشه اصابتها من حديثه و هو يستطرد
# العين بالعين و السن و بالسن
بكت و انتحبت و هى تجيبه
# حترتاح لما اموت؟ حتحس ساعتها ان حق مراتك و بنتك رجعولك؟
اجابها بقسوه
# لااا… انا لو عليا عايز ادوقك مراره انك تفقدى اعز شخصين فى حياتك، جوزك و ابنك عشان تحسى بيا و بعدها ابقى تعالى و كلمينى و شوفى حتقدرى تسامحينى و لا لا؟
وقفت بالقرب منه تردد باكيه
#كنت قريت قصه عن الحجاج ابن يوسف الثقفى
فاخذت تقص عليه القصه المعروفه
(يقال أن الحجاج بن يوسف الثقفي أمر بالقبض على ثلاثة اشخاص في تهمة وامر بوضعهم في السجن ثم أمر عليهم ان تضرب أعناقهم وحين قدموا أمام السياف لمح الحجاج إمراءة ذات جمال تبكي بحرقه فقال أحضروها
فلما حضرت بين يديه سألها: ما الذي يبكيك؟
فأجابت: هؤلاء الذين أمرت بضرب أعناقهم
هم زوجي وشقيقي وأبني فلذه كبدي فكيف لا أبكينهم؟
فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم أكراما لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه وكان ظنه ان تختار ولدها
خيم الصمت على المكان وتعلقت الابصار بالمرأة في أنتظار من تختاره ليعفى عنه فصمتت ثم قالت: أختار ((أخي) )
ففوجئ الحجاج من جوابها وسألها عن سر أختيارها لأخيها؟
فأجابت: أما الزوج فهو موجود
أي يمكن أن تتزوج برجل غيره”
وأما الولد فهو مولود
أي تستطيع بعد الزواج أنجاب الولد
وأما الأخ فهو مفقود
“لتعذر وجود الاب والام ”
فذهب قولها مثالا وحكمة وأعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها فقرر العفو عنهم جميعا)
عادت تنظر له باكيه و هى تهتف
# لو رجوعك ليا تمنه انى اخسر جوزى و ابنى فانا مرحبه و موافقه عشان الأخ ميتعوضش لكن الزوج و الابن يتعوضو يا سيف
اثر حديثها به كثيرا فنظر لها بتدقيق و هو يتذكر ومضات من طفولتهما معا و مدى شقاوتها و لهوها الذى كان دائما ما يوقعهما بالمشاكل ليأتى والدهما شديد البأس و الذى اعتاد على تربيتهما تربيه عسكريه بحكم عمله بالداخليه و يحاول عقابهما فيتقدم سيف ليتحمل هو العقاب بمفرده نافيا عن اخته الصغرى اى افعال تتسبب فى عقابها
ابتسم رغما عنه عندما تذكر مناغشتها له و مساعدته عندما وقع بحب زوجته لتصبح هى صله الربط و طريق التواصل بينهما حتى تقدم لخطبتها
حرك راسه للجانب الاخر بعيدا عن عينيها المتوسلتين لصفحه و قوس فمه و احكم غلقه حتى لا يتفوه باى كلام جارح و عاد ينظر لها بعد ان هدأ قليلا و ابتسم بسمه ضعيفه متألمه و هو يفتح له ذراعيه فاندفعت بلهفه ترتمى داخل احضانه باكيه باشتياق فردد هو مازحا
# اوعى توسخيلى البدله الميرى بمناخيرك يا معفنه
رفعت وجهها و هى تبتسم و تقبله قبل كثيره بلهفه و حب و هو يدفعها بعيدا عنه و يردد بصوت خشن
# بس بقى بطلى، كفايه بوس انا بقرف الله يقرفك
اجلسها على الاريكه المنتصفه صاله الضيوف و ردد
# تشربى حاجه و لا تروحى خفيف خفيف
ضحكت بفرحه فهو عاد لمشاكسته لها و رددت
# مش عايز تشوف ابن اختك، بقى شقى اوى و محدش قادر عليه و اعتقد انكم حتنسجمو مع بعض
اماء لها بعد ان زفر انفاسه بتنهيده
# انا رايح لماما يوم الجمعه، ابقى هاتيه و تعالى
اماءت بفرحه و وقفت تعيد احتضانه فحاوطها بذراعيه هو الاخر و قبلها من اعلى راسها و هو يتنهد بحزن على من افتقدهما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تشابهت ايامها كثيرا بعد محادثتها معه و الاكثر بعد زياره اهلها الدوريه لها و اخبارها بحقيقه الامور فردد هشام بغضب
# انتى اللى حطتينا و حطيتى نفسك فى الدوامه دى…. انا رحت للدكتور اللى عملك العمليه بعد اللى حصل
صمت و هو يقوس فمع و يكور قبضه يده بغل ليستطرد
# الدكتور انكر انه يعرفكم من اساسه، و لما المحامى دور وراه لقاه دكتور سمعته معروفه انه مش نضيف
لمعت عيناها بالحزن و البكاء و هشام يكمل الحقائق التى صدمتها
# يعنى مش بعيد يكون البيه كان متفق معاه على حاجه و لا مكانش فى اجهاض من اصله و هو حب يخلص من الحمل
اطرقت راسها تبكى بانهيار فعاتبته فدوى
# كفايه يا هشام…البنت فيها اللى مكفيها
صرخ بحده
# و اللى انا فيه بسببها…. انتى مش فاهمه انا حاسس بايه؟ بنتى انا بعد التربيه و العلام فى الاخر بقت رد سجون و متهمه فى قضيه قتل و كمان زانيه
هنا لم تتمالك نفسها فهاجت تبكى بحرقه
# لاااا متقولش كده يا بابا ، انا لا عملت حاجه حرام و لا غلطت…. انا اتجوزته على سنه الله و رسوله لكن هو اللى خدعنى
اشاح هشام وجهه عنها فنظر جمال له بمعاتبه و اخذ يهدئه
# صدقنى يا بابا….حقها حنجيبه منه و باى شكل….. لان اى حد ييجى على فرد من عيله الشامى حيلاقى العيله كلها وقفاله و مش حرتاح الا لما احطه مكانها فى السجن
ردد هشام بسخريه
# مش لما نعرف نطلعها من هنا الاول، لله الامر من قبل و من بعد فوضت امرى اليك يا رب
خرج صوت السجانه بحده تأمر جميع المسجونات و زويهم
# الزياره انتهت
بلهفه اردفت فدوى
# انا سيبالك اكل و فلوس فى الكانتين…. كلى كويس يا دارين عشان تقدرى تصلبى طولك يا بنتى
اماءت لامها و قادتها السجانات هى و باقى السجينات للعوده للعنابر فاوقفتها سيده فور ان دلفت و رددت بتساؤل
# هااا…اخدتى فلوس من ابوكى؟
اماءت بلا فغضبت الاخيره و هتفت بحده
# امال حتدفعى تمن المحمول منين؟
اجابتها بانكسار
# سبينى دلوقتى يا سيده انا دماغى مش رايقه
صرخت بها بحده
# لاااا فوقى كده و اعرفى انتى بتتعامل مع مين،اوعى تفتكرى انك لما تخسرينى حسمى عليكى….لا ده انا اشرحك و ما اخليهومش يعرفو يخيطو فيكى غرزه واحده
وقفت مدهوشه من حدتها فهتفت
# انا حاولت ابيع السجاير بس محدش رضى يشترى منى حتى بنص السعر
قوست فمها بطريقه سوقيه و حركت جسدها باستهزاء
# الكل هنا مش بيحبك، و اللى تعمل عداوه مع المعلمه لواحظ حتشوف ايام سوده فى السجن
اقتربت منها و اخرجت شفره حاده من فمها بطريقه احترافيه و وضعت نصلها الحاد على صدغها و جرحتها جرح صغير و رددت
# انا غير كل اللى هنا خالص….. يعنى المعلمه لواحظ بتحب تستعرض و تعرف المساجين انها اللى علمت عليكى،انما انا ممكن اجيب اجلك من غير ما حد يحس
سحبت الشفره من على بشرتها النازفه و دارين مدهوشه من تغيرها بهذا الشكل بعد ان كانت مثال للطيبه و كانت هى رفيقتها الوحيده و هتفت بتوعد
# المحمول على وصول…. يا تدفعى تمنه فلوس يا خدمات و من الاخر كده حتدفعى يعنى حتدفعى و اعرفى انى مش حخاف منك يا مستر كراتيه
اتجهت سيده ناحيه فراشها الحديدى و خبأت الشفره الحاده اسفل وسادتها و تدثرت بالغطاء و نامت و دارين لا تزال على حالتها المصدومه مما علمته من ابيها و من اكتشافها الوجه القبيح لرواد الحبس
جلست تعض على شفتيها و هى تبكى حالها بعد ان تذكرت اخر ليله قضاها معها قبيل عمليه الاجهاض و اصراره على تركها بمنزل ابيها بحجه خوفه عليها و انتظاره ان تتعافى تماما حتى اتت الشرطه للقبض عليها بعدها بايام قليله
فلاش باك*****
فور القبص عليها أتى محاميه ناصر الصواف ليحضر معها التحقيقات و هتف محذرا
# اسمعينى كويس….انتو لازم تخبو حكايه جوازكم لان ده حيكون دافع للقتل
اجابته دارين بحزن
# بس انا مقتلتش حد
اماء بتفهم و هتف بطيبه مصطنعه
# طبعا طبعا….بس لو التحقيقات ظهر فيها انكم متجوزين فده مش حيكون فى صالحك ابدا، اسمعى كلامى انا المحامى بتاعك و ادرى بمصلحتك و لو رئيس النيابه سألك عن علاقتك بالمجنى عليها و باكرم بيه حتقولى متتعداش انه مديرى و هى زوجته و بس كده
و لكنها هتفت بتساؤل
# و فى التحريات مش حيعرفو اننا متجوزين؟ احنا جوازنا شرعى مش عرفى، يعنى على ايد مأذون
ابتسم بمكر و ردد بحيطه
# متقلقيش من حاجه…انا حعرف اتصرف فى الحكايه دى، المهم دلوقتى تعملى اللى قلتلك عليه
لتتفاجئ بعدها بتلفيق التهمه و الادله و الاكثر من ذلك هى شهادته ضدها بالمحكمه ليتم حبسها على ذمه التحقيقات و بعدها توضع بالسجن لحين الاطلاع على اى ادله جديده تدينها اكثر او تبرئها
عوده*****
تحركت بتمهل على اطراف اصابعها حتى وصلت لفراش سيده و وضعت يدها اسفل وسادتها تبحث عن شيئ حتى وجدته
سحبت الشفره الحاده من اسفل وسادتها و عادت دارين لمضجعها و ظلت تنظر امامها تلعب بالشفره بيدها و هى تستعيد حديث والدها عليها بانها زانيه و انها السبب بوضعها الحالى فتفقد ايمانها و تمسكها بالحياه فلم تشعر بنفسها الا بعد ان قطعت شريان معصمعها و بدءت تفقد الكثير من الدماء حتى خرت مغشى عليها فى طريقها للموت
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هذه هى الحياه شئت ام ابيت ••••••
لن تتعافى دون ان تتألم
و لن تتعلم دون ان تخطئ
و لن تنجح دون ان تفشل
و لن تحب دون ان تفقد
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظ ليس على صوت مؤقته و لكن على رنين هاتفه فنظر لشاشته بنصف عين من كثره نعاسه ليجده رئيس المباحث الذى يعمل معه بالسجن فاجاب بصوت خامل
# خير يا عماد على الصبح… الساعه معاك كام؟
اجابه الاخير
# 5 و نص، بس لازم تيجى السجن دلوقتى
اعتدل بجلسته بعد ان استفاق جيدا و ردد بدهشه
# فى ايه؟
اجابه
# فى مسجونه انتحرت و الدنيا هنا مقلوبه و المأمور مش عايز الموضوع يتعرف او يتعمل فيه تحقيق
ردد سيف بحده
# ليه؟ ايه السبب مش عايز يعمل تحقيق ليه؟
اجابه عماد بضيق
# اولا يا سيدى هى قطعت شرايين ايدها بموس حلاقه و المأمور بيقول انه بسبب الاهمال بتاعنا الحاجات دى بتدخل السجن و لو اتعمل تحقيق احنا اول ناس سمعتنا حتتلط
زفر سيف بضيق و هو يقف من على فراشه يتجه للمرحاض و يستمع لحديث زميله
#و ثانيا المسجونه دى متوصى عليها جامد و المأمور بنفسه مهتم بيها و بيقول ان انتحارها حيأثر على القضيه بتاعتها و هو مش عايز كده
اضاف سيف متعجبا
# هى مين دى؟
ردد عماد بايحاز
# دارين الشامى
تجمد جسده على الفور بعد ان استمع لاسمها و شرد لحظات لا يعلم ماذا اصابه و علا صوت تنفسه فجلس على طرف الفراش بتهدل و انزل الهاتف من على اذنه حتى خرج صوت عماد يردد بقلق
# سيف…. سيف انت معايا؟
سعل قليلا ليزيل حشرجه صوته و اجابه بهدوء
# ايوه معاك
عاد عماد يسأله
# طيب انت قدامك قد ايه و تيجى عشان المأمور عايزنا بسرعه؟
اجابه
# نص ساعه، او ساعه الا ربع يادوب مسافه السكه
قبل ان ينهى المكالمه هتف بلهفه
# عماااد…. لحقتوها؟
اجابه الاخير
# ايوه… هى فى الرعايه دلوقتى
شعر بالارتياح و ارجع راسه للوراء ليسحب اكبر قدر من الهواء و هو لا يستطيع ان يفسر حالته القلقه و ردد هامسا
# طيب الحمد لله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظت المسجونات على صوت تلك بقلمى اسماء عادل الصافره المزعجه و لكن ليست هى نفسها الصافره المخصصه لايقاظهن و لكنها صافره الانذار لتفزعن جميعا عندما دلفت السجانات بعصيانهن و بدءن بالقوه باخراجهن من مضاجعهن و استياقهن لخارج العنابر
وقفن جميعا بصفوف طويله منظمه بالساحه المخصصه للتريض و لا يعلمن ماذا هنالك فرددت احدى السجينات تهمس للاخرى التى امامها
# هى ايه الحكايه يا اختى؟
اجابتها الاخرى
# شكل الحكايه فيها عوء
اقتربت احدى التابعات للواحظ تهمس هى الاخرى
# هو فى ايه يا معلمه؟
زفرت الاخيره بحنق و هى تردد بتأكيد
# اكيد بسبب مقصوفه الرقبه اللى اتنيلت و انتحرت فى العنبر عندنا و الاكيد ان الموضوع مش حيعدى على خير ابدا
••••••••••••••••••••••••••••••••••
على جانب اخر دلف سيف بطلته المهيبه و ردد بحزم آمرا اتباعه
# عملتو اللى قلت عليه؟
اجابت احدى السجانات
# ايوه يا باشا….كل اللى فى العنابر بره واقفين طوابير و احنا مستنيين اوامرك
نظر لها بغضب و ردد بحده
# حدخل ادى التمام للمأمور و ارجعلك
وفور ان دلف مكتب المأمور هب الاخير واقفا يهتف بحده و عصبيه
# اهلا يا سيف باشا…. اتفضل شوف المصيبه دى و عرفنى حتعمل ايه؟
حياه بالتحيه العسكريه و خرج برفقه رجاله و نباطشيات العنابر و السجانات و بدءوا جميعا بدخول العنابر الواحد تلو الاخر و قاموا بتفتيشهم جميعا ليخرجو الكثير و الكثير من الاحراز الممنوعه من اسلحه بيضاء لاكياس مخدره و ممنوعات و هواتف محموله و غيرها
جمع سيف كل المتعلقات و امر السجانات بكتابه اسماء اصحاب الاسِره المدسوس بها تلك الاحراز و خرج للساحه يقف ممشوق القوام ينظر لهن جميعا بنظرات غاضبه و حاده و ردد بصوت اجش مخيف
# من انهارده كل التجاوزات و الممنوعات اللى بتدخل السجن حتتمسك، و اللى حلاقى معاها اى ممنوعات عقابها حيكون عسير و الاحسن لها انها تتمنى الموت عن اللى حعمله فيها
زفر بغضب و اردف
# و الكلام ده نهائى بدل ما اكدركم اكتر من كده و لا يبقى فى زيارات ( يقصد الاطعمه التى يبعثها زويهم) و لا حتى كانتين
ثم وجه انظاره لنبطشيات العنابر يهتف بصيغه آمره
# كل المساجين يقفو صف واحد و قبل ما يدخلو العنابر يتفتشو تفتيش ذاتى و لو واحده فلتت منكم و لقيت بعد كده اى ممنوعات انتو كمان حتتحاسبو معاهم
القى بكلماته على الجميع و توجه لمكتبه حتى يعطى السّجانات الفرصه لتنفيذ اوامره بتجريد السجينات من ملابسهن استعدادا للتفتيش الذاتى المهين
جلس على مكتبه يفرد ساعديه بتوتر و هو يكتم انفاسه يشعر و بشده انه يريد ان يطمأن عليها و لكن كبرياءه و انكاره لما يشعر به تجهاها جعله يرابط على مقعده حتى دلف رئيس المباحث يهتف باجهاد
# يوم صعب اوى
رمقه سيف بعيون واجمه و هتف
# خلصت تحقيق؟
اماء له بتعب و هتف
# محدش من المساجين يعرف حاجه و كلهم على نفس الكلام، انها اصلا ملهاش كلام مع حد و دايما لوحدها و محدش عارف جابت الموس منين؟
ردد سيف بفضول
# و هى لسه مفاقتش؟
اجابه عماد
# لا فاقت و حققت معاها هى كمان بس برده لا اخدت منها لا حق و لا باطل، فضلت تعيط و متكلمتش و لا كلمه
زفر بضيق و اردف
# و صحتها كويسه و لا تعبانه؟
نظر له عماد بدهشه و ابتسم بخبث و ردد
# و انت مهتم ليه كويسه و لا تعبانه؟
تدارك نفسه على الفور و هتف بضيق
# ايه اللى مهتم ليه؟ عايز اعرف عشان…..
تلعثم و اخذ يفكر حتى ردد
# عايز اعرف عشان اظبط لها العقاب المناسب عشان تكون عبره لغيرها و محدش يتجرأ يعمل كده تانى
ابتسم عماد و ردد بمشاكسه
# بس كده….ولا فى سبب تانى؟
غضبه و حدته فاقت الحد عندما اجابه
# انت بتقول ايه بنى ادم انت؟ ما تِعقل كلامك كده
حاول عماد تهدئته فردد
# اهدى يا سيف…انا بهزر معاك و…
قاطعه الاخير بغضب
# لا متهزرش…طالما هزارك اهبل كده يبقى متهزرش لان لو حد سمعك فى لمح البصر حتلاقى مبقاش سيره فى السجن كله غير هزارك البايخ ده
اماء عماد بتفهم فهو محق بما قاله و وقف ليستأذن و يذهب لمكتبه و جلس سيف واجما يردد فى نفسه
# انا مالى عامل عليها كده ليه؟
اتخذ بالاخير قراره و اتجه للرعايه و هناك وقف قبالتها و نظر لها نظرات غاضبه و هتف بصوت حاد
# انتى…. اصحى
فتحت عينها بتباطئ و نظرت له و الحزن يخيم على وجهها فردد بطريقه فجه
# شغل الاستعباط ده مش حيدخل عليا ،اتعدلى و انا بكلمك بدل ما اعدلك انا
اعتدلت بجلستها تشعر بالاهانه و لكن الامر برمته قد خرج عن سيطرتها بعد ان استسلمت لشيطانها و انتظرت ان يكمل حديثه فهتف بقسوه
# انا حسأل و انتى حتجاوبى من غير عياط و نحنحه و الا اقسم بالله ما حتشوفى النور و حتفضلى فى التأديب لحد ما تعفنى هناك، فاهمه و لا لأ؟
بللت شفتيها بطرف لسانها حتى تستطيع التحدث و لكن صوتها اختنق من كثره الحزن فنظر لها و شعر تجاهها بالشفقه و لكنه سرعان ما القى بمشاعره خلف ظهره و وقف قبالتها بصرامه يهتف
# جبتى منين الشفره اللى قطعتى بيها شرايينك؟
رددت بخفوت
# لقيتها فى الحمام
قوس فمه بضيق و ردد بحده
# يعنى متعرفيش بتاعه مين؟
اماءت رافضه فصاح بها
# مش عايز استعباط…. انطقى و قولى مين فى العنبر اللى مسئوله تدخل الممنوعات؟
اجابته بصوت رقيق
# معرفش…انا مليش تعامل مع حد اصلا
هو يعلم انها لا تكذب بشأن ابتعادها عن السجينات الاخريات و لكنه اصر ان يضغط عليا اكثر فردد مهددا
# ما انتى لو قلتيلى مين ساعتها العقوبه حتتقسم بينكم، لكن لو سكتى حتشيليها لوحدك و اى غلط بتعمليه بيتحط فى ملفك و مش بيكون فى صالح قضيتك
ابتسمت نصف ابتسامه حزيته تهتف ببكاء
# مبقتش فارقه
استسلامها بهذا الشكل زرع الخوف بقلبه من ان تسخى بنفسها و تعيد محاوله الانتحار فردد بمهادنه
# لو بريئه زى ما بتقولى فاكيد ربنا حيظهر برائتك، بس لما تغضبيه و تحاولى تموتى نفسك و ده حرام تفتكرى ربنا يقف جنبك ليه؟
سحب مقعد خشبى و اقترب من فراشها و جلس مقربا وجهه منها و ردد بتأكيد و دعم
# اى حاجه تحتاجيها قوليلى عليها و انا اعملهالك
شعر بنفسه قد خرج عن طور المقبول عندما اعاد على مسامعه ما القاه من كلمات منذ برهه فحاول تصحيح خطأه ليهتف
# اصل المأمور موصينى عليكى و طلب منى كمان ان التحقيق ميكونش رسمى عشان ميأثرش على قضيتك
ابتلع لعابه بتوتر و هتف متسائلا
# جلستك الاسبوع اللى جاى مش كده؟
اماءت موافقه فردد بهدوء وثير
# انا مضطر احطك فى التأديب عشان الغلطه دى مش ممكن تعدى من غير عقاب
اطرقت راسها باسف فهمس لها يسالها
# انتى بتصلى و لا لأ؟
اجابته بخجل
# مش منتظمه…ساعات و ساعات
ابتسم لها بهدوء و ردد
# طيب حاولى تقربى من ربنا اكتر من كده و صلى عشان يغفرلك زلتك دى لان قتل النفس من الكبائر
شعرت بالحرج من حديثه معها فبكت و وضعت وجهها داخل راحتيها تبكى بندم على انسلال الامور من بين يدها فربت على ظهرها و هتف
# ربنا بيسامح بس لازم الندم و التوبه يبقو من قلبك مش رسم و تمثيل
رفعت وجهها الباكى تنظر له بندم و امتنان و هتفت برقه
# انا مش عارفه اشكرك ازاى؟
وقف من مكانه و هو يبتسم و ردد
# اوعى بس تدعى عليا لما تروحى التأديب
حركت راسها رافضه حديثه و هى تبتسم بامتنان و كأن عقابه لها هو خلاصها من العذاب
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تحركت عائلتها بمساعده سعد الدين المحامى فى اكثر من اتجاه بسبب اقتراب موعد محاكمتها و كان لابد من اظهار اى ادله تسمح لهم باعاده فتح التحقيق لاظهار الحقيقه و ذلك بسبب وجود ادله قاطعه تقتضى بانها مذنبه الا و هى بصمات يدها على وجه المجنى عليها و ايضا بقايا من الحمض النووى لدارين اسفل اظافر الضحيه كدليل على معافره المجنى عليها و هناك شهاده حارس الڤيلا موقع الجريمه و معها شهاده زوج المجنى عليها و اتهامه لها
اتجه هشام للبنايه التى قطنت بها ابنته بالفتره الوجيزه التى تزوجت بها حتى يستعين بحارس العقار او حتى بالسكان كشهود على سكنها هناك و تردد اكرم عليها و معرفتهم بانها زوجته عندما عجز عن ايجاد اى حل لعقد الزواج المزور
دلف العقار و وقف يتحدث مع حارسه يطلب منه برجاء
# انت عارف بنتى اللى كانت ساكنه فى الدور الرابع؟
اجابه الحارس بغلاظه
# محدش ساكن فى الرابع غير الاستاذ حازم و مراته
رمقه هشام بنظرات مدهوشه و ردد بصياح
# انت بتقول ايه يا بنى ادم؟ ده انت مطلع معانا العفش لحد الشقه، انت حتستهبل و لا الندل قبضك!!
تعلق بتلابيبه يهزه بعنف فدفعه الحارس بقوه و ردد باستنجاد
# الحقونى يا ناس…. الراجل المجنون ده بيتهجم عليا
التف حولهما السكان و عندما علموا بالامر اقر البعض بعدم معرفتهم بها و ذلك لاتساع العقار و كثره عدد الشقق به حتى صدح صوت احداهن
# ايوه انا عرفاها….كنا دايما بنتقابل فى الاسانسير الصبح و انا رايحه الشغل، بتركب من الدور الرابع
تعلق هشام بها كالقشه التى تنقذ الغريق و هتف بتوسل
# طيب تشهدى بالكلام ده؟ انا بنتى واقعه فى مصيبه و مش لاقى حل
اجابته بتاكيد
# اشهد طبعا، انا تحت امرك
صاح الحارس بحده
# يا ست هانم مفيش هنا ساكنه بالاسم ده و الرابع مفيهوش سكان
هتفت بحده
# لا فى الشقه اللى بتتأجر
ثم نظرت لهشام تؤكد دعمها له
# متقلقش يا استاذ انا حشهد معاك و لو عايز اسم صاحب الشقه كمان اللى بنتك كانت مأجره منه فانا عرفاه لان مراته صاحبتى
توتر الحارس فاقترب هشام منه و اخرج حفنه من المال و وضعها بيده و هتف بغضب
# انا عارف انه دافع لك عشان تقول الكلام ده، بس مدفعلكش عشان تبلغه انى لقيت حد يشهد،و لو حبيت تشهد قول دفعلك كام و انا اديلك زيهم
نظر الحارس للنقود بلهفه و سحبها على الفور يهتف باطراء
# من يد منعدمعاش يا بيه…..و الله يا بيه انا عبد المأمور
اماء له هشام و ردد
# تمام، يبقى تيجى تشهد و اللى حتطلبه حتاخده و انا مش طالب منك شهاده زور لا سمح الله، انا طالب شهاده الحق و حديك دول دلوقتى و زيهم كمان بعد ما تشهد….مرضى كده يابا؟
ابتسم له بحبور و هتف
# ده كده رضا و عال اوى و ربنا يقدرنا على فعل الخير
تحرك جمال هو الاخر برفقه اصدقاءه بالعمل من اجل ان يتقصوا الحقائق اكثر عن اكرم و نشأته و حياته فذهب لمسقط رأسه بتلك الحاره الصغيره و الضيقه و التى يعيش بها اناس شعبيين بسطاء
بعد السؤال عنه علم بان ابويه على قيد الحياه عكس ما اشاع بانهما متوفيين فصعد جمال لمنزلهما و استاذن بلباقه فرحب به الاب و استضافه بمنزله المتواضع و المكون من غرفه واحده و صاله ضيقه
جلس جمال يسأل و يتقصى عنه فردد الاب
# هو انت يا بنى متآخذنيش بتسأل على اكرم ليه؟
فردد جمال بحرج
# بصراحه يا حاج اصله متجوز اختى بس…..
قاطعته الام و هى تضرب بكفها على صدرها
# هو اتجوز على مراته بنت الناس الاكابر دول؟
ابتلع جمال لعابه الهذه الدرجه هو غير متواصل معهما فلا يعلما حتى بوفاه زوجته او بالاحرى بمقتلها فهتف
# هو اتجوزها على مراته و بعدين مراته ماتت يا حاجه من كام شهر دلوقتى……
عادت تقاطعه بحزن
# ماتت؟ و مقالش؟ ليه كده يا ابنى طيب كنت بعيد عننا عشان كانت اوامر مراتك! انما دلوقتى حجتك ايه بس؟
صاح بها الاب بغضب يهتف بتوبيخ
# بس بقى يا وليه….انتى فاكره ان ابنك كان مستنى الهانم مراته تمنعه عننا، هو اللى ما صدق و استغنى، و بقى بيستعر مننا كمان….نسى ان انا اللى كبرت و علمت لحد ما وصلته للى هو فيه و ان لولا شغلانه الفراشه اللى مكسوف منها دى لا كان اتعلم و لا اخد شهادات
مسح عبراته بظهر يده و ردد بتضرع
# لله الامر من قبل و من بعد….فوضت امرى اليك يا رب
سمع جمال ما يكفيه ليعلم انهم يتعاملون مع شخص كاذب و محنك بالتمثيل و التلاعب بالاخرين فاخذ عقله يعمل كالحاسوب حتى يفكر بكيفيه استخدام ما علمه اليوم بالقضيه فقرر الذهاب لسعد الدين المحامى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اما سعد الدين فكانت طرقه مغايره و اكثر حرفيه و دهاء فهو ذهب لاحد رفاقه ممن يعملون بالنيابه و بالاتفاق مع محقق المباحث ذهب معهما لمسرح الجريمه و طلب باحضار تسجيلات كاميرات المراقبه ليبدء بتمثيل الواقعه و الاحداث كما قصتها عليه دارين بالضبط مع دمجها بتقارير المعمل الجنائى و ايضا شهاده الشهود الصحيحه منها و الباطله ايضا
تعجب رئيس النيابه من رغبته بتقفى الحقائق خلف الشهادات الموجهه بحق موكلته فردد بفضول
# حتستفيد ايه يا سعد من اقوال شهود الضد؟
ابتسم له بمكر و اجابه بحنكه
# لان اى كدبه هى فى الاساس مبنيه بقلمى اسماء عادل على حقيقه، يعنى من الاخر فى اى اقوال من اللى قدامك و اللى تبان ان كلها بتتهم موكلتى حتلاقى فى النص حقايق نقدر نطلعها من وسط الكدب و ساعتها لما نجمع كل الحقايق دى حنوصل مش بس للبراءه، ده احنا ممكن نوصل للجانى كمان يا باشا
ابتسم له رفيقاه و بدء بتمثيل الواقعه بعد ان راجع كل التسجيلات و جلس يشرح باستفاضه و كانه استرجاع لاحداث الماضى
فلاش باك *****
دلفت دارين من ابواب الڤيلا التى تقطن بها چيهان و فور دلوفها وقفت چيهان تنظر لها بنظرات ناريه غاضبه فرددت دارين بأدب
# چيهان هانم…ازى حضرتك؟
نظرت لها الاخيره باذدراء و رددت بتكبر
# طيب كويس و الله انك عارفه ان انا هانم
ابتلعت دارين تلك الاهانه بصعوبه و كتمت غيظها و هتفت باحترام
# حضرتك بعتيلى….خير؟
جلست چيهان على الاريكه واضعه قدم فوق الاخرى تهزها بطريقه مبتذله و هى تفتح علبه سجائرها تشعل احداها و تزفر دخانها بغضب و تهتف
# انا عارفه اللى بينك و بين اكرم
حاولت دارين التحدث و لكن الاخيره لم تمهلها الفرصه فوقفت سريعا و اقتربت منها حتى اصبحت انفاسهما مختلطه تنظر بداخل عينيها بتدقيق و تردد
# انا عارفه و موافقه كمان بس عندى شرط ليكو انتو الاتنين عشان افضل معيشاكم فى العز و النعيم اللى انتو فيه ده؟
ابتلعت لعابها بضيق و رددت بحده
# محدش مننا طمعان فى فلوسك يا هانم
ضحكت ضحكه عاليه ساخره و عادت تهتف
# لا بجد؟ طيب بصى يا اموره عشان ننهى الحوار ده، لازم تعرفى ان مفيش حاجه من اللى حصلت بينكم كانت ممكن تحصل من غير علمى و موافقتى، يعنى انا عارفه من اول يوم جواز و الاكتر من كده انا عارفه من قبل ما ابوكى يوافق
لمعت عينها بالدهشه من حديثها هل فعلا تعلم بالامر برمته من البدايه ام تكذب حتى تدخل الى قلبها الشك من ناحيه زوجها و لكنها وقفت متصنمه دون اظهار اى تعبير و هى تستمع لچيهان و لكنها من داخلها اعطها الحق فى غضبها فبالنهايه هى الخاطئه بحقها عندما سرقت زوجها منها و عذرها الوحيد انه عندما طرق الحب بابها تغيب عقلها عن احتساب الامور و وضعها بنصابها الصحيح
رددت چيهان تؤكد حديثها
# انا معنديش مانع تقضلو زى ما انتم بس انا عندى شرط زى ما قلت
اجابتها دارين بضيق
# اظن الشروط اللى انتى عيزاها تقدرى تتناقشى فيها مع اكرم مش معايا انا، لانى مش دخل فى اللى بينكم
احتدت نبرتها قليلا و هى تهدر بها
# لا ليكى دخل….. و انتى الاساس لانك لو مكنتيش لعبتى عليه مكانش عمل كده
لم تحاول ات تصلح ما قالته بانه هو من اقترب منها و افشى لها عن مكنونات قلبه بل و اصر على الزواج منها بالرغم من رفض عائلتها له فبالنهايه هى امرأه مجروحه و معها الحق فى اخذها لذلك الموقف العدائى فأثرت على الصمت و الاستماع لما لديها حتى تشعرها انها ثأرت لنفسها و لو قليلا فاكملت چيهان
# حتسمعى و لا حتفضلى تقاطعينى؟
اماءت بنعم فاستطردت الاخيره
# الحمل الجاى حيتكتب باسمى لاظهار حسن النيه منكم انتو الاتنين و بعد كده اشبعو ببعض
امتعض وجه دارين من فجاعه ما سمعته فصرخت بها غير مهتمه لا بعملها و لا باى شيئ اخر و صفعتها بحده على وجهها مخلفه علامات و اثار لكف يدها مطبوع على وجهها
# ايه التخريف اللى بتقوليه ده؟ ازاى عقلك يصورلك ان انا ممكن اقبل بحاجه زى كده؟ انتى اكيد مجنونه
ارتدت للوراء من قوه الصفعه فوضعت يدها عليها تتحس بشرتها و عادت تقترب منها بخطوات بطيئه و هتفت و هى تغرز اظافرها بذراع دارين متحدثه بهدوء مستفز و كأن شيئ لم يكن
# مفيش قدامك غير انك تقبلى لان لو رفضتى العلاقه دى حتنتهى
لم تهتم لكلامها و رددت بثقه
# اعملى اللى تقدرى عليه لان اللى بينى و بين اكرم جواز مش علاقه ممكن تنتهى
ضحكت الاولى بسخريه هازئه منها و رددت بتأكيد
# انتى واثقه فى كلامك ده؟ على العموم حنشوف و الكلام حيكون قدامك عشان متفكريش انى بضحك عليكى
امسكت هاتفها المحمول و هاتفت زوجها و فور ان اجاب اخبرته بنبره حازمه
# سيب كل اللى فى ايدك و تعالى فورا عشان الظاهر ان الهانم مش فاهمه هى بتتعامل مع مين؟
اجابها بتعجب
# هانم مين؟ انتى بتتكلمى عن ايه يا چيچى؟
اجابته بايجاز و تهكم
# مراااتك هنا و انا بلغتها باتفاقنا و رفضته فتعالى عشان تنفذ اللى انا و انت اتفقنا عليه
صدح صوته الصارخ يوبخها بحده
# انتى اتجننتى؟ ما انا قلتلك انها مستحيل تقبل، و جايه دلوقتى تطلبى ده منها بعد ما قتلت ابنى بايدى؟ انتى مجنونه!
رددت بلامبالاه
# تعالى عشان تنهى الموضوه ده قدامى احسن ما انهيه انا بنهايه متعجبكش، انت بقالك فتره بتماطل و انا خلاص جبت اخرى
مضطرا وافقها و اغلق معها فنظرت لتلك الواقفه تشعر بالم فى رأسها يهتك كيانها و لكنها ظلت تردد بداخلها انه لا يمكن ان يفعل بها السوء فهو يعشقها و كل افعاله و تصرفاته تؤيد ذلك و ظلت تقنع نفسها انها فقط تتلاعب بها حتى توقع بينهما فانتفضت فى وقفتها و نظرت لها بنظرات حاده و هتفت باعتراض
# انا مش حستنى هنا و لا ثانيه واحده و حمشى حالا
اوقفتها چيهان تردد
# ايه؟ خوفتى احسن يكون كلامى بجد؟
حركت راسها رافضه بثقه و شموخ و رددت
# و لا الف زيك يقدروا يهزونى و يهزو الثقه اللى بينى و بين اكرم
ابتسمت الاولى بخبث و تشفى و رددت
# واضح انه لعب عليكى صح! بس كلها ربع ساعه و يكون هنا، انا كمان كنت زيك فى الاول….لعب عليا صح و دخل بالحب و الاحلام و اللباقه لحد ما حبيته و اجبرت بابى انه يوافق عليه مع انه كحيان، بس هو معرفش يضحك عليا كتير و كشفته بدرى
قوست فمها بضيق و رددت تتسائل بحيره
# و لما اكتشفتى انه وحش اوى كده كملتى معاه ليه؟ و ليه دلوقتى بتحاربى عشان تحتفظى بيه؟
اجابتها بصياح صارخ
# عشان هو جوزى انا….و انا الاحق بيه منك، و مش معنى انى طلعت عاقر انه يسيبنى و يجرى يلعب على واحده تانيه و ابقى انا كده خلاص محطه و انتهت من حياته
اقتربت منها قاصده خنقها و ظلت تضيق الخناق على رقبه دارين حتى تركت علامات زرقاء على عنقها و الاخيره تدفعها محاوله التملص منها و فور ان استطاعت ان تنسل من بين يديها هرعت للخارج و هى تصرخ
# و انا مش حستنى و لا ربع دقيقه و لو كلامك صح قوليله انى فى بيت اهلى و لو فعلا عايز يطلقنى يبقى يجيلى هناك من مطرح ما اخدنى
خرجت من باب الڤيلا بسرعه تلهث بعنف محاوله استجماع انفاسها الخاطفه فلمحها حارس العقار و هى على هذا الحال و ظل جسدها يشتعل حرفيا من كثره المشاعر المختلطه و المتضاربه التى تشعر بها و معهم خوفها الشديد ليس فقط من تلميحات تلك المجنونه بل و ما ان كانت محقه فيما قالته
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد ان انهى سعد الدين تمثيل الحوار القائم بين دارين و المجنى عليها و قارن كاميرات المراقبه و موعد دلوفها و خروجها من الڤيلا وجد انه بالفعل قد قصت له كل ما حدث بدقه فردد
# اينعم وقت الوفاه مقارب جدا لوقت بقلمى اسماء عادل وجودها فى الڤيلا و النيابه و المباحث استندوا على اتهامهم بانها اخر واحده كانت معاها و بصمات ايدها على وشها و بواقى جلدها تحت ظوافر المجنى عليها بس دى كلها مش ادله كافيه للادانه لان جوزها وصل زى ما انتو شايفين فى الكاميرات بعد عشر دقايق من خروج دارين
قاطعه محقق المباحث يهتف
# ايوه جوزها اتصل بالبوليس و بلغ اول ما دخل انه لقاها ميته
ابتسم سعد الدين بمكر و ردد
# طيب شوف وقت اتصاله و شوف وقت دخوله فى فجوه زمنيه بينهم حوالى 27 دقيقه كاملين….يعنى فى حدود نص ساعه
رد على حديثه يشرح
# عادى ممكن يكون دخل مشفهاش ،و ممكن يكون طلع لفوق الاول يدور عليها او يغير هدومه مثلا
اماء له مرددا
# حنفترض ان كلامك مظبوط و انه دخل مشفهاش مع ان زاويه الباب يقدر منها يشوف موقع الجثه بكل وضوح
التمعت عين كل من المحقق و مسئول النيابه فعاد يستطرد
# و حتى لو فرضنا انه مشفهاش اقواله فى التحقيق بتقول انه اول ما دخل لقاها مرميه على الارض يعنى مقالش انه غير هدومه او عمل اى نشاط قبل ما يبلغ
حركا راسيهما بتفهم فاكمل سعد الدين
# ده بقى بيدل انه دخل و اتكلم مع المجنى عليها فتره لا تقل عن ربع ساعه و بعدها قتلها
ردد المحقق
# ده انت مش بس بتشيل التهمه عن موكلتك….ده انت كمان بتحطها عليه
ايد رايه بحسم يهتف
# بالضبط و دليلى حيبهرك يا حضره الضابط
ردد بايجاز
# ايه دليلك؟
اجابه
# البلاغ ذات نفسه هو دليلى يا فندم….الاستاذ اكرم اتصل و بلغ البوليس بجريمه قتل و حقرالك اقواله اللى اتسجلت فى التليفون و معهاها كمان اقواله اول ما جت القوه بتاعه البوليس هنا قال فى التليفون
( انا دخلت البيت لقيت مراتى مقتوله و مرميه على الارض)
نظر امامه بالاوراق يقرأ منها اقوال اكرم مقتبسا كلماته بالنص و اكمل قراءته لاقواله و هو يردد
# وفى التحقيقات اللى من المباحث قال
( مراتى اتصلت بيا عشان مشكله حصلت مع الموظفه اللى اسمها دارين…. و طلبت منى ارجع البيت و انا كنت قريب جدا فروحت بسرعه و اول ما دخلت لقيتها مقتوله و لما سألت البواب قالى ان فى واحده لسه خارجه من عندها و لما وصفهالى عرفت انها دارين الشامى)
انهى قرائته و نظر لهما و هما ينتظران بحماس لما لديه فهتف
# انا اهو راجل داخل بيتى لقيت مراتى واقعه على الارض ،و لا فى دم و لا سلاح جريمه ازاى حييجى فى بالى انها مقتوله؟
نظر للمحقق و سأله
# لو حضرتك مكانه اول حاجه حتيجى فى بالك ايه؟
ردد المحقق بعد ان فهم ما يرمى اليه
#حجرى عليها اشوفها مالها….
قاطعه بتاكيد
# بالضبط…و خصوصا انه المفروض مش حد محترف عشان من النظره الاولى يعرف انها ميته…حيحسب انها مغمى عليها مثلا
ردد مسئول النيابه
# طيب ما ممكن الوقت اللى قضاه قبل اتصاله بالبوليس كان بيحاول يفوقها مثلا
صمت سعد الدين يفكر ثم مَثّل امامها موضع المجنى عليها و عاد يستطرد
# طيب انا لقيت مراتى مرميه و دخلت اتخضيت و حاولت افوقها مفاقتش و بعدها اتاكدت انها ميته فانا بقى حقدر اعرف منين انها مقتوله….ما ممكن تكون سكته قلبيه او حتى داخت و وقعت اتخبطت فى اى حاجه و ماتت ليه اقريت بانها مقتوله؟
اجابه محقق المباحث بتأكيد
# عشان هو اللى عارف انها مقتوله
ابتسم سعد الدين و ردد
# بالضبط
اماء له المحقق باعجاب و ردد
# دماغك حلوه جدا…خساره انك مش شغال فى المباحث
اجابه رفيقه
# هو فى مكانه افيد و دماغه سم بيعرف يجيب التايهه
ردد سعد الدين
# اكرم استغل الجواز المزور اللى بينه و بين موكلتى فى انها تثق فيه و من هنا اتعامل معاها عشان يخليها تثق فيه و بعتلها المحامى اللى ورطها اكتر فى القضيه و الليله دى كلها مفيهاش شهود عليها غير كلمته و شهاده البواب عليها و بس
اماء محقق المباحث بتفهم و ردد مؤكدا
# لو بنيت دفاعك على كده ممكن جدا القاضى يعيد التحقيق فى القضيه و مش بعيد النيابه ساعتها تطالب بالتحفظ عليه!
اجابه سعد الدين
# و هو ده بالضبط اللى انا عايزه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت داخل محبسها الانفرادى تبكى و تصلى تتضرع الى ربها لغفران ذلتها التى فعلتها و هى بحاله ضعف و استسلام فبكت بقهره و هى تحدث نفسها
# يا رب سامحنى…. لحظه ضعف و عمرها ما حتتكرر تانى، انا غلطت غلطه واحده فى حياتى و هى انى آمنت لواحد زى ده و حبيته و اتجوزته و هو متجوز….بس انا مخالفتش شرع ربنا، هو اللى ضحك عليا و لازم ياخد جزاته
جلست تتربع بجسدها تنظر ليدها التى تتعافى من ذلتها حتى جاءت الممرضه المسئوله عن تعقيم و تضميد الجرح المبتور بساعدها
امسكت راحتها تقص الشاش القديم و تضع غيره فتأوهت دارين قليلا متألمه فرددت الممرضه بتهكم صريح
# بيوجعك دلوقتى….و متوجعتيش ساعه ما حاولتى تنتحرى؟
نظرت لها بازدراء و هتفت
# المره الجايه لما تحبى تموتى نفسك ابقى اقطعى شرايينك بالطول مش بالعرض، كده مستحيل حد يلحقك انما اللى بالعرض ده بتاع العيال الهايفه اللى بتهدد و بس
نظرت لها بحيره فكيف لملاك الرحمه ان تقول لها تلك الامور و ربما جهل بعض الناس بتلك المعلومه قد ينقذ حياتهم فما الداعى لاخبارها بطريقه الانتحار الصحيحه فشعرت بغرابه و الاخيره تكمل
# سبتى الدنيا كلها و روحتى تحبى واحد متجوز، خلاااص من قله الرجاله!
رددت بدهشه
# و انتى ايه اللى عرفك بالحكايه دى؟
ابتسمت بمكر و اجابت
# انا مرسال من اكرم بيه….. بيقولك يا ريت المره الجايه تموتى نفسك بجد و تخلصينا منك خالص و لو فكرتى تفتحى الموضوع اياه تانى مره، فزى ما عرف يوصلك الرساله دى حيعرف يوصلك الجحيم و انتى فى مكانك هنا
اتمت جملتها و خرجت من الزنزانه و دارين مدهوشه مما سمعته فكيف استطاع خداعها كل ذلك الوقت بقناع الحب و البراءه؟ و الاكثر من ذلك كيف استطاع ان يدس من يكن عين عليها لتخبره بتفاصيلها و التى علمت من معاون السجن انه لم يتم عمل محضر بمحاوله الانتكار حتى لا يضاف لملفها و ذلك طلبا من مأمور السجن اكراما لمحاميها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خرج من منزله فاليوم عطله الجمعه و كما وعد اخته بان يقابلها ببيت العائله و فور دخوله وجدها تحمل صغيرها الذى يشبهها كثيرا فابتسم بحب و احتضنهما سويا لتصدح زغاريط والدتهما تهتف بفرحه
# الحمد لله يا رب….. الف حمد و الف شكر على نعمتك، انا كنت خايفه اموت قبل ما تتصالو
إنحنى يقبل كفها و هو يردد
# بعد الشر عليكى يا ست الكل
جلس يداعب الصغير و الذى اخذ يلعب بقلمى اسماء عادل معه حتى سمعت منار قهقهاته التى افتقدتها لسنوات فشعرت بالفرحه تغمر قلبها و اخيرا عادا الشقيقان كسابق عهدهما و اخذت تتضرع للمولى ان يتخطى موت غاليتيه و يبدء بالبحث عن شريكه لحياته
جلست بجواىه تربت على كتفه بفرحه و بهجه و اخذت قرارها بفتح ذلك الحوار المؤجل معه فرددت
# عارف هايدى بنت خالك؟
ابتسم بسخريه و هتف ممازحا
# لا يا امى معرفهاش
هدرت بحده
# انا بتكلم جد يا سيف
اجابها و البسمه تعلو ثغره
# طيب ارد اقول ايه…. ايوه يا حبيبتى عارف بنت خالى ،مالها بقى؟
اجابت بايجاز
# اتطلقت
حرك راسه بحزن مصطنع و هتف
# لا حول الله يا رب
ثم ضحك عاليا و هو ينظر لابيه و ردد
# منا عارف يا جدعان هو فى ايه ما هى مطلقه من سنه ايه الجديد بقى؟
ردد والده باستخفاف
# ما هى امك مش حترتاح غير لما تجوزك و لا انت مش عارف!
لا يعلم ما حدث فور ان استمع لتلك الكلمات البسيطه الخارجه من فم والده لتأتى هى فى مخيلته على الفور بشعرها الغجرى فتعلو دقات قلبه و التى لا يستطيع ان يجد لها تفسير
قوس فمه بعد ان طال الصمت و اعتذر منهم و وقف مكانه و هتف
# طيب انا حروح البيت بقى يا جماعه عشان الشغل بكره، يلا تصبحو على خير
حاولت والدته تنحيته عن الذهاب و لكنه قبلها من راسها و اتجه للخارج فوجد نفسه يتصل بنباطشيه الحبس الانفرادى ليطمأن عليها ليردد فور ان اجابت
# قوليلى المسجونه اللى فى التأديب اخبارها ايه؟
اجابته بفضول
# انهى فيهم يا باشا؟
ابتلع لعابه و ردد
# دارين الشامى
اجابته عطيات بتلقائيه
# و الله يا باشا باينها عندها حمى و نايمه عماله تخترف و الدكتور جه كشف عليها من شويه و قال من الجرح اللى فى ايديها
على الفور شعر بغصه تؤلم صدره و صرخ بها
# و مخرجتيهاش تروح الرعايه ليه؟
اجابته بتخوف
# و هو انا فى ايدى حاجه يا باشا؟ اهى كلها اوامرك
صاح بحده غاضبه
# خرجيها حالا وديها الرعايه يا بنى ادمه و انا جاى حالا
اغلقت معه و بدءت بتنفيذ اوامره و هى تهتف بداخلها
# هى ايه الحكايه؟ من امتى سيف باشا قلبه على المساجين كده؟ و الله انا قلبى حاسس ان فى حاجه كبيره اوى…هى ايه؟ الله اعلم
ثم حركت راسها بطريقه سوقيه و هى تضرب كفها بالاخر تهتف بنزق
# بكره نقعد جنب الحيطه و نسمع الزيطه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الشئ المؤسف و المحزن فى الخيانه، انها لا تأتى ابدا من اعدائنا
ارتفعت درجه حرارتها اكثر و اكثر و عندما دلفت عطيات تتحسس بشرتها ذهلت من تلك الحراره العاليه فقامت على الفور بتبليغ الطبيب الموجود بالرعايه بقلمى اسماء عادل و اخبرته باوامر المعاون بنقلها للرعايه و هناك نظر للجرح بيدها فوجده ملتهبا بشكل لا يصدق و كأن هناك من وضع عليه مواد حارقه حتى يلتهب بهذا الشكل
اما هى فكانت بعالم اخر تهذى و تهلوس و وجهها يتصبب عرقا و بدنها يرتعش و ينتفض من الحمى
دلف سيف من ابواب السجن بسيارته المسرعه و بغير اوقات العمل الرسميه ليتعجب الحراس و العاملين لوجوده بتلك الساعه المتأخره
دلف بلهفه ظاهره للعيان و كأنه تخلى عن حذره و حيطته او بالاحرى لم يعد يدرك ما هو بفاعل و شعر بالالم من حالتها و الممرضات تقفن بجوارها و تضعن اكياس الثلج على جسدها الذى ينتفض بقوه فردد بحده
# ايه اللى حصل؟ كانت كويسه امبارح؟
نظر له الطبيب بتعجب و اردف
# ابدا يا فندم…بس واضح ان الجرح اتلوث و…..
قاطعه صارخا
# من ايه؟
لم يأتيه الرد حيث قطع حديثه فور ان استمع لهمهماتها المريضه و المهلوسه و هى تردد بصوت متعب
# اااه….ليه كده يا اكرم؟
شعر بطعنه حاده تضرب صدره فأفاق من حالته للحظات و وقف معتدلا يهتف بجديه مصطنعه
# الجرح ده اتلوث ازاى يا دكتور؟مش المفروض فى متابعه من حضرتك عليه؟
اجابه الطبيب
# انا عملت اللى عليا يا سيف باشا و بعتلها الممرضه تغير لها عليه و هى فى التأديب، بس
صمت قليلا يحتسب عواقب حديثه و اكمل
# مكانش المفروض انها تتحط فى التأديب و هى لسه تعبانه و عندها جلسه الاسبوع ده فى المحمكه لكن حضرتك
صمت على الفور لحظه ان رأى عينه المحتقنه بالغضب و نظراته الناريه فاطرق راسه لاسفل بخزى فقطع حديثهما هذيانها مره اخرى بصوت متقطع
# بابا….. خرجنى من هنا
صوتها الضعيف القى الالم بداخله فاقترب منها و تحسس بشرتها المحمومه بحركه تلقائيه اثارت دهشه الواقفين يشاهدون ذلك الصارم و القاصى و لاول مره يهتم لامر سجينه بهذا الشكل
انحنى يقترب من اذنها و هتف بصوت هادئ
# متخافيش….. حتخرجى ان شاء الله
ليقف يهندم ملابسه و يخرج بعد ان اطمأن عليها مقررا ان يساهم و لو بالقليل فى اظهار براءتها الاكيده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فى زياره غير متوقعه لمكتبه دلف سيف بعزه و وقار و جلس على المقعد المقابل لمكتبه فوقف سعد الدين و استدار حول المكتب ليجلس امامه احتراما لمقامه العالى و هيبته المعروفه
انحنى للامام قليلا يستند على فخذيه و ردد بفضول
# منور يا سيف باشا….بس ايه سبب الزياره المفاجأه ؟
اجابه سيف بعد ان اشعل سيجارته ليزيل توتره و هتف بقوه
# حسألك سؤال واحد و عايز اجابه واضحه من غير تلاعب المحامين بالكلام اللى انت عارفه
ابتسم سعد الدين و اماء منتظرا سؤاله فهتف
# دارين الشامى..بريئه و لا مذنبه؟
رواغ سعد الدين قليلا و هتف
# حتفرق معاك يا باشا؟
نفرت عروق عنقه و انتفخت انفه بحده و ردد بصوت غاضب
# مش انا لسه قايل لك بلاش الطريقه دى؟
اجابه على الفور
# بريئه يا سيف باشا….و ذنبها الوحيد انها وثقت فى بنى ادم داهيه و ملوش كتالوج و بيلعب بالبيضه و الحجر
تصنم مكانه و نظر له بتحديق و ركز سمعه له و هو يأمره بصيغه حاده
# لا….وحده وحده عليا و فهمنى كل حاجه بالتفصيل
رمقه سعد الدين بنظرات فاحصه و فضوليه ليهتف
# و بعد ما تعرف القصه من اولها لاخرها يا باشا…..
قاطعه سيف بتأكيد
# حساعدك عشان نظهر برائتها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فى زياره استثنائيه دبرها سيف بعد ان علم بوقائع الامور و قرر مساعدتها و هو يثور من داخله كالبركان الغاضب من فكره التلاعب بفتاه مثلها باسم الحب
جلس كل من والدها و اخيها و بالطبع محاميها بمكتب سيف قبيل موعد المحاكمه حتى يتحدثوا معها بامر المرافعه القادمه
ذهب بنفسه للرعايه حتى يطمأن عليها و يحضرها لمكتبه فوجدها تجلس متربعه بفراشها الطبى رافضه تلقى اى علاجات او حتى محاولتهن تضميد جرحها
اقبل عليها بجسده و نظر حوله ليجد الرعايه الصحيه شبه ممتلئه بالممرضات و المريضات و الاطباء و الطبيبات فاتخذ حذره قليلا و هتف بصيغه قويه
# تعالى معايا يا مسجونه
رفعت وجهها تنظر له بتألم و انزلت قدماها بانكسار و وقفت قبالته و هتفت بصوت مبحوح
# كفايه كده يا سيف باشا….انا اتبهدلت اوى فى الشهرين دول، ارجوك كفايه
توسلها له بذلك الشكل اوجعه كثيرا ظنا منها انه سيرسلها للحبس الانفرادى مره اخرى فحاول التحدث و لكن امسكتها الحارسه من ذراعها بقسوه هاتفه
# لما حضره المعاون يأمر تنفذى على طول، اتحركى يا مسجونه قدامى من غير كلام
دفعتها بقسوه و ساقتها حتى مكتبه فاوقفها سيف و هتف آمرا
# سبيها يا شاويش سماح
وقف امام باب مكتبه و نظر ببؤبئتيها الحزينتين و هتف برقه
# اهلك جوه فى زياره….مش لازم يعرفو بمحاوله الانتحار، كفايه اللى هم فيه
تعجبت من حديثه و اكتراثه لامرهم بهذا الشكل و لكنها لم تهتم سوى لتلك الزياره التى ستزيل نار اشتياقها لهم
دلفا معا لغرفه مكتبه فوجدت اباها و اخيها فهرعت تحتضنهما باشتياق و هى تبكى بحرقه بداخل احضانهما و تتوسلهما بضعف
# انا لو قعدت اكتر من كده هنا حموت يا بابا، ارجوك خرجنى من هنا
ابعدها اخيها و امسكها من كتفيها بقوه داعمه و ردد
# اى حد ييجى على فرد من عيله الشامى حيلاقينا كلنا قصاده، متخافيش كلنا معاكى
نظر والدها لضماده يدها الواضحه فرفع بصره اليها بحزن و لم يعقب عندما وجدها تسحب ذراع الرداء الابيض الخاص بالسجن لتخبئ جرحها و لكنه فهم ماذا فعلت فربت على كتفها و حرك رأسه بتألم هاتفا
# متخليش اللى حصلك ينسيكى ربنا يا دارين، انا مربتكيش على كده
حاول جمال دعمها اكثر فامسك والده و هتف
# خلاص يا بابا، احنا هنا عشان نتكلم فى الجلسه فبلاش تضيعو وقت
جلسوا جميعا و ترأسهم سيف الذى تنبهت هى لتوها ان الزياره بمكتبه و الغريب مشاركته للحديث معهم و كأنه يعلم ما يدور
هتف سعد الدين
# عايزك متخافيش من حاجه و تنسى موضوع الجواز ده دلوقتى عشان نعرف نخرجك من هنا
اجابته بضيق
# طيب ما ده نفس الكلام اللى قاله المحامى التانى، ايه الجديد؟
نظر امامه و ردد بتأكيد
# الجديد ان انا عندى اللى حيغير مجرى القضيه دى نهائى و ده مش معناه ان انا عايزك تفضلى على نفس شهادتك الاولانيه، بالعكس…انا ححفظك كل حاجه عايزك تقوليها ساعه ما ييجى وقت انى اسالك انا او النيابه بس لحد الوقت ده ما ييجى انا بلف على القضيه دى من ناحيه تانيه خالص
هتف جمال بحيره
# على كده كل المعلومات اللى جبنهالك ملهاش لازمه!!
اجابه سعد الدين
# لازمتها فى وقتها….كل معلومه حستخدمها فى وقتها الصح
هتف سيف بتأكيد
# و كل حاجه من انهارده حتكون احسن….و حتفضلى فى الرعايه……
قاطعته برفض قاطع
# لا…. الرعايه لا ارجوك
نظر لها الجميع بتعجب فاردفت
# اكرم بعتلى واحده من بتوع الرعايه تهددنى و هى السبب فى الحمى اللى حصلت لى
ردد سيف بحده
# ازاى؟ عملت كده ازاى؟
اجابته بحزن
# معرفش، اكيد استخدمت حاجه سببت التهاب للجرح لان بمجرد ما لفت الشاش حسيت ان ايدى بتولع نار
بنظرات غاضبه و متوعده ردد
# لو شفتيها تعرفيها؟
اماءت بنعم و لكن سعد الدين هتف
# مش صح اللى جنابك عايز تعمله يا سيف باشا
رمقه بنظره تعجبيه و انتظر منه تفسيرا فهتف
# احنا مش عايزين نبعتله اى تحذير من اى نوع يا فندم عشان يتفاجئ باللى حيحصل فى المحكمه و ميلحقش يطّبخها مع المحامى بتاعه
اماء بتفهم و هتف بجديه
# عرفينى انتى بس مين هى و انا حبعدها عن الرعايه على الاقل لحد ميعاد الجلسه
نظرت له بوهن و هتفت
# حتعمل معاها ايه؟
اجابها
# حديها اجازه او اديها جِزا على اى غلطه، حتصرف مش حغلب انا يعنى
رددت بصوت هادئ منكسر
# زى ما عرف يوصل لحد جوه الرعايه، ممكن اوى يوصل لاى حد من جوه السجن يا باشا
رمقها بنظرات لم تفهمها و لكن بقلمى اسماء عادل استطاع هشام قرائتها فابتسم بداخله و تمنى من الله ان تجد ابنته الراحه فردد سيف بتأكيد
# انتى من اللحظه دى تحت حمايتى، و مش بس عشان الاستاذ سعد الدين يبقى قريب المأمور
نظرت له بمعنى ماذا تعنى فاجابها بصوته المهزوز قليلا محاولا استدعاء جديه زائفه
# من انهارده انتى فى حمايه سيف المهدى يا دارين اطمنى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهت الزياره و هم الجميع بالمغادره بعد ان مضوا اكثر من ساعتين يتحدثوا بكل كبيره و صغيره بالقضيه حتى استطاع سيف ان يفهم اكثر ما حدث معها و اصبح تعاطفه على مرأى من الجميع حتى هى
فور ان فتح والدها باب المكتب هتفت
# بابا
توقف و يده على مقبض الباب ينظر لها بحب فهتفت
# مش كان فى زياره بعد بكره؟ ولا كده خلاص؟
اماء لها بنعم فهتف سيف
# الزياره زى ما هى يا دارين، زياره انهارده دى زياره استثنائيه
ابتسمت له بامتنان و عادت بوجهها تنظر لابيها و هتفت برجاء
# خلى ماما تيجى معاكم عشان وحشتنى اوى، انا محتجالها جدا
اقترب منها هشام و احتضنها و هتف بحبور
# حاضر يا بنتى
تحرك للخارج فالتفتت تنظر لسيف و هتفت برقه
# انا متشكره على كل حاجه
ابتسم لها دون تعقيب فاكملت
# هو حضرتك بتعمل معايا كده ليه؟
اجابها على الفور و كانه استدعى الاجابه براسه حتى قبل ان تنطق بسؤالها
# عشان اتاكدت انك بريئه
شكرته فاستدعى الحارسه و امرها بصرامه
# رجعيها على الرعايه و ابعتيلى الدكتور منير
فعلت ما امرت به فدلف الاخير بتوتر و انتظر ان يستمع له فهتف متسائلا
# مين الممرضه اللى بعتها للمسجونه فى التأديب؟
لم يعى ما قاله من كثره توتره فنظر امامه ببلاهه ليعيد سيف عليه السؤال فاجاب
# هانم
اماء له و ردد بصوت رجولى خشن
# اديها اجازه يومين لاى سبب و من غير ما تعرفها ان انا اللى طلبت منك كده
ابتلع الطبيب لعابه بارتياح بعد ان علم انه ليس المعنى بامر استدعاءه و لكن فضوله جعله يسأله
# هى هانم عملت حاجه يا سيف باشا؟
قوس الاخير فمه و ردد بحده
# اعمل اللى قلتلك عليه يا دكتور من غير كلام كتير و انت عارف كويس انى مطنش على تجاوزاتك، فبلاش تمتحن صبرى
ابتلع بخوف و رهبه و ابتسم بسماجه و عاد بظهره و هو يومئ براسه بطاعه و امتثال لاوامره و غادر مكتبه لينفذ اوامره على الفور متصيدا لها اى خطأ حتى يجازيها بيومين عطله بدون اجر
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت ذلك الصرح الكبير بحذائها ذو الكعب العالى تطرق به الارضيه الرخاميه و اعين الموظفين تتسلط عليها فرفعت نظارتها الشمسيه اعلى شعرها و اقتربت من مكتب الاستقبال تهتف بلكنه غربيه
# عاوزه اقابل مستر اكرم بلييز
ابتسمت لها موظفه الاستقبال و هتفت متسائله
# اقوله مين يا فندم؟
اجابتها
# نيللى…..بنت عم مراته
فور ان اخبرته بوقوفها امام باب مكتبه ارتبك و ابتلع لعابه بتخوف و وقف يسمح لها بالدخول و انحنى يقبل يدها بترحيب زائف فابتسمت هى بتصنع و مكر و جلست تضع قدم فوق الاخرى تهزها بشكل درامى
ردد اكرم بصوت حزين
# ازيك يا نيللى ؟ شوفتى اللى حصل لچيچى؟
رفعت بصرها بطرف عينها تهتف باسف مصطنع و بطريقه ساخره
# اه يا اكرم…. زعلت اوى عليها مع اننا طول عمرنا مش اصحاب و لا نعتبر قرايب حتى
حرك راسه للجانب و هتف
# ملوش لازمه الكلام ده دلوقتى…. مبقاش يجوز عليها غير الرحمه
ضحكت بقهقه و صوت عالى و هى تنظر له من بين جفونها المغلقه بخبث
# لاااا و انت واضح عليك الحزن يا اكرم!
زفر بحنق من طريقتها المستفزه فهتف يتسائل
# انتى جايه ليه يا نيللى ؟
قوست فمها ساخره تهتف
# جايه اخد ورثى
نظر لها بنظرات مدهوشه فارادت ان تشرح له
# هو المحامى اللى معاك مش مفهمك انك متقدرش تورث فى چيچى اكتر من النص و ان باقى الميراث بيروح لقرايبها و اللى فى الحاله دى يبقى انا بما انى الوريثه الوحيده اللى فى عيلتها
حنق و ضيق اصابه فور ان هتفت بتلك الكلمات فهو قد تناسى وجودها بحياتهما منذ سفرها للخارج برفقه ابيها و حتى توفى لم يسمعوا عنها شيئ
ظل صامتا حتى اجبر احباله الصوتيه على التحدث و هتف
# دلوقتى افتكرتى ان ليكى اهل بعد ما ماتو و جايه بس تورثى!!
ابتسمت و هى تنظر له بغل و هتفت
# اوعى تفتكر انى عايشه بره و معرفش حاجه من اللى بتحصل هنا، من ساعه ما دخلت بينا و فرقت بين بابى و اونكل و خليتهم يصفو الشراكه بينهم، و انا متاكده انك السبب ورا اللى اونكل عمله و انك خليته ياكل حق بابى
لمعت عينه بوميض غاضب و وقف من مكانه يصرخ بها
# انتى اكيد بتهرجى، انا مليش دخل بحاجه
اماءت تؤيده هاتفه بخبث
# و انا مصدقاك، و عموما انا و انت حنخرج من الليله دى كسبانين ده طبعا بعد ما اونكل كتب كل ثروته باسم چيچى
بضيق اردف
# و بعدين!!
اجابته ببرود
# خلى المحامى بتاعك يقعد مع المحامى بتاعى عشان يخصلو اجراءات استلامى للورث، ده طبعا بعد ما يعمل حصر لكل املاك المرحومه
لتقوس فمها بسخريه لاذعه و هى تهتف
# حتى المجوهرات بتاعتها و بتاعه مامتها الله يرحمها اللى فى خزنه البيت
انتبه لما قالته فظل جامدا و هو يستمع لها تهتف
# فى اللحظه اللى انا فيها دى معاك…. فى قوه نازله تعمل الحصر و الجرد عشان اضمن حقى
وقفت تطلق شعرها بيدها للخلف بطريقه استفزت ذلك الجالس على جمرات من نيران و انطلقت للخارج و هى تقهقه ضاحكه بخلاعه تهتف
# باااى يا اكرم
فور ان اغلقت خلفها الباب صرخ بغضب دافعا المقعد بحده ليرتطم بالحائط مخرجا صوتا مدويا
جلس و امسك هاتفه و اتصل بمحاميه ناصر الصواف و اخبره بما حدث فاجابه الاخير
# و انت ازاى نسيت تبلغنى ان فى ورثه؟ انا مش سألتك فى ورثه و لا لأ؟
اجابه اكرم بحنق
# نسيتها خالص، سقطها من دماغى…من ساعه ما ابوها مات و مسمعناش عنها حاجه
زفر ناصر انفاسه و هتف
# هى كده ملهاش حل و حيكون ليها نص الثروه
لمعت عينه بالغضب و ردد بحيره
# اتصرف يا ناصر، بقى بعد ده كله مينوبنيش غير النص بس!
ضحك الاخير هاتفا بتنبيه
# قصدك الربع و لا نسبت نصيبى يا اكرم بيه؟
اخرج سبه نابيه و هو يصرخ بحنق
# نعم!!….نصيبك؟ انت بتهزر يا ناصر!! بقى بعد كل ده و بعد كل اللى عملته و السنين دى كلها و انا اللى فى وش المدفع و فى الاخر اخد الربع، طيب ما هو من الاول نصيبى النص من غير اى زفت من اللى هببته ده
اجابه ناصر بلامبالاه
# انت السبب، انت اللى نسيت تبلغنى بوجود ورثه
ضحك ساخرا و هتف بفضول
# كنت حتعمل ايه يا متر؟ كنت حتخلينى اموتها هى كمان؟
تضايق ناصر من حديثه فردد محذرا
# اكرم….خد بالك من كلامك، انا مخلتكش تموت حد انت اللى خططت و نفذت
صاح اكرم
# و لما انا اللى خططت و نفذت و انا الوريث الشرعى، انت بقى لازمه امك ايه؟
تنهد ببطئ و اجابه بحنق
# انا ساعدتك من لحظه ما دخلت الشركه دى و لحد دلوقتى
ضحك عاليا و ردد
# و يبقى تمن المساعده نص فلوسى؟
اجابه ساخرا
# لا يا اكرم…ده تمن سكوتى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت الايام المتبقيه لموعد محاكمتها تمكث بالرعايه و سيف لا يدخر جهد لا بالاطمئنان عليها و لا بمراعاتها حتى انه كان يستدعيها بمكتبه يوميا ليسألها حالها و اصر ان يستقبل زياره اهلها المحدده مسبقا بمكتبه
دلفت بلهفه تحتضن والدتها بشوق جارف و الاخيره تبكى بحرقه حتى هتف جمال
# بلاش عياط يا ماما بقى احنا جايين نطمن عليها
نظرت فدوى بعيون باكيه و تفحصت وجهها الذابل و هتفت
# انتى مش بتاكلى كويس و لا ايه؟ وشك ماله دبلان كده ليه؟
اجابتها بحزن
# الاكل هنا وحش اوى يا ماما و الاكل الزياره اللى بتبعتيه يا دوب بنتشارك فيه كلنا، ماقدرش اكله لوحدى هو النظام هنا كده
حاولت كبح دموعها و هى تشير الى المنطده امامها و الموضوع عليها اصناف متنوعه من الطعام المعد منزليا تهتف بحب
# انا عملتلك كل الاكل اللى بتحبيه بقلمى اسماء عادل و بعد كده حعمل حسابى ازود طالما المساجين بتاكل معاكى عشان تتغذى شويه
انتهت الزياره و عندما حاولت المغادره وجدته يجلس صامتا فنظرت له و هتفت بخجل
# الاكل ريحته تحفه….ايه رأى حضرتك تدوقه قبل ما يتنسف فى الرعايه
ابتسم بسمه ساحره و وقف متجها ناحيتها و امسك راحتها و اجلسها طواعيه على المقعد امامه و هتف بحبور
# ماشى بس بشرط تاكلى معايا عشان يبقى عيش و ملح
تعجبت منه فهو اصبح حنون و يعاملها برقه شديده، فهل يتعامل مع كل المسجونات الاخريات هكذا فقط عندما يتأكد من برائتهن
حركت راسها موافقه على شرطه فجلسا امام بعضهما البعض و بدءت بفتح علب الطعام و بدءا بالاكل منه و هو يشرد بها و هى تأكل فابتلع لعابه من فرط ما يشعر به تجاهها و لا يجد له تفسير منطقى
انتهيا من تناول الطعام فاردفت ببسمه
# يا رب الاكل يكون عجبك
لعق اصابعه بنهم و هو يردد مبتسما
# اكتر من كده حاكل صوابعى وراه
مد ساعده ليسحب محرمه ورقيه من على مكتبه فاسقط الاطار الموضوع امامه و به صورته مع غاليتيه فانحنت تلتقطها قبيل ان يسقط و ينكسر
نظرت للصوره و هتفت بتساؤل
# دى عيلتك؟
اماء لها بصمت فتسائلت
# بنوتك زى القمر عندها كام سنه؟
هتف ببسمه حزينه
# دلوقتى بقى عندها 8 سنين
ابتسمت بحب و رددت
# ما شاء الله…ربنا يخليهالك،اسمها ايه؟
اجاب بغصه
# ميرا
ابتسمت و اعادت الاطار لموضعه و هى تردد بحبور
# عسوله خالص
اطرق راسه بصمت فاخذت تلملم الطعام و هى تردد
# الحق اخد الاكل اوديه الرعايه للناس هناك عشان يلحقو ياكلوه و هو دافى
استدعى الحارسه التى ظلت ترمقهما بنظرات فضوليه لمكوثها بمكتبه وقت لا باس به حتى بعد انتهاء الزياره فامرها باعادتها للرعايه و جلس هو يمسك الاطار و حدث غاليتيه بصوت مبحوح
# مش عارف اعمل كنترول على مشاعرى يا نسرين…..مش فاهم ايه اللى بيحصل لى! بتشد ليها بشكل مش طبيعى و انا مش عارف ايه نهايه الحكايه دى!
ابتسم بالم و ردد بحزن
# لا و الادهى من كده انها مش حاسه بيا و لا فارق معاها من الاساس…..تفتكرى اقولها و لا استنى لما القضيه بتاعتها تخلص
صمت و عاد يحدث زوجته الراحله و كانها امامه
# انتى زعلانه منى عشان مشاعرى اتحركت ناحيه واحده تانيه غيرك؟ بس انا عمرى ما حنساكى يا حبيبتى
زفر بقوه و ردد
# انصحينى زى ما دايما كنتى بتنصحينى، اعمل ايه؟و ابعد ازاى و اوقف اللى بيحصل ده ازاى؟
على الفور جاءه الرد بلمعه اصابته براسه و كانها فعلا ارسلت له الاجابه بشرارات تضرب راسه و هو يردد
# صح؟ اصلى صلاه استخاره و ادعى ربنا ان لو مفيش خير من مشاعرى دى ربنا يبعدها عنى و يوقف اللى انا حاسه ناحيتها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اتى موعد المحاكمه المنتظره فتحرك رئيس المباحث و معه العساكر باحضار جميع السجينات اللاتى اتى موعد محاكمتهن و عبأ بهن سياره الترحيلات
قبيل ان يصعد للركوب اقترب منه سيف و ردد بترجى
# بقولك يا عماد تعالى عاوزك
اغلق باب سياره الترحيلات و ابتعد عنها بخطواته مقتربا من سيف و ردد بفضول
# خير يا سيف؟
اجابه الاخير بتوتر
# كنت عايز احضر الجلسه مع المساجين بتوع انهارده
تعجب عماد من طلبه فحرك راسه بدهشه يهتف
# مش فاهم؟
ابتلع لعابه بتوتر جلى فانتبه له عماد الذى رأى اهتمامه الواضح بدارين و لكنه احتفظ بالامر لنفسه بعد ان وبخه سيف اكثر من مره على مزاحه معه بهذا الشأن فاماء موافقا و هتف موضحا
# طيب انا حبلغ المأمور ان انا تعبان شويه و انك حتروح مكانى
اماء ببسمه ممتنه و اتجه لسياره الترحيلات و ركبها متجها للمحكمه، اما هى فجلست بالداخل تفتح كتاب الله و تقرأ منه بعض الايات و تدعو ربها بانقاذها من ورطتها
نظرت لها لواحظ التى تجلس امامها و هتفت بسخريه
# انا و انتى رايحين للمحكمه، و ممكن واحده فينا تاخد اعدام….فانتى بقا افتكرتى ربنا انهارده بعد ما حاولتى تنتحرى
رفعت وجهها تهتف بضيق
# اللى حصل كان لحظه ضعف و ربنا غفور رحيم لو الانسان تاب لله بجد،و انا توبت عن غلطتى و طلبت من ربنا انه يسامحنى لكن الدور و الباقى عن اللى عايشين فى الدنيا و ناسيين ربنا
قوست فمها بطريقه سوقيه و هتفت و هى تدفعها بقسوه من كتفها
# بلاش تغلطى معايا احسن احنا لسه قاعدين مع بعض كتير يا مستر كراتيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قبل ان تبدء المحاكمه وقف سيف امام باب قفص المتهمين و امر العسكرى المرابط امامه بفتح المزلاج الحديدى و استدعاء نادين ليتحدث معها ففعل العسكرى على الفور
سحبها من ذراعها للجانب و اقترب منها يُحمسها فردد
# متخافيش….سعد الدين شغال كويس اوى على القضيه و ان شاء الله براءه
ابتسمت بامتنان و اطرقت راسها لاسفل بقلمى اسماء عادل فرفع وجهها بسبابته و نظر لعينها يريد ان يخبرها بما يثور بداخله و لكنه كبح رغبته و هتف متصنعا الصمود
# خليكى جامده…و بعدين انتى ليكى عندى عزومه على اكله تجنن عشان اردلك عزومتك على اكل مامتك
رددت بصوت ضعيف
# متشكره يا فندم
شعر بانها لم و لن تشعر به ابدا فاطرق راسه بضيق و ابتعد عن القفص و بدءت المحاكمه بدخول الحاجب ليعلن عن وصول القاضى و مستشاريه ليردد بصوت عالى
# محكمه
ظل الجميع بانتظار ان يأتى الدور على قضيه زويه فالقاعه بها الكثير من اقارب المساجين حتى اتى دور محاكمه لواحظ و التى انتهت باصدار حكما مؤبدا لحيازتها و اتجارها بالمخدرات
و ها هو الوقت المنشود للبت فى قضيه دارين ليقف سعد الدين يترافع بقوه و مهاره كعادته دائما
# سياده القاضى، حضرات المستشارين، هيئه النيابه الموقره….. للاسف قضيه موكلتى تمت بدون اى تحريات مفيده بل و كانت موجهه من قبل المباحث و الاكثر من ذلك ادعاء النيابه بوجود دافع للقتل دون ان تتبين صحه الخصومه المدعاه من قبل زوج المجنى عليها
احتج رئيس النيابه بشراسه
# اعترض يا فندم على كلام المتر اللى بيحاول بيه ان يشوه شغل المباحث و النيابه بكلامه و كاننا مش شايفين شغلنا
رفض القاضى الاعتراض و هتف موضحا
# النبابه هنا هى الخصم و طبيعى ان هجوم الدفاع يبقى موجه لها
ثم نظر لسعد الدين يحثه على الاستمرار و هتف بجديه
# ادخل فى الموضوع على طول يا متر من غير دباجه المرافعه لانه مش وقتها
اماء سعد الدين و تقدم للمحكمه باوراق بها كل ما عمل عليه طيله الاسابيع الماضيه و ردد
# قدام حضرتك تفريخ لكاميرات المراقبه الموجوده بالمنطقه اللى فيها ڤيلا المجنى عليها و اللى النيابه و المباحث اتهمو موكلتى على اساسها يا فندم ،ده طبعا مع شهاده الشهود
صمت لينظر امامه بنسخه الاوراق و اكمل
# حتلاقى يا ريس ميعاد دخول و خروج موكلتى متسجل بالساعه و الدقيقه و مثبت بمحاضر النيابه بس اللى اتنسى يا فندم هو مكالمه المجنى عليها لزوجها
نظر القاضى امامه محاولا ان يفهم ما يريده بالتحديد فهتف سعد الدين
# زوج المجنى عليها اقر بوجود المكالمه دى و اللى اثبتت وجود موكلتى لحظه وقوعها و اللى استمرت اكتر من ربع ساعه يا فندم، فهل من المنطقى ان يكون فى خصومه و خناقه بين اتنين ستات و كلنا عارفين الخناقات اللى من النوع ده بتكون عامله ازاى؟ فهل منطقى انها تفضل تكلم زوجها ربع ساعه بحالها و الدنيا تبقى هاديه و تمام الا لو مكانش فيه خناقه من الاساس
تدخلت النيابه
# و ليه متقولش ان الجريمه حصلت بعد المكالمه؟
ابتسم سعد الدين و ردد بتاكيد
# ممكن جدا بس خلينا نقارن وقت انتهاء المكالمه بوقت خروج موكلتى من البيت و ده انا احتسبته بحضور اتنين من اكفا ضباط النيابه و الشرطه، حنلاقى يا فندم لحظه انتهاء المكالمه كان 12 و 3 دقايق بالظبط و لحظه خروج موكلتى بتاكيد الكاميرات كان 12 و 9 دقايق بالضبط…… من اساس تواجدى و بشهاده كل من الاستاذ محمود و المفتش صلاح من المباحث لقينا ان من مكان تواجد الجثه و حتى الخروج من بوابه الفيلا لو سيرا على الاقدام و بسرعه متوسطه حتاخد من 5 الى 6 دقايق
صمت و نظر للنيابه و هتف
# عارف ان النيابه حتوقفنى و تقولى ان البواب شهد بانها كانت خارجه بتجرى، طيب حسبناها بالجرى و لقينا انها تاخد من دقيقتين ل3 دقايق يعنى معنى ذلك عشان تكون موكلتى قتلت المجنى عليها لازم تكون قتلتها بمجرد ما انهت المكالمه مع زوجها و ده شيئ مش منطقى نظرا لشكلها الهزيل و قصر قامتها مقارنه بالمجنى عليها يا فندم على الاقل حيكون فى مقاومه
نظر له القاضى و هتف
# عندك حاجه تانيه يا متر عايز تضيفها
اماء و هتف
# عايز استدعى جوز المجنى عليها لسؤاله يا فندم
وافق القاضى و قام باستدعاءه فوقف يؤدى القسم
# و الله العظيم حقول الحق
و بعد دباجه البيانات سأله سعد الدين
# انا طبعا مش حسالك عن توقيت دخولك الفيلا لانه مثبت بالكاميرات و اكيد مش حتكون مركز اوى فيه، بس حابب تحكى لهيئه المحكمه بالتفصيل من لحظه دخولك و حتى اتصالك بالبوليس
ارتعد قليلا و نظر خلفه لمحاميه الذى ابتسم له يحثه على الحديث فهو قد دربه على ظبط نفسه تحسبا لاستجوابه مره اخرى فردد برهبه
# زى ما قلت قبل كده فى النيابه و فى المحكمه، بعد ما قفلت مع چيهان الله يرحمها سوقت عربيتى بسرعه عشان الحق اوصل و اشوف ايه الحكايه
قاطعه سعد الدين
# وصلت بالتحديد الساعه 12 و تلت
اماء موافقا و كأنه لا يعلم و هتف
# تقريبا…..دخلت الفيلا لقيت چيهان مرميه على الارض جريت عليها لقتها قاطعه النفس، اتصلت على طول بالبوليس
ابتسم سعد الدين بانتصار بمجرد سماعه لتلك الكلمات التى اعتبرها تذكره براءتها الاكيده و هتف مؤكدا
# يعنى انت بمجرد ما دخلت شفتها و لا عملت حاجه الاول و بعدين لاحظت وجودها؟
اماء رافضا و هتف
# لا اول ما دخلت شفتها على طول
ايده سعد الدين هاتفا
# طبعا يا ريس كلامه مظبوط ميه بالميه لان زى ما واضح فى الملف اللى قدام حضرتك يا فندم حتلاقى زاويه باب الفيلا تشوف مكان تواجد الجثه بوضوح شديد يعنى صعب اى حد يدخل من البوابه و ميشفهاش
اماء القاضى و انتظره ليكمل فهتف اكرم
# طيب ما انا فعلا شفتها اول ما دخلت
ابتسم سعد الدين بمكر و هتف
# طبعا طبعا بس تعالى كده نراجع توقيت دخولك و توقيت اتصالك بالبوليس، حنلاقى فجوه اكتر من نص ساعه….يا ترى كنت بتعمل ايه كل ده جوه يا استاذ اكرم
نظر اكرم خلفه بحده لناصر الذى انتفخت انفه بضيق فتلجلج اكرم و ردد
# كنت بحاول افوقها
اماء له مره اخرى و هتف متسائلا النيابه هذه المره
# يا سياده رئيس النيابه، هو مش الشاهد قال بدل المره 3 انه دخل مباشره للمجنى عليها و اول ما لقاها قاطعه النفس اتصل بالبوليس
وقف وكيل النيابه يهتف بتفسير
# ايوه بس جايز جدا يكون حاول يفوقها و ماخدتش باله ان عدا عليه وقت
قوس سعد الدين فمه بدهشه و هتف ساخرا
# ياااه…ما اخدش باله ان نص ساعه عدت!!
اعاد نظره للقاضى و هتف
# يا فندم النيابه كده بتكيل بمكيالين بقلمى اسماء عادل لانها اعتمدت فى اتهامها لموكلتى على انها اخر واحده كانت معاها قبل ما تموت و استندت على اتهامها لشرايط المراقبه و توقيت الوفاه اللى ما بين الساعه 12 للساعه 1، يعنى المجنى عليها ممكن تكوت اتقتلت فى فتره زمنيه مدتها ساعه اتواجدت موكلتى خلالها فى الڤيلا مده لا تتعدى الخمس دقايق و اتواجدت فيها المجنى عليها لوحدها بوجود البواب اللى ممكن يكون مشتبه به لمده اكثر من 10 دقايق و اتواجد فيها الشاهد مده اكتر من نص ساعه يا فندم و فى النهايه اصابع الاتهام راحت لموكلتى دونا عن باقى المشتبه بيهم
ابتلع اكرم لعابه و ظل ينظر خلفه لمحاميه الذى تفاجئ بعدم تواجده بقاعه المحكمه فلعن بداخله المأذق الذى هو فيه
اكمل سعد الدين استجوابه فردد
# طيب يا استاذ اكرم سيبك من حكايه النص ساعه اللى فضلت فيها تفوق المجنى عليها و اللى واضح جدا ان حصلك فيها بلاك اوت ،او بالبلدى كده فقدان لحاسه الوقت…..انت قلت حاولت تفوقها و لما لقيتها قاطعه النفس اتصلت بالبوليس،صح؟
اماء موافقا و جسده باكمله ينتفض فاستطرد سعد الدين
# المكالمه اللى اتسجلت و اللى اكدت بعدها فى التحقيقات و النيابه عليها و قولت بالحرف الواحد ( الحقونى….مراتى اتقلت، انا ساكن فى ٠٠٠٠)
نظر سيف لدارين من خلف القضبان و هو يبتسم بفرحه بعد ان رأى بنفسه مدى مهاره سعد الدين فبادلته الابتسام
ظل اكرم يتخبط بافكاره فردد بحده
# انت عمال تسألنى على حاجات فيها تفاصيل دقيقه و انا بصراحه مكنتش مركز من الخضه و مطلوب منى افتكر كل التفاصيل دى عشان لو فوت اى تفصيله ممكن تغير حاجات فى القضيه و اصلا انا مش متهم
ردد سعد الدين بحده قاصدا زعزعته
# لحد دلوقتى؟
لمعت عينه بصدمه و ابتلع لعابه بصمت فردد سعد الدين
# يا ريس اى راجل حيدخل على مراته يلاقيها واقعه على الارض حيجرى عليها و يحاول يفوقها زى ما الاستاذ اكرم عمل بالضبط ،و ده طبيعى جدا و يمكن فعلا ياخد وقت على ما يفهم انها ماتت
صمت ليزعزعه اكثر و هو ينظر له نظرات حاده و اكمل
# بس مش من الطبيعى انه لما يكتشف انها ماتت يبقى عارف و متاكد انها مقتوله خصوصا ان موتها من غير سلاح جريمه يعنى كسر فى الرقبه
ردد رئيس النيابه بحده
# اكيد اتوقع انها اتقتلت بسبب المشاده الكلاميه بينها و بين المتهمه و لو عندك توضيح يا ريت توضح كلامك اكتر يا متر انت كده بتشوش على الشاهد
اماء موضحا
# يعنى يا فندم اللى يقدر يحدد طريقه موتها لازم يكون حد متمرس و متعلم كويس انه يعرف ان ده كسر فى الرقبه زى الطب الشرعى، زوج المجنى عليها عرف منين انها مقتوله؟ ليه مفترضتش انها سكته قلبيه او تكون وقعت و خبطت دماغها فماتت،عرف منين انها مقتوله؟
صمت رئيس النيابه و كانه يعيد على نفسه ما سمعه للتو و نظر القاضى بتدقيق لاكرم الذى يتصبب عرقا فنظر له سعد الدين و ناوله محرمه ورقيه و هتف بخبث
# نشف عرقك يا استاذ اكرم انا خلصت مع حضرتك بس حابب استدعى البواب
وافق القاضى و بعد دباجه البيانات و القسم سأله
# بعد ما المتهمه خرجت من الڤيلا بقلمى اسماء عادل يا عم عبده كان الباب بتاع الڤيلا مقفول و لا مفتوح؟
صمت قليلا و هتف بتاكيد
# كان مفتوح يا بيه؟ اصلها كانت بتجرى بسرعه و مقفلتش الباب وراها
نظر لكاتب المحكمه و ردد
# اثبت ده فى محضر الجلسه يا فندم
عاد يسأله
# و رجعت قلت ان استاذ اكرم لما وصل نادى عليك و وقفتو قدام الباب يزعق لك انك دخلت المتهمه من غير ما تكلمه، صح؟
# ايوه يا بيه اول ما نزل من العربيه كنت واقف مستنيه قدام باب الڤيلا راح شاخط فيا و قالى هو اى حد ييجى الڤيلا تدخله كده؟ هى وكاله من غير بواب؟
هتف يسأله بجديه
# و بعدين؟
اجاب
# فتح بابا الڤيلا و دخل و قفله فى وشى يا بيه
اعاد نظره للكاتب و هتف
# اثبت ده فى محضر الجلسه
لمعت بسمه انتصار على وجهه و هو يهتف بتأكيد
# يعنى الباب كان مقفول ساعتها يا عم عبده؟
اماء ببلاهه هاتفا
# ايوه
فردد يسأله
# و البيت مكانش فيه لا خدم و لا حد يقفله؟
اجاب مره اخرى بلا فاكمل
# و لا انت قفلته؟
هتف بتاكيد
# لا
ابتسم يهتف
# و مكانش فيه غير المجنى عليها جوه البيت؟
اجابه بنعم فردد ساخرا
# يبقى الهوا بقا اللى قفله
اجابه ببراءه
# لا يا بيه ،الباب تقيل اوى و مستحيل الهوا يقفله، ده حديد من المصفح يا بيه
نظر للقاضى و هتف
# يعنى حيكون مين اللى قفله بس يا عم عبده؟
صمت الاخير بعدم فهم و ردد
# العلم عند الله يا بيه
اجاب مؤكدا
# يبقى الاكيد ان المجنى عليها هى اللى قفلته و ده بيؤكد انها كانت عايشه بعد مغادره موكلتى من الڤيلا
صرفه من امامه و بدء مرافعته يهتف
# و طبعا بعد كل الادله دى يا فندم اكيد اصابع الاتهام حتكون موجهه لاتجاه تانى خالص غير موكلتى عشان كده انا بطالب بالافراج عن موكلتى دارين هشام الشامى بكفاله لحين البت فى القضيه و النطق بالحكم
ردد القاضى بقوه
# حكمت المحكمه حضوريا باستمرار حبس المتهمه دارين هشام الشامى على ذمه القضيه لحين اعاده فتح التحقيقات، و القبض على كل من اكرم صالح المغربى و عبدالله محمد بيومى الشهير بعبده و التحقيق معهما
ليطرق بعصاه عاليا و يهتف
# رفعت الجلسه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كل مُرٍ سوف يَمر، ليأتى باليُسر الذى يَسُر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقف هشام يستفسر منه عن سبب رفض القاضى لاخراجها بكفاله فردد سعد الدين بعمليه
# القاضى ممكن يخرج المتهم بكفاله او حتى بضمان محل اقامته لو مفيش خوف انه يهرب او يرتكب جريمه تانيه و الواضح انه شعر بالقلق بس انا مش عايزكم تقلقو احنا انهارده وجهنا المحكمه و النيابه لسكه تانيه خالص و ان شاء الله البراءه عن قريب
نظر لسيف بنظرات ذات مغذى و هتف
# و اظن ان اقامتها فى السجن من هنا ورايح حتكون مريحه و لا ايه يا سيف باشا؟
تردد سيف بالتدخل و الرد على تلميحاته الخفيه و لكنه حسم امره بالنهايه غير عابئ بما قد يظنه البعض و هتف مؤكدا
# انا شايف ان الاستاذ سعد الدين معاه حق، و الحكايه كلها مسأله وقت
ردد هشام بحزن
# بس البنت خلاص مش متحمله اكتر من كده، وجودها فى السجن اكتر من كده ممكن يأثر على نفسيتها و كفايه اوى انها حاولت تنتحر
زفر سيف بضيق و نظر امامه و هتف
# متقلقش عليها يا استاذ هشام، انا حاخد بالى منها
نظر امامه لتعبيرات وجه هشام المستفسره فابتسم بخجل واضح ليفهم الاخير مضمون اهتمامه بابنته ليبتسم هو الاخر و يربت على كتفه بامتنان و هتف بتمنى
# ربنا يعمل اللى فيه الخير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت لسياره الترحيلات حتى تعود للسجن برفقه باقى السجينات و هى تشعر بالفرحه و الضيق فى آن واحد، فهى فرحه لما آلت اليه الامور و ايضا شعورها ان برائتها اصبحت قريبه و لكنها حزينه لعودتها للسجن و عدم خروجها بكفاله كما وعدها سعد الدين، و لكن لا بأس فالامور الان فى نصابها الصحيح بعد ان تم القبض على بقلمى اسماء عادل عدوها اللدود
نعم فقد اصبح اكرم عدوها اللدود بعد ان استباح عرضها و شرفها دون وجه حق و استباح معه حريتها و سمعتها ليتردد اسمها بين جنابات المحاكم و يوصم عائلتها بوصمه عار لن تخرج منها ابدا
فحتى و ان نالت برائتها و اتبعها بذلك حريتها فستظل ناقصه لامر هام و هى عذريتها التى سرقها منها تحت مسمى الزواج ليتضح لها الامر بزييفه
ظلت افكارها تتخبط فكيف يمكن ان تمارس حياتها بشكل طبيعى بعد الآن؟ هل ستعيش حياتها و كان شيئا لم يكن؟ ام سيظل هذا الامر هو النقطه السوداء بحياتها التعيسه
اطرقت راسها و اسندتها براحتيها و تنهدت بعمق و هى تفكر بحياتها الماضيه و القادمه، فالماضى و ان كان به لحظات سعيده الا انه اتضح لها سوئته و زييفه فما بالها بمستقبلها الذى ترى ملامحه من الآن!
هل ستعشق فى يوم من الايام او تكون بيت و اسره و يكون لها زوج مثل باقى الفتيات فى نفس عمرها الصغير، فبالرغم من صغر سنها الا انها عاشت كل مراحل الحياه و الان هى مطالب منها ان تعيد حياتها لوضعها الصحيح
من سيقبل بفتاه لا تملك حتى ورقه طلاق بيدها لتتزوج مره اخرى؟و اللعنه من سيقبل بها و هى بهذا الوضع و كيف لاى شخص يريد التقرب منها ان يثق بنقائها و عفتها؟
هل خطأها بزواجها من رجل متزوج يستحق هكذا عقاب قاسٍ؟ ام الحياه ارادت معاقبتها بتلك الطريقه البشعه حتى تتعلم درسها؟
استمعت لهمهمات السجينات معها بسياره الترحيلات يتحدثن بصوت خافت مع لواحظ لتهتف احداهن
# معلش يا معلمه، كله خير ان شاء الله
نظرت لها الاخيره بضيق و غضب و هدرت بها بحده
# حيجى منين الخير يا وش البومه و ده كان النقض و خلاص كده ده حكم نهائى
ربتت احداهن على فخذها تهتف بتاكيد
# المعلم مستحيل يسكت، و اكيد حيلاقى صرفه
نظرت امامها لتلك التى تجلس صامته تتابعهن بعينها فرددت بغلظه
# بتبصى على ايه يا مستر كراتيه انتى؟ ايه….. شايفه نفسك علينا ليه؟و لا عشان ما سياده المعاون داق العسل و اتهبل عليه
نظرت لها بوجوم وجهها لتلميحها الوقح فوقفت تستند على احد جوانب السياره المقفله و رددت بامتعاض
# ايه اللى بتقوليه ده؟ انا مسمحلكيش تتكلمى كده معايا
رددت احدى السجينات باستهزاء
# كلنا عارفين باللى بينك و بينه يا عنيا، ده غير الشاويش سماح اللى واقفه على مكتبه و بتشوفكم دايما فى اوضاع استغفر الله
ابتلعت لعابها بغصه الم لما سمعته، هل سيصل بها الامر ان تشوه سمعتها لهذا الحد…يعلم الله انها لم تكن ابدا تلك الفتاه اللعوب و لا حتى من الفتيات اللاتى تصادق الشباب ايام الجامعه و لكن اوقعها القدر ببراثن ذلك الذئب الذى انتهكها بشرعيه الزواج المدبر
هى رأت اهتمامه بها و ربما قرأت نظراته الوالهه و تصنعت عدم الفهم او ربما خانها ذكائها و ظنت انه اهتمام بقضيتها و لكنه لم يتجاوز معها ابدا باى شكل فما تلك اللعنه التى ترددها تلك المعتوهه و من معها من اتباعها؟
انتفخت فتحتى انفها بالغضب و هى تصرخ بهن
# حرام عليكم رمى المحصنات…انتو ايه متعرفوش ربنا؟
ضحكن بسوقيه و ابتذال فجهزت نفسها لعراك و مشاجره عنيفه تثأر بها لشرفها و ليكن ما يكون حتى و ان كانت ستزهق روحها
همت بالانقضاض عليهن و لكن صوت مكابح السياره و توقفها فجأه جعلهن يسقطن جميعا فوق بعضهن فخرجت منهن صيحه عاليه مفاجأه لذلك
سمعن اصوات طلقات ناريه و وابل من الرصاص فانبطحن ارضا حتى لا تطالهن طلقه طائشه تودى بحياتهن
اما بالخارج فطوقت سيارات مدرعه و مصفحه سياره الترحيلات من جميع الجوانب و انهالو على من فيها بالطلقات و الاعيره الناريه
لم تسلم ايضا سياره المرافقه العسكريه و التى من المفترض ان تكون مجهزه بل و مدججه بالاسلحه بل طالها سيلا من الرشاش
حاول سيف اخراج سلاحه و الرد على المعتدين و لكن سرعه اطلاقهم للاعيره الناريه بتلك الاسلحه الرشاشه حال دون ذلك فطالته رصاصه غادره اغرقته بدماءه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت صرخات النساء بالداخل تعلو حتى هدأت اصوات النيران و سمعن صوت المزلاج الحديدى الموصد به الباب
فور ان فُتح دلفت اشعه الشمس لتغلقن اعينهن قليلا من اثر قوه الاضاءه عكس العتمه اللاتى كن بها بداخل سياره الترحيلات
سمعت دارين صوت اجش يهتف
# كفاره يا معلمه لواحظ….المعلم عتريس المر بيصبح عليكى يا معلمه
ابتسمت الاخيره و وقفت تهندم ملابسها و هى تنظر امامها بخيلاء و فخر فهتف الرجل يكمل
# المعلم بيقولك زى ما وعدك…مش حتقعدى يوم واحد فى الحبس بعد النقض
ابتسمت بسرور و هتفت
# ايوه كده ما يجيبها الا رجالها
هبطت بمساعده رجال زوجها فصرخت احدى السجينات بتضرع
# و احنا يا معلمه؟ ده احنا بتوعك بردك!
اماءت بالموافقه على اسطحابهن معها و اعادت النظر لتلك الجالسه تنظر امامها برهبه و هتفت بتشفى
# خليكى بقا يا مستر كراتيه….و خلى سى المعاون ينفعك و لا نترحم عليه ما هو كان معاهم
لمعت عينها بالذعر و لواحظ تكمل استثارتها
# مش برده يا رجاله انتو خلصتو على كل اللى بره؟
اماء احدهم و هتف
# ايوه يا معلمه….مخلناش واحد فيهم حى
ابتسمت بتشفى و هتفت
# مكانش المفروض ان هو اللى يحضر معانا فى المحكمه، بس حنقول ايه؟جه لقضاه، ما الموت بيجرى ورا صاحبه….يلا عمره كده بقا
انتفضت من مكانها عندما ذكرت لواحظ مرافقته لسياره الترحيلات و نزلت بلهفه بعد ان ركبوا جميعا السيارات و هربوا بها بعيدا
هرعت تنظر حولها لفوارغ الطلقات الملقاه على الارض و اثارها على السيارتين فنظرت مكان السائق لتجده غارق بدماءه هو و من بجواره من الحرس فتفقدت نبضهما لتجدهما قد فارقا الحياه
عضت على شفتها بتوتر و عبراتها تنزل على وجهها كشلالات حارقه تحرق قلبها و لا تعلم لما تشعر بهذا الالم كلما اقتربت من سياره المرافقه
نظرت بداخلها فوجدتهم جميها صرعى و لكن هناك مكانه الشاغر و الملطخ بالكثير من الدماء
التفت حول السياره لتجده جالس على الارضيه الاسفلتيه يستند بظهره على جانب السياره و بيده سلاحه
انحنت بلهفه ناحيته تتفقد عرقه النابض فتنهدت براحه عندما فتح عينه من اثر ملامستها لبشرته و نظر لها بتألم فجلست بجواره تبكى بحرقه
هتفت من بين شهقاتها
# اعمل ايه؟ سيف باشا…. اعمل ايه؟
ابتسم باجهاد و هتف
# ردى على اللاسيلكى و قوليلهم على المكان
هرعت للسياره و سحبت اللاسيلكى الذى لم يتوقف عن ارسال رسائل صوتيه منتظرا ان يجيبه اى شخص
ضعطت على الازرار الجانبيه للجهاز حتى تتحدث و هتفت بتوسل
# الحقونا بسرعه و النبى….احنا اتضرب علينا نار
جاءها صوت المتلقى يهتف من وسط تشويش الجهاز
# عرفى عن نفسك الاول و بعدها ابدئى الاشاره
رددت بلهفه
# انا دارين الشامى، من المساجين اللى كانو فى عربيه الترحيلات، و النبى تعالو بسرعه
عاد الصوت يتحدث فور ان رفعت اصبعها عن ازرار التحدث الجانبيه
# قوليلنا موقعكم فين و الاصابات اللى معاكم
هتفت بسرعه
# كلهم ماتو……و مفيش غير سيف باشا و اصابته خطيره جدا…احنا على طريق المقطم، بس مش عارفه فين بالظبط
انتهت من التحدث بجهاز اللاسلكى و عادت تجلس بجواره على الارضيه الاسفلتيه و ظلت تردد بلهفه
# مش عارف اعمل حاجه، قولى اقدر اعمل ايه؟
ابتسم لها بزاويه فمه و اشار على جرحه و ردد بتعب
# بصى.. شوفى.. الرصاصه خرجت.. من الناحيه التانيه.. و لا لأ؟
حركته للامام قليلا و نظرت موضع الطلقه فلم تجدها قد اخترقت ظهره فرددت بحزن
# لا مخرجتش….كده خطر مش كده؟
عادت بسمته تزين وجهه المتألم و هو يجيبها
# بالعكس…. لو كانت خرجت،كنت ممكن… انزف لحد ما اموت، حاولى بس توقفى النزيف
لم تتردد لحظه بخلع وشاحها الابيض الذى يغطى شعرها و فتحت ازرار بدلته الرسميه و دست الوشاح موضع الطلقه و ضغطت بيدها بقوه حتى توقف النزيف
خرج منه تأوه قوى فور ان فعلت فصاح
# آااااه
وضعت كفها الملطخ بدماءه على فمها لتكتم شهقاتها و هى تتحدث باسف
# معلش…استحمل شويه
ابتسم بالم و رفع كفه ليمسح دماءه من على وجهها برفق فعادت تضغط على جرحه بقوه فوضع كفه على يدها و اغمض عيناه فشعرت بيده مثلجه فاخذت تبكى حتى سمعته يقول
# انا سقعان اوى
اسطكت اسنانه ببعضها من كثره فقدانه للدماء فهرعت تسحب اغطيه مقاعد السياره و تضعها عليه حتى تدفئه ثم اخذت راسه و اسندتها على كتفها و ضمته بقوه و هى تفرك جسده حتى يشعر بالدفئ فابتسم لذلك الشعور المرضى داخل احضانها و ردد باجهاد
#دارين
نظرت له تنتظره ان يطلب منها اى شيئ و لكنه اكتفى بشكرها و بسمته لا تزال مرسومه على وجهه
# شكرا
ازداد بكاءها و هى تنظر حولها للطريق الذى لم يمر به اى سياره ولا بشر، حتى النجده و الاسعاف لم تاتى حتى الآن فظلت تتوسله ببكاء
# اوعى تموت و النبى، اوعى تموت
شعر بالارتياح داخل احضانها و هو يستمع لنبض قلبها فقرر انه الوقت الانسب ليخبرها عما يجيش بداخله لعله لا يجد فرصه ثانيه فهتف
# عايز اقولك حاجه مهمه
اولت لحديثه كامل الانتباه فاكمل
# انتى جميله اوى يا دارين….. و مش قصدى على شكلك، اقصد طباعك جميله…. و انا محظوظ انى اتعرفت عليكى
صمت يبتلع لعابه بغصه و قال لها بالم
# انا عطشان
اجابته اسفه
# مش حينفع تشرب، غلط عليك…لو شربت ممكن قلبك يقف
نظر لها بدهشه فاماءت تؤكد حديثها
# دى معلومه طبيه مؤكده، اى حد عنده نزيف مينفعش يشرب عشان قلبه يفضل يضخ الدم و الا ممكن يموت
حرك راسه بتفهم و ردد
# بس ريقى ناشف اوى
حاول ان يأخذ انفاسه بصعوبه و اشار لها على قلبه و ردد
# قلبى دق لاول مره من سنين بسببك
دهشه اصابتها من حديثه، هل يحدثها هى ام اصبح يهلوس و يهذى و لكنه استمر بحديثه
# مكنتش متخيل… انى ممكن احب واحده غير مراتى، بس الغريب انى حبيتك يا دارين
لمعه اصابت عينها و هى تنظر بقلمى اسماء عادل له متعجبه مما يقوله فبالرغم من بوادر ذلك الحديث و التى ظهرت على معاملته الخاصه و نظراته الواله و لكنها ظلت تقنع نفسها بانها تتوهم فهى لن تقع بذلك الخطأ مره اخرى، لن تقع لزوج و اب و تصبح السيده التى تتسبب إما بانفصاله عن بيته او ان تكن نزوه عابره بحياته تنتهى و يعود ادراجه لعشه الهادئ بعد ان يكون مل منها
لم ترد ان تجيبه على حديثه بالرفض الاكيد و هو بهذه الحاله فآثرت الصمت و ظلت تضغط على جرحه بقوه حتى سمعت صافرات الشرطه و من خلفها الاسعاف لتبتسم بفرحه و هى تخبره بلهفه
# الحمد لله….الحمد لله، ان شاء الله تبقى كويس
نظرت له لتجد راسه قد ثقلت على صدرها اكثر و لم يعد يتحرك و لا يتكلم فظلت تهزه و تدفعه بقوه و هى تصرخ بخوف
# لاا… فوق الاسعاف جت اهى و الله، اوعى تموت عشان خاطرى
دفعتها القوه العسكريه بقسوه لتبعدها عنه و بدء المسعفون باسعافه و هى تنظر له بصعوبه من بين تجمع رجال الشرطه حولهما
كبلها احد رجال الامن بالاصفاد من خلف ظهرها و هو يدفعها بعنف لتستند بوجهها على مقدمه السياره فلمحته و هو على النقاله الخشبيه الخاصه بالاسعاف محمولا من قبل رجلين و يصعدا به من الباب الخلفى لسياره الاسعاف
اما هى فقد اقتادوها بعنف لتدلف سياره الشرطه فاحنى الضابط راسها لاسفل حتى تجلس بالمقعد الخلفى و معصميها مكبلين خلف ظهرها و عيناها لا تزال ترتكز على سياره الاسعاف غير عابئه لا بقسوتهم فى معاملتها و لا لأسئلتهم المتكرره عن ما حدث
ظلت تنظر من الزجاج الخلفى لسياره الشرطه عليه اثناء اسعافه حتى اغلق الممرض باب سياره الاسعاف و انطلقت لوجهتها
بدءت القوات بتفحص موقع الاعتداء و تفحص الجثث و ترقيم الادله على الارض بعد ان وضعت حاجز حديدى لتطوق به المنطقه مانعه مرور اى سياره او بشرى حتى لا يفسد ما اطلق عليه بمسرح الجريمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت ايام و ايام ما بين تحقيقات و استدعاءات و اخذ اقوالها عن عمليه هروب المسجونات و يرافقها محاميها حتى انتهت تحقيقات النيابه و آن اوان العوده للسجن و هى تطمئن على حالته من محاميها
وقف لها مأمور السجن احتراما و ابتسم ممتننا و ردد
# اعتقد لولاكى كان سيف مات و فعلا مبقاش فى حد ممكن يعمل اللى انتى عملتيه، و ده اكد لى انك مستحيل تقتلى و برائتك حتظهر عن قريب ان شاء الله
اماءت له و الخدر يسرى بكامل جسدها فهى مرهقه من استجوابها لايام متتاليه و لا تزال تريد الاطمئنان عليه فهتفت بوهن
# يا رب بس يقوم بالسلامه عشان يرجع لاهله
ابتسم لها بمجامله و ردد بتأكيد
# اكيد كلهم بيدعولك يا دارين
التفت ينظر للاوراق امامه و هتف
# سيف كلمنى مخصوص و هو فى المستشفى عشان انقلك من العنبر بتاعك لان حيكون فيه خطوره عليكى خصوصا انك حتبقى شاهد على لواحظ و اللى معاها
توترت فحياتها لا تحتاج لتعقيدات اكثر من ذلك و لكن الامور خرجت عن السيطره و اصبحت امام فوهه المدفع بعد ان شهدت و قصت على النيابه و فى التحقيقات الرسميه بكل ما دار اثناء المداهمه المسلحه على سياره الترحيلات
زفرت باجهاد بيّن على ملامحها فصاح مأمور السجن على احدى الحارسات و امرها
# خديها على الرعايه دلوقتى لحد ما قرار النقل بتاعها يتختم
اماءت السجانه بطاعه و سحبتها من ذراعها و اتجهت نحو الرعايه الطبيه و هتفت تحاول استنباط الامر منها بفضول
# ده مفيش سيره فى السجن كله غير سيرتك انتى و سيف باشا
لمعت نظراتها الغاضبه تجاهها بعد ان اوحت لها لواحظ ان السجينات و السجانات يتهامسن بامرهما فرددت بغضب
# انا بجد زهقت من الناس اللى بترمى اللى قدامها بالباطل، لمجرد ان لقيت انسان بين الحيا و الموت و كل اللى عملته طبيعى لاى حد مكانى…..
قاطعتها السجانه سماح
# لاااااا…. كنتى تقدرى تهربى زى الباقيين
اجابتها برفض
# و اهرب ليه و انا برائتى قربت تظهر…..
قاطعتها مره اخرى
# يعنى فعلا مفيش بينك و بين سيف باشا حاجه؟ اصلنا كلنا اول مره نشوفه مهتم بمسجونه قبل كده
امتعض وجهها بالضيق و صرخت بحده
# ايه اللى ممكن يكون بين متهمه و معاون مأمور قد الدنيا يا ست سماح؟ تفتكرى احنا فى فيلم عربى هنا عشان يحصل اللى فى بالك؟
حركت سماح وجهها بمعنى لا تعرف و حاولت دارين اكمال حديثها
# و بعدين ده واحد متجو…….
قاطعها صوت الطبيب منير يهتف بترحيب
# اهلا بالبطله…..السجن كله ملوش سيره غير بطولتك
اطرقت راسها لاسفل حتى لا يقرأ كل من حولها سخطها الظاهر على وجهها فهى ليست بحاجه ذلك الحديث المهترئ و الذى يمس سمعتها فهى بالاساس قد اكتفت بتلويث شرفها من قبل ذلك الندل
ظلت بالرعايه ايام و هى دائما ما تستمع لهمهمات المريضات و الممرضات عنهما بشكل استفذها و اثار حنقها حتى انتقلت لعنبر اخر تمكث فيه و لكنها لم تسلم ايضا من مضايقات السجينات و تحرشهن اللفظى بها و لكن لم يجرؤ احد على ان يتحرش بها جسديا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕ظل اكرم و البواب يمكثان بالحبس الاحتياطى على ذمه التحقيقات بعد ان اعيد فتح التحقيق بقضيه مقتل زوجته و سعد الدين لا يدخر جهده بل وظف جميع المعلو

مات التى حصل عليها عنه حتى يزعزع موقفه فى القضيه و يضعه بموضعه الصحيح الا و هو موضع الجانى
دلفت بنفس الطله الخاطفه للانفاس و جمالها و شياكتها تطرق الارض بثقه تطلب مقابلته فسمحت لها المساعده و عرفت عن نفسها
# نيللى مهران، بنت عم چيهان مهران
انتفض سعد الدين يحيها على الفور و ردد بموده
# منوره…تشربى ايه؟
اجابته بايجاز
# انا مش جايه عشان اشرب…. انا جايه عشان اساعدك
نظر لها بعدم فهم فاردفت
# حساعدك تظهر براءه موكلتلك و فى نفس الوقت تدخل اللى قتل بنت عمى السجن و نلف حبل المشنقه حوالين رقبته
صمت منتظرا ان تخبره بما لديها فابتسمت لاهتمامه و وضعت قدم فوق الاخرى و رددت
# الڤيلا اللى هم ساكنين فيها دى بقلمى اسماء عادل كانت ڤيلا بابى الله يرحمه قبل ما عمى يصفى الشركه بينهم و يطلعو منها خسران كل حاجه، ده طبعا بمساعده الداهيه اللى اسمه اكرم
صمت ينظر لها باهتمام فاضافت
# طبعا كاميرات المراقبه اللى فى جنينه الڤيلا قالولك عنها انها بايظه؟
اماء موافقا فابتسمت و هتفت
# كنت متاكده، على العموم انا اعرف اجيبلك تسجيلات الكاميرات دى و بسهوله كمان
بدهشه نظر لها فهتفت
# بابا الله يرحمه كان عامل back up ( نسخ احتياطيه) على اميلاته لكل كاميرات المراقبه بتاعه الڤيلا يعنى بمجرد ما ادخل على حسابه حقدر احملك كل التسجيلات
وقف بلهفه من مكانه و تحرك ليجلس امامها و انحنى بجزعه للامام مستندا على فخذيه و هتف برجاء
# ارجوكى….انا فعلا محتاج التسجيلات دى، انتى حتنقذى واحده مظلومه
اجابته بحده
# انا مش جايه هنا عشان اساعدك تظهر برائتها و بس، انا الاهم عندى انك تساعدنى نثبت ان اكرم هو الجانى الحقيقى و زى ما انا متأكده انه هو اللى قتل چيچى فانا كمان متاكده انه ورا موت عمى….فايه رايك! حتساعدنى؟
اماء موافقا على الفور فاتجهت ناحيه مكتبه تجلس عليه و فتحت الحاسوب المحمول الموضوع امامها و بدءت بادخال بعض البيانات حتى فتحت تلك الحسابات الخاصه بوالدها الراحل و التى اظهرت ساعات و ساعات من التسجيلات
اقترب منها سعد الدين ينظر لها باعجاب شديد من قوه شخصيتها و لباقتها و جمالها الاخاذ فابتسمت عندما وجدته شارد بها لتطرق على سطح المكتب باظافرها المطليه بطلاء ملون حتى ينتبه لها و هى تشير لشاشه الحاسوب
تنحنحت قليلا و هى تردد
# طبعا فى ساعات من التسجيلات، انت بقا عليك تدور فيها على وقت الحادثه و اظن انها مش حتكون مهمه صعبه عليك
ردد بفرحه
# طبعا طبعا، انا عارف وقت وقوع الجريمه بالساعه و اليوم يعنى مش حدور كتير
وقفت من مكانها و مدت ساعدها امامه تردد بتأكيد
# احنا على اتفاقنا يا مستر سعد مش كده؟
مد ساعده يصافحها و يهتف بتأكيد
# طبعا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست منار بجوار فراشه لايام متتاليه حتى استعاد صحته و عافيته و اخته تزوره يوميا و اباه يمر عليه من وقت للاخر
جلس على الفراش يرتشف الحساء و والدته تصلى بجواره و تتضرع لربها و تشكره لانه حفظ لها بكريها و وحيدها
خلعت حجاب راسها و جلست بجواره تحثه على مواصله الاكل و لكنه تذمر بطفوله
# خلاص يا ماما بقا مش عايز شبعت
زفرت بضيق و هتفت بتذمر
# انت عامل شبه العيال الصغيره…..شويه شويه حأكلك فى بوقك
ابتسم بامتنان و قبل كفها و هتف
# ربنا يخليكى ليا يا امى
دلف والده و جلس بعد ان اطمأن عليه و هتف
# انا متابع التحقيقات كلها و واضح كده انهم مستخبيين جوه مصر، صعب يكونو خرجو
اجابه سيف
# عتريس المر و لواحظ مش حيغلبو يا بابا و حيعرفو يطلعو بره البلد
اجابه والده بتاكيد
# على جثتى….. مش حيفلتو باللى عملوه، ده انت كان زمانك روحت مننا يا بنى لولا المسجونه اللى قلت عليها دى
ابتسم فور ان جاء ذكرها و هتف
# الحمد لله….بس هى اللى بقت فى وش المدفع دلوقتى يا سياده اللوا….
صمت قليلا و نظر له بتفحص و هتف
# بابا…..ارجوك زى ما اتفقت معاك انك حتحميها و هى فى السجن
اجابه والده
# متقلقش، انا وصيت عليها المأمور و هو واخد باله منها….ده انا حتى فكرت اروح اشكرها بنفسى و الله
تذكر وجهها اثناء حديث والده عنها و هى مذعوره و خائفه تضغط بيدها على جرحه ليتذكر اخبارها بمشاعره تجاهها و عدم معرفته بجوابها عليه
ود لو ينهض بتلك اللحظه بالتحديد ليذهب لها و ياخذها باحضانه و لكنه عاجز عن ذلك الفعل بتلك اللحظه يشعر،بغصه داخل صدره خوفا عليها من غدر رفقاء السجن
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
التزم اكرم باقواله فى التحقيقات التى حضرها برفقه محاميه ناصر الصواف فردد ناصر باتهام
# محامى المتهمه عمال يقول انها قصيره و جسمها ضعيف و نسى انها بطله الجمهوريه فى فنون القتال يا حضره الظابط يعنى بلمح البصر تقدر تكسر رقبه المجنى عليها و تهرب…..و الاكتر من كده انه اعتمد على اتهامه لموكلى على اقوال البواب و اللى ممكن يكون طرف فى جريمه القتل و مشترك معاها، عشان كده انا بطالب بالافراج عن موكلى من سرايا النيابه بضمان محل اقامته
طرق وكيل النيابه باصابعه على سطح المكتب و ردد يملى كاتبه
# قررنا نحن سامح الحاتى رئيس نيابه….. بالافراج عن المتهم بكفاله قدرها مائه الف جنيه و منعه من السفر و اخبار الموانى و المطارات بذلك ما لم يكن محبوسا على ذمه قضايا اخرى
تنهد اكرم بارتياح لخروجه الاكيد حتى يحاول حل معضلته تلك فالدليل الوحيد لادانته هى اقوال البواب عن ترك باب الڤيلا مفتوح ام مغلق و لسوف يجد لذلك الامر حلا جذريا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علم سيف بخبر الافراج عنه من سرايا النيابه فاحتد و هدر بالطرف الاخر الذى يحدثه على الهاتف الا و هو سعد الدين
# ازاااى ….. معقول بعد كل ده هو يفرج عنه و هى تفضل فى السجن؟
اجابه سعد الدين
# متقلقش يا سيف باشا…..انا خلاص تقريبا حطيت ايدى على دليل البراءه بس محتاج شويه وقت
صرخ به بغضب اهوج
# وقت قد ايه؟ انا هنا و مش عارف هى هناك عامله ايه؟ انا حاسس ان ايدى و رجلى متربطين و انا فى المستشفى
ابتسم سعد الدين و هو يستمع لحديثه بقلمى اسماء عادل الذى يوضح اعترافه الصريح بما يكنه لها فاجابه بهدوء
# اسمعنى بس يا باشا…. احنا بس محتاجين نعطل اجراءات الافراج شويه، و اظن زمايلك فى المباحث يخدموك بعنيهم
زفر حانقا و انتفخت فتحتى انفه و ردد بتسائل
# انت بتطلب منى ايه بالظبط؟
اجاب
# نعطل اجراءات الكفاله او نأخر الكشف عن صحيفه سوابقه، اى حاجه يا باشا لحد ما اوصل للدليل
تنفس سيف عميقا و هتف
# طيب ادينى نصايه كده اعمل اتصالاتى، بس هو ايه الدليل اللى تحت ايدك ده؟
ابتسم بانتصار و هتف
# تسجيلات كاميرات مراقبه بوابه الڤيلا
دهشه اصابته و لمعت عيناه بالفضول و تسائل
# جبتها منين؟
اجاب
# سعد الدين مبيغلبش، المهم بس اعمل اللى قلتلك عليه
ليظل سعد الدين يتصفح تلك الملفات المحفوظه على الحساب الشخصى لوالد نيللى و المسجل عليها ساعات و ساعات تحتاج لبحث دقيق و منظم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هاتف سيف جميع رفاقه القدماء الذين لا يزالون يعملون بالمباحث حتى يساعدوه بذلك الامر فاجاب احدهم بمرح
# هو الحَجر اتحرك و لا ايه يا سيف؟ مين دى اللى عايزنا نخالف القانون عشان خاطرها؟
توتر قليلا و صمت ثم اجاب بصوت هادئ
# دى اللى انقذت حياتى، و غير كده انا مش بطلب منك تخالف القانون…كل الحكايه عايزك تعطله شويه و انا عارف انك مش حتغلب
وافق على طلب رفيقه ليغلق الاخير و يذهب لرئيس الاطباء بمكتبه بعد ان اتخذ قراره و تحدث معه بجديه شديده يهتف
# يا دكتور اكتبلى على خروج، انا مش حينفع افضل هنا اكتر من كده
احابه الطبيب
# بس الجرح لسه محتاج رعايه اكتر و حضرتك محتاج يومين كمان…..
قاطعه بحده غاضبه
# مش حقعد و لا ساعه واحده….بقولك اكتبلى على خروج خلينى اشوف شغلى
اماء الاخير برهبه بعد ان وجده ينظر اليه بشرر مريب فانصاع على الفور لطلبه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تم الكشف عن صحيفه سوابقه فوجدوا اسما متشابها لاسمه و يوجد عليه حكم لذا انتهز الضابط تلك الفرصه حتى يقوم بتعطيله قليلا و لو ليومين حتى ينفذ رغبه صديقه
اما عنه هو فظل يشعر بالرهبه بل و الذعر من ان ينكشف و لكن محاميه قد طمأنه انه لا يوجد اى دليل سوى اقوال البواب و التى تتهم كل منه هو و دارين سويا و ستضيع الحقيقه بين ثلاثه متهمين
وقف ناصر الصواف امام رئيس المباحث يهتف بحده
# انا بقول لحضرتك انه تشابه اسماء و برده مصر على استمرار حبس موكلى
اجابه الضابط
# انا قدامى اوراق و لما نتحقق من التشابه ده يبقى ساعتها افرج عنه، و اتفضل بقا من هنا بدل ما احبسك انت كمان معاه
صمت بعد ان استشف انه لا بد من وجود توصيه عليه و اتجه الضابط للعسكرى المرابط على بوابه الحجز و هتف آمرت
# المتهم اكرم المغربى عايز يتروق عليه شويه، جايله توصيه من واحد حبيبى
ابتسم العسكرى و اماء بانصياع و اصدر اوامره للمساجين بالحبس باتخاذ الاجراءات اللازمه لمضايقته
و بالفعل تم الامر فاقترب منه احد المساجين و المسجلين خطر و دفعه بحده يردد بصوت اجش
# اتحرك من هنا يا اخينا….. ده مكانى
نظر له بتقزز و ابتعد فانتهز المسجون الامر و هتف ناقما
# مالك بتبصلى بقرف ليه كده، و لا انت شاكلك عايز يتعلم عليك
ارتعد على الفور فهو جبان و لا يمط للشجاعه بصله فانكمش مكانه ليزيد المسجون الامر بعد ان وجده خائف و مرتعد فهتف
# بقولك يا حيلتها….انت شكلك توتو خالص و انا ليا مزاج ار ق عليك
وقف مكانه و نظر له بخوف فاخرج ما فى جيوبه على الفور و هتف
# خد كل اللى معايا بس ابعد
ابتسم الاخير بانتصار و اقترب منه يأخذ كل ما لديه من ساعته و حافظه نقوده و امواله و نظر لقداحته الباهظه و ردد باذدراء
# يا اخى الناس الاغنيه دى عندها جحود و الله، لما الواحد فيهم يمسك ولاعه بالمنظر ده امال عايش فى بيت شكله ايه؟
تقوقع اكرم باحد اركان الحبس بعد ان قام المسجون باهدار كرامته و جعله يرقص لتسليه المساجين القابعين معه بالزنزانه و هم يتحرشوا بجسده بطريقه فجه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف سيف من بوابه السجن و اتجه لمكتب المأمور راسا حتى يتسلم عمله من جديد و هو لا يزال فى مراحل الشفاء الاولى فنظر له المأمور بتفحص لحالته حيث بقلمى اسماء عادل وجده يضع رباط معلق عليه ذراعه و يمشى ببطئ و وجهه شاحب و يبدو عليه الوهن فهتف معترضا
# لا يا سيف،انا مش حينفع اسلمك الشغل و انت بالحاله دى
ذمجر رافضا
# يا فندم انا بتعب اكتر و انا من غير شغل، ارجوك وافق على رجوعى
بتنهيده استسلام وافق بالنهايه و ردد محذرا
# لو حسيت انك لسه تعبان حديك اجازه طويله لحد ما تخف يا سيف
وافق و اتجه بلهفه لمكتبه فرحب به الحراس و السجانات ليهتف بجديه
# متشكر يا جماعه و من فضلكم كل واحده تشوف شغلها
ثم نظر للحارسه سماح و امرها
# هاتيلى المسجونه دارين الشامى على مكتبى يا شاويش
ابتسمت بسخريه و ذهبت لاحضارها فدلفت لتجده يوليها ظهره ينظر من نافذه مكتبه و لكنه جاهد حتى يخفى ملامح اللهفه المرتسمه على وجهه
وقفت سماح تهتف باحترام
# المسجونه يا فندم
التفت ببطئ و اماء لها لتخرج ففعلت و اغلقت خلفها الباب فابتسم على الفور و هو ينظر لملامحها التى اصبح يعشقها و لا يستطيع اخفاءها بعد الان
ظلت صامته حتى سمعته يهتف
# اقعدى يا دارين
جلست و هى تطرق راسها لاسفل و تعض على شفتها السفلى بتوتر فهتف هو بصوت رجولى هامس
# مفيش حمد الله على السلامه؟
رفعت وجهها فتلاقت اعينهما لتحكى قصه اشتياق و لهفه و رددت بخفوت
# حمد الله على سلامه حضرتك يا باشا
يبدو انها تعمدت ان تنطق بتلك الكلمات حتى تخبره برفضها حديثه الذى القاه على مسامعها و هو بين الحياه و الموت و لكنه ابدا لن يقبل رفضها له فابتسم بغصه و ردد
# انا عارف ان الوقت مش مناسب عشان افاتحك فى موضوعنا و……
قاطعته بشرر من عينها و رددت بضيق
# موضوعنا؟….احنا مفيش بينا موضوع و ارجوك يا باشا بلاش الطريقه دى انا سمعتى بقت على كل لسان فى السجن بسببك
لمعت عيناه بحزن و غضب فى آن واحد و ردد مؤكدا
# انا حقطع لسان اى حد يجيب سيرتك بكلمه واحده، بس اسمع ردك على اللى قلته
رفعت وجهها و اجابته
# ردى على ايه مش فاهمه؟
ابتسم ظنا منه انها تريد ان تسمعها منه مره اخرة فاتجه ناحيتها و امسكها من كتفيها و اوقفها امامه و وضع سبابته اسفل ذقنها ليجبر عيناها ان تنظر له و هتف برومانسيه حالمه
# بحبك
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لا تيأس ان رجعت خطوه للوراء…
فلا تنس ان السهم يحتاج ان ترجعه للوراء لينطلق بقوه الى الامام
هكذا حال سهم الحب لا بد و له عثره، كعوده للخلف خطوه او اثنتان….. كالنبذ احيانا و ربما التهرب، قد يكون الرفض الصريح و الموجع فى ابهى صوره
تلقى سيف كل تلك المشاعر عندما هتفت بردها الحاسم
# لا
شعر باجتياح هائج داخل صدره احيت الالم الذى بداخله من جراء اصابته او ربما من جراء رهبته و خوفه من فقدان الشيئ الوحيد الذى جعله يتنفس مره اخرى بعد ان فقد حتى الرغبه بالحياه
تسمر مكانه مدهوشا من وجهها الحانق و اخذت تنظر له بغل و ربما غضب او كره لا يعلم بالتحديد لما اصبح فى تلك اللحظه عاجزا عن فهم خلجات وجهها النضر فاقترب خطوه ليعود و يصبح نصب عينيها و هتف بجمود
# لا…. لا ايه بالظبط؟
اجابته بحده
# لا مش قابله مشاعرك دى.. و مش معنى انك ساعدتنى فى القضيه او انك سهلت الزيارات لاهلى و للمحامى بتاعى فده يديك الحق انك تستخدم موقعك و سلطتك بالشكل ده
اوشك على ان يفقد هدوءه و سيطرته على نفسه من عصبيتها المستفزه لرجولته فسحب شهيقا بعمق و طرده من صدره ليأن بالم من قوه دفعه للهواء و نظر لها بعيون جاحظه غير متفهمه لسبب عصبيتها تلك فهسهس بضيق
# ممكن افهم اسبابك!!
صمت ليعود و ينظر لها بتدقيق و يهتف بفضول
# لسه بتحبيه؟
امتعض وجهها و ظهرت عليه امارات التقزز و صرخت بانفعال
# انا مبكرهش فى حياتى حد قده، بس ده ميديلكش الحق انك تتكلم معايا كده
لانت نبرته قليلا ليعلم سبب رفضها فهو بالتأكيد خوفها من تكرار اى تجربه او ربما خوفها من المجهول فتحدث معها بلين و لطف
# دارين…. اهدى و اسمعينى
صرخت مره اخرى غير عابئه باحد و هى تهتف
# انا سُمعتى بقت فى الارض بسببك، مش كفايه عليا اللى انا فيه؟ و اللى انت بتعمله ده غلط بكل المقاييس يا باشا… انا لا انفعك و لا انفع اى حد…
قاطعها
# براءتك مسأله ايام و….
قاطعته صارخه
# مش مسأله سجن و قضيه و بس
متحفزا هتف
# امال ايه؟ لو مشاعرى دى من طرف واحد فأنا عارف و مقدر ده، بس مش طالب منك اكتر من انك تعرفيها و تحطيها فى حساباتك و لو ربنا اراد انك تبادلينى…..
قاطعته مسترسله
# لا لا لا…. غلط و مش حسمح ابدا انى اغلط الغلطه دى مره تانيه
بحذر و تعجب ردد
# غلطه؟!!
اجابته ببكاء و عبراتها تنزل كفيضانات هائجه على وجنتيها
# ايوه غلطه… انت متجوز و عندك بيت و اسره و…..
قاطعها على الفور باقترابه منها و امساك راحتيها معا بحركه غافله شلت تفكيرها و اوقفتها عن الكلام مباغتةً و ابتلعت لعابها بتوتر من اقترابه بهذا الشكل
اما هو فقد ابتسم بسمه ممزوجه بالالم و الحزن و ردد بصوت مجهد و متألم
# عيلتى…..
صمت ليمد يده يمسك بالاطار الموضوع على مكتبه و يوجهه ناحيتها و يردد
# نسرين… مراتى، وحب عمرى حبيتها و انا لسه بدرس و اتجوزتها اول ما اتخرجت من الشرطه و ربنا رزقنا بعدها بميرا بنتنا
نظرت لعبراته المناسبه فتوجست برعشه ، هى استمعت لنفس الاحاديث من قبل، اوقعها بها اكرم داخل شباكه، يحب زوجته و اسرته و لكنه وقع لها فما العمل؟ نفس الفخ القديم
نعم نفس الحديث الناعم باخلاصه و حبه ما جعلها فى السابق تقع بشباك تلك الخدعه اما تلك المره فقد تعلمت درسها فالحياه لا تعطى دروسا مجانيه فعندما تقول الحياه علمتنى فتأكد بانك قد دفعت الثمن غاليا
و ياله من ثمن باهظ دفعته هى مقابل حبها لذلك الندل فحاولت ايقافه عن استكمال حديثه و لكنه اصر على استكماله و هتف بتأكيد
# مراتى و بنتى حيفضلو معايا طول ما انا عايش و حتى بعد ما اموت، بس ده ميمنعش انى عاذب
لمعت عيناها بالدهشه و الفضول و ابتسم بجانب ثغره و هتف
# يعنى انا لا متجوز و لا رب اسره و لا عندى اطفال
نظره مستفسره منها اتبعتها بتقوس حاجبيها بشكل عفوى مضحك رسم البسمه على محياه و هو يتخيل التخبط الذى بداخلها و بالرغم من الالم الذى يعتريه عند ذكر غاليتيه الا انه اصر على استكمال حديثه لعلها تتخلى عن عنادها و رفضها للامر او حتى تترك الباب مفتوح و لو قليلا حتى تواتيه الفرصه لتعويضها عن ما حدث لها من ذلك الندل و ربما منه هو الاخر بعد ان شارك بتعذيبها و اذيتها نفسيا و جسمانيا بايامها الاولى بالسجن
ابتلعت لعابها و هى تنتظر منه تفسير فاقترب منها و همس بصوت اسر
# انا ارمل يا دارين… مراتى و بنتى ماتو فى حادثه من تلت سنين، و لحد اللحظه اللى شوفتك فيها مكونتش عايش و لا عايز اعيش
صمت ليبتلع لعابه بتوتر و اكمل
# انا كنت بتمنى من ربنا انه يجمعنى بيهم كل ليله، بتمنى الموت حرفيا عشان ابقى معاهم… لحد ما قلبى اتحرك ناحيتك ساعتها اتمنيت انى اعيش عشان افضل جنبك و انا بجد مش عارف السبب
امسك راحتيها و هتف بحيره
# ليه انتى بالذات من وسط كل الناس اللى اعرفها و قابلتها فى حياتى…. اى حد ممكن يسمع كلامى حيقول ازاى؟ معاون و مسجونه!!
ابتسم بجانب فمه و اردف
# و عارف انك لسه بتعانى من موضوعك و قضيتك، وحتاخدى وقت للتعافى من الازمه دى و برده عارف انى اتسرعت بس انتى عارفه انا اتسرعت ليه؟
صمتها حثه على استكمال استرساله
# عشان لما كنت بين الموت و الحيا شوفت نسرين و هى بتضحكلى و بتقولى ارجع، لسه مش ميعادك تجيلنا دلوقتى و بعدها شفتك و شوفت لهفتك عليا و حسيت بيكى و بقلبى اللى فى اللحظه دى كان كل امانيه انه يفضل يدق عشان بس يشوفك تانى يا دارين
انهمرت عبراتها و هى تستمع لحديثه، ايعقل ان تظل البحار هادئه بعد هكذا حديث، او ان تظل الجبال ساكنه فى مكانها بعد ذلك الغزل العفيف
لا و الله لتهييج البحار و لتتحرك الجبال من تلك الكلمات الرقيقه و لكن.
نظرت امامها بوجل و انتابها التوتر و هتفت بحده طفيفه
# برده غلط…. مينفعش
بعصبيه غاضبه هتف
# لييييه؟
صرخت بعد ان فقدت اعصابها
# عشان المجتمع عمره ما حيقبل بحاجه زى دى….. و عشان اهلك مستحيل يوافقو على واحده زيى، وعشان
صمتت و بكت و انتحبت و هو يحاول تهدئتها لتكمل
# و عشان حتى لو كل الناس قالت ان جوازى من اكرم باطل او مزور فانا بقولك لا…. جوازى شرعى و حقيقى و انا لحد اللحظه دى لسه على ذمته
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل كل العاملون بالمكتب يفرغون محتويات تلك التسجيلات و التى ظن سعد الدين ان امرها بسيط و سهل و لكنه تفاجئ بمدى صعوبه استخراجها من ذلك الكم الهائل من الملفات المدمجه و المحفوظه
انتبه بالاخير للساعه و التاريخ موضع الجريمه فكانت ظاهره امامه بالتفصيل الملحوظ و القاطع للبراءه
نقل المقطع المصور من على الحاسوب لشاشه اكبر و اوضح، و استعان بخبراء التكنولوچيا لتحسين جوده الصوره و بدءوا بتفحص التسجيل المرئى بصوره دقيقه
ركز انظاره على الكاميرا المثبته على البوابه الداخليه و التى عندما تنفتح يظهر كامل البهو و جزء كبير من داخل الڤيلا
لاحظ دخول دارين من بوابه الڤيلا و اغلاقها خلفها و مكوثها ما يقرب النصف ساعه، ثم خروجها بسرعه هرعا و كأن امر ما قد حدث ليفقه تماما ما قصته عليه و سبب عدوها بهذا الشكل
ليعود و يركز بصره على البوابه المفتوحه على مصراعيها لتظهر چيهان بوضوح الشمس امام البوابه و هى تنظر فى اثر دارين بوجها الساخر و المبتسم ثم اغلقت البوابه بعد ان تأكدت من رحيل دارين
لمعت عينه على الفور و ابتسم بانتصار فهو قد وجد الدليل القاطع على برائتها فهى حتى لحظه مغادره دارين كانت لا تظل على قيد الحياه مما يعنى انه سينحصر الاتهام ما بين البواب و زوجها فالتقط هاتفه ليتحدث مع سيف الذى كان قلقا للغايه ليخبره اخر التطورات
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يمطرها بنظرات مطوله و هى صامته امامه تتحاشى النظر اليه فتلوح ابتسامه مقتضبه على وجهه و ردد بعد صمت طويل
# يعنى ايه لسه على ذمته يا دارين؟
رفعت راسها بعزه و شموخ فهى لم تقترف خطيئه و ان كان هناك مخطئ فهو ذلك الندل و ليس هى لتردد بثقه
# هو الجواز عباره عن ايه؟
حاول كبت جموح غضبه و اجابها بهدوء مصطنع
# قبول و اشهار
اماءت بنعم و هتفت
# و انا قبلته و اهلى كانو عارفين و الجواز كان بوجود شهود حتى لو مزورين
ابتلعت غصه وقفت بحلقها لتكمل
# انا الفتره اللى قضيتها فى الرعايه خليتنى اجيب كتب من مكتبه السجن عشان اعرف اكتر و افهم اكتر و من اللى قريته عرفت انى لسه على ذمته
لمعت عيناه بنيران حارقه، هل تعى ما تبوح به تلك المعتوهه؟ تحدثه بزيجتها و هو امامها لا يريد حتى ان يتخيل بان رجل اخر قد امتلكها قبله فاغمض عيناه ليستحضر هدوءا مزيفا و استمع لها تسترسل
# الجواز الشرعى للبنت لازم يكون بوكيل ينوب عنها و الا يبقى باطل، و بابا كان وكيلى…. لازم يكون بشهود و كان فى اخويا و الاتنين صحابه و اللى كان عامل مأذون ، و لازم يحصل…..
تحمحمت بحرج لتكمل
# احم لازم يحصل معاشره بين الطرفين و….
رفع يده امام وجهها لتصمت و تبتلع بخجل و هو يصر على اسنانه و يجيبها بضيق واضح
# فاااهم… و عارف، مش لازم توضحى
التفت ليعض على شفته السفلى بحنق و يهدر بحده
# انا بولع كل ما افتكر ان فى راجل تانى سلمتيله قلبك، ما بالك بقا و انتى بكل بساطه بتقوليلى انه لمسك كمان!! انتى واعيه لنفسك بتقوليلى ايه؟
احتدت تعابيرها من كلامه، فبماذا يحاسبها؟ هل اقترفت ذنبا؟ حتى و ان اخطأت باختيارها فهى لم تخالف شرع الله بزواجها من رجل متزوج
اضافت بحده
# مش بس لمسنى يا باشا، انا كمان كنت حامل منه و…..
صرخ يوبخها بشراسه
# خلاااص يا دارين، كفايه
ارتمت على المقعد المقابل لمكتبه بانكسار و هتفت
# انا مش بفكر فى حاجه دلوقتى غير برائتى و بعدها حعمل المستحيل عشان اثبت جوازى منه
تجهم وجهه على الفور من اصرارها استكمال تلك الزيجه المزيفه لتنظر له بوجل و لكنها تكمل على ايه حال
# و مش حبا فيه، انا مش طايقه حتى اسمع اسمه…بس ده حيكون رد لشرفى و كرامتى و على الاقل يبقا معايا ورقه طلاق اثبت بيها للناس انى معملتش حاجه غلط
حاول ان يتفهمها و لكن رجولته ابت ان تتقبل الامر فاقترب منها و استند على الطاوله المستديره الصغيره الموضوعه امامها و انحنى بجزعه ناحيتها و همس بتحشرج صوته
# انا ميهمنيش الورق… و عارف و متأكد انك معملتيش حاجه غلط، بس احسبيها صح و انتى تلاقى انك حتطلعى من الموضوع ده خسرانه مش كسبانه زى ما انتى فاهمه
نظرت له بدهشه فاكمل حديثه يشرح لها
# مجتمعنا دايما بيحط الحق على الست ،و عمره ما حيجى فى صفك و مش حينوبك غير كلام الناس
قوست فمها و هتفت بغل
# عايزنى اسكت على حقى؟
اماء رافضا و هتف
# حقك حاخده منه تالت و متلت بس مش بالطريقه دى و لو على الجواز الشرعى فانا حخليه يطلقك شرعى زى ما اتجوزك شرعى
لم تفهم ما يعنيه و لكن قطع حديثهما رنين هاتفه فاعتذر منها و نظر لشاشته ليجده سعد الدين فهتف و هو يجيب
# ده سعد الدين المحامى…الووو
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
التقطت اذناه صوته من الطرف الاخر فاجاب بتوقير
# ايوه يا سيف باشا
جاءه صوت الاخير
# خير يا متر؟
رقق صوته قليلا حتى يفهم من نبرته بوجود اخبار ساره فردد مهللا
# كل خير يا باشا، عندى اخبار زى الفل
انتظر سيف ليستمع له فاكمل الاول
# اولا معايا دليل البراءه
لمعت عيناه بالفرحه و نظر باتجاهها يبتسم بسرور و ظل يستمع لسعد الدين و هو يكمل
# و ثانيا كان فى استدعا من النيابه لدارين عشان اعاده التحقيق لان الحيوان بلغهم انها بتلعب فنون قتال فحطها موضع اشتباه مره تانيه
عاد الوجوم لوجهه و سأل مستفسرا
# و ده حيفرق فى حاجه؟
اجابه بصوت فرح
# كان ممكن يفرق قبل ما الاقى الدليل انما دلوقتى و لا اى هرى يا باشا ،الدليل اللى معايا قاطع و مفيهوش كلام
عادت البسمه ترتسم على وجهه و تنهد براحه و هتف مستفسرا
# طيب ايه الخطوه الجايه يا متر؟
اجابه سعد الدين على الفور
#ابدا، المفروض التحقيق كمان يومين لانها بكره عندها تحقيق تانى بخصوص قضيه هروب المساجين، بس عموما انا فى طريقى للنائب العام و حقدم الدليل اللى معايا عشان يوقفو اجراءات الافراج عنه لانه كده بقا المشتبه به الاول هو و البواب
هتف سيف
# و دارين موقفها ايه؟
اجابه بعمليه
# بعد ما اقدم الدليل اللى معايا حتعاد فتح التحقيقات بس المره دى بتوجيه التهمه للبواب و لاكرم بس و حيحذف اسمها من قائمه المتهمين و بعدها حقدم طلب و التماس للنائب العام و المحامى العام او للقاضى المنتدب بتسريع اجراءات الافراج عنها، يعنى الحكايه ممكن تدخل فى عشر ايام بامر الله و تخرج
شعر بسعاده تغمر خلاياه و هو يستمع له و لكنه عاد لملامحه المقتضبه عندما علم انها لن تعود معه و امامه بعد عشره ايام من الآن،و لكن اليس من الجيد ان يحاول التودد لها و هى خارج اسوار السجن؟
انهى محادثته ليعود لها يهتف بفرحه
# دليل البراءه بقا فى ايد سعد الدين
لمعت عيناها من الفرحه و ابتسمت و رفعت يداها عاليا تتضرع للمولى و تهتف بشكر
# الحمد لله يا رب….الف حمد و الف شكر لك يا رب
تنهدت براحه و نظرت بتسائل تهتف
# حخرج؟
اجابها بحزن و فرح فى آن واحد
# فى خلال عشر ايام
اهه خرجت منها تعبر عن فك كربتها و شعرت بسلام داخلى و راحه غير عاديه فتوجهت للاريكه الموضوعه باحد اركان غرفه المكتب و جلست عليها تستند براسها للخلف و صمتت و اغلقت عينها فلم يبدر منها اى حركه سوى استماعه لصوت تنفسها فاتجه ليجلس بجوارها و وضع كفه على راحتها المسنده بجوارها ففتحت عيناها ببطئ و سحبت يدها من اسفل يده و هتفت بضيق
# مش قلنا مينفعش؟
ابتسم بسخريه و ردد
# لا قلنا حطلقك منه و اخدك ليا
كلماته جعلت قلبها يصعد فى حلقها فارتبكت و عجزت عن الرد لتطرق راسها لاسفل و تنفست براحه فلاول مره ستنام هانئه البال
وقفت بعد فتره ليست بالقليله و رددت بخجل
# قعادى معاك فى المكتب كل ده معطلك عن شغلك و مخلى الشاويش سماح بتتكلم عنى مع كل اللى فى السجن
اقترب منها و احاط كتفيها بساعديه و رقق صوته ليهتف هامسا
# اللى يتكلم يتكلم، انا ميهمنيش حد…بس لو انتى مضايقه فانا حوقفها عند حدها
اماءت بالموافقه و اضافت
# طيب خليها ترجعنى العنبر بتاعى بقا كفايه كده انا بقالى ساعه هنا
اجابها ببسمه عابثه
# مش قبل ما تجاوبى على طلبى!
بحيره اضافت
# طلب ايه؟
اجابها برقه متناهيه
# انك تكونى ليا
سحبت نفسا عميقا و طردته خارجا و اجابته بتأكيد
# خلينا نأجل الكلام ده بعد البراءه….ممكن؟
اماء لها متفائلا فهى لم ترفض رفض قاطع و لكنها على الاقل ارجئت الرد حتى تنتهى من ازمتها فاضاف
# بكره فى استدعاء للنيابه عشان قضيه لواحظ
اماءت بالموافقه فهتف
# انا اللى حكون معاكى
اعترضت بجسدها و ملامحها قبل ان تنطقها بفمها و رددت
# بلاش….كفايه كلام الناس و…..
قاطعها بحزم
# مينفعش….انتى الشاهده الوحيده عليهم، حتى انا شهادتى مجروحه لانى كنت مصاب و مشفتش حاجه، فانتى فى خطر عشان كده انا اقنعت المأمور انى اخدك بلبس مدنى و تركبى عربيتى من غير حراسه….. تمويه يعنى
ابتسمت من مزحته بعد ان غمز لها بطرف عينها فهتفت بدهشه
# و وافق؟
اماء لها مؤكدا
# هو بنفسه قال لى انك لو كنتى عايزه تهربى كنتى هربتى وقتها و بعدين انا كده كده عندى تحقيق انا كمان
استدعى الحارسه لتعيدها لعنبرها و هو فى قمه سعادته لتلتفت و هى ممكسه من قبل الحارسه تهتف برجاء
# ممكن اطلب منك طلب؟
اجابها امام الحارسه غير مهتم برده فعلها
# عنيا عشانك
ابتسمت بخجل و اضافت
# ممكن تطمن بابا بالكلام بتاع المتر؟
اماء لها و البسمه ترتسم على وجهه و هتف بالحارسه آمرا
# وديها العنبر بتاعها و ارجعيلى عشان عايزك
اجابته بالموافقه و التحيه العسكريه و اقتادتها سماح و هى تنظر لوجهها النضر و المصبوغ بحمره غير عاديه فاخذت تتلمذ بالحديث
# لاااا…ده الحكايه فيها إن كبيره اوى و انا لازم افهم
امتعض وجه دارين و هى تهتف بتحذير
# بلاش تدخلى فى اللى ملكيش فيه
تعجبت من ردها و جرأتها لتهتف بسخريه
# و ماله….ما يا بخت اللى معاون المأمور ضهره فى المخروبه دىي
عادت سماح لمكتبه ودلفت تحييه بالتحيه العسكريه تهتف
# اوامرك يا باشا
رفع وجهه ناحيتها و تحدث بصوت قاتم و هادئ و لكن ينم عن الغضب المكبوت
# اسمعينى كويس عشان مش حكرر كلامى تانى، لو سمعت اى كلام من اللى داير فى السجن عنى و عن دارين مره تانيه مش حيكون قدامى غيرك و حتبقى كبش الفدا اللى حيدفع التمن
حاولت استجداء عطفه
# يا باشا ده انا تحت امرك…
قاطعها بسخط و حِده
# محدش بيطلع اسرار المكتب غيرك، و سُمعه دارين اللى على لسان الحوش دول انتى السبب فيها و لو زودتى اكتر من كده حتكونى الجانيه على نفسك و قد اعذر من انذر
صرفها من امامه بغلظه و امسك هاتفه ليهاتف والدها و فور ان اجاب ردد بفرحه
# مبروك يا استاذ هشام البراءه مقدما
بفرحه اجابه الاخير
# هو حضرتك عرفت؟ ده انا لسه قافل مع سعد الدين
اجابه بايجاز
# ربنا مبيرضاش بالظلم، و الحمد لله على كل حال
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت مكتبه بحده بعد ان اخبرها بما وجده على تسجيلات المراقبه فاقتحمت مكتبه توبخه بعصبيه
# انا قلتلك ان التسجيلات دى عشان تساعدك و فى نفس الوقت تساعدنى مش عشان تبرأ موكلتك و بس
ابتسم لحدتها التى اظهرت جمالها و وقف مكانه ينظر لها بهدوء و اردف
# اهدى بس و اقعدى انا عندى اخبار حتفرحك اوى
جلست بتحفز تنتظر ان تستمع له فهتف سعد الدين برقه
# تشربى ايه الاول؟
زفرت بحنق و غضب و هتفت
# انا كل ما اجيلك حتقولى تشربى ايه؟ مش عايزه حاجه غير حقى
نظر لها بتسليه و هتف مسترسلا
# اكرم المغربى خلاص، بح، فنيتو و الادله اللى معايا حتلف حبل المشنقه حوالين رقبته بس
صمت فنظرت له بتركيز ليكمل
# معاه محامى عقر و انا مش عايز اتفاجئ بحركه منه تبوظ القضيه فالاحسن ان انا اللى افاجئه و هو مش متوقع
رددت بحده
# انا مش فاهمه حاجه
اجابها بتبسيط
# بصى يا انسه نيللى…. دلوقتى لو رميت كل الورق اللى معايا على الترابيزه يبقى كانى بكشف كل ورقى بدرى و بلاعبه ع المكشوف و المحامى الداهيه اللى معاه ممكن يزور و يخفى فى الادله و مش بعيد يبعت ناس تخلينى احصل المرحومه
لمعت عينها برهبه و خوف فعاد يطمئنها
# انتى كده كده بره الموضوع متخافيش، بس سبينى انزل ورقى بالترتيب اللى انا شايفه
زفرت باستسلام و رددت بتنهيده حاره
# المهم عندى انك متأكد انه مش حيفلت منها
اماء موافقا و هتف
# اعدام ان شاء الله
ابتسمت بفرحه فعاد يمزح معها بمرح
# هااا… تشربى ايه بقا و لا نخليها غدا!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اتجهت للتحقيق برفقته و داخل سيارته الخاصه مرتديه بنطال چينز و قميص قطنى ابيض اللون و تاركه لشعرها الغجرى منسدل خلف ظهرها
دلفا معا لمكتب رئيس النيابه الذى رحب بدوره برفيقه ترحيبا حارا و هتف بموده
# اقعد يا سيف باشا…و حمد الله على سلامتك
شكره و جلس و هو ينظر لها و يردد بهدوء
# اقعدى يا دارين
تنبه رئيس النيابه لوجودها فتعجب قليلا و هتف متسائلا
# مش دى المسجونه اللى مطلوبه فى التحقيق؟
اماء سيف مؤكدا فاضاف الاخير
# هى لابسه مدنى و جايه من غير حراسه و لا مرافقه ازاى؟
اخبره بتوضيح
# انا و المأمور شفنا ان كده افضل عشان سلامتها لانك عارف انها الشاهده الوحيده
فهم ما يرمى اليه و فتح التحقيق معها لاستكمال التحقيقات السابقه و المتصله بالحادث حتى يصلو لاكبر كم من الوقائع حتى انتهى رئيس النيابه من استجوابها فهتف
# كده حيكون اخر استدعا ليكى فى المحكمه عشان تشهدى ضدهم، ده لو اتمسكو!
ردد سيف بحنق
# حيتمسكو
زفر حانقا و اخبره
# حتى لو متمسكوش يا سيف باشا فى النهايه حياخدو حكم غيابى و القضيه حتتقفل على كده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى التحقيق و اسطحبها معه للعوده للسجن و لكنه توقف اثناء قيادته للسياره و نظر لها بوله و هتف بغتهً
# ايه رايك نتغدى فى اى مكان قبل ما نرجع؟
نظراتها المدهوشه من عرضه السخى جعلتها تبتسم و تهتف بعدم تصديق
# ازاى؟ مش حيكون غلط؟
اجابها بصوت رقيق حالم
# ما انا مش حلاقى فرصه زى دى و افوتها برده، و متقلقيش لسه معانا وقت عشان نرجع قبل ما يحسو اننا اتأخرنا
اطرقت راسها بخجل عندما غمز بعينه و هو يحدثها فتحولت بشرتها لحمره رهيبه ليضيف
# انا انهارده رهن اشارتك، المكان اللى نفسك تروحيه و الاكل اللى نفسك فيه، يعنى من الاخر كده انا الجنى اللى فى المصباح و شبيك لبيك عبدك بين ايدك
ضحكت من قلبها على طريقته و ادمعت عيناها قليلا فتضايق من حزنها و مد ساعده ليمسح عبراتها و هتف برجاء
# بلاش عياط عشان خاطرى….انا عايز ابسطك انهارده
تنفست عميقا و عادت براسها تستند على مسند المقعد و هتفت بتنهيده حاره
# عارف انا فعلا نفسى فى ايه؟
ردد
# ايه؟
اجابته ببسمه مقتضبه
# نفسى اخد دش فى حمام نضيف…لوحدى من غير ما يكون فى الف عين عليا، من غير ما حد يحدد لى وقت عشان اخلصه
اعتدلت بجلستها داخل السياره لتصبح بمواجهته لتكمل حديثها معه و هى تركز بصرها له
# و يا سلام لو بانيو و مايه سخنه بدل الميه المتلجه اللى بيحمونا بيها فى عز الشتا دى
شعر بغصه تؤلمه من حديثها، الهذه الدرجه اصبح اقصى امانيها ان تحصل على اقل القليل، لم تطلب شراء ملابس او مقتنيات مثل باقى الفتيات و لا حتى طلبت ان تأكل بارقى المطاعم…بل جل ما طلبته هو الاختلاء بنفسها عند قضاء حاجتها او عند الاستحمام و يا له من مطلب صعب المنال باجواء السجن القاسيه
ظل يمطرها بنظرات الحب و الاعجاب و ردد من بين غصات قلبه التى تؤلمه على حالها يرسم بسمه مزيفه على وجهه
# بتثقى فيا؟
اجابته بعفويه
# اثق فيك باماره ايه؟
ردها السريع و العفوى جعله يطلق ضحكه رنانه مدهوشه من جرأتها فهتف مازحا
# الواحد يرد يقول اه طبها بثق فيك….او يقول لو موثقتش فيك يبقى حثق فى مين؟ انما انتى بتحدفى دبش
رددت بحيره
# ايوه انا مش فاهمه ايه المغزى من كلامك؟
اشار امامه لبنايات عاليه و منظمه تبعد مسافه ربع ساعه فقط من موقعهما و هتف
# شايفه عمارات الظباط اللى هناك دى؟
اماءت بنعم فاضاف
# حاخدك الشقه عندى تعملى اللى نفسك فيه، تاخدى دش و تنامى فى البانيو و تعملى كل اللى نفسك فيه
نظرت له بوجل و لم تعقب على حديثه فاكمل هو ليطمئنها
# و انا اصلا مش حطلع معاكى الشقه ، حديكى المفاتيح تدخلى و تقفلى على نفسك و خدى راحتك على الاخر، و لما تخلصى انزليلى حتلاقينى مستنيكى فى العربيه
امام ذلك العرض السخى لم تستطع ان ترفض رغم المخاوف التى ارقتها فقاد سيارته و صفها امام البنايه و اخرج مفتاح شقته من بين سلسله مفاتيحه و ردد و البسمه تلمع بوجهه
# اتفضلى….اركبى الاسانسير انا فى الدور الرابع شقه عشرين
هتفت بتخوف
# محدش حيقولى طالعه فين و لا مثلا ممكن حد يشوفنى عندك ف…..
قاطعها بوضع كفه الغليظ على فمها و هتف داعما
# متشغليش بالك بحاجه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يتجرع مراره الحبس و التنمر و الاقصى من ذلك هو اعتداء المساجين عليه نفسيا و جسديا مما جعله هش و ضعيف فتذكرها و هو بذلك الوضع ليحدث نفسه كيف استطاعت ان تصمد كل هذا الوقت بداخل تلك الجدارن التى تسحب روح الانسان
لعن بداخله انسياقه وراء تخطيط محاميه و شريكه بكل شيئ و تذكر بدايه معرفته به عندما تخرج و عمل بمكتبه كسكرتير
فلاش باك*****
ظل يصيح ناصر للعاملين لديه بحنق
# انا كده حخسر القضيه….. لازم كلكم تشتغلو و تطلعولى ادله اعرف استخدمها
تذكر اكرم ان الخصم بتلك القضيه يعمل مدير قطاع باحد المصالح الحكوميه او بالاحرى بنفس القطاع الذى يعمل به والده كساعى
لمعت الفكره براسه فاخيرا جاء الوقت ليستغل وظيفه والده المغزيه من وجهه نظره فتحرك و ذهب لاحد مراكز بيع اجهزه التسجيل المتطوره و اتجه بعدها لمقر عمل والده
دلف يبحث عنه حتى وجده ينظف المكاتب بقطعه قماش صفراء اللون و هو يرتدى ذلك الزى الخاص بالسعاه
رحب به والده و هتف بسخريه
# ياااه جاى بنفسك لحد ابوك الفّراش؟
ابتسم اكرم بتصنع و هتف
# يعنى انا علطان انى جاى اشوفك و اطمن عليك؟
اجابه بتهكم واصح
# لااا فيك الخير يا اكرم بس ابقى اسأل عن امك احسن
ظل يتجول معه اثناء تنظيفه للمكاتب حتى وصل لمبتغاه و هو مكتب الخصم و دس جهاز التسجيل بالمكتب
و ظل يتابع بعدها التسجيلات من تطبيق تابع للجهاز قام بتحميله على هاتفه حتى استطاع ان يجد الحل الجذرى و القاطع للقضيه و هنا دخل لمكتب ناصر بخيلاء و تباهى هاتفا
# استاذ ناصر
نظر له الاخيرو هو منشعل بالاوراق التى لديه فتلك القضيه هى حد فاصل لمسيرته العمليه و المهنيه و التى من الممكن ان تنقله لمستوى اخر
هتف بانشغال
# عايز ايه يا اكرم انا مش فاضى
ابتسم اكرم بمكر و هتف باستعراض
# اللى يجيبلك مفاتيح القضيه دى كلها و يضمنلك المكسب الاكيد تعمل معاه ايه؟
بالطبع حاول الاستفاده من هذه الفرصه التى لن تعوض فاجابه ناصر
# عندى استعداد اخليه شريك معايا فى المكتب
ردد بحيره
# طيب لو مش محامى….يعنى حد زيى كده؟
رمقه بنظرات متفحصه و هتف بنفوذ صبر
# ما تخلص يا اكرم بقولك مش فاضى
اخرج التسجيلات و وضعها امامه و قام بتشغليها حتى استمع لها ناصر و الدهشه تعلو وجهه فابتسم بانتصار و هتف باعجاب
# يا ابن الايه؟…لاااا ده انت داهيه و حقك تطلب منى اللى انت عايزه
اجابه بثقه و كانه يعلم تماما ما يريد
# چيهان مهران
نظر ناصر امامه بتعجب فاضاف الاول
# تساعدنى اوصلها
فهم على الفور ما يريده منها فهى احدى موكيله هى و اباها رجل الاعمال الثرى و الغنى فهتف ناصر
# بسيطه، انا حقولك على كل مفاتيحها و انت عليك تشعلقها بيك
حرك راسه معترضا و ردد
# مينفعش و انا شغال هنا…لازم اشتغل عندهم فى الشركه عشان ابقى قريب منها و بعدها بقا تبقى تقولى مفاتيحها على مهلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت شقته و اخذ تتلفت حولها بعد ان اوصدته من الداخل حتى وقعت عينها على غرفه النوم
دلفت بخطى بطيئه و هى تنظر حولها للاطار الكبير الذى يتوسط الحائط و به صوره زفافه مع زوجته الراحله فائقه الجمال
التفتت لتجد مرآه الزينه لا يزال عليها ادوات التجميل الخاصه بزوجته و عطورها متراصه و كأنها لا تزال على قيد الحياه
دفعها فضولها لتفتح خزانه الملابس و كما توقعت تماما فوجدت ملابسها معلقه و مغلفه باكياس للحفظ و متراصه بشكل منظم و الاعظم انها معطره بعطر أخاذ
خرجت لتتوجه للغرفه المجاوره و التى ايقنت انها تخص غاليته الاخرى و صغيرته الراحله، و بالفعل وجدتها هكذا بلونها الوردى و العابها المتراصه على الارفف و فراشها الصغير فتملكها البكاء و هى تنظر لصورهم المعلقه على جدران الغرفه تظهر مدى سعادتهم و حتى سيف نفسه يبدو اصغر سنا و اكثر شغفا و سعاده بالحياه، حتى بسمته مختلفه،و نظرته مختلفه
عادت تدلف غرفه النوم الاساسيه و دخلت المرحاض لتجد ذلك المغطس الكبير فابتسمت دون اراده منها عندما فتحت صنبور المياه لتنزل منه مياه دافئه و امسكت علب الصابون الخاص بالمغطس و افرغت منها بداخله و خلعت ملابسها و رفعت شعرها و استكانت بداخله لتنسى تعبها و ارهاقها طوال فتره حبسها و تنسى معها احساسها بالوقت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
صف سيف سيارته بعيدا قليلا عن مدخل البنايه حتى لا يعيق حركه المرور و ظل يتصفح هاتفه فلم ينتبه لوالدته التى دلفت برفقه خادمتها كزياره دائمه منها لشقته فى اوقات عدم تواجده لتنظيفها و تعطيرها
صعدت كعادتها و ادخلت المفتاح بالباب و لكنها تفاجئت باغلاق المزلاج من الداخل فزفرت بضيق و هتفت
# يوووه…ده سيف باين عليه جوه، مش حنعرف نخلص نتظيف و هو موجود
اجابتها خادمتها
# متقلقيش يا ستى….انا حعرف انجز فى السريع
اماءت موافقه و بدءت برن جرس الباب فانتبهت تلك النائمه داخل المغطس لتنتفض بفزع و تهتف دون وعى
# يا خبر ابيض، انا نمت ولا ايه؟
وقفت من مكانها تبحث عن منشفه فوجدت رداءان للاستحمام لتتيقن على الفور ان احدهما يتبع زوجته الراحله فامسكت خاصته ترتديه على جسدها المبتل و هى تردد
# ده اكيد سيف بيستعجلنى
هرعت للباب و قرع الجرس لا يزال على حالته و والدته تردد بتذمر
# قافل على نفسك ليه طيب
فتحت دارين بلهفه ظنا منها انه سيف و انهما قد تأخرا على العوده و ربمت قد تسببت باذاءه بعمله دون قصد لتتفاجئ بتلك السيده الوقوره و التى يبدو عليها الشيب قليلا و خلفها سيده اخرى ملامحها و ملابسها توحى بانها خادمه فرفعت حاجبيها بدهشه عندما هتفت منار بحده
# انتى مين؟
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
عظم معركه فى حياتك، عندما يدفعك الناس الى ان تكون شخصا آخر
ويليام شكسبير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كان اثر الدهشه يعلو ملامحها و جعلها تتجمد فى مكانها فهى الآن فى موقف لا تحسد عليه ودت لو انشقت الارض و ابتلعتها
ماذا ستفكر بها تلك المرأه و التى تبدو من الوهله الاولى انها والدته فطريقه كلامها و ثقتها بنفسها و صياحها العالى جعل دارين تفقد الثقه بنفسها قليلا و تتأكد من فشل محاولاته للتقرب منها
فشلا ذريعا ستلقاه فور ان ترى رده بقلمى اسماء عادل فعل والدته عندما يخبرها من هى بالتحديد فتنفست بعمق و هى تعلم بقراره نفسها ان ما حدث الآن ربما هو الافضل لها حتى لا تخوض تلك التجربه التى تبدو انها مؤلمه من الوهله الاولى
ظلت منار تصرخ و كأنها رأت شبحا امامها فهى لا تتخيل ان وليدها البكر، المحترم و الوقور و الذى لا يخالف تعاليم دينه و لا يضيع فرضا من فروض صلاته قد يفعل الفحشاء بل و يأتى بعاهره لمنزل زوجته الراحله التى لا زالت سيرتها تفتح جراحه القديمه
هل احتياجات جسده قد تجعله يقع فى المحظور و لكنها لن تصمت على افعاله و حتى و ان اصبح بالخامس و الثلاثين من عمره فعليها تقويمه ان اخطأ
لمعت عينها و هى ترى تلك العاهره من وجهه نظرها ترتدى ثوب الاستحمام الخاص بوليدها فانقشع وجهها بالضيق لفكره انه قد دنس فراش زوجته الراحله بذلك الفعل الدنئ
هدءت حدتها قليلا عندما لم تجد اى رد او استجابه من تلك العاهره فظنت انها تنتظر خروجه من غرفه النوم ليقوم هو بالرد عليها
صرخت بحده و صوت هادر تنادى عليه
# اطلعلى هنا يا سيييف….. هى حصلت للدرجه دى؟
ظلت دارين تبتلع فى وجل و هى تشعر بقدماها قد ارتخيا و لا تستطيعان حملها بعد الآن و لكنها تحزم امرها و تهتف بصوت ناعم
# هو مش هنا
نظرت لها بتقزز و سألتها بتهكم صريح
# امال فين؟ نازل يجيب لوازم السهره مش كده؟!
يا الهى….نعم هى تظنها عاهره، طُعنت بشرفها للمره الثانيه دون ان تقترف اى ذنب و لكن لحظه، هل هى حقا لم تقترف ذنبا
ظلت تحدث نفسها معاتبه
# تستاهلى يتقال عليكى اكتر من كده…انا غلطانه انى وافقت على كده، كان فيها ايه لو طلبت منه يودينى بيت بابا طالما عنده استعداد لده!!
صاحت منار تحدثها و كانها كانت تتحدث و لم تنتبه لها دارين من فرط خجلها و شرودها بموقفها الحرج
# انتى مش سمعانى يا بتاعه انتى؟ بقولك ابنى فين؟
اجايتها و هى تطرق راسها لاسفل
# تحت فى العربيه
امسكت هاتفها و رددت بتقوس فمها
# انا حكلمه عشان اشوف ايه المهزله اللى بتحصل هنا!
هل عليها ان توضح لها الامر؟ ام تصمت لتتركه هو يتعامل مع حده والدته بطريقته الخاصه؟ لم تعلم بالتحديد ماذا تفعل فربما تخبرها امرا يزيدها حنقا لذا يبدو ان الصمت افضل وسيله الآن
اجابها بصوته الهادئ
# ايه يا ست الكل
صوتها الصارخ الذى صم اذنيه و حديثها المهاجم له و سرعه نطقها للكلمات المندفعه من فمها لم يجعله يفقه شيئا من حوارها سوى بعلمه انها بمنزله الآن و بتلك اللحظه بوجود دارين
صاح بلهفه
# اهدى يا امى انا طالع اهو و وطى صوتك بلاش فضايح فى العماره
اجابته بحنق و توعد
# هو انت لسه شوفت فضايح؟ بقا ابنى انا يعمل كده؟
لم يجد بدا سوى باغلاق المكالمه فور ان دلف للمصعد فربما تصمت عندما تجده قد اغلق الخط و لكن هيهات فهى قد ازداد صراخها حده و غضب من فعلته
# بقا بتقفل فى وشى….و الله ما انا ساكته على التهريج ده
دلف منزله ذو الابواب المفتوحه و صراخ والدته يصل حد باب المصعد فاغلق الباب على الفور و انطلق يقف امامها يهتف بمهادنه
# ايه اللى بتعمليه ده يا ماما؟ فى ايه؟
نظرت له نظرات متحسره و هتفت بتوبيخ
# بقا ابنى انا، معاون المأمور اللى متربى على الدين و الاخلاق ابن اللوا طلعت المهدى يعمل كده؟
لم تمهله فرصه للرد حيث صرخت
# لو عايز تتهبب ما كان قدامك هايدى بنت خالك المحترمه بنت الاصول و تقولى لا يا ماما انا مبفكرش فى الجواز ،و انت مقضيها كده…..
صرخ بحده ليوقفها عن استكمال حديثها المخزى بحقه و حق من احبها قلبه فاجابها بضيق
# انتى تعرفى عنى كده؟ تعرفى عن ابنك كده؟
نظر لها نظرات متخاذله و هو يردف
# لما امى تفكر فيا بالشكل ده، امال سبتى ايه للغريب؟
نظر امامه ليجد دارين بعالم اخر و كانها ليست معهم و لكن لحظه ما تلك اللعنه؟ هى ترتدى ثوب استحمامه فابتلع لعابه من فرط ما شعر من منظرها المهلك لرجولته و لكنه عاد بسرعه لقوته و ركز انظاره على والدته يهتف بخزى
# ما حال انك ملقتنيش فى البيت؟ امال لو دخلتى لقتينى كنتى ايه طلبتيلى بوليس الآداب؟
حسنا هنا حرفيا شعرت دارين انها تقف عاريه تماما امامهما بعد ان تنحت الخادمه حتى لا تستمع لباقى حديثهما فآثرت هى الاخرى على التنحى لترتدى ملابسها علها تستعيد جزءا من كرامتها المهدوره على يد والدته
ضغط على اسنانه بغيظ و اضاف
# قبل ما ترمينى بالباطل يا امى…انا ابنك اللى مربياه و عرفاه كويس، اسألى….استفسرى و بعدها ابقى ارمى اتهاماتك
نظرت لها بنظرات فاحصه و متمهله و هى تدقق النظر بكل تفصيله فى وجهه و هتفت
# طيب قولى انت مين دى و بتعمل ايه هنا؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلست بذلك الجحر الذى لا يرى الهواء و هتفت تتذمر و تهتف بحنق
# بقا انت ظبطت كل الهالومه دى و مش عارف تطلعنا من البلد يا معلم
نظر لها زوجها بنفور و صرخ بها
# ما كله منك يا دماغ البهيمه، بقلمى اسماء عادل مخلصتيش عليها ليه وقتها؟ و لا خليتى الرجاله يخلصو عليها… اهى قالت لهم كل حاجه و انا اتلطيت جنبك و بقيت قاعد شبه الولايا مستنى اللى يهربنى معاكى
صرخت لواحظ بغضب اهوج
# هو انت عايز اى صخام تلبسهولى، و انى مالى يا اخويا… انت مش المفروض مظبط كل حاجه و مرتبها صح!!
ردد بضيق و غضب
# ما عقلك اللى قد عقل العصفوره ده حيفهم ايه؟ مكانش ضرورى يعرفو انى انا اللى هربتك يا لواحظ، مكانش فى شهود تشهد عليا و كان على ما يخلص التحقيق و الاجراءات بتاعتهم كان زمانا كاتينا من هنا، لكن حقول ايه؟
ثم اخذ يندب حظه و هو يضرب بيديه الاثنتان على فخذيه
# فوض فيكى الامر لله، طالما عارفه ان بنانتكم عداوه… يبقى ليه يا فالحه سبتيها؟
زفرت بحنق و غضب و رددت
# كان نفسى اتشفى فيها بس طِلعت غبيه، بس ملحوقه و البت دى مش حيطلع عليها نهار
وقف منتفضا من مجلسه و هتف
# هى مش ناقصه جنان و تتصرفى من راسك يا لواحظ، انتى كده بتدربكى علينا الدنيا
انتفضت هى الاخرى تردد بتوعد
# لا يا معلم عتريس…. انا لواحظ المر و الاجر على الله، و مش حته بت زى دى تحبسنى الحبسه دى و انى اسكت
انحنى ناحيتها يردد بفضول تخلله نظرات فاحصه و همس
# ناويه على ايه يا لواحظ؟
اجابته و شبح ابتسامه حاده ارتسم على ثغرها
# حعمل اللى كان لازمن يحصل من زمان و اهو نخلص من شهادتها خالص قبل معاد المحكمه
ابتسم لها زوجها و ربت على كتفها يهتف بتسائل
# المهم ان اسمنا ما يتلطش فى الحكايه دى كفايه اللى احنا فيه؟
اجابته ببسمه فرحه
# متخافش انا حبايبى كتير فى السجن و الف من يتمنى يخدمنى و من غير مقابل كمان
جلس بجوارها بعد ان تربعت بجسدها على الاريكه و هتف عتريس مزهوا بها
# عفارم عليكى يا معلمه، لواحظ المر بحق يا حرمنا المصون
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تقدم سعد الدين بالادله الجديده التى بحوزته للنائب العام و تقدم ايضا بطلب التماس اعاده التحقيق مع دارين بصفتها شاهده لا اكثر و طلب ايضا الافراج عنها بعد التحقيقات من سرايا النيابه ليؤول الاتهام لباقى المشتبه بهم دونها هى
وافق النائب العام على ضم الادله الجديده و المرفقه بالالتماس لملف القضيه و حدد الغد كموعد لاعاده استجوابها و الافراج عنها ما ان كانت محبوسه على ذمه قضايا اخرى
شعر سعد الدين بالفرحه و السعاده لاقترابه خطوات كبيره من تحقيق هدفه و لكن صبرا فلم تفرغ جعبته بعد من المفاجأت
قام بالاتصال على سيف ليبلغه اخر التطورات و لكن وجد هاتفه مغلق فعاود الاتصال بهشام
اجابه الاخير باسئله كثيره و ملهوفه و هو يهتف
# يعنى كده دارين براءه و لا ايه يا متر؟ طمنى….حتخرج امتى؟ هم حيحققو معاها امتى؟ طمنى يا متر
ابتسم الاخير للهفه والدها عليها و اجابه
# اهدى بس و اسمع، التحقيق فى النيابه بكره الصبح و ان شاء الله بعد التحقيق يتم الافراج عنها بس هى لازم حترجع للسجن عشان يفرجو عنها من هناك و الاجراءات ممكن تاخد لها يومين او تلاته
زفر براحه و سعاده اخذ يتضرع للمولى و يشكره و والدتها تطلق الزغاريط الفرحه و تصرخ بلهفه
# الفرج من عندك يا رب، بنتى مظلومه و انت عالم بحالنا يا رب
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وقف مدهوشا من حدتها و طريقتها معه و كانها ليست بوالدته التى ربته و ارضعته على طاعه الله و نبذ المعاصى
نظر حوله فلم يجد سواهما فأيقن انها دلفت لترتدى ملابسها و لربما شعرت بالحرج و لكنه لم يستطع ان يمحى صورتها من مخيلته و هى ترتدى رداءه و شعرها الغجرى الذى يقطر ماء على عنقها المرمرى
طرد ذلك المشهد من راسه و عاد ينظر لوالدته و هتف بخزى
# انتى مش معاكى مفتاح للشقه؟
اماءت بنعم فاضاف
# و لما فتحتى الباب اتفتح معاكى؟
اجابته باستهزاء
# لا…كان مقفول من جوه
عاد يسألها بضيق
# و ده محسسكيش ان الوضع هنا مفيهوش اى حاجه غلط
صرخت بحده
# ازاى يعنى…ادخل شقه ابنى الاقى واحده لابسه البرنص بتاعه و مستحميه و هو عاذب، تبقى كانت بتعمل ايه؟ بتصلى مثلا!!
امعن التفكير فى اجابته فماذا عليه ان يخبرها؟هل يخبرها الآن من هى بالتحديد و يتقبل رفضها الاكيد و فى حضره من احب و يخاطر بتصادم معها قد يدفن الامل بينهما، ام يختلق كذبه بيضاء ،قد تنجيه مؤقتا من ذلك الصدام المحتوم
فكر و فكر و منار تنظر له منتظره منه اجابه فزفر مختنقا و اجابها
# كل الحكايه…انها كانت محتاجه تاخد شاور و انا عرضت عليها تطلع عندى و فضلت مستنيها فى العربيه
ضحكت بسخريه لاذعه و هى تستمع لهراءه و هللت بصياح عالى مسموع
# لا و الله….بقا هى احتاجت تاخد شاور فانت بقا الطيب الشهم طلعتها شقتك؟ لااا فيك الخير
قوس حاجبيه بغضب و حلكت حدقتيه و ازداد تنفسه حده مع ارتفاع درجه حرارته و كأنه يقف على جمر ساخن و لم يخرجه من حالته تلك الا سوالها
# و تبقى مين بقا الهانم اللى انت كنت چينتل معاها اوى كده؟
اجابها بثبات
# تبقى البنت اللى ابنك بيحبها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهت من ارتداء ملابسها و تجفيف بقلمى اسماء عادل شعرها و اعادت الغرفه على ما كانت عليه و اتجهت صوب الباب عازمه على الخروج و لكنها تمهلت حتى تعطيهما فرصه للتحدث و لا تصبح متطفله و لكن اوقفها عن الاستمرار سماعها لاخر كلماته مع والدته و التى صرح فيها بحبه لها
عادت خطوه للوراء و هى تبتسم من داخلها، هل حقا احبها؟ ماذا بها ليعشقها؟ هل هى مميزه؟ هى لا ترى نفسها مميزه بل على العكس تماما، هى مندفعه و ساذجه…ربما تكون متحرره بعض الشيئ بافكارها و لكنها لم تدع الفرصه لاى مخلوق ان يتجاوز حدوده معها الا عندما وقعت لاكرم بكلامه المعسول و اصراره على ايقاعها بشباكه
فضولها دفعها للاقتراب من الباب لتستمع لرده فعل والدته بعد ان ارتضت من داخلها ان تكمل تلك العلاقه فربما ارسله الله لها كى يعوضها عما حدث لها من قهر و ظلم و انتهاك لشرفها دون ان تقترف ذنبا يحاسبها عليه الله
استمعت لحديث والدته المتعجب
# بتقول ايه يا سيف؟ مين دى؟
ابتسم بحنين و رقق صوته و اجابها
# ايوه يا ماما…. ابنك اخيرا قلبه اتحرك…
قاطعته و هل تقلل من شأنها بطريقه مبتذله
# قلبك اتحرك ناحيه دى؟
اخفض تبرته خوفا من ان تستمع لهما و اجابها
# مالها دى يا امى؟ انتى تعرفى عنها حاجه عشان تتكلمى عليها كده؟
صرخت بضيق
# و بنت خالك؟
ضحك ساخرا
# مالها بنت خالى؟ هو انا اتكلمت فى موضوعها و لا حتى وافقت انك تتكلمى معايا فيه؟
تضايقت و رددت بحزن
# مش كنت اولى بيها من الغريب!
احتضنها و قبلها من اعلى راسها و هو يهتف بفرحه
# القلب و ما يريد يا سياده المستشار، انتى مش كان نفسك ان ابنك يحب و يتجوز، اهو حصل و قريب جدا جدا حتفرحى بيه
لاحقته بالكثير و الكثير من الاسئله
# طيب هى مين؟ و اهلها؟ و دراستها و اتعرفت عليها ازاى؟احكيلى يا سيف
نظر بساعته ليجد الوقت قد تعدى الحد المسموح فرددت بتهرب
# ححكيلك على كل حاجه بس بعدين عشان اتاخرت جدا و لازم ارجع الشغل
اقترب من باب غرفته ليطرق عليه و لكنه وجدها تقف فابتسم لها و سحبها من يدها و هو يهمس لها برقه
# متخافيش….الموضوع عدى، بس تعالى اعرفك على ماما و ننزل على طول عشان اتاخرنا
اماءت بصمت و ابتلعت لعابها بحرج و هو يحاوطها من كتفيها يقدمها لوالدته
# دى تبقى دارين يا امى
مدت ساعدها لتحييها فقابلتها الاخرى بتحيه مقتضبه و هو يكمل
# و دى يا ستى امى…الاستاذه منار المستشاره السابقه للقانون الجنائى و تبقى حرم اللوا طلعت المهدى والدى طبعا
غادرا الاثنان بعد ان ترك والدته بمنزله و بدء بالقياده على عجاله و هو يتاسف منها
# حقك عليا يا دارين، الموقف كان بايخ فعلا و امى زودتها شويه
اجابته و هى شارده بالنافذه التى تجاورها
# معاها حق و انا فعلا اسأت التصرف، و اى واحده حتلاقى فى بيت ابنها بنت واقفه بالبرنص يعنى تقريبا عريانه حتفطر كده و اكتر من كده…..انا اللى حطيت نفسى فى موضع شبهه بس صدقنى يا سيف انا مكانش قصدى ابدا انى اخرج قدامها بالمنظر ده هى اللى كانت بتخبط جامد اوى و انا اتخضيت
لحظه!!! ماذا دعته؟ هل رددت اسمه دون القاب؟ هل حذفت لتوها الالقاب التى كانت تقف عائقا بينهما؟ هل معنى هذا انها بدءت تشعر تجاهه بشئ او لربما بدءت تتقبله و تتقبل وجوده بحياتها؟
اوقف السياره على جانب الطريق و التف ينظر لها بحب و هتف
# قوليها تانى كده؟
لم تفهم ماذا يعنى و عن اى جزئيه من حديثها يريد ان تعيده على مسامعه فاخذت تهذى بحديث لا يهتم به هو مطلقا
# انا اقصد لما قلت نفسى فى شاور مكانش فى بالى انك حتنفذ طلبى و حتى لما قلت حتنفذه فكرت انك حتودينى عند بابا
ابتسم بسمه جذابه لا تليق الا به و حرك راسه ضاحكا ضحكه صغيره و هتف بغزل
# لا يا حبيبتى، مكانش ينفع اوديكى بيت اهلك عشان بعيد و الوقت كان حيروح فى الطريق
صمت و هو ينظر لها بتسليه و هتف
# بس انا سمعت صح و قلتيلى سيف حاف كده من باشا و لا فندم؟
انتبهت لنفسها فور ان تحدث لتعيد براسها ما رددته، هل فعلا قالتها دون القاب فشعرت بالخجل و اطرقت راسها ليمد هو سبابته يرفع ذقنها لاعلى و يكوب وجهها بين راحتيه و يهمس بعشق
# بحبك….اوعى تبعدى عنيكى عنى ابدا
ابتلعت بخجل و حاولت ان تبتسم و لكن ابتسامتها ذهبت مع الرياح فور ان تذكرت مأساتها فابعدت راحتيه عن وجهها و هتفت بضيق
# لا يا سيف، انا قلتلك كده غلط،انا لسه على ذمته
شعر بنيران تحرقه من حديثها فهو بقلمى اسماء عادل كلما تذكر حديثها عن زيجتها المزعومه يتضايق و لكنها ها هى تدعوه باسمه مره اخرى مجردا من الالقاب فعادت البسمه تزين وجهه الهائم بعشقها و هتف برومانسيه
# طيب و النبى قوليه تانى!
رددت بفروغ صبر
# هو ايه ده؟
اجابها بمشاكسه
# اسمى
ابتسمت رغما عنها و قالت
# قد كده بتحب اسمك؟
حرك راسه رافضا ما تقوله ليصححه لها بصوت حانى و هو يطبع قبله بريئه على كفها
# لا..بحب اسمع اسمى منك انتى و بس
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عادت لمنزلها بعد ان انتهت من العمل بمنزل وليدها فوجدت زوجها يجلس بالشرفه يطالع الاخبار من جريدته المفضله فجلست الى جواره باجهاد و نادت على خادمتها التى دلفت للتو معها
# اعمليلى شاى يا حفيظه
وافقت بادب رغم اجهادها هى الاخرى بمنزل سيف فنظر لهما طلعت و اردف
# الرحمه حلوه يا منار، الست كانت معاكى من الصبح سبيها ترتاح شويه
شوحت بيدها بتذمر و هتفت
# سيبنى فى حالى يا طلعت، انا فيا اللى مكفينى
ابتسم من طريقتها و هتف بتسائل
# مالك؟
قصت عليه ما حدث بمنزل وليدها و اخبرته بامر تلك الفتاه و اضافت
# يا خوفى يقع مع واحده تاكل بعقله حلاوه، و لا البت تكون يعنى…..
قاطعها بحده
# اتقى الله يا منار، ابنك مش بيفوت فرض و عمره ما يغلط ابدا و لا حد كان مانعه من الجواز لولا حبه لمراته و المفروض انك تحمدى ربنا انه اخيرا لقى اللى تنسيه حزنه
اعتدلت بجلستها تنظر له بتصميم و حده
# انت معايا و لا معاه؟ بقولك خايفه عليه يختار غلط
احابها بضيق
# هو انتى غاويه وجع دماغ؟ كنتى بتكلميه كل يوم عشان يتجوز و كل شويه تشوفيله عروسه و لا عشان بنت اخوكى اتطلقت يبقى خلاص كل بنات الناس حيبقو وحشين ما عدا هايدى طبعا
قوست فمها و وجهها بشكل عفوى اضحكه كثيرا و هتفت بفضول
# الولد بيقولى بحبها…..عرفها امتى و اتقرب منها امتى و حبها امتى يا طلعت بس متجننيش؟ ده يا حبيبى من البيت للشغل و من الشغل للبيت و لا مره خرج يسهر هنا و لا هنا و لا بيروح افراح و لا جابلى سيره غير لما شفتها عنده فى البيت! يبقى حصل امتى كل ده؟
اجابها ببساطه
# يا ستى يا خبر بفلوس بكره يبقى ببلاش، هو مش قالك حيقولك كل حاجه ؟استنى لما ييجى و يقولك من نفسه و بطلى اسلوبك معاه ابنك مش صغير يا منار عيب كده…..المهم دلوقتى البنت حلوه؟
اجابته و هى يرتسم على ملامحها الضيق
# اه حلوه يا سيدى
ضحك عاليا و هتف يمازحها
# طيب اما اخلى الواد سيف يوريهالى يمكن افكر انا كمان فى الخطوه دى من بعده
جحظت عيناها بلمعه غاضبه و هى تنظر له تهتف بحده
# خطوه ايه دى يا طلعت؟ انت ناوى تتجوز عليا؟
ضحك و ضحك حتى سعل من كثره الضحك فارتشف بضع قطرات من المياه حتى يزيل حشرجه صوته و هتف و لا تزال نبره صوته الضاحكه تؤثر عليه
# و انا اقدر برده يا ست الكل….هو انا الاقى زيك برده!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ترجلا من السياره فمشت بخطوات بطيئه متعمده منها حتى تصبح خلفه و هى تطرق راسها فكفاها اقاويل تمس شرفها حتى لاحظ تاخرها وراءه فالتفت ناحيتها و اقترب منها يردد
# متغدناش
ابتسمت رغما عنها و هتفت محذره
# ده وقته؟ و بعدين عشان خاطرى بلاش كده
قوس حاجبيه بدهشه فهو لا يعرف عما تتحدث فاوضحت
# مش عايزه حد يتكلم عنى و عن سمعتى، انا اتبهدلت اوى الكام شهر دول و مش متحمله اى تلقيح من اى حد ،فلو ليا خاطر عندك وقف كل حاجه لحد ما اخرج من هنا و اجيب حقى من اللى اذانى و اطلق منه و بعدها نبقى نتكلم
زفر بحده و امسكها من ذراعها بقسوه و هتف
# انتى ليه عنيده كده و بتحبى تنرفزينى؟ انا مش قلتلك انا حخلص موضوع الطلاق ده؟ و لا انتى مصره الحكايه تبقى علنى و اللى ميعرفش لازم يعرف
سحبت ذراعها منه بحده و هتفت بضيق
# قول بقا انك حتتكسف منى و خايف الناس تعرف و لا اهلك يعرفو…مش كده؟
لمعت عينه بالغضب و انذرت ملامحه بخروج نيرانه المشتعله فهسهس بحده جازا على اسنانه
# اللى اقول عليه يتسمع يا دارين….. لما اقول الموضوع حيخلص من غير شوشره يبقى يخلص بقلمى اسماء عادل من غير شوشىه عشان لا انا و لا انتى فى حاجه للمشاكل و المحاكم اللى حبالها طويله و حتاخد وقت لحد ما اللى انتى عيزاه يتعمل…و لا ابوكى و اهلك حمل مصاريف قضيه تانيه و لا حيستحملو اللى حيحصل من رد فعل الناس فى قضيه زى دى، فاعقلى كده يا حبيبتى و خلينا نخلص بسرعه عشان انا مستعجل
انهى كلماته التى بدءت بحده بمرح غامزا لها بعينه فابتسمت رغما عنها لتوبخ نفسها كيف يستطيع ان يرسم البسمه بذلك الشكل على وجهها فهتفت
# طيب ربنا يحلها من عنده، بس عشان خاطرى يا سيف خلينا نتكلم اكتر و يا اقنعك يا تقنعنى
ابتلع لعابه باثاره و قضم شفته السفلى فور ان نادته باسمه فيبدو انه سيكون البلسم لجراحه و الدواء لداءه و ردد
# قوليها تانى كده
رددت بدلال زائد قاصده زعزعته
# عشااان خاطرى يا سيييف
اغمض عينه و هتف
# سيف اللى طالعه منك تجنن دى ممكن بيها تاخدى عنيا الاتنين و اديهوملك و انا مبسوط و راضى و شكلها كده حتبقى نقطه ضعفى
ضحكت برقه فاضاف
# حبعت اجيب اكل و ابعتلك تاكلى معايا عشان متغدناش
حركت كتفاها باعتراض و هتفت
# بلاش… صدقنى مش حستحمل اى تلقيح من اى حد
انصاع لرجاءها فردد
# طيب خلاص حبعتلك اكلك فى العنبر، ماشى كده؟
اماءت بالموافقه فسألها
# تحبى تاكلى ايه؟
اجابته بايجاز
# اى حاجه…مش حتأمر حتى لو فول و طعميه حتبقى احلى ميت مره من التعيين بتاع السجن
اقترب من اذنها و هتف باثاره
# اجيبلك شاورما؟
وافقت فعاد للوراء بعد ان سحب رائحه شعرها بداخله و هتف مشاكسا
# لا…. و ريحه الشامبو بتاعى على شعرك احلى بكتير من ريحته عليا
ابتسمت بخجل و اطرقت راسها للاسفل فردد مشاكسا
# لااا انا حبعتلك على العنبر بتاعك احسن لو قعدتى معايا اكتر من كده وشك حيقلب على طماطم و ساعتها فعلا حيتكلمو علينا
استدعى الحارسه و امرها باخذها لتغيير ملابسها لملابس السجن و اوداعها عنبرها و امسك هو هاتفه يامر عامل التوصيل باحضار الطعام لهما
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت المرحاض لتغيير ملابسها فنظرت حولها لتتذمر بتقزز
# اووف بقا…ده انا كنت نسيت شكل الحمامات النضيفه، يا رب هون الايام عليا
انتهت من تبديل ملابسها و قامت بتسليم الملابس المدنيه للحارسه و قادتها الاخيره لعنبرها فجلست على فراشها تراجع احداث اليوم حلوه و مره لتشعر اخيرا بالسعاده و الراحه النفسيه حتى اتاها صوت سيده الممازح
# مستر كراتيه…ازيك؟
نظرت لها بتفاجئ و هتفت
# سيده؟ انتى بتعملى ايه هنا؟
اجابتها الاخيره
# لسه منقوله انهارده ظازه من العنبر بتاعى…ها ايه رايك فى المفاجأه دى؟
اماءت بعدم اهتمام فاقتربت منها و همست باذنها بتوعد
# اوعى تفتكرى انى نسيت عملتك السودا اللى دخلتنى التأديب شهر بحاله و لا بضاعتى اللى اتصادرت؟؟
رمقتها دارين بتعجب فاضافت
# مخضوضه من ايه ؟و لا تكونيش فاكره ان سيده ممكن يتضحك عليها ؟انا قلتلك قبل كده انى غير لواحظ خالص و لما احب اخد حقى باخده من غير شوشره و لا استعراض زى غيرى فانتى مفيش قدامك غير حل واحد ملوش تانى، انك تدفعيلى تمن الخساير اللى خسرتها بسببك و انا يا ستى مسامحه فى حقى فى التاديب اللى اخدته
انتفضت دارين تهتف بغضب
# حق ايه و خساير ايه و فلوس ايه انا مش فاهمه حاجه، انتى مالك و مالى؟
اوضحت لها و هى تسحبها من يدها تجلسها بجوارها مره اخرى
# اقعدى بس متبقيش حمقيه كده و افهمى….اول هام عايزه تمن الموبايل اللى طلبتيه يا عنيا
اجابتها ببراءه
# انتى مجبتليش موبايلات
اجابته ببرود
# لا هو اتجاب بس كنتى انتى بقا انتحرتى و بعدها فتشو العنبر و صادروه يبقى فلوسه على مين؟
ابتلعت لعابها و شعرت انها محقه فاماءت موافقه لتضيف سيده
# و عايزه حق كل البضاعه اللى اتصادرت كمان
عاد الوجوم لوجهها تهتف برفض
# لا طبعا انا مليش دعوه، انا حدفع تمن الموبايل و بس
امسكتها سيده من ذراعها بحده غارزه اظافرها بلحمها قاصده ايلامها و هتفت بتوعد
# منا نبهتك ان اللعب معايا خطر..البضاعه دى اتصادرت بسببك و بسبب عملتك ،يبقى انتى اللى حتشيلى الليله دى كلها يا اما قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم ، 10 الاف جنيه بالتمام و الكمال و قدامك يومين اتنين و ان مجهزوش اليوم التالت حياخدو فيكى العزا فى عمر مكرم و حجيبك حتى لو كنتى فى بطن الحوت
وقفت تتجه لفراشها لتعود و تنظر خلفها توجه انظارها لدارين و تهتف بتحذير
# انا بدى فرصه واحده بس، و مش بتنيها و انتى اللى حتكونى الجانبه على نفسك
ابتعدت عنها لتعود دارين لحالتها الحزينه و هى تشعر بكم الكره و الحقد المتشرب به جدارن ذلك المكان الكريه فشعرت بحرارتها قد علت فتوجت للمرحاض بسرعه لتغرق وجهها بالمياه حتى تطفئ نار جحيمها الازلى و تفكر فى سرها
# هو بابا حيلاقيها منين و لا منين بس يا ربى؟ دى اللى كانت عامله صاحبتى و راسمه انها ملاك
زفرت انفاسها و هى تقف تجمع شعرها بكومه غير منمقه و تضع حجاب راسها الابيض بعد ان بقلمى اسماء عادل جففت وجهها و يدها به و اتجهت لتخرج فارتطمت مباغته باحداهن و هى دالفه للمرحاض فاعتذرت منها و قبيل ان تغادر حصار جسدها الممتلئ كانت اخرى خلفها تضع يدها على فمها و الاولى تغرز نصل مديتها باسفل بطنها بقسوه فخرجت اهه مكتومه منها و جحظت عيناها بلمعه الالم لتهتف السجينه
# المعلمه لواحظ بتقولك الحساب يجمع و جه وقت الدفع
ظلت السجينه الثانيه تطوقها من الخلف و تكتم صوتها و الاولى تخرج المديه و تغرزها مره اخرى بطعنات متتاليه واحده و اثنتان و ثلاثه حتى وصلت لست طعنات متتاليه بنفس المكان
زاغت عيناها و بصقت الدماء من فمها و ابتلعت بوجل و الم فهتفت السجينه الثانيه
# كفايه يا ختى حنتبهدل دم
اجابتها الاولى
# المعلمه موصيانى مسبهاش الا و هى مخلصه على الاخر
اجابتها الاخرى
# ما هى خلصانه اهى يلا من هنا قبل ما حد يشوفنا و ارمى المطوه دى فى عين الحمام
فعلت ما اخبروها به و خرجتا من المرحاض و كانهما لم تفعلا شيئا لتظل دارين ملقاه على الارضيه العفنه بمرحاض السجن تنزف بغزاره من بطنها و تبصق الدماء من فمها تهتف بتقطع حتى غابت عن الوعى
# س..سيييف !!!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
البعض تعيش معه عمر لا تذكر منه لحظه٠٠٠٠
و البعض تعيش معه لحظه تذكرها طول العمر٠٠٠
لان الذى يحتل القلوب..هى المواقف و ليس الزمان
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت بخطاً ثابته نحو العنبر تحمل بيدها اكياس الطعام و دلفت تنظر حولها حتى تتبين موقعها و عندما لم تجدها هتفت السجانه سماح بصوت عالى
# فين دارين الشامى؟ جايلها زياره اكل
نظرن حولهن يمينا و يسارا و لم يجدونها فاجابت احداهن
# تلاقيها فى الكبانيه ( المرحاض)
خطت ببطئ تنادى عليها و لكنها فور ان دفعت الباب بقدمها وجدتها غارقه بدماءها على الارضيه البلاطيه للمرحاض فصاحت طلبا للنجده من زميلاتها بالسجن
# الحقونى…. يا فتحيه، يا احلام…. مصيبه
هرعن جميعا لينظرن لسبب صراخها الحاد فشهقن و تراجعن للخلف اثر دفع السجانات لهن
# ابعدى منك ليها… حد يبلغ حضره المعاون بسرعه و نادو على الدكتور
بالفعل توجهت احدى السجانات بقلمى اسماء عادل لاحضار الطبيب و الاخرى هرعت لمكتبه و دلفت على الفور دون استئذان فرفع بصره من امام طعامه الذى بدء للتو بتناوله و لمعت عينه بالغضب و هتف
# دخلتك بتقول فى مصيبه.. خير؟
لهثت و هى تخبره فهى اعلم الناس بما ظنت انه يدور خلف ابواب المكتب المغلقه و رأت بنفسها ما فعله عندما حاولت الانتحار و كيف اودعها الرعايه خوفا عليها حتى اضطر لايداعها عنبرها بسبب القوانين
ابتلعت فى وجل و هتفت
# فى مسجونه اتقلت يا فندم
وقف منتفضا من مكانه و القى بطعامه على المنطده امامه و اقترب منها بغضب و هتف متوعدا
# شكلى كده لازم اعملى نمره من بتوعى عشان الحَوش دول يتربو!
التفت ليمسك سلاحه يضعه بخصره و احضر عصاه ايضا و وقف يضرب بها على راحته و هتف بعدم اهتمام
# انهى مسجونه؟
حسنا هى تعلم الان انها تقف امام مدفع ملقم و جاهز للانفجار بوجهها فإن كان يسلى وقته بها كأى فتاه تبيع جسدها مقابل معامله خاصه فلن يبدو عليه هذا الذعر، اذا هى مشاعر ما يكنها تجاهها فابتلعت لعابها بتوتر جلى و اجابت بتلعثم
# د.. دارين.. ال. الشامى يا باشا
توقف تنفسه حرفيا فى تلك اللحظه و اختنق صوته و هو يهتف بعدم تصديق
# مين؟
اعادت عليه الاسم فدفعها من امامه و هرع لعنبرها بسرعه هائله و مندفعه و دلف لداخل العنبر فوجد الطبيب يفحص مؤشراتها الحيويه ليتأكد ما ان كانت على قيد الحياه
نظر خلفه عندما شعر بسخونه انفاس احدهم وراءه و تاكد انه سيف فهتف بعمليه
# الحاله صعبه يا باشا و لازم حالا تتنقل المستشفى انا اتصلت بيهم و حيبعتو اسعاف….
لم يكمل حديثه ليجده قد دفعه من امامها بقسوه و انحنى يحملها و كانها دميه صغيره بين يديه و ركض مسرعا لخارج اسوار السجن و وضعها بالمقعد الخلفى و توجه بالسياره لمشفى السجن القريب جدا من موقع السجن
دلف للمشفى يحملها و يصرخ بالاطباء و الحراس
# عايز دكتور هنا بسرعه
ركض احد الاطباء بعد ان اخبر فريق التمريض باحضار نقاله متحركه ليضعها عليها و هتف متسائلا
# بيانتها يا باشا عشان محضر الدخول
رمقه سيف بنظرات احرقته فابتلع الطبيب لعابه برهبه من منظره المخيف و صرخ بحده
# الحقوها الاول و بعدين خد بيانتها يا دكتور
اماء له بطاعه و انصرف من امامه باتجاه غرفه العمليات و سيف يقف مدهوشا يكاد لا يصدق فهى كانت معه منذ لحظات، بل كانت بداخل منزله ترتدى زى استحمامه ليقف لحظه يستند على احد الجدران يلطم وجهه بكفيه بحركه سريعه و يكحت عينيه و هو يهتف
# اصحى يا سيف…. انت اكيد بتحلم، ما هو مش معقول هى كمان حتسيبك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علم رئيس المباحث بما حدث فحاول ان يتدارك الامر فهو يعلم مشاعر رفيقه تجاهها فاخبر المأمور بانه سوف يتولى التحقيق بالامر و انه المسئول امامه
امسك هاتفه و هاتف سيف ليجيبه الاخر بعد ان رن اكثر من مره دون اجابه حتى استفاق من شروده على صوت رناته
# ايوه يا عماد
اجابه الاخير بلهفه
# انت ودتها فين يا سيف؟ اوعى تتهور بلاش تاذى نفسك
اجابه بوهن
# متقلقش احنا فى مستشفى السجن
تنهد عماد براحه و هتف
# طيب الحمد لله، انا حجيب الملف بتاعها و جايلك
صرخ به سيف
# بلا ملف بلا زفت…. حوطلى العنبر ده كله قبل ما يحبو السلاح و يضيع حقها على كده، اعرفلى مين اللى عملت كده يا عماد
اجابها الاخير بحذر فهو يعلم غضبه و قسوته فى التعامل و ربما سيرى الاثنين معا و لتحترق الارض و ما عليها
# اهدى… متقلقش، انا عملت كل ده بس لازم اجيبلك الملف عشان الملف الطبى بتاعها و كمان لانها على قوه السجن و كده مش قانونى و انت اللى حتتأذى
ذرفت دموعه رغما عنه و اختنق صوته بالبكاء و هتف بتضرع
# انا مش عايز حاجه غير انها تعيش يا عماد…. و اى حاجه بعدها مش مهم، انا مش، حستحمل موت تانى
هدءه قليلا
# متخافش….حتقوم منها يا سيف ان شاء الله، انا جايلك حالا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اثار فضوله كثيرا بعض الملفات المشفره بحساب والد نيللى فقرر ان يفتحها بالرغم من كونها لا تمط للقضيه بصله
حاول كسر الرقم السرى ليفك شفره الملفات بمساعده رجاله من متخصصى البرمجيات حتى نجح ليتفاجئ بكم من التسجيلات المصوره والتى تعود لوقت امتلاكهم للڤيلا موقع الجريمه
رأى تسجيلات مصوره لوالدها و هو يقف بالمطبخ يضاجع ما تبدو انها خادمته و مسجل الملف باسمها و تاريخ التسجيل
اخذ يقلب فى محتويات التسجيلات حتى وجد الكثير منها بالمطبخ و غرف الخدم و غيرها بالمرآب الخاص للسيارت و جميعها تسجيلات فاضحه تبين مدى سوءته و لكن الامر الذى ظهر له عياناً انه يضع كاميرات خفيه بمختلف ارجاء الڤيلا مما جعله يعود للملفات الاخرى و يعيد مراجعتها حتى وجد ضالته
الاف الساعات من التسجيلات لكاميرا بالمطبخ تسجل اشياء غير مهمه بتاتا و لكنها تظهر جزءا من البهو موقع الجريمه
هذا ما وجده عندنا ظل ساعات و ساعات يحدق بشاشه حاسوبه و ارجئ تسليم الادله التى وجدها حتى يستند محامى اكرم على دفاعه ربما بعدم وجود ادله كافيه فيفاجئه بتلك التى تدين موكله ليصفعه صفعه مؤلمه و قاصمه للظهر
و لكن الحقيقه يراها امام عينيه بوضوح لا يغفل عنه احد ليشاهد التسجيل المرئى الذى يظهر فيه شجار واضح بين اكرم و بين القتيله لينتهى بامساكه لها من الخلف محاوطاً رقبتها و بحركه سريعه قام بكسر عنقها لتسقط صريعه على الفور
ابتسم و هو يشاهد ذلك التسجيل مرارا و تكرارا حتى دلف احد مساعديه يهتف بلهفه
# فى حاجه مهمه لقناها فى الفديوهات يا فندم
نظر له سعد الدين بتدقيق فاستطرد الاول
# جريمه قتل تانيه
نهض من مكانه ببطئ و انتظر ليستمع لباقى حديثه فاضاف
# الفيديو فيه اكرم و هو بيحط حاجه فى قهوه والد المجنى عليها و بعدها بنص ساعه عمل حادثه بالعربيه و مات
لمعت عينه بالدهشه ليكمل المحامى الذى يعمل لديه
# انا متاكد يا فندم اننا لو طلبنا تشريح الجثه حنلاقى اثار فى جسمه من الماده اللى اتحطت فى قهوته
اجابه سعد الدين
# اولا ابوها ميت من سنه تقريبا تفتكر الطب الشرعى حيقدر يلاقى حاجه؟
اماء بعدم معرفه ليجيب
# على الاقل نحاول عشان لو حاول يفلت من القضيه التانيه يلاقى دى قدامه و ساعتها يبقى حبل المشنقه مستنيه
اخذ يفكر ثم اتخذ قراره و هتف
# اللى يقدم الدليل ده بالمستند بتاعه لازم يكون حد من اقارب المتوفى
امسك هاتفه و بحث عن رقمها و ضغط زر الاتصال فاجابت نيللى برقتها التى تهز كيانه
# الووو
ابتسم فور ان استمع لصوتها و حاول قدر الامكان ان يتحدث بجديه فاردف
# تقدرى تجيلى المكتب….فى حاجه مهمه جدا و ضرورى نتكلم
اعتذرت عن المجئ متحججه
# انا عندى مييتنج مهم و بعيده خالص عن وسط البلد و لسه قدامى ساعه على ما اخلص، ما حضرتك عارف ان شغل الشركه كله بقا تحت ادارتى من ساعه ما اتقبض على اكرم
اجابها بعمليه
# طيب تحبى اجيلك انا؟
وافقت على طلبه فانتشى فرحا و عندما اخبرته انها تجلس باحد المطاعم برفقه عملاء و ستفرغ منهم قريبا فهتف برجاء
# طيب اوعى تقوليلى انك حتتعشى معاهم؟
تعجبت قليلا من نبرته الودوده و لكنها فى حقيقه الامر معتاده على الاطراء فلم تهتم لتردد
# لا انا مش بتعشى اصلا
ابتسم من داخله و هتف بتمتمه
# بس حتتعشى معايا انهارده
لم تستمع لتمتمه فهتفت
# بتقول حاجه يا متر؟
نفض راسه و هتف بجديه زائفه
# لا ابدا، يلا سلام مش عايز اعطلك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بعد مرور ثلاث ساعات و هو يقف امام غرفه العمليات ينتظر خروج الاطباء ليطمأنوه عليها و لكن طال الامر و طال انتظاره ليزداد قلقه حتى بدء بالفعل بالشعور بالانهيار
اقترب منه رفيقه و حثه بهدوء
# مش كده يا سيف…انت قد كده بتحبها؟
نظر له بعيون حمراء دامعه و انف متورم من كثره كتمه لبكاءه و هتف بصوت مبحوح
# انا كانى رجعت 3 سنين لورا و واقف بسمع خبر موتهم من تانى، نفس الوجع و نفس الخوف
ربت عليه رفيقه و هدئ من روعه قليلا
# الخبر الوحش بيوصل بسرعه،و طالما اتاخرو….
قاطعه بحده
# التأخير ده بيقول ان فى خطر عليها و محدش عايز يطمنى
فكر عماد قليلا فقرر استخدام سلطاته بقلمى اسماء عادل لطمئنه رفيقه فدلف للبوابه المؤديه لغرفه العمليات و نظر للمرضه التى امامه و امرها بصوره رسميه
# عايز التقرير بتاع المسجونه اللى فى العمليات عشان التحقيق
اماءت بصمت و طاعه و هتفت
# حاضر يا فندم…بس ثوانى ابلغهم يطلعوه عشان التعقيم
وقف منتظرا على احر من الجمر حتى اخرجت تقرير الاصابه فامسكه منها و خرج به و اعطاه لسيف ليقرأه
(اصيبت المجنى عليها بثمان طعنات متتاليه و نافذه باسفل بطنها الى اليمين قليلا مما يدل ان مرتكب الجريمه يستخدم يده اليسرى)
( ادت الطعنات الى انشطار الزائده الدوديه مما تسبب بالتهاب الصفاق و انتشار العدوى بكامل البطن)
(اصابت الطعنات ايضا جزءا من الامعاء الدقيقه مما ادى لحدوث تليف و نزيف بها و احدث اضرار خطيره استدعت التدخل الجراحى الفورى)
قرأ سيف بعيناه و ظهر الوجوم على وجهه و اعاد النظر لرفيقه و عاد يقرأ صامتا حتى شعر بالم فى معدته لمجرد تخيل مدى اصابتها و كم تتألم من اثره
ارتكز على الحائط يبتلع غصه مؤلمه و يهتف بحنق
# 8 طعنات ولاد المفتريه…ده حد قاصد يموتها مش مجرد انذار و لا فرض سيطره زى ما بيحصل
اقترب منه عماد و قوس حاجبيه بفضول و تسائل
# تفتكر مين؟
اجابه بحيره
# مفيش غير اتنين، يا لواحظ يا اكرم الكلب!!
تناقش معه رفيقه لايجاد الجانى فردد
# ماعتقدتش انه اكرم، لانه فى السجن و مش ممكن يعرف يوصلها
بوجه رافض اجابه
# عرف يوصلها قبل كده، مكانتش صعبه عليه
تسائل عماد بايجاز
# طيب و لواحظ؟
نظر له باستهزاء و سخريه الا يعلم من هى لواحظ و اللعنه فاجابه بحده موبخه
# هو انت شغال معانا فى السجن و لا جاى ضيف يا عماد؟ لواحظ ما ليها زفت اتباع فى كل حته فى السجن و رجاله جوزها مرشقين فى كل حته من اول المساجين لحد الحراس و النباطشيات بتوع العنابر
حاول تهدءه ثورته فربت على متفه بهدوء
# طيب اهدى شويه ،انا حرجع اشوف الدنيا ايه و ابقى اكلمك..مع انى مش عايز اسيبك لوحدك
جلس على المقعد الحديدى المقابل لغرفه العمليات و ردد باجهاد
# اتاخرو اوى جوه
ما لبث ان اراح جسده على المقعد حتى خرج ثلاثه اطباء تشاركوا معا بجراحتها الخطره بعد ان علموا انها تخص معاون مأمور سجن النساء بذاته، احدهما رئيس الاطباء و معه اثنين من الجراحين المختصين
انتفض بهلع يحدثهم بلهفه واضحه
# طمنونى
تولى رئيس الاطباء الحديث و اخباره بحالتها فابتلع لعابه بقلق من معالمه التى توحى بان تلك الراقده بالداخل تمثل له الحياه فقال بهدوء حذر
# السجينه
زفر بضيق و صحح حديثه
# اقصد المريضه يا فندم اتعرضت ل8 طعنات….
قاطعه سيف مزمجرا بصوته الخشن
# قولى الجديد يا دكتور مش االى موجود فى التقرير الطبى
اماء موافقا فتحدث باستفاضه
# الطعنات كانت نافذه لدرجه انها شطرت الزايده لنصين و طبعا ده اتسبب فى تسمم فى الدم و اضطرينا نعمل تنظيف لتجويف البطن بس….
صمت يبتلع لعابه و اضاف
# الطعنات اصابت الامعاء الدقيقه كمان و الحمد لله لحسن حظها انها كانت بقالها فتره كبيره من غير اكل عشان كده ملقناش مخلفات كتير تزود من التسمم او تعمل التهاب بجدار الامعاء
اخذ نفسا عميقا ليكمل شرحه المستفيض
# بس كان فى اجزاء كتير اتهتكت و اضطرينا نعملها استئصال لجزء من الامعاء و ربط الاجزاء السليمه مع بعض
اماء سيف بتفهم فهو كثيرا ما يمر عليه حالات مماثله و تتماثل للشفاء فهتف
# بس حالتها مفيهاش خطوره مش كده؟
تردد فى اخباره عن مضاعفات ما حدث معها و لكن بالنهايه هو مضطر لاخباره الحقيقه كامله فهتف بتوتر
# هو فى شويه مضاعفات اساسيه للعمليه ده غير المضاعفات اللى ممكن تحصل لحالات اه و حالات لا
ابتلع سيف رهبته بجوفه و وقف صامدا يستمع لشرح كبير الاطباء
# الاساس هو متلازمه الامعاء القصيره و ده طبيعى بسبب استئصال جزء منها و مضاعفاتها بتكون مشاكل فى امتصاص الفيتامينات و العناصر الغذائيه و دى سهله و بتتعالج، بس المريضه بتحتاج فى الاول ان الكل يدخلها طرى و مهروس و احنا حنتولى المهمه دى طول ما هى فى العنايه و بعد ما تخرج بنفهم اهلها ازاى يتعاملو مع اكلها و طبعا بتفضل تتابع مع دكتور لفتره كبيره متقلش عن 3 شهور
اماء له سيف و لكنه شعر بان القادم سيئ فهتف بجديه زائغه
# غيره
عاد كبير الاطباء يهتف
# المشكله التانيه هى الاسهال و برده ده امره بسيط و بيتعالج ان شاء الله
هدر سيف بفروغ صبر
# اخلص يا دكتور….عايز اعرف الاخبار الوحشه اللى باينه على وشك و فى عنيك
اجابه بهدوء حذر
# مفيش اخبار وحشه غير انها مش حتقدر تتكلم لفتره
لمعت عينه بنظره ممتعضه و ضاق تنفسه قليلا فدعمه عماد باسناد يده على كتفه و هتف متسائلا
# ليه يا دكتور؟
شرح له بعمليه
# الجراحه دى من ضمن الاثار الجانبيه بتاعتها التهاب رئوى و صعوبه فى التنفس و ده غير مضاعفات التخدير اللى بتقفل شويه مكان البلع و بيكون صعب معاها الكلام و البلع طبعا فبنحط انبوب مغذى عشان الاكل من فتحه الانف
ضغط بابهامه و سبابته معا تجويفا عينيه حتى يخفف من الم عينيه و راسه و يستعيد تركيزه من جديد و هتف يسأل
# حتفضل قد ايه فى المستشفى؟
عاد يجيبه كبير الاطباء
# اسبوع فى العنايه بالكتير و بعده اسبوع فى غرفه و…..
قاطعه سيف امرا
# طول وقتها فى المستشفى تفضل فى العنايه و تحت رعايه مميزه و حراسه مشدده، مفهوم؟
اماء كبير الاطباء بطاعه فاضاف يسأل
# ينفع اشوفها؟
رددها برجاء فنظر الطبيب لحالته و هتف بعمليه
# هى قدامها وقت عشان تفوق من البنج بس تقدر تبص عليها و هى نايمه
اماء بلهفه و دلف بعد ان ارتدى زى العنايه المشدده فوق زيه الرسمى و وقف بجوار فراشها الذى يجاوره اكثر من فراش لا يفصلها سوى فاصل من القماش معلق على حامل حديدى مهترئ كحال معظم المشافى العامه و المجانيه فما بال حال مشفى السجن!
امتعض وجهه بالضيق و هو يجدها متسطحه بجسدها ترتدى زى العمليات الاخضر و الانابيب المغذيه تدخل انفها و كفها و انابيب التنفس تغطى فمها و وجهها
وجهها شاحب كشحوب الموتى ليذكره بلحظات وداعه لزوجته الراحله فلا يستطيع كتم عبراته اكثر لتتحول لشهقات يسمعها فريق التمريض الموجود بالعنايه المشدده
مسح عبراته بكفه و انحنى يمسك راحتها الحره من اى انابيب و طبع قبله رقيقه عليها و همس بجانب اذنها
# يا ريت فى ايدى كنت دخلتك اكبر مستشفى و لا انى اسيبك هنا لحظه واحده، بس غصب عنى
التفت حوله ينظر لاحدى الممرضات و حدثها بطريقه حاده
# انتى….تعالى هنا
اطاعته فيبدو ان الجميع هنا على داريه تامه بشخصه و منصبه فهتف
# هى حتفوق امتى؟
اجابته
# قدامها مش اقل من ساعه، بس ده النوم رحمه ليها يا باشا
نظر لها مستفهما لتردد مجيبه
# اصلها لما تفوق اكيد حتتألم جامد العمليه مش سهله
اخرج من جيبه حفنه من النقود و دسها براحتها فامتنعت عن اخذها و لكنه اصر و هتف
# الحاله دى تخصنى….عايزك جنبها و متسبيهاش حتى عشان تدخلى الحمام و انا خبلغ الدكتور بكده عشان ميطلبش منك حاجه تانيه
صمت و عاد يكمل
# هو مفيش عنايه خاصه هنا؟
اجابته
# فى يا باشا
اماء لها و اتجه لمكتب كبير الاطباء و دفع الباب بقدمه عنيفا و وقف امامه بمنظر مخيف و ردد بصوت اجش
# المريضه اللى تبعى تتحط فى العنايه الخاصه لوحدها و تعين لها الممرضه اللى قاعده معاها دلوقتى ترافقها و تحط عساكر للحراسه المشدده
نظر له الطبيب بتعجب فحاول سيف شرح الامر له و هتف موضحا
# دى شاهده فى قضيه كبيره جدا و مستهدفه و غير كده قريبتى…فاهم يا دكتور؟
اماء الطبيب معقبا
# متقلقش يا باشا كله تمام
هم بالخروج و لكنه عاد ينظر له و هتف
# حبعت لاهلها عشان يعرفو و طبعا حتسمح لهم يدخلولها
هو لم يكن يسأله بل يامره بشكل متوارى فاماء بطاعه ليلج سيف للخارج متجها للعنايه المشدده حتى يشرف بنفسه على نقلها و بعد اتمام الامر امسك هاتفه ليخبر سعد الدين بالامر فهو لا يمتلك الشجاعه و لا القوه الكافيه لاخبار والديها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قاد سيارته عائدا لمنزله حتى يتأنق بشكل مبالغ فيه و يضع عطره الأخاذ و يصفف شعره بطريقه مختلفه حتى يظهر اقل جديه من مظهر المحامى المخضرم صاحب اكبر مؤسسات المحاماه بالدوله
فبرغم عدم اتمامه العقد الرابع بعد الا انه استطاع استكمال مسيره والده الراحل و حفر اسمه بجانب عمالقه القانون
هو لا يزال عاذبا رغم اقترابه على الاربعين و ذلك لاصراره على الزواج عن حب و ليس فقط اعجاب فوالدته المسنه و الجالسه على مقعد مدولب تحتاج لرعايه و هو يتكفل بها و لكن لن يوافق ابدا على ارسالها لاحدى دور الرعايا لذلك كان دائما ما يضع تلك العقبه امام اى فتاه ينجذب لها او تحضرها والدته للتعارف فينتهى الامر برفض الطرف الاخر تحمل تلك المسئوليه
و الآن و هو بنهايه عقده الثالث شعر انه لربما تاخر كثيرا بايجاد زوجه و تكوين اسره حتى رآها و من وقتها لم يكف عن التفكير بها
و لكن هل تقبل فتاه مثلها بجمالها الاخاذ ان ترتبط بشخص بمثل ظروفه؟ و لما لا تزال فتاه شابه مثلها بدون زواج، هل ترفض الزواج ام شأنها شأنه تبحث عن الحب؟
دلف المطعم ليجدها تودع العملاء بحلتها الرسميه و التى تبدو فيها بقمه اناقتها فظل منتظرا حتى ذهبوا جميها فاقترب منها و انحنى يقبل كفها باحترام فابتسمت له
جلسا و استهل حدبثه ممازحا
# ها تشربى ايه؟
ضحكت و شاركها الضحك لتردد هى
# لا انت هنا اللى ضيفى، تحب تشرب ايه؟
اجابها بلهفه واضحه
# طالما حتعزمينى فبصراحه انا جعان و عايز اتعشى
نظرت له متعجبه من طريقته المختلفه عنها بمكتبه لتلاحظ تغير شكله ايضا ليبدو اصغر سنا و اكثر اناقه و وسامه فرددت ببسمه منمقه
# اوك ، مفيش مشاكل حعزمك على العشا بس طبعا حتسامحنى انى مش حاكل معاك، انا مفهماك انى مش بتعشى
ابتسم برقه و اخبرها باطراء
# اولا لو خايفه على شكل جسمك فاحب اقولك انك كده اكتر من perfect… و اكيد لو مش حتاكلى معايا يبقى تكنسلى العزومه
ليهمس مشاكسا
# اصل مش بحب حد يراقبنى و انا باكل
امالت راسها للجانب و نظرت له بجديه تردف
# طيب مش كفايه هزار و نتكلم جد شويه
ابتلع بحرج و اجابها
# تمام، اطلبيلنا العشا و نتكلم و احنا بناكل
انصاعت لطلبه ظنا منها انها بذلك بقلمى اسماء عادل تدخل بصلب الموضوع دون مماطله منه ،و لكنها كانت بعيده كل البعد عن تحقيق مطلبها فهو انتهز الفرصه ليثرثر بالكثير من الاحاديث الجانبيه متحججا بانتظار الطعام
بدء النادل برص اطباق الطعام على المائده و شرعا بتناوله فى صمت حتى قطعته نيللى
# مش حتقولى ايه الموضوع المهم اللى كنت عايزنى فيه؟
اجابها باماءه بسيطه ليبتلع ما فى فمه و يهتف
# فى دليل ظهر يبين وجود شبهه جنائيه بوفاه عمك عشان كده محتاج منك توكيل ارفع بيه القضيه
نظرت له بدهشه و هتفت بفضول
# قصدك ان عمى اتقتل؟
اماء مصدقا على كلامها فوضعت كفها على فمها تكتم شهقه كادت ان تخرج منها فعادت تسأل بعد ان تداركت نفسها قليلا
# اكرم؟
اجابها بايجاز
# اه
زفرت حانقه و رددت بغضب
# انا عايزه اشوفه و هما بيعدموه يا سعد، من فضلك اقف جنبى
حسنا انفصل هو للتو عن عالمه و حوصر بداخل الاحلام، هل فعلا نطقت اسمه الان مجردا من الالقاب بل وترجته للوقوف الى جوارها؟
تجرأ قليلا و مد ساعده يضع كفه على راحتها يواسيها برقه و يعطيها احساسا بالامان و هتف
# متخافيش، انا معاكى فى كل خطوه
شعرت بالحرج من لمساته لتراه عيناها كما لم تراه من قبل، فما لعنه وسامته بعد ان تخلى عن نظارته و تصفيفه شعره التى تجعله يبدو بالخمسين من عمره بل و زيه العصرى فبالرغم من ارتداءه لبدله رسميه الا ان تصميمها عصرى و راقى عكس بدلاته التى يرتديها اثناء العمل ذات الطراز القديم
رفعت وجهها بخجل تنظر له فوجدته محدق بها بطريقه ثابته و هتف بتأكيد
# نيللى….انا معجب بيكى
انتظر ردها و لكن لم يأتى حيث قاطعه رنين هاتفه المستمر فنظر الى شاشته ليجده سيف فزفر حانقا و اجاب
# اتفضل يا باشا
ظهر صوته المتعب و المنكسر بوضوح و هو يقص عليه تفاصيل ما حدث لمعشوقته و اضاف
# بلغ اهلها و خليهم يجيو هنا فى المستشفى و انا حدخلهم
فزع سعد الدين من تفاصيل محاوله الاغتيال فردد
# ده اكيد اكرم
تقوس حاجبى سيف بتعجب من ثقته فتسائل
# ايه اللى مخليك متأكد اوى كده؟ ممكن تكون لواحظ
اجابه باستفاضه
# ده قتال قتله، انا مش بس معايا دليل البراءه اللى قلت لسيادتك عليه، انا كمان لقيت تسجيلات و هو بيقتل مراته و الادهى من كده انه متورط بموت ابوها
صمته لا يعبر عن شيئ سوى عن نيرانه المشتعله و صوت انفاسه دل على انفجاره الوشيك فحاول ان يهدأ و اغلق عيناه و عاد يحدثه
# هو محبوس فين الزفت ده؟
اجابه على الفور
# فى قسم ( ) عشان لسه بيتحقق معاه
مسح سعد الدين فمه بالمحرمه القماشيه و تابع
# و تحقيق النيابه بتاع بكره؟
اجابه سيف بغصه
# اكيد حيتأجل، هى لسه مفاقتش
حاول دعمه و مساعدته فهلل
# طيب انت محتاج منى اى مساعده؟
اجابه سيف باختناق صوته
# مش عايز اكتر من انك تسرع الاجراءات عشان البراءه، لانى عايز انقلها مستشفى تانيه
اجابه بالموافقه فاغلق معه الاتصال بقلمى اسما عادل و نظر امامه لتلك التى تستمع للحديث بفضول قاتل فقص عليها ما حدث لتشعر بالحزن على تلك الفتاه و تهتف
# غلبانه اوى يا سعد…. انت بتاخد منها اتعاب و لا متبرع؟
اجابها بعمليه
# لا طبعا باخد اتعاب، ابوها بنفسه اللى جالى بعد ما ناصر الصواف محامى اكرم ورطها فى القضيه
رددت بحزن على حالها
# لا يا سعد متاخدتش منها حاجه و اتعابك كلها عندى بس تجيبله اعدام
ابتسم بجانب فمه و اماء موافقا و اعتذر منها ليخبر ابويها بحادث الاعتداء
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
وصلوا لابواب المشفى و قامو بالاتصال عليه حتى يتيح لهم فرصه الدخول و لكنه غادر منذ لحظه اغلاقه لمكالمته مع سعد الدين و توجه للقسم المحبوس به اكرم و طلب الدعم من رفاقه القدماء فسهلو له الامر كثيرا
سحبه العسكرى من يده بقبضه فولاذيه و دفعه بقسوه ليترنح قليلا و نظر امامه فوجد رئيس المباحث و ذلك الشخص المجهول بالنسبه له يرتدى زى رسمى
نظر بنظرات فضوليه و هتف
# هو فى نيابه بالليل كده يا باشا و لا ايه؟
اجابه رئيس المباحث
# تعالى يا اكرم الباشا عايز يتكلم معاك شويه
اقترب اكثر و وقف قباله سيف الواقف بشموخ واضعا يديه بجيب سرواله الميرى ينظر له نظرات فاحصه فاطرق اكرم راسه برهبه حتى جاء صوته الاجش يساله
# انت اللى بعت الناس عشان تقتلها؟
رفع وجهه بفزع و هتف
# قصدك مين؟
لكمه بوجهه لكمه عنيفه انزلت الدماء من انفه على الفور و عاد يسأله بغضب اعتى
# انت اللى بعتهم؟
حرك راسه بسرعه و مرات متتاليه يرفض الحديث و لكن ذلك لم يشفع له بالعكس زاده اصراراً على الفتك به فاخذ يكيل له اللكمات تاره و الركلات تاره اخرى حتى تكور حول جسده يحاول تخبئه وجهه من الضربات المؤلمه التى تلاحقه
انحنى سيف و امسكه من تلابيبه و هتف متوغدا
# لو عرفت ان انت اللى عملتها…. قضيتك مش حتلحق توصل المحمكه، عشان حتكون ساعتها فى المشرحه
وقف ينفض ملابسه بحده و اخرج هاتفه و انحنى مره اخرى يفتح كاميرا التصوير و قام بتسجيل حديثه
# سيبك بقا من الكلام عن القضيه، انا عايزك تبص فى الكاميرا و ترمى على دارين يمين الطلاق
تهجم وجهه و كانه يريد انكار الامر فلحقه سيف يحذره
# و اوعى تكدب، انا مش عايز منك غير كلمه الطلاق، الطلاق و بس
نظر اكرم امامه لعدسه كاميرا الموبايل الموجهه له و تنحنح حتى بجلى صوته و ردد
# انتى طالق
لكزه سيف فى كتفه و امره
# قولها تانى و قول اسمها المره دى
بطاعه هتف
# انتى طالق يا دارين
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بدءت تفتح عيناها و لكنها تعود و تغلقها لشعورها بالوهن الشديد فتهاجمها ذكريات من ماضيها و يتخللها لحظات من حاضرها لينتهى الامر بتخيلها لصورته امامها يقف شامخا مزهوا بنفسه يبتسم لها بحب فتبتسم برغم الالم الذى يقتلها
تنظر فدوى لوجهها و تحدث اباها
# بص يا هشام… دى بتضحك
ابتسم والدها و نظر لوجهها الشاحب و المغطى بالانابيب و قناع التنفس فربت على يدها و هتف بحزن
# ربنا يقومها بالسلامه
عادت تفتح عينها مره ثانيه لتعود لاغلاقها و لكن بدءت الان تستمع للهمهمات حولها لتميز اصوات الحاضرين ما بين امها و ابيها و اخيها الوحيد
دلف سيف بلهفه حتى انه تناسى طرق الباب و نظر امامه للجميع معتذرا
# انا اسف يا جماعه…. هى عامله ايه؟
اجابته فدوى
# لسه مفاقتش
اقترب من فراشها و امسك راحتها بين راحتيه و ردد هامسا
# دارين…. قومى عشان تشوفى انا عملت ايه عشانك
نظر جمال لوالده بدهشه من جرأته فى الحديث امام عائلتها و لكن سيف لم يهتم و اكمل همسه الدافئ لها
# يلا يا دارين قومى بقا، حقك خلاص رجعلك و بيرجعلك و لسه، انا مش حرتاح غير لما اجيبلك حقك من كل اللى اذوكى بس قومى
رمشت بعينيها و حاولت ان تعى ما يحدث حولها و لكن تاثير التخدير اقوى من جسدها الهزيل و لكن فى النهايه استطاعت ان تفتح عيناها و تنظر امامها فوجدته يرتكز على الفراش بجوارها و عائلتها تلتف حولها بابتسمت و حاولت ان تبتلع لعابها و لكن فشلت لينزل شريط لعابها بجانب فمها فشعرت بالحرج و دمعت عيناها
ابتسم سيف لها و اخرج محرمه بدلته و مسح لعابها و احكم قبضته على المحرمه و هتف بصوت رقيق
# بحبك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
يظل هناك شخص
مختلف الحضور و الحديث دائما
حتى نوع السعاده التى يمنحها لك تكون مختلفه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
شردت بملامحه الوالهه بها و حاولت ان تبتسم و لكن عدم قدرتها على اذدراد لعابها احرجها كثيرا فظلت تبكى فاختلطت عبراتها بلعابها المنساب رغما عنها فدمعت عينا سيف و هو يعود و يمسح لها عبراتها و لعابها بمحرمته و يكوب وجهها براحتيه و يهتف بحب
# عياطك بيحرقنى…. عشان خاطرى متعيطيش
من وراءها نظرت والدتها لابيها نظرات فرحه لشعورها بالراحه بعد ان اعتبرته العوض الذى ارسله الله لها ليعوض عليها ايامها السيئه
بادلها هشام بنظرات واجمه رافضه لما يحدث امامه من تجاوز و لكنه ابتلعه بجوفه فبالاخير هو ساعدهم كثيرا بقضيتها و حتى تلك اللحظه يرون المعامله الخاصه التى تُعامل بها حتى انه خالف قوانين المشفى بوجود زوار و مرافقين فبالنهايه هو مشفى السجن و ليس منتجع سياحى
اما اخيها جمال فلم يستطع اخفاء غضبه فتساهله قديما مع المدعو اكرم هو ما تسبب بما فيه هى الآن فاقترب منه و ردد بجديه
# اتفضل اقعد على الكرسى يا باشا
كان يقصد بحديثه ان يبتعد عن فراشها و عن تحديقه بها بل و امساك راحتها بذلك الشكل الحميمى غير مهتم لوجودهم
تنحنح سيف بعد ان افاق من سهوه الذى جعله يفيض بمشاعره هكذا امامهم فنهض من على الفراش و جلس على المقعد المجاور له
دلفت الممرضه لتساعدها على الجلوس بدلا من الاستلقاء و هتفت بعمليه
# حجيبلك الاكل دلوقتى عشان ميعاد الدوا
تحسست وجهها بيدها لتجد تلك الانانبيب التى تخترق فتحه انفها مرورا بقصبتها الهوائيه لتصل مباشره لمعدتها و انبوب اخر بيدها به ابره طبيه لتوصيل المحلول المغذى و انبوب اخر ينتهى بقناع التنفس الموضوع على وجهها و اكثر ما آلمها هو رويتها للممرضه و هى تفرغ كيس مربوط بانبوب اخر مثبت بمثانتها لتصريف البول فتحول بكائها الصامت لانين و انهيار و هى تدير وجهها خجلا من المشهد امامها
شعر سيف بالحرج و ربما تبكى لحضوره و رؤيته لها بذلك الشكل فولج للخارج حتى تنتهى الممرضه من عملها
ربتت والدتها عليها بحنان تواسيها
# اهدى يا حبيبتى، الحمدلله على نعمته يا دارين احنا كنا فين و بقينا فين؟
عدم قدرتها على ابتلاع الطعام جعلهم يفرمونه ليصبح سائل مقزز يسحب بابره ضخمه و يحقن بداخل انبوبها الموصول بجوفها
ظلت الممرضه تملئ الابره و تفرغها حتى رفعت دارين يدها تطالبها بالتوقف و لكنها ابت معلله
# لازم تخلصى الاكل عشان العلاج
انتحبت لرفضها الانصياع لرجاء عينها و هى تزمجر غاضبه تحاول ان تخبرهم بحاجتها و لكن لم ينتبه اى منهم لرجاءها
استأذن سيف بحرج و دلف فوجد الممرضه تطحن لها دواءها و تضعه بنفس الانبوب الملحق بانفها ليجد عبراتها التى اغرقت وجهها فصاح بحده
# براحه عليها شويه
اجابته الممرضه برهبه
# و الله با باشا مش بيوجع
هتف متسائلا
# و لما هو مش بيوجع بتعيط ليه؟
حركت كتفيها علامه على عدم المعرفه فاقترب من فراشها و هتف برقه
# مالك يا دارين؟ عايزه ايه و انا اعملهولك؟
ظلت تبكى و تنتحب و هو عاجز امامها فهتف يطمئنها
# الدكتور قال كلها يومين و تقدرى تتكلمى…. عشان خاطرى كفايه عياط
مسح بابهامه عبراتها المنساقه من عينها فحركت يدها ترسم شيئا ففهم اشارتها بحاجتها لاحضار ورقه و قلم ليهتف مجيبا
# عايزه ورقه و قلم؟
اماءت بنعم فنظر للممرضه التى انتهت من عملها و امرها
# هاتى اى دفتر و قلم بسرعه
هرعت لتنفيذ اوامره فجلس بجوارها على الفراش ليعود الوجوم وجههى ابيها و اخيها و لكنه لم يهتم و هتف بجديه
# قادره تركزى معايا شويه؟
اماءت بنعم فسالها
# عارفه مين اللى عمل كده؟
اماءت مره اخرى فردد
# اكرم؟
اماءت بلا فاستطرد مستفهما
# لواحظ؟
اماءت بنعم فقضم على شفته السفلى بغيظ و سالها مجددا
# شوفتى مين اللى ضربوكى؟
اماءت و رفعت اصبعين ليفهم انهما اثنان فاعاد سؤالها
# تعرفى اساميهم؟
اماءت بلا فسال
# طيب معاكى فى العنبر بتاعك؟
اماءت بنعم
هى نقلت حديثا للعنبر فكان من الصعب عليها ان تتعرف على جميعهن خصوصا و مكوثها معظم الوقت بالرعايه
ردد سيف بضيق
# اللى ضربتك بالمطواه بتستخدم ايدها الشمال
اماءت مصدقه على حديثه فسحب نفسا عميقا و زفره بحده فعادت للبكاء ليشعر بالغضب اكثر و اكثر و وقف محتد الملامح و هتف
# دارين… انتى اقوى من كده، انا مش عايز اشوفك منهاره بالشكل ده
طرقت الممرضه و ادخلت الدفتر و القلم و غادرت على الفور فوضعه على فخذيها و وضع القلم داخل راحتها فاخذت تكتب و تكتب ليقرأ هو خطها السيئ
( واحده كتفتنى من ورا مشفتهاش و التانيه عندها علامه فى وشها زى الجرح)
تنفس ببطئ و هو يمسك هاتفه يتصل برفيقه الذى اجاب على الفور
# ايوه يا سيف….. اللى عملت كده صباح و هى و شلتها فى التأديب لحد ما تيجى
اضاف عماد عندما وجده صامت
# لقينا سلاح الجريمه مرمى فى الصرف بتاع الحمامات و متقلقش انا روقتلك عليها لدرجه انك مش حتعرف تميز شكلها
لم يستمع لرده فقط صوت تنفسه هو ما يخبر الطرف الاخر انه لا زال على الخط فسأله
# انت مش جاى الشغل انهارده؟
اجابه بايجاز
# لا
عاد يساله
# طيب جاى امتى عشان ابلغ المأمور؟ انت فى المستشفى من امبارح
اجابه بصوت غاضب
# انا مش حمشى من هنا الا و هى معايا
لحظه صمت من الجميع و ذهول لاستماعهم لحديثه، فعائله دارين و هى معهم لم يتخيلوا ابدا انه يكن لها هكذا مشاعر قويه، اما رفيقه تعجب من مشاعره الفياضه و التى قبلا كانت تمثل له جبل من الجليد فهتف
# ايوه يعنى و الشغل؟
صرخ بحده اجفلته
# يتحرق الشغل يا عماد….انتى عايزنى اسيبها لوحدها عشان اللى فشلوا فيه فى السجن يتعمل هنا؟
اختنق تنفسها على الفور بعد استماعها لحديثه لتعلم انها مهدده بالقتل فتحشرجت انفاسها ليصدر ذلك الجهاز المسئول عن مدها بالاكسجين اصواتا عاليه منذره فيرمى سيف هاتفه و يهرع ناحيتها و تصرخ فدوى
# بنتى…..دارررين، مالك يا ضنايا فيكى ايه؟
اتجه سيف بذعر و فتح باب الغرفه و صرخ بالممرضات
# حد يلحقنا…. انتو فين؟
اتت الممرضه المسئوله عنها و دلفت سريعا لتقوم بتعديل جهاز التنفس ليلائم حاله الاختناق التى تتعرض لها و تبعها كبير الاطباء الذى هتف برجاء
# ارجوك يا سيف باشا تخرجو عشان نعرف نشوف شغلنا
خرجوا جميعا رغما عنهم ليتنفس سيف بعنف ضاربا الحائط بقبضه يده بقوه داميه فجرحت بشكل كبير
اقترب منه جمال ينظر لحالته بدهشه فرفع سيف عينه الباكيه باتجاهه و هتف مؤكدا
# بحبها
اماء جمال و ربت على كتفه بحنين و لكنه عاد يفكر ان شخص مثله لا بد و ان يكون متزوج و لديه اسره ليذكر لقائهم بمكتبه و ذلك الاطار الذى به صوره غاليتيه فيتأكد من ظنونه فيهتف بداخله
# ليه حظها دايما جاى مع الشخص الغير مناسب؟
زفر حانقا و اصر بقراره نفسه انه لن يوافق ابدا على تلك المشاعر مهما توسلته هى او قدم هو من تنازلات فيكفيهم عقبات ما حدث حتى الآن
و لكنه لن يتحدث الآن فليطمأنوا عليها اولا و ربما لتنال براءتها و بعدها يأخذ موقفه بطريقه صارمه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استغل علاقاته و صلاته الواسعه حتى يستطيع الذهاب بزياره استثنائيه لها برفقه نيللى التى ترجته للذهاب معه لزيارتها
دلف بعد ان استأذن ليجد سيف بهالته و طلته التى توحى انه خرج للتو من عزاء شخص قريب لقلبه فشعر بمدى قوه مشاعره تجاهها
تنحنحت نيللى و هى تنظر لتلك المسجاه على فراش المرض و هتفت بأسف
# الف سلامه عليكى
اماءت بصمت و اطرقت عينها لاسفل فعادت تؤاذرها
# و الله سعد الدين شغال على القضيه و حتخرجى براءه ان شاء الله، تصدقى انه طلع له يد فى موت عمى ابو چيچى الله يرحمها… انا مش مصدقه نفسى بصراحه ازاى واحد زيه يطلع منه كل ده و……
ظلت تثرثر و تثرثر و دارين فقط تستمع لها فنظر سعد الدين يغمز بعينه لاهلها ففهموا انه يريد محادثتهم
خرجوا للاستراحه و استهل حديثه بتمنى الشفاء العاجل و اكمل
# انا لسه راجع من النيابه عملت تأجيل للتحقيق بتاعها عشان تعرف تدى اقوالها بس قدمت التماس عشان ننقلها مستشفى خاصه و تحت الحراسه خصوصا انها مستهدفه
نظر له سيف بوجوم و هتف
# و طبعا الالتماس اترفض
اماء مؤيدا و لكنه عاد يطمأنهم
# هى اول ما ينفع تتكلم النيابه حتحقق معاها و تخرج على طول
سأله جمال
# و الزفت التانى؟
ابتسم له و هتف متشفيا
# التحقيق بتاعه بكره، كان نفسى ابقى موجود و حاضر التحقيق عشان اعرف ناصر الصواف حيحاول يخرجه منها ازاى؟
ضغط سيف على اسنانه بغل و هتف متوعدا
# انا ححضر التحقيق بكره
بتعجب اردف هشام
# هو ينفع؟
اجابه سعد برفض قاطع
# قانونا لا طبعا
هتف سيف بتأكيد
# انا حعرف احضر
توسله سعد الدين
# بلاش نعمل اخطاء تخلى المحامى بتاعه يعرف يطلع ثغرات فى القضيه، كده كده حتطلع على اقواله فى التحقيقات و حعرف كل حاجه بس قانونى يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تم ترحيله باكرا لاستكمال التحقيقات بالنيابه و التى اضافت الادله الجديده فى سريه تامه حتى لا يحتاط محاميه
سأله وكيل النيابه بعد ان عرض عليه لقطات من مشاهد البوابه الاساسيه للڤيلا و التى تظهر وجود چيهان و هى لا تزال على قيد الحياه بعد مغادره دارين
# ايه اقوالك فى المشاهد دى؟
اجابه بحزن مصطنع و حنين لزوجته الراحله
# آه يا چيهان، الله يرحمك
ثم نظر لوكيل النيابه يهتف بجهل
# مش عارف مين ممكن اللى يكون عملها؟ كده مفيش غير البواب
ابتسم وكيل النيابه بخبث و اعاد تشغيل القرص المدمج لتظهر امامه الڤيلا من الداخل عن طريق كاميرات المطبخ
ظهرت ايضا عمليه القتل شبه واضحه ليذدرد اكرم لعابه بذعر و ينظر لمحاميه الذى توتر من تلك المشاهد و بدء يهذى بكلماته
# الادله دى ممكن يكون فيها تلاعب يا فندم، مين اللى قدم التسجيلات دى؟
اجابه
# محامى المتهمه الاولى
وجم وجهه و هتف
# قدمها من غير اذن النيابه و انا بطعن فى صحتها؟
ابتسم وكيل النيابه و هتف مؤكدا
# لا متقلقش، من ناحيه من غير اذن نيابه فهو قدم مستند مهم و اخد عليه موافقه ده غير انها قضيه قتل يا متر يعنى اى دليل يظهر بيتقدم على طول و لا سيادتك ملكش فى الجنائى؟
هتف ساخرا بتلك الكلمات عندما وجده متخبطا امامه و استطرد
# و بالنسبه للطعن فى صحتها فاحنا عملنا الواجب و اتأكدنا من صحه التسجيلات فخلى موكلك يعترف احسن بدل ما الانكار مش فى مصلحته
انتهى التحقيق بالتزام اكرم الصمت و حقه فى عدم الرد لحين دارسه الادله الجديده
فور ان خرج برفقه العسكرى مكبل اليدين فالتقط على الفور طرفى بدله ناصر بقوه و هدر به محذرا
# انا لو وقعت مش حقع لوحدى…. انت معايا فى الحكايه دى و اسمك و سمعتك حيتلطو جامد و احسن ليك و ليا انك تشوف حل
انزل قبضتيه التى تمسكه من تلابيبه و صرخ بحده
# انا المحامى بتاعك يا اكرم مش شريكك فى الجريمه عشان تكلمنى كده، و لا انا حتى متهم او موضع شبهه…
قاطعه الاول و هو يقوس فمه بغل
# المحرض و المخطط الرئيسى لليله دى كلها هو انت، و اظن انت ادرى الناس ان عقوبه التحريض على القتل ايه كويس ؟
ابتسم له و هو يعقد حاجبيه و انحنى يهمس له
# ده لو قدرت تثبت اى حاجه من دى…..اكسبنى محامى بدل ما تكسبنى عدو يا اكرم بيه
اعتدل بوقفته و هندم من ملابسه هاتفا
# حبعتلك اكل يا اكرم بيه، متقلقش….عايزنى ابعتلك ايه؟ كباب و كفته و لا غيش و حلاوه
انهى كلماته بسخريه و ابتسم بحانب فمه و غادر على الفور لينظر اكرم فى اثره و يفكر بدهاء فهو يعلم ان امره قد انتهى و قرر انه لن يسجن بمفرده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

تكملة الفصل الحادي عشر
مرت ايام و سيف تقريبا لا يغادر المشفى الا لدقائق معدوده فإما ان يذهب لمنزله لتغيير ملابسه او ان يذهب لعمله حتى يباشر مهام منصبه
دلف مكتب المأمور بعد ان تأخر كعادته بالايام المنصرمه حيث انه يبيت بالمشفى و يتأكد صباحا من تناولها للافطار و اخذها للدواء عن طريق الانبوب الموصول بانفها ثم يقبل راحتها و يخرج بعدها ليذهب الى منزله يغير ملابسه المتعرقه باخرى نظيفه و يعود لعمله فلا يمكث اكثر من بضع ساعات قليله و يعود لها مره اخرى
وقف امامه بعد ان تم استدعاءه فهتف المأمور بضيق
# حالك مش عاجبنى يا سيف….اللى انت فيه ده غريب و لو حد تانى كنت قلت انه بيحب البنت دى، انما انت يا سيف بتعمل كده ليه؟
اجابه بتلعثم
# انا…انا فعلا قصرت فى شغلى بس…
قاطعه المأمور برفض
# لا يا حضره المعاون….مش هو ده الرد اللى انا مستنيه منك، و مش داخل دماغى كلام عماد انك خايف ليقتلوها و القضيه تبوظ
رمقه بنظرا فاحصه و اكمل
# ايه سر الاهتمام ده فهمنى؟ بقا توصل ان مدير المستشفى يتصل بيا يشتكى منك و من تجاوزاتك بسببها!!
زفر بحنق
# عاملها مستشفى خاصه و زوار و مرافقين و اوضه خاصه و ممرضه 24 ساعه و حراسه…ليه كل ده؟
نفد صبره اخيرا فهتف بتأكيد
# عشان بحبها يا فندم
كلماته الجمته فنظر له مدهوشا من اعترافه و رفع حاجبه الايسر بتعجب و اردف
# افندم…..بتحبها؟ بتحب مسجونه فى قضيه قتل؟
اجابه بحده
# سيادتك اول واحد قلت عنها مظلومه، و خلاص القضيه بتاعتها قربت تخلص و الحقيقه حتبان
اقترب منه و امسكه من ذراعه و حركه بعنف قليلا
# يا بنى فوق…. انت ازاى بتفكر كده؟ مهما كان، لا مركزك و لا مركز عيلتك يسمح بكده
تعابيره الرافضه الاستماع له جعلت المأمور يصر ان يحدثه و كأنه والده
# بص يا بنى….انا حكلمك زى ابنى مش المعاون، انت ابنى و ابن صاحبى
لف و دار حول نفسه ليكمل
# ابن اللوا طلعت المهدى و المستشاره منار الليثى و حفيد اللوا حازم المهدى يحب واحده سوابق؟
اضاف بذهول
# طيب فكرت حتواجه بيها اهلك ازاى؟ بلاش كده…حتخرج بيها قدام زمايلك و المجتمع ازاى؟ الناس حتبصلك و تبص لها بطريقه مش حتستحملها لانها سوابق
احتدت تعابيره و اجاب بضيق
# متقولش عنها كده، و هى لما تطلع براءه مش حتكون سوابق لانها مش مذنبه اصلا
ردد بمحايله
# يا بنى….
قاطعه سيف بحده
# كفايه ظلم فيها بقا….. كل اللى مرت بيه مش كفايه و لسه عايزين تظلموها
تنفس بغضب و اضاف
# من فضلك يا فندم…دى حياتى و انا حر فيها و محدش حيقدر يقرر بالنيابه عنى
انهى حديثه و توجه لخارج مكتبه بل و لخارج السجن باكمله يصعد سيارته و يحركها باتجاه المشفى ليطمأن عليها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
بكاءها لم يتوقف حرفيا طوال الايام المنصرمه لما آلت عليه حالتها، تأكل بانبوب و تتبول بانبوب و الاقصى من ذلك انها تقضى حاجتها بحفاض مثل الاطفال و تقوم الممرضه بعدها بتنظيفه لها
امسكت بالقلم الموضوع بجانبها و طرقت به على الدفتر حتى تنتبه لها والدتها فاقتربت منها تنظر لها باهتمام و هتفت متسائله
# ايه يا دارين…عايزه ايه يا بنتى؟
امسكت الحفاض الذى ترتديه و اخذت تفتحه و تشده قاصده خلعه فامسكت والدتها راحتيها لتمنعها هاتفه بتفسير
# عارفه انك مضايقه منه، بس مش حينفع تقلعيه دلوقتى
توسلت ببكاءها فهتفت فدوى
# يا بنتى الدكتور قايل ان حيجيلك اسهال و مش حنلحق ندخلك الحمام
بكت مره اخرى و سحبت الدفتر و كتبت به
( عشان خاطرى)
زفرت والدتها و جلست تبكى بجوارها مردده
# انا بموت عليكى يا بنتى….استحملى شويه يا دارين عشان خاطرنا كلنا
ثم امالت راسها لتحدثها بنبره مازحه متصنعه البهجه كمحاوله منها لتغيير مجرى الحديث
# بس سيف باشا ده طلع ايه ابن اصول صحيح…و لا وقفته معانا!
اماءت مؤيده حديثها فاكملت والدتها
# هو انتو كان فى كلام بينكم قبل الحادثه و لا كل ده ظهر بعد الحادثه؟
امسكت الدفتر لتكتب
( اعترفلى و انا رفضت)
صاحت توبخها
# ليه بس؟ بقا واحد زى ده يترفض! ولا يكونش متجوز هو كمان ،اه اكيد متجوز
حركت راسها بالرفض فهتفت فدوى بفرحه
# مش متجوز؟
اماءه ببسمه رقيقه فعادت تسالها
# طيب و انتى مرتحاله و لا لسه المزغود ده شاغل بالك؟
ظهرت علامات التقزز على وجهها و امسكت بالقلم و كتبت
( انا بكرهه اوى)
رددت ببسمه
# طيب و سيف؟
قربت اصابعها لترسم قلب بكلا ابهاميها و سبابتيها و تقربهم من قلبها فهللت امها
# يا رب يجعله ابن حلال و يبقى من نصيبك يا بنتى و يفرحنى بيكى يا رب
جاء صوته العذب من خلفها و هو يردد بتمنى
# ياااا رب
ابتسم فور ان وقعت انظاره عليها و حدث والدتها و هتف برجاء
# و ادعى ربنا يقرب البعيد ،يمكن دعوتك تستجاب
ابتسمت له و ربتت على كتفه فاقترب من فراش من عشقها و عاد يحدث فدوى
# امال استاذ هشام و جمال فين؟
اجابته بايجاز
# فى الشغل
خرجت دون ان تضيف اى حوار آخر تاركه اياهما بمفردهما فامسك راحتها و قبلها برقه و هتف
# محاولتيش تتكلمى؟
اماءت بحزن فهتف على الفور
# هانت، بس صوتك وحشنى
عبراتها نزلت على وجهها بغزاره فمسحها لها بابهامه و اخرج هاتفه و ردد
# بصى انا جايبلك ايه معايا! هو التسجيل ده معايا من كذا يوم بس معرفتش اقعد معاكى لوحدنا عشان اوريهولك
ضغط على زر التشغيل لتشاهد اكرم المتورم الوجه و هو يطلقها رسميا فابتسمت و امسكت بالورقه و القلم و كتبت
( شكرا)
شاكسها بوضع اصبعه اسفل ذقنها و رفع وجهها امامه مرددا
# بس كده؟
عادت تكتب
( انت انسان جميل)
زفر متنهدا بفروغ صبر و عاد لمشاكستها هاتفا
# انسان جميل شكلا يعنى؟
اماءت بلا و حركت يدها و كانها تخبره انه بالمجمل انسان جميل
اقترب اكثر منها و هو جالس بجوارها على الفراش حتى اصبحت انفاسه تضرب عنقها و همس باذنها بنبره صادقه
# بحبك و نفسى اسمعها منك و مش قادر استنى لما تقدرى تتكلمى
اعتدل بجلسته فوجدها مبتسمه ابتسامه واسعه و عادت ترسم ذلك القلب باصابعها فانحنى يقبل اناملها و هتف
# اكتبيها
( بحبك يا سيف)
عض على شفته السفلى و امسك بالورقه و مزقها من الدفتر ثم طواها و وضعها بجيب بدلته الرسميه بجوار قلبه و ربت عليها و هو يهتف
# الكلمه دى مكانها هنا جنب قلبى
اطرقت راسها بخجل فشعر بالانتشاء لمجرد تخيله انها اصبحت له فعاد يمازحها بوقاحه
# عارفه ان شكلك فى البرنص بتاعى مش عايز يروح من بالى
ضربته ضربه خفيفه على صدره كتوبيخ على جرئته فامسك راحتها بقبضته القويه و ظل يثبتها على قلبه يبتسم بمشاكسه و هتف
# سامعه بيدق بسرعه ازاى…انتى السبب على فكره
قاطع تلك اللحظات الرومانسيه دخول والدها برفقه فدوى بعد ان علم انهما بمفردهما فوبخها و دخل بدون ان يطرق الباب ليجد ذلك المشهد الذى جعله يشعر بالغضب فما كان الا انه تحدث بحده
# سيف باشا….من فضلك عايزك بره شويه
تخوفت من رده فعل والدها الحاده فنظرت لسيف برجاء فابتسم لها يطمئنها و ولج للخارج برفقته فما كان الا ان صاح به هشام
# مينفعش كده يا بنى، انت كتر خيرك فى وقفتك معانا بس…..
قاطعه سيف بحسم
# انا طالب ايد دارين يا عمى
نظر له بحده فيبدو انه تحدث من ابنه و قد حسما امرهما بذلك الامر الا و هو الرفض النهائى فاجابه
# و انا مش موافق
تجهمت ملامحه على الفور و انتصب بوقفته ينظر له بغضب و هتف بصوت متحشرج
# اقدر اعرف السبب؟
رد عليه دون تفكير
# مش حغلط الغلطه دى تانى
لم يفهم سيف مقصده فعاتبه
# حتعيشها راهبه من غير جواز؟
اجابه بسخريه
# لا…حجوزها واحد يراعى ربنا فيها
اربد وجهه بالضيق و احتد صوته قليلا و هو يجيبه
# و شايفنى انى مش حراعى ربنا فيها؟
اماء بنعم و هو يضيف
# لانك عمرك ما حتعدل بينها و بين بيتك التانى
تفهم سيف على الفور سبب حدته و رفضه فشعر بالراحه قليلا و اجابه بهدوء
# و اذا كان بيتى التانى ده عند ربنا يا عمى؟
نظر له بفضول و دهشه فاضاف
# انا ارمل
زفر هشام بحزن و عقب
# انا مكنتش اعرف المعلومه دى
اماء له مبتسما و لكن هشام عاد يضيف
# بس برده مش موافق
عاد الوجوم لوجه سيف المحتد و هلل بضيق
# ليييه؟
اجابه هشام باستفاضه
# اولا هى تعتبر على ذمه راجل تانى حتى لو كان الجواز مش قانونى فهو شرعى
قاطعه سيف
# نفس كلام دارين
ناقشه هشام
# طيب ما هى عندها حق و ثانيا انت عندك بنت مش كده؟
اماء سيف موافقا فاضاف الاول
# طيب يبقى ليه بقا اجوزها واحد عنده اولاد تحتاس هى فى تربيتهم ، كفايه عليها بهدله لحد كده
امسكه سيف من ذراعه و سحبه للمقاعد القريبه منهما و اجلسه برفق و ردد بهدوء وثير
# اولا موضوع بنتى الله يرحمها ماتت هى و مامتها فى حادثه و مش حابب اتكلم اكتر من كده فى الموضوع ده لانى بتخطاه بصعوبه
بمشقه حاول كتم عبراته لتذكر غاليتيه ليشعر هشام بالضيق و الخجل من فتح جراحه القديمه دون ان يشعر فعاد يستطرد
#و ثانيا موضوع جوازها انا خلاص حليته
نظر له بتعجب فامسك هاتفه يظهر ذلك التسجيل المرئى لاكرم و هو يطلقها شرعا و اضاف بعد ان انتهى التسجيل
# انا خليته يطلقها شرعى زى ما اتجوزها شرعى اما بقا موضوع الاوراق و القانون و حقها اللى هى عايزه تاخده منه ده فانا ملزم اجيب حق الانسانه اللى حتجوزها بالشكل اللى يرضيها و يرضينى
اتم جملته و كانه يؤكد لوالدها بانه لن يقبل الرفض فنظر له هشام بتفحص و هتف
# بس لو ده حصل حيبقى بالاصول
املء موافقا فعاد هشام يؤكد
# يعنى حتجيب اهلك و الموضوع حيبقى علنى و حنعمل فرح و كل حاجه عشان نسكت بيها لسنه الناس اللى نهشت فى سمعتها
عاد يومئ بالموافقه مؤكدا
# حعمل كل اللى انتو عايزينه
تنفس هشام براحه قليلا بعد ان شعر بجديته و عدم تلاعبه و لكنه اتخذ على عاتقه ان يسأل عنه متخاشيا ذلك الخطأ الذى وقع به فى زواجها من اكرم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
طرقات متتاليه على الباب دفعت الخادمه لتسرع بفتحه فوجدته يقف امامها بزيه العسكرى و هتف متسائلا
# اللوا طلعت موجود؟
خرج صوت طلعت المرحب بمأمور السجن رفيقه القديم
# يا اهلا يا اهلا يا باشا عاش مين شافك
دلفا غرفه الضيوف و بعد القليل من الحديث الودى تطرق المأمور للامر هاتفا
# انا كنت جايلك فى موضوع يهمنى زى ما هو يهمك
نظراته المتطلعه باهتمام جعلت الاخر يسهب بالحديث و يقص عليه تورط ابنه البكر و الذكر الوحيد له بقصه حب غير متكافئه بل و الادهى انه اخبره
# كل ده مش مهم لان البنت فعلا واضح انها بريئه بس…
تجهم وجهه و هتف طلعت بحده
# هو لسه فيه بس؟
اماء و اخرج ملفها و ناوله لرفيقه و هتف
# اولا هى انسه يعنى متجوزتش و مع ذلك….
صمت لينظر طلعت للتقرير الذى اوضح انها ليست عذراء فاشتدت ملامحه حده و غضب و هو يستمع له
# من ساعه ما انقذته و انا حاسس ان فى حاجه بينهم خصوصا انه لاول مره يميز مسجونه بالتعامل بس انا كنت متخيل انه رد للجميل مش اكتر
ابتلع لعابه ليكمل
# لحد ما حاولو يقتلوها و هو من ساعتها فى مستشفى السجن معاها،لا بييجى الشغل و عمال يعمل تجاوزات كتيره جدا مش حلوه فى حقه و حقنا كلنا يا طلعت
دلفت منار بعد ان استمعت لمعظم حديثهما من الخارج و هى تهتف بصراخ حاد
# اوعى تسيبو يا طلعت، ابنى الوحيد مستحيل اسيبه يقع الوقعه دى
زفر حانقا لتدخلها بالامر فتحرج المأمور و استاذن ليلج خارجا بعد ان ودعه رفيقه و عاد يستمع لصراخها الحاد و المستنكر بعد ان رأت ملفها و الموضوع به صورتها
# بقا بعد ما صبر 3 سنين يقع الوقعه دى؟ البنت دى كانت فى شقته يا طلعت انا شفتها
نظر لها بدهشه فاكملت
# ايوه و الله كانت لابسه البرنص بتاعه و خارجه من اوضه نومه و….
صاح موبخا
# مناااار…. انتى كده بتخوضى فى سمعه ابنك، و بعدين ازاى و هى مسجونه
هتفت بغل
# و هو ابنك يا سياده اللوا….ابنك معاون المأمور حيغلب يعنى
رمقها بعدم تصديق فصاحت تستدعى الخادمه لتسالها
# انتى مش كنتى معايا و شفتى البت دى فى شقه سيف؟
اماءت الخادمه بحرج فوبخها طلعت
# بس بقا…انتى كمان حتخلى الشغاله تشهد على ابنى!
صاحت بغضب
# انت حتسكت على كده؟
ظل يفكر بصمت حتى امسك هاتفه و اتصل به يأمره بحده فور ان اجاب
# ايوه يا سيف…سيب اللى فى ايدك و تعالى فورا
تعجب سيف من نبره والده و وقف يستأذن هشام و ابتعد قليلا يهتف بضيق
# فى ايه يا بابا؟
اجابه الاخير بصرامه
# بقولك سيب اللى فى ايدك و تعالى البيت فورا و مش حكرر كلامى تانى
اربد وجهه بالضيق فاغلق معه الهاتف و عاد يحدث هشام بحرج
# انا مضطر امشى و اكيد حنتكلم تانى باستفاضه اكبر من كده بس لما دارين تقوم بالسلامه
اماء هشام موافقا بعد ان اقتنع بحسن نيته فاضاف سيف بتوتر
# طيب تسمحلى با عمى اسلم عليها قبل ما امشى؟
تعجب و ابتسم نصف ابتسامه لدعوته له بذلك اللقب و كانه قبل امر زواجه من ابنته و انتهى الامر فاومئ موافقا ليدلف سيف و جلس بجوارها على الفراش يهتف
# انا ماشى و حعدى عليكى تانى
تعلقت بذراعه برهبه و رعب تستفسر بعينها بلهفه عما دار مع ابيها فافترب منها اكثر و همس لها
# انا طلبت ايدك من باباكى….يعنى بقينا فى حكم المخطوبين دلوقتى، ماشى يا ديدو
ابتسمت ابتسامه عميقه من تدليله و لكن عاد الحزن على وجهها بتخوف فاضاف
# خفى بسرعه عشان مستعجل
لم تستطيع اخفاء تورد وجهها و خفقات قلبها فمن لا يقع لرجل مثله حتى و ان حاربت مشاعرها؟
مد راحته يتلمس وجنتها برقه يداعبها بخفه و اقترب بجرأه طابعا قبله عميقه على وجنتها و استأذن ليغادر
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يجلس باحد اركان الزنزانه الضيقه و المظلمه يفكر ماذا يفعل بحاله فاقترب منه احد المساجين ممن اعتادوا مضايقته و امال بجسده يهتف بتحرش
# ما تقومى يا حلوه تهزيلنا شويه بدل الزهق ده
انتفض من مكانه و هرع للباب الحديدى يصرخ طلبا للنجده فور ان امتدت يد السجين لتتلمس اجزاء من جسده بوقاحه فظل على حاله الهياج حتى فتح العسكرى المرابط على الباب تلك النافذه الصغيره يهتف بتحذير
# لو صوتكم طلع يا زباله منك له حدخل ادور فيكم الضرب لما يبان لكم صحاب
توسله اكرم
# انا عايز الباشا رئيس المباحث…قوله عندى معلومات مهمه للقضيه..ابوس ايدك
توسله و رجاه و ذلل من قدر نفسه حتى انصاع العسكرى لامره و فور ان دلف مكتبه هتف
# انا مستعد احكى لسيادتك على كل حاجه بس تضمنلى الحمايه
نظر له رئيس المباحث بنظرات واجمه و هتف
# مش لما اسمع اللى عندك و بعدها انا اشوف له قيمه و لا لأ!
اجابه بتاكيد
# لا من ناحيه له قيمه، فهو له قيمه و نص كمان لانه حيكشف حاجات كتير اوى محدش يعرفها و يمكن يحللك قضايا كتير كانت بتتقيد ضد مجهول
لمعت عينه بالفضول و اماء له موافقا و لكنه هتف
# طيب انا حسمع منك بس بشرط
انتظره يكمل فاضاف
# سيف باشا المهدى حيحضر و يسمع كل حاجه من اللى ناوى تقولها
وافق بالطبع فهو لا يملك خيار اخر سوى التفاوض ربما لتخفيف الحكم او اى امر يبعده عن حبل المشنقه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف سيف بخطوات متعجله لداخل منزل والديه فوجدهما يجلسا بالشرفه فى انتظاره برفقه اخته و زوجها فهتف ببسمه مزيفه
# متجمعين عند النبى ان شاء الله
لم يعقب اى منهم على مزحته فسحب مقعد و جلس بجوارهم وردد بجديه
# خير؟ فى ايه؟
صرخت منار
# اسمع يا سيف لو فاكر انك كبرت و تقدر…..
قاطعها طلعت
# اسكتى انتى يا منار
ظلت نظراته تتنقل بين والديه يريد فهم ماذا يحدث حتى قطع تفكيره حديث والده الفج
# البت الصايعه رد السجون اللى انت لايف عليها دى تنهى علاقتك بيها فورا و الا……
صمت رافعا سبابته محذرا بتعابير واجمه فرفع سيف حاجبه الايسر يجيبه
# و الا ايه يا بابا؟
انتفخت فتحتى انفه بالغضب يردد
# و الا حتبرا منك انا و امك و اختك، لا تبقى مننا و لا عايزين نشوفك تانى
لتتدخل اخته بالحديث
# ما هو مش بعد العمر ده يا سيف و بعد نيڤين الله يرحمها تروح تعرف واحده رد سجون
لتكمل منار بتقزز
# لا… و واحده صايعه مسلماك نفسها و انا قفشاكم فى البيت بنفسى مع انك عرفت تثبتى يومها بس خلاص بعد…..
صاح هادرا
# بس…بس ولا كلمه زياده فى حقها، بلاش رمى محصنات يا حافظين كتاب الله
وقف والده بشموخ و حدثه بشده
# انت اللى حتعلمنا الصح من الغلط و انت الغلط راكبك من ساسك لراسك، حصل و لا محصلش ان البنت دى كانت عندك فى البيت؟
اماء معقبا
# حصل بس….
قاطعه باخراج تقريرها الطبى الذى يفيد بانها غير عذراء ليكمل
# التقرير ده مظبوط و لا فيه غلط؟
نظر داخل الاوراق ليفهم كيفيه علمهم بالامر فاجاب
# كل حاجه ليها سبب لو انتو عايزين تسمعو….بس انتو سمعتو من طرف واحد و اخدتو قراركم من غير ما تكلفو نفسكم تسمعو ابنكم و تفهموه
اقتربت ساره تربت عليه بحنين
# احنا فاهمين انك حاسس ناحيتها برد جميل عشان انقذتك
حسنا هو الان يفكر فيبدو ان المأمور لم يبخل بأى معلومات بحوزته و اخبرهم بكل ما يعلمه عنها لتكمل ساره
# بس مش هى دى اللى تنفعك يا سيف
ابتسم بسخريه يهتف
# و يا ترى مين اللى تنفعنى من وجه نظركم بما ان القرتر فى ايدكم؟
اجابته والدته
# هايدى بنت خالك ، اهى مننا و عارفين اصلها و فصلها و….
قاطعها بسخريه
# بس دى مطلقه يعنى مش بنت بنوت هى كمان!
اضافت منار توبخه
# اه مطلقه مش مدوراها
نظراته الناريه التى خرجت من مقلتيها بحده جعلت الجالسين امامه يشعروا بمدى اصراره على الامر بالاخص عندما اتبع نظراته صرخه مدويه حاده بصوته الاجش المخيف
# مش حسمح انكم تتكلمو عنها بالشكل ده تانى ده لو عايزين نفضل اهل!
وقف والده ينظر له بوجوم متعجبا
# للدرجه دى يا سيف؟ بقا انت اللى بتهددنا، انت متخيل اننا حنسمح بالمهزله دى؟
عزم على الرحيل مردفا و هو يوليهم ظهره
# و الله براحتكم، انا كنت عايز اقعد و افهمكم الموضوع صح بس انتو واخدين قراركم و مش عايزين تسمعو غير لصوتكم انتم فبراحتكم
امسكته والدته تدفعه بحده حتى يفيق من غفلته
# انت يا سيف تتكلم معانا كده عشان واحده…..
التفت لها بحده يحذرها بسبابته
# ماما….ارجوكى بلاش
امرها طلعت بوجوم
# سبيه….مش هو بيهددنا!! يبقى سبيه و لو فكر يكمل فى السكه اللى هو ماشى فيها دى ينسى ان له اهل من اصله
ظلت حرب النظرات بينه و بين والده الذى اظهر التصميم على وجهه فهتف
# انسى البنت دى با سيف عشان مش حقبل ابدا مهما حصل انها تبقى عشيقتك حتى
ابتسم له سيف بسمه ذات مغذى و اضاف
# انا خطبتها من اهلها
زفر انفاسه بشده و احمرت حدقتيه و هو يصرخ بابنه
# للدرجه دى ملناش قيمه عندك….امشى اطلع بره و ابقى خلى نسايبك اللى يشرفو ينفعوك يا زباله
احتدت معالمه من اثر اهانه والده له امام اخته الصغرى و زوجها فاجاب
# حضرتك باعت جايب اختى الصغيره و جوزها عشان تهزقنى قدامهم؟
اجابته ساره
# يا حبيبى انا اختك و خايفه على مصلحتك و….
قاطعها بغضب
# اللى بيدينى حاجه يوقفها
صرخت منار
# هو موضوع فلوس،؟ احنا خايفين عليك يا بنى من البنت دى تضحك عليك و….
عاد ينظر لها مقاطعا
# قلتلكم انكم متعرفوش الحقيقه كامله لكن انتو مصرين على رايكم
تعنتهم بذلك الشكل جعله يلقى اخر كلماته و هو مغادرا منزل والديه
# لو باقين عليا كنتو سمعتونى و فهمتو وجهه نظرى لكن اصراركم ملوش غير معنى واحد انكم مش فارق معاكم مشاعرى
فتح باب المنزل و اضاف
# راجعو نفسكم و لما تفتكرو مين هو سيف المهدى تربيتكم حتفهمو انى مستحيل اقع فى الغلط او اختيارى يكون عليه شبهات
تحرك للخارج و والدته تحاول ايقافه فهتف
# انا حستنى دارين تخرج من المستشفى و قضيتها تخلص عشان نتجوز و لحد ما الوقت ده ييجى حيكون عندكم اكتر من فرثه تراجعو نفسكم لكن…
صمت ينظر فى وجوه الجميع و هتف مؤكدا
# لو اضطرتونى اروح لاهلها لوحدى ساعتها انا اللى حنسى ان ليا اهل خالص سلام
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
يستطيع الكذب ان يدور حول الارض فى انتظار ان ترتدى الحقيقه حذاءها
مارك توين
جلس بذهو عاقدا حاجبيه قدمه اليسرى تعلو يمناه يحركها بطريقه متتاليه بتزامن منتظم ينظر الى ساعته بين الفينه و الاخرى حتى دلف سعد الدين الذى قام باستدعاءه و اصر على رفيقه رئيس المباحث ان يحضر معه ذلك الاعتراف المنتظر
ها هو يخالف القانون مره اخرى و يستغل مركزه و علاقاته فقط من اجلها فما يحدث الآن ليس له علاقه بالقانون و ستُزيف الجلسه و كأنما ذلك الاعتراف حدث بحضور الاشخاص المعنيه فقط و لن يتم ذكرهما بالمحاضر الرسميه
دلف اكرم باجهاد و تعب و هو رث الحال يبدو ان السجن قد اقتص منه و ثأر لكل افعاله الدنيئه و لكن هل هذا كافى؟
تحدث رئيس المباحث بنبره ودوده حتى لا يهاب الحضور
# اقعد يا اكرم
جلس يفرك اصابعه بعضها كدعم معنوى يقدمه لنفسه فهو لا يعلم هل اتخذ القرار الصحيح بما ينتوى عمله ام لا؟ و لكن حسه الذكى قد ايقن انه هالك و ربما لن تواتيه فرصه افضل من ذلك
نظر حوله فوجد رئيس المباحث و مساعديه و محامى دارين الذى يعلمه جيدا و هذا الشخص ذو الزى العسكرى الذى لا يعلم ما صفته بالتحديد و لكنه يبدو انه يهتم لامرها كثيرا لدرجه ان يكيل له الضربات الموجعه و المؤلمه بذلك الشكل فقط ليطلقها
زفر رئيس المباحث بفروغ صبر و هتف
# حنفضل هنا طول اليوم و لا ايه يا اكرم؟ قول اللى عندك
رفعع بصره باتجاهه و هتف
# انا ححكى على كل حاجه من لحظه ما اشتغلت فى مكتب ناصر الصواف و لحد اللحظه دى بس انا عايز أامن نفسى
ضيق رئيس المباحث حدقتيه و هتف
# تأمن نفسك من ايه؟
ابتلع لعابه بغصه و وضع قبضه يده يفرك بها عنقه برعب و هو يهتف
# من حبل المشنقه
رفع سيف حاجبه الايسر و نظر بصمت و كبح جموحه قدر المستطاع فكما اخبره سعد الدين انه يمكن ان يتلاعب بهم من فظنته و ذكاءه الاجرامى فحثه على الصمت طوال فتره الاعتراف
ردد رئيس المباحث بجديه
# ايمه اللى عندك يا اكرم و يتسجل فى اعتراف رسمى و بعدها اقدمه للنائب العام و هو اللى يحدد اذا يعتبرك شاهد او جانى
اماء بتفهم فهو يعلم ان ادله الادانه قاطعه و لا فرار منها فهتف بشرح مستفيض
# انا بدءت شغلى فى مكتب ناصر الصواف و…..
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك***
نظر له ناصر يحاول ان يفهم تلك العقليه الفذه التى وقع عليها فهو يستطيع الاستفاده منه بكافه الطرق فهتف مؤكدا
# كل اللى انت عايزه حيتعمل يا اكرم و حرشحك تشتغل معاهم كمان بس…
صمت ليسترعى انتباهه و استطرد
# انا كمان لازم استفيد
اجابه
# ايه نوع الاستفاده اللى عايزها؟…منا قلتلك حخلى كل حاجه تخص الشئون القانونيه تحت امرك، ده لو نجحت فى اللى انا عايزه
ابتسم و كأنه يعلم مسبقا بان ذلك الداهيه سنجح لا محاله و هتف
# حتنجح يا اكرم، بذكاءك حتنجح، و بمساعدتى حتنجح، و بكل الظروف و الجوابات حتنجح
اطلق مزحته منتظرا منه ان يبادله المزاح ولكن اكرم صب جام تركيزه على مخططه الذى لا بد له من النجاح حتى تنتشله من القاع الذى يعيش به
نظر له بتعمق و هتف
# انا حساعدك تكوش على ثروتهم كلها بس حيكون ليا النص، ها ايه رايك؟
قوس فمه و هتف
# اسمع الاول
جلس على مقعده الجلدى باريحيه و اخذ يشرح له
# اولا لازم تنسى اهلك خالص، ماما اللى بتبيع جبنه فى الحاره و بابا اللى شغال فراش دول يتنسو خالص
اجابه اكرم بابتذال
# اعتبرهم ماتو
لمعت عينه لرده فعله الغير متوقعه حتى له الذى ايقن انه لم و لن يفهم تلك الشخصيه المعقده و المسماه باكرم المغربى
اضاف ناصر
# و تانى حاجه اسمك ده حينفعنا جامد لان عيله المغربى عيله كبيره جدا، بس طبعا مش حينفع تظهر قدامها انك من الطرف الحكيان اللى فى العيله، انت حتبان انك من الطرف اللى كان غنى بس جرا عليه الزمن و اتدهور بيه الحال
صدحت ضحكته و هو يكمل
# عزيز قوم ذل يعنى
اماء موافقا على حديثه ثم اخذ يشرح له كيفيه ايقاعها بشباكه و ما تحب و تكره و بالطبع هو استعان بتعامله معها طوال فتره تولى مكتبه القضايا الخاصه بشركات والدها و ايضا من الجواسيس الذيم يعملون لديه و لكن تحت امرة چيهان ووالدها
استطاع بعد توجيهات ناصر و بوقت قصير ان يستحوذ على تفكيرها بل الاكثر انه اتم خطبته منها و تولى اداره الشركه فى وقت قصير بعد ان استطاع التفرقه بين والد چيهان و اخاه الراحل و الذى هو نفسه والد نيللى
بعد زيجتهما بوقت قصير بدءا الجزء الثانى من مخططهما معا و ذلك بتطويع شركه السياحه لطمس الاعمال المنافيه للقانون التى تترأسها شركه المحاماه التابعه لناصر الصواف و لموكيله بدءا من تهريب الاثار و تجاره المخدرات و غيرها
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لمعت اعين الحاضرين من استماعهم لطرق التهريب العجيبه التى اتبعها اكرم بتطويع شركه السياحه و ايضا اعترى الذهول ملامحهم جميعا من الاسماء المتورطه بتلك القضيه التى ستهز الرأى العام لا محاله
هنا لم يتمالك سيف نفسه بعد ان شعر انه لربما ينجح بالفرار من عقوبته اذا ما ابرم تلك الصفقه مع الحكومه بالشهاده ضد تلك الاسماء مقابل ان يخرج من قضيته او على الاقل يأخذ حكما مخففا فصرخ بحده
# كل ده هرى على الفاضى لان البيه اكيد معهوش دليل ادانه على اسامى العمالقه اللى عمال يقول عليها و لا حتى يقدر يدين ناصر الصواف بحاجه
نظر له اكرم مبتسما بنصر و اجابه بهدوء
# عندى كل الادله اللى تدخل كل واحد فيهم السجن مدى الحياه و يمكن كمان باعدام
رمقه رئيس المباحث بنظرات متشككه و هتف حانقا
# كمل…انا عايز اعرف جريمه القتل و التلفيق و الحوار ده كله ،احكيلى من الاول و بالتفصيل الممل
اماءله موافقا بل و مرحبا فهتف
# چيهان مكانتش البنت الكيوت اللى وقعت فى حب واحد اقل منها فى المستوى و اتجوزته و خلاص…دى اخبث انسانه انا اتعاملت معاها فى حياتى
زغره سيف باستهزاء و اردف
# و هو فى اخبث منك؟
احابه بايماءه طفيفه
# ايوه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك ***
ظل اكرم يشاغلها فلم تأخذ منه وقت حتى وقعت بحباله الشائكه و لكن سرعان ما انكشف الوجه الحقيقى و ازيل قناع البراءه التى ترتديه بدءا من ليله الزفاف
انتفض بعد ان اتم معاشرتها ينظر لها بوجوم و وجه يتخضب بحمره غاضبه و جلس على طرف الفراش يرتدى ملابسه وامسك بسجائره يحرقها و يحرق صدره معها فلفت هى ملاءه الفراش على جسدها و اقتربت منه بدلال هاتفه
# مالك يا اكرم كانك شفت عفريت!
التفت لها بحنق و سألها
# مين اللى لمسك قبلى؟
ضحكت بسخريه و اجابته بلا مبالاه
# و عايز تعرف ليه؟ حتفرق معاك؟
تجهم وجهه و اضيقت حدقتيه و صاح عنيفاً
# ايه الاستهتار ده؟عادى كده انى اتفاجئ كده؟
ضحدت بخفه و هتفت
# اولا انا مسألتكش عن ماضيك قبلى و زى ما حياتك قبل جوازنا تخصك لوحدك ،فانا كمان حياتى تخصنى لوحدى و ما اظنش…..
قاطعها يضرب الفراش بجواره
# افندم….انتى ازاى عايزه تساوى نفسك بيا؟
اجابته بسخريه لاذعه
# فعلا…ماينفعش نتساوى ببعض، لان انا چبهان مهران بنت الحسب و النسب و انت اكرم المغربى ابن الفراش
لمعت عينه بالغضب فاضافت
# كنت فاكر انى معرفش و لا دخلت عليا القصه العبيطه اللى قلفتها عن اهلك دى، انا سألت و عرفت عنك و عن اهلك كل حاجه، بس عشان حبيتك مهمنيش و قلت دى حياته الخاصه و انا مليش دخل بيها
ابتلع غصه آلمت رجولته قبل حلقه و ابتلع الاهانه بجوفه و هو ينظر لها بغضب و هتف متذمراً
# انتى مين؟
اجابته بكبر
# چيهان مهران اللى مكنتش تحلم تكلمها مش تتجوزها يا اكرم و اللى بجوازك منها بقيت اكرم بيه و لسه بكره اخليك اكبر رجل اعمال فى البلد و حخلى بابى يمسكك كل حاجه و تبقى الكل فى الكل
اجابها بحده
# ده مقابل انى اسكت على فضيحتك؟
زغرت بعينها و هتفت بثقه
# لا يا اكرم…. لان بعمليه ب3 مليم كنت ممكن تشربها بس انا لا بخاف و لا عندى حاجه اخبيها و عموما براحتك شوف انت عايز ايه و اهو كان Nice time baby
زفر انفاسه المعبئه بدخان سجائره و هو يسمعها تكمل
# لو مش مبسوط نتطلق و Take it easy
اخذ يفكر بقراره المصيرى فهل يعبأ بامر عذريتها او باى شيئ ؟ بالطبع لا و حتى و ان اضطر ان يبيع جسدها مقابل ان يعلو شأنه فسيفعل و يبدو انه لن يحتاج لتأجير عاهره خاصه حتى ترضى رجال الاعمال الذين تجمعهم مصالح مشتركه فعاهرته او بالاحرى زوجته ستفى بالغرض
تصنع الحزن و رمى عقب سيجارته و نظر لها بحده مصطنعه و هتف
# انا غيرتى وحشه ،و عشان انا بحبك و انتى مضحكتيش عليا زى ما قلتى بالعمليه فانا حسامحك ،بس بشرط
ابتسمت بسخريه مردده
# اؤمر يا بيبى
اجابها
# من اللحظه دى انتى بتاعتى انا و بس
شاكسته بدلال و تعلقت برقبته و هتفت و هى تقبل عنقه
# كلى ملكك يا اكرم ،حالى و مالى و قلبى و جسمى بتاعك انت و بس
ظلت انظار الجالسين تنظر له بتقزز مما استمعوا له فكيف يسمح الرجل لنفسه ان يصبح ديوثا لهذه الدرجه من اجل المال او السلطه فعاد يقص عليهم توليه اعمال الشركه المملوكه لوالدها و من ثم تعرفه على دارين ليشعر تجاهها بمشاعر صادقه فى البدايه فهى تعوضه كل ما يفتقده بزوجته التى لا تحترم وجوده مطلقا خصوصا بعدما علم بعدم قدره چيهان على الانجاب ففكر انه من حقه تكوين اسره و ابناء
ردد بحزن
# انا حبيت دارين بجد بس…
صمت قليلا فزاد الحنق بعين سيف الذى لمحه سعد الدين على الفور و هو يكور قبضه يده بشراسه فوضع راحته عليها ليهدءه ليعودا و يستمعا له
# و جوازى منها كان المفروض يكمل بعد ما اكون عرفت أامن نفسى ماديا بس چيهان عرفت زى ما بتعرف كل حاجه و طلبت منى اتجوزها باوراق مزوره و اخلف منها و نكتب البيبى باسمها
احتدت نظراته تجاه هذا الحقير و اخذ يضغط على اسنانه من الغيظ فكيف وقعت حبيبته ببراثن ذلك الذئب؟
اضاف اكرم بأسف لا تعلم مدى صحته من اصطناعه لشده اتقانه
# اضطريت اوافقها عشان مكنتش لسه أمنت نفسى و قلت بعدين ابقى اظبط كل حاجه بس دارين حملت بسرعه جدا و اتفاجئت بده و لقيت نفسى بقول لچيهان يمكن اعرف استفاد من الحمل
صمت ينظر لوجوههم و استطرد
# بس طبعا چيهان هانم رجعت فى كلامها و اتفاقها معايا و قالت انها مش عايزه البيبى ده و خيرتنى بين انى انزله او اطلقها و ارجع تانى تحت الصفر و بعدها عرضت عليا ديل ميترفضتش
حمحم رئيس المباحث مستفهما فاجاب
# عرضت عليا انزل الحمل فى مقابل انها تكتبلى نص ثروتها بعد ما كان ابوها مات و لقناه كاتب لها كل ثروته
غامت اعين سيف بسحابه سوداء فمِما مصنوع ذلك الاكرم؟ هل صنع من جحيم الشياطين ام اتى من قاع جهنم؟
استمر يقص عليهم وضعه لحبوب الاجهاض بعصيرها و اخذه لها لاحد الاطباء بعد الاتفاق معه على اكمال عمليه اجهاض الحنين و عاد يكمل
# بس لما دارين اجهضت الجنين رجعت لچيهان اقولها بس طلعت اخبث منى و لغت العرض بتاعها و قالت لى انها مش حينفع تدينى الامان الا لو اكدتلها انى مش حتجوز عليها و لا حخلف من اى واحده، حطت شرط عشان تكتب لى نص ثروتها ان ميكونش ليا ورثه حتى اهلى
صمت قليلا يستجمع شجاعه زائفه عندنا وجد اوجه الجميع مسلطه عليه بل و تنظر له بدهشه مقرونه بحنق دفين فاكمل بتلعثم
# اتفاجئت بيها طالبه منى اسيب دارين و اخرج اهلى من حياتى نهائى و انا هاودتها انى حعمل كل حاجه بس هى بعتت لدارين و فعلا مكنتش اعرف هى ناويه على ايه و اتفاجئت بيها بتكلمنى و ان دارين عندها، انا طبعا زعقت و جريت بسرعه لانى مكنتش عايز اخسر دارين بسرعه كده
ابتلع لعابه بغصه مرتعبه و عاد تمثيل مشهد صراعه مع القتيله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك ***
هرع بلهفه دالفا من بوابه ڤيلته فوجدها تجلس مكانها تدخن بامتعاض وجهها فانقض على ذراعها يسحبها منه بعنف هادرا
# ايه اللى بتعمليه ده؟انتى ازاى تتصرفى من دماغك؟
اجابته ببرود و تبلد
# قلت اعفيك من الحرج و اقولها على كل حاجه، بس طلعت خفيفه و مستحملتش تسمع و لا صدقت عنك حاجه
امسك ذراعها بقسوه و ردد
# كفايه بقا…. انتى عماله تبيعى و تشترى فيا ليه؟
اجابته بعصبيه
# انت هنا رهن اشارتى….بكلمه منى ارجعك حافى تمسح السلالم مع ابوك، و متنساش انت متجوز مين يا اكرم
نظر لها بتقزز و هتف
# متجوز انسانه حقوده و غلاويه، انتى خلتينى قتلت ابنى بايدى و فى الاخر طلعتى بتضحكى عليا، ليه كده؟
اجابته بلامبالاه
# عادى…هو ده اللى مأثر فيك؟ اسمع يا اكرم
اقتربت منه بوجه جامد و ملامح حاده و هتفت بتوعد
# حكايتك مع البت دى تنتهى انهارده مش بكره فاهم
هتف بمحايله
# ادينى كام يوم بس اعرف حعمل ايه فى ورطه العقد المزور؟
ابتسمت بخفه و هتفت
# ميخصنيش
ضغط على اسنانه بغل و هتف
# بس انا ممكن اتسجن، اصبرى اعرف اخرج نفسى من غير شوشره حتكون ليكى قبل ما تكون ليا
اجابته باهمال
# ولا يهمنى و لا يفرق معايا، انهارده الموضوع ده يخلص يا اما ترجع للحاره اللى انت جاى منها و الشغل اياه اللى بتعمله من تحت الترابيزه ده حبلغ عنه البوليس، فاهم!
توعدها له بهذا الشكل اخرجه من طور هدوءه الزائف فاختلجت ملامح وجهه و صرخ بها
# و بعد ما اعمل كده….حتنفذى وعدك ليا؟
امالت راسها للجانب باستهزاء و طريقه مسرحيه و هتفت مؤكده
# فى مثل بلدى كده بيقول ابنى على كتفى و اروح ادور عليه
اجابها
# مش فاهم
هتفت تشرح له
# يعنى فلوسى و مالى فى جيبى ،اكتبهولك و بعدها تبيع و تشترى فيا، لا يا حبيبى I’m sorry
ابتلع لعابه و هتف بحنق
# قصدك ايه يا چيهان؟
اجابته ببرود
# يعنى حتفضل كده طول عمرك دماغك تحت جزمتى ،عشان تبقى تعرف تبص بره تانى كويس يا اكرم
ثم التفتت و هى تلوح بيدها بطريقه مبتذله
# تشاو يا بيبى
التفتت تتحرك ناحيه الاريكه لتجلس فلم يشعر بنفسه الا عندما سحبها من الخلف و قام بكسر عنقها بحركه سريعه منه اودت فى الحال بحياتها
ظل واقفا ينظر لجسدها المسجى امامه فابتلع لعابه بخوف و ذعر فامسك هاتفه الاحتياطى الذى يستخدمه لاعماله الغير شرعيه و اتصل بناصر يخبره ما حدث من مشاده بينهما انتهت بقتلها
استمع له ناصر و هتف يوبخه
# انت حمار يا بنى؟….من امتى و انت مش بتعرف تتحكم فى تصرفاتك و انفعلاتك كده؟
اكد عليه حنقه و امتعاضه
# ماستحملتش يا اخى…. دى بنى ادمه تستاهل الحرق
زفر باستسلام من افعاله و ردد
# طيب امسح بصماتك من على رقبتها و اتصل بالبوليس بلغ و انا حتصرف
ليقص عليه التفاصيل المحكمه للقضيه بابعادها و تلفيقها لدارين فردد اكرم برفض
# مفيش حل تانى غير انها تلبسها؟
اجابه بتأكيد
# يا هى يا انت….اختار
بالطبع سيختار نفسه فنفسه اولى و اهم ليكمل ناصر تعليماته بحذف تسجيلات كاميرات المراقبه فهتف اكرم مؤكدا
# اصلا الكاميرات بايظه من قبل وفاه ابو چيهان فمتقلقش من النقطه دى
و تم الامر على ذلك بتوجيه اصابع الاتهام من قبله هو لها و من ثم ارساله لمحاميه حتى يوهمها انه سيدافع عنها و يتولى زمام القضيه لتجد نفسها قد تورطت بجريمه قتل لا تعلم عنها شيئا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تجد صعوبه مطلقا فى تخطى تلك البوابات الحديديه العاليه و لا الحرس المرابطين عليها، فمركزها كمستشاره جعل الامر سهل عليها
تقصت عن مكانها من المأمور الذى يعمل وليدها تحت امرته و قررت ان تزورها زياره غير ساره و إما ان تضع قدمها بموقف حاسم لذلك الامر و إما ان تخصر وليدها البكر لصالح ما اطلقت عليها (ارباب السجون)
وقفت امام باب غرفتها و امرت الحارس المرابط عليه ان يسمح لها بالدخول ففعل دون اعتراض بعد ان علم بشخصيتها
وجدت الممرضه تقف بجوار فراشها تعطيها الادويه بنفس الطريقه المؤلمه نفسيا و ليس جسديا و والدتها تصلى بجوارها و منخرطه تماما فى الصلاه
رفعت دارين راسها فلمعت عيناها فور ان رأتها و عرفتها على الفور فبللت شفتاها بطرف لسانها بعد ان تحسنت قليلا و اصبحت تستطيع اذدراء لعابها و ربما اخراج صوتا ضعيفا من فمها
اقتربت منار من فراشها و انحنت تبتسم لها بوجه ممتعض و هتفت
# سلامتك
رفعت دارين يدها تخبرها بالترحيب دون التحدث فهتفت منار متسائله
# ايه مش عايزه تردى عليا؟
اجابتها الممرضه بالنيابه عنها
# هى مش عارفه تتكلم، بس الحمد لله الدكتور قال ان فى تحسن جامد و ان شاء الله صوتها يرجع احسن من الاول
انهت فدوى صلاتها و اقتربت ترحب بالضيفه المجهوله بالنسبه لها فمدت ذراعها تسلم
# اهلا و سهلا، اتفضلى
جلست على مقعد مجاور لفراشها فهتفت فدوى بحرج
# معلش، بس مين حضرتك؟
اجابتها بشموخ
# انا ابقى حرم اللوا طلعت المهدى و ام سياده المعاون سيف المهدى
ابتسمت فدوى على الفور و اقتربت لتحتضنها بترحيب حار و هى تهمهم بصدق
# يا اهلا يا اهلا….كلك ذوق و الله، ده سيف ربنا يكرمه و الله مسبناش لحظه
ظلت دارين تحاول ان تنبه والدتها لملامح وجه منار الرافضه لذلك الترحيب و تلك الاحضان و ربما للامر برمته فاخرجت صوتا خافتا لم تسمعه والدتها بسبب ضوضاء صوتها المرحب بضيفتها
هتفت فدوى بموده
# استنى بقا اما افتحلك عصير
رفعت يدها بعزه و هتفت رافضه
# لا متشكره، انا جايه ازور دارين لان زياره المريض واجبه و لا ايه ؟
ابتسمت لها فدوى و ابتعدت قليلا عندما التفت وجه منار تصب كامل تركيزها على وجه دارين الذابل فهتفت بحزن مصطنع
# ياااه…ده انت شكلك تعبان خالص، كان وشك احسن من كده لما شفتك فى شقه ابنى
تزامن حديثها دخول كل من هشام و جمال و زوجته معا فاستمعوا جميعا لحديثها الغير لائق
اقترب جمال بوجه غاضب و هتف بحده
# مين الاستاذه؟
حاولت فدوى تدارك الامر و ربما طمس الحقيقه و لكن منار كانت الاسبق بالرد
# انا والده سيف
اماء اماءه بسيطه ممتعضه و هتف بفضول
# حضرتك بتقولى ايه عن اختى؟ انا مش فاهم؟
رددت بكل وقاحه
# بقول ان شكلها اتغير عن لما شفتها فى شقه سيف، ايه الغريب فى اللى بقوله؟
تدخل هشام يحاول الدفاع عن ابنته و صرخ بها
# مين دى اللى كانت فى شقه مين يا ست انتى؟ ايه الكلام الفارغ ده؟ اذا ما كان بنتى محبوسه على ذمه قضيه و اديها اهى فى المستشفى
استغلت فرصه عدم استطاعه دارين الرد عليها فالتفتت تتصنع الدهشه و هى تردد
# هم اهلك ميعرفوش انك كنتى فى شقه ابنى عريانه و بالبرنص بتاعه؟
حاول هشام التهجم عليها فوقف جمال بينه و بينها كحائط سد يمنعه و لكنها لم تكف عن حديثها فاكملت
# اكيد سيف استغل وظيفته عشان يعرف ياخدها شقته، زى ما هو بيستغلها دلوقتى و مخلى مستشفى السجن كانها مستشفى خمس نجوم
عبراتها المنساقه على وجهها نزولا على وجنتيها و رقبتها لم تشفع لها امامها و ظلت تتحدث بحده و تخبرهم ما رأته و ما فهمته
# دخلت شقه ابنى العاذب لقيتها خارجه من الحمام و عريانه و البيه بيشترى طلبات باقى السهره
ظل جمال ممسك بأبيه و رمق منار بنظرات ناريه محذره و هتف بصوت خشن
# كفايه يا استاذه
قاطعته رافعه يدها
# انا المستشاره منار الرفاعى
اماء موافقا و اردف
# كفايه يا سياده المستشاره….حلو كده؟ بس كفابه رمى الناس بالباطل
نفت عنها تهمه رمى المحصنات و نظرت لدارين و هتفت تسألها ببراءه منافيه تماما للموقف
# انا قلت حاجه محصلتش؟
لم تجب او حتى تحرك طرف عينها فأقترب هشام منها يسألها باهتمام
# دارين….ايه الكلام ده؟ الست دى بتقول ايه يا بنتى؟
ظلت عبراتها تنهمر على وجنتيها فاضافت منار بقسوه
# بصو كلكم…انا جايه انهارده عشان اقول لكم كلمتين و بس، ابنى يعمل اللى هو عايزه هو حر فى النهايه هو راجل و مفيش خاجه تعيبه ، انما توصل انه يفكر يتجوزها؟ فهو ده اللى مستحيل اوافق عليه ابدا
فطن ذهن جمال لحديثها فهتف متسائلا
# و هو ابنك متعود يطلب الجواز من البنات اللى حضرتك بتحاولى توصلى ان دارين منهم؟
هتفت بحده
# انا ميهمنيش اتناقش معاكم فى حاجه….. كل اللى عايزه اقوله قلته
التفتت تنظر لدارين رافعه سبابتها و صرخت بحده
# ابعدى عن ابنى بدل ما حتلاقى ابواب جهنم كلها اتفتحت فى وشك ، انتى متعرفيش لا عيله المهدى و لا عيله الرفاعى يقدرو يعملو فيكى ايه؟
انهت حديثها و اتجهت للخارج تصفع خلفها الباب فشهقت فدوى بخصه و هتفت بحنق
# وليه سماويه و حربايه….يا ساتر بقا دى ام سيف الذوق المحترم ده؟
لم يكن يصغى لاى من هراء زوجته فقط ركز انظاره على ابنته المسجاه على فراشها و امسك الورقه و القلم و وضعهما براحتها بحده و هتف بغضب
# اللى قالته الست دى مظبوط؟ روحتى معاه شقته؟
ظلت صامته فصرخ بحده ارجفتها
# انطقى و لا حركى وشك و لا اكتبى، المهم تجاوبى عليا…بنتى كانت فى شقه البنى ادم ده بتعمل ايه؟
امسكت الورقه و القلم و كتبت فيها كل ما حدث ذلك اليوم بدءا من رغبته الزواج بها و بعدها عرضه عليها بان تتمنى اى شيئ ليفعله فرددت على سبيل المزاح امر المراحيض السيئه للسجن و عرضه عليها بالصعود لشقته و اكدت على عدم صعوده معها تكتب
( و الله يا بابا ادانى المفتاح و مطلعش معايا،و مامته لما جت هى اتصلت بيه و خلته يطلع، فكرتنى واحده من اياهم)
قرأ هشام ما كتبته و نظر له بوجه حانق و ردد بضيق و حزن
# يا خساره تربيتى….. كل الحريه و المسايسه اللى عاملتك بيهم استغلتيهم اسوء استغلال
زفر بحده يصرخ بها
# مش مكفيكى المصايب اللى احنا فيها بسبب تصرفاتك الغلط و اللى لسه مش عارفين حنخرج منها امتى و ازاى؟….لسه ليكى عين تغلطى تانى؟
حاولت فدوى اثناءه عن حديثه
# حرام عليك يا هشام البنت تعبانه و مش ناقصه
صاح و صرخ و هو ينفض ملابسه بشراسه
# و انا يعنى اللى ناقص؟ده انا عمال امشى مطاطى راسى هنا و هنا من عملتها السودا و جوازتها الشؤم…. مش قادر ابص فى وشوش الناس، و هى بكل بجاحه رايحه شقه عاذب تقلع و تستحمى و لا كأنها طالعه مصيف و لا رحله
اصبح بكاءها و شهقاتها عاليا ليتحول لنحيب و عويل و هى تحاول الضغط على احبالها الصوتيه حتى يخرج صوتها فامسكت ذلك الانبوب المغذى و الموصول من انفها لداخل قصبتها و سحبته بعنف حتى خرج و خرجت معه الدماء من فتحتى انفها و فمها ايضا و صاحت بحده
# كفااااايه…..انا مظلومه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خرج سيف من مكتب رئيس المباحث بعد ان انتهى التحقيق و خمن من كم المعلومات الهامه و الاعترافات القيمه انه ربما يقومون باسدال الستار عن جريمته فى مقابل الشهاده ضد هؤلاء و لربما ايضا وضع حراسه مكثفه عليه لحمايته من غدرهم
انتفض يمسك سعد الدين من تلابيبه و صرخ غاضبا
# هو كده ممكن يطلع منها؟ تتظبط على قتل خطأ و ياخدله خمس سنين و تخلص على كده؟
بسمته الخبيثه جعلت سيف ينظر له بفضول فذلك المحامى الذى لم يتم عقده الثالث و الداهيه بالقانون لا بد و معه ما يفشل محاولات اكرم الخبيثه
هتف سعد الدين بعد ان هدأ سيف
# اهدى يا باشا….انا شايله التقيل للاخر
بنظرات متفحصه و فضوليه ظل يرمقه بها حتى عاد يتحدث
# الصبر جميل يا سيف باشا
اجابه سيف بضيق
# مش حقبل باقل من اعدام يا أما اللى حنفذ الحكم بنفسى
اماء له سعد الدين يوكد
# اعداااام يا باشا
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اردتُ الاستسلام لاننى لم أرى جدوى من الكفاح، شَعرتُ انه لا شيئ يمكن إثباته او إقراره او إضافته او إسقاطه فى وجودٍ لم اختره
هنرى ميلر
لماذا تقسو الحياه بتلك الطريقه على الضعفاء؟ و كيف استطاعت ان تحول تلك القويه التى تحدت الصعاب الى ما هى عليه الآن مجرد جسد خاو بلا روح و لا عزيمه
اُحبطت عزيمتها و فقدت كل داع للتشبث بالحياه، هى تعترف دائما لنفسها بانها اخطأت باختيارها و لكن الا يرأف بها من حولها؟ الا يلتمسوا لها الاعذار لذلتها؟
حتى و ان اخطأت فلما تتحمل هى وحدها نتيجه ذلك الخطأ؟ الم يشاركها الجميع ذلك الخطأ؟ هى لم تسير على اهواءها و لا اتبعت قلبها رغم اعتراضهم بل هم ايضا وقعوا بنفس المكيده التى دبرها شخص محنك بالتمثيل و قادر على تطويع الجميع لصالحه
و الآن هى تستمع لصراخ والدها الصام للآذان و الذى اجتمع على اثره الحرس و طاقم التمريض و معهم كبير الاطباء الذى اكتفى من التجاوزات فصاح هادرا بالجميع للخروج بعد ان وجدها تدخل فى نوبه ليست نوبه بكاء و لكنها نوبه قاتله قد تودى بحياتها للابد و يالها من امنيه ان تتحلص من حياتها البائسه
لاحظت فدوى اختناقها و انسحاب حدقتيها فلا يظهر من عينها سوى ذلك البياض الواسع ليغيب ورائه اداركها بمن حولها
بدء كبير الاطباء باسعافها بعد ان اخرجهم جميعا و ظلت فدوى تبكى و تنوح معاتبه
# حرام عليك يا هشام…. هى البنت ناقصه؟ بنتى لو جرالها حاجه بسببك انا مش حسامحك ابدا
ليظل هو على حالته المتسمره بعد ان رأى حاله صغيرته و ما آلت اليه و بدء يؤنب نفسه على تسرعه باصدار الاحكام و لكن الم تخبره هى بحقيقه الامر؟ و انها فعلا ذهبت معه طواعيه لشقته
ابتلع غصه الم بحلقه و هو يتضرع للمولى بصوت خافت و حزين
# استرها معانا يا رب
جلس جمال على احد المقاعد بجوار زوجته التى ظلت تربت عليه لتآزره و تهون عليه الامر و لكنه ظل محنى الرأس يسندها على مرفقيه، يكتم عبراته و حنقه من تلك المرأه التى اهدمت كل شيئ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل الطبيب يحاول انقاذها فتلك النوبه هى الاخطر على الاطلاق خصوصا بعد ان اختنقت بدماءها و لم يساعدها بلعومها الذى لم يطيب بعد على البصق او التقيئ او حتى البلع لتبدو و كانها تموت غرقا و لكن بالدماء بدلا من الماء
صاح بالممرضه التى تساعده
# روحى بسرعه اندهى على طقم دكاتره ييجى هنا و جهزيلى العمليات يمكن نحتاجها
هرعت للخارج فحاولت فدوى ايقافها حتى تستعلم منها عن حاله ابنتها فامسكتها من ذراعها هاتفه بتوسل
# طمنينى بالله عليكى يا بنتى
سحبت يدها سريعا و بعنف و هى تصرخ بها
# سبينى الحق قبل ما بنتك تموت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كن صبورا حتى فى وجعك و همك
قل الحمد لله دوما
فكم من صدر ضاق ثم برحمه الله اتسع
الحمد لله دائما و ابدا على كل حال
اقوال الامام على بن ابى طالب عليه السلام
تسمر بمكانه و هو يرى هذا المشهد المحزن و المؤثر و استمع لحديث الممرضه مع والدتها فاختل توازنه و غيم بصره و اغرورقت عيناه بالعبرات الحارقه و انحنى يستند على احد الجدارن يحدث عقله بعد ان نسج له آلاف السيناريوهات فى راسه و لكن كان اقصاها فظاعةً هو فقدان من احبها و عشقها كما حدث معه من قبل
ردد بداخله
# اللهم رب الناس، اذهب البأس و اشفها فانت الشافى
دلفت الممرضه تجر وراءها مجموعه من الاطباء ليغيبوا بالداخل حتى انتهوا من اسعافها فخرج كبير الاطباء و هرع الجميع ناحيته فنظر لسيف الواقف كمن صعقه تيار كهربائى لا يشعر بما حوله فناداه
# سيف باشا
اقترب منه ببطئ فهتف هشام صارخا
# طمنا يا دكتور ارجوك
نظر لسيف و حدثه هو و كانه يعطيه اوامر فردد بصرامه و حسم
# انا من انهارده مش حسمح باى تجاوز…. المريضه كانت بينها و بين الموت شعره، و وجود كل الناس دى معاها مش بيساعدها، بالعكس ده بيدخلها فى نوبات خطر جدا احنا فى غنا عنها
ظل صامتها يستمع له ثم رفع بصره و هتف بصوت مبحوح
# هى بقت كويسه؟
اماء له كبير الاطباء هاتفا بتحذير
# انا دخلتها العنايه المركزه حتفضل فيها يومين على الاقل و حمنع عنها الزياره و يا ريت تخلى اهلها يروحو لان الحال كده مش نافع
عاد لايماءته الصامته فتحرك الطبيب من امامه و نظر لسيف و لعائلتها و هتف بحزن و الم ظاهراً على وجهه
# ايه اللى حصل لها؟ انا كنت سايبها كويسه
صاحت فدوى بحده
# ما هى الست…..
قاطعها هشام فورا بصوت هادر
# فدوى ااااا، خلاص خلصنا
ثم نظر لسيف و ردد شاكرا
# احنا متشكرين على كل اللى عملته معانا علشان خاطر دارين… بس كفايه جمايل لحد كده يا باشا لانى مش حعرف اردها
نظر له بدهشه من حديثه و ردد
# مفيش جمايل و لا حاجه، اناااا….
قاطعه جمال
# اجل الكلام فى اى حاجه لما دارين تخرج من اللى هى فيه و مش قصدى المستشفى و بس
اماء مرحبا و هتف بفرحه طفيفه ظهرت على وجهه
# براءتها ظهرت…. خلاص اكرم اعترف بكل حاجه، و مش فاضل غير شويه اجراءات و تخرج و انا حخلصلها الاجراءات دى باسرع وقت ممكن عشان انقلها مستشفى خاصه و….
قاطعه هشام
# يا بنى كتر خيرك… متتعبش نفسك، المحامى بتاعها اكيد عارف حيعمل ايه؟ كفايه تعرض نفسك و شغلك للمشاكل اكتر من كده
شعر بأن هناك امراً ما فهذا ليس بنفس الشخص الذى تحدث معه امس و اخبره برغبته الزواج من ابنته و لا ذاك هو نفس الرجل الذى اخبره بمباركته على زيجته من اخته و لكنه آثر الصمت حتى يطمأن اولا على مهجه الفؤاد، و عشقه الابدى الذى لا يعلم متى و اين و كيف تم زراعته بداخل قلبه لينمو بتلك السرعه و يستحوذ على كل ما بداخله
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قادت سيارتها بعد ان اتمت مهمتها بنجاح عارجه على ابنتها و قصت لها ما فعلته بالمشفى معها و مع اهلها فامتعض وجهعها و هتفت بمعاتبه
# ليه كده يا ماما؟ انتى كده حتخلى سيف يقاطعنا
رفعت حاجبها بدهشه و هتفت
# ابنى مستحيل يعمل كده…. هو بيهددنا بس انما ساعه الجد حيحكم عقله و حيعرف انها متناسبهوش
زفرت ساره باختناق من حديث والدتها و هتفت
# يا ماما محدش سمع منه و انا لما قعدت و فكرت مع نفسى لقيت فعلا ان سيف مستحيل يعرف اى واحده و اكيد فى تفسير، لانه مش بعد السنين دى حياخد اى واحده و السلام
احابتها منار بحده
# اخوكى اتجنن خلاص….عشان لو فرضنا انها محترمه و بنت ناس و بريئه، فبرده حتفضل سوابق
لمعت عينها بالذعر و هى تكمل
# انتى متخيله سمعتنا حيحصل فيها ايه؟ الناس مش حتسيبنا فى حالنا يا بنتى…حيقولو سيف المهدى اتجوز واحده رد سجون
جلست باجهاد على الاريكه و اكملت
# ده غير انها مش ڤيرچين يا ساره…و لا كانت متجوزه فده يعنى معناه ايه تقدرى تقوليلى؟
اجابتها
# اكيد فى تفسير يا ماما و زى ما سيف قال انه عنده تفسير لو انتو حابين تسمعوه
توسلتها قائله
#عشان خاطرى اقعدو و اسمعوه يا ماما….بلاش نخسره، سيف عنيد و غير كده احنا ما صدقنا رجعت الامور بينا زى زمان و الاكتر انه بدء ينسى و يعيش خياته….انتى يعنى كنتى مبسوطه بعيشته لوحده و زعله اللى مكانش له آخر؟
قوست فمها و اطنبت
# اكيد كنت زعلانه عليه، بس لما يختار لازم يختار صح، و انا مستحيل اوافق عليها، على جثتى انه يتجوزها
ثم تنفست بعمق و رددت بداخلها
# انا عارفه كويس مين اللى حيقدر يأثر عليه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف مكتب كبير الاطباء بعد ان ذهب اهلها من المشفى بأوامر منه و وقف يحدثه بحيره
# حالتها عامله ايه؟ طمنى عليها يا دكتورة
رأى كبير الاطباء حالته فتعجب مما يراه فهتف متسائلا بفضول
# ممكن اسألك سؤال يا سيف باشا؟
اماء سيف بالموافقه فاكمل الاخر
# هى تعنيلك ايه بالضبط؟
اجابه بحبور
# خطيبتى
لمعت عين كبير الاطباء مما سمعه و ردد بدهشه
# ازاى؟
اجابه بايجاز
# القضيه متلفقه و خلاص اتحلت الحمد لله و حتخرج قريب جدا
ابتسم كبير الاطباء و هتف موضحا
# هى حالتها مستقره و خلعنا كمان الانبوب بتاع الاكل و بقت قادره تتكلم
ابتسم بفرحه و تسائل
# امال تعبت ليه كده؟
اجابه بعمليه شديده
# شدت الانبوبه من مناخيرها فنزفت و كانت حتتخنق بس ربنا ستر و انا مانع عنها الزياره عشان القوانين بتقول كده يا باشا و بصراحه الوضع كان فوق تحملى، انا عمرى ما شفتك بتتجاوز كل التجاوزات دى قبل كده!!!
اعتذر منه سيف باحترام
# انا عارف انى غلطان و بعتذرلك يا دكتور، بس عندى رجاء اخير
ابتسم و كأنه يعلم طلبه و وقف مكانه و هتف
# تقدر تدخلها يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلف بلهفه و اقترب منها فوجدها جالسه على فراشها تنظر له بالم و حسره و تؤنب نفسها لتركها مشاعرها تنساق ناحيته و ها هى تخطئ مره اخرى باختيارها و لكن تلك المره لن تدع مشاعرها تقودها ابدا
جلس على طرف الفراش و امسك راحتيها يضمهما معا و حدثها بصوت رقيق
# حمد الله على السلامه
رددت بصوت هامس ضعيف و مبحوح
# الله يسلمك
ردد بفرحه و تهليل
# الله اكبر….صوتك كان واحشنى اوى
اطرقت راسها ليس خجلا و لكن رفضا لاى مشاعر قد تخرج منه او منها فعاد يردد
# انتى احسن دلوقتى؟
اجابته
# الحمد لله
اخبرها بعمليه قليلا
# طيب كويس جدا عشان لو قادره نخلص التحقيق لان كل ما كان بدرى كل ما قدرت اقفل القضيه مع القاضى المنتدب و المحامى العام عشان سعد الدين يخلص اجراءات الافراج بدرى
اجابته ببحه
# انا مستعده
ابتسم لها و قبل يدها و اماء بالموافقه ثم عاد يحدثها برقه و غزل
# بحبك اوى…. انا ساعات بقعد مع نفسى و افكر انا امتى و ازاى مشاعرى مش بس اتحركت! لا و بقت بالقوه دى؟
ليمزح معها هاتفا
# تكونيش عملالى عمل على رجل برص كسيح و مخبياه تحت بيت نمله عايشه لوحدها
ابتسمت رغما عنها من مزحته فقبل راحتها بعمق و هتف مؤكدا
# انا جنبك و حفضل جنبك لحد ما تخرجى من كل اللى انتى فيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عقلها و قلبها يتصارعان الآن و بتلك اللحظه صراع حياه او موت و النتيجه الحتميه هى الموت
موت مشاعرها و مشاعره لعلمها الحقيقه العاريه ان المجتمع لن يرضى بتلك المشاعر و لن يرأف بها و لن ينسى ابدا ما حدث
ظلت صامته و هو يتحدث و يثرثر بجوارها عن الكثير و الكثير مما ينتوى فعله فور خروجها من المشفى و اتمام شفاءها و انتهاء محنتها
عاد يخبرها بتفاصيل اعتراف اكرم و تمثيله للجريمه دون الدخول فى تفاصيل اعماله الغير مشروعه فهى ليست بحاجه لمعرفتها
ذهلت مما سمعته عن اكرم…الهذا الحد كانت كفيفه لا تبصر حقيقته؟ كل ما كان معه عباره عن مخطط مع زوجته و لماذا؟
لم تستطيع تصديق ان هناك من يفعل كل تلك الافعال دون الشعور بالندم و لا الخوف ليس من البشر و لكن الخوف من الله
صمتها الطويل جعله يهتف مشاكسا
# طيب ايه ساكته ليه كده و لا صدعتك؟
رفعت وجهها الباكى ناحيته فردد باهتمام
# طيب ليه كده بس؟ الحقيقه بانت و حتخرجى و كل واحد اخد جزاءه و الندل ده جزاءه الاعدام ان شاء الله
فكرت و قررت ان تنهى الامر فهى لن تقف فى مواجهه مع اهله او حتى تجعله يحاربهم من اجلها فهتفت مدعيه الحزن
# اعداام….مش ممكن
نظر لها بعدم فهم فاضافت كذبا
# اناااا….انا مكنتش عيزاه يتأذى بالشكل ده
ابتعد عن فراشها و نظر لها من مكان وقوفه و قوس حاجبيه بتعجب و هتف متسائلا
# امال كنتى عيزاه ياخد ايه على جرايمه؟
اضافت بحزن مصطنع
# مش لدرجه الاعدام….انا مش حتسحمل انه يموت
ظل ينظر لها و انفاسه تعلو و تهبط بعنف صارخا بها
# ايه الكلام ده؟ انتى ايه حكايتك….انتى لسه بتحبيه؟
اطرقت راسها لاسفل حتى توهمه انها مازالت تكن المشاعر لذلك الوغد المسمى باكرم فلم يشعر بنفسه الا و هو يردد بحده
# انا مكنتش مفكرك كده….. بس انا اللى غلطان لما سمحت لمشاعرى تتحرك ناحيه واحده زيك
غادر مسرعا فخرجت شهقات بكاءها العاليه حتى تحول لنحيب عالِ و هى تشعر بقلبها قد تمزع لقطع صغيره من الالم
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
علمت تماما وجهتها التاليه فهى لن يهدأ لها بال حتى تنتشل فلذه كبدها من البئر الذى يريد ان يوقع نفسه به
طرقت على الباب عده طرقات حتى فتحت لها تلك السيده التى فور ان رأتها رحبت بها و ادخلتها فجلست منار و هتفت
# وحشتينى اوى يا عزه
ابتسمت لها الاخرى و بادلتها الاشتياق
# و انتى و الله يا منار…مشفتكيش من زمان
تنهدت بتعب و هتفت
# و اكيد تلاقيكى مشفتيش سيف برده من مده؟
ابتسمت و اجابتها
# يعنى مش من زمان اوى…. اخر مره شفته يوم سنويه الغاليين، كان هناك فى المقابر و اتقابلنا معاه
تنهدت باشتياق و اكملت
# لسه يا حبيبى بيروح و يجيب لعب و ورد يحطها على قبرهم
نظرت منار لها بسخريه و هتفت تخبرها
# انتى عارغه انا جيالك انهارده ليه؟
رمقتها عزه بحيره و هتفت
# فى ايه يا منار ما تتكلمى دوغرى
حبست انفاسها تقص عليها امر زيجته المزعومه من تلك الفتاه المحتجزه و اصراره عليها فهتفت عزه
# طيب و انا اعمله ايه؟ انا كنت حماته يا منار….كنت فاهمه يعنى ايه كنت ؟ و اللى بينى و بينه كانت نيڤين و ميرا و بس و الاتنين راحو خلاص
زفرت بضيق و اصرت على حديثها
# كنتى و ما زلتى حماته يا عزه و ليكى عنده معزه خاصه و بيسمع منك…اتكلمى معاه يمكن يسمع، لكن المصيبه اللى عايز يحط نفسه و يحطنا فيها دى مش ممكن تعدى
اماءت بالموافقه و رددت
# حاضر يا منار…..حتكلم معاه و اللى فيه الخير يقدمه ربنا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد لعمله بعد ان وجد نفسه يدور بسيارته دون وجهه معلومه ليتكرر على مسامعه حديثها عن غريمه و تمثل مشهد حزنها عليه امام انظاره
دلف مكتبه و ارتمى على المقعد باجهاد و كانه كان يعدو لساعات حتى انقطعت انفاسه و لم يعد يستطيع ان يكمل مسعاه فقرر الاستسلام
اخذ عقله يوبخه باحد و الذع الكلمات
# هى دى اللى وقفت قصاد اهلك و مستقبلك و شغلك عشان خاطرها، مفيش و لا مره حسستك انك ليك قيمه عندها و لا حتى حست بحبك ليها
اخرج من جيبه الورقه المطويه بخط يدها و التى تقر بها بحبها له و ظل ينظر لحروفها و هو يشعر بغصه فاقبض عليها بقوه و هم على تمزيقها و لكنه تراجع بضعف و عاد يطويها و وضعها بمكانها قريبا لقلبه
اغلق عينه يحاول استرجاع انفاسه الحارقه و نبضاته المسروقه حتى صدح هاتفه بالرنين ليرى اسم حماته السابقه على شاشته فاجاب على الفور
# ايوه يا حماتى عامله ايه و عمى اخباره ايه؟
اجابت عزه
# الحمد لله يا حبيبى، عايزاك يا سيف تعدى عليا انهارده و انت راجع من الشغل
وافقها دون ان يستفهم منها سبب طلبها و اتجه لمنزلها فور ان انتهى دوامه و جلس برفقتها يرتشف القهوه و ردد
# خير….محتاجه حاجه يا حماتى؟
نظرت له ببسمه و رددت بتسائل
# يعنى انت لسه شايفنى حماتك يا سيف؟
نظر لها بحيره و ردد
# فى ايه يا طنط ما تتكلمى على طول
ابتلعت لعابها و قصت عليه ما علمته من والدته بامر زيجته و رددت بنهايه حديثها
# معقول يا سيف….هى دى اللى اخترتها عشان تكون مكان بنتى؟ هى دى اللى قعدت 3 سنين رافض الجواز عشانها
تنهد بحزن و رفع بصره اليها و اخبرها بصوت حزين
# لو من ناحيه الجواز فاطمنى….انا صرفت نظر عن الموضوع
انتفض من مكانه و اتجه للباب و ردد بحده طفيفه
# بلغى امى انى صرفت نظر، خليها ترتاح بقا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تربعت بجسدها تستمع لجاسوس زوجها الذى ينقل لهما كل الاخبار
# الجلسه اتأجلت عشان شهاده اللى اسمها دارين دى
زفرت لواحظ بحنق و هتفت بغل
# زى القطط بسبع ارواح…قلت حخلص منها و من شهادتها اللى حتخلى المؤبد يبقى اعدام
اجابها زوجها بضيق
# اهو ده اللى بناخده من الحريم الخرعه اللى مشغلاهم
ردد جاسوسه
# الفتره اللى فاتت الحراسه عليها كانت شديده اوى، بس اليومين دول مبقاش فى حراسه خالص يا دوب حراسه المستشفى و خلاص
ردد عتريس بتجهم
# ايوه قصدك ايه؟
اجابه
# حقنه هوا
نظرا كل من عتريس المر و زوجته بعضهما لبعض فشرح لهما الامر
# حقنه هوا تتحطلها و نخلص منها خالص يا معلم
اماء موافقا و ردد
# تقدر تعمل ده امتى؟
اجابه
# ادينى الموافقه انت بس يا معلم و بعدها كله يخلص فى ساعه زمن…رجالتنا كتير جوه
ابتسم له و ردد بتأكيد
# يبقى متضيعش وقت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اخذ حماما لينعشه قليلا و خرج يرتدى ملابس النوم فاستمع لطرقات خفيفه على الباب فاتجه و فتحه ليجدها اخته الصغرى فتنحى جانبا حتى يتيح لها فرصه للدخول
جلست بجواره على الاريكه و هى تنظر له بتفحص لملامحها الحزينه و هتفت
# احكيلى عنها يا سيف….قولى ايه اللى حبيته فيها؟
نظر لها بالم و حزن و اعاد راسه يستند على مسند الاريكه و تنهد ببطئ و اغلق عيناه فعادت تحدثه
# مش عايز تتكلم معايا يا اخويا؟
اعتدل بجسلته و هتف بحده
# خلاص بقا يا ساره….قوليلهم انى صرفت نظر، سبيونى بقا… سيبونى
انتفض من مكانه فشعرت بفاجعته و اقتربت منه تربت عليه و هتفت بحنين
# للدرجه دى بتحبها يا سيف؟
ابتلع غصته بداخله و ردد
# خلاص يا ساره اللى يخليكى….قومى روحى لبيتك و لابنك
شعرت بان الامر به شيئا غريبا فهو بالامس القريب كان حانقا على الجميع و عنده اصرار شديد عليها، فما حدث الآن حتى يبدو عليه الانكسار هكذا؟
اقتربت منه تحدثه بهواده
# ايه اللى حصل و خلاك تغير رأيك؟ مش كنت عايزها و لا تكونش ماما قدرت تخليك تغير رأيك؟
اجابها بحزن
# يا ريتها جت من ماما كنت حبقى فاهم مش حاسس انى زى الغبى اللى اتضرب على قفاه ، بس للاسف الضربه جت منها هى
فهمت على الفور انه ربما انهت معه علاقتهما بسبب ما فعلته والداتهما فقررت اخباره عله يفهم ما يحدث حوله فرددت بتردد
# بص يا سيف…. اصل ماما ااا
نظر لها باهتمام فاكملت
# ماما راحت لها فى المستشفى و…..
صمتت فلمعت عيناه بالحده و ردد بغضب اهوج
# راحت لها امتى و ليه؟
قصت عليه تفاصيل زياره والدته و حوارها معها و مع اهلها فربط سريعا تدهور حالتها الصحيه و ادعاءها الكاذب حتى تبعده عن طريقها فقاده ذكاءه الى ربط الاحداث ببعضها فاتجه لغرفه و غير ملابسه و اتجه للخارج فصرخت اخته تستفهم
# فى ايه يا سيف؟
ردد متسرعا
# روحى انتى يا ساره
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
قاد سيارته مسرعا للمشفى و هو عازما امره ان يفهم منها الحقيقه كامله فاندفع لداخل المشفى و منها لغرفتها ليتفاجئ بذلك الرجل المتنكر بزى التمريض و يحمل بيده حقنه هواء و كاد ان يضعها فى المحلول الموصل بكفها
تشابك معه بالايدى و صرخ بحده حتى اجتمع حولهما الحرس و قامو بالقبض عليه و تكبيل يده بالاصفاد و القاؤه بالسجن و هاتف سيف زملاءه بقسم البوليس و اخبرهم
# عايزك تحط عليه حراسه، عشان انا بنفسى اللى ححقق معاه، فاهم؟
ضحك رفيقه رئيس المباحث و ردد مازحا
# تعالى خد وظيفتى يا حضره المعاون…انت مش كنت شغال معانا ؟ايه اللى خلاك روحت مصلحه السجون بس؟
زفر سيف باختناق و ردد بفروغ صبر
# يا بنى روح انا مش فايقلك، شوف شغلك و سيبنى اشوف اللى ورايا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
الذعر و الخوف الذى شهدته لم يكن بالهين فهى كانت ستذهب لتقابل الخالق بعد لحظات من الآن دون ان تدرى
ظلت تجلس على فراشها متخوفه تنظر حولها و تستمع للاصوات بالخارج و تركز بصرها على مقبض الباب و هى تبتلع فى وجل
انفتح الباب و دلف منه سيف بطلته الساحره فرفرف قلبها فور ان ابصرته فهى تخيلت انه لن يقترب منها مره اخرى و لن تراه مجددا و لكنه ها هو امامها بهيئته المهلكه ينظر لها نظرات حالمه
اقترب منها بلهفه و امسك راحتها ينظر لها بتدقيق و هتف بخوف لم يعاصره الا مرات قليله
# انتى كويسه؟
حركت راسها بانكسار و لم تستطع كتم بكاءها فسحبها داخل احضانه و ربت على ظهرها يمسح عليه بكفه و ظل يهدأها
# خلاص يا حبيتى…. خلاص انا موجود و مش حسيبك ابدا
ابتعدت عن احضانه و دفعته بعيدا عنها تنظر له بحزن دفين فهتف
# انا عرفت اللى عملته امى معاكى
نظرت له بذل و مهانه شعر هو بها فصرخ بحده
# مش عايز اشوف الكسره اللى فى عنيكى دى ابدا….فاهمه؟ ارفعى راسك زى ما انا حرفع راسى بيكى قدام الناس و افتخر انك وافقتى عليا
زفرت بحزن و اردفت
# انت اللى حتفتخر بيا؟ انا؟
ابتسم و سحبها داخل احضانه رغما عنها و لم يهتم لدفعها له فهتفت
# بابا مش حيوافق و انا مش حقدر اضغط عليه بعد اللى حصلى
ابتسم لها و ردد بثقه
# امى بتحبنى و انا ابنها الوحيد، تفتكرى ممكن تزعلنى؟
اجابت
# معرفش…. انت الادرى باهلك، بس لو ربنا اراد ان الموضوع ده يكمل فلازم تعرف انى مش حقبل غير باللى بابا عايزه
توغل كثيرا بملامحها التى يعشقها و شرد ببحور عينها و امسك طرف ذقنها بسبابته و حملق فيها بعشق مقربا وجهه منها ببطئ حتى قاربت انفاسه من وجهها و لكنها ابتلعت لعابها و دفعته على الفور هاتفه بصوتها المجهد و الضعيف
# ميصحش كده
رفع حاجبه بانزعاج بائن قبل ان يردد بمعاتبه
# كده برده يا ديدو؟ انا مكنتش حعمل اللى جه فى بالك على فكره
رددها فلمحت هى سخريته منها و دفعته بقوه ليسقط على الارض فابتسمت بانتصار ليقف هو يهندم ملابسه و اقبل عليها و قبلها من اعلى راسها و ردد بجديه
# انا مضطر امشى عشان اروح اشوف الكلاب دول اخرتهم ايه؟
امسكته من راحته بذعر و نظراتها الخائفه و جسدها المتجمد من الرهبه و هتفت متوسله
# متسبنيش لوحدى…..عشان خاطرى خليك معايا، انا خايفه
جلس بجوارها يطمأنها و هو يمزح معها
# امال فين دارين الشامى بطله الجمهوريه فى فنون القتال؟
اجابته بانكسار و ضعف
# ماتت….. اللى قدامك دى بقايا انسان و معنديش اى طاقه للمقاومه او التحمل
مسح على شعرها و هتف برقه
# و لو طلبت منك تتماسكى و تحاربى عشانى انا حتعملى كده؟
شعرت بالخجل من غزله العفيف فاطرقت راسها لاسفل ليعود و يتلمس ذقنها يرفع وجهها اليه و تغزل بجمال طلتها و سحر عيونها
# عيونك سحرتنى و جمالك اسرنى و بقيت اسير عينيكى
ابتسمت له فطمأنها
# متقلقيش….انا حاطط عليكى حراسه مش موجوده عند وزير الداخليه بذات نفسه، و حكلم سعد الدين عشان يخلص الاجراءات بسرعه و تطلعى على مستشفى تانيه محدش يعرف مكانها عشان عيون لواحظ و عتريس المى ميعرفوهاش
رددت بصدمه
# هم عايزين منى ايه؟ مش عايزيت يسبونى فى حالى ليه؟
اجابها بهدوء
# انتى الشاهد الوحيد عليهم و اصراهم على محاوله قتلك مش بتدل غير على حاجه واحده
بفضول هتفت
# ايه هى؟
اجابها
# انهم لسه فى مصر و مش عارفين يخرجو منها و ده حيساعدنا كتير اننا نمسكهم
تضرعت لربها و هتفت بتمنى
# يا رب….يا رب نجينى
ابتسم و اجابها
# امين
وقف من مكانه و اتجه للباب و وضع يده على النقبض و قبل ان يديره عاد ادراجه ناحيتها و انحنى بلهفه و اطبق شفتاه بخاصتها بقبله عميقه بث فيها عشقه و هيامه و لم يمهلها حتى فرصه الرفض او الاعتراض
ابتعد عنها ينظر لملامحها التى يعشقها فابتلعت لعابها بحرج و ردد و هو يتجه للخارج
# بحبك
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
امام الجميع محيطات عليهم عبورها اذا كانوا جسورين بالقدر الكافى، فهل يعد هذا تهورا؟
هذا امرا محتمل، و لكن الاحلام لا تعترف باى حدود
اميليا ايرهارت
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل متكورا على نفسه بذلك الركن المظلم يحمى وجهه من الضربات الموجعه التى تلقاها و ما زال يتلقاها بين الفينه و الاخرى
تنفس الصعداء عندما تركوه لهنيهه بمفرده لا يعلم انهم على الوشك الفتك به بعد ان جاء الليث الغاضب للاخذ بثأر حبيبته
حاول رئيس المباحث ان يثنيه عن ما ينتويه و لكن لم يستطع احد ان يقف امامه فدلف للداخل و نظر لذلك المتكور على نفسه فتنبهت فرائسه و اقترب منه و امسكه من تلابيبه و بدء يكيل له اللكمات فى اماكن موجعه و هو يصرخ به
# انا عارف ان لواحظ و عتريس اللى باعتينك، بس انت مش حتخرج من هنا حى
ارتعد الرجل فور سماعه لحديثه فاستطرد سيف يردد بعد ان تأكد بان رساله ارهابه قد وصلت مكانها
# فانت مفيش قدامك غير انك تقولى على مكانهم، لانهم مش حيسيبوك تعيش و لو فضلت ساكت يا حتموت على ايديهم يا على ايديا، لكن لو قلتلى مكانهم حوفرلك الحمايه
بحسبه بسيطه احتسابها في راسه لم يكن عليه سوى ان يعترف بالامر كاملا لعله ينجو من ذلك الهلاك المحتوم الذي هو بصدده
هو علم تمام العلم بان عتريس المر ولواحظ لن يتركاه حيا حتى يفشي اسرارهما فهو حارسهما الامين و الذى يعلم كل اسرارهما الدفينه لذا فامر موته محتوم ربما مجرد بضع ساعات او لحظات
عاده سيف يكيل له الضربات الموجعه حتى تورم وجهه وصرخ عالياً
# ابوس ايدك كفايه خلاص هاقول لكم على كل حاجه
بدا يقص كل شيء يعرفه عن لواحظ و عتريس المر بدءا من عملياتهما المشبوهه حتى مكان اختبائهما
اخبره مكان اختبائهما و خطه هروبهما الجديده و قص عليه ايضاً كل ما يعرفه عن تجارتهما الغير مشروعه واماكن تخزينها
لمعت عين رئيس المباحث فورا بعد ان استمع الى تلك المعلومات المهمه التى ادلى بها ذلك المتهم فنظر سيف بانتصار ورد
# اظن من غيري ما كنتش هتعرف تجيب كل المعلومات دي يا باشا!
اجابه الاخير بامتنان
# كلنا بنتعلم منك يا سيف باشا، خسارتك والله في مصلحه السجون كنت معانا هنا في المباحث ريس و برنس علينا كلنا
ابتسم ممتنا و هتف
# انا كده مرتاح اكتر من شغل المباحث
نظرا سيف امامه و ردد باهتمام
# اظن كده بقى انت تجهز قوه و تطلع بيها على طول على المكان اللي هو قال عليه قبل ما يلحقو ياخدوا حذرهم، وخذ بالك عتريس المر مش سهل يعني اطلع بقوه جامده مش قوه اي كلام
تحدث رئيس المباحث باهتمام
# خذ بالك انت من نفسك يا سيف انت بقيت مستهدف دلوقتى ليهم
ابتسم سيف و ردد
# ما تقلقش عليا يا باشا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت حائره صامته لا تعلم ماذا تريد و ماذا تفعل ولكنها تعلم امرا واحدا فقط هو انها لن تضغط على والدها لاي سبب ما، فهو قد عانى الامرين بسببها و بسبب انسياقا وراء عاطفتها ولكنها الان اصبحت اكثر نضجا
ربما مشاعرها تلك المره حقيقيه و ليست مزيفه، و ربما تلك المره اختيارها افضل و لكن….. شعورها بالانهزام و الانكسار انتقص من ثقتها بنفسها فظلت تفكر فى مستقبلها، هذا ان بقيت على قيد الحياه فيبدو ان القدر قد قال كلمته الاخيره و انها ربما مسأله ايام حتى تستطيع لواحظ قتلها فان فشلت بالمره الاولى و ها هى الثانيه فالثالثه اكيده كما المثل الشعبى ( التالته تابته)
تفاجئت بدخول سعد الدين المحامي لغرفتها بالمشفى وهو مبتسم فاتخذ خطوات بطيئه نحو فراشها و وقف ينظر اليها ثم ردد بصوت رخيم
# الف مبروك يا دارين انا خلصت لك اجراءات الافراج وما فاضلش خلاص غير ان احنا بس نخلص الورق هنا في المستشفى وتخرجي على طول
لمعت عينيها بالفرحه فور ان استمعت لحديثه ولكنها تخوفت قليلا من خروجها من المشفى حتى لا تطالها ايدي من يريدون قتلها فهتفت بتخوف
# تفتكر لواحظ المر ممكن تعمل فيا حاجه بره المستشفى؟
اجابها
# بالتاكيد لا متقلقيش سيف باشا مجهز كل حاجه و كلمني فى التليفون وحجزلك في المستشفى التانيه وكله تمام
شعركت بتضخم عضله قلبها مما استمعت له فهو حتى بانشغاله عنها اصبح يفكر فيها و بامانها و حمايتها بالرغم من اعتراض والدها عليه وبالرغم من اعتراض والدته عليها
انتهت اجراءاتها وخرجت من المشفى برفقه عائلتها ومحاميها و صعدت سياره والدها وتنهدت عميقا عندما اشتمت اخيرا رائحه هواء الحريه فهى لاول مره تخرج خارج اسوار ذلك السجن حره طريقه ليست متهمه باى قضيه
اخذت تنظر الى الطرق حولها من نافذه السياره ولكن تلك المره تنظر بطريقه مختلفه عن ما عاهدته بنفسها، فكانت قديما تنظر للطرق بملل وليس باهتمام، اما الان فكانها تحاول حفظ الشوارع والطرقات والمحلات فهي قدرت اخيرا معنى الحريه التى افتقدتها كثيرا
نظر لها هشام فى المرآه التى امامه و حدثها بصوت حنون
# حمد لله على السلامه يا بنتي
عقبت عليه فدوى
# البيت كان مظلم من غيرك يا دارين
ابتسمت لهما واطرقت راسها لاسفل تشعر بتعب واجهاد و لا تعلم مستقبلها الى ما سيؤول اليه فصمتت حتى وجدت نفسها امام ابواب بنايتها التى تقطن فيها مع والديها فنظرت بمقلتيها تستفسر منه
# بابا هو مش المفروض ان انا هاروح المستشفى؟
اجابها هشام
# لا يا بنتي كفايه كده الدكتور اخر حاجه طمنا، ارتاحي النهارده في البيت وبكره ان شاء الله هاخذك اوديكى لاي دكتور ونشوف لو محتاجه متابعه ولا اي حاجه، لكن كفايه مستشفيات لحد كده
هتفت فدوى باهتمام
# مش هيهتمو بيكى في المستشفى اكثر مننا، انا حهتم بيكى في البيت يا بنتي و لو احتاجنا ممرضه مقيمه ابوكى حيبعت يجيب لك واحده تقعد معانا… بس اعتقد خلاص انتى مش محتاجه الكلام ده كله
اماءت بتعب فهى ليس لديها القدره حتى على الكلام ولا لاى مهاترات مع اي احد، دلفت منزل والدها ونظرت له باشتياق فكم اشتاقت له
اخذت تنظر للاركان يمينا ويسارا وهي تعلم انها ربما قد اساءت الاختيار ولكن اكيد لم تستحق هكذا عقابا قاسيا لمجرد زواجها من انسان كالحرباء يتلون حتى يتناسب مع كل شكل ولون
اتكئت على فراشها لتستريح و اغلقت عينيها ثم فتحتها ونظرت للسقف واخذت تتذكر سيف بحنانه وعطفه و عاطفته الجياشه، فتنهدت بألم لتاكدها بأن هذه القصه لن تكون نهايتها سعيده كقصص الروايات
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
استمع للاخبار السعيده على الهاتف فتهللت اساريره من الفرحه و ترك عمله ليدلف سيارته و قادها لمنزل والديه و طرق على الباب بخفه ففتحت له والدته التى فور ان رأته ابتسمت بحنين و احتضنته بقوه مقبله اياه
اطبق على جسدها بذراعيه و همس لها
# وحشتينى يا امى
تزين ثغرها ببسمه واسعه و امسكته من ذراعه و سحبته للداخل بترحيب
# تعالى يا سيف…. ده انت وحشتنى اوى يا حبيبى
جلس امام الشرفه بجوار والده الذى اعتدل بجلسته و رحب به بحبور
# عاش من شافك يا سيف باشا…. الشغل واخدك مننا، و لا نقول العروسه؟
تهكم باخر حديثه فحذرته منار بعينها ان لا يتطرق لذلك الامر فهى تعلم انها فعلت الكثير حتى تنهى تلك العلاقه و مما سمعته من ابنتها يبدو انها نجحت
ربتت على كتفه و هتفت
# احطلك تاكل يا سيف؟
اماء رافضا و ردد بصوت جاد
# انا جاى اتكلم معاكم فى موضوع جوازى
صدح صوتها الحاد
# لسه مصر على البنت دى؟ يا بنى عشان خاطرى بلاش تقهرنى عليك
اعترض بوجهه و صوته فى آن واحد
# اقهرك!! للدرجه دى سعادتى حتزعلك يا ماما؟
ردد طلعت بحيره
# انا مش فاهم البنت دى عاملتلك ايه بس؟ بقا انت مستعد تخاطر بسمعه عيلتك و مستقبلك عشانها؟
اجابه بهدوء
# يا بابا دارين طلعت براءه خلاص و القاتل الحقيقى اتمسك و اعترف
رد عليه بسخريه
# طبعا الحقيقه ظهرت بمساعدتك يا باشا و لا ايه؟
قضم داخل فمه و كبت غضبه من سخريه والده فردد بمحايله
# طيب انا بس عايزكم تسمعونى….و بعد ما اخلص كلامى، لو لسه معترضين انا مش حجبركم على حاجه!
لمعت نظرته لابنه البكر و هتف
# اعتبر ده وعد منك؟
اماء موافقا و ردد
# ايوه يا بابا….بس انا لو متجوزتش دارين، مش حتجوز خالص…يعنى حكمل حياتى كده و زى ما قدرت اعيش 3 سنين من غير جواز حقدر اكمل لباقى حياتى
صرخت منار بغضب
# انت بتحطلنا العقده فى المنشار يا سيف؟
اجابها بهدوء مصطنع
# لا ابدا انا بقر واقع
ابتسم والده بسخريه و حدث زوجته باستهزاء هاتفا
# سيبك منه يا منار…. لما ينساها و يلاقى واحده احسن منها حيغير رأيه
نظر لهما بامتعاض فحديث والده قد اوضح له انهما لن يتنازلا ابدا عن رأيهما فندم على ما وعد به منذ لحظات
ظل والده ينتظر ان يستمع له فقص عليه سيف قضيتها بالتفصيل موضحا زواجها المزيف و رغبته هو ان تطوى الامر و تلقى به خلف ظهرها فهتف مستفيضا
# هى كانت مصره ترفع عليه قضيه عشان تثبت جوازها منه و انا رفضت و هى قبلت باللى طلبته منها، فمجيش دلوقتى بعد ما خليتها تتنازل عن حقها اقول لها، اسف…سورى اصل اهلى مش موافقين عليكى عشان انتى سوابق مع العلم انها براءه يعنى مش سوابق يا بابا
دارت حرب نظرات بينه و بين والديه انتهت بحديث منار
# بس يا سيف الناس….
قاطعها هاتفا
# الناس….مالها الناس؟ هى الناس كانت عايشه معايا و انا وحيد و بنام كل ليله حاضن هدوم مراتى و بنتى؟ و لا الناس حست بوجعى لما راحو؟ حنعمل حساب للناس فى ايه؟ فى انى حبيت واحده مهذبه و بنت ناس محترمين و الظروف وقعتها فى مصيبه ممكن اى حد فينا يقع فيها
تدلت شفتى والدته رافضه حديثه
# لا طبعا…. محدش منا ممكن يقع فى حاجه زى دى لاننا عارفين الصح من الغلط
اجابها
# و هى و اهلها عارفين الصح من الغلط… بس مش عارفين نوايا الناس الخبيثه و زى ما هى غلطت باختيارها فانا حاطط الغلط الاكبر على ابوها و اخوها اللى وافقو على جوازه زى دى محفظتش كرامتها من الاول
تنهد بضيق و اكمل
# المفروض كانو سألو عليه الاول و مكانوش قبلو بالجواز اللى فى الضلمه حتى لو هى ضغطت عليهم بدافع الحب
غصه مريره مرت بحلقه و هو يكمل
# هو عرف يلعب عليها ، لكن الغريب انه قدر يلعب على ابوها و اخوها و هو ده اللى خلاها لقمه سهله يعمل معاها اللى هو عايزه
ردد طلعت
# يعنى الاهل هم اللى فى ايديهم مستقبل اولادهم و هم اللى يعرفو الصح من الغلط اكتر من ولادهم؟ مش كده يا حضره المعاون!!
تهكم بحديثه قاصدا اياه فقوس سيف فمه و نظر له بحزن بين و اطرق راسه باسف فهتف طلعت متسائلا بدهشه
# طيب انت موافق تتجوز واحده كانت متجوزه بالشكل ده؟ ده كانه جواز عرفى يا بنى و….
قاطعه سيف
# بعد اذنك يا بابا و انا اسف لقطع كلامك…. بس انا الوحيد اللى له الحق يتكلم فى الموضوع ده خصوصا انه حساس و مش عايز كلام منه يتنتور هنا و لا هنا
نظر امامه بتفكير و عاد يردد
# محدش يعرف غيركم انتو و المأمور و عماد زميلى و انا اقدر اسكت عماد و انتو عليكم تسكتو المأمور، صاحبك يا سياده اللوا و لو انتو متكلمتوش محدش حيعرف
لطمت صدرها بخضه هاتفه
# هو انت حتزور فى عقد الجواز و تكتب انها بنت بنوت؟
اماء مؤيدا فجحظت عيناهما معا الهذه الدرجه يعشقها؟ لدرجه ان يحمل اعباءها و يؤازرها بتلك الطريقه؟!!
اعاد نظراته لهما بخمول و تعب و هو ينتظر ردهما على طلبه فشعر انهما بحاجه لدفعه اخرى حتى يجيبا فهتف
# انا قلتلكم لو سبتونى اروح اطلبها لوحدى حنسى ان ليا اهل….بس كنت غلطان لانى معرفش اعيش من غير اهلى، بس لو اضطريت اروح لوحدى فساعتها حيبقى فى شرخ جوايا من ناحيتكم، يمكن معرفش ابعد عنكم و اخد جنب لوحدى بس الاكيد ان الشرخ ده عمره ما حيلم
ابتلع والده لعابه بضيق و هتف مستفسرا
# بتحبها للدرجه دى يا سيف؟ انا فاكر وقت امك ما رفضت نيڤين فى البدايه معلمتش كده و لا وقفت و اتحديتها زى ما انت واقف لنا كده دلوقتى!!
صمت قليلا و اطرق راسه لاسفل و عاد ينظر لهما بتدقيق و ردد
# كنت وقتها عارف انها حتوافق، و سبب رفضها غيره ام على ابنها….و يمكن
صمت و ظل يقضم شفته السفلى بتوتر و اكمل
# يمكن اكون بحب دارين اكتر يا بابا
دهشه اصابتهما من حديثه فكيف يقول ذلك على زوجته و ام ابنته و شريكة حياته الراحله، و لكنه لم يكتفى بذلك بل اوضح
# انا حبيت نيڤين بس حب دارين حاجه تانيه…. عمرى ما حسيت ان حياتى و تنفسى و ضربات قلبى كلها متوقفه عليها هى ، لو ضحكت قلبى يضحك و دنيتى تنور و لو زعلت حياتى كلها تضلم
تعجبا من حديثه و رومانسبته فبالرغم من علمها طيبته و حنانه مع زوجته الراحله الا انه لم يظهر بتلك الرومانسيه الحالمه ابدا امامهما و لا حتى امام زوجته الراحله
اقترب والده و جلس الى جواره و ربت عليه هاتفا بمرح
# هى حلوه يا واد؟
ابتسم سيف و اماء بسرعه بحركات متتاليه و ردد بمشاكسه
# زى القمر ، شعرها غجرى و عيونها عسلى و جمالها رقيق
عاد طلعت يهتف
# ماشى يا سيف….خد لنا ميعاد من ابوها خلينى افرح بيك و اشيل ولادك قبل ما اموت يا بنى
قبل راحته و ربت الاخر على راسه اثناء تقبيله لها و هتف سيف بامتنان
# ربنا يخليك ليا يا بابا و يطول فى عمرك يا رب
اعتدل بجلسته و نظر لوالدته التى ظلت واجمه الوجه غاضبه فهاتف يشاكسها
# ايه يا ام العريس؟
قوست فمها زامه شفتيها بتقزز و رددت بضيق
# و انا مليش رأى؟ يعنى رفضى للجوازه دى ملوش قيمه؟
اجابها بحب
# يا امى انتى الخير و البركه…و اكيد حتفرحى لسعاده ابنك و لا ايه؟
ابتسمت متهكمه و هتفت
# فاكر حتاكل عقلى بالكلمتين دول؟
احتضنها و قبلها من جبينها و ردد
# ربنا يخليكى ليا يا ست الكل
تنحى جانبا مستأذنا فهتفت تصرخ بوجهه
# خلاص حتمشى؟ كنت جاى عشان موافقه ابوك و خلاص كده حتمشى و تسبنى آكل فى نفسى
عاد يقبل راحتها و هتف
# و الله مشغول اوى يا امى….و بعدين فكى كده يا حضره المستشار، بكره يجيلك احفاد يعوضونا ميرا الله يرحمها
ابتسمت بحزن فور سماعها اسم غاليتهم و دمعت عيناها قليلا فردد سيف بمحايله
# باله عليكى ما تعيطى و تدخلينى فى مود الحزن يا امى، انا ما صدقت بقيت اعرف اكمل يومى من غير حزن و زعل
رددت بسخريه
# كل ده بسببها؟ عرفت تنسيك مراتك و بنتك يا سيف؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عاد منزله مساءا بعد انتهاء يومه فدلف غرفه نوم صغيرته و امسك بإطار صورتها هى و زوجته و ظل ينظر لهما بحزن و ابتلع غصه بكاءه و حدثهما كانهما امامه
# انا منستكومش….. بس حبيت غصب عنى، انا مش ناسيكى يا نيڤين…عمرى ما حنساكى، حبك انتى و بنتى حيفضل جوايا طول العمر
تنهد بضيق و اكمل
# اوعى تكونى زعلانه منى عشان حبيت غيرك يا عمرى كله، سامحينى مش بايدى و الله و مش عارف ربنا زرع حبها ازاى فى قلبى بالطريقه دى؟
اطرق راسه بأسف و عاد ينظر لاطار الصوره و هتف
# تفتكرى ماما عندها حق؟ تفتكرى هى مش مناسبه ليا و انا اللى مش شايف ده؟ انا فعلا مش شايف غير انى عاوزها تفضل معايا و بس، لكن كلامهم خوفنى، خايف من ردود افعال الناس تغيرنى و تخلينى اضايقها او اتضايق منها
قطع حديثه مع نفسه رنين هاتفه و الذى اجابه على الفور
# ايه يا عماد خير؟
استمع صوت الطرف الاخر و هو يردد
# قبضو على لواحظ المر و عتريس اتقتل فى المداهمه
ابتسمت عينه…نعم عينه من ابتسمت من انتشاءه و فرحته فضغط على شفتاه بقوه و تنهد ببطئ فسمع رفيقه يقول
# سيف….انت معايا ؟
اجابه بصوت خفيض
# ايوه معاك
سأله بقلق
# مالك يا سيف؟ انا قلت حتطير من الفرحه لما تعرف!
صمته جعله يشعر بالقلق و الحيره عليه فاستطرد
# انت فين؟
اجابه بايجاز
# فى البيت
ردد عماد بتأكيد
# انا جايلك فى الطريق، اعمل لنا اتنين قهوه على ما اوصل
و بالفعل لم يمر الكثير من الوقت حتى سمع طرقات رفيقه على الباب ففتح له و جلسا بصمت حتى اتم سيف تحضير القهوه و ارتشفها دون حديث
ظل عماد ينظر له بتدقيق فعلم ان امرا كبيرا يجسم على صدره فهتف باهتمام
# فى ايه بقا مالك؟ موضوعك مع دارين حصل فيه حاجه؟
اماء بنعم و قص عليه رفض عائلته لتلك الزيجه و اصرار والدها على حضور عائلته و حتى موقف والدة زوجته الراحله، فابتسم عماد بسخريه ليهدر به الاول
# انا قاعد احكيلك و انت بتضحك؟
عقب عليه ببسمه
# اى جواز بيكون فيه مشاكل…..ده امر طبيعى يا سيف
نظر له بحيره و سأله
# لو انت مكانى حتعمل ايه فى حكايه الناس و كلامهم عشان موضوعها و قضيتها و الهرى ده؟
امعن التفكير فى اجابته قبل ان يجيب
# انا مش حكدب عليك و اقولك ان ممكن افكر اعمل زيك….خصوصا ان مجتمعنا بياخد بالمظاهر، بس اللى حابب اقولك عليه انى مشفتكش سعيد و بتضحك كده من 3 سنين
توقف سيف عن التحدث و استدعى تفكيرا بعقله و هو يستمع لحديث رفيقه
# انت فكر و شوف حتقدر على ايه اكتر؟ على مواجهه الناس و هى معاك و لا على انك تعيش من غيرها؟
دخل عقله بمتاهه تفكير عميق و هو يتخيل حياته بدونها ستعود لما كانت عليه قديما مجرد آله، انسان نمطى من العمل للمنزل و العكس، ليس له اى نشاطات…منطوى على نفسه و غير اجتماعى او بالاحرى اختار العزله لنفسه
عاد من متاهه عقله عندما رن صوتها باذنه و هى تنطق اسمه و كيف انتشى فرحا لمجرد سماع ثلاثه احرف من ثغرها لتزين له الحياه كالنعيم
توسعت ابتسامته حتى برزت اسنانه ناصعه البياض و خلفت وراءها غمازه قاتله و هتف
# الحياه بعيد عنها حتكون اصعب يا عماد، انا اقدر اواجه الناس ببراءتها لكن مقدرش اواجه نفسى لو اتخليت عنها
اكمل حديثه بصوت محتقن من الالم
# انا عمرى ما حنسى مراتى و بنتى….بس ربنا خلقنا عشان نكمل و الا كل واحد فينا مات له حد كان راح مات وراه، و ربنا يعلم قد ايه طلبت الموت عشان اروح لهم و مجاش
ربت عماد على ظهره يؤازره هاتفا بتدعيم
# دارين انسانه كويسه و مظلومه…..و الدنيا جت عليها جامد، و انا شفت حبها فى عنيك يمكن من قبل ما انت تحس بيه حتى و انت بتحبسها فى التأديب كنت بحس انك بتهرب من احساسك ناحيتها
قرع قلبه بلهفه عاشق من حديث رفيقه..هل حقا احبها منذ اللحظه الاولى؟ ليعود و يتذكر لحظاتهما سويا حلوها و مُرها و هو يسأل نفسه ذلك السؤال البديهى….متى وقع بعشقها حتى اصبحت كيان يحيا لاجله؟
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تحرك ساكنا منذ ان خرجت من المشفى فقد انقطعت اتصالاته و لم يهتم ان يزورها او يطمئن عليها
الم يقل هو انها بحكم خطيبته؟ الم يصارحها بمشاعره و عشقه لها؟ شاطرها حزنها و المها و وقف الى جوارها و بعدها اختفى ….. اذا لماذا اختفى ام انه منشغل فحسب؟
نفخت بقله حيله لتناشد قلبها بالكف عن ايلامها بهذا الشكل و تناشد عقلها ان يصمت عن التفكير بالاسوء
طرقات على بابها هى ما اخرجتها من دوامه افكارها لتجدها والدتها تدلف بطبق الطعام المهروس و الذى يشبه طعام الاطفال المقزز و الذى ستضطر لتناوله هكذا لفتره طويله حتى تعتاد اجهزه جسدها على الهضم بشكل سليم كالسابق
جلست بجوارها تطعمها بيدها فهى و ان كبرت لا تزال طفلتها الصغيره و عندما وجدت شرودها شاكستها بمزاح
# كل ما افتكر حماتك العقربه و هى واقفه تتكلم معانا اقول حتعيشى معاها ازاى دى؟
صدمت من تصريح والدتها التى تقر بانها حماتها فرددت
# خلاص بقت حماتى! ازاى و اهله رافضين و بابا كمان رافض
ابتسمت لها بحب و اعقبت
# ابوكى مش رافض….ابوكى بيعززك عشان محدش يفتكر انك ملكيش قيمه و لا يحسوا فى يوم من الايام ان جوازتكم كانت مكافأه ليكى و لا تنازل منهم!!
ابتسمت بتهكم و اردفت
# و هم لو قبلو بيا يبقا كتر خيرهم و يبقو فعلا كافئونى يا ماما و اتنازلو كتير
حزنت بشده على ابنتها و تقليلها لشأنها بهذا الشكل فعادت تذكرها من هى علها تُعيد لها ثقتها بنفسها قليلا فهتفت بفخر
# انتى دارين الشامى….بطله الجمهوريه فى فنون القتال و من اوائل دفعتك و اللى انجزتيه فى سنك ده فى ناس بتعيش عمرها كله عشان تعمل نصه و مش بتعرف
هكذا قالت بقدر عال من الاهتمام و الذى قابلته دارين بسخريه لاذعه من نفسها
# فعلا….اللى حققته فى حياتى محدش يحلم يحققه فى عمره كله
ابتلعت لعابها بغصه و الم و استطردت باكيه
# اتجوزت جوازه زور و اللى مفروض انه جوزى ضحك عليا و قتل ابنه اللى لسه نطفه فى بطنى و اتهمنى بجريمه قتل و اتسجنت و اتهانت و حاولو يقتلونى بدل المره اتنين و لسه ياما فى الجراب يا حاوى
تهكمها بهذا الشكل دب الفزع فى قلب والدتها خوفا عليها من انكسارها و استسلامها فتعاود كره محاوله الانتحار فهتفت بنصح
# اوعى تنسى ان ربنا واقف معانا…..و طول ما احنا بنطيعه حيفضل يسامحنا و يساعدنا
فهمت دارين ما ترمى اليه من نظراتها المتخوفه و الحائره فهتفت مطمئنه
# متخافيش يا ماما…اللى حصل منى فى السجن مش حيتكرر تانى، دى كانت لحظه شيطان و راحت لحالها
تنهدت فدوى براحه و هى تربت على كتفها بحبور مردده
# طمنتينى يا بنتى ربنا يطمن قلبك….نامى يا دارين و الصباح رباح و بكره ان شاء الله ربنا يحلها من عنده
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
تقلب بجسده يمينا و يسارا و هو مستغرق فى النوم يرى طيفها الذى يعشقه مرتديه رداء ابيض مطلقه شعرها الغجرى خلفها فابتسم وجهه النائم من شكلها الملائكى
تمعن النظر اثناء اقترابها فوجد ملامحها تتغير لتصبح زوجته الراحله و تظهر ابنته ممسكه بيدها فتحفزت جميع حواسه فهى اول مره يحلم بهما بعيدا عن احداث ذلك الحادث الاليم الذى فقدهما فيه
حاول التحدث و لكن صوته لم يخرج فظل يحرك شفتاه و لكن لا جدوى
اقتربت منه زوجته الراحله و ابتسمت له و امسكت راحته بيدها اليمنى و قلدتها صغيرتها بامساك راحته اليسرى و اندمجت راحتهم معا فكونوا مثلثاً
ظل يرمقهما بنظرات الشوق فوجد زوجته تتحدث دون تحريك شفتيها او بالاحرى يستمع لحديثها داخل عقله هاتفه
# وحشتنا اوى يا سيف….انا و ميرا مبسوطين اوى متخافش علينا
حاول ان يقلدها بالتحدث داخل عقله فنجح و وجد نفسه يهتف و هو على وضعه الصامت
# انتى زعلانه منى يا نيڤين؟
حركت راسها رافضه و هى تبتسم له فوجد صغيرته تحكم قبضتها الرقيقه على كفه فانحنى لها ليجدها تردد
# احنا حنتستناك يا بابا بس متجيش دلوقتى عشان تفضل مع ريان
نظر لها بفضول و هتف
# ريان مين يا ميرا؟
ابتسمت بطفوله و هتفت و هى تشير بعيدا
# اخويا
وجه انظاره لمكان اشارتها فوجد معشوقته تقف بعيدا مبتسمه و تمسك بيدها طفل صغير و تحمل باحشائها جنين اخر فعاد ينحنى لصغيرته و سألها بتوتر
# انتى مستنيه حد منهم يا ميرا؟
اماءت بلا و هتفت بحب
# تعالى انت الاول بس مش دلوقتى….حنستناك يا بابا
ابتعدوا عنه و هو متمسك بكفيهما و لكنه لم يستطع التماسك اكثر حتى غابا بعيدا عنه و عبراته تأبى ترك مقلتيه فنظر الى جواره وجد دارين تقف بجواره ببطنها المنتفخ و ذلك الطفل المتمسك بها بقوه فعادت بسمته تزين ثغره و كأنهما العوض من الله، ظل يرفرف باهدابه مستغرقا بحمله العذب حتى سمع صوت قوى يهلل بصوت عالٍ
( حى على الصلاه)
انتفض من نومه على صوت المؤذن يهتف بأذان الفجر فتنفس الصعداء و افاق بسرعه متوجها للمرحاض ليتوضأ و ارتدى زيه العسكرى و استعد لصلاه الفجر بالمسجد و منه للعمل فهتف بصوت هادئ متأنِ
# رياااان!!!
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انهى دوامه و قد اتخذ قراره فذهب بنفسه بزيه العسكرى و الوقور و رتبته التى تزين اكتافه و ياقه سترته الميرى واضعا سلاحه بخصره مرتدى قبعته المزينه بذلك النسر النحاسى متخذا خطوات واثقه و قويه لداخل مقر عمل هشام
بدءت الهمهمات تتزايد بين الموظفين فور ان استعلم عن مكان تواجد مكتبه فهتف احدهم بحيره
# مش قال بنته طلعت براءه و القضيه كانت متلفقه لها؟
اجابه الآخر بتهكم
# تلاقيه جاى يقبض عليه هو المره دى….. و على كده لا مكسوف و لا حاطط وشه فى الارض مننا
عاد الاول يهتف
# و انا اللى كنت عايز اخطب بنته لابنى…الحمد لله ربنا نجدنا من النسب ده
اجابه الاخر
# كان زمان سيرتك على كل لسان فى الشركه، يا اخى الحمد لله انه رفض
دلف سيف المكتب و نظر حوله للمكاتب المتراصه بجوار بعضها حتى وقعت عينه على هشام الجالس يركز على ما ينجزه من مهام فتنحنح بصوت عالِ نسبيا حتى يسمعه الاخر فرفع وجهه و انتفض واقفا فور ان وجده امامه بتلك الهيئه و هتف بترحيب و هو يمد ساعده
# اهلا اهلا يا سيف يا بنى اتفضل اقعد
جلسا و ارتكزت انظار الموظفين جميعا حتى مما لا يعملون بنفس القسم فنظر سيف حوله و فهم على الفور فضول هؤلاء لمعرفه سبب زيارته فهتف بصوت جاد و عالى حتى يستمع الحضور له
# انا جاى انهارده اخد من حضرتك ميعاد عشان اجى انا و اهلى نطلب ايد بنتك يا عمى….يناسبك امتى ان شاء الله!
ابتسم هشام بذهو و فرحه و ارتسمت علامات الراحه على وجهه و اجابه
# الميعاد اللى يناسبك انت يا سيف انا عارف ان شغلك واخد كل وقتك
اجابه سيف بتأكيد
# و هو انا لو ماخدتش اجازه عشان يوم زى ده يبقى ايه لازمه الاجازات يا عمى؟
انحنى هشام بخجل يهمس له بتسائل
# هم اهلك وافقو على الجواز يا سيف؟
ضحك بخفه و اجابه ببساطه
# امال انا جاى اخد ميعاد على اى اساس يا عمى بس؟ طبعا موافقين
عاد يسأله بايجاز
# و والدتك؟
اجابه بعفويه
# انا قلت اهلى موافقين يا عمى فإيه رايك اجى بكره و بالمره نقرا فاتحه؟
صمت قليلا و اخذ يفكر فى الامر فردد بقلق
# بس انا يا بنى عايز اسكت لسنه الناس اللى نهشت فيها و كمان امها نفسها تفرح بيها ، يعنى عايزه فرح و زفه و كل حاجه متعملتش اول مره
اجابه معقبا على حديثه
# بما انى راجل كبير و مسئول من نفسى فحابب اتكلم فى الاتفاقات دى معاك لوحدنا و كل اللى حضرتك عايزه حيتعمل، فانا شايف اعدى عليك بعد الشعل فى البيت نتكلم شويه فى الاتفاقات دى و بكره نقرا الفاتحه و نلبس الدبل…..ها ايه رايك؟
فكر قليلا ثم اجابه
# طيب ما تيجى بكره نتكلم انا و انت مع بعض شويه و بالمره تتغدى معانا و نبقى نتفق على يوم عشان اهلك، انت عارف ان دارين لسه تعبانه دى حتى مفكتش الجرح لسه و…..
قاطعه سيف بلهفه
# لا لا…اصل بكره الجمعه و دى فرصه كويسه نبقى كلنا اجازه
هتف هشام
# طيب و ماله يا بنى تعالى انت بكره و يبقى اهلك ينورونا الجمعه اللى بعدها
لمعت عينه بالرفض القاطع و هتف برجاء
# لا معلش انا مش لسه حستنى الاسبوع الجاى
نظر لتلهفه و تسرعه فاماء له موافقا و اجابه بحبور
# ماشى يا سيف…..حستناك انهارده على العشا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عاد لمنزله يحمل الكثير من المشتريات و دلف باجهاد فامسكت فدوى منه الاكياس و هتفت بتعجل
# هات يا هشام عشان الحق… دى عمله تعملها برده تعزمه انهارده و بكره هو و اهله، حلحق اعمل عزومه انهارده و لا انضف البيت و لا اجهز عزومه بكره بس؟
حرك وجهه بتذمر و قوس فمه هاتفا
# بقولك جالى الشغل و اتكلم معايا و مستعجل و مرضيش يأجل حقوله ايه؟
ابتسمت بفرحه و هتفت بحبور
# يااا رب يجعله ابن حلال و يصونها و يعوضها خير
اجابها بتمنى
# آمييين
دلفت غرفتها فوجدتها لا تزال جالسه ملتفه بالمنشفه و تقوم بتجفيف شعرها فهتفت باستعجال
# شهلى شويه يا دارين الراجل قرب يوصل
ابتسمت ابتسامه مقتضبه و وقفت تزيح عنها المنشفه و هى تهتف
# تعالى بس غيريلى على الجرح
بدءت والدتها بقص الشاش الطبى و وضعته فوق جرحها فوجدتها تبكى و هى تتأمل شكلها بالمرآه
فعيونها ذابله و الهالات تحيطها من جميع الجوانب و جسدها نحيل هزيل و الكدمات الزرقاء الناتجه عن انابيب التغذيه تملئ عنقها و كفها و ذراعها
ارتفع بكاءها الصامت الى نحيب عندما انتهت والدتها من تضميد جرحها فاحتضنتها و ربت عليها بحب تردد بتحفيز
# يلا يا حبيبتى…كملى لبسك و بطلى عياط ده سيف حيتجنن عليكى
زفرت باحتراق و هتفت
# على ايه بس يا ماما؟ نفسى اعرف شاف فيا ايه؟ انا خايفه اوى يا ماما
رددت فدوى بضيق
# خايفه من ايه بس؟
اجابتها بغصه الم
#خايفه يفوق من الحاله اللى هو فيها و يندم و ساعتها يكرهنى و انا مش حستحمل ان ده يحصل
ربتت عليها والدتها تؤازرها
# اللى يعمل كل اللى سيف عمله ده عشان واحده…لازم يكون بيعشقها، ده وقف لامه الحيزبونه دى و خلاها وافقت
ضحكت رغما عنها من دعابه والدتها و رددت برجاء
# اوعى تعامليها وحش عشان خاطر سيف على الاقل يا امى
حركت راسها موافقه على حديثها هاتفه باستسلام
# الامر لله…. طالما حتدخل بيتنا حشيلها فوق راسى، اكرام الضيف واجب برده و عشان خاطر عيون سيف كمان حبلع لها الظلط
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
طرقاته على الباب توحى بلهفته فتقدم جمال لفتحه و استقبله بحراره و دلفا معا لغرفه الضيوف و هناك ظل ينظر باوجه الجميع منتظرا رويتها فهو لم يراها منذ ايام و قد اشتاق لها حد الالم
ابتلع لعابه بحرج و تنحنح قائلا
# امال دارين فين؟
حاول هشام التحدث و لكن خرج صوت فدوى مقاطهاً له
# بتجهز و جايه على طول
اماء لها ببسمه فرحه و عاد ينظر لهشام مستطردا
# ها يا عمى طلباتك ايه؟
اجابه الاخير
# عايز الطبيعى يا بنى…خطوبه و شبكه و فرح و لما نحدد ميعاد للجواز نبقى نتكلم فى تجهيزات الشقه
اعتدل بجلسته و ردد
# لا انا مستعجل و مش عايز الخطوبه تطول، يعنى 3 شهور كفايه اوى تكون هى فاقت فيهم من التعب
تحرج هشام من حديثه فهو يعلم انه ليس بمقدوره تجهيز ابنته للزواج ففهم جمال نظرات والده فهتف هو داعما اباه
# احنا معندناش مشكله فى الوقت اكتر ما ان مشكلتنا فى التجهيز و اكيد انت عارف اتعاب سعد الدين غاليه قد ليه؟ فعايزين بس شويه وقت عشان نجهزها صح
رد متسائلا
#،هو اخد منكم اتعاب كام؟
اجابه هشام
# و الله ما عارف، اهو كان الاول كل شويه يطلب دفعه من الفلوس و بعدين بطل يتكلم فى الفلوس و لا يطلب و حتى لما جاب ورق البراءه قلتله اتعابك كام عشان اجهزهم لقيته بيقولى اطمن على بنتك الاول و بعدين نتكلم
ابتسم سيف و ردد بتأكيد
# غالبا مش حياخد اتعاب يا عمى…انا عارف سعد الدين حوت فلوس و طالما ساكت يبقى ناوى مياخداش اتعاب
قطع حديثه دخولها تحمل صنيه المشروب فهرعت والدتها تحملها عنها و وقف هو بانتفاضه ينظر لعينها و جمالها الذى سحره فابتسم بحب لتبادله هى الاخرى بسمه رقيقه
اقتربت منه و ناولته فنجانه فاخذه منها و هو يتعمد ملامسة راحتها بانامله فسحبتها سريعا بارتباك خوفا من ان يراهما احد
جلست قريبه من مقعده فإشتم عبيرها داخل صدره و ردد
# بكره ان شاء الله نقرا الفاتحه و نلبس الدبل و قبل الخطوبه ننزل نشترى الشبكه و كل طلباتها مجابه
ابتسم هشام بفرحه لتطلق فدوى الزغاريط فيسكتها هشام معللا بمشاكسه
# طيب حضرى العشا الاول و لا حنفرح على معده فاضيه؟
بالفعل توجهت لتجهيز العشاء و تبعها جمال و هشام ليتركوا المجال قليلا لهما حتى يتحدثا سويا
فور ان تركوهما بمفردهما اقترب سيف منها و امسك يدها بقوه فحاولت سحبها منه و لكنه احكم قبضته عليها فهتفت بصوت ضعيف
# حد يدخل علينا
اجابها ببسمه عبثيه
# لا ما هم سابونا لوحدنا عشان نتكلم
قضمت شفتها السفلى بخجل و هتفت بصوت هامس
# كنت فكراك رجعت فى كلامك
رمقها بنظرات فاحصه متغزله بتقسيمات وجهها و هتف بتأكيد
# ازاى بقا….عشان انشغلت عنك كام يوم؟ بس غصب عنى،كنت بشوف شغلى اللى كنت سايبه و كمان بحاول مع اهلى عشان شرط باباكى ده انهم ييجو معايا
هتفت بتلعثم و حزن
# يعنى هم لسه مش موافقين؟
اماء بلا مستطردا
# موافقين…عارفه ليه؟
نظرت له تنتظر الاجابه فوضع راحته على وجنتها و خلل اصابعه خلف اذنها يداعبها برقه هاتفا
# عشان عرفتهم انا بحبك قد ايه؟ و عارفه ليه كمان؟
ظلت على حالتها تنظر له بحرج فاقترب منها و قبلها قبله رقيقه على وجنتها تكاد تلامس شفتيها هاتفا بمداعبه
# و عشان لما بوستك المره اللى فاتت مكنتش بتسلى و لا بلعب بيكى يا دارين، كنت ببوس مراتى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ان الحياه هبة، و من الممكن ان نجعل من كل دقيقه منها عصرا طويلاً من السعاده
الآن حياتى ستتغير ٠٠٠
الآن ساولد من جديد.
فيودور دوستويفسكى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظل يرمقها بغزل و هى تبتسم بخجل و تطرق راسها لاسفل و هو لا يعلم حقا متى استطاعت ان تمتلك كل كيانه بهذه الطريقه؟ فهو لم يكن ابدا من الرجال الذين ينساقوا وراء مشاعرهم لهذا الحد، و لكن يبدو ان قلبه قد انتصر هذه المره على العقل و المنطق الذى يستعين به فى حياته مما جعله ناجح هذا النجاح بحياته العمليه
اما اذا تطرقنا لحياته الخاصه فهو مثال للفشل الذريع بمواصفاته التى تجعله زوج مستقبلى مؤهل و هو على مشارف العقد الرابع من عمره و لا يزال اعذب
ابتلع لعابه بتوتر فهو قد اتخذ قراره بالتحدث لها بانفتاح حتى يستمع لقرارها الحاسم فاستغل طلبها لمقابلته بخصوص قضيه اكرم حجه كانت اكثر من كافيه ليستمع لها
هتفت تسأله باهتمام
# القضيه وصلت لايه يا متر؟
اجابها ببسمه منمقه
# مش اتفقنا نشيل الالقاب؟ و لا انتى لسه معتبرانى غريب؟
تنحنحت بخجل و ابتسمت بعذوبه هاتفه
# اوكى يا سعد….. ممكن بقا تقولى القضيه وصلت لفين؟
ظهرت بسمه انتصار على محياه و هتف بمكر
# هو عمل تبادل معلومات مع النيابه و المباحث…اداهم معلومات مهمه اوى عن مهربين و تجار اساميهم كبيره فى البلد و كمان قدم اوراق تثبت تورطهم هم و ناصر الصواف فى قضايا امن قومى، يعنى من الاخر كده القضيه بقت قضيه رأى عام
صمت لهنيهه و اكمل
# و قصاد ده النيابه خلصت القضيه بتاعته و وجهتله تهمه القتل الخطأ يعنى اخره 7 سنين و غرامه
تجهم وجهها على الفور و ظلت انفاسها تعلو و تهبط بعنف ضاغطه على عظام فكها بحده فحاوط راحتيها بكفيه و هتف بهدوء
# نيللى….اهدى شويه، انا وعدتك انى حجيبله اعدام
صرخت بقهر
# ازاى و انت بتقولى انه خلاص كده؟
ابتسم بمكر و ردد بتشويق
# عيب عليكى….انتى مش عارفه انا مين و لا ايه؟
عادت البسمه تزين وجهها و هى تقول
# قولى انك محضرله مفاجأه
اماء مؤيدا و هتف
# و مش اى مفاجأه…دى مفاجأه من العيار التقييل اوى كمان
سحبت انفاسها براحه و ارتخت اعصابها فجلست على مقعدها باريحيه مسنده ظهرها و ذراعيها على مسنده و سألته باهتمام
# قضيه دارين كده خلصت؟
رفع حاجبه الايمن ينظر لها ببسمه عبثيه لفهمه ما تحاول فعله فهى تخرج من امر و تدلف للاخر حتى لا يتسنى له الحديث باى موضوعات اخرى و لكنها لن تستطيع التغلب على ذكاءه الفطرى فآثر على ان يجيب حتى يصل معها لآخر المطاف
تمطع بجسده قليلا هاتفا
# مفيش وراها غير استدعاء للنيابه عشان تدلى باقوالها فى قضيه لواحظ و انا لازم استدعيها فى المحكمه و القاضى بيحقق مع اكرم….غير كده خلاص مفيش اى مشاكل حتقرب منها
اماءت بفرحه و سألته باهتمام
# و اتعابك؟
هتف بنزق
# مش امرتى ماخدتش اتعاب….يبقى امرك يطاع يا برنسيس
حاولت الاعتراض فرددت
# متاخداش منها لكن انا حدفعلك اتعابها كامله ف….
قاطعها ممسكا راحتها بقوه مرددا بعبث
# بس بقا…. مش واخد عليكى رغايه كده
تحرجت من تصرفاته فاحمرت وجنتيها و صمتت عن الكلام فانحنى مقتربا منها و هتف
# نيللى… بصيلى
رفعت راسها تنظر له بخجل واضح فهتف برومانسيه
# انا بحبك
حاولت ان تهرب من نظراته التى اخترقتها و لكنه لم يمهلها الكثير من الوقت فاخرج من جيبه علبه مخمليه و وضعها امامها و ردد
# انا عرفتك عنى كل حاجه….حياتى و شغلى و امى، و لو حسيتى انك حتقدرى تعيشى معايا فى الظروف بتاعتى دى حبقى اسعد انسان فى الدنيا، لكن…
صمت يبتلع لعابه برهبه و اكمل
# لو شوفتى نفسك مش قد المسئوليه اللى انا بعرضها عليكى فانا مش حقدر اضايقك و لا اجبرك على حاجه
رفعت وجهها تنظر له بتفحص و سألته بجديه
# مش حتقدر تجبرنى على شيل المسئوليه بتاعه مامتك…و ساعتها حلبس الخاتم ده و لا حتِصرف نظر؟
هو لا يستطيع ان يكهل عاتقها بتحمل مسئوليه والدته رغما عنها و لكن لحظه…هل معنى حديثها انها توافق عليه من حيث المبدأ و لكنها متردده بسبب ظروف والدته؟
حك طرف انفه بتوتر و هتف
# انا و امى باكديچ على بعضه يا نيللى…مش حقدر اقسم حياتى بينك و بينها، موافقتك على وجدها فى حياتنا حيسهل عليا كتير
هتهفت بحيره
# بس انا بشتغل، يعنى مش حكون فاضيه عشان اراعيها و غير كده معرفش رعايه مريضه زيها تكون ازاى؟ و انت كده بتحط العقده فى المنشار
اماء رافضا و هلل بتوضيح
# لا لا خالص….انتى مش حتكونى مسئوله عنها، لان فى ناس مسئولين عشان يراعوها موجودين بصفه دايمه و ده لانى مش موجود معظم الوقت معاها بسبب ظروف شغلى ،بس فى النهايه برجع البيت يعنى اللى اقصده انها حتعيش معانا فى بيت واحد و مش حفرط فيها و لا حزورها زى الضيق
اماءت بالموافقه و هى تجيب
# طيب و ايه المشكله فى كده؟ بس انا قبل ما اوافق عايزه اطلب منك طلب؟
ابتسم بسمه ساحره و هتف
# اؤمرى يا برنسيس
اجابته متحرجه
# نعيش عندى فى الڤيلا عشان على الاقل المكان يبقى واسع و انا اعرف اخد راحتى و مامتك كمان تقدر تاخد راحتها هى و الناس اللى بتراعيها
احتدت تعابيره قليلا و لكنه حاول قدر الامكان ان يكتم غيظه و ردد بحده طفيفه
# انا مش من الرجاله اللى بتعيش على عرق الستات يا نيللى ،اعرفى كويس انتى بتتعامل مع مين؟
شعرت بغضبه فرددت تصحح له
# ابدا انا مقصدتش كده…
قاطعها بحده
# انا مقتدر و اقدر اجيب بدل الڤيلا اتنين، و لو انتى عايزه تعيشى فى ڤيلا حقولك حقك لان ده المستوى اللى انتى متعوده عليه و اول ما تلبسى الخاتم اللى قدامك ده حننزل انا و انتى و نختارها سوا
ابتسمت بحب و امسكت العلبه المخمليه نظرت بداخلها فوجدت خاتم رائع من الالماس الخالص و النقى فابتسمت له بفرحه و هتفت بمشاكسه
# طيب قوم يلا اعملى الشو بتاع العرسان
نظر لها بدهشه فهتفت توضح له
# تقف على ركبتك و تطلبنى للجواز يا سعد
ضحكته العاليه اثارت دهشتها و جعلت من الجالسين بالمقهى ينظرون لهما فرفع حاجبه بحرج و هتف هامسا عندما وجد اصرارها ظاهرا على محياها
# نيللى…انا مش حعرف اعمل كده
رفعت كتفيها بلامبالاه فابتسم لها و عض على شفته السفلى و وقف ليهندم سترته و انحنى على قدم و نصف امامها و امسك العلبه بيد و امسك راحتها باليد الاخرى و رفع بصره ناحيتها يهتف برومانسيه
# تتجوزينى؟
حولت انظارها للعيون المراقبه لهما بالمقهى فابتسمت بانتصار و اطرقت نظراتها لاسفل تنظر له بوهج عاشق و اماءت بالموافقه هاتفه بصوت ناعم
# موافقه يا سعد
انتفض من مكانه فور سماعه موافقتها و البسها الخاتم و احتضنها بسعاده فبادلته الاحضان وسط تصفيق الجالسين بالمقهى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فتحت بنفسها بعد ان استمعت لقرع جرس الباب لاكثر من مره فوجدتها عمتها فهتفت هايدى بترحيب
# تعالى يا عمتو اهلا و سهلا
دلفت منار و هى محاطه بهاله من الضيق و الغضب و التى استشعرتها ابنه اخيها على الفور فرددت بخضه
# فى ايه؟
صرخت بقهر
# سيف
هتفت هايدى بذعر
# ماله؟ حصله ايه؟
اجابتها بحزن و كأنها بعزاء
# حيتجوز…. رايحين بكره نخطب له
عانت تقاسيم وجهها بحزن عميق و لمعت عينيها بالعبرات الحارقه و ظلت صامته تقضم داخل وجنتها فهدرت منار بحده
# انتى حتقعدى تعيطى؟
اجابتها بحزن
# و عايزانى اعمل ايه يا عمتو بس؟
استنشقت ماء انفها و اكملت بقهر
# سيف عمره ما شافنى و لا حس بيا….من زمان اوى حتى من قبل ما يتجوز
رددت منار بضيق
# بت انتى….انا مش عايزه خيبتك دى تانى، المره اللى فاتت سبتينى وقفت له لوحدى ايام نيڤين الله يرحمها، انما المره دى لا….فاهمه؟
رمقتها بنظرات فضوليه و هتفت بحيره
# عيزانى اعمل ايه؟ انا مردتش اتجوز الا لما هو راح اتجوز، و اول ما ماتت طلبت الطلاق و ادينى اهو بقالى سنه و نص مطلقه و هو و لا هنا
قوست منار فمها بضيق و هتفت
# الموضوع بتاع الجواز مكانش فى باله و مع ذلك كلمته اكتر من مره عليكى بس كان بيتهرب، و اهو دلوقتى رايح جايب لى واحده رد سجون..اعمل انا ايه فى المصيبه دى؟
لمعت عينها بالدهشه و سألتها باهتمام
# رد سجون ازاى يا عمتو؟
اجابتها بفضب
# متهمه كانت عنده فى السجن يا ستى…قال ايه حبها و عايز يتجوزها! شفتى المصيبه
تعجبت هايدى بشده و حركت كتفاها دلاله على عدم تصديقها و لكنها عادت تهتف
# انا اللى غلطانه انى خربت بيتى بايدى و فى الاخر سيف و لا عمره حيشوفنى من اصله
قطع حديثهما دخول والدها فرحب بها بشده
# منااار….. ايه النور ده؟
هتفت بحزن
# ازيك يا رشاد
تعجب من فتورها فسألها باهتمام
# مالك؟ طلعت مزعلك و لا ايه؟
اماءت بلا و هتفت
# سيف
تعجب من اجابتها فردد متسائلا
# سيف؟ ده سيف عمره ما زعلك، ايه اللى حصل؟ احكيلى
قصت عليه رغبه نجلها بالزواج من تلك الفتاه التى كانت سجينته فانقشع وجهه بالغضب و ردد بصوره هادره
# انتى ابنك اتجنن و لا ايه؟
اجابته بغضب
# مصمم عليها و بيقول انه حر و قال لاخته محدش بيصرف عليا عشان تتحكمو فى اختياراتى
نظرات الغضب و الشده التى ظهرت على وجه رشاد جعلته يهتف بشراسه
# لما يكون ناوي يدخلها العيله يبقى كلنا لنا دعوه، هو مش عارف هو مين وابن مين وعيلته مين؟ رايح يجيب لنا واحده رد سجون كمان!
شهقات بكائها جعلها تنتصب من مكانها وهي تردد بحزن
# اعمل ايه بس يا رشاد قولى انت لو مكاني هتعمل ايه؟ و الاخر اقنع ابوه و رايحين بكره انا و هو عشان يخطبها
هتف رشاد بحده
# سبيلى الموضوع ده يا منار انا هتصرف معاه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
جلس الى جوارها يداعبها بالكلمات الحنون الرقيقه بغزل عفيف و هو ممسك راحتها بين يديه يقبلها بين الفنيه والاخرى
تنحنحت فدوى وهي تبلغ لغرفه الضيوف هاتفه بصوت رقيق
# العشا جاهز يا اولاد يلا بينا
ابتسم لها سيف واتبعها هي ودارين لغرفه الطعام و جلس بجوارها وبدا بتناول الطعام و التحدث معهم ببعض الاحاديث الجانبيه
ظلت دارين متجهمه الوجه تشعر بحزن و خجل و هى تنظر الى طبقها الموضوع به ذلك الطعام المهروس المقزز فحاولت ان تخبئه حتى لا يراه سيف
لاحظ الاخر عدم تناولها للطعام فنظر لها باهتمام وهتف
#انتى مش بتاكلي ليه؟
اجابت بحرج
# مليش نفس
نظر لها جمال بحزن على حالها و اعاد بصره لوالدته يرمقها بنظرات ذات مغزي هاتفا
# ماما هاتي طبق شوربه لدارين تاكله
فهم سيف على الفور انها تخجل من تناول الطعام امامه فهو يعلم نصائح الطبيب بشان طعامها المهروس فامسك بالشوكه وبدا بهرس الطبق امامه و نظر لها نظرات عاشقه وهتف بغزل غير مهتم بوجود عائلتها امامه
# انا وانتى حناكل زي بعض يلا كلى
امسك طبقها و قربه منها و ازال عنه الغطاء و وضع الملعقه قسرا بكفها و هتف بجديه
# كلى يا دارين يا اما حقوم امشى
ابتسم كل من هشام و جمال لاهتمامه الزائد بها اما فدوى فوقفت تتجه للمطبخ هاتفه
# سيبها يا سيف انا حجيب لها شوربه
خرج صوته الاجش يأمرها بحده
# لا….حتاكل اكلها كله و الا اقسم بالله حمشى
نظرت له دارين بتعجب و هتفت بضيق
# ده تهديد؟
اماء بنعم مؤكدا على حديثه
# انا مبهددتش….انا بنفذ ، و الدلع اللى اتعودتى عليه ايام المستشفى تنسيه خالص عشان بطريقتك دى حندخل فى موال انيميا و تعب احنا فى غنى عنه….مفهوم؟
شدد على كلماته حتى يتخذ معها موقف صارم فلا يتيح لها مجالا لتخجل منه او تعتبره شخص غريب عنها، و عندما وجد ملامحها الحزينه امسك بمعلقته و وضعها بطبقها و تذوقه فابتلعه بصعوبه و ظهرت معالم التقزز على وجهه التى لم يستطع اخفاؤها لتصدح ضحكاتهم جميعا من معالم وجهه ليهتف بتذمر
# ايه يا طنط ده؟ لأ دى معاها حق مترضاش تاكله ده لا طعم و لا لون و لا ريحه
هتفت فدوى بحرج
# ما الدكتور اللى قايل مسلوق و من غير بهارات
اجاب بتقزز
# قالك من غير بهارات يا طنط مش من غير ملح، ده طعمه غريب اوى
ابتسم بسخريه و هتف مازحا
# قومى.. قومى هاتيلنا شوربه على الاقل حكيون ليها طعم
صدحت ضحكاتهم من مزاحه فامسك راحتها و قبلها قبله سطحيه امامهم جميعا فامتعض وجه هشام و تنحنح بتحشرج فانتبه سيف لنفسه و اطرق راسه بخجل من تجاوزه العفوى معها
حاول جمال تخطى الحرج الظاهر على وجهه فتحدث بجديه مغايرا للموضوه هاتفا
# طيب نتكلم فى التفاصيل يا بابا بما انه مش حابب يتكلم فيها بكره مع اهله
استحسن سيف الامر و هتف
# انا قلت كل اللى عايزينه حيتعمل
اماء جمال و ردد بفضول
# ايوه انا فاهم…بس برده لازم نعرف الشقه و العفش و الدنيا دى كلها عشان…..
صمت ليفهم الاخير محاولتهم تلافى الاخطاء السابقه فردد بتأكيد و دعم
# بص يا جمال…من الاخر كده انا شارى اختك، يعنى لو طلبتو منى لبن العصفور حجيبه
صمت و نظر لها بحب هاتفا
# انا لو عليا عايز اتجوزها انهارده قبل بكره بس انا عامل حسابى على شهور العده
لمعت اعينهم جميعا فعاد يوضح
# اينعم محصلش اى تواصل معاها لاكتر من 8 شهور من ساعه القضيه….
قاطعته تصحح له
# من سنه….من سنه يا سيف، من لحظه ما سقطنى و موت ابنى
رأى الحزن يعتمر قلبها فأمال ناحيتها يهمس لها
# ان شاء الله ريان يعوضنا انا و انتى عن اللى راحو
دهشتها مما تلفظ به جعلت وجهها ينظر له بطفوله اوقعته بحيره من امره ليسأل نفسه من تلك التى امامه؟ هل هى امرأه بالغه فائقه الجمال، ام انها مجرد طفله صغيره تحتاج للتدليل
حرك راسه بمعنى ماذا هنالك فردت
# مين ريان؟
ابتسم بسمه ساحره و هو يجيب بعفويه
# ابننا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظ صباحا كله نشاط فصلى الفجر و ارتدى زيه العسكرى و توجه لعمله ، و هناك استقبل لواحظ مره اخرى عائده ليست فقط تجر ازيال الخيبه و لكن تضاعفت مده احكامها و فقدت زوجها و دعمها و تركها مساعديها لتتعفن داخل اسوار السجن
دلفت مكتبه برفقه السجانه و وقفت تنظر له بغل و قهره فابتسم لها بتشفى هاتفا
# السجن ضلّم برجوعك يا لواحظ
لمعت نظره سوداء قاتمه بعينها و هتفت بتوعد
# تفتكر ان لواحظ المر ممكن تسيب حقها و حق جوزها؟
ابتسم بسخريه فقوست فمها بغل و استطردت ساخره
# مش انا عرفت اللى فيها يا باشا
نظر لها بتفحص فاكملت
# اصل و انا هربانه كانت بتجيلى اخبار قصه الحب اللى ولعت فى الدره
قوست فمها بطريقه سوقيه مستطرده
# معاون المأمور و مسجونه عنده، زى كده لما ظابط الاداب يحب بنت شغاله فى الدعاره و لا راجل الدين لما يحب رقاصه
زفر انفاسه الحارقه هاتفا بتهديد
# اخرسى و الا…..
قاطعته ساخره
# السجن كله ملوش سيره غير سيرتك انت و المحروسه حتِخرس مين و لا مين يا باشا؟
نظراته المعتمه ناحيتها جعلتها ارتجفت قليلا ناهيك عن انتفاضه جسده ليهب واقفا صافعا بيده على مكتبه محتد التعابير فاستدعت قوه زائفه و هتفت
# ما انا يا ححسرك عليها و ابقى اخدت بتارى منها، يا ححسرها عليك و اعيشها الوجع اللى انا عيشاه
صرخ بها بحده و غضب هاتفا
# انتى مش حتقضى مؤبد و بس هنا…انا حكون حريص ان مدتك متعديش بالساهل ابدا ، و ابقى فكرى بس انك تقربى منها و شوفى سيف المهدى حيعمل فيكى ايه!!
تنفس بحده و زفر بقوه مستدعيا السجانه هاتفا
# و عشان اوريكى جزء من اللى حتشوفيه منى
نظر للسجانه و امرها بصرامه
# خديها على التأديب ، و الزنزانه بتاعتها تفضل غرقانه ميه 12 ساعه فى اليوم و لو مريت و لقيت غير كده انتى اللى حتكونى مكانها
اماءت بطاعه و سحبتها للحبس الانفرادى و الاخيره تتوعد بداخلها ان تذيقهما الشرور و القهر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بدءن بتجهيز المنزل و الاطعمه المختلفه فساعدت اخوات فدوى و بناتهن على تهيئه المنزل لاستقبال سيف و عائلته، اما زوجه جمال فقد ظلت مع دارين لتعتنى بها فى هذا اليوم المميز بدءا من مساعدتها على الاستحمام مع الاعتناء التام بجرحها الذى لم يطيب بعد انتهاءا بتصفيف شعرها و تجميلها بمستحضرات التجميل حتى تخفى شحوب وجهها و الهالات السوداء التى تحيط بعينها
الشيئ الذى لم تستطيع منتجات التجميل اخفاؤه هو نحافتها الشديده التى اكتسبتها نتيجه لنظام تغذيتها و ايضا اصابتها التى تجعل معظم الطعام يخرج دون استفاده جسدها منه فاصبح جسدها نحيل و ضعيف
لذا ارتدت فستان اسود واسع اختارته بعنايه حتى يخفى نحافتها و آثرت على ترك شعرها المجعد على حالته دون محاوله فرده او كيه و لكن ظهرت اطلالتها جميله، رقيقه بل و راقيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى دوامه و توجه لمنزله حتى يغير ملابسه باخرى انيقه و جذابه حتى يتوجه لخطبة حبيبته
دلف منزله و اغتسل و بدء بتجهيز نفسه و هو يهاتف والديه مرددا
# انا تقريبا قدامى نص ساعه و اجهز
اجابه طلعت بسخريه
# امك لسه بدرى عليها يا بنى، دى يا دوب دخلت تاخد شاور
قوس جبينه بضيق و ردد بتضرع
# بالله عليك يا بابا خليها تنجز مش عايز اتأخر عليهم، و وصيها تضحك فى وشهم بلاش وش الخشب اللى بتلبسه ده
ضحك طلعت على مزحه نجله و هتف مطمئنا
# متقلقش يا حبيبى انا متفق معاها…و يلا سيبنى بقا عشان البس انا كمان
اغلق الاتصال و عاد ليهندم مظهره واضعا عطره بسخاء مصففا لشعره الاسود و وقف يتفحص مظهره بالمرآه فتفاجئ بقرعات لجرس الباب فاتجه بسرعه ليفتح و وجده خاله رشاد
تعجب من حضوره بهذا الوقت فردد بترحيب
# اهلا يا خالى، اتفضل
دلف رشاد و جلس بالاريكه المنتصفه الصاله فسأله سيف
# تشرب حاجه؟
اماء رافضا و ربت بجواره هاتفا بمحبه
# تعالى يا سيف انا عايز اتكلم معاك شويه
علم على الفور سبب زيارته فجلس بتحفز و ردد بضيق
# خير؟
نظر له رشاد نظرات مطوله و هتف اخيرا
# انت اكيد عارف انا جاى انهارده ليه؟
اماء مؤيدا و عقب عليه
# اكيد….بس يا ترى ماما حكت لك كل حاجه زى ما هى و لا عملت مونتاچ لنص الحكايه؟
اجابه رشاد
# من غير مونتاچ…. الموضوع ده مرفوض من العيله كلها…لا اخوالك و لا اعمامك حد فيهم موافق، فانت عندك استعداد تخسر العيله كلها فى سبيل واحده زة دى
انتفض من مكانه مهللا بغضب
# خااالى….. يعنى ايه واحده زى دى؟ بما انك متعرفش حاجه عنها فياريت متتكلمش عنها كده
بسخريه هتف رشاد
# اعرف عنها كفايه يا حضره المعاون….اعرف انها كانت مسجونه عندك و انت عيلتك كلها لواءات و مستشارين، اعرف انها مش بنت بنوت و معهاش ما يثبت جوازها، و اعرف ان موقفك زى الزفت قصاد زمايلك فى الشغل
تنفس بحده فعاد رشاد يكمل
# بقا بعد نيڤين تروح تاخد دى؟
مره اخرى يقلل من شأنها بطريقه فجه فوقف سيف ينظر له بضيق و هتف
# بحبها…. و مش عايز اسمع كلمه عليها، و طالما اخترت تسمع من الطرف اللى رافض الموضوع و بس و بنيت رأيك على كده يبقا الكلام مضيعه للوقت
ابتسم بسخريه و نظر بساعته هاتفا
# طبعا اهل العروسه منتظرينك دلوقتى عشان كده مستعجل!
اماء بنعم و هتف
# اه…و حضرتك جاى تعطلنى و انا مش ناوى اغير رأيى، فلو حابب تسمع الحكايه صح حقولهالك..انما بقا لو واخد قرارك و جاى بس عشان تخلينى اغير رأيى تبقى بتضيع وقت يا سياده اللوا
قوس رشاد فمه بضيق من اسلوبه الحديث عليه فجميعهم غير معتادين على حدته و عصبيته بل و تخطيه الاصول فى تحدثه مع من يكبره سنا او مكانه و لكن يبدو انها استحوذت على تفكيره و كياته فهتف متذمرا
# ليه تتجوز واحده نامت فى سرير راجل قبلك؟ انت لا مطلق و لا وراك عيل عشان يبقى ده اختيارك…. انت بمركزك تشاور على اكبر عيله فى البلد و تطلب بنتهم اللى لا سبق ليها الجواز و لا وراها مشاكل
ابتسم سيف بسخريه و هتف باستنكار
# و الكلام ده كان حيبقى رأيك لو انا انهارده جاى اطلب ايد هايدى؟
لمعت عينه بالدهشه و الغضب فى آن واحد و هتف
# ايه اللى جاب سيره هايدى دلوقتى؟
اجابه سيف بزفره خانقه
# كلامك انى استحق واحده متجوزتش قبل كده و لا نامت فى سرير راجل قبلى، لو انا كنت جيت اتقدمت لبنتك كنت حتقولى الكلام ده؟ كنت حتشوفنى استحق واحده افضل منها؟
صرخ به رشاد
# انتى بتقارن بنتى بالزباله دى؟
انتفض سيف من مكانه و نظر له بحده جازا على اسنانه مستنكرا سبابه لها بهذا الشكل هاتفا بصوت غاضب متحشرج
# مظنش انى حسمع كلام تانى بعد كده يا خالى…النقاش فى الموضوع ده اتقفل، فيا ريت لو جاى تبارك حيوصلك شكرى و لو كلامك خلص فانااااا….
قاطعه بحده
# ايه حتطردنى؟
اماء رافضا على الفور مؤكدا
# بالعكس…. انا كان نفسى اوى اتشرف بيك قدام نسايبى و اعرفهم على اهلى واحد واحد ،بس الواضح انكم كلكم مستكترين عليا انى افرح
هتف بتراجع فى صوته
# يا بنى احنا خايفين عليك و….
قاطعه سيف يسأله
# حضرتك عارفنى كويس و من جواك متأكد ان انا مستحيل اختيارى يكون فيه اى عيب او مشكله، انا راجل بصلى و بعرف ربنا و رجُل عدل و قانون قبل اى اعتبارات تانيه…عشان كده انا عارف و متأكد من اختيارى و لو الظروف اللى جمعتنى بيها كانت غير كده كنت حلاقيكم كلكم واقفين معايا و بتباركولى
تنفس رشاد عميقا بعد ان وجده على هذه الحاله و هو يستطرد
# انا عيشت 3 سنين مش عارف ابتسم مش اضحك….وجودها رجعلى الضحكه تانى
دمعت عيناه و هو يكمل
# 3 سنين مبحلمش غير بيوم الحادثه…وجودها خلانى احلم بمراتى و بنتى و هم بيباركولى عليها
تنهد بعمق اكبر و اكمل
# 3 سنين يا خالى وحيد…وجودها بس اللى ملا عليا حياتى
جلس على المقعد و رفع بصره له مستطردا
# انشغلت بمشاكلها و قضيتها اللى كانت متلفقه لها و مضايقتش و لا حسيت للحظه انى عايز امشى او اقول لنفسى ايه اللى دخلك فى الحوارات دى… فمتجيش دلوقتى تحاول ترجعنى عن قرارى لانه نابع من قلبى و عقلى و تفكيرى و كيانى كمان مش من قلبى بس
قضم شفته السفلى يحاول ابتلاع غصه قويه تعلقت بحلقه و اردف
# حتى صلاتى بينت ان الموضوع فيه خير….انا صليت استخاره و كل يوم اصرارى و تمسكى بيها بيزيد عن اللى قبله ، و فى لحظه بابا اللى كنت متوقع انه يفضل رافض لقيته وافق…يبقى الاستخاره جابت نتيجه
ابتسم رشاد بحب و هتف بحنين ابوى
# ياااه…للدرجه دى يا سيف؟ ده انت شوقتنى انى اشوفها
وقف و اقترب منه و امسكه من كتفه هاتفا
# لو جيت معايا حتشرف بيك يا خالى
اماء مبتسما و ردد ممازحا
# ماشى يا سيف…حروح البيت اغير هدومى و اجى معاك ،بس ع الله امك متقاطعنيش بسببك
ضحك سيف من خفه ظله و اماء له معقبا
# بس بسرعه الله يكرمك يا خالى مش عايز اتاخر عليهم انا قايل لهم حكون هناك بعد صلاه المغرب
اجابه بايماءه طفيفه و هو يتجه للباب هاتفا
# نص ساعه يا سيف و حتلاقينى عندك…و اتقل كده يا واد بلاش اللهفه دى لاهلها يقولو عليك خفيف
ابتسم بحبور و اجابه ساخرا من نفسه
# لا خلاص فات الاوان يا سياده اللوا….اهلها عارفين انى واقع لشوشتى
عادت ضحكته تزين فاهه و هو يعقب مستهزءا
# الله ينور يا مشرفنا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ارتدت ملابسها بتباطئ حتى صدح صوت هاتفها يعلن عن اتصال من ابنه اخيها فتجابت بملل
# ايه يا هايدى
هتفت الاخرى من الجانب الاخر بصوت باكى
# شوفتى يا عمتو؟…. بابا رجع من عند سيف بيلبس و رايح معاه
صدمت مما سمعته فاحتدت تعابيرها و وقفت
من مكانها و هتفت بشراسه
# لاااا…الموضوع كده زاد عن حده اوى، البت دى اكيد عملاله حاجه مش معقول اللى بيحصل ده!
خرج صوت هايدى المندهش بفضول
# قصدك ايه؟ عملاله عمل مثلا؟
همهمت بصوت حزين لتردف الاولى
# انتى بتصدقى فى الحاجات دى يا عمتو؟
اجابتها بزفره قويه
# و مصدقش ليه؟ ما هى مذكوره فى القرآن
اجابتها هايدى
# مذكور ان السحره ميقدروش يأذوا حد الا بامر من ربنا و سيف بيصلى يعنى مستحيل يا عمتو
تنهدت بحرقه و هى تضرب بكفها على فخذها هاتفه
# ابنى بيروح منى و مش عارفه اعمل حاجه
صمتت لبرهه و عادت تهتف
# ما تلبسى و تيجى مع ابوكى؟
حركت الاخرى كتفيها و كانها تراها عبر الهاتف مجيبه
# لا يا عمتو بلاش…. انا مش عايزه يحصل حاجه تزعل سيف منى
تذمرت منار و رددت بداخلها دون استماع الاخرى لها
# اتوكسى….هو سيف شايفك و لا حاسس بيكى من الاساس
لتعود و تحدثها بنبره حنونه
# متسبينيش لوحدى يا هايدى وسطهم…كلهم موافقين و انا حبقى قاعده آكل فى نفسى ،و متخافيش مش حعمل حاجه تجيب زعل
فكرت قليلا و هتفت مجيبه
# حاضر…بس ع الله بابا ميزرجنش
حثتها منار بمحبه
# قوليله انا اللى قلتلك تيجى و هو يوافق
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتظرهم جميعا اسفل البنايه التى تقطن بها عروسه حتى وصلت سياره خاله و بداخلها كل من رشاد و زوجته و ابنته و ابنه الشاب
نظر بساعته و ردد بضيف
# بابا اتأخر
اجابه رشاد و هو يربت على ظهره
# المغرب يادوب مأذن
سحب نفسا عميقا و طرده خارجه و هتف
# طيب تعالو نصلى المغرب فى المسجد على ما يوصلو
لم يكمل حديثه فوجد سياره والده تقترب و بداخلها والدته و اخته و زوجها و صغيرهما بالطبع
نظرت منار امامها بتقزز و وجوم وجه فتوسلها سيف بحب
# ماما…عشان خاطرى افردى وشك و افرحيلى
اماءت بصمت و عادت تردد
# ايه لازمه كل العربيات دى…ما كنت جيت مع خالك بدل ما دوخنا على مكان نركن فيه
ابتسم لها بعذوبه و اجابها
# كده احسن عشان غالبا بعد الخطوبه حاخدها و نتعشى بره و خالى اكيد حيعوز يروح
هتف رشاد يقاطعهما
# حنصلى المغرب فى المسجد و نطلع بعدها على طول
اماء الجميع بالموافقه و ذهبوا للمسجد حتى ينتهوا من الصلاه و لكن ليس قبل ان يهاتفهم سيف مرددا
# ايوه يا جمال…احنا تحت، حنصلى المغرب و نطلع لكم على طول
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتهى الجميع من ارتداء ملابسهم و التزين بابهى صوره و انتظروا وصول مدعوييهم على احر من الجمر بعد ان اخبرهم جمال بوصولهم و بالفعل لم تمر لحظات بعد اتمام المصلين صلاتهم حتى صدح صوت جرس الباب يعلن عن وصولهم فارتبكت دارين على الفور و هرعت للداخل وسط ضحكات بنات خالتها
فتح هشام الباب و استقبل سيف و عائلته و لكنه تفاجئ بهذا العدد فشعر بالفرحه العارمه لمباركه اهله له
بعد دلوفهم جلسوا جميعا و بدء سيف بتعريفه لاهله فهتف متفاخرا
# ده بابا….اللوا طلعت المهدى
اماء له هشام و مد ساعده يرحب بيه هاتفا
# اهلا و سهلا نورت
اشار لوالدته و ردد ممازحا
# امى…منار الرفاعى غنيه عن التعريف
قوست فمها من مزحته فضحك بحماس و سعاده و اشار لخاله هاتفا
# و ده خالى اللوا رشاد الرفاعى و بنته هايدى و ابنه الملازم طارق
و عاد يشير لاخته هاتفا
# و دى بقا اختى الصغيره ساره و ده جوزها و ابنها
رحب بهم هشام و جمال و رحبت فدوى بدورها و جلس الجميع بالصاله الواسعه و بدءوا بالاحاديث الجانبيه حتى تطرق طلعت للجديه هاتفا
# طيب يا جماعه خلينا ندخل فى الموضوع…. ابنى اختار بنتك و هو شايف انها الانسانه المناسبه ليه، و طبعا كلنا موجودين عشان نبارك
ابتسم هشام بتصنع متخوفا من نبرته الحاده و لكن سيف تدخل بالحديث هاتفا
# انا اتفقت على كل حاجه يا بابا…و انهارده انا جاى اقرا الفاتحه و البس الدبل ،ده بعد اذن حضرتك طبعا
اماء طلعت موافقا فصدح صوت منار الحاد
# يعنى ايه اتفقت على كل حاجه؟ من غير معرفتنا و لا اذننا…..ليه ملكش اهل؟
نظر لها بوجوم و ردد بصوت جاد يحذرها به بنبره مبطنه
# لا طبعا ليا….بس انا راجل مسئول عن نفسى و…
قاطعته صارخه غير عابئه بتحذيرات عينه
# ده ميمنعش اننا لازم نعرف اتفقتو على ايه؟ الاصول متزعلش حد
اجاب عشام على الفور حتى لا تظن انهم قد استغلوه
# معاكى حق يا فندم…. انا مطلبتش من سيف غير الاصول و المعقول
رددت بسخريه
# اللى هو ايه؟
اجابها و هو يكتم غيظه
# فرح و شبكه و شقه…و لا حددت الفرح فين و لا الشبكه بقد ايه؟ و عارف ان شقته موجوده و مفكرتش اسأله عن مكانها او مساحتها؟
ضحكت مستهزءه و هتف بمكر قاصده الخوض بسمعتها
# ما العروسه عاينت الشقه على الطبيعه…..
اخرسها صوت طلعت بحده
# مناااار….. مش عايز حريم تتكلم، الكلام هنا للرجاله و بس مفهوم؟
انتظر ردها فاماءت ايماءه خفيفه و وجهها يعلن عن احتقان دماءه، اما سيف فكور قبضه يده بحده فربتت اخته علي حتى تهدءه فعاد طلعت يردد
# كل اللى طلبته من حقك و حق بنتك يا استاذ هشام و مفيهوش اى تعدى للاصول بس خلينا نبقى واضحين اكتر بالتفاصيل
اماء هشام و قطرات العرق تغزو جبهته بعد حديث منار الذى يمس شرف ابنته فاستطرد طلعت
# الفرح حيتعمل فى نادى من النوادى بتاعه الشرطه و ده كبعا امر مفروغ منه
اماء هشام موافقا فاكمل الاول
# و الشبكه دى هديه ملناش نتكلم فيها و هو حر و كل راجل بيجيب قيمته
اعجب هشام بحديثه و انتظره ان يكمل فهتف
# الشقه موجوده زى ما قلت بس اكيد كل الفرش اللى فيها حيتغير…..
هنا قاطعه سيف هاتفا بحزن واضح على ملامحه
# الشقه حتفضل زى ما هى مفيش فيها قشايه حتتشال او تتغير
نظرات الجميع المسلطه عليه ما بين حاقده و فرحه و متشفيه و اخرى رافضه لحديثه جعله يستطرد اكثر موضحا
# انا حشترى شقه تانيه عشان اتجوز فيها و حوضبها على ذوق دارين، يعنى هى اللى حتختار كل حاجه فيها من الابره للصاروخ
عادت البسمه تزين اوجه عائلتها و اعقبتها اماءه ممتنه من هشام فهتف طلعت يكمل
# و يفضل الفرش و المؤخر…كله بالمعقول و الاصول و لا عندك راى تانى يا استاذ هشام
اجاب بايجاز
# لا طبعا كل كلامكم على راسى
هتف سيف بلهفه
# طيب يا جماعه نقرا الفاحه بقا؟
ضحك الجميع على لهفته ليخرج صوت والده هاتفا بتذمر
# حنقرا الفاتحه من غير ما نشوف العروسه يا بنى…. طيب على الاقل اعرف شكلها
ابتسم سيف بفرحه عارمه و نظر لحماه المستقبلى يستأذنه باستدعاءها فهرعت احدى الفتيات لتناديها لتدلف الاخيره حامله بيدها صنيه المشروبات و العصائر فالتقطها منها اخيها و امسكها من كتفها ليقربها من عائله سيف هاتفا بحب
# سلمى على حماكى و حماتك يا دارين
ابتسمت بعذوبه فور ان وقف لها طلعت ينظر لها بانبهار هاتفا بغزل
# ايه الجمال ده سيف….. ما شاء الله تبارك الله يا بنى
جلست على الاريكه بجوار سيف بعد ان رحبت بالجميع بخجل واضح و ظلت مطرقه رايها لاسفل حتى خرج صوت سيف المتلهف
# يا جدعاان نقرا الفاتحه بقا و لا لسه؟
ضحك الجميع و ردد هشام ببسمه منمقه
# و ماله يا بنى….نقراها
انتهوا جميها من قراءه الفاتحه فاخرج سيف من جيب سترته علبه صغيره موضوع بها محبسين و خاتم ذو فص رقيق و امسك راحتها و البسها اياهما لتفعل المثل بمحبسه فينحنى يقبل راحتها بحب و ينظر لها متغزلا بملامحها مرددا
# مبروك يا ديدو
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سيمضي القلق….
و ستأتي الراحه، بعد هذا الكم من العناء
سيعوض الله توتر المشاعر….
و اضطراب الامل،
و خوف المستقبل…..بكل ما هو جميل
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
هناك نيران تحرق جسده المتقد بعشقها، فامساكه لراحتها اخيرا بعد وضعه لرابطه المنقوش عليه حروف اسمه جعله يشعر بانتشاء و فرحه عامره ليشعر بغبطه قويه من السعاده
اما هى فضربات قلبها صاخبه و متوتره و هى تجلس الآن امام الجميع تضع بيدها محبسه و تشعر بدفئ راحته جعلتها تتضرع لربها بأن يكون هو العوض و السند الذى ارسله الله لها
صدحت اصوات الزغاريط و التصفيق الحار من عائلتها و معها اصوات للموسيقى الغناءه و بدءن الفتيات بالرقص و التهليل حتى اقتربت منهما ابنه خالتها و سحبتهما للرقص فلم يمانع سيف اطلاقا على عكسها هى التى رفضت بشده ان تنصاع لطلبها
وقف يتمايل قليلا بسعاده و امسك ابن اخته الصغير و رقص معه بفرحه و سرور و عاد يجلس بجوارها يلهث بتعب فامسك راحتها و قبلها قبله طويله و اقترب من اذنها هامسا بشبق
# بحبك يا ديدو
انتشت من غزله و اطرقت راسها بغزل و كل هذا و تلك الجالسه على جمرات من نار تراقب افعالهما و هى جازه على اسنانها فانحت تهمس لابنه اخيها مردده
# شوفتى لابسه ايه؟ فى واحده تلبس اسود فى يوم زى ده؟
اجابتها هايدى و هى تضع كفها امام شفتيها حتى لا يتبين لاحد ما تقوله هاتفه
# مش حلوه خالص يا عمتو…. ايه اللى عجبه فيها المسلوعه دى؟
حركت منار راسها بحزن و استسلام و هتفت
# خلاص كده.. ابنى راح منى و اخدته رد السجون دى
لمعت الفكره براسها فانحنت تحدث عمتها هاتفه
# افردى وشك يا عمتو و قومى باركى لابنك
لم تمهلها الكثير من الوقت حتى وقفت و اتجهت لهما و مدت ساعدها تهنئهما بالخطبه هاتفه بفرحه مصطنعه
# الف مبروك يا سيف… عروستك زى القمر
ابتسم لها بحبور و قابل راحتها الممدوده له و بادلها السلام هاتفا
# الله يبارك فيكى يا هايدى و عقبالك
اخرجت هاتفها و وقفت امامهما تردد بفرحه مصطنعه
# قربو كده من بعض عشان اخد لكم صوره
ابتسم لها ممتنا و اقترب من محبوبته و وضع يده يحاوط بها كتفها و قرب راسه من راسها و استند عليها و نظرا لعدسه الكاميرا استعدادا لالتقاط الصوره
خرج صوت فدوى الهاتف بترحيب
# يلا يا جماعه العشا جاهز
ارتبك سيف قليلا فهو كان ينتوى الخروج برفقتها لتناول العشاء فاقترب من هشام هاتفا
# ليه كلفت نفسك؟…ما انا متعشى هنا امبارح
اجابه هشام ببسمه
# و دى اصول برده؟
امتعض وجهه فسأله هشام باهتمام
# ايه اللى مضايقك فهمنى؟
اجابه بتوتر
# اصلى كنت عايز اخد دارين و نتعشى بره سوا
اماء هشام اماءه طفيفه و اقترب من اذنه يهمس له
# و هى دارين حينفع تاكل اكل مطاعم يا سيف؟ ما انت عارف اللى فيها،و بعدين الايام جايه كتير يا بنى بس لما ربنا يتمم شفاها على خير
بلل شفتيه بطرف لسانه و سأله بحرج
# طيب يعنى مش حينفع اخرج معاها انهارده شويه؟
لمح نظره الرفض فى عين حماه و هو يجيبه
# اظن ان الوقت اتأخر و….
قاطعه باستماته و توسل خفى
# انا حاجز ترابيزه فى مكان بيقدم شو حلو اوى عشان نفسى ابسطها و اخرجها من جو الزعل و الحزن شويه، و حضرتك لو حابب تيجى معانا انت و مامتها انا اتشرف بيكم
تنهد هشام بعمق و اجابه
# مش عارف اقولك ايه؟ لو الليله اتفضت بدرى ماشى…لكن لو لقيت الوقت اتأخر فمتزعلش منى ساعتها
تنهد سيف بحزن و اماء بطاعه و توجه لمائده الطعام ليجلس بجوارها بمرافقه باقى العائله و بدءوا جميعا بتناول الاطعمه المختلفه بود و فرحه
لم يفت عليها الطبق الموضوع امام عروس نجلها البكرى و الذى يحتوى على طعام سائل فلم تبدى حرج و هى تسألها بتنمر واضح
# و انتى اكلك كله كده يا دارين؟ خلاص مبقاش ينفع تاكلى زى البنى ادميين؟
تجهم وجهها و تركت المعلقه من يدها وسط نظرات سيف الواجمه لوالدته التى اكملت دون حذر او ربما تقصد اذلالها و احراجها
# بس اعتقد كده ارحم من الخرطوم اللى كانو بيأكلوكى بيه فى مستشفى السجن؟
هربت دمعه من عينها رغما عنها فحاولت اخفاؤها فكان طلعت الاسبق باسكات زوجته هاتفا
# الحمد لله انه تمم شفاكى على خير يا بنتى و اكيد مع الوقت حتتحسنى
لاحظ سيف بكاءها الصامت فنظر لوالدته بحده و هو جازا على اسنانه و عاد يمسك راحتها و اقترب منها هامسا بمزاح مصطنع عكس النيران التى تأكل داخله
# قوليلى مامتك حاطه ملح و لا زى بتاع امبارح؟
ظلت عبراتها هى ما تجيبه فامسك بمعلقته و وضعها بطبقا و تذوق الطعام و هتف بتلذذ
# اممم….طعمه حلو اوى، كلى يا ديدو
صرخت منار بخضه و كأنها رأت شبحا
# لا يا سيف متاكلش العك ده
احتدت نظراته تجاه والدته و قوس فمه زاما شفتيه و هدر بغضب
# الاكل زى الفل و مش عايز حد يتكلم على نعمه ربنا بالطريقه دى
ليكمل باقى طعامه و هو يتناول من طبقها الطعام و يمازحها فيمد ملعقته لاطعامها تاره و تاره اخرى يسحبها قبيل ان تتلمس ثغرها فيضعها داخل فمه بمشاكسه حتى انتهت السهره بعد تناول المدعويين العشاء و بدءت عائله سيف بالاستعداد للمغادره بعد ان فعل سيف المستحيل حتى يغادروا باكرا فيستطيع اصطحابها معه للسهر بالخارج
وقفت منار على الباب تسأل وليدها باهتمام
# انت مش مروح معانا يا سيف؟
نظر لها بعيون حزينه متخاذله من افعالها و اجابها بضيق
# لا يا امى….انا قايلك انى حسهر انا و دارين بره
اجابته بسخريه
# قلت حتتعشو بره و ادينا اتعشينا حتخرج تعمل ايه؟
وكزها طلعت بجانب مرفقه مقوسا فمه بضيق و هاتفا بتوديع
# يلا يا جماعه نشوفكم على خير
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
دلفت معه بتوتر لمنزله ذو الطابقين الذى يقع بارقى مناطق القاهره ببنايه شاهقه و اقتربت من والدته و انحنت لتحيها برقه و ابتسامه عذبه هاتفه بخجل
# ازى حضرتك يا طنط؟
ابتسمت الاخرى بفرحه و هى تجيبها
# اهلا يا بنتى….ما شاء الله، احلى كمان مما كنت متخيله
اطرقت راسها بخجل فهتف سعد الدين بمرح
# متكسفيهاش يا امى
رفعت والدته وجهها لوحيدها و هتفت بمكر
# بقولك ايه يا سعد الدين….انزل هاتلنا تورته حلوه كده و شويه فاكهه احسن معنديش حاجه اقدمها
حاولت نيللى الرفض فامسكتها سناء من راحتها و انحنت اليها تهتف
# سبيه ينزل
اماءت بطاعه فتوجه سعد الدين لتنفيذ اوامر والدته فحركت سناء مقعدها المدولب للامام حتى اقتربت منها كثيرا و رددت بموده
# نورتينى و الله
بفرحه و راحه نفسيه اجابتها
# ميرسى يا طنط
لم تضيع سناء الكثير من الوقت فدخلت فى الموضوع بطريقه مباشره هاتفه بجديه
# خلينا نتكلم جد شويه قبل ما سعد الدين يطلع
تخوفت نيللى قليلا من جديتها الزائده و لكنها استمعت للاخرى تستطرد
# انتى اول بنت سعد يجيبهالى عشان اتعرف عليها بالرغم من انه دخل قبل كده فى كذا ارتباط بس مكانش بيلحق يوصل لمرحله انه يعرفنى بيها
تذكرت حديثه عن والدته ففهمت المعضله لتجيبها بتوضيح
# يمكن لانه اول ما بيتكلم مع الطرف التانى بيشرح حاله حضرتك الصحيه و بيأكد للى قدامه انك اهم واحده فى حياته!
ابتسمت سناء بحبور هاتفه
# عارفه…ربنا يخليه ليا
ثم امتعض وجهها قليلا بالحزن و الحسره هاتفه
# صدقينى يا بنتى…انا لو فى ايدى مكنتش ابدا خليته عمل كده مع اى واحده عرفها، ده الواد كانه قاصد يطفش العرايس
ضحكا معا فاكملت
# بس معنى كلامك و انه جابك انهارده انك معندكيش مانع للكلام اللى قاله؟
اماءت بلا هاتفه
# حضرتك مامته و طبيعى يراعيكى و انا متفهمه ده، لكن ده ميمنعش انى عايزه شويه خصوصيه لنفسى و…..
قاطعتها سناء
# بصى يا نيللى…..سيبك من اى كلام سعد الدين قالك عليه، انا حاسه انك مختلفه و هو عمره ما كان ملهوف على واحده زى لهفته عليكى عشان كده انا اللى بقولك ان وجودى مش حيضايقك ابدا
تنهدت نيللى براحه من حديثها فسألتها الاخرى
# انتو اتفقتو حتعيشو فين؟
اجابتها بتردد
# كان عايز نعيش هنا و انا طلبت نعيش عندى فى الڤيلا بتاعتى عشان المكان اكبر و يبقى فيه…
قاطعتها سناء
# خصوصيه
اماءت موافقه فسالتها باهتمام
# و رسيتو على ايه؟
اجابت
# قال انه حيشترى ڤيلا جديده نعيش فيها سوا
اطرقت سناء راسها بحزن على حال وحيدها و تحدثت بضيق
# ابنى ده غلبان طول عمره…. معرفتش اخلف غيره بعد اللى حصل لى و فضل شايل مسئوليتى طول عمره و دايما حاططنى اول حاجه فى حياته، بس متقلقيش انا حصمم افضل هنا و حخليه يشتريلك البيت اللى حترتاحى فيه عشان تعيشو فيه لوحدكم
اعترضت نيللى واضعه راحتها اعلى كف الاخرى برقه تربت عليها بحب مردده
# لا طبعا….انا معنديش مشكله تعيشى معانا ابدا، و لو حضرتك فهمتى كده من كلامى يبقا احب اقولك انه مش صح
عادت البسمه ترتسم على وجهها الممتغض و هتفت تسألها
# انتى بتحبيه؟
اماءت بنعم و تحول وجهها لحمره خجل و اجابت
# الغريب انى قابلت ناس كتير قبله بس محدش شدنى كده، و حتى و هو بيحكيلى عنك و كأنه بيحاول يطفشنى زى ما قلتى، لقيت نفسى بتشد له اكتر و اكتر….ما اللى يحب مامته بالشكل ده يبقا اكيد راجل كويس و محترم
اخذت نفس عميق و زفرته براحه تهتف
# طمنتينى يا بنتى
اجابتها بتمنى
# اتمنى بس انك تعاملينى زى بنتك زى ما انا حعاملك زى امى و ان شاء الله ربنا ميجبش مشاكل بينا ابدا
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فور دخولهما المصعد امسك راحتها مخللا اصابعه بخاصتها بقوه فتحرجت و حاولت سحب يدها منه و لكن حركتها زادته اصرارا على تمسكه بها فنظر لها بحب و رفع كفها ليقبله بعمق و نظراته مثبته على وجهها الذى يعشق ملامحه
اقتربا من مكان صف سيارته ففتح لها الباب بلفته راقيه منه و ساعدها على ربط حزام الامان و التف حول سيارته و جلس خلف المقود و بدء قيادته لوجهته و لم ينسى ان يمسك راحتها بيده الحره و كأنه هائف ان يفقدها
ظل يرمقها بنظرات والهه اثناء قيادته فخرج صوتها اخيرا هاتفه
# ركز فى الطريق
القى بقبله طائره فى الهواء من شفتيه و عاد ينظر امامه للطريق فكست الحمره وجهها بخجل ليهتف هو
# كويس انك غيرتى الفستان عشان تعرفى تتحركى بيه
رمقته بنظرات فضوليه متسائله فقبل راحتها هاتفا بمشاكسه
# عايزه تعرفى رايحين فين…..صح؟
اماءت بصمت فتحدث بحده
# انتى القطه اكلت لسانك و لا ايه يا ديدو بقا؟ متكلمتيش كلمتين على بعض من بدابه اليوم
ليخفض نبرته قليلا هامسا بغزل عفيف
# صوتك وحشنى
صخب نبضات قلبها جعلها تضع يدها تربت بها عليه حتى يهدأ قليلا فهى تشعر بانه سيخرج من مكانه من كثره نبضاته
وصلا وجهتهما فنظرت امامها بانبهار لتجده مكان يشبه القصور القديمه فحركت راسها تجاهه و سألته بتوتر
# ايه المكان ده؟
وضع راحته خلف ظهرها و دفعها برقه ليقودها للداخل فانبهرت اكثر من تصميم المكان الذى تزين بزينه هنديه رائعه ناهيك عن الازياء الهنديه التى يرتديها جميع العاملون
اقتربت منها فتاه ترتدى السارى الهندى و تمسك بيدها آخر ساعدتها على ارتداءه لتنظر بجوارها فوجدت سيف و قد ارتدى الزى الهندى الخاص بالرجال فارتسمت بسمتها الواسعه على ثغرها فاقترب منها سيف ينحنى الانحناءه الشهيره للهنود و هو يهتف بمرح
# اتفضلى مهارانى
نظر بعينها الفضوليه و المتعجبه و هى تسأل
# ده دلع جديد غير ديدو؟
اماء بلا و بسمته العريضه تكاد تصل لاذنيه و اقترب منها ممسما راحتها و همس بالقرب من اذنها بنبره خطره مثيره
# المهارانى تبقى زوجه المهراچا يا مهارانة قلبى
نظر لها بشغف و بملامحها المحببه الى قلبه و سحب المقعد للخلف استعدادا ليجلسها عليه و استدار ليجلس على خاصته و اشار بسبابته للمسرح الذى يتوسط المكان هاتفا
# الشو حيعجبك اوى
بدءت الفقرات الراقصه لفتيات بالزى الهندى و اتبعها عرض اخر لرجل يتلاعب بافعى راقصه على المزمار حتى انطفأت الانوار و خرج ذلك الكهل من العدم يرتدى عمه كبيره على رأسه و يمسك بيده بعض الاوراق و التى تشبه اوراق اللعب او بالتحديد ممسك بأوراق التاروت
رفع كشاف صغير بيده و اخذ يمرره على المقاعد امامه حتى اختار الطاوله التى يجلس عليها سيف و دارين فاقترب منهما و جلس امامها و جلس بجواره المترجم الخاص به
بدء بتوزيع الاوراق امامه فنظرت له دارين بسخريه و رددت باستهزاء
# هو حيقرا البخت و لا ايه؟
زفر سيف بضيق و حاول ان يثنيه عما يفعل هاتفا بحده طفيفه محدثا المترجم
# خليه يشوف حد تانى لو سمحت، الكلام ده حرام
اجابه المترجم بلامبالاه
# اسمعه و مش حتخسر حاجه
تضايق سيف من الامر و لم يحصل على فرصه للرد حيث بدء ذلك الكهل بالتحدث و بدء المترجم يترجم لهما ما يقوله فهتف موضحا
# بيقول انه شايف قصه حب مرت بمشاكل و وجع كتير، و لسه حتمر بحاجات اكتر بس فى النهايه الحب حينتصر
ضحك ساخرا من حديثه العام و الذى يبدو له كإسطوانه مسجله يقصها على كل المدعويين فاماء شاكرا
# شكرا
وقفا ليتوجها لمائده اخرى فهتف سيف بمزاح
# الاسطوانه المشروخه اياها
ضحكت دارين برقه و لكن قطع ضحكها عوده الكهل و مترجمه هاتفا
# صوره بفستان اسود مدفونه فى مكان وحش و ضلمه عليها طلاسم غريبه ممكن تفرق بينكم، دور عليها مع اقرب الناس ليك
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ظلت تتجرع مراره الحبس و تجرعت معها مراره الذل مما اوقد نيران الغضب و الثأر لرفيق عمرها و لكن كيف؟
فهى تمكث بذلك الحبس الانفرادى بملابس مبتله لابتلال الارض اسفلها كما امر المعاون بذلك لتظل واقفه اكثر من اثنى عشر ساعه يوميا او تضطر للجلوس ببركه المياه
انتظرت دخول السحانه لترك الطعام و الذى هو وجبه واحده باسوء جوده و مهروس كما تأكله حبيبته
وضعت فتحيه طبق الطعام على الارض و عند محاولتها الخروج اوقفها صوت لواحظ الهاتف
# استنى يا ست فتحيه
رمقتها بنظرات فاحصه منتظره منها ان تكمل فهتفت
# ايه رايك لو تكسبى مليون جنيه؟
تجهم وجهها و هتفت برفض
# الكلام ده مش حيمشى هنا يا لواحظ… انتى و انا و الكل عارفين ان البوليس حجز على كل فلوسك انتى و جوزك
قوست فمها بسخريه مردده
# جيب السبع ميخلاش….اقولك خليهم اتنين مليوم يلا ان شاالله مع عن حد حوش
عادت تجيبها فتحيه
# ما انتى لو فاكره انى حعرف اهربك او حتى….
قاطعتها لواحظ
# و مين قالك انى عايزه اهرب؟
رمقتها فتحيه بنظرات فضوليه فرفعت حاحبها تسأل
# عايزه ايه يا لواحظ و ايه اللى يضمن لى انك توفى بوعدك و تدفعى الفلوس و انتى هنا فى السجن؟
ابتسمت بخبث هاتفه
# حبين حسن نيه و حقولك على مكان مخبيه فيه مبلغ بسيط كده تاخديه تحت الحساب
لمعت عينها بالطمع و سألتها باهتمام
# كام؟
اجابت
حقولك، بس حتعملى اللى اقولك عليه بالحرف الواحد، اهو بدل مرتب الحكومه اللى مبيأكلش عيش ده
توجست خوفا و هتفت بتحذير
# طيب اسمعينى بقا كويس….انا لو حخاطر يبقا لازم المبلغ يستاهل
رفعت حاجبها باندهاش مردده باطناب
# اتنين مليون مش مكفينك؟ ده انتى طماعه اوى
اجابتها الاخرى بدهاء لا يقل عنها بشئ
# ما انتى كمان شكلك حتطلبى منى حاجه كبيره اوى و مش سهله
اماءت مؤيده ببسمه ماكره خبيثه هاتفه بنزق
# تعالى بقا اقولك مكان العربون فين عشان اثبتلك حسن النيه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
توترت و ظلت صامته حتى نظر لها متغزلا بطلتها الحسناء هاتفا
# ايه يا جميله الجميلات مالك؟ من ساعه الراجل الدجال ده و انتى وشك اتغير
ابتلعت لعابها برهبه هاتفه بتساؤل
# مش ممكن يكون كلامه صح؟
ضحك عاليا و نظر لها بدهشه و هتف مفسرا
# اولا…هو مقالش اى حاجه مفيده و لا كلامه له معنى، كل قصص الحب فيها مشاكل و وارد جدا تقابلنا مشاكل قدام لان دى سنه الحياه يعنى كلامه عام
اجابته باستفسار
# طيب و الفستان؟ مش يمكن قاصده على فستان الخطوبه؟
عادت بسمته الساخره موضحا
# يا سلام على الصدفه، فستان اسود….. مليون ست و اكتر فى العالم عندهم فساتين سودا يا ديدو، و يا حبيبتى كذب المنجمون و لو صدقوا احنا حنكفر بربنا و لا ايه؟
تنهدت بعمق و امسكت راحته بجرأه فوجد اناملها مثلجه ترتعتش بخوف هاتفه بصوت مهزوز
# خلينا نمشى من هنا يا سيف عشان خاطرى
حاوط راحتها بكفيه و حاول طمأنتها قليلا فردد بمشاكسه
# اوكى… بس اتحايلى عليا شويه
لاحت نصف ابتسامه على شفتيها و رددت بخجل
# عشان خاطرى يا سيف
اماء بلا هاتفا بمشاكسه
# لا، مش كده
هتفت بدلال اكبر
# عشان خاطرى يا سيفو
هز كتفيه رافضا و ردد
# لا….حاولى اكتر
قضمت شفتاها لتختفى كليا داخل ثغرها و قالت بصوت هامس
# عشان خاطرى يا حبيبى
انتشى فرحا و تسمر مكانه لم يتحرك و لو قيد انمله بل و لم يرمش بعينه مسلطا انظاره عليها كأنه يحفر معالم وجهها المتغزل به داخل قلبه
اماء بصمت و دفع الحساب و قادها لسيارته و جلس خلف المقود و هو لا يزال على حاله الصمت التى تملكته فهتفت تسأله باهتمام
# سيف… انت كويس؟ مالك؟
مرر انظاره على وجهها الذى يعشقه و رفع انامله يتحسس بشره وجهها الشاحب قليلا مرورا بوجنتيها و انفها و فمها متلاعبا بثغرها و شفتاها و كأنه يرسم ملامحها من جديد
اخبرها و لا زالت انامله تعبث بشفتيها و هى تبتلع بخجل و حرج
# مش عايز اسمع منك سيف دى تانى ابدا….. يا تقوليلى يا حبيبى زى ما قلتيها جوه يا متتكلميش خالص يا جميله الجملات
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
لم تستجب لنداءات زوجها المتكرره بالكف عن العويل كأنها جاهله ليست بمستشاره متعمله فظلت تندب حظها هاتفه
# وقفت معاه ضدى يا طلعت و ادى النتيجه
اُرهق من كثره توضيح وجهه نظره و كأنه يحدث حائط اصم لا يفقه شيئ فاشاح بيده هادرا
# ما كفايه بقا يا منار…. ابنك طاير من الفرحه و البنت زى الفل، ده غير انى عملت عنها تحريات و طلع كل كلام ابنك عنها مظبوط و خلاص، وقعت فى غلط كلنا فعلا معرضين له….
قاطعته صارخه بشراسه
# متقولش كلنا… احنا بنعرف نفرق بين الصح و الغلط
اماء موضحا
# و ممكن واحد يلبّس ابنك فى قضيه زور زى ما حصل معاها… قضيه رشوه و لا تهريب و لا اى نيله فى منصبه الحساس ده
هتفت توقفه رافعه كفيها فى الهواء
# ايوااااه الله ينور عليك…. منصبه الحساس اللى مينفعش ابدا انه يتجوز مسجونه عنده
بعد برهه من الصمت نظر لها واجما و هتف بتأكيد
# لو عملتى اى حاجه تانيه زى اللى عملتيها فى بيت الناس من هنا و رايح انا اللى حقفلك، عشان انا مشفتش ابنى الوحيد سعيد و فرحان و بيرقص بالشكل ده من تلات سنين، و يمكن عمرى ما شفته بالسعاده دى حتى ايام نيڤين الله يرحمها ومعنديش استعداد يرجع للى كان فيه تانى
حاولت تبرير تصرفاتها المخجله فاوقفها صياحه الغاضب
# اوعى تبررى حاجه من اللى عملتيها… عشان انتى بعملتك دى صغرتينا قدام الناس مقللتيش منهم زى ما انتى فاكره
زفر انفاسه الغاضبه و هتف بضيق
# الراجل و مراته قمه فى الذوق و ابنهم ما شاء الله عليه ميتخيرش عن سيف فى حاجه… راجل ملو هدومه و محترم و عروسه ابنك زى القمر و باين عليها انها بتحبه
اكد على كلماته و بالاخص كلمه عروس نجلك حتى يؤكد دعمه الكامل بل و موافقته على تلك الزيجه و ذاك النسب
لم تستجب لاى من كلماته او افعاله و ظلت على رفضها و تنمرها فهتفت بحده
# بص بقا…..انت حر تقبل ترفض براحتك، و انا كمان حره و ان ما خلتهوش يسيبها مبقاش انا منار الرفاعى
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
اوصلها حتى اسفل بنايتها و صف سيارته امام البوابه فنظرت له ببسمه سعيده هاتفه
# تصبح على خير
اماء بصمت فحاولت فتح الباب و لكن وجدته موصد بالقفل الالكترونى فاعادت نظرها ناحيته تردد بصوت رقيق
# الباب مقفول
امسك راحتها و قبلها برقه و هتف برومانسيه
# فى كلمه سحريه لو قلتيها الباب حيتفتح على طول
ضحكت بصوت عال و هتفت
# افتح يا سمسم
اماء بلا فاعقبت
# افتح يا سيفو
اماء بلا مره اخرى فكست حمره الخجل وجهها و اطرقته لاسفل تهتف هامسه بشبق
# افتح يا حبيبى
سمعت صوت القفل الالكترونى يفتح على الفور و نزل هو بدوره حتى يوصلها لمدخل البنايه و ودعها بقبله اخيره على كفها هاتفا
# و انتى من اهله يا جميله الحميلات
دلفت المصعد و ضربات قلبها الصاخبه تكاد توقفه من كثره ضخ الدماء به فعادت تربت عليه بهدوء و هى تردد بصوت خافت
# اهدى…اهدى
تذكرت فجأه حديث ذلك الدجال فامتغض وجهها على الفور لتفتح والدتها الباب فوجدتها على تلك الحاله فصاحت بخوف
#داريييين…فى ايه؟
انتبهت لشرودها فابتسمت لوالدتها هاتفه بطمأنه
# مفيش يا ماما
سألتها باهتمام
# اتبسطو؟
اجابت بايماءه طفيفه فسمعت صوت هاتف والدها يصدح برنينه برقم سيف الذى اتصل ليطمأن انها وصلت للطابق المنشود بسلام، اغلق معه و بسمته تزين وجهه و هو سعيد ان ابنته قد وجدت عوضها و راحتها و امانها فى كنف رجل ينطبق عليه ذلك اللقب قولا و فعلا
هتف يستدعيها لتجلس بجواره و ردد بصوت هادئ و لكن حازم بعض الشيئ
# اسمعى يا دارين….فى كلام مهم لازم اكلمك فيه يا بنتى و اجلته كتير بس اظن جه وقته
توجست خوفا من تلك الافتتاحيه التى استهل بها حديثه و جلست باحترام تستمع له فردد بتأكيد
# انا مبسوط ان ربنا عوضك بسيف…راجل شهم و محترم و ابن اصول و بيفهم فى الاصول و الذوق و ان شاء الله يراعى ربنا فيكى
اماؤت موافقه تهتف
# و الله يا بابا انا مقابلتش حد باخلاقه قبل كده
اماء مؤيدا و لكنه هتف باصرار
# اللى حصل خلا الواحد يعيد حساباته فى الناس ،و ميتخدتش بالمظاهر و لا بالكلام المعسول و اظن انتى فهمانى كويس
بالطبع تطرقه لذكرى ذلك الزواج الاليم الذى لم تتعافى بعد من اثره السيئ عليها جعل عبراتها تندفع دون هواده خارج عسليتيها فاكمل هشام بحزم
# انا مش حتهاون فى حقك مره تانيه و كل حاجه حتتعمل بالاصول و زى ما كان المفروض تتعمل، عشان متجيش تطلبى منى اى تنازلات عشان الجوازه تكمل
اماءت بطاعه فمن اين لها القدره او القوه حتى لتجادله فى ذلك الامر؟ و يبدو انها لن تدفع ثمن خطئها وحدها بل سيدفعه معها رفيق دربها المستقبلى
عاد يردد بضيق
# طبعا اخدتى بالك من امه انها مش رافضه و بس….دى معندهاش اى مانع انها تقول ده علنا و كمان تفشى اى سر يكون سيف قال عليه، عشان كده انا مصمم اننا ناخد حقنا من الزفت اللى اسمه اكرم بالقانون و نثبت الجواز اللى بينكم و اوعي تقولى سيف مش موافق
توحشت نظراتها نحوه هاتفه بضيق واضح
# بابا….حضرتك كده بترجع فى كلامك معاه ،هو قال حيخلص الموضوع من غير شوشره عشانى و عشان مركزه……
قاطعها بصياح
# و لما امه تقعد فى كتب الكتاب تتكلم على انك مش بنت بنوت و العقد بتاع الجواز يبقى مزور زى اللى قبله؟
نحبت ببكاء هاتفه
# مزور ازاى بس؟ هو سيف اللى عيلته كلها لواءات حيزور؟
اجابها بغضب اهوج
# اه…لما يكتب فى العقد انك انسه و انتى مطلقه يبقى بيزور
حاولت التفاهم معه و لكنه تحول و اصبح صندوق مغلق على افكاره لن يسمح لاحد ان يغيرها او يحيدها عن مسارها الذى رسمه بنفسه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
استيقظت باكرا و بكاءها لا يزال يبلل وسادتها فهى تشعر بالحزن الشديد لفقدها اعز ما لديها بالحياه فقررت ان تتصرف و لتكن الحرب
ارتدت ملابسها فى عجاله و نزلت بعد ان تفحصت هاتفها باحثه عن امر ما حددته و اتجهت لمحل طباعه الصور و اخرجت صورته مع عروسه بفستانها الاسود و طلبت من العامل ان يطبعها لها
اخذتها و اتجهت للعنوان الذى وضعته على جهاز تحديد المواقع و قادت سيارتها بحذر حتى لا تتوه و اخيرا وصلت للمكان المنشود
وقفت امام المبنى الصغير و المكون من طابق واحد باحد الاحياء المتطرفه و اقتربت من ذلك الشاب الواقف امام الباب يعطى ارقاما للواقفين بادوار دخولهم
حدثته بصوت مهزوز قليلا لعدم ثقتها فيما تفعله
# بقولك لو سمحت
اجابها الشاب
# اؤمرينى
ابتسمت برقه و رددت تسأله
# انا مستعجله…مفيش تذكره مستعجل
اماء لها هاتفا بلباقه
# طبعا فى يا ست الكل و الاوبيج ( النقود) حيزيد الضعف
اماءت موافقه تهتف بلامبالاه
# مش مهم اللى حتطلبه حتاخده بس ادخل بسرعه
غمز لها بطرف غينه و هتف
# طيب اقفى هنا شويه و ادخلك بعد اللى جوا بس متنسيش حلاوتى
اخرجت بضع اوراق نقديه و دستها براحته هاتفه بامتنان
# متشكره اوى
استمعت لهمهمات الناس حولها منهم من تقول انها بفضل الله و بفضله قد حلت مشكلتها اخيرا هاتفه بامتنان
# الحمد لله..ربنا يخليه و يبارك فى عمره، من بعد لفى على الدكاتره عشر سنين عشان الحبل، هو من زياره واحده طلعت الشهر اللى بعدها حبله طوالى
ابتسمت الاخرى تجيب
# امال الناس عليه بالضرب ليه يا اختى؟….ما هى السمعه الطيبه هى اللى بتعمل اسم الواحد من دول
لتهتف اخرى
# ربنا يجعل الفرج على ايده يا رب لاحسن انا عندى حما ربنا يهدها حارقه دمى فى الطالعه و النازله
اقترب منها الشاب و انحنى يهمس لها
# بقولك ايه…تعالى ادخلك من الباب الورانى احسن لو دخلتى قدام النسوان دى حياكلونى
اماءت موافقه و تحركت معه و دلفت لتلك الحجره فوجدت ذلك الشيخ يجلس امام موقد من الفحم و رائحه البخور العطره تزين المكان فابتلعت لعابها و هى حقا لا تعلم ما ان اتخذت القرار الصائب ام لا؟ و لكن خرج الامر عن سيطرتها و سبق السيف العزل
جلست بتوتر فهتف الشيخ الدجال يسألها
# عارف جايه عشان ايه؟
نظرت له باهتمام فاعقب
# عايزه تفرقيهم عن بعض مش كده؟
اماءت بصمت فابتسم و ردد و هو يحرك راحته اماممها
# اطلعى بالمعلوم
اخرجت حفنه نقود هائله و وضعتها امامه على المنضده و عادت تجلس مكانها فامسكها و نظر لها بطرف عينه و هتف
# جايبه قطر و لا صوره؟
ابتلعت برهبه و خوف و هتفت
# صوره
مد ساعده ليلتقطها منها و نظر لها بتمعن و هتف
# المراد حيحصل من انهارده عدى اربعين يوم بالتمام و الكمال و حتلاقيهم سابو بعض
هتفت بلهفه راجيه
# بس ابوس ايدك اوعى تأذيه….خليه بس يبقى مش عايزها و لا عايز يكمل معاها
ابتسم بسمه عبثبه هاتفا
# متخافيش عليه…. الموضوع حيخلص من غير اذيه عشان مفيش قطر، كل اللى حيخصل عكوسات حتوقف الجوازه و بس
اماءت موافقه و وقفت من مكانها لتغادر حتى دلفت سيارتها و امسكت بالمقود بقوه محدثه نفسها
# يا ترى اللى عملته ده صح و لا غلط؟ ربنا يحفظك يا سيف و يبعد عنك اى شر و يبعدها عنك يا رب عشان هى متستحقكش
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هبطت من وسيله النقل التى استأجرتها بعده امتار بعيدا عن مقصدها قاصده ذلك حتى لا يعرف احد وجهتها
مشت الهوينه و هى تتلفح بتلك العباءه السوداء التى تغطيها من رأسها لاخمص قدميها و تغطى وجهها بوشاح اسود اللون
نظرت للورقه التى بيدها حتى تتأكد من موقعها طبقا للوصف الذى اخبرتها به فوجدت نفسها تقف امام مخزن مهجور بمنطقيه نائيه
اقتربت اكثر و تذكرت وصف لواحظ لها مردده
# اول ما توصلى المخزن حتلاقى صف طوب احمر متثبت جنب البوابه…. مفتاح المخزن جوه الطوبه الخامسه
عادت تنظر امامها فوجدت ذلك الطوب بالفعل فمدت يدها للطوبه المنشوده و اخرجت المفتاح فلمعت عين فتحيه بالطمع و فتحت باب المخزن و دلفت للداخل
اضاءت مفتاح الاضاءه لتجد الكثير من كاوتش السيارات و الاشوله و العديد من قطع الخرده فعادت تتذكر حديث لواحظ
# اول ما تدخلى حتلاقى كاوتش عربيات كتير، كله شبه بعض ما عدا واحده حتلاقيها متعلم عليها ببوهيه ببضا، افتحيها من جوه حتلاقى جواها المعلوم
فعلت ما اخبرتها به فوجدت رزم النقود مرصوصه بالداخل بكم هائل فلمعت عيناها بالدهشه و هتفت بطمع
# يا دين النبى….كل دى فلوس؟ هو انا حعرف اعدهم دول كلهم؟
بدءت باخذ الاموال و وضعها بداخل حقيبه بلاستيكيه سوداء و بعدها وضعتها داخل حزام عريض تربطه على وسطها و اتجهت خارجه من ابواب المخزن تتجه للطريق العام لتقل اول سياره اجره تجدها بطريقها و هى تردد لنفسها
# يا ترى حتطلبى منى ايه يا لواحظ قصاد الفلوس دى كلها؟
ثم هتفت بطموح
# انا حاخد الفلوس منها اعمل بيهم مشروع لولادى يعيشو منه و اترحم من بهدله الشغل و تطلب اللى تطلبه بقا محدش حيقول للفلوس لأ
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
خطا بهمه يحييه بالتحيه العسكريه هاتفا باحترام
# تحت امرك يا فندم
نظر له المأمور ببسمه ابويه حنونه هاتفا بخجل
# مبروك يا سيف… عقبال الليله الكبيره يا بنى
اماء مبتسما باقتضاب فاستطرد المأمور
# المهم مش عايزك تزعل منى انى اتكلمت من سياده اللوا، انا كان غرضى مصلحتك
اجابه بوجوم راسما على وجهه بسمه صفراء
# محصلش حاجه يا سياده المأمور، حضرتك تأمرنى بحاجه
اجابه بتلعثم
# هو..انت الا
صمت و عاد يكمل
# خف شويه على لواحظ يا سيف…انا عارف ان فى تار بينك و بينها بس….
قاطعه سيف بحده طفيفه محاولا كتم غيظه
# تار و بس…. ده مش تارى لوحدى يا سياده المأمور، ده تارة و تار الظباط و العساكر اللى ماتو و تار دارين اللى لحد انهارده لسه بتتعالج من اللى عملته فيها
قوس فمه زاما على شفتيه باعتراض هاتفا
# سيب القانون ياخد مجراه ، و اهى رجعت السجن و جوزها مات و عماد قام بالواجب مع المساجين اللى عملو العمله دى فى دارين….يبقى نتصرف بالعقل بدل ما….
انتفخت عروق رقبته و هو يصيح بغضب متناسيا انه بحضره رئيسه المباشر
# بدل ما ايه؟ لو شايف ان فى عقاب مناسب للى انا عامله معاها فإتفضل عاقبنى، بس ده مش حيخلينى ارجع عن اللى فى دماغى و ناوليها عليه
زفر المأمور باختناق و قله حيله هاتفا بمهادنه
# طيب خلاص اهدى بس، انا بس خايف حد يبلغ عن التجاوزات دى و لا بتوع حقوق الانسان ينطولنا هنا و ساعتها….
ضحك عاليا بسخريه فصمت المأمور عن استكمال حديثه فإندفع سيف يعقب عليه
# ما طول عمرنا بنعرف نصرف امورنا يا سياده المأمور…و لا هو لحد لواحظ المر و حقوق الانسان حتحط علينا
زفر انفاسه الغاضبه خارج صدره و اكمل
# لاخر مره بقول لحضرتك، لو شايفنى اتجاوزت فى حاجه اتفضل عاقبنى….بس حرجع اتجاوز تانى و تالت و رابع لانى مش ناوى اخلى اقامتها فى السجن هنا تعدى كده، لازم ادوقها المرار بسبب اللى عملته فيا و فى دارين
زفر المأمور بإحباط و استسلام محركا رأسه بايماءه طفيفه مشيرا له بالانصراف فحيتاه سيف التحيه العسكريه و خرج من مكتبه
••••••••••••••••••••••••••••••••
بكت حتى انتفخت عيناها من كثرته و لكنها ليس بيدها حيله و لن تجرؤ حتى على معارضه والدها فهو بالتأكيد لن يتهاون تلك المره عن قراره
جلست فدوى بجوارها تربت عليها بحنان امومى هاتفه
# كفايه عياط انتى مش ناقصه ، حرام عليكى يا دارين اللى بتعمليه فى نفسك و فيا ده …انتى يا بنتى مش شايفه وشك بقا عامل ازاى ؟ لازم تحرقى قلبى عليكى!
رفعت وجهها ناظره لها باستعطاف و حزن فاستطردت
# قلتلك أكلم اخوكى هو بيعرف يتفاهم مع ابوكى و يقنعه… رفضتى
اماءت تعقب
# عيزانى ادخل جمال زى المره اللى فاتت و فى الاخر الدنيا كلها تتدربك و بابا يقول إنه كان صح و أنه رضخ لاصرارنا مش كده ؟
زفرت فدوى بقله حيله مردده
# كل حاجه و ليها حل ….أهدى انتى بس و ربنا ان شاء الله حيحلها من عنده ، عشان سيف ابن حلال و شاريكى لولا العقربه أمه ام اربعه و اربعين دى كان ابوكى لا اتكلم و لا فتح بوقه
هزت راسها باستسلام و هتفت بحسره
# انا اللى عملت كده فى نفسى…وثقت فى انسان معندوش ضمير و حفضل ادفع التمن طول عمرى
قطع حديثهما صوت جرس الباب فاتجهت فدوى لتفتح فوجدت حارس العقار يقف امامها باحترام و ممسك بيده حقيبه ورقيه فسألته بحيره
# خير يا عم رجب !!
اجابها
# فى واحد ظابط تحت يا ام جمال و ادانى الشنطه دى اسلمها للست دارين
اقتربت دارين بلهفه تهتف
# ده سيف يا ماما
ارادت التباهى امام الحارس فرددت
# ايوه يا عم رجب دن خطيب بنتى
اماء الاخر باحترام و هى تعلم تماما انه لن ينتظر حتى يبتلع لعابه ليخبر جميع السكان بقلب العقار بل و العقارات المجاوره فتزيل تلك الوصمه التى وصِمت بها ابنتها بسبب قضيتها الملفقه
استلمت دارين الحقيبه و فتحتها لتجد بداخلها هاتف خلوى من احدث الاصدارات فاخرجته من علبته لتجده يصدح برنينه و اسمه مزين على شاشته ( حبيبى)
ابتسمت ملئ فمها من تسجيله لرقمه بنفسه و الادهى انه لم يسجله حتى باسمه و انما بصفته التى يريدها مناداته به
اجابت على الفور فجاءها صوته الرزين يهتف
# مولاتى
اطرقت راسها خجلا من غزله فاجابته
# عامل ايه؟
اجاب
# الحمد لله
صمت و اعقب بكلماته
# ما تطلعى البلكونه اشوفك
تنبهت لكلماته و هتفت بحيره
# انت لسه تحت! طيب ما طلعتش ليه؟
قوس حاجبيه و سألها
# هو استاذ هشام فوق؟
اجابت
# لا
ضحك بسخريه من تلك الطفله التى تصر على اصابته بالجنون من براءتها الزائده عن الحد فردد هاتفا
# و هو ينفع اطلع و راجل البيت مش موجود برده يا جمله الجميلات؟
تحرجت من شهامته و معرفه للاصول و الاعراف فاتجهت للشرفه تنظر له و هو يستند الى سيارته يرتدى زيه الميرى واضعا قبعته و نظارته الشمسيه فظهر شكله مهلك
هاتفها برقه فور ان رآى طيفها
# وحشتينى
ابتسمت و اجابته
# لحقت؟
تجهم وجهه و هتف بمعاتبه
# ايه الغلاسه دى يا مولاتى؟ بقولك وحشتينى
ردد كلماته بتأكيد على احرف الكلمه فابتسمت بخجل و اجابت
# و انت كمان، ليه اشتريت موبايل؟ انا كنت حشترى واحد لما انزل
رقق صوته مجيبا اياها بغزل
# و انا عندى اغلى منك عشان اجيبله و بعدين كل ما احب اكلمك حتصل على موبايل مامتك او باباكى…مينفعش طبعا، المهم يكون عجبك
شكرته ممتنه
# ميرسى يا سيف انت كلك ذوق و الله و تستاهل الخير
حدثها بحنين
# ما ربنا ادانى الخير اهو
حركت راسها باعتراض هاتفه بحزن
# لا….انت تستاهل احسن من كده
شعر بتغيرها قليلا فسألها باهتمام
# مالك يا ديدو؟ انتى لسه موضوع الدجال ده مضايقك؟
ضحكت بسخريه هاتفه
# لا خالص….و لا جه فى بالى من الاساس
تعجب من طريقتها فعاد يسأل باهتمام
# امال مالك؟ ليه مضايقه كده ؟
لم تعى تماما نفسها الا و عبراتها الساخنه تملئ مقلتيها مهدده بالانفجار فخرج صوتها مختنق بالبكاء
# خايفه….خايفه اوى يا سيف
زفر انفاسه بضيق من نبره صوتها الحزينه و هتف
# فى ايه بس؟
قصت عليه حوار والدها و رغبته باتمام اجراءاته لاثبات زيجتها المزعومه من اكرم و رغبته بالتوجه للقضاء بل و اصراره على الامر
خرج سيف عن طور هدوءه صارخا بحده
# انتى ابوكى مصر يجيبلى جلطه؟
شهقه خوف خرجت منها مردده بلهفه حقيقيه
# بعد الشر
صمتت و عادت تستعطفه
# بلاش تقول لبابا انى حكيت لك حاجه يا سيف، استنى لما هو يكلمك
هو الآن يعلم تماما اسباب القصور الموجود بشخصيتها فهى لا تستطيع التمييز بين الصواب و الخطأ، بين الجائز.و الغير جائز فشرح لها الامر من وجهه نظره البحته
# دارين….. اللى انتى بتقوليه غلط، مينفعش ابدا اعمل نفسى معرفش و لا من الطبيعى اسكت على اتفاق ابوكى عايز يغيره و لا انا من الرجاله اللى ممكن يقبل بالكلام ده
حدته و غضبه جعلها تتخوفه قليلا فحاولت تبرير موقف والدها
# مامتك السبب على فكره، لولا كلامها و تلميحها على جوازى……
صاح مقاطعا بصوت اجش غاضب يحذرها بنبره خشنه
# داريييين….. اوعى تكررى اللى قلتيه ده تانى، و لما ابقى معرفش اجيبلك حقك من اى حد يتجاوز معاكى ابقى ساعتها اتكلمى معايا، لكن غير كده محبش ابدا اسمعك تقولى مامتك عملت و مامتك قالت، مفهوم؟
ولجت لداخل المنزل تاركه اياه يقف بالشارع و رددت بصوت باكى
# مع السلامه يا سيف
قوس حاجبيه محدقا امامه بالفراغ و اغلق معها الهاتف مقررا ان يضع النقاط على الحروف حتى لا يقع بمشاكل مستقبلا
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
رجفات قلبه و هو يتم التحقيق معه جعلته يتلعثم اكثر من مره و هو يدلى باقواله فى مقر النيابه العامه بشأن افعاله المنافيه للقانون و تضمن اعترافه اسماء عده من كبرى الاسماء
لم يغفل عن طلب محامى آخر للدفاع عنه بعد ان اصبح خصما معه فى القضيه لتستره على الكثير من الاعمال الاجراميه بل و مشاركتهم اياها
انتهى التحقيق بتوجيه قضيته للقضاء لتعدد القضايا من ابتزاز و سرقه و تبييض اموال و تهريب و نهايه لتوجيه تهمه القتل الخطأ
علم سعد الدين بكل التفاصيل بصفته محامى المدعى بالحق المدنى الا و هى نيللى و ذهب بعدها لمنزل هشام مطرقا على بابه عده طرقات
فتح له هشام بنفسه الذى تفاجئ بحضوره فردد مرحبا
# اهلا و سهلا يا متر….اتفضل
دلف الاخر و تنحنح بصوت مسموع حتى تتخذ نساء المنزل حذرهن و جلس بالاريكه فاطرق هشام راسه بضيق فهو غير مستعد ماديا لدفع اتعابه الآن و لكنه ارجئ الامر كثيرا ظنا منه انه اتى اليوم لاستراد مستحقاته
هتف هشام بعد ان طال الصمت هاتفا
# انا عارف انى اتأخرت عليك فى باقى الاتعاب بس…..
قاطعه سعد الدين رافضا
# انا مش جاى عشان اتعاب….اتعابى وصلت و زياده
نظر له بدهشه و ظن ان سيف من دفع تلك الاموال فهتف برفض
# لا يا متر ارجوك…. انا مش مكن اقبل ان سيف يدفعلك ….
قاطعه ضاحكا و هز راسه باستنكار
# حيلك حيلك ….سيف باشا لا دفع و لا شوفته من ساعه الافراج
قوس حاجبيه بدهشه فاستطرد الاول
# نيللى هى اللى صممت تدفع و فى الاخر انا لا اخدت منها و لا من غيرها
لاحت شبه ابتسامه ساخره من تعابيره الغير مفهومه فاكمل
# ما هو مش معقول اخد اتعابى من خطيبتى !
صمت ليبتسم هشام بفرحه هاتفا بمباركه
# الف مبروك يا متر ….انت تستاهل كل خير و الله
اماء مبتسما و هتف بحيره
# المهم انت دخلتنى فى موال تانى غير اللى كنت جايلك عشانه
نظر له باهتمام و استمع له يهتف
# انا مضطر استدعى دارين للشهاده فى القضيه …. و محبتش ادخلها تانى فى الحوار ده من غير موافقتك
ابتلع باقى حديثه بجوفه عندما استمع لصوت سيف الآتى من خلفه مجيبا
# و موافقتى انا كمان يا متر و لا ايه ياعمى؟
نظر له هشام بدهشه فهتف سيف
# اظن انا جيت فى الميعاد اللى قلت لحضرتك عليه ؟
اماء مؤكدا
# ايوه يا بنى اتفضل ، انا بس مسمعتش صوت جرس الباب
جلس على الاريكه بعد ان حيا سعد الدين و اكمل حديثه باقرار
# انت عايز تدخل دارين فى موال ايه تانى يا متر ؟ مش كفايه عليها كده؟
حاول سعد الدين التحدث فحمحم هاتفا ببسمه
# هو اللى سمعته صح بقا ؟ فعلا اتخطبتو ؟
اماء سيف مؤيدا و اعقب
# عقبالك
ابتسم بحبور و هتف
# قريبا ان شاء الله
رفع سيف حاجبه و سأله بمكر
# لا بجد ؟ نيللى مهران مش كده ؟
اجابه بالموافقه و عاد يكمل طلبه
# انا محتاج دارين تشهد فى المحكمه عشان….
قاطعه سيف بحده طفيفه
# انا قلت دارين كده خلاص يا متر ، انت مسمعتنيش و لا ايه ؟
ابتلع لعابه بحرج فتدخل هشام
# يا بنى عشان القضيه …
عاد سيف لمقاطعته و زمجر بضيق
# انا متأكد انه حيعرف يتصرف من غيرها ، سعد الدين مبيغلبش
حرك بصره تجاه سعد الدين الذى يتصبب عرقا فسأله غامزا بعينه
# انت عايز تفهمنى ان دفاعك قايم على شهاده دارين ؟
اجابه بثقه
# لا طبعا ، ياما فى الجراب يا حاوى
غمز له سيف بصرف عينه مكررا كلماته بتأكيد
# و الحاوى يعرف يصرف نفسه من غير دارين
وافق مضطرا فبالنهايه اصبحت العلاقه بينهما ليست مجرد محامى و موكلته بل اصبح هناك تقارب و صداقه نشأت فى الازمات و اظهرت معادن الناس
فور ان استأذن سعد الدين جلس سيف بوجوم و وجهه يخرج براكين ثائره تتصاعد ادخنتها من انفه و اذنيه فلاحظ هشام تجهمه المبالغ فيه فنظر له بتدقيق و سأله باهتمام
# خير يا سيف ؟ قلقتنى لما اتصلت بيا فى الشغل !!
اخرج علبه سجائره و نظر له بحرج يسأله
# تسمحلى ادخن ؟
اجابه بالموافقه فاشعل سيجارته لينفس عن ثورانه الداخلى و ظل هشام مترقبا لحديثه حتى هتف بحده
# احنا اتفقنا ان موضوع دارين القديم يتقفل ، مش كده ؟
نفخ هشام بصوت مسموع و رفع حاجبه الايمن هاتفا
# انا مغيرتش كلامى معاك لكن الظروف هى اللى اتغيرت
ضغط على اسنانه حتى تكاد تسمع صوت اسطكاكها و زمجر بخشونه
# حتقول كلام امى هو السبب مش كده ؟
اجابه باستهزاء
# واضح ان دارين حكيالك كل حاجه !
اعتدل الاخير بجلسته و احكم قبصته على مسند الاريكه و هتف
# كنت عايزها تخبى عليا؟ بص يا عمى ، موضوع والدتى مش جديد عليكم و حضرتك عارف انها رافضه و عارف انا تعبت و حاربت قد ايه عشان انفذ طلبك انى اجيب اهلى معايا؟
اخرج دخان سيجارته من انفه بزفره قويه و اكمل
# حضرتك طلبت والدى و والدتى …و انا جبت خالى و عيلته و اختى و جوزها و ده عشان اثبت لحضرتك قد ايه انا جد و شارى بنتك
صاح هشام موضحا بحده
# انا مش حستنى لما الاقى سيره بنتى على كل لسان لما الحكايه تتعرف و …
قاطعه سيف بصوت اجش
# انا مش حسمح لحد يتكلم نص كلمه و اولهم امى ،و كل اللى حوالينا عارفين …لكن حضرتك عايز تعرف المجره كلها بقضيه و شوشره ملهاش اى لازمه غير انها تأثر على مركزى و شغلى و ابقى مضطر اوضح لكل الناس الحكايه
اصراره على قراره يبدو قاطعا فقط من نظرات عينه فدقق سيف النظر بملامحه التى تبدو ساكنه و هتف
# واضح انك واخد قرارك و مش حاطط فى اعتبارك الراجل اللى خاطب بنتك رايه ايه ؟
اجابه هشام
# انا ادرى بمصلحه بنتى
هدر سيف بصياح هادر حضرت فدوى و دارين على اثره
# ليه مُصر تأذينى بالشكل ده ؟ مش كفايه اللى انا فيه ؟
دلفت فدوى تحمل بيدها اكواب الشاى و وضعتها امامهما و هتفت بمهادنه
# اهدو كده و كل حاجه و ليها حل انا اتصلت بجمال و جاى فى الطريق
جلس سيف و استند بمرفقيه على فخذيه و اخذ يقضم شفتاه فسمع صوت انفاسها الحزينه فرفع وجهه ينظر لها تقف بجوار الباب
لاحظ احمرار حدقتيها و انفها فعلم انها ربما لم تكف عن البكاء منذ ان اغلق معها الهاتف او ربما من قبل ذلك فابتسم بحب هاتفا
# متخافيش …. حنتفاهم انا و باباكى
اماءت برقه فجاء صوته الغاضب
# حتتفق على ايه يا سيف ؟ انا بقولك حاخد حق بنتى بالقانون و هو عنده ميت قضيه يعنى …
قاطعه سيف
# عنده ميت قضيه من نصب لاحتيال لقتل و حضرتك عايز تربط اسم بنتك بيه ، لا و الاكتر من كده قضيه اثبات عقد الجواز ده حياخد وقت قد ايه ؟ محاكم و قضايا و يا عالم تخلص امتى ؟و بعدها ندخل فى موال طلاق بقا بعد ما تثبت الجواز ….كل ده و انا المفروض اعمل ايه ؟اقعد حاطط ايدى على خدى مستنى و لا اصلا خطوبتنا تمشى ازاى و انت عايز ترجعها فى عصمته؟
اجابه الاخر بسذاجه
# لا منا حثبت الجواز بفيديو الطلاق اللى انت مصوره و كده حتبقى اثبات طلاق و خلاص….
قاطعه صائحا باستكار
# يا نهار مش فايت …. هو حضرتك عايز تقدم مستند يودينى انا و زمايلى فى داهيه عشان تثبت الجواز ده ؟ هو انت بتفكر ازاى ؟ انت عارف ده ممكن يعمل ايه فينا و يدخلنا فى ايه ؟
صمت هشام يعيد تفكيره من جديد فاكمل سيف بحده غاضبه
# لا و لو كل ده عدى اقعد استنى بقا لما العده تتعاد من جديد و تخلص و انا قاعد بعد الايام عشان العده بتاعتها تخلص
اطرق هشام راسه لاسفل و اعاد رفعها بحيره و قد اتخذ قراره
# خلاص انا حسأل سعد الدين و اللى حيقول عليه حعمله
صمت و ظل واجما ينظر له بحيره ، فلماذا كل هذا الاصرار و هو اقر بموافقته على الزواج منها متماشيا مع ظروفها فوقف من مكانه واضعا يده بجيب بنطاله و سأله باخر انفاسه الهادئه كملاذه الاخير
# حضرتك مصر على قرارك ؟
اماء هشام فكرر سيف نفس الايماءه المتخاذله و هتف بتحذير
# طيب اخر كلام بالنسبه لى يا عمى ، انا مش موافق و مُصر على اتفاقنا و اللى نفذت كل حاجه تخصنى فيه و اللى مستنيه منك تنفذ اللى يخصك منه
حرك راسه باعتراض و ردد بترقب
# حاسس بنبرتك بتحذير و لو منفذتش حتعمل ايه ؟
حك ذقنه ليخفى توتره و اجابه بصوت متوتر
# حتضطرنى اعمل حاجات مش عايزها و لا حكون مبسوط منها
تحداه و وقف قبالته هاتفا
# ايه ؟ حتفسخ الخطوبه اللى لسه معموله امبارح ؟
مطرقا راسه بخزى اعقب
# للاسف لو الموضوع خرج من ايدك حتضطرنى اعمل كده
لمعت عين دارين التى تقف بجوار الباب تشاهد و تسمع ما يحدث و هى تبكى بغزاره فسمعت لصوت والدها يجيبه
# و انا بعفيك من اى ارتباط حصل يا سيف و معرفتنا ببعض كانت معرفه خير
لمعت عينه بالدهشه و وجده يناديها هاتفا
# تعالى يا دارين انا عارف انك واقفه بره
دلفت باكيه محنيه للرأس فتجهم وجه سيف من شكلها ليتفاجئ بوالدها يردد بصيغه آمره
# اقلعى الدبله و الخاتم و اديهومله
شهقات بكاءها لم تمنحها الفرصه للرد او الرفض فابتلعت بصعوبه لعابها المؤلم و هى تضع اناملها على الخاتم فى محاوله منها لخلعه من اصبعها فاقترب سيف على الفور و احكم قبضته على كفها بقوه هاتفا بصوت هامس رقيق
# اوعى تقلعيه من ايدك الا عشان يتنقل للايد التانيه …فاهمه ؟
رفع وجهها بسبابته و ابتسم لها غامزا بعينه و عاد ينظر لهشام بضيق و غل هاتفا من بين اسطكاك اسنانه
# ماشى يا عمى ….اعمل اللى انت شايفه
انطلق كالبركان ليغادر متحدثا بآخر كلماته لها
# حبقا اكلمك
حاولت فدوى ايقافه بتوسل و لكنه كان كالرصاصه التى انطلقت من مخزنها و خرجت لتصيب من امامها فحاول الخروج باسرع ما يمكن حتى لا يحتد اكثر من ذلك فتنتهى الامور بشكل غير لائق و لكن لم يغفل عن امساك هاتفه فور دخوله للمصعد ليرسل رساله مفداها
# بحبك …متخافيش ، كل حاجه حتتحل ( و ان بعد العسر يسرا )
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
يتبع الجزء الثانى غدا بامر الله٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
اولا الناس اللى اتكلمت فى موضوع الدجال و الاعمال انا موضحه انه حرام عشان محدش يفتكر انى بروج لحاجه غلط
ثانيا قصدت ابين ان المشاكل او العكوسات زى ما قلتو عليها بدءت قبل الزياره اللى اتعمل فيها العمل
عشان ااكد ان اى مشاكل حتحصل سببها الظروف مش شغل الدجل و الشعوذه
موضوع المواعيد و الناس اللى بتقول بقيت باخلف المواعيد
انا غيرت مواعيد النشر لكن ما اخلفتش و خليتها الثلاث و الخميس الساعه 12 م بتوقيت القاهره
الفصل ده مش كامل و التكمله بكره الاربع الساعه 12 مساءا و ده بسبب ان الموب بتاعى باظ و اشتريت واحد جديد فاضطريت اكتب البارت من جديد
قراءه ممتعه

الفصل السابع عشر
Part2
#سجينتى_الحسناء
التوى فمه بالضيق و خرج من المصعد منطلقا بشراسه فاصتدم بجمال الذى لمحه بتلك الملامح الواجمه و المبعثره فامسكه من كتفه هاتفا بقلق
# الله ….ايه الحكايه ؟ ده ماما كلمتنى و قالت تعالى بسرعه و فى مشكله ، بس متخيلتش انها معاك انت
رمقه بنظرات ناريه و ردد و هو يتوجه لخارج العقار قاصدا المغادره
# معلش يا جمال …نبقى نتكلم فى وقت تانى ، انا مش شايف قدامى و مش عايز اطلعهم عليك
ابتسم جمال بموده هاتفا
# يا سيدى و ماله اما تطلعهم عليا ، منا اخوك و لا عندك رأى تانى ؟
صاح سيف بغضب
# شوف باباك عايز يعمل ايه؟ ده كأنه مصر يجبلى سكته قلبيه يا جمال
انحنى بالقرب من اذنه فور ان وجد حارس العقار يتابعهما بتدقيق هاتفا بتودد
# طيب تعالى نطلع بس ميصحش الكلام على السلالم
رفض بحركه عصبيه من رأسه مؤكدا
# انا مش طالع تانى بعد اللى حصل ، و اللى ليا عندكم حعرف ازاى آخدها و بالاصول برده
اتسعت ابتسامه جمال و هو يسأله ممازحا
# اللى ليك عندنا دى اختى ؟
ضحك رغما عنه عندما تدارك حديثه فربت جمال بود زائد و عرض عليه
# طيب تعالى نقعد على القهوه شويه و لما نتكلم سوا نبقا نطلع و نحل الامور بينكم
زفر باختناق و توجه معه لاقرب مقهى و جلسا فصفق بيده هاتفا بنبره عاليه
# هاتلنا اتنين قهوه يا حمو
اجابه الفتى
# اوامرك يا سى جمال
ارتشفا القهوه فاقترب جمال منه هاتفا بصوت اقرب للهمس
# قولى بقا ايه الحكايه ؟
ضم شفتيه و بللهما بطرف لسانه و ارتشف بضع قطرات من المياه حتى ينظف حلقه و اجاب
# والدك عايز يثبت الجواز مع انى اتفاهمت معاه من قبل ما اتقدم لها
اماء متفهما فهتف يحثه على المواصله
# واضح انك معرفتش تخليه يغير رأيه ؟
اماء بوجوم
# و مش عارف اخرتها ايه ؟ و كأنى ناقص مشاكل فوق اللى عندى ، انت متخيل انى مضطر اتحمل ان فى راجل تانى دخل حياتها قبلى يا جمال و انت راجل و اكيد فاهمنى
اماء مقوسا شفتاه متفهما لموقفه فاستطرد الاول
# و مش كده و بس ، مضطر اتعامل مع فكره ان فى راجل لمسها قبل منى
احتدت انفاسه و كأنه يعافر كى ينهى حديثه
# و مضطر اقف لاهلى اللى شايفين ان السكينه سرقانى و مش شايف التفاوت اللى بينا
ضرب على المنضده امامه هاتفا بحده
# و مضطر استنى عدتها تخلص عشان احترم الشرع اللى الحيوان ده محترمهوش
حاول تهدءه ثورة غضبه فهتف بهدوء وثير
# اهدى و كل حاجه ليها حل و انا عارف بابا و بعرف اتفاهم معاه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فتحت المزلاج الحديدى و دلفت تنظر لتلك الجاثيه على الارضيه الاسمنتيه المبتله و غمزت بطرف عينها هامسه
# كله تمام يا معلمه
هتفت بصوت يبث ثقه و غرور
# عدتيهم ؟
اماءت معقبه
# خليت الواد ابنى يعدهم انا توهت فى الرزم دى كلها
سألتها و كأنها لا تعلم الاجابه مسبقا
# و طلعو كام يا فتحيه ؟
اجابتها ببسمه فرحه
# متين و خمسين لحلوح يا ستنا
عادت تردد بمكر
# و كده يبقى فاضلك كام على الاتنين مليون ؟
ابتلعت لعابها بنهم مجيبه
# مليون و سبعميه و خمسين الف
حركت راسها رافضه
# لا يا توحه لسه ليكى تسعميت الف
قوست حاحبيها بتعجب منتظره تفسير فاطنبت
# حتاخدى من الفلوس اللى معاكى ميه و خمسين الف تبعتيهم للرجاله اللى حتساعدك عشان تنفذى المطلوب منك
انحنت تقترب من وجهها تسألها باهتمام
# مش حتقوليلى بقا عايزه منى ايه يا معلمه ؟
رفعت راسها تنظر لها بغل و خبث و قالت
# اصبرى يا فتحيه …. الصبر جميل
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
ناحت و بكت حتى تورمت عيناها تستند براسها على فخذ والدتها و الاخرى تمسح بكفها بنعومه على شعرها المجعد مردده بمواساه
# كل شر وراه خير يا دارين
اجابتها بنواح
# هو فين الخير ده يا ماما ؟ انا من ساعه ما اتجوزت البنى ادم ده و مشفتش خير
دخل والدها الغرفه و جلس على طرف الفراش فاعتدلت بجلستها فتنحنح بحزن هاتفا
# انا بحاول اعززك يا بنتى … عشان متوطيش راسك قدام حد ، و انتى شوفتى مامته اتصرفت ازاى فى المستشفى و هنا كمان من غير ما تعمل اعتبار لحد و لا انها ضيفه فى بيتنا
ارتجفت من حديثه و مسحت عبراتها بظهر يدها و اجابته بحزن
# سيف مش زى اكرم يا بابا …و حضرتك ضغطت عليه جامد و هو ميستحقش كده
حاول شرح الامر لها فهتف بتفسير
# ما التانى كان باين لنا انه ابن ناس ، و طلع ابن (***) ….
اطلق سبه نابيه يستحقها ذلك المحتال فقاطعته فدوى بضيق
# بس مفيش مقارنه بينه و بين سيف يا هشام ، الولد جاب اهله و كل حاجه فى النور و حيجيب شبكه و شقه جديده ، عايز ايه تانى اكتر من كده بس؟
نظر لها بنظرات حاده و اجابها بتقوس فمه
# ما هو ده اللى مفروض يحصل و اللى كان حيحصل فى جوازتها الاولى لولا ضغطكم عليا ، انا المره دى مُصر على رأى و محدش حيخلينى ارجع فيه ابدا
قطع حديثه رنين جرس الباب فابتسمت فدوى تردد بحب
# ده اكيد جمال
اتجهت لتفتح ففوجئت بوجود سيف برفقه وليدها فرحبت به بحراره هاتفه
# اهلا يا بنى …ادخل
ثم همست له بحنان
# متزعلش من عمك … هو بس مقهور من اللى حصل و نفسه يصلحه ، بس ما باليد حيله
اماء لها باحترام و ردد معقبا
# ربنا ما يجيب زعل
دلفا لغرفه الصالون و اتجهت فدوى تخبر زوجها بحضوره برفقه جمال فاتجه على الفور ليتقابل معه
ساد الصمت لحظات فتحدث جمال ملطفا الاجواء بمرح
# ما توحدو الله يا جماعه
رددا
# و نعم بالله
استهل جمال الحديث بهدوء حذر و هو يشير بيده امامهما
# احنا كلنا كده فى مركب واحده و اللى يمس اختى حيمس سيف يا بابا لانها بقت عرضه و تخصه ،و نفس الكلام ينطبق عليه اللى يمسه هو فى شغله او سمعته حيمسناو يمس دارين اولنا
اردف جمال قائلا بصوت جاد
# فكره انك تثبت الجواز حتمس كل الاطراف يا بابا ، حتمس دارين فى سمعتها و حتمس سيف فى شغله و مركزه و بكده مش حنأذى نفسنا بس
ابتلع لعابا ليس موجود بحلقه من الاساس و هو يكمل بقهر
# انا مكنتش حابب ان اول بختها يبقى الانسان ده ، بس دى اراده ربنا و لما ربنا يبعت لها العوض و يبقا محترم و ابن ناس فلازم نحافظ عليه مش نضغط عليه يا بابا
حاول هشام صد الاتهام عنه مدافعا عن نفسه
# يا بنى انا مش قصدى لا اجى عليه و لا اضغطه ، انا عايز بنتى تدخل عيلته و هى رافعه راسها و محدش يلقح عليها بالكلام
اندفع سيف بالعديد من الكلمات يؤكد لنفسه ربما قبل ان يؤكد لغيره
# انا كفيل اسكت اى حد يحاول يجيب سيرتها او حتى يلّمح لحاجه و اولهم امى يا استاذ هشام
جلس هشام مطرقا راسه بتفكير و عقله ممتلئ بالتكهنات الجيده منها و السيئه و لكنها يرى امامه نموذج الرجل الذى امامه يبدو له من الوهله الاولى انه محل ثقه
شعر انه ربما اساء التصرف معه و زاد شعوره بالذنب بعد ان رأى حال ابنته التى لا تزال فى طور الشفاء ، و لم يخرجه من شروده سوى صوت سيف المتسائل
# ها يا عمى ؟ قلت ايه ؟
اذدرد لعابه متمتما بصوت حزين
# ماشى يا سيف …. لو انت شايف انك حتقدر تحافظ عليها و على كرامتها ….
قاطعه سيف و نظر له بنظرات مبهمه هاتفا بشراسه
# دى حتبقا مراتى يعنى عرضى زى ما قال جمال و اللى يمسها بكلمه مش حسمى عليه مهما كان مين !
اماء هشام بالموافقه هاتفا
# خلاص يا سيف …اللى انت شايفه صح اعمله ، انا مديك حته منى يا بنى و اتعذبت كتير و عايزها ترتاح بقا
ابتسم له بحبور و هتف
# متخافش يا عمى و الله دارين دى عنيا و ححطها فى عنيا و بكره الايام تثبتلك
صمت قليلا ثم عاد يتحدث بجديه
# انا عايز اكتب الكتاب بعد عدتها ما تخلص بيوم
تعجب جمال و هشام سواسيه فردد الاخير
# و الشبكه و الشقه ؟
امال راسه للجانب مجيبا بتأكيد
# كله حيتعمل …الشبكه حشتريها و البسها فى كتب الكتاب و حعمله فى دار مناسبات اللى تبع الشرطه ، و الشقه حننزل نختارها سوا بس بعد كتب الكتاب ان شاء الله
وافق بترحيب لفكرته و اهتمامه بتفاصيل الاشهار فسأل جمال بحيره
# و هى العده حتخلص امتى ؟
حاول هشام ان يجيبه فسبقه سيف هاتفا بلهفه
# فاضل واحد و عشرين يوم
ضحكا من تلهفه فشعر بالخجل فحاول تغيير الموضوع متسائلا
# فين دارين طيب نطمنها ان المشكله اتحلت احسن كانت منهاره
اجابه هشام
# حخلى مامتها تناديها
جلسوا بترقب منتظرين الطعام بعد ان اصرت فدوى بقائهما لتناولهم العشاء برفقتهم فاتجه جمال يجلس بجوار والده و انحنى باتجاه اذنه مرددا
# ما تيجى ندخل جوه شويه عايزك فى موضوع
اتاح المجال بالطبع لذلك الجالس بنيران عشقه المتقده منتظرا ان يختلى بها و لو دقائق حتى يطمأنها بانه لم و لن يتخلى عنها و انه السند و العوض الذى سيحارب من اجلها
اقترب من مقعدها و امسك راحتها و هتف بصوت حانى
# ديييدوو
رفعت وجهها المتعب و الذى ظهر عليه اثر البكاء جليا فمد انامله يمسح وجهها بابهامه و ردد بطمأنه
# مولاتى بتعيط ليه بس ؟ بطلى عياط عشان خاطرى…انتى متخياه انى كنت ممكن اسيبك او اخلى حد يفرق بينا ؟
ابتسمت بعذوبه هاتفه بصوت مختنق بالبكاء
# بجد يا سيف ….بجد مش حتسيبنى و لا تتخلى عنى ابدا
سحبها داخل احضانه بقوه دافنا راسها بصدره لتستمع لدقات قلبه النابضه بعشقها و امال فمه تجاه اذنها مرددا بتأكيد
# سامعه دقات قلبى دى ؟ بيدق عشانك انتى و بس
انتشت من غزله فحاولت الابتعاد عن صدره و لكنه احكم قبضته عليها فدفعته برقه هاتفه بحرج
# سيف و بعدين حد يدخل علينا كده ميصحش
هل استمع لها ؟ هل كان منصت لما تقوله ام سحرته شفتاها المصبوغتان بحمره اظهرت جنونه و اثملته بخمرها فلم يهمهلها الفرصه ليسحبها مقربا وجهها منه ملتهما شفتاها بقبله عميقه دافئه بث لها مشاعره و خوفه من فقدانها
دفعته براحتيها بقوه و نظرت له و هى تلهث من فرط ما شعرت به فنظر لشفتاها التى ازدادت حمره من اثر قبلته فابتسم برضا و اعاد فعلته بتقبيلها قبله اخرى اشد و اعمق بادلته اياها تلك المره فاخرجته من تماسكه الزائف لتصبح قبله جامحه لم يفصلهما سوى دخول جمال المفاجئ و رؤيتهما بذلك الوضع الحرج فتجهم وجه و نظر لاخته و ردد بحده
# دااارييين
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
حينما يريد الله سوف يهيئ الظروف، و سوف يخلق الاسباب و المسببات ، و سوف يمكن لمن يريد ما يريد
الدكتور مصطفى محمود
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
انتفضت دارين على اثر صوت اخيها المنادى لها و ارتبك معه سيف فهو لم يرد مطلقا وضعها او وضع نفسه بهذا الموقف المخزى و لكن سلطان العشق قد خط بقلمه على صفحه قلبه المتيم بعشقها
وقف على الفور داعما اياها حتى لا يُسمعها اخيها ما قد يؤذى مشاعرها و لكن جمال اكتفى بالتحديق لها بخزى و هتف بصوت اجش
# روحى يا دارين ساعدى ماما فى المطبخ
هرعت من امامه حرجا و خزيا و رعبا ايضا من رده فعله ، اما سيف فاذدرد لعابه بتوتر جلى و هتف بثلعثم
# جمال ..اناااا….
قاطعه جمال بحده
# اقعد يا سيف
رمقه بنظرات حاده قويه فشعر الاخر و كأنه قد انسكب عليه دلو من الماء البارد فاطرق راسه بخزى حتى استمع له يردد بضيق
# لو بابا اللى دخل و شافكم كده كان الوضع حيبقى حاجه تانيه
رفع وجهه ينظر له بصمت و قوس فمه و اجابه
# انا مكنش قصدى حاجه وحشه بس …
صمت ليكمل عنه جمال
# انا فاهم كويس انك بقالك فتره كبيره من غير زوجه و …..
جحظت عينه من تفسيره المخجل فقاطعه بتأكيد
# لا يا جمال متدخلش الموضوع فى السكه دى … انا بحب اختك ، يعنى الموضوع مش شهوه زى ما انت بتلمح
اماء بتفهم و ردد يضيق
# و هو اللى يحب واحده يحطها فى الموقف ده ؟
اطرق راسه بخجل و ضغط على شفته و هتف بأسف
# اسف يا جمال و مش حتتكرر تانى
اكد عليه الاخر بصوت حاد
# و لا حتى بعد كتب الكتاب …لما تبقى فى بيتك ابقا اعمل اللى انت عاوزه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
اتجه لمنزل والديه بعد ان تناول العشاء برفقه نسباءه و لم تتمالك منار نفسها عندما استمعت لوليدها يخبرهما بموعد عقد القران فصرخت برفض صريح
# انت بتقول ايه ؟ كتب كتاب ايه اللى اخر الشهر ده ؟ يعنى كمان خمسه و عشرين يوم ؟
اماء لها و السعاده ارتسمت على وجهه فضاقت بها الدنيا صارخه بحزن
# ليه السربعه دى ؟ ده لسه الخطوبه امبارح لحقو يكلفتوك و يسربعوك كده امتى ؟
حرك راسه معترضا على حوارها باستسلام و عاد ينظر لها بعد ان ازداد صراخها الحاد
# و دار مناسبات ايه اللى عايز تحجزها دى ؟ مش كفايه فضايح ….انت عايز الدنيا كلها تعرف بجوازه الندامه دى ؟
رمقها طلعت بنظرات محذره فور ان رأى تجهم وجه نجله البكرى فهدر يوبخها
# ما تلمى الدور شويه يا منار ….انتى ايه حكايتك عماله تهيبرى زياده و زياده كده ليه ؟ خلاص الولد اخد قراره و …..
قاطعته بصوت هادر
# قرار ايه ؟ قرار ايه ده اللى رايح يحجز لها دار مناسبات تبع شغله ، دى واحده كسر …مطلقه و لا انت فاهم بلاش الواحد يتكلم
انتفض سيف رافعا حاحبه بتقوس مخيف مزمجرا بشده
# لا اتكلمى …عايزه تقولى ايه اكتر من كده ؟
احتدت تعابيرها بغضب و هتفت
# ايوه يعنى مش البنوته البسكويته اللى يتعمل لها كل ده و كان اخرها تلبس الدبله و انتو واقفين عند بتاع الدهب و خلصت ، لكن انت عاملها بنت بنوت و عروسه بحق و رايح تعمل خطوبه و تشترى شبكه و شقه و تكتب كتاب فى دار المناسبات بتاعه الشرطه و لسه ناوى على فرح فى الدخله ، اللى يشوف كده يقول ياما هنا ياما هناك
ابتسم لها كابتا حنقه و غضبه و سألها باطناب
# و ايه كمان يا ست الكل ؟
نظراتها الصارخه بالغل و الكره تلمست وجدانه و هى تهتف
# لاااا ….لسه كتير اوى بس ده لو انت عايز تسمع لكن انت سادد ودانك عن كل حاجه كأنها سحرالك
ابتسم مهموما من طريقتها الفظه مجيبا اياها بتلاعب لفظى
# احلى سحر و اجمل عمل اتعملى فى حياتى يا امى
احنت راسها بدهشه هاتفه بتعجب
# للدرجه دى ؟ يا بنى انت تستحق احسن من كده ، ليه مقلل من نفسك و مكانتك بالشكل ده ؟ ده انت الف بنت تتمناك و بنات بنوت ….بسكوته كده تبقى طريه على سريرك
اجابها و لا زالت تلك البسمه الكريهه التى يتصنعها مرسومه على وجهه
# من ناحيه طريه ….فهى طريه اوى يا ماما
شوحت بيدها بحركه عصبيه منها هاتفه
# ده انت دوقت بقا ….. و انا اقول ملهوف على ايه ؟
تنفس اكبر قدر من الهواء و سحبه بشهيق عميق لداخله و زفره ببطئ محاولا تمالك اعصابه حتى لا يفقدها على من حملته و ربته و ردد بهدوء حذر لم يخلو من الاستفزاز المبطن
# دوقت من زمان يا ماما ، ما انتى قفشتينا سوا و هى لابسه البرنص بتاعى
قوست فمها بشكل سوقى و اطلقت سبه هاتفه
# انت ب **** يا سيف ؟ معقول المستوى انحدر بيك للدرجه دى ؟
اماء لها معقبا
# عيزانى ارد على كلامك بايه ؟ ادافع عن نفسى و عنها ؟
نظر لابيه الصامت و الذى يتابع ذلك الحوار بصمت مريب فسأله سيف بحيره
# هو حضرتك ساكت ليه يا بابا؟
اجاب بصوت رزين و هادئ
# اصل شغل الحريم ده انا مليش فيه
حاولت الاعتراض على سخريته و لكن سيف تحدث قبلها
# و انا يعنى اللى ليا فيه ؟ ما تفهمها و تعرفها انت مربينى ازاى ؟
اجابه ساخرا
# و هى متعرفش ؟ ده انت ابنها
اعقب على كلماته بضيق
# يمكن نسيت ؟ نسيت ابنها المصلى و اللى حافظ كتاب ربنا ، اللى معملش الغلط و هو مراهق فمش حيجى يعمله و هو شحط
جلست تبكى فاقترب منها و انحنى على ركبتيه امامها هاتفا بتوضيح
# انا عايز اتجوز ….لاسباب كتيره اوى يا امى ، بس اولها و اهمها انى بحب دارين و غير كده عايز يبقا ليا اسره بدل الوحده اللى انا فيها دى
اسند كفه على فخذها و لا يزال ينحنى امامها مكملا
# صحابى ولادهم فى المدارس ، و انا زى ما انتى شايفه
هتفت بصوت باكى
# كان نفسى تختار واحده تليق بيك ….
قاطعها و هو يمسح براحته على وجنتها
# بحححببببها
رددها و هو يؤكد على حروف تلك الكلمه و نظر بمقلتيها الباكيتين و استجدى حنانها الامومى مرددا
# منفسكيش تبقى جده ؟ و عيالى يجرو حواليكى ! منفسكيش تشوفينى سعيد و بضحك
نكست راسها تفكر فى الامر و لكنها بينها و بين نفسها لم تحبذ فكره زواجه منها مطلقا مردده فى عقلها
# نفسى فى احفاد بس مش منها ، و نفسى اشوفك سعيد بس مع غيرها
لم تتحدث و ظل عقلها يتنبأ بالاحداث فماذا سيحدث ان عارضت؟ سيزيده اصرارا فهى تعلم وليدها و رأسه اليابس مثل والده تماما فاختارت ان تتصنع الموافقه او على الاقل حتى تجد المخرج المناسب لتفريقهما فهتفت بفرحه مصطنعه
# خلاص يا سيف …طالما حتكون سعيد و مبسوط خلاص على بركه الله ، بس عرفها انها لو زعلتك فى يوم حزعلها و انا زعلى وحش
ربت على كتفها يهتف بمزاح
# اهدى يا وحش …البت مش قدك يا سياده المستشار
••••••••••••••••••••••••••••••••
دلف غرفتها و جلس بجوارها على طرف الفراش فاعتدلت بجلستها و نظرت له و هى منكسه رأسها بخزى فمد ساعده و اسند ذقنها بطرف سبابته و رفع وجهها ناحيته و نظر اليها بحب مرددا
# عامله ايه دلوقتى ؟
اماءت بصمت و هى تقضم اظافرها من فرط التوتر فحاول جمال اخراجها من توترها فردد بهدوء
# متخافيش انا مش ناوى ازعلك
حاولت رسم بسمه مزيفه على وجهها و لكنها فشلت لتحل محلها ملامح الحزن و الانكسار فردد باستنكار
# اللى حصل ده غلط بكل المقاييس و انا مش عايز ازعلك بس لازم تفهمى ان وضعك ممكن يخلى سيف يفكر فيكى تفكير مش كويس لو شاف منك تساهل ، انا عارف انه بيحبك لكن الراجل مننا غصب عنه ممكن يفكر بالشكل ده و محدش حيقدر يلومه ساعتها
نزلت عبراتها على وجنتيها بغزاره فربت على ظهرها بحنين و هتف بحب
# انا عارف انه شهم و راجل بجد …. بس بلاش اللى حصل ده يتكرر تانى عشانك انتى و عشان تقدرى ترفعى عينك فيه و فى اى حد عارف وضعك و بيلقح عليكى بالكلام
بالطبع كان يقصد والدة سيف التى لم تكف عن اطلاق شرارات الغضب بداخله بسبب تلميحاتها الوقحه التى أعقبت رفضها الصريح فابتلعت غصه بكاءها و اجابت بصوت متحشرج
# حاضر يا جمال و اسفه جدا و الله
لم يستطع التفريط بها اكثر و هو يراها منهاره امامه بذلك الشكل فابتسم بمرح و انحنى لاذنها يهتف بمداعبه
# بس قوليلى ….دى اول مره و لا عملها قبل كده ؟
نظرت له بارتباك فرفع حاجبه بالدهشه غير متوقعا ان يكن قد تجرأ الى هذا الحد معها صبيحه خطبتهما فمتى اذا كررها ليهتف متصنعا المرح
# ده واضح انه مش سهل ابدا ، و انا اللى كنت فاكره مؤدب
ضحك ساخرا حتى يجعلها تبتسم و لو قليلا و سألها بصوت هادئ
# اموت و اعرف كررها تانى امتى و فين ؟
عادت لتبتلع لعابها و هى تبلل طرفى شفتاها بلسانها محاوله استجماع شجاعه و ربما جرأه لتجيب اخاها الاكبر على استحياء
# فى المستشفى ….بس و الله يا جمال حصلت على سهوه و انا كنت تعبانه و فعلا مكنتش عامله حسابى انه حيعمل كده
اقتضب وجهه و تنفس بغضب محاولا اخفاء مشاعر الضيق التى اعترت صدره و اماء براسه معقبا
# ماشى يا دارين … المهم عندى انه ميتكررش تانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تستطع ايجاد المكان الذى وصفته لها الا بعد ان سألت اكثر من شخص حتى وصلت لذلك الحى الشعبى المتواضع و صعدت العقار المنشود و طرقت على بابه ففتح لها رجل ضخم الجثه و طويل القامه و جسده ممتلئ بالعضلات بشكل مخيف
اذدردت لعابها بخوف و هتفت بصوت متقطع
# مش…د .دد.دى شقه ..عطوه المر ؟
لمعت عينه بشرر و احتدت ملامحه و هو يسألها
# انتى مين يا وليه ؟
ابتلعت مره اخرى بوجل و هتفت بتلعثم
# م..مرسال
تنحى جانبا و اشار بيده للدخول فدخلت و هى تلعن حظها الذى اوقعها بذلك الموقف و لم تنتبه لما يدور حولها الا عندما استمعت لصوت غلق الباب بصوت هادر فانتقض جسدها فزعا و التفتت تنظر للوراء فوجدته يقف خلفها يردد بصوت غليظ
# فى ايه ؟هو انا حاكلك ؟
جلست على الاريكه و اخرجت من حقيبتها مظروف ورقى و وضعته امامه فنظر لها بفضول رافعا حاجبه منتظرا منها ان تعطيه تفسيرا لما يحدث فهتفت موضحه
# المعلمه لواحظ هى اللى باعتانى
قوس شفته بكره و ردد بغضب
# عايزه ايه منى وش النحس دى ؟ مش كفايه اخويا اللى راح بسبب غباوتها
اماءت بحذر مردده
# ما هى بعتالك دول و بتقولك حتاخد قدهم اربع مرات بس تاخد بتار المعلم
انتفض فزعا صارخا بحده
# يا نهار ابوها اسود ….هى مكفهاش ضعيت كبيرنا ، جايه عايزه تخلص منى انا كمان ، عيزانى اخد بتارى من الحكومه
اماءت بلا على الفور موضحه
# لا …من السبب فى موته
استرعت انتباهه فجلس امامها و امسك بالمظروف و سألها بغلظه
# كام دول ؟
اجابته بتلقائيه
# ميه و خمسين الف يا اخويا
ضحك ساخرا و هتف
# و حتدينى قدهم اربع مرات حته واحده !
ليكمل و نوبه من الضحك قد اجتاحته
# و جايه على نفسها اوى كده ليه ؟ ده اخويا كان مِكنز ملايين و نايم على خميره حلوه، و انا المفروض ليا فيها النص بشرع ربنا
تهكمت بداخلها لتحدثه عن الشرع ، و هل يعلم امثاله شيئا عن الشرع و لكنها ارتدت قناع الصمود امامه حتى لا تقع فريسه له و لامثاله من معتادى الاجرام فهتفت تشرح له خطه لواحظ المحكمه للنيل ممن تسبب بقتل زوجها و اعاد الزج بها فى الحبس مؤكده
# المعلمه حتديلك كل اللى حتطلبه منها بس تنفذ بالحرف الواحد
اماء موافقا
# و ماله و اهو كله من خير اخويا
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل الثامن عشر
من كان يصدق ان تمر الايام سريعا على الجميع الا عليه هو الذى ظل يذهب لعمله صباحا بعد ان يهاتفها فور انتهاءه من صلاه الفجر و حتى وصوله لابواب عمله بسجن النساء ، ثم يعود و يهاتفها بعد ان ينهى دوامه و يقود سيارته متجها لسمسار العقارات و يظل يرسل لها صور للشقق التى يشاهدها حتى تعطيه قرارها باحداها
وقف ينتصف تلك المساحه الشاسعه بداخل المنزل الذى يراه و هاتفها بمكالمه مرئيه و سألها باهتمام
# انا شايفها مناسبه و الشمس بتدخل لها و واسعه ، انتى ايه رايك ؟
ابتسمت و هو يلتف بهاتفه ليريها اركان المكان هنا و هناك فهتفت بسعاده
# تحفه ..بجد تحفه يا سيف ، و كل الشقق اللى فاتت كانو تحفه بس فعلا دى احلاهم
ابتسم لها بحب و غمز بطرف عينه يردد بوقاحه
# اوريكى اوضه النوم ؟
على الفور تحول وجهها لحمره الخجل و اطرقت راسها لاسفل فاستمعت له يهتف بغزل
# اوعى تدارى وشك عنى يا مولاتى احسن قلبى يقف
همست بخجل
# سيف …بطل تكسفنى
ابتسم و هو يشاكسها هاتفا
# بس بشرط ، تقوليلى الكلمه السحريه
تنهدت ببسمه عبثيه هى تعلم تماما ما يريد و لكنها تلاعبت بالكلمات هاتفه
# افندم يا سيفو ؟
رفع حاجبه لاعلى و ردد بصوت اجش
# انتى غاويه تتعبينى بقا ؟
خرجت ضحكاتها العفويه من فمها الرقيق و هتفت
# نعم يا حبيبى
تزين وجهه بنفس البسمه الشارده التى ترتسم على وجهه فور سماع كلمتها التى تلقى بسهام الغرام داخل قلبه الملتاع بعشقها فلم ينتبه لسمسار العقارات الذى يتابعه بصمت و هو يتغزل بمعشوقته هياما بها فتنحنح الاخير بحرج هاتفا
# باشا …ها ؟ نقول على بركه الله ؟
اماء موافقا و البسمه تزين ثغره هاتفا بسعاده
# تمام خلينا نمضى العقد
•••••••••••••••••••••••••••••
استيقظت باكرا على صوت آذان الفجر كعادتها المكتسبه منذ دخولها السجن و ايضا اعتادت منذ خطبتها ان يهاتفها فور انتهاءه من تأديه صلاته فانتهزت الفرصه لتغتسل و خرجت تلف منشفه طويله تغطى معظم جسدها
وقفت امام المرآه تجفف شعرها الغجرى و بدءت بارتداء ملابسها بعد ان ازالت اللاصقه المضاده للمياه و التى تضعها على مكان طعنات الغدر التى شوهت جسدها
لم يفت عليها ان تنظر لتلك الندبات و تتحسسها باناملها و هى تشعر بالحزن و الاسى على حالها
صدح رنين الهاتف بمكالمه مرئيه فآثرت الغاء الكاميرا لعدم ارتداءها شيئ سوى ملابسها التحتيه فتعجب الاخر هاتفا
# قافله الكاميرا ليه ؟ عايز اشوفك
حاولت اخفاء حزنها و هتفت بصوت هامس
# لسه واخده شاور حلبس و افتح الكاميرا على طول
عض على شفته باثاره و غمز لها بطرف عينه فهو يعلم انها تراه و ردد بمشاكسه وقحه
# لااا …ده انا لازم احط هكر على الموبايل عشان اعرف اتفرج براحتى
خجلت على الفور و صرخت بتضرع
# عشااان خاطررى بطل تكسفنى يا سيف ، انت ايه اللى جرالك مكنتش كده
اجابها و بسمته تتسع لاذنيه
# لا اتعودى بقا عشان انا كده و سيف معاون المأمور ده واحد تانى خالص و بيكون موجود من 6 صباحا ل 5 المغرب و بس
نظرت فى ساعه هاتفها موضحه
# يعنى فاضل ساعه و سياده المعاون يوصل
اماء لها و هتف بلهفه
# البسى و انا معاكى عشان وحشانى و عايز اشوفك
اماءت براسها و كأنه يراها و اتجهت لخزانه الملابس تخرج ثيابها فدلفت والدتها دون طرق الباب تهتف بموده
# خلصتى حمامك يا ديدو
اجابتها بايجاز
# ايوه يا ماما
اقتربت منها تتفحص جرحها و سألتها باهتمام
# اوعى تكونى جبتى ميه على الجرح زى المره اللى فاتت ، الدكتور مش عايز عليه ميه خالص
غمزت لها تشير لهاتفها فظهر امامها سيف الجالس يرتشف من فنجانه و يستمع بصمت للحوار الدائر بينهما فهتفت ترحب به
# صباح الخير يا سيف ، عامل ايه يا بنى ؟
اجابها بموده
# الحمد لله يا طنط حضرتك عامله ايه ؟
اجابته
# الحمد لله …اسيبكم تتكلمو
خرجت فهتف الاخر بفروغ صبر
# انجزى يا ديدو بقا
صمت ليعود و يتحدث بعصبيه
# من امتى مامتك بتقولك ديدو ؟
اجابته بعد ارتداءها ملابسها و فتح الكاميرا
# من ساعه ما سمعتك بتقولها
زفر بضيق و ردد برفض
# مش حابب حد يدلعك بيه غيرى
انزوت ما بين حاجبيها بمشاكسه مرحه و اجابت بتلاعب
# انت محدش بيقولك سيفو غيرى….اءاء و انت لأ
علت ضحكاته على برائتها و تصرفاتها الطفوليه و مزاحها اللذيذ و ظل يتفحص ملامحها البريئه هاتفا بغزل
# شكلك زى القمر كده و انتى خارجه من الحمام ؟ اومال شكلك ازاى و انتى حاطه ميك اب ؟
امالت راسها جانبا تداعبه
# مبحطش
اماء بعبث
# عارف يا مولاتى ، عشان انتى جميله الجميلات من غير مكياج
خفق قلبها و تسارعت دقاته من غزله و عشقه لها فظلت صامته ثم رددت بهمس
# انت اللى عينيك حلوه عشان كده شايفنى حلوه يا سيفو
ابتسم بحبور و غزل و اضاف
# بحبك
صمتت كعادتها و حمره الخجل تكتسح وجهها فنظر هو الى ساعته هاتفا باسف
# مضطر اقفل عشان انزل الشغل ، ادعيلى
رددت بابتسامه هادئه و هى تنظر له بحب
# ربنا يبعد عنك السوء يا رب و يحفظك ليا و لكل اللى ببحبوك
نظر لها بهيام و تأمل ملامحها بسكون و هتف متسائلا بمكر
# يعنى بتحبينى ؟
اماءت مؤيده فامال راسه للجانب بشكل اعتراضى على ايماءتها هاتفا
# و حرمانى ليه انى اسمعها منك
اطرقت راسها بخجل و رددت دون النظر اليه
# انت عارف
حرك راسه بحركات متتاليه رافضا خجلها العفيف هاتفا باصرار
# قوليها خلى يومى يبدء بدايه تفتح النفس
رفعت وجهها تنظر له و ملامحها تبدو اكثر اشراقا و حيويه بل و مثابره على كل ما مرت به و هتفتها صريحه دون خجل او استحياء
# بحبك
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتدى عباءته السوداء المزينه بعلم بلده الحبيب ممسكا بيده الكثير من الملفات ينظر لساعته يحتسب الوقت ليرددد داخل نفسه
# حتكون اسرع قضيه فى تاريخى ان شاء الله ، يا رب اقف جنبى
دلف الحاجب يهتف بصوت عالِ
# محكمه
وقف الجميع احتراما للقاضى و جلسوا بعد ان اشار لهم بالجلوس و بدءت المرافعه ما بين النيابه و محامى اكرم الذى وكلته له النيابه و انتهاءا بسعد الدين الذى فجر قنبلته الاخيره
# الدفاع يا ريس بيحاول يخلى القضيه تروح لقتل خطأ و القانون بيقول ان للقتل ثلاث انواع اولها هو القتل العمد اذا توافرت فيه الشروط
وقف الدفاع يقاطعه
# و مفيش فى القضيه و لا فى تسجيلات الكاميرا ما يشير للعمد و الأسباب وضحتها للمحكمه اهمها انه غير خبير بمواضع كسر الرقبه و العنق بالدرجه الكافيه اللى تخليه بحركه بسيطه و سريعه زى ما شفنا فى التسجيلات بانه يقتل
ابتسم سعد الدين لشعوره انه بمناظره و ليست مرافعه فنظر للقاضى يهتف باحترام
# يا ريس اظن ان الدفاع خلص مرافعته
احتدم النقاش على الاخير بينهما فاكمل سعد الدين مرافعته بعد ان نبه القاضى على الدفاع عدم مقاطعه المرافعه مره اخرى فاكمل سعد مرافعته هاتفا
# نرجع تانى لانواع القتل و اللى وضحت منها القتل العمد يا ريس و انا معايا كل الادله اللى بتأكد انه قتل عمد و مع سبق الاصرار و الترصد بل و الاكتر من كده انها جرائم متسلسه بقصد معين خطط لها المتهم و نفذها بحرفية شديده
تعجب القاضى و الحضور من ثقته فأخرج قرصا مدمجا و قام بتشغيله على شاشه العرض المرافقه لقاعه المحكمه و الذى يظهر تسجيلا قديما له يقف بالمطبخ يضع بضع اقراص بداخل فنجان القهوه و بعدها يقدمه لوالد زوجته و يتجه بعدها لمكان صف سيارته و يتلاعب بمحرك السياره
بعد فحص الدليل قدم مرافعته هاتفا
# اكرم المغربى يا سياده القاضى خطط و نفذ لقتل والد زوجته الراحله عشان تورث هى كل ثروته بعد ما عرف بحكم زواجه منها ان والدها كتب لها كل ثروته فى حاله وفاته و بعد ما نفذ المهمه فضلت مهمه التخلص من الوريث ده عشان يستولى هو على الثروه دى لوحده
همهمات الحضور و أصواتهم العاليه جعلت القاضى يطرق بمطرقته على المنطده امامه هاتفا بصوت محذرا
# هدوووء
استطرد مرافعته هاتفا
# انا بطالب بإخراج جثه عزيز مهران والد المجنى عليها و توقيع الكشف الجنائى لتبين نوع الاقراص اللى وضعت فى مشروبه يا ريس ادت للحادث المروع اللى اودى بحياته ، و بطالب كمان بفحص السياره المحتجزه من قبل المتهم بجراچ الڤيلا اللى كان بيسكنها مع المجنى عليها للتأكد من التلاعب اللى ظهر فى تسجيلات الكاميرا
وقف الدفاع يصرخ
# و انا بطعن فى صحه التسجيلات دى يا ريس
طرق القاضى مره اخرى بمطرقته و همس بجانبيه لمستشاريه و هتف
# حكمت المحكمه بتأجيل القضيه لحين اخراج جثه المجنى عليه عزيز مهران و توقيع الكشف الطبى عليها ، و احاله القضيه النيابه العامه مع ان ظهر اثر لعقار قد يؤدى لارتكاب الحادث او الوفاه …. رفعت الجلسه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف مزهوا بنفسه ينظر لها بحب و هى تتطلع لصفحه وجهه المنتصره و هتفت بفضول قاتل
# طمنى …كده القضيه رايحه لفين يا سعد ؟
ابتسم لها بمشاكسه من زاويه فمه و اجابها بغزل
# رايحه للمشنقه يا روح و قلب سعد من جوه
امسك راحتها و خلل اصابعه بخاصتها و سحبها معه باتجاه سيارته و هو يردد
# متقلقيش ….الادله كلها ضده و مش حيخرج منها ،و عنده كذا قضيه تانيه غير القضيتين دول تبع الاموال العامه فالحكايه كبيره خالص ، و لو ربنا رحيم به حياخد اعدام لان اى حكم تانى حياخده غير كده حيبقى تعذيب له اكتر و اكتر على جرايمه
دلفت و جلست بالمقعد المجاور لمقعده و قاد السياره و هو يردد
# عارفه ان سيف باشا عزمنى على كتب كتابه ؟
ابتسمت بفرحه و حركت وجهها ناحيته و هى تردد
# حيتجوزو خلاص ….و الله فرحت لهم اوى ، خصوصا دارين الغلبانه دى وقعت مع واحد مش سهل
أيدها مؤكدا
# فعلا ….و حاخد منه حقها و حقك و حق كل اللى ظلمهم ان شاء الله
غمز لها بمكر هاتفا
# عقبالى انا كمان
حاولت اخفاء ابتسامتها و هتفت بمداعبة
# و ايه اللى ماخرك يا متر ؟ تكونش بتكّون نفسك ؟
حرك راسه نافيا و اجاب
# لا…. بس عايز انفذ وعدى ليها و اكسب لها القضيه الاول
سعلت بغفله منها و رفعت حاجبها تهتف بضيق
# نعم ….انت لسه حتستنى لما تكسب القضيه ؟ احنا فين و القضيه فين يا سعد؟
ترك المقود من يديه و صفق فرحا صارخا بصوت جهورى
# الله اكبر …. الجميل مستعجل اكتر منى
وكزته بيدها عنيفا ضاربه كتفه الايمن موبخه اياه
# كده برده يا سعد ….طيب انا زعلانه منك
اوقف سيارته على جانب الطريق و اعتدل بجلسته ممسكا راحتيها معا يضمهما بحنان و ردد برغبه عارمه
# انا مستعجل جدا جدا جدا …و بعد الايام عشان الڤيلا تخلص و نتجوز على طول يا نيللى و لو عليا كنت اتجوزتك دلوقتى و حالا بس مضطر استنى شويه ، و اهو زى ما امى بتقول دايما ان كل حاجه فى وقتها حلوه
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ارتدت ملابسها و تجهزت واضعه قليل من الزينه و انتظرت ان تتجهز والدتها هى الاخرى فاقتربت منها زوجه اخيها الاكبر و انحنت تهمس لها برفق
# هانت يا دارين …. ربنا اراد الخير
احتضنتها قويا و همست بتضرع
# خايفه اوى يا ليلى …مش عارفه ليه قلبى مقبوض؟ و المفروض اننا نازلين نتفرج على الشقه و نشترى الشبكه
ربتت على كتفها صعودا و هبوطا بطول زراعها تستحثها بحنان
# الخوف اللى انتى حساه امر طبيعى و مرينا بيه كلنا و انتى يمكن يكون الخوف زايد عندك شويه عشان قلقانه
اماءت صامته و نظرت فى ساعتها و سألتها
# هو جمال اتاخر ليه ؟ ده سيف زمانه فى الطريق خلاص هو و مامته
اتسعت ابتسامتها من لهفتها و اخبرتها
# جمال تحت بيسخن العربيه متقلقيش
لم يمر الكثير من الوقت حتى صدح رنين هاتفها فاتسعت حدقتيها بالعشق و السعاده عندما وجدت اسمه يزين شاشته فاقبلت على الهاتف بلهفه تلتقطه من امامها و اجابت
# سيف
ابتلع الاخر لعابه بنهم و ردد
# قلب سيف….انا تحت واقف مع جمال ، يلا انزلو
اماءت بصمت كأنه يراها و اغلقت الهاتف بوجهه و هرعت لوالدتها هاتفه بلهفه و اسرع
# يلا يا ماما سيف جه.. سيف جه
ضحكت كل من فدوى و ليلى على لهفتها و رددت الاولى
# طيب عرفنا ان سيف جه ….يلا خلينا ننزل بدل ما امه العقربه تقول كلمتين ملهمش لازمه
ضحكات ثلاثتهن ملئت العقار و المصعد حتى استمع لهن جمال و سيف من اسفل و فور ان فتح باب المصعد تجهم وجهه و ردد موبخا
# ايه الصوت العالى ده يا ماما بس ؟
اجابته فدوى بفرحه
# الله …فرحانين يا جمال ، حرام نفرح ؟
اجاب باقتضاب
# افرحى يا امى من غير الناس ما تتفرج علينا
دفعته برقه فى صدره هاتفه
# سيبنا نفرح يا جمال ، الواحد بقاله فتره مفرحش
اطرق راسه صامتا و اتجهن ناحيه السيارات فلمعت عين ذلك الواله الذى تسمرت حدقيته على جمالها الرقيق فابتلع بإثارة و نهم و اقبل عليها يقبل راحتها هاتفا
# مولاتى جميله الجميلات ، قلبى حيقف من الفرحه
ابتسمت له بخجل غير مدركين العيون المتلصصه التى تراقبهما عن كثب و تسجل كل تحركاتهما و بما ان دارين لا تخرج كثيرا او بالأحرى لا تخرج الا للضروره القصوى فكانت المراقبه من نصيبه هو
خرجت منار تسلم عليهم و هى ترسم سعاده وهميه على وجهها تردد بفرحه زائفه
# الف مبروك يا ولاد … ربنا يتمم فرحتكم على خير
تعجبن ثلاثتهن و معهن جمال من مودتها الغير مألوفة فابتسم سيف بسعاده و غمز لدارين بطرف عينه و استأذن جمال بحرج
# ممكن دارين تركب معايا انا و امى فى العربيه ؟
اماء جمال مجيبا
# مفيش مشاكل يا سيف
اتجه للباب الخلفى للسياره و فتحه و تقدمت دارين لتدلف و لكن سبقتها منار هاتفه بموده غير حقيقيه
# اقعدى انتى قدام يا دارين و انا حقعد ورا
ازدادت دهشتها من طيبتها الغريبه عليها و لكنها لم تعقب فاطرقت راسها و تنحت جانبا لتركب والدته فى الخلف و جلست هى بالمقعد المجاور له
امسك راحتها اثناء قيادته و لم يتركها مطلقا فظلت هى صامته حتى استرعى انتباهها زيه العسكرى فسألته بصوت منخفض
# انت لابس اللبس الميرى ليه ؟
اجابها و هو يركز بصره على الطريق امامه
# ملحقتش اروح البيت
رمقها بنظره مسائله
# شكلى وحش بيها و لا ايه ؟
لم تجيب فأجابت عنها منار
# زى القمر يا سيف ، يمكن تكون مش حابه تشوفك بيه عشان بيفكرها بايام وحشه
تنهدت بضيق فتنحنح سيف بطريقه محذره هاتفا
# ماما
وضعت يدها على فمها تردد بتذمر
# سكت اهو
•••••••••••••••••••••••••••••
اوصدت جفنيها بتنهيده حاره و عادت تفتحها ببطئ و اتجهت لمرآه الزينه و تمعنت النظر بتلك القلاده و الاسواره التى تشبهها و اغلقت العلبه من جديد و احتضنتها بسعاده و هى تتمنى من الله ان يديم عليها هذا الاستقرار النفسى و العاطفى
تذكرت سماعها لهمهمات بعض الجيران و هم يتحدثون فيما بينهم من شرفه منازلهم لتردد احدى الجارات
# عريسها حاجه تفرح القلب
اجابتها الاخرى
# كل الناس تلاقى العذاب فى السجن و هى لقت الحب ، محظوظه
اعقبت عليها الاخرى
# ما هى كانت مسجونه ظلم
هتفت تستوضح
# و هو حتى لو مظلومه ، بالساهل كده معاون المأمور يحبها مره واحده ؟
قوست فمها و اعقدت جبينها و هتفت
# نصيب
لتجيبها الاولى مؤكده
# قصدك حظوظ
لم يتوقفا عن الكلام حتى خرجت من شرفتها هى الأخرى لينتبها لها و يصمتا عن الثرثره
دلفت والدتها من خلفها تحثها على الإسراع هاتفه
# لسه ملبستيش يا دارين ؟
نظرت لها فوجدتها تحتضن العلبه المخملية و شارده بهيام فجلست بجوارها تبتسم بخبث هاتفه
# اللى واخد عقلك !
بللت طرفى شفتيها بخجل و سألتها بقلق
# تفتكرى سيف ممكن يغير رأيه ؟
تشكلت الدهشه على وجع والدتها و سألتها باستنكار
# ايه اللى بيخليكى تقولى كده
اجابت باسى
# حاسه انه كتير اوى عليا يا ماما
زمت شفتيها بضيق و حدثتها بتحذير
# لا يا دارين …اوعى تقللى من نفسك كده ، ده احنا ما صدقنا امه اتعدلت شويه معاكى
ضحكت بخفه و هتفت
# شوفتى و هى بتسلم علينا و لا لما قعدت ورا و سابتك تقعدى قدام
اماءت ايماءه طفيفه و هتفت بضيق
# بس لسه كلامها زى السم يا ماما ، مشفتيش قالت لى ايه فى العربيه ، يعنى متصدقيش الفرحه اللى رسماها على وشها دى ، واضح ان سيف ضاغط عليها جامد و مع ذلك برده بتحدف طوب
ربتت على فخذها هاتفه
# طيب يلا بسرعه خلينا نروح للدكتور عشان يشيل الدرنقه دى بقا
زفرت براحه و هتفت بفرحه
# اه يا ماما اخيرا …. ده انا كنت زهقت اوى منها
اماءت فدوى و اعقبت
# و بالمره نتفرج شويه على الفساتين عشان تختارى حاجه حلوه كده و شيك لكتب الكتاب
ذهبا برفقه هشام للطبيب و لا تزال تلك الأعين الخفيه التى تراقب كل تحركاتهم تتبعهم فى كل مكان
••••••••••••••••••••••••••••••
انتظرت و انتظرت و لكن فاض بها الكيل فاتجهت راسا لمنزله و حدثت مساعده حتى يدخلها بسرعه كالمره الماضيه و فور ان دلفت اهتاجت بحده صارخه
# جوازهم الاسبوع ده و اللى انت وعدتنى بيه محصلش
أجابها بهدوء و هو يلقى بحفنه من البخور داخل المشعل الذى امامه
# انا قلتلك اربعين يوم ، و لسه الاربعين يوم معدوش
صرخت تستجديه
# لا ابوس ايدك …اربعين يوم يكونو كتبو الكتاب
ابتسم و هتف موضحا
# بس برده المراد هيحصل
امتعض وجهها تهتف بتذمر
# بعد خراب مالطه
احتدت تعابيرها و جحظت عينها تهتف بغل
# اسمع …. الموضوع ده لازم يتحل و يخلص قبل كتب الكتاب ، فاهم و لا لأ؟
ابتسم بزوايه فمه هاتفا بتفسير
# مينفعش طبعا …الحاجات دى ليها اصول و مش اى كلام و لا لعب عيال
نظرت له بفضول فاستطرد
# العمل بيدفن فى تربه لسه جديده ، ظازه و فى اربعين الميت العمل بيحصل
ثم تربع بجسده على الاريكه يردد بزهو و كأن ما يقوله واقعا
# مش سلق بيض هو !
زفرت باختناق و اصرت بغضب
# مليش فيه …اتصرف و انت واخد على قلبك قد كده ، و اللى حتطلبه حتاخده
امال راسه للجانب بطريقه تفحصيه و هتف بجشع
# اللى حطلبه ؟ اصل الموضوع كده حيدخل فى سكه تانيه خالص
قوست حاجبيها و سألت
# سكه ايه ؟
أجابها
# يعنى لازم تجيبى قطرها و انا حعملك عمل يجيب نتيجه فى بحر يومين مش اسبوع
بللت طرفى شفتيها و رددت
# و انا اجيب قطرها ازاى بس ؟
حرك كتفاه بلامبالاه هاتفا
# معرفش ، اتصرفى
اجابت بضيق
# مش حعرف ….مليش اى صرفه عشان اوصل لقطرها
ضيق ما بين جفنيه و سألها
# و تقدرى توصلى لقطره هو ؟
لمعت عينها بالحده و وقفت تعترض
# انا قلتلك اوعى تأذيه
ابتسم و اجاب
# و مين قالك انى حأذيه ؟
صمتت قليلا و عادت تسأله
# اومال عايز قطره ليه ؟
اجاب كمن يمتلك العالم باسره
# بسيطه حعمله العمل انه يبقا مش طايقها و لا عايزها
سألت باهتمام حذر
# و بعد ما يسيبها حيرجع طبيعى و لا حيأثر عليه فى حاجه؟
حرك راسه رافضا و أجابها
# مفيش حاجه حتحصله غير انه حيكرهها و ده المطلوب انهم يسيبو بعض
صمتت تفكر و هى تضع سبابتها على طرف شفتها فسألها
# ها … انا مش فاضى ، حتعرفى تجيبى القطر و لا نكمل الاربعين يوم ؟
وقفت متسرعة تهتف بلهفه
# لا لا …حعرف حعرف ، بس زى ما وعدتنى مش حتأذيه
ابتسم ابتسامه عريضه كشفت عن اسنانه الصفراء المعوجه و اجاب
# متخافيش يا ست الكل!!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
جلست تنتظر دورها برفقه والدتها و زوجه اخيها الاكبر حتى دلفت و انتهى الطبيب من تضميد جرحها و وضع عليه اللاصقه الطبيه و هتف بعمليه
# البلاستر ده تشيليه بعد تلات ايام و بعدها تقدرى تجيبى عليها ميه و تعيشى حياتك عادى جدا
تهللت اسارير فدوى هاتفه بفرحه
# الحمد لله يا رب ، الف حمد الله على سلامتك يا ديدو
ابتسمت ابتسامه مقتضبه لشعورها بوغزه قويه لا تعلم سببها فهتفت فدوى تسأل الطبيب
# و الاكل ؟
اجابها و هو يعود ليجلس على مكتبه ممسكا بقلمه استعداد لكتابه الارشادات الطبيه
# لا الاكل لسه شويه متستعجليش ، بس نقدر ندخل الفاكهه فى نظامها الغذائى، و حكتبلك على كل الارشادات الجديده عشان متحتاروش
انتابتها غصه قويه فهى ستظل تأكل بنفس الطريقه المقززه فتنهدت بيأس هاتفه بتساؤل
# هو انا ينفع اتمرن ؟
انعقدت حاجبى الطبيب متسائلا
# تدربى ايه مش فاهم ؟
اجابته
# رياضه …العب رياضه
اماء معقبا
# لو مفيهاش عنف …. و يكون من غير مجهود جامد ، يعنى شويه مشى يبقا اوكى
تضايقت من تقييدها بنوع معين فتسائلت باطناب
# يعنى الجرى و نط الحبل لا ؟
تنهد قليلا هاتفا
# ماشى ، بس مرتين فى الاسبوع كفايه اوى
اطرقت راسها بيأس فربتت ليلى على راسها بحنين مواسيه اياها
# هانت يا عروسه
رفعت وجهها تنظر لها بحزن و حسره على حالها فوجدت تلك الوجوه المبتسمه تعطيها و لو قدر ضئيل من الامل و الانطلاق على الحياه و لكن ما هلل اساريرها حقا هو صوت هاتفها المعلن عن اتصال تعلمه جيدا فاجابت بصوت ملهوف
# سيف
ردد بغزل
# مولاتى …جميله الجميلات ، انتى فين ؟
اجابته و هى تهم بالخروج من العياده الطبيه
# لسه خارجه من عند الدكتور
خرجت اصوات تنهيداته الحارقه و سألها باهتمام
# و قالك ايه ؟
اجابته بايجاز
# مفيش جديد يا سيف …. بس سمحلى اتمرن شويه
حمسها قائلا
# طيب ده جميل جدا ، اعملى حسابك تتمرنى فى وشى
ضحكت على مزحته و دلفت المصعد فتقطع الصوت قليلا حتى وصلت للطابق الارضى و فور ان خرجت سألته
# كنت بتقول ايه مسمعتكش ؟
ابتسم و هو ينظر لها مستندا الى سيارته هاتفا بصوت مسموع
# بقولك انا تحت
اتسعت شفتاها حتى اذنها فور ان رأته بطلته الخاطفه للانفاس و اصراره دائما على التواجد بكل ما يخصها و ارتداءه الدائم لبدلته الميرى حتى يدعمها و يراه الناس برفقتها و كأنه يعطى فكره لمن امامه انها تخصه وحده و كل الاقاويل الكاذبه عنها لا تهمه
رحبت فدوى به ترحيبا حارا هاتفه بمحبه صادقه
# حبيبى يا بنى …تعبت نفسك ليه بس ؟
رفع نظارته الشمسيه قليلا و نظر لها من اسفل عينه هاتفا
# و ده اسمه كلام برده !!
خلل اصابعه بخاصتها و اتجه ناحيته سيارته هاتفا كمن يعلمهم لا يستأذنهم
# يلا عشان نتغدى ، انا ميت من الجوع
صعدا بالخلف بعد ان انحنى و فتح لها الباب المجاور له و فعل بالمثل مع فدوى و ليلى فشعرن بمدى رقيه و ذوقه الرفيع
••••••••••••••••••••••••••••••
انتظر و انتظر امام ابواب السجن حتى يسمحوا له بالدخول فى موعد الزياره المقرره ، فور ان وجدها امامه هتف بغل
# اهلا ببنت عمى
قوست فمها لاعلى بطريقه سوقيه هاتفه و هى تمصمص شفتاها
# توك ما افتكرت ان ليك بنت عم ، يعنى مش كفايه انى مرات اخوك و بنت و عمك و متجيش تزورنى الا لما ابعتلك !!
تحشرج صوته الاجش هاتفا بسبه نابيه
# بلا قرف يا وش البومه يا **** ، نحس من يومك ، قال مرات اخويا …قصدك ارملته يا ام وش عكر
زفرت انفاسها بضيق و هتفت بملل
# اخلص يا عطوه …وقت الزياره حيخلص
اقترب منها اكثر و سألها باهتمام
# عايزه ايه يا لواحظ …ما كنتى بعتى اللى عيزاه مع الوليه اياها
ضحكت بخفه هازءه منه مردده بخبث
# و هو ينفع تكشف ورقك كله قدام الغريب
اماء معقبا
# انا و اخويا على ابن عمى
لتكمل و هى تشير بسبابتها على اثنتيهما
# و انا و ابن عمى على الغريب ، و بردك انا مش واثقه فيها اوى يعنى …فى الاول و الاخر دى كلبه فلوس و زى ما باعت الباشا ممكن تبعنى
زم شفتيه باهتنام قائلا
# ايه المطلوب
اقتربت بوجهها ناحيته هامسه
# ادينى ودنك و انا اقولك
•••••••••••••••••••••••••••••••
وقف يرتجف خوفا و هو مطرقا راسه لاسفل يستمع لتوبيخ لاذع من رؤساءه فهتف احدهم ذو المنصب العالى و هو رجل الاعمال المشهور شهاب البدراوي
# اعتمدت عليه و سلمته رقبتنا ، و ادى النتيجه
ابتلع لعابه بذعر حقيقى فهو يعلم تماما ان اللعب مع الكبار قد يؤدى الى كارثه حقيقيه فردد بوجل
# كل المستندات اللى معاه صور مش اصول يا ريس و ….
قاطعه شهاب صارخا
# يكفى ان اسامينا جت فى قواضى زى دى ، و لسه لما يشهد فى المحكمه
اقترب ناصر الصواف منه و اتكئ على مكتبه هاتفا بطمأنه
# متقلقش يا ريس ، كله تحت السيطره
ابتسم رافعا حاجبه و نظر له نظرات ممتعضه هاتفا من بين اسنانه
# و هو انا جايبك هنا انهارده عشان تطمنى؟ انا لو عندى شك واحد فى الميه ان فى قلق عليا او على اى حد من رجالتنا كان زمانك انت و الزفت اللى اسمه اكرم مفرومين تحت عجل عربيتى
عاد الوجل و الذعر لملامح وجهه و هتف بتلعثم
# او .. اوماا..ل حضرتك ..عاايزنى فى ايه ؟
اتكئ شهاب على مقعده الضخم خلف مكتبه العريق هاتفا بعجرفه
# جايبك اطمنك يا ناصر إنك فى الامان بس لازم تعمل اللى عليك الاول عشان تفضل معانا
ابتسم بسمه مزيفه و سأله
# ايه المطلوب منى يا ريس ؟
اجابه بسلاسه
# تقتل اكرم
•••••••••••••••••••••••••••••••••
انساق بدفعات قويه مهينه من قبل حراس السجن و تناول ملابسه البيضاء ليوضع زنزانته لحين البت فى قضيته
لم يظن يوما انه بعد ان خرج اخيرا من حارته المتواضعه و سكن القصور ان يؤول به الامر قابعا بعنبر السجن المكدس بالمحكوم عليهم
جلس على طرف الفراش المهترئ يسترجع لحظاته معها و يقر بداخله انه احبها حقا و لكن هل احبها اكثر من نفسه او من المال ؟
بالطبع لا…. فعبادته هى المال و حياته هى المال و هو مستعد ان يبذل الغالى و النفيس فى سبيل استعاده ما فقده
احنى راسه مغزيا و كلمات ناصر ترن باذنيه
# انت ورطت نفسم لما اعترفت و كمان دخلت اسامى الناس الكبيره دى فى الليله بتاعتك
زفر بضيق هاتفا
# ما انت سبتنى اخبط لوحدى هنا و هنا
رفع شفته بحنق موبخا اياه
# كنت بظبطلك الدفاع يا قفل ، عشان تخرج من جريمه القتل و انت برئ و كمان تقدر تورث فيها
تعجب و تفقده باهتمام واضح و هو يسأله باطناب
# ازاى ؟ ازاى تقدر تخرجنى براءه و ازاى تقدر تخلينى اورث فيها و انا اللى قتلتها؟
لاحت ابتسامه خبيثه على شفتاه و شعر انه مهيمنا على الموقف برمته و هتف بثقه و غموض
# لان القاتل بحق يرث
ماذا ؟ ماذا قال لتوه ؟ القاتل بحق يرث !! ما اللعنه التى تفوه بها الآن؟ و ماذا يقصد ؟ هو يحتاح لان يفهم و لكنه يعلم تمام العلم بان ناصر يستحيل ان يكشف اوراقه هكذا و بسهوله و دون ثمن فتسائل بحيره
# حتفهمنى ؟ و لا حتسيبنى كده اعمى فى الضلمه دى ؟
اقترب بمقعده منه و هتف
# عندى اثبات لخيانه مدام چيهان ، و بحاول اجمع الخيوط انك تكون عرفت و واجهتها و اعترفتلك فمستحملتش و قتلتها بلحظه جنون و نبقى ضربنا عصفورين بحجر واحد
لم يعى تماما ما القاه على مسامعه فعاد يسأل
# يعنى ايه لحظه جنون ؟ انتى ناوى تدخلنى المصحه و لا ايه الحكايه ؟
ساله بحيره
# و الدليل التانى بتاع حمايا و التشريح ؟
ابتسم بخبث و هتف ماكرا
# انت مستعجل ليه ؟ اصبر ، بس المهم دلوقتى ان الحبسه بتاعتك تعدى على خير و تنكر كل حاجه حتى المستندات اللى قدمتها و طبعا حتقول انك مضيت على الاعتراف تحت التعذيب
ابتسم بانتصار هاتفا
# و الضرب اللى اخدته من الباشا العاشق الولهان حيساعد جدا ، عرفت ليه انا وقتها صممت اثبت اثار الاعتداء عليك فى النيابه؟ و معايا كمان صورك و انت متبهدل عشان اقدر اثبت ده
زفر انفاسه الغاضبه و سأله بضيق
# و ايه اخر اخبارهم ؟
حرك راسه للجانب قليلا هاتفا بتلاعب
# متأكد انك عايز تعرف؟
اماء محركا راسه بحركات متتاليه عده مرات فاجابه ناصر
# اتخطبو رسمى و كتب كتابهم على الابواب
لا يعلم لما انتابه ذلك الشعور بالقهره و الالم ، ظل زاما شفتيه بحنق و غل لا مثيل لهما و صر على اسنانه بغلظه كاتما صرخته الغاضبه فلاحظ ناصر وجومه فهتف محذرا
# سيبك منها و منه دلوقتى ، تفوق من اللى انت هببته و بعدها ليهم روقه ، بس نخرج من الورطه اللى حطيتنا فيها مع البوليس و مع الكبير بتاعنا و رجالته
بلل شفتيه بطرف لسانه و عاد يقضمها بقسوه مؤمئا بالايجاب فخرج ناصر من زيارته بصفته الدفاع عنه
عاد من شروده على صوت غليظ بجانبه يسأله
# جاى فى ايه يا اخينا ؟
نظر له و لا تزال نظرات التقزز من المكان برائحته الكريهه مرسومه على وجهه
# جاى فى قتل
اندهش الرجل منه و هتف بسخريه
# مع ان شكلك توتو خالص
مزهوا بنفسه اجابه
# متنخدعش بالمظاهر
اعتدل بجلسته و مد ساعده يسلم عليه معرفا بنفسه
# اكرم المغربى
قابله بنفس الترحيب و ردد
# حلاوه السلامونى …. اتجار و مدبس فى قتل و هروب و ليله كبيره
ربت اكرم على كتفه مرددا بحميميه زائفه و نبره خشنه مصطنعه
# السجن للجدعان
ابتسم باعجاب و اماء موافقا و معقبا
# منهم لله بقا ، و لا بصراحه المعلم ميجوزش عليه الا الرحمه دلوقتى ، ما هو مات فى المداهمه بتاعه البوليس … قال يا اموت يا اهرب لكن ادخل السجن لا
ظل يثرثر و يثرثر يقص عليه عمله مع كبيره الذى ضحى بحياته من اجل انقاذ زوجته من المؤبد و لكنه فشل و عادت هى للسجن و اندثر هو تحت التراب ليهتف مستنكرا
# و اهو مات و كله من بت الابالسه دى اللى كانت مع المعلمه لواحظ
سأله اكرم بحياديه
# ما انت بتقول المعلمه لواحظ كانت حطاها فى دماغها ، ليه مقتلتهاش ؟
اجابه بعفويه غير مبالى بشئ و لا يعلم انه سيلقى قنبله نوويه تعادل قنبله هيروشيما التى فجرت شبه قاره باكملها و تركت وراءها الخراب هاتفا باستفاضه
# على ما سمعت من المعلم الله يرحمه ، البت دى اول ما دخلت السجن لعبت مع المعلمه و ضيعت هيبتها
سأله بتعجب
# ازاى ؟
اجابه
# ضربت الحريم اللى تبعها و بهدلتهم على الاخر و طلعت فى الاخر بتلعب حاجه كده زى اسمه ايه ده فان دام و سلفستر و الناس دول
اعقد حاجبيه بدهشه هاتفا بتسائل
# كراتيه يعنى و فنون قتال ؟
ببسمه رابتا على كفه مؤيدا لما قاله
# الله ينور عليك …. و بعدها بقا عملت جو مع معاون المأمور و بقا ليها ضهر فى السجن و عرف يحميها من المعلمه
هنا بدءت الخيوط تتجمع امامه و كأن القدر يلاحقه حتى يعطيه فرصه للثأر منها و منه فاستمع للسجين يوضح
# و لما المعلمه هربت سابتها قال ايه عشان تكيدها لما قتلت المعاون ، بس طلع بسبع ارواح و خرج منها صاغ سليم يا اخى و راحت شهدت ضد المعلم عتريس و المعلمه لواحظ و بقا الراجل هربان لحد ما عرفو مكانهم و هاجموهم و انا كنت معاهم و اتاخدت كبش الفدا لباقى الرجاله اللى هربت
اومئ براسه مستمعا بتفحص و تركيز و هو يكمل
# بس انا لو معرفش المعلمه على حق كنت قلتلك الحكايه خلصت على كده … انما متبقاش لواحظ المر ان ما اخدتش حقها منهم الاتنين و انا اهو و انت اهو و الايام بينا ، حتخليهم عبره لمن يعتبر ،ده المعلم مات و هى رجعت السجن يعنى خلاص مش باقيه على الدنيا
اقترب منه اكرم هاتفا بحذر
# تعرف توصل للمعلمه دى ؟
سأله بدهشه
# ليه ؟
ابتسم و اجاب بصوت به لمحه انتصار
# ما انا هنا بسببهم برده …معاون المأمور و حبيبه القلب و مش حرتاح الا لما اخد بتارى منهم
هتف حلاوه متسائلا بوجل
# لاااا …وحده وحده كده و فهمنى القصه ايه و انا ساعتها اوصلك بالمعلمه لواحظ و المعلم عطوه اخو المعلم عتريس الله يرحمه و ساعتها بقا اللعب حيحلو
•••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل التاسع عشر
شعر بالغرابه قليلا فهو يعلم انهم لو ارادوا قتله لن يحتاجوا لمساعدته هو و لكن لهم الف طريقه و طريقه …لذا لما اختاروه هو بالتحديد لتصفيته ؟
انحنى باحترام و عاد لينتصب بجسده هاتفا
# اوامرك يا شهاب بيه …. بس فى حاجه صغيره فايته على جنابك يا ريس
امسك شهاب بسيجاره الضخم و اخرجه من كيسه البلاستيكى و امسك بمقصله صغيره قص بها طرف السيجار و بدء باشعاله بولاعته الذهبيه و اتكئ بمقعده واضعا قدم فوق الاخرى هاتفا بعجرفه
# ما انت من المستشارين بتوعى و انا مشغلك عشان تقولى الحاجات اللى بتعدى عليا ، انا سامعك يا ناصر
جلس امامه بخجل و ضم قدميه معا باحترام هاتفا بتأكيد
# اكرم كده و لا كده ميت ، بس لو مات دلوقتى الشوشره حتبقى كبيره و اسم سعادتك حييجى فى الموضوع حتى لو بالتلميح من بعيد انماااا…
صمت ليزيد الموضوع اثاره فاخرج الاخر سيجاره من فمه و هتف بصوت اجش
# انما ايه يا ناصر انطق؟
اماء الاخر موضحا
# لو اتقتل دلوقتى الناس و الصحافه ما حيصدقو و حيمسكو فى الاوراق و المستندات و تبقا حكايه انما لو مات بعد ما يكّذب النيابه و المباحث و نطعن فى صحه الاوراق ساعتها الحكايه حتبقا احسن
شرد لحظه يفكر فى صحه ما قاله محاميه فهو حقا سيأتى اسمه دون قيد او شرط إن قتل اكرم الآن ، لكن ان انتظر ريثما ينفذ ناصر اتفاقه معه و يُكذب اعترافه بالمحكمه سيُنسى الامر تماما و بعدها لن تحدث اى جلبه امام مقتل مسجون بالسجن باى حادث عفوى
اماء موافقا على حديثه هاتفا بدعم
# انا معاك يا ناصر .. عفارم عليك ، فعلا كانت تايهه عنى الحكايه دى ؟
عاد يسحب نفسا من سيجاره الباهظ و يزفره بتمهل هاتفا بتأكيد
# نفذ انت فى الوقت اللى تشوفه مناسب و الاهم من ده كله ان لا اسمى و لا اى اسم من الناس اللى تبعى ييجى فى القضيه دى
باحترام و تحيه عسكريه منمقه اجاب ناصر
# اوامر معاليك يا ريس و زى ما قلتلك ، كله تحت السيطره
•••••••••••••••••••••••••••••
قضت يوما من احلام يقظتها لتعلم ان ما شعرت به سابقا لم يكن حبا على الاطلاق و ان سُمى حب فما تشعره الان هو العشق الخالص دون قيد او شرط ، الانصهار بداخل شخص تسلم له كل كيانها ، فهو لم يتوانِ ابدا عن اظهار حبه و مشاعره تجاهها و ما زادها انصهاراً هو تباهيه بها امام الجميع كأنه فاز باليانصيب او وجد كنز ثمين فحينما تقابل بالمطعم مع بعض من معارفه اقتربوا منه حتى يرحبوا به فوقف بزهو يخبرهم من هى باسلوب خطف انفاسها بل و سرق نبضات قلبها هاتفا باعتزاز
# الملكه دارين …خطيبتى و مراتى كمان كام يوم
علت الدهشه وجوه رفاقه و رحبوا بها و بوالدتها و زوجه اخيها ليهتف احدهم
# معقول فى حد عرف يوقع سيف المهدى ؟ دى معجزه
ابتسمت بصمت ليعقب بتواضع
# يكفى شرفا انها رضت بيا
ليهتف مازحا
# انت مش شايف منك له انا خاطب ايه ؟ دى شبه الطلاينه ( نسبه لايطاليا ) يا بنى
اقترب احدهم و همس له
# فرحانلك يا سيف انك انخطيت موضوعك القديم ، و الف مبروك
ليهلل اخر
# عارف لو معزمتناش على الفرح ؟
ببسمه فرحه هتف
# كتب الكتاب فاضل عليه تلت ايام فى الدار اللى تبعنا بتاعه الشرطه و اكيد حعزمكم على الفرح
ليهتف زميله بمشاكسه
# لا معلش …. احنا جايين كتب الكتاب يا باشا
لينظر حوله محدثا باقى رفاقه
# و لا ايه يا بشوات ؟
اجابوا جميعا بالموافقه فابتسم لهم هاتفا بترحيب
# تنورو و الله بس على الله متجوش بقا انا خلاص عملت حسابى انكم جايين
تحدث اخر هاتفا
# نيجى خفيف و لا نجيب الحكومه معانا ؟
ضحكاتهم الساخره علت حتى وصلت لمسامع رواد المطعم فهتف سيف من بين انهياره الضاحك مؤكدا
# لو تقدر تيجى من غيرها تعالى ، عشان حتلاقى شويه مزز فى الفرح انما ايه …اصل قرايب العروسه كلهم نفس العينه القمر دى
رفعت حاجبها بيسمه ضاحكه و هى تجده يتغزل باقاربها و يشاكس و يعاكس و يمرح فابتسم لها بطرف عينه و امسك راحتها مقبلا اياها و هو يردد
# بس انا اخدت الالفا اللى فيهم
استأذنوا رفاقه بعد الكثير من المرح و السخريه و المشاكسه ليعود و يجلس بجوارها مخللا اصابعه بخاصتها يتحدث مع والدتها بامور الفرش و الجهاز و كأن شغله الشاغل هى تلك الزيحه و كأن اول اهتماماته هو تجهيز منزل الزوجيه لتشعر بتضخم قلبها من فرط المشاعر الجياشه التى تشعر بها تجاهه
اوصلهم بسيارته حتى اسفل بنايتهم فهتفت فدوى بترحيب
# اطلع شويه يا سيف اقعد مع عمك
اعتذر متحججا
# معلش يا طنط و الله ورايا مشاوير كتير …وقت تانى ان شاء الله
غمزت ليلى لحماتها هامسه
# ما تيجى نطلع انا و انتى و تبقى دارين تحصلنا؟
وافقت على اقتراحها و اقتربت للامام من ابنتها الجالسه بجواره و هتفت
# دارين …. متتاخريش عشان ابوكى ما يزرجنش
التفت لها سيف و اكد لها
# حنشرب حاجه على السريع فى الكافيه اللى على اول الشارع و حطلعها على طول يا طنط
اماءت موافقه و اتجهتا صوب المصعد ليبدء سيف بالقياده صوب المقهى القريب من منزلها و استدعى النادل هاتفا بمرح
# بما ان الدكتور سمح بالفاكهه يبقا اجيبلك عصير …ها ايه رايك ؟
وافقت و تلك البسمه البلهاء لا تزال مرسومه على وجهها فمد ساعديه و امسك راحتيها الممدودتان امامها على المنطده و نظر بعمق عينيها و هتف متغزلا بحسنها الذى سرقه
# مولاتى …. انا مش مصدق ان خلاص فاضل ايام و تبقى مراتى
اجابت بصوت خجول
# لا صدق … انا اللى مش مصدقه ان ربنا كتبك ليا و انت كتير عليا اوى يا سيف
امتعض وجهه و رفض حديثها
# متقوليش كده …انتى اللى كتير عليا ، و انا محظوظ و ربنا بيحبنى انك وقعتى فى طريقى
اطرقت راسها بخجل فعاد يقترب من مقعدها و وضع سبايته اسفل ذقنها هاتفا كلمته المعتاده
# اوعى تخبى عنيكى عنى … مقدرش اعيش من غير ما اشوفهم
شعرت بالانتشاء و التخمه من مشاعره الجياشه و شعر هو بنيران عشقها الذى توغل بسائر جسده بدءا من عقله مرورا بشرايينه حتى تربعت على عرش قلبه
ظلا هكذا حتى صدح رنين هاتفها برقم والدها فهتفت بتوتر
# بابا اكيد بيستعجلنا
سحب منها الهاتف و اجابه بجديه و صوت رجولى
# ايوه يا عمى
سأله الاخر بصوت رزين
# انتو فين ؟
اجاب على الفور
# حدفع الحساب و عشر دقايق و نكون قدامك
اغلق معه و دفع حساب المشروبات و اتجها لبنايتها و صمم على ايصالها حتى باب شقتها و لكنها تمنعت
# مش كان وراك مشاوير ؟…روح شوف وراك ايه ؟
اماء رافضا و مؤكدا بتحركاته صوب المصعد هاتفا
# اطمن انك دخلتى البيت الاول
دلفا المصعد و ضغط على زر الطابق الذى تقطن به و لكن عقله تلاعب معه و جعله يضغط زر ايقافه فنظرت له بفضول هاتفهد
# وقفت الاسانسير ليه ؟
اقترب منها حتى اصبحت حبيسته و انحنى بالقرب من اذنها هاتفا بنبره خطيره
# انا وعدت جمال انى مش حتجاوز معاكى و لا حقرب منك الا لما تبقى مراتى
ابتلع لعابه باثاره و هو ينظر لشفتيها المصبوغتان بحمره قاتله و هتف
# بس مش قادر اوفى بالوعد ده ….سامحينى
فور ان انتهى من حديثه لم يمهلها الفرصه لتجيب فالتقط شفتاها بقبله عميقه بث لها فيها مشاعره الفياضه وسط دفعاتها له و رفضها لتخطيه الحدود معها فتوقف فور ان وجد رفضها الصريح
ابتعدت عنه فور ان تركها و ضغطت على زر اعاده تشغيل المصعد و هى متجهمه الوجه فحاول ان يلاطفها بالحديث و لكن لم يسعفه الوقت لوصول المصعد للطابق المنشود
خرجت مندفعه بضيق فامسكها من ذراعها بحده و نظر بعمق عينيها و الفضول يأكله من رده فعلها تلك المره على قبلته
تلاقت الاعين و تسائلت عينه بالكثير من الاسئله التى لم يجد بعينيها اجابه سوى الوجوم فحرك راسه و هو لا يزال ممسكا بذراعها و سألها بحيره
# كل ده ليه ؟
اجابت بضيق و هى تكتم عبراتها
# مش شايف انه غلط ؟
اجاب و هو يصر على اسنانه
# عارف انه غلط …و مش بنكر ده ، بس انا بحبك و كتب كتابنا فاضل عليه ايام
صاحت بحده
# و وعدك لجمال ؟ ان حتى بعد كتب الكتاب …..
قاطعها
# انتى زعلانه منى عشان بحبك و مش قادر ابعد عنك ؟
بكت و هتفت بحزن
# لا …. زعلانه منك انك بتتعامل معايا كده عشان انا مطلقه و افتكرت ان كل حاجه مباحه
لم يستطيع الرد عندما انفتح الباب امامه ليطل منه جمال بطوله الفارع و صوته الرجولى هاتفا
# بلاش كلام على السلم …ادخلو جوه احسن
ابتلعت بضيق و تحركت للداخل و هى تؤكد
# مفيش داعى للكلام من اساسه
غابت عن عينه فظل متسمرا مكانه فاقترب منه جمال يسحبه للداخل هاتفا
# تعالى يا سيف نتكلم جوه …هو ايه اللى حصل ؟
سحب ذراعه ببطئ و توجه للمصعد هاتفا
# بعدين يا جمال …. حكلمك لما اخلص اللى ورايا
••••••••••••••••••••••••••••••••••
طرقت بيدها على الباب ففتحت لها الخادمه و اخبرت منار بوجودها فرحبت بها كثيرا و أدخلتها غرفه الضيوف فأخذت تتلفت حولها و هى متوتره فنظرت لها منار بحيره متسائله
# مالك يا هايدى ؟
ابتلعت لعابها بوجل هاتفه بحسره
# موضوع سيف ماشى زى ما هو موقفش يا عمتو
قوست فمها بغل و هتفت
# و مش حيقف يا هايدى …انتى عارفه سيف قد ايه عنيد و لما بيحط حاجه فى دماغه بينفذها ، ده غير انى فعلا اول مره اشوفه كده ..حتى ايام نيڤين الله يرحمها مكانش كده
لمعت عينها بالضيق متسائله بحسره
# يعنى قصدك انه بيحبها اكتر من نيڤين ؟
اماءت مؤكده على حديثها هاتفه
# ده مش بيفكر غير فيها هى و بس ، و يمكن عنده استعداد يخسر الدنيا كلها عشانها
ضربت بكفيها على فخذها بحسره و انكسار تندب حظها العسر
# بعد كل اللى عملته ده و برده راح منى تانى يا عمتو
تعجبت قليلا من حديثها فسألتها بحذر
# ايه ده اللى عملتيه ؟
ابتلعت برعب و تخوف ظاهر و اجابتها
# عملت عمل عشان يسيبو بعض بس منفعش
ضربت صدرها بكف يدها تصرخ بدهشه
# ليييه ؟ يا نهارك اسود …. عملتى لابنى عمل ؟ انتى اتجننتى يا هايدى ؟ عايزه تأذى سيف
حركت وجهها و يديها رافضه و مؤكده
# ابدا و الله ….الراجل قال ان العمل حيخليه مش عايزها و بس ، بس المفروض يعدى اربعين يوم و كده مش حيلحق يجيحيكونوجه حيكون كتبو الكتاب
امتعض وجهها و هى تصرخ بها
# بت انتى …. انتى تروحى للزفت اللى عملتى عنده عمل لابنى و تخليه يفكه احسن قسما بالله ما حسكتلك و حروح لابوكى يتصرف معاكى ، هى حصلت اعمال و شرك بالله كمان ….استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم
توترت خلجاتها و هى تنظر لعمتها تبتلع بخوف فاقتربت منعا الاخيره تسألها بتفحص
# انتى شكلك مش مطمنى … قوليلى عامله مصايب ايه تانى ؟
إصابتها رهبه جعلتها تتسمر مكانها من شكل عمتها و هى تنظر لها بعيون تطلق شرر و هتفت بالاخير
# ما هو لما العمل كان حياخد وقت فهو طلب حاجه من قطرها او قطره عشان يعمل سحر يخليهم…..
صرخت منار بذعر حقيقى مقاطعه اياها
# يا خبر مش فايت …. انتى بتقولى ايه ؟ سحر ؟ و جبتى قطرها منين يا مصيبه ؟
اطرقت راسها تنظر للارض و اجابت
# معرفتش اجيبه فاخدت ….
لم تستطع اكمال جملتها حيث صاحت منار
# اخدتى قطر سيف و ودتيه للدجال ده عشان يأذى ابنى ؟ انتى واعيه للى بتقوليه و بتعمليه ؟ منك لله يا شيخه …و حسبى الله و نعم الوكيل
وقفت تمسكها بعنف من ذراعها هاتفه
# قومى خلينا نروح للدجال ده عشان يوقف الزفت اللى هببتيه و حسابك معايا بعدين يا مصيبه
••••••••••••••••••••••••••••••••••••
ارتمى على فراشه بعد يوم طويل و شاق ، ظل ممدا عليه ينظر للسقف و هو يسترجع اخر لحظات جمعته بها فتجهم وجهه لمجرد التفكير بما ألقته على مسامعه
كيف لها ان تظن به السوء و هو لا يفكر بشئ سوى سعادتها ؟ تنفس بحده زافرا انفاسه بحرقه و امسك هاتفه ليتصل بها حتى ينتهى من المشاجره التى لا تزال بداخل راسه
فور ان ضغط بإصبعه على شاشته فانارت ضوئها بصورة و جهها الذى يهيم به عشقا هدأ قليلا و هدءت انفاسه قليلا و هاتفها
اجابت بصوت حزين فرددت بصوته الحالم بعشقها
# انا اسف ….متزعليش
اجابته بنفس النبره الحزينه و المنكسره
# مش زعلانه يا سيف …حصل خير
تنهد عميقا و استجمع اكبر قدر من الهواء برئتيه و زفره خارجا بقوه مرددا
# الدنيا بتبقى وحشه اوى و انتى زعلانه ، ممكن متزعليش و انا اوعدك انى مش هعمل كده تانى
صمتها جعلته يسترسل بحديثه
# انا عمري ما فكرت فيكى بالطريقه اللى انتى قولتيها دى … و لما بقرب منك فده من حبى ليكى مش اكتر و وجعنى اوى تفكيرك فيا بالشكل ده
ظلت صامته فاستطرد
# انا بحبك اوى …. و محبتش غيرك بالطريقة دى
خرج صوتها ضعيفا و هى تعقب
# و انا كمان بحبك يا سيفو
ابتسم منتشيا فقرر مناغشتها قليلا فردد
# طيب هاتى بوسه فى التليفون طالما اتحرمت منها فى الحقيقه
لم تصمد امام خفه ظله فانفجرت ضاحكه و اغلقت معه الهاتف بعد ان ارسلت له قبله طائره . دلفت ليلى تُدخل لها طعامها المهروس و جلست بجوارها تربت على ظهرها فنظرت لها بحيره ، هل تخبرها ما حدث و تسألها رايها ؟ فهى وحيده ليس لها اخوات و اخيها البكر برغم طيبته الا انه متشدد معها و نعلم بالطبع رأى ابيها ما ان علم بتلك الامور و اخيرا والدتها لن تجلس لتستمع لها و هى تخبرها بذلك
اتخذت قرارها و التفتت تنظر لها باهتمام هاتفه
# ليلى … انتى عارفه انك زى اختى مش مرات اخويا و بس
اماءت تؤيدها فاكملت الاولى
# عايزه اخد رايك فى موضوع كده
صمتت لتستجمع شجاعتها فحثتها الاولى على ذلك مؤكده
# قولى متخافيش و سرك فى بير
ابتلعت بحرج و اعقبت تقص عليها ما حدث منذ قليل بالمصهد و ما حدث قبلا و رآه جمال و هتفت
# انا خايفه الموضوع يزيد عن كده بعد كتب الكتاب اذا هو من الخطوبه و يمكن قبلها كمان و بيعمل كده و انااا ….
تلعثمت فقاطعتها ليلى تكمل عنها
# و انتى معندكيش رادع له مش كده ؟
اماءت بخجل مفسره
# مش بلحق ارفض و لا ابعده و بصراحه مبكونش عارفه ايه التصرف الصح ؟
ابتسمت ليلى و هتفت
# و ايه المشكله لو ده حصل بعد كتب الكتاب ؟ ما هو حيبقى جوزك
حركت كتفاها رافضه و مردده
# لا طبعا ميصحش ، و جمال كمان قالى كده و طلب منه انه ميحصلش حتى بعد كتب الكتاب
انتابتها نوبه من الضحك و هى تردد بمرح
# اذا كان رب البيت بالدُف ضاربٌ
تقوس حاجبى دارين بدهشه من حديثها فعادت ليلى تكمل
# اصل اخوكى الواعظ ده كان هارينى بوس و احنا مكتوب كتابنا و لما كنت اقوله عيب كان رده ببساطه انتى مراتى و حتى لما بابا شافنا
التمعت عينها و جحظت بدهشه هاتفه بخضه
# باباكى نفسه شافوكم ؟
اماءت و هى لا تزال تضحك و اجابت
# اه بابا بنفسه ، بس معملش موضوع و كل اللى عمله انه قاله انجز فى الشقه عشان تتجوزو طالما مش صابرين على نفسكم و وقتها قدمنا ميعاد الفرح لو فاكره ؟
اماءت بنعم فضحكتا سويا و ظلت تضحك و تضحك حتى استلمت رساله فرفعت وجهها تنظر لزوجه اخيها هاتفه بفرحه
# ده اكيد سيف
فتحت الرساله المصوره و الآتيه من رقم مجهول لتجد تصوير متحرك لها و هى ترتدى احد الالبسه الليليه المثيره و تظهر مفاتنها بشكل واضح بل و سافر و تتمايل على انغام الموسيقى برقص مثير للحواس
تجمدت أطرافها و حواسها على اللقطات المصوره و علا صوت تنفسها بحده فامسكت ليلى الهاتف منها و تفحصت الفيديو المصور و تحدثت بذهول
# ايه ده يا دارين ؟
أجابت باكيه و شهقات بكاءها تكاد تقطع قلبها
# اكيد اكرم للندل
سألته بحيره
# و بيعمل كده ليه ؟
اجابتها باكيه
# اكيد عايز يبوظ الحواز ، ما هو سيف لو شاف حاجه زى دى اكيد مش حيكمل
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
“وعسَى غدًا تَغدُو المدامع مُبسَمًا.. وقسوة الدنيا تَهونُ.”
شهقات بكاءها ازهقت روحها و جعلتها فى حال يرثى له و زوجه اخيها تجلس بجوارها تحاول بيأس ان تطمأنها و لكن دون جدوى
ابتلعت بكاءها بداخلها عندما صدح صوت هاتفها بالرنين معلنا عن وصول رساله اخرى فجحظت عيناها برهبه و خوف و هى ترمى الهاتف بعيدا عنها لا تريد قراءه الرساله
تحركت ليلى تجاه الهاتف و امسكته و فتحته بتحفز و هى تؤكد لها
# يمكن باعت يقول عايز ايه ؟ اكيد بيساوم على حاجه …خلينا بس نعرف نيته
لم تجد الشجاعه الكافيه لتنظر للرسائل فتركت ليلى هى من تقوم بتلك المهمه معلله
# مش هقدر ….انا حاسه ان قلبى هيقف، ارجوكى يا ليلى شوفى انتى و لو لقيتى مصيبه متقوليليش حاجه
قوست حاجبيها بدهشه و سألتها
# مقولش ازاى؟ لازم تعرفى عشان جمال و عمى كمان لازم يعرفو ، امال هنسيبهم على عماهم لما الطوبه تيجى فى المعطوبه ؟
ابتلعت لعابها بالم و غصه بكاءها كادت ان تخنقها و هى تتوسلها
# عشان خاطرى بلاش
تضايقت من ضعفها و صرخت بها
# بلاش ازاى بس ؟ انتى متخيله ان الموضوع هيقف عند الرسايل و بس ؟ اكيد وراه حاجه و حاجه كبيره كمان
اطرقت راسها باكيه باستسلام فربتت ليلى على ظهرها تدعمها
# متخافيش …كلنا معاكى و اخوكى مش سايبك و لا هيسيبك زى ما دايما بيقول يا دارين ، اى حد هييجى على فرد من عيله الشامى هيلاقينا كلنا واقفين ضده
اماءت بتوتر ففتحت ليلى الهاتف لتجدها رساله من سيف تحتوى على كلمه واحده ( بحبك )
ابتسمت و ناولتها الهاتف معقبه
# خدى يا ستى عم الرومانسى ده اللى مش وقته خالص
لمعت عينها بلهفه و هى تجده يكتب رساله اخرى فور رؤيتها لرسالته فهتفت بضيق
# مش هقدر ارد و لا اتكلم معاه دلوقتى خالص
لتجده ارسل رساله اخرى فحواها ( اتصل و لا هتنامى ؟)
ظلت تنظر للهاتف امامها و غصه البكاء لا تزال تؤلم حلقها فانتفضت فور ان استمعت لرنين هاتفها فاضطرت ان تجيب بصوت مبحوح
# الو
اجاب بغزله المعتاد
# مولاتى … لسه زعلانه منى و لا ايه ؟
لم تجيب بل ظلت على حالتها تحاول تكتم عبراتها حتى لا يفطن لما يحدث معها و لكن سكوتها بهذا الشكل المثير للريبه جعله يظن بانها لا تزال حزينه بسبب ما فعله بالمصعد ليكرر عليها السؤال
# مش كنا اتصالحنا و لا رجعتى زعلتى منى تانى ؟
اماءت بوجهها كما لو انه يراها فابتسم لتخيله انها فعلت و ردد بمشاكسه
# احنا مكالمه فون مش فيديو يا ديدو يعنى مشفتش انتى قلتى اه و لا لأ !
اجابت بوجل
# مش زعلانه
تعجب من نبرتها الحزينه فسألها باهتمام
# اومال مالك ؟ فى حد ضايقك ؟
لم تصمد امام اصراره فانفجرت باكيه بانهيار و ليلى تحاول اسكاتها و هى تردد بصوت هامس
# هيسمعوكى برا كده و الموضوع هيكبر
ظل يتحدث على الطرف الاخر بخضه و قلق
# فى ايه يا دارين ؟ اتكلمى حرام عليكى بلاش كده ، كنتى كويسه المكالمه اللى فاتت ….ايه اللى حصل فى الشويه دول فهمينى ؟
ابتلعت ريقا ليس موجودا بحلقها و تحدثت بتلعثم واضح
# ج..جاتلى رساله..مش كويسه يا سيف
ركز سمعه معها و حثها على المواصله فحاولت انتقاء الكلمات حتى تخبره الامر بشكل مبسط
# فى حد باعت فيديو مش كويس
نقذ صبره فهتف بحده
# اخلصى يا دارين …فيه ايه الفيديو ده ؟
انهمرت عبراتها و هى تخبره
# فيديو اكرم كان مصوره …..
مجرد ذكر اسمه هكذا اثار حنقه فلم يتركها تكمل فقاطعها صائحا بحده
# متجبيش سيره الزفت ده على لسانك تانى
عادت للصمت فشعر انه قد ارعبها ليعود لهدوءه هاتفا
# فيه ايه الفيديو يا دارين؟ انا خلاص اعصابى مش متحمله
احابت بوهن
# في …
بالطبع توقع وجود كارثه بذلك التسجيل المصور فلم يتركها تكمل فانتفض من مجلسه و سألها بصوت هادر
# و اللى باعته عايز ايه ؟
اجابت بجهل
# معرفش
دار حول نفسه عده مرات و هو يشعل سيجارته و يزفر دخانها بقوه و اتخذ قراره بالنهايه و اخبرها به
# اقفلى يا دارين انا جاى
اجابت بتلهف و خضه
# جاى ؟ جاى فين يا سيف لا بلاش
لم يستمع لها و اغلق معها فعاودت الاتصال به ليجيب بحده
# سبينى البس و بلغى باباكى انى جاى و كويس ان جمال عندكم
التهمت شفتاها باسنانها بتوتر جلى و هى تتوسله
# بلاش يا سيف عشان خاطرى … انا مش متحمله اى حاجه من حد و…..
قاطعها صائحا
# اقفلى يا دارين و اعملى اللى بقولك عليه
اغلقت معه و نظرت بزعر حقيقى ارتسم على ملامحها الحزينه و هتفت بصوت يكاد يُسمع
# سيف جاى دلوقتى ….انا مش عارفه اعمل ايه ؟
حركت ليلى راسها باستسلام هاتفه
# مبدهاش يا دارين …لازم عمى و جمال يعرفو قبل ما يوصل ، ما هو مش معقول هو اللى ييجى يعرفهم اللى حصل ..كده تبقى بتلغيهم خالص و عمى هشام مستحيل يعديهالك
ارتمت على فراشها تستند بمرفقيها على فخذيها تنتحب و هى تكرر جملتها المنكسره
# تمن الغلطه دى غالى اوى… هفضل ادفعه من عمرى و طول عمرى ، مش هيتنسى و لا هينتهى
بكت و بكت و انتحبت و هى تستطرد بحرقه
# انا بجد تعبت ….تعبت خالص و مش قادره اكمل
خرجت ليلى و اتجهت للغرفه التى تبيت فيها برفقه زوجها و هى تشكر المولى ان جمال اصر عليها المبيت الليله لاجهاده و قرب منزل والديه من مقر عمله
جلست على حافه الفراش تهمس بصوت منخفض حتى لا يستيقظ صغيرها
# جمال …..اصحى يا جمال
فتح عين واحده بنعاس و ابتسم لها و هو يسحبها داخل احضانه هاتفا بمشاكسه
# مش انتى مبتحبنيش اعمل كده هنا ؟
صدته بوجهها قبل ان تدفعه بكفها هاتفه بتوبيخ
# انت مش بتفكر غير فى ده و بس … قوم شوف المصيبه دى
انتفض فى جلسته و نظر لها باهتمام بعد ان ذهب عنه النعاس من تعابيرها المقتضبه فقصت عليه الامر برمته و ابلغته بقرب وصول سيف هاتفه بتوسل
# عشان خاطرى متجيش عليها اكتر من كده ….كفايه اللى هى فيه
صر على اسنانه بغل و هو يردد بقهره
# البنت دى مصره تجيب لنا كلنا جلطه من غباوتها ….فى واحده تعمل كده ؟
اجابت باقتضاب
# كان جوزها يا جمال ، و لا تحب افتح موبايلك اوريك انت محتفظ فيه بايه ؟
زفر حانقا من دياسته من ظن انه يأتمنه على اخته و عرضه و قطع تفكيره صوت ليلى الحاد
# قوم بقا عشان تصحى عمى و تقوله انت
رفع حاجبه و هتف باعتراض
# و اتحط انا فى وش المدفع !
حركت راسها بمعنى هل عندك حل اخر فانتفض من مضجعه و ردد و هو يتوجه لغرفه ابيه
# ربنا يستر و الليله دى تعدى على خير ، زى ما يكون ربنا خلانى ابات هنا انهارده مخصوص عشان الحكايه دى
اجابت
# و نعم بالله …. ربنا بيسبب الاسباب
اتجه لغرفه والديه و طرق باصابعه طرقات خفيفه فاستيقظت والدته على الفور و فتحت الباب و هتفت بصوت هامس قلق
# فى حاجه يا جمال ؟
ابتلع لعابه بتوتر و ردد بجديه
# صحى بابا فى حكايه كدا
حركت راسها بمعنى ماذا هنالك فقوس فمه و هتف بتأكيد
# صحيه بس عشان سيف جاى فى الطريق
•••••••••••••••••••••••••••••••
صيحات عاليه و حاده خرجت منه فور ان استمع لنجله و هو يقص عليه الامر و ما تبعه من مشاهدته لذلك التسجيل المصور و رؤيته لابنته الوحيده ترتدى زيا اقل ما يقال عنه انه فاضح ، بل و تتمايل بمياعه ترقص على انغام الموسيقى و ذلك الندل يختبئ خلف الكاميرا
اقترب منها بلحظه غضب و امسكها من شعرها بغلظه و هو يصرخ بها
# فاضل ايه تانى؟ … حتعملى فينا ايه اكتر من كده ؟ لسه هنتفضح ازاى على ايدك ؟
حاولت كل من فدوى و ليلى ان يخرجاها من براثنه التى اُحكمت على شعرها و هى لا تصدر اى صوت او تُظهر اى اعتراض سوى شهقات بكاءها و توسلها له بالصفح حتى صدح صوت جمال الحاد
# يا بابا مش كده …. كان جوزها و كلنا فى بيوتنا ياما بنعمل ، هى لا اذنبت و لا عملت حاجه غلط و الغلط كله على الديوس اللى كان متجوزها
# زور
الصق هشام كلمته بنهايه كلام نجله ليؤكد ان زيجتها لم تكن حقيقيه بل زواج مزيف و اكمل باستحقار
# شفت على ايديكى كل حاجه و لسه …. لما ييجى سيف
اردفت فدوى بعفويه
# تفتكر هيفركش الخطوبه ؟
اماء موكدا
# طبعا ….اومال جاى ليه فى انصاص الليالى ؟
حاول جمال اثناءه عن تفكيره فردد
# لا يا بابا لو عايز يفركش كان قال فى التليفون و مكانش جه لحد هنا
ابتسم بسخريه هاتفا باهانه خفيه
# لا …ده اللى زيكم بس اللى يعمل كده ، انما سيف تربيته تخليه ييجى لحد هنا عشان يبقا راجل لاخر لحظه
••••••••••••••••••••••••••••••
فور ان اغلق معها اتجه لغرفه نومه حتى يغير ملابسه و هو يتخيل ما يحتويه ذلك التسجيل المرئى فشعر بنيران تحرقه لمجرد تخيله انه قام بتصويرها باوضاع مخله و هى تعطيه الامان كونه زوجها ، او ظهور جسدها العارى و استباحته للغرباء لتأكده انه ليس من قام بارسال تلك التسجيلات بنفسه بل اوكل ندل مثله ليرسلها لها و فتش عرضه هو الآن ….و يا ويل من يفتش عرض سيف المهدى
تحرك بخطا ثابته و هو يحكم قبضته على المقود يُخرج حدته و عصبيه بالقياده و التدخين الشره و عقله ابى ان يتركه يهنأ و لو بقليل من الراحه
وصل بنايتها بذلك الوقت المتأخر فقد تخطت منتصف الليل قليلا و لكنه لم يهتم و فور ان وصل امام باب شقتها استمع لاصوات الشجار الخارجه من منزلها و التى توحى بمدى عِظم الامر
دق جرس الباب فاتجهت فدوى تفتح الباب له فانطلق كالرصاص دالفا لغرفه الضيوف ليجدهم جميعا واقفين منتصبين و يظهر عليهم الغضب الشديد
القى التحيه باقتضاب و مسد لحيته و هو يجدها تقف باحد اركان الغرفه بشعرها الاشعث و الواضح كوضوح الشمس ان احداً قد اعتدى عليها بالضرب فمسح وجهه باختناق و جلس يزفر انفاسه بضيق
جلسوا جميعا و ظلت دارين تقف بركن بمفردها تستند على الحائط فهتف جمال بقلق
# ايوه يا سيف انا سامعك
قضم شفته السفلى و اعاد بصره تجاهها و نظر لعبراتها التى تغرق وجهها و مد ساعده للامام و ردد بجديه زائده عن الحد
# هاتى الرقم اللى بعت الفيديو
تحركت ليلى تجاهه فالهاتف بحوزتها هى و اخرجت الرقم و املته اياه فقام بعده اتصالات لرفاقه طالبا الدعم منهم حتى تواصل باحد منهم يعمل بشرطه الهواتف و طلب منه التقصى خلف الرقم ليخبره بانه رقم مجهول و تم غلقه فور ارسال تلك الرساله
امتعض وجهه و اخبر رفيقه
# طيب يا رفيق خد رقم خطيبتى و حطه عندك تحت المراقبه لو اى رساله تانيه اتبعتت اعرفلى المصدر بتاعها ، عايز اعرف مين اللى بيبعت و تجيبلى ال IP بتاعه
اجابه رفيق
# حاضر يا سيف من عنيا… مع انك عارف ان الحكايه دى محتاجه اذن نيابه….
صرخ به هاتفا
# اعمل اللى بقولك عليه يا بنى انت ، انا مش عايز شوشره
هدءه قائلا
# حاضر يا سيف …قلت حاضر و الله متقلقش الموضوع فى الكتمان
وقف منتصبا و مد ساعده لليلى هاتفا بصيغه آمره
# هاتى التليفون ده هيفضل معايا لحد ما اشوف ايه آخرتها
امسكه فوجد به رمز حمايه فاقترب منها و سألها بوجوم
# الباسورد ايه؟
رفعت عينها بوهن مجيبه بانكسار و خزى
# سيف
# افندم
اجاب بصوت اجش غاضب فصححت له الامر بصوتها الحزين
# الباسورد سيف
رمقها بنظرات مبهمه لاول مره لا تستطيع قراءتها ، هل هو غضب ؟ كره ام ثوره عارمه ستؤدى للنتيجه الحتميه الا و هى الانفصال؟
تناول هاتفه و مفاتيحه من على المنطده و ردد بصوت رخيم و هو يتجه للخارج
# لو حد فيكم وصله اى حاجه من دى بلغونى فورا
•••••••••••••••••••••••••••••••••
ذهبت برفقتها لذلك الدجال حتى تجعله يرجع عما يفعله و لكن لسوء الحظ اخبرهما مساعده بسفرته و التى قد تستغرق عده ايام
ذهبت مره اخرى معها مع اقتراب موعد عقد القران و تلك المره وجدته فصرخت بحده تأمره
# اسمع …. انت متعرفش انا مين و اللى بتعمله العمل ده يبقا مين ؟ فنصيحه منى الغى كل الدجل و السحر ده حالا بدل ما تلاقى نفسك مرمى فى السجن
تربع بجسده على الاربكه و القى بحفنه من البخور فى الموقد الذى امامه هاتفا بصوت عالى
# دستووووور …. سامحوها يا اسياد
امتعض وجهها و تقوس فمها بسخريه لاذعه هاتفه بتوبيخ
# ما تتعدل يا بنى ادم انت …. و بلاش شغل التلت ورقات ده عليا
رفع حاجبه بثقه و غرور مرددا
# و لما هو شغل دجل و تلت ورقات …جايه و خايفه اوى ليه كده ؟ ما تكبرى دماغك
جحظت عينها و نظرت لابنه اخيها الواقفه بجوارها تهدر بها
# انتى السبب …انتى اللى حطتينا فى المصيبه دى ،و خلتينا نتعامل مع الاشكال اللى زى دى
وقف منتصبا بغضب هاتفا بتحذير
# لااا …حيلك يا ست هانم ، ده غلط كبير اوى فى حقى و فى مكانى و انا ساكت
حركت راسها لاعلى تهتف بلا اهتمام
# و لا يدخل فى ذمتى شغل الدجل بتاعك ده ….و اعمل اللى بقوله بدل ما ازعلك على نفسك
اقتربت هايدى و هى تبتلع فى وجل هاتفه بتلعثم
# معلش يا شيخ …. وقف كل حاجه و الفلوس اللى اخدتها حلال عليك
زم شفتيه بضيق و تحدث عقله يخبره بانها فريسه ثريه لن يخسرها ابدا فلابد من مخطط محكم حتى تظل تحت رحمته
اخذ يفكر و يفكر و هما تنظران له بترقب فردد باستسلام مصطنع
# و ماله ….بس اللى هينفع يتلغى هو العمل اللى على الصوره ، انما السحر للاسف صعب جدا
ابتلعت هايدى لعابها برعب من صرخه منار الهاتفه بحنق
# يعنى ايه الكلام الفارغ ده ؟
اجابها و كأنه طبيب يشرح حاله مريض
# العمل مدفون فى تربه و سهل اجيبه و افك الطلاسم اللى عليه بمساعده الاسياد طبعا ….بس السحر للاسف مينفعش يتفك بسهوله كده خصوصا انها كانت مستعجله عليه و عايزه المراد يتم قبل بعد بكره
نظر لهايدى غامزا بطرف عينه هاتفا
# مش كده يا ستنا ؟
جلست منار باجهاد و هتفت متسائله
# ايه المطلوب عشان افك العمل و السحر ده باى شكل
اجاب بهدوء بل غلف كلماته ببرود متقن
# العمل هتدفعى نفس اللى دفعتيه و انتى بتعمليه عشان يتفك
اندهشت هايدى تردد بفزع
# نعم …بس ده كتير اوى
امال راسه للجانب و كأن الامر ليس بيده هاتفا بنبره حزينه
# كله للاسياد و مصاريفهم يا هانم
تريثت قليلا فهى تعلم ان التعامل مع امثاله ليس بامرا هينا فامثاله من المحتالين يستطيعون ان يخدعوا الجميع باساليبهم الملتويه فرددت بضيق
# خلاص …. مش مهم ، المهم دلوقتى انك تفكه و توريهولى قدام عنيا و السحر كمان اللى عملته على قطر ابنى
قضم شفته السفلى بندم زائف هاتفا بفضول
# ابنك ؟ انا مأذتهوش و الله يا هانم …انا عملت اللى قريبتك طلبته منى
اجابت بفروغ صبر
# مش موضوعنا …انا عايزه السحر ده يتفك باى شكل
ادار كفه يمينا و يسارا و هو يشير للجدران حوله و ردد باسلوب متدنى
# الحيطان دى تشهد عليا يا هانم …صعب و غلاوه النبى
امتعضت من اسلوبه و هو يكمل
# السحر اتعمل على القطر و حرقنا القميص اللى جابته السنيوره عشان السربعه و الاستعجال بتاعها عشان يجيب نتيجه و محدش يعرف يفكه ، فدلوقتى بتقوليلى فكه …ازاى ؟ معرفش
صاحت و هاجت و عندما لم تجد نتيجه رددت الكلمه السحريه
# عايز كام ؟
ابتسم بانتصار هاتفا
# مش حكايه فلوس ….انا هفكلك العمل دلوقتى قدامك ، و خلاص بعت الواد اللى شغال معايا يجيبه من التربه ، انما بقا السحر
وضع سبابته على طرف ذقنه يحركه بحركات محفزه مستطردا
# عدى عليا بكره يمكن الاقى صرفه فيه …بس موعدكيش
اجابت هايدى بلهفه
# كتب الكتاب بعد بكره يا عمتو
رمقتها منار بنظرات مغلوله و هى تقول
# يعنى لازم يتفك بكره بابعد تقدير
انحنت تهمس فى اذنها بفحيح
# ما تسبيه يا عمتو …يمكن ينفع و يسيبو بعض
التفتت تنظر لها بغل هادره
# انا مش هغامر بابنى عشان خاطر اى حاجه و لا اى حد و لو هو ده اختياره و هيكون سعيد معاها ساعتها هسيبه يفرح و اى محاوله منك تانى عشان تخربى على ابنى هتلاقينى انا اللى واقفالك
ابتسم الدجال هاتفا بسوقيه
# اهو ده اللى ينطبق عليه المثل ادعى على ابنى و اكره اللى يقول آمين
رمقته بنظرات شرسه و اخرجت بطاقتها ليرى اسمها ساطعا و تحته وظيفتها كمستشاره و اكملت
# و جوزى يبقا اللوا طلعت المهدى يعنى اى دقه نقص منك حتلاقى نفسك مرمى فى السجن ، انا هعدى عليك بكره تكون لقيت صرفه فى السحر ده …و تاخد اللى فيه النصيب و يبقا يا دار ما دخلك شر …لكن لو هتعملهم عليا حتشوف ايام اسود من شعر راسك
تخوف الاخر من طريقتها التى تنم عن ثقه زائده بنفسها و بقدره زوجها فابتلع لعابه بذعر ليقطع عليهم دخول الفتى العامل لديه و بيده لفه من القماش مغطاه باتربه و متسخه و وضعها امامه
فانحنى الدجال و فتحها بحذر كانه يفكك قنبله موقوته و اخرج منها عظام مجهوله المصدر و بعض الاعشاب غريبه الشكل و صوره خطبه سيف بدارين و مكتوب عليها الكثير من الكلمات و الطلاسم غير المفهومه و كلمه تكررت اكثر من مره حول الصوره و خلفها
( فراق ، فراق ، فراق )
بدء بالدمدمه بكلمات مبهمه و اخذ الاعشاب و وضعها بداخل الموقد امامه فاحترقت و اخرجت رائحه كريهه ثم امسك بالعظام و فعل بها المثل لتزداد الرائحه اكثر و اكثر و هو يدمدم بعبارت غير مفهومه
رفع راسه و نظر لهما و هما ممسكين بانفهما من الرائحه التى تنبعث من الموقد و ردد بثقه
# الريحه دى دليل ان العمل كان بدء يشتغل ، يعنى المراد كان قرب يتم
لمعت عين هايدى بالضيق من اجبار عمتها لها على فكه و هتفت بضيق
# شوفتى يا عمتو ؟ ربنا يسامحك بقا
اجابت و هى تستغفر الله العظيم هاتفه
# ربنا يسامحك انتى يا هايدى على الكفر و الشرك بالله ده
امسك القلم و بدء بطمس تلك الطلاسم من على الصوره فسألته منار بحيره
# مش هتحرقها ؟
اماء بلا موضحا
# مينفعش …. الصوره دى لازم تاخديها معاكى و تحطيها فى ميه مقرى عليها ايه الكرسى و المعوذتين و بعدها تشربيها لصاحبها ، ابنك يعنى يا هانم
اماءت موافقه و اخذت الصوره و دثتها بحقيبتها ثم اخرحت حفنه من النقود اعطتها له فلمعت عيناه على الفور و هى تهم بالخروج و هتفت
# بكره تكون شوفت حل للسحر …و ليك قدهم ، فاهم ؟
اماء باحترام و طاعه و اوصى الفتى الذى يعمل لديه باكتراث
# وصلهم يا عز ….و اطمن عليهم انهم خرجو بسلام
••••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل العشرين
استيقظت مبكرا كعادتها منتظره ان يهاتفها و لكنها تحيرت عن كيفيه تواصله معها فتسحبت ببطئ حتى ذهبت غرفه اخيها و طرقت بخفه ففتحت ليلى بنصف عين فهى لم يغمض لها جفن حتى اذان الفجر و هى تحاول مواساتها
همست لها بصوت خفيض
# فى ايه يا دارين ؟
ابتلعت لعابها بحرج هاتفه ب-سف
# حقك عليا صحيتك …بس عايزه موبايلك
ابتسمت لها بحب و اعطتها اياه و عادت لتكمل نومها و اتجهت دارين لغرفتها ترسل له رسائل عبر تطبيق المراسلات
( سيف …انا دارين )
( صحيت و لا لسه ؟)
قرأ الرسائل و لم يجيب فهو يشعر بالضيق الشديد بعد ان عاد لمنزله و قاده فضوله ان يشاهد التسجيل المبعوث لها فتحفزت كل حواسه عندما وجدها تتمايل بهذا الشكل المغرى و تلك السعاده المرسومه على وجهها و التى لم يرى وجهها بتلك السعاده من قبل و لا حتى بعد خطبتهما
لم تجد منه رد و تأكدت انه قرأ الرسائل فاحنت راسها بحزن و هى تفسر عدم رده عليها بغضبه ربما او الاصعب انه لا يريد اكمال حياته معها
تركت الهاتف من يدها و اتكأت على فراشها تحاول اغلاق عينها و النوم قليلا و لكن اين النوم و حالها بذلك الوضع السيئ فحدث و لا حرج من بموقفها يردن ان تنشق الارض و تبتلعهن بعيدا عن اعين الناس الاقربون منهم و الغرباء
•••••••••••••••••••••••••••••••
صلى الفجر و ارتدى ملابسه الرسميه و استعد للذهاب لعمله و لكنه قام ببعض الاتصالات اثناء نزوله من منزله فاجاب عليه زميله و رفيقه محمود و هو معاون لسجن الرجال
# سيف باسا… التليفون نور
اجابه بصوت مستعر من الضيق و الغضب
# الله يكرمك يا محمود باشا ….انا جاى زياره عندك انهارده بس زياره غير ساره لحد من المساجين
انعقد حاجبيه بتعجب هاتفا بفضول
# طيب فهمنى ايه الحكايه ؟
اجابه بحنق و غضب
# اكرم المغربى
فهم الامر بلمحه ذكاء منه فهتف يسأله بحيره
# سمعت عن قضيته ، ده ..الاشاعات صحيحه على كده ؟
ساله بحده
# اشاعات ؟؟ اشاعات ايه ؟
اجابه محمود بحذر
# بيقولو انك خطبت المتهمه فى القضيه بتاعته و انه كان ملفقلها الادله
اجابه بثبات
# ايوه …مش اشاعات و لا حاجه
ردد ببسمه منمقه
# الف مبروك يا سيف …. و انا مستنيك عشان تعمل اللى انت عايزه
اغلق معه و اتجه راسا لسجن الرجال فرحب به محمود و اجلسه معه بمكتبه ريثما يستدعى اكرم و لكن فضوله جعله يتدخل بالامر و هتف متسائلا
# عمل ايه تانى مخلى شكلك عامل كده ؟
جحظت عينه و نظر له بنظرات شرسه محذره من ان يتدخل بامره فقوس الاخر فمه و تراجع عن فضوله رافعا يديه فى الهواء معقبا بتحذير
# بس متعمليش مشاكل يا سيف الله يكرمك
اماء باقتضاب و انتظر دخوله لمكتب المعاون و فور ان دخل انتفض سيف و انقض عليه و امسكه من تلابيبه صارخا بحده و شراسه مخيفه زرعت الزعر بداخله
# يا حيوان يا زباله
حاول محمود ان يتصدى للكمات سيف التى ادمت وجه ذلك الندل الملقب باكرم و لكنه لم يستطع فعل شيئ امام ثورته العارمه حتى تكور اكرم حول نفسه و سيف يكيل له اللكمات و الضربات الموجعه
سحبه المعاون بعيدا عنه و هو يصيح به
# هيموت فى ايدك يا سيف ….كفايه
وقف و هندم ملابسه و لكنه لم يتوقف عند هذا الحد فظل يركله بقدمه مرارا و تكرارا فى معدته و اسفل حزامه و تعمد ان تطول ضرباته اسفل حزامه حتى يؤلمه بشده
سحبه محمود مجددا و هو يصيح به
# يا اخى اهدى بقا مش عارف اهديك … ايه ده يا سيف فى حد يعمل كده ؟
بصق على ذلك المسجى امامه و شد بيديه بدلته الميرى حتى يهندمها و انحنى تجاهه و امسكه من شعره رافعا اياه قليلا و قرب فمه من اذنه و تحدث بفحيح مخيف
# اوعى تفتكر انى هسيبك …و لو كررت عملتك دى تانى فالمره الجايه مش هسيبك الا و انت غرقان فى دمك
اعتدل بوقفته و نظر لرفيقه و امره بغلظه
# اطلع و سيبنى معاه لوحدى يا محمود
رفض بشده معللا
# لاااا …مستحيل بعد اللى شفته منك ، انا لو سيبته تحت ايدك هتموته
اماء بلا و هو يؤكد له
# لا خلاص متخافش ….انا عايزه فى كلمتين و همشى على طول
اضطر ان يتركهما و خرج فسحب سيف مقعدا و جلس بجواره و وضع قدمه يسندها على ظهر ذلك المذلول امامه و اخرج علبه سجائره و قداحته و اشعلها ثم اخذ يدخنها ببطئ و استمتاع و هو يرمقه بنظرات متشفيه
انهى سيجارته و اطفأها بجانب عنقه فصرخ الاخر صرخه مدويه و لكن سيف كان الاسبق فضغط بقدمه اكثر و اكثر على ظهره حتى تسطح جسده على الارض تماما و تمرمغ وجهه بالبلاط المتسخ
تنحنح ليزيل حشرجه صوته و مع هذا خرج صوته اجش و مخيف من فرط غضبه و ردد
# الفديوهات دى مع مين ؟
اجاب بذل
# معرفش
دفشه بقدمه بغلظه هاتفا
# انطق احسنلك
اجاب برهبه
# صدقنى معرفش …. انا اديتهم لواحد من رجاله عتريس المر و هو قالى حيعمل بيهم مصلحه
زمجر بشراسه و اخرج زئير كزئير الاسد و ردد بسباب لاذع
# يا اخى انا مش عارف اقول عليك حيوان و لا ديوث و لا *** ، ازاى قدرت تعمل فيها كده ؟ عملتلك ايه عشان تأذيها الاذيه دى كلها؟
وقف من مكانه و امسكه من ملابسه رافعا اياه امامه و هتف متسائلا بفضول
# انت ايه اللى وصلك برجاله عتريس ؟
ابتلع دماءه النازفه من فمه و اسنانه و تحدث بصوت ضعيف
# صدفه … و هو لما عرف انا مين طلب مساعدتى
ابتسم بمشاكسه و هو يغمز له
# و دفعت الفديوهات مقابل ايه يا ترى ؟
خائف ام مرتعد ؟ يؤنب نفسه على مجرد التفكير فى الثأر لنفسه و ماذا جلب عليه هذا سوى مزيدا من الحنق و الاذى البدنى
ارتعدت فرائسه عندما هدر به سيف
# اخد الفديوهات ازاى يا ***؟
اجابه بامتعاض من سبابه اللاذع و اجابه
# الموبايل كان فى الامانات …هو بقا وصله ازاى؟ انا معرفش
ضحك بسخريه هاتفا باستنكار
# و هو يعنى كان شم على ظهر ايده و عرف اللى متسجل عندك يا ندل ؟ ما انت اللى فتشت عرض واحده كانت على ذمتك
جاءته جرأه لحظيه و هو ينتصب بوقفته هاتفا
# و ما زالت يا باشا
جحيم مستعر شعر به من كلمته الهوجاء و التى حقا لا يعلم ماذا يعنى بها او يعلم و لكنه يتغابى و لا يريد التصديق ، هل حقا واتته الجرأه ليتحدث معه هكذا ؟ بل و يفعل ما يستنتجه من حواره؟
عقد ساعديه خلف ظهره و التفت ينظر له بتفحص و اذدراء و هتف بصوت خشن
# بتقول ايه روح امك ؟و ما زالت ازاى ؟
ابتلع لعابه و هو يعلم انه يمكن ان يتسبب بموته الآن و بتلك اللحظه و لكنه وجدها افضل طريقه لتشتيته عن متابعه استجوابه بشأن التسجيلات ..و قد نجح فى مسعاه ليتشتت سيف بشكل واضح و هو يكرر عليه السؤاله الملح
# ما تنطق يا بجم
اجاب برهبه حقيقيه
# ردتها لعصمتى يا باشا ….مراتى و ردتها لعصمتى و انا فاكر و متأكد ان عدتها تخلص بكره ، فانا بقا ردتها لعصمتى من اسبوع
ضحك سيف بسخريه و سأله
# على اعتبار انك معترف بالجواز ده من اصله ؟
اماء بعده حركات من راسه هاتفا
# معترف و مستعد اوثقه و اشهد بكده كمان فى المحكمه …انا مبقاش عندى حاجه ابكى عليها يا باشا
اقترب سيف منه بخطوات بطيئه و هتف بغضب
# عشان تردها لعصمتك لازم يكون فى شهود
اماء مؤيدا و معقبا
# عارف …و الشهود موجودين ، كل المساجين اللى فى العنبر بتاعى
مسد لحيته بغضب و هو يحاول كظم غيظه و غله منه فاندفع يحاول امساكه من تلابيبه و لكن دخول محمود المفاجئ حال دون ذلك فاخذ يصيح بوجل و ذعر
# الحقنى من ايده يا باشا
وقف محمود حائلا بينهما و ربت عليه مرددا
# كفايه كده يا سيف
ارتفع صدره علوا و هبوطا و هو يحاول ان يتمالك نفسه و عقله ابى ان يصدق انه عاد لنقطه الصفر فماذا هو بفاعل لينطلق كالرصاص من مكتب المعاون و دلف سيارته و قاد دون وجهه محدده لا يعلمها و ظل يقود و يقود حتى وجد نفسه امام بنايه والديه فصف السياره و ترجل منها قاصدا الصعود لمنزلهما
•••••••••••••••••••••••••••
فتحت منار الباب لتجده بحاله يرثى لها و منظره لا يبشر بالخير فسحبته من ذراعه و ادخلته بتمهل و هى تهتف بقلق
# مالك يا سيف ؟
ارتمى على الاريكه فجلست بجواره تمسد ذراعه فارتمى يستند على كتفها و ادمعت عيناه بحرقه هاتفا بحزن دفين
# كوارث عماله تقع فوق دماغى و كل كارثه اكبر من اللى قبلها يا امى ….. مش عارف اتصرف و لا لاقى حل
ارتعبت من حديثه و سبت ابنه اخيها فى سرها
# الله يحرقك يا هبابه يا اللى اسمك هايدى … عمل و سحر و كله هيجى فوق دماغ ابنى
ظلت تربت على ظهره بحنان مبالغ و حقيقى و هى تهدءه بالكلمات
# احتسب عند ربنا يا حبيبى ، و اكيد ربنا مش هيخزلك ابدا …انت مؤمن و بتصلى الفرض بفرضه و اكيد هيقف معاك
ارتاح بجسده الذى لم يذق طعم الراحه منذ امس و نام على فخذها كطفل يفتقد حنان امه و ظل على هذه الحاله حتى انتظمت انفاسه و علمت انه بات بسبات عميق فازاحته برفق من على فخذها و اتجهت لغرفتها و اغلقت بابها و امسكت هاتفها لتقوم بالاتصال على هايدى
فور ان اجابت الاخرى سمعت اصوات التوبيخ اللاذع هاتفه بضيق
# منك لله …منك لله يا هايدى ، انا مشفتش ابنى بالحاله دى غير يوم موت مراته و بنته و بعد اللى عملتيه ده مش مستبعده ابدا ان يكونلك يد فى اللى حصل لهم
نفت عنها التهمه بصياح
# لا يا عمتو و الله ما حصل ….
قاطعتها بحده
# الله ياخدك يا شيخه ، بتعرفى ربنا اوى و تحلفى بيه
رددت ببرود مستفز
# بقولك ايه يا عمتو …. عندك الصوره شربيه الميه بتاعتها و بكره نفك السحر و يرجعو تانى لبعض طالما انتى عايزه كده
هدرت بها توبخها
# هو انتى فاكره ان ده المهم ؟ انا ابنى منهار يا غبيه و انا فعلا معرفش السبب ، بس بيقولى كوارث .. الحكايه لو انفصال كان قال ، انما كده يبقا اكيد فى حاجه كبيره اوى ..غورى منك لله
اغلقت بوجهها و استمعت بعدها لصوت الباب فدلف منه زوجها و اتجه راسا لغرفتهما يسأل بتعجب
# سيف ماله نايم فى الصاله كده ليه ببدلته الميرى ؟
اجابته و الحزن يهيم على وجهها
# جاى منهار و بيقولى كوارث و مش عارف يحلها و نام من ساعتها
سألها باهتمام
# يعنى محكاش حاجه ؟
اماءت بلا مؤكده
# ما انت عارفه مش هيحكى غير ليك
هز راسه متفهما و خرج ليجلس بجواره و اوقظه بهدوء و استهل حديثه بقول الله تعالى
( و لا تيأسوا من روح الله )
تنهد بحرقه مرددا
# و نعم بالله
ساله باهتمام
# فى ايه يا بنى ؟
قص على والده قصه الطلاق و رده لها فاستمعت منار للامر و رددت فى نفسها
# يا فرج الله …و لا يكونش العمل جاب نتيجه ؟
ظل سيف يقص عليه ملابسات الامر و الاخر يستمع له بتركيز و اهتمام و لكنه لم يتطرق لامر التسجيلات المصوره
ظل حديثه يعاد و يكرر داخل راسها و هى تجده حزينا الى هذا الحد فقررت فى نفسها ان تنهى الامر من اجل سعاده نجلها و بكريها فاتجهت للمطبخ لتنفذ اقوال الدجال لتضع الصوره بداخل اناء مملوء بالماء و انتظرت بجواره قليلا حتى تُسقيه منه كما امرها
اما طلعت فقد تنبه لولده جيدا و اجاب بعد ان بحث بعقله داخل الامر
# محدش هيقدر يفيدك فى الليله دى غير دار الافتاء و هم ادرى بالصح و الغلط و ايه الحل و اللى يتعمل فى مسأله زى دى ؟
شعر بقليل من الراحه بعد ان فضفض لوالده و وقف مستعدا للمغادره فسأله طلعت
# على فين ؟
اجاب بتعجل
# على دار الافتاء طبعا يا بابا
استحسن طلعت الامر و ودعه عند الباب فتوقف سيف هاتفا
# هدخل اسلم على ماما فضلت جنبى طول اليوم
توجه دون مقدمات للمطبخ فوجدها تمسك ذلك الاناء الشفاف و تلك الصوره الموضوعه به ظاهره بوضوح الشمس تسكب منه بعضا من المياه بداخل كوب
ارتبكت فور ان رأته يقترب منها بعيون جاحظه فتعلثمت بالحديث و هى تهتف بتردد
#ددد دا يا سيف
اقترب اكثر فلم تشعر الا و قد سقط الاناء من يدها ليتهشم فانحنى سيف يمسك بالصوره ليجد عليها تلك الطلاسم و كلمه الفراق المكتوبه بكل ركن من اركان الصوره فرفع وجهه ناحيتها لتحاول الحديث فصرخ بها
# اسكتى …. اسكتى يا امى عشان لو اتكلمتى هخسرك عمرى كله
القى بالصوره من يده على الارض و هرع للخارج و كلمه الدجال الهندى تتكرر فى اذنه مرارا و تكرارا
( صوره بفستان اسود مدفونه فى مكان وحش و ضلمه عليها طلاسم غريبه ممكن تفرق بينكم، دور عليها مع اقرب الناس ليك )
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
هل من الطبيعي أن يفقد الإنسان فجأة رغبته بالاستمرارية؟ يبهت هكذا.. بلا أدنى سبب؟!
– أحمد خالد توفيق
•••••••••••••••••••••••••••••••••
جالس بعتمه الليل بداخل ظلام حالك ، ليس فقط الظلمه التى تحيطه و لكن هناك ظلام داخله يتسع و يتسع حتى كون فجوه معتمه من الصعب تقبلها
ظل واقفا يستند الى سيارته ينظر للقاهره من اعلى جبل المقطم بعد ان خرج بعصبية فاقدا لوجه معينه لا يعلم ما العمل ؟
اغلق هاتفه بعد تكرار الاتصالات و الرسائل الوارده من ابيه و خطيبته و والدته و عمله ايضا و آثر على الابتعاد حتى يقرر ماذا يفعل
ربما لا يصدق بالسحر و الاعمال متذكرا قوله تعالى
(أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴿٧٧ يونس﴾)
ولكن السحر ذكر فعلا بالقرآن الكريم و ربط بين ما يحدث معه بالايام القليله المنصرمه و ما رأه من والدته فتنبه ان تكون استطاعت توظيف السحر لصالح رغبتها بفراقهما
و اكثر ما آلمه هو ان الطعنه اتت من اقرب الناس له كما اخبره الدجال الهندى بالمطعم فلم يقوى حرفيا على التحمل و خارت قواه فارتمى على الارضيه الترابيه و انتحب بصمت
••••••••••••••••••••••••••••••
ظلت حبيسه غرفتها بعد ان انهارت و بات امر انفصاله عنها مؤكدا بعد ان ارسلت له الكثير من الرسائل المكتوبه و الصوتيه ايضا و محاولاتها المستمره للتواصل معه و لكن دون جدوى
ما زاد وجعها هو معامله ابيها السيئه جدا لها خصوصا بعد ان عاد جمال و زوجته لبيتهما فاصبحت بمفردها مع والديها ليظل هشام يأنبها على فعلتها الحمقاء بل و يزيد الامر بتوجيه الاتهامات المجحفه و اللاذعه لها
# شايفك واحده سهله من غير رقيب …. حقه يعمل فيكى اكتر من كده
كلماته اصابتها بالاحباط و الخزى و تجرعت مرارته وحدها عندما لم تجد اى ردع من والدتها لاتهاماته و لا حتى دعم
نامت و دموعها تبلل وجهها و وسادتها و لم تتذوق اى طعام و اختارت الهروب من واقعها الاليم بالنوم ..نعم النوم لفترات طويله
دلفت والدتها الغرفه تحاول ازاله الستائر حتى تدخل الشمس هاتفه بتوبيخ
# العصر قرب يأذن و انتى لسه نايمه …قومى عشان مرات اخوكى زمانها جايه نشوف هنعمل ايه فى اللى ورانا؟
جلست بتذمر و هتفت بضيق و هى تضرب كفها بالاخر
# هنعمل ايه فى ايه يا ماما ؟
اجابت بعفويه
# البروڤه بتاعه الفستان و كنتى عايزه تشترى حاجات من وسط البلد….
قاطعتها بضحكه متهكمه مجيبه
# ده على اعتبار ان فى كتب كتاب بكره ؟
لمعت عينها بخضه و ضربت على صدرها بكفها متسائله بوجل
# هو فسخ الخطوبه ؟ قالك ان مفيش كتب كتاب ؟
حركت راسها باستسلام هاتفه
# يا ماما الموضوع منتهى من غير ما يقول …اولا لا بيرد عليا و لا كلمنى من اول امبارح من ساعه ما كان هنا ، و لا ظهر و لا كلم بابا فى اى حاجه ، و كمان مفيش راجل هيقبل على نفسه كده و سيف راجل يا امى ، راجل اوى اوى على رأى بابا
اجابتها بتهكم صريح
# و الراجل اوى اوى ده لما يفركش خطوبه هيسيبنا على عمانا لحد اخر لحظه يعنى ؟
قوست فمها مردده بحزن
#و هى محتاجه كلام ؟
قطع حديثهما رنين الباب فاتجهت فدوى لتفتح هاتفه
# اكيد مرات اخوكى ….قومى طيب على ما افتح لها
دلفت ليلى تبتسم بسمه مصطنعه هاتفه
# يلا يا عروسه عشان نلحق الاتيليه
اعادت عليها فدوى حديثها فرددت تفسر لها الامر
# لو سيف عايز يفركش كان قال لما جه اول امبارح …اكيد مشغول و بيدور ورا اللى بعت الفيديو
لم ترد تصديق كلمات زوجه اخيها حتى لا تتأمل بامل زائف و لكن قطع شرودها و حزنها صوت قرع جرس الباب فتنبهت حواسها و هتفت بلا شعور
# هو … ده اكيد هو
ربتت ليلى على كتفها و اتجهت لتفتح فوجدته يقف امامها شامخا كعادته فنظر لها ببسمه مقتضبه هاتفا
# السلام عليكم
ابتسمت له و تنحت للجانب حتى يدلف و هى تشير له بترحيب
# اهلا يا سيف …اتفضل
اخبرها و هو يتجه لغرفه الضيوف الملحقه بالصاله
# لو سمحتى اتصلى بجمال و عمى و بلغيهم ان انا هنا و خليهم ييجو
اماءت بصمت و تخوف من نظرته الجامده و طلبه باحضارهما من العمل على وجه السرعه فهرعت لغرفه دارين تخبرها الامر فقوست الاخرى فمها بحزن و هتفت
# عايزهم عشان يفركش
قالت لها ليلى بعد ان شعرت بانها على حق
# تفائلى بالخير يا دارين
سحبت نفسا عميقا بداخلها و زفرته باستسلام و ارتدت ملابسها قاصده الخروج و الجلوس معه للتحدث بالامر ريثما يأتى والدها و اخيها الاكبر
دلفت بخطاً مهتزه و متوتره فاستشعر وجودها من رائحه عطرها فاغلق عيناه ليستجمع نفسه بعد ان اصبح هشاً مكسور و محطم كزجاج الاناء الذى كان بحوزه والدته
اقتربت منه و نظرت له باعين معاتبه و هى تردد
# ازيك ؟
اماء براسه دون تعقيب فلاحت ابتسامه منكسره على وجهها و جلست بعيدا عنه على المقعد الموضوع بآخر الغرفه
ظلت صامته منتظره منه ان يستهل معها الحديث و لكنه لم ينبت بكلمه واحده فشعرت انه ربما يخجل من مفاتحتها بالامر فاستجمعت شجاعه زائفه و هتفت بصوت منخفض و لكن مسموع بالقدر الكافى
# مش هتتكلم ؟
رفع نظره ناحيتها لترى بعينه نظره حقا عجزت عن تفسيرها ، خليط خطر ما بين الحزن و الانكسار ، الضعف و اليأس ،الغضب و الكره
ظلت تفتش بين نظراته على نظره الحب ، العشق ، الولع او حتى اللهفه التى دائما ما امطرها بها و لكن لا شيئ …جمود و جمود الى النهايه
ابتلعت ريقا ليس بحلقها و هى تسمعه يتنحنح ليبدء حديثه معها بكلمتين لا غير
# لما الرجاله تيجى
حسنا …. هى الآن متأكده من الامر لا تحتاج لتفسير او تحليل ، لتدلف والدتها ترحب به هاتفه بموده
# اعملك قهوه و لا شاى يا بنى ؟
اجاب دون النظر اليها
# و لا حاجه …كوبايه ميه
اقتضبت من بروده و اتجهت صوب المطبخ لتحضر المياه فهمست باذن زوجه ابنها هاتفه
# البنت كان معاها حق … جاى يفركش يا ليلى
دمعت عيناهما و هى تكمل
# يا عينى عليكى و على بختك يا بنتى
ربتت عليها ليلى بحزن هاتفه بمواساه
# ربنا شايل لها الاحسن
سالتها بوجل
# كلمتى جوزك و عمك ؟
اماءت مجيبه
# ايوه و قالو هياخدو اذن من اشغالهم
رفعت يدها للسماء تتضرع لله
# ربنا يسترها معاكى يا دارين يا بنتى و ينصرك على كل الظلم ده
•••••••••••••••••••••••••••••
مع كل الافتراضات و التكهنات بل و الاتهامات التى رماها طلعت بوجهها امس من كونها زوجه و ام غير امينه على ما اعطاها الله لها و لم يعطها الفرصه للدفاع عن نفسها الا انها ابت ان تظل موضع المتهمه بتلك المعادله فظلت تهاتف وليدها و ترسل له الرسائل تشرح له الامر و لكنه قابل اتصالاتها بالرفض لينتهي به الامر مغلقا هاتفه حتى تلك اللحظه
هاتفت ابنتها لتأتى على وجه السرعه بعد ان قصت عليها مقتطفات مما حدث لتهتف بذهول
# معقول يا ماما كل ده يطلع من هايدى ؟
اجابت بحزن
# و اخوكى و ابوكى متهمنى فى الحكايه …محدش ادانى فرصه و لا سمعولى
اقتضب وجهها و هى تردد بدهشه
# طيب سيف و موقفه مفهوم …انما بابا ازاى ميسألكيش و يسمعلك ؟
حركت كتفاها بتعجب و دهشه و هى تهتف موضحه
# اول ما شاف الصوره فضل يزعق و سابلى البيت هو راخر و مشى ، و دلوقتى كوبايه الميه اللى هتفك العمل لازم سيف يشربها و الدورق اتكسر و مفيش غيرهم و اتصلت بالزفت الدجال ده قال لى مينفعش اعمل ميه غيرها
زفرت بضيق و اخذت تفكر و اردفت
# سبينى احاول اتكلم معاه انا يمكن يسمعلى!
سألتها بلهفه
# تكلمى سيف و لا ابوكى ؟
ابتسمت و هى ترفع اصبعيها السبابه و الوسطى هاتفه بدعم
# الاتنين ….الاتنين يا ماما
اماءت موافقه فامسكت هاتفها و اتصلت باخيها فوجدت هاتفه لا يزال مغلقا فزفرت بضيق و رددت
# لسه مقفول
سألتها منار
# معاكى رقم خطيبته ؟
اجابتها بحيره
# ايوه …بس مش بتقولى فى بينهم مشاكل و بعدين سيف زمانه فى الشغل دلوقتى
ايدتها بفرحه هاتفه
# صح انا ازاى ما اخدتش بالى ، اتصلى عليه فى الشغل يا ساره
اومأت بالموافقه و اتصلت و لكن اجاب مساعده هاتفا
# سيف باشا بقاله يومين مجاش الشغل ، و المأمور قالب عليه الدنيا
اغلقت بعد ان استمعت له فزاد قلقهما عليه لتستمع لصوت فتح الباب فوجدت زوجها يدلف باجهاد و تعب و ارتمى بجوار ابنته مرحبا بها بصوت متعب
# ازيك يا بنتى ؟
ربتت عليه هاتفه بحب
# ازيك انت يا حبيبى ؟… كنت فين يا بابا ؟
تنهد بتعب و اجابها
# بدور هلى سيف من امبارح ملوش اثر …حتى الشغل مراحش
سألته منار بحزن دفين
# سألت عليه عند خطيبته ؟
رمقها بنظرات حاده و اجابها بتقوس فمه
# و ايه اللى هيوديه بعد المشاكل اللى وقعتيه فيها ؟
انتفضت من مجلسها تهدر بحده
# حرام عليك يا طلعت …انا برده هازى ابنى ؟ ازاى تفكر فيا كده ؟
ابتسم بسخريه رافعا حاجبه لاعلى فتدخلت ابنته تقص عليه الامر فلمعت عيناه بدهشه و تعجب و هو يقول
# ايه …. هايدى هى السبب ؟ البنت دى اتجننت و لا ايه ؟
احلبت ساره بلهفه
# مش ده المهم دلوقتى يا بابا ، المهم اننا نلاقى سيف عشان يشرب الميه بتاعه فك العمل و ان شاء الله مشاكله تتحل
جلس و استتد بظهره على ظهر الاريكه و ردد
# انتى مصدقه فى الدجل ده ؟ ربنا هو الحافظ يا بنتى
هللت منار تردد بضيق
# و لما انت عارف كده متهمنى من امبارح انى السبب فى الخراب اللى بيحصل ليه ؟
اجابها بتنهيده حاره
# عشان السحر و الاعمال ربنا ذكرها فى القرآن يعنى موجوده ، بس محدش يقدر يضر حد الا باذنه وحده و ابنك بيصلى و بيعرف ربنا و صعب حد يقدر يأذيه بالكلام الفارغ ده ، انما انتى اذتيه فى نفسيته لما اتخيل انك ممكن تعمليله عمل
هتفت بقهره
# بس انا مظلومه و الله … ده انا اموت فدا ولادى
اماء مبتسما و معقبا
# يمكن يكون ربنا حب يدوقك يعنى ايه ظلم عشان تحسى بالمظلوم
علمت انه يقصد دارين بحديثه فاطرقت راسها بضيق و حزن و عادت تنظر له بتوسل هاتفه
# دور عليه يا طلعت …لاقيلى ابنى و فهمه انى مظلومه و انا و الله من انهارده مش هتدخل فى جوازته و لا هزعل خطيبته ابدا
••••••••••••••••••••••••••••••••
دارت معارك طاحنه برأسه و جلس منتظرا حضور رجال العائله فامتلئت الغرفه بالسكون القاتل الا من صوت تنفسها و تهدجها الواضح له انها تعانى و لكنه حقا بتلك اللحظه لا يستطيع التخفيف عنها او مواساتها و مؤازرتها فيكفيه ما يعاصره
تنحنحت بعد ان دام صمته طويلا هاتفه بصوت متحفز
# سيف!!
رفع وجهه ينظر لها فابتلعت بصعوبه و هتفت بغصه مؤلمه متنازله عن كبرياءها
# هتسيبنى ؟
لمعت عينه بدهشه مجيبا
# انا قلت كده ؟
اجابت و هى تحاول كتم بكاءها
# تصرفاتك بتقول كده
اطرق راسه بتعب مجيبا
# انا مضغوط جامد يا دارين ….ارجوكى متضغطيش انتى كمان عليا
لم تتمالك نفسها فبكت بقهره و ظنت انه سيتجه ناحيتها ليحتضنها ربما او ليطمأنها و يخبرها ان كل شيئ على ما يرام و لكنه لم يحرك ساكنا فحقا قد خارت قواه و لا يعلم احد بما يثور بداخله سواه
عندما لم تجد منه رده فعل رددت بقهره
# انا غلطت فى ايه ؟ ده كان جوزى…..
قطعت كلماتها فور ان رفع وجهه ينظر لها بحده و عيون تطلق شرر محذرا اياها
# انا كام مره اقولك متجبيش سيرته قدامى
انتفضت من مكانها هاتفه بضيق
# ليه ؟ فى الاول و الاخر انا كنت متجوزه و مش ذنبى انه طلع ندل و نصاب و خاولت اخد حقى منه و انا اللى رفضت
انتقض هو الاخر على اثر صياحها هاتفا بحده اجفلتها بل و جعلت كل من ليلى و فدوى يدلفا للغرفه فى محاوله بائسه منهما لفهم ما يدور
# اخر مره هحذرك يا دارين …. متجبيش سيرته قدامى ، انا بحاول انسى انك كنتى متجوزه قبلى و بحاول اتعايش ان فى راجل غيرى لمسك و الاكتر من كده بحاول انسى شكلك و انتى فرحانه و بترقصيله فبلاش تزودى الموضوع عليا
حاولت فدوى التدخل هاتفه بتردد
# اهدى يا بنى و كل حاجه و ليها حل
جلس يطرق راسه لاسفل مشعلا سيجارته هاتفا بضيق
# سيبونا لوحدنا يا جماعه من فضلكم
نظرا لبعضهما البعض بحيره فسحبت ليلى حماتها من ذراعها و خرجتا لتركهما بمفردهما كما ناشدهما
فور خروجهما وقف و اتجه ناحيتها منتصبا بطوله و هيبته و تحدث بجرأه
# انتى ازاى تسمحيله يصورك بالشكل ده ؟
اجابت باكيه
# كنت مديه الامان زى اى زوجه….انت مراتك مكانتش بتحاول تبسطك ؟
جحظت عيناه بغضب اهوج و رفع سبابته بوجهها مقوسا فمه محذرا
# داااارين …. اوعى فى مره تعملى مقارنات بينك و بينها ، و الاسوء من كده انك تقارنى بينها و بين الحيوان ده
شعرت كم ان زوجته الراحله خطاً احمراً لن تستطيع التجرؤ و المساس به فرقرقت صوتها هاتفه بضيف
# انا مش بقارن … انا بسأل اللى عملته ده كل الستات بتعمله و لا انا كنت حاله شاذه؟
ضغط باسنانه على شفته محاولا كتم النيران المندلعه بداخله و ردد
# فى كتير بيعملوه بس ….
قاطعته صارخه
# يبقا فين غلطى ؟
صاح مجيبا
# غلطك فى اختيارك ….غلطك فى تساهلك انتى و اهلك فى ابسط حقوقك ، غلطك كبير و اكبر من إن اى راجل يتحمله على نفسه
القى كلماته فامتعض وجهها ليستدير و يوليها ظهره عاقدا ساعديه خلف ظهره و نظر من نافذه الغرفه المطله على الشارع و ردد بزفير قوى
# انا بعمل المستحيل عشانك ، و الواضح انك مش شايفه اللى انا بعمله … بحارب فى ميت جبهه و انتى كل اللى يهمك ان كل الستات بتعمل كده
اخرج سجائره و اعاد اشعال اخرى ليحرق بها صدره و قلبه المحترق بنيران حبها و ردد و هو يزفر دخانها خارج رئتيه
# انا مش قادر اكمل بالطريقه دى و لازم ……
لم تمهله فرصه للتحدث فصرخت بانهيار
# متكملش …طالما حاسس نفسك مضغوط و بتحارب و مش قادر يبقا متكملش يا سيف و تحسسنى عمرى كله انك اتنازلت و اتجوزتنى
التفت ينظر لها على اثر صراخها و حديثها الهادر فقوس حاجبيه لتلمع عينه بالدهشه و هى تخلع محبسها و خاتمها و تمسك براحته تضعهما بداخله و هى تبكى مردده
# و انا اهو بعفيك من الحرج و من اى ارتباط بينا يا سيف
القت كلماتها بوججه و اندفعت قاصده غرفتها فاصطدمت بزوجه اخيها و هى تحاول ايقافها و لكنها كانت كالرعد الغاضب و المتهور لتصل غرفتها و تغلق الباب ورائها
ظل متجمدا بمكانه ممسكا بمحبسها ينظر له بشرود حتى وجد يد فدوى تربت عليه محدثه اياه برجاء
# معلش يا بنى …اعذرها ، اللى شافته يكسر اجدعها واحده و لولا ان دارين طول عمرها قويه كانت انهارت من زمان
رفع وجهه ينظر لها هاتفا بضيق
# اعذرها ؟ و انا مين يعذرنى و يحس بيا ؟
قوست فمها و ربتت عليه بحنو بالغ هاتفه بنبره اموميه
# حقك عليا انا سيف … احنا يا بنى منرضالكش الاذيه ، لو فعلا حاسس انك مش قادر تكمل ؟ حقك محدش يقدر يقولك حاجه
وقف متحفزا امامها يسحق اسنانه بغضب و سألها و هو يتجه للداخل قاصدا الغرف الداخليه
# فين اوضتها ؟
اشارت لخاصتها فاندفع بحده و فتح الباب دون تكبد عناء طرقه و ولج للداخل هاتفا بغضب
# دااارين
وجدها متكومه على فراشها بوضعيه الجنين تبكى بقهره و عبراتها شوشت رؤيتها لدرجه انها تعثرت بغطاء الفراش و هى تعتدل بجلستها صارخه بغضب
# انت ازاى تدخل عليا من غير استئذان ؟
دفع الباب بيده عنيفا لينغلق و ليلى و فدوى واقفتين بالخارج تتضرعا لله لحل الازمه
•••••••••••••••••••••••••••
جالسه على فراشها و تلتف حولها تابعاتها واحده تدلك قدمها و الاخرى كتفها و كأنها اميره متوجه على عرش السجن
انحنت احداهن تهمس باذنها بشيئ جعلها تبتسم و تهتف بانتصار من نصف عينها الماكره
# خليها تيجى
خطت سيده باحترام و انحنت تجيبها هاتفه
# جبتلك طلباتك يا معلمه
وضعت لواحظ قدم فوق الاخرى و سيجارتها بيدها هاتفه برضا
# اهو كده تنولى الرضا يا سيده هاتيه بقا
دست الاخرى يدها بصدرها و اخرجت منه هاتفاً محمولاً و ناولتها اياه فاخذته منها لواحظ و حركت قدمها بشكل مبالغ فيه و رددت
# روحى انتى يا سيده
ضربت باصابعها عليه و وضعته على اذنها تنتظر الاجابه فجاء صوته الغليظ هاتفا
# الو
اجابت بعنجهيه
# ايوه يا ابن عمى
زفر بصوت مسموع ممتغضا و مرددا
# خير يا لواحظ عايزه ايه ؟
هدرت به بشراسه
# ايه حكايتك ؟ انت فاكر اننا بنلعب ؟ منفزتش ليه اللى طلبته منك ؟
نظر امامه بتأفف و كأنه يراها و اجاب بصوت متهكم
# عشان يا ام العريف لو عملته زى ما انتى عيزاه هنتكشف ، اصبرى و انا هعملك اللى انتى عيزاه و اكتر كمان ، المهم بس ابعتيلى الوليه اللى تبعك دى بفلوس عشان اكمل
•••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل الواحد والعشرين
اقترب منها بهدوء و تريث و لكن نظراته عكست ما بداخله من نيران ثائره فتخوفت منه و ابتلعت لعابها بذعر و عادت للوراء بظهرها و هى تركز بصرها امامها تستمع له يتحدث و هو يحطم اسنانه من الغيظ
# هو انا مش قلتلك قبل كده الدبله دى ما تتقلعش من ايدك الا عشان تتحط فى ايدك التانيه ؟
اقترب اكثر حتى اصبحت محاطه ما بين الحائط و جسده الممشوق امامها ليستطرد بحده
# قلت و لا مقلتش ؟
انتفض كتفاها لاعلى من صياحه فدمعت عيناها اكثر لتتشوش رؤيتها اكثر فلم تلاحظ اقترابه الخطر منها و استنداه على الحائط الذى خلفها ليحاوطها بذراعيه بين جسده و بين الحائط و امسك يدها اليمنى و البسها المحبس و الخاتم و عاد لوضعيته مسندا كفيه على الحائط فيعود لمحاصرتها و انحنى مقربا فمه من اذنها هاتفا بهمس مثير
# مولاتى …..جميله الجميلات
رفعت وجهها تنظر له باكيه فمسح بابهاميه عبراتها المنسابه من مقلتيها فهمست بتلعثم
# يا سيف …انااا كنت بحاول اعفيك من الحرج
ابتسم و هو يلتقط عبراتها بفمه ملثما وجنتيها و عنقها و هتف باثاره
# هشششس ، بحبك
لثم ثغرها بقبله جامحه تذوق فيها عبراتها فحاول ان يهدئ من روعه قليلا حتى صارت قبله متمهله و رومانسيه طالت بعض الوقت حتى شعر بحاجتها للهواء فابتعد متفرسا وجهها الذى اصطبغ بحمره اثاره و خجل
اطال نظره لها فوجد حزنها لا يزال يتملك معالمها فتمعن بمقلتيها الخحزينتين و ردد
# بصى يا دارين …. انا هقولك كلمتين اعتبريهم نصيحه منى عايزه تاخدى بيها هترتاحى فى حياتك معايا بعدين ، مش عايزه تاخدى بيهم براحتك
ظلت منتظره منه ان يكمل فاستطرد مبتسما بخبث
# لو جوزك و معاكى منه عيال متسمحيش ابدا انك تتصورى بجسمك كده لاى سبب ، لان ببساطه لو اعتبرناه ابن حلال زيى كده فبرده فكره ان الموبايل ممكن يقع فى ايد حد من صحابه او انه يتسرق او يبوظ و ساعتها ممكن الحاجه دى تتشير على النت و تبقا فضيحه
اطرقت راسها بخزى و هتفت ببكاء
# عمرك سألت نفسك انا ليه حاولت انتحر و انا فى السجن ؟
أجابها و هو يستعيد بذاكرته ذلك اليوم الذى زعزع كيانه فهتف بحنق
# سألت نفسى كتير اوى و فكرت فى اجابات اكتر بس بجد ملقتش اجابه تقنعنى غير انك استسلمتى للهزيمه
اماءت بلا موكده
# لا… اليوم ده انا كلمته و هو هددنى بالفديوهات دى لو حاولت اجيب سيرته او افتح القضيه من تانى ، ساعتها الدنيا كلها ضلمت فى وشى …مش عشان اتصدمت فيه ؟ لا خالص ، بس عشان فكرت فى شكلى و شكل عيلتى لو نفذ تهديده
صمتت و اخذت انفاسها ببطئ مستطرده
# يعنى انا كمان مش مواففه ابدا على حاجه زى كده و اتعلمت درسى …او بمعنى ادق اتعلمت دروسى بطريقه مستحيل تخلينى اغلط تانى يا سيف ، عشان كده انا زعلت منك لما بوستنى بعد ما وعدت جمال ، حسيت ساعتها انك ….
صممت و انتحبت بكاءا فوضع اصبعه اسفل ذقنها بحنو مبالغ و عاد لهدوءه و هتف موضحا
# عارفه انا ليه بوستك دلوقتى برغم وعدى لجمال و بالرغم انك زعلتى منى لما عملتها ؟
حركت راسها بلا فاجابها
# لانك مراتى يا دارين … كلها اربعه و عشرين ساعه و تبقى على ذمتى رسمى و قدام الناس كلها
تلاعبت معه بالحديث هاتفه
# ممكن اى حاجه تحصل و تعطل الجواز على فكره و ساعتها …
وضع اصبعه على فمها ليمنعها من اكمال حديثها و هتف بتأكيد مقربا فمه من ثغرها هاتفا بنبره خطيره و انفاسه الساخنه تلفح وجهها
# الحاجه الوحيده اللى هتمنعنى من كتب كتابنا بكره هى انى اكون ميت
رفعت كفيها بلهفه و خضه مستنده بهما على صدره هاتفه بوجل
# بعد الشر عليك
انحنى ليلتقط شفتاها بقبله اخرى بث لها احتياجه و حبه و لكنه عندما وجدها لا تبادله ابتعد و همس باحتياج
# انا محتاجك اوى يا دارين …. عندى مشاكل كتيره اوى و محتاجك جنبى ، عايز احس بيكى و بحبك ليا عشان اقدر اكمل
عاد يقبلها باحتياج و كأنه يتوسلها ان تبادله القبله ففعلت و احاطت عنقه بذراعيها متعلقه برقبته ليسحبها من خصرها مقربا جسدها منه ضاغطا بقوه عليه و كأنه يؤكد لها انها ملكه هو فقط
لم يتوقفا عن التقبيل حتى سمعا طرقات خفيفه على باب غرفتها فابتعد بحرج يحاول هندمه نفسه و كبح اثارته التى شعر بها للتو ليجد ليلى و قد فتحت الباب تهمهم بخجل
# جمال و عمى على وصول …لو بس تطلعو بره بدل ما….
صمتت فابتسم لها فسألته
# اتصالحتم ؟
اماء لها و تلك الواقفه خلفه مختفيه بعيدا عن نظرات زوجه اخيها بفعل طوله الفارع فهمهمت بفرحه
# الحمد لله …ربنا يبعد عنكم اى حاجه وحشه
ردد بتضرع و لهفه
# آميين
ولجت للخارج و اغلقت وراءها الباب ليتعجب من فعلتها فعاود النظر لمعشوقته هاتفا ببسمه
# مرات اخوكى دى عسل
ابتسمت و اجابته
# جدا … انا مليش اخوات بنات بس هى حقيقى عوضتنى
التف بارجاء الغرفه هاتفا باعجاب
# اوضتك حلوه اوى بس ناقصها حاجه
رفعت حاجبها مستفسره فاجاب و هو يطبع قبله رقيقه على وجنتها
# ناقصها صورتى
دفعته بدلال و هى تردد
# و يا ترى اوضتك فيها صورتى ؟
اماء بلا هاتفا بحزن اعتراه فجأه
# اوضتى فيها صوره مراتى و بنتى ، انما بصى كده فى ايه جنب قلبى
اشار بيده للجيب الايسر لبدلته الميرى فمدت ساعدها بجرأه تفتش به لتخرج ورقه صغيره مطويه و بداخلها خط يدها مكتوب به ( بحبك يا سيف )
نظرت له بحيره و دهشه ممزوجه بعشق خالص و سألته
# هى دى ييي …؟
اماء على الفور موضحا
# ايوه يا ديدو … الورقه اللى كتبتيها فى المستشفى لما اعترفتيلى بحبك ليا
هتفت بصوت خافت مزعزع من فرط مشاعرها
# لسه محتفظ بيها كل ده ؟
قبلها من جبهتها مرددا بتأكيد
# و هتفضل جنب قلبى طول ما انا عايش
تلاعبت معه بملامحها النضره بحبه و سألت
# و صورتى ؟
اخرج هاتفه من جيبه و اضاء شاشته لتجد صورتها تحتل خلفيه الهاتف فابتسمت و تحركت لفراشها و اخرجت اطار زجاجى موضوع به صورتيهما معا اثناء خطبتهما كانت قد وضعته اسفل الوساده
رفعته امامه و هتفت
# و انا بنام كل يوم و انا بحضن الصوره دى
انطلق بجسده بسرعه اجفلتها فعادت للوراء و هو قاصدا ذلك حتى تستند على الحائط و احتضنها بقوه هامسا باذنها
# طيب ما تحضنينى انا بدل ما تحضنى الصوره
ضحكت بفرحه فعادت الطرقات الخفيفه على الباب و جاء من خلفه صوت ليلى الهادئ
# عملتك الشاى يا سيف و حطيته بره و قرب يبرد
احاب من هلف الباب
# جايين يا ليلى
••••••••••••••••••••••••••••
جلس برفقتهم صامتا بشكل يثير الريبة فهتف جمال يسأله
# خير يا سيف ؟ جايبنا من اشغالنا بالشكل ده ليه ؟
نظر لهم بتفحص و لكنه شعر بشعور مريب ما بين البوح بما جاء من اجله و ما بين إخفائه حتى لا يقع معهم بجدال يأخذ من وقته و ربما يتسبب بتأجيل عقد قرانه
اتخذ قراره بالنهاية فجلى صوته بسعله صغيره و ردد
# اولا كتب الكتاب بكره فى ميعاده
اماء هشام بفرحه خفيه و لكنه لم يعقب عليه و تركه يكمل
# و ثانيا انا عرفت مين اللى ورا الفيديوهات دى ؟
ضحك هشام بخفه هاتفا بسخرية
# هيكون مين ؟ اكرم طبعا
اماء مؤيدا و أعقب مستكملا حديثه
# و لواحظ المر
تجهمت وجوههم بدهشه مريبه و صرخت دارين تتسائل
# هى عايزه منى ايه بس ؟
اجاب و عينه ترتكز على شفتاها لا يستطيع ان يحيد عينيه عنها
# عايزه تنتقم
لاحظت نظراته الشرهه تجاهها فبللت طرفى شفتاها بلسانها فلمعت عيناه و ارسل لها غمزه عابثه رأتها ليلى و دارين فقط لتطرق الاخيره راسها بحرج و لا يخرجهما من لحظه الشرود تلك سوى صوت جمال الهاتف بغضب
# و العمل ؟
التفت اليه يستدعى جديه زائفه بملامحه مجيباً
# انا هتصرف متشغلش بالك …اكرم اخد اللى فيه النصيب منى و لسه ، اما بقا لواحظ فبمجرد ما اخلص كتب الكتاب هفضالها
رددت فدوى بتضرع
# ربنا يحميك يا بنى
وقف مكانه ينظر لهم بتردد هاتفا
# دلوقتى فى حاجه مهمه لازم تعرفوها
انصت له الجميع فاستطرد
# الحيوان اللى اسمه اكرم بيقولى انه رد دارين لعصمته …
صياحهم و ثرثرتهم جميعا فى نفس الوقت جعلته يتوتر قليلا و يعجز عن السيطره عليهم حتى اضطر لاستخدام صوته العالى صارخا
# بااااااس …اسمعوني طيب
ارتعش جسدها على الفور و دخلت بنوبه بكاء عنيفه و هى تنتحب صارخه
# ازااى ؟ انا كده ….
قاطعها بتأكيد
# متخافيش
تدخل جمال يسأله
# أنا مش فاهم حاجه يا سيف … انت مش بتقول ردها لعصمته ؟
ا
ماء مؤيدا
# ايوه بس زى ما قلتلكم ، كتب الكتاب بكره فى ميعاده
نظروا له بتعجب فابتسم و شرح لهم باستفاضه
# اول ما سمعته بيقول كده بقيت عامل شبهكم كده و حياتى كلها وقفت فى لحظه …بس
صمت و اخرج هاتفه و ظل يبحث به لبعض الوقت و استطرد موضحا
# روحت دار الإفتاء عشان اعرف الصح و اخدت فتوى تأكدلى انه مش من حقه يردها لعصمته باى شكل لا شرعى و لا قانونى
همهماتهم و استفسراتهم جعلته يخرج الفتوى من جيبه و أراهم التشريعات التى تؤيدها على الهاتف فالتقطها هشام و جلس يقرأها بصوتٍ عالٍ حتى يستمع له الجميع
(شروط الرجعة فى تلك الحاله المبينه :يشترط لإرجاع الزوجة من الطلاق الرجعيّ عدّة شروطٍ، منها
١/ أن يكون عقد النكاح صحيحاً؛ حيث لا توجد رجعةٌ في النكاح الفاسد، ومثاله: أن يكون الزواج دون وليّ. ألّا يكون الطلاق على عوضٍ، أو قبل الدخول، أو في حالة فسخ عقد النكاح
و هنا تنطبق حالتان الاولى الطلاق على عوض و الثانيه فسخ عقد النكاح
فإذا طلق الزوج امرأته مقابل تنازلها عن حقوقها، فهو طلاق في مقابل عوض، وهذا هو الخلع، وتقع به طلقة بائنة، لافتداء المرأة نفسها من الزوج بما قدمته له من عوض مالي ينهي هذه العلاقة مثل الخلع والطلاق على مال.
و اذا كان العقد غير موثق او قانونيا فيعتبر عقدا باطلا لذا يعامل و كانه تم فسخه )
بعد ان قرأ هشام تلك الفتوى و اتبعها بقراءته لتوثيقها من الهاتف و مواقع الفتاوى جلس سيف يشرح الامر للجميع مستهلا حديثه يتساءل
# اولا هل كان مكتوب مؤخر فى العقد ؟
اماء هشام فعاد يسأل
# اخدته بعد الطلاق و لا اتنازلت عنه ؟
اجابت فدوى بحده
# و لا اخدت حاجه …حتى العفش و الفرش ما اخدتهوش
اماء ببسمه فرحه مؤكدا
# يعنى اتنازلت عن حقوقها فى مقابل الطلاق؟
اماء الجميع و كأنهم بحصه مدرسيه يستمعون للمعلم و هو يشرح لهم الدرس بحرفيه شديده و هو يكمل
# و لو اعتبرنا العقد بتاع الجواز شرعى حتى بالتزوير ففى الزمن ده اى عقد غير موثق يعتبر غير صحيح و باطل عشان كده مجرد ما نطق كلمه الطلاق كانت علاقته بيها انتهت و مكانش فى لزوم لعده من اصله بس انا حبيت اخد بالاسباب و مدخلش فى اى حاجه ممكن يكون فيها شك تجنبا للشبهات
عادت نظرات الفرح و السرور للجميع فهللت ليلى بفرحه و أطلقت فدوى الزغاريد ليقطع حديثهم رنين هاتفه الذى قام بتشغيله للتو
••••••••••••••••••••••••••••••••
حاولت مرارا و تكرارا الاتصال به و لكن دون جدوى حتى التقط هاتف طلعت رساله بانه قام بفتحه فصاح محذرا
# استنى انا اللى هتصل بيه بدل ما يقفله تانى
وافقت على مضض و انتظرت ان يجيب فهتف
# ايوه يا بابا
سأله باهتمام
# انت فين من امبارح يا سيف ؟
اجابه متصنعا اللامبالاه حتى لا يلاحظ اهل دارين الأمر
# ابدا كان ورايا شويه مصالح بخلصها
عاد يسأله
# و فينك دلوقتى؟
اجاب بايجاز
# عند خطيبتى
تعمد نطق تلك الكلمه بذلك التوصيف و ليس اى توصيف آخر و كأنه يؤكد لنفسه و لها و لعائلتيهما ان امورهما على ما يرام فابتسم طلعت بفرحه هاتفا
# طيب الحمد لله انك بخير يا بنى ، بس فى حاجه لازم تسمعها منى ضرورى جدا
امتعض وجهه فهو لا يريد ان يدخل بنقاش يخص امه الآن فهتف متهربا
# اخلص اللى ورايا و هبقى اعدى عليك بالليل يا بابا انا ورايا مليون حاجه
وافق و سأله
# و كتب الكتاب ؟
اجاب بإيجاز
# بكره فى ميعاده ، هعدى على الدار بتاعه المناسبات اشوفهم خلصو كل حاجه و لا لسه و بعدها هعدى عليك
اغلق مع والده و نظر لهشام هاتفا برجاء
# عمى ….انا ممكن آخد دارين و ننزل نكمل حاجتنا
سأله الاخر
# حاجه ايه ؟
اجاب و البسمه تزين ثغره
# كان عندها ميعاد للفستان و انا كمان مستلمتش البدله و عايز اعدى على دار المناسبات عشان اتفق مع المأذون ، يعنى كام مشوار كده نخلصهم ع السريع
قوس هشام فمه و ردد برفض مقنن
# روح انت خلص مشاويرك و دارين تنزل مع اخوها و مراته
تجهم وجهه من تحكماته الزائده عن الحد فردد بصوت حاد قليلا
# يا عمى انا لولا وعدت انى هعملها فرح كنت قلبتها دخله عشان اخلص من وجع الدماغ ده
احتدت تعابيره و هو يهتف
# وجع دماغ ؟
صحح له الامر
# مقصدش حضرتك طبعا ، اقصد الوقت اللى بيضيع و الترتيبات اللى مبتخلصش ده غير المشاكل اللى عماله تظهر
اماء متفهما و لكنه اصر على رفضه متحججا
# ما هو مش سلق بيض اصله ، روح بس خلص عشان تلحق
مسح وجهه بكفه و نظر له بضيق و ردد
# يا عمى انا بستأذنك اخد دارين و ننزل سوا
نظر هشام لنجله الاكبر فرأى موافقه منه فاماء باستسلام لينظر سيف بلهفه هاتفا
# غيرى هدومك بسرعه عشان نلحق
••••••••••••••••••••••••••••••••
قاد سيارته متوجها لدار الازياء حتى تستلم فستانها و فور ان دلفت استقبلتهما مديره المكان و هتفت بترحاب
# اهلا اهلا بالعروسه …اتاخرتى ليه ؟
اجابتها بصوت رقيق
# معلش كان ورانا شويه حاجات
اماءت لها معقبه
# طيب ادخلى قيسيه عشان اشوف مقاسه اتظبط و لا لأ؟ لاننا اضطرينا نقص منه كتير جدا لانه كان واسع
نظرت لسيف هاتفه بحرج
# طيب استنانى فى العربيه يا سيف على ما اخلص
حرك راسه رافضا و غمز لها هاتفا بمشاكسه
# عايز اشوف الفستان
رددت بتخوف
# فال وحش يا سيف
صدحت منه ضحكه عاليه مرددا بسخريه
# ده فستان الدخله مش كتب الكتاب
دلفت بحرج و ارتدت و خرجت فلمعت عيناه بجمال خلقه و ما رآه فابتلع لعابه بنهم من جمالها بذلك الزى الاحمر النارى و لكنه تجهم قليلا و هى تسأله
# حلو ؟
امعن فيه النظر و ردد بتأفف
# عريان
نظرت له بحيره و ابتسمت هاتفه
# يعنى حلو ؟
اجاب بحده
# اه يا دارين حلو لو قميص نوم مش فستان لكتب كتاب بدار مناسبات جوه مسجد يا ماما
ابتلعت بخجل و هتفت
# هلبس الشال بتاعه
زفر بضيق و اماء مرددا
# و رينى شكله بالشال
وضعت الشال فوجده حقا لم يستر الكثير فهتف بحنق
# انتى محتاجه عدله جامده ، بس انا قدها و هعدلهالك بس الصبر حلو
سألته بتوجس
# افهم من كلامك ده ايه يا سيف ؟
وقف و اقترب منها و وضع أنامله على وجهها و هتف
# يعنى دى اخر مره تلبسى اللبس ده يا دارين و الا …
صمت متعمدا ليزيد من توترها و استنتاجاتها فهتفت بتلعثم
# و الا ايه ؟
ابتسم و هو يقبل جبينها هاتفا بحب
# و الا هزعل منك اوى اوى و مش هكلمك تانى
ضحكت من طيبته و طريقته السلسه فى طلب ما يريد فاستطرد بغزل
# بغير عليكى من نفسى و مش عايز حد يشوف حاجه بتاعتى و تخصني
اماءت و هى مخدره تماما امام ما يدور حولها ، انتهت من تغير فستانها و قاد بسرعه متجها لدار المناسبات هاتفا باستعجال
# نخلص هنا الاول و بعدها هطلع على الترزى اشوفه خلص البدله و لا لأ؟
و بالفعل تم كل شيئ بسرعه و اتجه لسيارته و هو مخللا اصابعه بخاصتها و قاد بسرعه باتجاه الخياط و لكنه تنبه فور ان وصلت سرعه السياره لما فوق الستين كيلومترا ان مكابحها لا تعمل بشكل جيد
ظل يحاول ايقافها او ابطاءها و لكن دون جدوى و كأن المكابح اصبحت هلام لا وجود لها
امسك عجله القياده بقوه و نظر بجواره لدارين المنغمسه بتفحص ثوبها بداخل غلافه البلاستيكى فرحه كطفل اشترى لتوه ملابس العيد
زفر انفاسه و حطم أسنانه و هو يتضرع للمولى بانقضاء الامر سريعا و هتف بصوت خشن
# دارررين … اربطى الحزام كويس
إجابته بتلقائيه
# ربطاه يا سيف
اعقب عليها
# وطى و دخلى وشك بين رجليكى و حطى ايدك على راسك جامد
نظرت له بارتباك فنظر لها ببسمه عشق خالص و هتف
# انا بحبك
سألته بتخوف
# هو فى ايه ؟
أجابها بإيجاز
# مفيش فرامل
لمعت عينها فهتف يؤازرها
# اهدى و اعملى اللى بقوله و أرمى تكالك على الله
فعلت ما امرها به فنظر للطريق امامه و حاول احتساب الأمر سريعا ليحاول ايقافها باقل الخسائر حتى وجد ضالته بموقع بناء و جبال من الرمال تحيط المكان فتوجه ناحيتها و هو يردد الشهادتين بصوت اجفل تلك المزعوره بجانبه
# اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
نحيب و بكاء يصدح حوله و السيدات يتلفحن بالسواد و نحنحاتهم الباكيه تصل لشهقات على وجع الفراق
ظل يتلفت بعينه ينظر للاوجه المألوفه حوله و ذلك العزاء الجالس به يشعر بتقطع اوصاله ، هل فقدها حقا؟ ما لعنته مع الفراق و الوجع ؟
استمع لصوت والدته تقرأ آيات من القرآن الكريم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [٤] آل عمران
ابتلع غصه بكاءه و استند بمفرقه على مسند المقعد و اسند عليه رأسه و هو يمنى نفسه بانه يحلم لا محاله
كل شيئ مألوف و كأنه حدث معه من قبل ….هل يعاصر تلك الظاهره المسماه ب Dejavu ام ماذا ؟
شعر بتيبس جسده و آلام تجتاح اضلعه و هو يعاصر حمله للنعش و حضوره مراسم الدفن انتهاءا بالعزاء فمن اين يتمنى ان يفيق من حلمه بعد كل ذلك ؟
هل يمكن ان يصبح الحلم حقيقه لدرجه ان يؤلمه جسده هكذا ؟ اخترق اذنه صوت والدته التى تتضرع الى الله بصوت راجى و مناجى لرب العالمين هاتفه
# يا رب نجيه
تشنج جسده اكثر و اكثر و فتح عينه بذعر ليجد نفسه على فراش المشفى و موصول بيده انبوبا مغذيا فانتفض جالسا بصياح
# داااارين
هرعت والدته تربت على كتفه بمهادنه هاتفه بلهفه
# الف حمد الله على سلامتك يا حبيبى …. الف حمد الله على السلامه يا سيف
نظر لها بشرود و خوف بصوت متحشرج
# دارين ؟
ربتت عليه هاتفه
# كويسه يا بنى متخافش عليها ، انت اللى عندك ارتجاج فى المخ
جلس و حاول اخراج انبوبه المغذى بيده فصرخت برفض
# لا يا سيف ….سيبه يا بنى
تجهم وجهه و سألها
# دارين فين ؟
اجابته على الفور عندما رأت حالته غير مهتم بنفسه و لا يهتم سوى لها
# فى الاوضه اللى جنبنا …. متقلقش يا حبيبى هى كويسه
ضغط على زر استدعاء التمريض فدلفت الممرضه بسرعه تسأل باهتمام
# حمد الله على السلامه …حضرتك كويس ؟
اماء لها فاعقبت
# هبلغ الدكتور انك فوقت عشان….
قاطعها بحده
# فكى البتاع ده
اشار على انبوبه المغذى فابتسمت له هاتفه بتفسير
# مش هينفع ،انا هنادى على الدكتور و هو ….
صاح مقاطعا بحده اجفلتها آمرا
# بقولك شيليه حالا
نظرت لوالدته تطلب منها الدعم فالتفت بحده يرمق والدته بنظرات حاده فما كان لها سوى ان اماءت للممرضه تأمرها بطاعته ففعلت على مضض
اندفع من الغرفه قاصدا غرفتها فوجد جمال يقف بالردهه يدخن سيجارته فاقترب منه الاخير هاتفا
# حمد الله على السلامه يا سيف
اماء دون تعقيب و امسك مقبض الباب و فتحه و اتجه لفراشها فوجدها تغط بالنوم فجلس بجوارها و هو لم يلاحظ وجود والديها بالغرفه و انحنى يقبل جبهتها هاتفا بصوت خافت مذعور
# دااارين … كنت هموت عليكى
احتضنها دافنا اياها بين اضلعه و هو يكمل
# الحمد لله يا رب انه حفظك ليا
سمع صوت نحنحه والدها و كأنه ينبهه بوجودهم فنظر خلفه و سأل والدتها
# هى نايمه ليه ؟
اجابته و هى تتوجه ناحيته تحدثه بهدوء
# متقلقش يا بنى …الحمد لله جت سليمه
نظراته الواجمه للجميع حوله و صوته الغاضب و هو يسألهم عن سبب نومها و عدم ادراكها جعل والده يقترب منه محاولا تهدئته
# اهدى يا سيف اهلها بيطمنوك اهو عايز ايه اكتر من كده ؟
سأل بحده
# طيب ليه مش فايقه ؟
اجابته فدوى بمهادنه
# عطينها منوم يا سيف ….كانت منهاره عليك و عماله تصرخ و الدكاتره ملقتش حل غير كده
اقتربت منار تربت عليه هاتفه
# اطمن بقا انت لسه تعبان
رمقها بنظرات حاده و كأنه يحملها ذنب ما حدث فضربتها نظراته بمنتصف قلبها و لكنه لم يهتم و لاول مره يكن قاسيا هكذا
جلس بجوارها و امسك راحتها يقبلها و عيناه تدمع هاتفا
# اوعى توجعينى فيكى يا دارين
دلف الطبيب مبتسما و هتف بحبور
# حمد الله على السلامه يا سيف باشا
لم ينظر له و لم يعقب عليه فاكمل
# ممكن تتفضل معايا على الاوضه بتاعتك عشان افحصك و اطمن عليك ؟
اجاب بايجاز
# مش وقته …لما تفوق
صحح له الكلمه مرددا
# قصدك لما تصحى لانها نايمه يا فندم
حرك وجهه تجاهه و صر على اسنانه مؤكدا
# يبقا لما تصحى يا دكتور
ابتسم الطبيب مره اخرى له و حاول اقناعه مرددا
# طيب هى قدامها نص ساعه و تصحى ، و الكشف بتاعك مش هياخد عشر دقايق فإيه رايك افحصك على ما تصحى هى ؟
ابتسمت اخته له هاتفه برجاء
# عشان خاطرى يا سيف …. اسمع كلام الدكتور
وافق على مضض و تحرك بتكاسل تجاه غرفته حتى يقوم الطبيب بفحصه و فور ان انتهى سأله
# هى اخبارها ايه يا دكتور ؟
اجابه بعمليه
# مفيهاش اى حاجه …. مجرد كدمات خفيفه جدا ، دخول العربيه تل الرمل خفف من اصر التصادم
سحب نفسا عميقا زفره خارجا براحه و ارتياح و استند بظهره على الفراش فاستأذن الطبيب للمغادره
اقترب والده يحدثه بهدوء
# ايه اللى حصل ؟
اجابه و هو يركز نظره بنقطه امامه
# حد قطع فرامل العربيه
احتدت تعابير طلعت و هو يسأله بغضب
# بفعل فاعل يعنى ؟
اماء مؤكدا فاجهمت ملامحه و هو يتفرس ملامح نحجله متسائلا
# مين ؟
اخذ نفسا عميقا و نظر لوالده بصمت و عاد يطرق راسه متنهدا بتعب فردد طلعت
# خليها على الله يا بنى
علق
# و نعم بالله
ابتلع لعابه و ردد بتردد
# طيب اسمعنى شويه عشان كنت عايز اوضحلك حاجه مهمه
رفع يده امامه هاتفا برفض
# لو هتتكلم فى موضوع ماما فبلاش دلوقتى ، انا مش مستحمل حاجه
هادنه بحب
# انت تصدق فى امك كده ؟
علل بصياح
# شفتها بعنيا يا بابا
ابتسم هازءا
# زى ما شاقت دارين عريانه فى بيتك كده ؟
تجهمت ملامحه و هتف موضحا
# قصدك بالبرنص يا بابا مش عرياته
ردد بايحاز
# و ليكن
فهم ما يرمى اليه والده فقضم شفته و استمع لوالده يقص عليه امر هايدى و ما فعلته و محاوله والدته اصلاح الامر بعد ان علمت به فتوغل الغضب بقلبه تجاه ابنه خاله و اغلق عيناه فى محاوله لكبح غضبه
ربت والده على ظهره مرددا
# صالح امك يا سيف هى ملهاش ذنب ، و الحكايه دى خلتها حست يعنى ايه ظلم ؟
ابتسم و اكمل بمزاح
# مشفتهاش و انت نايم و هى عماله تحضن و تبوس فى خطيبتك و بتحاول تهديها و تطمنها عليك
رفع وجهه مبتسما عندما جاء ذكرها و سأله
# دارين كانت منهاره اوى ؟
اماء معقبا
# بصراحه مكنتش متخيل انها بتحبك بالشكل ده ؟ ده محدش كان قادر عليها و بتوع الاسعاف قالولى انها خرحجتك من العربيه و كان هاين عليها تشيلك و تجرى بيك فى الشارع
ابتسم بفرحه و شعر بغبطه من السعاده لاحساسه بحبها و مشاعرها التى ترضى عشقه المتيم بحبها
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
تلقت مكالمه من ابنه اخيها فانزوت للجانب بمفردها حتى تجيب عليها
# عايزه ايه تانى يا هايدى ؟انا مش قلتلك تبعدى عنى و عن ابنى و كفايه اوى اللى حصل
بكت بشهقات عاليه تهتف بوجع
# كلام بابا بجد يا عمتو ؟ سيف عمل حادثه ؟
اجابتها بصوت غاضب
# ايوه …و كان هيموت فيها ، و اكيد عارفه السبب و لا تحبى افكرك؟
ابتلعت لعابها بحرج هاتفه من بين بكاءها
# طمنينى عليه يا عمتو ! هو كويس ؟حصله حاجه ؟
زفرت بضيق و تحدثت بنبره استطاعت الاخرى تمييزها جيدا تجمع ما بين الجذع و الضغينه
# جاله ارتجاج فى المخ و جسمه كله كدمات و كانو خايفين يكون عنده نزيف داخلى ، لولا ربنا عليم بحالى و سترها معاه …ربنا يسامحك و يكفينا شرك
تحول بكاءها لصراخ حاد اصم اذنها و هى تتوسلها راجيه
# عشان خاطرى يا عمتو …. و حياة سيف و ساره عندك اوعى تقوليله ان انا السبب ، انا و الله روحت للشيخ ده تانى….
قاكطعتها منار بهدره عنيفه و شرسه
# تانى …تانى يا هايدى ، يا بنتى ارحمى نفسك عشان خاطر ابوكى و امك على الاقل
اعترضت على شراستها هاتفه بحده
# ما انا روحت تانى عشان يبطل العمل و يوقف السحر يا عمتو مش رايحه اتدلع يعنى
نقمت عليها من تصرفاتها المتهوره و طريقتها الفظه فى الحديث فلم تتعب نفسها عناء الرد عليها سوى بكلمات مختصره و مقتضبه
# انا ابنى ربنا هو اللى حافظه ، ابعدى عننا يا هايدى
سألتها بضيق
# ما الفرح اتلغى و سيف كويس يعنى خلاص يا عمتو ابعديها عنه بقا
هدرت بها بحده هاتفه
# آخر مره هحذرك يا هايدى ، ابعدى عن ابنى
سألتها بغضب
# يعنى خلاص وافقتى يتجوز رد السجون دى ؟
اجابتها باغاظه
# اه وافقت و هعتبرها بنتى من انهارده و لو حاولتى تهوبى ناحيتهم انا اللى هقفلك
اغلقت بوجهها و توجهت لغرفه نجلها فوجدته يتحرك بخطوات متمهله قاصدا غرفه حبيبته فامسكته من ذراعه راجيه
# سيف يا ابنى … اناااا
صمتت بتعثر و لم تسعفها الكلمات فربت على كتفها هاتفا
# بعدين يا ماما …بعدين نتكلم
اعترضت طريقه مردده
# بس …
قاطعها متجها للغرفه المجاوره
# بابا قالى على كل حاجه … انا هعتب عليكى فى حاجات تانيه يا امى ، بس مش دلوقتى سبينى اطمن على خطيبتى ارجوكى
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تفاءل…….
ليس لان ظروفك مثاليه
و لكن ……
ربما حولك من يستمد القوه من تماسكك و يستقى الامل من بسمتك
تجرع الالم و هو جالس بجوارها يتخيل ماذا لو خسرها ؟ كيف ستؤل حياته و ما لعنه ابنة خاله الوقحه ؟ فكيف لها ان تغضب الله و تشرك به عز و چل ؟
تململت فى نومتها فتحرك ساعدها بعفويه فتلمست كف يده المسند بجوارها فتخطى شعوره تلك اللحظه حاجز الحب و الهيام
خلل اصابعه بخاصتها و احنى راسه يقبل اناملها البارده بحب و عبراته تترك جفنيه لتستقر بين فراغات اصابعها
شعر بيدها الاخرى تربت على شعره فانتفض جالسا بجوارها هاتفا بلهفه
# دااارين …حبيبتى
ابتسمت له و اردفت
# الحمد لله انك بخير يا سيف ، انا كنت هموت من الخوف عليك
لم يتمالك نفسه فسحبها داخل احضانه غير عابئا بوجود عائلتيهما بالغرفه فدفن وجهه بتجويف عنقها و اخذ يسحب رائحتها بداخله هاتفا بصوت مكتوم من اثر دفنه لرأسه
# ده انا اللى كان هيجرالى حاجه لو روحتى منى ، انتى مش متخيله انا بحبك قد ايه ؟
تنحنح هشام بصوت مسموع فابتعد عنها مرغما و ناظرا حوله بحرج
# اسف يا عمى
اعوج فمه و هو يجيبه
# طيب نهدى شويه عشان كده غلط
زفر بضيق و تحدث بغلظه
# معلش هو ايه اللى غلط يا عمى ؟ ده كتب كتابنا بكره يعنى فاضل اقل من ….
تدخلت فدوى هاتفه بدهشه
# انت مش هتأجله يا بنى ؟ ده انت و هى متبهدلين و الكدمات ماليه وشكم و جسمكم
ليقاطعها هشام بغضب
# و فى الاخر كان بكره و لا بعده فإسمه كتب كتاب مش دخله
انتصب بوقفته و نظر له بحده فامسكت دارين راحته تترجاه ان لا يدخل معه بنقاش او ان يحتد عليه ففهم رجاءها الصامت فابتلع لعابه فى محاوله منه ان يكتم غيظه و ردد بهدوء مصطنع
# لو عليا كان نفسى تكون دخله يا عمى …بس اعمل ايه فى الوعد اللى وعدهولك بانى اعملها فرح ؟
اماء هشام بضيق
# و لحد ما تبقا دخله متنساش نفسك مع بنتى و الا قسما بالله ….
هنا تدخل جمال بمهادنه يسحب والده و يهمس باذنه
# مش كده يا بابا …هو اللى معملنهوش مع الكلب اكرم هتطلعه كله على سيف؟
احتدت نظراته لنجله فاكمل جمال حديثه
# اهدى محصلش حاجه لكل ده بلاش شوشره و امه اصلا مش طيقاها، متديهاش فرصه تمسك علينا موضوع
زفر باستسلام و ثبت نظراته عليه هاتفا بتساؤل
# انا شايف انكم تأجلو كتب الكتاب عشان …
قاطعه سيف مهللا بفزع
# لااااء…. مفيش حاجه هتتأجل
هتفت منار توضح له
# يا بنى مش هنلحق …الساعه داخله على نص الليل و الدكاتره عايزينكم اربعه و عشرين ساعه تحت الملاحظه و …
قاطعها بسؤاله المفاجئ
#احنا هنا من امتى ؟
اجابت
# من سته المغرب
اماء براسه
# تمام يبقا سته المغرب بكره يكون عدى اربعه و عشرين ساعه و بعدها نطلع على الدار
هتفت فدوى بحرج
# و الكوافير و الفستان و الصور و …
قاطعها يسأل
# كل ده مش مهم ، و امره سهل ، لو على الكوافير و الصور يبجو هنا و نلبس فى المستشفى و نطلع على الدار على طول كده كده الحجز بعد صلاه العشا
صدمه اصابت الجميع من تلهفه فهمست فدوى بحزن
# يعنى يوم زى ده ييجى بختها انها تلبس و تتصور فى المستشفى ؟
اجابها و هو ينظر لدارين نظره عاشقه مرددا بسخريه
# نحن نختلف عن الآخرون يا حماتى و هتبقا ذكرى جميله ان شاء الله
صمت ينظر لها منتظرا موافقتها فاماءت بصمت و بسمتها تزين وجهها ففرح على الفور و صرخ بلهفه
# و العروسه موافقه يا جدعاان بقا ما تسمعونا زغروطه
صدحت الزغاربد من فم ليلى و ساره فاقترب منها و همس باذنها بنبره خطيره
# بكره زى دلوقتى هبوسك براحتى و قدام ابوكى و يبقا يتكلم معايا
كتمت شهقتها بيدها و نظرت له بحرج فغمز لها بطرف عينه و هتف و كأنه تذكر للتو
# ماله الفستان بتاعها ؟ جراله حاجه ؟
اجابت فدوى بحزن
# اتقطع و اتبهدل
شرحت دارين الامر هاتفه
# راسك اتفتحت و مناخيرك كانت بتنزف فملقتش قدامى غيره فقطعته و ربطلتك دماغك بيه
امسك راحتها و قبلها من داخلها و ردد بمشاكسه
# احسن …مكانش عاجبنى من الاساس
رسمت الامتعاض على وجهها فانحنى يردد بنبره ذات مغذى
# مش اتفقنا انها اخر مره تلبسى بالمنظر ده ؟ و اهو ربنا محبش نغضبه فى يوم زى ده و فى بيته و سبب الاسباب …يبقا نتلم و تدارى لحمى ده اللى عايزه الناس تتفرج عليه
تحرجت من وصفه الجرئ فاطرقت راسها بخجل فابتسم و توجه لزوجه اخيها و ردد برجاء
# لو سبتلك مهمه الفستان هتعرفى تنفذيها
اجابت ببسمه فرحه
# هشترى جاهز و الامر لله
تدخلت ساره تعرض خدماتها
# انا ممكن اروح معاها عشان ….
قاطعها مرددا
# انتى وراكى حاجات تانيه
نظرت له بحيره فاكمل
# بدلتى …هتروحى تستلميها من الترزى
هتفت ليلى باقتراح
# طيب انا ممكن انزل مع ساره نجيب البدله و الفستان و نمر على الميك اب ارتيست نجيبها معانا على هنا
اماء باستحسان و نظر لجمال مرددا
# انا مليش اخوات صبيان …بس هعتمد عليك فى الحلاق و المصور
ضحك و ضرب كفه بالآخر موافقا
# حاضر … انا بشوف العجب على ايد اختى و الله
••••••••••••••••••••••••••••••
لاحت خيوط النهار الاولى فاسترق السمع لصوت آذان الفجر يصدح من حوله و تخلله صوت همهمات والدته الجالسه ارضا تتضرع لله ان يحميه و هى تقرأ آيات من الذكر الحكيم
فتح عينه و ابتلع مراره حلقه هاتفا بصوت ناعس
# ماما
انتفضت من على سجاده الصلاه و اتجهت نحوه تضع راحتها فوق رأسه تطمأن عليه هاتفه بلهفه
# ايه يا حبيبى ؟ عايز حاجه يا سيف؟
اماء معقبا
#عطشان اوى
ناولته زجاجه المياه فتجرع منها كم كافى استقى منه و وقف هاما بالتحرك فسألته بحيره
# رايح فين يا بنى السعادى ؟
اجابها بتلقائيه
# اكيد فى مسجد فى المستشفى يا امى هصلى الفجر و ارجع على طول
لم تحاول اثناءه فهى تعلمه جيدا و انه يستحيل ان يفوت صلاه الفجر بالاخص فابتسمت مردده
# خد بالك على نفسك
اجابها و هو يتجه للخارج
# ربنا هو الحافظ يا امى
انتهى من صلاته و عاد و لكنه استرق الخطوات تجاه غرفتها و طرق بخفه فسمع صوتها مرددا
# ادخل
دلف فوجدها تجلس على الفراش و والدتها تنام عميقا على الاريكه غاطه فى سباتها فاقترب منها و سألها باهتمام
# منمتيش ؟
أجابته و هى تضع راحتها على وجهه تشتشعر سخونته
# نمت و صحيت على صوت الاذآن
استيقظت فدوى من صوتهما الهامس فهتفت بحرج
# انت هنا سيف ؟
اعتدلت لتهندم من نفسها فحاول ان يلغى حرجها منه هاتفا
# ماما صاحيه فى اوضتى يا طنط لو حابه ترتاحى على سريرى شويه ، مشكله المستشفيات بتاعتنا انها بتمنع المرافق عشان كده كل الغرف فرديه
اماءت باستحسان هاتفه
# اما اروح ادردش معاها شويه
فور خروجها طبع قبله على وجنتها و ردد بمشاكسه
# مفيش حد فى عيلتك بيركعها يا ديدو انتو عسل اوى
تحرجت من تلميحه فاطرقت رأسها بخزى فامسك ذقنها هاتفا بتمنى
# بس انا متأكد انك هتلتزمى فى الصلاه من هنا و رايح …. مش كده ؟ احنا كان بينا و بين الموت شعره
اماءت بصمت فاقترب منها اكثر و سحبها لتستقر داخل احضانه و هو يستشعر دفئ جسدها بين ذراعيه و قبلها اعلى رأسها فشاكسته هاتفه
# و بالنسبه للبوس و الاحضان و انت لسه مصلى الفجر
ابعدها قليلا ليتفرس ملامحها و هى تضيف بمداعبه
# و لا دى نقره و دى نقره تانيه ؟
رفع حاحبه الايمن و امال بجسده ناحيتها هاتفا بنبره خطيره مؤججه للمشاعر
# كلها كام ساعه و كلامك ده ميعنيش شيئ و انا اصلا من اللحظه اللى خطبتك فيها ربنا شاهد عليا انك مراتى من لحظتها
تنهدت تنهيده حارقه و هى تدفن نفسها بصدره هامسه بصوت رقيق
# انا بحبك اوى يا سيف
ابتسم و شعر بالرضا من تصريحها لحبها الذى لا يمل منه ابدا فخرج عن طور سيطرته لنفسه و ابعدها قليلا عن احضانه و رفع وجهها بسبابته و نظر بعمق عينها مرددا
# و انا بعشقك يا مولاتى
سحب شفتيها بقبله مؤججه كانت ابلغ من اى تصريح بالعشق و بادلته هى اياها متعلقه برقبته فما كان الا و اعتلاها فجأه و ظل يقبلها حتى خرج صوتها الضعيف من بين قبلاته ترجوه
# سيف …. كفايه ، كده غلط
ابتعد بصعوبه يلهث بانفاسه و ظل يتفرس ملامحها النضره و وجهها المصبوخ بحمره داعبت مشاعره المشتاقه فاقترب من اذنها هامسا لها بوقاحه
# انا هنهار لحد الدخله و هغلط كتيييير
ارتبكت من وقاحته الحديثه عليه و قلبت جفنيها لتشبه الجرو الصغير فابتسم لملامحها الطفوليه و انحنى يهمس من جديد
# لااا براحه عليا ، شكل الطفل الكيوت ده هيزود الموضوع معايا
اندهشت من حديثه فاقترب يقبلها بشراهه حتى سمع طرقات على الباب فتنحنح و اعتدل بجسده لتدلف الممرضه فابتسمت بحرج لملامحهما الواضحه للعيان و هتفت
# روحت اقيس لحضرتك الضغط بس عرفت انك هنا
لم يعقب عليها فاقتربت منهما و هتفت
# ممكن ترفع كم البيچامه
فعل فنظرت لها هاتفه
# هخلص معاه و بعدين اقيس لك انتى كمان
سألها سيف
# هم نايمين فى الاوضه التانيه ؟
اجابته بعفويه
# لا …قاعدين بيشربو شاى و بيتكلمو
تعجبت دارين من تغيير والدته معها و مع عائلتها فانتظرت خروج الممرضه و نظرت له بنظرات مستفسره هاتفه بتساءل
# مامتك بقت غريبه اوى بجد ….ايه اللى حصل عشان تتغير كده ؟
لم يجيبها بل وقف ليهندم منامته و أخبرها و هو يتجه للخارج
# حاولى تنامى كام ساعه عشان وشك ميكونش مجهد بالليل فى الدار
فهمت من تهربه انه لا يريد الدخول معها فى تفاصيل فآثرت الصمت حتى لا تثير حفيظته و اماءت موافقه على طلبه فاراحت جسدها على الفراش ليعود و يدثرها بغطاؤه و يقبلها من جبهتها مرددا برومانسية آثره
#تصبحى على خير يا مولاتى …جميله الجميلات
••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل الثاني والعشرين
استمع لاصوات بالخارج بعد ان اخذ حمامه استعدادا لارتداءه بدلته بعد ان قام المصفف بهندمه شعره و لحيته فظهرت وسامته و ها هو ينتظر مجيئ اخته ببدلته و ملابسه النظيفه
طرقات على بابه تبعها دخول والده و مأمور السجن و رفيقه رئيس المباحث اللذان آتيا للاطمئنان عليه فردد المأمور بأسف
# الحمد لله انك بخير يا سيف
اماء بصمت و اعقب عماد
# متشيلش هم العربيه انا بعت عربيتى تتوضب و انا اللى هسوق بيك انت و عروستك
ربت على كفه باستحسان شاكرا
# متشكر يا عماد
نظر له المأمور بنظرات متفحصه فردها له سيف نظرات متفرسه بل و مفترسه هاتفا بحنق
# كنت عارف ؟
اماء بلا معقبا
# لو اعرف كنت هسيبك على عماك ؟
زفر باختناق فنظر طلعت لهما بغير فهم و استمع لحديثهما
# و حضره الظابط مكانش يعرف برده ؟
اجابه باقتضاب
# يا بنى محدش يعرف حاجه
عاد يسأله
# و لا عرفتو عملوها ازاى ؟
اماء مجيبا
# حد من رجالته شغال فى الباركينج بتاع دار المناسبات و واضح انهم كانو ناويين يعملوها انهارده بعد كتب كتابك بس الولد انتهز فرصه انك روحت امبارح و قطع الفرامل
تدخل طلعت بالحوار بعد ان فهم بعضا من حديثهما
# انا مش فاهم حاجه ؟ انتو كنتو عارفين بمحاولة القتل دى ؟
اماءا بنعم و اعقب سيف يشرح له
# كنا عارفين و زرعنا اللى يحاول يجيب لنا قرارهم بس انا كنت عارف و متأكد انها مش هتخيل عليها خصوصا ان فتحيه معرفتش تكسب ثقتها
هتف المأمور يردد
# انا كنت متخيل لما نقفل عليها كل الابواب و ميكونش فيه غير فتحيه اللى قدامها هترمى كل ورقها قدامها و …
قاطعه سيف
# سيادتك كل اللى كان هامك تعرف مخبيه الفلوس فين و حكايه قتلى انا و دارين دى جت بالصدفه لما فتحيه قالت لنا و محطتش خطه لحمايتنا من الاساس
هلل المأمور بشراسه
# لو اعرف اى تفاصيل مكنتش هعرضك للخطر يا سيف و الرحجاله اللى برا و جوا و فى كل حته دول بيساعدها عشان لسه معاها فلوس انما لو عرفنا مكانهم و صادرناها هنقطع عليها الطريق و محدش هيساعدها بعد كده
ابتسم سيف بسخرية و هو يهدر
# و ابقا انا و البت الغلبانه اللى اتربطت على اسمى روحنا فى خبر كان … كنت مانع عنها الزياره و سيادتك اللى سمحت بزياره عطوه و…
قاطعه المأمور
# مكانش ينفع نفضل مانعين عنها الزياره …كانت هتشك
تدخل عماد محاولا وقف الصدام المحتد بينهما
# سيبونا من اللى حصل و خلونا فى المهم دلوقتى ، خطه فتحيه منجحتش و الظاهر كده اننا لازم ننفذ الخطه اللى حطها سيف من الاول مع النائب العام
سحب المأمور انفاسه بعمق هاتفا بضيق
# انا مش مأيد الفكره دى و …
قاطعه سيف
# هى الحل الوحيد يا فندم صدقنى و لازم موافقتك عشان نبدء فى تنفيذها
اطرق راسه مفكرا و اتخذ قراره بالأخير هاتفا
# ماشى …بس ترجع تركز فى شغلك عشان تبقا متابع اول باول و ميحصلش اى مصايب جديده يا سيف
اماء باحترام و رافعا يمناه بالتحيه العسكريه هاتفا باحترام
# اوامرك يا فندم
عادت البسمه وجهه و هو يردف
# ماشى يا عريس ،انا همشى و ابقا اشوفك بالليل فى كتب الكتاب و عماد هيفضل معاك طول اليوم و متقلقش الليله كلها متأمنه جدا و عليكم حراسه باللبس المدنى و العسكرى و لا الوزير فى زمانه
شكره باحترام و غادر فنظر طلعت له بحيره يسأله باهتمام
# ممكن افهم الخطه دى ايه ؟
نظر سيف و عماد بعضهما البعض و هتف الاول موضحا بملاوعه
# هقولك بعدين يا سياده اللواء… انا عريس دلوقتى و عايز افرح
••••••••••••••••••••••••••••••••
ظن انه نجا بعد ان اوهمه محاميه بتلك الحجج الواهيه فتراجع عن اقوله معللا انه تم إجباره على قولها بل و اتهم اسماءا بعينها بضربه و استغل الضربات الموجعه التى تلقاها من سيف منذ ايام لاخراج تقريرا طبيا يؤكد تعديه عليه بالضرب المبرح
تفرس رئيس النيابه بوجه اكرم هاتفا بعمليه
# الاقوال اللى انت غيرتها دى و الاقوال الجديده اللى بتقولها دلوقتى بتهز مصداقيتك يا اكرم و مش من مصلحتك تعادى معاون المأمور لانك مطول فى السجن
اربد وجهه بالضيق هاتفا باسلوب استعراضى رخيص
# هو ده اللى ربنا قدرك عليه يا باشا ، ده بدل ما تثبت اقوالى و تحمينى منهم ….جاى تساومنى على سكوتى
زفر باصطناع هاتفا
# انا داخل على اعدام ، يعنى مش باقى على الدنيا و همسك فى اى قشه تخرجنى من اللى انا فيه
قوس رئيس النيابه فمه مؤكدا
# اسامى الحيتان اللى قلت عليهم فى اعترافك الاول مش هيسيبوك حتى لو اتراجعت عنها ، بس انا بأكدلك انك لو فضلت متمسك باقولك ضدهم انا هحميك منهم
اصر على اقوله هاتفا
# و انا بقولك يا فندم ان الاعتراف ده انا مضيته بالاكراه من سيف باشا و زمايله اللى حبو يوجبو معاه بعد ما عجبته المتهمه الاولى فى القضيه فحب يلبسهالى عشان يخرجها و اكبر دليل على كلامى ان فرحهم انهارده يا باشا
امتعض وجهه بالضيق هاتفا بفضول
# و انت عرفت منين ان فرحهم انهارده؟
ادعى كذبا
# هو اللى قالى يا فندم و هو نازل فيا ضرب و صاحبه حضره المعاون واقف بيتفرج عليه و هو بيكسر عضمى
زفر بتنهيده حاره و انهى معه التحقيق و استدعى كل من معاونى سجن النساء و الرجال للتحقيق معهما فيما هو منسوبا لهما من اتهامات باستخدام مركزيهما للتطاول غير المبرر على المساجين و تلفيق التهم جزافا
••••••••••••••••••••••••••••••••••
خرجت تلك الحوريه بعد ان ارتدت فستانها الذهب اللامع ذو الأكمام و المحتشم ، فحقا قد احسنت زوجه اخيها الاختيار فقضم على شفتاه و ابتلع لعابه من جمالها الأخاذ دون مساحيق التجميل المبالغ فيها فهى دائما ما تنبذ وضعها بكثره فقط زينه رقيقه اخفت بها كدمات وجهها
تنهد بعمق و اقترب منها يطبع قبله على باطن كفها يعلنها صريحه امام الجميع بامتلاكها قلبه و عشقه
رفعت وجهها المصبوغ بحمره لا تعرف من اين اتت ؟ هل هى خجل ام اثاره ام رهبه؟ حقا لا تعلم فتمعنت النظر بوسامته المهلكه ببدلته التى اظهرت طول قامته و رشاقه جسده فلمعت عيناها ببريق خاطف للانفاس و هى تردد بداخل نفسها
# معقول انا هتجوز ده ؟
خلل اصابعه بخاصتها و توجه للمصعد الخاص بالمشفى و الجميع من حولهما يطلقون الزغاريد الفرحه حتى انضم لهم المرضى و عائلاتهم يصفقون و يطلقون الصافرات اعلانا بوجود فرحه عارمه
صعدت سياره عماد بعد ان قام سيف بفتح بابها و انحنى احتراما و هتف بتبجيل
# مولاتى
ابتسمت بزهو و ركبت فالتف للجهه الاخرى و ركب بجوارها قاصدين دار المناسبات لاتمام عقد القران
فور وصول الجميع لم يستطع سيف تمالك نفسه و هو جالس بجوار المأذون الذى اخذ بدوره يشرح اهميه الزواج و يلقى بخطبه عن تعاليم الزواج بالدين الاسلامى و واجبات الزوجان تجاه بعضهما فهتف سيف بلهفه
# اكتب الكتاب الاول و ابقا كمل الدرس ده يا شيخ بعدين اللى يكرمك
ضحك الجميع على لهفته و اكمل المأذون عقد القران فصدحت الزغاريد من كلا الجانبين و هنئهما الجميع متمنيين لهم بدوام السعاده و الفرحه
اقترب سيف منها الجالسه بجوار ابيها و امسكها من راحتها حتى وقفت قبالته فقبلها من جبهتها قبله طويله و نظر لوجهها بتمحيص و رفعه حتى يركز بصره بحسنها الذى يعشقه و هتف امام الجميع
# مولاتى ….جميله الجميلات ، ربنا يجمعنى بيكى على خير عن قريب يا رب و يحميكى ليا
انهى جملته و عاد يقبلها من جبهتها و انتصب بوقفته عاقدا العزم على تفجير فنبلته المدويه وسط اجتماع الأهل و الاقارب هاتفا
# اسمعونى يا جماعه
سكت الجميع فأمسك بمكبر الصوت و ردد
# انا كنت متفق مع حمايا العزيز ان الدخله هتاخد وقتها لما نجهز كل حاجه على مهلنا ، بس بصراحه انا مستعجل و بما ان الكل هنا انهارده فانا حابب اقولكم ……………….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
وقف الجميع فى انتظاره ان يكمل كلامه بعد ان انتبهوا له و لكن هرع هشام تجاهه و سحب من يده مكبر الصوت و سحبه بزاويه بعيده عن اعينهم جميعا و هتف هامسا بغل
# انت مفكر نفسك بتعمل ايه ؟
ابتسم الاخير بمشاكسه و هتف
# ايه اللى حصل ؟
زفر باختناق و هدر بحده انتبهت لها دارين التى تراقبهما من بعيد
# انا مش عايز اغلط معاك ….فبلاش استعباط و قول كنت ناوى تقول ايه قدام الناس ؟ و اوعى تفتكر انى ممكن ارضخ لنظام التدبيس
لعق شفتيه بتربص و اعقد ساعداه امام صدره و رفع راسه لاعلى حتى ينظر لوجه سيف و سأله بضيق
# ها ….انا سامعك
بسمه خافته لاحت على ثغره و هو يسحب نفسا عميقا و يطرده خارج صدره هاتفا بمشاكسه
# هو حضرتك كنت مفكرنى هقول ايه بس لكل ده ؟ اوعى تكون مفكر كنت هقول انى هتمم الجواز و اخدها و اروح بيها انهارده ؟
حرك هشام راسه ملمحا بمعنى الم تكن تنوى ذلك؟ و حملق به للحظات بدت طويله لتلك الواقفه على بعد خطوات متلهفه لمعرفه ما يدور بينهما فهتفت ليلى بحيره
# بيعملو ايه كل ده ؟
نظرت لدارين التى حركت كتفاها بجهل فعادت تسألها
# يعنى متعرفيش سيف كان ناوى يقول ايه ؟
اماءت بلا و نظرت امامه لتجد والدته تقترب منها تسألها باهتمام
# هو فى ايه يا دارين ؟
اجابت بحيره
# معرفش و الله يا طنط
شعور غريب تصارع بداخلها ينبأها بان امراً غير محموداً سيحدث او ربما تصادم ما سيؤدى حتما لشجار بينهما ففركت راحتيها معا بتوتر
ربتت عليها ليلى تهتف بمؤازره
# متقلقيش كده ، كتب الكتاب و اتكتب و بقيتى مراته رسمى ….و مفيش حد هيقدر يتكلم معاكم فى حاجه بعد كده و ده اللى مخلى ابوكى قلقان منه
ضحكت بشده و همست باذنها
# و الله انا متأكده ان سيف ناوى ياخدك و يروح بيكى
حزنت بشده لاعتقادها نفس الشيئ و هو عكس ما وعدها به من اقامه زفاف يليق بها و رغبتها الملحه بارتداء فستان زفاف ابيض شأنها شأن الفتيات الاخريات لتعوض عن نفسها ما فعلته بزيحتها الاولى
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
شعرت بيد تدفعها بحذر محاوله ايقاظها و صوتا اتى يردد هامسا
# اصحى يا معلمه
استيقظت من غفلتها و نظرت امامها بتوجس هاتفه بدهشه
# فتحيه ! بتعملى ايه هنا السعادى؟انتى مش ورديتك بالنهار؟
اماءت لها هاتفه بنبره منخفضه
# قومى بس معايا الحيطان لها ودان
توجهت معها لاحد اركان العنبر الخاليه من الاسّره و هتفت بحده و غضب
# المعلم عطوه جالى البيت يا معلمه …ينفع كده ؟
رمقتها بنظرات مدهوشه هاتفه
# كان عايز ايه ؟
اجابت
# عايز فلوس ، و بيقولى ان انا اللى اعرف مكان مخزن الفلوس ، حلفت له انى معرفش …بس مصدقنيش و رفع عليا المطوه يا معلمه قدام جوزى و عيالى
بكت بتصنع و هتفت بشكوى
# يرضيكى كده يا معلمه؟
امتعضت بغضب هاتفه من بين اسنانها
# عايز فلوس على ايه الموكوس ده ؟ ما فلت منها الباشا هو و السنيوره بتاعته
اقتربت منها و سألتها بمكر
# انتى اللى ورا حادثه الباشا ؟
زمت شفتيها بشكل سوقى و رددت
# اومال مين يا عنيا !
رفعت كتفاها بحيره تسألها
# و ليه مقولتليش على اللى ناويه عليه ؟ هو مش احنا مع بعض فى الحكايه دى ؟
زفرت بضيق و رددت
# انتى تعرفى اللى انا عايزه اعرفهولك و بس و ملكيش دعوه بحاجه تانيه ، فاهمه ؟
حركت فتحيه جسدها بطريقه مبتذله هاتفه
# مالك يا معلمه ؟ ده انتى يا اختى وعدتينى بملايين و فى الاخر اخدت ملاليم و اهو اخو جوزك مدبأنى و عايز ياخدهم
شوحت بيدها هاتفه بامتعاض
# بس خلاص كفايه لت و عجن ع الفاضى ، انا هتصرف معاه و انتى ملكيش دعوه بيه من هنا و رايح
سألتها بغل
# استغنيتى عن خدماتى خلاص ؟
اماءت بنعم هاتفه
# ايوه و مظنش ان اللى عملتيه يستاهل اكتر من الفلوس اللى اخدتيها
رفعت فتحيه حاجبها بتهديد
# بس انا لحمى مر يا معلمه …و مش بالساهل ينضحك عليا
ضحكت بخفوت و هتفت
# يا اختى اعلى ما فى خيلك اركبيه و لو تقدرى تبلغى بلغى انا مش همنعك
ركلت الارض بقدمها و توجهت للخارج فصدح صوت لواحظ المتهكم
# ابقى سلميلى على العيال و ابوهم
••••••••••••••••••••••••••••••••
ظلت نظراته مرتكزه عليه و الاخر يتلاعب به دون ان ينطق ببنت شفه حتى نفذ صبره اخيرا و ردد
# ما تخلص يا بنى ، عايز ايه ؟
اجاب بسلاسه
# و الله يا عمى انا لو عليا كان نفسى انفذ اللى فى بالك و اتمم الدخله انهارده بس وعدى ليك انى هعمل كل حاجه بالاصول و وعدى ليها انى هعملها فرح يليق بيها ده غير رغبتى انا نفسى انى افرحها ،ده كله خلانى مفكرش اعملها و احطك قدام الامر الواقع زى ما بتقول
تريث قليلا فسأله هشام بعد ان هدأ قليلا
# اومال كنت عايز ايه ؟
ابتسم مجيبا
# كل ده ممنعنيش انى افكر فى حل يرضى كل الاطراف
انتظر ان يكمل و لكن طلعت توجس من وقفتهما هكذا فاقترب منهما يسأل نجله
# فى ايه يا سيف ؟
نظر لوالده و ابتسم مرددا
# ابدا يا بابا كنت لسه بقترح على حمايا ان الدخله تبقا بعد شهر من انهارده
ثم حرك بصره لهشام متسائلا ببسمه منمقه
# ها يا عمى …ايه رأيك ؟
صر الاخير على اسنانه و اجابه بحده
# مينفعش طبعا
سأله طلعت باهتمام بعد ان رأى لهفه وليده
# ليه بس يا استاذ هشام ؟ طالما كل حاجه هتتعمل زى ما انت عاوز…انت مش عايز تفرح ببنتك و لا ايه يا راجل ؟
ابتسم و نظر لبكريه هاتفا بفرحه و هو يربت على كتف وليده
# انا عن نفسى عايز افرح بابنى و أشيل ولاده قبل ما اموت
اغمض سيف عينه من مجرد الفكره و هتف بتضرع
# بعد الشر عليك يا بابا
ابتلع هشام بحرج هاتفا
# اصل … اصل الوقت مش هيقضى و ..
قاطعه سيف
# ليه ؟ الشقه و شبه جاهزه يفضل العفش و الفرش و دى حاجات تخلص فى يومين
اندهش من حديثه و ردد بفاجعه
# يومين ؟ لا يا بنى انااا
صمت و عاد الحرج يكتسح داخله و هو يلعن اصراره على احراجه هكذا فنظر سيف لوالده بعد ان فهم الامر و حدثه بادب
# بابا …معلش لو ممكن بس اتكلم مع حمايا كلمتين كده على انفراد
اماء الاخير و ابتعد عنهما فنظر سيف لهشام هاتفا بتساؤل
# ايه مشكلتك يا عمى ؟ الجواز بعد شهر و لا بعد تلاته هيفرق معاك فى ايه ؟
اجاب بغصه حرجه
# اللى هشتريه فى شهور انت عايزنى اشتريه فى يومين يا بنى و انا لسه خارج من القضيه و الحكايه يعنى …
صمت متحرجا فسأله سيف و هو ينظر لسعد الدين الواقفا بجانب نيللى يداعب اذنها بمعسول الكلام
# هو مش سعد الدين ما اخدتش باقى اتعابه ؟
اماء مؤيدا فساله
# طيب يا عمى يبقا فين المشكله ؟ الفلوس اللى كنت هتديها لسعد الدين جهز بيها دارين
خرجت ضحكه هازءه منه و هو يعقب
# ده على اساس ان انا كان معايا اتعاب سعد الدين ؟ يا بنى انا كنت هسوى معاشى و جمال كان هيبيع عربيته عشان نقدر ندفعله اتعابه و ….
قاطعه سيف بملاطفه
# خلاص يا عمى متصعبهاش على نفسك ، اللى تقدر عليه هاته و اللى متقدرش عليه اجيبه انا و فى الاخر كله رايح لبيتى
اعترض موضحا
# لا يا بنى مينفعش…انا مش عايز حد من اهلك يفكر اننا استغلناك و لا بنتى تطاطى راسها قدام حد بسبب الحكايه دى
انحنى بجذعه قليلا ليصب تركيزه بعينيه و هتف مؤكدا
# اولا يا عمى مش لازم حد يعرف باتفاقنا ده ، و لا انا او انت هنمشى نقول انا جايب كذا و انت جايب كذا و زى ما قلتلك كله رايح لبيتى
صمت و نظر له ببسمه هادئه و عاد يكمل
# و ثانيا اللى بيحصل ده كله ضد الشرع بس للاسف الناس ماشيه بالتقاليد اللى كانت فى الاساس مساهمه من اهل العروسه للشباب الغير مقتدر و اتحولت بعدها لالزام… بس لو رجعنا للشرع يبقا الصح ان الراجل يتكفل بالزواج من الابره للصاروخ ده غير مهر العروسه اللى بيدفعه لوالدها عشان ياخده ليه حق تربيته لينته مش عشان يجهزها بيه
اكمل حديثه بحجته القويه
# انا يمكن مش غنى ، و اسمى فى الاول و الاخر موظف حكومه .. بس الحمد لله مقتدر و اقدر اجيب لها اللى نفسها فيه و برده من غير ما حد ما يعرف باتفاقنا ده
امتقع وجهه بالحزن و هو يجيبه
# انا محرج منك يا بنى و الله بس …..
قاطعه سيف من جديد
# لا بس و لا حاجه … انا اللى مستعجل يبقا انا اللى لازم اتحمل الموضوع
انزل راسه لاسفل فعادت البسمه لوجه سيف الفرح و هلل بفضول
# هااا يا عمى ؟ الدخله بعد شهر من انهارده ؟
اماء الاخير موافقا فما كان منه الا و قفز عاليا بفرحه و احتضنه بسعاده و ربت على ظهره بامتنان هاتفا بفرحه عارمه
# شكراً يا عمى … ربنا يخليك لينا يا رب
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
استيقظ على صوت آذان الفجر فتوضأ و تجهز للصلاه و لكن ، هل نام حقا ؟ لا هو لم يذق طعم النوم بعد ان اوصل عروسه لمنزلها و عاد مره اخرى لملاذه الذى يبقا فيه وحيدا برفقه ذكرياته مع غاليتيه
ارتدى زيه العسكرى و توجه للمسجد للصلاه و التوجه بعدها لعمله بعد ان طلب منه المأمور امس الالتزام قليلا فهو كان نموذج للالتزام
توجه لعمله و دلف مكتب رفيقه و جلس امامه فنظر له الاخر مبتسما بمكر هاتفا بمداعبه
# ازيك يا عريس ؟
ارتسمت بسمته على شفتاه و اسند رأسه براحه على ظهر المقعد و اخرج سجائره ليشعل واحده و زفر دخانها خارج صدره هاتفا
# لسه يا اخويا… لسه
سأله عماد ماكرا
# بس انت كنت ناوى تتمم الدخله لولا ابوها مش كده ؟
اماء رافضا و اجاب
# لا يا بنى …. دارين عايزه فرح و انا هعملها اللى نفسها فيه
غمز بطرف عينه ماكراً
# بس ده ميمنعش انى عملت كده عشان ابوها يقلق منى و يوافق على الجواز بعد شهر مش بعد عشره
صدحت ضحكه عماد عاليا و هو يضرب كفه بالآخر مرددا باستنكار
# دماغك مش سهله
وقف بزهو يهندم زيه و ردد بحزم
# طيب يلا نروح للمأمور عشان نشوف موضوع لواحظ ده
ابتسم عماد و تحرك معه و هو يردف
# هترجع لشغل المباحث تانى يا سيف باشا؟
اجاب الاخر و هو يقوس فمه بغل
# لو ده المطلوب عشان ارجع حقى و حق دارين
توجها صوب مكتب المأمور و نظر سيف للحارس المنوط بالباب و امره بصرامه
# روح ناديلى على الشاويش فتحيه
رفع ساعده بتحيه عسكريه و هرع بطاعه لتنفيذ اوامره ، دلفا الاثنان باحترام و جلسوا ثلاثتهم يتناقشون بأمر مخططهم القادم لايقاع عصابه عتريس المر التى لا تزال تعمل حتى بعد وفاته بقياده زوجته
تنحنح المأمور هاتفا
# هى غالبا موثقتش فى فتحيه لانها امبارح استغنت عن خدماتها
ابتسم سيف ساخرا
# منا قلت كده من الاول راح سياده المفتش كرومبو قال لا
ضحك عماد على تشبيهه و هتف
# اصبر لما ييجى و اشتمه فى وشه
لم يكمل عبارته فدلف الاخر يتمختر بخطواته و حيّا المأمور و جلس بجوار سيف و دفعه بمرفقه هاتفا بمشاكسه
# ازيك يا عريس
نفض سيف ملابسه بحده مرددا بتذمر
# يا دى النيله …. عريس ايه بس ؟
ضحك وائل مندور رفيقه بالمباحث و المنوط بالتحقيق بقضيه لواحظ و ردد بتنمر
# محظوظ يا ابن اللذين …. الشله قالت لى عنها قمر
قوس حاجبيه و هدر بعنف
# واااائل …. اتلم بدل ما…
تدخل المأمور هاتفا باستنكار
# هنقضيها هزار … اخلصو و شوفو هتعملو ايه ؟
اجاب وائل
# فتحيه واقفه بره ، انا قلتها متدخلش الا لما نبعت لها ….بس انا شايف انها بقت كارت محروق بالنسبه للواحظ
سخر سيف هاتفا
# ما هى فكرتك يا عبقرى زمانك
زم شفتيه و ردد
# خلاص يا سيف بقا … انا عارف انك مضايق عشان محاوله القتل ، بس اهى جت سليمه و ادينا يا سيدى هنفذ خطتك اهو عايز ايه تانى!
اجاب بضيق
# عايز حبل المشنقه يتلف على رقبتها
اجاب المأمور بحزم
# هيحصل يا سيف ان شاء الله
جاءتهم طرقات على باب مكتب المأمور فاجاب بالدخول ليردد الحارس
# فى مُحضر جاى من النيابه يا فندم
قوس حاحبيه و امره بادخاله فدلف باحترام و هتف
# فى استدعاء رسمى للنيابه بالتحقيق لسياده المعاون سيف المهدى
انتفض سيف من مجلسه بعنف و سحب الاستدعاء منه بشراسه و قرأ ما به فصاح صارخا
# ايه التخريف ده ؟
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
اندفع سيف بغضب اعماه عن التريث و دفع باب مكتب رفيقه صائحا بشراسه غير معهوده
# ابعت هاتلى الكلب اللى اسمه اكرم
زفر محمود بتريث و ردد بصوت جاهد ليبدو هادئ
# اقعد بس يا سيف
لمعت عينه بغضب و صاح
# انت لسه هتضايفنى …اخلص يا بنى ادم انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى
اقترب منه و اجلسه عنوه و ردد بضيق
# لا يا سيف….انا لاول مره فى تاريخى يجيلى استدعا زى اللى جالى
نظر له سيف و سأله
# انت جالك واحد انت كمان
اماء بغل و ردد
# جالى و فى مقر عملى يا سيف مش على بيتى ، عارف ده معناه ايه ؟
ارتفع صوت تنفسه و غضبه و احتقنت عيناه بحمره شرسه و هلل
# هو مين وكيل النيابه اللى ماسك التحقيق بتاعه ؟
اجابه محمود
# محمد الجارم
دهشه اصابته فهو يُعد من اقرب المقربين له و لكن افترقت طرقهما فذهب سيف للمباحث بعد تخرجه و اتجه الآخر للعمل بالنيابه، فاماء بهدوء و ظل صامتا فابتسم محمود مرددا
# مبروك يا عريس
انتفض من مجلسه مهللا بحنق
# يا عريس يا عريس اللى ماسكينلى فيها …. لسه يا جدعان ده كتب كتاب
ضحك رفيقه و ربت على ظهره موضحا
# ربنا يتمم بخير يا عريس
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مر يومين و بدءت تجهيزات العروس و الفرش تبدو على قدم و ساق و يوميا تخرج دارين برفقه والدتها و زوجه اخيها لابتياع مستلزمات الزواج لتتذكر نفسها و هى تبتاعها من قبل من اجل زيجتها المزعومه فتنزعج ملامحها كلما وجدت اى تشابه بالاوانى او المفروشات و بالاخص الالبسه الليليه فتلاحظها ليلى التى فهمتها على الفور فهمست باذنها
# انسى يا ديدو … سيف بيحبك و هيوعضك
اماءت بحزن مردده
# عارفه ….بس مش عايزه اى حاجه تفكرنى ، هغير كل حاجه يا ليلى
ربتت على كتفها بحبور و اكملن ثلاثتهم التسوق حتى جاءها اتصال على هاتف ليلى بالبطبع فهى لا تزال بدون هاتف
ناولتها الهاتف فور ان وجدته سيف فاجابت الاخرى
# سيفو
ابتسم على الفور و ردد بغزل
# عيون و قلب سيفو يا مولاتى، انتو فين دلوقتى ؟
اجابته و هى تتلفت حولها حتى تخبره بمكانها
# طالعين على اول الشارع عشان خلصنا و هنطلع الشقه نسيب فيها الحاجه
استحسن فعلتها هاتفا
# ايوه كده احسن بدل ما توديهم عندكم و ترجعى تاخديهم لبيتنا ، المهم انا سايبلك المفتاح مع البواب
فزعت مما قاله و سألته بحيره
# ازاى بس كده ؟ افرض عمل عليهم نسخه و لا …
قاطعها ساخرا
# و هو يقدر …ده يبقا قلبه جامد جدا ،اولا عمارات ظباط يعنى مش سهل عليه يعملها ، ثانيا الشقه فاضيه لسه و المفتاح كان مع العمال و كده كده هغير الطبله متقلقيش
صمت قليلا فسألته باهتمام
# صوتك ماله ؟
زفر انفاسه باختناق و ردد
# ابدا وصل فيديو تانى على موبايلك بس اسوء من اللى قبله
امتعض وجهها و اطرقت راسها لاسفل فسمعت تنهيداته الحارقه و الشرسه و حاولت ان تستشف ما يضمره فهتفت
# ناوى على ايه؟
اجاب بحده
# لو عليا كان زمانى عنده فى السجن و غارز سكينه فى قلبه عشان ارتاح منه ، بس اللى مانعنى ان تهورى اذى محمود معاون سجن الرجال و احنا الاتنين متحولين للتحقيق
ضربت صدرها بذعر صارخه
# ليه؟ انت عملت ايه يا سيف ؟ عشان خاطرى بلاش تهور
اجابها بضيق
# اقفلى طيب عشان سايق ، انا رايح على الشقه هقابلك هناك و بالمره اغير المفتاح و اديكى نسخه
••••••••••••••••••••••••••••••••••
# انا عارف انك زعلانه منها ، بس هى متقصدش
هتف بتلك الكلمات فى محاوله منه لاسترضاءها و لكنها لم تتنازل و هتفت بضيق
# يا سعد انا بحاول ارضيها بكل الطرق يا بنى و هى معاها حق
صاح سعد بغل
# لا يا امى … زى ما دى مملكتها فانتى مش ضيفه عندها ، انتى هتعيشى فى بيت ابنك و ..
قاطعته برجاء
# عشان خاطرى يا سعد ، خلينى فى بيتى يا بنى …من خرج من داره اتقل مقداره
صرخ بغضب
# محدش يستجرى يقل مقدارك يا امى ، انا هتكلم معاها بس متزعليش انتى
تركها و توجه لغرفته ليهاتفها و لم يمهلها فرصه الرد حتى صرخ بها
# ايه اللى هببتيه ده مع امى انهارده؟
تشكلت تجاعيد عميقه على جبهتها من اندهاشها بطريقته الفجه فسألته بهدوء مصطنع
# اللى هو ايه ؟
اجابها و قد تملكه الغضب
# ازاى تجبريها على اوضه هى مش عيزاها، بقا امى تختار اوضه و انتى تصممى على اوضه تانيه ؟ ليه ؟ انتى فكراها ضيفه عندك!!
تضايقت من طريقته المغايره لما كان عليه قبل خطبتهما فاخذت نفسا عميقا و طردته بحنق و هتفت تفسر
# مامتك مختاره الاوضه اللى شباكها على الجنينه الخلفيه
صاح بحده
# ان شاالله تختار اوضه نومنا يا نيللى
صمتت و ابتلعت لعابها بضيق و اجابت
# انت مش عايز تسمع
زفر بضيق و استمع لها تعقب
# انا اخترت الاوضه اللى فيها بلكونه بتطل على البيسين ع …
قاطعها
# اصغر اوضه يعنى
حاولت ان تتمالك نفسها و هتفت
# مفكرتش التفكير ده ابدا…كل اللى كان فى بالى ان يبقا عندها بلكونه تخرج فيها لم تزهق و تلاقى قدامها منظر كويس يسليها
سخر منها و هتف
# و هو منظر البيسين مسلى فى ايه ؟ و هى مختاره منظر على الجنينه
تضايقت بشده و قوست فمها هاتفه
# خلاص يا سعد …انا غلطانه ، خليها تختار اللى يريحها بس لو غيرت رأيها بعدين عشان انا عايزه …
لم يمهلها وقت لتشرح له رغبتها بتجهيز غرفه مكتب تخصه بالحجره الاخرى فصرخ بها
# تغير رأيها زى ما هى عايزه … ملكيش دخل هى مش قاعده فوق دماغك
لم تجد ما تجيب به على حديثه فاغلقت بوجه الهاتف عازمه على انهاء تلك المسأله الآن و الى الابد
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وضعت مشترواتها باحد الاركان و بدءت والدتها تنظر للغرف لانتقاء الاثاث المناسب لكل غرفه و هى لا تزال متجهمه الوجه فافتربت منها ليلى تسألها
# مالك يا بومه ؟
ضربتها على صدرها بتوبيخ
# بس بقا
ضحكت عاليا و اردفت
# مكشره ليه ؟
تنهدت بحزن و اجابت
# سيف اكيد مضايق من الفيديو اللى اتبعت يا ليلى
صرخت بها
# يا بنتى قلنا بيحبك ،،،بيحبك
قرع الجرس فهرعت تفتح له لتتفرس ملامحه ان كان غاضبا ، ناقما ام حزينا و لكنها وجدته ينحنى يقبل وجنتها هاتفا بغزل
# مولاتى …جميله الجميلات
ضحكتا كل من ليلى و فدوى لينتبه لهما فرفع حاجبه بتعجب و سألها
# انا كان صوتى عالى ؟
اماءت بنعم و هى تحاول اخفاء بسمتها فانحنى مره اخرى دون اكتراث و قبلها مره اخرى و هتف مشاكسا
# و ماله ….ما انتى مراتى
انشغلتا كل من فدوى و ليلى قليلا مع المهندس المختص بتصميم المطبخ فانتهز سيف الفرصه و سحبها بهدوء و اتجها لاحدى الغرف الفارغه فدفعها بقوه و اغلق الباب و حاصرها بين الحائط و جسده فحاولت التملص منه و لكنها فشلت فهتفت بصوت ضعيف ترجوه
# سيف عشان خاطرى…ماما و ليلى بره
انحنى و قبلها قبله رقيقه متغزلا بجمال شفتيها و هتف
# سكر ….حاطه عليهم سكر
دفعته من صدره و لكنه لم بتزحزح و لو انشا واحدا فعاد يقبلها من جديد و لكنها اوقفته هاتفه برجاء
# عشان خاطرى بلاش كده
عبث بشعرها و ردد
# دى حتى اول بوسه حلال بما انك مراتى يعنى
اطرقت راسها خجلا فردد بمشاكسه
# مش هترجعيلى اللى ادتيهولك ؟
نظرت له ببلاهه و سألته
# هو ايه ده ؟
اجاب و غمز بعينه
# اللى لسه عطيهالك حالا
اغمضت عينها و زفرت بحرج هاتفه بصوت مترتر
# سيف ….. انت بقيت قليل الادب
ضحك و ضحك حتى انفرطت انفاسه من كثره الضحك و اقترب منها هامسا بصوت مغلف بالشهوه
# مفيش راجل مؤدب يا روح قلبى ، بس مكن تلاقى راجل بيستنى الوقت المناسب عشان ينقض على الفريسه بتاعته من غير مقاومه
انهى كلامه و هو فعليا ينقض عليها يقتنص شفتعيها بين اسنانه و يطبق على جسدها بقوه سامحا لجسده بالشعور بدفئ جسدها
ظل يعمق قبلته اكثر و اكثر حتى شعر بحاجتها للتنفس فابتعد قليلا ليسمح لها بالتقاط انفاسها المسلوبه فاخذت تلهث و تلهث و تبتلع لعابها فاقترب منها مره اخرى و همس باذنها بمداعبه
# انا عايز البوسه بتاعتى مليش دعوه
رفعت وجهها تنظر له مدهوشه من جرأته التى فاقت الحد و رددت بحده
# اومال كل ده كان ايه ؟
ابتسم بسخافه هاتفا
# انا اللى كنت ببوسك ، و مليش دعوه عايز البوسه بتاعتى و معاها واحده سيفو و حياتى عندك
رفعت وجهها تنظر له بمكر و هى تداعب لحيته النابته تهتف بدلال
# غمض عينك يا سيفو عشان بتكسف
عض على شفته باثاره و اغلق عينه على الفور فانحنت لتتخلص من حصار جسده و هربت خارج الغرفه فانتبه لما فعلت ليندهش تماما منها فهدر بصوت عال مسموع
# هترهبى فين ؟ الشقه كلها اوضتين و صاله
استمعت كل من والدتها و زوجه اخيها بالاضافه لعاملى التركيبات فتحرجت فور ان تأكدت ان الجميع قد استمعوا له فعادت له ترمقه بنظرات معتاتبه هاتفه
# كده برده يا سيف؟
سحبها لداخل الغرفه مجددا و احتضنها عنوه هاتفا بغل
#مش سيف المهدى اللى يتلعب معاه اللعبه دى يا قطه
زفرت باستسلام متسائله
# مش ناوى تفوتها و تجيبها لبر ؟
عض جانب شفته بمشاكسه هاتفا و هو يحرك رأسه بالرفض
# لا ….. و اخلص احسنلك
لم تجد مفر سوى الانصياع لامره فعادت تردد
# طيب غمض عينك
ابتسم بمكر و ردد
# قديمه…….. العبى غيرها
توردت وجنتاها و هى تراه ينظر لها بنهم فاقتربت منه و وجدته لم يحرك ساكنا فرفعت حاجبها هاتفه بتذمر
# انت طويل اوى يا سيف
غمز بطرف عينه و ردد
# مفيش اطول من اخوكى جمال ، شوفى لما بتحبى تبوسيه و لا تحضنيه بتعملى ايه ؟
فهمت ما يرمى اليه فشبت على اطراف اصابعها حت تصل لطول مقبول فانحنى قليلا حتى يصبح وجهها مواجها لشفتيه و اقتربت منه طابعه قبله رقيقه مفتقره للخبره و نزلت من على اطراف اصابعها و لكنها فوجئت به يرفعها حتى اصبحت قدماها لا تلامس الارض و استلم زمام القبله و دفن راسه يتجويف عنقها هاتفا بصوت عاشق
# بوسه حلال 100%
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس برفقه هشام و جمال بعد ان اوصلهن للمنزل ليتحدث معهما بامر التسجيلات الاخيره التى وصلت لهاتفها فتسائل جمال بحيره
# انا نفسى افهم جاب رقمها منين ؟ هو مش ده رقم انت اللى جايبه لها ؟
اماء سيف موضحا بسخريه
# ما هى ما شاء الله ليفل الذكاء عندها عالى اوى ، حطت خطها القديم عشان ترجع الواتس اب و الفيس و بعدين عملت اقتران بالرقم الجديد فطبعا كل اللى كان معاه رقمها القديم وصله التحديث و بقا سهل عليه يوصل لرقمها الجديد
ضحك بنهايه كلامه ليتعجب هشام من رده فعله فهمس بتعجب
# و انت ايه موقفك من التسجيلات دى ؟
اجابه بجديه
# اكيد مضايق ، بس هى الصدمه الاولى بتبقى كبيره شويه و بعدها الواحد بيتعود
سأل جمال
# و انت هتعمل ايه دلوقتى ؟
اجاب موضحا
# و لا حاجه ……… انا مراقب الخط و اول ما اوصل لحاجه هبلغكم ، بس انا انهارده اشتريت لها موبايل جديد و خط جديد و نبهت عليها ان رقمه ما يخرجش بره اطار العيله
ردد هشام بموافقه
# عين العقل
هتفت دارين بخوف
# و موضوع التحقيق ده ؟
نظر لها بغزل و هتف
# متخافيش ….كله تمام
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست شابكه اصابعا ببعضها و هى متوتره تنتظره بعد ان اصرت عليه ترك عمله ليقابلها باحد المقاهى الحديثه التى تبعد امتار عن مكان عمله
لم يتأخر كثيرا فدلف المقهى و جلس امامها و هو يعلم ما يدور بخلدها فهى ليست المره الاولى التى يتعرض فيها لنفس الموقف باختلاف الشخصيات و ربما الاحداث و لكن النهايه واحده و حتميه
انتظرها ان تستهل حديثها و لكن صمتها زاد عن الحد فسعل سعله صغيره و ردد بصوت حازم
# انا سامعك يا نيللى …. عايزه تقولى ايه ؟
ابتلعت لعابها و نظرت فى عينه فشعرت بالم فى صدرها على الرغم من انها لم تكن تلك الفتاه التى تقع للعشق او للحب و لكنها حقاً تكن له مشاعر صادقه فتنهدت بحيره فقاطعها سعد الدين هاتفا بفضول
# عايزه تفسخى الخطوبه مش كده ؟
اماءت مؤيده و بللت طرفى شفتيها بتوتر فخلع محبسه من يده و وضعه امامها و هتف بصوت رجولى خشن
# مفيش مشاكل يا نيلى …. اعتبرى الشبكه اللى عندك هديه منى ليكى
رفعت وجهها تنظر له بحيره و هتفت بغضب
# هو ده ردك؟ معندكش حاجه عايز تقولها ؟
حرك راسه بالنفى موضحا
# اصل انا عارف الخلاصه فقلت اوفر عليكى و على نفسى وقت ، و من الاول انا قلتلك ان الوضع هيكون صعب عليكى و مش هتستحملى و انتى …….
قاطعته بحده لاول مره يراها بها
# و مسألتش نفسك ايه السبب فى الى بيحصل ؟
اجاب
# هتقولى والدتك ….و حتى لو ده صحيح فأنا مش هرمى امى عشان خاطر اى حد و لا حتى نفسى و لا عشان البنت اللى بحبها
اخترقت نظراته بعينها الحزينه و سألته باهتمام
# يعنى انت شايف ان انا اللى غلطانه فى الموضوع ده ؟
زفر باختناق و رد
# مش مهم مين الغلطان يا نيللى … امى عندى اهم من كل شيئ
اماءت برأسها و هى زامه شفتيها بحنق و خلعت محبسها هى الاخرى و وضعته امامه على الطاوله و هتفت بضيق
# شبكتك هبعتهالك بكره مع حد من اللى شغالين عندى ….انا مبقبلش هدايا من حد
انهت جملتها و لم تمهله الوقت فهرعت بسرعه من امامه قبل ان يرى عبراتها التى اكتسحت وجهها و جنتيها لينظر هو فى اثرها بحزن عميق

اذا لم تستطع ان تسيطر على مشاعرك فاطلق لها العنان و لا تكبحها فالمشاعر مثل الزهره التى تحتاج الى الماء ليرويها فالمشاعر تحتاج الى التغزل ليكفيها
وقف يرتدى حذاءه امام الباب و هى تقف امامه حتى تودعه ، اعتدل فى وقفته بعد ان انهى ارتداء حذاءه و انحنى يقبلها من وجنتها هاتفا بحب
# هتوحشينى
ابتلعت بتوتر و هى تنظر حولها حتى تتأكد بان لا احد يتابعهما فتدللت عليه بصوت انثوى مغرى
# و انت اكتر يا سيفو
ارتسمت بسمه بلهاء على شفتيه و هو يشعر بسعاده غامره و اقترب منها ليحتضنها و يرفعها عن الارض لتصل لمستوى طوله و قبلها بشغف و عشق دافنا رأسه بتجويف عنقها يسحب عبيرها بسخاء هاتفا بغزل
# بحبك
انزلها فنظرت له بحزن و رددت برجاء
# طمنى عليك اول ما تخرج من التحقيق بتاع بكره
اماء مبتسما فاعقبت
# و اوعى تتعصب و لا تتهور لو شوفته انا عرفاك
اماء مره اخرى و لا تزال بسمته مرسومه على ثغره فسمعا صوت نحنحه والدها بصوت مسموع
# هى دارين لسه واقفه بره ؟
عضت على شفتها بحرج و ودعته و لكنه شاكسها و انحنى يقبلها من وجنتها فسمع صوت جمال يهتف بحده
# ما قلنا بلاش وقفه الباب دى
ابتلع سيف لعابه بحرج و ابتسم ابتسامه صفراء و ودعها فاغلقت الباب وراءه و هى تتحاشى النظر لاخيها الذى امسكها من مؤخره عنقها و رفعها من ملابسها كما يمسك المخبر بالسارق و انحنى يهمس لها بحده
# مش نتلم شويه و لا الزقك قفا اخلى عنيكى تتنطط قدامك
ابتسمت بخجل فبادلها الابتسام ليصدح هاتفها معلنا عن وصول رساله صوتيه ففتحتها دون ان تنتبه لتسمع صوت سيف المحتد
# اقسم بالله يا دارين لهبوسك بعد الدخله قدام ابوكى و اخوكى اللى واقفين لى زى اللى اللقمه فى الزور و بيحاسبونى حساب الملكين ….ده انتى مراتى يا حاجه هو فى ايه ؟
ارتباكها حال دون ان تغلق الصوت فنظر لها جمال و ردد بضيق
# ده انا هاين عليا اخلى فرحكم الاسبوع الجاى بدل المسخره دى ….ايه يا بنتى ماله مسروع على ايه ؟
ابتلعت بوجل و اطرقت رأسها فضربها ضربه مشاكسه هاتفا بمزاح
# اجرى يا اختى اجرى ردى عليه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظر بغيظ و ضيق ان يأذن له رئيس النيابه بالدخول فتقابل مع رفيقه و جلس بجواره و هتف
# ازيك يا محمود؟
اجابه الاخير
# الحمد لله ….زى ما انت شايف ، على اخر الزمن بيتحقق معايا عشان واحد زى ده
زغر انفاسه بغضب و ردد
# نهايته قربت ، متقلقش
دلفا تباعا للتحقيق فجلس سيف بعد ان القى تحيه مقتضبه مع رفيقه السابق و انتظر دباجه البيانات ليبدء التحقيق فسأله رئيس النيابه بحذر
# س: ما قولك فيما هو منسوب اليك من التعدى بالضرب على المدعو اكرم المغربى؟
انقشع وجهه بحمره الغضب و اجاب
# حصل …. و المره الجايه هقتله
تظر للكاتب و هتف بصيغه آمره
# متكتبش حاجه يا بنى و اخرج و سيبنا لوحدنا
خرج الكاتب منصاعا لامره فنظر له محمد نظرات واجمه و هتف بحده
# ايه اللى انت بتعمله ده يا سيف ؟ هى البت اللى انتى ماشى معاها دى اكلت عقلك خلاص؟
صاح سيف بصوت مفزع و غاضب
# انت اتجننت ….اللى بتتكلم عنها دى تبقى مراتى
قوس محمد الجارم حاجبيه و سأل بحذر
# هى الحكايه جد و لا ايه انا مش فاهم حاجه ؟ روحت ضربته عشانها؟
انتفخت فتحتى انفه و هتف موضحا
# دارين كانت شغاله عندهم فى الشركه و الحيوان ده قتل حماه و مراته عشان يورث فيها و بعدها لبس دارين الجريمه و لما ظهرت براءتها عمال يهددها ، فانت بقا كنت عايزنى اسكت ؟
بالطبع لم يرد ان يعلمه الحقيقه كامله و التى هى ليست من شأنه فتحرك محمد من على مكتبه و اتجه صوب رفيقه و جلس امامه و استند بمفرقيه مائلا بجزعه و سأله
# طيب انت هتقول فى التحقيق نفس الكلام االى قاله محمود …. و مش عايز الحمقه بتاعتك دى يا اخى
نظر له بغل و صاح موبخا اياه
# و كان ايه لازمته من الاول؟ ما انت المفروض كنت تتعامل على انه بلاغ كيدى و ….
قاطعه رئيس النيابه مفسرا
# يا بنى القاضى المنتدب كان حاضر التحقيقات و مكانش ينفع غير كده ..و بعدين انت عايزنى اخالف القانون يعنى عشان انت صاحبى ؟
اماء رافضا و ردد
# متخافش على القانون يا محمد بس على الاقل يبقا فى احترام و ماتبعتلناش الاستدعاء على اشغالنا
ابتسم محمد و ردد
# الاستدعاء كان بصفه رسميه لمراكزكم فكان لازم يتبعت على مقر عملكم
استدعى الكاتب مره اخرى و بدء معه التحقيق و اغلقه بأنه بلاغ كيدى و لا محل له من الصحه
•••••••••••••••••••••••••••••••••
وصلته الاخبار عن المناوشات التى تحدث فى الاونه الاخيره من اكرم و رفاقه الجدد بالسجن و علم بضلوع يده فى محاوله ابتزاز و قتل سيف فاستدعى ناصر على عجاله فحضر الاخير و نظر امامه فهتف شهاب
# اكرم عمال يعك …. و كده كفايه عليه اوى
اماء ناصر و اكد له
# هو غير اقواله فى النيابه و كل المستندات بقت فى خبر كان و دلوقتى انا بلعب معاه و مفهمه انى هخرجه براءه ، بس طبعا
صمت و لم يكمل فأماء شهاب متفهما و هتف بصيغه آمره
# قبل الاسبوع ده ما يعدى يكون اكرم خلاص بح
انحنى باحترام و تبجيل هاتفا
# اوامرك يا كبير
سأله شهاب بفضول
# انت معاك صوره اللى اسمها دارين دى ؟
اماء ناصر و اخرج هاتفه و منه دخل على حسابها الشخصى و اراه اياه فسأله من جديد
# انتو مهكرين حسابها و لا ايه ؟
ابتسم ناصر بخبث و هتف
# طبعا يا باشا ….مهكرين حساباتها كلها بس الحركه الغبيه اللى عملها اكرم و الواد اللى اتعرف عليه فى السجن ده خلت المعاون ياخد خذره و غيرت كل حاجه ما عدا الفيس بوك لسه بتدخل عليه
اخذ منه الهاتف و اخذ يتصفح صورها الشخصيه و ردد باعجاب
# هى مش جميله ….بس فيها حاجه كده تشد اللى قدامها
ضحك ناصر و استهزء مرددا
# ما اكرم كان واقع فيها لشوشته، لولا انا لعبت على نقطه ضعفه اللى عشانها يبيع امه و ابوه
اجابه شهاب
# الفلوس طبعا
ايده ناصر فهتف شهاب معقبا
# عشان كده اللى زى ده متأمنش له ابدا لان تمامه قرشين و يبيع نفسه
••••••••••••••••••••••••••••
مرت ايام من تجهيزات الزفاف و سيف انشغل تماما عن المتابعه و لكنه هاتفها مؤكدا بنبره شجن
# انا واثق فى ذوقك يا مولاتى …. هاتى اللى يعجبك و انا عليا ادفع و بس
سألته بحيره
# طيب و مامتك ؟
اجاب بهدوء
# متقلقيش منها …هى عايزه تروح معاكم و انتو بتختارو العفش عشان تفرح مش عشان اى حاجه تانيه من اللى فى بالك
تنهدت باستسلام و هى تدعو ربها ان يمر اليوم بسلام ، فتقابلت مع منار و ساره باحد المحال الشهيره لبيع الاثاث و بدءت تختار ما يحلو لها و تدعمها ليلى و فدوى لكن كلما اختارت شيئ اعترضت فدوى او ساره عليه معلله
# اصل انا عارفه ذوق سيف كويس و العفش ده مش هيعجبه
حاولت فدوى الدخول معها بشجار و لكن اوقفتها دارين هامسه لها
# سبيها هى تختار اللى يعجبها…انا كده كده بحاول اختار حاجه عكس ذوقى عشان انا اختارت ذوقى قبل كده و مش حابه اى حاجه تفكرنى بيه ، فلو ده هيبسطها يبقا سبيها
اقتنعت والدتها فذهبت دارين اليها هاتفه باحترام و لباقه
# اتفضلى حضرتك يا طنط اختارى معايا انا معجبه بذوقك اوى
انتشت فرحا من نبرتها اللبقه و نظرت لها بتوتر تسألها باهتمام
# بجد ؟ انا مش عايزه افرض عليكى رأيى
اماءت رافضه و هتفت ببسمه فرحه
# ده انا كنت عايزه اقول لحضرتك اختارى انتى عشان شايفه ذوقك ، بس خوفت تحرجينى
لم تعتاد تلك المعامله الرقيقه ممن اساءت التصرف معهم ، فابتسما بحبور و توجهت لداهل معرض الاساس تختاره بعنايه فائقه و تسألها ما اذا اعجبت به فتخبرها دارين ببسمه فرحه
# ايوه طنط حضرتك ذوقك جنان
جاءها اتصال من عشقها المتيم فأجابت ليسألها بقلق
# ماما كويسه معاكم ؟
أجابت بصوت سعيد
# كويسه جدا و الله يا سيفو … دى حتى اختارت معايا كل حاجه و تقريبا خلصنا
ردد بارتياح
# طيب الحمد لله …و انتى اختارى كل اللى نفسك فيه ، ماشى ؟
رددت بحب
# ربنا يخليك ليا يا حبيبى
ابتسم بسعاده غامره و ردد
# و يخليكى ليا و اسمع منك كلمه حبيبى على طول
اغلقت معه و توجهت لمكان وقوفهن و هتفت بمرح
# ها رسيتو على انهى اوضه ؟
لم تكمل حديثها فاستمعت لصوت مألوف وراءها يهتف
# دارريين …. مش ممكن
التفتت لتجد احدى زميلاتها بالعمل و التى كانت تعلم بزيجتها المزعومه فاقتربت منها و نظرت لاوجه الجميع و هتفت بسخافه
# الله …. هو حقيقى انك اتطلقتى من جوزاتك اللى فى السر و بتتجوزى تانى؟
انقشع وجه منار على الفور و هى تنظر امامها لوجه دارين المصبوخ بحمره غاضبه و هتفت بصوت عالٍ
# دارين … يلا كفايه كده انهارده و نكمل وقت تانى
استأذنت من رفيقتها بحرج و توجهت خلف حماتها و والدتها لتلحق بهن ليلى و هى تهتف بصوت هامس سمعته دارين بوضوح
# استرها يااا رب
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اغرب ما فى الحب ….
انك تجد نفسك فى شخص ، و تفقد نفسك معه
تصبح قويا به …. و اضعف ما تكون امامه
و نفس الشخص الذى تشكلت فيه تناقضاتك
له القدره على تعميرك و تدميرك
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
صعدت بالخلف تجلس بجوار والدتها و جلست منار بالامام بجوار ابنتها التى بدءت القياده و هى تردد بتساؤل
# هتروحو على فين تانى ؟
اجابت منار دون اعطاء احد مجالا للاختيار
# اطلعى على اى كافيه نقعد فيه شويه يا ساره
نظرتا كل من فدوى و دارين بعضهما لبعض بدهشه فقد توقعتا بعد تجهم وجهها و تركها لمحل الاثاث اما ان تتجه للمنزل رأسا او على الاقل تستكمل تسوقها معهن فى مكان آخر و لكن ان تطلب الجلوس معهن بمقهى ؟ فهذا امرا عجيبا
ذهبن اربعتهن الى احد المقاهى القريبه و جلسن بانتظار ان تستهل منار حديثها و شعرت ساره بالخوف من انسياق والدتها خلف مشاعرها الكارهه لدارين فتتصادم معها بسبب ما حدث فامسكت هاتفها و ارسلت رساله لاخيها تخبره برساله عاجله ما حدث امامها ليرسل لها الاخر رده
_ انتو فين ؟
ارسلت له الاجابه على الفور على شكل مشاركه موقع المقهى فانهى معها التراسل على الفور لتجلس هى بتحفذ فتستهل منار حديثها قائله بضيق
_ انا عارفه ان ابنى بيحبك و دى حقيقه لا انا قادره انكرها و ﻻ اغيرها بس …..
صمتت قليلا تنظر لهما بنظرات متفحصه و استطردت
_ بس شفت حبك ليه انتى كمان ، نفس نظرات نسرين الله يرحمها ، نفس الحب و اللهفه
لتبتسم قليلا و هى تكمل بمشاكسه
_ ما اصل ابنى يتحب و ﻻ ايه ؟
انتظرت اجابتها فلم تجد منها اى رده فعل فعلمت انها ﻻ تزال ترهب تعاملها فاصرت على توضيح الامور اكثر فاطنبت
_ انا منكرش انى كنت رافضه ، و مش رفض و بس ده كان من رابع المستحيلات اوافق على جوازته ، بس رجعت بعدها فكرت انهى احسن …. يفضل طول عمره عايش وحيد و لا يتجوز اللى بيحبها و يكون اسره ؟
صمتت لتدمع عينها قليلا و هى تكمل
_ ابنى عاش اصعب فتره فى حياته بعد ما دفن بايده بنته و مراته
اطرقت ساره رأسها و هى تشعر بالذنب ينخر بعظامها و اكملت منار
_ و عمرى ما شفته سعيد قد اليومين دول …. عشان كده انا من انهارده مش هضايقك و ﻻ هزعلك منى و هعتبرك بنتى زيك زى ساره بالظبط بس بشرط
انتظرت منها ان تسألها ففعلت
_ اتفضلى يا طنط
ابتسمت اﻻخيره هاتفه بمرح
_ شرطى انك تبسطى سيف و افضل شيفاه سعيد و بيضحك كد على طول …. و حاجه كمان
نظرت لها باهتمام و استطردت
_ انا مش قادره اتخطى موضعك القديم عشان كده مش عيزاكى تزعلى منى لو غصب عنى خرجت منى كلمه و ﻻ نظره ، يعنى فوتيلى رد فعلى زى ما هفوت مضايقتى من الموضوع نفسه
اماءت بهدوء معقبه
_ تمام يا طنط
ابتسمت لها منار هاتفه بمداعبه و استنكار
_ يعنى انا لسه بقولك هتبقى عندى زيك زى ساره و انتى تقوليلى طنط ؟
تحرجت منها و الاخيره تقف تفتح ساعديها تحثها على الاقتراب و احتضانها هاتفه بموده
_ تعالى بقا خلينى احضنك يا دارين
اقتربت منها و احتضنتها بقوه و ربتت على ظهرها هاتفه بتضرع
_ ربنا يفتحها عليكم يا بنتى و يجعلكم سند لبعض و تملو لبعض حياتكم كلها حب و تملولى البيت عيال
ابعدتها قليلا لتتفرس ملامح السعاده الباديه على وجهها و هى تجيبها ببسمه باكيه
_ ربنا يخليكى لينا يا ماما
فى نفس تلك اللحظه دلف سيف كالبرق مستعدا للشجار مع والدتها ما ان فعلت ما يتوقعه منها و لكنه وجد هذا المشهد الذى اقشعر له بدنه على الفور فوقف بعيدا بمسافه كافيه تجعله يتابع ما يحدث و يستمع لحديثهما دون ان تنتبه ايا منهن لوجوده فشعر بغبطه من السعاده تغمره و تراجع للخلف عائدا الى سيارته و منها الى عمله الذى تركه فى عجاله
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كعادتها ظلت تتحرش بالمسجونات الجديدات اللاتى اتين اليوم فظل اتباعها يضايقونهن و يتحرشن باجسادهن باسلوب فج و كأنها تملك السجن و هى تنظر لهن بنظرات متدنيه هاتفه بصوت اجش شبيه بصوت الرجال
_ جايه فى ايه يا حرمه منك ليها ؟
ظلت كل واحده منهن تخبرها بتهمتها تباعا و اخرهن اجابت بثقه و شموخ
_ انا نور البرهومى يا معلمه ، الدراع اليمين للمعلم شاكر الحرش كبير منطقته
ضحكت لواحظ بسخريه فهو من منافسيها بالسوق بتجاره المخدرات فسألتها بسخريه
_ هو بطل يغش فى البودره و اشتغل فى الدعاره و ﻻ ايه ؟
انهت كلماتها بضحكه عاليه رقيعه لا تتناسب مع خشونه صوتها فاقتربت منها نور و هتفت بقوه
_ ﻻ و انتى الصادقه اصله قتل كل رجالته اللى كانو بيبيعو اسراره للمعلم عتريس المر الف رحمه تنزل عليه و انا اللى فضلت جنبه
حاولت احدى السجينات اﻻقتراب منها و تلقينها درسا قاسيا لمناطحه كبيرتهن و لكن نور كانت اﻻسبق بضربهن جميعا بحركات سريعه و متتاليه بمهاره فائقه جعلت لواحظ تتراجع و لم تحبذ خوض المعركه مره اخرى معها مثلما فعلت مع دارين من قبل لشعورها انها خرجت خاسره بشكل او بآخر
صدح صوتها العالى يأمر اتباعها بغلظه
_ سبيها يا مره منك ليها ….. مين اداكى اﻻذن تتعدى على واحده تحت حمايتى يا راس البهيمه انتى ؟
اطرقت التابعه رأسها بعدم فهم من موقف كبيرتهم الغير معتاد لتجدها تقترب منها بموده زائفه و تربت على كتفها هاتفه
_ لا واضح ان المعلم عرف يختار صحيح ….. انتى من انهارده تحت حمايتى يااااا
صمتت لتتحايل عليها قليلا هاتفه
_ انتى قلتيلى اسمك ايه ؟
اجابتها اﻻخرى بتعالى
_ نور …. اسمى نور البرهومى
ربتت بغلظه على ظهرها هاتفه بمدح
_ عاشت اﻻسامى يا نور
سحبتها من ذراعها و اجلستها بجوارها و هتفت تأمر احدى اتباعها
_ روحى يا بت اعمليلنا اتنين شاى عشان اعرف ارحب بالضيفه
اتجهت اﻻخيره لتنفيذ اوامرها و هى تدمم بكلمات غير مفهومه متعجبه و ناقمه على ما يحدث فاستطردت لواحظ تسألها باهتمام زائف
_ قوليلى بقا تهمتك ايه ؟
سألتها و هى تخرج علبه سجائر تشعل منها واحده و تناولها لنور فاخذتها بدورها و تنفست دخانها قبل ان تضعها فى فمها و هتفت
_ سيجاره متلغمه ؟
ابتسمت لواحظ تجيبها
_ انضف صنف فى السوق
سحبت نفسا داخلها و اعقبت
_ ده امير الظلام
ملامح لواحظ المندهشه جعلت بسمه الاخيره تتسع لتصل لاذنها بعد ان فهمت انها تحاول معرفه مهارتها بالعمل فاجابت بعد ان استنشقت من سيجارتها عده انفاس
_ عيب عليكى يا معلمه تخلطى امير الظلام بشويه قش و تبغ ….. ده ميكيفش صح الا بالكوبايه
عضت لواحظ على شفتها السفلى و اخرجت قطعه خام من صدرها و هتفت بصوت عالى
_ هاتى يا بت كوبايه هنا للمعلمه نور
ابتسمت نور بحبور و هتفت بامتنان و هى تربت بيدها على صدرها
_ تعيشى يا معلمه ….. انتى هنا المعلمله و انا واحده من رجالتك ، العين متعلاش عن الحاجب بردك
انتشت لواحظ فرحا فها قد عادت لها هيبتها بعد ان تخوفت من ان تُهدر على يد تلك الدماء الجديده التى دخلت حديثا على عالمهم فى تجاره الممنوعات و استطاعت ان تتفوق عليهم و ها هى وحدها بالسجن من دون زوجها الراحل التى كانت دائما ما تتحامى به
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف مكتب رفيقه بتعجل و هتف بحيره
_ سكنت الوارد الجديد يا عماد ؟
اجابه الاخر
_ ايوه متقلقش بس طمنى سياده المستشاره عملت ايه فى عروستك ؟
ابتسم على الفور ملئ فمه و لم يعقب فهتف عماد بفضول
_ ياااه ….. للدرجه دى مبسوط ؟ ده اللى يشوفك و انت خارج من هنا كان ممكن يفتكرك رايح تحارب
قص عليه سيف ما استمع له من حديث والدته و اكتملت الصوره امامه برسائل اخته التى شرحت له تفاصيل اللقاء بينهما فامال عماد رأسه للجانب و هتف بغير تصديق
_ انت عايز تفهمنى ان مامتك قبلت بالامر الواقع ؟
اجابه و بسمته ﻻ تزال تزين ثغره
_ مش قبلت و بس …. دى موافقه قلبا و قالبا يل بنى
ردد بحبور
_ ربنا يكمل فرحتك على خير يا سيف انت تستاهل الخير
تنهد ببطئ و ردد بحزن
_ سنويه الغالييين قربت
قوس عماد فمه بدهشه هاتفا
_ معقول عدت سنه بالسرعه دى ؟
اماء مؤكدا
_ ايوه كمان شهرين …بس اللى مضايقنى انى بطلت احلم بيهم كتير زى الاول
هتف عماد مفسرا
_ انت كنت مضايق عشان احلامك كانت دايما ذكرى لليوم مش حلم عادى
اماء معقبا
_ ايوه و بعد كده لما حبيت دارين جولى فى الحلم و كأنهم بيقولوى احنا موافقين و ميرا قالت لى خليك مع ريان اخويا
بسمه عماد المذهوله جعلت سيف يستفيض بالشرح
_ انا فعلا ناوى اسمى ابنى ريان و قلت لدارين كمان على الموضوع ده من زمان
سأله
_ و هى عارفه انك اختارت اﻻسم بناءا عن حلم ؟
اجابه بعفويه
_ ما اعتقدش الموضوع ممكن يضايقها فى حاجه
اخرج سيجارته و اشعلها و ردد بصوت متحشرج من اثر استنشاقه للنيكوتين الموجود بها
_ المهم خلينا فى الشغل ….. وزعت الوارد الجديد ازاى ؟
اجابه بعمليه
_ زى ما اتفقنا ….حطيت نور البرهومى مع لواحظ ؟
سأله باهتمام
_ و ايه اﻻخبار ؟ مفيش اى مشاكل و ﻻ خناق ؟
حرك راسه رافضا و اعقب
_ و ﻻ اى حاجه …. شكلها مش ساهله ابدا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المرأه تحب الرجل ليس لانه اقوى الرجال او اوسمهم ، المرأه تحب الرجل لانه هو ….. بضعفه و قوته فالحب ليس استعراض قوه بل هو عطاء دافئ و مستمر
هذا ما هو عليه عطاء من الجانب الاقوى و اﻻشجع و احيانا دون انتظار لمقابل و لكن عندما تجد لذلك الشعور المرضى بداخلك مقابلا سخيا وقتها يشعر ذلك الطرف بانه امتلك العالم باكمله
هاتفها بعد ان انهى اعماله فاجابت بصوتها لرقيق الذى يشع فرح و سرور
_ سيفو …. حبيبى ، وحشتنى
قوس حاجبيه و ابعد الهاتف عن اذنه ينظر لشاشته ليتأكد انه طلب الرقم الصحيح و عاد يضعه على اذنه مبتسما هاتفا بمشاكسه
_ داررين معايا ؟
ضحكت بعفويه و هتفت بغزل
_ عيون دارين و قلب دارين
صدحت ضحته عاليا و ردد بذهول
_ لا بجد مش عايز هزار …دارين فين ؟
امتعض وجها و اجابته بنبره طفوليه مشاكسه
_ اخص عليك يا سيفو …. كده برده مش عارف صوتى
اجابها و هو ﻻ يزال على حالته الغير مصدقه او مستوعبه ما يحدث
_ عارف صوتك يا قلبى بس مش مصدق ودانى ….هى دارين الخجوله الللى بتتكسف راحت فين ؟
زفرت بضيق و صوت مسموع فردد بسرعه
_ خلاص خلاص و الله ما قصدى
زفرت مجددا هاتفه بصوت عابث
_ طيب …. عايز ايه بقا ؟
اجاب
_ انا تحت …. ابوكى عندك؟
اجابته بضيق
_ حتى لو مش عندى …هو مش سيادتك يا حضره المعاون المفروض انك جوزى و ﻻ ايه ؟
ترجل من سيارته و اكمل تحدثه معها و هو يتوجه لمصعد بنايتها هاتفا
_ اﻻصول متزعلش حد
اجابته بإيجاز
_ عموما بابا هنا
ليجيبها هو اﻻخر
_ و عموما انا على السلم افتحى
اغلقت معه الهاتف و خرجت من غرفتها تخبر والديها بحضوره و اتجهت للباب و فتحته فظهر امامها ببدلته الميرى فابتسمت باقتضاب هاتفه
_ انت جاى من الشغل على هنا على طول ؟
اماء و هو ينحنى مقلصا المسافات بينهما مقبلا اياها بجبينها هاتفا
_ فى حاجه اسمها ازيك الاول يا ديدو
تحرجت منه فهتفت بدلال
_ ازيك يا سيفو ؟
اقترب من اذنها و هتف بنبره خطيره
_ لا عايز واحده حبيبى
عضت على شفتها بعد ان ضربت انفاسه و ذبذبات صوته اذنها و جعلتها بحاله يرثى لها فهتفت بخجل
_ وحشتنى يا حبيبى
لم يتمالك نفسه فور مناداتها له بذلك الدلال القاتل فسحبها داخل احضانه و احكم قبضته على خصرها و قبلها قبله اشتياق طويله قابلتها هى فى البدايه بالرفض و الخوف من ان يراهما احد و لكن ما لبثت ان تجاوبت معه فاحاطت عنقه بذراعيها ليرفعها قليلا لمستوى طوله فلا تلامس قدميها اﻻرض حتى استمعا لصوت نحنه والدها و هو يردد بحده
_ واقفين هنا …..
لم يكمل كلامه بعد ان رآهما على تلك الحاله فابتلع لعابه بغضب من رده فعل السيف اﻻقل من العاديه حيث انزلها بحرص من احضانه وسط ارتباكها و اطراقها لرأسها خجلا من والدها ، اما هو فاقترب بهدوء و مد ساعده اﻻيمن يردد بترحيب
_ ازيك يا عمى ؟
بادله التحيه بتحيه مقتضبه و هتف بصوت خشن و نبره محذره
_ اتفضل جوه بلاش الوقفه دى تانى
اماء اﻻخر مبتسما بخبث و كأنه يتوعده بداخه و تبعه لغرفه الضيوف و جلس امامه على المقعد الفردى و لكنه ما لبث ان استقام واقفا و اتجه ناحيه اﻻريكه المزدوجه التى تجلس عليها دارين بمفردها لدرجه انها تجلس تقريبا بمنتصفها فاشاح لها بيده هاتفا بمرح
_ اتاخرى كده شويه خلينى اقعد جنبك
تحركت من مكانها و هى تنظر ﻻباها بتخوف و اﻻخير يرمقه بنظرات ناريه غاضبه لم يهتم بها سيف على اﻻطلاق حيث مسك باناملها و خللها بخاصتها و قبلها من كفها هاتفا بصوت مسموع
_ اصلك وحشتينى اوى …. المهم خلصتو كل حاجه و ﻻ لسه ؟
بالطبع تطرق ﻻمر الزواج و تجهيزاته حتى ﻻ يعطى مجالا للجالس معهما و عيونه محتقنه بالغضب ان يتدخل بامرهما او حتى يوبخ اى منهما على تجاوزطهما و اعقب سيف
_ انا مريت كده على القاعات بتاعه الافراح اللى تبع الداخليه عشان اتفرج عليها و لقيت واحده حلوه اوى و كبيره
اخرج هاتفه و ردد
_ هوريكى صورها
ظل هشام جالسا ينظر لهما بحنق حتى دلفت فدوى ترحب به فاحتضنها و قبلها من رأسها هاتفا بموده
_ ازيك يا ماما
انتشت فدوى من تلقيبه اياها بذلك و جلست امامها بجوار زوجها الذى تعمد ان يجلس على اﻻريكه الثلاثيه ظنا منه انه سيمنع جلوسهما معا عليها ليتفاجئ بما فعله سيف
ظلت الثرثره بين ثلاثتهم و فدوى تريه صور للاثاث الذى معظمه من اختيار والدتها فردد بحبور
_ امى عارفه ذوقى …. بس المهم عندى ان العفش يعجب العروسه
اجابت دارين بصوت مبحوح من اثر رهبتها من نظرات والدها المحتقنه و المتوعده لها
_ مامتك ذوقها جميل اوى عشان كده اخدت برأيها فى كل حاجه اختارتها
تنهد بارتياح و نظر لهشام الجالس حرفيا على جمرات من نار هاتفا
_ طيب يا عمى ايه رأيك احجز الفرح الخميس بعد اللى جاى ؟
اجابه بصوت غاضب
_ ده انت بتاخد رأيى و ﻻ بتعرفنى يا حضره المعاون؟
غصه حارقه آلمت حلقها من رد والدها الجاف و لكن دبلوماسيه سيف جعلته يلين قليلا
_ ﻻ يا عمى باخد رأيك طبعا
لم يمهله الكثير من الوقت للاجابه و ردد بخبث
_ القاعات محجوزه عشان ده سيزون للجواز فقلت انسب يوم هيكون الخميس ، فشوف حضرتك يتناسب معاك الخميس و لا تحب نخليه الجمعه مثلا …. بس خد بالك الجمعه الشوارع بتبقا زحمه و ممكن نتعطل بالطريق
مكره و دهاءه كبير فاعطاه اﻻختيار اما الخميس او الجمعه كاقصى تقدير و كأنه حقا يخيره ﻻ يقرر بالنيابه عنه و فهم هشام ذلك اﻻمر بسهوله و لكنه اختار تجاهل اﻻمر حتى ﻻ يكسر فرحه ابنته و ايضا حتى يظهر امام عائلته ان اﻻمر من اختياره هو فهتف
_ لا طبعا الخميس افضل …. عشان الزحمه فعلا معاك حق
ابتسم سيف منتشيا و نظر لمعشوقته هاتفا باهتمام
_ هاااا… اتكل على بركه الله ؟
اماءت باستحسان فوقف مكانه و ردد
_ طيب انا همشى عشان الحق اللى ورايا و يا ريت تنجزو فى شرا النواقص
حاولت فدوى كعادتها ان تنحيه عن الرحيل هاتفه
_ خليك اتعشا معانا
هتف بحبور
_ وقت تانى يا ماما عشان واعد امى هتعشا عندها انهارده ….. خلينى بكره
هتفت بحب
_ خلاص هعمل حسابى على العشا بكره
ضحك بخفه و هتف
_ غدا و عشا كمان لو تحبى … بكره اجازتى و هقضيه مع دارين مكان ما تكون
صمت لينظر لها هاتفا بغمزه من عينه
_ بس اعملى حسابك ان ورانا كام مشوار كده نعملهم فى السريع و بعدها نرجع نتعشا مع اهلك
اجابت برجفه متخوفه من والدها
_ اوكى ماشى لو بابا موافق!
اماء هشام موافقا فاوصلته للباب فوجد والديها ﻻ يزالا واقفين امامهما فانحنى يهمس لها
_ هيفضلو واقفين كده ؟ عايز ابوسك
تحرجت و اطرقت رأسها بخجل ليضحك و يعود يهمس باذنها
_ ابوكى مُصر يشوفنى و انا بوسك مش عارف ليه ؟
لم يملها الفرصه حتى لتندهش فطبع قبله سطحيه على شفتاها بحضور والديها و هو يودعها بصوت عذب
_ باااى يا ديدو
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت لتبدء روتينها المعتاد من الاغتسال و تصفيف شعرها المجعد و ارتداء ملابسها بعد تنظيف جرحها الذى قارب على الشفاء و هاتفته فاجاب بغزل
_ مولاتى ….جميله الجميلات
لم تعتاد ابدا على غزله فرغما عنها ابتسمت ببلاهه و فتحت فمها تطلق ضحكه رنانه عندما شاكسها اكثر و هو يردف
_ اقفلى بوقك بدل ما الدبانه تتدخل فيه
هدءت من نوبه ضحكها و رددت بتساؤل
_ ها فينك دلوقتى ؟
اجاب بايجاز
_ قدامى عشر دقايق ، اول ما اوصل هرنلك تنزلى على طول
اغلقت معه الهاتف و اكملت زينتها فدلفت فدوى تمسك بيدها علبه بلاستيكيه و اعطتها لها مردده
_ خدى دى معاكى بدل اﻻكل بره بيتعبلك معدتك
زفرت بفروغ صبر و هتفت بتذمر
_ مش عايزه يا ماما ، و اصلا لو اتغدينا بره فسيف بياخد باله كويس جدا من اكلى متقلقيش انتى بس
اصرت عليها قائله
_ بتتعبى بعد كده و مع ذلك ﻻزم تعاندى
نظرت لها نظرات حزينه و رددت
_ يا امى انا بتحرج اوى لما باكل اﻻكل ده قدام حد و بجد زهقت
ربتت فدوى على كتفها هاتفه بمواساه
_ نقول الحمد لله… انتى كنتى فين و بيقتى فين يا دارين ….. المهم متتاخروش عشان العشا
اماءت ليصدح هاتفها بالرنين فتجيبه بدﻻل
_ سيفو
ضحك و داعبها بمزاح
_ فتحتى عليا ليه بس معيش رصيد ؟
عادت تضحك من قلبها و هتفت بمشاكسه
_ هشتريلك كارت فكه
انهار ضاحكا و هو يهتف
_ يا نهار ابيض هى حصلت لحد كارت الفكه يعنى محصلتش حتى شحنه ع الطاير
سألتها فدوى بصوت مسموع للطرف اﻻخر
_ متعرفيش رايحين فين ؟
اجابت بجهل
_ معرفش و مش راضى يقول من امبارح
قاطعها بحده مصطنعه
_ دارين …. انا ملطوع تحت و انتى لسه هتتكلمى ، اخلصى و انزلى
تفاجئت من حدته فهتفت برقه
_ حاضر
عاد صوته الحنون المداعب لحواسها قائلا
_ احلى حاضر سمعتها فى حياتى …. انزلى بق يا موﻻتى الشوق قتلنى
زينت بسمتها العريضه وجهها النضر بحبه و غزله الذى اشعرها بكم من المشاعر التى لم تتعايش معها من قبل فتنهدت براحه بعد ان اعطاها الله العوض عن اﻻيام العجاف التى عاشتها لتسكن اخيرا بداخل قلب يعرف الرحمه و الموده و الحب و اﻻهم من كل ذلك يعرف الله و يراعيه قبل ان يراعى البشر
خرجت من البنايه فوجدته امامها يرتدى زى رياضى اسود اللون و مستندا على سيارته عاقدا قدميه و مكتفا ساعديه امام صدره مرتديا نظارته الشمسيه و رائحه عطره زكمت انفها
اعتدل فور ان لمح طيفها فاقتربت منه لينكس راسه مقتربا من اذنها هاتفا بغزل
_ مولاتى …جميله الجميلات ، بحبك
انتشت و بادلته بنظرات والهه و اعقبت
_ و انا كمان بحبك اوى يا سيف …. ربنا يخليك ليا
جلست بجواره و بدء بالقياده فسألته باهتمام
_ عربيه مين دى ؟
نظر لها بطرف عينه و هتف
_ بتاعتى …. اشترتها امبارح ، هو انا مقولتلكيش ؟
اماءت رافضه فهتف
_ اكيد سهى عليا
تنهدت و هتفت
_ مبروك عليك
رد
_ مبروك علينا … انتى كلها اسبوعين و تبقى فى مملكتك يا موﻻتى و كل حاجه بتاعتى هتبقا بتاعتك
رفعت حاجبها تداعبه
_ كمان اسبوعين ؟ من دلوقتى يا استاذ … انا مراتك من دلوقتى يا حضره المعاون
امسك راحتها اليسرى و قبلها قبله رقيقه عليها هاتفا بغزل
_ طبعا يا قلبى
ثم نظر لها بنظرات وقحه مشاكسه و ردد
_ طيب بما انك مراتى من دلوقتى بقا ما تجيبى بوسه
ضربته ضربه خفيفه على كتفه موبخه اياه
_ بطل قله ادب بقا
ضحك عاليا و هتف
_ لااااا لسه قله اﻻدب كلها جايه بعد الفرح يا موﻻتى ، و خدى بالك انا عايز دارين الجريئه اللى بترد عليا و اللى اول ما شوفتها وقفت تناطحنى بالكلام …. مش عايز انا دارين الخجوله اللى بتتكسف دى خليها للناس الغرب ، مفهوم ؟
اماءت موافقه و ردت
_ مفهوم يا حبيبى
ترك المقود من يده و صفق بسوقيه مرددا بصوت جهورى
_ اللهم صل على النبى … ايوه كده
سألته بحيره
_ لسه مش عايز تقول رايحين فين ؟
اماء رافضا و اعقب
_ مفاجأه يا ديدو بس انا متأكد انها هتعجبك اوى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلا و ترجلا و هو يضع شريطا حريريا على عيناها و اسندها و هى تضحك برقه هاتفه
_ افّتح بقا ؟
وقف خلفها و انحنى بالقرب من اذنها هاتفا بتساؤل
_ ايه اكتر حاجه نفسك تعمليها ؟
تنهدت و هى تفكر باختياراتها فوضعت سبابتها تحك بها ذقنها باسلوب استعراضى فضحك الواقف خلفها و قبلها من جانب عنقها لتهتف هى مجيبه
_ بص انا نفسى فى حاجات كتير بصراحه ، يعنى نفس آكل اكل طبيعى و نفسى اتمرن زى زمان و نفسى اشتغل
سحب الشريط من على عينها و هتف بنبره رجوليه بحته
_ يعنى اﻻختيار التانى بالنسبه لك هو التمرين؟
اماءت و هى ﻻ تزال تحاول فتح عينها من اثر ضوء الشمس القوى الضارب بعينها فاشار هو بيده ليافطه كبيره ﻻحد النوادى الرياضيه الخاصه و اعقب
_ لو كان بامكانى انى اقدملك طلبك اﻻول مكنتش هتأخر بس للاسف ده فى ايد الدكتور ، اما بقا الطلب التانى فبصى كده
رفعت راسها ﻻعلى لتصرخ بفرحه و تتعلق برقبته بحب هاتفه بامتنان
_ بجد يا سيف ؟ هتمرن ؟
اماء و هو يقودها امامه هاتفا
_ ده جيم بتاع واحد صاحبى ، اتفقت معاه انهارده عشان يفضيه لينا احنا و بس و اتمرنى براحتك
تعجبت منه فلماذا يطالبه بذلك لتسأله
_ ليه لوحدنا ؟ هو انت عندك مشكله انى اتمرن بعد كده فى جيم؟
اجاب
_ ﻻ معنديش مانع بس عايز نبقا لوحدنا عشان اقضى معاكى الوقت ده لوحدنا عندك مانع ؟
شاكسها فابتسمت و فور ان دلفت للداخل صرخت بخضه
_ هتمرن بايه معيش هدوم ؟
ربت على ظهرها و ابتسم برقه هاتفا
_ متقلقيش عامل حسابى
دلفت معه تنظر بانبهار للتصميم الرائع فتقابل مع رفيقه الذى هتف بترحيب
_ اهلا سيف باشا …. كله تمام
غمز بطرف عينه و اعطاه المفاتيح الخاصه بالمكان و هتف موضحا
_ اقفل على نفسك من جوه عشان لو حد من اﻻعضاء جه و ﻻ حاجه ، و انا طفيت الكاميرات كلها
اماء له باستحسان فغادر اﻻخير و اغلق سيف الباب وراءه و سحبها من يدها لمكان تغيير الملابس هاتفا
_ هدومك اهى غيرى و تعالى نتمرن سوا
بالفعل فعلت ما اخبرها به و خرجت لتبدء معه تمارين الاحماء و بعدها بعض تمارين الملاكمه فاقترب منها و همس يسألها بنبره عبثيه
_ انتى قلتيلى انك بطله الجمهوريه فى فنون القتال ؟
اجابت بثقه
_ ايوه ، بس ده طبعا كان من كام سنه كده لما كنت لسه بدرس
ابتسم بمكر هاتفا
_ يعنى مستواكى نزل مش كده؟
اجابت بثقه و غرور
_ حتى لو نزل شويه فأنا لسه زى ما انا بطله الجمهوريه و فى مده قصيره جد اقدر ارجع مستوايا تانى زى ما كان و احسن
هتف باستثاره
_ بس مهما عملتى مستحيل تغلبى راجل لانه اقوى منك بالفطره
تهكمت بوجهها بشكل واضح و هى ترد عليه
_ ﻻ طبعا الكلام ده مش صحيح …. الست اقوى من الراجل و اسرع و الدليل على كده ان الستات بتقدر تتحمل الم الولاده و الرجاله ﻻ
اقترب منها اكثر و ردد
_ طيب تراهنينى ؟
هتفت بحيره
_ اراهنك على ايه ؟
اجابها
_ نلعب ماتش …. و الغالب يحكم
وضعت اصبعها على ذقنها تفكر حتى تتخذ قراراها فهتفت
_ بس بشرط نتفق على اﻻحكام من دلوقتى
اماء موافقا و هتف يسألها
_ لو كسبتينى هتحكمى عليا بايه ؟
اجابته
_تجيبنى هنا مره فى اﻻسبوع على اﻻقل عشان اتمرن
اماء موافقا فهتفت هى تسأله
_ و انت حكمك هيكون ايه ؟
اجابها بعبث
_ بوسه
نظرت له ببلاهه و قضمت داخل فمها بحيره فردد متعجبا
_ ايه ده ! كل ده تفكير عشان خاطر بوسه ؟
ابتلعت بخجل فعاد يشاكسها هاتفا
_ مش قلنا مش عايز دارين اللى بتتكسف و قلتى اوكى ؟
تنهدت بحيره و اجابته
_ اوكى … كده كده اصلا انا اللى هكسب
ابتسم ملئ فاهه هاتفا
_ واثق انت يا عسل
شمرت ساعديها هاتفه باستثاره
_ تحب اوريك ؟
امال راسه جانبا و اتخذ وضع اﻻستعداد هاتفا بحذر
_ يلا
بدءت المباراه بينهما فتاره تهجم عليه و تاره يهجم هو و لكنها استطاعت ان تركله بقسوه فى معدته اسقطته ارضا فرفع حاجبه بدهشه لتبتسم هى بتشفى فاتخذت وضعيه الاستعداد و اشارت له بصمت تحثه على المواصله فتحفذ سيف ضدها و هجم عليها بشراسه فاستطيع ان يسقطها ارضا و ينقض عليها و لكنها بلمحه سريعه منها انقلبت و تدحرجت فاصبح هو اسفلها فضحكت عاليا و هى تردد
_ هاااااهى …… ما يقع اﻻ الشاطر يا سيف باشا
احتقن بالغضب من استثارتها له فجاهد حتى يقلب اﻻدوار من جديد لتعود و تصبح هى اسفله فكبل قدميها و هو مستند بركبتيه و امسك قبضتيها و رفعهما فوق رأسها مثبتا جسدها بالكامل هاتفا بحنق و غضب
_ هاا…. قادره تتحركى دلوقتى ؟
ظلت تتحرك اسفله فى محاوله منها فك حصار جسده لجسدها و لكنها فشلت فقوته الجسديه تفوقها بمراحل فهى نحيله و ضعيفه فتذمرت بطفوله
_ انت جاى و انا خاسه عشره كيلو و متمرنتش من سنه تقريبا و ….
قاطعها ببسمه عبثيه هاتفا
_ هتحمرئى بقا مش كده؟ انا كسبت و الحكم بتاعى هو اللى هيتنفذ
ظلت تتحرك اسفله بعفويه تحاول الهرب من حصاره و هى ﻻ تعلم ماذا تفعل به بحركاتها العفويه تلك التى اشعرته باثاره عارمه فصرخ بها بحده
_ بطلى حركه
لم تفهم ان طلبه كان فى مصلحتها بالمقام اﻻول فظلت تعافر و تعافر حتى احكم قبضتيه اكثر على ساعديها و انحنى يهمس باذنها
_ بطلى تتحركى متبقيش غبيه … انتى مش فاهمه انا بيحصل فيا ايه دلوقتى؟
فهمت تلميحه الوقح فشهقت بخضه و خجل و اغمضت عيناها تحاول ان تتحاشى نظراته الجريئه التى تلتهمها و سكنت تماما فى انتظار ان يتركها و لكنه ظل هكذا حتى هدأ هو اﻻخر و ردد بصيغه آمره
_ افتحى عينك
فتحتها على الفور فتلاقت مع حدقتيه المتفحصه اياها بوهج و شغف لم تراه من قبل و دارت بينهما مبارزه من نوع آخر ، او باﻻحرى حرب نظرات كل منمهما تقص قصه عشق و شغف لم يعاصر قبلا فلم يتحمل اكثر فانحنى بجسده حتى التصق بجسدها و بدء بتقبيلها برقه فبادلته فى البدايه حتى طالت بهما و تحولت من تلك الرقيقه الى اخرى ملهوفه و همجيه و ممتلئه بالاثاره و الشبق فتخوفت من انسياقها وراء مشاعرها الفطريه فحاولت ان توقفه و لكنه كان مغيبا و لم تجد القوه لسحب قبضتيها من بين خاصته و هو ﻻ يزال يثبتها اعلى رأسها فلهثت بعنف ليشعر باختناقها فابتعد لحظه لتتنفس قليلا و قبل ان تفتح فمها للحديث او للاعتراض عاد مره اخرى يقبلها بشغف حقيقى و مشاعر جياشه لم يعرف طريقها الا معها هى
استطاعت بالنهايه ابعاده بعد ان ضاعت انفاسها بخاصته و نهضت لتقف باحد اركان الحلبه تلهث بانفاس مثاره حد اللعنه و هى تحاول ان تهدأ من روعها فاقترب منها و ابعد خصلاتها المجعده و المبعثره بهمجيه و وضع سبابته اسفل ذقنها ليجبر وجهها للنظر له و هتف بغزل
_ اطعم شفايف دوقتها فى حياتى …. الواحد ممكن يكتفى بيهم و مش ﻻزم المواضيع التانيه دى
انهى غزله بوقاحه ظنت انها اعتادت عليها و لكنه كعادته دائما ما يفاجئها بتطوره فى الحديث الوقح فاطرقت رأسها و لكنها تنبهت لجملته فهتفت بغيره و هى تضع يدها بخصرها
_ اطعم ايه ؟ هو حضرتك دوقت قد ايه بقا ان شاء الله يا سيف باشا يا اللى بتصلى فروض ربنا ؟
حرك راسه ببسمه مقتضبه مستسلما فجميع النساء سواسيه فى الغيره ليردد بهدوء و هو يحتضنها
_ الواحد عدى عليه وقت مراهقه و شقاوه يعنى مكنتش طول عمرى كده …. اكيد يعنى غلطت و انا صغير شاب طايش زى باقى الشباب بس عمرى ما اتخطيت الحدود
زفرت يضيق هاتفه بحنق
_ و هو حضرتك لما تبوس بنات الناس اللى مفيش بينك و بينهم اى صفه تبقا متعديتش الحدود؟
اماء مؤيدا و موضحا
_ اه طالما بموافقتها مش غصب يعنى
ليكمل استثارتها اكثر هاتفا بمشاكسه
_ يعنى مثلا اول مره ابوسك لما كنتى فى المستشفى انا عارف و متأكد انى لو كنت اديتك فرصه ترفضى او تعترضى كنتى هتعملى كده عشان السبب ده انا اخدتها غصب و سرقه
بللت شفتها بطرف لسانها و هتفت تسأل
_ يعنى كنت عارف انك بتتخطا الحدود؟
اماء معقبا
_ ايوه طبعا بس و انا بتخطاها كنت عارف و متأكد اننا هنوصل للنقطه الللى احنا فيها دلوقتى …… انك مراتى و كل حته فى جسمك حلال ليا
دفعته بعيدا عنها بغضب مصطنع و دبت اﻻرض بقدميها هاتفه بتذمر
_ بس بطل الطريقه دى يا سيف عشان خاطرى احسن بتكسف اوى و بابا هيتجنن منك
ضحك ملئ فاهه و هو يردد بعبث
_ انا مستحلفله انه ﻻزم يشوفنى و انا ببوسك عشان يبطل يرخم عليا
هتفت بضيق
_ و هو ليه ما شافكش ؟ ما انت امبارح عملت كده
احابها بعبث
_ لا يا مولاتي دى كانت غير مقصوده بس انا ناوى على مره كده اعملها قاصد عشان يتجنن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل يتصفح صفحتها الشخصيه و صورها و هو مبهور بها ، يعلم تمام العلم انها ليست باجمل النساء بل ان جمالها عادى و لكن لها انجذاب من نوع اخر لم يعاصره من قبل مع اى امرأه ….. فبالرغم من تعدد علاقاته بالرغم من كبر سنه اﻻ انه دائما ما يغير النساء كما يغير اﻻحذيه و ذلك بسبب حبه للتملك و سرعان ما يتركهن بسبب ملله السريع باﻻشياء
مثل اﻻطفال تماما عندما يجد لعبه فيصر عليها و يظل يطلب من والديه بالحاح ان يقتنيها و بعد ان يلعب بها يوم او اثنان يزهدها و يرميها بمخلفاته و لكن الفرق انه لا يلح على احد فالنساء ترتمى تحت قدمه بسبب سلطته و نفوذه القوى دون بذل اى مجهود منه
و لكن تلك المره يشعر بالغرابه من نفسه ، فكيف يشعر بتلك المشاعر تجاه فتاه لم يراها وجها لوجه … فقط بعض الصور و اﻻخبار عنها كانت كفليه بتعلقه بها بشده
استدعى المحامى ناصر الصواف لمكتبه بعد ان اتخذ قراره ان تكن له فى غضون ايام حتى ينتهى من ذلك الشعور سريعا فهو اعلم الناس بنفسه من اشتهاءه لشيئ و بمجرد ان يتذوقه ينتهى ذلك الشغف نهائيا ليظن ان اﻻمر سينتهى فور ان يشاركها الفراش ليله او اكثر و ينتهى اﻻمر
دلف ناصر باحترام مهللا باحترام
_ ازيك يا ريس ؟
اجاب بايماءه طفيفه و اشار له ان يجلس و استهل حديثه بسؤاله عن اكرم هاتفا
_ انا مش قلت اكرم تخلص حكايته ؟ منفذتش ليه ؟
اجابه ناصر برهبه
_ و الله يا باشا بقاله فتره فى الحبس اﻻنفرادى بعد ما قدوم بلاغ فى معاون السجن بتاعه و سيف المهدى معاون سجن النسا و من ساعتها و المعاون بتاعه حابسه انفاردى
ضحك شهاب هاتفا
_ بيكدره يعنى ،و انت مش عارف تدخل له حد فى الانفرادى ؟
اماء ناصر مؤيدا و ردد
_ لسه عمره فى بقيه يا ريس
سحب نفسا عميقا من سيجاره ليردد بعد ان زفره دفعه واحده
_ و البنت دى اللى كانت معاه فى القضيه ؟
تحايل عليه و كأنه قد تناساها تماما فاجاب اﻻخر
_ قصدك دارين الشامى ؟ اتكتب كتابها على المعاون و حاليا قللت المراقبه عليها ﻻنها تقريبا مبتخرجش و غير كده مش مهمه بالنسبه لنا و ﻻ ليها اى ضرر
استند بظهره على المقعد الجلدى الفخم الموجود خلف مكتبه و هتف
_ و البت دى ملهاش سكه ؟
لم يفهم ما يعنيه بالضبط فسأل بجهل
_ مش فاهم قصد حضرتك يا كبير !
اجابه بصوره اوضح
_ عايزها
لمعت عين ناصر بدهشه و ابتلع لعابه بعد ان فهم مطلب رب عمله و بلل شفتاه بطرف لسانه فى محاوله منه لمماطلته و اكتساب بعض الوقت ليبحث عن الرد المناسب الذى يجيب به دون ان يواجه غضب الجالس امامه فهو يعلمه تماما العلم ما ان اراد شيئا
ابتلع مره اخرى بعد ان هدر به شهاب
_ ما تنطق يا بجم
اجابه على الفور
_ سكتها الحب يا باشا ….. اكرم جابها بالحب و الرومانسيه و المعاون نفس الكلام
اماء و هو يقوس فمه بضيق متسائلا بصوت مسموع
_ يعنى ملهاش سكه تانيه ؟ فلوس ، مشاريع ، طموح او اى حاجه غير الحب ده ؟
اماء رافضا و موضحا
_ ﻻ يا باشا ملهاش …. و لو دخلت داخله غلط ممكن تعند والحكايه تبوظ خالص
جلس امامه و استند على المكتب بمرفقيه هاتفا بتساؤل
_ لزماك اوى يعنى ؟
اماء بصمت فاعقب ناصر
_ طيب سيبنى اظبطلك الدنيا … بس هتاخد وقت شويه
سأله بضيق
_ ليه ؟
اجابه يشرح باستفاضه
_ اوﻻ ﻻزم نزيح اﻻخ سيف من الطريق لانها حاليا مش شايفه غيره
قاطعه عن استكمال شرحه هاتفا بقسوه
_ سهله ….. اقتله
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
تزوجى رجلاً ….. ان حاورتهِ وجدته حكيماً
٠٠٠٠٠ و ان غضب منكِ كان حليماً
….. و ان ظفر برزقٍ كان كريماً
و ان وعدك اوفى …. و لو كان وعدهُ عظيماً
••••••••••••••••••••••••••
_ اخيرا
قالها و هو يغلق باب شقته بعد ان اتم وضع ملابسه بخزانته ببيته الجديد و تم فرشها بالكامل استعداداً ﻻنهاء مراسم الزفاف
ابتسمت دارين بسمه عريضه كأنها فازت باليانصيب و هو يسحبها من ذراعها يتابطها بحميميه و ينزﻻ برفقه والدتيهما حتى يوصلهما لمنزل والدها و هو يردد بفرحه
_ كده انتو مش محتاجين تيجو هنا بكره مش كده ؟
بفرحه عارمه اجابت فدوى
_ لا يا حبيبى بكره بقا ليله الحنه و دارين هتبقى مشغوله
ابتسم و انحنى يهمس باذنها بجرأه لم و لن تعتادها ابدا
_ عايز شغل عالى بقا و تاتوهات و الذى منه
قضمت اسفل شفتها من الحرج و هى تنظر خلفها لوالدتها و والدته الجالستان بالسياره معهما فدفعته بيدها موبخه اياه بصمت لتصدح ضكاته عاليا فتطلق فدوى زغروده عاليه فرحه ليشعل هو بعض الموسيقى و تبدء اماتهما بالتصفيق و الغناء بفرحه
اوصلهما اسفل البنايه و ترجلتا بصحبته فنظر لوالدته و هم بالحديث و لكنها كانت اﻻسبق باﻻشاره له ان يوصلهما حتى باب المصعد فابتسم بحب و ذهب وراءهما لتتنحى فدوى للجانب قليلا حتى تعطيهما مساحه لتوديع بعضهما فتردد
_ انا هطلع و ابقى حصلينى
اماءت لها دارين بصمت فنظر فى اثرها و هتف بمزاح
_ امك فهمانى ….. بس للاسف مش هينفع اعمل حاجه على السلم
اخرجت ضحكه عفويه رقيقه و سألته بخجل
_ بس صحيح انت مالك ؟ بقالك فتره يعنى مش بت ……
لم تكمل ما تود ان تخبره به ففهم ليردد هو
_ عشان مش ببوسك يعنى ؟
اماءت فقضم طرف شفته باثاره هاتفا بمشاكسه
_ وحشتك و ﻻ ايه ؟
اطرقت رأسها خجلا فردد ضاحكا
_ و انتى كمان وحشتينى و الله ، بس انا بعدت عشان اعرف استطعمك ليله الدخله
دفعته على الفور بكلتا يديها بصدره هاتفه بحرج
_ قليل اﻻدب
امسك راحتيها المستندتان على صدره و رفعهما الى فمه و قبل كل واحده منهما على حدا هاتفا بغزل
_ بحبك
رفرفت اهدابها بحب و اعقبت
_ و انا بحبك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يعلم انها ستكون آخر زياره يرى فيها والديه بعد ان قضى ايام طوال بمحبسه الانفرادى كعقاب له من معاون السجن ، و لم يعلم ايضا انه كان تحت الحمايه اثناء تذمره بمحبسه ذلك و ان خروجه يعنى هلاكه
جلس بالزياره امام والديه ينظر لهما بحزن و امه تردد ببكاء
_ ضيعت نفسك يا اكرم …. الطمع عمى عينك عن الصح و الغلط و ادى النايجه
نظر لها بتفحص و هتف بضيق
_ انتى جايه تزورينى و لا تأطمينى يا امه ؟
حرك والده رأسه باستخفاف و هتف
_ كويس انك لسه فاكر ان ليك اب و ام مهما انت قسيت عليهم ، قلبهم بيتقطع عشانك يا بنى
اطرق رأسه بخزى و ردد
_ سامحونى …. و ادعولى ربنا يفكها عليا
رفعت والدته يدها لاعلى تهتف بتضرع
_ يا رب يا بنى يفكها عليك و يهديك يا اكرم لنفسك مش لحد تانى
خرج صوت الحارس بصوت اجش
_ الزياره انتهت
سحبه الحارس من يده و هو يعافر حتى ينظر لوالدته هاتفا برجاء
_ سامحينى يا امه …. و ادعيلى و انتى بتصلى ، انا خايف اوى
ودعته باكيه و ارتمت فى احضان زوجها الذى ربت على ظهرها يواسيها هاتفا
_ ربنا معاه … هو اللى اختار طريقه و مفيش فى ايدينا غير اننا ندعيله
جلس على سريره الحديدى المهترئ و هو يفكر كيف له ان يتخلص من ازمته فهو لا يثق لا بناصر الصواف محاميه و لا بالاسماء العاتيه التى اقحمها فى قضيته فمثلهم لا يترك تاره ابدا و لكن ما طمأنه قليلا حديث محاميه انهم لم يهتموا باعترافه من الاثاث
اقترب منه احد السجناء و انحنى له هاتفا
_ كفاره
ابتسم بسخريه و رد
_ كفاره دى تقولها لما اخرج خالص من هنا مش لما اخرج من الانفرادى
جلس بجواره و ربت على فخذه مرددا
_ السجن للجدعان
امتعض وجهه من نوعيه الناس الذى يشاركهم السجن فهو اعتاد الحياه الرغده و المرفهه فادار وجهه بحنق ليهدر به السجين
_ انت مالك معوج على ايه ؟
لم يجيب و ظل على حالته الصامته مما اخرج السجين عن طور هدوءه فصاح به
_ بقا انت بتدير وشك منى يا حته مره ميش منها نفع ؟
حاول الابتعاد عنه فاخرج الاول مديته و غرز نصلها عميقا و هو يردد بغل
_ تحيه شهاب باشا يا حلاوتهم
ليخر واقعا على الارض غارقا بدماءه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شتان بين الرجل و المرأه فى قضاء الليله التى تسبق الزفاف فالرجل يمكن ان يظل بعمله حتى الساعات اﻻخيره من زفافه ، اما المرأه فتظل ليوم او اثنان تتزين و تمرح حتى تكن ملكه متوجه فى هذا اليوم الذى لا يتكرر بالعمر سوى مره واحده
هذا ما حدث معهما فبنفس اللحظه التى كانت دارين تجلس وسط بنات اعمامها و زوجه اخيها يمرحن و يرقصن و يتزين مع المتخصصه التى جلبتها لذلك اليوم ، كان سيف غارقا بعمله حد التخمه حتى انه لم يجد وقتا ليهاتفها كعادته بسبب امر المأمور له ان ينهى معظم اعماله العالقه حتى يهنأ بإجازه زواج سعيده
جلس على مكتبه يراجع اﻻوراق و يوكل المهمات لرفيقه الذى سيتولى عنه اعماله بغيابه فاذا به يتلقى هاتفا من نظيره بسجن الرجال فاجاب بمرح
_ محمود باشا ….. مستنيك بكره فى الفرح اوعى متجيش
رد عليه باقتضاب
_ متقلقش جاى انا و المدام ، المهم عندى خبر هيكون وحش بالنسبه لك و مقدرتش أاجله لبعد الفرح
تحفز سيف فى جلسته و انتظر ان يسمع منه باهتمام فاستطرد اﻻخر يهتف
_ اكرم اتضرب بمطوه و بين الحيا و الموت فى المستشفى
قوس سيفه حاجبيه بدهشه هاتفا بحنق
_ و الخبر ده ممكن يزعلنى فى ايه ؟ ما فى داهيه اللى زيه كان ﻻزم يموت من زمان
ابتلع محمود لعابه بحرج و هتف
_ المأمور عمل تحقيق و صمم انى محضرش عشان عارف اللى بينى و بينه و خلى رئيس المباحث المنتدب هو اللى يحقق
زفر سيف بفروغ صبر هاتفا بحده
_ ايوه يعنى فين المصيبه ؟
اجابه بضيق
_ المسجون اللى حاول يقتله اعترف انك انت اللى مسلطه عليه و انت اللى سهلت له دخول المطوه للسجن بمساعدتى طبعا و انا و انت متحولين للتحقيق
عاد بظهره للوراء و استند على ظهر المقعد و ترك الهاتف من يده و فتح مكبر الصوت و اخرج سيجارته و اشعلها و هو يردد بضيق
_ عيد اللى انت قولته خلى عماد يسمعك هو قاعد معايا
اعاد محمود على مسامعهما نفس الحديث فاحتدت تعابير عماد بضيق و هتف بصياح غاضب
_ ايه التهريج ده ؟ هم كل شويه هيحولوكم للتحقيق ؟ هو اى كلام يتقال يتصدق و ﻻ ايه ؟
ردد محمود
_ انا من اﻻول كنت عارف ان الحكايه دى مش هتعدى على خير …. مكانش المفروض ابدا اسمح بالتجاوز اللى حصل …
قاطعه سيف صارخا بحده
_ بص يا محمود … خرج نفسك انت بره الليله دى و انا هتصرف ، و انا هتحمل نتيجه تهورى يا سيدى
اجابه اﻻخير بحنق
_ بعد ايه ؟ بعد ما الملف بتاعى بقا فيه نقطه سوده زى دى ؟
احتد سيف هادرا
_ انت اللى مش عارف تظبط امورك يا محمود …. و المأمور بتاعك مش بيساعدك و كلنا عارفين ان فى تجاوزات اكتر من كده بتحصل و بتعدى بس انت اللى طيب و على نياتك
تضايق منه فهدر هو اﻻخر
_ المهم دلوقتى … ناوى تعمل ايه عشان كلامنا يبقا واحد
اجابه سيف بضيق
_ و هى محتاجه نتفق على حاجه ؟ يا بنى انا مجتش السجن عندك من امتى ؟ ده غير ان الموضوع هيخلص باﻻنكار ﻻن هو الحقيقه … انت بس اللى قلقان زياده عن اللزوم
اطرق محمود رأسه بحزن فسأله سيف
_ انت جالك الاستدعا؟
اجاب
_ ﻻ … بس فى خلال يوم و ﻻ اتنين هيوصل
اغلق معه الهاتف فنظر له رفيقه مرددا
_ شهر العسل اتضرب
ابتسم سيف مرددا بسخريه
_ ده على جثتى … شهر العسل هيتعمل و فى ميعاده
سأله عماد بدهشه
_ ازاى ؟ اﻻستدعا لو جه بكره و ﻻ بعده يبقا التحقيق بالكتير بعد يومين
اجابه اﻻخر
_ سيبلى الموضوع ده انت متشغلش بالك
انطلق كالبرق متجها للنيابه العامه حيث رفيقه محمد الجارم و دلف مكتبه بعد ان سمح له اﻻخير و جلس امامه على المقعد بغضب فابتسم اﻻخر بمكر و هتف بمشاكسه
_ مالك يا عريس ؟
احتدت تعابيره على الفور و صرخ به موبخا
_ ابو برودك يا اخى …. يعنى مش عارف مالى ؟
ابتسم محمد و استند بمفرقيه على المكتب امامه و هتف بهدوء وثير
_ قلقان من اﻻستدعا ؟
زفر انفاسه بغيظ و ردد بحده
_ ما انت عارف اهو …. انا فرحى بكره يا بنى ادم
ابتسم محمد ابتسامه صفراء و اخرج من جارور مكتبه خطاب و اعطاه لسيف الجالس بحنق ففتحه اﻻخير و نظر له ليجده استدعاء النيابه فنظر له بوجوم ليردف اﻻخر
_ اﻻستدعا اهو فى درج مكتبى ، و مش ناوى ابعته ﻻ دلوقتى و ﻻ بعدين …. انا هخلص الموضوع مع المأمور بتاع سجن الرجال
هدء تيبس جسده و ارتاح على ظهر المقعد زافرا براحه حتى ردد رئيس النيابه
_ كده فى حد حاطك فى دماغه يا سيف و اكيد انت فاهم ده
اماء معقبا
_ طبعا …. بس مين ؟
اعقب محمد
_ مين و ليه ؟ عملت ايه عشان يبقا لك اعداء بالشكل ده ، تخرج من محاوله اغتيال لاتهام ممكن يأثر عل شغلك ؟
لم يعلم ماذا يجيب و لكنه وقف مكانه و ردد
_ اﻻستدعا بتاع محمود اخباره ايه ؟ احسن واجعلى دماغى
ضحك اﻻخر و ردد
_ مصيره من مصير بتاعك يا باشا
خرج من مكتب رفيقه قاصدا المباحث العامه حيث رفيقه اﻻخر وائل مندور الذى يعمل معه بقضيه لواحظ المر
و فور ان دلف مكتبه رمقه اﻻخر بنظرات تعجبيه من حالته هاتفا بفضول
_ انت مش عريس يا بنى ايه اللى جايبك ؟
اجاب بضيق
_ و هى المصايب عايزه تسيبنى
اشار له ليجلس امامه و اخرج علبه سجائره ليعرض عليه واحده فاشعلها سيف و نظر للسقف بشرود فتركه وائل حتى يستجمع افكاره ليعود اﻻخر و يهتف متسائلا
_ اكرم عايش و ﻻ مات ؟
اجابه
_ عايش بس حالته صعبه جدا …. الضربه جت فى مقتل
سأله باهتمام
_ يعنى منقدرش نحقق معاه ؟ مهو احنا لو عرفنا مين الى حاول يقتله هنعرف مين اللى حاططنى فى دماغه ؟
حك وائل طرف ذقنه و ردد
_ ما نحقق مع السجين التانى
ابتسم سيف هاتفا
_ عمره ما هينطق ﻻنه فاهم كويس مصيره لو اتكلم … هيحصل اكرم
شرد وائل لحظات و اردف
_ عموما انا هحط حراسه على اكرم يمكن يفوق و نقدر نخرج منه بمعلومه مفيده
احتدت تعابيره و ردد بحنق
_ انا شِبه واثق ان الاسامى اللى جابها فى التحقيق هى اللى حاولت تقتله ، بس الللى مش فاهمه انا اسمى دخل فى الموضوع ليه ؟
حرك وائل كتفاه بحيره و ردد
_ مش عارف ، فعلا حاجه تجنن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صاح و هاج و غضب فتخوف ناصر من شكله المخيف و هو يصرخ به هادرا
_ غبى … غبى و كل تصرفاتك غلط
اجاب ناصر بمهادنه
_ يا شهاب بيه انا محامى مش بتاع ماڤيا …. يعنى امكانياتى محدوده
نظر له نظرات واجمه احرقته و ردد بغلظه
_ طالما مش قدها كنت قول من اﻻول مش عاملى فيها ابو العريف و فى اﻻخر تطلع بغل
امتعض من اهانته بهذا الشكل و اﻻخر يكمل
_ و بتتصرف من دماغك …. قلتلك تقتل اكرم فضلت مأخر الموضوع و كأنه صعبان عليك ، طلبت بعدها تخلص على سيف روحت قتلت اكرم و خليت الحيوان اللى تبعك يتهم سيف
زفر دخان سيجاره بغضب و هو يوضح
_ استفدت انا ايه لما يتحقق معاه ؟ كده هيسيب دارين و فرحهم بكره يا بنى ادم ؟
حرك ناصر رأسه باستسلام و هو يردد داخل نفسه
_ و الله البنت دى بدأت تصعب عليا انا شخصيا … عايز منها ايه ؟ دى عيله صغيره بالنسبه لك يا اخى
فاق من شروده على صوت شهاب الغاضب
_ انت مش معايا يا بغل انت ؟
اجابه ناصر
_ كنت حاطط فى بالى الموضوع هيأجل الفرح و بعدها نكمل شغلنا و نبعده عنها من غير ما نموته و نفتح على نفسنا نار جهنم ده ابوه طلعت المهدى و عليته كلها مناصب فى الداخليه يعنى مش عايزين نخليهم يركزو معانا يا ريس
جلس شهاب على مكتبه و زفر باختناق و ردد
_ انا عايزها قبل ما المعاون ده يلمسها … فاهم !
قوس فمه و هو حقا ﻻ يعلم بماذا يجيبه فردد بالنهايه
_ اوامرك يا ريس يبقا هخلص بكره قبل الفرح
اماء بوجوم و ردد
_ و اكرم لسه عايش و عليه حراسه جامده و ده لو فاق هيعترف بكل حاجه انت عارفه غبى و يعملها
حرك رأسه بتفهم مرات متتاليه فاعقب شهاب
_ محدش يقدر يدخله غيرك بصفتك المحامى بتاعه
لمعت عينه بالدهشه فماذا يريده ان يفعل فسأل بتوجس
_ مش فاهم
اجاب شهاب و هو يمقته بنظراته المتدنيه
_ تقتله بنفسك
ابتلع ناصر لعابه بخوف و ذعر و نظر امامه للمجهول و ردد ببلاهه
_ انا معرفش اقتل فرخه
ابتسم شهاب و ردد بتحذير
_ اتعلم … لانك لو منفذتش هحخلى غيرك ينفذ بس ساعتها اﻻمر هيطلع باسمكم انتو اﻻتنين و كفايه سامحتك على غلطاتك اللى كترت اوى يا ناصر
ظل ينظر له ببلاهه ﻻ يعلم ماذا هو بفاعل فردد شهاب يشرح له اﻻمر ببساطه و كأن ما يتحدثا عنه جماد و ليست روح
_ حقنه هوا يا ناصر … بسيطه خالص ، مجرد حقنه هوا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قضت يومها باكمله جالسه بملابسها الداخليه حتى تنتهى الحنانه من رسم تلك الرسومات المخصصه للعرائس و اصرارها على اخفاء اثر الطعنات ببطنها بتلك الرسومات و لكن حتى بعد ان رسمت لها الحنانه رسمه كبيره اسفل بطنها ظلت بعض آثار الندبات ظاهره فما كان اﻻ ان جلست تبكى و هى تنظر لشكلها بالمرآه
قاطع بكاءها رنين هاتفها لتجده نبض قلبها الذى يمحى صوته اثر اى آﻵم و اوجاع بداخها و لكنها لم تستطع اخفاء بحه صوتها الباكى و هى تجيبه
_ الو
انتبه على الفور لنبرتها الحزينه فتسآئل بحيره
_ مالك يا ديدو ؟
حاولت اخفاء غصه بكاءها فتصنعت النوم هاتفه
_ ابدا يا حبيبى كنت نايمه شويه ، اليوم كان مرهق اوى
لم يقتنع فهى ليست المره اﻻولى التى يستمع لصوتها النائم او الباكى حتى ﻻ يستطيع التفرقه بينهما فردد بضيق
_ بتكدبى عليا يا ديدو ؟ كد برده ؟ قوليلى مين زعلك؟
انفجرت فى بكاء مرير و خرجت شهقاتها عاليه فشعر بسكاكين حاده تقطع بقلبه فهتف يهدءها
_ اهدى يا حبيبتى … كل حاجه و ليها حل
ابتلعت لعابها و استنشقت ماء انفها و هى تردد بصوت مبحوح
_ بس مشكلتى ملهاش حل
تنهد بحيره و ردد بصيغه آمره
_ افتحى الفيديو خلينى اشوفك
رفضت بلباقه هاتفه
_ ﻻ مش هينفع
صاح بغضب
_ ليه ؟
اجابته
_ عشان مينفعش و خلاص بقا يا سيف … الحنه لسه منشفتش و مش هينفع البس
ابتسم على الفور هاتفا بوقاحه
_ افهم من كلامك انك من غير هدوم دلوقتى ؟
صمتت فضحك عاليا فى محاوله منه ﻻضحاكها هاتفا بمشاكسه
_ ﻻ بدى اشوف
ضحكت رغما عنها و رددت بحرج
_ قليل اﻻدب
تنهد بعمق فسألها بجديه و اهتمام
_ قوليلى بجد مالك ؟
اجابته و غصه الحزن تخنق روحها
_ شكلى وحش
رفع حاجبه بدهشه و هو يستمع لها تكمل زعزعتها و قله ثقتها بنفسها
_ رفيعه شبه الهيكل العظمى … و سمره و شعرى كيرلى و غير كده جسمى كله كدمات و جروح و بجد بجد مش فاهمه ايه اللى عجبك فيا ؟
تركها تلقى ما فى جعبتها حتى يستطيع ان يفهم ما بها و عندما انتهت لم تعطيه فرصه حتى للرد عليها فهللت بضيق
_ و طبعا انت ساكت و مبتردش عشان كلامى صح و مش ﻻقى حاجه تقولهالى حتى لو بالكدب
ردد بهدوء وثير
_ و ايه نوع الكدب اللى مستنياه منى ؟
اجابت بحده
_ تقولى مثلا يا جميله الجميلات زى ما دايما بتقول … اى حاجه تحسسنى ان اللى حاسه بيه ده مش حقيقى
اجاب بهدوء و رزانه
_ طيب ما هو مش حقيقى بدليل انى دايما بوقلك يا جميله الجميلات ، انتى فى عنيا اجمل نساء الدنيا
لم تصدقه فهتفت بضيق
_ اه طبعا بتضحك عليا عشان ..
قاطعها بحيره
_ انتى عندك اعراض PMS و ﻻ ايه ؟ عشان لو هى تبقا مصيبه ده الفرح بكره
ابتلعت بحرج و خجل من حديثه و هتفت بتوبيخ
_ انت بقيت قليل اﻻدب ليه كده ؟ و بعدين انت عارف الحاجات دى منين ؟
ضحك ملئ فمه و ردد
_ عشان كنت متجوز قبل كده و عارف اﻻعراض دى كويس و كانت ايامى بتبقا مرار طافح و بحاول اتجنبها على قد ما اقدر و حتى دى كانت بتزعل و تقولى متجاهلنى عشان انا اووف
شردت بحديثه عن زوجته الراحله فشعرت بغيره تسرق روحها و لكنها عادت و وبخت نفسها فكيف تشعر بالغيره من طيف امرأه راحله بين يدى المولى و لكن تظل النساء جميعا نسخه واحده تشعر بالغيره من اى منافسه محتمله او غير محتمله لمجرد انها تحمل صفه مؤنثه
شعر بشرودها ففهم على الفور خطأه بذكر غاليته الراحله فردد بصوت متغزل
_ ديدو يا عمرى …. انتى زعلانه منى عشان جبت سيره نسرين الله يرحمها
ابتلعت لعابها و هتفت
_ ﻻ … انا مش عيزاك تحس انى حمل على كتافك هجبرك تنساها او تبطل تتكلم عنها و انا عارفه انت كنت بتحبها قد ايه
اعقب على جملتها بتأكيد
_ كنت و مازلت يا ديدو … بس ميمنعش انك اغلى و اعز عندى و انا فاهم و عارف افسر مشاعرى كويس و اقدر أاكدلك انى عمرى ما حبيت حد زى ما بحبك ، بس هى مش كانت مراتى ،هى لسه مراتى و هتفضل مراتى لحد ما اروح اقابلها عند وجه كريم
صرخت بخوف
_ بعد الشر عليك يا حبيبى
ضحك و ردد
_ كلنا هنموت يا حبيبتى ، بس انا هروح لهم اﻻول و تبقى تحصلينى بعدين
زفرت بضيق و صرخت به
_ بس بقا بطل الكلام ده عشان خاطرى
اماء و كانها تراه فاستطردت
_ انت حبتنى ليه يا سيف؟ ايه المميز فيا خلاك تحارب كل ده عشانى ؟
اجابها بسؤال
_ و انتى ايه اللى خلاكى تحبينى ؟
اجابته بعفويه
_ حاجات كتير
ردد
_ زى ايه ؟
فكرت قليلا فسألها
_ شكلى مثلا …. وسيم و كاريزما
اجابته
_ طبعا بس دة مش اهم صفاتك
عاد يسأل
_ يمكن مركزى و نفوذى ؟
اماءت رافضه و هى تجيبه
_ ﻻ خالص
تنهد بحيره و سألها
_ اومال ايه ؟
اجابته بعفويه
_ مواقفك معايا … حنيتك عليا ، تمسكك بيا ، يعنى و حاجات كتير كمان
انتشى فرحا و هو يستمع لها تعترف له ﻻول مره بسبب انجذابها له
_ رجولتك و دى اكتر حاجه … راجل فى كل حاجه تصرفات و مواقف …ده غير انى بحس باﻻمان و انا معاك
صمتت ليعقب هو
_ بس كده ؟ نسيتى حاجه مهمه اوى
هتفت بحيره
_ ايه هى ؟
اجابها بوقاحته المعتاده
_ بعرف ابوس حلو
اغلقت بوجه الهاتف و قد تناست ضيقها و حزنها و ظلت تسترجع فى رأسها مشاهد قبلاتهما سويا و التى اشتاقت لها حقا لتستلم رساله منه فحواها
( متفكريش كتير كله هيبقا عملى بكره المهم الضيفه بتاعتك متفاجئناش و تنكد علينا )
استيقظ من نومه ليس على صوت آذان الفجر كعادته و ﻻ حتى مؤقته و لكن على صوت رفيقه وائل الذى ردد بلهفه
_ اكرم فاق و مش عايز يتكلم غير معاك
انتفض من مكانه و هرع يرتدى ملابسه على عجاله و اتجه بسرعه البرق لمشفى السجن حتى يتقابل معه و هو فى الرمق اﻻخير
دلف و نظر له و هو يصارع الموت فجلس بجواره على المقعد المجاور لفراشه و ردد بجمود
_ خير يا اكرم ؟
نظر له اﻻخير مبتلعلاً لعابه بالم و ردد باجهاد و صوت متقطع
_ انا بلغت رئيس المباحث ان اللى حاول يقتلنى هو شهاب البدراوى
لمعت عين سيف من مجرد ذكر اسمه ذلك اكبر حيتان البلد و اقذرهم على اﻻطلاق ليستطرد اكرم
_ عرفت انهم اتهموك بمحاوله قتلى …
قاطعه سيف باستهزاء
_ متقلقش عليا انا اعرف اخرج نفسى بره الموضوع
عاد يبتلع لعابه باجهاد و اعقب
_ شهاب طالما حطك فى دماغه يبقا انت واقف فى طريقه
قوس سيف حاجبيه بدهشه متعجباً من حديثه الذى يبدو صحيحا الى حد كبير فاستمع له يكمل
_ و مش شايف اى سببب ممكن يخليه يحطك فى دماغه غير دارين
انتفض واقفا ينظر له بغضب ففهم اكرم نظراته الناريه له فهتف موضحا
_ شهاب البدراورى زى ما هو حوت و غول فلوس … هو كمان زير نساء و مش ﻻقى اى سبب يخليه يعتبرك عدو اﻻ داريين
إعادته لذكر اسمها من جديد خارجا من فمه النجس جعله يصرخ به بحده
_ اياك تجيب اسمها تانى على لسانك يا حيوان … انت السببب فى كل اللى حصل لها و لسه …
قاطعه اكرم بمهادنه
_ اسمعنى بس يا باشا … لو تخمينى صح يبقا هو شافها و عجبته و عايز يزيحك من طريقها عشان يخلاله الجو معاها فانا حبيت اوضحلك النقطه دى و احذرك و ده لنفس السبب اللى جنابك لسه قايله من شويه ، هو ان اذيتها كتير و هى متستاهلش اللى حصلها
ابتلع بالم و اكمل
_ انا غلطت كتير و حاسس بنفسى انى ميت ميت ، لو فلت منها المره دى مش هفلت تانى طالما نزل قرار بكده بس فى النهايه انا حبيتها بجد و لسه ….
لم يستطع اكمال حديثه حيث انتفض سيف بغضب اهوج ينقض عليه و لكن كان وائل اﻻسبق بالحؤول بينه وبين ذلك المسجى على فراش المرض هاتفا بتضرع
_ اهدى يا سيف بلاش تضيع نفسك
زفر انفاسه بحده ليعقب اكرم
_ انا بقولك الكلام ده دلوقتى عشان بحاول اكفر و لو جزء صغير من اللى عملته فيها … انا بايدى قتلت ابنى اللى كان فى بطنها و سلمتها للبوليس بس عشان الفلوس و فى اﻻخر مكسبتش حاجه غير انى بين الحيا و الموت
صمت يأخذ انفاسه و سيف يقف مستندا على رفيقه المتأهب فى لحظه حتى يمنع اعتداءه عليه فاكمل
_ و ندمان على كل حاجه عملتها بس ساعات الندم بييجى متأخر .. عشان كده خد بالك منها و قولها انى اسف على كل اللى عملته فيها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرج سيف برفقه رفيقه و نظر له بحيره هاتفا من بين اسنانه المغلوله
_ تفتكر كلامه صح ؟ و ﻻ دى لعبه تانيه بيعملها علينا؟
تنفس وائل عميقا و هو يحاول ان يستجمع اكبر قدر من الهوار برئتيه هاتفا
_ كلامك كله صح
تعجب سيف من ثقته الزائده و حرك رأسه للجانب و كأنه يخبره بانتظاره لتفسير حديثه الغير مدروس فهتف وائل بحذر
_ اهدى و اقعد عشان افهمك
جلسا على مقاعد اﻻنتظار التى تسطف جوانب العنابر الخاصه بالمشفى و اخرج علبه سجائره و عرض عليه واحده فاشعلها زافرا دخانها بغضب و ردد بحده
_ فهمنى طيب يا بنى ايه الحكايه ؟
اجابه و هو يمرر نظراته على معالم وجهه الغاضبه
_ انا بقالى فتره براقب تليفون ناصر الصواف .. حسيت ان المحامى ده عنده حل لالغاز كتيره اوى ، بس طبعا المراقبه دى مش قانونى و ﻻ باذن نيابه لانى شبه متأكد انهم ليهم ناس شغاله فى الداخليه بيساعدهوم
استمع سيف باهتمام و تركيز لما يخبره به رفيقه الذى اكمل شرحه المستفيض
_ سمعته امبارح بيتكلم مع بلطجيه من اللى شغالين معاهم عشان
صمت و لم يكمل فانتفخت فتحتى انف سيف و صاح مهللا
_ ماتتكلم يا بنى انت انا على اعصابى
اخرج من جيبه هاتفه المحمول و قام بتشغيل المكالمه التى دارت بين ناصر الصواف و بين احد اتباعه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
* الو ايوه يا متر ازيك ؟
هتف بها ذلك الرجل ذو الصوت اﻻجش و النبره السوقيه ليهدر به ناصر موبخا بحده
** انت هتصاحبنى يا بنى ادم انت ؟
اجلى صوته قليلا ليجيب
* خلاص يا متر متبقاش حمقى و خلقك ضيق كده .. اؤمرنى
تنهد ناصر و هو يملى عليه اوامر رب عمله
** فى حكايه عايزك تخلصها فى السريع عشان شهاب باشا مستعجل عليها
رد عليه اﻻخر باحترام
* اوامرك و اوامر شهاب باشا على راسى يا متر
** سيف الرفاعى
ضحك و ردد بمزاح و سخريه
* اشمعنى
زفر بحنق و صاح به و سبه سبه نابيه و اعقب بغضب
** انت بتستهبل ؟ بطل هزار و اسمعنى
تنحنح و هتف بطاعه
_ اوامرك
اعقب ناصر يشرح له اﻻمر بايجاز
_ المطلوب منك تقتل سيف الرفاعى بكره قبل الفرح بتاعه
ضحك ساخرا و ردد
_ هو فرحه بكره ؟ طيب كنت سيبه يوم يفرح و بعدها نخلص عليه يا متر
زفؤ بضيق فهو ﻻول مره يشعر بالخوف من الاقدام على امرا كهذا فردد بتفسير
_ يا بنى افهم …شهاب بيه مش عايزه يحضر فرحه من اﻻخر كده حاطط عينه على عروسته و عايزها قبل التانى ما يعمل الدخله
همم بتفهم
_ اممم …. كده انا فهمت ، بس ليه المره دى البيه طالب حاجه صعبه كده ما دايما طلباته بتجيله لحد عنده راكعه
اجابه ناصر
_ عشان البت دى ملهاش داخله من بتوعه … و بتحب المعاون ، المهم انت انجز يومك و خلص احسن شهاب بيه يحطك فى دماغه و انت عارفه
اجابه بتخوف
_ لا و على ايه ؟ خلاص طالما دى اوامره يبقا علم و ينفذ
صمتت قليلا ليردف
_ بس الوقت ضيق عشان ننفذ حاجه بالصعوبه دى … انا شايف ان اسهل وقت انفذ و هو فى الزفه بتاعته هيبقى واقف مكانه و سهل التعامل معاه
فكر ناصر بالامر و اجابه
_ انا خايف نشانك يفوت و تيجى فى العروسه و ساعتها شهاب بيه هيرفع لنا كلنا الرايه الحمرا
اجابه بطمأنه
_ عيب عليك … و هى دى اول مره ؟ ده انا نشانى ما بيخيبش
~~~~~~~~~~~~~~~~
استمع سيف للتسجيل الصوتى و نظر امامه بدهشه و حنق بالغين و هو يردد
_ ازاى تبقا عارف الكلام ده من امبارح و تسيبنى كد على عمايا
اندفع وائل يردد بحده
_ غلطان انا يعنى عشان محبتش ابوظلك يومك و انا حاطط عليك حراسه من امبارح و بجهز كل حاجه عشان فرحك و هى دى شكرا بتاعتك يا اخى ؟ و مكنتش ناوى اعرفك لولا كلام اكرم
زفر بضيق و ردد متسائلا
_ انا مش هخاطر ان حاجه تحصل فى الفرح و اكسر قلبها يا وائل
ضحك اﻻخير ملئ فمه و نظر له بدهشه هاتفا
_ كل اللى شاغل بالك انك تكسر قلبها مش انك ممكن تموت ؟
اجابه بثقه
_ لو ربنا كاتبلى الموت مهما حاولت اهرب منه هيجيلى هيجيلى …. لكن مش ﻻزم قدامها
ربت وائل على كتفه هاتفا بدعم
_ متقلقش يا صاحبى …. مش هخلى حد يلمس شعره منك
احتضنه سيف و ربت على ظهره بحب و امتنان هاتفا
_ ربنا يخليك ليا ، على كده مش هتحضر الفرح ؟
اجابه اﻻخير و هو يتجه للخارج
_ ﻻ طبعا هحضر بس من بعيد مع الحراسه … و انت اتصرف بطبيعيه عشان محدش يحس بحاجه و ﻻ رجاله شهاب تكشف الحراسه اللى عليك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فور ان خرج سيف من المشفى دلف ناصر فلم يتلاقيا اﻻثنان و اخرج تصريح الزياره لحارس البوابه هاتفا
_ انا المحامى بتاعه و ﻻزم اتكلم معاه
وافق الحارس بعد ان اخرج المحامى حفنه من النقود و اعطاه اياها مرددا
_ هطمن عليه من بعيد و اخرج على طول
اماء الحارس و فتح له الباب فدلف و نظر لذلك النائم امامه و تنهد عميقا هاتفا باسى
_ و الله يا اكرم حاولت كتير ، بس غصب عنى
فتح اكرم عينه و نظر لناصر الواقف امامه هاتفا بخوف
_ ناصر ! انت بتعمل ايه هنا ؟
اجابه و هو يخرج من جيب سترته حقنه طبيه فارغه
_ للاسف شهاب بيه حاطط رقبتى قصاد رقبتك يا اكرم
حاول اكرم الصياح او اﻻستنجاد باحد و لكن كان ناصر اﻻسبق بتكميم فمه و وضع الحقنه المملوءه بالهواء فى انبوبه المغذى و انتظر ريثما وصلت داخل شراينه فتركه و ابتعد هاتفا باعتذار
_ حقك عليا يا اكرم انا بجد استفدت من ذكاءك كتير جدا و لوﻻك مكنتش هبقى فى المكانه دى بس المثل بيقول يا روح ما بعدك روح و انا باقى على روحى اكتر ما انا باقى عليك
وقف و اﻻخير يختنق حتى لفظ انفاسه اﻻخيره و اغلق عينه فعدل من وضعيه رأسه و دثره بغطاء الفراش و خرج و كأنه لم يفعل شيئا مودعا الحارس بدهاء
_ ده نايم فى سابع نومه ابقا اجيله وقت تانى يكون صاحى عشان اتكلم معاه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت على اصوات الزغاريد الفرحه فابتسمت و هرعت لهاتفها حتى تتصل به و لكنها تفاجئت به مغلق و حاولت اكثر من مره و لكن دون جدوى حتى يأست و رددت فى نفسها
_ اكيد مشغول … بس كان كلمنى حتى عشان اعرف هييجى ياخدنى امتى للقاعه؟
مر اليوم سريعا من تجهيزات و تحضيرات العروس و ارتدت فستانها اﻻبيض و ﻻ زال ﻻ جديد فلم يظهر سيف او احدا من عائلته حتى تلك اللحظه و الغريب بالامر ان هواتفهم مغلقه فشعرت بالانكسار لتجلس باحد اركان الصاله تنتحب بصمت و هى تردد لنفسها
_ معقول يكون حصلت حاجه خلته اتراجع ؟ بس…
صمتت عندما اقتربت منها ليلى هاتفه بمزاح
_ ايه يا بومه ؟ متبقيش دارين لو مقلبتيهاش نكد
رفعت وجهها تنظر لها بحيره و رددت بحزن
_ مفيش لا حس و لا خبر عن سيف و اهله
دلف جمال متأخرا و هتف بمرح
_ يلا يا عروسه سيف جه تحت
انتفضت بلهفه تنظر ﻻخيها هاتفه
_ انت كنت فين يا جمال و سيف اتاخر ليه كده و كل تليفوناتهم مقفوله؟
اجابه بهدوء مصطنع
_ مفيش يا حبيبتى … كان فى مشكله فى القاعه و سيف كلمنى عشان اروح احلها مع باباه و مامته و بعدين موبايله فصل و هناك جوه القاعه مفيش شبكه
تنهدت براحه بعد ان علمت اﻻمر من اخيها لتهتف بلهفه ظاهره
_ سيف فين ؟
خرج صوته اﻵثر لحواسها و هو يجيب
_ انا اهو يا موﻻتى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
و لو سألتنى عن الحب …..
لحدثتك كيف يحول شخص واحد فقط
برساله واحده فقط ، بكلمه واحده فقط
حياه شخص اخر…من العدم الى الوجود
كيف يعيد له رئتيه و ملامحمه و ضحكته
و شعوره بالرغبه فى الحياه اكثر
فالحب شيئ اقرب لنفخ الروح
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سمعت طرقات خفيفه على بابها فاتجهت بكسل تفتحه بعد ان صرفت جميع الخدم لتظل وحدها لا ترى او تكلم احد ، حتى انها اعتكفت على مباشره اعمالها من المنزل عن طريق خدمه اﻻنترنت
فور ان فتحت الباب وجدته امامها مبتسما و هو يرتدى بدلته الرسميه المهندمه ليظهر بكامل اناقته فابتلعت لعابها بحرج و هى متسمره امامه ﻻ تفسح له المجال للدخول فتنحنح ليجلى صوته و ردد
_ مش هتقوليلى اتفضل؟
تحججت بحجج يعلم هو انها واهيه لتجيب
_ اصل انا لوحدى و الخدم فى اجازه ….
قاطعها و هو يدلف رغما عنها هاتفا بتاكيد
_ اكيد انا و انتى عارفين يا نيللى ان ده مش سبب عشان تمنعينى من الدخول
جلس على اﻻريكه بعد ان ترك الغلاف البلاستيكى اﻻسود اللون الذى يحمله بيده و ردد بنبره راجيه
_ ممكن نتكلم ؟
ابتلعت لعابها مره اخرى و تنهدت بحيره مجيبه
_ مظنش فى بينا كلام يا سعد … احنا اللى بينا انتهى و انتهى من فتره كمان و انت ….
قاطعها
_ انا اسف
اطرقت رأسها بحزن و صمتت فافسحت له المجال كى يكمل حديثه
_ انا كنت تعبان اوى الفتره اللى فاتت …. والدتى تعبت جدا و سافرت بيها بره مصر عشان اعالجها
ابتسمت بسخريه هاتفه
_ الف سلامه عليها
تقبل سخريتها و اماء برأسه هاتفا
_ و لحد دلوقتى تعبانه يا نيللى و لسه التعب هيزيد عليها اكتر و اكتر
تمعنت النظر به و هو يذرف الدموع رغما عنه فشعرت بغصه تؤلمها و سألته باهتمام
_ مالها ؟
اجاب بتنهيده عميقه
_ كانسر
اغلقت عيناها بألم فهى قد خسرت كلا والديها لصالح ذلك المرض اللعين فربتت على ظهر يده مردده بمواساه
_ الطب اتقدم و اكيد بقا العلاج اسهل من زمان
حرك رأسه بالنفى هاتفا
_ للاسف المرض فى مراحله اﻻخيره و خلاص هى موافقه على قضاء ربنا حتى انها رفضت تتعالج و طلبت منى انها تقضى اللى فاضل ليها من غير عذاب العلاج
راودها ذكريات مرض والدها و هو بالرمق اﻻخير و علمت سبب طلبه لها باواخر ايامه ان تكف عن محاوله علاجه المؤلم ربما اكثر من المرض ذاته فرددت بتوضيح
_ معاها حق …. علاج المرض ده مؤلم جدا و طالما فى المراحل اﻻخيره يبقا سيبها تعيش من غير بهدله المستشفيات
اعقب عليها مؤيدا
_ انا وافقتها لما عرفت ده
ران الصمت بينهما لحظات حتى قطعته نيللى هاتفه
_ تشرب ايه ؟
ابتسم و ردد بحبور
_ انا اللى كنت دايما بسألك السؤال ده …فاكره ؟
ابتسمت بدورها مجيبه
_ انا فاكره كل حاجه حصلت بينا يا سعد
اقترب منها و امسك راحتها و نظر لمقلتيها و ردد برجاء
_ انا محتاجك اوى يا نيللى
شعرت بالضعف لمجرد سماعها لنبرته المنكسره وهو يكمل
_ الزعل اللى كان بينا سبيه على جنب دلوقتى و اقفى جنبى
عاد الوجوم لوجهها و هى تردد بحده
_ انت اللى حكمت عليا من غير ما اغلط و ….
قاطعها بوضع يده على فمها و هو يردد بلهفه
_ انسى اللى فات و اللى كانت سبب فى المشكله خلاص مش هتعيش كتير يا نيللى و نفسها تطمن عليا و تفرح بيا قبل ما تموت
انتفضت من مكانها بضيق و غضب فما هذا الهراء الذى تفوه به ذلك اﻻبله من لحظه ؟ هل يعى ما يقوله ام مرض والدته جعله ابله لا يفهم ما يمكن ان يفعل بها صدى حديثه الغبى
وقف هو اﻻخر متعجبا من وقوفها المفاجئ بل و بتلك الحده و هى تصرخ به
_ يعنى انت فى اﻻول جيت عليا عشان خاطر والدتك و انا قبلت و قلت اعاملها زى امى …. و بعدها دوست عليا عشانها و انا كنت بحاول اراضيها بكل الطرق ، و لما سيبنا بعض مفكرتش حتى انك تحاول معايا او انك تعتذر او تفكر … و سبتنى كل الوقت ده بحجه تعبها مع انك كان ممكن تكلمنى فى التليفون
اخذت تلهث بانفاسا من اندفاع الدماء بعرقها و ما تلاه من اندفاع الكلمات بثغرها مهلله
_ و فى اﻻخر يطلع سبب تشريفك ليا انهارده طلبها انها تفرح بيك قبل ما تموت مش عشان بتحبنى مثلا و ﻻ عشان عايزنى و مش عارف تعيش من غيرى
حاول توضيح اﻻمر لها و لكنها لم تعطيه اى مجال للرد لتستطرد
_ بس انا ازاى متفاجئه و انت اصلا متعود على كده …. تتعرف على الواحده من دول و تعلقها بيك و بعدها تقول امى و متظهرهاش قبل ما تكون اللى قدامك اتعلقت بيك عشان مترفضش الوضع اللى انت عايزها تعيش فيه … و بعدين لما الحكايه تخلص بتمشى من غير ما تبص وراك
تعجب مما تتفوه به و ردد يدافع عن نفسه
_ كل اللى انتى قلتيه ده ملهوش اى اساس من الصحه … ﻻن لو كان زى ما بتقولى كنت روحت ﻻى واحده تانيه مكانش ابدا بالضروره تكون انتى
صرخت بضيق تردد
_ اومال جاى ليه يا سعد مش عشان ده طلب مامتك ؟
اجاب بصياح مماثل لصياحها
_ ﻻ … جاااى عشان بحبك
ران الصمت ارجاء المنزل و تلجم فمها الطليق فاقترب منها و مرر انامله على وجنتها و ردد بصوت رقيق متغزﻻ بها
_ بحبك يا نيللى … و مش عايز غيرك ، و عدم تواصلى معاكى الفتره اللى فات كانت بسبب حالتى النفسيه و مكنتش حابب ابدا انك تشوفينى كده
رددت بسخريه
_ و ايه اللى جد ؟
اجاب برزانه
_ اللى جد انى ارتضيت قضاء ربنا و قدره
شعر بها تلين قليلا فواصل هجومه بمشاعره التى تفيض لها حتى لا يعطيها المجال للرفض
_ انا بحبك و عايز اكمل عمرى معاكى و فى نفس الوقت عايز افّرح امى قبل ما تموت و دى حاجه متزعلكيش و مش هتضايقك بعد جوازنا ﻻنها فى حاله صحيه متسمحلهاش انها تضايق حد من اﻻساس
صرخت به بغضب
_ انت برده لسه مُصر تكلمنى كده ؟ انا مش مضايقه من مامتك يا سعد و عاملتها زيها زى امى … انا عارفه انها ست كبيره و الناس الكبيره بيكون صعب شويه انك تراضيهم
ابتسم و اقترب منها اكثر و ردد بصوت هادئ
_ يعنى مش زعلانه خلاص
اماءت رافضه و اكدت
_ ﻻ زعلانه بس مش من مامتك … انا زعلانه منك انت يا سعد ، انت اللى كبرت الموضوع و غلط معايا و فى اﻻخر محاولتش تسمع و ﻻ حتى تحل المشكله و اول ما قلتلك نسيب بعض وافقت و كأنك ما صدقت
امسكها من كتفيها و ردد بتفسير
_ غلطان فى تصرفى و فى رد فعلى و بعتذر عليه ، بس متمسكتش بيكى عشان محبتش احس انى بضغط عليكى و بستغل مشاعرك عشان احطك فى وضع انتى مش هترتاحى فيه
اطرقت رأسها و هى تتنفس بعمق فامسك طرف ذقنها و ردد بحب
_ هاا … صافى يا لبن ؟
ابتسمت بخجل و اماءت بنعم فبادلها الابتسام بفرحه و ردد بحبور و هو يسحبها من ذراعها
_ تعالى اوريكى جايبلك ايه معايا
اتجه للمقعد الذى ترك عليه الغلاف البلاستيكى و فتحه فاخرج منه فستان سهره اسود عارى البطن مرصع بالاماظ فنظرت له مدهوشه رافعه حاجبها اﻻيمن مردده
_ ده ايه ؟
ابتسم لها بحب و ردد
_ انهارد فرح سيف باشا و دارين ، و مش عايز اروح لوحدى
ضحكت بخفه و هتفت
_ دارين عزمتنى بس انا اعتذرت منها
ناولها الفستان و ردد و هو يدفعها تجاه الدرج الداخلى هاتفا
_ البسى و بعدين نتفاهم مع بعض بعدين مش عايزين نتأخر عليهم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ انا اهو يا موﻻتى
هل يمكن لكلمه واحده ان تجعل الحياه تدب بداخل جسد خاوٍ ليس به روح ؟ مجرد بضع احرف ﻻ تعنى شيئا للبعض قد تعنى الحياه و امتلاك العالم للبعض اﻻخر
لمعت عينها و تحركت عظمه اذنها تجاه الصوت فرأته يقف امامها بحلته الرسميه السوداء و تحتها قميصه اﻻسود اﻻنيق فابتسمت ببلاهه و فتحت فمها ببسمه عريضه فاقترب منها و انحنى يهمس باذنها بمشاكسه
_ اقفلى بوقك بدل الدبان ما يدخل فيه
خرجت ضحكاتها عاليه فهللت فدوى بفرحه
_ الف مبروك يا وﻻد
لتصدح الزغاريد العاليه فاقترب ليلى منها و رددت بمزاح ساخر
_ اخيرا فردتى وشك يا بومه
رمقها سيف بنظرات واجمه هاتفا
_ لو سمحتى متقوليش على مراتى كده
ابتسمت له و هى تردد
_ اصلك مشفتهاش كانت عامله ازاى من عشر ثوانى بس و هى مفكره انك هربت و مش جاى الفرح
تعجب من حديثها و انتبه لدفعه قويه من دارين لزوجه اخيها توبخها
_ بس
احاط وجهها براحتيه و اقترب منها حتى باتت انفاسه تلفح وجهها و ردد بعذوبه
_ بقا انتى فكرتينى هربت ؟ ليه ؟ عشان مكلمتكيش
قوست فمها و رددت بدﻻل طفولى
_ ايوه يعنى كنت فين كل ده ؟
اجابها و هو يرسم بسمه مصطنعه على وجهه
_ كنت فى بيوتى صالون و ﻻ مش من حقى انا كمان اظبط و اعمل ماسكات زى العرسان ؟
ضحكت و رددت
_ هى الرجاله بتعمل كده كمان ؟
اماء معقبا بتأكيد
_ طبعا اومال احضر فرحى بوشى اللى مليان بثور سودا و هاﻻت !
هتفت بمشاكسه
_ و ياخد منك كل الوقت ده ؟ ده انا مقعدتش كل ده
انحنى ثانيه و اقترب من وجهها هاتفا بهمس
_ معلش كان فى حاجات تانيه عايزه تظبيط برده و اخدت منى وقت
فسرت كلامه بمعناه الوقح الذى اراد ايصاله لها و لكنه كان بعيد كل البعد عما يحاول اظهاره فهو قضى الساعات السابقه لزفافه فى اجراء الكثير من اﻻمور لتأمين الزفاف و تأمين نفسه و كل المحيطين به حيث اتصل بجمال و اخبره اﻻمر و سأله رأيه
_ أاجل الفرح يا جمال ؟
تنهد اﻻخر بحيره مجيبا اياه بجهل
_ بجد مش عارف بس انت مش بتجازف بحياتك بس
اماء سيف هاتفا
_ ايوه بس اللى فهمته من التحريات انه عايزها قبل الفرح و لو الفرح اتعمل ممكن يشيلها من دماغه خصوصا انه مش من النوع اللى بيجرى ورا الستات
حرك جمال كتفيه عاليا بحيره و ردد
_ انت ناوى على ايه ؟
اجابه
_ عشان محدش يحس بحاجه روح انت على القاعه و هناك هيظبطو الدنيا و يحطو حراسه و كاميرات فى كل حته ، ده غير جهاز تشويش على الموبايلات عشان القناص ده ميعرفش يتواصل مع حد لما يتقبض عليه
اماء جمال بتفهم فاكمل سيف
_ ماما و بابا هيكونو معاك عشان يساعدوك ، و وائل صاحبى رئيس المباحث
اجاب جمال
_ عارفه
ذهب كل منهما الى طريقه و لكنه تلقى اتصالا بشأن اكرم من رفيقه وائل الذى ردد فور ان فتح الخط
_ قتلوه …. ملحقناش نسجل اعترافه بتحقيق رسمى
امتعض وجهه بالضيق و سأله باهتمام
_ اتقتل ازاى بعد كل الحراسه اللى عليه دى؟
اجابه وائل
_ ناصر الصواف
صمت و لم يعقب و عاد يهتف
_ و كاميرات المراقبه ؟
ابتسم وائل و كأنه فاز باليانصيب هاتفا
_ سجّلت كل حاجه و قرار القبض عليه هيخرج بمجرد ما نقبض على القناص اللى متربصلك
اخذ نفسا عميقا و ردد بحرج
_ انا رقبتى فى ايدك يا وائل
ردد بحبور و دعم
_ متقلقش يا صاحبى …. انا افديك بروحى يا سيف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نظراته الفاحصه لملامحها التى يعشقها جعلت وجهها تكتسحه حمره رهيبه من الخجل فزال عنه الشعور بمن حوله و اقترب منها اكثر يحتضنها بلهفه فاستمع لصوت والدها و هو يسُعل بحشرجه منبها اياه
_ يا بنى
التفت و رمقه بنظره متعجبه هاتفا بمرح
_ ﻻ بجد …ما خلاص بقت مراتى يا عمى و الله
امتقع وجهه و ردد بتحذير
_ برده ميصحش كده قدامنا
انحنى يهمس باذنها مشاكسا
_ مش بقولك ابوكى مش هيرتجع غير لما ابوسك قدامه و يبقا يورينى هيعمل ايه ؟
ضمت شفتيها معا فى محاوله فاشله منها لاخفاء خجلها و لكنه حرر شفتيها بابهامه و امسك راحتها و خلل اصابعه بخاصتها و اتجها للمصعد حتى وصلا لمدخل البنايه فوجدت السيارات تحاوط سياره عماد التى من المفترض ان يستقلاها فخرج عماد يتلفت حوله و امسك بكتف سيف و فتح له الباب سريعا هاتفا بلهفه
_ اركب
التفت سيف للجانب اﻻخر مصرا على مساعده محبوبته على الركوب بالرغم من وجود زوجة اخيها معها فضغط عماد على اسنانه بغل هاتفا بحده
_ اركب انت يا بنى
نظرت بدهشه لحدة رفيقه و فور ان دلف السياره هتفت متسائله
_ ماله عماد ؟
امسك راحتها و قبلها هاتفا بغزل
_ متشغليش بالك …. بس ايه الجمال ده كله؟ الفستان هياكل منك حته
لم تتمالك نفسها فاتسعت بسمتها العريضه ملئ فمها فربت سيف على كتف رفيقه هاتفا بمزاح
_ يلا يا اسطى على القاعه
انقشع وجهه بسبب خوفه من تهوره و ردد عماد بضيق
_ و الله انت ما عندك دم عشان كلنا على اعصابنا و انت
نظراته المحذره من التفوه باى امر شأنه ان يوتر تلك الجالسه بجانبه جعله يبتلع باقى حديثه و لكن لم يسلم اﻻمر من سؤالها العفوى
_ هو ماله فى ايه ؟
اجاب كذبا
_ ابدا بس عشان متأخرين على القاعه
لم تفكر مطلقا انه يتصنع الهدوء فتابطت ذراعه ليحيطها هو اكثر و يدخلها داخل احضانه اكثر و اكثر فرددت بتحذير
_ براحه بس احسن الروج يعلم فى الهدوم
ابتسم و كأنه يعلم تماما ما يفعله و ردد
_ عامل حسابى و ﻻبس قميص اسود … خدى راحتك على اﻻخر
اسندت رأسها على صدره و احاط جسدها بذراعه فشدد على جسدها و ذلك الجالس امامها ينظر لهما فى المرأه هاتفا بمداعه
_ اوعدنا يا رب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست متربعه بجسدها تلف تلك السيجاره المخلوطه بذلك المخدر و ناولتها للواحظ هاتفه بطريقه سوقيه
_ اتفضلى يا معلمه
اخذتها منها و استنشقت دخانها الكثيف قبل ان تضعها داخل فمها و تسحب نفسا عميقا تحرق به رئتيها و تطرده خارجا هاتفه باعجاب
_ مظبوطه على الشعره … ﻻ منها خفيفه و ﻻ منها مكتومه ، معلمه على حق
ابتسمت نور مردده بامتنان
_ بعض ما عندكم يا معمله
جلستا معا يتبادﻻ اطراف الحديث حتى اتت على ذكر خطه هروبها الفاشله فرددت نور
_ غلطانه يا معلمه ، التأخير فى الحاجات اللى زى دى بيبوظ الدنيا
اماءت بحزن هاتفه
_ اهو راح المعلم تمن غباوتى
صمتت لتنظر امامها بغل هاتفه
_ بس انا مش هرتاح و ﻻ يهنالى بال غير لما اخد بتاره من السبب فى موته
ابتسمت نور و رددت و هى تغمز بعينها
_ و اللى ياخدلك حقك ؟
نظرت لها بشر و رددت
_ اديله عنيا
ابتسمت و هتفت بتأكيد
_ ﻻ انا مش عايزه عنيكى … انا عايزه حاجه تانيه خالص
نظرت لها تنتظر منها ان تدلى بطلباتها فهتفت بتوضيح
_ اوﻻ حق الرجاله اللى هتنفذ و دول بياخدو مقدم و من غير فصال اللى هيطلبوه هياخدوه
اماءت معقبه
_ ماشى بس يبقا فى المعقول
حركت نور رأسها للجانب بلامبالاه هاتفه
_ و الله هم اللى بيحددو على حسب الهدف اللى قدامهم … يعنى مثلا لو عايزه تنتقمى من البت اللى بلغت عنك هيكون ليها تمن غير لو طلبتى تنتقمى من المعاون غير لو طلبتى ان اﻻتنين يقابلو وجه كريم
اماءت بتفهم هاتفه بتساؤل
_ و لو فشلو زى عتريس
ابتسمت بسخريه هاتفه باستهزاء
_ ﻻ معلش يا معلمه لمؤاخذه … دول ناس محترفه مش اى كلام و لو فشلو هيحاولو تانى و تالت لحد ما ينجحو و مش هيطلبو منك فلوس زياده
سألتها مجددا
_ و انا ايه اللى يضمن لى ؟
اجابت على الفور بثقه عارمه
_ انا … انا معاكى هروح فين و كمان نسيتى ان ليا منفعه بعد التنفيذ
تجهم وجهها و هى تسألها
_ منفعه ؟
ابتسمت اﻻخرى بسخريه هاتفه
_ مفيش حاجه ببلاش يا معلمه
زفرت بتنهيده حاره و سألتها بعمليه
_ طلباتك
اجابت و هى تعدل جلستها و تسحب منها سيجارتها التى بيدها و تسحب منها نفسا عميقا و تزفر دخانها بوجه لواحظ و تردد
_ انا و انتى هنهرب من هنا بعد التنفيذ بس طبعا هقاسمك فى الفلوس اللى مكنذاها بره عشان اعرف اخرجك و اخرج نفسى بره مصر
سألتها بوجوم
_ و انتى عرفتى منين انى مكنزه فلوس تكفى كل اللى بتتكلمى فيه ده ؟
اجابت ببساطه
_ يا معلمه عيب عليكى … ده اللى ربا خير من اللى اشترى و السوق كله عارف تقل المعلم عتريس المر فى السوق قد ايه و عارفين انه مبيحطش فلوسه فى بنوك فمش محتاجه فهلوه يعنى
ظلت تفكر فى عرضها فهتفت نور تحثها على الموافقه
_ نص الفلوس و انا و انتى بره السجن احسن مليون مره من الفلوس كلها و نقضى عمرنا كله فى المخروبه دى
عادت تسألها
_ و ليه متهربيش لوحدك؟
اجابتها
_ ببساطه ﻻنى معيش اللى يهربنى و يأمنلى مستقبلى و انا لسه صغيره و عايزه اعيش… المهم من دلوقت لحد ما تاخدى قرارك عيزاكى تفكرى انهى بلد عايزه تعيشى فيها معايا دوله ساموا و ﻻ جزر سولومون
رفعت شفتها العليا بسوقيه هاتفه بجهل
_ ايه يا اختى ؟
اجابتها بتوضيح
_ ما هى دول قليله اوى اللى مبتسلمش الهربانين و دول منهم و انا اختارتهم عشان شبه المالديف كده يعنى هنعيش عمرنا كله كأننا فى اجازه
اعجبت بفكرتها جيدا و هى تتخيل نفسها تفترش الرمال الصفراء و الشمس تداعب وجهها ﻻ تبالى بالعالم حولها و تستمتع بما جمعه زوجها من اموال فهتفت فى نفسها
_ و ماله و لو على نص الفلوس انا بس اخرج من هنا و هعرف ازاى اخدهم منك تانى
اندلعت النيران برأسه و هو يجد ﻻ مباﻻته و تهوره الغير مبرر من اصراره على الذهاب لجلسه التصوير التى اتفق عليها قبيل الزفاف و ايضا وقوفه بالزفه التى تستقبل بها قاعه اﻻفراح ازواج العرائس بالرغم من علمهم بالتعزيزات اﻻمنيه المشدده التى يخضع لها الحفل من رجال بلبس مدنى متخفيين كمدعويين بالزفاف
زفر بتنهيده فور ان دلفا للقاعه و هو من خلفهما ﻻ يستطيع التواصل بأحد بسبب جهاز تشويش الهواتف المحموله فظل ينظر لسيف الواقف بجوار عروسه بأبهى منظر و بسمته الواسعه تزين فمه فردد عماد بتضرع لله
_ يا رب عديها على خير
اقتربت منار منه و هتفت باذنه حتى يسمعها من الموسيقى العاليه الموجوده بالمكان
_ معرفتش حاجه يا عماد؟
اجاب بحيره
_ ﻻ يا سياده المستشاره
تنهدت بحرقه هاتفه بضيق
_ مش عارفه نشفان دماغه ده هيودينا على فين ؟
اماء اﻻخر متعجبا و مرددا
_ هو ده سيف اللى متعودين عليه … لما قرر يسيب المباحث و يشتغل فى مصلحه السجون محدش ﻻ قدر يفهم دماغه و ﻻ قدر يخليه يغير رأيه
اعقبت بحزن
_ بس ده موضوع حياه او موت مش مسأله شغل … كان المفروض منعتوه
ردد يشرح لها اﻻمر
_ هى كانت فرصه الحقيقه لوائل عشان يقبض عليهم متلبسين و المفروض انه نفذ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى نفس التوقيت كانت القوات قد حاصرت البنايه التى يتربص بها ذلك القناص و اقتحمتها و القت القبض عليه و اودعته عربه الحجز لحين التحقيق معه و اتجه بعدها وائل للقبض على ناصر الصواف و معاونيه و كل من قاموا بالمشاركه بمحاوله اﻻغتيال و ايضا كل من تم ربطه بعلاقه وطيده بحادثه قتل اكرم المغربى فتأخر عن العوده لحضور الزفاف
دلف بقوه و خيلاء مقتحما منزله هو و قواته هاتفا بصوت حاد
_ انت مطلوب القبض عليك
نظر له ناصر بدهشه و ردد بضيق
_ انا محامى محترم و ….
قاطعه وائل بغضب
_ وفر مرافعتك للنيابه و التحقيقات
توجه معهم للخارج و لكنه وقف ينظر لزوجته و ابناءه هاتفا بصيغه آمره
_ اتصلى بشهاب بيه خليه يتصرف
اماءت زوجته بطاعه فخرج معهم لداخل السياره الخاصه بنقل المساجين متجها رأسا لقسم الشرطه و هناك اعطى وائل تعليماته بنقله هو و كل المساجين بتلك القضيه لقسم آخر غير معلوم وجهته حتى يتم التحقيق معهم و ذلك لسريه اﻻمر
انتهى من عمله فنظر لساعته و تنهد براحه و هاتف زوجته مرددا بتلهف
_ انزلى عشان نلحق الفرح
و بالفعل توجه لزفاف رفيقه و فور ان دلف اتسعت بسمه سيف لتأكده ان المهمه قد تمت بنجاح فوقف احتراما و احتضنه بفرحه و ربت على ظهره هاتفا باطراء
_ ما يجيبها اﻻ رجالها
ابتسم اﻻخر و هو يعقب
_ تعليمات سيادتك يا باشا …. بعض ما عندكم
بسبب قلقه البالغ طلب من مسئولى القاعه تأخير فقرات الزفاف قليلا فظل جالسا بجوار عروسه يشاهد الفقرات اﻻولى بدءا من الراقصه و اتبعها خروج بعض المطربين الشعبيين حتى اطمئن بان كل شيئ على ما يرام فأشار لمسئول القاعه ببدء الفقرات و اولها الرقصه الهادئه للعروسين
سحبها من ذراعها لحلبه الرقص و احاطها بجسده و ذراعيه و بدءا بالرقص على اﻻنغام الهادئه و هو يدفن راسه بعنقها يهمس بداخل اذنها بكلمات الحب و الهيام حتى انتهت الرقصه و اتبعتها وقوف المسئول عن الفقرات ليسحب سيف بعيدا عن عروسه و امسك بيده مكبر الصوت و هتف عاليا لينبه كل من بالقاعه
_ دلوقتى هنبدء اهم فقره و عايزين العروسه تقف و تركز معانا
ابتسمت و وقفت بالمنتصف فبدء المسئول يردد
_ هيخرج دلوقتى العريس متخفى و ﻻبس قناع على وشه مع مجموعه من الرجاله و المطلوب منك تتعرفى عليه من غير ما تلمسيه
نظرت حولها فوجدت الجميع مستمتع بالفقره فانتظرت قليلا حتى خرج عده رجال بزى موحد و يرتدون اﻻقنعه على وجوههم فردد المسئول
_ عازين العروسه تتعرف على عريسها و يلا يا جماعه نشجعها جامد
بالفعل بدءت الهتافات و التصفيق العالى و خطت دارين عده خطوات نحو صف الرجال الواقف امامها و كانت كلما اقتربت من احدهم تنظر عميقا بالفراغ الموجود بالقناع عند العينين فتحرك رأسها بالنفى و تنتقل ﻻخر حتى وصلت لاحدهم و ركزت بصرها فقفزت متعلقه برقبته دون تكبد عناء ازاله القناع لتتأكد انه هو فبادلها اﻻحضان و ازال القناع ليجده الجميع هو بالفعل فتعالت الهتافات و التصفيق
انحنت منار تحدث زوجها الواقف الى جوارها
_ ده انا امه و فضلت اركز فيهم و معرفتش اخرجه من وسطهم
ضحك طلعت و احتضن زوجته هاتفا بفرحه
_ حب اﻻم غير حب الزوجه و الحبيبه يا منار و دارين بتحبه ….بتحبه اوى
اما سيف فقد فقد السيطره على نفسه تماما و حملها و لف بها بفرحه كبيره و هو يردد
_ بحبك يا قلبى
انتهت الفقره ليخلع عنه ذلك الزى الموحد و يبدء الجميع بالرقص على الكثير من اﻻغانى المعاصره و اختتمت الحلفه برقصه اخرى هادئه فاقتربت منار و سحبت طرحتها البيضاء و وضعتها لتخفى رأسيهما معا فنظر سيف لها ببسمه و ازاحها و خلع عنه سترته و وضعها كحجاب لرأسيهما معا و بدء بتقبيلها و هما مختفيين عن اعين الجميع اسفل سترته و همس بمشاكسه
_ زمان ابوكى هيجتنن…. اومال لو يعرف انا ناوى اعمل فيكى ايه لما نروح ؟
تحرجت من وقاحته المتزايده معها فهتفت باذنه راجيه
_ سيف عشان خاطرى بطل كلامك ده انا بدءت اخاف منك
ازال الستره من عليهما و نظر لها ببسمه محببه اليها و احتضنها مره اخرى هامسا لها
_ متخافيش ابدا منى عشان انا امانك و حمايتك يا موﻻتى
انتهى الحفل و بدءا بتوديع الجميع فاحتضنته والدته و ربتت على ظهره مردده بخوف
_ انا خايفه اوى يا سيف … معتقدتش الموضوع خلص على كده
اماء لها ليطمأنها هاتفا
_ متخافيش .. على ما ارجع من شهر العسل يكون زمايلى قامو بالواجب
فى نفس التوقيت ودعت عائله دارين عروسهم بحب و شوق و احتضنها جمال و هو يشعر بالكثير من الرهبه لمجرد فكره ان ينجحوا بذلك المخطط لاغتياله فردد
_ خدى بالك على نفسك و خدى بالك من سيف يا دارين مش هتلاقى حد يحبك زيه و ﻻ يخاف عليكى زيه
ابتسمت بزهو و هى تستمع لذلك الكلام الخارج من فم اخيها فاقترب منها ابن خالها و انحنى يحتضنها و يردد بفرحه
_ الف مبروك يا دارين
ابتسمت له بدورها و رددت بفرحه
_ كريم !!! انت جيت امتى من السفر ؟
لتقفز متعلقه برقبته و هو يجيبها
_ لسه واصل و مقدرتش افوت فرحك
التفت سيف بلمحه سريعه منه عندما استمع لصوتهما فوجد زوجته بداخل احضان ذلك الغريب الذى لم يراه من قبل فاندفع بحده و سحبها من ذراعها بغضب و رمقها بنظرات حارقه لتبتلع هى لعابها بخوف من شكله المهيب فاقترب منهما كريم و هتف معرفا نفسه
_ انا كريم ابن خالها و ….
قاطعه سيف برمقه بنظره متدنيه و هو يمد ساعده يسلم عليه بسخريه
_ و انا الطرطور جوزها سعادتك
امتعض وجهها و حاولت التحدث و لكن كريم اشار لها بالصمت فرفع سيف حاجبه متعجبا من تحكمه بانفعلاتها بهذا الشكل فزم شفتيه ليرى جمال المشهد فهم بالاقتراب للتوضيح هاتفا
_ كريم يبقا اخو دارين فى الرضاعه يا سيف و كان مسافر السعوديه و لسه راجع
ظل تنفسه عاليا و هو يحاول كبت غضبه فنظر لجمال هاتفا
_ و ظهر امتى اخوها ده بقا ان شاء الله ؟ و انا ازاى معرفش حاجه زى كده ؟ كويس دلوقتى المنظر الزباله اللى انا فيه قدام اهلى و زمايلى ؟
رددت دارين بحزن
_ عيب كده يا سيف ، ﻻ انا و ﻻ جمال هنكدب عليك عشان تعمل كده
صاح بحده نبهت الجميع له
_ انا مقلتش كده ….. بس حتى لو اخوها ميصحش كده خصوصا ان معظم الناس متعرفش المعلومه دى
اجابته بضيق
_ كل اهلى عارفين يا سيف
ضحك ساخرا و ردد بغضب
_ و جوزك اخر من يعلم يا دارين
زفر انفاسه الغاضبه فتنحنح كريم متأسفا
_ انت معاك حق … و انا بعتذرلك عن الغلط الغير مقصود ده
سحبها من يدها بعنف و نظر لعماد هاتفا
_ حضّر العربيه
اماء له اﻻخر و ظلت هى تنظر له بحزن فاسندت كفها على ذراعه هاتفه بتوتر
_ سيف انت مكبر الموضوع كده ليه ؟
التفت ينظر لها بنظره مخيفه اسكتتها و هتف بغضب
_ هنتكلم لما نبقا لوحدنا يا دارين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصله خبر فشلهم و اعتقالهم جميعا فدفع زجاجات الخمر التى امامه بغضب اهوج و هو ينظر لذراعه اليمنى هاتفا بغل
_ مشغل معايا شويه اغبيه
ردد مساعده برهبه
_ يا شهاب بيه احنا لحد دلوقتى ﻻ عارفين اتقبض على ناصر ليه و ﻻ محجوزين فين ؟ و فعلا الموضوع يقلق
حك لحيته قليلا هاتفا
_ اول ما تعرف خلص عليهم كلهم انا مش ناقص ﻻ شوشره و ﻻ وجع دماغ و احجزلى على اول طياره رايحه النمسا استجم شويه و بالمره اباشر شغلى هناك لحد الدنيا هنا ما تبان اولها من آخرها
ردد مساعده بتساؤل
_ هو سيادتك قلقان من حاجه ؟
اماء مويدا
_ قلقان من غبائهم …. و ممكن اى واحد فيهم يتغابى زى الزفت اكرم و يعمل معاهم ديل و ساعتها ممكن اسمى ييجى فى التحقيقات من تانى
اماء مساعده و سأله
_ احجز امتى تذاكر الطيران ؟
اجاب بايجاز
_ اول طياره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بدءت السيارات بالتحرك لمرافقه سيارته هو و عروسه حتى وصلت ﻻبواب البنايه التى يقطنها و منها للمصعد فودعا الجميع و صعدا لشقتهما و عند ابوابها انحنى و رفعها بين ذراعيه فتعلقت برقبته و دلفا لمنزلها و انزلها برفق هاتفا بحب
_ نورتى بيتك يا موﻻتى
ابتسمت باقتضاب و اطرقت رأسها ﻻسفل فامسك ذقنها و رفع وجهها هاتفا بضيق
_ انتى كمان اللى زعلانه ؟
احتدت تعابيرها و هتفت
_ بلاش نزعل من بعض انهارده يا سيف من فضلك
اماء بصمت و ابتسم بسمه جانبيه و انحنى يقبلها قبله عميقه فاختل توازنها من تاثيره عليها فابتعد قليلا و هتف
_ ادخلى غيرى هدومك و اتوضى و البسى اسدال الصلاه و تعالى
اماءت بطاعه و فعلت فخرجت من غرفتها وجدته جالسا فى انتظارها و هو بكامل هيئته فأمها بالصلاه حتى انتهيا و التفت لها واضعا يده اعلى رأسها و ردد
_ اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه
انزل يده و امسكها من كتفيها و ظل ينظر لملامحها المحببه الى قلبه فقبلها قبله رقيقه على شفتيها و اجلسها بجواره على اﻻريكه و ردد بصوت رزين
_ اقعدى يا ديدو عشان عايز اتكلم معاكى
جلست و انتظرته فامسك راحتيها بحب هاتفا
_ انا عارف انى اتسرعت بنرفزتى بس مكنتش اعرف انه اخوكى و حتى بعد ما عرفت ، فده ممنعش انى اتضايقت اكتر
تعجبت منه و سألته
_ اتضايقت اكتر ؟ ليه بس ؟
اجابها
_ اوﻻ عشان اتفاجئت و كان المفروض تعرفينى
بررت موقفها هاتفه
_ يا سيف انا من ساعه ما قابلتك و احنا فى مشاكل و مواضيع كتيره و محاكم …. تفتكر انى اكون متعمده اخبى عنك و ﻻ مجرد سهو غير مقصود؟
اماء معقبا
_ انا متأكد انك نسيتى و مكنتيش تقصدى ، بس برده اتضايقت … و غير كده انا اصلا بغير عليكى من جمال اخوكى لما بيحضنك فما بالك بقا بابن خالك و اخوكى فى الرضاعه
ضحكت عاليا و هتفت بسخريه
_ بتغير من جمال !!! ده انا عرفت بقا لما احب اغلس عليك هحضن جمال قدامك
علت ضحكاته و هو يهتف
_ زى ما بغيظ ابوكى كده
علت ضحكاتهما فقبلها من كفها و ردد بجديه
_ خلينا فى الجد بقا
تخوفت من جديته فسحب حجاب رأسها و رماه على اﻻرض و حملها بين ذراعيه متجها لغرفه نومهما و هو يهتف بمرح
_ ده احنا هنقول كلاااام انما ايه جد الجد
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﺷﻔﺘﻴﻚِ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺣﻠﻮ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻟﺬﻳﺬ ﺟﺪﺍً …
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺷﻬﻴﺔ ﺟﺪﺍً …
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ..
ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺣﺎﻣﺾ ..
ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺛﻘﻴﻞ ﻣﺎﻟﺢ ..
ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺑﺪﻭﻥ ﻃﻌﻢ …
ﺷﻔﺘﺎﻙ ﻓﻘﻂ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺍﻟﺬ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ
Ibrahim Ghassan
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فتحت جفنيها بعد ان غفت بقيلوله خفيفه لتنظر الى ساعتها التى لم تتخطى الواحده بعد منتصف الليل فنظرت لذلك النائم الى جوارها عارى الصدر لا يستر جسده سوى ملاءه خفيفه فحملقت بملامحه التى تشعرها بتخمه من السعاده و اخذت تداعب وجهه و شعره باناملها حتى بدء بالاستيقاظ ففتح عين واحده بخمول هاتفا
_ ايه ياروحى؟
ابتسمت له بحبور هاتفه بخجل و هى تتذكر لحظاتهما معا منذ قليل
_ صحيتك ؟
ابتسم لها بدوره و سحبها حتى سقطت فوق جسده فالتصقا معا و ابعد خصلاتها الناعمه عن وجهها و كوب وجهها براحتيه هاتفا بغزل
_ اجمل بنت عرفتها فى حياتى
قوست فمها بضيق مصطنع هاتفه بتذمر
_ اه طبعا …. ما انت عرفت كتير قبلى
ضحك بصوت رجولى هاتفا
_ بس محبتش و ﻻ واحده فيهم يا نيللى ، انتى و بس
هتفت بحيره
_ مروحناش الفرح … تفتكر نلحق و ﻻ خلاص كده ؟
خرجت ضحكته و هو ينظر بساعته
_ ﻻ خلاص مش هنلحق
سألته بتنهيده حاره
_ مش هتروح لمامتك؟
غمز لها بطرف عينه و هو يسحبها داخل احضانه
_ تعالى بس عايز اقولك كلمه سر فى بوقك
اطرقت رأسها خجلا فسحبها معه فى عالمهما الخاص ليبث لها من جديد عشقه و هيامه
وقف مكانه بعد ان انتهى من تغزله بها و ارتدى بنطاله متجها للمرحاض الملحق بغرفه النوم و قبيل ان يدلف همس بمشاكسه
_ لو خرجت لقيتك لسه عريانه يبقا مفيهاش مراويح انهارده فاﻻحسن تحصلينى على الحمام
رمقته بنظرات متعجبه من تغيره من ذلك الرجل الجدى و الحازم فى عمله و تصرفاته الى ذلك المحب و الرومانسى لتلقى بجسدها على الفراش فارده ذراعيها بجوارها باسترخاء تسترجع اخر لحظاتهما سويه
فلاش باك***
نزلت الدرج بعد ان ارتدت الفستان الذى احضره لها فطهرت آيه من الجمال فابتسم بحبور و سحبها لداخل احضانه فدفعته بعيدا بحده هاتفه
_ عيب كده يا سعد ميصحش … اوعى تفتكر عشان عشت بره ابقا بنت من ….
قاطعها بضيق
_ بس بس … ايه اﻻكلام ده ؟ كل ده عشان حضن ؟
رفعت حاجبها بتعجب فابتسم و ردد و هو يغمز بعينه مرداا
_ عارفه انا نفسى فى ايه دلوقتى ؟
فهمت نظراته بشكل جرئ فصرخت به
_ ﻻ مش عايزه اعرف
عادت بسمته الى وجهه هاتفا
_ انتى مفكرانى ايه ؟ على فكره انا محامى محترم و الله مليش فى السكه العوجه
حركت رأسها للجانب هاتفه بفضول
_ طيب كنت عايز تقول ايه ؟
لتصرخ و هى رافعه سبابتها فى وجهه بتحذير
_ بس لو طِلعت حاجه قليله اﻻدب مش هسكت لك
اقترب منها هامسا بحب
_ ﻻ مش قليله اﻻدب و ﻻ حاجه … هى نص نص ، يعنى انتى و مفهوميتك
غمز لها مجددا فضحكت بخفه ليردد هو
_ عايز نتجوز حالا
سألته بدهشه
_ ازاى يعنى ؟ عرفى !!!!
ضحك و ضحك حتى تقطعت نياطه من كثره الضحك و اصبح يلهث بانفاسه و ردد باستفاضه
_ ﻻ طبعا … انتى غاليه اوى و تستحقى يتعملك اكتر من اى بنت فى الدنيا دى كلها بس انا عرفت ان الوقت مهم اوى .. و كل الوقت اللى ضاع من عمرنا و احنا مش بعض و الوقت اللى ضاع و احنا بنأخر جوازنا عشان شويه فرش و تجهيز و معاه كمان الوقت اللى ضاع و احنا زعلانين من بعض مش هنعرف نعوض منه و ﻻ ساعه واحده ، و لو حد فينا حصله حاجه بعد الشر طبعا فالتانى هيعيش عمره كله ندمان على الوقت ده
ابتسمت و اجابته بحب
_ معاك حق و انا بحبك يا سعد و عايزه ابقا معاك فى كل خطوه من حياتك لشغلك ، لتعب مامتك لسعادتك … يعنى كله كله
اقترب منها و امسك راحتيها معا و وضعهما على صدره و ردد غامزا بعينه
_ كله كله ؟
اماءت موافقه فردد بلهفه
_ طيب ايه رأيك نروح ﻻقرب مأذون و نكتب الكتاب دلوقتى قبل ما ترجعى فى كلامك ؟
رفعت كتفيها بحيره هاتفه
_ هنجيب منين شهود و وكيل ؟
وضع سبابته على ذقنه يحركه بتفكير و هتف بالنهايه
_ هخلى السواق بتاعى و البواب بتاعك شهود
ضحكت بسخريه هاتفه
_ و يا ترى مين وكيلى بقا ؟ اوعى تقولى بتاع الديليڤرى مثلا؟
حرك رأسه معترضا و ردد
_ هتتحل …. كده كده انتى ملكيش حد من قرايبك هنا ، كنتى ناويه تخلى مين وكيلك؟
رددت بحيره
_ بصراحه معرفش
صمتت قليلا و عادت تهتف
_ استنى لقيتها
نظر لها باهتمام و هى تهتف
_ عمو صبحى
نظر لها متعجبا فوضحت
_ ده كان جارنا فى الڤيلا اللى جنبنا و كان هو و بابى اصحاب جدا و لسه عايش لوحده … احنا كمان ممكن نخلى المأذون يكتب الكتاب عنده فى الڤيلا لانه كبير فى السن و مش هيقدر يتحرك
بسمته العريضه زينت وجهه و هو يردد
_ يعنى موافقه ؟
اماءت موافقه و هتفت
_ هبعت له البواب يكلمه على ما اطلع اغير هدومى
سألها بدهشه
_ ليه الفستان مش عاجبك ؟
اماءت موافقه و هتفت
_ عاجبنى ، بس انا كنت شاريه فستان عشان كتب كتابنا و عايزه البسه
وافق على الفور لتصعد من جديد لترتدى فستانها الابيض المائل للاصفر او ما يعرف باﻻوف وايت و نزلت لتجده فى انتظارها هو و سائقه و بوابها و معهم المأذون ليتجهوا جميعا صوب منزل جارها
و هناك تمم الشيخ عقد قرانهما و عند عودتهما لمنزلها وقف امام ابوابه و ظل ينظر لها و هو يبتلع باثاره و كأنه ينتظرها حتى تعطيه اى اشاره بالموافقه على دخوله فابتسمت له و رددت بعفويه
_ هتستنى عندك على ما اجيب موبايلى و شنطتى من جوه عشان نروح الفرح و لا هتدخل ؟
حملها بلهفه و صعودا لغرفه نومها و هو يردد بوقاحه
_ ﻻ طبعا هندخل
~~~~~~~~~~~~~
انزلها برفق و رويه و هى لا تزال ملتصقه بجسده فنظر لها بعشق خالص و ظل يتفحص ملامحها التى يعشقها فمرر انامله على وجهها هاتفا بتساؤل
_ بتحبينى ؟
اماءت مؤيده فابتسم و سأل
_ قد ايه ؟
بادلته البسمه و هتفت تجيب
_ اكتر من عمرى كله
اخذها داخل احضانه و حاوط خصرها بيديه و اقترب من اذنها هامسا بنبره مثيره و هو يرفع اسدال الصلاه الذى ترتديه لاعلى
_ ارفعى ايدك
ابتلعت بخجل و لكنها فعلت على اى حال فحررها منه ليجدها ترتدى لباس ليلى جذاب من اللون الازرق السماوى اسفله و قصير يصل لمنتصف فخذها فابتلع باثاره و خلع سترته ملقيا اياها ارضا و عاد يحتضنها و يقبلها بعنقها و مرورا لاعلى لوجنتيها و شفتاها و همس
_ قلعينى القميص
بدءت بفك ازرار قميصه الاسود بارتباك واضح و حاولت قدر الامكان ان تبعد اناملها عن ملامسة جسده و لكن فور ان لمسته بعفويه اخرجته من هدوءه الزائف فخلع قميصه بتلهف و تحرك بها للامام و هى تواجهه حتى استندت على طرف الفراش و بدفعه رقيقه للغايه منه كان ظهرها يتسطح الفراش
عمق قبلاته اكثر و اكثر فى انتظارها ان تبادله و لكنها خجلت من الامر فزاده اصرارا على تعميقها حتى غلبت عليها فطرتها و فعلت بالنهايه
زادت حماسته و اثارته و هو يقبلها و بدء بانزال لباسها الليلى ( اللانجيرى ) عن جسدها فتركته لحظه حتى قارب على ازالته بشكل نهائى و هنا اوقفته بيدها متمسكه به و هو ينتصف بطنها
رفع وجهه ينظر لها و سألها
_ مكسوفه منى ؟
ابتلعت برهبه و حركت رأسها بلا فتفاجئ و سأل من جديد
_ اومال مالك ؟
بدءت دموعها تنزل رغما عنها و دون ادراك منها ففسر بكاءها بشكل خاطى ليظن انها تتذكر لحظاتها مع ذلك الندل الذى انتهكها بزواج مزيف فاعتدل بجلسته و رمقها بنظرات حزينه متخاذله و هو يردد
_ عارفه ايه اكتر حاجه ربنا حرمها بين الزوجين يا دارين !!
رفعت ملابسها لتغطى بها مفاتنها و هى تحرك رأسها مجيبه بالنفى فاجابها هو
_ ان الزوجين يفكرو بشخص تانى و هم مع بعض ، يعنى مجرد التفكير و انتى معايا ده حرام
اعتدلت هى الاخرى تنظر له بحده و هتفت بحزن
_ انت بتقول ايه ؟ تفكير ايه ؟ انت متخيل انى بفكر فيه ؟
ردد بحده
_ اومال مالك ؟
بكت و هى تنظر له بتخاذل و خبأت وجهها داخل راحتيها فاقترب منها اكثر و وضع يده اعلى كتفها فنهرته و ابتعدت لتترك الفراش و اخذت تبحث عن مئزرها و هى تنظر له بحده هاتفه
_ دى تانى مره انهارده اشوف راجل تانى غير سيف اللى حبيته و افتكرت انى عرفاه كويس
وقف هو الاخر يردد بغيره
_ مش من حقى اغير عليكى ؟
اماءت باكيه و قالت بحزن يطغى على ملامحها
_ من حقك يا حضره المعاون … من حقك تفضل حاطط حاجز اكرم بينا طول العمر ، لان انا اللى غلطانه و لازم افضل ادفع التمن عمرى كله
اتجهت لفتح باب الغرفه و هى تتمتم بحزن
_ الله يسامحك على كسره فرحتى و كسرتى قدام نفسى فى ليله زى دى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يغمض له جفن و هو يتابع رجال المراقبه على عقار رفيقه و يؤمن المطار استعدادا لسفرته غدا مع اتخاذ جميع اﻻجراءات الاحترازيه ﻻخفاء وجهتيهما و لكنه اثناء وقوفه بالمطار تفاجئ بشهاب يمر بجانبه و معه بعض الحقائب فتحرك خلفه حتى بوابه التفتيش و هناك و بمساعده رفاقه من امن المطار علم بسفرته للنمسا فتهللت اساريره ﻻطمئنانه على رفيقه و لكنه عاد للضيق لعلمه انه ربما هرب خارج البلاد .. و لكن ايترك كل ما له هنا لمجرد خوفه من اعتراف بعضا من اتباعه عليه فهو بالتأكيد اكبر و اقوى من ذلك بكثير و لكن سفرته ربما جاءت بموعدها حتى يطمئن هو على حال رفيقه و عروسه و لو لوقت قصير
هاتف عماد على الفور من اقتراب موعد اذان الفجر هاتفا بفرحه
_ شهاب سافر بره مصر يا عماد …. اعتقد كده سيف فى امان و لو مؤقتا ؟
اجاب اﻻخر بنعاس
_ و ممكن يكون سلط عليه حد تانى و احنا منعرفش و سافر عشان يكون بعيد عن الشبهات
تجهم وجه وائل كثيرا لمجرد الفكره و ردد بتضرع
_ ربنا يستر … انا حاطط حراسه على بيته و هفضل معاه لحد ما يسافر
سأل عماد باهتمام
_ و هو هيستعصى على شهاب البدراوى انه يبعتله حد فى شهر عسله ؟
زفر وائل بضيق هاتفا بحده و توبيخ
_ انت ايه يا اخى حد مسلطك عليا ؟ نايم فى بيتك و انا مشفتش بيتى من ساعه اللى عرفته و فى اﻻخر كل الى باخده منك كلام و خلاص
ردد عماد بتنمر
_ على اﻻقل انت بتروح تنام فى حضن مراتك و ولادك مش عازب زيى!!
امتقع وجهه بالتقزز و ردد
_ الله اكبر … هى المسائل دى فيها حسد كمان ؟ و انت كان ايه اللى مانعك تتجوز ؟
ضحك بسخريه هاتفا
_ لسه ملقتش السجينه الحسناء اللى توقعنى على جدور رقبتى … يا بنى انا شغال فى سجن النسا و اللى بشوفه هناك مكرهنى فى الصنف كله
ضحكا معا على مزحته فردد وائل بفضول
_ يا ترى سيف بيعمل ايه دلوقتى ؟
اجاب عماد بوقاحه
_ بيلعب عريس و عروسه
ردد اﻻخر بسخريه بعد ان نظر لساعته هاتفا بضيق
_ ﻻ و انت الصادق هتلاقيه بيجهز عشان ينزل يصلى الفجر فى الجامع
قوس عماد حاجبيه بدهشه و هو يجيبه بعدم تصديق
_ ﻻ مش ممكن … معتقدش ممكن يسيب عروسته و ينزل فى ليله زى دى خصوصا و هو عارف انه مستهدف
ردد وائل بسخريه
_ طيب تراهن ؟
زفر بانفاس متضايقه فردد وائل
_ انت قريب منه الحق انزل و روح لبيته و استناه تحت و مبقاش وائل مندور ان ما لقيته نازل يصلى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت جالسه بمفردها بالردهه امام الشرفه تنظر امامها بحزن و هى تبكى بغزاره و ما زاد عليها اﻻمر هو عدم خروجه لمصالحتها او حتى التودد لها لما يقارب الساعه
جفت دموعها اخيرا فقررت التحدث معه عندما طال غيابه عنها فطرقت باب الغرفه بطرقات خفيفه فردد بصوت خشن
_ ادخلى
وجدته يجلس على الفراش ممسكا بالمصحف الشريف يقرأ منه آيات من الذكر الحكيم فتنحنحت حتى تجلى صوتها و هتفت بتردد
_ مش عايز تتكلم
ردد بصوت جامد
_ صدق الله العظيم
اغلق المصحف و وضعه على الكومود بجانبه و اعتدل بجلسته و ربت بجانبه هاتفا
_ تعالى اقعدى
جلست بجواره و اطرقت رأسها ﻻسفل بحزن فردد بهدوء و صوت مستكين و كأن قراءه القران قد اسكنت آلامه و هدءت من غضبه
_ عايزه تتكلمى فى ايه ؟
رمقته بنظره مدهوشه فمن هذا الذى يتحدث معها ؟ ﻻ يمكن ان يكون هو سيف الذى عرفته و احبته و لكنه هو نفسه معاون المأمور الصارم و الجاد فابتلعت بغصه بكاء و حركت راسها بالنفى هاتفه
_ وﻻ حاجه يا سيف
همت بالمغادره فامسكها من ذراعها و منع مغادرتها و ردد و هو يسحبها لتجلس بجواره مره اخرى
_ لو كنت طلعت وراكى كنا هنزعل من بعض جامد لانك عارفه انى عصبى و الحل الوحيد اللى كان قدامى انى اهدا قبل ما نتكلم
انتحبت بكاءا و هى تردد بصوت متحشرج
_ ليه كل ده ؟ عملتلك ايه عشان تعمل معايا كده ؟
نظر لها بضيق و ردد بصوت مختنق
_ بلاش نتكلم فى الموضوع ده احسن يا دارين … و لما تبقى مستعده ان جوزك يلمسك ابقى عرفينى
وضعت كفها اعلى فمها لتخفى حزنها و بكاءها من حديثه القاسى و الموجع فاتجهت لخزانه ملابسها و اخرجت منامه عباره عن سروال و كنزه حريريه و دلفت للمرحاض الملحق بغرفه النوم لتأخذ حماما حتى تزيل عنها آثار البكاء و التعب
اما هو فنظر لساعته ليجد اقتراب آذان الفجر فاتجه هو اﻻخر لتغيير ملابسه بجلباب ابيض و نزل متجها ﻻقرب مسجد للصلاه لتخرج هى بعد وقت قصير فلا تجده لتظل تبحث عنه فى ارجاء المنزل فترتمى ارضا ظنا منها انه تركها بليله زفافها و ذهب
خرج من البنايه ليتفاجئ بعماد يسحبه للداخل مره اخرى هاتفا بحده
_ ايه اللى نزلك يا بنى ادم ؟
رفع حاجبه اﻻيسر و هتف بسخريه
_ و انت ايه اللى موقفك هنا لدلوقتى ؟
صاح به بشكل عنيف
_ يا سيف ربنا قال ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ )
اماء بهدوء مرددا
_ و نعم بالله بس قال برده (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
زفر بضيق و هو يحاوره و اجابه
_ اه يا سيف بس ده معناه انك تنزل و انت عارف…
قاطعه بحده
_ هى حصه الدين دى ﻻزمتها ايه ؟ انا نزلت و اﻻذان اذن و انا هروح اصلى عايز تيجى معايا اخد فيك ثواب اهلا و سهلا ، مش عايز متعطلنيش يا اخى
تركه متجها للمسجد فتبعه اﻻخر و هو يهاتف رفيقه يخبره باﻻمر فضحك وائل هاتفا
_ هو سيف جديد علينا يا بنى … المهم بلغه بسفر شهاب البدراوى و عرفه بالمرافقه اللى رايحه معاه شهر العسل
تنهد عماد بتعب و هو يخلع حذائه حتى يتبعه لداخل المسجد و بعد ان انتهى من الصلاه اخبره بما املاه عليه وائل فاماء بضيق هاتفا
_ يعنى هبقا متراقب فى شهر العسل كمان ايه غلب ده يا ربى ؟
ربت اﻻخر على ظهره بمواساه هاتفا
_ معلش يا بطل كله يهون عشان خاطر سلامتك
لم تتخيل باحلامها بل بكوابيسها ان تنتهى ليلتها على هذا النحو بشجار بينهما فيترك لها المنزل حسب ما فهمت ليله عرسها ، امسكت هاتفها المغلق و قامت بتشغيله و ظلت تنظر لشاشته بتردد فهل تهاتفه ام تهاتف اخاها حتى يأتى و يصطحبها معه لمنزله لحين حل اﻻمر
تزاحمت افكارها برأسها و هى تتخير ايهما افضل و لكن غلبها حُزنها و انكسارها فعادت للبكاء و امسكت الهاتف استعدادا للاتصال بجمال و لكن يشاء القدر ان تستمع لصوت المفاتيح و هو يقحمها بداخل طلبه الباب فوقفت بتحفز استعداد لمواجهته
دلف بتهادى فوجدته يرتدى جلبابه اﻻبيض فتذكرت انه لم يفوت صلاه الفجر حاضرا بالمسجد طوال معرفتها به فابتلعت بخجل لظنها السيئ به و شكرت ربها تباطئها فى اﻻتصال بأخيها لكانت اﻻن بمشكله حقيقيه فتنحنحت بحرج هاتفه بصوت مكتوم
_ حرما
ابتسم لها بسمه سطحيه و ردد
_ جمعا ان شاء الله ، صليتى ؟
اماءت بلا فزفر بتنهيده و ردد بحده طفيفه
_ طالما صاحيه يا دارين يبقا ادخلى اتوضى و صلى الفجر فى ميعاده
هرعت من امامه تنفذ مطلبه او بالاحرى امره و بعد ان انتهت بحثت عنه فوجدته يقف بالمطبخ يقطع بعض الفاكهه و يضعها بمحضر الطعام ليهرسها لها فسألته باهتمام
_ بتعمل ايه ؟
اجابها و هو يصب كامل تركيزه على ما يفعله
_ بعملك عصير …. و بسخن لنفسى اكل
سحبت منه الفاكهه و رددت برجاء
_ طيب سيبنى انا اجهز
ترك لها اﻻمر و جلس على المائده الصغيره الملحقه بالمطبخ منتظرا اياها فجلسا معا لتناول الطعام فاستهل حديثه معها مرددا
_ قبل ما ننام اظبطى المنبه عشان ميعاد السفر بدل ما تروح علينا نومه
اماءت باقتضاب و رددت بحيره
_ حاضر … مع انى مش شايفه ﻻزمه للسفر من اصله
ابتسم من بين شفتيه المزمومتين و ردد بتأكيد
_ ليه ؟ ما احنا اكيد هنتصالح ؟
اعقبت على الفور بلهفه
_ امتى ؟
ضحك بخفه و سحب يدها المسنده على المائده و قبلها قبله عميقه على كفها مرددا
_ دلوقتى …. حقك عليا انى اتعصبت عليكى ، بس حاولى متخلنيش اغير عليكى اوى كده
رددت بصوتها الرقيق
_ انت فاهم الموضوع كله غلط يا سيف
سألها بحيره
_ عندك تفسير لعياطك و انتى فى حضنى يا دارين ؟
اماءت بثقه فسألها
_ ايه تفسيرك ؟
وقفت و رفعت كنزة منامتها الحريريه ليظهر مكان جرحها العميق الذى حاولت اخفاءه برسوم الحناء و لكنها اخفقت لاحتلاله منطقه كبيره من اسفل بطنها و رددت بحزن
_ اتكسفت من المنظر ده …. مكنتش حابه انك تشوفه
وقف بدوره و اقترب منها و خلع عنه جلبابه و القاه ارضا فابتعدت خطوتين للوراء ليتعجب من فعلتها و لكنه اصر على اقترابه حتى بات جسدها حبيساً له و امسك راحتها ليضعها اعلى كتفه الايمن مكان الطلقه الغادره التى اخذها وقت محاوله هروب لواحظ و ردد
_ شايفه الجرح ده ؟
اماءت بصمت فسأل
_ فكراه ؟
اماءت من جديد فاكمل
_ شكله وحش ؟
حركت رأسها تنفى اﻻمر فابتسم و قبل كفها المسند على جرحه و ردد برومانسيه
_ عارفه ان بالرغم من اليوم ده كان صعب جدا بس ذكراه عندى جميل
نظرت له بدهشه و تركته يسهب بحديثه الذى تخلل انفاسها و وجدانها
_ ده اليوم اللى اتأكدت انى مقدرش اعيش من غيرك ، و ده اليوم اللى شفت لهفتك عليا ، و ده اليوم اللى اتجرأت اقولك فيه بحبك
اتسعت بسمتها العريضه و هو يكمل استثاره مشاعرها بهذا الكم الهائل من الرومانسيه الحالمه
_ عارفه وقت الهجوم … كان كل همى انزل من العربيه و اجرى عليكى و خصوصا بعد ما اتكدت انهم تبع لواحظ و كنت متأكد ان العداوه بينكم ممكن تخليها تأذيكى فمكانش فارق معايا ضرب النار كان فارق معايا بس انى الحقك
ابتسمت بحبور و هتفت
_ و انا جوه معاها كانت بتهددنى انها هتقتلك و تسبينى اعيش بحسرتك و كان كل همى انزل من البوكس عشان الحقك
قبلها قبله عميقه على شفتيها و ردد بتساول
_ يعنى هى كانت عارفه مشاعرك ناحيتى قبل ما انا اعرفها ؟
اماءت بخجل و اطرقت رأسها لتردد بحزن لتلك الذكرى اﻻليمه
_ رجالتها قالولها انهم موتو كل اللى فى العربيات و انا ساعتها حسيت ان الدنيا اسودت فى عنيا
قبلها من وجنتها و عاد يكمل
_ بس يشاء القدر ان انتى تنقذينى ، عشان كده ذكريات اليوم ده عندى مش وحشه اوى زى ما انتى فاكره
انحنى يقبلها قبله عميقه من فمها و امسك رسغها و اظهر قطع معصمها منه و اشار لها و هو يردد
_ فاكره ده ؟
اماءت بحزن و رددت
_ ده اكتر يوم نفسى امحيه من حياتى
حرك رأسه مؤيدا و ردد
_ لما عرفت باللى عملتيه كنت بموت حرفيا و انا سايق من البيت للسجن بالرغم من انهم طمنونى عليكى ، بس حسيت قد ايه انتى حاجه مهمه بالنسبه لى و اليوم ده اللى قررت اسمعك و اصدقك و اساعدك كمان …. يعنى ذكرى اليوم ده مش كلها وحشه بالرغم من انك اغضبتى ربنا بس احنا عايشين عشان نكفر عن اخطائنا
انحنى اكثر حتى استند على ركبيته و رفع كنزتها قليلا حتى ظهرت بطنها و قبل جرحها قُبل كثيره مداعبه و وقف يردد
_ و اليوم ده بكل ذكرياته الوحشه بس ده اليوم اللى بسببه اعترفتيلى و اخيرا بحبك ليا بعد جبل الجليد اللى كنتى مصدراه ليا …. و بسببه قررت اتخطى اى حواجز بينا عشان نوصل للنتيجه اللى احنا فيها دلوقتى دى ، انك هنا …فى بيتى… و مراتى
اقترب من اذنها و همس بنبره مثيره
_ يعنى كل ذكرى وحشه ليها اثر كويس بينا يا ديدو … حتى جوازتك من الندل ده كانت السبب اننا اتعرفنا ببعض و غير كده عمر طريقنا ما كان هيتقابل ، بصى دايما للجانب المشرق ﻻن ربنا بيسبب اﻻسباب
تنهدت براحه من تفسيره للامر بهذا الشكل فاتسعت شفتيها ببسمه رقيقه فانقض على شفتاها يداعبها اكثر و اكثر حتى بادلته و تعلقت برقبته فحملها و اتجه لغرفه نومها ليكتب بصفحتها اول قصائد الشعر و الغزل بين حبيبين جمعهما الله ليكن سندا لها و تكن مسكناً له
ارتمى على الفراش يلهث بانفاسه و هى اﻻخرى بعد ان اجتاح مشاعرها بلمساته الرقيقه و كلماته العذبه و تغزله الصريح بل و الوقح بجسدها و مفاتنها فسحبها لتستند على صدره و لكنها حاولت ستر جسدها باى شيئ حتى تتجه للمرحاض فاحكم قبضته عليها هاتفا
_ رايحه فين ؟
اجابت بعفويه
_ الحمام
حرك رأسه معترضا و ردد
_ ﻻ خليكى فى حضنى شويه
سحب غطاء الفراش من اسفل جسديهما و احكمه عليها ليدفئها هاتفا باهتمام
_ عشان متبرديش
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت باكرا و وقفت بالمطبخ لتحضير الكثير و الكثير من اﻻطعمه الشهيه و هاتفت فدوى فاجابت اﻻخيره بنعاس
_ ايه يا منار الساعه كام عندك؟
اجابتها بلهفه
_ قومى لو هتعملى اكل لدارين انا مش عارفه بتعمليه ازاى ، و انا خلاص خلصت اكل سيف
امتقع وجهها و هى تنظر لساعه الحائط فوجدتها ﻻ تزال الثامنه صباحا فصرخت بها
_ ﻻ حول الله…. انا مجهزه اكل كتير جدا هناك فى التلاجه و غير كده دول مسافرين يعنى اﻻكل ده كله ….
قاطعتها منار
_ اللى يفضل يتشال يا ستى لحد ما يرجعو بالسلامه
اغلقت معها فوجدت طلعت يرمقها بنظرات جامده فرفعت كتفيها بحيره و سألته
_ فى ايه ؟
اجاب بحده
_ اوعى تفكرى تعملى اللى فى دماغك
اجابته بحيره
_ هو ايه ده ؟
زفر بحنق مجيبا
_ انك تطبى عليهم زى القضا المستعجل كده
هدرت بحده و عصبيه
_ انا عايزه اطمن على ابنى و احاول اقنعه يلغى السفر ده … على اﻻقل هو هنا وسطنا نقدر نحميه و …
قاطعها بصياح
_ ملكيش دعوه بسيف يا منار …. سيبى الولد يفرحله يومين ، و انا متابع مع زمايله كل حاجه و متقلقيش كله تحت السيطره
صرخت بخوف
_ كله تحت السيطره ازاى بس و هو مسافر و …
قاطعها بتفسير
_ يا ستى انا باعت معاه قوه تحميه … عايزه ايه اكتر من كده ؟ ده لو وزير الداخليه مكانش هيسافر بكل القوه اللى مع ابنك دى ، بس هو محبوب من زمايله و الكل عايز يخدمه
جلست بقلق هاتفه
_ انا خايفه اوى
ربت على ظهرها يطمئنها
_ متخافيش ربنا هو الحافظ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تنعم بالنوم لساعات طويله ﻻ تعلم لماذا ؟ هل لشعورها بالفرحه ام لقلقها البالغ من المستقبل ؟ فهى قد رأت تغيره على عكس توقعها و بدء عقلها ينسج لها آﻻف السيناريوهات عن انفاصلهما و ما ستمر به بعد ذلك لتعود و تنهر نفسا لتفكيرها السيئ بهذا الوقت تحديدا و هى داخل احضانه
رفعت وجهها قليلا حتى تتفحص ملامحه النائمه بسكون تام و لكنها تفاجئت به يبتسم اثناء نومه فابتسمت و هى تتخيله يحلم بها حتى استمعت لصوت همهماته المبهمه لتستشف بعضا منه
_ ميرا …. نسرين
ابتلعت بوجل هل يحلم بابنته و زوجته الراحله ؟ حقا شعرت بالغيره و اعطته العذر لشعوره بالاحتراق فمجرد ذكرى زوجته المتوفاه تجعلها تشعر بنيران الغيره فما باله هو يشعر تجاهها لتظل تتفحصه عن كثب حتى تغيرت معالم وجهه المبتسمه ﻻخرى واجمه و ذرفت عيناه بعض العبرات فتأكدت ان حلمه اتخذ منحى آخر فدفعته برقه هامسه بحنان
_ سيف … سيف ، اصحى
فتح عينه بتكاسل و رمقها بنظرات ناعسه و لكنه شعر بعبراته التى تنزل على صدغه فمسحها بظهر يده و هو يحاول اﻻبتسام فى وجهها و لكنها تفهمت موقفه و هتفت تسأله
_ كنت بتحلم ؟
اماء مؤيدا و سأل
_ اتكلمت و انا نايم و ﻻ ايه ؟
اماءت فزفر انفاسه بتعب لتلاحقه بسؤالها
_ بتحلم بيهم دايما ؟
اماء بلا مجيبا اياها بتوضيح
_ ﻻ خالص … بس دايما قرب السنويه بتاعتهم اﻻحلام بتكتر و بتكون ذكرى ليوم الحادثه
تنهدت بحزن و سألت
_ عشان كده كنت بتدمع ؟
تنهد بحسره فاستطردت تسأل
_ هى السنويه امتى ؟
اجابها
_ كمان عشرين يوم
تعجبت من قرب الموعد لهذا الحد فسألت مستفسره
_ عشان كده صممت ان شهر العسل يكون اسبوعين بس
اماء موضحا
_ ﻻزم اكون هنا قبل السنويه ، انا بزورهم مره واحده ف السنه يا ديدو .. و مش عايز اغير العاده دى بعد جوازى ، مش عايز احس ان جوازى بعدنى عنهم
زمت شفيتها بحزن فسحبها داخل احضانه و قبلها مرددا
_ مينفعش تغيرى من واحده ما بين ايادى ربنا يا ديدو
رفعت نفسها عن صدره لتنظر داخل مقلتيه هاتفه
_ عارفه … بس غصب عنى
جلست و تربعت بجسدها امامه و بدءت تتحدث
_ عارف ، انا مكنتش بغير من مدام جيهان الله يرحمها … يعنى عمرى ما فكرت انه بيكون معاها و ﻻ ﻷ ، بس انا غيرانه اوى من نسرين يا سيف و من ذكرياتكم و من حبك ليها ، بس مش مضايقه يعنى هتعود لكن اهم حاجه استفدتها من احساسى ده انى فعلا محبتهوش عشان اﻻحساس اللى جوايا ناحيتك عمرى ما جربته و ﻻ حسيته قبل كده
انتشى بفرحه من سماعه لحديثها و ﻻعترافها بعشقه بهذ الشغف و الحب و بالرغم من كرهه لسيره ذلك الندل اﻻ انه شعر بالفرحه تغمر خلاياه من مجرد شرحها اﻻمر بهذ الشكل ليحسم امره باخبارها فردد
_ فى حاجه مهمه ﻻزم تعرفيها
نظرت له باهتمام فاكمل اخبارها
_ اكرم اتقتل
اندهشت مما اخبرها به فتجمدت ملامحها لثانيه ﻻ تعلم هل تفرح ام تحزن ولكن رغما عنها دمعت عيناها فتضايق ثانيه من رده فعلها و لكنه سألها تلك المره
_ بتعيطى ليه دلوقتى ؟ اوعى تقوليلى زعلتى عليه كبنى آدم و ﻻ الهرى ده
اماءت بلا معقبه
_ ابدا … ده يستاهل الحرق
شعر بالفرحه تغزوه و لكنه اراد ان يفهم سبب حزنها فسألها باهتمام
_ اومال بتعيطى ليه يا ديدو؟
اجابته بغصه
_ عشان ملحقتش اخد حقى منه ﻻ بالقانون و ﻻ بايدى
اجابها و هو يسحبها لتدخل عميقا داخل اضلعه
_ اخدتى حقك بالعداله اﻻهيه يا موﻻتى …. انهى احسن بقا ؟
ابتسمت و ارتفعت بجسدها لتعتليه قليلا و ابتسمت بحبور هاتفه
_اكيد العداله اﻻهيه يا سيفو
ضحك بخفه من تدليلها و مداعبته باطراف اصابعها على وجهه فابتسم مرغما جسدها على الاتصاق بجسده و ردد
_ هى الساعه كام ؟
نظرت بساعه الحائط و رددت
_ عشره و ربع
تمطع بجسده فاردا ذراعيه و احكمهما عليها و تثائب بكسل هاتفا
_ لسه بدرى … تعالى ننام شويه كمان عشان نكون فايقين فى الطياره
سألته بدلال
_ لسه مش عايز تقولى هنسافر فين ؟
ردد و هو يتدحرج بجسده ببراعه لتصبح هى اسفله هاتفا بمشاكسه
_ منا قلتلك ميت مره رايحين جنوب افريقيا
زفرت بتنهيده و رددت
_ بطل هزار بقا و قول رايحين فين بجد ﻻن اكيد هنكون جوه مصر
قوس حاجبيه بتعجب و سألها
_ اشمعنى جوه مصر
رفعت كتفيها لاعلى هاتفه بتفسير
_ عشان عملت الباسبور و ماخدتهوش منى نحط عليه فيزا ﻻى بلد
ضحك ملئ فمه و ردد و هو يقبلها قبله عميقه على ثغرها
_ فى بلاد كتيره اوى مش بتحتاج تأشيره يا ديدو و فى بلاد بتاخدى التأشيره بتاعتها و انتى فى المطار بتاعها و خصوصا البلاد السياحيه
رفعت كفها تتحسس بشرته و رددت بدلال قاتل و هى تداعب شعيرات وجهه و صدره
_ قولى عشان خاطرى رايحين فين ؟
انقض يقبلها بلهفه من اثر مداعباتها له و اثارتها التى جعلته يفقد السيطره بنفسه و هتف
_ قلت رايحين جنوب افريقيا
قوست فمها و تنهدت بحيره و رددت
_ خلاص مش عايزه اعرف
قضم شفته و هو ينظر لمفاتنها الظاهره اسفل ثوبها الشفاف و اطبق فمه عليها يقبلها بنهم و نزل بشفتاه فوق لباسها الليلى و بدء بتوزيع قبلاته على طول جسدها حتى تأوهت بصوت مسموع و هى تشعر بالاثاره تجتاح جسدها فخلع عنها ثوبها و اعقبه بخلع ملابسه و بدء بالارتواء من رحيق زهرتها النضره برائحه المسك و العنبر ليذهبا معا بعالمهما الخاص حيث العشق الخالص ليهمس باذنها فور ان انتهى
_ عمرى ما حبيت واحده بالشكل ده و ﻻ حتى نسرين يا مولاتى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ﻻ تعشقنى بعينيك فربما تجد من هى اجمل منى
و لكن اعشقنى بقلبك فالقلوب ﻻ تتشابه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه على صوت رنين هاتفه فنظر لشاشته بكسل و هتف بنعاس
_ ايوه يا ماما
هتفت بلهفه
_ انت بايت فين يا سعد ؟
اذدرد لعابه بتوتر و اعتدل بجلسته و نظر الى جواره لتلك النائمه نوما عميقا فردد بصوت خافت
_ اصل يا امى ….
توتر اكثر عندما وجدها تتململ بجواره و تتثائب بصوت مسموع فاغلق عينه لمعرفته رد فعل والدته على فعلته تلك و لكنه حسم امره و ردد
_ هقولك على حاجه هتفرحك ، بس بشرط متزعليش منى
ضحكت بسخريه هاتفه
_ دى فزوره ؟
ابتلع لعابه و ردد بتلعثم
_ يعنى حاجه زى كده … بصى انا و نيللى اتصالحنا
ابتسمت بفرحه و ردد بتهليل
_ يا ما انت كريم يا رب …. الحمد لله ، قولها انى مش هزعلها تانى بس مشوفكش فى الحاله اللى كنت فيها دى ابدا
ردد مؤيدا
_ ﻻ من الناحيه دى اطمنى … هى كمان ﻻ ناويه تزعلنى و ﻻ تزعلك
تنفست بعمق و اخرجت تنهيده حاره و رددت بلهفه
_ حدد معاها ميعاد للفرح بقا بسرعه عشان افرح بيكم قبل ما اقابل وجه كريم
اجابها بصوت حزين
_ ربنا يخليكى ليا و يطول فى عمرك يا رب …. حاضر يا امى هنحدد ميعاد الفرح مع بعض و نبلغك بيه
فرحت لفرحه و لكنها تعجبت منه و هى تسأل
_ طيب ده الخبر الحلو … ايه بقا الخبر اللى هيزعلنى ؟ و برده معرفتش انت بايت فين ؟
نظر لنيللى الجالسه بجواره تستمع بصمت لحوارهما فردد و هو يرمقها بنظرات والهه
_ اصل يا امى انا ما صدقت انها وافقت نتجوز فروحت واخدها و كاتب كتابى عليها و ….
لم يستطع استكمال حديثه بسبب صراخها الحزين
_ اخص عليك يا سعد …. كده برده تتجوز من غير ما اكون جنبك يا بنى !! ليه بس كده تكسر فرحتى .
ردد بتفسير و مهادنه
_ يا حبيبتى انا لسه هعمل الفرح و كتب الكتاب ده مجرد اجراء رسمى عشان مترجعش فى كلامها
ابتسمت والدته و رددت بفرحه
_ طيب ربنا يتمم بخير و عجل بالفرح بقا عشان افرح بيك
هتف مؤكدا
_ من عنيا يا امى
عادت لتعجبها هاتفه بتساؤل
_ طيب عرفنا الخبرين الحلو و اللى يزعل و برده معرفتش انت بايت فين من امبارح و سايبنى لوحدى
حاول التملص من اﻻجابه لحرجه فاجاب
_ لوحدك ازاى بس ؟ ما انتى معاكى طقم تمريض كامل يا امى
فهمت تهربه فرددت بخبث
_ متحاولش تهرب من الاجابه …… انت بايت فين من امبارح يا سعد ؟
ابتسمت نيللى و هى تجده يتخبط فقضمت شفتها بخجل و هو يجيب والدته
_ انا ونيللى اااا…..
لمعت عينها بالدهشه و سألته بخضه
_ عملتو الدخله و ﻻ ايه ؟
اماء و كانها تراه فصاحت
_ ما تنطق يا بنى
اجابها برهبه
_ ايوه يا ماما
حركت رأسها معترضه و رددت
_ للدرجه دى مستعجل يا سعد ؟ على العموم الف مبروك يا بنى
لتردد بتجهم و حزن
_ خلاص بقا ملوش لزوم للفرح و …
قاطعها على الفور
_ ﻻ طبعا ﻻزم و ضرورى عشان ركن اﻻشهار و عشان افرحك و افرحها يا امى ، نيللى بنت حللال و تستاهل تفرح
قوست فمها بسخريه هاتفه
_ و هو ينفع يتفتل الكحك بعد العيد ؟
اجابها باقرار
_ اه ينفع و الفرح فى خلال اسبوع بالكتير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اقتربت منها بحرصاً بالغاً و سحبتها من ذراعها لتنئى بها عن الجميع فرفعت الاخرى حاجبها بدهشه و اتجهت معها لاحد اﻻركان بالمكان الخاص بالتريض النهارى للمسجونات و جلستا تنفخا دخان سجائرهما و استهلت لواحظ حديثها بمداعبه كلاميه
_ مالك يا اختى مش مستعبرانى بقالك يومين اهو ؟
تبرمت نور من طريقتها و هتفت بدهشه
_ مالى يا معلمه ؟ عايزه ايه ؟ كنتى طلبتى منى حاجه و قصرت معاكى ؟
هزت كتفيها كدلاله لعزوفها عن الكلام و رددت بهمس
_ طيب عملتى ايه فى الموضوع اياه ؟
تصنعت الغباء و رمقتها بنظرات غير مفهومه و سألت بحيره زائفه
_ موضوع ايه يا معلمه ؟
زفرت بضيق و رددت بحده
_ يوه …. هيكون موضوع ايه ؟ اﻻتفاق اللى ما بينا
عادت الاخيره لمكرها هاتفه بتلاعب
_ بس احنا مفيش بينا اتفاق
صمتت و وجهت نظراتها على بعض السجينات الللاتى يتشاجرن كعادتهن على لعب الورق و رددت بتأفف
_ كل يوم على كده .. بس هانت
صمتت لتحفزها اكثر على البوح بما تريده علنا بل و تترجاها لتنفيذه فسألتها لواحظ بغيظ
_ انتى ايه نويتى ؟
اماءت دون تعقيب فعادت تسألها بلهفه غير ظاهره
_ مش كنتى بتقولى معكيش فلوس للهروب !
اماءت بعدم اكتراث و اجابتها ببساطه
_ ايوه … بس مش هقعد عمرى كله هنا و انا شابه و صغيره و هلاقى حل لموضوع الفلوس و عن قريب كمان
رمقتها بنظرات متفحص و فضوليه و سألت
_ هتجيبها منين يعنى ؟
اجابتها ببساطه
_ اقولك و متقوليش لحد !!
اماءت صامته فاقتربت منها تهمس باذنها كأنه سر حربى
_ اصل المعلم سيد الحرش كان عرض عليا الجواز من فتره كده
لطمت صدرها بخضه مردده
_ على مراته ؟
اماءت مؤكده
_ ايوه … و انا رفضت اكمنها ست شرانيه و مكنتش هسلم منها
تبرمت هاتفه
_ ليه ؟ و هو كان هيعرفها اياك ؟
رفعت نور حاجبها مؤكده
_ ايوه … ده كان فاكرنى رافضه عشان فى السر قام قالى هتجوزك علنى و قدام كل الناس بس الصراحه خفت من مراته
اخرجت لواحظ سيجاره اخرى و اشعلتها بعد ان رمت عقب اﻻولى و هتفت تسألها
_ و دلوقتى منتيش خايفه منها ؟
رفعت كتفاها بلا مبالاه و رددت
_ و اخاف من ايه اذا هبقا فى بلد و هى فى بلد تانيه
قوست لواحظ حاجبيها بعدم فهم فاقتربت منها نور توضح لها
_ منا هشرط عليه يسفرنى بره و يبقا يجيلى كل شهر و لا حاجه و ابقا خرجت من المدعوء ده و كمان اتجوزت المعلم و هربت بره مصر و غير كده و كده هعيش زى ما انا عايزه ما المعلم مش هيفضل معايا على طول عشان مشاغله
سألتها باهتمام
_ و هيقول لمراته على كده ؟
زمت شفتيها بعدم اكتراث و اجابت
_ مبقاش مهم يقول و لا ﻷ ، لانى كده كده هعيش بره
زفرت بضيق و رددت بتأفف
_ و تتجوزى واحد قد ابوكى ليه بس ؟
اجابت
_ مش احسن ما اقضى عمرى كله هنا و لا اطول بلح الشام و ﻻ عنب اليمن
اخذت تفكر بصمت و الاخرى تراقب انفعلاتها حتى تحدثت بوهج
_ بقولك يا نور … انا موافقه على العرض بتاعك
تصنعت الغباء و سألتها
_ عرض ايه ؟
زفرت بضيق و هتفت بحده
_ ﻻ فتحى مخك معايا انا عارفه انك ذكيه .. بلاش وحياه ابوكى تعمليهم عليا
ابتسمت بمكر و هتفت
_ ايوه بس انا قلتلك ان الرجاله دول سعرهم غالى ده غير سعرى انا
اماءت موافقه و هتفت
_ موافقه … شوفى هياخدو كام و يخلصو ؟
سألتها باهتمام
_ البت و ﻻ المعاون ؟
اجابت و هى ترفع اصبعيها عاليا بغل
_ اﻻتنين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تتذكر متى شعرت باحساس الجوع يجتاح امعائها بهذا الشكل فتحركت على اطراف اصابعها حتى ﻻ يستيقظ من نومه فلا تزال الساعه قبيل الثانيه عشر ظهرا، فاتجهت للمطبخ و فتحت مبرد الطعام و بدءت بالبحث عن طعام تقتاته بدلا عن ذلك الطعام المقزز الذى اصبحت تمقته اكثر من اى شيئ آخر و لكنها لم تجد سوى الطعام المهروس الذى اعدته لها والدتها و بعض الفاكهه التى ﻻ تستطيع تناولها سوى مهروسه بمحضر الطعام فاغلقت مبرد الطعام بحده و تأفف و تحركت نحو المائده التى تنتصف المطبخ لتزيل من عليها بواقى الطعام الذى تناوﻻه سويا منذ ساعات
بعد ان قامت بجليهم استمعت لصوت انفاسه خلفها فالتفتت بوجهها قليلا لتجده يلتصق بجسدها من الخلف و هو يبتسم بسمه عذبه فشهقت بخضه هاتفه
_ خضتنى … صحيت امتى ؟
ابتسم لها و قبلها قبله خاطفه على ثغرها هاتفا
_ منمتيش ليه ؟
رفعت كتفاها لاعلى مجيبه
_ مش عارفه … مجاليش نوم ، و جعانه
سحب الاناء الخاص بمحضر الطعام و وضعه اسفل انفه هاتفا بتسائل
_ الجو برد ما اعتقدتش العصير باظ
اجابته بتذمر
_ ﻻ مباظش … انا اللى مش عايزه اﻻكل ده
ربت على كتفها بحنيه بالغه و ردد
_ معلش هانت يا موﻻتى
دمدمت كاﻻطفال بضيق و هى تردد بتذمر طفولى
_ زهقت يا سيفو … عايزه اكل فراخ و لحمه و مكرونه
احتضنها و قبلها من تجويف عنقها مجيبا اياها بدعم
_ معلش يا حبيبتى … فات الكتير ، و ده اختبار من ربنا بيختبر بيه صبرك و لو فضلتى مضايقه كده هتضيعى ثوابك
ضحكت بعفويه مردده بمشاكسه
_ حاضر يا شيخ سيف
حملها من خاصرتها و رفعها ﻻعلى قليلا ليضعها على المائه و اقترب منها و انحنى بجانب اذنها هاتفا بمداعبه
_ تحبى تشوفى الشيخ سيف يقدر يعمل ايه عشان يخرجك من جو النكد ده ؟
زمجرت بضيق فرفع حاجبه بابتسامه مشاكسه و ردد بتسائل
_ هى ليلى مسمياكى ايه ؟
تجهم وجهها و هو ﻻ يعطيها الوقت للاجابه و يكركر ضاحكا هاتفا من بين ضحكاته
_ اه بتقولك يا بومه ، تصدقى عرفت ليه بتقول عليكى كده ؟
دفعته من صدره فاختل تورازنه قليلا ليمسك براحتها حتى يتزن و اقترب اكثر منها منتصفا قدماها و انحنى يداعب اذنها بانفاسه الملتهبه من فرط اثارته مرددا
_ بحبك يا بومه
حاولت الابتعاد عنه و لكنه كان اﻻسبق باﻻنقضاض على شفتيها و ظل يلتهمها حتى احتاجت رئتيهما للهواء فابتعد مرغما و رددت بلهاث
_ كريز و فراوله … لو ده بسبب اكل الفاكهه يبقا متبطليش اكل فاكهه ابدا يا موﻻتى
ليبدء بنزع ثيابها عنها و هى تفعل بالمثل بجرأه اعجبته و بثا لبعضهما عشقا يذوب برحيق قبلاتهما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلفتا من باب البنايه بعد ان ذهبت حتى باب بيتها و اجبرتها على ارتداء ملابسها لتذهبا سويا بسيارتها الى منزل نجليهما للاطمئنان عليهما
تعجبت فدوى كثيرا من لهفتها على وليدها الذكر فمن المفترض ان تقلق هى بالاكثر على ابنتها و لكنها لم تعلم ان منار لم تذق طعم النوم و ﻻ الراحه لخوفها عليه بسبب علمها بمحاوله اغتياله و ما اقلقها اكثر هو اصراره على الذهاب بعطله لتقضيه شهر عسله و اخذ عقلها يصور لها الامر بسوئته حتى جافاها النوم تماما
وصلتا على اعتاب المنزل فطرقت منار بلهفه لتقرع جرس الباب اكثر من مره غير مراعيه لظرف زواجهما الحديث فتعجبت فدوى من جديد و هتفت بضيق
_ مش كده يا منار … واحده واحده ليكونو نايمين
اماءت بلا هاتفه بتأكيد
_ ﻻ مستحيل … سيف مش ممكن يفوت صلاه الجمعه ابدا
نظرت فى ساعتها هاتفه
_ ايوه بس ده لسه نص ساعه يكون فى الحمام و ﻻ حاجه اصبرى شويه
لم تستمع لها من الاساس و ظلت تقرع جرس الباب و هى تدق بيدها على الباب الخشبى بلهفه و خوف
فى تلك اﻻثناء كان سيف لا يزال بالمطبخ يعمق من قبلاته و لمساته لزوجته و عروسه التى غابت عن الواقع من اثر لمساته على جسدها و لكنها فاقت من احلامها على الاصوات العاليه للطرق و لجرس الباب فهتفت بصوت مبحوح من اثر نشوتها
_ سيف … الباب
همم و هو ﻻ يزال على حالته فعادت تردد
_ حد على الباب يا سيف
لم يعر اﻻمر اهتماما فزمجر بضيق
_ سيبيه يرن
ارتفع صوت تنفسه مع ارتفاع صوت قرع جرس الباب و اسرع من وتيرته قليلا حتى ينتهى من معاشرتها و هى متمسكه به بشده هاتفه باجهاد
_ اكيد اهلنا يا سيف
همهم بضيق هاتفا
_ احضنينى جامد و سيبك منهم
ظلا يلهثا حتى انتهيا باجهاد فوقف يرتدى منامته و نظر لها بمشاكسه و هو يقضم شفته السفلى باثاره هاتفا بغزل وقح
_ بطل
دفعته بحرج و نزلت من على المائده تلملم ثيابها المبعثره بالارضيه و هرعت لغرفه النوم و اتجه هو لفتح الباب ففوجئ بوالدته ترتمى عليه بلهفه واضحه هاتفه بخوف
_ حرام عليك يا ابنى ….قلبى كان هيقف من الخوف
جحظت عيناه بلمعه تحذير جازا على اسنانه يحذرها بصمت من البوح باى شيئ فردد بتصنع
_ انا كويس يا امى اهو …فى ايه لكل القلق ده ؟
تداركت نفسها فابتلعت بوجل و هتفت
_ اصل يا بنى خفت الصلاه تروح عليك و بعدين انت كنت بتعمل ايه كل ده ؟
رمقها بنظره غامضه و ابتسم هاتفا بوقاحه
_ كنت بلعب ضغط يا امى
تحرجت كلتاهما و وضعت فدوى يدها على فمها لتكتم خجلها و هتفت منار بضيق
_ اتأدب يا ولد
ضحك عاليا و هو يهتف
_ مش انتى اللى بتسألى ، و بعدين انتو ليه اخدتو الكلام بالمعنى ده ؟ مش جايز اكون بلعب ضغط بجد!
ضحكت منار هاتفه بتبرم
_ عشان انت ابنى و انا عرفاك كويس
ابتسم بفرحه و ردد بمشاكسه
_ طيب اسكتى بدل ما تدي حماتى عنى فكره غلط
ربتت فدوى على كتفه بحبور هاتفه
_ لا يا بنى ده انت سيد الناس كلها
نظرت حولها بترقب و سألت
_ اومال فين دارين ؟
وقف مكانه و ردد و هو يتجه للداخل
_ جوه …ثوانى انادى عليها و البيت بيتكم طبعا انا هدخل اجهز عشان صلاه الجمعه
تحرك بخطواته السريعه عندما وجد تخبط والدته و خوفها المبالغ من وجهه نظره فدلف لغرفه نومه ليجدها و قد استحمت و بدءت بارتداء ملابسها فغمز لها بعينه هاتفه بغزل
_ ايه يا بطل !! خلصتى ؟
ابتسمت من غزله و رددت بدلال و هى تداعب ياقه منامته المنزليه
_ ايه يا سيفو بقا متكسفنيش
قضم شفته السفلى و احتضنها هاتفا بمشاكسه
_ طب ما تيجى
غمز بطرف عينه بنهايه جملته فسألت ببراءه
_ اجى فين ؟
ضحك و ردد
_ تيجى و نجيب مليجى
ضحكت بمياعه فاندهش منها و انحنى يهمس لها
_ وطى صوتك … امى و امك بره
تعمدت ان تتدلل اكثر و اكثر فابتعدت و هى تتحرك بدلال هاتفه بمياعه
_ طيب سيبنى اطلعلهم بقااا
سحبها من ذراعها بقسوه و شراسه و دفعها لتستند على الحائط خلفها و انحنى يلتهم ثغرها بقبله جامحه ثم ابتعد عنها يتفرس شفتاها التى اصطبغت بحمره من التهامه لها و ردد بعبث
_ افضلى اتدلعى عليا كده و هنفضل هنا و لا هنطلع لاهلنا و لا هروح اصلى و ذنبى هيبقا فى رقبتك
دفعته برقه و دلال هاتفه و هى تغمز بعينها
_ لا يا حبيبى روح صلى ، متحملنيش ذنبك
انحنى يقبل عنقها هامسا بتسائل
_ قلتى ايه ؟ لا يا ايه ؟
وضعت راحتها على وجهه هاتفه بحب
_ يا حبييييبى
عاد لتقبيلها من جديد حتى صدح صوت آذان الظهر فابتعد بلهفه يهرع للمرحاض بشكل مضحك و هو يردد
_ الله يسلمحك يا شيخه ، بدل ما انا اللى اسحبك للصلاه انتى اللى بتعطلينى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نظرت حولها فوجدت فتحيه تقف تتابعهما بدقه فاحصه فانحنت تهمس باذن لواحظ تسألها
_ هو انتى ايه اللى بينك و بين السجانه فتحيه يا معلمه ؟ اصلها مركزه معانا اوى
اجابتها بحنق
_ سيبك منها دى وليه هبله
قوست نور حاجبيها بتعجب و هتفت تسأل
_ لا معلش يا معلمه انا لازم افهم ، ما انا مش عايزه خحاجه تعطل شغلنا بعدين و طالما حطاكى فى دماغها …
قاطعتها لواحظ بسخريه
_ مين دى اللى تحطنى فى دماغها ؟ ولا تعرف اصلا ، بصى هو موضوع عبيط كده و راح لحاله و خدت قرشين و خلصنا
اماءت بتنهيده فعادت تسألها باهتمام
_ هتكلمى الرجاله امتى ؟ ده انا عرفت انه اتطوز المحروسه
ابتسمت و سألت باطناب
_ اه عشان كده واخد اجازه …. تلاقيه بيقضى شهر العسل بقا
ضحكتا بخلاعه و رددت لواحظ بغل
_ اخر غسل هيدوقوه هما الاتنين ان شاء الله
ايدتها نور و هى تربت على كفها داعمه اياها
_ ايوه متقاقيش …كله هيتم زى ما انتى عايزه
امتقع وجهها بحيره تسألها
_ المهم هتعرفى توصلى لهم ازاى ؟
ضحكت بخفه و رددت
_ و دى حاجه صعبه يعنى ، بسيطه
رفعت صوتها قليلا يتنادى بصوت جهورى
_ بت يا سيده
اقتربت سيده بلهفه و انحنت امامها هاتفه بطاعه
_ اؤمرونى يا معلمين
ربتت نور بغلظه على كتفها مردده بصيغه آمره
_ هاتى يا وليه العده اللى معاكى
اخرجتها من صدرها و ناولتها لنور فاخفت لوحه الارقام حتى لا يستطيع احد التقاطها و ضربت باصابعها عليه و وضعته على اذنها هاتفه بصوت جامد
_ ايوه يا معلم … كنت يا اخويا عيزاك فى مصلحه كده
نظرت امامها لسيده التى لا تزال جالسه امامها على الارضيه الاسمنتيه فهتفت بحده صارخه
_ ما تخفى يا مره انتى من قدامى
ابتلعت سيده لعابها بخوف و انتفضت تهرع من امامها و رددت بينها و بين نفسها بيتبرم
_ يااا ساااتر عليكى ، ده انتى نابك ازرق و طلعتى عقر اكتر من المعلمه لواحظ … اعوذ بالله
و من ناحيتها ركزت سمعها مع تلك التى امامها و هى تردد بجديه
_ حكايه كده مش هتستعصى عليك يا سيد المعلمين و اللى هتطلبه
صمتت قليلا تستمع له فاجابته بعد برهه
_ دى خدمه للمعلمه لواحظ مرات المعلم عتريس المر الف رحمه تنزل عليه
صمتت مره اخرى لتعود و تهتف
_ لا متقلقش … المعلمه كلمتها زى السيف و اللى هتقول عليه ماشى يا كبير
نظرت امامها تبتسم للواحظ المنتبهه لها و ابتسمت تومئ براسها و كأنها تخبرها بانقضاء الامر و هتفت
_ عايزه تاخد بتار المعلم ، و اهو كله بثوابه
عادت تستمع للطرف الاخر و اجابت
_ لا …. معاون المأمور بتاعنا اسمه سيف المهدى هو و اااا
صمتت لتضع يدها على مكبر الهاتف و تنحنى تسألها هامسه
_ انتى قلتيلى البت اياها اسمها ايه ؟
اجابت و هى تقوس فمها بغل
_ دارين زفت الشامى ، فهميه انها عروسته
اماءت و رددت عليه ما املتها عليها فنظرت لها هاتفه
_ بيقولك الاجره هتبقا عاليه شويتين
تبرمت محركه جسدها بطريقه سوقيه
_ كام يعنى ؟
استمعت له و عادت تجيب
_ طالب ارنبين يا معلمه
ابتلعت لعابها بضيق و اماءت موافقه رغما عنها و هى تهذى بينها و بين نفسها
_ يلا حرو و نار فى جتكم … بس كله يهون لاجل خاطرك يا معلم
اغلقت معه الهاتف و نظرت بجوارها و هتفت تسألها
_ كده محتاجه منى اى خدمات تانيه يا معلمه
رددت بصوت متضايق
_ ﻻ يا نور … كتر خيرك بس عرفينى اول ما يوصلك الخبر الكويس
ابتسمت هاتفه
_ اكيد طبعا هاجى افرحك ما ساعتها هتكون دى تذكره خروجنا من هنا
رمقتها بنظرات فاحصه تسألها باهتمام
_ ازاى مش فاهمه؟
اجابتها ببساطه
_ ببساطه ﻻن كان ﻻزم تفضلى فى السجن لحد ما يتكل على الله عشان محدش يشك فيكى ، و ثانيا البوليس و الدنيا هيتلهو فى موته و نقدر نهرب من غير ما نلاقى الف عين بتجرى ورانا و ثالثا و ده اﻻهم انى هكون قدمت السبت و كسبت ثقتك عشان متغدريش بيا بعد ما نخرج من هنا
لمعت عينها و هى تستمع لها و كأنها تقرأ افكارها و هى تقر اﻻمر
_ ما هو مش بعيد بعد ما اخرجك من هنا اﻻقيكى متفقه مع رجاله تخلص عليا انا كمان عشان ما اخدتش منك الفلوس و تبقى كسبتى من الناحتين … فانا بقا ﻻزم أامن نفسى كويس
زفرت انفاسها بضيق لكشف مخططها اما تلك المحنكه و رددت بتبرم
_ اللى يشوفك يقول عليكى بنت ناس و توتو خالص فى نفسك بس اللى يعاشرك و يعرفك يتأكد ان اللعب معاكى مش بالساهل
اخرجت بسمه هازءه تجيب بها على حديثها مردده
_ عشان انا اتربيت وسط ناس بتعزم على بعضها بالحشيش و البودره وبتسلم بالمطاوى فميغركيش ان شكللى حلو ، اللى قدامك دى تعبت و شقيت لحد ما قدرت توصل للى هى فيه و فى اﻻخر اقضى عمرى فى السجن .. ده هو ده المستحيل بعينه ، عشان كده انا مستعده اعمل المستحيل عشان اخرج كان بمساعدتك و فلوسك او كان بجوازى من راجل قد ابويا مش مهم … المهم عندى انى اخرج باى تمن
اسندت لواحظ ذقنها على اطراف اناملها تدقق نظرها بالتى امامها و هى تتحدث بجديه و مثابره و اصرار فعلمت بان مخططها للتخلص منها فيما بعد قد يبوء بالفشل لذا قررت ان تترك الامر اﻻن لحين التفكير به بشكل صحيح و عادت تسألها
_ قالولك هينفذو امتى ؟
اماءت تشرح
_ المعلم قال لى هيراقبوه هو و عروسته و قبل التنفيذ هيبلغوكى عشان تبعتى المعلوم كاش و مقدم و بعدها هينفذو طوالى
زفرت بتنهيده و هتفت
_ ماشى … اهو كله باوانه حلو
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استقبلتهما استقبالا حارا بفرحه و احتضنت والدتها و حماتها ليجلسا بجوارها على اﻻريكه فهتفت فدوى تسألها بفرحه
_ عامله ايه يا دارين ؟ مبسوطه ؟
ابتسمت مجيبه بربكه و خجل
_ اه يا ماما … الحمد لله
ربتت على فخذها هاتفه بتمنى
_ ربنا يهدى سركم و تفضلو دايما مبسوطين
خرج بعد ان ارتدى جلبابه اﻻبيض لينزل للصلاه و لكن منار وقفت له تتعلق بذراعه هاتفه برجاء
_ بلاش تنزل يا سيف ابوس ايدك
ابتلع بضيق ينظر لها نظرات تحذيريه و همس باذنها
_ انتى عارفه انى مستحيل افوت صلاه الجمعه و بلاش الطريقه دى قدام دارين يا امى الله يكرمك
خرج بصعوبه بعد ان اطبقت عليه براحتيها تترجاه و فور اغلاقه الباب هتفت دارين بحيره
_ هو فى ايه يا طنط ؟ سيف ماله؟
لم تستطيع اخفاء اﻻمر فبكت رغما عنها لتقترب منها دارين بحذر هاتفه بفضول
_ مالك بس ؟
نظرت لها بتردد و لكنها قررت اخبارها اﻻمر من اجل صالح وليدها البكر و وحيدها فقصت عليها كل ما تعلمه عن شهاب البدراوى و محاوله اغتيال سيف من قبل رجاله فلمعت عينها بالخوف و هى تستمع لها بعدم فهم لما يدور حولها فسألت برهبه
_ انا مش فاهمه حاجه … مين شهاب ده ؟ و عايز منى ايه ؟ و يعرفنى منين اصلا ؟
رددت منار بحده
_ تبع الزفت اللى كنتى متجوزاه
ارتبكت من ردها و عادت تسأل
_ برده انا دخلى ايه و عايز منى ايه؟
اجابتها بحده و غضب
_ عايزك …. مش فاهمه يعنى ايه عايزك ؟ و شايف ان ابنى العقبه اللى فى طريقه و عايز يقتله عشان يوصلك
اطرقت رأسها لاسفل و هى تشعر بثقل رأسها مما استمعت له و لا تعرف حقا لما العالم باسره يحارب سعادتها فظلت على حالتها حتى استمعت للباب و تبعها صوت انفاسه فهرعت تحتضنه هاتفه بلهفه
_ حمد الله على السلامه يا حبيبى
تعجب من لهفتها فربت على ظهرها هاتفا بمرح
_ دا هم يا دوب نص ساعه ، الخطبه انهارده كانت صغيره و انا كمان روحت المسجد القريب من هنا مع ان اﻻفضل اروح لواحد بعيد عنى ، بس قلت بلاش ابعد عنك اول يوم اوى كد يا جميل
لم تهتم لتغزله بها امام والدتيهما و لكن كل ما اهتمت به هو فقط و لكنه فهم على الفور من نظراتهن و التصاق دارين به بهذا الشكل و خصوصا بعد طلبها منه ان يرجئ سفرتهما او ان يلغيها فنظر لوالدته هاتفا بضيق
_ انتى قلتلها ايه ؟
رددت بغضب و حده
_ قلت لها كل حاجه ، طالما مش عايز تسمعلى قلت يمكن تسمع منها
عينها الحزينه و نظراتها المرتعده جعلته يسب بداخله ذلك الحيوان الذى اوقعهما بتلك البؤره التى لا يعلم كيف الخلاص منها و لكنه عاد لجموده و قوته هاتفا
_ متخافوش ، ربنا الحافظ و كمان طالع معانا قوه هتأمن علينا هناك … عايزه ايه اكتر من كده ؟ ده لو وزير مش هيعملو معاه كده
استندت على كتفه تتمسح به كالقطه التى تحتاج لحنان و رعايه رددت بصوت ضعيف
_ مش مهم شهر العسل و ﻻ مهم اى حاجه غير سلامتك يا سيف عشان خاطرى شوف ايه اﻻفضل و اعمله و انا و الله العظيم مش زعلانه
انحنى يقبلها من صدغها هاتفا بتأكيد
_ متخافيش يا ديدو … كله تحت السيطره و شهاب البدراوى قرب يقع و رجالته كمان اتمسكت و هو هرب بره مصر و عنده مشاكل كتير اوى اكتر من ان يفكر فى مزاجه
تنهدت براحه و اقتربت منه تحتضن وليدها بعد ان ابعدت زوجته عنه بمزاح
_ اوعى بقا احضن ابنى شويه ما انتى خلاص هتفضلى جنبه على طول انا اللى هشوفه بعد كده فى المناسبات
جلس على اﻻريكه العريضه و زوجته على يمينه و والدته على يساره و فرد ساعديه ليحتضنهما معا و هو يردد بحب
_ ربنا يخليكو ليا يا رب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يمر الكثير من الوقت حتى كان سيف و عروسه بالمطار ومعهما عائليتهما يودعانهما بفرحه و شوق و دارين ﻻ تزال لا تعلم وجهتهما فعادت تسأله
_ مش هتقول مسافرين فين برده ؟
اجابها و هو يودع جمال بسلام حار
_ ما قلت جنوب افريقيا
حركت رأسها بامتعاض و نظرت لزوجه اخيها تردد بتذمر
_ بصى خلاص على البوابه و برده مش راضى يقول
امسك كفها و قبله وهو يسحبها و يدفع حامل الحقائب امامه هاتفا بمشاكسه
_ على العموم كلها عشر دقايق و تعرفى
ثم نظر للجميع مودعا اياهم باشاره يده و دلف داخل منطقه التفتيش و اخرج جوازاتهما و تذكريتهما للمضيفه المرابطه على الباب لتستمع للمذياع يتحدث
_ على المسافرين المغادرين على متن الرحله 545 المتجه لمدينه كيب تاون التوجه لبوابه السفر رقم ثمانيه
سحبها و هو يشير لرقم البوابه امامه و ردد بتعجل
_ يلا يا ديدو رحلتنا
حاولت مجاراته فى خطواته السريعه و سألت
_ فين كيب تاون دى يا سيفو ؟
نظر لها ببسمه خبيثه و ردد و هو يغمز لها بطرف عينه
_ فى جنوب افريقيا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصلا لتلك المدينه الساحره و هى حقا لا تصدق انه لم يكن يمزح عندما اخبرها بان شهر عسلهما بجنوب افريقيا و هل يمكن تمضيه الوقت هنا ؟ فكما تعلم ان افضل اماكن لقضاء العطلات و خصوصا كشهر عسل هى جزر الباهامز و ربما المالديف و لكن بجنوب افريقيا تلك سابقه لم تحدث
و لكن ما حمسها هو تلك المناظر الخلابه التى رأتها من نافذه الطائره قبل ان تطأ باقدامها المدينه نفسها و تجد هذا الجمال و تلك المناظر الطبيعيه التى تخطف اﻻبصار
كان فى استقبالهما اقل ما يقال عنه انه وفد رفيع المستوى من السفاره و معه ايضا بعض الضباط المرافقين لهما من مصر كحمايه لهما
دلفا ابواب الفندق و الذى اقل ما يقال عنه انه فندق رفيع المستوى و الذى لم يخلو من الفلكلور الافريقى
حملها على الفور امام المدخل الخاص بالكوخ المخصص لهما و دفع الباب بقدمه دالفا بلهفه و انزلها فنظرت حولها تتفقد ذلك المكان الساحر و الخلاب فاحتضنها من ظهرها و ردد بصوت هامس مقربا فمه من اذنها
_ حلو ؟
التفتت و تعلقت برقبته هاتفه بمرح
_ تحفه يا سيفو … ايه الجمال ده ؟
سألها باهتمام
_ يعنى مش مضايقه انه كوخ مش اوضه جوه فندق؟
هرعت ناحيه اﻻرجوحه المعلقه و ارتمت عليها تردد
_ هو فى احلى من كده ؟ ده حاجه اكبر من احلامى … كأنى فى فيلم و الله ، نفس المناظر و الديكور تحفه تحفه
جلس بجوارها على اﻻرجوحه هاتفا
_ و لسه بكره هفرجك على المنتجع كله ده غير رحلات السفارى فى الغابات و اﻻفريكانو بارك و الشو اﻻفريقى فى القبائل اللى عايشه جوه الغابه … حاجه تجنن
التفتت له تسأله
_ انت جيت هنا قبل كده؟
اماء بلا هاتفا
_ ليا صديق جه مع مراته و هو اللى نصحنى بالمكان ده
تنفست بعمق و هى تستند براسها على كتفه و تنظر امامها للمناظر الرائعه و الشلال الذى تطل عليه نافذه الكوخ هاتفه بمدح
_ انا مشوفتش جمال بالشكل ده قبل كده فى مكان
انحنى يهمس بمشاكسه
_ بس انا شفت احلى
التفتت تردد بترقب
_ فين ؟
غمز بطرف عينه و ردد و هو يتحضر لتقبيلها
؟_ قدامى اهو
لينقض على شفتيها ينهل منهما رحيقهما فتعلقت برقبته ليحملها و يدلفا للداخل حتى يروى ظمأ عشقه و يرتوى من رحيق حبها و غرامها المتيم به
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
دعيني اؤسس دوله عشقٍ
تكونين انتِ المليكة فيها
و أُصبحُ فيها انا اعظم العاشقين
نزار قبانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرق اﻻرض مجيئا و ايابا و هو فى شده غضبه ليهاتف مساعده بمكالمه مرئيه عبر تطبيق المكالمات فاجاب اﻻخر بإحترام
_ ايوه يا شهاب بيه
زفر بغضب جلى و هتف بصياح عالى
_ وصلتلهم ؟
ابتلع برهبه و اجابه
_ عاملين عليهم حراسه جامده جدا و مش قادرين نوصلهم
احتدت تعابيره و هو يصرخ به هادرا
_ يعنى ايه يا بنى ادم؟ اﻻغبيه دول ممكن يبوظو كل حاجه و الزفت ناصر معاه معلومات كتيره اوى عن كل صفقاتنا
حاول المساعد تهدئته فردد
_ اهدى بس يا شهاب بيه …. كله هيتحل
زفر بضيق و ردد بصيغه آمره
_ تجيبلى خبرهم قبل تحقيق النيابه … يا اما انت اللى هتكون مكانهم فى المشرحه
ابتلع لعابه بخوف و هو يستمع له يستطرد
_ ناصر الصواف لازم يموت ، فاهم ؟
اماء بطاعه ليعود شهاب لهدوءه و يسأله
_ و دارين الشامى اخبارها ايه ؟
اجابه بحذر
_ سافرت مع المعاون لشهر العسل
اطرق رأسه بضيق فسأله المساعد
_ هو حضرتك لسه حاططها فى دماغك ؟
قوس شفتيه و ردد
_ مش عارف اخرجها من تفكيرى ، يمكن لما اطولها اعرف انساها زى اللى قبلها
سأله باهتمام
_ يعنى افضل متابع موضوعها يا كبير؟ اصل عليهم حراسه و لا رئيس الجمهوريه
اجابه
_ يبقا اكيد عرفو حاجه … ما هو مش معقول الكمين اللى كان معمول للواد القناص ده ، اكيد كانو عارفين
اماء مساعده تأيداً له فأعقب الاول
_ خليك متابع و لو ظهر انهم عارفين يبقا ابعد و كنسل الليله كلها عشان انا مش فايق دلوقتى ادخل فى حرب مع الداخليه
وافقه مساعده هاتفا
_ صح يا كبير مش وقته و فى الف غيرها يتمنو تراب رجليك
زفر بانفاسه الغاضبه و اكد
_ متنساش لو ناصر وصل النيابه حضر كفنك مكانه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحسست الفراش الناعم اسفلها و هى مغلقه العينين تشعر و كأنها بحلم جميل ﻻ تود اﻻستيقاظ منه و لكن عندما امتدت يدها و تلمست جسده العارى بجوارها تأكدت انها ليست بحلم بل حقيقه
هى اﻻن معه و زوجته و حبيبته ففتحت عيناها ببطئ حتى تعتاد اشعه الشمس التى تغللت لداخل الكوخ و ارتفعت بجسدها قليلا لتراه اماها بهيئته المهلكه لأنوثتها فقضمت شفتاها بنهم و هى تنظر لتقسيمات جسده و عضلاته المنمقه
حركت اناملها بحذر تتلمس جرحه اعلى كتفه اﻻيمن و تنهدت ببطئ لتجد يده تقتنص اناملها و فتح عينه مبتسما لها ساحبا اياها داخل احضانه هاتفا بغزل
_ صباح الخير يا جميله الجميلات
عضت على شفتها السفلى و اجابت بغنج
_ صباح الخير يا سيفو
قبلها من ثغرها قبله رقيقه مرددا
_ احلى صباح ده و ﻻ ايه ؟
انحنت هى اﻻخرى تقبله من عنقه و عادت تهتف بمشاكسه
_ و ﻻ ايه ؟
رمقها بنظرات نهمه و ردد بمداعبه
_ قطتى بقت جريئه اوى
تجهم وجهها و ظنت ان اﻻمر ﻻ يروقه ففهم نظرتها على الفور ليضع سبابته اسفل ذقنها و رفع وجهها تنظر له هاتفا
_ و دى حاجه حلوه يا موﻻتى عشان تبسطينى
ظلت على حالتها فعاد يشاكسها
_ المهم بس تفضلى كده على طول متنشغليش عنى بعدين
سألته باهتمام
_ و ايه اللى ممكن يشغلنى عنك ؟
اجابها ببساطه
_ البيت و العيال … و ﻻ ناويه نستنى شويه على الخلفه ؟
رفعت كتفيها كعلامه على عدم معرفتها و سألته
_ لو دى رغبتك
اجاب بما ﻻ يدعو الشك
_ ﻻااا انا عايز عيال من اللحظه دى …. و كتير كمان ، انا مش صغير و عايز الحق اعمل عيله
اجابته و هى تتنهد براحه
_ طيب الحمد لله ، انا كنت بحسبك عايز تستنى
غمز بطرف عينه و ردد
_ لا مش عايز استنى
سحبها اكثر داخل احضانه فوضعت يدها على ذقنه النابته هاتفه بغزل
_ شكلك حلو اوى بالدقن الطويله ، انت ليه مش بتسيبها كده على طول ؟
ابتسم و اجاب
_ ممنوع فى الداخليه الدقن … ممكن شنب بس ، ها ايه رايك اربى شنبى ؟
قضمت شفتها و اماءت بنعم فضحك و ردد بطريقه الممثل المصرى احمد حلمى هاتفا
_ بتحبى الشنبه ؟
ضحكت على تقليده و اماءت بنعم فسأل بمشاكسه
_ مش هيضايق فى البوس؟
ظلت على خجلها و ابتسامتها العريضه و اماءت بلا فسحبها اكثر هاتفا
_ طيب تعالى نجرب كده بوسه بالشنب
قبلها عميقا فقبلته بدورها و ابتعدت هاتفه بمزاح
_ عادى اهو
كركر ضاحكا و هتف
_ خلاص من بكره هسيب شنبى يطول لحد ما ابقا ابو شنب
ضحكا معا و وقف متجها ليفتح الباب بعد ان استمع لطرقات خفيفه و ما كانت اﻻ لخدمه الغرف تحضر اﻻفطار فسحب الطاوله المتحركه للداخل و التى تنوعت بها اصناف الفاكهه لدرجه تواجد ﻻصناف لم تعرف بوجودها حتى من قبل
تناولا الافطار بجو من المرح و المزاح و انتهى ليتوضا و ردد و هو متجها للمرحاض
_ هتوضا و اصلى تكونى لبستى عشان نزل الميه شويه
اماءت موافقه فعاد ينظر لها هاتفا برجاء
_ ماتيجى تتوضى و تصلى معايا …. مفيش مساجد هنا فى القريه اهو تاخدى فيا ثواب الجماعه
فهمت ما يريده فهو يريدها ان تصلى و يطلب منها بشكل يحببها فى اﻻمر فاماءت موافقه بصمت و دلفت معه المرحاض لتتوضا و صلى بها ثم اخبرها
_ على بال ما اصلى السُنه البسى عشان ننزل الميه، الشاطئ هنا من اجمل عشر شواطئ فى العالم
سألته باهتمام
_ فعلا ؟
اجابها
_ ايوه و الله هتشوفى بنفسك
ارتدت زى السباحه الخاص بها و المكون من قطعتين و لكنها نظرت اماها بالمرآه فوجدت تلك الندبه ظاهره بشكل ملحوظ فآثرت على ارتداء قطعه اخرى من الشيفون فوق النصف اﻻسفل منه لتخفى ذلك الجرح الظاهر و ارتدت فوقه رداء طويل أخر معرف و مخصص للشواطئ
انهى صلاته و اتجه لتغيير ملابسه هو اﻻخر لسروال قصير و قميص قطنى و ابتسم لما ترتديه و هتف بحيره
_ ايه ده ؟
اجابته بعفويه
_ بيتش دريس
سألها
_ شكله حلو اوى
اتسعت بسمتها فحاوط خصرها بيده متجها للشاطى ليرى تلك المرافقه التى تلازمه تتبعه فور خروجه ليردد فى نفسه
_ ايه تقييد الحريه ده بس يا ربى !!
جلسا اسفل ظل اشجره و نظرت اماها لطائر البطريق المنتشر على طول الشاطئ هاتفه بإعجاب و ذهول
_ مكنتش متخيله كل الجمال ده بصراحه … و بطريق فى جنوب افريقا كمان !!
اجابها بحب و هو يقبل كفها
_ ليكى عليا كل ما وقتى يسمح افسحك فسحه متحلميش بيها
انحنت تستند برأسها على كتفه مردده بصوت رقيق
_ ربنا يخليك ليا
سألها بحيره
_ مش هتنزلى الميه ؟
اماءت بلا هاتفه
_ عايزه اخد كام صوره اﻻول عشان لما نرجع افرجها لماما و ليلى قبل ما اتبل
اماء موافقا و بدء بتصويرها بجوار المناظر الطبيعيه و فور ان انتهى ردد
_ يلا بقا الميه شكلها يجنن
خلعت ردائها ليتفاجئ سيف مما ترتديه اسفله فجحظت عيناه على وسعما و هو يراها ترتدى زى سباحه فاضح مكون من قطعتين يظهر معظم جسدها النحيل فقوس حاجبيه بغضب و هو يجدها تتخذ وضعيه رياضيه و هى تهتف بمرح
_ صورنى كده بقا عشان اوريهم انى لسه بلياقتى البدنيه
ظل وجوم وجهه و جحوظ عينه فانتبهت لشكله و لكن ليس قبل ان ينحنى و يلتقط ذلك الرداء و وضعه على جسدها و سحبها من ذراعها بقوه و حده حتى وصلا للكوخ فدفعها بقسوه و هو يصرخ بها
_ ايه الجنان ده ؟ ازاى تلبسى كده ؟ قد كده شايفانى مش راجل قدامك؟
ابتلعت لعابها بذعر و هى تحاول الرد عليه و لكنه حقا لم يمهلها وقتا للحديث فكان يصرخ و يصيح بحده و صوتا عالياً
_ ازاى تسمحى لنفسك تلبسى كده ؟ و مغطياه بفستان طويل عشان تحطينى قدام اﻻمر الواقع كمان
رفعت يدها امام وجهه تدافع عن نفسها
_ ابدا مكانش ده قصدى يا سيف انااا….
قاطعها صارخا
_ انتى عايزه تتظبطى من اول و جديد ، و لابسه عليه كاش مايوه ليه ؟ ماكنتى قلعتيه كمان و بينتى اللى فاضل من جسمك و ﻻ كنتى بتدراى الجرح ؟
صمتت فتأكد من تخمينه فتعجب و رفع حاجبه و هو يردد بحده
_ يعنى انتى مكسوفه تبينى الجرح ده و مش مكسوفه من ربنا ؟ و ﻻ مكسوفه من منظرى قدام زمايلى اللى معانا هنا و شافوكى و بيقولو بينهم و بين نفسهم هى دى مرات سيف المهدى ؟ ازاى هانت عليكى نفسك و جسمك بالشكل ده ؟
ظلت واقفه صامته لشعورها بانها قد اقترفت ذنبا عظيما و لكنها حقا لم تتعمد ذلك فهى طوال حياتها اعتادت على ارتداء ملابس متحرره دون ان يعقب عليها احد ليأتى هو و يصحح لها الكثير من المفاهيم
عادت من شرودها على صوته الهادر
_ اقلعى البتاع ده فورا
نظرت له بخجل فصرخ بها
_ ايه ….. مكسوفه تلقعى قدامى و مكنتيش مكسوفه و انتى قالعه قدام خلق الله دول كلهم ؟
اكمل بصياح هادر
_ بقولك اقلعيه
انزلت القطعه العليا و اخفت…. بساعديها و وقفت تنظر له فردد بصرامه
_ بقولك اقلعيه
خلعت القطعه السفلى لتصبح عاريه تماما فخبأت جسدها بساعديها و ظلت ترتجف خجلا ليقترب منها و انحنى يلتقط ثوب السباحه رافعا اياه امام وجهها هاتفا بحده
_ كل القرف ده تنسيه ، و اللبس المقرف اللى بتلبسيه كمان تنسيه و من انهارده اى لبس مش هيعجبنى هيتقلع فورا لحد ما اشوف ايه اخرتها معاكى يا دارين
بكت بصمت فنظر لها و هى تبكى ليشعر بانه قد زاد من عنفه معها فاقترب هامسا
_ سيبك منى و من تحكماتى يمكن انا راجل مقفل و دمى حامى حبتين
نظرت له بتعجب من حديثه ليفاجئها باستطراده
_ خليكى ف كلام ربنا اللى امرك تسترى جسمك و امرك تسمعى كلام جوزك و امرنى استر عرضك
بالرغم من حدته فى الحديث اﻻ انها شعرت بالخجل فما القاه على مسامعها حقا قد اخجلها من نفسها فدمعت عيناها بغزاره و هى مطرقه لرأسها فوضع اصبعه اسفل ذقنها و رفعها لاعلى لتتلاقى عينيها بمقلتيه فشعر بجسده ينتفض من فرط شعوره بها و هى عاريه امامه هكذا و هذا السكون المغرى فانحنى يلتقط عبراتها بفمه ملثما وجهها و فمها و عنقها بقبله جامحه عرفت طريقها الى ثغرها فبادلته القبله و كأنها بذلك تعتذر له عما بدر منها فى حق نفسها قبل حقه فحملها فور ان تعلقت برقبته و توجه بها للفراش و بدء ببث حبه و لهيب شوقه لها عن طريق لمساته و حديثه باذنها بمعسول الكلام و الغزل الذى جعلها تحلق فى السماء…. ….. تم الحذف للمشهد
غفيا قليلا ليستيقظ هو عندما قاربت الشمس على الغروب فاوقظها برقه هاتفا بحب
_ موﻻتى …. اصحى يا موﻻتى
تمطعت بجسدها بكسل فابتسم لها و هو يردد
_ ايه يا عروسه … هنقضى شهر العسل كله فى السرير و ﻻ ايه ؟
رمقته بنظره جريئه هاتفه
_ و ماله
كركر عاليا و ردد بهمس و مشاكسه مقلدا اللمبى
_ و انا اللى كنت فاكرك مؤدبه
خجلت على الفور و احمرت وجنتاها ليردد هو
_ خلاص طيب متتكسفيش انا بهزر معاكى و يلا نجهز عشان رايحين السفارى و بعدها هنطلع على الفندق
سألته بحيره
_ يعنى الم الشنط خلاص مش راجعين هنا تانى ؟
اماء لها مؤيدا فتجهم وجهها حزنا هاتفه
_ كان نفسى نقعد هنا يومين كمان
أجابها و هو يحاول إخفاء ضيقه
_ لا خلاص مش هينفع ورانا حاجات كتير عشان تتعمل و اصلا بما اننا مش هننزل البحر يبقا قعادنا هنا ملوش لازمه
صمتت بعد ان فهمت سبب ضيقه و فعلت ما امرها بها متجهين حيث الغابات و المناظر الخلابه للطبيعه الساحره
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
من بين اﻻجراءات المشدده لحمايه المتهمين بتلك القضيه التى ستهز الرأى العام استطاع رجاله ان يصلوا لبعض المحتجزين منهم و تم تصفيتهم بشكل اثار حنق وائل بشكل كبير ليهدر بطاقم العمل الذى يساعده على انهاء تلك القضيه الشائكه و ردد
_ ناصر الصواف اهم واحد فيهم و لو وصلوله هتبقا كارثه و كل تعبنا هيضيع على اﻻرض
ردد مساعده مؤكدا
_ متقلقش يا فندم ، محطوط عليه حراسه مشدده
ضحك بسخريه هاتفا
_ ما هو كان محطوط على الباقيين حراسه و قدرو يوصلولهم
زفر بضيق و ردد
_ طيب يا فندم تحقيق النيابه فاضل عليه يومين و هو طالب محامى …. ايه العمل ؟
اجابه برفض
_ محامى يبقا ﻻزم يقعد معاه و ده هيعرفهم مكانه … بلغه ان كده فى مصلحته و حمايه ليه
اماء له معقبا
_ ايوه انا بلغته بده يا فندم بس هو قال انك هتوافق على المحامى اللى هو عايزه يترافع عنه
قوس وائل حاجبيه ينتظر منه البوح بما لديه فاعقب
_ عايز سعد الدين المحامى هو اللى يترافع عنه يا فندم
اتكئ بجسده على مسند المقعد و ردد
_ طيب انا هكلم سعد الدين و اشوفه هيقبل اصلا و لا لأ!!
هتف المساعد
_ اظن ان ده فى مصلحتنا لان سعد الدين ممكن ياخد منه معلومات مهمه اوى و اكتر مننا بكتير و ده….
قاطعه وائل بضحكه عبثيه هاتفا
_ و تفتكر يا نابغه عصرك سعد الدين ممكن يوافق بسهوله كده انه يترافع عنه ؟ و لو وافق هيسرب معلومات عن موكله و يحط نفسه تحت مسائله قانونيه ؟
ردد المساعد
_ اظن مش هنخسر حاجه لو سألناه يا فندم!!
زفر بضيق و امسك هاتفه و ضغط على شاشته حتى سمع رنينه على الطرف اﻻخر فاجاب سعد بوقار
_ ايوه يا وائل باشا
ابتلع وائل قليلا حتى يجد مدخل لحديثه و ردد
_ اخبارك ايه يا سعد ؟
اجابه و هو ينظر امامه لتجهيزات الزفاف الخاص به و ردد
_ بجهز عشان فرحى يوم الخميس الجاى
تعجب وائل و ردد مازحا
_ اخيرا النحس اتفك …. سيف و بعدين انت ، كده فاضل عماد و يبقا كلكم زيى و مفيش حد احسن من حد
ضحك سعد الدين على مزحته و سأله
_ كلامك بيحمل معنيين … يا ترى قصدك المعنى الحرفى و ﻻ تقصد كلام تانى و خايف تقوله احسن المدام تسمعك؟
ردد بضحكه عاليه
_ و هى المدام لو جنبى كنت قلت كده برده ؟… ده حتى بيقولو فى اﻻمثال من خاف سلم
علت ضحكاتهما سويا ليردد سعد
_ المهم انت مش محتاج عزومه و كان نفسى سيف باشا يحضر بس مش هيكون رجع من شهر العسل
ردد وائل مجيبا
_ تمام ، المهم انا عايزك فى موضوع مهم … تقدر تعدى عليا فى القسم شويه ؟
تنهد ببطئ و نظر امامه لتشير له نيللى بالذهاب هاتفه بصوت هامس
_ لو رواك شغل روح انت و ان و مامتك موجودين
اماء لها مجيبا اياه
_ طيب انا ربع ساعه و اكون عندك
لم يمر الكثير من الوقت حتى وصل سعد لاعتاب مكتب رفيقه و دلف بخطاً ثابته يردد بمرح
_ بقا بالذمه اقولك عريس تقولى تعالى القسم !!! صحوبيه ملهاش ﻻزمه و الله
ابتسم باقتضاب ففهم سعد الدين على الفور ان هناك امرا فردد بحيره
_ فى ايه ؟
قص عليه وائل محاوله اغتيال سيف من قِبل رجال شهاب البدراوى و قصه ناصر الصواف و تصفيه الكثير من العناصر التى تم القبض عليها ليردد بتأكيد
_ ناصر اهم ورقه معانا و من غيره مفيش قضيه
حك سعد ذقنه باظافره و حرر ربطه عنقه قليلا مرددا
_ نيللى لو عرفت ان اكرم مات هتتضايق لانها كانت عايزه …
قاطعه وائل بحده
_ عايزه حبل المشنقه و اهو مات تفرق ايه ؟ هى تفرق معانا احنا ان القضيه باظت و مش عايز القضيه دى كمان تبوظ ، ارجوك يا سعد وافق انك تترافع عنه و اهو على اﻻقل يبقا واحد مننا هو اللى …
قاطعه سعد الدين يفسر له سبب رفضه هاتفا
_ انت مش فاهم انا رافض ليه ؟ مش بس عشان العداوه اللى بينى و بينه
سأله باطناب
_ اومال ليه تانى ؟
اجابه موضحا
_ لما ابقا المحامى بتاعه يعنى كاتم اسراره يبقا بتحطنى فى وش المدفع قدام شهاب و اللى معاه و انا لسه عايز اتجوز و مش ناوى ارمل مراتى بدرى اوى كده
ضحك بسخريه متسائلا
_ قول انك خايف بقا !!
عاد يضحك مجيبا
_ ما انت لسه قايل لى من خاف سلم
فكر قليلا حتى يجد حل و عاد يستطرد
_ طيب بص … انا هدخلك تتكلم معاه و تفهمه سبب رفضك و اهو على اﻻقل يعرف اننا نفذنا رغبته و بلغناك و يمكن لما يتكلم معاك يقولك اى معلومه تفيدنا فى القضيه الصعبه دى
وافق بالنهايه على طلبه و لكن على مضض بعد ان اكد له وائل ان الزياره ستكون سريه و لن يعلم عنها احد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قضت يوما ساحرا برفقته باحدى القبائل و ارتدت ملابسهم و صففت شعرها مثلهم و التقط لها العديد من الصور التذكاريه
ذهبت معه للصيد بعد ان اصرت عليه بالموافقه عندما عرض عليه احد اعضاء القبيله تجربه اﻻمر
انحنى يختبئ خلف شجيره و ممسكا بقوس و سهم و هى بجواره تراقب بعدسه رؤيه ليليه فاشارت له عندما وجدا ضالتهما
سحب السهم و وضعه بحذر و اطلقه ليستقر بقلب تلك الغزاله التى كانت على مقربه منهما لتصرخ بفرحه و انتصار و يعودا برفقه الدليل الذى معهم للقبيله فقاموا بسلخها و شيها على شوايه بدائيه ليقتات منها الجميع فتتذوق دارين لحم الغزال ﻻول مره بحياتها
عادا مع خيوط النهار اﻻولى للفندق حيث غرفتهما الجديده و استغرقا بالنوم حتى صدح هاتف الغرفه من قِبل المرشد الذى يرافقهما حتى يذهبا برفقته لاحد الغابات المفتوحه و المعروفه هناك ب( افريكانو بارك )
ظلت جالسه بتلك السياره المفتوحه و المخصصه للتنقل بتلك اﻻماكن الوعره فرددت تهمس باذن زوجها
_ مش خطر عربيه مفتوحه كده فى غابه ؟
اجابها يطمأنها
_ اكيد هم ادرى لو فى خطوره كانو عملوها مقفوله
ضحكت بخفه هاتفه
_ شكلك مش بتتفرج على افلام اجنبى !!
ابتسم لها بمكر يسألها
_ و فيها ايه بقا اﻻفلام دى ؟
اجابته و هى تنظر حولها للحيوانات التى تجرى يمينا و يسارا حول السياره من الحمار الوحشى للغزال لانواع عديده من القرده تقص عليه الامر كأنها تحكى فيلما سينمائيا
_ وسط المناظر التحفه دى يخرج السواق عشان يشوف العربيه لما بتتعطل او يلاقى فرع شجره فينزل عشان يشيله يقوم ناطط عليه اسد او اناكوندا و يبلعه بحاله كده و يفضل السُياح جوه العربيه المقفوله مش المفتوحه بيحاولو يتصلو بحد ييجى ينجدهم و كل ما حد يحاول ينجدهم يتاكل
ضحك بصخب و ردد بمزاح
_ طيب اطمنى العربيه مش مقفوله يعنى لو اﻻسد و ﻻ الاناكوندا جم هنا هنتاكل هنتاكل
انكمشت داخل نفسها و دلفت بداخل اضلعه تتحامى به فاحاطها بذراعيه هاتفا
_ الله … ده الخوف ده حلو بشكل ، خليكى خايفه كده بقا لحد ما نوصل
لينحنى ملتقطا شفتيها بقبله عميقه تحرجت منها و اشارت للسائق و هتفت
_ احنا مش لوحدنا
اجابها بعبث
_ هو مركز فى الطريق عشان ميدخلش منطقه اﻻسود و التماسيح
ارتمت داخل احضانه تحكم ذاعيها حول خصره فقبلها من رأسها متنهدا بفرحه و سعاده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف الزنزانه السريه و جلس معه على عجزتيه هاتفا بصوت قوى
_ خير يا ناصر ؟
نظر له اﻻخير بعيون مرتعده و خائفه هاتفا بحزن
_ كتر خيرك انك قبلت تترافع عنى بعد كل المشاكل اللى بينا دى
ردد سعد الدين بصوت قوى
_ انا موافقتش اترافع عنك … بس جيت عشان ابقا ريحت ضميرى من ناحيتك
ابتلع اﻻخر لعابه بذعر مرددا
_ ﻻ ارجوك … محدش هيقدر يخرجنى من الورطه دى غيرك
ضحك سعد الدين بسخريه هاتفا
_ انت متصور صوت و صوره و انت بتقتل اكرم ، انا لو ساحر مش هعرف اخرجك منها
اماء مؤيدا و ردد
_ ايوه بس كلهم زمايلك و صحابك و تقدر تعمل معاهم اتفاق زى اللى عملته مع اكرم
عقد ساعديه امام صدره هاتفا
_ و النتيجه كانت ايه فى اﻻخر ؟ اهو اتقتل و ﻻ قدر يوفى باﻻتفاق و ﻻ قدرو يحموه من شهاب و رجالته اللى انت واحد منهم
مسح بكفيه على وجهه يحاول استجماع شجاعته و هتف
_ شهاب مش هيسيبنى اعيش حتى لو اكدتله ان اسراره فى بير ملوش قرار ، عشان كده انا هتكلم و ….
قاطعه سعد بحده
_ انت لو عايز تتكلم كنت اتكلمت لكن انت عايز مساومه و انا اسف مش هكون طرف فيها الحكايه دى
وقف متجها للباب فصرخ الاخر هاتفا بتضرع و توسل
_ انا كده كده ميت … بس عايز احمى وﻻدى
التفتت ينظر له فهتف
_ ممكن يقتلهم لمجرد خوف منه يكونو عارفين اى حاجه ، عشان كده انا عايزك تساعدنى ان ولادى و مراتى يبقو تحت الحمايه و يسفروهم برا فى حته بعيد عن شهاب و رجالته
عادت ضحكه السخريه ترتسم على وجه سعد الدين الذى ردد
_ انت فاكر نفسك فى امريكا هيعملو برنامج لحمايه الشهود واﻻسر بتاعتهم ؟ مفيش الكلام ده هنا … انت تقول لرئيس المباحث و للنيابه اللى عندك و تدعى ربنا انهم يقدرو يمسكوه هو و رجالته انما بقا جو افلام هوليوود ده تنساه خالص
توسله راجيا
_ ارجوك … ساعدهم يهربو طيب و انا هقولكم على كل حاجه
انحنى ليقترب منه و ردد بثقه
_ قول كل اللى عندك و انا اوعدك انى اخرجهم بره مصر بأمان و بعيد عن شهاب البدراوى خالص
ابتلع بغصه الم و اماء مؤيدا و بدء يتحدث فاوقفه سعد باشاره من يده هاتفا
_ الكلام مش ليا … تقوله باقوال رسميه و فى تحقيق رسمى فى المباحث و النيابه و ساعتها بس هساعدهم يا ناصر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت تشعر بتخمه من السعاده و هى تجده يوميا يجاهد ﻻسعادها لتتذكر ايامها القليله التى قضتها برفقه اكرم الذى لم يبذل جهدا يذكر حتى للحصول عليها و ها هى تتألم لمجرد ذكراه التى ارقتها فى مضجعها لتنهر نفسها على تفريطها بنفسها بسهوله هكذا و يا ريت الايام تعود للوراء لتصحح هذا الخطأ
استيقظ هو اﻻخر فوجدها تتلفح بمنشفه قطنيه بعد ان اخذت حماما دافئا لتستعيد نشاط جسدها فشهقت عندما وجدت يده و قد امتدت لتسحبها دون ادراك منها فرددت بخضه
_ صحيت امتى ؟
قبلها قبله سطحيه و اجاب
_ لسه حاﻻ على ريحه الشامبو بتاعك
ارتفعت على اطراف اصابعها و حاوطت عنقه بدﻻل تهتف
_ سيفو حبيبى …. البرنامج ايه انهارده ؟
ابتلع باثاره و قضم على شفته و احاط خصرها بساعديه هاتفا بمشاكسه و هو يسحبها ناحيه الفراش
_ لاااا البرنامج انهارده هيتأخر شويه
فالقى بها على الفراش بعبث و قفز ليعتليها و اقتنص شفتيها بقبله جامحه و كأن ثغره يعرف الطريق الى شهد شفتيها و يحفظه غيبا فيغبيا عن عالمهما فى عالم الولع و العشق
ارتمى باجهاد واضح يلهث بانفاسه و احتضنها يدعم روابط المحبه و الود بينهما هاتفا بغزل
_ افتتنت بكِ جميلتى
ارتفعت بجسدها قليلا حتى ترى وجهه و هتفت
_ هتبدء تقول فيا اشعار ؟
اماء مبتسما و ردد
_ بس مش بعرف اكتب شعر … لكن كل اللى بحس بيه بقوله زى ما بيطلع
اعتدلت بجسدها تنظر له بوله و احكمت الغطاء على جسدها العارى و هى تبتسم له فسألها
_ بتبصيلى كده ليه ؟
اجابت و هى تقضم جانب شفتها
_ اصلك امور اوى
ضحك عاليا و هتف
_ دى عينك هى اللى حلوه عشان كده شيفانى امور
استندت على جسده بظهرها و اخذ هو يعبث بشعرها فسألته باهتمام
_ هو انت ليه سبت شغل المباحث يا سيف؟
تعجب من سؤالها و حاول التهرب من اﻻجابه فردد بتساؤل
_ ايه سبب السؤال ده ؟
اجابته
_ مش عارفه … بس سمعتهم كتير بيتكلمو انك كنت ظابط شاطر اوى فى شغلك و كل زمايلك بتحبك عشان كنت بتساعد الكل و مكانتش فى قضيه بتصعب عليك
زفر بتنهيده فسألته بحيره
_ اﻻجابه صعبه اوى كده ؟
اماء بلا فهتفت
_ عارفه انك اشتغلت فى مصلحه السجون بعد الله يرحمهم يعنى ما ااا….
صمتت ليفهم ما تعنيه و اكملت
_ بس مش عارفه ايه العلاقه بين شغلك و بين الحادثه ؟
ادارها لتنظر له و سحب شهيقا عاليا و زفره خارجا لتعلم بقراره نفسها انها ربما فتحت جراحه و ربما ايضا لم تختار الوقت المناسب لتسأله هكذا سؤال فابتسمت له عندما وجدته يردد
_ كنت شاطر فعلا و كل زمايلى كانو بيحلفو بشغلى و رؤسائى كمان بيشيدو بشغلى
صمت يسترجع تلك الفتره من حياته هاتفا
_ كنت بفضل فى الشغل ساعات اربعه و عشرين ساعه و ارجع البيت ساعه واحده بس
ترقرقت عيناه بالعبرات و اكمل
_ كان فى مأموريات بغيب بسببها باﻻسابيع و نسرين عمرها ما اشتكت لكن كان باين عليها الزعل دايما ، مكانتش مبسوطه بس كانت بتحاول تخبى ده …. بسبب شغلى مشفتش اول ضحكه لبنتى ، ما حضرتش اول مره قالت بابا او ماما ، اول سِنه طلعت لها بعتتلى صورتها و انا فى مهمه و مشفتهاش غير تانى يوم
ابتلع بحزن و ازداد اختناق صوته مكملا
_ اول خطوه اخدتها فى بيت جدتها والده مامتها فى عزومه محضرتهاش كالعاده عشان شغلى , تجمعات كتير بين العيله فوتها و كانو دايما بيلتمسولى اﻻعذار عشان شغلى
مسح وجهه ليكتم غصه بكاءه و اكمل
_ يوم الحادثه هو نفس يوم عيد ميلاد ميرا الله يرحمها و ﻻنى كنت مشغول كعادتى خرجت مع ساره تجيب الزينه و علمو الحادثه
نظر لها برثاء على حاله و ردد
_ ابن اختى اتولد فى اليوم اللى فقدت فيه عيلتى و وقتها بس فهمت ان كل اللى كنت بعمله ملوش قيمه … و بعدى عنهم مسابش ذكريات كتير افتكرها لما ييجو على بالى عشان كده دايما لما بحلم بيهم بحلم بالحادثه مش باى ذكرى تانيه و ده ﻻن معنديش معاهم ذكريات كتير
انحنت تستند على جسده تتحسس بشرته باناملها برقه و هو يكمل
_ بعد الحادثه قررت اشتغل موظف …. موظف بمواعيد ارجع فيها البيت ، يكون ليا وقت محدد اشتغل فيه و مخليش امى طول الوقت قلبها مخلوع عليا لان كانو طول الوقت و انا فى شغلى خايفين احسن يحصل حاجه و مهمه تفشل و اموت
رفع وجهها بسبابته و ردد
_ بس هم اللى ماتو و انا اللى عشت و لحد ما قابلتك كنت فاكر انى عمرى ما هحب و ﻻ اكون اسره تانى
قبلته قبله عميقه على شفتيه تواسيه بها فقبلها بدوره و ردد
_ يلا بقا نستحمى بدل اليوم ما يضيع علينا
اماءت موافقه و اتجها معا للاغتسال و بعد ان اغتسلا و ارتديا ملابسهما وجدها تقف بشرفه الغرفه مرتديه زى ابيض عارى اﻻكتاف و يصل الى فوق ركبتيها بقليل فقوس حاجبيه بوجوم و ردد بصوت اجش
_ ايه اللبس ده ؟
التفتت تنظر له و حاولت الابتسام عله يخفف من حدته و لكنها عندما وجدت ملامحه لا تبشر بخير بل و تنذر بشرر و غضب وشيك ابتلعت و هتفت
_ مش جايبه معايا هدوم كفايه و تقريبا لبستها كلها و مش عايزه البس حاجه لبستها قبل كده
حرك رأسه بالايجاب مرات متتاليه وراء بعضها و هو يقترب منها ساحبا اياها لداخل الغرفه و اغلق الستائر و التفتت ينظر لها بنظره حاده و مخيفه مرددا بصيغه آمره
_ غيرى القرف ده
تذمرت كاﻻطفال و ضربت اﻻرض بقدميها تردد بتوسل
_ يا سيف عشان خاطرى اناا…
قاطعها صائحا بشراسه
_ قلت غيرى القرف ده يا دارين بدل ما …
اقتربت منه و وضعت يدها على فمه تمنعه من استكمال حديثه هاتفه برجاء
_ بلاش
رمقته بنظره ساهمه و حاولت التدلل عليه فعبثت بازرار قميصه هاتفه بمشاكسه
_ عديها و هو يعنى مش وحش اوى و …
لم تستطيع اكمال حديثها بعد ان امسك راحتيها التى تعبث بصدره و احكم قبضته عليها بقوه و صر على اسنانه و ردد
_ بلاش انتى الطريقه دى … اقلعى فورا و اﻻ متلوميش اﻻ نفسك يا دارين ، انا عديتها المره اللى فاتت و مردتش ازعلك بس انتى مصره تشوفى وشى التانى
ابتلعت بوجل و هتفت
_ عرفاه وشك التانى يا سيف و ياما شفته فى السجن
احتدت ملامحه و هو يجدها تحاوره بالكلام و ردد بغضب
_ اللى شفتيه ده ميجيش حاجه فى سيف المهدى اللى مستحيل يسيب عرضه للناس تتفرج عليه كده
رمقته بنظره حزينه و لكن اصراره جعلها تتجه لخزانه الملابس تخرج منها فستان طويل و اتجهت للمرحاض لتغييره ، فى نفس الوقت وقف سيف يتفقد ملابسها المعلقه بالخزانه و اخذ ينتقى منها ما ﻻ يعجبه و فور ان خرجت اخذ منها الزى الذى خلعته توا و وضعه مع كومه الملابس اﻻخرى و اشار بيده بصيغه آمره
_ اللبس ده يتلبس فى البيت … و لو شوفتك بيه بره البيت هزعلك
تضايقت منه فرددت بتحدى
_ يا سلام … ده كده معظم هدومى بقا هقعد بيها فى البيت ؟
اماء مؤكدا و اعقب
_ لو بنفس القرف ده يبقا اه يا دارين و انا مش باخد رأيك على فكره ده امر
ضحكت باستفزاز هاتفه
_ على فكره انا مراتك مش عسكرى عندك
قضم داخل فمه بغيظ و ايد قولها
_ صح و عشانك مراتى مش عسكرى عندى يبقا الكلمه تتقال مره واحده و تتنفذ عشان انتى لو عسكرى عندى ما بتكلمش ببوقى يا دارين بتكلم بايدى
احتدت تعابيرها و اتجهت تجلس بتذمر فوق الفراش هاتفه
_ خلاص يا سيف … انا مش عايزه انزل اروح فى حته ، بجد عمرى ما اتخيلتك كده
سألها بضيق
_ كده؟؟ كده ايه ؟ كده راجل بيغير و بيعرف ربنا و مش عايز يعريكى ؟
صمتت و لم تعقب عليه قهتف
_ طيب يلا عشان نخرج
اماءت بلا مردده
_ ﻻ خلاص مليش مزاج
تضايق من طريقتها فتجهم وجهه و اخرج سجائره يدخنها بشراهه فاتجهت لكومه الملابس الملقاه على اﻻرض تخرج منها زى من الجينز و هتفت تسأله
_ و ده كمان ماله ؟
نظر امامه و لم يجيبها فوجدها تتجه لخزانه الملابس تعلقه مكانه و هى تهتف باصرار
_ الفستان ده انا بحبه و مش شيفاه عريان و ﻻ…
لم تكمل حديثها عندما وجدته امامها يسحب منها الرداء و القاه ارضا مع باقى الملابس و ردد
_ مصره تعصبينى
تركها و حمل كومه الملابس و اتجه بها للمرحاض و هى ﻻ تعلم ما يجول بخاطره فتبعته لتجده و قد بلل الملابس بزجاجه من الخمر الموجوده بمبرد الطعام الملحق بالغرفه و بالطبع لم يمسوه و اشعل قداحته و اشعل بالملابس فصرخت عندما وجدت ملابسها تحترق امامها بداخل حوض اﻻستحمام هاتفه ببكاء
_ حرام عليك يا سيف … انت اكيد اتجننت خلاص
التفت ينظر لها بنظرات تحذيريه فدارت بينهما حرب نظرات لم يفصلها سوى صوت جرس انذار الحرائق و اندفاع المياه من سقف الغرفه بمرشات للمياه ﻻطفاء الحريق
صرخت بخضه عندما وجدت المياه تنهمر من كل مكان فغرقت الغرفه و هرع رجال اﻻمن للغرفه و معهم رجال المرافقه و الحراسه ليجدوا منظر الحريق بحوض اﻻستحمام فيتعاون الجميع على اطفاء الحريق و لكن ليس قبل ان يبتل الجميع بما فيهم عمال الفندق
بعد مرور وقت ليس بهين حاول سيف اﻻعتذار لاداره الفندق و عاد الى غرفه اخرى تم نقلهما بها لا تحتوى على اى ملابس لهما فتفاجئ بها تجلس على الفراش ترتدى ثوب اﻻستحمام الملحق بالغرفه و تبكى بكاءا حارا فاقترب منها و جلس بجوارها هاتفا بهمس
_ هشتريلك غيرهم
رمقته بنظره حزينه و عادت للبكاء فردد بصوت حاد بعض الشيئ
_ زعلانه منى عشان بحبك و بغير عليكى ؟
اجابته بضيق
_ ده مش حب ، ده تحكم
زفر بانفاس حارقه و ردد بعد ان استجمع قليل من هدوءه
_ ازاى عيزانى اقبل بحاجه ربنا حرمها يا دارين ؟ انتى تعرفى عنى كده ؟
اماءت بلا و رددت بتفسير
_ كان ممكن تتفاهم معايا بشكل احسن من كده لكن انت ….
قاطعها بصرامه
_ انا موصلتش للحاله دى اﻻ لما انتى ركبتى دماغك يا دارين و انا حاولت افهمك بس انتى مصره تجلطينى
بكت و هى تردد
_ اجلطك ؟ هو انت وقت ما عرفتنى و حبتنى مش كان ده لبسى و لا غيرته ؟ يعنى انت واخدنى و عارف ان ده لبسى
اماء مؤيدا و اعقب
_ و وحش انى احاول ارشدك للطريق الصح !!!! تصرفى غلط مش كده؟
اماءت بلا هاتفه
_ مش كده بس انت اتصرفت بشكل مش ظريف و مش متعوده منك على كده
ابتسم و هو يقترب منها عابثا برباط رداء اﻻستحمام هاتفا
_ اومال واخده منى على ايه ؟
دفعت يده بعيدا فاستطرد بمشاكسه
_ عارفه شكلك كده فكرنى بايه ؟
ظلت صامته فردد
_ لما كنتى فى شقتى بالبرنص بتاعى … كان هاين عليا اخدك على اوضه النوم فى ساعتها و ﻻ همنى امى و ﻻ اى حاجه
ابتسمت رغما عنها فردد ببسمه
_ النبى تبسم بقا يا مولاتى مقدرش على زعلك
تصنعت الجديه تسأله
_ عملت ايه مع الفندق ؟
اجابها و هو يسحب جسدها ليتسطح اسفله
_ حليت الموضوع
عبث برباط رداء اﻻستحمام و بدء بفكه و استباحت يده بشرتها و جسدها لتبتلع باثاره و هى تتمنع بتصنع فما كان اﻻ انه زاد من تلثيماته لجسدها حتى ضاع تمنعها و بات طى النسيان ليغمرا بعضهما باحاسيس و مشاعر الحب فردد……. بنهايه ممارسته معها قبيل ان يرتمى بجوارها
_ حبك بيجرى فى شرايينى و زعلك بيوجعنى ، اوعى تزعلى منى تانى
احكمت ذراعيها تحتضن جسده تجيبه
_ و انا عمرى ما هزعلك تانى ابدا
ابتسم و سألها
_ وعد ؟
اجابته بحب و تأكيد
_ وعد يا سييفوووو
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الحُب هو تلك اللحظة التي يحس بها المرء بأنه إنسلخ عن العالم ليعيش وحده مع الحبيب فى عالم بنُي من كلمات و صُنع من احاسيس و رُصع بالاضواء
كولييت خورى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شعرت بآﻵم حاده تضرب معدتها و اسفل بطنها جعلتها تنهض من نومتها شاعره بسكاكين تقطع اوصالها جعلتها عاجزه عن النوم بشكل مريح
اتجهت للمرحاض على اطراف اصابعها حتى لا توقظه و اغلقت وراءها الباب لتبدء رحله معاناتها مع اﻻلم الذى هتك بها فحاولت ان تتقيئ ما بجوفها عل اﻻلم يهدأ قليلا و لكنها شعرت بحنجرتها تتقطع اثناء ذلك ، و مع هذا ظل اﻻلم على حاله بل ازداد معه الم حنجرتها التى جرحت و زاد معه الم معدتها
تقلصاتها ازدادت حده لتجد صعوبه بالغه فى اﻻخراج حتى تتخلص من بقايا الطعام التى بجوفها و لعنت نفسها على شهيتها التى اجبرتها على تذوق الطعام بالرغم من تحذير زوجها لها فتألمت بصمت و وضعت اصبعها داخل حلقها عميقا لتجبر نفسها على التقيئ فخرج صوتها بالرغم من محاولاتها اخفاءه لينتفض سيف على اثر صرختها
نظر حوله يبحث عنها فلم يجدها فاتجه على الفور للمرحاض و طرق الباب بقلق هاتفا
_ دااارين …. دارين مالك ؟
اجابته بصوت مبحوح
_ تعبانه شويه
حاول فتح الباب و لكن وجده مغلقا فردد بلهفه
_ افتحى طيب
عادت للتقيئ و هى تتألم بشده فظل يدير مقبض الباب هاتفا بحده
_ انتى قفلاه ليه ؟ افتحى
ارتمت على اﻻضيه الرخاميه للمرحاض و بكت بشهقات عاليه حتى استمع لصوت بكاءها فاحتد و صرخ عاليا
_ افتحى يا دارين بدل ما اكسر الباب
رددت ببكاء حار
_ تعبانه اوى … بموت
هلل بصوت عالٍ و مخيف
_ افتحى بقا …. دااارين
استمع له من الخارج افراد الحراسه فطرقوا على الباب فذهب يفتح لهم ليتحرى احدهم باحترام
_ فى حاجه يا فندم ؟
تحرك بصره عفويا تجاه باب المرحاض و عاد ينظر له هاتفا بحيره
_ عايز اكسر باب الحمام
اماء ضابط الحراسات و اشار بيده لمن معه ليتجهزوا و قامو بكسره و استداروا على الفور بظهورهم حتى لا يلمحوها بالداخل فهرع هو ليجدها على تلك الحاله فانحنى بجوارها هاتفا بخوف
_ قد كده تعبانه ؟
حملها و اتجه بها للخارج و هو ينظر حوله فوجد افراد الحراسه قد غادروا الغرفه فوضعها على الفراش و دثرها بالغطاء و هى تصرخ من اﻻلم
خرج لمرافقيه هاتفا برجاء
_ انا محتاج دكتور بسرعه بس مش دكتور طوارئ عايزه جراحه باطنه
اماء الظابط باحترام هاتفا
_ اوامرك يا فندم
ربت سيف على كتفه بامتنان مرددا
_ متشكر يا رجاله
دلف و جلس بجوارها يمسد شعرها و ردد بضيق
_ قلتلك بلاش تاكلى مسمتعيش كلامى …. بجد عامله شبه الاطفال
امسكت بطنها بقوه و نظرت له و عبراتها تغرق وجهها هاتفه بألم
_ مش هعمل كده تانى بس خلى الوجع ده يقف
تمزع من داخله لرؤيتها بهذ الضعف فدمعت عيناه لعلمه انها قويه و تستطيع التحمل و ما يراه اﻻن دليل ان الالم ﻻ يحتمل فانتفض للخارج و تحدث بحده
_ فين الدكتور ؟
اجابه احد الضباط
_ جاى يا فندم
دلف و ظل يذرع اﻻض جيئا و ذهابا و امسك هاتفه و فتح تطبيق المراسلات و ردد
_ هخلى اهلك يبعتولى التقارير بتاعتك اكيد الدكتور هيحتاجها
حاولت اﻻعتدال بجلستها لتردد
_ بلاش … هيقلقلو عليا و …
قاطعها سيف بحده اجفلتها
_ اعمل ايه طيب ؟ اسيبك كده ؟
قضمت شفتيها بألم فردد
_ طيب انا هكلم جمال
بالفعل هاتفه عبر ذلك التطبيق ليجيب اﻻخر بمرح
_ ايه يا عريس ؟ اختى عامله ايه معاك؟
اجاب اﻻخر بجديه
_ جمال … انا عايز التقارير بتاعه دارين كلها تبعتالى على الماسنجر
تعجب جمال و سأله بفضول
_ حصل حاجه و ﻻ ايه ؟
اجاب بحنق
_ تعبانه
سأله بتخوف على صغيرته
_ مالها ؟ ايه اللى حصل ؟
اجاب بضيق
_ عكت فى اﻻكل … لحم غزال على مكرونه على اسماك و كل ما اقول لها هتتعبى تقولى متخافش انا كويسه
زفر جمال بانفاس متضايقه و ردد بجزن
_ معلش … اعذرها ، برده مش سهل الواحد يتحرم من كل حاجه كده
اجابه سيف بضيق
_ منا عارف يا جمال … بس انا مش مستحمل اشوفها كده
كل هذا و هى متكومه بجواره تأن بألم فردد جمال
_ انا هبعتلك كل حاجه دلوقتى و ابقا طمنى عليها
اغلق معه و عاد سيف يجلس بجوارها و وضع كفه على بطنها ليخفف عنها الالم هاتفا بحزن
_ معلش …. شويه و الدكتور ييجى
بالفعل دلف الطبيب و بدء سيف يشرح له حالتها باﻻنجليزيه بالطبع و لكن وجد صعوبه قليلا فى توصيل كل المعلومات التى يريد اخباره بها بالرغم من تحدث سكان البلده للانجليزيه بطلاقه اﻻ ان سيف لم يعلم بعض المصطلحات الطبيه لذلك استعان باحد الضباط التابعين للسفاره و على درايه باللغه اﻻم
بعد توقيع الكشف عليها و اﻻطلاع على تقاريرها ردد الطبيب
_ ليس من السهل على جهازها الهضمى بحالتها تلك ان يهضم انواع عديده من اﻻطعمه و بالاخص اللحوم و اﻻكلات المعقده و المركبه لذا من اﻻفضل ان تتناول اطعمتها مسلوقه فقط و يمكن ادخال البروتين الى نظامها الغذائى عن طريق مرق اللحم فقط
خرج الطبيب بعد ان كتب لها بعض اﻻدويه و نصحها بالراحه و عدم بذل اى مجهود و وصف لها بعض اﻻدويه المكلمه لادويتها التى تتناولها بالفعل و غادر متمنيا لها الشفاء العاجل
اعطى سيف الوصفه الطبيه للضابط المرابط لهما و ردد بحرج
_ انا اسف و عارف ان دى مش مهمتك بس …
صمت حرجا فتناول منه الوصفه و اماء برسميه هاتفا
_ ربنا يشفيهالك يا سيف باشا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يتبق سوى يومين على موعد الزفاف و لكن بسبب لهفته عليها انتقل هو و والدته لمنزل الزوجيه معها ليظل كل منهما بغرفه منفصله بناء على اصرار والدته مردده
_ لو كان ليا بنت مكنتش هوافق غير بكده ، بعد الفرح اعمل اللى انت عاوزه
ابتسم و قبلها من رأسها و غادر لعمله بعد ان ودع نيللى بقبله خاطفه كالمراهق الذى يجرب الحب ﻻول مره
لمحت والدته اﻻبتسامه التى تزينت على ثغرها بعد ان ودعته بابتسمت هى اﻻخرى لسعادتهما و لكن ذلك اﻻلم الذى ضرب بجسدها جعلها تأن بصمت لتلاحظ نيللى تغير لون وجهها فانحنت بجوارها تردد بحنين
_ مالك يا ماما ؟
تألمت بشده و رددت بصوت وهن و متعب
_ ناولينى الميه و المسكن يا بنتى
ناولتها المياه و الادويه المسكنه و هى تربت عليها بحنان و امسكت هاتفها ترد بلهفه
_ انا هكلم سعد يرجع يوديكى المستشفى
امسكت يدها هاتفه برجاء
_ بلاش ….خليه يخلص شغله من غير ما يبقا باله عندى و بلاش تقولى حاجه متكسريش فرحته
امتقع وجهها بالرفض و هتفت بضيق
_ ما هو ﻻزم يعرف عشان …..
قاطعتها مفسره
_ يا بنتى انا فى المراحل اﻻخيره و ده بكلام الدكاتره …. انا كنت مش حاسه بجسمى و ﻻ رجليا و دلوقتى بقيت بحس بيهم ، يمكن يكون اﻻحساس اه مؤلم جدا بس ده فضل من ربنا انه خلانى فى اواخر ايامى احس
ابتلعت ما فى حلقها من غصه مؤلمه و رددت
_ سعد طول عمره شايل همى و انا كنت بدعى ربنا انه يقصر ايامى عشان يرتاح من تعبى و خدمتى ، بس كنت برجع اقول اهو باخد بحسه بدل ما هو لوحده كده
وضعت راحتها برقه على وجه نيللى و ابتسمت تخبرها
_ من ساعه ما حبك و وشه نور و بقا مبسوط على طول و اول مره احس انى قضيت رسالتى للنهايه و ممكن اموت و انا مرتاحه و مطمنه عليه
بكت نيللى رغما عنها هاتفه بحزن
_ بس انا ااا…
صمتت لتمسح عبراتها و اضافت
_ انا وحيده و بجد حسيت بالونس و جو العيله فى الكام يوم دول و عيزاكى تفضلى معانا على طول و تربى عيالنا ، عشان خاطرى وافقى انك تتعالجى مش يمكن !!!
تحسست وجها ببسمه فرحه و هتفت
_ مفيش امل يا نيللى …. تفتكرى لو كان فى امل كان سعد سابنى كده ؟
اراحت ظهرها على مقعدها المدولب و تنهدت بحسره و رددت
_ متقوليش حاجه لسعد بدل ما ازعل منك ، خليه سر ما بينا … انا كده كده مش مطوله بس نفسى اشوفه فرحان قبل ما اقابل وجه كريم
انحنت نيللى تقبل كفها و رددت بحزن و تضرع
_ ربنا يخليكى لينا و ما يحرمناش منك ابدا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس حزينا متوترا فاقتربت منه زوجته تردد بطمأنه
_ متقلقش يا جمال ، سيف اكيد هيخلى باله منها
زفر بانفاسه و ظل جالسا ينظر لشاشه هاتفه و ردد بحيره
_ طيب اتصل اطمن و ﻻ استنى شويه كمان ؟
قوست فمها بحيره و اجابته
_ و الله ما انا عارفه … هو قالك ايه فى اخر مكالمه ؟
اجاب و هو ممسك بهاتفه بتردد
_ قالى الدكتور عطاها علاج و نامت
اقتربت منه اكثر و ربتت على كتفه بحنين هاتفه
_ طيب استنى نص ساعه كده و اتصل بيه
اماء مستسلما فابتسمت له هاتفه بمرح مصطنع
_ طيب اعملك حاجه تشربها و ﻻ اجيبلك تاكل
نظر لها برضا عن محاولاتها المستمره للتخفيف عنه فى احلك الظروف فهى دائما ما تقف بجواره و اظهرت معدنها اﻻصيل وقت انشغاله عنها بقضيه اخته الصغرى فلم تتذمر او تتحدث معه بالامر بل احترمت خصوصيه الموضوع و تركته يفعل ما يراه مناسبا حتى انتهت تلك اﻻزمه و ظلت كما هى معه دائما
تنهد بحيره و ردد
_ اعمليلنا شاى
وقفت ترفع طرف عبائتها المنزليه بمزاح و تدللت برقه هاتفه
_ امرك يا سى جمال …. عايزه كشرى و ﻻ مغلى يا سيدى
ضحك رغما عنه لتقليدها الخادمات فوقف امامها و عض على شفته السفلى هاتفا بهمس
_ ابنك فين ؟
ضحكت بعفويه و رددت هامسه هى اﻻخرى
_ نايم من بدرى
سحب شهيقا عميقا و انحنى يقبلها من عنقها و همس باذنها بنبره خطيره
_ طيب مش كنتى تقولى كده من بدرى
ضربته على صدره و رددت بتعجب
_ انت فى ايه و ﻻ فى ايه ؟
ابتسم بعد ان استطاعت اخراجه من حالت المزاجيه الحزينه و ردد بحب
_ ما هو اللى متجوز واحده زيك ميعرفش يزعل ابدا
احتضنته و رددت بفرحه
_ حبيبى ربنا يخليك ليا يا رب
ابتعدت عنه فور ان وجدته يحاول تقبيلها فقوس حاجبيه بدهشه لتردد هى مفسره
_ اتصل بس اﻻول اطمن على دارين و بعدين انا تحت امرك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل جالسا بجوارها يمسد رأسها و شعرها بحنان و هو يدعو الله ان تطيب فقد مزق فؤاده رؤيتها هكذا و ظل يؤنب نفسه على تركها تفعل ما يحلو لها ظناً منه انه بذلك يُسعدها و لكن ها هو تسبب باذيتها حسبما يرى فابتلع غصه بحلقه
صدح صوت رنين هاتفه بالاتصال على تطبيق المكالمات المرئيه ففتحه ليجيب جمال القلق بشده مطمئنا
_ متقلقش يا جمال بقت كويسه الحمد لله
تنهد الاول براحه و ردد
_ الحمد لله …. هى لسه نايمه ؟
اماء باقتضاب فرأى جمال ملامحه الحزينه فهتف يواسيه
_ معلش تتعوض
رمقه بنظره غاضبه و ردد بحده
_ انت متخيل انى زعلان على الاجازه ؟ انا بموت عليها و على تعبها
اعتذر بايماءه خفيفه منه و ردد
_ و انت برده ملكش ذنب
زفر باختناق و هتف
_ ذنبى انى طاوعتها
ردد جمال بمواساه
_ عشان بتحبها ، و دارين مش صغيره و ادرى بمصلحتها و جربت قبل كده موضوع الاكل ده و عارفه بتتعب ازاى
اطرق رأسه و اخرج تنهيده حاره فاعقب جمال
_ هسيبك ترتاح شويه و طمني عليها لما تصحى
اغلق معه و اتجه يجلس بجوارها فاقتربت منه و احتضنته هامسه بنعاس
_ انا اسفه
انحنى براسه ليرى وجهها النائم و قبلها من صدغها مرددا
_ اسفه على ايه بس ؟
ضيقت ذراعيها عليه اكثر و هتفت
_ عشان كل حاجه … عشان بزعلك من غير قصد ، و عشان مش بسمع الكلام و عشان بوظت شهر العسل بتصرفاتى الغلط
مزح معها علها تكف عن البكاء
_ قصدك بسبب طفاستك
لم تضحك او تبتسم حتى و لكنها رددت بجمود
_ مش ده و بس ، بسببى ضاع تلات ايام من الاجازه على الفاضى ، يوم البحر و يوم ما حرقت الهدوم و انهارده
سحبها اكثر و ادخلها داخل اضلعه و هتف بمشاكسه
_ اممم … و طبعا عايزه تعوضيهوملى مش كده ؟
لم يمهلها كثيرا لتجيب فاعقب
_ طيب ايه رأيك نمد الاجازه تلات ايام نعوض فيهم اللى حصل؟
رفعت وجهها الباكى فالتقط عبراتها النازله على وجنتيها بفمه و لثم ثغرها بقبله رقيقه متريثه و استطرد
_ ها …. ايه رأيك ؟ نعوض يوم البحر بس تلبسى مايوه محترم و نعوم مع البطاريق
نظرت له بحب و ابتسمت مردده بتساؤل
_ مايوه محترم ازاى يعنى ؟
ضحك ملئ فمه و هتف
_ اللى هو قطعه واحده و شورت بنص كم ده
قوست حاجبيها بتعجب و سألت باطناب
_ و ده هنلاقى منه هنا ؟
ردد بعبث
_ خلاص تنزلى بشورت و تى شيرت و لا اقولك خليها قميص و بنطلون
ضحكت بشده و رددت
_ اصلا انت مخلتش هدوم تتلبس مش يتنزل بيها الميه كمان
دفن رأسه بتجويف عنقها و ردد بصوت مكتوم من اثر دفنه لرأسه
_ خلاص البسى هدومى
وقفت بمرح بعد ان تناست الالم و اتجهت لخزانه الملابس و اخرجت منها سروال قصير و قميص قطنى يخصه و ارتدهما ليخرج شكلها مضحك فالسروال واسع من الخصر و اضطرت ان تربط رباطه ضيقا جدا حتى لا يسقط منها و اما القميص القطنى كان بنصف كم فخرج طويل يغطى نصف جزعها و اكثر و اكمامه وصلت لمنتصف ذراعيها
خرجت من المرحاض بمرح تريه شكلها فانفجر ضاحكا على طفولتها فسحبها و القاها على الفراش يدغدغها بمزاح و مداعبه هاتفا
_ لا لا … اقلعى شكلك مسخره و هدومى مغطياكى بالشكل ده ، هو انا ضخم اوى كده ؟
ردت عليه من بين كل ضحكاتها
_ لا انا اللى معصعصه و قصيره
قبلها من وجنتها هاتفا
_ معصعصه و قصيره ايه بس …. و الانوثه المتفجره دى اللى بتجننى راحت فين ؟
عضت على شفتها بخجل فانحنى يقبلها برقه و شوق و اعتلاها بلمح البصر و لكنه تريث يسألها يقلق
_ بقيتى كويسه ؟
اماءت بنعم و حاوطت عنقه بذراعيه فردد بتردد
_ هتستحملينى ؟
قضمت جانب فمها و ابتسمت خجلا فاقتنص شفتاها بقبله جامحه بادلته اياها بحب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقف بشموخ و هيبه يتابعهن عن قرب فمنذ ان تولى مهام رفيقه و هو تقريبا لا يذهب لبيته سوى ساعات قليله لتحمله عبئ المسجونات كثيرات المشاكل
نظر من نافذه مكتبه و الذى يطل على ساحه التريض الخاصه بالمسجونات و ركز بصره ناحيتها و هى تجلس باريحيه تدخن سيجارتها و الجميع من حولها يهابونها فابتسم رغما عنه فبالرغم من صغر سنها و جمالها اﻻ انها ذات شخصيه قويه استاطعت ان تطوى المسجونات جميعهن بقبضتها حتى لواحظ الصعبه المراس
طرقات على باب مكتبه من فتحيه التى دلفت بضيق تهتف
_ عماد بيه
التفت و اماء لها لتتحدث فهتفت بحده
_ البت اللى اسمها نور دى مش عايزه تجيبها لبر ….. و شكلها كده ناويه على حاجه هى و لواحظ
سألها بحيره
_ انتى اخدتى بالك من حاجه ؟ انا شايفهم عاملين دويتو مع بعض جامد اوى
ايدت حديثه هاتفه
_ طول الوقت مع بعض و المعلمه لواحظ اللى مبتحبش حد ياخد مكانها بقت تقريبا بتشورها فى كل حاجه ، ده غير الودوده و الوشوشه اللى طول الليل و النهار كأنهم بيخططو لحاجه
زفر بانفاسه و هتف
_ طيب خدى بالك منهم كويس بس من غير ما يحسو انك بتراقبيهم
رددت اﻻخرى هاتفه بحنق
_ المعلمه لواحظ انا اصلا مبقتش نازللها من زور و ﻻ طيقالى كلمه من ساعه البت دى ما جت و كأنها استغنت عن خدماتى
قوس شفتيه بعدم رضا و ردد
_ ما هى اكيد كشفتك يا فتحيه
رفعت كفها ترفض ما قاله مردده
_ ﻻ يا عماد بيه … هى لو كشفتنى كانت عتقتنى ، دى نابها ازرق و مش بتسيب حقها ده انا كان زمانى بيترحمو عليا
ضحك عماد من طريقتها المرحه فى الحديث فسألته باهتمام
_ هو اللى اسمه عطوه ده عملتو معاه ايه ؟
رفع حاجبه اﻻيسر دلاله على دهشته و اجابها
_ و انتى دخلك ايه بالحكايه دى ؟
اجابته
_ مش هو اللى حاول يقتل سيف باشا ؟ يبقا ﻻزمن يتقبض عليه و …
قاطعها عماد هاتفا بحده
_ فتحيه … ملكيش دعوه بحاجه ، ده شغل المباحث لا شغلك و ﻻ شغلنا بدل ما تضيعى الدنيا بغباوتك دى
امتقع وجهها فاستدار ينظر من النافذه من جديد و ردد و هو يوليها ظهره
_ روحى شوفى شغلك و زى ما فهمتك عينك عليهم هم اﻻتنين
همهمت بطاعه و خرجت ليعود ينظر بدقه لتلك الجالسه تضحك بصوتٍ عالٍ و سوقيه لا تتناسب مطلقا مع رقه و عذوبه شكلها فاخرج ضحكه مستنكره و عاد للداخل ليهاتف رفيقه وائل ليطلع على اخر التطورات و فور ان اجاب اﻻخر سأله على الفور دون استهلال الحديث بالسلام
_ اخر اﻻخبار عندك ايه ؟
ردد وائل متعجبا
_ يا بنى طيب قول السلام عليكم اﻻول
زفر بفروغ صبر هاتفا باقتضاب
_ السلام عليكم يا سيدى …. ها ، ايه آخر التطورات ؟
ابتسم وائل و اجاب
_ عايز تعرف ايه ؟ اخبار العريس بتاعنا و ﻻ اخبار شهاب و ﻻ مراقبه رجاله عتريس المر و اخوه ؟
صاح بحده اجفلت الاخر
_ يا بنى اتكلم ده انت رخم
ردد وائل بجديه زائفه
_ ما تتكلم عدل يا حضره الظابط … اسال سؤال محدد عشان اجاوبك اجابه محدده
ردد عماد بقلق
_ اﻻول اخبار سيف ايه ؟ كويس و ﻻ فى حد وراه من رجاله شهاب ؟
اجابه وائل بعمليه
_ ﻻ مفيش وراه حد
عاد يسأل
_ و شهاب البدراوى ؟
اجابه بتوضيح
_ لسه فى النمسا بس غالبا هو هناك لحد تحقيقات النيابه ما تخلص و لو اسمه جه فى التحقيقات يبقا مش هيرجع
تعجب من هدوءه و سأله بحيره
_ و عادى مش مضايق انه ممكن يهرب ؟
اجابه وائل
_ مسيره يتمسك يعنى هيروح فين ؟
زفر بضيق و هتف متسائلا
_ و القضيه ؟
اجابه و هو يخرج سجائره يشعل واحده و ردد
_ ﻻ دى قصه طويله متنفعش فى التليفون ، بس الخلاصه ان ناصر الصواف هيعترف بس شارط علينا ان سعد الدين يبقا المحامى بتاعه
ردد عماد بتأكيد
_ و سعد طبعا رافض
ايده مؤكدا
_ اه هيتجوز بقا و خايف على نفسه
انفجر ضاحكا و هو يستطرد
_ عزمك على فرحه ؟
اجابه عماد بايجاز
_ اه
عاد وائل للضحك فسأله بحيره
_ بتضحك على ايه ؟
اجابه و ﻻ تزال ضحكته ملئ فاهه
_ عشان نحس الشله اتفك على الكل الا انت يا فقر
تعجب عماد و لم يفهم مقصده و سأله بحيره
_ انت تقصد ايه ؟
اجاب وائل بسخريه
_ اقصد شله العوانس بتاعتنا انت و سيف و سعد ، اهو كلهم دخلو القفص و فاضل انت و بس
شاركه الضحك و هتف مرددا
_ انا نفسى اتجوز بصراحه
اندهش اﻻخر من طلبه و هلل ساخرا
_ الله …. هى العدوى صابتك و ﻻ ايه ؟
اجابه
_ بصراحه غِرت منهم ، سيف و اتجوز بنت زى القمر و بالرغم من ظروفها اﻻ انها بتعشقه و قدرت تخرجه من الحزن اللى كان فيه ، و سعد اخيرا لقا فتاه احلامه اللى كان نفسه تكون متعلمه و حلوه و شخصيتها قويه و فى نفس الوقت تقبل بوضع مامته و حياته و ده شيئ نادر بصراحه
شاكسه رفيقه مرددا بتحفز
_ و انت بقا مش كنت قرفان من الستات !! ايه اللى جد ؟ وﻻ لقيت فتاه احلامك انت راخر ؟
اجابه بتنهيده
_ ابدا و ﻻ ليا اى مواصفات غير انها تخطف قلبى زى ما مرات سيف عملت فيه كده … بس هلاقيها فين دى ؟
اجابه بتلقائيه
_ اكيد مش فى السجن …. دور و انت تلاقى ، اقولك يمكن فى فرح سعد الدين تلاقيها اهى اﻻفراح معموله عشان كده و معظم اصحابنا اتجوزو من اﻻفراح
ضحك عماد على طريقه تفكير رفيقه و ردد بسخريه
_ و انت عرفت مراتك منين ؟
اجابه بانهيار ضاحك
_ من فرح واحد صاحبنا كانت بنت عمه و ادينى اهو عايش معاها بقالنا عشر سنين شد و جذب و ربنا يقدم اللى فيه الخير
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استندت بجسدها على جزعه العارى و ظلت تتنفس انفاسه العاشقه و هو يداعب اناملها بخاصته منعزلان عن العالم فتنهدت تنهيده عميقه ليردد بفضول
_ ياااه … كل دى تنهيده ؟ مالك يا قلبى ؟
اجابته و هو ترمقه بنظرات والهه
_ تفتكر لو كنا اتقابلنا فى ظروف تانيه غير ظروفنا دى كان ممكن نحب بعض ؟
اجابها بتاكيد
_ اه طبعا … ﻻن ربنا كاتبنا لبعض من قبل ما نتخلق
اعتدلت فى نومتها جالسه تنظر له مردده
_ كان نفسى نبقا اول ناس فى حياه بعض
ابتسم لها و ردد بدبلوماسيه
_ كل حاجه ربنا مقدرها فيها خير يا ديدو … يعنى جوازتى و جوازتك ربنا كان مخليهم لاسباب معينه و كل مرحله عملت الهدف الى ربنا حاطه ليها و انتهت عشان نكمل للمرحله الى بعدها
تنهدت بضيق و هتفت
_ انت بتقول كده عشان تجربتك كانت كويسه مش كلها عك زي تجربتى
زفر بفروغ صبر و ردد بحده طفيفه
_ ايه ﻻزمته الكلام ده دلوقتى !!! احنا مبسوطين مع بعض ليه بتفتحى مواضيع تزعلنا ؟ ليلى عندها حق …بومه
تجهم وجهها بالضيق و رددت بحزن
_ كان نفسى تكون اول راجل فى حياتى و …..
قاطعها قبل ان تكمل استثارتها لاعصابه و رجولته دون قصد
_ قفلى كلام فى الحكايه دي يا ديدو لو بتحبينى و خلينا نتفق على البرنامج بتاع الاجازه هنعمل فيه ايه قبل ما تخلص ؟
ابتسمت محاوله ان تخف حزنها و رددت بحيره
_ كان ايه برنامج انهارده ؟
اجاب و هو يعتدل بجلسته و تناول ملابسه الملقاه على اﻻرض و بدء بارتداءها
_ كان المفروض هنطلع الجبل عشان نعمل كامبيينج و بالليل عندنا حفله فى السفاره
سألته بفضول
_ حفله ايه ؟
اجاب على الفور
_ معرفش … سكرتير السفير عزمنى عليها و انا وافقت و على فكره لو قومتى لبستى ممكن نلحق
انتفضت من نومتها هارعه لخزانه الملابس و رددت بتساؤل
_ طيب هى حفله ايه يعنى عشان اشوف عندى لبس مناسب و ﻻ ﻷ ؟
امسكها من راحتيها و ضمهما معا و سحبها لتصبح فى مواجهته و نظر بعمق عينيها الساحرتين و ردد بغزل
_ بحبك
ابتسمت و رددت
_ ده ردك على سؤالى ؟
اجاب
_ بصى يا موﻻتى …. انا راجل شرقى و متدين ، يمكن مش شيخ يعنى بس بجاهد على قدى
اماءت بصمت فاستطرد
_ انا عايزك تتحجبى ، و عارف ان تفكيرك و تفكير اللى حواليكى ممكن يخليكى ترفضى و تشوفى ان مش من حقى و كلام بقا الفيمنيست و بتوع حقوق المرأه ان انت واخدها مش محجبه و عارف طباعها و عارف طريقتها و انت بتستغل حبها ليك او سلطتك كزوج و كل الهرى ده
صمت و نظر لتعبيراتها فوجدها تستمع له بتركيز فتشجع اكثر ليكمل
_ بس انا ﻻ هجبرك و ﻻ هقولك لو معملتيش و ﻻ اهددك و كل ده ، ده مجرد رجاء منى عشان ننفذ شرع ربنا ﻻن الحجاب فرض حتى لو انتى شايفه غير كده
ابتلعت بحرج و رددت
_ ﻻ انا عارفه ان فرض بس كنت شايفه ان ده قرارا لسه مجاش وقته
اماء يستمع لها و سأل
_ و امتى وقته من وجهه نظرك اذا ربنا و الرسول قالو ان بمجرد بلوغ الفتاه لازم تستر نفسها ؟
تنهدت بحيره و هتفت
_ الزمن مختلف يا حبيبى و الحكايه كلها انى عايزه القرار يكون نابع من جوايا فعلا مش ارضاءاً ليك و ﻻ ضغط منك عشان اكون فرحانه بيه و انا لبساه مش زهقانه منه و ابقا عايزه اقلعه
اماء ببسمه منمقه و ردد
_ اوكى … و انا هسيبك براحتك لما تحسى انك مستعده للخطوه دى و صدقينى انا كزوجك ربنا بيحاسبنى عليكى و على كل حته فى جسمك بس انا قابل انى استنى لحد ما القرار يبقا خارج منك انتى مش منى انا
انحنى للامام قليلا و سحب فستان اسود ذو اكمام و طويل و ينزل على جسدها بانسيابيه و ردد بحبور
_ اظن ده هيبقا يجنن عليكى و هيتناسب مع الحفله اى ما كان نوعها لانى فعلا معرفش هى حفله ايه !!
تناولته منه و اتجهت للمرحاض لتغتسل حتى تتجهز للذهاب للحفل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تلفحت بوشاح لتخفى وجهها و مشت على اطراف اصابعها و فتحت قفل الباب بالمفتاح الذى بحوزتها و بدءت بالسير متحاشيه الاضواد المنتشره بكل مكان حتى وصلت لاعتاب البوابه الكبيره فاخرجت مفتاح آخر و فتحت به المزلاج الحديدى و توجهت للامام قليلا حتى مصباح السياره المضيئ الذدتى تقف بعيدا قليلا ففتحت باب السياره هاتفه بلهفه
_ اطلع من هنا بسرعه
قاد مسرعا حتى ابتعد قدر اﻻمكان عن بوابات السجن و صف السياره باحد اﻻزقه و اطفئ محركها و اعتدل بجلسته و نظر لها بفضول هاتفا بتخوف
_ فى ايه ؟ احنا متفقين ان مفيش تواصل بينا و تليفونك ده خوفنى
ابتلعت و رددت بلهاث انفاسها من اثر ذعرها
_ الموضوع شكله دخل فى الجد و لواحظ مستنيه التنفيذ و ليها رجاله بره لو منفذتش بجد مش هتصدقنى و ﻻ هنعرف مكان الفلوس مهما عملنا
نظر لها وائل بتمعن و سأل بحيره
_ طيب انتى ايه اللى فى دماغك يا حضره الملازم ؟
اجابته بحيره
_ بص … الموضوع ﻻزم يبان طبيعى عشان عيونها اللى برا توصلها انه حصل ، مع انى شبه متأكده انها ناويه على الغدر بس طبعا انا كل اللى يهمنى اننا نوصل للفلوس اللى بيها بتقدر تمشى الدنيا دى كلها و هى حاطه رجل على رجل
سالها بتخوف
_ انتى عيزانا ننفذ ازاى يعنى ؟ و سيف مستحيل يوافق
تنهدت بفروغ صبر و هتفت
_ سيف باشا انا بعرف اتفاهم معاه بس وصلنى بيه فى اقرب فرصه و هقدر اقنعه بالخطه اللى فى دماغى
سألها مجددا
_ طيب افهم بدل ما انا زى اﻻطرش فى الزفه كده
اجابته تشرح باستفاضه
_ هنوهم الكل ان محاوله القتل نجحت و يمكن كمان ننزل نعى فى الجرنال و بكده ….
قاطعها وائل ضاحكا
_ ده فيلم النمر و اﻻنثى ده اتهرس كتير اوى و …
قاطعته مجددا
_ صدقنى يا فندم مفيش غير الحل ده ، انا بقالى خمس شهور فى السجن و بجد تعبت و عايزه اخلص المهمه دى باسرع وقت ممكن ، انا قربت ابقا مدمنه يا فندم
ربت على كتفها و ردد بجديه داعمه
_ انا عارف يا نور انتى قد ايه تعبانه و لولا ثقتنا فيكى انا و سيف مكناش حطناكى فى مهمه صعبه زى كده خصوصا انك لسه خارجه من مهمه تاينه اصعب مع المعلم الحرش
ترددت قبل ان تعقب هاتفه
_ انا وافقت بس على المهمه عشان حضرتك عارف ظروفى و تريقتى اللى متعطله بسبب …
قاطعها وائل مرددا بحزم
_ خلاص يا نور انا وعدتك انا و سيف ان موضوعك منتهى و اللوا طلعت والد سيف كمان وعدك
اماءت باستحسان فردد هو يؤكد لها
_ الموضوع ده لازم يكون بالاتفاق مع سيف و موافقته قبل كل حاجه عشان كده معلش احنا مضطرين نستنى لحد ما يرجع من شهر العسل بتاعه
ضحكت نور برقه و رددت بسخريه
_ و الباشا بصراحه اختار اصعب وقت عشان يتجوز فيه و سايبنا هنا كلنا فى حوسه
ابتسم لها و ردد بحبور
_ معلش يا حضره الملازم ، اصل ده كان معقد و احنا ما صدقنا ان عقدته اتفكت و خوفنا نعطل الجوازه ليرجع فى كلامه
اماءت ببسمه منمقه فرددت
_ طيب ارجع بيا بقا قبل ما حد ياخد باله
قاد مجددا لنفس المكان الذى اخذها منه و فتحت باب السياره استعدادا للخروج و العوده لعنبرها و لكن كانت يده اﻻسبق بسحبها من داخل السياره هاتفا بغضب اهوج
_ انتى خرجتى ازاى ؟ و ناويه تهربى تروحى على فين ؟
اندهشت من وجود عماد بذلك الوقت تحديدا و تلعثمت حتى خرج وائل من الناحيه اﻻخرى و عماد يستل سلاحه فردد بصياح
_ ايه يا بنى انت !!
اندهش عندما وجده اماه فردد بتعجب
_ وائل !!! هى ايه الحكايه ؟ انت مشغلها جاسوسه لصالحك و ﻻ ايه ؟
اماء وائل مرددا
_ حاجه زى كده
امتقع وجهه و ردد بحده
_ حتى لو …. ازاى تخرج من السجن ؟ خرجتها ازاى و …
قاطعه وائل و هو يسحبها من بين مخالبه هاتفا
_ دى تبقا الملازم اول نور البرهومى شغاله معايا فى المكافحه يعنى مش مسجونه و ﻻ حاجه يا عماد
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
كل اسرار قلوبنا و وجداننا غير قابله للاندثار …
كل ما فى اﻻمر انها تُطمس تحت سطح الوعي …
و تتراكم فى عقلنا الباطن لتظهر مره اخرى فى اشكال جديده …
فى ذله لسان او نوبه غضب او حلم غريب ذات ليله
الدكتور / مصطفى محمود
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع كل ما مرت به الا انها اقسمت ان تتناسى الماضى بحلوه قبل مره و تفتح لنفسها باباً جديداً للسعاده مع من اختارها و فضلها على الجميع فنست اﻻلم النفسى و تناست اﻻلم البدنى و تزينت و ارتدت الفستان الذى اختاره لها و خرجت مبتسمه فبادلها اﻻبتسام هاتفا
_ الفستان تحفه
قضمت شفتها بحرج و هتفت
_ و لما نرجع مصر هتحجب
رفع حاجبه الايمن و هتف بحيره
_ مش قلتى لسه شويه على القرار ده ؟
اجابته و هى تقترب منه و ترتفع بجسدها لتحيط عنقه هاتفه
_ انا من حبى فيك مستعده اعمل اى حاجه عشان ارضيك فتفتكر انى بحبك اكتر من ربنا ؟
قوس حاجبيه بتعجب فاكملت
_ اكيد ﻷ فزى ما انا عايزه ارضيك عشان بحبك فاﻻولى انى ارضى ربنا لانى بحبه اكتر منك
ابتسم لها و قلبها بحب و ردد
_ و انا هبقا اسعد راجل فى العالم لما تحبينى بعد ربنا
تدللت هاتفه
_ عندك شك ؟
اماء بلا فعللت ثقتها بتلقائيه
_ بابا كلمنى مره واحده فى حياته عن اللبس و الحجاب و لما رفضت ماما قالت له سيبها تعيش سنها فوافق و اكرم متكلمش معايا فى الموضوع من اساسه
اكملت دون ان تنتبه لعضلات وجهه التى انكمشت و تغيرت للوجوم و هى تكمل بعفويه
_ اصلا لما كان بيطلب منى اى حاجه مكانش ﻻزم اعملها حتى لو اقدر عليها ، مكانش جوايا اﻻحساس انه لو زعل منى هضايق
ظلت تتحدث و هو صامت يستمع لها دون تعقيب منه رغم النيران المستعره بداخله لتنتبه هى بالنهايه على تجهم وجهه فصمتت على الفور و رمقته بنظرا معتذره ليظل هو جامدا امامها فترددت اكثر من مره ان تتكلم و لكنها آثرت الصمت و اطرقت رأسها لاسفل ليظل حالهما هكذا حتى ردد هو بصوت اجش
_ يلا عشان منتأخرش
تبعته و هو يتحرك بسرعه و كأنه يود الهرب من امامها حتى ﻻ يصفعها صفعه تؤلمها على إثاره غيرته بهذا الشكل و تبعهما فريق الحراسات المكلف به حمايتهما
حاول ان يتناسى ما حدث منذ قليل فامسك راحتها و خلل انامله بخاصتها و دلف بها لبهو القاعه داخل السفاره ليجد حفلا كبيرا لم يكن متوقعا انه بهذا الحجم
اجمتعت الجاليه المصريه بالاضافه لجنسيات عده من بين المدعويين و سفراء لكثير من الدول لحضور الحفل فذُهلت دارين من فخامته بل و فخامه الحاضرين به لتشعر انها لا ترتدى زيا مناسبا بل و اكثر من ذلك شعرت انها اقل من الموجودات بالحفل فشعرت بالضيق
تلفت سيف حوله بحثا عن مساعد السفير الذى قام بدعوته حتى يشكره على تلك الدعوه فوجده امامه يرحب بالضيوف فانحنى يحدثها مرددا
_ ديدو … تعالى نشكر اﻻستاذ رامى على الدعوه
ابتسمت بحبور بعد ان شعرت انه تناسى حنقه تجاهها فتحركت معه ليقف خلفه هاتفا بلباقه
_ استاذ رامى … متشكر جدا على الدعوه
التفت رامى ينظر له بفرحه و ردد بمزاح
_ و ﻻيهمك يا عريس و الف مبروك ، اتمنى يكون الرجاله قايمه بشغلها تمام
اجاب بامتنان
_ جدا و الله و يمكن قايمين بالواجب و زياده كمان
ابتسم بفرحه و نظر لدارين و ردد بفضول
_ المدام ؟
اماء سيف فمد اﻻخر يده هاتفا
_ مبروك يا فندم
مدت ساعدها لتحييه و اماءت بصمت ولكنه احكم قبضته على يدها و ركز بصره عليها و ردد بحيره
_ انا حاسس انى شفتك قبل كده
سحبت يدها منه بحرج قبل ان ينتبه سيف لقبضته المحكمه عليها و رددت بتلعثم
_ انا اول مره اشوف حضرتك
حرك رأسه بالرفض و ردد بتأكيد
_ انا متأكد … انا عمرى ما انسى حد قابلته قبل كده و متأكد انى اعرفك
ابتسم سيف بتكلف و احكم يده على راحتها و ردد ببهجه مصطنعه
_ يخلق من الشبه اربعين يا استاذ رامى
تحرك بها من امامه و ردد باستئذان
_ اسيبك انا عشان ترحب بضيوفك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صف سيارته بعيدا قليلا عن المحل لعدم وجود مكان شاغر و اتجه ناحيتها حتى يكملا شراء النواقص و باقى مستلزمات الزفاف فابتسمت له فور ان وجدته يقترب منها على عكسه هو الذى تجهم وجهه بشكل ملحوظ فتخوفت من ان يكون استقبل خبر تدهور حال والدته الا انه رأى تلك السيده من خلفها و هى تلوح له
حاول جاهدا انا يغير مساره و لكنه فشل فهى تقف خلف نيللى و كأنها تنتظره فاقترب من نيللى و امسكها من راحتها لتتجه هى داخل المحل فيوقفها صوت تلك السيده هاتفه
_ سعد …. ايه مش شايفنى ؟
ابتلع بضيق و قوس فمه هاتفا و نظر لنيللى معتذرا
_ معلش يا حبيبتى ادخلى انتى و انا هحصلك
امتعض وجهها و نظرت لمصدر الصوت فوجدتها سيده فى اواخر الثلاثينات من عمرها ترتدى فستان قصير و عارى و تلون شعرها بلون اشقر فابتسمت له بتصنع هاتفه
_ اوكى
تركته و دلفت لداخل المحل فاقتربت اﻻخرى منه مردده ببسمه
_ عاش من شافك
اجابها بايجاز
_ انا فرحى بكره و مش فاضى ، محتاجه حاجه ؟
لمعت عينها بالدهشه و رددت بسخريه
_ ﻻ مش معقول !!!! سعد الدين المحامى فرحه بكره ؟ دى كدبه ابريل و ﻻ ايه ؟
سحب شهيقا عميقا و ردد بصوت جاد و حازم
_ اسمعى …. انا مش عيل صغير هتعملى معاه التصرفات دى و هسكت، و انتى عرفانى كويس
اخرجت ضحكه مستهزأه منها و اجابته بيقين
_ طبعا عارفاك كويس ده احنا عشره يا سعد
ابتلع لعابه بغضب و ردد بحده
_ طيب كويس انك عرفانى و اتفضلى بقا من هنا انا مش عايز اتعطل اكتر من كده
لم يهتم لنظراتها الناريه و المتوعده و دلف للداخل فوجد نيللى ما زالت تقف خلف بوابه المحل التجارى تتابع مع يحدث بصمت فرمقته بنظره متجهمه و لكنه بادلها اياها ببسمه و امسك كفها يقبله هاتفا بمزاح
_ مش اتفقنا نرمى الماضى ورا ضهرنا ؟
اغلقت نصف عين و رددت بطريقه موحيه
_ و دى من الماضى ؟
اجابها بتاكيد
_ دى من زباله الماضى يا حبيبتى ، يعنى و ﻻاااا تشغلى بالك بيها
تنفست بحده و رمقته بنظره متوعده و رددت بتحفز
_ ماشى يا سعد ، اما اشوف ايه اخرتها
ابتسم لها هاتفا بمشاكسه
_ اخرتها احسن من اولها يا قمر انت
ضحكت بعفويه رغما عنها فقبل راحتها و ردد و هو يشير بساعده هاتفا بمرح
_ اتفضلى يا موﻻتى على رأى سيف باشا
تحركت امامه لتدلف للداخل فتغزل بها بطريقه سوقيه مغايره لطبيعته
_ يا ارض اتهدى ما عليكى قدى
التفتت تنظر له و بسمتها تزين وجهها و رددت بسخريه
_ لا يا سعد مش للدرجه دى بقا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ناولتها سيجاره مشتعله و رددت
_ صباحك قشطا يا معلمه
اخذتها منها و رمقتها بنظره متوعده هاتفه بحده
_ و بعدين يا نور …. الرجاله دى هتخلص امتى بقا انا خلاص بقيت على نار
اجابتها و هى تتربع بجسدها امامها
_ الصبر حلو و الباشا العريس لسه مجاش من شهر العسل ، المهم دلوقتى الرجاله عايزين عربون … ربط كلام يعنى
احتدت بغضب صارخه
_ يا سلام ، عايزين عربون على ايه بقا ان شاء الله ؟
رمقتها نور بنظره جامده و رددت بضيق
_ بصى يا معلمه لواحظ … انا كده كده خارجه من هنا زى ما قلتلك ، و ممكن اخرج انهارده قبل بكره لو بس وافقت على جوازى من المعلم الحرش و زى ما فهمتك انه عايز يكتب عليا و انا فى السجن و تانى يوم هبقا فى الخلاعون من هنا ، بس انا اختارت ابقا معاكى لما نخلص موضوعك و بعدين نهرب سوا
سحبت من يدها السيجاره التى كانت تدخنها بحركه مسرحيه و وضعتها فى فمها و نظرت لها بجمود و اكملت
_ و مع انى متأكده ان الغدر فى دمك و عارفه و متأكده انك هتعملى اى حاجه عشان تخلى بالاتفاق اللى بينا ، لكن بالرغم من ده انا مكمله معاكى يا معلمه … عارفه ليه ؟
تهكمت عليها لواحظ مجيبه
_ عشان نارى و ﻻ جنه المعلم يا حلوه
اماءت رافضه و صححت لها مردده
_ ﻻ يا معلمه ، عشان انا عيزاكى تخرجى عشان تتمتعى بفلوسك اللى مكنزاهم على قلبك بدل ما تفضلى دفناهم تحت البلاطه و تدفنى انتى معاهم
رددت اخر كلماتها و هى تقف من مكانها و ترمقها بنظرات ناريه و تضغط على حروف كل كلمه تخرج من فمها و استطردت
_ و انا كمان ينوبنى من الحب جانب بدل ما استنى الحسنه اللى هيسبهالى المعلم ، فالاحسن ليا و ليكى اننا نتفق مع بعض من غير الطريقه بتاعتك دى
تنفست اﻻخيره بحده و هتفت بغل
_ ايوه يعنى عايزين فلوس كام ؟
اجابت و هى تشير بيدها و كأنها تشطر شيئ الى نصفين مردده
_ نص ارنب
لطمت صدرها صارخه بلهفه
_ كااام ؟ ليه كل ده ؟ و ﻻ دول من ضمن الاتفاق و يبقا فاضل لهم مليون و نص
اماءت نور هاتفه بتأكيد
_ لا .. دى فلوس لزوم المراقبه و التخطيط و الذى منه
اطرقت رأسها بضيق و اماءت موافقه هاتفه
_ امرى لله ، بس مين هيوصلهم الفلوس ؟
اجابتها نور بساطه
_ حد من رجالتك
اجابت بتنهيده حزينه
_ محدش يعرف مخابئ الفلوس غيرى انا و المعلم الله يرحمه و بصراحه اخاف اعرف حد مكان مخزن منهم و تبقا كارثه
امتعض وجهها و سألتها باهتمام
_ اومال ازاى اديتى السجانه فتحيه فلوس ؟
اجابتها بضحكه سوقيه
_ دى وليه غبيه … انا بعتها على مخزن من المخازن و قلتلها على مكان واحد فيه مبلغ كده صغير و لو كانت بتفهم كانت عرفت ان المخزن ده كله فلوس… مفيش حته فيه مفيهاش فلوس بس اللى يدور
لمعت عين نور و ابتسمت بحبور و رددت
_ طيب اقولك على حاجه ، استغنى عن كام الف تانيين نسكت بوقها بيهم و ابعتيها تجيب الفلوس للرجاله حاكم انا اخاف اقولك ابعتهم هما ياخدو الفلوس و يكتو !!
تعجبت لواحظ مما القته على مسامعها و رددت بدهشه
_ انتى مش قلتى ماليه ايدك منهم ؟
اماءت مؤكده و اجابت
_ ايوه لما تبقا الحكايه شغلانه هيعملوها و يقبضو فلوسها انما مخزن متروس فلوس ما اضمنش الصراحه
صمتت قليلا و عادت تنظر لها بخبث و رددت بحيره
_ هو المخزن ده فيه كام كده يا معلمه ؟
اجابتها بعفويه
_ فوق العشره مليون
تحشرج صوتها من اثر سعلتها و انسدادا مجرى تنفسها بلعابها من اثر الخضه و هتفت
_ و ده مخزن واحد من اللى عندك ؟
اماءت لواحظ بصمت فابتسمت نور و هى تردد
_ ربنا يزيد و يبارك
وضعت اﻻخرى يدها بخصرها و رددت بحده
_ انتى هتحسدينى بقا و ﻻ ايه ؟
اجابتها نور بضحكه رنانه
_ احسد مالى بردك ؟ ما المال ده مالى و مالك يا معلمه
ضربت على فخذها بفروغ صبر فاكملت نور حديثها هاتفه
_ مبدهاش , ﻻزمن تستغنى عن قرشين للسجانه فتحيه لان مفيش واحده بغباءها يا معلمه
زفرت باستسلام و رددت
_ شكلها كده مفيش حل غير ده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وضع يده حول خصرها و سحبها داخل احضانه و تراقصا على انغام الموسيقى الغربيه الهادئه فاقتربت من اذنه لتهمس بها حتى يستمع لها جيدا من ضجيج الحفل حولهما
_ انا اسفه
نظر لها بعدم فهم او هكذا ادعى لتبتسم له و تردد
_ على زله اللسان اللى خرجت منى من غير ما اقصد
تجهم وجهه على الفور فاحاطت وجه براحتيها و رددت برجاء
_ عشان خاطرى متكشرش ، انت عارف انا بحبك قد ايه ؟
اماء بصمت فعادت تتغزل به عله يسامحها على ذلتها
_ شكلك حلو اوى بالدقن يا سيفو … متحلقهاش
ضحك باستسلام و حرك رأسه مستنكرا طريقتها العفويه فى اضحاكه و ردد بحزم
_ نزلى ايدك الناس بتبص علينا
ضحكت بخجل و اكلمت رقصتها معه و لكنها عادت فور انتهاء الرقصه من الهمس باذنه راجيه بدلال
_ سيفووو … حبيبى ، لسه مضايق ؟
قبلها من كفها و ردد
_ ﻻ يا مولاتى خلاص بس ابقى خدى بالك اكتر من كده عشان انا بتحرق من السيره دى
اماءت بطاعه فانحنى يهمس لها بضيق
_ اللى اسمه رامى ده مشالش عينه من عليكى من اول الحفله ، انتى تعرفيه فعلا و ﻻ بيستهبل عشان يعملها حجه و يفضل متنح كده
ضحكت باستسلام على غيرته و ردد بعبث
_ غيووور …. خلاص هيسيب كل القمرات اللى فى الحفله دول و اﻻجانب و يبص لى انا ؟
تجعد جبينه من اثر استنكاره لحديثها و ردد
_ هو انتى ليه دايما مقلله من نفسك كده ؟
رفعت كتفيها تردد
_ عشان دى الحقيقه ، انا مش حلوه يعنى لكل ده
رفع حاجبه اﻻيسر و ردد بضيق مصطنع
_ على كده بقا انتى بتشككى فى ذوقى
لم تفهم ما يعنيه فوضح لها
_ يعنى بما انى شايفك جميله الجميلات و انتى بتقولى على نفسك كده ابقا انا يا اعمى يا ما بفهمش !!!
تعلقت بذراعه التى تجاورها و ارتفعت على اطراف اصابعها حتى تصل لمستوى طوله و رددت بتأكيد
_ انت حبتنى و انا فى اسوء حالاتى و مسجونه لانك محبتنيش بعنيك يا سيف … انت حبتنى بقلبك و قلبك هو اللى شايفنى
حرك رأسه رافضا و ردد بتأكيد و دعم
_ لا يا قمر … انتى احلى بنت شافتها عنيا و الكل شايف كده ،بس انتى اللى معندكيش ثقه بنفسك
تنهدت بحب و هيام على غزله فافاقها على صوته الغاضب
_ برده بيبص عليكى ، انا شكلى هعمل جنايه انهارده
توسلته و هى تحكم قبضتها على ذراعه
_ عشان خاطرى بلاش مشاكل الراجل معملش حاجه وكفايه طقم الحراسه اللى مخصصه لينا ، عشان خاطرى يا سيف
تنفس بحده و غضب و حاول كبح جماح عصبيته و لكنه وجده يتجه ناحيتهما فامسكها من كفها و ردد و هو يتحرك بها بعيدا عن نظراته
_ يلا نرجع الفندق كفايه كده
تحركت معه او بالاحرى سُحلت وراءه و هو يسحبها بحده حتى جاء صوت رامى من الخلف هاتفا بصوت عالى
_ دارين الشامى .. صح ؟
تسمرا مكانهما و هى تلعن تلك المصادفه فهى تذكرته من الوهله اﻻولى و يبدو انه لم يتذكرها بسبب نحافتها البالغه و ربما اجهادها ومرضها قد غير من ملامحها قليلا
التفت سيف و هو يضغط بقبضته الفولاذيه على راحتها الرقيقه حتى شعرت بطقطقه عظام اصابعها الهشه و وجدته يردد بصوت مخيف
_ خير يا استاذ رامى
ابتسم اﻻخير بحبور و ردد
_ شوفت افتكرتها ازاى ؟ اصل انا مستحيل انسى حد اتعاملت معاه قبل كده و دارين مش بس اتعاملت معاها ده احنا كنا اصحاب و جيران كمان
هل نعتها توا باسمها مجرداً من اى القاب ؟ انها حتما النهايه فلعنت بداخلها حظها العسر فمن بين مئات البلاد يأتى بها لاخر العالم بجنوب افريقيا لتقابله بتلك الصدفه التى لو كان احداً قصها عليها لقالت عنه كاذب او انه يهذى حقا
انتبهت لنظرات سيف لها الناريه بشده فابتسمت بتصنع و رددت
_ رامى الصياد مش كده ؟
تصنعت عدم التذكر علها تخرج من الموقف الذى هى فيه بسلاسه و لكن رامى ظل يتحدث و كأنه لم ينتبه لنظرات سيف الحارقه و التى تهدد باحراقهما معا و هو يردد
_ طيب انا و اخدت وقت على ما افتكرتك عشان شكلك اتغير كتير ، خستى و احلويتى
ماذا ؟ ماذا قال ؟ هل يتغزل بها امام زوجها ذلك المعتوه ؟ لتشعر به بجوارها و صدره يعلو و يهبط بعنف و شعرت باناملها قد فقدت الشعور بهم من اثر احتباس الدماء بهم من قوه احكامه لقبضته عليها فاستطرد رامى
_ انت عارف اننا كنا تقريبا مش بنفارق بعض غير وقت النوم ، ده حتى ده ساعات كانت دارين بتشبط تبات عندنا و مامتها كانت بتوافق لولا جمال بقا اللى كان بيرفض و ييجى ياخدها من عندنا فى نص الليل
مسح على وجهه براحته الحره و هو يبتسم سخرية من موقفه و ليس مما يسمعه و ردد بداخله بهذيان
_ و الله كتر خيره جمال انه كان بيرفض
و الاخر يكمل استثارته دون ان ينتبه
_ لحد بقا ما عمو هشام قرر يعزل و يومها انا و هى كنا زعلانين لدرجه اننا حاسينا ان روحنا بتتسحب مننا
ظل يحرك رأسه باستماع له و هو يرسم تلك البسمه المصطنعه على وجهه و اﻻخر يكمل
_ و بعد عزالهم بيومين هربت و جت عندنا تصور !!!!
اتسعت ابتسامه سيف و كأنه امام عرض مسرحى هزلى ليكمل رامى
_ و انا خبيتها عندى فى اﻻوضه بتاعتى و فضل اهلها يدوروا عليها لحد ما ماما الله يرحمها اكتشفت انها عندى فى اﻻوضه و جه جمال و عمى هشام اخدوها
نظر لها و ابتسم و ردد بمزاح
_ فاكره اليوم ده ؟
شعرت بسخونه تجتاح جسدها و رأسها و هى تتضرع للمولى ان يمر اﻻمر بسلام و لكن هيهات فنظرات سيف لها توحى بانه سيقتلها لا محال ليكسر صمته اخيرا و هو يردد بسخريه
_ واضح انكم بينكم ذكريات كتير اوى !!!
ضحك رامى بعفويه و هتف
_ بص … لو عايز تعرف كل كبيره و صغيره عنها من و هى عندها خمس سنين لحد ستاشر سنه انا معاك لكن من اول ما دخلت الجامعه بقا انقطعت اخبارها و انا بعدها سافرت مع بابا بعد موت والدتى و من ساعتها و انا بتنقل من بلد لبلد بحكم شغلى
ربت سيف على جانب ذراعه بقوه مفرطه هاتفا بحنق
_ لاااا ربنا يقويك … انا هستأذنك لان انت عارف اننا عرسان جدادا و ورانا برنامج طويل بكره
اماء رامى باستحسان هاتفا بتوديع
_ مع السلامه ، و لو احتاجت اى حاجه متترددتش لحظه انك تطلبها منى ده احنا طلعنا اهل
ردد سيف بصوت مختنق
_ طبعا
ليكمل هامسا بسخرية
_ هلاقى مين اقرب لمراتى منك
فتلتقط اذنها صوته الساخر لتنظر له بخجل و رهبه فى آن واحد فتجد احمرار حدقتيه و صوته المخيف الآمر
_ مش عايز اسمع صوتك لحد ما نوصل الفندق

ظل صامتا طوال الطريق و كلما حاولت التحدث ترددت و عادت للصمت لتنظر له نظرات مترجيه و يبادلها هو بنظرات متوعده فتضطر اسفه لاطراق رأسها اسفاً و حزناً على حظها العسر
وصلا باب الغرفه و فور ان دلفا القى بسترته ارضاً و اخرج علبه سجائره ليشعل بها صدره المتقد بنيران الغيره و ظلت وافقه مكانها تنظر له بترقب و وجوم لتبتلع لعابها برهبه و تنحنحت هاتفه
_ سيف !!
رمقها بنظره جامده و رفع سبابته فى وجها محذرا اياها من التطرق لاى امر من شأنه اثاره ثورته فابتلعت باقى حديثها بجوفها و اتجهت لخزانه الملابس لتُخرج منامتها الحريريه و دلفت المرحاض لتغير فستانها
خرجت لتجده لا يزال على وضعه جالساً بالشرفه فاقتربت منه بتوجس و جلست امامه على عجزتيها و اسندت راحتيها على قدميه و رفعت وجهها لاعلى تحدثه بمهادنه و صوت رقيق
_ ممكن تسمعنى بدل ما تفضل تبنى افكار فى راسك تزعلنا من بعض
هتف بحده اجفلتها
_ مش عايز اسمع حاجه ، و من فضلك سبينى دلوقتى لوحدى
امتعض وجهها بالضيق و نظرت له نظرات لائمه و هتفت بوهن
_ انت مين؟
رمقها بنظرات حاده رافعا حاجبه اﻻيسر و ردد
_ اخفى من وشى يا دارين دلوقتى
انتحبت بصمت و ترقرقت عينها بالعبرات و اتجهت للفراش لتزيل عنه الغطاء و تندثر اسفله و ظلت تبكى بصمت فاستمع لصوت بكاءها ليتنهد بضيق و اتجه خارج الغرفه ليجلس ببهو الفندق يرتشف قهوته حتى يهدأ و لكن هيهات فعقله ظل يرسل له لمحات من حياته من لحظه ان رأها حتى تلك اللحظه و ما مر به معها و لاجلها فقوس فمه بضيق صارا على اسنانه بغل و ردد بداخله
_ ازاى اتسرعت كده ؟
لم يشعر بالوقت حتى شارف الصباح عن نسج خيوطه اﻻولى فتنبه عندما لمح اشعه الشمس تحجب حدقتيه و تشوش الرؤيه فنظر لساعته و تردد بالصعود لها و لكنه حسم امره بالنهايه و صعد لغرفته و فور ان دلف وجدها تجلس متربعه بجسدها على الفراش تسند رأسها على قدميها
رفعت وجهها عندما استمعت لصوت خطواته فنظرت له بحزن و معاتبه فاقترب منها و جلس بجوارها و استهل حديثه معها هاتفا
_ البسى عشان ننزل نفطر
اجابته بضيق
_ ﻻ مليش نفس تقدر تنزل انت لو جعان !!
سعل سعله صغيره ليزيل حشرجه صوته الغاضب و اتجه لخزانه الملابس لتغيير ملابسه التى ما زال يرتديها منذ ليله امس و حدثها مره اخرى
_ انا نازل … لو غيرتى رأيك حصلينى
لم يجد منها اى رد فعل او تجاوب معه فعاد بجسده هاتفا بحده
_ اظن ان المفروض انا اللى اخد الموقف ده مش انتى !!
من بين ما مرت به فى حياتها كانت تلك المره الاصعب على اﻻطلاق للتحمل فرددت بحزن و استنكار
_ موقف ايه الللى عايز تاخده منى يا سيف ؟ انت عايش مع دماغك فى حته لوحدك و مش بتحاول تسمع منى اى مبررات و ….
صاح بحده مقاطعا اياها
_ مبررات ايه اللى عيزانى اسمعها ؟ مبررات على حياتك اللى كلها غلط فى غلط و مستغربه ليه دخلتى السجن ظلم !! اللى زيك كانت ممكن تتقتل من كتر الاستهتار اللى هى فيه و محدش يحس بيها الا لما ريحتها تعفن
طعنه حاده بنصل حامى اخترق قلبها فشعرت بالم حاد يعتصر قلبها و هو يكمل
_ جواز فى السر و مرمطه و قبلت ، لبس لا بتاع مجتمعنا و ﻻ يتناسب مع ديننا و قلت اوجهك بعدين ، لكن بجد مش متصور انك توصلى للمرحله دى ابدا و اهلك دول فين من كل ده ؟
صاحت بغضب معترضه على اسلوبه الفج
_ انت بتقول ايه ؟ ده واحد متربى معانا زيه زى جمال و انا كنت عيله صغيره و ….
قاطعها صارخا
_ انا مش عايز اسمع مبررات ، سبينى افكر فى حياتى هتمشى ازاى بطريقتك دى
بكت و انتحبت و رددت و لا تزال آثار البكاء تحفر وجنتهيا
_ للدرجه دى شايفنى وحشه اوى ؟ اومال اتجوزتنى ليه ؟
ردد بتلقائيه و اندفاع غير محتسب لعواقب حديثه
_ كانت غلطه
ارتد جسدها للخلف و استندت على الحائط خلفها بعد ان شعرت بالدنيا تميد بها و رددت ببكاء
_ غلطه !!!
ابتلعت غصه الم ، غصه بكاء ، غصه انكسار و تخاذل و اطنبت
_ عموما فى ايدك تصلح الغلطه دى بدل ما تفضل تفكر ازاى تتعايش معاها
ادار لها ظهره و عقد ساعديه خلف ظهره و نظر امامه لضوء الشمس الساطع امامه و تلك المناظر الطبيعيه التى من المفترض ان تُشعر المرء بالراحه و السكينه و لكنها لم تهدئ ابدا من روعه و ظل صامتا لتردد هى
_ انا بجد مش مصدقه نفسى … مش مصدقه اننا بنتخانق بالشكل ده بعد اسبوع من جوازنا
ارتفع صوت تنفسه و تهدجه و ردد بصوت خشن
_ بلاش تستفزينى دلوقتى يا دارين انتى عارفه انى عصبى و مش بقدر اتحكم فى ردود افعالى فمن فضلك للمره اﻻخيره بقولك اقفلى كلام لحد ما اهدى
صاحت بحده
_ تهدى من ايه ؟ انت بتتكلم عن حاجه حصلت مش من قبل ما اعرفك و بس ده من و انا طفله و مكانش بينا اى حاجه غيرر…..
رفع يده امام وجهها ليسكتها و ردد بغضب اهوج
_ انتى ليه مصره تشوفى اسوء ما فيا ، بقولك اسكتى يبقا تسكتى … مش عايز ﻻ اسمع تبريرات و ﻻ كلام فى الموضوع ده
زفرت بانفاس حارقه و جلست على طرف الفراش تكمل بكاءها و شقاءها ، تلعن حظها العسر الذى دائما ما يوقعها بمصائب جمه و رددت بصوت ضعيف
_ انا عايزه ارجع مصر
اماء زافرا بحنق
_ هشوف اول طياره ميعادها امتى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلفت بخطوات عسكريه منتظمه و صاحت بصوت عالٍ
_ نور البرهومى … زياره
تلكئت بخطواتها الكسوله و وقفت ترفع عباءتها البيضاء بشكل سوقى تتشدق بفمها بلبانه تردد
_ مين اللى جاى يزورنى يا ريسه ؟
سحبتها من ذراعها بقسوه و اخشوشنت بحده مردده
_ تعالى يا اختى ده المحامى بتاعك
خطت بقدمها بخطوات متعجله من اثر سحبها من قبل السجانه و وصلت لاعتاب مكتب رئيس المباحث و رفعت يدها تحييه بالتحيه العسكريه و تركتها امام الباب فتنحنحت و دلفت مطرقه رأسها لاسفل لتستمع لصوت وائل هاتفا
_ تعالى يا نور
انتبهت لتؤدى على الفور التحيه العسكريه هاتفه باحترام
_ تمام يا فندم
ابتسم و اشار لها بالجلوس و عماد ﻻ يزال جالسا يتابع بصمت فجلست و ردد اﻻول هاتفا
_ بما ان عماد عرف بشخصيتك الحقيقيه قلت بلاش خروج بالليل و نتقابل هنا احسن
اماءت بطاعه و هتفت
_ تمام يا فندم
سألها بحيره
_ ايه اخر اﻻخبار ؟
اجابته بدقه
_ لواحظ مستعجله جدا و بدءت تفقد حذرها لدرجه انها قالت لى على شويه اسرار مهمه جدا يا فندم
استمع لها تكمل
_ المخزن اللى راحت له فتحيه ده واحد من ضمن كذا مخزن فيهم فلوس متلتله لدرجه انها قالت ان المخزن ده فيه اكتر من عشره مليون
لمعت عين عماد و تدخل هاتفا
_ طيب ما تهجمو يا وائل و تصادرو الفلوس دى
اماء وائل هاتفا
_ هشوف اوامر اللوا طلعت الاول و …
قاطعته نور باحترام
_ اسفه على قطع كلامك يا فندم بس مش هينفع
تعجب من رفضها و سألها
_ ليه ؟
اجابت بتفسير
_ لان ممكن يكون ده طُعم منها عشان تتأكد منى ، و لو شكت فيا ساعتها الخطه كلها هتبوظ
اماء لها باستحسان و نظر لها عماد بنظره اعجاب لذكاءها و تفانيا بالعمل فاخرج علبه سجائره و قدم منها لوائل و ناولها لنور هاتفا
_ اتفضلى
ضحكت باستسلام هاتفه
_ ده انا ما بصدق الليل ييجى عشان ابطل شرب سجاير ، و انا اصلا مش مُدخنه
تعجب مما تفوهت به و ردد بذهول
_ ده انتى طول الوقت السيجاره فى ايدك
اجابت بحزن
_ ظروف الشغل يا فندم هعمل ايه بس ؟
ابتسم لها و ردد بمدح
_ بس بصراحه ما شاء الله عليكى ، انا نفسى كنت مقتنع جدا انك مسجونه
ضحك وائل هاتفا
_ ما اﻻستاذه كان نفسها تدخل معهد التمثيل بس والدها اللوا علاء الله يرحمه بقا دخلها الشرطه غصب عنها
لمعت عينه بدهشه و ردد بفضول
_ معقول !!! متقولش انها بنت اللوا علاء البرهومى الله يرحمه
اماءت موافقه فاعقب
_ انتى اخوكى ….
تنبه لنظرات وائل المحدقه به تحذره من التطرق لذلك اﻻمر الحساس فصمت فورا و ابتسم بتصنع فمسحت وجهها براحتها و ابتلعت تسأل بحيره
_ ايه اﻻوامر الجديده يا فندم ؟
ردد وائل بعمليه
_ خليكى زى ما انتى منيماها لحد ما سيف يرجع من اﻻجازه بتاعته ، هى كده كده مستنياه يرجع عشان التنفيذ
سألته
_ طيب و خطه التنفيذ ؟
ردد بتنهيده حائره
_ المشكله ان سيف عنده مشاكل اكبر من لواحظ فى الوقت الحالى فمش عارف اقرر و اللوا طلعت برده متردد فى المسأله دى
تدخل عماد للمره الثانيه مستوضحا
_ انا تقريبا فهمت خطتك يا نور و شايف انها كويسه جدا ، من ناحيه هتخلى لواحظ تثق فيكى و تقدرو تكملو القضيه و من ناحيه تانيه هتبعد شهاب البدراوى عنه لفتره كبيره
زفر وائل بضيق موضحا
_ و من ناحيه هتوقف حياته و حياه كل الى حواليه ، المسأله مش سهله زى ما اتنو فاهمين ﻻن دى حياه بنى ادم مش مشهد فى فيلم لعادل امام
رددت نور باستفاضه
_ يا فندم اللى فهمته ان سيف باشا واقع فى مشكله مع حد كبير و طالما حياته معرضه للخطر كده من كذا جهه يبقا ابدا منستخفش لا بقدرات لواحظ و اللى معاها و ﻻ بالناس اللى بره
اعقب عماد عليها مؤازرا
_ صح… و زى ما بيقولولو يوضع سره فى اضعف خلقه
هتفت تكمل
_ و لواحظ مش اضعف خلقه … دى حيه ليها جحور كتيره و لو منفذناش عن طريقنا هتتصرف و تنفذ لوحدها عن طريق الف حد ممكن يساعدها عشان الفلوس
تحير وائل و هتف اخيرا بعد ان طال به التفكير
_ انا ﻻزم اخد رأى رؤسائى قبل ما اتصرف فى اى حاجه و قبل كل ده ﻻزم اخد موافقه سيف نفسه لان لو وافق انه يعرض حياته هو للخطر فأنا متأكد انه مستحيل يعرض حياه عروسته للخطر ده
اطفئ عماد سيجارته بمنفضه السجائر و وقف يهندم زيه العسكرى و ردد بتأكيد
_ سيف لما يلاقينا كلنا موافقين على الفكره دى و سياده اللوا كمان موافق فى النهايه مش هيقدر يرفض ده لو اكدنا له انه الحل الوحيد و اللى هيشيل عنه و عن مراته الخطر
تنهد وائل تنهيده عميقه و ردد راجيا
_ اللى فيه الخير يقدمه ربنا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بحفل ضم اكبر رجال الاعمال و المشاهير ممن يتعاملون معه و يترافع عنهم دلف هو بهيئته المنمقه و بجواره عروسه الفائقه الجمال بذلك الفستان الابيض و المرصع بالالماظ و عارى الصدر لتشهق والدته من فرط سعادتها فور ان رأته هو و عروسه اخيرا و بتلك السعاده لتصدح الزغاريد بالقاعه و تبدء فقرات الحفل برقصه العروسين على اﻻنغام الهادئه الغربيه
تنوعت الفقرات ما بين الغناء و الرقص ليتفاجئ بظهور رفيقاه وائل و عماد اللذان احتضناه بفرحه و ردد وائل بمشاكسه
_ خلى عماد يقرصك فى ركبتك بقا عشان النحس يتفك
ضحك سعد بخفه و نظر له عماد بوجوم و ردد بحده
_ يا بنى بطل بقا و راعى مراكزنا شويه
لكمه لكمه خفيفه بكتفه و ردد بمشاكسه كعادته
_ عشان مبقاش انا المتجوز الوحيد اللى فيكم ، كده محدش هيبقا احسن من حد و لو واحد فيكم فكر يسهر بعد مواعيد العمل الرسميه يبقا يسلم على الشهدا اللى معاه
خرجت اصوات ضحكاتهم العاليه و وجوههم السعيده التى ملأت اجواء القاعه بالفرحه و السرور
ظل ينظر بساعته و يظهر عليه القلق و التوتر فانحنت نيللى تردد بمزاح
_ مالك يا سعد انت وراك ميعاد و ﻻ ايه ؟
ابتسم لها هامسا باذنها
_ اه ورايا ميعاد مهم جدا
تجهم وجهها و رددت بحده
_ انت بتتكلم بجد ؟
ضحك عاليا و هو يرفع يده لمشغل الموسيقى ليقترب منه احد العاملين فيهتف
_ شطبلى الليله دى الله يكرمك
نظرت له بحيره فابتسم و غمز لها بطرف عينه و همس باذنها مرددا بعبث
_ عشان نروح بدرى يا حبيبتى …. موحشتكيش ولا ايه ؟ دى امى كانت عامله علينا حصار الملكين كأنك مش مراتى
ابتسمت بخجل و اطرقت رأسها فابتسم لها بمكر و خلل اصابعه بخاصتها فور ان استمع لمنسق الزفاف يعلن انتهاء الحفل و اختتامها بآخر رقصه هادئه بين العروسين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفتا تتنظران بلهفه وصلولهما الى مطار القاهره بعد غياب عشره ايام ، فبالرغم من عودتهما مبكرا الا ان سيف قد علل سبب مجيئهما مبكرا لامر القضيه التى تتعلق بأمنه و سلامته فلم يشك احداً بعودتهما قبل الموعد
ارتمت دارين باحضان والدتها تحيط جسدها بذراعيها و احكمت قبضتيها عليها فشعرت فدوى بالغرابه و ردد هامسه لها باذنها
_ مالك يا دارين ؟
حاولت كبت مشاعرها الحزينه و عبراتها المتجمعه بقملتيها و رددت بصوت هادئ
_ مفيش يا ماما وحشتينى اوى
لم تبتاع اﻻمر و تفحصتها بعيون كالصقر لتقرأ ما بداخلها و ربتت على ظهرها هاتفه
_ الحمد لله انكم وصلتم بالسلامه يا بنتى
التفتت تنظر له و هو يسلم على والدته و رددت بموده زائفه
_ حمد الله على السلامه يا سيف ، يا رب تكونو اتبسطو
اماء لها صامتا باقتضاب و تحرك حاملا حقائبهما متجها لخارج ابواب المطار و ودعهما عند اعتاب البنايه التى يقطن بها و لم يدعوهما للصعود معهما لشقة الزوجيه
دلفت غرفتها فورا دون تعقيب منها على اى امر و اتجه هو للغرفه اﻻخرى يريح جسده من عناء السفر لتجلس هى على الفراش تتنهد بحيره و تفكر هل انتهت القصه عند هذا الحد ؟ هل استيقظت من حلمها الوردى على ذلك الكابوس الذى لا تستطيع اﻻستيقاظ منه ؟ ام ان ذلك هو واقعها اﻻليم و ما كان بينهما كان مجرد هذيان و تخيلات عقلها المريض الذى يبحث عن اى قشه ليعيش الرومانسيه التى تفتقدها ؟
مشت بخطوات حثيثه متوتره تجاه الغرفه اﻻخرى و طرقت بانامل مرتعشه على الباب فردد بصوت جامد
_ ادخلى
دلفت بتوتر و سألت
_ مش جعان ؟
رفع وجهه عن الهاتف الذى كان يعبث به و ردد
_ شويه و هنزل اجيب اكل
رفضت معلله
_ الديب فريزر مليان اكل بس عرفنى عشان اسخنه
اماء لها و توجه للخارج و هى متسمره مكانها لتجده يتخطاها تاركا اياها بمفردها متجها للمطبخ فتبعته مردده
_ شوف بس عايز ايه و انا اعملوهولك
امتدت يدها لتمسك منه اﻻناء فدفع يدها بقسوه للخلف ليسقط ارضا فينكسر ﻻشلاء و تتبعثر قطعه بكل ركن من اركان المطبخ
احتدت تعابيره فزفر بضيق و انطلق خارجا من المطبخ فتحركت خطوه واحده للوراء حتى ﻻ يرتطم بجسدها و لكنها دعست على قطعه من الزجاج فجرحت قدمها و خرجت منها صرخه الم عفويه ليلتفت لها بخضه و ينتبه لنزيف الدماء المتساقط من قدمها فهرع ناحيتها و ردد بخضه
_ متتحركيش اﻻرض كلها ازاز و انتى حافيه
ابتلعت لعابها بغصه متألمه و ظلت واقفه حتى جمع الزجاج من اﻻرضيه و فتح صندوق اﻻسعافات و اجلسها على المقعد الموضوع بالمطبخ و انحنى ليضمد لها جرحها فنظرت له باسى و رددت متألمه
_ احنا ليه بقينا كده ؟
تنفس عميقا و طرد الهواء من رئتيه بحده و لم يعقب فعادت تردد
_ طيب هنفضل كده لامتى ؟
رفع بصره بلمحه صغيره ينظر لها و عاد يركز بصره على تضميده جرحها و كأنه يحذرها من التمادى بالحديث
انتهى من مهمته و انتفض واقفا متجها لغرفته فاوقفه صوتها الحزين
_ خلاص يا سيف لو حابب نتطلق انا معنديش مانع
التفت ينظر لها بعيون ناريه و ردد بحده
_ انتى زنانه ليه كده ؟ ليه كل ما اقولك اسكتى بتفضلى تتلكمى ؟ و كأنك مصره تخرجينى عن شعورى !!
سألته بحزن
_ ما انا عايزه افهم كل ده ليه ؟ و متقنعنيش انه بسبب رامى ، انت عارف عنى كل حاجه و ده موضوع تافه لكن انت ندمت على اختيارك
اجابها بضيق
_ و ليه مقلتيش ان الغيره حارقه قلبى
اجابته بتنهيده
_ و انا متصرفتش اى تصرف يخليك تغير و مش منطقى انك تغير من حاجه ملهاش اساس و كانت و انا طفله
اجابها بتحفز
_ و سيره الزفت اكرم اللى كل شويه تجبيها ؟؟
رددت و هى تبادله النظرات الواجمه
_ مش بقول عنه غير قد ايه انا كنت غلط فى اختيارى ! و قد ايه بكرهه… مش بحلم بيه و دايما بنادى عليه و انا نايمه زيك يا سيف
احتدت تعابيره و صرخ بها
_ انتى بتقارنى مين بمين ؟ نسرين مينفعش تتحط فى مقارنه مع الحيوان ده و اخر مره احذرك انك تجيبى سيرتها تانى بالشكل ده
ضحكت ساخره و رددت
_ نفس الفكره اللى مش قابلها على نفسك بس قابلها عليا ، فى كل فرصه تتكلم عنها و كأنها ملاك… و هى الفكره واحده هما الاتنين مهما كانت ظروف جوازنا بيهم بقو ماضى و مينفعش نتكلم عنهم
ردد بحنق
_ انتى غيرانه من واحده ماتت و بين ايدين ربنا ؟
ضحكت بعفويه و هتفت
_ على اعتبار ان اكرم قاعد جنبنا على السرير ، ما هو مات هو كمان بس هو مات بعد ما انا اتطلقت منه لكن هى و زى ما انت قلتلى فى اول يوم جوازنا انها مراتك و هتفضل مراتك ، مش كده يا سيف ؟
امتعض وجهه و تحدث بحده و غضب
_ انتى ازاى قدرتى تحورى الموضوع و تخلينى انا المتهم هنا ؟
رددت بجمود
_ احنا اﻻتنين غلطانين يا سيف و ما اظنش اننا بعد الكلام ده هنقدر ننساه لبعض ابدا
التف حول نفسه يلف و يدور بانحاء الغرفه فاتجهت هى لحقيبتها التى ﻻ تزال مطويه و امسكتها فنظر لها بنظره ناريه و ردد متسائلا
_ انتى رايحه فين ؟
اجابته بثقه
_ عند اهلى و لما تعرف انت عاوز ايه تعالى و انت عارف العنوان
اقتنص ذراعها بحده و صرخ بها
_ مفيش خروج من هنا و ﻻ فكرانى عيل قدامك ؟
انتزعت يدها منه بشراسه بعد ان فقدت طاقتها على التحمل و رددت بحده
_ انت عايزنى افضل لحد ما انت تقولهالى فى وشى ؟ خد قرارك و بلغنى بيه فى بيت اهلى
هلل بحده
_ انا قلت مفيش خروج و كفايه استفزاز فيا لحد كده
ضحكت بسخريه و ردد باستثاره
_ انا عرفت ليه مراتك كانت بتخرج من وراك ، عشان تحكمك اللى زايد عن الحد ده …. تلاقيك كنت حابسها زى ما عايز تعمل معايا عشان كده كانت بتخرج من غير اذنك
هنا لم يتمالك نفسه من شده غضبه و اتجه ناحيتها بخطوات ناريه ففزعت من شكله و ايقنت انها ايقظت الوحش الكامن بداخله لتعود للوراء فزعا و رعبا من شكله المخيف و تتقلص بينهما المسافات حتى اصبحت حبيسته فانحنى قليلا و ردد بصوت جامد
_ كنت حابسها خوف عليها مش تحكم فيها يا دارين ، و هحبسك حب فيكى مش تملك منى
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
استيقظت من نومها على صوت طرقات خفيفه على باب غرفتها فانتبهت على الفور و نظر لذلك النائم الى جوارها فلم ترد ايقاظه لذا تسحبت بهدوء و ارتدت مئزرها و فتحت الباب لتجد الخادمه تهلل بصوت عالى
_ ست نيللى ….
قاطعتها الاخيره بامتعاض وجهها و رفعت يدها امامها تهتف هامسه
_ وطى صوتك …. فى ايه ؟
اجابتها بهمس
_ الست الكبيره تعبانه اوى
لمعت عينيها بخضه و التفتت تنظر خلفها لتتأكد هل التقط سمع زوجها ما قالته الخادمه منذ لحظه لتجده لا يزال يغط بنومٍ عميق فدفعتها براحتها و اتبعتها و اغلقت الباب وراءها و رددت
_ طيب تعالى معايا
نزلت الدرج بلهفه حتى وصلت غرفه حماتها و دلفت بقلق تردد
_ مالك يا ماما ؟
لم تجيبها و ظلت تصارع الالم باكيه فاتجه‍ت لخزانه ادويتها و سألتها باهتمام
_ طيب اخدتى العلاج ؟
اشارت بيدها رافضه و رددت باجهاد و تعب
_ مش بيعمل حاجه يا بنتى …. كلها مسكنات و بس
اقتربت منها نيللى و اتكئت بجوارها تمسد لها رأسها و رددت برجاء
_ انا عارفه قد ايه انتى تعبانه و عشت ده مع بابى الله يرحمه ، بس عشان خاطرى و خاطر سعد لازم تحاولى لان اﻻستسلام ده مش حل
وقفت و اتجهت لتناول الادويه و عادت حامله كوب المياه و ناولتها اياه و رددت برجاء
_ يلا يا ماما عشان خاطرى
ابتلعت اﻻخيره الدواء و ربتت على وجهها هاتفه باستحسان
_ ربنا يكرمك يا بنتى و يسعدك انتى و سعد ، و حقك عليا
رمقتها بنظره مستفسره فضوليه و سألت
_ على ايه بس ؟
اجابتها بحزن
_ بوظتلك الصباحيه يا بنتى و …
قاطعتها نيللى ببسمه هاتفه
_ خالص مش زعلانه ابدا غير عشان تعبك و مردتش اصحى سعد لانه نام متأخر اوى امبارح
ابتسمت لها تهتف بفرحه
_ الف مبروك و ربنا يسعدكم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر يومان على عودتهما و حالهما كما هو ، ينام هو بغرفه الضيوف و تنام هى بغرفه نومهما بل و لا يتشاركا حتى الطعام فتنام و دموعها على وجنتيها تتسائل ماذا حدث حقا بين ليله وضحاها ؟ و هل اخطأت ؟ و حتى و ان اخطأت فهل خطأها كبير لهذا الحد ؟
استيقظت كعادتها برجفه من جسدها على اثر ذلك الكابوس المتكرر الذى لازمها فى اﻻيام اﻻخيره لتجد نفسها تقف وسط بركه مياه سوداء ترتدى نفس فستانها اﻻسود الذى ارتدته بحفل خطوبتها و كلما حاولت التحرك كلما تعثرت بفستانها و لم تستطع الخروج لتجده امامها يقف ببركه اخرى فتناديه و لكنه كأنه اصم لا يسمعها و لكن اليوم اختلف الحلم قليلا عن اﻻيام الماضيه لتستمع لصوت اطرب اذنها بآيات من صوره البقره
جلست على الفراش تحاول طرد اثار الكابوس المتكرر الذى تعاصره و لكنها تعود لتسمع صوته يرتل نفس اﻵيات التى سمعتها بحلمها لتتأكد ان ما سمعته حقيقه و قد تداخل مع حلمها
ارتدت منامه محتشمه اعتادت على ارتداءها منذ عودتهما من الخارج و خرجت متجه للمطبخ و جهزت له اﻻفطار و عادت لتطرق عليه الباب فاسمتعت لصوته مرددا
_ ادخلى
دلفت بخطا متردده و رددت بصوت منخفض
_ جهزتلك الفطار
اماء بصمت فولجت للخارج و تبعها هو و جلس على مائد الطعام فوجدها و قد جلست على اﻻريكه الملحقه بغرفه الصالون فهتف بصوت عالٍ نسبيا حتى تسمعه
_ مش هتفطرى ؟
اجابته بايجاز
_ مليش نفس
ترك ما بيده و اتجه صوبها و ردد بتسائل
_ اخر مره اكلتى امتى ؟
رمقته بنظرات معاتبه و اطرقت عينها حتى لا تتلاقى مع مقلتيه المتفحصتين و رددت بصوت مبحوح
_ مظنش انها حاجه تفرق معاك
احتدت تعابيره و حرك رأسه رافضا حديثها و وقف مكانه هاتفا بضيق
_ شيلى اﻻكل انا مش عايز اكل
فعلت ما امرها به دون تعقيب و دلفت غرفه نومها و اغلقت عليها الباب لتشعر بالم حاد يخترق قلبها و لكنها كانت و ما زالت تحاول دائما الهروب من واقعها بالنوم لفترات طويله و حتى تلك الوسيله الوحيده المتاحه لها اصبحت تؤرقها بالكوابيس فظلت تبكى بانهيار لتتقلص عضلات معدتها و تشعر بالم حاد بداخل بطنها تعلمه جيدا لتردد بضيق
_ مش وقتك خالص
دلفت المرحاض المغلق بالغرفه لتتأكد ان زائرتها الشهريه قد اتت لتردد بضيق
_ لا وقتك و لا ميعادك
لتزفر فى ضيق فهى لن تجرؤ على ان تطلب منه شراء المستلزمات النسائيه التى تحتاجها و لن تجرؤ ايضا على الخروج من المنزل بعد آخر مشاده كلاميه منهما و ما اعقبه ذلك من تبعات
فلاش باك***
_ و هحبسك عشان بحبك
ابتلعت لعابها من نظراته النهمه لها فقوست فمها بضيق و رددت باستنكار
_ ده بجد ؟ انت ازاى كده ؟ بعد كل الكلام اللى قلناه لبعض جاى بكل بساطه تقولى بحبك !!! ده على اى اساس ؟
رد عيها بنبره جامده و حاده
_ على اساس ان مكانش فى حد ماسك لي العصايه و بيقولى اتجوزك غصب عنى
رددت بسخريه و هى تضحك بطريقه مستفزه
_ مش كانت غلطه ؟ ايه اللى جد ؟ و لا احتياجات جسمك دلوقتى بتقولك عدى اللى حصل !!
حقا ماذ قالت ؟ هلى اتهمته توا بالشهوانيه و اتهمته منذ قليل بسوء معاملته ليس لها وحدها و لكن لزوجته الراحله فامتعض وجهه و ردد بصوت خشن
_ عارفه اليوم اللى اخلى غريزتى هى اللى تمشينى يا دارين … هو نفسه اليوم اللى هتجوز بدل الواحده اربعه و بشرع ربنا عشان مفيش واحده فيهم تجرؤ انها تمسكنى من ايدي اللى بتجوعنى زى ما بيقولو ، بس انتى غبيه و هتفضلى غبيه بتصرفاتك و اخطاءك اللى مبتخلصش
دفعته من امامها و صرخت بقهره
_ واخره اللى احنا فيه ده ايه ؟
ابتسم بنفور و ردد
_ زى ما قلتى بالظبط ، بعد اللى قلناه لبعض ما اعتقدتش حاجه ممكن تصلحه
بكت و رددت بحريق قلبها
_ يعنى ؟؟
اجاب و هو يبتعد عنها خطوات كبيره
_ يعنى تسكتى لحد ما الاقى حل يخلينا ﻻ نوجع اهالينا و ﻻ نشمت حد فينا
تفهمت معنى حديثه جيدا فكتمت عبراتها المنسابه من مقلتيها رددت بفضول
_ و لحد ده ما يحصل ؟
ردد و هو يوليها ظهره
_ متتعامليش معايا نهائى يا دارين عشان مبقتش ضامن نفسى و ﻻ ضامن هقدر اتحكم فى غضبى لحد امتى ؟
رفعت حاجبها و رددت بثقه زائفه
_ و ليه كل ده ؟ ودينى لاهلى و انا كفيله اخلصلك الموضوع ده فى خمس دقايق و متقلقش اهلى محدش فيهم لا هيتكلم و ﻻ هيشمت
اتجهت لتجهيز شنطتها فامسكها من ذراعها بحده و ردد بصياح عالى
_ اسمعى عشان مش هكرر كلامى تانى … خروج من البيت من غير اذنى مفيش و لحد ما انا اشوف الوقت المناسب …و لحد الوقت ده ما ييجى فانتى مراتى يا هانم و متنسيش نفسك
سألت بتحدى
_ يعنى ايه ؟
اجاب بقوه
_ يعنى مفيش خروج من البيت يا دراين و من غير نقاش على اﻻقل لحد ما اجازتى تخلص و ابقا اشوف هتصرف ازاى ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استمع لصوت رنين هاتفه و هو يدخن بشراهه لم يسبق لها مثيل فنظر لشاشته ليجد والدته التى تقريبا تهاتفه يوميا لتطمأن عليه فاجاب بهدوء
_ ايه يا امى عامله ايه ؟
رددت بلهفه
_ الحمدلله يا سيف …. انت عامل ايه ؟
اجابها بتصنع
_ تماما يا ماما الحمد لله
تسائلت بحيره
_ صوتك مش مبسوط !!
رد عليها محاولا اخفاء ما يمر به و ﻻ يعلم سببه حقا
_ ابدا … بس حكايه القضيه و الشغل دول شاغلين بالى شويه و مش لاقى حل
صمت قليلا ليتنهد و هتف
_ قوليلى صحيح هايدى بنت خالى اخبارها ايه ؟
تعجبت من سؤاله و رددت
_ ايه اللى جابها فى بالك ؟
ابتسم و ردد
_ مفيش … هو فيها حاجه لما اسأل على بنت خالى ؟
هتفت بدهشه
_ ﻻ مفيهاش ، بس مش منطقى يعنى انك تسأل عليها بعد اللى حصل منها !
تنفس بعمق و ردد
_ هو انتى معرفتيش منها اذا كانت راحت تانى للراجل الدجال ده و لا لأ؟
اجابته بدهاء
_ انت فى حاجه بتحصل معاك ؟
صمت فتأكدت من هاجسها فهتفت بحده
_ ده انا هروح اطلع البلا اﻻزرق على جتتها … قولى يا بنى فى ايه ؟
صمت و لم يجب فتخوفت من ان تكن استطاعت ان تنجح بفعلتها الدنيئه فشرحت له اﻻمر باستفاضه
_ اسمعنى يا بنى …. الحكايه مخلصتش على العمل اللى عملته على الصوره و ملحقتش افكه
قاطعها بتقوس حاجبيه هادرا
_ بلاش كفر يا ماما الله يكرمك … انا لو بسألك فده عشان افهم لكن انا عارف و متأكد ان كل حاجه بامر ربنا
احتدت معه بحديثها و هتفت
_ و السحر مذكور فى القرآن و هى عملالك سحر التفرقه و انك تكره مراتك
صوت تنفسه العالى و الذى وصل لمسامعها جعلها تردد بلهفه و قلق
_ طيب فهمنى بس
صمت و نظر امامه فوجدها ترتدى ملابسها و تستعد للخروج فحدث والدته
_ هقفل معاكى دلوقتى و ارجع اكلمك تانى
انهت حديثها تنصحه
_ اقرى صوره البقره كل يوم يا سيف عشان لو فى حاجه تتحل
اجابها بيقين
_ بعمل كده يا ماما من غير ما تقولى
اغلق معها و اتجه لزوجته و ناداها بحده
_ داااارين
التفتت بخضه فرمقها بنظره حاده و سأل
_ رايحه فين ؟
اجابته بصوت ضعيف
_ نازله اشترى شويه حاجات
امال رأسه للجانب معترضا على تصرفها و قضم شفته السفلى بحده و ردد بسخريه
_ و الكرسى اللى انتى متجوزاه مش ممكن كنتى تاخدى منه اﻻذن مثلا ؟
لم تستطع الصمود اكثر فانهارت امامه باكيه و صرخت بقهره
_ كفايه بقا … كفايه يا سيف حرام عليك ، انا كنت عملت ايه عشان كل ده ؟
حاول التحدث فوجدها تمسح وجهها بحده و تتجه للباب فصرخ به
_ استنى عندك … انتى مش فاهمه ان نزولك فى خطوره عليكى ؟ ما انتى عارفه اللى فيها
ضحكت ساخره و رددت
_ يهمك اوى ؟
صر على اسنانه و ردد بضيق
_ بجد ؟ انتى عندك شك فى ده ؟
وضعت وجهها داخل راحتيها و عادت للبكاء و هى تجيبه
_ انا بقا عندى شك فى كل حاجه بعد اللى شفته ، و تصرفاتك…..
قاطعه ممسكا بكتفها و هزها بعنف
_ تصرفاتى ايه ؟ افتكر ان بالرغم انك انتى اللى غلطانه انا حاولت اصالحك لقيتك اخدتى الموضوع فى سكه الشهوه و الكلام الفاضى ده و مفيش راجل ممكن يقبل الكلام اللى اتقال ده ابدا على نفسه
ركز بصره تجاهها و هتف باصرار
_ يعنى لو روحى فيكى يا دارين مش هقبل ابدا الكلام ده
سحبت نفسها من بين قبضته و رددت بتعجل
_ طيب هنزل اشترى شويه حاجات و لما ارجع نكمل كلامنا
تعجب من عدم اكتراثها لكلامه فردد بحنق
_ قد كده كلامى مش مهم بالنسبه لك ؟
تحرجت منه فرددت بخجل
_ طيب سيبنى انزل و لما ارجع ….
قاطعه بضيق
_ ايه المهم اوى اللى عشانه عايزه تقطعى كلامنا ؟
اطرقت رأسها لاسفل و رددت بصوت حزين
_ هشترى حاجه من الصيدليه ؟
لم يصله اﻻمر فردد بحيره
_ علاجك خلص ؟
اماءت كذبا فردد بجمود
_ طيب انا نازل اشتريلك اللى ناقصك و راجع على طول
اتجه لتغيرر ملابسه فتحركت خلفه تردد بتوتر
_ ﻻ ﻻ مفيش داعى ، انا هنزل بسرعه و ارجع عشان كمان انت مستهدف و ….
ابتسم و هو يوليها ظهره يخلع عنه منامته البيتيه و التفت لها و ردد بصوت دافئ
_ خايفه عليا ؟
نظرت للارض و رددت
_ طبعا
اقترب منها و هو عارى الصدر و رفع وجهها لينظر لعينها التى يعشقها و هتف
_ لازم نتكلم يا دارين .. احنا خرفنا جامد اوى مع بعض
اماءت بصمت فهى حقا لا تجد اى قوه لتعارضه او تجادله و لكنها اصرت على رغبتها بالنزول معلله
_ طيب انا لابسه هنزل بسرعه و مش هتاخر
تفحصها بنظرات فضوليه و ردد
_ ايه الحكايه ؟ ليه مصره تنزلى بنفسك ؟
لم تجب لتتصبب عرقا فلاحظ هو ارتباكها ليفهم اخيرا سبب توترها و خجلها فردد بعبث
_ هى شرفت ؟
عضت على شفتيها بخجل فابتسم و ردد برقه
_ طيب اكتبيلى النوع اللى بتستخدميه على ما البس و لو ناقصك اى حاجه تانيه اكتبيها !
عاد بعض قليل ليدلف منزله يبحث عنها فوجدها خارجه من المرحاض بعد ان اغتسلت و ارتدت زى اﻻستحمام الخاص بها فابتسم لها و ناولها الفوط الصحيه و ردد بمشاكسه
_ تقريبا كل ما هشوفك بالبرنص هفتكر المره اياها
رمقته بنظره حزينه فابتسم لها و ربت على كتفها و ردد بحنيه
_ البسى و ارتاحى شويه على ما اجهزلك حاجه تشربيها و بعدها هنتكلم انا و انتى بهدوى يا ديدو … ماشى ؟
اماءت بصمت فخرج ليجهز لها الطعام فهاتف والدتها يسألها عن طريقه صنع الشوربه التى تشربها و عندما انتهى دلف غرفه نومهما فوجدها تنام بوضعيه الجنين متوقصه بجسدها تحيطه باطرافها و كأنها تحتمى من نفسها بنفسها فشعر بغصه تؤلمه لرؤيتها على هذا الحال فخرج و صنع لها مشروبا دافئا و عاد يمسد لها ظهرها بحنين هاتفا
_ ديدو … قومى اشربى اﻻعشاب دى هتريحك
ارتفعت بجسدها و جلست على الفراش و اخذت منه الاعشاب و بدءت بشربها بتمهل حتى انتهت فردد ببسمه منمقه
_ بالشفا ان شاء الله
زفرت زفره حزن و انكسار فامسك راحتها و ردد بجديه
_ نتكلم جد شويه ؟
اماءت صامته فاستطرد
_ احنا اﻻتنين غلطنا …. بس غلطى انا اكبر عشان كده انا اسف يا حبيبتى
لم تجيب و لم تعقب على حديثه و تركته يكمل
_ احنا يمكن نكون معرفناش طباع بعض ، عشان كده حصلت بينا المشكله دى
لمعت عينها و ردت باستثاره
_ انت عارفنى و عارف طباعى كويس و عارف اخطائى كمان اللى عايرتنى بيها يا سيف و كأنك ما صدقت تلاقى اى حجه عشان …
قاطعها معتذرا
_ اسف … بجد اسف ، غيرتى عمتنى بس برده انتى بتستفزى اللى قدامك و مش بتدينى فرصه عشان اهدا
حركت رأسها رافضه لحديثه فابتسم عندما فهم اعتراض ملامحها و ردد يفسر
_ طيب انا هفهمك مشكلتى عشان نتعامل بعد كده مع بعض من غير مشاكل
ركزت بصرها و انتبهت له و هو يستفيض بحديثه معها هاتفا
_ عيوبى انى غيور جدا و بخاف على الناس اللى بحبهم و فوق ده مبعرفش اتحكم فى ردود افعالى عشان كده ببعد عن محيط اللى قدامى لحد ما اهدى ، طبعا فى الشغل مبعرفش ابعد عشان كده دول بينوبهم النصيب اﻻكبر من عصبيتى ، لكن اهلى بقا
صمت ليتنفس اكبر قدر من الهواء و طرده خارجا و اعقب
_ انا هفكرك بموقف معين ، مع انى مبحبش افتكره بس مضطر
رددت برقه
_ لو بيضايقك بلاش احنا بنحاول نتفاهم و….
قاطعها مرددا
_ بس لازم ، فاكره الفيديو اللى بعته الحيوان اكرم ؟
اماءت بخجل و اطرقت رأسها بخزى فهتف يكمل
_ رد فعلى كان هيبقا عنيف اوى لولا انى بعدت لو تفتكرى يومين لحد ما اهدى و اقدر اوزن اﻻمور صح و فعلا بعد ما هديت حليتها من غير مشاكل
ابتسم و هو يتذكر ذلك اليوم و ردد بمشاكسه
_ فاكره اليوم ده و اللى حصل فى اوضتك ؟ كنت عايز افضل ابوس فيكى لحد ما ابوكى يقفشنا و يجوزنا فى ساعتها عشان يلم الفضيحه
ضحكت بعفويه و بكت بنفس اللحظه فاحتضنها و احكم ذراعيه عليها هامسا باذنها
_ اسف …. حقك عليا و كل الكلام اللى قلته كان من ورا قلبى
ازداد نحيبها و علت شهقاتها و هو يكمل
_ غيرتى عليكى خلتنى مفكرش بشكل سليم و خرفت فى الكلام ، انا اسف يا حبيبتى
سحبها داخل احضانه اكثر و اكثر و هتف بتوضيح
_ كل اللى طالبه منك انك لما تلاقينى بالحاله دى تبعدنى عنى و بس و انا اول ما اهدى برجع سيف اللى بتحبيه ، و انا فضلت اقولك سبينى و انتى مصره تتكلمى و تحكى
أجابت باكيه
_ منا كنت عاوزه افهمك ان الحكايه مش زى ما انت فاهم بس …
قاطعها هاتفا
_ مهما كان فى اى وقت تلاقينى بالحاله دى اعرفى ان البعد عنى غنيمه و مهما حاولتى تتكلمى او توضحى مش هفهم عشان كده ابعدى أحسن
مسح بيده على ظهرها و هو يردد
_ كنت حابس نسرين عشان كنت شغال فى المباحث و ليا اعداء و التهديدات كانت بتجيلى تقريبا كل يوم مش تحكم منى و ﻻ عند
قبلها من رأسها قبله طويله و اكمل
_ و مش بحبسك و ﻻ بقيد حريتك بس احنا اﻻتنين برده لينا اعداء و ﻻزم ناخد بالنا عشان محدش فينا يتوجع من فراق التانى
ابعدها قليلا عن احضانه و تفرس ملامحها التى يعشقها و استطرد
_ سامحينى و اعذرينى انا بحبك و بغير عليكى اوى وبخاف عليكى اوى اوى ، و مش عايز اى حاجه تأذينى فيكى يا دارين …. اول مره اغلط مستحقش منك انك تسامحينى و تنسيها ؟
اماءت و هى زامه شفتيها تحاول كتم شهقات بكاءها فقبلها من ثغرها قبله متمهله رقيقه اخبرها بها عما يشعر به ناحيتها و اعتذر بها عن كل ما عانته بسببه و بسبب تهوره و توسلها بها ان تصفح عنه فلم يتركها الا بعد ان بادلته اياها بشغف و عشق
ابتعد بعد ان اجتاحت تلك القبله مشاعرهما على حد سواء فابتسم و هو يشاكسها هاتفا
_ الضيفه دى جت فى وقت غلط خالص
ضربته على كتفه بتوبيخ مردده
_ بوظت شهر العسل و جاى تتكلم على دى !!
ابتسم بعد ان تأكد انها قد سامحته فردد
_ احنا رجعنا بدرى تلات ايام بس ، و انتى ضيعتى علينا تلات ايام برده يبقا خالصين
تذمرت بطفوله و رددت
_ و انا استفدت ايه من خالصين المهم ان شهر العسل باظ و خلاص
غمز لها بطرف عينه و ردد بمداعبه
_ اخلص المشكله اللى ورايا و انتى تودعى الضيفه بتاعتك و نرجع نسافر تانى يا ستى وﻻ يهمك .. هضيع تحويشه عمرى عليكى يا موﻻتى عشان بس ترضى عنى
قوست فمها و زمت شفتيها بحركات عفويه طفوليه و رددت بتذمر
_ اتاخرت يا حضره المعاون فى الصلح يعنى لو كنت بدرت كام ساع كان زمان……
صمتت عن اكمال حديثها بعد ان اعادته برأسها و شعرت انه وقح بعض الشيئ و لكن لم يفت اﻻمر عليه فردد بمكر
_ كان زمان ايه ؟ كان زمانه فى السرير مع بعض ؟
اطرقت رأسها ﻻسفل فضحك عاليا و ردد بمداعبه
_ ايه ده يا ديدو !! هو انتى بتفكرى فى قله اﻻدب انتى كمان ؟
اعتلت ملامحها نظرات محذره من اكمال سخريته عليها و لكنه لم يعبأ بها و اضاف بصوت اللمبى
_ معقول يا نوسه ؟ و انا اللى كنت فاكرك مؤدبه
دفعته فسقط عن الفراش و هو ﻻ يزال يقهقه عاليا و اعتدل بجلسته و عاد لجديته هاتفا
_ سبينا من الهزار و نتكلم جد شويه ؟
ابتلعت لعابها بقلق فسألها
_ اوعى تكونى متخيله انى مش واخد بالى منك ؟ انتى اخر مره اكلتى فيها كان امتى ؟
رددت بتلعثم
_ اول امبارح
لمعت عينه بنظره حاده و ضغط على اسنانه بغيظ و ردد بصيحه مفاجأه ارجفتها
_ قومى حالا قدامى عشان تاكلى و اياكى تهملى فى اكلك تانى … فاهمه ؟
رددت ببسمه عاشقه
_ فاهمه

نزل الدرج ليتناول افطار متأخر بعد ان استيقظ وقت الظهيره و لم يجدها بجواره فاغتسل و ارتدى منامه حريريه رجاليه و ارتدى فوقها مئزرها من نفس التصميم و اتجه لغرفه والدته ليجد عروسه تجلس بجوارها يتبادلا اطراف الحديث فابتسم بسرور لانسجامهما معا بعد ان تخوف اكثر من مره من ان يتصادما ولكن كل مره تثبت له زوجته انها ابنه اصول و ذات خلق عالى
تنحنح بخفه و ردد بصوت مشاكس
_ لاااا انا كده هغير جدا
ضحكت والدته و رددت بحب
_ كده يا سعد تغير على مراتك منى ؟
ابتسم و اقترب منها و انحنى يقبل كفها و ردد بعبث
_ ﻻ يا امى … انا هغير منها عليكى و شكلك هتحبيها اكتر منى و تنسينى يا ست الكل
ربتت على صدغه و هتفت
_ ربنا يسعدكم يا بنى
التفتت تنظر لها و عادت بنظرها اليه و رددت توصيه باهتمام
_ خد بالك من نيللى يا سعد ، نيللى بنت حلال و بتحبك و مش هتلاقى زيها يا بنى
احتضن زوجته و قبلها على مرئى و مسمع من والدته و ردد بغزل
_ دى روحى و عنيا يا امى
ابتسمت بحبور و هتفت بالمثل لنيللى
_ و انتى يا نيللى زى ما وصيتك ، ابنى عمره يا عاش مبسوط و جه اوان انه يتبسط
ضحك سعد الدين بعفويه و ردد بمزاح
_ اه يا نيللى و حياتى خلينى انبسط
ضحكوا جميعا و انحنى سعد مره اخرى يقبل كف والدته هاتفا بتضرع
_ ربنا يخليكى ليا يا امى و يطول فى عمرك يا رب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تقلبت فى نومها لتستيقظ على نفس الكابوس فتشهق بفزع و لكن تلك المره استيقظ سيف بجوارها بخضه هاتفا
_ بسم الله الرحمن الرحيم … فى ايه يا حبيبتى ؟
ابتلعت بغصه و رددت بصوت مختنق
_ كابوس … بقاله فتره بيجيلى ، تقريبا من يوم ما رجعنا
ابتسم لها بموده و ردد يسأل
_ عموما خير متحطيش فى بالك ، تلاقيكى بس بتفكرى فى الزعل اللى كان بينا ، بس الحمد لله اهو اتصالحنا و كل حاجه بقت تمام
حركت رأسها معترضه على حديثه و رددت برهبه
_ ﻻ يا سيف انت مش فاهم ، الحلم بيتكرر كل يوم بنفس التفاصيل و انا خايفه اوى
مسد ظهرها براحته و هتف
_ لولا ان النبى عليه الصلاه والسلام وصانا اننا منحكيش الكابوس كنت سألتك عنه بس انتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم و نامى و انا هقعد جنبك اقرى شويه قران لحد ما تروحى فى النوم
لم يتوقف اﻻمر عند هذا الحد فتكرر الكابوس يوميا حتى مل و ضجر و اصر على ان تقص عليه احداثه ففعلت و ربطت بين الحلم و بين ما سمعاه من الدجال الهندى وقت خطبتهما ليتجهم وجهه كثيرا فتلاحظ هى تغير معالم وجهه فتسأله بحيره
_ انت اتضايقت منى ؟
رمقها بنظره متعجبه و ردد بحيره
_ و هضايق منك ليه ؟
ابتسمت و ردد بحزن
_ مش عارفه بس وشك اتغير
اجابها ببسمه مصطنعه
_ ابدا يا حبيبتى ، بس مستغرب الحلم شويه و ربطك ليه بحكايه الدجال اللى كان فى المطعم الهندى
رددت بحيره
_ مش عارفه ، انا حسيت ان فى بينهم علاقه … مش يمكن الراجل ده يعرف حاجه ؟ تيجى نروحله !!
رمقها بنظره حاده وردد بغضب
_ استغفر الله يا حبيبتى ، معقول نمشى ورا الكلام ده برده ؟ انتى بس لو كنتى طاهره كنت خليتك مسكتى المصحف و قريتى سوره البقره و ياسين و انتى تبقى تمام
ابتسمت و رددت بخفوت
_ و مين قالك انى مش طاهره ؟
تعجب و رمقها بنظره فاحصه هاتفا باندهاش
_ ازاى ؟ انتى مش …
صمت قليلا لتردد هى و بسمه خجله ترتسم على وجهها
_ ما خلاص الموضوع كله اربع ايام يعنى
قضم داخل فمه بغضب و انتفض من مكانه يظهر تعابير شرسه على ملامح وجهه و ردد بصوت اجش
_ و مقلتليش ليه ؟ يعنى مش حرام عليكى !
ضحكت بصخب و رددت بخجل
_ اتكسفت
قفز مره اخرى على الفراش بجوارها و ردد و هو يسحبها داخل احضانه
_ طيب تعالى بلاش تضييع وقت
قبلها قبله شغوفه بادلته اياها فخرج عن سيطرته و اقتحم حصونها راسما معالم حبه و عشقه المتيم بها على جسدها الذى تآلف معه و كأنه خلق له ليرتمى باجهاد واضح على الفراش بعد ان انتهى و سحبها لتتكئ بظهرها على صدره مقبلا اياها اعلى رأسها و خلف كتفيها هاتفا بحب
_ فى Chemistry ( تناغم ) كبير اوى بينا
بللت طرفى شفتيها و سألت
_ فى ايه بالظبط ؟
تنحنح ردد
_ فى قله اﻻدب
ضحكت و ضربته على كفه المحيط بجسدها و رددت
_ ده فعلا ؟
ادارها و نظر لعينيها و سأله باهتمام
_ مش حاسه بيه ؟
اجابت بخجل زاد من احمرار وجنتيها
_ لا حاسه
سحب قدرا كبيرا من الهواء داخل رئتيه و ردد
_ يعنى فعلا عمرى ما اتبسطت كده فى حياتى
سألته بتردد
_ حتى مع نسرين الله يرحمها
اماء مؤيدا
_ حتى مع نسرين
اعتدل بجلسته و سحب سرواله الداخلى من على اﻻرضيه و ارتداه و تربع بجسده يخرج سيجارته و اشعلها و تنفس دخانها و ردد
_ ممكن اطلب منك طلب !!
رددت بحب و قلق و هى تلف جسدها بغطاء الفراش
_قول
اجاب بحرج
_ السنويه قربت و عايزك معايا
صمتت و لم تعقب فابتسم هاتفا
_ و اوعدك انى مش هضايقك بسيرتهم بعد كده
زفرت بحيره و قالت بانفاس متهدجه
_ انا مش مضايقه يا سيف ، بس بغير زيك بالظبط ، و عشان منضايقش بعض انا شايفه اننا ننسى الماضى و بلاش نتكلم فيه لا مع بعض و ﻻ بينا و بين نفسنا
شعر بالحزن من ردها فتجهم وجهه لتكمل هى
_ و مش بقولك انساهم ، بالعكس وفاءك ليهم ده حاجه جميله اوى بس من غير ما تجرحنى لانى بتجرح لما بحس انك بتحبها
احاط وجهها براحتيه و ردد بتأكيد
_ كل ما احاول ااكدلك انى محبتش حد قدك اﻻقينى مبعرفش اعمل كده ، بس حتى امى اخدت بالها ان حبى ليكى مختلف… و انا عايش مع ذكرى بيت و عيله بين ايدين ربنا و مش هزعلك تانى و اخليكى تغيرى منها
احتضنته و هتفت بحبور
_ انا بحبك اوى… و عشان بحبك هاجى معاك ، بس دى هتكون اول و آخر مره ليا معاك و انت بعد كده براحتك وقت ما تحب تروح روح بس من غيرى يا سيفو
ابتسم لها و اماء باستحسان و ردد
_ لو مش عايزه تيجى انا مش عايز اضغط عليكى
وضعت راحتها على فمه فسكت لتؤكد له
_ انا هاجى عشان بحبك و عشان اتعرف عليهم و بعد كده انت براحتك وقت ما تحس انك محتاج تروح لهم ،روح يا سيف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
التقطت اذنه رنين هاتفه بمكالمه مرئيه ففتح جهازه اللوحى حتى يستقبلها عليه فوجده مساعدة الذى ردد باحترام
_ شهاب بيه
ٍقال دون مقدمات
_ ايه الجديد؟
_ اجابه و هو يرتعش من الخوف
_ حاولت و الله يا شهاب بيه … فعلا كأن اﻻرض انشقت و بلعته ، محدش عارف حابسينه فين؟ و انا برجح انه محطوط فى معتقل سياسى من اياهم عشان السريه
اماء بحنق و ردد
_ يعنى كده انا اعمالى فى مصر ضاعت مش كده ؟
اجابه المساعد بمهادنه
_ مفيش حاجه مؤكده لحد دلوقتى يا فندم و كله هيبان بعد تحقيقات النيابه
سأله باطناب
_ و تحقيق النيابه امتى ؟
اطرق رأسه بخزى و ردد بصوت ضعيف
_ معرفش
ضحك بسخريه و ردد باستهزاء
_ و الله عال… محدش منكم عارف يجيب حتى معلومه صغيره زى كده
حاول الرد و لكنه اوقفه باشاره من يده و ردد بضيق
_ و اخبار العرسان ايه ؟
اجاب و هو يبتلع لعابه
_ رجعو من اسبوع و عليهم حراسه جامده جدا يا كبير
ضحك مره اخرى ساخرا و ردد
_ كده انا اتاكدت ان ناصر اتكلم و اكيد عرفو كل حاجه و عرفو انا عايز ايه !!
صمت المساعد فاكمل شهاب بتوعد
_ كل حد قصر فى شغله مش هسيبو و الكل هيدفع التمن بس اخلص من مشكله ناصر اﻻول
مسد المساعد لحيته بملامح مذعوره قرأها شهاب فردد يسأله
_ عارف الحكمه اللى بتقول اذا اردت شيئا بشده
صمت فاكمل عنه مساعده
_ فاطلق له العنان…
قاطعه شهاب بضحكه شريره راصدا تحفزات جسده و حركاته المذعوره و هتف
_ فى قانونى انا بقا اذا اردت شيئا بشده فاسرقه من صاحبه و تمتع به للرمق اﻻخير فالحياه لا تتكرر
نظر له ببلاهه لا يفهم مقصده فضحك شهاب على شكله و ردد
_ متشغلش بالك انت باللعب ده ، احنا الفتره الجايه هنلعب على المكشوف بس اخلص من ناصر عشان ملاقيش سكينه ضربتنى فى ظهرى من غير ما اخد بالى
اماء له مساعده بطاعه فمن يجرؤ على تحديه او حتى تصحيح افكاره ليغلق معه و يعود ليفتح هاتفه المعبأ بصورها و نظر لها هاتفا
_ انا متأكد ان هى ليله واحده اقضيها معاكى هتضيع الهوس اللى انا حاسه ناحيتك ده
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اجتمعت العائلتين بمنزل سيف كعاده للاحتفال بمرور اسبوع على الزواج و بالرغم من مرور اكثر من اسبوعين الا ان فدوى ارادت اﻻحتفال كى تتباهى بزوج ابنتها امام عائلتها ممكن شككو بغاليتها و من تحدث بسمعتها من وراء ظهرها
رحب سيف بالجميع من عائلة زوجته و عائلته ايضا ليتفاجئ بحضور هايدى بين الحضور فامتعض وجهه و نظر لوالدته باستياء و سحبها بعيدا عن اعين الجميه و ردد بحده
_ ليه جبتيها يا امى بس ؟
اجابته باستسلام
_ لقيتها جايه مع خالك …. كنت اعمل ايه و هو ميعرفش عمايلها ؟ و قالى انه جابها عشان محضرتش لا كتب الكتاب و ﻻ الفرح
زفر بحنق و غضب و ردد
_ طيب عينك عليها بقا احسن ترميلى عمل هنا و هنا انا مش ناقص
ربتت على كتفه واتجهت لهايدى التى كانت تضحك بتصنع على حديث بعض اقارب دارين و بنات خالاتها فسحبتها بعيدا وهمست لها
_ اسمعى ، اوعى تكونى ناويه على حاجه !
تجهم وجهها و رددت بحزن احسنت تصنعه
_ ليه كده بس يا عمتو ؟ انا خلاص شيلت الموضوع ده من دماغى و طليقى كلم بابا عشان نرجع لبعض و اهو يمكن قريب تسمعى خبر يفرحك
ابتسمت بفرحه و مسحت على ظهرها هاتفه بفرحه
_ ربنا يكملك بعقلك يا هايدى
تركتها و ذهبت لتطمئن سيف من ناحيتها فعادت تقف وسط تجمع الفتيات اللاتى ظللن يتحرشن بابنة خالتهم بوقاحه
_ بس الجواز نور وشك اهو يا دارين ، بس بتقدرى عليه ازاى ده بطوله ده كله ؟
ضربتها دارين على ظهرها بعنف و رددت
_ بطلو قله ادب بقا
ضحكت هايدى بتصنع و تدخلت بالحديث هاتفه
_ سبيهم يا دارين بيهزرو معاكى فيها ايه ؟
احمرت وجنتيها و رددت بحرج
_ ﻻ برده ميصحش كده
ضحكت و انحنت توهما بانها ستهمس لها و لكنها تعمدت ان يكون صوتها مسموع فرددت
_ انتى بس اصلك محظوظه
سألتها بحيره
_ لو قصدك على سيف ففعلا معاكى حق ، بس مش فاهمه ايه المغزى من الكلام ده ؟
ابتسمت بغل و رددت
_ لا اقصد انهم بيسألوكى عنه يعنى و انا ادرى الناس بيه فى المواضيع دى
انعقد حاجبى دارين بشده و هى تحاول ان تفهم ما تعنيه بالضبط فرددت بضيق بعد ان وجدت الجميع يحدق بها بشكل مبالغ فيه
_ انتى تقصدى ايه ؟
ابتسمت بسمه انتصار بعد ان تأكدت انها وصلت لمبتغاها هاتفه
_ هو سيف مقلكيش على مغمراته ايام الشقاوه و ﻻ ايه ؟ هو انتى فاكره انه شيخ كده طول عمره !!!
احتدت انفاسها بصوره كبيره و رددت بثقه زائفه
_ محدش اتولد ملاك يا هايدى ، المهم هو دلوقتى بقا ايه ؟ انما الماضى ده انا مليش فيه
ابتسمت بمكر و دهاء و هتفت باستثاره
_ صح معاكى حق ، بس هزعل اوى لو مستواه قل يعنى مش اكتر من كده
تعجبت الفتيات من جرأتها بالحديث لتردد دارين بحنق
_ انتى مش واخده بالك يا هايدى انك بتعيبى فى نفسك مش فى سيف؟ لان زى ما بتقولى كانت شقاوه شباب لكن للبنات بتكون اسمها قله ادب
نفرت عروق عنقها بعد ان ضحكت الفتيات من حديث ابنه خالتهن فرددت بغضب قاصده جرح كرامتها
_ ﻻااا… انتى مخك راح لفين ؟ انا اقصد على البوس مش اكتر يعنى اﻻمر متعداش بينى و بين سيف كام بوسه ، انما بقا الدور و الباقى على اللى سلمت نفسها لواحد بحته ورقه متسواش تلاته مليم و انت اكيد فهمانى
كورت قبضتها بغل و استعدت لتخوض معها حرب شرسه لن تُهزم بها حتى و ان زهقت روحها و لكن اوقفها صوت سيف القوى من خلفها
_ هاااايدى
استمع الجميع لصوته اﻻجش و المخيف فتنبه له الجميه لتلتفت دارين له فوجدته ينظر لهايدى بعيون محتقنه و انف منفوخ و شفتين مزمومتين صارا على اسنانه و ردد بصوت جهورى
_ لما تدخلى بيت محترم يا تحترمى صاحبته و تتعاملى بأدب يا رجلك متعتبوش تانى فاهمه و لا افهمك بطريقه تانيه ؟
دارت بينهما حرب نظرات قطعها خاله رشاد الذى اقترب على اثر صوته العالى يردد بدهشه
_ فى ايه يا سيف ؟
نظر له من اعلى انفه و ردد بضيق اعتمر فى صدره
_ اسأل بنتك المحترمه كانت بتقول ايه لمراتى من شويه ؟
حاولت الدفاع عن نفسها فرددت
_ عشان اهانتنى يا بابا و انا مقلتش حاجه غير الحقيقه
صرخ سيف يردد
_ بلاش كدب انا واقف و سامع كلامك كويس
ردت بعجرفه
_ و ايه الغلط فى كلامى ؟ هى مش كانت متجوزه بورق مزور و انت سترت عليها !!
رنت صوت صفعته التى لطمت خدها بشراسه فشهقت دارين بخضه من فعلته و امسكت يده ترجوه بعينيها فردد بحده
_ امشى يا هايدى قبل ما اقول كلام يخليكى تروحى من هنا تنتحرى من العار اللى هيركبك انتى و اهلك
لم يهمها اﻻمر فوقفت له بالمرصاد تصيح هى اﻻخرى
_ انت ملكش حق تمد ايدك عليا و انا معنديش حاجه اخبيها زى غيرى
سحبها رشاد بضيق و ردد و هو يتجه بها للخارج
_ بس بقا بطلى ، ايه الفضايح دى ؟ انا اللى غلطان انى جبتك معايا
تبعته و هو يسحبها للخارج فلم تكف عن اذيتها حتى القت بقنبلتها اﻻخيره هاتفه
_ ابقا قول لها انت ليه مخلفتش غير ميرا يا سيف متنساش ؟
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ذلك الصمت الذى ران بارجاء المكان ليتبعه مغادره الجميع ما عدا عائلتيهما الذين نظروا بعضهم لبعض فى انتظار ان يقطع احدهم حاجز الصمت بالتحدث إما بالسؤال عما دار او بالتفسير لما القي على مسامعهم و لكن كان الهدوء سيد الموقف
وقفت دارين تلملم اﻻطباق و الكؤوس المنتشره بارجاء الصاله فهبت ساره و ليلى لمساعدتها ليجلس سيف بمكان منزو قليلا يدخن سجائره بشراهه فاقترب منه والديه و الذى لم يشعر بهما الا عندما وضع طلعت يده اعلى كتفه هاتفا بصوت جاد
_ وحد الله يا سيف
ردد بضيق مستعر
_ لا اله اﻻ الله
جلسا بجواره فالتفت ينظر خلفه حتى يتأكد من عدم متابعه احد لهم فوجد الفتيات منشغلات بالتنظيم و تعاونهن فدوى و لم يجد اثر لصهريه جمال و هشام اللذان غادرا بصمت
اعتدل بجسده على المقعد الملحق بالشرفه و ردد بصوت خافت
_ انا مش عايز اتلكم فى حاجه عشان انا على اخرى
ربت عليه والده و ردد بحزم
_ انت لازم تتكلم مع مراتك عشان عقلها ميوديش و يجيب يا بنى
زفر انفاسه بضيق و ردد معاتبا
_ انا كنت متاكد ان هايدي ناويه على الشر ، و مش عارف ماما منين جابت الثقه العمياء ناحيتها
تأفف طلعت هاتفا
_ مش بنت اخوها و طول عمرها بتحارب عشان تجوزهالك !!!
رفضت تعليقه الساخر و المتهم لها و رددت تدافع عن نفسها مردده
_ انا هعرف منين بس انها بتفكر بالشكل ده ؟ انا ….
صمتت عندما ضحك سيف ضحكه استهزاء و ردد
_ مستنيه ايه من واحده عملت عمل ﻻبنك ؟ انتى بجد مش شايفه اللى بيحصل لى ؟ ده لولا ان الواحد بيعرف ربنا كان زمانى اتجنيت من المشاكل اللى ملاحقانى فى كل باب
حزنت لحزنه و بكت على حاله و رددت باعتذار
_ حقك عليا يا سيف … انت عارف انى مليش غيرك يا بنى ، و عمرى ما افكر اتسبب فى اذيتك
على الجانب اﻻخر من الفتيات رمقت ليلى دارين بنظرات فاحصه لهدوءها الشديد و الذى جعلها تتأكد انه هدوء ما قبل العاصفه فرددت تنصحها
_ ديدو … اوعى تتصرفى بجنان و تنوليها مرادها !!
تدخلت ساره تهتف بنزق
_ البنت دى اتجننت خالص ، بجد مش متصوره انها تعمل اللى عملته ده
هتفت ليلى مستفسره بدهشه
_ دى واقفه وسط الناس تقول بكل بجاحه ان سيف كان ….
صمتت عندما توحشت نظرات دارين نحوها محذره اياها بصمت من التطرق لهذا اﻻمر فصمتت على الفور و تسائلت بعينها عما تنتويه و لكن جمود جسدها و شرود نظراتها حال دون ان تفهمها و تفهم ما تنتوى فعله
سالت دمعه واحده فرت من عينها رغما عنها فلاحظتها ساره التى اقتربت منها على الفور تهدئها مردده
_ اوعى يا دارين تخلى حاجه تعكر عليكم حياتكم ، سيف بيحبك و حارب الدنيا كلها عشانك
لم تعقب و اكتفت بايماءه طفيفه من رأسها و قطع حوارهن صوت فدوى المنادى بخضه
_ داااارين !!
انتفض الجميع من لهفتهم بسبب صوتها الخائف و المذعور فهرع سيف و من معه للداخل و اقتربت دارين و من معها تجاه والدتها الممسكه بيدها ورقه مطويه بشكل غريب مدسوسه باحد اركان اﻻريكه لتردد بدهشه
_ ايه ده ؟
تعجبت دارين و اقتربت من والدتها وسط نظرات سيف الناريه و المهدده باحراق اﻻرض و ما عليها لتردد دارين بحيره
_ ايه ده يا ماما ؟
اجابتها بتحديق للجميع
_ ده عمل يا دارين
شهقت كل من ساره و ليلى و نظرتا بعضهما لبعض ، اما والده سيف فقد كانت بموقف لا تحسد عليه و هى تجد ابنها و زوجها ينظران لها نظرات اتهام و تخاذل فهتفت تردد
_ عمل ايه و جهل ايه بس يا فدوى ؟ استهدى بالله كده … ده ممكن يكون بتاع حد ناساه هنا و ..
قاطعتها فدوى بشراسه
_ ده عمل مش حجاب عشان يبقا بتاع حد
ابتسمت بتصنع و رددت
_ و انتى بتعرفى تفرقى ازاى بقا بين العمل و الحجاب
اجابتها و هى صاره على اسنانها هاتفه بحنق و هى تفتح الورقه لتجد طلاسم غريبه و اسمى دارين و سيف ملتحمين بعضهما البعض بكلمه فراق (دارينفراقسيف )
فسرتها فدوى بحذاقه مردهه
_ شايفه ده اسامى الولاد و بينهم كلمه فراق اهى واضحه زى عين الشمس
ارتبكت منار و لم تعد تستطع اﻻجابه عليها فلاحظ سيف ما حل بوالدته فتدخل على الفور ساحباً الورقه من يد حماته و ردد بحده
_ عمل و ﻻ حجاب اهو كله شرك بالله
اخرج قداحته و اشعل الورقه و نظر بهدوء لزوجته هاتفا
_ هاتى الطفايه دى يا ديدو
احضرت له منفضه السجائر فوضع بها الورقه لتحترق بداخلها بالكامل فتنحنح طلعت و ردد
_ سيف .. تعالى معايا انا عايزك
امتقع وجهه و لكنه رسم بسمه كاذبه على ثغره و ردد
_ الوقت اتأخر و اليوم كان مجهد للكل ، روحو نامو و بكره نتكلم
فهم طلعت نجله على الفور فهو خير من يعلمه و يعلم طباعه و فهم انه لن توجد قوه على اﻻرض ستجعله يتحدث بالامر اﻵن و بتلك اللحظه فاماء بصمت و سحب زوجته و ابنته هاتفا
_ طيب يلا بينا عشان نسيبهم يرتاحو
تحرجت ليلى و همست باذن حماتها
_ ما تكلمى جمال يجيى ياخدنا احنا كمان ايه اللى مقعدنا ؟
صرّت فدوى على اسنانها و رددت بحده طفيفه
_ انا مش ماشيه من هنا اﻻ لما افهم اﻻول !!
استمع لها الجميع فاقتربت دارين من والدتها تردد بمهادنه
_ مفيش حاجه يا ماما ، الموضوع خلص … روحى و بكره نتكلم
ردد سيف بتساؤل
_ هو عمى هشام و جمال فين ؟
اجابته ليلى
_ نزلو يقعدو على القهوه شويه على ما نخلص توضيب
ابتسم لها بامتنان و ردد
_ تعبناكى معانا يا ليلى بجد ربنا يخليكى
ابتسمت له بموده و رددت
_ على اي بس ؟ دارين دى اختى و انت كمان زى اخويا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اصوات صراخه العالي جعل الحراس يهاتفون وائل بذلك الوقت المتأخر ليعلموه بازمته الصحيه فتحرك اﻻخير عل الفور متجها لمكان سجنه السرى بعد ان قام كعادته بتضليل المراقبه التى يعلم انها تتبعه لمعرفه مكان حجزه
دلف بخطوات سريعه فوجد الطبيب و قد خرج توا من زنزانته فسأله بتوجس
_ ماله ؟ تسمم و ﻻ ايه ؟
بالطبع هو مستهدف و لم يثنى وائل فكره ان قام احدهم بوضع السم له و لكن الطبيب طمأنه و ردد
_ لا متقلقش … دى الزايده و لازم يتنقل للمستشفى عشان تتشال
زم شفتيه حنقا و ردد بفضول
_ مفيش حل غير ده ؟ ناصر لو خرج من هنا مش هيعيش لبكره
اماء الطبيب بتفهم و ردد بحيره
_ يا يموت من التسمم بالدم لما الزايده تنفجر يا نجازف بنقله للمستشفى ، اﻻختيار اختيارك يا فندم
ردد وائل بتنهيده و اقر
_ القرار قرار رؤسائى
ردد الطبيب بتوضيح
_ هو الحقيقه مفيش وقت عشان نفكر كتير يا فندم ، فارجوك تقرر بسرعه عشان نلحق
دار حول نفسه عده مرات و هو يهاتف رؤساءه بالعمل حتى يبلغهم ما الت اليه اﻻمور متنظرا اوامرهم لتأتيه بضروره ارساله للمشفى حرصا على سلامته فبدونه لا توجد قضيه و ﻻ اتهام يستطيعون ادانه شهاب و من معه به
تحرك بسرعه لنقله لمشفى السجن حتى يقومون باسعافه و دلف معه سياره اﻻسعاف و جلس بالقرب منه و فور ان وجده قد صمت قليلا عن التألم بفعل المسكنات ردد يخبره
_ احنا بنجازف جدا بحياتك دلوقتى يا ناصر ، و اصرارك على وجود سعد الدين معاك فى التحقيقات اخرنا كتير اوى اننا نثبت اقوالك بمحاضر رسميه فى النيابه ، و اكيد انت عارف ده معناه ايه ؟
رمقه اﻻخير بنظرات متحيره فاستطرد وائل
_ انت عارف انك كده كده ميت … مصيرك مش هيختلف كتير عن اكرم المغربى ؟ اعترفت عليهم او كتمت سرهم ففى النهايه الناس دى مبتحبش تسيب وراها ادله
مسح على وجهه و ردد بضيق
_ و لو فاكر سكوتك و مساومتك لينا فى مصلحتك تبقا غلطان ، لان الناس دى ميفرقش معاهم الكلام ده …. يفرق معاهم بس مصلحتهم و انتو شويه عساكر بيحركوها فى لعبه شطرنج الملك هو اللى بيفضل فى اﻻخر
تلعثم و ابتلع لعابه بذعر و هتف
_ احمينى
ابتسم وائل بتعجب و ردد
_ انت لو فلت من كل ده هتاخد اعدام يا ناصر … انت قتلت و متصور صوت و صوره و كل اتفاقى معاك احمى وﻻدك و انك تعمل حاجه كويسه ﻻخرتك
رمقه بنظرات واجمه و ردد بحده
_ لا … مياكلش معايا الكلام ده يا باشا ، انا هنفذ اﻻتفاق اللى بينا و هتعرف بكل حاجه و معايا كمان مستندات تدين شهاب البدراوى و الحاشيه بتاعته بس شرط انى اخرج منها براءه لكن غير كده انا هجرب حظى انهم يعرفو انى متكلمتش لحد دلوقتى فيساعدونى
تجهم وائل و احتدت ملامحمه و هو يستمع له يقر بأنه ينظر فقط لمصلحته ليعود و يفكر لما هو مندهش الى هذا الحد فالذى امامه ناصر الصواف المحامى الذى لم يترك ثغره بالقانون اﻻ و تلاعب بها و لم يترك فرصه غير مشروعه اﻻ و قد وضه اقدامه عليها فحرك رأسه مستنكرا افعاله و اقواله و ردد بداخله
_ انت اللى جبته لنفسك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هياج لم يسبق له مثيل فلأول مره يشعر بنفسه ضئيل امام الجميع هكذا و ما زاده حنقا هو كتله الجليد القابعه امامه و لا تهتم بمثقال ذره لما يحدث و كأن اﻻمر لا يعنيها ﻻ من قريب و ﻻ من بعيد ليهدر بها رشاد
_ انتى معندكيش دم ؟ ازاى تعملى كده و تصغيرنا قدام الناس دى كلها ؟
لم تجب فحاولت زوجته اثناءه عن استكمال شجاره معها و لكنه كان كالثور الهائج و هو يردد بقسوه
_ اتطلقتى من جوزك عشانه و مع ذلك مردتش اجى عليكى و قلت معلش بتحبه ، بس هو ﻻ شايفك و ﻻ حاسس بيكى و بعد عملتك انهارده اللى خلت رقبتى قد السمسه فكده علاقتى باختى و بيه اتقطعت نهائى
ابتسمت بسماجه و رددت بثقه
_ هيجى لحد هنا و يستسمحك انه يتجوزنى و بكره تشوف
لمعت نظره ناريه بمقلتيه و ردد بغضب اهوج
_ انتى جايبه الثقه دى منين ؟ ما رفضك اول مره و راح اتجوز نسرين الله يرحمها ، و رفضك تانى و راح اتجوز مراته
صرخت بألم و هاجت هاتفه
_ بس متقولش مراته
نظر لها بنظرات مدهوشه من حالها و هى تعقب
_ دى محطه فى حياته و هيزهق منها قريب و تغور بعيد عننا
ضرب كفه بالاخر و ردد بقسوه
_ انتى خلاص اتجننتى رسمى ، انا مش هسكت على الجنان ده …. انتى قدامك حلين ملهومش تالت يا اما تعقلى و تبعدى عن سيف و مراته نهائى يا اما ترجعى لجوزك….
صرخت مقاطعه اياه بحده
_ طليييقى ، اسمه طليقى و مش هرجع له لو انطبقت السما على اﻻرض
زجرها بكتفها بعنف و ردد بصوت اجش غاضب
_ اومال لما جه يتكلم معايا وافقتى ليه ؟ ها ؟؟ كنتى بتضحكى عليا عشان اخدك معايا السبوع بتاع سيف ؟ قد كده فكرانى راجل اهبل !!!
اطرقت رأسها بحزن و هتفت
_ يا بابا انا بحبه و انت عارف كده من و انا عندى ست سنين و …
صرخ بشراسه
_ و هو مش شايفك غير اخته ، مش حاسس بيكى
رفعت وجهها تنظر له باكيه و هتفت
_ اخته ازاى و انا و هو كان فى بينا ارتباط ايام الثانوى بس ؟ انتو عايزين تجننونى
زفر باستسلام و رد عليها مؤكدا
_ كان زى اى قرايب بنقول فلان لفلانه و نفتكر انكم لما تكبرو هتفضل مشاعركم زى ما هى !!! لكن هو فاق لنفسه و من بدرى و فتره الثانوى دى كانت عباره عن لعب عيال
التفت ينظر لوالدتها و ردد بحزم
_ فوّقى بنتك من الوهم اللى هى عيشاه بدل ما افوقها بطريقتى عشان بعد اللى عملته خلاص مش هتفاهم معاها بالعقل بعد كده
خرج كالاعصار يحاول كبت غضبه فجلست ارضا تبكى و تنوح و اقتربت والدتها منها تربت على كتفها هاتفه بحزن
_ معلش يا هايدى مش نصيبك يا بنتى …. ارضى يا بنتى بنصيبك
صرت على اسنانها و هتفت بغل
_ ما انتى قلتيلى كده ايام نسرين و رضيت و اتجوزت بس من جوايا كنت متأكده انه هيرجعلى و ربنا استجاب لدعائى يا ماما و مراته ماتت و مبقاش فيه اى حاجه تربطه بيها
زفرت والدتها بحيره و هتفت
_ يا هايدى سيف اتجوز خلاص و ملوش لازمه اللى بتعمليه ده ، انا كنت مطوعاكى على عمايلك لما كان عازب و منار كانت معانا و بتساعدنا نقربكم من بعض … بس زى ما شفتى كان رافض كل حاجه تخصك
انتحبت بكاءا و هتفت بكره
_ بكره ييجى راكع و هتشوفى … هتشوفو كلكم

جلست تنظر لضوء القمر الساطع من شرفه منزلها فاقترب منها حاملا كوباً من العصير و وضعه امامها يهتف بمرح
_ عمايل ايديا وحياه عنيا
ابتسمت و التقطت الكوب مجيبه
_ تسلم ايدك و عنيك
ران الصمت قليلا و هى ترتشف مشروبها ببطئ و هو يدخن سجائره بشراهه فالتفتت تحدثه برقه
_ هو التدخين مش حرام شرعا يا شيخ سيف و ﻻ ايه ؟
ابتسم لها و اقترب بمقعده هاتفا بمشاكسه
_ اممم … هتدخليلى من ثغراتى بقا و ﻻ ايه ؟
ضحكت بصوت مسموع و رددت
_ ﻻ ابدا بس شيفاك مزود شويه اليومين دول و انا خايفه عليك
امسك راحتها و قبلها قبله عميقه دافئه و رفع وجهه ينظر لمقلتيها التى يعشقهما و ردد باصرار
_ اتكلمى فى اللى كتماه جواكى و انا مستعد ﻻى حاجه
سحبت نفسا عميقا بداخلها و طردته ببطئ و رددت مؤكده لنفسها قبل ان تؤكد له
_ احنا اتفقنا ننسى الماضى و منتكلمش فيه ، و بصراحه مش عايزه افتح مواضيع تزعلنا من بعض
سحبها من على مقعدها و اجلسها على فخذيه و رفع وجهه ينظر لها بحب واضعا راحته اليمنى خلف اذنها و صدغها اﻻيسر مداعبا اياها بلمسات رقيقه فابتسمت و احنت رأسها للجانب تضغط على راحته بعد ان دبت القشعريره بكامل جسدها من لمساته على بشرتها فاقترب بثغره يلثم ثغرها بقبله رقيقه متمهله فابتعدت عنه بخجل و رددت بخفوت
_ احنا فى البلكونه
اماء بصمت و هو يعض على شفتيه باثاره و ابعدها عن قدميه و وقف بدوره ساحبا اياها خلفه لداخل غرفتهما و اغلق الشرفه و من بعدها الستائر و عاد ليجدها على حالتها واقفه مكانها لم تتحرك قيد انمله
انحنى بجذعه قليلا و همس باذنها بنيره خطيره
_ بحبك
ابتلعت باثاره و اجابته
_ و انا كمان
وضع سبابته اسفل ذقنها و رفع وجهها له و لثم ثغرها بقبلات عديده بادلته اياها بلهفه و شوق فحملها بسرعه و احاط خصره بقدميها و توجها للفراش ليغرقا معا فى نعيم حبهما و لهيب عشقهما المتقد دائما
اعتدل بجلسته يلهث باجهاد و جسده يتصبب عرقا فاقتربت منه بحركه عفويه تستند بجسدها على صدره العارى تحاوطه بذراعيه فقبلها من اعلى رأسها
استمعت لصوت انفاسه العاليه و التى توحى لها بغضبه ربما فرددت بتردد
_ مالك ؟
تنهد و لم يجيب و لكن تنهيدته اعطتها نبذه عما يثور بداخله فهتفت تتسائل بحيره
_ ليه الناس كلها واقفه ضدنا ؟ قد كده شايفين انى مش مناسبه ليك ؟
قوس حاجبيه بدهشه و ابعدها قليلا حتى يرى وجهها و تفرس ملامحها و ردد بسخريه
_ ده على اساس شهاب البدراوى اللى عايز يقتلنى عشان يوصلك
وضعت يدها على فمه و رددت
_ بعد الشر عليك … ده يوم ما يفكر يقرب لك انا اكله بسنانى
ضحك عاليا و ردد بحده
_ اهدى يا وحش ، منا شفتك و انتى بتستعدى عشان تنقضى على هايدى يا شرس
قضمت شفتيها بابتسامه خجله و رددت تفسر
_ لو كنت سمعتها قالت ايه كنت عذرتنى !!
اجابها هاتفا
_ سمعت مش محتاج اعرف اكتر من اللى سمعته
اعترى الحزن ملامحها فانحنى ينظر لها ببسمه عابثه و ردد بمزاح
_ ايه يا بومه مكشره ليه ؟
تنفست بحده و ضربته على صدره العالى بقوه فتأوه من قوة ضربتها و رددت بتحذير
_ لو قلتلى بومه تانى هزعلك على نفسك يا باشا ، اللى معاك بطله الجمهوريه مش اى كلام .
تدحرج بجسده سريعا لتصبح اسفله و احاط قدميها بقدميه و امسك ذراعيها رافعا اياهما فوق رأسها و احكم قبضتيه الحديديه على جسدها و ردد بسخريه
_ نفس التكتيفه بتاعه الچيم و برده لسه بتقاوحى
حاولت التملص منه فظلت تتحرك بجسدها اسفله بنفس الطريقه التى فعلتها قبلا بالنادى الرياضى مع الفارق ان تلك المره هما على الفراش و عاريان تماما فقضم جانب شفته و ردد باثاره .
_ فاكره المره دى قلتلك بطلى حركه عشان كده غلط ، شوفى بقا عمايلك وصلتنا لفين ؟
صرخت من تلميحاته الجريئه و رددت بحده
_ يا قليل اﻻدب يا سافل
انحنى يقتنص عنقها بين اسنانه كذئب شره يمتص دماء ضحيته حتى ذابت بين يديه كقطعه الزبد على خبز يابس ليعيد بث عشقه المتيم بها و لها فقط
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه على صوت هاتفه ينظر حوله بدهشه ليجد نفسه قد غرق بنوم عميق و لم يشعر بالوقت ، اجاب بصوت ناعس
_ الو
اجابه الطرف اﻻخر بمشاكسه
_ ما تقوم يا عريس الظهر قرب يأذن
زفر بانفاسه الكسوله و سأل
_ هى الساعه كام ؟
اجابه وائل بمرح
_ عشره يا باشا
اعتدل بجلسته و نظر بجواره فلم يجدها فردد بضيق
_ عايز ايه يا وائل على الصبح مش فايقلك ؟
ردد وائل بجديه
_ ناصر الصواف فى المستشفى ، عمل عميله الزايده امبارح بس انا مش مطمن
قوس فمه و ردد بضيق
_ طيب انا مالى بالحكايه دى ؟ انت متصل عشان كده ؟
تعجب وائل من ﻻ مبالاته و هتف بحده
_ يا بنى نجاح القضيه دى يعنى امانك انت و مراتك
اجابه مؤكدا
_ امانى انا و مراتى فى رضا ربنا و يلا بقا اخلع من فوق دماغى خلينى اشوف اللى ورايا
ضحك وائل باستسلام على حال رفيقه و ردد
_ وراك ايه يعنى ؟ مفيش وراك غير عروستك يا شرس
ضحك سيف و لكنه وبخه هاتفا
_ اتلم يا حيوان بدل ما اعمل منك شاورما
اغلق معه اﻻتصال و وقف يستعد للاغتسال و الصلاه و خرج بحثاً عنها فوجدها تحضر اﻻفطار فاقترب منها بتمهل و على اطراف اصابعه و احتضنها من الخلف فذُعرت و شهقت بخضه هاتفه
_ اخص عليك يا سيفو خضتنى
ادارها و ابتسم بسمه واسعه هاتفا
_ يا قلب و كلاوى سيفو
ضحكت بانهيار و سألته بمشاكسه
_ قلب و كلاوى ؟ انت عايز تاكل فى مسمط ؟
عض على شفته السفلى و ردد بمداعبه
_ اكل فى مسمط ليه و انا قدامى الحلويات كلها !!
دفعته دفعه رقيقه على صدره توبخه بدلال
_ بس بقا
سحبها و احتضنها بقوه و ردد يسألها
_ اول مره انام كده لدرجه مسمعتش اذان الفجر
اجابته
_ انا كمان محستش خالص بالوقت
جلسا معا يتناولا الافطار فوجدها تأكل قطعه من الجبن فسأل باهتمام
_ مين سمحلك تاكلى جبنه ؟
زمت شفتيها بضيق و رددت
_ مجاتش على حته صغيره
اطلق زفره طويله و ردد بحده
_ بلاش شغل العيال الصغيره ده يا ديدو … هتتعبى فى اﻻخر من غير فايده
تركت ما بيدها من طعام و تذمرت كاﻻطفال فابتسم لها و امسك راحتها المسنده امامها على المائد و ردد بحب
_ معلش هانت ، ميعاد الدكتور قرب و ان شاء الله يسمحلك باصناف اكتر شويه
تذمرت بحزن و اردفت
_ بقالى شهور بتقولولى كده … انا بجد زهقت
ربت على كتفها يواسها هاتفا بحب
_ حبيبى … مولاتى ، جميله الجميلات
رمقته بنظرات مترجيه كجرو لطيف فابتسم من شكلها الطفولى المهلك لرجولته و ردد بخبث
_ انتى كده بتلعبى بالنار و اﻻجازه خلصت و عايز اتعود على بعدك شويه
غصه آلمت قلبها فور ذكره لعودته للعمل قريبا فهتفت بقلق
_ انا خايفه اوى عليك يا سيفو … افرض الراجل ده قدر…
اوقفها بحركه من يده و احتضنها بحب داعما جسدها بيديه و ردد
_ متخافيش ، ربنا الحافظ
صدح صوت هاتفها يعلن عن اتصال و ما كان اﻻ من والدتها التى فور ان اجابتها رددت بلهفه
_ انتى كويسه يا دارين ؟
اجابتها تطمأنها
_ الحمد لله يا ماما مالك ملهوفه كده ليه ؟
تنهدت براحه و اجابتها
_ خفت تكونى اتخانقتى انتى و جوزك امبارح بسبب المزغوده قريبته
حاولت اخفاء ضحكتها على حديث والدتها و لكنها لم تستطع فضحكت رغما عنها و اجابت و عيونه مرتكزه عيلها
_ ﻻ يا حبيبتى احنا تمام
تحدث بجوارها بصوت مسموع حتى تستمع والدتها له
_ يلا يا ديدو الفيلم اشتغل
اماءت بصمت فرددت فدوى
_ طيب روحى شوفى جوزك بس هتقوليلى على الموضوع اياه !!!
تعجبت و لم تفهم مقصدها فسألت بتوجس
_ موضوع ايه ؟
قالت بحيره
_ الكلام بتاع المزغوده على الخِلفه ، معرفتيش كان قصدها ايه ؟
امتقع وجهها قليلا و ردت
_ ﻻ .. و مش عايزه اعرف ، حاجه متهمنيش
استسلمت والدتها من اخذ اى معلومات منها و ظنت انها لا تريد اخبارها باسرارها الزوجيه فاغلقت معها بعد ان اصابها اليأس لتذهب دارين و تجلس بجواره تفكر تفكيرا عميقا و لكنها نفضت عنها اى افكار شأنها تعكير مزاجها و حياتها معه مهما كانت النتائج
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
زجرتها و هى نائمه متقوقعه على فراشها و رددت بضيق
_ و بعدين ؟؟ ايه الحكايه ؟ بقالك كام يوم على ده الحال و الدنيا واقفه !!
زفرت بضيق و اعتدلت بجسدها تنظر لها بكره و غضب و هدرت
_ فى ايه يا لواحظ ما تسبينى فى حالى !!
لمعت عينها و تعجبت من اسلوبها الحاد و رددت بنفور
_ لواحظ كده من غير معلمه ؟ انتى ايه اللى جرالك من ساعه زياره المحامى و انتى شايله طاجن ستك كده ليه ؟
قوست نور فمها بطريقه سوقيه و اجابتها
_ تفتكرى ليه يا نبيهه عصرك ؟ اكيد قالى اخبار زى الزفت عن القضيه و الحكم
اخرجت ضحكه مستهزءه و رددت
_ و ايه المشكله ؟ ما انتى كده كده هتهربى
ضربت فخذيها بكفيها بشرر و هتفت توضح
_ كان عندى امل اخد حكم مخفف و ﻻ براءه و مبقاش هربانه عمرى كله … و الامل راح خلاص يا معلمه
ربتت على كتفها و اعقبت
_ الرجاله بتوعى بيقولولى ان المعاون رجع من شهر العسل اديله كام يوم
رفعت نور حاجبها بدهه و هتفت
_ هو لحق ؟؟ و بعدين انتى عرفتى منين اذا كان الرجاله اللى تبعى مبلغونيش بحاجه ؟
اجابتها توضح
_ ما رجالتى بردك قايمين بالواجب ، هو انتى فاكره ان انا اسيب الليله كلها فى ايد ناس اول مره اتعامل معاهم و اسلمهم رقبتى كده؟ … و اللى حسبته لقيته ، المعاون هنا من كام يوم و محدش فيهم بلغك
تحججت مردفه
_ يمكن عشان الفلوس لسه موصلتهومش ؟
اماءت لواحظ موافقه و رددت
_ يبقا على اﻻتفاق القديم ، هم كده ملهومش عندى فلوس مراقبه …ليهم فلوس التنفيذ و بس
شعرت نور بالضجر و اشاحت بيدها هاتفه
_ خلاص يا معلمه و لو صممو عليهم هبقا اراضيهم انا من نصيبى
اتت السجانه تنادى على اسماء السجينات بدفتر الزيارات و من بينهن نور التى تحركت بحيره فمن يريد زيارتها بزياره عامه و ليست خاصه ؟
وصلت لمكان الزيارات فوجدته المعلم الحرش الذى كانت تعمل معه بمهمه اخرى غير التى كلفت بها مؤخرا فابتسمت له بسمه زائفه و اقتربت تجلس امامه فردد بصوته اﻻجش
_ ازيك يا نور ؟
اجابته
_ الحمد لله يا معلم
ردد بتشجيع
_ السجن للجدعان و انتى اجدعها واحده انا عرفتها فى حياتى
ربتت بكفها على صدرها بامتنان مزيف هاتفه
_ تسلم يا معلم
عاد يردد بمهادنه
_ و انا بردك مش بنسى رجالتى و مع انك مبقالكيش فتره كبيره شغاله معايا ، بس حركه الجدعنه اللى عملتيها ساعه كبسه البوليس علتك فى نظرى جامد و خصوصا لما عرفت انك معترفتيش لحد دلوقتى على حد من الرجاله
تحدثت بثقه و قوة
_ انا من رجالتك يا معلم
عادت بسمته تزين وجهه و انحنى قلقلا يردد هامسا
_ بس ايه حكايتك ؟
لم تفهم مقصده فحركت وجهها بعدم فهم ليعود موضحا
_ المعلمه لواحظ اصلها كلمتنى عشان تسأل عنك
ابتلعت بقلق حاولت اخفاءه و رددت تخبره
_ ما اكيد انت عارفها بتشك فى ايديها يا معلم … يمكن بس حبت تتأكد انى تبعك ، اصلى علمّت عليها جامد فى السجن
ضحك بفخر و ردد
_ جدعه .. ايوه كده ، انا محبش حد من رجالتى ينخ قدام عتريس المر و ايُتها حد من طرفه
رفعت يدها للاعلى تردد بسخريه
_ الف رحمه و نور عليه يا معلم ما تجوزش عليه اﻻ الرحمه
ضغط على طرف شفته و سألها بحيره
_ بس برده ايه حكايه الجواز دى ؟
ابتلعت لعابها برهبه و رسمت البلاهه فاردف
_ اصلها سألتنى اذا كنت عرضت عليكى الجواز و ﻷ ؟
تفحص ملامحها ففهم على الفور انها لم تكن كذبه من لواحظ لتسأله باهتمام
_ و قلتلها ايه يا معلم ؟
اعتدل بجسده قاصدا اظهار بطنه الممتلئ و زيه المتمثل بجلباب طويل و ردد
_ انا فهمت انك بتتحامى فى الحكايه دى فأكدت على كلامها انى فعلا طلبتك للجواز
تنهدت براحه و لكنها ظلت مطرقه رأسها لاسفل تتصنع الخجل و لكنها فى باطن اﻻمر تلعن ذكاء لواحظ و تفتيشها وراءها ولكن على من ؟ فهى استطاعت ان تكسب ثقه المعلم الحرش بعد ان عملت معه لبضعه اشهر ، ذلك التاجر المخضرم فمن السهل جدا عليها التلاعب بامرأه ظنت انها غبيه و لكن اتضح لها انها حيه ذات قرون استشعار خطره
اخرجها الحرش من تفكيرها هاتفا
_ هو انتى يا نور ممكن ترضى تتجوزى واحد زيى ؟
ركزت بصرها عليه و ابتسمت هاتفه
_ زيك ؟ تقصد ايه يا معلم ؟ انت سيد الناس كلها و اى واحده تتمناك
ضحك ساخرا من حديثها و ردد يسألها
_ واحده بجمالك و سنك الصغير ده تقبل بواحد فى سنى و مظهرى ده ؟ ليه ؟
اجابت دون تفكير
_ عشان اﻻمان
شعر بالفرحه تغمره و اتسعت ابتسامته و ردد
_ يعنى تقبلى تتجوزينى ؟
رسمت بسمه كاذبه و معه خجل مصطنع و سألت بحيره
_ و سبب العرض ده و فى التوقيت ده ايه يا معلم ؟
اجاب بصدق
_ مكالمه لواحظ … كانت بتحذرنى اتجوزك و بتقولى انك مخططه عشان بعد ما اهربك تهربى منى ده طبعا بعد ما اديكى فلوس تعيشك بره
حركت رأسها باستسلام من افعال لواحظ فسألها
_ انتى ممكن تعملى كده ؟
حركت رأسها للجانب قليلا و تحدثت معه بنبره واثقه يتخللها القليل من الدلال هاتفه
_ من اﻻخر كده يا معلم انا ناويه اهرب و بمساعده فلوس لواحظ اللى انا و انت عارفين هى قد ايه و اخترعت كدبه الجواز عشان متفتكرش ان مقداميش غيرها و هى كلمتك مخصوص عشان تقفل كل الابواب فى وشى عشان ابقا تحت ايدها
اعقب عليها مؤكدا
_ فاهم … بس ده ميمنعش ان الفكره عجبتنى و دخلت دماغى و عندى استعداد اساعدك على الهرب و نتجوز ، ايه رأيك ؟
ظلت تلك البسمه الكريهه المرتسمه على وجهها رغما عنها و اجابته
_ معلش يا معلم انا مش عايزه حد يقول انى اتجوزتك طمع فيك لا سمح الله … اهرب الاول و اخد من لواحظ الفلوس اللى وعدتنى بيها و بعدها افكر فى حكايه الجواز دى
سألها باهتمام
_ و لو ساعدتك على الهرب ؟
اجابته بحذاقه
_ جميلك فوق راسى و هيخلينى افكر فى الجواز بشكل اسرع بس طبعا انا لازم اهرب بره مصر عشان القضيه…
قاطعها مؤكدا
_ و لو خليت حد من الرجاله يشيل التهمه عنك ؟
ابتسمت و اجابته
_ بعد ما اهرب عشان انا مش هتنازل عن الفلوس بتاعه لواحظ المر يا معلم و لو خرجتنى من القضيه يبقا نقول مبروك فى نفس اليوم
اماء موافقا و ردد بفرحه
_ ماشى كلامك يا نور ….. يبقا اتفقنا
قطع عليها عماد طريق عودتها لعنبرها و هتف بصيغه آمره للسجانه التى ترافقها
_ هاتيها على مكتبى فى شكوى متقدمه فيها
حيته بالتحيه العسكريه احتراما و رددت
_ تحت امرك يا فندم
دلفت مكتبه فصرف السجانه و اغلق وراءها الباب و التفت ينظر لها باهتمام و ردد بفضول
_ هو المعلم الحرش كان عايز ايه منك ؟
نظرت له بتعجب و اجابت
_ معنديش صلاحيات اتناقش مع حضرتك فى اى حاجه تخص المهمه بتاعه المعلم الحرش كل اﻻوامر اللى عندى ان لو فى حاجه ضروريه ابلغ حضرتك توصلنى بوائل بيه ، غير كده انا اسفه يا فندم مقدرش اتكلم فى حاجه
ابتسم لتفانيها بالعمل و نظر لها متفحصا و ردد باعجاب
_ بصراحه انا مصدقتش نفسى ان انتى اللى هتنفذى الخطه اللى قال عليها سيف …… كنت بحسبه صرف نظر
لم تعقب و اطرقت رأسها لاسفل و هو يكمل اعجابه بها
_ ممثله بجد و تستاهلى اﻻوسكار كمان
ابتسمت بامتنان و هتفت
_ شكرا .. انا فعلا كان نفسى ادخل معهد التمثيل بس بابا الله يرحمه اصر على كليه الشرطه
ردد بحبور
_ اظن مستقبل الشرطه افضل بكتير
تجهم وجهها و ابتسمت بسخريه هاتفه
_ ده على اساس ايه ؟ لا المرتب قد اللى بيدخلوه الممثلين و لا الهيبه كفايه لدرجه ان لو دخل عليك ممثل بتقف له باحترام و ﻻ كأنه رئيس جمهوريه و اى تجاوز منهم بيعدى … و فى النهايه مصيرك يا تطلع معاش و تاخد مرتب ميقضيش علاجك يا تقتل فى مهمه من المهمات
ابتسم هاتفا بمزاح
_ ده انتى شايله و معبيه اوى
اجابته بحزن
_ ده الواقع
أشار لها بيده لتجلس و ردد بجديه
_ يمكن بسبب موضوع اخوكى تفكيرك…..
صمت عندما رفعت وجهها بضيق هاتفه
_ ممكن منتكلمش فى الموضوع ده …. انا الحكايه دى بتقفلنى نهائى و مش بحب اتكلم فيها
هز رأسه موافقا على حديثها فوقفت تردد بجديه
_ طيب مش ارجع العنبر عشان منلفتش النظر ؟؟
وافق و استدعى الحارسه لتعيدها لعنبرها و هو ينظر باثرها مبتسما
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نزلا برفقه الحراسه الخاصه للذهاب لكشفها الدورى و هناك رحبت بها الطبيبه بحراره و مباركه
_ الف مبروك على الجواز يا دارين
اجابتها ببسمه
_ الله يبارك فيكى يا دكتوره
تدخل سيف بالحديث هاتفا
_ طمنينا بقا عليها عشان اليومين اللى فاتو ارادتها ضعفت و عكت كتير فى اﻻكل
رفعت وجهها تسألها باهتمام
_ ليه كده بس ؟ انا كل ما حاول ازود انواع الاكل اﻻقيكى بوظتى الدنيا !!
رددت بتذمر
_ مش قادره بجد كفايه كده
تلاعبت بقلمها و نظرت امامها بملفها الطبى و رددت
_ بصى يا دارين ، عشان تخفى بسرعه لازم تمشى على التعليمات بحذافيرها … لما يبقا ده تصرفك و انا مانعه الاكل بس ، اومال لما اكمل باقى الممنوعات بعد الجواز هتعملى ايه؟
نظراتهما لها جعلتها تبتلع لعابها بتخوف و رددت تشرح
_ اﻻمعاء ضعيفه جدا و اى نظام غذائى ازيد من اللى بتاكليه هيعمل مضاعفات كتير و اﻻكتر من كده انى مكنتش عامله حساب الجواز و فكره انك ممكن تحملى
امتعض وجهيهما و ردد سيف يسألها بحيره
_ انا مش فاهم حاجه
اجابت تشرح باستفاضه
_ نظام اﻻكل بتاعها مش هينفع معاه حمل ﻻن ساعتها الطفل ده هيكون ضعيف جدا عشان مش بيوصله كل العناصر الغذائيه اللى محتاجها ، و كمان الطفل هياخد منها غذا كتير جدا هى محتاجاه اكتر من اى وقت فات
صمتت و اعقبت بعد ان اخذت انفاسها ببطئ
_ يعنى بالمختصر الطفل ده هيبقا ضعيف و هيضعفها اكتر و احتمال الخطوره عليها و على الجنين هيبقا اكبر عشان كده انا شايفه انكم تستنو شويه فى حكايه الحمل و الخلفه لحد ما جسمها يقدر على الموضوع ده
رمقها بنظرات حائره و ردد
_ طيب احنا بقلنا حوالى تلات اسابيع متجوزين دلوقتى ، يعنى ممكن يكون الحمل حصل فعلا
نظراتها الفاحصه لهما جعلت دارين تتوجس خوفا فامسكت ذراع زوجها طالبه الدعم و الطبيبه تردف
_ خلينا نتأكد من الموضع ده عشان ….
قاطعتها دارين
_ مظنش حصل لان كان عندى ظروف من عشر ايام و ….
لمعت عين الطبيبه فصمتت دارين على الفور لتهتف اﻻولى
_ ده معناه انك فى ميعاد التبويض و احتمال حدوث الحمل بصوره كبيره جدا
ردد سيف يتسائل بتخوف
_ يعنى لو حصل حمل هيكون ايه العمل ؟
اجابت بعمليه
_ بصراحه هيكون خطر جدا و عشان كده هنبقا مضطرين نعمل اجهاض
امتقع وجهه و شهقت هى بذعر صارخه
_ ﻻ يا سيف اوعى تعمل كده … انا مش هستحمل يحصل كده فيا تانى ارجوك
ربت على كتفها و ردد بعمليه
_ بلاش نسبق اﻻحداث يا حبيبتى ، خلينا نتأكد اﻻول و بعدها ربنا يحلها من عنده
رددت الطبيبه بشرح
_ يا ريت التحليل يكون رقمى عشان لو الحمل لسه فى اﻻول مش هيبان فى التحليل العادى
اماء لها و خرج من مكتبها و جلسا معا بالاستراحه حتى يهدئها من نوبه بكاءها التى تملكتها فبكت و انتحبت و رددت بتلقائيه
_ هو انا ممكن اكون حامل ؟ يعنى انت بتخلف يا سيف ؟
ضحك عاليا و ردد بحيره
_ ايه اللى مخليكى مفكره انى مبخلفش ؟ مش ربنا رزقنى بميرا الله يرحمها
اجابته بتأكيد
_ كلام هايدى بنت خالك ملوش معنى غير كده
ابتسم بمراره لتذكره احداث الماضى و امسكها من يدها و خرج بها خارج عياده الطبيب متجهان صوب معمل التحاليل بعد ان اكدت عليهما الطبيبه بعمل تحليل رقمى لتأكيد لحمل من عدمه و دلف سيارته و ردد بجديه
_ انا بخلف يا حبيبتى ، و بدل ما كنتى خليتى عقلك يودى و يجيب بافكار مش صح …كنتى سألتينى و كنت جاوبتك
تحرجت منه فرددت بخجل
_ لو كنت عايز تحكى كنت حكيت من نفسك يا سيف
اشعل محرك سيارته و رمقها بنظرات جامده و ردد بضيق
_ لو عايزه تسمعى هقولك على كل حاجه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
دلف منزله بعد يوم طويل و شاق فوجد والديه يستضيفا خاله و زوجته و ابناءه فرحب بهما ترحيباً حاراً و ردد باحترام
_ ازيك يا خالى ؟ وحشتنا و الله
ابتسم رشاد و سأله باهتمام
_ عامل ايه يا سيف فى المذاكره ؟ انا عايز مجموع حلو متعتمدتش على انك هتدخل كليه الشرطه
اماء ببسمه و ردد
_ انا بذاكر و الله يا خالى
استأذن بأدب و دلف غرفته لتغيير ملابسه باخرى بيتيه بعد ان اغتسل و خرج يلف منشفه على وسطه و عارى الصدر ليتفاجئ بها جالسه باريحيه على فراشه و كأنها بغرفتها الخاصه
ارتعد قليلا و ردد بخضه
_ هايدى !!! انتى بتعملى ايه هنا ؟
ابتسمت و رددت ببسمه
_ كنت داخله اشوفك لو جعان اخليهم يجهزو الاكل … اصل كلهم اتغدو بره و انا بس اللى مستنياك
ابتسم لها و اماء موافقا و ردد
_ طيب يا هايدى جهزى الغدا على بال ما البس
وقفت تستعد للخروج و لكنها اقتربت منه و رفعت نفسها لمستوى طوله قليلا هاتفه
_ هجيب اﻻكل هنا عشان تاكل و انت بتذاكر
لم يعترض و لكنها بحركه فجائيه وضعت كفها على صدره و رددت باثاره غير مناسبه لسنها الصغير
_ مش هتأخر عليك يا سمسم
خرجت ليمتعض وجهه من تصرافتها هاتفا بضيق لنفسه
_ ايه البت دى ؟ معقول واحده عندها خمستاشر سنه تعمل كده
ارتدى ملابسه بعد ان اغلق الباب تلك المره بالمفتاح و جلس على مكتبه و ردد بضيق
_ مش عارف اعمل ايه معاها ؟ اقول لماما و هى تفهمها ان كده غلط و لا اكون بتسبب فى اذيتها ؟
تنهد بحيره لا يعلم ما الحل حتى استمع لطرقاتها على الباب و معه صوتها المدلل الذى اصبح مستفز لاعصابه ، اتجه للباب و فتحه فما كانت اﻻ تحمل صنيه الطعام و دلفت تضعها على المكتب و رددت
_ قفلت الباب ليه ؟
اجابها بغضب
_ عشان مش صح انك تفتحى عليا الباب من غير ما تخبطى
ابتسمت بدلال و رددت بغنچ
_ طيب و فيها ايه يعنى ؟ انت مش ابن عمتى و تقريبا خطيبى و هتبقا جوزى ؟
حرك رأسه مبتسما باستنكار و ردد
_ هو انتى لسه بتتكلمى فى الكلام ده ؟ يا هايدى انتى بنت خالى و بس و كلام الخطوبه و الجواز ده كان و احنا صغيرين و …
امتقع وجهها على الفور و قاطعته تسأل بتوجس
_ يعنى ايه يا سيف ؟ انت بطلت تحبنى ؟
نظر لها نظرات ثاقبه و ردد بحده
_ انا امتى بالظبط قلتلك انى بحبك؟
اجابته بيقين
_ على طول … طول عمرك يا سيف بتقولى
مسح على وجهه و ردد بتأكيد
_ اه بحبك زى اختى ، بحبك باعتبارك بنت خالى الوحيد و …
عادت لمقاطعته مردده بحده
_ لا لا … انت اكيد بتهرز
تنفس بعمق و ردد بتأكيد
_ يا هايدى اعقلى … احنا لسه صغيرين و الكلام ده لسه بدرى عليه اوى
هتفت بحزن
_ بس انا ….
قاطعها و هو يسحبها من يدها و اجلسها على المقعد امامه و ردد بمزاح حتى تكف عن هذا الحديث الغير مجدى
_ تعالى بس يا هايدى خلينا ناكل انتى مش جعانه و ﻻ ايه ، اﻻكل هيبرد
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور شهور و مع اقتراب اﻻمتحانات تحججت هايدى بعدم فهمها لبعض المواد الدراسيه و استغلت تفوق سيف بها فهو يكبرها بعامين و اتخذتها سبب حتى تذهب يوميا لمنزل عمتها و هناك تنفرد بسيف بغرفته لتستمع له يشرح لها الدروس للحظات و تظل تشاغله و تداعبه لساعات
دلفت منار حامله كوبين من الشاى و بعض الشطائر و رددت
_ ارتاحو شويه كلو الساندوتشات دى و بعدها كملو مذاكره
تركا ما بيدهما و تناولا الشطائر فاقتربت بمقعدها منه كثيرا و تحسست رقبته باناملها فاقشعر بدنه و ردد بتحذير
_ و بعدين معاكى يا هايدى ؟
اغلقت عينيها بدلا و رددت بصوت رقيق
_ بحبك يا سيف
نظر لها بنظرات جامده لتبادله هى نظرات ساهمه و اقتربت اكثر منه تبلل شفتيها بطرف لسانها فتوتر سيف من قربها و خانته مشاعره فسحبها من وجهها و انحنى مقتربا من وجهها و قبلها قبلته اﻻولى على اﻻطلاق فابتعد على الفور بعد تلامس شفتيهما لتتذمر هى هاتفه
_ ليه بعدت؟
ابتلع لعابه باحراج و ردد
_ عيب كده يا هايدى ، احنا صغيرين على الكلام ده
شاكسته قليلا و رددت
_ اممم …. قول بقا انها your first kiss
رمقها بنظرات مدهوشه و ردد بتأكيد
_ ليه هى مش كده بالنسبه لك و لا ايه ؟
تلعثمت و هتفت
_ طبعا طبعا … انا بس كنت بحسبك يعنى مقطع السمكه و ديلها بالنسبه لسنك
ضحك قليلا و ردد بجديه
_ سنى ؟
اماءت معقبه
_ اه سن المراهقه ، يعنى اﻻكيد انك عكيت كتير قبل كده
حرك رأسه رافضا و ردد بتأكيد
_ ﻻ طبعا … انتى عارفه بابا جامد قد ايه ؟ ده غير انه اصر انى احفظ القرآن من و انا صغير فمش معقول هكون حافظ كلام ربنا و اعمل الغلط !
رددت بتعجب
_ بس انت من حقك تعيش سنك
قوس حاجبيه بدهشه و ردد بفضول
_ اعيش سنى ازاى ؟ سن المراهقه مش شرط يكون كله اخطاء يا هايدى … اوعى تكونى بتفكرى كده احسن دى تبقا مصيبه ؟
ابتسمت و رددت بغزل
_ متخافش عليا لانى مش شايفه غيرك و محدش يقدر يحرك فيا شعره غيرك انت و بس يا سيف
اقتربت منه تلك المره و طبعت قبلتها على ثغره فلم يمانع هذه المره تلك المشاعر و الاحاسيس التى شعر بها و راقته كثيرا ليبادلها قبله مفتقره للخبره فهمهمت هى باستمتاع لتحكمه بها و امتلاكه زمام الامور عنها و لكن فور ان انتهيا ابتعدت عنه و رددت ببسمه
_ انا بموت فيك ، بس ….
صمتت لتحفزه فاعقد حاجبيه و ردد بحيره
_ بس ؟؟
اجابت بخجل مصطنع
_ يعنى البوسه مش اللى هى كنت متخيلاها
اغلق عين و رمقها بنظره جامده و ردد بضيق
_ عشان first kiss بالنسبه لى زى ما قلتى
شاكسته تداعب راحته و أنامله الموضوعه على المكتب هاتفه باثاره
_ اكيد هتبقا احسن فى المرات الجايه
ابتسم باستسلام على افعالها و ردد
_ انتى متأكده ان فى مرات تانيه !
امسكت بقلمها و سحبت الكتاب امامها و رددت بتأكيد
_ طبعا ….خلينا نكمل مذاكره عشان اونكل طلعت ميقولش انى بعطلك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعاقبت اﻻيام و الحال كما هو بينهما بل اقتربا كثيرا حتى اصبح معروف لدى الجميع انهما بنهايه المطاف لبعضهما ليس هناك امر اخر و لم يفترقا تقريبا حتى تم قبوله بكليه الشرطه و اصبح تواجده صعب قليلا بحكم دراسته و لكن لم يمنعها ذلك من اقتناص الفرص كلما سنحت لها مقابلته اما بالقرب من كليته او عندما يكون باجازته
طرقت جرس الباب بتلهف ففتحت لها عمتها فرددت بلهفه
_ سيف جه يا عمتو ؟
ابتسمت لها و رددت بمزاح
_ ايوه يا هايدى بس ده نايم الساعه سته الصبح يا بنتى و هو جاى متأخر اوى بالليل
تركتها اثناء تحدثها معها و توجهت لغرفته فابتسمت منار و رددت فى اعقابها
_ شوف البنت ملهوفه عليه ازاى ؟
دلفت غرفته و اقتربت من فراشه و قبلته قبل كثيره على جبينه و وجنتيه و انتهت بشفتيه ففتح عينه بتكاسل و ردد بنعاس
_ انتى جيتى امتى ؟
اجابته بلهفه و هى ترتمى داخل احضانه
_ وحشتنى اوى
بادلها اﻻحضان و اعتدل بجسده على الفراش هاتفا بتحذير
_ هايدى بلاش كده ، بابا لسه هنا و لو شافنا كده مش هيسكت
اسندت رأسها على كتفه و رددت
_ يعمل اللى يعمله .. اخره هيزعق و فى اﻻخر احنا هنتجوز يعنى
سحب انفاسه بضيق و ردد
_ يا هايدى انا …
وضعت كفها على فمه تمنعه من استكمال حديثه الذى تعلمه جيداً فهو لم يكف مطلقا عن اثارته و رددت بحزن و رجاء
_ هتقولى انتى بنت خالى و احنا صغيرين و مشاعرى هتتغير لما نكبر … صح ؟ مش ده كلامك ليا على طول ؟
اماء مؤكدا
_ ايوه كلامى و هيفضل كلامى
ضحكت بسخريه و سألته باطناب
_ و لما ده كلامك ، تفسيرك ايه للى بيحصل بينا ؟
زفر انفاسه بضيق و حده و ردد ممتعضا
_ اللى بينا ده انتى السبب فيه ، و اظن انا اكتر من مره منعتك عنه و برده انتى مش بتسكتى يا هايدى
رددت بحده و غضب جلى
_ اه … ده كلام بس ساعه الجد لكن لما بتكون مبسوط و احنا مع بعض بكون ساعتها حبيبتك و روحك و قبلك مش كده يا سيف ؟
نهض من فراشه و التفت ينظر لها بحده و ردد بضيق
_ انتى بتحاسبينى على ايه ؟ انى شاب مشاعره بتتحرك غصب عنه بسبب عمايلك ؟
وقفت بدورها مقتربه منه و تلمست صدره مردده
_ و مفيش حد مشاعره بتتحرك لواحده زى اخته ، و ﻻ بيحس بمشاعر اصلا
تضايق من ردودها فقوس فمه و ردد
_ انتى بتلفى و تدورى حوالين نفسك و انا مش عايز كلامى يزعلك
ظلت تداعب صدره الظاهر من فتحه منامته البيتيه و رددت باثاره
_ كلام ايه يا سمسم ؟ انا مستعده اسمعك بقلبى و عقلى و كل احاسيسى
دفعها بضيق و ردد بحده
_ كفايه بقا يا هايدى …. انتى مش بتلعبى على مشاعرى انتى بتلعبى على شهوتى و صدقينى عمرك ما هتكسبى
صمتا عن الحديث بعد ان تفاجئا بدخول طلعت بعد ان فتح الباب بحده و غضب و نظر لهما بنظرات حارقه فاطرق سيف رأسه ﻻسفل خزيا من والده الذى فهم على الفور ما يدور بينهما بعد ان استمع لحوارهما فتنحنح بضيق و ردد بصوت اجش
_ كنت جاى اسلم عليك قبل ما انزل ، بس مكنتش اعرف ان فى حد عندك
اقتربت منه بجرأه و رددت
_ ازيك يا اونكل ؟ انا كمان كنت جايه اسلم على سيف
اماء لها زاما شفتيه بحنق و ردد
_ ايوه ما انا سمعت ، بس انا مش هقول غير كلمتين تسمعوهم منى عشان بعد كده رد فعلى مش هيعجبكم انتم اﻻتنين
صمت قليلا ليسترعى انتباههما و ردد بصرامه
_ لحدة ما سيف يخلص كليته مش عايز اشوف و ﻻ اسمع منكم الكلام الفارغ اللى سمعته ده
نظر لها موجها حديثه لها هاتفا
_ تركزى على مذاكرتك لانك ثانويه عامه و تسبيه يركز قى كليته و بعد ما يخلص يبقا فى كلام تانى
حاول سيف التحدث و لكنها لم تمهله الفرصه فصرخت بفرحه
_ يعنى قصدك اننا نتجوز بعد ما سيف يتخرج على طول يا اونكل ؟
نظر لها بضيق من عدم خجلها و جرأتها الزائده و ردد بنفور
_ لو بعد ما خلص فضلتو عايزين بعض ، لكن لو عرفت و لا لمحت بس اى كلام من العك اللى بتعكوه ده انا مش بش هبعدكم عن بعض ، لااا ده انا ساعتها محدش يلومنى على اللى هعمله فيكم فاهمين ؟
ابتلع سيف لعابه بضيق و رددا معا
_ فاهمين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم يهنأ له بال حتى قرر التحدث مع نجله بالامر فحضر مساءاً من عمله و دلف فورا غرفه سيف فانتفض اﻻخر من فراشه هاتفا
_ بابا !! اتفضل
جلس امامه بهدوء و تريث و سعل قليلا ليزيل حشرجه صوته و اخرج علبه سجائره اشعل منها واحده و مد يده امامه ممسكا بعلبه السجائر هاتفا
_ بتدخن ؟
اماء سيف رافضا و ردد بتوتر
_ ﻻ يا بابا
ابتسم ساخرا و قوس فمه دلاله على عدم تصديقه فردد
_ ماشى …. عموما انت بقيت راجل دلوقتى يعنى عايزك تبقا شجاع و صريح معايا فى اى حاجه تخصك حتى لو غلط ، عشان نلحق اى مشكله قبل ما تكبر
بلل شفتيه بطرف لسانه فهو يعلم مدى صرامه والده و جديته و ايضا يعلم تماما ما مغزى هذا الحديث فابتلع لعابه بحرج و هتف مفسرا
_ بابا … الموضوع مش زى ما حضرتك فاهم
اماء له محفزا اياه على اﻻستكمال هاتفا بتأكيد
_ اكيد ، لان ابنى مستحيل يغلط بعد ما تعبت فى تربيته
شعر بالخزى من حديث والده المبطن فردد بحرج
_ طيب حضرتك عايز تعرف ايه ؟
تنهد عميقا و زفر دخان سجائره و ردد بجديه
_ اولا عايز اعرف بتدخن و ﻻ ﻷ ؟
اماء مؤيدا و ردد
_ ايوه بدخن بس مش من فتره كبيره
ناوله احدى سجائره و اشعلها له مرددا بتأكيد
_ تدخن قدامى و بعملى احسن ما تدخن من ورايا زى المراهقين
اطرق رأسه خجلا فهتف طلعت يسأله
_ بص يا سيف … انا هسألك سؤال واحد عايز اعرف اجابته و بعد كده مش هدخل فى حياتك لانك مبقتش صغير
اماء منتظرا سماع سؤاله فردد
_ بتحبها ؟
اجابه على الفور مجيبا
_ مشاعرى ناحيتها مش الحب ده ، بحبها بصفتها انها بنت خالى
اخشوشنت نبرته قليلا و ردد بحده
_ و لما هى الحكايه كده بتعمل ايه معاها ؟ بتعلب بمشاعر بنت خالك ؟
رفض عنه اﻻتهام فورا رافعا يده باعتراض مفسرا
_ ﻻ يا بابا … انا اكتر من مره احذرها من تصرفاتها معايا و افهمها اننا قرايب و بس بس هى …
قاطعه والده بحده اجفلته
_ اسوء حاجه ممكن يعملها الراجل انه يحمل الذنب على اللى بيعمله لبنت ضعيفه وثقت فيه و ….
قاطعه هو اﻻخر نافيا عنه تلك الوصمه
_ يا بابا لا انا مش كده ، حضرتك مش فاهم اللى بيحصل بينا
اسند ظهره على المقعد و رمقه بنظره ساخره و ردد بضيق
_ فهمنى يا سيف ايه اللى بيحصل بينكم ؟
ابتلع لعابه بحرج و ردد بخجل
_ يعنى هى دايما بتقرب منى و انااااا
ضحك طلعت يقاطع تردد نجله هاتفا بسخريه ﻻذعه
_ يا حبيبى يا بنى … بتتحرش بيك البنت قليله اﻻدب دى !! وانت يا حبيبى مش قادر تصدها و ﻻ خايف منها ؟
تضايق من طريقته فى سرد الامر و ردد بضيق
_ حضرتك عارف انت مربينى ازاى ؟ و اﻻكيد ان مش انا اللى بدءت ، بس مفيش شاب فى سنى هيلاقى قدامه مغريات بالشكل ده و هيرفضها ، انا مش النبى يوسف يا بابا
وضع قدمه فوق اﻻخرى يهزها بعصبيه و ردد بحده
_ انتو الموضوع وصل بينكم لفين بالظبط ؟
ردد بتلعثم
_ مش فاهم !!
هدر بحده جعلت منار تستمع لاصواتهما و تدلف بلهفه لتستمع لتوبيخ طلعت لبكريها هاتفا
_ انت هتستعبط ؟! التجاوزات اللى بينكم وصلت لفين ، انطق ؟
تدخلت منار هاتفه بقلق
_ ايه يا طلعت ؟ اهدى كده الولد لسه جاى اجازته و …
قاطعها صارخا
_ بس … اطلعى بره و سبينا لوحدنا
امتقع وجهها و رددت بضيق
_ طيب بالراحه و كفايه بقا طريقتك دى عقدتلى العيال
رمقها بنظرات حارقه فاجفلت خائفه و ابتعدت فهدر بحده
_ اقفلى الباب وراكى
فعلت ما امرها به و عاد ينظر له منتظرا سماعه و ردد بتأكيد
_ انا مستنى اسمعك
ابتلع لعابه و تلعثم قليلا مجيبا
_ اﻻمر متعداش لمسات خفيفه و kisses
انتفخت فتحتى انفه و نظر له بحده و صر على اسنانه هاتفا بسخريه
_ ، مكسوف تقولها بالعربى ؟ هتفرق يعنى ؟
اطرق رأسه خجلا فعاد يسأله
_ سمعتك بتقول لها تبطل عمايلها !! انت تقصد ان هى اللى بتثيرك بافعالها ؟
اماء خجلا فزفر اﻻول انفاسه بضيق وردد بفضول
_ الموضوع ده من امتى ؟
رد بخجل
_ من سنتين
لمعه ظهرت على حدقتيه مدهوشا و هتف
_ نعم ؟ سنتين ؟ يعنى من و انت لسه فى الثانويه ؟ ده انتو كنتو عيال يا بنى !! بقالك سنتين بتغضب ربنا يا سيف ؟ طيب و صلاتك دى بتعمل ايه ؟ انت مش عارف ان الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر … بتقف بين ايدين ربنا ازاى و انت غلطان بالشكل ده ؟
ردد بتحفز
_ يا بابا الحكايه كام بوسه هو انا نمت معاها ؟
زجره بحده هاتفا
_ ما هو ده اللى ناقص !!
تنهد بحيره و ردد بضيق
_ و بعد كل ده بتقولى مش بحبها ، يبقا ايه العمل دلوقتى ؟
ردد باقرار
_ بص يا بابا انا بعترف انى غلطان ، بس غصب عنى انا شاب و ضعفت … لكن هى مش بتسكت و ﻻ بتستسلم مهما عملت و قصاد عشر مرات برفضها و برفض افعالها بضعف مره فارجوك متحملنيش الذنب كله لوحدى
ردد بصرامه
_ بحملك الذنب عشان انت الكبير و الراجل ، هى حته عيله صغيره و طايشه و كان المفروض تنصحها او تقول لامك و هى تتصرف لكن انت الموضوع عجبك و دلوقتى محطوطين فى كورنر ضيق … يا نكمل و تخطبها يا تنهى معاها و ساعتها ممكن نتحط فى موقف زى الزفت قدام خالك لو اتجننت فى عقلها و قالت لهم و انت عارف كويس ان هايدى مجنونه و تعملها
هز قدمه بحركه عصبيه دلاله على توتره و ردد بحيره
_ طيب ايه الحل يا بابا انصحنى ؟
اجابه متسائلا
_ انت يعنى مش عايزها نهائى ؟
اماء مؤيدا فعاد يسأله
_ فى حد تانى ؟
اماء رافضا فسأله بحيره
_ اومال سبب رفضك ليها ايه ؟ ما تعتبرها جواز صالونات و ….
قاطعه سيف هاتفا
_ ﻻ يا بابا مبحبهاش ، و مش عايز اقضى عمرى كله فى جوازه مش عايزها لمجرد انى عكيت شويه زى اى شاب و …
قاطعه بضيق
_ انت يعنى مش عايزها عشان كانت سهله معاك ؟
اجابه على الفور رافضا
_ لا يا بابا ، انا مش ندل بس هى مش ذوقى و ﻻ بتوحشنى و انا مسافر و لا حتى بتيجى على بالى و بقيت بضايق كمان من رومانسيتها الزياده معايا
زفر بحده و ردد مؤكدا
_ طيب انا هتصرف و انهى الليله دى بس لحد ما ده يحصل متديهاش فرصه ابدا تمسكك من نقطه صعفك عشان احنا مش حيوانات يا سيف مبنقدرش نتحكم فى غريزتنا … فاهم يا بنى ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت سنوات دراسته بتهربه الدائم منها و اصرار والده على رفضه لذلك اﻻرتباط و تلك اﻻفعال فجلست برفقه عمتها تردد بحزن
_ عاجبك كده يا عمتو ؟ اونكل طلعت هو اللى واقف فى الموضوع و مخلى سيف مش راضى لا يكلمنى و لا يرد عليا !!
تنحنحت منار هاتفه بتفسير
_ انتى عارفه عمك طلعت و طريقته و تحكماته ، متشغليش بالم انتى بس… اول ما نتيجه سيف تطلع هتصرف على طول
احتضنتها بحب و رددت مردده
_ حبيبتى يا عمتو
بعد ظهور نتيجته اتجه فورا لمقر عمل والده بالداخليه ليزف له الخبر السعيد فقابله رفقاء والده فابتسم لهم عندما باركوه و اتجه لمكتب والده و ردد بعد ان سمح له بالدخول
_ بابا انا نجحت
ابتسم له و ردد بتأكيد
_ طبعا اومال كان عندك حل تانى ؟
ضحك بخفه على طريقه والده الصارمه التى لن تتغير ابدا و جلس امامه مرددا
_ هتخلينى اتعين فى المباحث زى ما وعدتنى ؟
ردد بجمود
_ لما تتدرج فى الوظايف زيك زى غيرك يا سيف
ردد بضيق
_ بس حضرتك وعدتنى
قاطعه طلعت مؤكدا
_ وانا لسه عند وعدى بس برده لازم تلف شويه على اﻻقسام عشان محدش يقول واسطه
اماء مستلما و سأل
_ طيب هتعينى فين ؟
اجاب ببسمه منمقه
_ انت عايز تتعين فين يا سيف ؟
ردد بتأكيد
_ فى المكافحه
رفع طلعت حاجبه هاتفا بدهشه
_ اول ما تتعين تشتغل فى المخدرات كده على طول ؟ طيب اشتغل ادآب و ﻻ…
قاطعه سيف رافضا بحسم
_ لا يا بابا .. انا مش بتاع الكلام ده و هدى اكتر فى المكافحه و هشرف حضرتك
اماء موافقا على طلبه و التفت له باهتمام هاتفا
_ انا سبتك لحد ما خلصت دراستك عشان اسألك فى موضع هايدى … لسه عند رأيك و مش عايزها ؟
ابتلع بحرج و اماء مؤيدا فسأله غامزا بعينه
_ و لا عايز واحده غيرها ؟
ابتسم سيف و ردد بتأكيد
_ ﻻ و الله يا بابا مفيش
ربت طلعت على كتفه و ردد بحب
_ ربنا يرزقك ببنت الحلال يا بنى انا نفسى افرح بيك
رفع سيف يديه عاليا و ردد بلهفه
_ يااا رب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بكت و انتحبت بعد ان علمت انه من رفضها فهاتفته من رقم مجهول ليجيب اﻻخير بعفويه فرددت بصراخ هادر
_ بقا كده يا سيف بتتخلى عنى بعد كل ده ؟
التفت حوله لزملاءه بالعمل و ردد هامسا
_ انا فى الشغل دلوقتى يا هايدى اما اروح ابقا اكلمك
رفضت انهاء المكالمه و رددت بغضب هادر
_ لا يا سيف مش هقفل …. بعد ما ضحكت عليا جاى دلوقتى و …
قاطعها سيف بضيق
_ ضحكت عليكى !! ده بجد ؟ انتى مصدقه نفسك ؟
رددت بحده
_ اومال تسمى اللى كان بينا ده ايه ؟
اجابها صارخا فاستمع له من حوله
_ كان لعب عيال ، كان مراهقه ، سميها زى ما تسميها انما اوعى تشيلينى الليله دى ابدا
اغلق معها الهاتف و استدار بجسده فرأى رفيقيه ينظرا له بدهشه فصاح بهما بغضب اهوج
_ ايييييه ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بالرغم من اصرار الجميع على انهاء ذلك اﻻمر الا انها لم تترك فرصه الا و اثارت اﻻمر امام الجميع بانه تلاعب بها و بمشاعرها لمده عامين ظنت انها امتلكت قلبه و لكن هيهات ليحاول هو دائما اﻻبتعاد عن تجمعات العائله حتى لا يجتمع بها
خرج من عمله بعد يوم شاق و قرر الجلوس باحد المقاهى الحديثه و امسك هاتفه يقلب به قليلا حتى وقعت عينه عليها تجلس برفقه زميلاتها تضحك برقه لم يرى مثيلها من قبل و استرعى انتباهه حديثها عن اقتراب تخرجها فانتهز فرصه دخول رفيقاتها للمرحاض و تركها بمفردها فاتجه ناحيتها و انحنى يردد بمشاكسه
_ بس بجد ملهومش حق يسبوكى لوحدك ، كده ممكن تتعاكسى
رمقته بنظرات جامده و اكدت بصوت جاد
_ لا متخافش عليا انا اقدر اوقف اى حيوان يفكر يتجاوز معايا عند حده
ابتسم و اشار لزيه الميرى و ردد
_ بس انا واجبى انى احميكى
ضحكت بسخريه و اعقبت
_ تحمينى من المتحرشين ؟
اماء و جلس امامها باريحيه فرددت بصوت جامد محذر
_ متفكرش ان البدله الميرى هتخلينى اسكت ، و لو مقومتش حالا من هنا هفرج عليك الناس و ساعتها محدش هيرحمك منى
رفع حاجبه مدهوشاً و ردد بصوت عذب متغزلا بها و ردد
_ و لو قلتلك انك خطفتينى من اول لحظه و مش جاى اعاكس هتقولى ايه ؟
ضربت المنطده امامها بحده مردده
_ هقولك ان ده التحذير اﻻخير و اعمل حساب للبدله اللى انت لابسها بدل ما تتهزق مع صاحبها
تنحنح بحرج و هتف
_ طيب انا مش هقولك هاتى رقمك عشان عارف انك هترفضى ، بس ممكن اخد رقم والدك ؟
صرخت بحده و غضب هاتفه
_ و بعدين معاك بقا ؟ ما تلم نفسك يا بنى ادم انت
اجتمع بعض رواد المقهى فاقترب العامل يردد بحترام
_ فى حاجه يا باشا ؟
نظر له بنظرات جامده و ردد بجديه
_ ﻻ مفيش دى مشكله عائليه ، اصرف الناس دى كلها من هنا
خرجت رفيقاتها من المرحاض ليتفاجئن بهذا التجمع حولها فرددت احداهن بخضه
_ فى ايه يا نسرين ؟
اشارت بيدها تجاهه و رددت بسباب
_ البنى ادم ده مش محترم و بيعاكسنى
عادت انظار الجميع تجاه سيف فاقترب منها لتبتعد هى محتميه برفيقاتها و ردد بصوت مسموع
_ الهزار كده بدء يقلب بجد و الناس هتصدق انى بعاكسك
تعجب الجميع بمن فيهم رفيقاتها فصرخت بضيق
_ ايه قله الذوق دى ما…..
قاطعها بحده
_ طيب يا نسرين ليكى أب يترد عليه و لو لقيتك تانى مره نازله من غير علمى هزعلك
حاولت التحدث و الرد عليه و لكنه لم يهمهلها فرصه فاعقب على حديثه و ردد
_ قبل ما اسخن العربيه تكونى بره فاهمه عشان مش هدخل تانى اجيبك
توجه للخارج و اﻻخرى لا تزال مصدومه من حديثه الذى صدقه الجميع حتى رفيقاتها اللاتى سألنها عنه و لكنه عاد بلمحه صغيره منحنيا لاحدى رفيقاتها و ردد بهمس
_ عايز رقم ابوها عشان ضاع منى
اخرجت هاتفها تردد ببسمه رقيقه
_ انا معايا رقم طنط
اماء موافقا و طبع اﻻرقام على شاشه هاتفه و تركها فى ذهولها و صدمتها مما حدث
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
بجلسه ترفيهيه لفتيات الجامعه بمنزل احداهن ظللن يمرحن بعد انتهاء الفصل الدراسى الاول و نجاحهن فاحتفلن بذلك النجاح و لكن على طربقتهن الخاصه ، حيث احضرت احداهن قارئه للطالع لتضيف على الجلسه احداث مشوقه
بدءت السيده بقراءه طالع الفتيات باكثر من طريقه بدءا من قراءه الكف و الودع و انتهاءا بقراءه النجوم من خلال اﻻبراج و قراءه الفنجان
حان دورها فامسكت السيده كفها الممدود امامها و نظرت بداخله بتفحص و رددت باسلوب استعراضى
_ ﻻاااا … ده انتى واقعه لشوشتك فيه و هو و لا دريان !!
تعجبت هايدى من استهلالها الحديث بذلك الشكل و لكنها ابت ان تصدق فرددت بسخريه
_ نفس الكلام اللى بيتقال لكل البنات ، قولى حاجه جديده
ابتسمت السيده بغل و هتفت تؤكد بصوت قوى
_ متستعجليش على رزقك
عادت تمسك راحتها و رددت بعد ان امعنت النظر بداخه
_ خط عمرك و عمره بالرغم من انهم قريبين من بعض لكن مش هيتقابلو
تجعدت ملامحها و رددت بحيره
_ يعنى ايه الكلام ده ؟
اجابت و هى ترمقها بنظرات جامده
_ يعنى عمرك ما هتطولى مرادك لو فضلتى ساكته ، بصريح العباره كده الشاب اللى عينك عليه مش هيجيلك الا بالاعمال و اﻻسحار
اخرجت ضحكه مستهزئه و رددت ساخره
_ يا سلام … بقولك انا كل اللى عايزه اعرفه منك هو مشاعره ايه من ناحيتى ؟
ظلت تنظر براحتها و رددت بتأكيد
_ مش باين ، اشربى قهوتك يمكن يبان فى الفنجان ؟
اماءت و ارتشفت قهوتها و اعطتها اياها لتقوم بقلب الفنجان رأسا على عقب و اعدلته من جديد و بدءت بقراءته هاتفه
_ ده الشاب باين هنا اوى اوى ما شاء الله ، طول بعرض و هيبه
ابتسمت هايدى و سألتها بحيره
_ قوليلى اماره فيه عشان اتأكد
رددت بوصف
_ طيب بلى طرف صباعك و ابصمى فى الفنجان عشان اوصفهولك
فعلت و وضعت خنصرها الصغير بداخل كوب الماء و طبعت بصمتها داخل حبر القهوه فعادت السيده تنظر بداخله و رددت بحيره
_ باين قدامى اهو زى عين الشمس ،بس انا مش عارفه ايه اللى على كتافه ده ؟
تعجبت هايدى و رفيقاتها من حديثها و لكنها آثرت التكتم حتى تتأكد من احترافيتها و سألتها
_ انتى شايفه ايه واقف على كتفه مش فاهمه ؟
اجابتها بتأكيد و هى تميل بالفنجان قريبا و اشارت لها بداخله
_ فى حاجه واقفه اهى على كتافه اﻻتنين و شبهها كمان على راسه
صرخت احداهن بدهشه حقيقه
_ دى اكيد الرتب بتاعته يا هايدى
بالطبع جميعهن يعلمن بحبها المرضى تجاهه فهى لا تكف عن الحديث بخصوصه فسألت السيده
_ هو ظابط ؟
اماءت مؤكده فابتسمت لها هاتفه
_ ايوه طبعا ، يبقا اللى انا شيفاه ده الرتب بتاعته
سألتها باطناب
_ و انتى شايفه ايه ؟ فى امل اننا نبقا لبعض ؟
تنحنحت لتجلى صوتها و رددت
_ بصى يا حبيبتى … زى ما قلتلك ، الشاب ده مش شايفك اصلا و لا حاسس بيكى و مش هتطوليه اﻻ بالاعمال و اﻻسحار
تركت ما بيدها و امسكت بلفه بها بعض الاصداف و الرمل و امسكت احدها و ناولتها اياها مردده
_ خدى وشوشى الودع خلينا نشوف ايه اخرتها فى الطالع المعقرب بتاعك ده !!
ابتلعت هايدى لعابها بعد ان استطاعت قارئه الطالع استرعاء انتابها بتلك الكلمات فسألت بتوجس
_ هو فى مشكله ؟ انتى شايفه مشكله ؟
اجابتها و كأنها ملمه بالماضى و الحاضر والمستقبل
_ اهو الماضى فى حاجات مش مظبوطه و الحاضر كله ملعبك و دلوقتى نشوف المستقبل و اقولك
( استغفرك ربى و اتوب اليك )
لمعت عينها بالخوف و همست بداخل تلك الصّدفه التى لا تسمن و لا تغنى من جوع بدجل صرف حرمه الله و رسوله لتنقاد خلفه مغيبه و ناولتها اياها فامسكت السيده الاصداف بيدها و رجتهم معا و القتهم امامها على الرمل و اخذت تخط باصابعها بعض النقوش الغير مفهومه و رددت باثاره
_ زى ما توقعت … هو ﻻ شايفك و ﻻ هيشوفك و باله مشغول بواحده تانيه بيجرى وراها زى العيل اللى شبطان فى لعبه
تجهم وجهها و رددت بغصه الم
_ مين دى ؟ و عرفها منين ؟ و اسمها ايه ؟
تسارعت انفاسها و هى تستعد للدخول بنوبه بكاء فاجابتها
_ اصبرى عليا بس ، انا هعرفلك كل حاجه بس واحده واحده
ظلت تنظر امامها و كأنها تقرأ مخطوطه باللغه الهيروغليفيه و تقوم بترجمتها للحضور و رددت
_ بصى يا اختى … زى ما قلتلك انه مهبول عليها و لو متصرفتيش بسرعه هتاخده منك و انا حذرتك اهو
قوست حاجبيها و رددت بحيره تسألها
_ ايوه يعنى اعمل ايه ؟
اجابت بسلاسه
_ تربطيه
لم تفهم ما تعنيه و سألت من جديد
_ يعنى اعمل ايه مش فاهمه ؟ اربطه ازاى و ليه ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استغل صِلاته و علاقاته بالداخليه حتى استطاع تجميع اكبر قدر من المعلومات عنها هى و عائلتها فقط من رقم هاتف والدتها و علم انه احسن اﻻختيار بعد ان تأكد من اخلاقها العاليه فهى وحيدة والديها و لم يقصرا بشيئ تجاهها فالبرغم من وجود اخوات من الذكور مما جعلها هى المدلله من الجميع و لكنها لم تستقبل ذلك الدلال بالانحراف عن المسلك الطبيعى و الجيد بل احسنا تربيتها كثيرا على عكس هايدى التى علم من تحرياته عنها هى اﻻخرى انها ترافق الشباب منذ سن الثانيه عشر ليتعجب كثيرا من ترك زوجه خاله لزمامها الى هذ الحد ؟
ذهب لمقر عمل والده و دلف مكتبه باحترام و القى عليه التحيه العسكريه هاتفا باحترام
_ فاضى شويه ؟
اماء له مشيرا على المقعد امامه و ردد
_ خير ؟
ابتلع لعابه و لكنه لا يزال يشعر بداخله بغبطه من السعاده ربما لم يشعر بها من قبل كلما تذكر موقف المقهى و صرامتها فى التعامل معه و ادبها و اخلاقها العاليه فردد بحرج
_ بابا انا عايز اتجوز
ابتسم له بحبور و سأله
_ واحده نعرفها ؟
اماء رافضا برأسه و مجيبا فى نفس الوقت
_ لا … دى واحده اتعرفت عليها قريب
سأله اباه
_ و سألت عليها و على اهلها يا سيف و لا …
قاطعه اﻻخر بيد ممدوده تحمل ملفا كاملا عنها و عن عائلتها فامسكه منه طلعت و رددت بابتسامه عابثه
_ ده انت جاهز بقا و شكل كده الموضوع منتهى و رأيى تحصيل حاصل ؟
اجابه سيف بتوقير
_ العفو يا بابا ، حضرتك الخير و البركه … انا طبعا لازم اخد رأي حضرتك و اللى تقول عليه ماشى .
حرك رأسه قليلا و كأنه يقول له سنرى ، امسك الملف و بدء بقرائته حتى انتهى منه و ردد بتأكيد
_ شكلهم ناس كويسه و البنت متربيه
ردد سيف بلهفه و تلقائيه
_ اه و الله يا بابا ، ده حتى لما عاكستها بهدلتنى و ….
قاطعه والده بحده مزيفه
_ ايه بتقول ايه ؟ عاكستها !! انت بتعاكس بنات الناس يا سيف ؟
ابتلع لعابه و زم شفتيه بحرج و ردد بخجل
_ اصل يا بابا انااا……
عاد طلعت لمقاطعته و ردد بفضول مستتر
_ ايوه بقا عملت ايه معاك لما عاكستها ؟
ابتسم بحب و ردد بفخر
_ بهدلتنى بصراحه و مهماش البدله الميرى و ﻻ اى حاجه
اماء باقتضاب و ردد بضيق
_ كمان كنت بتعاكسها و انت فى الخدمه !! انت اتجننت يا ابنى ؟ البدله دى ليها احترامها و اللى انت عملته ده غلط
تحشرج صوته خجلا و ردد
_ طيب يا بابا حضرتك موافق و ﻻ ايه ؟
ابتسم له و حرك رأسه موافقا و ردد بمزاح
_ انا عن نفسى موافق .. بس المشكله كلها فى سياده المستشاره والدتك
رمقه بنظره مشاكسه فتجهم وجه سيف بالضيق و سأله بحيره
_ هى ممكن تعترض ؟
اماء مؤكدا
_ طبعا … امك مش شايفه اى عروسه مناسبه ليك غير هايدى بنت خالك
امتقع وجهه و والده يضيف
_ ما هو اللى ميعرفش يقول عدس و امك و امها نايمين فى العسل عن تصرفات البنت
تنهد بضيق و زفر انفاسه بحده و ردد
_ انا كان نفسى اعمل حاجه عشانها بس هى مش بتخلينى اعرف اكلمها ، طول الوقت بتفضل تفتح فى موضوعنا سوا و مش بتدينى فرصه اتكلم معاها خالص فى تصرفاتها لدرجه انى بقيت اهرب منها
ربت طلعت على كفه المسند امامه و ردد
_ سيب مهمه اقناع مامتك عليا انا ، و خد لنا ميعاد من اهلها عشان نتعرف على عيلتها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تصدق نفسها فهى منذ ذلك اليوم و هو لم يختفى من خيالها و ذلك الموقف الصادم الذى فعله معها امام الجميع لتعود للضحك الهستيرى فكلما تذكرت شكله و هو يحاول اقناع الجميع بمعرفته اياها بل و اقتناع جميع رواد المقهى بانه ربما خطيبها جعلها تشرد به و بطريقته الفريده فى المشاكسه
دلفت والدتها تحدثها بدلال
_ حبيبه ماما … مش هتتغدى معانا ؟
اماءت موافقه و لكنها شارده قليلا و عيونها غير مرتكزه بمكانها فجلست والدتها بجوارها تردد بحيره
_ مالك يا نسرين ؟
اجابتها بخجل
_ ابدا يا ماما … يمكن زهقانه ، انتى عارفه اجازه بقا و الملل قاتل
ابتسمت لها بود هاتفه
_ الولد الظابط ده لسه شاغل تفكيرك ؟
ضحكت برقه و رددت
_ بجد صحابى مش مصدقين انى معرفوش ، و كل ما احكى لحد الكل يموت من الضحك على تصرفه
رددت والدتها مبتسمه
_ افكار Creative للمعاكسه
عادت ضحكاتهما حتى اتاهما صوت والدها المنادى
_ يلا يا جماعه انا هموت من الجوع
و اثناء جلوس الجميع على مائده الطعام ابتلع والدها طعامه و مسح ثغره بمحرمه قطنيه من آثار الطعام العالق به و تنحنح بعد ان ارتشف كوبا من المياه و ردد بجديه موجها حديثه لابنته
_ تعرفى حد اسمه سيف المهدى ؟
نظرت له ببله و هى تمضغ طعامها و رددت بتأكيد
_ﻻ … مين ده يا بابا ؟
امال رأسه للجانب بشكل مسرحى و هو يقوس فمه ببسمه ساخره
_ ده عريس يا ستى متقدم لك … و قالى انه يعرفك و انتى متعرفيهوش
لم تحبذ مطلقا فكره الزواج بتلك الطريقه العقيمه و حتى و ان كانت ليس لها اى علاقات او ارتباطات بالجنس اﻻخر ، ليس هى فقط بل هى و كل رفيقاتها الا انها لا تزال تحلم بالزواج عن حب ، و فى نفس اللحظه جاءت صورته امامها ببدلته الميرى البيضاء اللون و بسمته اللطيفه و مزاحه و مشاكسته السخيفه ربما لتردد بداخل نفسها
_ يا ريتنى عطيته رقم بابا
استمرار صمتها جعل والدها يسألها باهتمام
_ مردتيش عليا ؟
ابتلعت لعابها و رددت
_ ارد اقول ايه ؟
اجابها ببساطه
_ تقولى يا موافقه اشوفه و نديله ميعاد عشان تشوفيه و تتعرفى عليه و لو في قبول يبقا على بركه الله ، ولو مش موافقه من اﻻساسا اقوله مفيش نصيب …. ها قلتى ايه ؟
فكرت و فكرت و عادت تنظر لوالدها و سألته بحيره
_ ايوه بس يعرفنى منين ؟ انا معرفش حد بالاسم ده خالص و ….
قاطعها والدها هاتفا
_ يا بنتى ما هو قال انك متعرفيهوش و …
قاطعتها بدورها مستنكره
_ و هو اى حد يتقدم من غير ما نعرف عنه اى حاجه كده يبقا عادى و ندخله بيتنا يا بابا ؟ الكلام ده غلط
ردد والدها بحيره
_ بصى يا بنتى ، هو شكله ابن ناس من لبسه حتى لما سألته على شغله طلع ظابط و ….
لمعت عينها بالدهشه و رددت بلهفه
_ ظابط !! شكله ايه يا بابا ؟
ابتسم و ردد بمزاح
_ هتوافقى عشان ظابط ؟
اماءت بلا ثم بنعم لتتردد و تتلعثم هاتفه
_ اا اصل .. يا باا
نظرت لوالدتها تطلب الدعم منها فهتف اﻻخرى هاتفه
_ طيب و لو وافقت يعنى هتوصله ازاى ؟
اجاب ببساطه
_ ما هو ادانى الكارت بتاعه
رددها و هو يخرج بطاقه التعريف الخاصه بسيف من جيب قميصه فسحبته نسرين بلهفه و رددت
_ هات يا بابا ثوانى
امسكت الكارت بيد و هاتفها _ الحديث الطراز بذلك الوقت_ باليد اﻻخرى و ادخلت رقمه و دخلت على تطبيق المراسلات ( واتس اب ) و نظرت لصورته لتجده هو فتأكدت انه لم يخبر والدها بكيفيه معرفته اياها ربما لخجله فابتسمت بفرحه مستتره و عاد والدها يسألها بحيره
_ ها يا بنتى ؟ رايك ايه ؟
ابتلعت لعابها بحرج و رددت و هى تطرق رأسها لاسفل هاتفه بصوت خافت
_ موافقه يا بابا
شاكسها قليلا و سألها
_ موافقه على ايه ؟
اجابته بتلعثم
_ عللل على قاعده التعارف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذهبا للتقدم لخطبتها برفقه منار الواجمه و لكن بعد اصرار زوجها عليها و اجباره لها ، تحركت معهما على مضض لتدلف و هى تنظر للجميع بعيون فاحصه و كأنها تبحث عن اى خطأ حتى تتخذه ذريعه لرفض تلك الزيجه و لكن على العكس من امنتيها تمم اﻻمر بسلاسه و ترحيب كبير من قبل عائله نسرين لتتم الخطبه سريعا و لكن فى حدود ضيقه لاستعجال سيف على الزواج فحددوا موعد بحد اقصاه اتمامها لامتحانات سنتها اﻻخيره بالجامعه و التى تبعد بضعه اشهر فقط
جلسا و لاول مره بمفرديهما منذ يوم التعارف حتى اتمام الخطبه فابتسم لها عندما وجد وجهها قد اكتسحه حمره الخجل فردد ببسمه
_ مالك مكسوفه كده ليه ؟ ده انا خطيبك يعنى مش حد غريب
ابتسمت له و رفعت وجهها تنظر له باستمتاع لملامحه الرجوليه التى شغلت تفكيرها و رددت برقه
_ اول مره اتحط فى الموقف ده و اقعد لوحدى مع راجل غير بابا و اخواتى
اخرج سيجارته و اشعلها زافرا دخانها و مرددا بمداعبه
_ طيب اتعودى بقا انك تقعدى معايا عشان ناخد على بعض شويه
احتدت تعابيرها و رددت بجمود
_ خلى بالك انا مش بحب الطريقه دى و اى كلام بينا يبقا فى حدود اﻻدب و اﻻصول
حرك رأسه موافقا و ردد بجديه مصطنعه
_ بس كده ؟ لو عايزه منشفش بعض لحد الجواز كمان انا معنديش مانع
ابتلعت بحرج و رددت نافيه
_ لا مش للدرجه دى
ابتسم بانتصار فشاكيها يسأل
_ يعنى عايزه تشوفينى ؟
بللت شفتيها بطرف لسانها بتوتر و حاولت ان تخرج من ذلك الحوار فرفعت بصرها تجاهه تسأله بحيره
_ فى سؤال شاغل بالى اوى من وقت ما كلمت بابا
ارهف سمعه لها و ركز حواسه معها و انتظرها تكمل
_ كنت هتعمل ايه لو رفضتك ؟ بما انك روحت لبابا من غير ما تعرفنى انت مين ؟ و انا كنت على وشك انى ارفض على فكره
اسند ظهره على المقعد امامه و ردد بجديه و ثقه و ربما غرور
_ كنت متأكد انك هتوافقى
رفعت حاجبها تنظر له بضيق و رددت
_ ايه الغرورو ده ؟ ايه اللى خلاك متأكد كده ؟ كنت اعرفك مثلا و واقعه فى غرامك ؟
اماء بلا بمشاكسه و حركات مسرحيه مداعبه و ردد و هو يرسم بسمه رقيقه على ثغره
_ اولا انا عرفت انك ذكيه و هتاخدى رقمى من باباكى و تدخلى تشوفى صورتى على الواتس اب
لمعت عينها فكيف علم ذلك فرددت بتساؤل
_ انت مراقب تليفونى ؟
ضحك عاليا لدرجه انه لم يتمالك نفسه فارجع رأسه للوراء من قوة ضحكاته و ردد من بين لهاثه الضاحك
_ انتى فكرانى وزير الداخليه ؟ ده انا حته ظابط صغير لسه بعافر عشان اثبت نفسى فى مكانى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بكاءها جعل رفيقتها ترأف بحالها و تربت على ظهرها هاتفه باستنكار
_ندل اوى بجد … و انتى اللى موافقتيش تعمليله عمل ، بس شوفتى ان كلام الست بتاعه البخت طلع حقيقى ازاى ؟ اهو معداش كام شهر و راح خطب بعد كل اللى عمله معاكى
ظلت تفرك رأسها باظافرها بحركه عصبيه و صديقتها تردف
_ قلتلك ميت مره الرجاله لما بتلاقى حاجه قدامهم ببلاش بياخدوها و لو جيتى طالبتى بالتمن بعد كده بيهربو زى صاحبنا ده
رددت و الحزن يخيم على ملامحها
_ ده انا بنت خاله …. ازاى يعمل فيا كده ؟
اقتربت صديقتها منها اكثر و احتضنتها و رددت بحزن على حال رفيقتها
_ انسيه يا هايدى و اقبلى العريس اللى جايلك يمكن يسعدك اكتر منه ، و سيف مبيحبكيش و….
قاطعتها صارخه بحده اجفلت تلك المسكينه التى تواسيها
_ متقوليش كده …. سيف بيحبنى ، و لو مش بيحبنى انا هخليه يحبنى حتى لو بالعافيه
قوست اﻻخرى حاجبيها و رددت بخوف ظاهر على ملامحها
_ اوعى تكونى ناويه تعملى اللى فى بالى ؟ الحكايه دى خطر اوى و زى ما قالتلك مش سهل ان الربط يتفك بعد كده … يعنى لو هتربطيه عشان ميتجوزش يبقا لا انتى و لا غيرك
اجابت بشر
_ ما هو لو مبقاش ليا يبقا مش هيكون لغيرى
زفرت بانفاسها و حاولت نصحها و رددت
_ اعقلى يا هايدى ، انتى خلصتى جامعتك حاولى تِشغلى نفسك باى شغلانه و وافقى على العريس و سيبها على ربنا و لو ربنا كاتبكم لبعض ساعتها مفيش حاجه هتقف قدامكم مهما كانت لو انتو اﻻتنين متجوزين
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور عامين و زيجه كل من سيف و نسرين و حملها بطفلتهما الوحيده ترقى سيف بمنصبه بسهوله و يسر و ذلك لتفانيه بالعمل مما جعل رؤساءه فخورين به حتى اصبح من امهر المحققين بقسم مكافحه تهريب و حيازه المخدرات
استيقظ على لمسات رقيقه من زوجته الحامل بشهرها الثامن ففتح عينه بتكاسل لتردد هى
_ قوم بقا عشان تلحق الشغل
تثائب بكسل و ردد و هو يحاول استعاده نشاطه
_ معلش يا حبيبتى اصلى معرفتش انام بعد ما صليت الفجر و على ما عينى راحت فى النوم كان النهار طلع
ربتت على كتفه بسخريه
_ طيب قوم يا حضره المفتش الكبير عشان الفطار هيبرد
لتخرج و هى تتذمر بصوت مسموع
_ انا اللى عملت كده فى نفسى … فى واحده عاقله ترضى تتجوز ظابط ؟
رفع صوته عاليا من خلفها و ردد بمشاكسه
_ سمعتك على فكره
تصنعت القوة و رددت
_ و ايه يعنى لما تسمعنى كنت قلت حاجه غلط ؟
سحبها داخل احضانه و لكن كان هناك حائلا بينهما يمنعه من ضمها اليه بقوه و ردد بعبث
_ يعنى الجواز من ظابط حاجه وحشه ؟
اماءت بتوتر و هى تبتلع لعابها باثاره من مداعبته لجسدها و رددت مؤكده
_ يعنى غير القلق عليك طول الوقت و انت فى اى مهمه ممكن يحصلك حاجه بعد الشر ، انك طول الوقت كمان مش موجود و انا لوحدى كأنى متجوزه هوا
عض على شفته السفلى باثاره و ردد بحب
_ يعنى بتحبينى اهو و بتخافى عليا !!
أجابت بضيق مصطنع
_ لا مش بحبك و لا بتوحشنى و لا عايزه اشوفك و لا تلمسنى خالص ايه رأيك بقا ؟ و ابعد بقولك
رفع حاحبه بدهشه و ردد غامزا بعينيه بوقاحه
_ ده بجد ؟ امال لما هى الحكايه كده بتشاركينى حلبه المصارعه الحره ليه ؟
ضربته بتوبيخ على صدره فابتسم و ردد يثيرها اكثر بحديثه
_ لا و ساعات كتيره كمان بتكونى افرس منى فيها
صرخت بخجل تسُبه بصوت عالى
_ قليل اﻻدب و الله و صايع و متعرفش الربايه ، انا بجد زهقت من قله ادبك
اقتنص شفتيها بقبله متمهله و ردد بعد ان ابتعد عنها و هى ﻻ تزال تحاول تدارك نفسها من اثر قبلته و هتف بحب
_ لما ارجع بالليل ابقا اشوف زهقتى بجد و لا دى جرعه النكد المعتاده بتاعه الصبح
قوست فمها بضيق و رددت بحزن
_ بقا انا بديك جرعه نكد يا سيف ، الله يسامحك
اجاب بتلقائيه
_ اه طبعا ، جرعه الصبح بتاعه انا زهقت منك و من شغلك و مش عيزاك و جرعه بالليل بتاعه العياط و انا وحيده و بكلم الحيطه و انت وحشتنى اوى
زمت شفتيها بطفوله فابتسم لها و عاد لاحتضانها و لكنه زفر تلك المره و ردد بحده طفيفه
_ انا مبقتش عارف احضنك من الكرش ده
دفعته بعيدا عنها و رددت تجيبه
_ ده مش كرش ، دى ميرا بنتنا
امتعض وجهه و ردد
_ انتى لسه مصره على اﻻسم العجيب ده ؟
اماءت بنعم فاستسلم لها و اتجه للخارج فتأوهت بالم صارخه
_ آاااه … الحقنى يا سيف
بلهفه و ذعر اتجه صوبها و ردد
_ ايه ؟ مالك ؟
اجابته و هى لا تزال تتألم
_ مش عارفه وجع جامد اوى جه فجأه
سألها بجهل
_ انتى فى التامن ، هو فى حد ممكن يولد فى التامن ؟
ضربته على كتفه مردده
_ فال الله و لا فالك يا اخى ….. بس انا تعبانه بجد يا سيف دى شكلها ولاده و لا ايه ؟
بعد لحظات كانا قد خرجا من عياده الطوارئ بعد الكشف عليها و تأكيد الطبيبه لهما انها مجرد غازات و ليس هناك اى داعى للقلق
لتتكرر تلك التقلصات التى تضربها حتى ظن سيف بالنهايه انها وسيلتها لجعله يأخذ عطله من عمله او ان يمكث معها بضع ساعات اضافيه و لكن تقاعسه عن اداره اعماله جعلت صديقه ينبه عليه لخطوره القضيه التى يعمل عليها
تحرك بقواته باحدى المداهمات لوكر ما اوكار تصنيع المخدرات و تعبئتها فرن هاتفه بذلك الوقت الحرج و هو قيد التخفى فقوس وائل فمه و ردد بصوت خافت
_ ايه يا بنى اطفى البتاع ده
قام باطفاءه و تابع عمليه المداهمه حتى نجح بها ، و لكن و على الجانب اﻻخر كانت هى تتألم بشكل كبير لا تقوى على الحركه و ظلت تهاتفه و لكن دون جدوى فهاتفت كل من والدتها و حماتها فاقلاها للمشفى و هناك بعد توقيع الكشف عليها ردد الطبيب
_ انا شايف ان معدل ضربات القلب للجنين عالى جدا و مش طبيعى و ده اكيد سبب التقلصات المبكره اللى هى حاسه بيها
سألت والدتها بخوف
_ فى قلق على البيبى يا دكتور ؟
اجابها بعمليه
_ احنا هنحطها تحت الملاحظه اربعه و عشرين ساعه و بعدها هنقرر اذا نعملها ولاده قيصريه و ﻻ لا ؟
نظرتا لبعضهما البعض فاحداهما خائفه على ابنتها و وحيدتها و اﻻخرى جل ما تهتم به هو جنينها الذى يحمل دماء وليدها فرددت منار
_ اهم حاجه ميكونش فى خطوره على الجنين
اجابها بحيره
_ لحد دلوقتى الخطوره موجوده للام و الجنين
سألته والده نسرين
_ طيب الخطوره فى ايه بالظبط ؟
اجابها على الفور
_ ضربات القلب العاليه مؤشر لكذا حاجه و حقيقى مش هقدر احدد اى حاجه دلوقتى ، احنا هنحطها تحت الملاحظه و هنستغل الوقت ده اننا نديها الحقنه بتاعه الرئه عشان لو حصل ولاده مبكره تنزل البنوته سليمه من غير مشاكل تنفس
ارتعبت والدتها قليلا فربتت عليها منار تواسيها باهتمام زائف فهى لم و لن تقبلهما قلبا و قالبا ككنه لابنها و لكنها تصنعت الاهتمام و رددت
_ متقلقيش ….. ربنا معاها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتهى سيف من مداهمته و لكن اﻻمر لم ينتهى فقد بدء للتو فتح سلسله من التحقيقات برفقه زميله و رفيقه الذى ساعده كثيرا بتلك المهمه فجلسا اﻻثنين يفتحا التحقيقات و يقوما بالضغط على المتهمين حتى يقوموا بالاعتراف على الرأس المدبره لتلك الاوكار ليظل بموقعه حتى الخيوط الاولى من صباح اليوم التالى
دلفت طبيبتها بعد ان مر اكثر من اثنا عشر ساعه و هى موضوعه تحت الملاحظه لتوقع عليها الكشف فلمعت عينها بالضيق و الرهبه و رأت ملامحها تلك النائمه على سريرها الطبى فرددت بخوف
_ فى ايه يا دكتوره ؟
ابتلعت اﻻخيره بوجل و حاولت رسم بسمه مصطنعه و رددت
_ مفيش اى مشاكل ، انتى زى الفل بس انا شايفه انك تولدى دلوقتى افضل
اماءت بصمت دون محاوله منها فتح اى احاديث او استفسارات لاجهادها الشديد و شعورها بالالم و اﻻرهاق
خرجت الطبيبه تنظر لهما و رددت بضيق ظاهر عليها
_ فين جوزها ؟
اجابت والدته بالنيابه عنه
_ ابنى فى شغله و …
قاطعتها الطبيبه هاتفه بحده
_ انا عيزاه لان الحاله خطر و اﻻكيد انها بقالها فتره حاسه بالوجع ده و مش عارفه ازاى سكتو لحد دلوقتى ؟
رددت والدتها تردد بحده
_ ما احنا هنا من امبارح و الدكتور بتاع الطوارئ…
هدرت بحده
_ و ليه محدش اتصل بيا ، دكتور الطوارئ ميعرفش حالتها ، انا اللى متبعاها و عارفه حالتها كويس
تكلمت منار بهدوء مردده
_ براحه بس و فهمينا ايه الحكايه ؟
اجابتها تشرح باستفاضه
_ للاسف المشيمه غارزه فى جدار الرحم و ده مؤشر مش كويس و لو اتعرضت لانقباضات كتيره زى انقباضات الطلق فكده ممكن تتعرض لمصاعفات كتيره اثناء الولاده
تجهمت ملامح منار و صرخت والدتها
_ بنتى …. انتى بتقولى ايه يا دكتوره ؟
رددت منار سؤالها الذى حفز تلك الواقفه معها
_ و ده فى خطوره على الجنين ؟
لمعت عينها بالغضب و قبل ان تجيبها الطبيبه صرخت بوجهها بحده هادره
_ انتى ايه يا شيخه ؟ طيب حتى اعملى حساب انى واقفه !! الاهم عندك الجنين و بنتى مش مهم تروح فى داهيه مش كده ؟
نظرت لها بهدوء واجابتها
_ انا مش هرد عليكى عشان مقدره الحاله اللى انتى فيها
تدخلت الطبيبه عندما وجدت ان الحوار بينهما احتد و من الممكن ان يتطور الى شجار فرددت
_ سيبونا دلوقتى من الكلام ده انا عايزه جوزها دلوقتى عشان يمضى لنا على اﻻقرار عشان ادخلها ولاده قيصريه حالا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هاتفته مرارا و تكرارا حتى يأست من ان تصل اليه فهاتفه مغلق منذ امس فقررت بالنهايه مهاتفه زوجها عله يستطيع اﻻتصال به ففعل و اخبره بضروره توجهه للمشفى فترك اعماله و هرع بسرعه للمشفى و فور ان دلف قابل حده و عصبيه اهل زوجته الهادره
_ كده برده يا سيف ، سايبها و هى على وش ولاده و كمان قافل موبايلك !!
ردد بتفسير
_ كان عندى مهمه طيب كنت اعمل ايه ؟ و بعدين دى لسه فى التامن ؟
خرجت الطبيبه فور ان علمت بوجوده و اعطته لمحه عن الحاله و لكن لم تخبر احدا اخر بالامر فرددت بجديه
_ للاسف احنا قدام حاله انفجار للرحم ؟
اطرق رأسه بخزى و ردد بحزن
_ يعنى فى خطوره عليها ؟
اماءت مجيبه
_ طبعا و لو الخطوره راحت للاسف هيكون صعب جدا انها تحمل قريب و هتحتاج لوقت كبير و علاج طويل اﻻمد عشان ده يحصل
ردد بخوف و حزن
مش مهم اى حاجه دلوقتى غير صحتها هى
ليعود و يؤكد عليها بحسم
_ هى و بس يا دكتوره ، انا ميهمنيش غيرها فى الوقت الحالى
فهمت ما يرمى اليه فاماءت بصمت و اخرجت اﻻقرار و ناولته اياه و رددت بجديه
_ طيب امضى اﻻقرار عشان اقدر ادخلها العمليات بسرعه قبل ما تحصل مضاعفات
اماء و لم يجادل حتى و وقع على اﻻقرار على الفور فتوجهت الطبيبه لغرفه العمليات و خرجت بعد فتره انتظار كانت بالنسبه له امد الدهر لتبشره بصغيرته فردد فور ان حملها
_ ميرا
نعم هو نفس اﻻسم الذى لم يكن موافقا عليه و لكنه ابتلعه لاجل خاطرها هى وحدها و عاد ينظر للطبيبه و ردد بقلق
_ و مراتى ؟
ابتسمت و رددت بحب
_ زى الفل و فى الافاقه

تحفزت بجلستها امامها و زغرتها بعيون جاحظه مردده بحده
_ انتى بقالك سنه و نص عماله بس تسحبى منى فى فلوس و مشوفتش اى نتيجه
اجابتها العرافه
_ انا بعمل اللى عليا و اظن انتى شوفتى بنفسك ايه اللى حصل لها فى الحمل و الولاده !!
ضحكت بحنق و قوست فمها بضيق هاتفه بغل
_ و انا استفدت ايه انها تعبت شويه فى الولاده ؟ النهايه واحده انها اتجوزت سيف و حملت منه و دلوقتى كمان خلفت و عايشين مبسوطين مع بعض
لتنتفض صارخه بحده
_ دى عمتى مكلمانى عشان احضر السبوع !! شوفتى قهره اكبر من كده ؟
امالت رأسها تواسها هاتفه
_ معلش …. انتى اتأخرتى فى اﻻول على ما عرفتى تجيبى قطرها و دى النتيجه بس برده العمل هيشتغل فى النهايه و هيتطلقو
انتحبت بتذمر و حزن
_ امتى بس ؟ امتى ؟ لما تخلف منه عشر عيال ؟؟
هدئتها هاتفه باستعراض
_ اصبرى بس و هتلاقى احلى شغل بس انتى راضى اﻻسياد
زمت شفتيها غاضبه و هى تمسك حقيبتها النسائيه تخرج منها حفنه من الاموال تعطيا لها و رددت بتذمر
_ ما اخدناش حاجه من اﻻسياد بتوعك دول يا ختى غير سحب فلوس و بس
دفعت النقود بقوه داخل راحتها و رددت بضيق
_ خدى … بس دى اخر مره هديكى فيها فلوس و لو متطلقوش خلال شهر بالكتير تنسينى خالص ، فاهمه ؟
ابتسمت العرافه و هى تحصى النقود بيدها هاتفه بلهفه
_ من يد منعدمعاش
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف غرفته ممسكا بصنيه الطعام و اغلق وارءه الباب بقدمه ففزعت تلك النائمه باجهاد على الفراش موبخه اياه
_ حرام عليك يا سيف خضتنى
اقترب منها واضعا الطعام امامها و ردد بحب و غزل
_ انتى احلويتى كده ليه ؟
ابتسمت هى اﻻخرى خجلا و اطرقت عيونها لاسفل فردد بضيق طفولى
_ حرام عليكى الكسوف اللى انتى فيه ده … يا بنتى انا جوزك و ربنا
ضحكا معا و نظرت امامها للطعام و سألته بحيره رافعه حاجبها اﻻيمن بتعجب
_ انت اللى عملت اﻻكل ده ؟
اماء و هو يمسك قطعه من الدجاج و يطعمها اياها و ردد
_ انا شاطر جدا فى المطبخ على فكره
ابتلعت ما دسه بفمها و رددت تعاتبه
_ كنت خليت ماما تفضل معايا عشان تخدمنى بدل ما انت سايب شغلك
انحنى و قبل راحتها و ردد باطراء
_ وانا عندى اغلى منك ؟
التفت ينظر لفراش الرضيعه و ردد بعبث
_ بصراحه بقا عندى اﻻغلى منك دلوقتى
عبست ملامحها و قوست حاجبها و رددت بحزن
_ مين دى ان شاء الله ؟
قبلها من جبينها و ردد بتأكيد
_ اﻻغلى منك هى حته منك يا روحى … ميرا
توجه لفراشها الصغير و نظر لملامحها البريئه و ردد يسأل بفضول
_ هى بتنام كتير ليه كده ؟ عايز العب معاها
ضحكت ساخره و هتفت تتوعد له
_ اصبر على رزقك … السهر كله جاى قدام ، و قريب اوى اوى كمان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
احتفل الجميع بمراسم مرور اسبوع على ميلاد الرضيعه وسط اجواء من الفرحه و اﻻلفه و لكن لم يسلم اﻻمر من بعض مناكشات هايدى لنسرين التى لم تهتم بما تفعله او تعير له اى انتباه
دلف سيف للمطبخ حتى يضع الكؤوس الفارغه التى جمعها من الخارج فتبعته هايدى لداخل المطبخ و وقفت خلفه و هو يضعها على اللوح الرخامى المثبت بالداخل و هتفت بصوت انثوى ناعم
_ مبروك يا سيف
التفت متفاجئ من حضورها المباغت و ردد بتوتر
_ الله يبارك فيكى يا هايدى عقبالك
رفعت راحتها للسماء هاتفه بتضرع
_ يااا رب
ضحك بعفويه و ردد يسألها
_ يااه … للدرجه دى نفسك تتجوزى ؟ امال بترفضى العرسان اللى بتتقدملك ليه ؟
اقتربت منه اكثر حتى اصبحت قريبه منه حد اﻻلتصاق و رددت بصوت هامس
_ اصل اللى بحبه و عيزاه سابنى عشان خاطر واحده تانيه
حك طرف انفه بتوتر و ردد بحزم
_ و بعدين يا هايدى ؟ الحكايه دى مش خلصنا منها ؟
اجابت بحزن
_ لو خلصت بالنسبه لك فهى لسه مخلصتش بالنسبه لى
زفر بحده بعد ان تعمدت ان تتلمس صدره بكفيها و امسكها بقبضته بقوه ضاغطا على اسنانه بحنق و ردد بعيون تطلق شرر
_ اتلمى بقا عشان انا جبت اخرى منك …. و ده آخر تحذير ليكى يا هايدى و صدقينى بعدها مش هيهمنى صله القرابه اللى بينا و هقول لابوكى على كل عمايلك دى
بكت بحزن و رددت تتوسله
_ كل ده عشان بحبك ؟
اجاب بصوت خشن و غاضب
_ و انا بحب مراتى … فابعدى عنى احسنلك
لم يعلما بمتابعه نسرين للحوار منذ بدايته فقد اتبعت زوجها حتى تأخذ منه ما يحمله و لكن استوقفها الحديث الدائر حتى استمعت لتحذير سيف لها الصريح فدلفت بخطاً واثقه لينتبها لدخولها فعادت اﻻخرى للوراء تبتعد عنه قليلا لتردد نسرين بدهاء
_ ايه يا حبيبى واقف عندك ليه كده ؟
اجابها بتلعثم
_ ابدا يا روحى
ابتسمت له بسمه رقيقه و رددت
_ ماشى يا حبيبى روح انت شوف الضيوف
خرج فورا و عندما حاولت هايدى الخروج وقفت لها نسرين تسُد عليها الطريق فتعجبت و قوست حاجبيها و رددت
_ عايزه اخرج
اماءت اﻻخرى بقوه و هتفت باسلوب تحذيرى قوى
_ هسيبك تخرجى بس بعد ما تسمعى الكلام اللى عايزه اقوله
امتعض وجهها بالضيق لتبتسم نسرين بسمه صفراء و رددت بحده
_ ابعدى عن جوزى احسنلك ، لانى مش هعمل زيه و احافظ على صله القرابه اللى بينكم و هوريكى مقامك كويس
اندهشت هايدى من طريقتها و هدرت بسوقيه
_ نعم ؟؟ انتى مين انتى عشان تقوليلى الكلام ده ؟
اجابتها بثقه
_ انا ابقا مرات سيف المهدى و ام بنته ، و لحد دلوقتى بكلمك بالذوق لكن كلمه زياده هطردك بره و ساعتها ابقى قولى للناس سبب طردى ليكى ، و اوعى تفتكرى ان سيف هييجى فى صفك فى يوم من اﻻيام !!
حاولت زعزعه ثقتها بنفسها قليلا فهتفت
_ و يا ترى سيف قالك على اللى بينا ؟
ضحكت باستهزاء و رددت
_ قصدك اللى كان بينكم ، و حتى لو مقالش انا مش عايزه اكتر من الكلمه اللى سمعتها منه ، انه بيحبنى و مش عايزك فى حياته فابعدى عننا احسنلك
فى تلك الليله تفاقم كره هايدى لتلك الدخيله التى سرقت قلب من تحب و تعشق فتوعدت بداخلها انها لن تكف عن ايذاءها حتى تنفصل عنه او لتهلك لن يفرق اﻻمر معها
انتهت مراسم اﻻحتفال بالصغيره الوارده حديثا لتلك العائله و غادر الجميع بما فيهم هايدى التى جلست تنظر لهما بغل و هما يقبلان رضيعتهما بحب و غادر الجميع و هى معهم تحمل اطنان من الكره و الحقد عليهما حتى قررت نسرين انهاء تلك المهزله عندما سألت سيف عن طبيعه اﻻمر فقص عليها احداث الماضى بما فيه فذهبت لرشاد بمقر عمله خصيصا و اخبرته بمقتطفات بسيطه عن مضايقات هايدى لاسرتها و تطفلها على سيف بشكل سافر فاحتدت ملامحه و قرر تزويجها حتى و ان كان رغما عنها و تطوى تلك الصفحه من حياته و لا تعود من جديد اﻻ بعد وفاه غاليتيه و طلاقها من زوجها خصيصا و عودتها لمطاردته مره اخرى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
استقبل ذلك اﻻتصال الذى ضايقه كثيرا بعد ان علم من رفيقه ان ناصر الصواف مصر على اﻻ يتحدث اﻻ له هو بالتحديد فصاح وائل بغضب
_ يا بنى انت بتزهقنى ليه ؟ ما تخلص و وافق تترافع عنه عشان نخلص من القضيه دى بقا
ردد سعد الدين بضيق و تذمر
_ و تضمنلى منين ان محدش يتعرضلى ؟ ده انتو مش قادرين تحمو اللى منكم و كل يوم و التانى سيف يتعرض لمحاوله قتل
اخرج زفيرا عاليا و ردد بنفاذ صبر
_ انت من امتى بتخاف كده ؟
اجابه سعد الدين و هو ممسك بيد زوجته الجالسه باحضانه و ردد
_ من ساعه ما بقا عندى اللى اخاف عليه
هز رأسه بحركات متتاليه مجيبا بامتعاض قبل انهاء المكالمه معه
_ ماشى يا سعد ، انا مقدرش اضغط عليك فى الموضوع ده بالذات
اغلق معه و نظر لزوجته التى ترمقه بفضول فابتسم لها لتسأله بحيره
_ انت رافض ليه تمسك القضيه دى لو فيها مصلحه لاصحابك ؟
قبل راحتها و سحبها داخل احضانه و ردد بحب
_ عشان مش عايز حاجه لا تعكر صفو حياتنا و ﻻ تهدد امننا ، و سكه ناصر الصواف مش سهله و لا سالكه
اعتدلت بجسدها و ابتعدت عن احضانه تنظر له نظرات عتاب و رددت
_ يعنى يا سعد لو انت اللى كنت محتاج مساعده اصحابك كانو هيسيبوك كده مهدد ؟ انت بنفسك بتقول ان سيف باشا مهدد و ممكن ينجحو فى قتله فى اى وقت ، و ان القضيه دى ممكن تفرق كتير جدا معاهم
التفت لها يشرح اﻻمر من وجهه نظره
_ انا مش بتهرب من خدمه صحابى يا نيللى ، بس انا فعلا كبرت و محتاج ارتاح… و بعدين مش كفايه انى متجوز كبير و كمان فرق السن بينا مش قليل ، اقوم اروح اتورط فى قضيه خطر زى دى و تترملى من بعدى !!
انتفضت تضع راحتها على فمه لتقاطعه بوجل
_ بعد الشر عليك يا سعد … حرام عليك توجع قلبى عليك بالشكل ده
سحبها داخل احضانه و ردد باستفاضه
_ غير كده ده مش السبب الوحيد ، فى سبب تانى مهم جدا و هو ان القضيه دى خسرانه و مش عايز فى مسيرتى المهنيه يبقا فيها قضيه زى كده
ابتسمت له و رددت بحبور
_ خلاص يا حبيبى اللى انت شايفه ، انت ادرى بشغلك
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سحبت منها عينه الدماء و تركتهما بصاله اﻻنتظار و هما يجلسان على احر من الجمر فسأل سيف فتاه اﻻستقبال
_ هو التحليل الرقمى ده بياخد وقت قد ايه ؟
اجابته بعمليه
_ حضرتك ممكن تسيب رقمك و اول ما يظهر هنبلغك
اماء مؤيدا و التفت لها يخبرها
_ ايه رأيك لو نقعد فى مكان سوا شويه و بالمره نتكلم مع بعض فى اللى عايزه تعرفيه
وافقت و لم يمر سوى لحظات حتى كانا جالسان باقرب مقهى حديث من معمل التحاليل
نظر بوجهها الذى يعشقه و ردد بجمود
_ عايزه تعرفى ايه يا دارين ؟
اجابت بعفويه
_ اللى انت عايز تحكيه يا سيف ، انا مش من حقى اسألك عن اى حاجه قديمه ….
قاطعها سيف ممسكها راحتها بقوه
_ لا من حقك ، كل حاجه تخصنى من حقك تعرفيها ، اى حاجه كانت كبيره او صغيره … بس انا كان نفسى نقفل صفحه الماضى عشان نعيش مع بعض بسلام مش اكتر
سحبت شهيقا عميقا و اخرجته ببطئ فابتسم لها بغصه و ردد
_ ابدء من تصرفات هادى و اسبابها و ﻻ عايزه تعرفى سبب اننا مخلفناش تانى انا و نسرين ؟
ابتلعت لعابها لا تعلم حقا ما اذا كانت تريد ان تعرف ام لا ؟ رفعت وجهها بتخوف و رددت
_ حكايه هايدى مفهومه زى عين الشمس ، بتحبك و مستكتراك عليا بس كده
التفت ناظرا حوله و ابتسم بعبث مرددا
_ يعنى اعمل ايه انا دلوقتى و انتى بتقولى كلام حلو من اللى بيدوخ كده ؟ و الشيطان شاطر و احنا فى مكان عام
ضحكت و رددت بجرأه
_ انا ميهمنيش لا مكان عام و لا مكان خاص ، انا عندى استعداد اقف و اقول للناس دى كلها انى بحبك و بحمد ربنا مليون مره انه جعلك من نصيبى يا سيف ، احنا مختلفين فى كل حاجه … طباعنا و اسلوب حياتنا و تربيتنا بس الاختلاف ده معملش مشكله بينا الحمد لله ، يمكن عمل صدام فى اﻻول قبل ما نفهم بعض بس اظن دلوقتى اننا بقينا متفاهمين فى كل حاجه
اماء بملامح جاده و ردد بصوت حازم
_ فعلا و خصوصا فى السرير
رددها و هو يغمز بطرف عينه لها فابتلعت باقى حديثها بجوفها و وضعت راحتها على وجهها خجلا فضحك بصوت ساحر و ردد
_ طيب احكيلك اللى حصل زمان ؟
اماءت برأسها و هى تسترعي كل اهتمامها فاستند بظهره على المقعد و اشعل سيجارته لينفس بها عن غضبه و ردد يقص عليها بجديه
_ بعد الولاده بتاعه ميرا، نسرين جالها مضاعفات و مردتش اقولها عشان حالتها النفسيه و محدش عرف غيرى انا و الدكتوره بتاعتها و بس ، حتى امى و مامتها معرفوش
ظلت تنظر لها و هو يسحب نفسا اخر من سيجارته يعبأ بها صدره و اكمل
_ بعد فتره من العلاج الى كنت بباشره مع الدكتوره من غير ما تحس …
قاطعته تستفسر
_ ازاى من غير ما تحس ؟
اجابها يوضح
_ كانت الدكتوره بتقولها انها محتاجه اﻻدويه دى عشان الولاده كانت صعبه و محتاجه متابعه لكن الحقيقه هى كانت علاج لانفجار الرحم اللى حصل لها ساعه الولاده
لمعت عينها و هى تشعر بالاسى تجاههما فتبين هو ملامح الحزن على وجهها الذى يعشقه فحمل مقعده و وضعه بجوارها ليصبح ملاصق لمقعدها و امسك راحتيها معا و ردد
_ كل ده بقا ماضى و حبك خلانى مبقتش بتوجع زى اﻻول لما بجيب سيرتهم ، كأن وجودك طمنى انهم مرتاحين
قبلت قبضته المغلقه بقوه على اناملها و استمعت له يكمل
_ كان اهم طلب للدكتوره هو تأجيل الحمل و طبعا اضطرت تكدب على نسرين و تفهمها ان ده افضل عشان ميحصلش مضاعفات تانيه فى الحمل ، ده طبعا بعد الحاح فظيع منى انها متعرفش بحالتها عشان لو مقدرتش تحمل تانى متحسش انه بسببها
ارتشف من قهوته التى بردت امامه و عاد يستطرد
_ بعد حوالى سنه اكتشفنا انها حامل ، لو تشوفى الفرحه اللى كانت على وشها كأنه اول حمل ليها
ملامحها المدهوشه جعلتها تسأله بفضول
_ و قلت لها انها لازم تنزله مش كده ؟
اماء رافضا و اجاب بتوضيح
_ مكانتش هتوافق ، فرحتها بالحمل خلاها حرفيا مش بتفكر فى حاجه غير فى البيبى اللى جاى
انعقد حاجبيها و هى تنظر له منتظره ان يكمل فيبدو ان اﻻتى ليس بهين ليكمل
_ عرفت من الدكتوره الحاله بالظبط بعد ما عملنا اشاعات و تحاليل و حتى السونار كان 3d
ابتلع غصه الم و هو ينظر لها بتردد و هتف
_ انا مش عايز اكمل كلام
هل يظنها حمقاء ؟ بعد ان استدعى انتباهها بهذا الشكل يريد ان يمتنع عن اﻻستكمال ؟ لا لم يتكهن اﻻمر بشكل صحيح فتحفزت بجسدها و رددت بصوتها الجاد
_ كمل يا سيف انا عايزه اعرف
ارتبك و ظل يرمقها بنظرات راجيه و متوسله و ردد بمهادنه
_ انا مش عايزك تاخدى عنى فكره غلط ، انا علملت كده لمصلحتها
ظلت محدقه به بجمود و هو يردد
_ الدكتوره اكدت لى ان الحمل فى خطوره كبيره عليها و على حاله الرحم فى الوقت الحالى و مكن يعملها نزيف داخلى و نضطر ساعتها لاستئصال الرحم و فى كل اﻻحوال الحمل مش هيكمل بس هيعرض حياتها للخطر
قضم داخل فمه من الجانب قليلا ليسيطر على توتره و اكمل
_ كنت عارف انى لو قلت لها هترفض وتجازف بحياتها و دى كانت ضروره طبيه فاتفقت مع الدكتوره انى احطت لها حبوب اجهاض فى العصير و بعدها انقلها المستشفى
اختنقت بانفاسها المتألمه مما تسمعه منه و هى تتذكر ما فعله الندل اكرم بها و بجنينها فدمعت عيناها رغما عنها و بكت و هى تصيح بحزن
_ مش ممكن ، انت مين سمحلك تعمل حاجه زى كده ؟ مش من حقك ، دى اسمها خيانه
حاول ان يهدئها و ردد بتأكيد
_ انا عارف انى غلطان بس الضروره الطبيه لحالتها اجبرتنى على كده و …
قاطعته بحده
_ يعنى انا لو طلعت حامل دلوقتى هتجبرنى انزله ؟
اماء مجيبا بثقه
_ ايوه ، انا معنديش استعداد اعرضك للخطر
وقفت من مكانها و اشارت بسبابتها بنبره محذره
_ لو ده حصل هيبقا باللى بينى و بينك يا سيف ، انا مستحيل انزل البيبى لو على موتى !!
انتفض هو اﻻخر و ردد بحسم
_ لو الطب قال كلمته هعمل اللى فى مصلحتك حتى لو غصب عنك و مش هاخد رأيك يا دارين انا مقدرش اعيش من غيرك
ازدادت نوبه بكائها فلم يهتم برواد المقهى حوله و الذين بدءوا يتابعون مشاحناتهما فاقترب منها و احتضنها بقوه و همس لها بحب
_ حبى ليكى اكتر من احتياجى للقب بابا ، مش هفرح بالبيبى اللى بسببه ممكن اخسرك او اتسبب فى اذيتك … ارجوكى تفهمينى يا مولاتى
نظرت له كجرو صغير بعيون حزينه فضحك و امسك طرف ذقنها و ردد بصوت مشاكس
_ مش بقدر اقاوم وش الكلب الحزين ده
امسكها و اجلسها بجواره و ردد
_ سبينى اكمل
رمقته بحيره و رددت
_ هو لسه فى حاجه اكتر من كده ؟
اماء صامتا و اوضح
_ عملت زى الدكتوره ما قالت بس النزيف كان كبير اوى لدرجه مقدرتش اوديها المستشفى اللى متفق عليها مع الدكتوره و وديتها لاقرب مستشفى و قلت لهم على اللى حصل و على حالتها عشان يلحقو يعملو اللازم على ما الدكتوره بتاعتها توصل
ابتسم بحزن و اكمل
_ اهلها لما جم اخواتها و ابوها عرفو اللى حصل و صممو ياخدو تقرير من المستشفى بالحاله و انا مكنتش مدى خوانه …… اخدوه و عملولى بيه محضر و اتهمونى فيه بقتل ابنى و محاوله قتل نسرين
ارتفعت ضربات قلبها و معها اصوات انفاسها و هو يقص عليها ما عاصره بذلك الوقت
_ الموضوع فى تلت ايام اتصعد و الدنيا كلها عرفت بمحاوله قتلى لمراتى و طلع قرار بوقفى عن العمل و استدعائى للتحقيق
قاطعته بلهفه
_ و هى سابت اهلها يعملو فيك كده ؟
اماء رافضا و اجبر نفسه على تذكر تلك الفتره المريره التى مر بها فهتف
_ ﻻ … لانها مكانتش تعرف اصلا باللى حصل ، ماما كانت واخده ميرا عندها لان مامه نسرين الله يرحمها كانت معاها فى المستشفى و بسبب اللى حصل امى رفضت تيجى تزورها و رفضت تجيب البنت عشان تشوفها فكانت نفسيتها زى الزفت ما بين تعبها و زعلها على البيبى اللى راح و ما بين زعلها من امى و هى مفكره انها زعلانه منها عشان البيبى نزل عشان كده مجاتش تزورها ، و ما بين ان ميرا الله يرحمها كانت وحشاها و نفسها تشوفها فمكانش فيه مجال احكيلها على اللى حصل و ازود عليها الحكايه و التعب
تنهد بحزن و اردف
_ كنت بجتمع باهلها فى المستشفى و ممكن نتكلم و نضحك قدامها و اول ما نخرج بره باب الاوضه بتاعتها ممكن نتخانق و نشتم بعض
وضعت يدها على قلبها تتحسس نبضاته التى اصبحت طبول عاليه تصم اذنها و ربتت بيدها عليه لتهدءه فابتسم لها سيف بوجل و اكمل
_ لحد ما جالى امر ضبط و احضار و ساعتها اضطريت استعين بالدكتوره و بالتقارير بتاعتها عشان ابرء نفسى ، بس القانون مفيهوش انك تخافى على حد فتعملى اى حاجه من وراه عشان حمايته
اشعل سيجاره اخرى فهتفت بقلق
_ كفايه تدخين يا سيف
اماء بصمت و اطفأها بالمنفضه المخصصه لذلك و اعقب
_ اتحبست اربع ايام على ذمه التحقيق و فى الوقت ده ماما مستحملتش و راحت لها بيت اهلها لانها كانت خرجت و راحت تقعد هناك لحد ما تخف فماما اول ما صلت عملت دوشه و خناقه كبيره معاهم ، بس نسرين اول ما عرفت اللى حصل جت و جابت اهلها يتنازلو عن القضيه و قالت فى اقوالها انها كانت عارفه و ان اهلها بس اللى ميعرفوش
ابتعلت غصه مؤلمه لا تعلم هل تغضب من فعلته ام تحزن على حالته و ما عاصره من مآسى لا حصر لها ؟ فها هو يعيد الكره معها و سيُحرم من اﻻنجاب بسببها و بسبب حالتها المرضيه و ربما ايضا سيضطر الى اجهاضها حتى و لو رغما عنها فبكت دون ان تشعر لتجد يده تمسح على وجهها برقه و ردد بصوت مغلف بالشجن و العشق الخالص دون قيد او شرط
_ انا كنت بحب نسرين اوى يا دارين و كان عندى استعداد اعمل اى حاجه عشان خاطرها ، بس لحد ما قابلتك كنت مفكر انى وصلت لاعلى مراحل العشق اللى ممكن يوصل لها اى اتنين
مسح وجهه براحته و اعقب
_ حبى ليكى احساس جديد عليا ، حلو اوى اوى … بس بيوجع اوى اوى بيخلينى عايش فى عالم اﻻحلام مش فى الواقع ، بس فى نفس الوقت ببقا عايز اتأكد انه حقيقه مش حلم
ابتسمت له و اسندت رأسها على كتفه و رددت بحزن
_ و انا بحبك اوى يا سيف و معنديش استعداد اوجعك بحبك ليا
ربت على ذراعها و ردد بمشاكسه
_ هيتقبض علينا بتهمه فعل فاضح فى الطريق العام
ابتعدت عنه و كركرت ضاحكه فصدح صوت هاتفه يعلن عن اتصال من معمل التحاليل فنظر لها قبل ان يجيب فاماءت مبتسمه هاتفه
_ اللى يريده ربنا يكون يا سيف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تلك الصيحات العاليه الخارجه من مكتبه جعلت كل الحراس يرتجفون خوفا و هو يهدر بالجميع
_ واحد فيكم خاين و انا هعرفه حتى لو اضطريت اسجنكم كلكم يا كلاب
لم يتمالك اعصابه و هو يمسك بسلاحه و حافظته و مفاتيحه و يسرع لمسرح الجريمه ليجده غارقا بدماءه المتناثره على اﻻرضيات و الحوائط مما يدل على مقاومته للقاتل فنظر للحارس المرابط على البوابه و ردد
_ انت عايز تفهمنى انك لا شفت و ﻻ سمعت حاجه و الواضح قدامى ان كان فى مقاومه
اجابه الحارس مجيبا برهبه
_ و الله يا باشا كنت واخد ساعه راحه عشان اتغدى و ادخل دوره الميه
رفع جانب شفته العليا باستنكار و ردد ساخرا
_ لاااا منا عارف ان الحوادث اللى من النوع ده مبتحلصش غير و انتو فى الحمام
التفت ينظر لمساعده و ردد بحزم
_ اقبض عليه و وقف حراسه عليها القيمه على التخشيبه عشان نرفع البصمات و محدش يبوظ اﻻدله
رفع الضابط يده عاليا يحييه التحيه العسكريه هاتفا برسميه
_ تحت امرك يا فندم
رمقه بنظره ساخره و ردد
_ انا مش عايز تحيات ، انا عايز شغل ، القضيه باظت الله يخرب بيوتكم
خرج من المحبس السرى متوجها لمكتبه ليبدء تحقيقاته حتى يتبين كيف حدث ذلك ليظل على حالته حتى انتهاء اليوم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
داعبت شعيرات صدره القصيره بانوثه و رددت
_ هتفضل اجازه لامتى ؟
رمقها بنظره ضاحكه متعجبه و ردد بحيره
_ زهقتى منى و لا ايه ؟
اماءت رافضه و وضحت
_ عشان اظبط شغلى انا كمان ، كفايه اجازه لحد كده
احتضنها اكثر و هتف بحب
_ بس انا مشبعتش منك يا نيللى
قبلته قبله رقيقه على ثغره و هتفت
_ احنا اتجوزنا يعنى خلاص هنشوف بعض كل يوم و ناكل سوا و ننام سوا ، بس لازم نشوف اشغالنا …. انا سايبه الشركه بايظه من ساعه ما اكرم اتقبض عليه و انت عمال ترفض فى قضايا بتجيلك و كده مينفعش
اماء مؤيدا و ردد
_ خلاص يا حبيبتى ، يخلص ال weekend و نرجع اشغالنا على طول
ارتفع بجسده و اعتلاها مقبلا اياها بشغف حقيقى حتى جاء صوت طرقات عاليه على باب غرفته فانتفض بجسده متوعدا
_ انا قلتلهم ميخبطوش علينا ابدا ، بس الظاهر انهم مصرين يتبهدلو
فتح الباب بحده مستعدا لسباب لاذع ولكن شكل الخادمه قد اخافه فردد بتوتر
_ فى ايه ؟
بكت و رددت
_ الست الكبيره ….
لم يستمع لباقى حديثها فهرع ينزل الدرج كل درجتين معا و اقتحم الغرفه ليجدها و قد فارقت الحياه فاحتضنها بقوه صارخا
_ امييييييى ، ليه كده ؟ عملتيها بدرى كده ليه ؟
اتبعته نيللى بعد ان ارتدت مئذرها و فوجئت بهذا المشهد فنزلت عبراتها كشلالات و اقتربت منه تحاول ان تبعده عن احتضانها مردده بمهادنه
_ بلاش كده يا سعد ، ادعيلها بالرحمه
دفعها بعيدا عنه و ردد باكيا
_ ﻻااا … سيبونى معاها
زاد نحيبها على حال زوجها فربتت على كتفه ليرفع وجهه ينظر لها و ردد بغصه بكاء
_ امى ماتت يا نيللى … كأنها كانت مستنيه تطمن انى اتجوزت عشان تسيبنى
احتضنته بحزن و هتفت بغصه الم
_ ادعيلها بالرحمه ، الموت احيانا بيكون رحمه من الم انت نفسك مش ممكن تتحمله و واضح انها كانت نايمه و الا كنا حسينا بيها ، يعنى متألمتش يا سعد
استنشق ماء انفه و مسح عبراته و وقف منتصبا يردد بقوه مصطنعه
_ اكرام الميت دفنه ، انا اااا….
لم يستطيع اكمال حديثه فعاد للبكاء لتحتضنه بكامل قوتها تشعره بوجودها معه و دعمها اياه هاتفه
_ النهار يطلع و هخلى اى حد من المكتب عندك يخلص اﻻجراءات بسرعه
صوت جرس الباب جعل الخادمه تتجه لفتحه فدلف بحده صارخا
_ فين اللى مشغلك ؟
لم تستطع ان تجيبه حيث لمحه يقف باخر الردهه ممسكا هاتفه فاقترب منه موبخاً بحده
_ شوفت يا وش الفقر ، ناصر الصواف اتقتل و لسه مخلص التحقيق و طبعا هيتقيد ضد مجهول و كله بسببك
اكمل دون ان يلاحظ حالته
_ كلها يومين بالكتير و تلاقى شهاب البدراوى راجع مصر و بعدها بقا ابقا خد عندك مشاكل ده غير موضوع سيف
رأى عبراته و هو يفتش فى هاتفه غير عابئ بوجوده فاعقد حاجبيه بدهشه و سأل باهتمام
_ سعد الدين !!! مالك ؟
لم يتمالك نفسه و بكاها ، فمن يستطيع ان لا يبكى امه التى استغنت عن النفيس و الغالى لاجل فلذه كبدها و ردد
_ امى ماتت يا وائل
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلستا باحد اركان العنبر و تهامستا بصوت خفيض حتى لا يستمع لهما احد فرددت نور
_ اسمعى ، الرجاله خلاص هينفذو بس عايزين الفلوس مقدم زى ما قلتلك
سألتها بحده طفيفه
_ انا نفسى افهم كان ايه اللى مأخرهم ؟
اجابتها بمكر
_ كانو بيراقبو تحركاته و البيه شهر عسله مش عايز يخلص ، بس اديه راجع الشغل من اول اﻻسبوع … هم بقا هينفذوا اول يوم طوالى
اماءت لواحظ باستحسان و هتفت
_ طيب هنوصلهم الفلوس ازاى ؟ منا قلتلك اخاف اقولهم على المخازن !!
ردت نور بتلقائيه
_ نرمى قرشين للسجانه فتحيه ، و طالما رجليها جت مره يبقا ممكن تيجى تانى مره
اعقبت عليها مفسره
_ ما اظنش توافق بعد ما ضحكت عليها !
ربتت نور على فخذها هاته بود مصطنع
_ متقلقيش انتى … انا اللى هكلمها المره دى و انتى عارفه انها بتعمل لى حساب بردك
تشدقت بفمها ترد بطريقه سوقيه
_ اه يا نور خلينا نهرب من المخروبه دى و نُكت بره البلد كلها
رسمت نور السعاده على وجهها مردده
_ و نتمتع بقا بالعز و الفلوس
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تناولا وجبه العشاء فدلف سيف المرحاض ليغتسل و عندما خرج تفاجئت به قد قص شعره و حلق لحيته كامله فنظرت له بدهشه هاتفه
_ ايه ده يا سيف ؟ ليه كده ؟
اقترب منها و قبلها قبله خاطفه و ردد
_ ما انا قايلك مينفعش الشعر و الدقن فى الخدمه يا موﻻتى
زمت شفتيها و عبست بشكل طفولى و رددت بصوت رفيع مصطنع
_ كان شكلك اﻻول احلى بكتير
جلس بجوارها و سحبها برقه داخل احضانه و ردد
_ مش ده نفس شكلى اللى عرفتينى بيه و حبتينى بيه ؟ و ﻻ شكلى بالدقن الكام يوم اللى فاتو خلاكى نسيتى ؟
رمقته بنظره ساهمه و ابتسمت ببلاهه مردده
_ خلاص رايح الشغل و اﻻجازه خلصت ؟
اماء بحزن هو اﻻخر هاتفا
_ مكنتش عايز اسيبك ابدا بس الظروف بقا
سألته بذعر
_ و اللى اسمه شهاب ؟ مش ممكن …
قاطعها بيقين
_ ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )
هتفت بخشوع
_ و نعم بالله
رفع وجهها ينظر لملامحها التى يعشقها و ردد ببسمه عابثه
_ بما انك متطلعتيش حامل و اطمنا عليكى … ما تيجى نجرب الوسيله بتاعه منع الحمل اللى كتبتها الدكتوره نشوف اذا فعاله و لا ﻷ؟
ضحكت بدلال و رددت بخجل مصطنع
طيب ادينى دقايق بس اخد شاور و اجيلك
قضم شفته السفلى باثاره و هو يفرك راحتيه معا هاتفا
_ بسرعه … متتأخريش ، هستنا على نار
تحركت بدلال و انوثه عاليه و مثيره بنفس الوقت و رددت بصوت رقيق
_ هوا
رن هاتفه بتلك الساعه المتأخره فنظر لشاشته ليرى رقم رفيقه وائل فتعجب من سبب اتصاله بذلك الوقت ليجيب بخضه
_ اتصالك فى الوقت ده بيقول فى مصيبه !
جاءه جوابه بصوت حزين
_ لا تلاته
ابتسم زافرا بضيق و ردد بحده
_ قول قول ما انا ناقص اصلى !
هتف وائل مرددا
_ ناصر الصواف اتقتل
لم يعقب و لكن لو رآه احد لعلم ما بداخله اﻻن من حزن و غضب فاستطرد وائل
_ و نور هتنفذ يوم السبت
هنا تحدث بضيق
_ ما كانت تستنى شويه !
اجابه بعمليه
_ مش هينفع التأخير اكتر من كده احسن لواحظ تشك فى الموضوع و غير كده موت ناصر ممكن يخلى شهاب يرجع و تتحط على قايمه الاغتيالات بتاعته من تانى و كمان فى مشكله تانيه هى المعلم الحرش اللى دخل فى الليله بسبب الزفته لواحظ و عنده استعداد ينفذ عشان يتجوز نور
احتدت انفاسه و زمجر غاضبا بضيق
_ نور فى امانتك يا وائل و لو حصل لها حاجه انا مش هسمى على حد .. فاهم ؟
ردد اﻻخر يهتف
_ انت هتوصينى عليها يا بنى انت ؟ اذا انت اللى حطيت الخطه دى و انا اللى كنت رافض من خوفى عليها ، مش عايزين اللى حصل لاخوها يتكرر تانى
بلل شفتيه بطرف لسانه و ردد
_ طيب روح ظبط الدنيا و ابقا بلغنى باخر التطورات
تحدث وائل بلهفه
_ استنى يا بنى انا لسه مخلصتش
اندهش و ردد
_ هو لسه فى مصايب تانيه ؟ ما انت قلت تلاته ناصر و لواحظ و شهاب … فى مين تانى ؟
خرجت دارين لتستمع لاخر كلماته فصرخت بوجل
_ فى ايه يا سيف ؟
اشار لها بالصمت فتجهمت ملامحها فابتسم لها و القى بقبله طائره على الهواء و نظر لها بتفحص لما ترتديه او ما لا ترديه كما يصح القول و غمز لها بطرف عينه يرفع ابهامه يشير لها بحسن اختيارها فاستمع لوائل يردد
_ ايوه لسه فى خبر وحش
استعد سيف لاستقبال الخبر فردد اﻻخير
_ مامه سعد الدين اتوفت من شويه ، و انا عنده دلوقت فر الڤيلا بتاعته و هو منهار جدا هو و مراته و مش عارف اتصرف لوحدى
ردد سيف بحزن
_ لا حول و لا قوه اﻻ بالله العلى العظيم ، و انا لله و انا اليه راجعون … طيب اجيلك ؟
اماء و كأنه يراه و ردد
_ يا ريت
هتف بتأكيد
_ طيب مسافه السكه بس ابعتلى اللوكيشن عشان معرفش البيت
اغلق معه فنظرت له بترقب و رددت برهبه
_ ايه اللى بيحصل ؟ و مين اللى مات يا سيف ؟
امسكها من كتفيها و ردد بجديه
_ متشغليش بالك بحاجه بس البسى اوصلك عند مامتك على طريقى
رفضت و هتفت بتحدى
_ مش قبل ما اعرف فى ايه ؟
ردد بهدوء
_ دااارين … انا مستعجل و مش عايز دلع ، يلا روحى البسى
رفضت و رددت
_ و انا مش بتدلع يا سيف ، انا عايزه اعرف فى ايه ؟
لم يرد ان يشغل فكرها بتلك اﻻمور فردد بمراوغه
_ مامه سعد الدين اتوفت
حزنت ملامحها و رددت بحزن
_ البقاء لله وحده
ردد بايجاز
_ و نعم بالله
ليعقب و هو يسحب ملابسه من خزانه الملابس هاتفا بمشاكسه
_ يلا البسى خلينى اوصلك ، هى الليله اتضربت
ابتسمت له و سحبته ليقف اماها و رددت بمكر
_ مش هتنسينى باقى المكالمه يا سيف ، العبهم على حد غيرى
امسك ذقنها و ردد بحب
_ طيب هقولك بس مش وقته
ارتدت ملابس سوداء فتعجب و سألها
_ لابسه اسود ليه كده ؟
اجابته بحزم
_ مفيش داعى تودينى لماما لانى جايه معاك
حاول الرفض و لكنه رأى اﻻصرار بعينها فاستسلم لرغبتها و توجها لفيلا سعد الدين حيث ستقام مراسم العزاء ليظلا برفقتهما حتى انتهاء العزاء باليوم التالى و دارين لا تفارق نيللى و كل من سيف و عماد و وائل يشاطرون رفيهم حزنه
انتهى العزاء و استدعاها لتعود برفقته الى منزلهما و اثناء قيادته نظر لها بحب و ردد بصوت هادئ
_ بتحبينى ؟
ابتسمت و هتفت
_ طيب استنى لما نروح ده احنا لسه خارجين من عزا !
اجابها و هو يكاد لا يصدق جرأتها فى الحديث التى تعجبه كتيرا فردد مصححا
_ على فكره انا كنت عايز اسمعها منك مش اكتر بس انتى دايما تفكيرك شمال
اخذت نفسا عميقا و طردته خارجا و رددت برومانسيه
_ بحبك يا سيفو
التفت لها اثناء قيادته مبتسما بحبور و عاد ينظر للطريق و ردد بجديه
_ بتثقى فيا ؟
ابتلعت بخوف قليلا فملامحه قد تغيرت و اصبحت واجمه و لكنها اجابته على كل حال
_ طبعا ، و ثقه عمياء كمان
امتدت يده لتتلمس وجنتها برقه و ردد يسأل
_ يعنى ممكن تخافى و انتى معايا ؟
حركت كتفاها بلا فزفر انفاسه و ردد
_ يبقا خليكى واثقه فيا و نفذى اللى هقولك عليه بالحرف الواحد و متخافيش
لم تعلم ماذا تقول له او لما يقول هذا الحديث فقررت ان تترك ثقتها به هى ما تقودها فشردت امامها بالطريق لتجد سياره نقل كبيره تسد الشارع و هناك سيارتان ذات دفع رباعى تلحق بهما من الخلف فقطعوا عليهما الطريق ليضطر ان يتوقف و وجد اكثر من عشرين رجلا ملثمين و يحملون اﻻسلحه الرشاشه فصرخ بها و هو يخرج سلاحه من خصره
_ انزلى بسرعه فى دواسه العربيه
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
لا يمكن ان نرى الحقيقة باعيننا….
الا اننا من الممكن ان نشعر بها من خلال قلوبنا
ويليام هازليت
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فاجعه بين ليله و ضحاها لتتحول اﻻجواء لغيوم ملبده بالاحزان بعد ان صعق الخبر عائلتيهما و ترددت اخبار حادثهما المروع على السنه الجميع و نُشرت على وسائل التواصل اﻻجتماعى و الجرائد و المجلات تفيد بمصرع مساعد مأمور سجن النساء و زوجته بمحاوله اغتيال ناجحه ادت الى وفاتهما على الفور .
قرأ الجميع الخبر الذى نزل باحد المواقع الشهيره و التابعه لجريده شهيره توزع اخبارها ما بين الجرائد الورقيه و الاكترونيه ليصل الخبر اكبر عدد ممكن من الناس و يقوم الغالبيه بنشره على صفاحتهم لاندهاشهم من وقع الفاجعه .
جاء الخبر يفيد ﴿ رصدت كاميراتنا احداث اﻻعتداء على الظابط ( س.ط ) و الذى يعمل باحد السجون النسائيه و معه عروسه ( د.هـ ) حديثتى الزواج ، بعده طلقات ناريه خارجه من رشاشا آلى اودت بحياتهما على الفور، انتقلت عدساتنا لتصور الواقعه فجاء اﻻمر صادما لحدوثه بالطريق العام بعد ان قطعت عليهما الطريق بعض السيارات و خرج منها اشخاص مثلمين اطلقوا وابلا من الرصاص عليهما و هما لا يزالا داخل السياره فتراشقت الرصاصات لتظهر شكل الاطار الخارجى للسياره كمصفاه تم تفريغ ثقوبها بعنايه فائقه .
و تم فتح تحقيق من قبل الضابط ( و.م ) و تم تفريغ كاميرات المراقبه الموضوعه بالمحلات التجاريه المجاوره لموقع الجريمه و منها استطاعت الشرطه معرفه ملابسات اﻻمر ، و عزاءنا لاسرتيهما و ندعو الله ان يهب زويهما الصبر و السلوان ﴾
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت من جمودها الذى دام ساعات الى اﻻن لم تتفوه بننت شفه و ابنتها تبكى بجوارها دون انقطاع فربتت على كتفها هاتفه بانكسار
_ صحينى يا ساره بقا عايزه اصحى من الحلم ده .. لا عايزه اصحى من الكابوس ده .
نظرت لها ابنتها بألم و ارتمت باحضانها تردد بنحيب
_ سيف راح يا ماما .
ابعدتها بشراسه هاتفه بغل
_ لاااا … متقوليش كده .
لتصرخ باعلى صوتها
_ صحونى بقا انا اكيد بحلم .
دلف طلعت بكتفين متهدلين فهرعت ناحيته تردد بلهفه
_ ابنى عايش صح ؟ الخبر ده كدب !! مش كده يا طلعت ؟ ده اكيد مش سيف و هم اتلخبطو مش كده ؟
امسكها بقوه و عزيمه هاتفا بحزم
_ بطلى اللى بتعمليه ده ، ابنك محتاجك تدعيله دلوقتى بلاش الندب ده .
ابتعدت عنه تنظر له بذهول فترقرقت عيناها بالعبرات و اطرقت رأسها و رددت بصوت جامد
_ هو فين دلوقتى ؟
اجابها بصوت حزين
_ انتى عارفه هو فين يا منار ارجوكى كفايه انا مش متحمل .
تهدجت انفاسها و هى تقترب منه هاتفه بتلعثم واضح
_ فى المشرحه مش كده ؟ سيف ابنى فى المشرحه يا طلعت ؟
زاد بكاءها هى و ابنتها و هو ينظر لهما بحزن فرددت بغصه الم
_ اوعى تسيبهم يشرحوه … اوعى يا طلعت ، انا عايزه ابنى ، ده شهيد و الشهيد ميتعملش فيه كده .
زفر باستسلام و ردد بصوت قوى
_ دى قضيه قتل و اللى انتى بتقوليه ده …
قاطعته صارخه
_ هتسيبهم يقطعو ابنك يا سياده اللوا ؟ حرام عليك مش كفايه حرقه قلبى عليه !
ردد بجمود
_ مش عشان نعرف مين اللى عمل كده ؟
اجابته صارخه
_ هيكون مين غير الزفت اللى كان حاطط عينه على مراته ، و ابنى مات و هو بيدافع عن عرضه و شرفه يبقا شهيد و الشهيد ميتعملش فيه كده .
ردد بنفاذ صبر
_ يعنى هو شهاب البدراوى هيقتلهم اﻻتنين … ما تقولى كلام يعقل شويه .
لطمت فخذيها هاتفه بانكسار و حيره
_ اومال مين ؟
نفخ انفاسه العاليه و ردد
_ مش عارف ، مش عارف .
ارتفعت شهاقتها و سألته بالم يعتصر قلبها
_ هيدهولنا امتى ؟
اشاح وجهه عنها و زفر بضيق و ردد
_ لسه يا منار التحقيق شغال و ….
عادت لمقاطعته بصراخ
_ لا بقا حرام كده اكرام الميت دفنه .
صر على اسنانه و اخرج علبه سجائره و تنهد بحرقه يشعل سجارته ليتنفس دخانها و يعبأ بها بصدره و ردد
_ لله اﻻمر من قبل و من بعد ، الصبر من عندك يا رب .
انهى تدخينها و رمى بعقب سيجارته داعسا عليه و ردد بضعف
_ قومى يا منار نروح لاهل دارين زمانهم محتاجينا دلوقتى .
شلالات عبراتها لم تتوقف و رددت بحزن
_ مش قادره … ما انا كمان ابنى راح .
ضرب الحائط بيده و ردد بضيق
_ بلاش الطريقه دى ، اخلصى خلينا نروح لهم عشان نتفق معاهم على العزا و الاجراءات اللى هتتعمل .
استسلمت لاوامره رغما عنها فهى ليس لديها اى طاقه للمناهده او للتفاوض معه ليجلس هو و يهاتف زميل نجله و ردد بانكسار
_ ايوه يا بنى ايه اﻻخبار عندك ؟
اجابه وائل
_ مفيش جديد يا سياده اللوا ، لسه التحقيقات شغاله .
ابتلع غصه و هتف يسأله
_ طيب انا عايز اشوفه .
سحب نفسا عميقا و زفره بتمهل و ردد بهدوء
_ طيب حاضر يا فندم ، بس بلاش دلوقتى … ادينى وقتى بس .
اختنق صوته و سأله بتخوف
_ هم بدءوا فى التشريح ؟
تلعثم و هو يجيبه
_ ااا.. ايوه يا فندم ، انا استعجلتهم عشان تصريح الدفن .
كتم بكاءه و دلك عضله قلبه براحته و هتف
_ طيب اول ما يخلصو عرفنى عشان اودعه انا و امه .
اجابه اﻻخر بحزن
_ حاضر يا فندم تحت امرك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظلت تجلس بجوارها تربت عليها و اﻻخرى نائمه بفعل المهدئات فدلف زوجها ليطمئن على حالتها و ردد
_ ماما عامله ايه ؟
اجابته بغصه باكيه
_ من ساعه الدكتور ما اداها حقنه المنوم و زى ما انت شايف .
جلس بجوارها و قبل جبين والدته و ردد بتألم
_ حاسس انى بحلم ، او ان ده مقلب من المقالب بتاعه دارين و هى صغيره لما كانت تهرب مننا و نفضل ندور عليها لما نبقا هنتجنن !!
استندت برأسها على كتفه و زاد بكاءها هاتفه
_ دارين كانت اختى مش مجرد اخت جوزى يا جمال ، و انا حاسه بيك و خايفه عليك لانى عارفه هى كانت ايه بالنسبه لك … فعشان خاطرى متكتمش فى نفسك و عيط انا حاسه ان هيجرالك حاجه !!
اتكئ على الفراش بجوار والدته و زوجته و هتف بغصه
_ بابا محتاج حد يقف معاه ، الناس بدءت تيجى بره عشان تعزينا و هو واقف ظهره محنى .
مسحت بيدها على ظهره و امسكت كتفه بقوه داعمه و رددت
_ معلش … شد حيلك .
اماء بانكسار و وقف متجها للخارج و اخبرها
_ لو ماما فضلت نايمه تعالى انتى عشان تستقبلى الحريم اللى جايين .
مسحت عبراتها و بللت شفتيها و رددت باﻻيجاب
_ حاضر .
خرج فتفاجئ بوجود نسباء اخته الصغرى فتوجه ناحيتهم و مد ساعده ليردد طلعت باسف
_ البقاء لله .
رد هشام
_ الصبر لنا جميعا …اتفضلو .
دلفوا فجلس بجوارهم و ردد
_ تعبتو نفسكم و انتم اكيد وراكم حاجات كتير .
اعقب جمال على والده مؤكدا
_ حضرتك هتوه عنهم يا بابا !! دول ولاد اصول و يعرفو فى الذوق و الواجب .
ربت طلعت على صدره بامتنان و هتف
_ ده بس من اصلكم الطيب .
عاد جمال يتحدث بتردد و لكنه حسم امره بالنهايه و ردد يسأل
_ عرفتو مين اللى عمل كده ؟
اماء نافيا و اجاب
_ لسه يا بنى التحقيقات شغاله .
تدخل هشام يسأل
_ طيب هنستلم الولاد امتى ؟
رد بايجاز
_ اهو زمايله شغالين بايديهم و سنانهم عشانه .
تردد جمال و تلعثم و هو يبتلع لعابه بتوتر جلى و لكنه حسم امره مجددا و سأل بحيره
_ هما فى المشرحه بيعملو معاهم ايه ؟
مسح طلعت على وجهه من كثره ما وجه اليه هذا السؤال و اجابه بضيق
_ بلاش تفكرو فى الحاجات دى عشان متتعبوش ، خلينا دايما فاكرينهم بشكلهم و هم فى فرحهم و مبسوطين و كلنا حواليهم .
عادت منار للبكاء بعد ان تمالكت نفسها و حاول طلعت تهدئتها من جديد و لكن ذلك الصراخ اﻻتى من الخارج جعل حتى تلك النائمه بفعل المخدر تستيقظ فزعا فهرع الجميع لخارج المنزل ليجدوا هايدى تستند على والديها و تدلف بخطاً ثقيله و هى تنتحب بالم
_ لاااااا ….. سيف لاااااا .
اقترب طلعت بوجوم و ردد بصوت جامد و لكنه قوى
_ بطلى يا هايدى كده حرام .
عادت لتصرخ بحرقه
_ لو مش واجعكم فهو دابحنى ، مش قادره يا اونكل .
نظر لوالدها فاعتذر بايماءه و ردد
_ حاولت مخليهاش تيجى بمنظرها ده ، بس مقدرتش عليها و روحنا البيت عندكم و الشغاله قالت لنا انكم هنا .
ربت على كتفه و ردد
_ تعالو عزو اهل دارين بالمره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هرعت تجاهها و البسمه تعلو وجهها و رددت بفرحه
_ مش قلتى التنفيذ بعد بكره ؟
نظرت لها بعدم فهم و سألتها
_ بتقولى ايه يا معلمه ؟
اجابتها لواحظ
_ بقولك رجالتك نفذو من غير ما ياخدو الفلوس و ﻻ استنو حتى الميعاد اللى قالو عليه ؟
قوست حاجبيها بدهشه و سألت
_ انتى بتتكلمى عن ايه ؟
اشارت امامها للهرج الدائر باركان المكان و رددت بفرحه
_ شايفه ؟
وقفت مكانها و سألت
_ مالهم النباطشيات بيجرو ليه كده ؟ فى ايه ؟
اجابتها على الفور
_ اتقتلو … الباشا و حبيبه القلب .
تجهم وجهها و نظرت لها بذهول فاستطرت اﻻولى
_ الله !!! هم الرجاله اللى تبعك مبلغوكيش و ﻻ ايه ؟ مش المفروض اننا نهرب طوالى قبل الحكايه ما تتعرف ؟
ابتلعت و هتفت
_ ايوه باين عليهم مصبروش و نفذو على طول ، استنى لما اكلمهم عشان اشوف هيعملو ايه ؟
توجهت للركن الجالسه به سيده و رددت بتوتر
_ سيده … هاتى الموبايل اعمل مكالمه مهمه .
امالت رأسها للجانب و هتفت بسوقيه
_ كان على عينى و الله ، بس الرصيد خلص و لسه مستنيه الناس بره عشان تشحنلى .
مسحت على وجهها بكفيها و صاحت بصوت مخيف
_ ده وقته الرصيد يخلص يا وش الفقر ؟
اقتربت لواحظ منها تستفهم منها هاتفه
_ فى ايه يا نور ؟
اجابت بضيق و غضب
_ الزفته سيده معهاش رصيد .
ربتت عليها بموده و رددت
_ استنى لما يفتحو الباب و انا هجيبلك موبايل تانى من العنبر اللى جنبنا .
زفرت باحتراق داخلها و توجهت للمرحاض و جلست على اﻻرضيه المهترئه و ظلت تهتز بجسدها بعصبيه و خوف و هى تتضرع لله هاتفه
_ يا رب يطلع وائل باشا اللى نفذ بدرى ، يا خوفى يكون المعلم الحرش هو اللى نفذ … انا حذرتهم انه عايز ينفذ بعد ما الزفته لواحظ كلمته .
بكت رغما عنها و هى تتذكر مساعداته الكثيره لها و لعائلتها وقت نكبتها ايام موت شقيقها اﻻكبر و رددت بتمنى
_ يا رب احفظه ، سيف باشا ميستاهلش اﻻذيه …. يا رب متوجعنيش فيه كفايه موت اخويا يا رب .
ظلت تحاول اخفاء اثر بكاءها حتى تخرج للتريض لتتصل بهم و تتأكد ان الخبر كاذب و انه فقط تم تنفيذ اﻻتفاق مبكرا .
خرجت اخيرا لتجد لواحظ تنتظرها و رددت بدهشه
_ كل ده فى دوره الميه بتعملى ايه ؟
اجابتها بتوتر
_ قلقت شويه يا لواحظ ، بلاش اخاف و اقلق ؟
ابتسمت و ضحكت بسوقيه هاتفه
_ لا طبعا المفروض تفرحى عشان هنهرب من المخروبه دى و نتمتع بالفلوس و الحريه .
ناولتها الهاتف النقال و رددت
_ خدى كلميهم و شوفى هيخرجونا ازاى ؟
ضغطت على اﻻرقام الواحد تلو اﻻخر بيد مرتعشه فاجاب وائل على الفور لتهتف هى
_ ايوه يا ريس … هى ايه الحكايه نفذتو بدرى ليه ؟
اجابها بسؤال
_ فى حد جنبك ؟
اجابت بايجاز
_ ايوه انا واقفه مع المعلمه عايزين نعرف قرار الموضوع و هنهرب امتى ؟
اجابها بضيق
_ ظبطى انتى الليله دى و اللى هتخططيه كله هنفذه بالحرف ، بس انا مش فايق دلوقتى … اتصرفى انتى يا نور .
شعرت بان الخبر صحيح و كم تود سؤاله صراحه و لكن وقوفها بجوارها حال دون ذلك فابتلعت غصه و هتفت
_ طيب ظبط لنا الدنيا و هكلمك تانى .
اغلقت معه و نظرت لها ببسمه مصطنعه و هتفت
_ بيقول نفذوا بدرى عشان مش بيحبو حد يعرف وقت التنفيذ بتاعهم .
سألتها بلهفه
_ طيب و الخروج من هنا امتى ؟
اجابتها
_ لما ياخدو اللى اتفقوا عليه معانا .
اماءت بسرعه و هتفت
_ طيب روحى كلمى فتحيه و خليها تروح تجيب الفلوس و تديهالهم .
جلست على السرير الحديدى بالعنبر و نظرت حولها فلم تجد سواههما فباقى السجينات خرجن للتريض فرددت
_ هو المخزن ده فى كام بالظبط يا لواحظ ؟ فتحيه مش هتعرف توصل لهم .
هللت بحده
_ ﻻااا ، مستحيل اعرفهم مكانه ، ده هناك فى و لا اربع مخازن جنب بعض و كلهم مليانين فلوس .
نظرت داخل مقلتيها و رددت بخبث
_ طيب اسمعى بقا ، انا ﻻزم أامن نفسى منك و انتى عارفه كويس اننا بقينا فى مركب واحده و انتى لسه محتجانى حتى بعد ما نخرج من هنا .
رمقتها بنظرات حائره و انتظرت نور لتكمل
_ اولا الناس دى نفذت اهو من غير ما تاخد عربون حتى ، و كمان الفلوس المتلتله اللى هنهربها بره دى عايزه ناس جامده تخرجهالنا بره البلد .
تنبهت لواحظ لها و هى تردد
_ و انا اضمن الرجاله دول برقبتى ، يعنى لو ضحكو علينا ساعتها رقبتى تبقا التمن .
وضعت لواحظ يدها بخصرها و رددت بتذمر
_ و انا هعمل ايه ساعتها برقبتك يا عنيا ، لما ابقا على الحديده ؟
رفعت نور كتفاها و هتفت بلامبالاه
_ و الله ده اللى عندى ، انتى تكلمى الرجاله بنفسك لو مش واثقه فيا …. و تخليهم ياخدو الفلوس كلها ، منها هياخدو حقهم فى العمليه و منها يخّرجو الفلوس بره مصر و يعملولنا الورق اللى هنسافر بيه ، ده غير مصاريف الهروب من هنا كمان .
تنهدت بحيره و رددت
_ و انا اشيل التكاليف دى كلها ليه لوحدى ؟
اجابتها
_ احنا هنقسم بعد ما كل المصاريف دى تتدفع يا معلمه .
ابتلعت بحيره فهى كانت تنوى الغدر بنور مهما ساعدتها فبالنهايه هى حيه و افعى سامه فرددت بعد طول تفكير
_ طيب يعنى الليله دى هتمشى ازاى ؟
اجابتها
_ مفيش … هتقوليلهم على مكان الفلوس و هم هياخدو منها نسبتهم و الباقى يتحول لحسابى انا و انتى بره مصر اللى هم هيفتحوه بالورق اللى هيعملوهلنا .
زمت شفتيها و رددت بضيق
_ طيب اسمعينى بقا يا نور طالما دخلنا فى الجد .
انصتت لها الاخرى باهتمام فرددت بجديه
_ انا فعلا كنت ناويه على الغدر ، ما ده شقايا و شقا المعلم عتريس الله يرحمه و مكنتش هديه لحته عيله لا راحت و لا جت .
ابتسمت نور بغل و هتفت
_ عارفه … و زى ما انتى مكشفتيش ورقك انا كمان لسه ياما فى الجراب يا حاوى … عشان كده بقول نتفق و بدل ما تبقا عليا و على اعدائى نتهنا سوا بالفلوس .
اماءت موافقه و رددت
_ بس تاخدى التلت بس من اللى هيفضل ، انا مكنتش عامله حسابى على كل المصاريف دى و …
قاطعتها نور
_ ارمى بياضك يا معلمه و اعرف معاكى كام و انا اللى احدد اذا التلت ده يكفينى و ﻻ اسيبك هنا تتمتعى بفلوسك بعد ما تعجزى و اهرب انا و اتجوز المعلم الحرش !!
سحبت لواحظ نفسا عميقا و زفرته بتمهل و رددت
_ خمسين مليون .
لمعت عين نور و ردد بتساؤل
_ خمسين مليون اخضر ؟
اماءت مؤيده فابتسمت بحبور و هتفت
_ تمام … على بركه الله ، موافقه يا معلمه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
امسك جهازه اللوحى يتفقد صور تلك المجزره المصوره و ظل يتصفح جميع المواقع التى تناقلت الخبر منتظرا تأكيد مساعده و الذى هاتفه مؤكدا
_ ايوه يا شهاب بيه ، المعاون و مراته اتقتلو .
سأل بضيق
_ مين اللى قتلهم ؟
اجابه
_ التحقيقات شغاله و لسه مش باين مين ؟
ضغط باصبعيه تجويف عينه و ردد بحزن
_ يعنى دارين ماتت ؟ ده انا خلصت من ناصر الصواف و كنت راجع لها .
اجابه مساعده بتنهيده
_ ملكش نصيب يا بوص ، بكره تلاقى اﻻحسن منها .
امره بغلظه
_ طيب انا راجع و عايز واحده تنسينيهالى ، هاتلى واحده شبهها ، فاهم ؟
اجاب موافقا و اغلق معه ليردد شهاب بحزن
_ يا خسارتك فى الموت .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
توجهت كالبرق لمكتبه طلبت مقابلته فى عجاله و لكن جاء رد الحارسه صادما لها فرددت باسى
_ عماد بيه اجازه انهارده … رايح يحضر عزا سيف باشا .
اماءت بصمت و عادت ادراجها لعنبرها فاقتربت منها سيده مردده ببسمه سمجه
_ شحنتلك الموبايل مخصوص يا ست البنات .
تناولته منها بلهفه و هاتفت وائل من جديد هاتفه بذعر
_ ايه اﻻخبار ؟
رد بجمود
_ حد جنبك ؟
اجابت نافيه
_ لا انا لوحدى خالص اطمن ، بس قولى ايه اللى حصل ؟
تنهد بضيق و ردد بتوضيح
_ الزفت اللى اسمه الحرش ، هو اللى عملها .
وضعت يدها اعلى فمها لتكتم شهقه كادت ان تخرج منها و تفتضح امرها و بكت بحرقه هاتفه بحزن
_ يعنى الخبر صحيح ؟ و سيف باشا …….
قاطعها هاتفا بتعجل
_ اقفلى يا نور و هكلمك بعدين ، معايا شغل ضرورى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اغلق معها المكالمه و انتفض بفزع ينظر امامه بعيون كالصقر هاتفا بصياح عالٍ
_ انت معندكش دم اقسم بالله ، ايه اللى قومك من السرير و جاى هنا ليه مش خايف حد يشوفك ؟
اجابه سيف
_ و انت يعنى مخبينى فين انت راخر ؟ ما انت مخبينى فى المشرحه ! خلاص من قله اﻻماكن يا بجم .
قوس وائل فمه بالضيق و ردد بغضب
_ كنت اوديك فين و انت سايح فى دمك و مراتك مغمى عليها ؟ لو وديتك المستشفى الكل كان هيعرف انك عايش .
صاح باعتراض هاتفا
_ تقوم تخبينى فى المشرحه؟! …. انت بتفول عليا يا وائل ؟
تنفس بحده و ردد يوضح
_ لما كلمتنى و قلتلى ان رجاله الحرش وراك عرفت ان كل الترتيب باظ و ممكن فى لحظه التانى ينفذ و احنا مش واخدين احتياط عشان كده وهمته انى سحبت الحراسه اللى عليك عشان ينفذ تحت عنينا بس انت طبعا لازم تعملى فيها واحد من المغامرين الخمسه .
زفر باختناق و اﻻخر يردد
_ قلتلك غيرنا ازاز العربيه لواحد مقاوم للرصاص و كل اللى عليك انك تنزل فى الدواسه و احنا علينا الباقى … لكن ازاى سيف المهدى يسكت ؟ اديك اتصابت اهو .
دفعه بغلظه فى كتفه و ردد
_ مش اﻻصابه دى اللى ساعدتكم فى التصوير و خلت العمليه محكمه و الكل صدق ؟ يعنى جت بفايده .
ردد باستنكار
_ و انا كنت هستفاد ايه لما يجرالك حاجه ؟
اشاح بيده بلا مبالاه و ردد
_ سيبك بس من الهرى ده خلينى فى مراتى اللى مفاقتش لدلوقتى و اهلى و اهلها .
لمعت عين وائل و هدر بحده
_ لاااا … استنى عليا عشان انا مش هغامر بنور يا سيف … تخلص المهمه بتاعتها و بعدها نبلغ اهلك و اهل مراتك انكم عايشين .
رمقه بنظره جامده و ردد بضيق
_ حرام عليك .. ده ممكن حد فيهم يجراله حاجه !
اجابه مؤكدا
_ محدش بيموت ورا حد يا سيف … انا مش هغامر بحياه نور ، اصبر لما تخلص المهمه .
خرجت دارين تترنح بخطواتها فكانت يد سيف الاسبق باسنادها فرددت بوهن
_ سيف … انت كويس ؟
احتضنها بقوه رغم الم كتفه من اثر الطلقه التى تلقاها و ردد بتأكيد
_ انا كويس عشان انتى بخير .. قلقتينى عليكى .
بكت بحرقه و هى تستند على صدره هاتفه
_ لما سمعت صوت الرصاص و لقيتك نازل لهم حاولت اخرج بس انت قفلت عليا و اول ما اخدت الرصاصه محستش بنفسى ، الحمد لله انك بخير .
ابتسم و قبلها قبله عميقه على شفتيها مما احرج ذلك الواقف بجواره متابعا لهما فردد باستنكار
_ يا عم سيف انا واقف ، راعى الموقف اللى احنا فيه شويه .
ابتعد عنها لتدفن رأسها بصدره خجلا فقضم شفته السفلى بغضب و ردد
_ طيب اخلع شوف وراك ايه ؟
تجهمت ملامحه و انعقد حاجبيه و ردد بتحذير
_ طيب متنساش نفسك و افتكر انت فين ؟
تركه و غادر فسألته دارين بحيره
_هو احنا فين صحيح يا سيف ؟
ابتلع بتوتر و ردد
_ فى المشرحه .
صرخت بخوف و رددت بحيره
_ مشرحه !!! بنعمل ايه هنا ؟
سحبها من كتفها و دلف لغرفه اﻻستراحه الخاصه باﻻطباء هاتفا بعبث
_ تعالى بس ارتاحى و انا هحكيلك كل حاجه بس ادوق شفايفك شويه احسن وحشتنى .
دفعته بعيدا عنها بقوه و هدرت بضيق
_ و الله ما يحصل … انت اتجننت ؟ صاحبك معاه حق ، راعى حرمه المكان يا سيف .
رفع حاجبيه بدهشه و هتف موضحا
_ و انا هدنس حرمه المكان لما ابوس مراتى فى استراحه الدكاتره ؟
زفرت بضيق و رددت
_ خلينا نروح ، انا جسمى بيترعش من المكان ده .
اجابها بحزم
_ طيب تعالى ارتاحى شويه و انا هفهمك كل حاجه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
صراخها الصام للآذان جعل فدوى تستيقظ و تهدر بحده
_ بس بقا بطلى حرام عليكى .
سحبها رشاد بحده و ردد و هو يغرز اظافره بلحم ذراعها
_ بس يا هايدى كفايه فضايح .
اتجهت لتجلس ارضا امام عمتها و صرخت بقهره
_ قوليلى ان سيف مماتش و ان انا اتجننت !
صمتت و اجابتها بدمع عينها فزاد بكاء اﻻولى و رددت بدون وعى
_ انا طلبت منه يخلص منها هى بس …. قلتله ميأذيش سيف ، هو عارف غلاوته عندى قد ايه ؟
انتبه جموع الحاضرين لحديثها و هرعت والدتها تسحبها حتى تصمت و لكن منار نبهتها بنظره جامده من عينها لتبتعد اﻻخرى و تسألها ببكاء
_ انتى عملتى ايه يا هايدى ؟
مسحت على وجهها و هتفت مجيبه بانهيار
_ ملقتش حل يبعده عنها غير ده … نفع ايام نسرين ، حتى ساره وقتها متأذتش ، نسرين بس اللى ماتت اشمعنا المره دى ؟
امتلئ صدر الجميع بالحقد و الكره لتلك الجاثيه على اﻻرض فصرخت فدوى بحرقه
_ انتى اللى اذتيهم ؟ طيب ازاى ؟
ثم خرجت من هدوءها المزعوم و صرخت بها و هى تجرها من شعرها هاتفه بحده
_ هببتى ايه يا هايدى ؟
احنى رشاد رأسه لاسفل و هو يستمع لاعتراف ابنته المخزى و هى تقص عليهم احداث ما قبل زيجته الحاليه هاتفه
_ بعد ما نسرين بهدلتنى فى البيت اللى كان المفروض يكون ليا ، ساعتها كان ﻻزم اخلص منها و عملت عمل بالفراق و اﻻذيه و مجرلهاش حاجه وقتها غير شويه التعب و بس ، بس بعدها عرفت الشيخ اللى فعلا نفذ كل اللى قال عليه و ماتت فى الحادثه ، بس ابنك برده فضل يرفضنى و قبل ما اقدر اخليه يحبنى زى زمان راح اتجوز رد السجون دى .
هنا لم يتمالك جمال نفسه من الغيظ و الحقد و هجم عليها يسبها بصياح
_ رد السجون دى اشرف منك و انظف مليومن مره يا حيوانه .
اقترب طلعت من رشاد و ردد بحده
_ خد بنتك و امشى من هنا قبل الموضوع ما يكبر اكتر من كده … و خلى امها تربيها كويس .
ذلك الخزى الذى شعر به ذلك اللواء و الذى يحترمه اكبر المناصب بالدوله جعله يشعر بالانكسار من رعونة ابنته و امسكها بحده و جرها وراءه هاتفا بتأكيد لجموع الموجودين
_ انا اسف يا جماعه ، و بأكد لكم انكم مش هتقابلوها تانى وﻻ حتى صدفه .
اقتربت منار من اخيها و رددت بحزن و بكاء
_ انا ابنى مات يا رشاد … عارفه ان اﻻعمار بيد الله و مستحيل يكون العمل هو الى موته ، بس بنتك اذته و هو عايش كتير اوى و جايه دلوقتى تكمل اذيه بعد ما مات و لسه مدفنش حتى .
ربت على كتفها يواسيها
_ حقك عليا … انا قصرت فى ربايتها ، بس من انهارده هايدى مش تضايقكم تانى ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بكت خوفا و رعبا مما مرت به و ما هى مقبله عليه و ايضا من مكان تواجدها و عجز سيف عن محاوله اسكاتها فردد ببسمه حب
_ طيب انا بحبك .
رفعت وجهها تردد بضيق
_ انت فايق للكلام ده ؟
رفع حاجبه اﻻيمن و رسم حزن مصطنع و ردد
_ يعنى عشان الظروف اللى احنا فيها بطلتى تحبينى ؟
اجابته بلهفه
_ لا طبعا بحبك .
ابتسم بزهو بعد ان استطاع ان يسمعها منها فاقترب من اذنها و ردد بنبره مثيره
_ كان فى موضوع مهم كده ملحقناش نتكلم فيه .
رددت بعفويه تسأله
_ موضوع ايه ؟
اقتنص شفتاها بقبله مثيره و ابتعد لاهثا و ردد
_ وسيله منع الحمل ، و قميص النوم الكحلى اللى كنتى لبساه !
دفعته برقه و ابتعدت عنه و رددت بحده
_ اهلنا دلوقتى قاعدين منهارين من العياط علينا و انت بتفكر فى ايه بس ؟
ابتلع غصه حرج و ردد بصوت جامد
_ لا مش قصدى … ده انا كنت عايز اقولك ان اللون الكحلى شكله كده لون نحس متلبسيهوش تانى .
ابتسمت لتيقنها انه يحاول اخفاء حرجه فاقتربت منه و عبثت بشعيرات صدره هاتفه بتلاعب
_ طيب احنا هنفضل هنا كتير ؟
ارتشف قطرات من زجاجه المياه التى تجاوره و ابتلعها بصعوبه بالغه و ردد
_ كده برده اهون عليكى تلعبى عليا بالشكل ده ؟
خجلت من صراحته فاحتضنته و رددت بحزن
_ بجد انا قلقانه اوى على اهلنا يا سيفو و بحاول اهزر معاك عشان متزعلش ، بس فعلا مش هعرف … بالى مش رايق و انا عمرى ما اتأخرت عليك .
اماء مؤيدا و اتجه للخارج و سحبها معه و امسك الهاتف الارضى الموضوع بمكتب اﻻستقبال و ردد بحزم
_ خلينى اكلم وائل يشوف لنا مكان غير ده و كمان يبلغ اهلنا اننا كويسين .
ابتسمت موافقه على حديثه فهاتف رفيقه الذى كان لا يزال بالجوار فردد
_ انت مفيش فايده فيك ؟ بتتصل بيا ليه ده انا ملحقتش ابعد !؟
رد بحده
_ يا بنى دارين مش مستحمله تقعد هنا … افهم بقا .
رد عليه وائل
_ طيب … انا هتصرف ، استنانى نصايه كده
هتف بصيغه آمره
_ و كلم اهلنا طمنهم ، مامه دارين عندها الضغط و مش مستعد حد فيهم يجراله حاجه .
زفر اﻻخير باستسلام و ردد بحده
_ طيب يا سيف ، اخلص مع نور بس …لان اهلك هيبان عليهم و ممكن تكون لواحظ باعته عيون ليها يتأكدو من الخبر .
سأل بحيره
_ طيب هو مش المفروض موضوع نور يخلص انهارده ؟
اجابه وائل
_ ده لو متسهله ؟
عاد الوجوم لوجهه و هتف
_ و ايه اللى مصعبها ؟
تنهد بفروغ صبر هاتفا بضيق
_ دخول الحرش و رجالته فى الموضوع يا سيف اللى مصعبها ، و اقفل بقا انا سايق … هشوفلك مكان و ارجع اخدك .
زفر مستسلما و ردد بحنق
_ طيب … ربنا يهون عليهم الكام ساعه دول و يعديها على خير .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اقتربت نور بتمهل و دفعت لواحظ لتنتبه اﻻخيره لها فغمزت اﻻولى لتتبعها و وقفتا بجانب احد الحوائط فاشعلت نور سيجارتها و رددت و هى تزفر دخانها ببطئ
_ كلمت الرجاله و بيقولو عندهم استعداد يخرجونا و ناخدهم بنفسنا لمكان الفلوس … ها ايه رأيك ؟
تخوفت لواحظ و رددت
_ طيب افرضى قتلونا و احنا هنكون فى حته مقطوعه ؟
فردت ذراعيها للجانب باستسلام و هتفت بضيق
_ انتى بتلاوعى يا معلمه .. و بجد انا بقا اللى مش مسئوله عن اللى ممكن يجرالك من وراهم ، و اوعى تفتكرى انك هنا تحت الحمايه مثل ؟ دول يجيبوكى من سابع ارض .
تنهدت بحيره و سحبت منها سيجارتها و استنشقت دخانها و رددت بتذمر
_ انتى مفيش سيجاره تشربيها الا و تكون ملغمه كده ؟ يا بنتى صدرك .
ابتسمت نور مردده بسخريه
_ طباخ السم بيدوقه يا معلمه .
تنهدت بحيره و هتفت بطيبه زائفه
_ انتى شايفه ايه ؟ انا خايفه بصراحه ليغدرو بينا !
اجابتها نور بحسم
_ انا كده كده مش فارق معايا … يا اخرج من هنا على رجلى يا جثه !! انما اقضى شبابى فى السجن ؟ هو ده المستحيل بذاته .
جلستا ارضا و تمعنت بالتفكير و حسمت امرها هاتفه
_ لا خلاص ، خليهم يروحو ياخدوا الفلوس بس هيكون معاهم رجالتى و بعدها ….
قاطعتها نور مردده
_ طيب ما تخلى رجالتك كلهم ييجو معانا بعد ما نهرب و هناك هنبقا قصادهم معانا حمايه و نديهم الفلوس و على اﻻقل نكون ضمنا اننا خرجنا .
اماءت مستحسنه فكرتها فهتفت نور تستطرد
_ طيب اما اقوم اجيبلك الموبايل تكلمى رجالتك كلهم عشان يقفو معنا .
وقفت فامسكتها من راحتها توقفها و تسأل بفضول
_ و التنفيذ امتى ؟
ابتسمت و رددت بفرحه
_ انهارده .
اتجهت لداخل العنبر و اخذت الهاتف المحمول من سيده و عادت تعطيه لها و بالفعل انهت اتصالاتها و وضعت جميع رجالها على اهبه اﻻستعداد و فور ان اغلقت معهم رددت بغضب
_ مكنتش عامله حسابى على البند ده كمان ؟
نظرت لها نور و تسائلت
_ بند ايه ؟
اجابتها
_ هم الرجاله دول مش عايزين يتعرقو هم كمان و لا هيحرسونا بلوشى ؟
قوست نور فمها بضيق مصطنع و رددت
_ معاكى حق … بس اللى ييجى فى الريش بقشيش يا معلمه و لا يهمك ، المهم نخرج من هنا و نتمتع بالفلوس .
اماءت موافقه و رددت بتعجب
_ يا اختى المعلم الحرش لا حس و لا خبر ، بس عملى من البحر طحينه و قالى هيساعدنى بس شرط انى اجوزك ليه .
ابتسمست نور هاتفه بتنمر
_ كنتى عايزه تخلصى منى و تجوزينى المعلم ، اهى مراته عرفت من حد ابن حلال و شكلها مسوده عيشته .
ضحكتا سويا بلهو فهدرت لواحظ فجأه
_ ما تكلميهم يا اختى خلينا نخلص من الليله دى .
فعلت فى الحال و هاتفت وائل فاجاب على الفور هاتفا
_ ايه اﻻخبار عندك ؟
اجابته ببسمه و هى تنظر للواحظ
_ زى الفل يا ريس ، و المعلمه موافقه على كل طلباتكم … بس مستعجلين شويه على التنفيذ .
ردد وائل بغضب
_ و الله انا مستعجل اكتر منها ، بلغيها ان التنفيذ انهارده الفجر مع عربيه الخضار اللى طالعه .
اماءت ببسمه كأنها تخبرها بان كل شيئا على ما يرام و اغلقت معه و اخبرتها بالخطه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد وائل بعد ان احضر جلباب صعيدى و ملابس منتقبات و دلف للمشرحه يسعل بحرج
_ يا رب يا ساتر .
اقترب سيف بسخريه هاتفا
_ اتفضل يا اخ بيتك و مطرحك .
ضحك وائل و عاد يشاكسه
_ السلام عليكم … للاحياء منكم و اﻻموات .
ضربه بقبضه يده ضربه قويه هادرا بضيق
_ بقولك دارين خايفه يا رخم .
اماء معتذر لها
_ اسف و الله ، بس هى القافيه حكمت .
سألته باهتمام
_ عرفت اهلنا اننا عايشين ؟
اماء بلا و ردد
_ انا مفهم سيف ، مش قبل ما نور تخلص مهمتها .
نظرت له بوجل و هتفت تسأله
_ مين نور دى يا سيف ؟ و ايه حكايتها ؟
سحبها من كتفها و ردد بتأكيد
_ ادخلى البسى النقاب ده و انا هحكيلك على كل حاجه تخصها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استعدتا للهروب و انتظرتا بجوار ابوابه الحديده حتى رأت نور السياره تقترب من البوابه و تستعد للخروج فرددت هامسه
_ استعدى يا معلمه اول ما تقرب هنط على طول .
اماءت بصمت و فعلت و ما هى اﻻ لحظات حتى خرجتا من ابواب السجن خارجا لتظلا داخل السياره حتى توقف السائق و نزل ينظر لهما هاتفا
_ روحو اركبو العربيه السودا اللى هناك دى و بلغوها بالمكان اللى فيه المعلوم و هم هيوصولكو .
اماءت نور و سحبت لواحظ من يدها باتجاه السياره فهتفت اﻻخيره و هى ترتعش
_ انتى متأكده من الناس دى يا نور ؟
نظرت لها و هتفت بتحفز
_ لو خايفه و لا متردده يبقا بسرعه ارجعى قبل ما يحسو بغيابك .
سألتها
_ و انتى مش هترجعى معايا ؟
اماءت رافضه بتأكيد
_ لا يا حبيبتى انا هجرب حظى و يا صابت يا خابت ، بس زى ما قلتلك انهم هياخدو حقهم و فلوسهم منك اى طريقه .
تنهدت و السياره امامها تطفئ انوارها اﻻماميه و تشعلها مره اخرى كاشاره منها بالاسراع فهتفت اخيرا
_ طيب يلا بينا ، و ربنا يستر .
ابتسمت نور لنجاح خطتها باستدراجها ليست هى فقط بل و كل رجالها و مساعديها ليجتمعوا بمكان واحد هم و النقود و البضاعه و رددت داخل نفسها
_ اخيرا هاخد بتارك يا عمرو .
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ما بين شعور اﻻنسان بالانتصار و الفخر بما صنعت يداه و اقترابه من تحقيق غايته و بين وقوفه خائفاً و حائراً من المجهول و القادم ، توجد نقطه فاصله قد تجعله إما واثقا بنفسه او خائفاً مرتعداً .
وقفت وسط رجالها و نور تتحدث الى هؤلاء الرجال ذو اﻻجساد الضخمه و المؤججين بالاسلحه و هى ترتعد من الخوف و لكنها تتصنع القوه حتى اقتربت اﻻخرى منها و انحنت تهمس ببحه مخيفه
_ مضايقين اوى يا معلمه ان رجالتك هنا ، بيقولولى انهم نفذو من غير عربون و انتى مش مدياهم الثقه .
اجابت بحده طفيفه
_ مش دى شورتك ؟
ردت عليها نور بخبث
_ مش كنتى خايفه و قلت اطمنك ، المهم دلوقتى خلى الرجاله تطلع الفلوس عشان نخلص .
اماءت و بدءت بتوجيه الرجال لمكان تخبئه النقود و البضاعه و جمعوها بمخزن واحد و جلست لواحظ امامها تنظر بحسره و نور تردد
_ هياخدو الفلوس يحولوها بره و البضاعه لما يتصرفو فيها يبقو يبعتو فلوسها .
اماءت بصمت و بدءت بالتحدث معهم فى مصاريفهم حتى استمع الجميع لاصوات صافرات الشرطه و عند محاوله رجال لواحظ اخراج اسلحتهم حاوطهم رجال التهريب مرددين بصوت غليظ
_ محدش يتحرك من مكانه .
ازاحو تلثيمات وجوههم و دلفت القوات الداعمه فحيوهم زملائهم فنظرت مدهوشه لنور و هى ترفع يدها عاليا تقوم بالتحيه العسكريه للرتبه اﻻعلى و هو ينظر لها بحبور و بسمه و ردد بامتنان
_ برافو عليكى يا حضره الظابط …. انتى مستنيكى مكافأه و ترقيه كمان على المهمه العظيمه دى ، قدرنا نقبض على رجاله المعلم الحرش و هم متلبسين بمحاوله قتل المعاون و دلوقتى رجاله عتريس المر و هم متلبسين بالبضاعه و الفلوس دى كلها ، بجد اهنيكى على عملك .
ابتسمت بفرحه و رددت بامتنان
_ كله بتجويهات سعادتك يا فندم .
نظرت حولها للواحظ المكبله بالاصفاد الحديده و هى تصرخ متوعده لها فاقتربت منها هاتفه بتنمر
_ معلش يا لواحظ تعيشى و تاخدى غيرها ، ده حق الكره و الغل اللى شيلاه فى قلبك لسيف باشا .
تركتها و وقفت مع رئيسها بالعمل تسأله باهتمام
_ اومال وائل باشا مجاش ليه ؟
اجاب بغموض
_ عنده مأموريه تانيه .
ابتلعت لعابها بحزن و رددت تسأل بوجل
_ اسفه يا فندم بس ….
صمتت فحثها على اﻻستكمال هاتفا
_ عايزه حاجه يا نور ؟
اجابت و العبرات تترقرق بعينها
_ هو سيف باشا كويس ؟ اقصد يعنى …
عادت لتلعثمها فابتسم و رد يطمأنها
_ سيف زى الفل يا نور متقلقيش .
تنهدت براحه و بكت بالرغم من اطمئنانها فاقترب منها و سألها بحيره
_ انتى المفروض عارفه ان ده جزء من الخطه و …
قاطعته معلله
_ ما هو دخول الحرش فى الموضوع خلانى …
تنهدت و سحبت نفسا عميقا و عادت تردد
_ مش مهم ، الحمد لله انه بخير بس اقدر اشوفه ؟
ابتسم لها بحبور و ردد
_ انا عارف سيف بالنسبه لك ايه ؟ و فاهم خوفك عليه طبيعى ، بس احنا لسه مخلصناش المهمه .
انعقد حاجبيها و رددت بحيره
_ لسه فى ايه تانى يا فندم ؟ ما احنا مسكنا كل اﻻطراف .
اجابها مفسرا
_ لسه حاجات تخص امنه هو و مراته و قواضى تانيه متورط فيها ، سيف له اعداء كتير و حكايه موته دى هتخلينا نقدر نلمهم كلهم .
ترددت و لكنها هتفت بحسم
_ يعنى مش هتكدبو الخبر اللى نزل ؟
اجاب بايجاز
_ مش دلوقتى .
ابتلعت لعابها بتوتر و هتفت
_ طيب يا فندم ايه المانع انى اشوفه و اطمن عليه ؟
مسد وجه بيده مفكرا و هتف
_ طيب انا هكلم وائل يشوف لو ينفع ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلفا برفقته لذلك العقار المتهالك فتلفتت دارين حول نفسها و مالت على زوجها تساله
_ احنا فين ؟
نظر لها مبتسما و رفع كتفيه بحيره دلاله على عدم معرفته فسأل رفيقه
_ احنا فين يا بنى انت ؟
اجابه وائل
_ دى شقه امى الله يرحمها .
اخذ يريهما اﻻرجاء و ردد
_ هنا اوضه النوم و هنا السفره و هشوف التليفزين شغال و ﻻ ؟
اماء سيف و بدءت دارين بازاله الشراشف البيضاء المليئه بالغبار و اﻻتربه من فوق اﻻثاث ليجلسوا و اشار وائل لبعض المشتريات الموضوعه بحقائب بلاستيكيه هاتفا
_ دول شويه اكل و فاكهه و جبتلك كباب و كفته كمان يا عم هيص .
ضحك سيف ساخرا من رفيقه و لكنه تنبه لامر ما فهتف بلهفه
_ دارين مش هينفع لها اﻻكل ده يا وائل .
ضرب مقدمه رأسه كأنه تذكر للتو هاتفا باسف
_ ايوه صحيح .. انا اسف بجد مش عارف ازاى راح عن بالى .
ربت سيف على كتفه و ردد بامتنان
_ و لا يهمك … و كتر خيرك على كل حاجه تعبناك معانا .
استعد للمغادره و عاد ينظر له هاتفا
_ ايه نوعيه اﻻكل اللى تنفعها يا سيف ؟
اجابت عنه
_ متشغلش بالك ، انا هاكل فاكهه .
اماء موافقا و لكنه عاد يسأل
_ معلش برده اعرف عشان ابعتلكم بكره الطلبات .
امسكه سيف من كتفه و وجهه للباب هاتفا بضيق
_ بكره يا رخم ، انا تعبان و عايز ارتاح شويه .
ابتسم غامزا بطرف عينه و ردد بخبث
_ و ماله … Enjoy يا عم سيف .
دفعه بغلظه و اغلق وراءه الباب فسمعه من الخارج و هو يردد بتضرع
_ يا بختك يا اللى فى بالى ، انا متجوز اﻻنسه حنفى .
حرك رأسه بضحكه عابثه و هو يرمق تلك الجالسه امامه على اﻻريكه و ردد بنبره مثيره
_ وائل باصص لنا فى الليله و انا انهاره فيها لا اخفيها .
لم تفهم مقصده فنظرت له ببلهه فانحنى يهمس باذنها
_ ما تيجى بقا يا ديدو نجرب الوسيله .
كتمت ضحكه عاليه كادت ان تخرج منها و وضعت كفها على فمها لتخفى ضحكاتها المكتومه فقضم شفته السفلى و ردد
_ مولاتى ….. جميله الجميلات .
اشاحت وجهها للجانب اﻻخر و رددت بهدوء مصطنع
_ انت بجد و لا بطل روايه ؟
امسك ذقنها و سحب وجهها ناحيته و تمعن النظر بعينها و ردد برومانسيه
_ حبى ليكى خلانى بطل من ابطال الروايات .
ابتسمت و هى تستند برأسها على صدره هاتفه بوله
_ و ياترى ممكن نسمى روايتنا دى ايه ؟
اجابها و هو يحرر عقده شعرها و يداعبه بانامله
_ نسميها …. نسميها …. نسميها سجينتى الحسناء .
ابتسمت له فانقض على شفتاها ينهل منهما شهدهما و اعتلاها بلمح البصر ليبث لها شغفه و عشقه و لكنه لم يستطع ان يستند اكثر على ذراعه المصابه فتجهم وجهه لتلاحظ هى فهتفت بقلق تسأل
_ مالك ؟
اجابها بتألم
_ مش قادر استند على دراعى .
التفت بسرعه و اعتلته هى و رددت بنبره لعوب
_ سيبلى انا المهمه دى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظت بعد عذاب دام لسبعه اشهر و لاول مره تشعر بالراحه و تنام على فراش ناعم و تغتسل بمرحاض نظيف و خرجت على صوت والدتها تنادى عليها حامله قهوتها ذات الرائحه النفاذه هاتفه بشوق
_ البيت كان وحش اوى يا نور من غيرك … كنت خايفه اموت قبل ما اشوفك تانى يا بنتى ، ده انتى الى فاضلالى .
احتضنتها بحب و هتفت
_ ربنا يخليكى ليا يا امى .
اشارت لها بسبابتها محذره بنبره حاده
_ خلاص … مفيش مهمات تانى يا نور ، انا عايزه انام و انا مطمنه عليكى يا بنتى .
اماءت مؤيده
_ متقلقيش ، انا هطلب من رؤسائى يحولونى اعمال مكتبيه لان انا كمان تعبت و خلاص وصلت لهدفى .
تنهدت بعمق و رددت و هى تنظر لصوره ابيها و اخيها بذلك اﻻطار هاتفه بحزن
_ اخدت بتارك يا عمرو ، خلاص اخدتلك حقك من اللى اذوك .. عتريس المر اتقتل و عطوه اخوه فى السجن و لواحظ هتاخد اعدام بكميه المخدرات اللى اتمسكت بيها و اخيرا اللى اتسبب فى موتك ، المعلم الحرش مش فاضل غيره و اديه اهو هربان و انا بس اللى عارفه مكانه .
لتتذكر اخر مكالمه تلقتها قبيل ان تهرب بساعه واحده منه و هو يردد
_ رجالتى طلعو على المعاون و مراته و قتلوهم .
وضعت يدها اعلى فمها و كتمت حزنها و رددت بنبره جامده مصطنعه
_ كويس جدا ، الله ينور يا معلم .
سألها بحيره
_ اموت و اعرف مين اللى عرف بوز اﻻخص اللى انا متجوزها بطلبى ليكى للجواز ؟
اجابت بخبث
_ هيكون مين ؟ مفيش غيرها ، المعلمه لواحظ عشان افضل محتاجه لها .
ردد يؤكد لها
_ متقلقيش انتى ، انا بس هربان دلوقتى عشان رجالتى اتقبض عليهم و احتمال حد فيهم يبلغ عنى … بس متقلقيش زى ما وعدتك ههربك و نتجوز يا نور .
سألته بجمود
_ هربان فين يا معلم و انا اللى هجيلك لحد عندك ؟
تعجب و سألها
_ تيجى ازاى ؟
اجابته بجمود
_ ههرب و اجيلك ، قولى بس مكانك .
اخبرها بمكانه فردت ببسمه انتصار
_ زى دلوقتى بكره هكون عندك يا معلم .
اغلقت معه و هى تتذكر اخيها و ابتسامته و اخر لحظاته التى كانت مصوره من قبل رجاله و هم يذيقوه الوان العذاب حتى لفظ انفاسه اﻻخيره و تذكرت سيف و بكته كما بكت اخيها و رددت بتوعد
_ هاخد لكم حقكم انتم اﻻتنين منه … و بايدى
عادت من شرودها على صوت والدتها هاتفه
_ يلا يا نور الفطار هيبرد .
اقتربت منها و انحنت تقبل يدها و رددت و هى تربت عليها
_ ربنا ميحرمنيش منك ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
غفت كما هى عاريه و تعلوه تنام على صدره فظل يداعب شعرها بانامله حتى غفا هو اﻻخر و لم يشعر بالوقت حتى لفحته نسمه الصباح البارده و كلامها لا يسترهما شيئ الا ملاءه صغيره معفره بالكثير من اﻻتربه .
ازاح شعرها المجعد الذى يحجب عنه رؤيه وجهها الذى يعشقه و طبع قبله رقيقه على وجنتها ففتحت عينها بكسل هاتفه بخمول
_ احنا نمنا كده ازاى ؟
ابتسم و ردد بمشاكسه
_ اصل فى وحش هد حيلى امبارح مقدرتش اصد عليه .
دفنت رأسها بصدره خجلا فضحك عاليا و ردد بمداعبه
_ لا و الله ؟ و بالنسبه للفارسه المغواره اللى فتحت عكا امبارح دى راحت فين ؟
ضربته بقبضتها توبخه
_ بس بقا احسن هزعل منك .
سحبها اكثر داخل احضانه و اوهما انه سيقبلها و لكنه همس باذنها هاتفا
_ طيب قومى و ساعدينى اقوم احسن جسمى كله متشنج من نومتك فوقه طول الليل .
رمقته بنظره محذره من ان يتمادى فى سخريته و وقفت تلملم ثيابهما من اﻻرض و نظرت له بحيره هاتفه
_ احنا معناش هدوم ، هنلبس ايه ؟
وقف بدوره و ردد و هو يمسك قميصه القطنى و البسها اياه هاتفا
– خليكى لابسه ده على ما اشوفلك حاجه تنفعك .
نظر لها و هى بملابسه الداخليه فكان شكلها مهلك بل و مضحك فى نفس الوقت فقد وصل طوله اعلى ركبتها بقليل و كأنه فستان واسع لم يصمم لها فضحك رغما عنه لتهتف بتذمر
_ بتضحك على ايه ؟
سحبها لاقرب مرآه و ردد و هو يمسكها من كتفها
_ شوفى بنفسك .
نظرت لمنظرها الطفولى فقوست فمها و رددت
_ على فكره انت اللى ضخم عشان كده هدومك كبيره عليا .
ضحك ساخرا و ردد
_ اه ما انا واخد بالى .
اخرجهما من تناقرهما معا رنين جرس الباب فردد و هو يرمقها بنظرات ذات مغذى
_ ده اكيد وائل ، لمى الهدوم دى و ادخلى جوه ، احسن هيعملنى شغلانته لو شم خبر عن المعركه اللى حصلت هنا .
دفعته بجسدها بلهفه تلملم باقى ثيابها و توجهت للداخل ففتح ليجد وائل حاملا الكثير من الحقائب و خلفه نور التى هرعت ترتمى بداخل احضانه و تتعلق برقبته هاتفه بلهفه
_ الحمد لله انك بخير ، انت مش متخيل انا حصل لى ايه لما سمعت الخبر .
ابتلع لعابه بحرج من حركتها العفويه و ابتسم لها باقتضاب و لكنه لم يعلم ان دارين رأت ما حدث من خلف باب الغرفه فتجهم وجهها و ارتدت ملابسها و استعدت للخروج لتلقين تلك المتطفله درسا على تعديها الحدود الغير مسموح بها .
جلسوا بالصالون فتحدث وائل بعمليه
_ نور عملت شغل كويس جدا يا سيف و مستنيها ترقيه كبيره .
ابتسم و لم يجد الوقت الكافى ليعقب حيث قاطعته دارين هاتفه بصوت متحجر
_ هى دى نور ؟
خرجت نبرتها عنيفه بعض الشيئ فابتلع سيف لعابه بعد تأكده انها رأت تهور نور منذ لحظات و لكن اﻻخيره لم تهتم و وقفت تمد ساعدها و تردد برقه
_ ايوه …. ازيك ؟
صافحتها باقتضاب و رددت و هى تصر على اسنانها
_ منوره ، اتفضلى .
اشارت بيدها لتجلس بعيدا عن زوجها فابتسم وائل و همس باذن رفيقه هاتفا
_ شرسه اوى المدام بتاعتك .
مسد لحيته و اخفى فمه و اجابه بهمس
_ فوق ما تتخيل ، دى مش بعيد تجيب نور من شعرها قدامنا دلوقتى .
ربت وائل على كتفه و ردد ببسمه هازءه
_ انت قدها يا وحش ، اسيبك انا .
وقف و استعد للخروج و لكن سيف تعلق بذراعه هاتفا برجاء خفى
_ لا استنى انت رايح فين ؟
ردد بمكر و دهاء
_ عندى شغل ثم انت معاك نور هتقولك على كل التطورات بتاعه القضيه .. سلام .
لم يهمله الوقت فخرج ليعود سيف حتى لا تتأزم اﻻوضاع و هو يجدها تجلس بحنق و تفرك يديها ببعضها و كأنها حيوان مفترس ينتظر اﻻنقضاضا على فريسته .
اما نور فجلست بهدوء و كأن اﻻمر لا يعنيها من قريب او بعيد و ابتسمت له فور ان عاد للجلوس معهما فتنحنح هاتفا
_ حمد الله على السلامه يا نور … بجد برافو عليكى .
اماءت بامتنان و رددت بجديه
_ كله بتوجيهاتك يا سيف باشا .
نظر لدارين مبتسما و ردد بتردد
_ مش تقدمى حاجه للضيفه يا ديدو ؟
زغرت بعينها و رددت بحده
_ معنديش حاجه اقدمها .
ابتسمت نور و هتفت
_ انا مش ضيفه و مش عايزه اتعب المدام .
ظلت دارين على حالتها المتحفزه فردد سيف محاولا كسر اﻻجواء المتوتره
_ وائل مشى و كنت عايزه يجبلى هدوم انا و ….
قاطعته نور تتحرك مسرعه تجاه الحقائب هاتفه
_ متقلقش يا فندم ، احنا جبنا ليك و للمدام كل حاجه .
احضرت الحقائب و بدءت بفتحها و اخرجت منها بعض الثياب النسائيه و نظرت لدارين هاتفه
_ مكنتش اعرف مقاسك بس وائل بيه قالى انك رفيعه ، يا رب تطلع مظبوطه عليكى .
تناولت منها الملابس و نظرت لها مردده باقتضاب
_ شكرا .
امسكت باقى الملابس و ناولتها لزوجها هاتفه
_ ادخل خد شاور انت يا سيف على ما الم التراب ده و اجهز الفطار .
ردد رافضا
_ لا ادخلى انتى اﻻول .
رفضت معلله
_ انا لسه هتبهدل من التنظيف و ….
قاطعتها نور مردده ببسمه مرحه
_ طيب انا عندى حل كويس ، ادخلو انتو اﻻتنين و انا هنتظف و اجهز الفطار .
رمقا بعضهما بنظرات مطوله فردد سيف
_ متتعبيش نفسك ، انا متعود اجهز الفطار لدارين عشان …
قاطعته نور مؤكده
_ عشان ليها فطار مخصوص مش كده ؟ انا عارفه ، وائل بيه قالى و متقلقش هشرفك .
ابتسم و سحب زوجته خلفه للداخل و بدء بخلع ملابسه ليستعد للاستحمام و هى لا تزال على حالتها المتشنجه و المتسمره مكانها فنظر لها و قد قارب على خلع جميع ملابسه فلم يتبقى سوى سرواله الداخلى فاقترب منها بحذر و ردد ببسمه عبثيه
_ مالك بس يا مولاتى ؟
رمقته بنظره حارقه و رددت و هى تعقد ساعديها امام صدرها
_ كل ما اسألك على حكايه نور دى تقولى هحكيلك و تتهرب منى و فى اﻻخر الاقيها واخده عليك لدرجه انها تحضنك !!
بلل شفتيه بطرف لسانه خجلا و ردد بتفسير
_ صدقينى انا كمان اتفاجئت من اللى عملته ، بس يمكن من خضتها و …
قاطعته بحده
_ يعنى مسموح اى حد يحضنى بالشكل ده لما يتخض عليا ؟
لمعت عينه بالضيق و ردد بصوت اجش
_ دااارين … بلااش !!
اشاحت وجهها عنه و رددت بضيق
_ ارجع اتهرب تانى و حول الموضوع عليا بقا .
اقترب منها اكثر و ادار جسدها و حاوطها بذراعيه و ردد بنبره عاشقه
_ انا بحبك و مش شايف غيرك ، بطلى غيره .
زمت شفتيها بطفوله و سألت بفضول
_ ايه حكايتها ؟ و ليه واخده عليك بالشكل ده ؟
ازال عنها ثيابها و ردد و هو يقبل كل انش من جسدها العارى امامه
_ هقولك كل حاجه ، بس بعدين .
رددت بحده
_ بعدين امتى ؟
قبلها من ثغرها قبله مؤججه للمشاعر و ردد بنبره رجوليه خطيره
_ لما اشبع منك اﻻول .
تحرك بها حتى استندت بظهرها على احد حوائط المرحاض البلاطيه و عمق من قبلاته فهتفت بتمنع
_ احنا مش لوحدنا .
ابتسم و همس لها
_ عشان اثبتلك انى مش شايف غيرك .
عمق قبلاته اكثر حتى تجاوبت معه فحملها و اجبر ساقيها على محاوطه خصره فرددت بتخوف
_ الجرح اللى فى كتفتك !
اجاب و هو يغيب عن عالمه
_ انا كويس متقلقيش
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرج من البوابه يغلق عينه من قوه اشعه الشمس فوضع ذراعه اعلى رأسه ليستخدمها كحاجب يحجب به اﻻشعه التى تخترق عينه بالرغم من النظاره الشمسيه ذات الماركه العالميه التى يرتديها .
نزل ببطئ على درجات سلم الطائره و خرج من منطقه التفتيش ليجد مساعده فى انتظاره بصاله كبار الزوار هاتفا باحترام
_ نورت مصر يا شهاب بيه .
حرك رأسه ممتنا له و توجه ليدلف سيارته الفارهه التى تنتظره امام البوابه و جلس على مقعدها الجلدى المريح و اشعل سيجارته و نظر لمساعده هاتفا
_ عملت اللى قلتلك عليه ؟
ابتلع اﻻخر و ردد
_ جبتلك واحده فيها شبه كبير اوى منها يا بوص ، بس كان صعب اوى و الله .
ردد بحسره و تنهيده
_ عارف انه صعب لان جمالها جمال نادر .
وصل لڤيلته و دلف فوجد الفتاه تجلس بغرفته فى انتظاره فاقترب منها و رفعها من ذراعها و نظر لها هاتفا بضيق
_ انتى مش هى ، بس انا مفيش قدامى حل تانى عشان انساها غير ده .
لم تعى الفتاه كلمه مما تفوه بها فرددت ببلاهه
_ اؤمرنى يا بيه .
اجابها بضيق
_ اسمك ايه ؟
اجابته بدلال
_ انت تحبه يكون ايه يا باشا ؟
ردد و هو يخلع عنه سترته
_ دارين … احبه يكون دارين .
اقتربت منه تساعده على خلع باقى ملابسه و هى تردد بعنچ
_ اوامرك … من انهارده اسمى دارين يا بيه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجا بعد ان انتهيا من اغتسالهما فوجدا نور و قد جهزت مائده الطعام بالكثير من اﻻصناف و لملمت الاتربه فابتسم لها سيف بامتنان و ردد بحبور
_ تعبناكى معانا يا نور .
اجابت و هى ترمقه بنظرات متفحصه
_ تعبك راحه يا سيف باشا .
ظلت دارين صامته تنظر لها بنظرات ناريه حارقه فرددت اﻻخرى برقه
_ يا رب الفطار يعجبكم ! انا عملتلك عصير موز بالعسل و المكسرات ، يعنى حاجه مغذيه و كمان طعمها حلو .
اماءت دارين باقتضاب و جلست تتناول افطارها فى صمت فرددت نور بعمليه
_ الدنيا تمام و المفروض انهم يكّدبو خبر الوفاه مش عارفه ليه وائل بيه مصر انه يكمل ؟
اجابها سيف
_ عشان فى لسه موضوع تانى يخصنى انا و دارين .
تنهدت و رددت بضيق
_ واضح انكم بتحاربو فى كذا جبهه عشان تفضلو مع بعض ؟
رددت دارين بتحفظ
_ واضح ان الناس مش عايزالنا السعاده .
ابتسمت لها و هتفت
_ متشغلوش بالكم بحد و عيشو حياتكم ، الدنيا قصيره و كل لحظه بتضيع منك فى الزعل مش هتتعوض .
عادت تبتسم لدارين و رددت
_ كلى يا مدام دارين ، صدقينى هيعجبك الميكس ده جدا .
حاول سيف الدخول بتفاصيل العمل عله يكسر التوتر المشحون به اﻻجواء حوله فردد يسألها
_ محدش عرف مكان الحرش ؟
اماءت رافضه و هتفت
_ هرب … بس هيلاقوه .
اعتذر مرددا
_ انا اسف يا نور ، انا عارف انى وعدتك تاخدى تارك منه بالقانون بس ….
قاطعته هاتفه
_ و هاخده يا باشا ، بس لسه الوقت مجاش .
وقفت و هتفت بموده
_ اسيبكم بقا تكملو يومكم سوا عشان مبقاش عزول .
ابتسم لها بحبور و وقف ليوصلها لباب المنزل فالتفتت تودعه مردده
_ بجد انا فرحانه اوى ان حضرتك بخير ، و بدعى ربنا يحفظك لكل اللى بيحبوك .
ربت على كتفها هاتفا بسمه ممتنه
_ تسلمى يا نور .
ابتلعت لعابها بتردد و هتفت
_ انا عارفه ان اللى عايزه اعمله دلوقتى هيزعلك منى بس …
صمتت و اطرقت رأسها لاسفل فردد يحثها على اﻻستكمال
_ عايزه ايه يا نور ؟
اجابت بوجل
_ خوفى عليك فكرنى باليوم اللى خسرت فيه عمرو و بجد عايزه احضنك عشان اتأكد انك حقيقى عايش .
قوس فمه و امال رأسه للجانب هاتفا برفض
_ نور .. ميصحش كده .
اعتذرت و هى تقترب منه طابعه قبله خاطفه على وجنته
_ انا اسفه ، سلام .
اغلق وراءها الباب و التفت ينظر لزوجته التى رمقته بنظرات حاده و لم تتفوه ببنت شفه و هرعت للغرفه و اغلقت الباب وراءها بعنف فاقترب من الباب و طرق عليه هاتفا بتوسل
_ ديدو … افتحى عشان خاطرى .
لم تجب فعاد يطرق هاتفا
_ حقك عليا و الله اتفاجئت بتصرفها … متزعليش .
صرخت من الداخل بحده
_ لو مش مديها وش يا شيخ سيف مكانتش اتجرأت تعملها و مش مره واحده ، لا مرتين .
اعتذر مجددا هاتفا
_ طيب حقك عليا ، افتحى بقا عايز انام فى حضنك شويه .
رفضت هادره
_ لا … روح شوف ست نور بتاعتك تاخدها فى حضنك و تبوسك كمان من خدك ، ما هو عادى بقا .
مسح على وجهه و ردد بضيق
_ طيب يا ديدو ، نتكلم اما تهدى .
تركها و دلف للشرفه يدخن سجائره و جلست هى على نيران تحرقها و رأسها يشتعل حرفيا من تصرفاته ، فمتى اعطى نفسه الحق لفعتله تلك ؟ فى حين لم يصمت على العناق اﻻخوى لابن خالها و اخيها بالرضاعه وقت حفل زفافهما ، و متى سمح لها تلك المتطفله ان تتجرأ عليه امام زوجته هكذا بفظاظه ؟ و هو يحترق من اخيها جمال عندما يقبلها امامه بل و حذرها و منعها من ذلك .
لتتنهد بحيره و تظل جالسه على اﻻرض تضم ركبتيها الى جسدها بحزن حتى طال بها الوقت فانتفضت واقفه وفتحت الباب بعصبيه و توجهت له بالشرفه تقف واضعه يدها بخصرها هاتفه بحده و جسدها كله يهتز من اثر عصبيتها
_ ده انت ما صدقت !
نظر لها ببرود و ردد
_ اخيرا طلعتى ؟
زفرت انفاسها بغل و هتفت بصياح عال
_ مجتش تصالحنى ليه ؟ يعنى غلطان و مش هامك ؟
وقف و التفت لها يردد بهدوء
_ قلت اسيبك تهدى شويه .
امالت رأسها للجانب هاتفه بحزن
_ اشمعنا انا لما بزعلك بجيلك على طول و اصالحك ، و سيبتك لما انت قلتلى سبينى اهدى لكن انا …
قاطعها ساحبا اياها للداخل و نظر بعينها هاتفا
_ مش انتى عارفه انى بحبك !
اماءت بصمت فاستطرد
_ عارفه و متأكده يعنى و ﻻ عندك شك ؟
اجابت بحزن و نبره طفوليه
_ لا متأكده .
اعقب متسائلا
_ و عارفه انى بصلى و بتاع ربنا و ﻻ منظر على الفاضى ؟
اماءت من جديد ففسر لها الامر
_ يعنى اكيد رافض تصرفها ، و ابدا مدتهاش اى مساحه للتصرف ده ، و مش هبررلك تصرفها انها بتعتبرنى اخوها لانه فى كل اﻻحوال تصرف غلط بس ….
سحب نفسا و طرده مكملا
_ بس نور ليها ظروف خاصه و انا بقدرها جدا و مقدر انها عرضّت حياتها للخطر عشان او عشانى انا و انتى بالتحديد ، و خسرت المهمه بتاعتها اللى كانت شغاله عليها بقالها اكتر من سنه بس عشان انا طلبت منها ده .
اجابته بغضب
_ و تعّرض حياتها للخطر عشانك ليه ؟ و تصرفاتها كده ليه ؟ مش واخد بالك …. اكيد بتحبك ، دى واضحه زى عين الشمس .
اجابها مبتسما
_ لا من الناحيه دى انا متأكد انها بتحبنى زى اخوها اطمنى .
قوست فمها هاتفه
_ اطمن بأماره ايه ؟
قبلها اعلى رأسها و ردد
_ معندكيش ثقه فيا و فى حكمى على الناس ؟
رددت بتحفز
_ ما انت لو مفهمنى ايه حكايتها يمكن اقدر افعم كل اللى انت بتقوله ! لكن انت بتتهرب منى .
احتدت تعابيره و ردد بحده
_ برده بتقولى بتهّرب ؟ كل الحكايه ان مجاش الوقت المناسب .
وضعت يدها بخصرها و رددت بطريقه مبتذله
_ احنا ورانا ايه يعنى ؟ اتفضل احكى .
تضايق من اسلوبها الفج فردد بحزم
_ طيب اعدلى نفسك و انتى بتكلمينى عشان انتى عارفه كويس انى مستحيل اقبل بالاسلوب ده … حتى لو غلطان .
اطرقت نظراتها ﻻسفل فسحبها و اجلسها بجواره على اﻻريكه التى تنتصف الصاله و ردد
_ بصى يا ستى … نور تبقا بنت استاذى علاء البرهومى الله يرحمه ……..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
الناس يخافون من انفسهم ، من واقعهم
من مشاعرهم اكثر من اى شيئ آخر
يتحدث الناس عن مدى الحب الكبير ! لكن هذا هُراء
الحب يؤلم … مشاعر مقلقه
يتم تعليم الناس ان الألم شرير و خطير
كيف يتعاملون مع الحب إءا كانوا يخشون الشعور ؟
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
حملت سلاحها الميرى و ارتدت ملابس اشبه بملابس الرجال و لثمت وجهها و تحركت بسياره نصف نقل تقودها بنفسها متجهه لمكان اختباءه و فور وصولها للمكان المنشود وجدت تجمع للرجال حولها باسلحتهم يوقفونها و ردد احدهم بصوت غليظ
_ وقف العربيه و انزل هنا يا اخينا .
استمعت له و اوقفت محرك السياره و قفزت لتلامس قدمها اﻻرض الترابيه التى تحيط بالمكان فعاد يحدثها متسائلا
_ انت مين ؟ و ايه اللى جايبك هنا ؟
لم تجيب فهدر صائحا
_ متلتم ليه يا اخينا انت ؟ ورينا وشك و اﻻ هنضرب فى المليان !!
لم تحد ببصرها و لم تتفوه ببنت شفه حتى خرج الحرش يسأل بحيره
_ صوتك عالى ليه يا ياض انت و هو ؟
اجابه بتوجس
_ مش عارف مين الخِطر اللى واقف لنا ده و مش عايز يتكلم ؟
ابتسم الحرش بشر و ردد بجمود
_ و الله هو اللى جاى برجليه لقضاه … خلص عليه و تاويه
التفت ليعود للداخل و لكن اوقفه صوتها الرقيق هاتفا
_ و اهون عليك يا معلم ؟
التفت بلهفه و ازال تلثيمة وجهها و ردد و عيونه ترقص من الفرحه و صوته يشاطره السعاده
_ نووور !!!! مش معقول هربتى ازاى ؟ و جيتى هنا ازاى ؟
ابتسمت بحبور و تصنع فاق اروع الممثلين فى تاريخ السينما و هتفت بصوت رقيق اشبع فؤاده المتلهف لها
_ مش قلتلك يا معلم انى هكون هنا فى الميعاد ده ؟ و انا كلمتى سيف على رقبتى ، و ﻻ اول مره تعرفنى ؟
اتسعت بسمته و اقترب منها هاتفا بغزل
_ طبعا يا ست البنات .
سألته بدلال
_ ست البنات و بس ؟
لم يستطع تمالك نفسه من دلالها و هتف متيماً
_ ست البنات و ستى و تاج راسى كمان يا قمر … مبسوطه كده ؟
اماءت صامته فسحبها معه للداخل و هو يوجه اوامره لرجاله هاتفا بصوت غليظ عكس صوته المتصنع الذى يخاطبها به هاتفا
_ متتحركوش من هنا … و اى عوء اضرب فى المليان على طول .
ردد رجاله بطاعه
_ اوامرك يا معلم .
دلفا معا لذلك البناء المكون من طابق واحد بجوار بعض الزروعات و اﻻحراش بتلك المنطقه النائيه المجاوره لملاحات ناضبه لم تعد صالحه للاستخدام اخرجت رائحه عفنه لم تستطيع تحملها فتأففت و وضعت يدها على انفها تسد دخول تلك الرائحه النفاذه الى داخل رئتيها .
التفت ناظرا لها ببسمه و ردد يسألها باهتمام
_ المكان مش حلو مش كده ؟
اماءت و هى تبتلع لعابها بتقزز فردد يفسر لها اﻻمر
_ معلش … يومين تلاته بالكتير و نُكت من هنا انا و انتى .
جلست بهدوء على اﻻريكه المهترئه الموضوعه داخل جدران تلك الغرفه الضيقه و رددت بحذر تسأله
_ و ناوى على فين ؟
اجابها بصوت عاشق لا يتناسب مع كبر سنه و فظاظه ملامحه
_ المكان اللى تحبيه يا حته من قلبى .
ابتسمت بتصنع و رددت بدلال
_ حته من قلبك مره واحده ؟ اومال كان فين كل ده و انا شغاله معاك يا معلم ؟
التفتت تنظر له بعيون حزينه و استطردت
_ و لا بس لما عرفت ان عينى منك ساعتها اتحركت ؟
رفع كتفيه بدهشه و لم يجيب فاعقبت
_ يعنى لولا المعلمه لواحظ و لا كان زمانك اتحركت و لا سألت فيا !!
اجابها يوضح لها موقفه
_ منا بردك مكنتش اتصور ابدا ان واحده بجمالك و سنك الصغير ده تعوز واحد زيى ؟
رفعت حاجبها اﻻيسر و رددت باستنكار مصطنع
_ زيك ؟ برده بتقول الكلام ده !! انا مش قلتلك ان الف واحده تتمناك يا معلم !! ايه اكبر تأكيد لكلامى اكتر من انى شيلت القضيه عنك و عن رجالتك و لوحدى ؟ تفتكر عملت كده عشان خاطر مين ؟
ابتسم لها و تجرأ اكثر بالاقتراب منها و وضع يده على صدره مشيرا الى نفسه هاتفا بذهول
_ عملتى كده عشانى انا ؟
اماءت مؤكده و رددت
_ طبعا … اومال عشان سواد عيون رجالتك يعنى اللى محدش فيهم كان طايقنى و كل صغيره و كبيره تحصل كانو يلبسوهالى ، و لا لما حاولو اكتر من مره يخلوك تشك فيا عشان خاطر اسمى اللى شبه اسم الظابط ده ؟
اشاح بيده و ردد بضيق
_ يا شيخه افتكرلينا حاجه عدله !
اقتربت منه بدورها و هتفت
_ فاكر يا معلم لما رجالتك قالولك عنى انى تبع البوليس و انى اخت الظابط اللى قتلتوه ؟
ضحك بصخب و ردد هازءا
_ و انا بصراحه شكيت ، بس رجعت دورتها فى دماغى ، ازاى جيالى برجليكى و بنفس اﻻسم … ما كان ممكن تغيرى اسمك .
تربعت بجسدها على اﻻيكه و التفتت تواجهه بجسدها و هتفت
_ فيلم قديم و هابط من الافلام العربى يا معلم ، ما انت سألت عنى فى المنطقه اللى اتولدت و اشتغلت فيها طول عمرى .
ايدها هاتفا
_ و الكل شهد لك بصراحه انك بت جدعه و بتاعه شغل و عشان كده وثقت فيكى يا نور و طلعتى قدها و قدود .
انهى حديثه و هو يمسك ذراعها ساحبها اياها ناحيته فدفعته بهدوء و رددت بحده
_ لااا يا معلم … انا ابيع هيرويين اه ، اقتل جايز … انما لحد الحكايه دى و فى الحلال يا معلم .
ابتلع لعابه بنهم و ردد متعلثما
_ مااا اح احنا هنبقا فى الحلااال اومال فاكره ايه ؟
حركت جسدها بطريقه مبتذله و رددت توضح له
_ ايوه فى الحلال ، يعنى مش هتلمش شعره منى الا و انا مراتك على سنه الله و رسوله و على ايد مأذون كمان مش اى حاجه تاني من اللى بتفكر فيها !
تجهم وجهه وردد بحيره
_ ازاى بس على ايد مأذون و احنا اﻻتنين هربانين ؟ خلينا نكتب ورقتين عرفى دلوقتى و اهى الرجاله بره تشهد عليه و لما نهرب بره مصر نتجوز رسمى زى ما انتى عايزه .
ضحكت بسخريه و نظرت له بضيق و وقفت من مكانها متجه للخارج و هى تردد رافضه
_ لا معلش يا معلم ، لو كده يبقا معطلكش .
حاولت الخروج فاقترب منها بلهفه و منعها بقوة ساعده هاتفا برجاء
_ استنى طيب … استنى عشان خاطرى .
التفتت تنظر له بترقب فابتلع لعابه من جديد و ردد بتحذير
_ مأذون و رسمى دى هيكون فيها خطوره كبيره و احنا اﻻتنين هربانين .
لم تحد نظراتها القويه و المصممه عنه فأماء مستسلما بطاعه و ردد بحبور
_ ماشى كلامك يا ست البنات …. مأذون و شهود و جواز رسمى .
لتعقب مكمله حديثه
_ و دلوقتى ، انا مش هفضل معاك هنا و انا مش حلالك يا معلم .
عض على شفته و ردد موافقا
_ ماشى يا نور ، ماشى كلامك يا ست البنات .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لم تذُق النوم منذ ان علمت بالخبر و لكنها حاولت جاهده ان تتمالك نفسها بالصلاه ، غصه بكاءها الهبت حلقها و هى تناجى ربها بإلهامها الصبر و السلوان على مصيبتها .
دلف طلعت بخطاً منكسره فرفعت وجهها ترمقه بنظره حزينه متحسره و سألته
_ عملت ايه ؟
تنهد بضيق و ارتمى على المقعد و لم يجيبها فوقفت مكانها تصرخ به
_ برده معرفتش تشوفه ؟ ليه ؟
رد بصوت متعب
_ لسه التحقيق شغال و ….
قاطعته صارخه بحرقه
_ ابنك بايت فى المشرحه من امبارح يا طلعت ، حرام عليهم كده اكرام الميت دفنه .
صاح بدوره هادرا
_ ارحمينى شويه انتى كمان و حسى بيا ، انا واحد هيدفن ابنه فبلاش تيجى عليا انتى كمان يا منار .
بكت بحزن و اطرقت رأسها بالم و رددت
_ مقهوره … مقهوره عليه يا طلعت ، ابنى ميستاهلش الموته دى .
سحب نفسا عميقا و طرده بتمهل و ردد
_ ربنا يجعله فى ميزان حسناته و يصربنا على فراقه .
و على الجانب اﻻخر لم يختلف حال عائله دارين كثيرا ففدوى تجرعت مراره الفقد و اﻻلم و تجرع معها زوجها و نجلها الالم الذى لم يستطيعوا تمالكه فانهاروا جميعا لتحاول ليلى تضميد حزنهم بالمواساه على الرغم من احتياجها للمواساه هى اﻻخرى فدارين كانت اختاً لها بحق و لكن لابد ان تظل قويه من اجلهم .
ظلت فدوى داخل احضانها تبكى و تنوح و هى تردد
_ مش قادره اصدق ، حاسه ان حد هيصحينى و يقولى انك بتحلمى !!
ربتت ليلى على كتفها و رددت بصوت هادئ
_ ادعيلها يا طنط ، هى دلوقتى محتاجه لدعواتنا اكتر من العياط .
اقترب جمال منحنى الظهر و جلس باجهاد بجوار والده فنظرتا لهما و تسائلت فدوى
_ ها ؟ ايه اﻻخبار ؟
رد هشام بجمود
_ روحت انا و اللوا طلعت و برده مردوش يدخلونا .
قوست حاجبيها بحيره و سألت
_ معقول موافقوش ؟ اومال اللوا طلعت لازمته ايه ؟
اجابها بضيق
_ اهو اللى حصل بقا ، و هو الراجل مقصرش و فضل يزعق معاهم بس …
صمت و اطرق رأسه ارضاً فسألته
_ ايه يا هشام ؟
اجاب جمال عنه هاتفاً باسى
_ واضح انهم لسه فى التشريح يا ماما عشان موافقوش ابدا اننا حتى نشوفهم عشان على اﻻقل نتعرف عليهم ، بس موافقوش ابدا .
بكت حتى احترق فؤادها و رددت بشهقاتها
_ بيشرحوها يا هشام … اه يا حرقه قلبى عليكى يا بنتى .
هدر هشام بصوت اجش غاضب
_ بس بقا كفايه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
امسك راحتيها و نظر لها بتمحص و ردد
_ نور تبقا بنت استاذى اللوا علاء البرهومى .
استمعت له بانتباه و هو يقص عليها قصتها فردد يوضح
_ وقت ما كنت شغال فى المكافحه كان ابنه عمرو لسه ملازم و نزلناه متخفى فى قضيه مع المعلم الحرش ، كانت فكره سياده اللوا على اساس انه وجه جديد و لسه مش معروف .
اكمل حديثه بضيق
_ كنت رافض المجازفه بشاب لسه صغير و ممكن يتكشف بس الولد كان عنده ثقه بنفسه كبيره اوى .
لمعت عينه بالحزن و استطرد
_ فى الوقت ده كانت نور فى اخر سنه فى الكليه و اللى عرفته من والدها انه دخلها الشرطه غصب عنها .
اكمل توضيحه مرددا
_ طبعا فى اقل من سنه قدرنا نمسك اكثر من تهريبه للهرويين بس كميات كانت صغيره اوى و عرفنا بعدها انها كانت طعم عشان يكشف الرجاله اللى معاه .
امسك بطرف سيجارته و اشعلها متنفسا دخانها بحزن و ردد
_ اتكشف و عذبوه عشان يعترف شغال تبع مين ؟ و للاسف كان فى رجاله تانيه شغالين معانا و متخفيين برده بين رجالته قدرو يصوروه و هما بيقتلوه .
شهقت بخضه و رددت بخوف
_ صوروه ؟ طيب ليه محاولوش ينقذوه ؟
اجاب بحزن
_ كانو هيعضرضو نفسهم للخطر و ممكن يكتشفو هما كمان و مش بعيد يتقتلو ! غير كده الرجاله دى كانت مش شرطه … مجرد ناس مجندينهم من قلب رجالته عشان يبلغونا اخباره و ميعرفوش انه ظابط .
ملامحها المتجهمه جهلتها تزرف الدمع قليلا فأكمل هو بعد ان ربت على فخذها
_ بعد ما مات جت نور و اشتغلت معايا ، بصراحه البنت كانت شاطره اوى و كانت بتعمل المستحيل عشان تثبت نفسها خصوصا بعد ما اللوا علاء تعب و رقد .
اعقبت عليه
_ مستحملش الزعل على ابنه مش كده ؟
اماء معقبا
_ ابنه الوحيد يا ديدو .
انتفضت بفزع هاتفه
_ واهلنا يا سيف ؟ انت ابنهم الوحيد انا بنتهم الوحيده ، تفتكر حالتهم عامله ايه دلوقتى ؟
تنفس بضيق فرددت
_ عشان خاطرى خلينا نكلمهم ، هم اكيد …
قاطعها بحسم
_ طيب استنى اشوف تليفون عشان نعرف نكلمهم .
تحرك صوب الباب قاصدا الخروج لشراء هاتف محمول مصرا على اخبار عائلتيهما بانها لا يزالا على قيد الحياه فتفاجئ برفيقه عماد يقف امامه مبتسما و احتضنه مرددا
_ يااا يا اخى ، بالرغم ان الواحد عارف الحكايه بس و الله قلبى وجعنى .
وجد من تصيح خلفه مردده
_ اومال اهلنا عاملين ايه لما الغُرب زعلانين كده ؟
تجهمت ملامحه و ردد بصوت خافت
_ الغُرب؟ مالها مراتك يا سيف ؟
ابتسم معقبا
_ متوتره شويه بس ، اللى مرت بيه مش شويه .
عادت لصياحها العصبى
_ يا سيف كلم اهلنا بقا ، و لو انت مش فارق معاك اهلك فيا ريت تكلم اهلى انا لانى متخيله حالتهم دلوقتى عامله ازاى !!
زفر بضيق و نظر لها نظره تحذيريه من اسلوبها فى التحدث معه امام رفيقه ففهمت نظرته على الفور ليردد بصوت حاد
_ اعمليلنا شاى لحد ما وائل ييجى .
ثم نظر لعماد هاتفا بصيغه آمره
_ اتصل بيه خليه ييجى هنا و لا اديهولى اكلمه .
لم يعترض فهاتفه على الفور و صاح به موبخا اياه
_ اتصرف و عرف اهلنا لان انا كده جبت اخرى و ..
قاطعه وائل
_ طيب اصبر بس بعد العزاء عشان …
عاد لغضبه هادرا
_ يا ابنى امهاتنا مش هتستحمل .
زفر اﻻخر باستسلام و ردد بالنهايه راضخا لطلبه
_ طيب حاضر ، انا رايح دلوقتى على دار المناسبات اللى باباك هيعمل فيها العزا و هكلمهم و انا هناك .
استمع لصوت بكاءها فترك الهاتف من يده و اتجه ناحيتها و ادارها ناحيته فنظرت له بحزن و رددت ببحه بكاء
_ اهلنا بيجهزو لعزانا يا سيف ، انت متخيل هم حاسين بايه دلوقتى ؟ ارجوك كلمهم عشان خاطرى .
اماء صامتا و سحبها معه للاريكه التى يجلس عليها عماد و اجلسها امامه و امسك الهاتف و ردد بحده
_ اسمع يا بنى انت … روح حالا لاهل دارين و بلغهم بالحقيقه و انا …
قاطعه وائل هاتفا
_ طيب يا سيف ، حاضر .. كل التعب ده هيروح على اﻻرض عشان قلبك الضعيف ده .
اغلق معه و توجه لمقابله طلعت امام دار المناسبات و مد ساعده مرددا
_ ازى حضرتك يا فندم ؟
اماء بهدوء مرددا
_ الحمد لله يا بنى .
تنحنح ليجلى صوته و ردد بتردد
_ طيب انا كنت عايز حضرتك معايا فى مشوار مهم .
رفع طلعت حاجبيه متعجبا و ردد يسأله باهتمام
_ خير يا بنى ؟ هو ده وقت مشاوير برده ؟
ابتلع لعابه بتوتر و ردد
_ معلش مشوار ضرورى لحد بيت اهل دارين ، و يا ريت تجيب مع حضرتك سياده المستشاره و بنت حضرتك .
اماء مستسلما و ردد بانصياع
_ حاضر يا بنى .
بالفعل هاتف زوجته لتحضر برفقه ابنته لمنزل والدى دارين و هنالك جلسوا معا بانتظار وائل ان يتحدث بعد ان اخبرهم بوجود امر هام .
رمقهم جميعا بنظرات متفحصه و ردد بصوت متوتر
_ طبعا كلنا عارفين ان سيف و دارين كانو مستهدفين من اكتر من جهه و احنا كنا بنحاول نحميهم بس فى جهات جديده دخلت و …
قاطعته منار بحده
_ و قدرو يقتلوهم و انتو فشلتم انكم تحموهم .
هدر طلعت بضيق هاتفا
_ خلاص يا منار ، اﻻعمار بيد الله و محدش قصر من ناحيتهم فى حاجه .
ابتلع وائل بوجل فهو يعلم ان ما هو آتى لن يمر مرور الكرام فردد بتلعثم
_ طيب نهدى شويه عشان عايز اقولكم على حاجه مهمه .
فكر كثيرا قبل خوض ذلك الحديث حتى لا يلام على شيئ فان علموا بان اﻻمر كان مخطط له منذ البدايه و تركوهم يعايشون ذلك اﻻلم لربما واجه غضبهم جميعا و من الممكن ان يعَرضوا عنهما لتسببهما بذلك اﻻلم للجميع فاحتسبها و ردد بدبلوماسيه
_ احنا فرغنا الكاميرات فى مكان الحادثه و شوفنا اللى حصل كله .
اعتدل الجميع و تنبهوا له و هو يكمل
_ العربيات قطعت عليهم الطريق و سيف كالعاده خاطر بنفسه و نزل لهم و هو بيضرب نار و الواضح ان دارين فضلت مستخبيه فى دواسه العربيه لانها مكانتش ظاهره .
دمعت عين فدوى و زاد بكاءها فحاوطها جمال بذراعيه يواسيها هاتفا بدعم
_ ادعيلها يا ماما .
اكمل وائل دون مماطله
_ المهم ان القوات بتاعتنا قدرت توصل المكان بس سيف كان اتصاب ، بس الحمد لله قدرنا نمسكهم كلهم و دلوقتى محبوسين على ذمه القضيه و فاضل اعترافهم على الراس الكبيره اللى مشغلاهم .
ردد جمال بغِل
_ عشان ياخدو جزائهم .
اماء وائل معقبا
_ ايوه و عشان نقدر نعمل ده و كمان نعرف نلملم كل الخيوط بتاعه اعداء سيف و اللى بيحاولو يأذوه كان لازم نعلن خبر وفاته .
ران الصمت ارجاء المكان و الكل منتظر منه ان يكمل حديثه الذى استرعى انتباهم فردد بتوتر جلى
_ سيف و دارين عايشين الحمد لله .
وقفتا كل من ميار و فدوى تصرخا بعدم تصديق احداهما تحمد الله و اﻻخرى تردد بان قلبها كان دليلها و اخبرها بذلك حتى ردد هشام
_ انت متاكد يا بنى ؟ انا مش عايز اتصدم تانى و ….
قاطعه وائل مؤكدا
_ عايشين و هتكلموهم حالا .
امسك هاتفه و اتصل برقم عماد الذى اجاب مرددا
_ ايوه
ردد اﻻول بتأكيد
_ افتح اﻻسبيكر و خلى سيف و دارين يكلمو اهلهم .
فعل على الفور فردد سيف بصوت متردد
_ الو … ماما ؟
صرخت منار بفرحه
_ سيف … يا حبيبى يا بنى ، انت بخير ؟ انت كويس ؟
اجابها بصوته الهادئ
_ الحمد لله يا ماما ربنا نجانى بفضل دعاكى ليا .
صاحت فدوى
_ فين دارين يا سيف ؟
اجابتها على الفور
_ انا هنا يا ماما .
بكت و انتحبت فرددت اﻻخيره تواسيها
_ حقك عليا يا ماما و الله غصب عنى ، مكنتش عارفه اوصل لكم .
ردد طلعت بجديه
_ المهم انتو فى امان ؟
اجابه سيف
_ حاليا ايوه … و لحد ما نشوف التحريات هتوصل لفين ؟ بس اﻻهم تتصرفو فى العزا كأننا …
قاطعته منار قبل ان يكمل
_ بعد الشر عنكم يا حبيبى .
زفر وائل بضيق و ردد بصوت غاضب
_ عرفت انا ليه كنت مصر اعرفهم بعد العزا ؟ شهاب رجع و اكيد هيبعت حد يحضر او يجمع معلومات و …
قاطعته منار مؤكده
_ متخافش يا حضره الظابط .. هنتصرف كأننا معرفناش حاجه ، مش كده ؟
رددتها و هى تنظر حولها للجميع فاماؤا برؤسهم جميعا مؤكدين استكمالهم لحزنهم المصطنع حتى اشعارا اخر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
شيئان يدمران اﻻنسان :
اﻻنشغال بالماضى ، و اﻻنشغال بالاخرين ….
فمن طرق باب الماضى اضاع المستقبل …
و من راقب اﻻخرين اضاع نصف راحته !!
اعطى اوامره لرجاله بالتحرك فورا كلٌ الى جهه فارسل البعض لاحضار المأذون باوراقه و دفتره و ارسل اخرون لتجهيز المكان لتلك الليله الخاصه من اطعمه و زينه و ارسل اخرون لشراء فستان ابيض خاص بالاعراس كما طلبت منه فلم يتبقى سواهما بمفرديهما فنظرت له بتلاعب و رددت
_ انت كده وزعتهم كلهم و انا بصراحه خايفه منك على نفسى يا معلم .
ابتسم بوجهها و ردد بغزل
_ متخافيش منى يا ست البنات ، اللى عايز حاجه غاليه لازم يتعب عشان يوصلها و انا صبرت و نولت .
بادلته بابتسامه مصطنعه و هتفت
_ طيب انا هدخل بقا اظبط نفسى شويه على الرجاله ماتيجى .
اماء متحمسل ليظل جالسا يتخيل الساعات القادمه و هو باحضانها تلك الحوريه التى امتلكت قلبه الكهل و الذى قد تناسى تلك المشاعر و اﻻحاسيس منذ زمن .
دلفت للمرحاض الصغير الذى يتواجد بالداخل و خلعت عنها ملابس الرجال التى ترتديها و حررت رباط عريض مربوط على فخذها به سلاحها و عاودت ارتداء ملابسها و خرجت تخفى السلاح خلفها و انحنت تهمس له
_ معلم !!
التفت ينظر لها ببسمه فرحه فاخرجت سلاحها امام وجهه مثبته اياه امام جبهته فذُعر على الفور و ردد بوجل مرتجفاً
_ ايه ده ؟ بلاش هزار يا نور السلاح يطول .
ابتسمت بشرر يتطاير من عينها فاجفلته خوفا من ملامحها و هى تردد بصوت غاضب مخيف
_ تفتكر فى حد ممكن ينسى تاره يا معلم ؟
لم يعى تماما ما قالت فآثرت التوضيح هاتفه
_ اخويا اللى قتلتوه بدم بارد .
ابتلع بعد ان فهم ما تعنيه فردد بذعر
_ مش ممكن …. انتى اخته بجد ؟
اماءت و حاجبها مرفوع و هتفت
_ كنت ناويه اخد حقى منك بالقانون ، بس و انا فى السجن عرفت حاجه مهمه اوى … ان اللى زيكم مينفعش معاهم قانون البشر عشان بيقدرو يشتروه بفلوسهم ، قانون الغابه هو اللى بيمشى .. القوى بياكل الضعيف و الكبير بيدوس على الصغير عشان كده انا قررت اخد حقى منك بقانون العدل . العين بالعين و السن بالسن و البادى اظلم .
نظر لها مرتجفا و ردد بحذر
_ الرجاله زمانها جايه و مش هتلحقى تهربى ، هيجوبوكى و …
قاطعته ساخره بضحكه رنانه مردده
_ و مين قالك انى ههرب ؟
اطلقت رصاصه على الفور استقرت بمنتصف جبهته سقط صريعا على الفور و رددت بتشفى
_ انا هفضل هنا لحد ما رجالتك تيجى و اخلص عليهم واحد واحد حتى لو هموت مش هيهمنى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلسوا مطئطئى الرأس ياخذون العزاء بقاعه الرجال و يظهر على ملامحهم الحزن المصطنع ربما و ربما حقيقى لما هم مضطرين عليه لحمايه احبائهم و لكن كان اﻻمر مغايرا بعزاء السيدات حيث جلست فدوى تبكى و تنتحب و بجوارها كل من ساره و ليلى و الجميع يواسوهن حتى انفضوا قليلا من حولهن فاقتربت منار تهتف بضيق
_ بلاش الفال الوحش ده على الولاد ، قالولنا نبان زعلانين بس بلاش الندب ده الله يخليكى يا فدوى .
وقفت و مالت باتجاه اذنها و رددت بضيق
_ انا هعمل اى حاجه و بنتى ترجع فى حضنى ، و معنديش استعداد ابدا اعرضهم للخطر … انما لو انتى خايفه على شكلك و برستيجك بلاش تعيطى يا حضره المستشاره .
تضايقت من حديثها فاقتربت ابنتها تردد بتوضيح
_ يا ماما ده عشان خاطر امنهم … يعنى ارجوكى بلاش تحسسى الناس انك مش زعلانه ، خلى الليله تعدى على خير .
اقتربت زوجه رشاد و ابنته الهوجاء فنظرت لهما بتجهم و رددت بجمود
_ ايه اللى جابك ؟
بكت و انتحبت و هتفت بحرقه
_ متحرمنيش احضر عزاه يا عمتى ابوس ايدك ، عايزه اودعه .
اقتربت والدتها تردد بأسف
_ قلبى عندك يا منار ، و الله الواحد ما مصدق .
رمقتها بنظره حارقه هتفت بحده
_ خدى بنتك و امشى بدل ما هخلى البوليس يمسكها بتهمه قتل حفيدتى و امها و محاوله قتل بنتى … انا ساكته عشان انا فيا اللى مكفينى ، بس افوق و اللى حصل مش هيعدى .
تخوفت والدتها فسحبتها مردده بتوبيخ
_ قومى بقا جرستينا ، لسه هنشوف منك مصايب ايه تانى ؟ … قومى .
انفض العزاء و جلست العائلتان تتحدث بشأن التهديدات التى يتعرض لها نجليهما فردد هشام بضيق
_ طبعا اللى حصل ده مرفوض و غير كده ازاى كلكم تبقو عارفين بمحاوله قتل سيف يوم فرحهم و مخبيين علينا ؟
اجاب جمال مفسرا
_ سيف قالى يا بابا و مكانش عايز حد يعرف عشان فرحتكم متقلش ، المهم دلوقتى نشوفهم و نطمن عليهم .
ايدت والدته حديثه هاتفه بلهفه
_ ايوه بالله عليك يا بنى …. عايزه اشوف بنتى .
اجاب وائل رافضا
_ مش هينفع يا جماعه ارجوكم قدرو موقفى ، انا متكلف من رؤسائى ان الخطه دى تتنفذ لحد ما نوقع شهاب و غير كده هيعرضنا كلنا للخطر ، ده غير ان الحرش لسه متماسكش .
لم يكمل حديثه فاستقبل مكالمه من هاتف نور فابتسم بحرج و استأذن ليجيب
_ ايوه يا نور خير ؟
اجابته بحسم
_ افتح الداتا ، بعت لحضرتك لوكيشن يا ريت تيجى بسرعه و معاك قوات دعم .
اعقد حاجبيه و تجهمت ملامحه و هو يسألها
_ لوكيشن ايه و دعم ايه ؟ انتى فين ؟
اجابته بقوه
_ عند الحرش …. بسرعه قبل ما رجالته ترجع .
صاح بها بغضب
– انتى عملتى ايه يا نور ؟ احنا مش اتفقنا هناخد حقك بالقانون ؟
اجابته موضحه
_ و انا حاولت و فشلت و كنت ناويه اموت عشان اخد تارى بس لقيت ان امى الغلبانه متستحقش منى كده ، عشان كده حاول تيجى بسرعه قبل الرجاله بتاعته ما ترجع .
سألها بغضب
_ انتى قتلتيه ؟
لم تجيب و هتفت باصرار
_ بسرعه يا وائل باشا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هرعت القوات بسرعه فائقه لموقعها الذى حددوه على هاتفها فوجدوها محاصره من قبل رجاله و معظمهم صرعى و ما ساعدها اكثر هو وجود اسلحه بداخل المنزل المتواجده هى به .
فور ان استمع الرجال لصوت صافرات الشرطه استسلمو على الفور فاقتحم وائل المنزل ليجدها تجلس باريحيه بجوار جثه الحرش تنظر لها بتشفى و تلك الطلقه المستقره بجبهته فتجهم و ردد بحده
_ انتى بتستهبلى ؟ مكانش ينفع تموتيه بطريقه تانيه عشان نعرف نخرجك منها دفاع عن النفس حتى ؟
دار حول نفسه و هو يكمل توبيخه لها بغلظه
_ مديهاله فى راسه و من المسافه دى ؟ ده سبق اصرار يا نور … انتى لو عايزه تجلطينى مش هتعملى كده .
تنفست بهدوء غريب و هتفت
_ سيبها على ربنا يا فندم ، انا خلصت الناس من شره و لو كان اتمسك كان هيلاقى اللى يشيلها عنه و متنساش اننا مقدرناش نثبت عليه قتل عمرو الله يرحمه و خرج منها زى الشعره من العجين .
هدر صارخا
_ فملاقتيش حل تانى غير ده ؟
اماءت مؤكده
_ ايوه ، مفيش حل تانى … و اديكم اهو مسكتو لواحظ للمره الكام ؟ ورينى بقا هتقدرو تنفذو فيها حكم يرضى كل الناس اللى اتأذت منها و ﻻ لا ؟
تنفست بضيق و هدرت بعصبيه
_ انا عملت شغلى صح لاخر وقت ، و دلوقتى اللى يشوفه القانون و العدل انا راضيه بيه يا فندم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف وراءها الغرفه حاملا طبق من الحساء الساخن من صنع يديه و ردد بصوت رزين
_ ديدو … قومى عشان تاكلى .
ادارت له ظهرها و التفت بالغطاء و لم تجيب فجلس بجوارها مرددا برجاء
_ طيب عشان خاطرى ، وحياه سيف عندك قومى يا مولاتى .
جلست بتذمر و رددت بحزن
_ عاجبك اللى حاصل لاهالينا ؟ انت ازاى هادى كده ؟
تضايق من موقفها و لما تحمله اﻻمر و كأنه بيده فردد بهدوء
_ طيب قومى بس كلى و نبقا نتكلم بعدين .
رفضت متذمره كالاطفال
_ لا مش عايزه ، انا عايزه اروح لماما .
ضحك باستسلام على افعالها و اقترب محدثا اياها بدلال كما يدلل اﻻطفال
_ طيب كلى و هجيبلك حاجه حلوه لو خلصتى طبقك .
قوست فمها و زمت شفتيها فضحك و قبلها قبله رقيقه على وجنتها و ردد
_ بجد .
بعبوس وجهها سألته
_ هتجيب لى ايه ؟
كتم سخريته بعد ان ابتلعت الطُعم و رد بسؤال
_ انتى نفسك فى ايه ؟
وضعت سبابتها اعلى شفتها تفكر بطفوله جعتله ينهار امام عفويتها و رددت
_ شيكولاته
اغلق عينه محاولا استجماع نفسه من براءتها المهلكه لرجولته و ردد مؤيدا
_ حاضر .. شيكولاته و مصاصه كمان .
عبست ملامحها و هتفت متذمره
_ مصاصه ايه ؟ انت فاكرنى طفله ؟
اخفى ابتسامته و ردد بجديه زائفه
_ لا ابدا … كبيره و مولاتى و جميله الجميلات كمان .
ليقترب منها هاتفا بوقاحه
_ بس انا كد هحتاج مقويات عشان اقدر على الوحش ده انا راجل صحتى على قدى .
ضغطت باسنانها على شفتها خجلا من تلميحاته الجريئه و ضربته على صدره موبخه اياه
_ بطل قله ادب .
اماء موافقا و ردد بعبث
_ طيب خلصى الشوربه على ما انزل اشتريلك الشيكولاته و اجيب لنفسى شويه فيتامينات ، اﻻجازه دى هتهد صحتى .
لم يتأخر بالعوده حاملا معه اكياس المشتروات فهرعت ناحيته تختطف منه الواح الشيكولاته فابعدها عنها و ردد بحماس
_ لا استنى …. عندى فكره حلوه اوى .
نظرت له بتحمس فردد
_ بتحبى الفراوله ؟
اماءت فاستطرد
_ طيب ايه رأيك بفراوله بالشيكولاته ؟
ابتسمت موافقه فهتف
_ طيب استنينى جوه هسيح الشيكولاته و اغسل الفراوله و اجيلك .
دلف يتراقص و هو حاملا طبق الفاكهه و يغنى فضحكت على منظره و اقترب منها جالسا بجوارها على الفراش هاتفا بمشاكسه
_ بصى بقا بما اننا فاضيين خلينا نلعب لعبه .
انتظرت بترقب فهتف موضحا
_ انا جايب طبقين واحد فيه شيكولاته و التانى فيه ملح و هنغمى عنينا احنا اﻻتنين و كل واحد يمسك الفراوله و يأكل التانى و اللى يأكل التانى ملح يتحكم عليه بحكم ايه رأيك ؟
وافقت فاغلقا اعينهما برباط و ردد بجديه
_ حطى ايدك على الصنيه عشان الفها و محدش فينا يعرف فين الملح من الشيكولاته !
فعلت باثاره و هى فرحه تشعر بالسعاده و بدءت هى امساك اول ثمره فراوله و وضعتها بالطبق و اخرجته و وضعتها بفمه فتضايق و ردد
_ يا بت اللذين ، عرفتى تجيبى الشيكولاته ازاى ؟
رددت بجديه و حماس
_ يلا بلاش حمرقه .
امسك هو بالثمره و غمسها بالطبق و وضعها بمفها فصرخت متذمره
_ ياااك ، ملح .
ازالا رباط عينهما فابتسمت بانتصار مردده
_ طبعا كنت مفكر انك هتكسب بس شوف ربنا بقا .
عض باسنانه على شفته السفلى بغيظ متوعداً و ردد يسألها
_ احكمى
فكرت و رددت بمشاكسه
_ اقف على رجل واحده لمده دقيقه .
رفع حاجبه ليعتلى وجهه نظره مدهوشه و ردد برجاء
_ اهون عليكى ؟
اماءت مؤكده
_ ايوه و يلا بلاش حمرقه .
اغتاظ منها و فعل حتى انقضت الدقيقه و عاد يجلس بجوارها و ردد
_ غمى عنيكى عشان مش هسيبك اﻻ لما اردهالك
ابتسمت بانتصار فامسكت الثمره و غمستها بالطبق لتضعها بفمه فصاح مهللا
_ ايوه بقا … ملح .
ازال الرباط على الفور فوجدها تنظر له نظرات راجيه بريئه كالاطفال فردد
_ مش هياكل معايا .
ترك الفراش و جلس امامها على المقعد المجاور للفراش و ردد بخبث
_ تعالى هنا .
فعلت و هى تطئطئ رأسها فردد ببسمه عابثه
_ عايزه تعرفى حكمى ؟
اماءت بصمت فردد
_ تغريينى !!
نظرت له مدهوشه و سألته بعدم فهم
_ ايه ؟ اغريك ؟ ازاى ؟
ابتسم و ردد مقطع من المسرحيه المصريه الشهيره ريا و سكينه مرددا
_ اغريييه يا ريه ، متعرفيش يعنى ايه ؟
قضمت شفتها بخجل و وقفت امامه تتمايل بجسدها بدلال قاتل و كأنه يحتاج لذلك الدلال حتى تؤجج مشاعره المتلهفه بها و لها فشعر بجسده يحترق من فرط اثارته و وقف حاملا اياها و القى بها على الفراش و قفز فوقها هاتفا بمشاكسه
_ انا مش محتاج فيتامينات … انا محتاج دارين ، دارين و بس فى حياتى .
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
معظم الناس حقاً لا يريدون الحرية ..
لأن الحرية ينطوي عليها المسئولية ..
و معظم الناس خائفون من المسئولية ..
سيجموند فرويد .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه مفزوعاً على غير عادته بعد ان حلم بطيفها و هى غارقه بدماءها فلهث بانفاس عنيفه و نظر الى جواره لتلك المسجاه عاريه لا يسترها شيئ فانحنى ليسحب دورق المياه و ارتشف منه حتى ارتوى و اعاده مكانه و دفعها بغلظه لتستيقظ هاتفا
_ داارين ، اصحى .
اعتدلت بكسل و نظرت له بنظرات مغريه و رددت باثاره
_ فى ايه ؟
امتعض وجهه و هو ينظر لها و لملامحها و ردد بصوت غاضب
_ قومى البسى و امشى .
تعجبت من طلبه و نظرت لساعة الحائط و قبيل ان تتحدث هدر بها
_ اخلصى يا روح امك انتى لسه هتسرحى ؟
ابتلعت لعابها برهبه و تلعثمت هاتفه برجاء
_ طيب استحمى و البس بس يا باشا .
قوس حاجبيه بضيق و ترك الفراش متجها للخارج و ردد بحده
– عشر دقايق و تكونى بره .
نزل الدرج بخطوات متعجله و هاتف مساعده فأجاب اﻻخر بنعاس
_ شهاب بيه مالك فى حاجه ؟
صاح به بحده اجفلته
_ مش عايز الهبابه دى تيجى تانى هنا … فاهم و ﻻ لا ؟
زم شفتيه من تحكماته التى اصبحت تُثقل كاهله فى اﻻونه اﻻخيره و ردد بتأفف خفى
_ حاضر معاليك تؤمرنى بحاجه تانيه ؟
اجابه بغضب
_ عايز واحده تشبه لها … عايز واحده فيها روحها ، فاهم يا بنى ادم مش عايز مومس تيجبهالى تقرفنى و تدلع عليا عشان القرشين اللى بتاخدهم .
اغلق بوجهه فردد المساعد بتذمر
_ اللى ناقص تقولى اجيبهالك من تربتها … دى ربنا نجاها انها ماتت يا اخى و ارتاحت من اللى كنت ناويلها عليه .
ارتمى شهاب على الاريكه بحزن و امسك هاتفه اللوحى و اخذ ينظر لصورها التى تملئ شاشته و ردد بضيق
_ مش عارف مالى ؟ لا شوفتك فى الحقيقه و ﻻ كلمتك و عامل كده ليه ؟
تنهد زافرا انفاسه بحرقه و ردد لنفسه
_ معقول !! معقول اكون حبيتها كده من غير اول نظره حتى ؟ ولا الحكايه كلها انى معرفتش اطولها و الموت اخدها منى ؟
امسك بكأسه الكريستالى و وضع به قطرات من الخمر و ارتشفه دفعه واحده فشعر بحريق داخل صدره من قوه المشروب فابتلع بصعوبه و عاد لحزنه الذى سيطر عليه و ردد
_ انا لازم افوق … لو حد حس باللى انا فيه ده مش هيكون فى مصلحتى ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ايام على مقتل الحرش بين تحريات و تحقيقات و نور لا تزال تحت التحفظ حتى تم إحالتها لسجن النساء لحين البت فى قضيتها لتعود مره اخرى من حيث اتت و لكن تلك المره بشخصيتها الحقيقه و التى اصبحت معروفه لجميع من بالسجن بعد ان عادت له لواحظ منذ محاوله هروبها الفاشل الذى لم يتعدى اربع و عشرين ساعه .
دلفت مكتب رئيس المباحث فاستقبلها عماد بحفاوه مرددا باعجاب
_ منوره يا حضره الظابط .
ابتسمت له بسمه هادئه و اطرقت رأسها لاسفل فاقترب منها و ردد بتحفظ
_ مالك ؟
لم تجب فردد بقلق
_ لو قلقانه من لواحظ او …
قاطعته بقوه
_ انا مش قلقانه من حاجه ، بس يمكن اكون مضايقه انى اضطريت ارجع هنا تانى .
صرف الحارسه التى ترافقها و اجلسها امامه على المقعد و ردد بجديه
_ انتى هنا هتتشالى على كفوف الراحه و كل السجن و انا اولهم هنكون رهن اشارتك لحد ما تاخدى حكم البراءه .
ابتسمت بمرار و رددت مؤكده
_ معتقدش فيها براءه يا عماد بيه ، ربنا يستر .
ربت على كتفها فانتفضت بخضه ليشعر هو باﻻحراج من فعلته فابتسم مرددا
_ انا هنا معاكى كأنى سيف و اكتر و لحد ما يرجع اى حاجه تعوزيها بلغينى بيها على طول و هسكنك فى الرعايه عشان محدش يضايقك و فى اوضه لوحدك كمان .
ابتسمت ممتنه له على اهتمامه بها و براحتها فرددت تسأله بحيره
_ و اخبار لواحظ ايه ؟
اجابها ببسمه فرحه
_ بقت لوحدها …. مفيش حواليها الخايله الكدابه زى اﻻول و ﻻ حد بيساعدها … الظاهر كده ان ايامها ولت !!
اطرقت رأسها باستحسان و هتفت تسأل
_ و سيف باشا ؟
ردد ببسمه ساخره
_ الباشا بتاعنا زى الفل ، فاكر نفسه بيقضى شهر عسل من اول و جديد .
ضحك و اكمل
_ كل يوم و التانى يطلب فاكهه و حلويات و كوتشينه و دومينو و خلى وائل يجيب له شاشه تليفزيون و يدخل نت كأنه فى منتجع سياحى .
ابتسمت باقتضاب و ردت
_ يمكن بيسلى نفسه .
اماء ضاحكا و ردد
_ اه طبعا بوجود حبيبه القلب .
ازداد تجهمها فشعر بالضيق من ملامحها و سألها بتوتر
_ انتى اتضايقتى من ايه ؟
حركت رأسها بمعنى ﻻ شيئ و لكنه لم يصدقها فشعر بغصه تؤلمه لمجرد التفكير انها تكن مشاعر لرفيقه المتزوج فابتلع لعابه و سألها بجرأه اكبر
_ ممكن اسألك سؤال ؟
اماءت بصمت فسأل
_ سيف بالنسبه لك ايه ؟
اجابت بثقه و بدون تفكير
_ كل حاجه … الاخ و اﻻب و السند و العيله و اﻻمان و انا من غيره يتيمه و وحيده .
ابتلع لعابه مره اخرى بمرار و اكمل
_ يعنى بتفكرى فيه انه زى اخوكى و ﻻ حاجه تانيه ؟
تضايقت من تلميحه و رددت بحده
_ حاجه تانيه زى ايه ؟ انت فهمت ايه من كلامى ؟
اجاب غير عابئ بغضبها
_ شفت مضايقتك و غيرتك عليه من مراته و …
قاطعته صائحه
_ ﻻ طبعا انت فهمت غلط ، انا اتضايقت بس لانها قابلتنى وحش جدا و حسيت انها معندهاش ذوق و فعلا استغربت ازاى سيف باشا يحب واحده بشخصيتها دى ؟
ابتسم و ردد يوضح
_ هى اتعاملت معاكى وحش انتى كمان ؟
اماءت بصمت فردد
_ معلش اعذريها ، اللى شافته مش قليل و برده هى بنت عاديه مش واخده على اﻻكشن اللى احنا متعودين عليه ده .
قوست فمها و اماءت برأسها تحركها عده مرات بحركات متتاليه كدلاله على تفهمها للامر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت الباب ففتحت لها الخادمه لتندفع فدوى بلهفه هاتفه
_ انتى فين يا منار ؟
خرجت لها اﻻخيره تردد بفزع
_ فى ايه ؟
اجابتها بضيق
_ انا عايزه اشوف بنتى … هنفضل على الحال ده لامتى بس ؟
اجابتها اﻻخرى بضيق
_ يا ريتنى اعرف ما انا حالى زى حالك … اعمل ايه بس ؟ لحد ما يخلصو القضيه يمكن ؟
لم تستطيع تمالك نفسها فبكت و جلست باجهاد و رددت بتضرع
_ يا رب هونها عليهم انا مبقتش قادره و خايفه اوى … مفيش واحده تستحمل تاخد عزا بنتها و هى عايشه !! اللى بيحصل ده حرام ، الناس بتتصل بيا تعزينى لحد انهارده .
جلست منار الى جوارها و ربتت على ظهرها تواسيها و هتفت بنفسير
_ عشان يعيشو حياتهم مرتاحين بعد كده لازم كلنا نتعب شويه فى اﻻول ، احسن ما يفضلو طول الوقت مهددين بالخطر .
حركت ساعديها اعلى فخذيها و رددت بحرقه
_ حظها قليل فى الدنيا ، العالم كله جاى عليها و هى واقفه تحارب هنا و هنا .
لم يعجب منار حديثها فرددت تدافع
_ حظها القليل اللى بتقولى عليه خلاها تتجوز ابنى ، و اظن ان جوازتها كل الناس بتتمناها !
قوست فدوى فمها و رددت فى نفسها متذمره
_ هو ده وقت فشخره انتى كمان ؟ احنا فى ايه و ﻻ فى ايه ؟
نفضت حديثها من رأسها و رددت بحزم
_ طيب انا عايزه اشوف بنتى و انتى اكيد عايزه تشوفى ابنك ، فا انا بقول تعالى نطب عليهم من غير ما ندى حد خبر و اهى تبقا مفاجأه .
ابتسمت منار هاتفه
_ ماشى … على الله بس طلعت ميطلقنيش فيها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلسا يلعبا باوراق الكوتشينه و الفائز يقوم بالحكم على الخاسر بما لذ و طاب من افكاره الوقحه بعد ان اعتادا ملئ فراغهما بتلك النوعيه من اﻻلعاب .
سحب ورقه و وضعها امامها مرددا بانتصار
_ و الكومى يقش … كده انا معايا الورق و انا اللى هحكم عليكى .
قوست فهمها و نظرت لنفسها هاتفه بتحذير
_ لو طلبت اقلع حاجه تانى هحط صوابعى فى عينك انا مبقتش لابسه حاجه .
ابتسم بانتصار و ردد بخبث
_ لا لسه فى قطعه .
قضمت شفتاها بحرج و وقفت لتخلع آخر قطعه ملابس ترتديها و ناولتها له بغيظ و عادت تجلس هاتفه بتوعد
_ ورينى بقا لو كسبت هتقلعنى ايه تانى ؟
غمز لها بطرف عينه و ردد بوقاحه
_ لا خلاص اﻻحكام هتتغير من القلع لحاجات تانيه اكبر .
تحرجت منه فقزفته بمسند الاريكه ليضرب وجهه فضحك عاليا و ردد بمشاكسه
_ خلاص هتيعيطى بقا و ﻻ ايه ؟ مش انتى لما كسبتى اول دور انتى اللى اخترتى ؟
جزت على اسنانها بغيظ و هتفت متذمره
_ و اهو من ساعتها ما كسبتش غير دور و انت ضحكت عليا و قلعت التى شيرت بس و انا بص
اشارت لجسدها العارى تماما امام عينه فردد بمداعبه
_ ده اللعب احلو اوى كده و بقا على المكشوف .
خجلت و احمرت وجنتاها فاقترب منها يحتضنها هاتفا بمشاكسه
_ خلاص لو كسبتى الدور الجاى هسمحلك تلبسى قطه بدل ما تحكمى عليا … ايه رأيك ؟
اماءت وهى تزم شفتيها بطفوله فاقتنص شفتاها بقبله جامحه و عاد للوراء يلهث هاتفا
_ طيب يلا نكمل احسن ما اخدك على جوه و انا خلاص صحتى راحت فى الكام يوم دول .
تذمرت بضيق
_ هو حد كان ضربك على ايدك ؟ انت اللى عامل شبه العيل اللى مصدق لقا لعبه و شبطان فيها .
غمز لها بطرف عينه مرددا
_ قصدك لقا حته مارون جلاسيه و الحشو شيكولاته .
تمايلت عاريه مردده بتغنى
_ شيكلاته الناته كوناته .
هلل بتصفيق عالٍ ضاحكا
_ الله اكبر ..
قضم باقى تهليلاته من اثر طرق الباب فشعر بالحرج فربما احدا من الجيران او اﻻسوء لربما وائل او عماد و قد استمعا لهما بالتأكيد ليردد بخفوت
_ لمى الليله دى بسرعه و ادخلى جوه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلس بزهو ينتظر الدخول فلم يتأخر عليه الاخر بالسماح له و وقف باحترام مرحبا
_ اهلا و سهلا يا شهاب بيه ، اتفضل .
جلس امامه على المكتب و ابتسم ابتسامه صفراء و اخرج سيجاره السميك و اشعله بغطرسه واضعاً قدم فوق الاخرى و استنشق انفاسه المعبئه بالدخان و زفرها بتمهل فردد سعد الدين يسأله
_ تحب تشرب ايه ؟
ردد بتعالي
_ و لا حاجه ، انا جاى فى شغل مش جاى اتضايف .
اماء سعد الدين بعمليه و انتظره ان يدخل بالموضوع مباشره فردد الاول
_ انت عرفت ان المحامى بتاعى مات !
رد عليه بوجوم
_ قصدك اتقتل .
رفع طرف شفته العليا بشكل ممتعض و ردد ببرود
_ النتيجه واحده ، انى بقيت محتاج لمحامى يباشر اعمالى .
تمعن تلنظر به و هو يستطرد بكل ثقه
_ و بما انك كنت المنافس اﻻول لناصر الصواف يبقا اكيد انت اكتر واحد مؤهل للمنصب ده .
ظل صامتا ينظر له بتفكير فسأله شهاب بنهايه اﻻمر
_ عايز اسمع ردك .
اجابه اﻻول برفض قاطع
_ مش موافق .
رمقه شهاب بنظره ناريه و ردد بغضب
_ مش موافق !! انت عارف نفسك بترفض ايه ؟ انت بترفض فلوس تغطيك و بترفض نفوذ هيخليك اكبر محامى فى البلد و ….
قاطعه سعد الدين مؤكدا
_ انا بحب اشتغل لنفسى و مش حابب اكون تحت امر حد ، القضيه اللى تعجبنى اخدها و اللى متعجبنيش ارفضها .. لكن الشغل معاك هيجبرنى على حاجات انا مش عايزاها .
نظر له بحده و ردد
_ اهمها انى احط ايدى فى ايدك ، دى لوحدها كارثه بالنسبه لى .
وقف شهاب غاضبا و ردد بحده هوجاء
_ انت اتجننت ؟ انت عارف انت بتكلم مين ؟ ازاى تسمح لنفسك تتكلم معايا كده ؟
قوس سعد الدين فمه و ردد بهدوء غريب
_ انا طول عمرى شريف ، و مش هاجى على اخر الزمن و اشتغل فى المشبوه يا شهاب بيه .
صمت و التف بمقعده الدوار يوليه ظهره و ردد بصوت قوى و واثق
_ اعتقد ان المقابله انتهت .
لم يتقبل اﻻهانه فردد بتوعد
_ انت بدل ما تكسبنى صديق ، خلتنى عدو ليك و يا ويله اللى يعادى شهاب البدراوى .
التف بمقعده مره اخرى و امسك سماعه هاتفه و تحدث مع مساعدته هاتفا
_ شوفى مواعيدى ايه انهارده عشان متأخرش عليها ؟ و وصلى شهاب بيه لباب المكتب .
خرج منطلقا كالسهم الذى ترك قوسه و لن يستطيع احد ان يوقفه و هو يتوعد له بداخل نفسه و فور خروجه زم سعد الدين شفيته و ردد بضيق
_ لو عليا كنت اخد تار سيف منك يا اخى بس مش بايدى .
امسك هاتفه و تحدث لرفيقه وائل و قص عليه اللقاء فهدر به اﻻخر
_ انت غبى يا بنى ؟ ايه اللى خلاك رفضت ؟
اجابه سعد بلامبالاه
_ عشان مش عايز اشتغل معاه .
تذمر وائل مرددا بغضب
_ دى كانت فرصه تخلينا نقدر نمسك عليه مستندات يا اخى الله يسامحك .
تنهد سعد الدين ببطئ و ردد بتأكيد
_ انا قلت لك ميت مره انى مش عايز اشتغل مرشد للبوليس و اﻻهم من كده انه لو بقا موكلى عمرى ما هطلع اسراره ، لانى لو عملت كده حتشطب من النقابه و مهنتى هتتدمر لكن انت مش بتفكر غير فى شغلك .
تضايق وائل فهتف محتدا
_ يا بنى اكيد كنت هخليك شاهد ملك و بعدين انت عندك الشغل اهم من تحقيق العداله ؟
اجابه سعد الدين بضيق
_ و العداله كانت عملت ايه لسيف ؟ انا قلتلك قبل كده ميت مره انى بقا عندى اللى اخاف عليه و معنديش استعداد اخسر حياتى عشان خاطر اى حاجه .
ابتسم وائل بزاويه فمه و ردد
_ و انت متخيل ان شهاب هيسيبك بعد اللى عملته معاه ؟ ما خلاص انت بقيت بلاك ليست و مش هيسكت الا لما يأدبك على طريقته .
تخوف سعد قليلا من تلميحه فهدر به
_ انت ايه يا اخى ؟ بتقلقلنى ليه كده ؟ اقفل يا وائل انا مشغول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحرك صوب الباب و فتحه فتفاجئ بوالدته برفقه حماته فلم يجد الوقت الكافى ليرحب بهما فتعلقت منار برقبته و رددت بلهفه ام حقيقيه
_ حبيبى يا بنى … الحمد لله ان ربنا طمنى عليك .
ربت على ظهرها و نظر بجوارها فلم يجد فدوى التى دلفت دون استئذان تبحث عن ابنتها و تبعتها لداخل غرفه النوم فتفاجئت بها دارين و هى ﻻ تزال ترتدى ملابسها فتحرجت فدوى قليلا و لكنها هرعت تجاهها و احتضنتها عاريه بقوه و ادخلتها داخل اضلعها و رددت بحب
_ حبيبتى يا بنتى الحمد لله انه طول فى عمرى لحد ما شفتك ، انا كنت خايفه اوى اموت من كتر القهر عليكى .
ربتت دارين على ظهرها تدعمها هاتفه
_ متقليقيش يا ماما انا كويسه الحمد لله .
جلسوا جميعا بعد ان ازالوا نار اشتياقهم و بدءت منار تردد بفضول
_ الموضوع ده هيتحل ازاى يا سيف ؟ حكايه شهاب البدراوى و المشاكل دى ؟
ردت فدوى
_ لازم يسافرو و يسيبو البلد ، هو ده الحل الوحيد .
ابتسم سيف و ردد بهدوء
_ متقلقوش … نهايته قربت اوى و انا مستحيل اسيب شغلى و بلدى عشان خاطر واحد زيه و اكيد ربنا هيحلها من عنده .
تسائلت فدوى بحيره
_ طيب هترجعو ازاى لحياتكم الطبيعيه و لشقتهم ؟ و اﻻهم من ازاى هو امتى ؟
ابتسم لها و رد
_ قريب جدا بامر الله ، ادعولنا انتم بس ربنا هيحلها من عنده .
استئذنتا لتغادرا بعد ان مكثتا وقتا لا بأس به مع غاليتيهما و اطمئنتا على حالهما ، فور خروجهما امسك سيف هاتفه و تحدث مع رفيقه يسأله باهتمام
_ ازيك يا عماد ؟ ايه اﻻخبار عندك ؟
اجابه اﻻخر بتوضيح
_ متقلقش يا سيف .. كله ماشى زى الساعه و نور تحت حمايتى .
رددد بضيق و حده
_ خلى بالك عليها ، البنت دى متهوره و ممكن توقع نفسها فى مصايب خصوصا فى وجود لواحظ .
اجابه اﻻخر بتوضيح
_ لا مقتقلش … لواحظ اصلا مش باين لها حس ، و نور كمان بعيد عنها خالص اطمن .
اغلق معه فوجدها تنظر له بغضب فابتسم و داعب ذقنها هاتفا
_ بطلى غيره .
رفعت كتفاها برفض و هتفت
_ البنت دى بتحبك ، و انا متأكده من ده .
قوس فمه باستنكار و هتف موضحا
_ يا حبيبتى يمكن كلامك صح ، بس اﻻكيد انها مش بتحبنى الحب بتاعك … ده غير انى مش شايف غيرك و هى كانت قدامى من قبلك و لو كان فى مجال او احتمال لاى حاجه مكنتش قاعد معاكى دلوقتى .
اماءت بصمت و عادت تسأله
_ طيب احنا هنفضل هنا لامتى ؟ الموضوع شكله هيطول و انا زهقت و عايزه ارجع بيتى .
ربت على كتفها و ردد باهتمام
_ طيب انا هكلم وائل و اشوف اخرتها ايه ؟
هاتفه على الفور فاجابه اﻻخير بجديه
_ افندم يا باشا ؟
قوس سيف حاجبيه بدهشه من طريقته الرسميه فردد يسأله بحيره
_ مالك يا بنى ؟
اجابه اﻻخير موضحا
_ شفت سعد ؟ ضيع من ايدينا فرصه مش هتتعوض ابدا .
لم يعى ما وراء حديثه فسأله
__ مش فاهم … ايه الحكايه ؟
قص عليه اﻻخر ما علمه من سعد فضحك سيف على سذاجه رفيقه فردد بحسم
_ ده انت ضايع ، و الله اللى شغلك فى المباحث ظلمك .
سأله بحده و غضب
_ ايه يا بنى ؟
اجاب سيف بعد ان جلس و امسك سجائره و اشعل واحده و ردد
_ اولا شهاب البدراوى مش اهبل عشان يروح برجله لسعد الدين و هو عارف كويس اوى مين سعد ! و كمان عارف انه صاحبنا ، يعنى من اﻻخر كده هو بيحاول يوقعنا .
قوس فمه بغرابه هاتفا
_ ازاى ؟ و ليه ؟
اجابه بذكاء
_ هو مش متأكد اذا كان معانا اى مستندات تدينه و لا لا ، فتلاقيه قال اشوف صاحبهم يا يوافق يشتغل معايا عشان يبقا عين ليهم و بكده يبقا لسه مش معاهم اى ادله ضدتى او لو موافقش يبقا ممكن يشك فى اننا معانا مستندات تدينه .
صمت وائل قليلا فردد سيف بثقه
_ هو دلوقتى قلقان اكتر من لو كان سعد وافق على الشغل معاه ، عشان كده ﻻزم نستغل الموضوع ده لصالحنا ؟
سأله من جديد
_ ازاى ؟
ردد سيف يتوضيح و مكر
_ اولا هتروح لحد عنده و تهدده بالمستندات اللى مش معانا و تساومه .
رفع حاجبه بدهشه و ردد
_ اساومه ؟ اساومه بايه ؟
ابتسم سيف و ردد
_ تساومه على حياتى و على فلوس ، يعنى تلعب دور الظابط المرتشى و بدل ما ندخل سعد فى الموضوع و يا عالم يعرف يوصل للى احنا عايزينه و ﻻ ﻻ ؟ فالافضل ان انت اللى تدخل بنفسك .
تنهد وائل و ردد بتفكير
_ طيب و لو سألنى على اللى موجود فى المستندات ؟
اجاب ببساطه
_ فاكر المستندات اللى قدمها اكرم ؟ دى اكيد ليها اصول عند ناصر و مش بعيد كمان يكون ليها ارتباط مباشر مع شهاب .
ضحك وائل و ردد
_ يعنى اهبد و زى ما تيجى تيجى .
اعقب سيف عليه مؤكدا
_ ايوه و تبقا يا صابت يا خابت .
تجهم وجهه و ردد بفضول
_ بس انت كده عايزنى اعرفه انك لسه عايش ؟
اجابه بتأكيد
_ ايوه .. ما هو كفايه كده ، و مسكنا كل اﻻطراف و خلاص مفيش داعى ابدا افضل انا و مراتى هربانين كده ، لواحظ و اتمسكت و خسرت كل حاجه ، و عتريس و عطوه و خلصنا منهم … حتى الحرش خلاص بح ، ما يفضلش غير شهاب و ده امره خلاص مسأله وقت مش اكتر .
وافق وائل و ردد يسأله
_ يعنى هترجع بيتك و شغلك خلاص ؟
رد عليه مولفقا
_ ايوه … كفايه كده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الثقه بالنفس احيانا تكون سلاح ذو حدين ، فالثقه مع القوه و الذكاء يمكن ان تصل اﻻنسان لاعلى المناصب و لكن ان اختل توازن اﻻمور فقد مكانته على الفور اذا ما اقترن مع تلك الثقه بعض الغرور و القليل من التباهى فأسفرت عن تهور .
وثقت بمكانتها بالسجن و التى كانت تستمدها قديماً من اموالها التى تغدقها على المسجونات و ازواجهن الذين ربما يعملون لديها فى الخفاء و لكن بعد ان فقدت العصا التى تحرك الجميع للامام الا و هى اﻻموال فقدت معها نفوذها و هيبتها .
جلست باحد اﻻركان بعيدا عن الجميع فلا يوجد احد إلا و له عداوه معها بشكل من اﻻشكال ، فظلت على حالتها حتى اقتربت منها سيده تردد بتشفى
_ مالك يا معلمه قاعده زى الكتكوت المبلول ليه كده ؟
زغرتها بنظرات حارقه و غاضبه و هدرت بحده
_ انتى هتنسى نفسك معايا و لا ايه يا مّره انتى ؟ انا المعلمه لواحظ المر و لا نسيتو يا شويه حوش !
لم تستطع نساء العنبر بلع اﻻهانه من فمها من جديد فاقتربت احداهن و كانت قديما تُعد ذراعها اليمنى و لكنها تخلت عنها بحضور نور فاصرت اﻻمر فى نفسها و رددت بضيق
_ اسمعى يا لواحظ … الشغل القديم ده عدى وقته ، دلوقتى الكلمه هنا كلمتى انا و انا هنا المعلمه و انتى تقعدى تحت رجلى .. فاهمه و ﻻ ﻻ ؟
نظرت لها مدهوشه منها فاقتربت منها تنظر لها بنظرات مغلوله و رددت بحده
_ مبقاش اﻻ انتى يا …
قاطعتها السجينه بضربه خفيفه من شفره حلاقه اعلى صدغها جعلتها تنزف بغزاره على الفور فصرخت تطلب النجده فهرعت السجانه سماح اليها و اخذتها الرعايه .
ضمد الطبيب جرحها فرددت بتوسل
_ ابوس ايدك يا دكتور خلينى يوم و ﻻ اتنين فى الرعايه ، احسن الحوش دول ناويين على موتى .
اجابها الطبيب بعمليه
_ حالتك مستدعيش انك تقعدى فى الرعايه و …
قاطعته متوسله
_ طيب يوم واحد بس .
زفر بضيق و ردد
_ طيب ، بكره الصبح ترجعى العنبر بتاعك انا مش عايز وجع دماغ .
بالفعل مكثت بالرعايه فتفاجئت بها نور و هى تدلف بخطوات واثقه و متباهيه و رددت بصوت غاضب
_ حضره الظابط نور … يا اهلا يا اهلا .
لم تعيرها اهتماماً فظلت على حالتها تستثيرها بحديثها هاتفه
_ سمعت انك قتلتى المعلم الحرش ؟ تفتكرى رجالته و ﻻ مراته هيسيبوكى ؟ حتى لو استخبيتى فين ؟ ده ولاده رجاله كبار و ياكلو الزلط و تاره هياخدوه منك باى شكل .
لم تهتم و ادارت وجهها للجانب اﻻخر فاقتربت منها و انحنت تهمس لها باذنها
_ و زى ما عرفت اخد حقى من المعاون و مراته هاخد حقى منك و بكره تشوفى .
لاحت ابتسامه ساخره اعلى شفتها و رددت بسخريه
_ و انا مستنياكى تجيبى اخر ما عندك يا لواحظ .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف وائل بعد ان استأذن السكرتيره بالدخول فسمحت له و ردد باحترام
_ شهاب بيه ، ازيك ؟
نظر له بامتعاض و اشار له بالجلوس و امسك علبه سيجاره الكوبى و اشار بها لوئل هاتفا بغرور
_ تدخن ؟
اماء موافقا و ردد
_ و ماله ميضرش .
سأله بحيره
_ خير يا حضره الظابط ؟
ردد وائل بجديه
_ بص يا شهاب بيه ، انا مش هلف و ادور … انا عايز اتفق معاك على ديل كويس هنستفاد منه كلنا .
نظراته المتعجبه و الغير مصدقه وصلت لوائل فابتسم بتصنع و حاول ان يتحدث بعمليه و جديه اكبر فردد
_ الواحد مننا بيفضل شغال طول عمره و ممكن يموت و هو فى الخدمه و فى اﻻخر معاشه ممكن ميقضيش عياله .
ردد شهاب بحزم
_ ادخل فى الموضوع على طول .
اماء مرددا
_ طيب اولا لو عايزنى احرق كل المستندات اللى معايا و بتدينك انا مستعد بس كله بتمنه .
اراح ظهره على المقعد و وضع قدم فوق اﻻخرى و ردد بثقه
_ مستندات ايه و ادانه ايه اللى بتتكلم عنها ؟
اجابه ببسمه ساخره
_ لااا … خلينا نلعب على المكشوف عشان نوصل لحل يرضينا احنا اﻻتنين .
وقف مكانه و خلع سترته و اخرج هاتفه و قام بغلقه و ردد و هو يدور حول نفسه
_ متخافش … مش بسجلك و ﻻ دى خطه عشان اوقعك بيها ، بس كل الحكايه انى عايز أامن مستقبل ولادى .
نظر له شهاب بحيره و انتظره يُكمل حديثه هاتفا
_ و عايز اﻻمان لسيف و مراته .
انتفض من مكانه و ردد يسأله
_ ايه ؟
تدارك نفسه فصمت ليبتسم وائل هاتفا بتوضيح
_ ايوه يا شهاب بيه … عايشين و دى كانت خطه من البوليس ، بس الراجل عايز يعيش من غير خوف و انا عايز أامن مستقبلى فجيتلك و جبتهالك على بلاطه .
قاده غروره بنفسه ان يتحدث باريحيه هاتفا
_ يعنى المعاون و دارين عايشين ؟
تعجب من نطقه اسمها بكل ذلك الشجن الذى غلف نبرته فردد ببسمه مقتضبه
_ ايوه و زى ما قلتلك ، عايزين اﻻمان .
سأله شهاب
_ انا هستفاد ايه من الديل ده ؟
اجابه وائل بحرفيه
_ المستندات اللى معايا من ناصر اعتبرها بح … و انا لو كنت عايز استخدمها كنت استخدمتها من ساعتها بس انا شايف اننا نتفق افضل .
سأله بخبث
_ و المستندات دى فيها ايه ؟ مش يمكن اللى فيها ميهمنيش فى حاجه ؟
اجابه بعد ان جمد نظراته ليوحى له انه يتحدث بثقه
_ لو مفيهاش حاجه مكنتش جيتلك بكل ثقه بطلب منك اللى بطلبه ده .
تمعن النظر بلامحه الواثقه و زم شفتيه هاتفا بضيق
_ موافق بس بشرط !
تعجب وائل فتجهمت ملامحه و ردد بحده
_ احنا بنتفق على ديل ما بينا يا شهاب بيه ، مفيش مجال لحد يحط شروطه … الموضوع خد و هات .
اماء معقبا
_ ده بالنسبه لك ، خد الفلوس و هات المستندات ، انما بالنسبه للمعاون !!
صمت ليزيد اﻻمر اثاره فاندهش وائل و لم يفهم مقصده فردد اﻻخر بوقاحه
_ انتو اكيد عارفين انا عايز منه ايه ؟
لم يعقب و انعقد جبينه و ابتلع لعابه بغصه مؤلمه و هو يستمع للاول يردد
_ حياته قصاد تنفيذ اللى انا عايزه و غير كده مفيش .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ايام حتى استطاع سيف ان ينهى جميع اﻻوراق العالقه حتى يعود لمنزله و لعمله و فور ان دلف منزله برفقه زوجته و عائلتيهما احتضنهما الجميع بلهفه حقيقيه و شوق جارف فربت سيف على ظهر اخته التى بكت فرحا بالرغم من علمها انه على قيد الحياه و لكن رؤيته امامها بشحمه و لحمه جعلت عواطفها تثار فبكت بحرقه .
ردد يواسيها
_ خلاص يا ساره عدت على خير .
سأل طلعت باهتمام
_راجع الشغل امتى ؟
اجابه سيف
_ بكره هعدى على المأمور و اشوف هيرجعنى امتى ؟
ردد طلعت بحب
_ على خير يا بنى .
لم يعلم ان كل تلك المده كان وائل يحاول جاهداً ان يثنيه عن الظهور لما سمعه من تصميم شهاب على امتلاك زوجته و لكنه علم إن ما اخبره فقد يتهور و يتوعد له بالقتل ربما ، و لكن اصرار اﻻخير على العوده لمنزله و لعمله جعله يتخذ قراره بالتحدث مع زوجته بالخفاء و محاوله تجنيدها لصفه فانتهز فرصه تجمع العائلتين بمنزل الزوجيه و احضر زوجته بحجه الترحيب بعودتهما .
تحين الفرصه حتى وجدها تقف بمفردها تضع اﻻكواب الفارغه بجلايه اﻻطباق فدلف للمطبخ بعد ان تنحنح و ردد بصوت حرج
_ اسف … ممكن كوبايه ميه ؟
ابتسمت له برقه و ناولته الكوب فاقترب منها و همس لها محذرا
_ ﻻزم اقابلك بعيد عن سيف ، الموضوع يخص حياته .
لمعت عينها فور ان استمعت لتلك الكلمات تخرج من فمه فنظرت له بوجل فردد و هو يمد ساعده بكارته الخاص هاتفا
_ اول ما ينزل كلمينى عشان نتفق هقابلك ازاى !
ترددت هل تأخذ منه الكارت الخاص به ام لا و لكنه اصر عليها هاتفا بتحفيز
_ خدى الكارت و كلمينى عشان حياه سيف فى خطر .
لم تتردد لحظه بعد ان استمعت لحديثه و خبأته بجيب سروالها و عادت ترحب بضيوفها تحاول رسم بسمه مزيفه على محياها بعد ان تملك منها الخوف و الرهبه .
استمع سيف لجمال و هو يخبره بما دار اثناء غيابهما و ما حدث من ابنه خاله فصر على اسنانه بالغيظ و ردد
_ ازاى الوضع وصل بيها لحد هنا ؟
ردد جمال بحده
_ دى بنى ادمه مش سويه ، و كان باين عليها من وقت السبوع بتاعكم … لكن محدش كان ممكن يصدق الجنان اللى عملته وقت العزا .
اطرق رأسه لاسفل بخزى و ردد بحزن
_ خالى راجل محترم و ميستاهلش انه يتبهدل على ايديها البهدله دى و الغلط كله على امها اللى عارفه كل بلاويها و مش بتحاول تقوم سلوكها .
ربت جمال على كتفه هاتفا
_ المهم تاخد بالك من شرها عشان متنجحش انها تأذيكم زى ما عملت زمان مع مراتك و بنتك اللى يرحمهم .
ابتسم سيف بمرار و ردد بتأكيد
_ اﻻكيد ان لو هيا عملت عمل بالفراق فمستحيل حد يقدر يجيب اجل بنى ادم اﻻ باذن ربنا ، و مستحيل اصدق انهم ماتو عشان العمل و الكلام الفارغ ده … ده كان قضاء و قدر و اجلهم و انا انسان مؤمن بربنا و بقضاءه .
ردد جمال بهدوء
_ و نعم بالله ، بس الواحد بيقول حرس و لا تخون .
اماء مؤيدا حديثه و ردد بينه و بين نفسه
_ احرص من مين و ﻻ مين بس ؟ ده الدنيا كله واقفه ضدى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ صباحا على قبله حنون من عشقه و غرامه المتيمه به فابتسم لها و هو يسمعها تردد
_ مش هتقوم تروح الشغل ؟ مش قلتلى عايز تصحى بدرى ؟
اجابها و هى يفرك عينه بخمول
_ الواحد بقا كسلان كده ليه ؟
اجابته متصنعه الابتسام
_ عشان اتعودت على السهر و مبقتش تنام كل يوم قبل الفجر ، بس لما ترجع الشغل نومك هيرجع يتظبط .
اعتدل بجسلته و ردد بعبث
_ و انا يعنى سهران كل يوم لوش الفجر بلعب مثلا ؟
ضحكت برقه و رددت
_ لا ابدا … ده انت بتفضل تشتغل لوش الفجر .
سحبها بقوه و القى بها على الفراش و قبلها قبله شغوفه و ردد يلهث باثاره
_ و هو اللى انا بعمله ده شغل و لا مش شغل يا متعلمين يا بتوع المدارس ؟
دفعته بصدره و رددت بحده طفيفه
_ طيب قوم بقا .
ارادت منه ان ينزل حتى تستطيع ان تخرج لمقابله وائل و التحدث معه بشأن امانه و لكنه فاجئها بطلبه
_ البسى انتى كمان عشان تيجى معايا .
نظرت له بحيره و تسائلت
_ اجى معاك فين ؟
اجابها على الفور كمن يقرر
_ السجن … هخلص مع المأمور و اخدك نتغدا بره .
تلبكت و تلعثمت فظن انها لا تريد الذهاب لذلك المكان الكريهه فردد بدعم
_ متخافيش ، انا معاكى و عايز احول كل ذكرى وحشه ليكى فى المكان ده لذكرى تانيه حلوه متنسيهاش عمرك كله .
ضحكت بسخريه و رددت بسخافه
_ يا سلام … و هتعملها ازاى بقا ان شاء الله ؟
غمز لها بطرف عينه و ردد بالفاظ موحيه
_ هسيب بصمه لينا على جدارن السجن و اكتب عليها … هنا بث سيف عشقه لحبيبته دارين غير عابئا بالجميع .
ضحكت و ضحكت و حاولت التحجج و لكنه اصر قائلا
_ يلا بقا يا ديدو بطلى غلاسه ، و الله نفسى اغير جو و بدل ما ابوسك هنا ابوسك هناك فى مكتبى .
تحركت من امامه متذمره و هى تهز رأسها على افعاله مردده
_ مش ممكن ، مفيش راجل حياته كلها بوس و بس .
قاطعها بمزاح صائحا
_ بوس بس؟ و الباقى ده ايه ؟
اغلقت الباب بوجهه هاتفه بتذمر
_ قليل اﻻدب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تحركت معه بخطوات ثقيله لداخل اسوار السجن و الجميع يرحب بهما متمنيين لهما الصحه و السلامه و لكنها كلما نظرت هنا او هناك تذكرت مأساتها بذلك المكان فاحكمت قبضتها على ذراعه ليخلل اصابعه بخاصتها ليدعمها و دلف مكتبه و ردد بجديه
_ استنينى هنا على ما اروح اكلم المأمور و ارجعلك .
تمسكت به اكثر و هتفت برجاء
_ لا انا خايفه ، متسبنيش لوحدى .
ابتسم لها و ربت على كتفها هاتفا بتأكيد
_ مش هتأخر … خمس دقايق .
تركها و خرج لتسلم مهام عمله و عاد ليجد عماد واقفا معها يرحب بها فاقترب منه و احتضنه و ردد
_ حمد الله على السلامه يا سيف .
اجابه بحب
_ الله يسلمك يا عماد .
لم يستمع لباقى حديثه حيث دلفت فتحيه تردد بذعر
_ الحقنى يا عماد بيه !
رفع حاجبه و ردد بضيق
_ فى ايه يا فتحيه ؟
اجابته و هى تنظر لسيف و دارين بتركيز
_ لواحظ مكتفه نور و حاطه المشرط على رقبتها و بتهدد بقتلها .
لمعت عين سيف و بدء بالتحرك للخارج و هو يستمع لفتحيه تكمل
_ و عايزه سيف باشا و الست دارين يروحو لحد عندها عشان تسيبها و الا هتموتها .
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
اتعلم ما هو اﻻمر الذى يجعل اﻻنسان يفقد شغفه بالحياه ؟ يفقد رغبته باﻻستمرار و تقبل اخطاء نفسه و اخطاء اﻻخرين من حوله و يتحول لشخص بغيض يكره كل من حوله بل و يكره الحياه ذاتها !!
ذلك الشيئ هو اليأس … فان شعر اﻻنسان باليأس تخلى عن كل ما يملكه من آمال و احلام و ربما تمسكه بالحياه يقل تدريجيا حتى يصبح جسد بلا روح و ربما يؤدى كرهه للحياه لارتكاب مزيد من اﻻخطاء التى تجعله عرضه لاذيه نفسه و اذيه من حوله .
هرع سيف بعد ان استمع للحارسه و اتبعته دارين بلهفه بالرغم من غيرتها من نور اﻻ ان كرهها للواحظ جعلها تهرع وراءه لتحاول انقاذ تلك المسكينه التى وقعت تحت براثنها .
دلف سيف لمكان التريض فوجدها تقف بنهايته تستند الى احد الحوائط و تضع شفره الحلاقه على عنق نور و هى تحكم قبضتها على جسدها و تهدد اى ما كان بقتلها ان ما حاولوا اﻻقتراب منها .
فور ان رأته ابتسمت بسمه صفراء و رددت بصياح عالٍ
_ اول ما سمعت انك عايش و عرفت انك جيت قولت لازم اشوفك بنفسى يا يا باشا .
نظر لها بهدوء و تمعن النظر بنور الساكنه بين يديها و كأنها تخشى على حياتها منها فردد بمهادنه
_ انا اهو يا لواحظ .. عايزه ايه ؟
ردت عليه بنبره جامده خاليه من الشعور
_ عايزه اقبض روحك بايديا .
ابتسم بهدوء و اماء موافقا و ردد بتأكيد
_ انا قدامك … سيبى نور و اتعاملى معايا انا .
ضحكت بسخريه و كركت بانهيار و كأنها استمعت لفكهاهى اطلق دعابه مضحكه و رددت تؤكد
_ انت فاكرنى هفيه و لا غبيه يا باشا ؟ عايزنى اسيبها عشان اتحبس ؟ لااااا انا يا قاتل يا مقتول .
اقتربت دارين منه و امسكته من راحته فانتبه لها و نظر لها بحده هاتفا بصوت هامس و لكنه مسموع
_ ايه اللى جابك ورايا ؟
خرج صوت لواحظ العالى مرددا
_ اهلا اهلا بالست دارين ، السبب اﻻساسى لكل اللى انا فيه .
رمقتها دارين بنظرات كارهه و غاضبه و هتفت بحده
_ انتى عدوة نفسك يا لواحظ و عداوتك مع الناس هى اللى وصلتلك للى انتى فيه .
ابتلعت لعابها بقلق عندما وجدتها تتحرك للخلف اكثر ضاغطه بيدها على عنق تلك المحاطه بأذرعها الغليظه و تضغط اكثر بسلاح الشفره على عنقها و رددت بتحذير
_ انا خسرت كل حاجه و مبقاش عندى حاجه اخاف عليها و هاخد روح كل اللى اذانى و اولهم حضره الظابط دى .
اشارت بعينها لنور و بدءت بنحر عنقها بحركه سريعه جعلت سيف يصرخ بغضب اهوج
_ نووووور .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى تلك اﻻثناء دلفت قوات الشرطه برفقه وائل لحيز السجن حتى يقيم الوضع بعد ان طلب المأمور مساعدتهم لحل اﻻزمه فهرع وائل على صوت صراخ سيف ليجد المشهد المروع امامه .
صرخت دارين هى اﻻخرى عندما وجدت يد لواحظ الملطخه بدماء نور و دوى طلقه عاليه اخترق اذنها فوجدتهما اﻻثنان على اﻻرض .
نور مسجاه على وجهها و لواحظ تتسطح بجسدها فوقها تماما فهرع كل من وائل و سيف ناحيتهما و رفعا جسد لواحظ ليجدا نور تسعل بشده و هى تمسك عنقها الشبه منحور و الدماء تخرج منه فوضع سيف قبضته على مكان جرحها و ضغط عليه و هو يصرخ
_ الدكتور بسرعه .
نظر لها و طمأنها
متخافيش ، انتى كويسه .
ابتلعت لعابها بصعوبه و لكن لم تختفى ابتسامتها من على وجهها و هى تنظر له بامتنان و رددت بصوت مبحوح
_ اظن انا قدمت رسالتى على اكمل وجه يا فندم ؟
اماء و هى ﻻ تزال باحضانه و هو ممسك بعنقها ليمنع تدفق الدماء منه و ردد بتأكيد
_ و عملتى اكتر من المطلوب منك كمان يا نور …. بس فاضل حاجه واحده عايزك تعمليها عشانى .
ابتسمت بألم و سألته
_ ايه هى ؟ انا تحت امرك .
اجابها و هو يحاول كتم غصه بكاءه
_ تتمسكى بالحياه ، متستسلميش .
اقترب الطبيب و معه المسعفون و بدءوا باسعافها و نقلها لمشفى السجن القريب و كان عماد قد نزل لتوه و اقترب منها هاتفا بحزن
_ كان لازم ابقا اسرع من كده .
ابتسمت له و هتفت بصوتها المتعب
_ كفايه انك عملت اللى عليك و خلصت الناس من شرورها .
ربت على شعرها و انحنى مقربا فمه من اذنها و هتف
_ قاومى عشان خاطرى يا نور … انا اول مره احس انى عايز اقرب من انسانه بالشكل ده … اوعى تضعفى .
تحركت النقاله بها باتجاه المشفى و اقترب سيف من جسد لواحظ التى فارقت الحياه فوجد طلقه بمنتصف جبهتها كان قد اطلقها عماد بسلاحه عندما تابع ما يحدث من نافذه مكتبه .
كان واقفا يتابع ما يحدث و رأته نور و هو يقوم بتجهيز سلاحه إن ما حاولت قتلها و ابتسمت له لتعطيه الثقه بنفسه لاتمام مهمته و فور ان بدءت لواحظ بتحريك يدها لنحر عنقها استطاع ان يصوب تجاه رأسها بدقه بعد ان انحنت نور للامام قليلا من اثر الجرح الغائر بعنقها فاتاحت الفرصه ليصوب تجاه لواحظ التى كانت تختبئ خلف جسد نور كليا فتنطلق الطلقه و تستقر برأسها تقتلها على الفور .
ارتمت دارين باحضان سيف تبكى بخوف بعد ان رأت دماءها المتناثره على وجهها و وجه زوجها و على الحائط فلم تتمالك نفسها و بكت حتى ربت عليها و حاول تهدئتها هاتفا بطمأنه
_ اهدى … خلاص ، عدت .
نظر لرفيقه الواقف يبدو عليه القلق فاقترب منه و ردد بهدوء
_ روح لها يا عماد و انا هفضل هنا اباشر التحقيق .
ابتلع عماد لعابه بحرج و هتف متسائلا
_ مش انت حاسس بيا ؟ كنت فى موقفى ده قبل كده !
اماء برأسه و ربت على ذراعه يدعمه بروح طيبه و ردد
_ نور قويه و هتعدى منها … روح لها و متخافش .
بالفعل اتجه عماد بسيارته تجاه مشفى السجن بعد ان احضر ملفها معه و التفت سيف لوائل الذى بدء بمباشره التحقيقات برفقه باقى الضباط فاقترب منه سيف هامسا
_ مين اللى هيمسك التحقيق ده ؟
اجابه وائل
_ المأمور هو اللى هيحدد .
تنهد عميقا و ردد بحزن
_ ربنا يقومها بالسلامه ، البنت دى غلبانه و امها ملهاش غيرها .
ايد قوله و سأله بحيره
_ هو فى حاجه بينها و بين عماد ؟
اماء رافضا و اجاب
_ لا … بس انا اخدت بالى من اهتمامه بيها و باخبارها و حسيت ان جواه حاجه من ناحيتها بس الظاهر ان كلنا لازم نتحط اﻻول فى اختبار صعب يهددنا بفقدهم عشان نتكلم و نخرج اللى جوانا .
شعر وائل بالحزن على حال رفيقيه فابتسم بمرار و ردد بضيق
_ صعب احساس الخوف اللى كلنا عايشين فيه طول الوقت ده ، خوف من الموت و نسيب ورانا ناس حزينه و تعبانه من فراقنا و خوف من اننا نفقد اقرب الناس لينا .
ابتسم سيف و قد تغيرت نظره الحزن بعينه لاسى و الم و وجع على فراق من احب و ردد
_ اللى جرب بيكون اكتر واحد فاهم و حاسس .
التفت فوجد السجانه فتحيه تمسك خرطوم مياه توجهه لدارين و تغسل اﻻخرى وجهها و يدها من قطرات الدماء التى لطخت وجهها فالتفت مره اخرى لرفيقه و ردد بحسم
_ انت وجودك هنا ملوش داعى ، انا بقول تاخد دارين توصلها البيت و انا لما اخلص ابقا اروحلها .
اماء موافقا باستحسان للفكره فهى فرصه جيده للتحدث معها بامر شهاب البدراوى و الخطه التى يريد تنفيذها بعيدا عن سيف المتهور و الذى لن يوافق عليها بالتأكيد .
اقترب سيف منها و ردد بصوته الذى يشفى جروح قلبها
_ دارين .
التفتت بعيون باكيه فامسك راحتها برقه و قبلها قبله دافئه على كفها و ردد بصوت منخفض حتى لا تستمع له القوات و الحراسات المحيطه به
_ حبيبتى … روحى مع وائل يوصلك لبيت اهلك ، و انا هخلص هنا و اجيلك .
ظلت تبكى و تستنشق ماء انفها فربت على ظهرها يواسيها هاتفا بمزاح
_ بتعيطى ليه بس ؟ مش انتى بتغيرى من نور ؟
اجابته بحده
_ فاقوم اتبسط من اذيتها يعنى ؟
ابتسم و ردد بهدوء
_ متخافيش عليها الجرح يبان خطير بس مش نافذ و هتبقا كويسه ان شاء الله .
تركها لتذهب برفقه صديقه فدلفت سيارته و قادها خارج اسوار السجن
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قاد سيارته على سرعه بطيئه و هو يحتسب اﻻمر برأسه و اتخذ قراره فأوقف السياره و التفت لها هاتفا بدون مقدمات
_ حياه سيف فى خطر و انتى الوحيده اللى ممكن تنقذيه .
فزعت من حديثه و تلعثمت قليلا و هى تردد
_ ازاااى .. ايه اللى حصل ؟
اجابها و هو يعيد تشغيل السياره هاتفا
_ خلينا نقعد فى مكان نتكلم باستفاضه اكتر .
لم تعقب عليه و انصاعت لطلبه فما نتحدث عنه هو حياه قلبها النابض و قطعه من روحها .
وصل لاحد المقاهى الحديثه فدلفا و جلسا معا ليستهل حديثه هاتفا
_ شهاب البدراوى .
لمعت عينها و استطردت
_ لسه حاططنى فى دماغه ؟
اماء مؤكدا و اعقب
_ و لاول مره فكره سيف تيجى بنتيجه عكسيه ، قلتله استنى شويه و متظهرش دلوقتى لحد ما نقدر نمسك عليه مستندات تسجنه ، لكن هو كان مستعجل عشان يرجع لحياته الطبيعيه .
هتفت بحزن
_ انا اللى كنت بزن عليه عشان نرجع لحياتنا ، انت مش متخيل الحياه بالطريقه دى صعبه قد ايه ؟
بكت فشعر بالحزن على حالها و ردد بيقين
_ انا عارف انك مريتى بظروف قاسيه و مش اى واحده تستحمل اللى انتى شوفتيه ، بس احنا دلوقتى قدام واحد معندوش قلب و عنده استعداد يعمل اى حاجه فى سبيل انه يوصل لهدفه .
صمت فاكملت هى
_ و هدفه هو انا مش كده ؟ نفسى اعرف عايز منى ايه ؟
اجابها بحرج
_ عايزك … عايز يقضى معاكى ليله .
لمعت عينها بالدهشه من حديثه الفج فحاول توضيح اﻻمر
_ الراجل ده عنده شبكه كبيره تابعه ليه و واضح انه مريض بالحكايه دى لاصراره عليكى بالشكل ده … عشان كده انا عارف و متأكد انى لو قلت لسيف على المعلومات اللى عندى هيتهور و ممكن يخسر حياته و يا ريته لو عمل كده هييجى بفايده .
تنهدت عميقا و زفرت انفاسها الغاضبه ببطئ و رددت
_ طيب انا ايه المطلوب منى ؟
اجاب مؤكدا
_ اول و اهم حاجه ان اى تفاهم بينى و بينك يكون بعيد عن سيف ، يعنى ميعرفش عنه حاجه .
اماءت موافقه فاعقب يوضح
_ و تانى حاجه لازم تعرفيها انى هحاول احميكى على قد ما اقدر و مش هسيب حاجه تأذيكى بس عايزك قويه عشان تقدرى تنفذى اللى مطلوب منك .
مسحت براحتيها على وجهها و هى تستمع له يكمل
_ هو عايزك مقابل حياه سيف و انا عايز المستندات اللى عنده عشان اقدر اسجنه و ابعده عن طريقكم ، يبقا الحل اننا نوهمه انك هتنفذى طلبه و بمساعدتى انا و الرجاله اللى شغالين معاه و بيساعدونى هنقدر نوصل لمعلومات تلف حبل المشنقه على رقبته .
سألته بتوتر
_ ايوه بس انا هعمل ده ازاى ؟ انا مستحيل اسمح لحد انه …
قاطعها على الفور
_ و لا انا ممكن اسمح لاى حاجه تحصل لك ، انا هبقا معاكى خطوه بخطوه عشان اقدر اقبض عليه بس ده مش هيتم اﻻ بمساعدتك .
لم تفهم و لم تعى ما يريده فسألته بحيره
_ ايوه يعنى افرض اتهجم عليا هتعملى ايه انت ساعتها ؟
حاول طمئنتها و ردد بمهادنه
_ قلتلك متخافيش ، و النوع ده من الرجاله مبيحبش الغصب هو عايزك تروحيله بمزاجك و بموافقتك و انا هستغل النقطه دى انك تطلبى منه وقت لحد ما تقدرى تنفذى طلبه و هو زكى و هيفهم ان اى ست شريفه مش بالساهل تقبل الوضع ده فهيستنى عليكى و مقابله و التانيه و الثالثه هيبدء يطمن لك و ساعتها هنفذ خطتنا .
لم تحبذ ابدا افكاره فبدايه من تخبئتها اﻻمر على زوجها و هو ما يمكن ان يوقعها بمشاكل جمه ما ان علم بعد انتهاء اﻻمر مروراً بخروجها المتكرر و اللقاء بذلك المدعو شهاب قد يؤذيها ايضا و انتهاءاً بتأكدها ان امثال شهاب البدراوى لا تسرى القوانين عليهم كما تسرى على باقى البشر فإن تعلمت شيئا من قضيتها هى ان النفوذ و اﻻموال تستطيع ان تشترى راحه المرء بل و حريته و إن كانت لواحظ التى تعتير نكره مقارنه به قد استطاعت ان تؤرق حياتهما بهذا الشكل فقط بامتلاكها القليل من اﻻموال مقارنه به فما بال حالتها ان ما وقفت امام عملاق من عمالقه كبار رجال اﻻعمال ذوى النفوذ الكبير و الصفقات المشبوهه بملايين الدولارات .
تنهدت بحيره و تركت العنان لافكارها بالتحرك برأسها و هى تستمع لخطته التى رأت انها ساذجه و ﻻ تنطوى على طفل بعمر السادسه و لكن لا بيدها حيله و لا بد لها من المحاوله حتى تحمى نبضات قلبها العاشقه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد لمنزله مساءا بعد ان علم منها وجودها بمنزل الزوجيه و رفضها الذهاب لوالدها فدلف بخطوات متعجله ليطمأن عليها فوجدها تقف بمنتصف الصاله و تضيئ الشموع بكل ركن من اركان المنزل و رائحه الطعام الشهى تخرج من المطبخ فابتسم و ردد بمشاكسه
_ ايوه بقا ، هو ده الجواز … نفسى من ساعه ما اتجوزنا اعيش يومين طبيعين بين اى راجل و مراته .
احتضنته بقوه و دفنت نفسها داخل صدره و رددت بصوت مكتوم من اثر دفنها لرأسها بصدره
_ طمنى على نور .
ابعدها عنه و تفرس ملامحا التى يعشقها حد اللعنه و قبلها قبله خاطفه و اجاب
_ لسه فى العنايه المركزه ، بس حالتها مستقره .
سألت بإطناب
_ و لواحظ ؟
امتعض وجه على الفور من سيرتها العكره التى تعكر صفو حياته و اجابها
_ غارت فى داهيه ، و لسه التحقيق شغال و عماد موقوف عن العمل لحين التحقيق معاه .
تعجبت و سألته بضيق
_ موقوف ليه ؟ ده كان …
قاطعها مفسرا
_ دى اﻻجراءات يا ديدو … لازم يتحقق معاه لحد ما يثبت انه كان دفاع عن النفس او عن الغير و طبعا كل الشهود من المساجين و الحراس هتشهد بكده بس هى اجراءات و روتين لازم يتعمل .
تنفس عميقا و سألها بمشاكسه
_ بس ايه الريحه الحلوه ده ؟
ظنت انه مبهور برائحه عطرها فسألته بدلال
_ عجبك ؟
ضحك و تحرك للامام و ردد بمشاكسه
_ اوى .
اقتربت منه و ارتفعت على اطراف اصابعها و تعلقت برقبته هاتفه باثاره
_ انت اللى جايبهولى .
فهم انها تظنه يتحدث عن عطرها فتلاعب معها
_ انا بتكلم عن ريحه اﻻكل يا مولاتى .
امتعض وجهها و زمت شفتيها كاﻻطفال فضحك عاليا و انحنى يلتقط شفتيها بقبله عميقه اججت مشاعرهما على حد سواء .
ابتعد عنها لحظه و همس لها بصوت خافت
_ طيب ايه ؟ ندخل جوه و ﻻ ناكل اﻻول ؟
ضحكت و رددت غامزه بطرف عينها
_ لا … ناكل اﻻول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نائم على مقعد و مسند قدميه على آخر امامه و رأسه تستند على كتفه بشكل غير مريح فاستيقظ على صوت رنين هاتفه الخافت الذى اخفض من صوته حتى لا يزعجها ، فاجاب ليجده سيف على الطرف اﻻخر هاتفا
_ طمنى يا عماد ، عامله ايه ؟
اجاب اﻻول بضيق
_ الحمد لله احسن كتير ، مامتها هنا معانا و انا كلمت المأمور عشان يسمح لنا نفضل جنبها .
حرك رأسه بحزن و هو يتذكر ما عاناه عندما كان هو بمكانه فابتسم بمرار و هو يرى حبيبته النائمه بجواره عاريه و جزء من اسفل بطنها يظهر من الغطاء و جرحها لا يزال واضحا به و ايضا لا تزال تعانى اﻻمرين عندما تأكل ليتذكر منذ لحظات اﻻصناف الكثيره التى اعدتها له و انتهى بها اﻻمر بإرتشاف طبق من الحساء اتبعته بكوب من اﻻعشاب المغليه .
تنهد بضيق و حزن و ردد
_ معلش يا عماد … الحمد لله على كل حال و برده هى ربنا وقف معاها .
زفر بضيق و هتف متذمرا
_ لواحظ مكانش فى حاجه هتوقفها غير كده و مع ذلك المأمور وقفنى عن العمل و حولنى للتحقيق !!
رد عليه موضحا
_ ما انت فاهم الروتين ، و بعدين متقلقش كلنا معاك و هنشهد باللى حصل .
تجهم وجهه و اربد بالغضب هادرا بحده و لكن بصوت خفيض
_ كانت تعدى يا سيف ، لكن المأمور حب يحّبكها .
حاول تهدئته معللا
_ المأمور حب يمشى قانونى و طالما مش هيضرك فى حاجه يبقا ايه اللى مزعلك بس ؟
اجاب بغضب
_ انا اتوقف ليه انا و يتحط الكلام ده فى ملفى ؟
ردد بمكر حتى يهدأ
_ اهى فرصه تبقا اجازه و تفضل جنب نور .
نظر لها على فراشها و ابتسم على الفور فشعر به رفيقه و ردد مشاكسا
_ بتحبها ؟
اجابه دون تفكير
_ الظاهر كده .
ضحك بفرحه و ردد
_ اديك لقيت سجينتك الحسناء انت كمان اهو ، ربنا يهون قضيتها و تعدى على خير و اتحرك بقا متفضلش مبلط فيها كده .
اماء و كأنه يراه مرددا باستحسان
_ هعمل كده على طول ، كفايه الوقت اللى الواحد ضيعه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظرته ان يذهب لعمله و هاتفت رفيقه على الفور و هى تشعر بالضيق و التردد و لكنها حقا ليس بيدها حل آخر فرد عليها
_ انا اخدتلك منه ميعاد ، هتقابليه فى مكتبه و فى اﻻول عشان يثق فينا مش هينفع احط سماعات عشان اسمعكم لانه اكيد هياخد حذره .
ابتلعت بخوف و رددت
_ ربنا يستر .
ذهبت برفقته لمكتب شهاب البدراوى الذى فور ان رأها امامه بواقعا و ليس حلماً من احلام يقظته لم يتمالك نفسه فاتسعت ابتسامته على الفور و وقف من مكانه متجها ناحيتها يمد ساعده ليصافحها بحراره و لهفه مرددا
_ يا اهلا يا اهلا … نورتى مكتبى و شركتى و حياتى كلها .
اطرقت رأسها لاسفل و جلست امامه على المقعد فنظر لوائل و ردد بغلظه
_ اظن دورك خلص لحد هنا يا حضره الظابط ؟
تنفس اﻻخر بغل محاولا اخفاء غضبه و ابتسم بسمه مصطنعه و انحنى برأسه يحيه و غادر لترتبك دارين و تضم يديها امام ركبتيها فلاحظ شهاب توترها و خوفها فاقترب منها و جلس امامها يبتسم لها و هتف بنبره متغزله
_ ايه الجمال ده بس !! انتى فى الحقيقه احلى بكتير .
ابتلعت برهبه و قضمت شفتها السفلى بتوتر فردد بمهادنه
_ انا مش عايزك تخافى منى … لانى عمرى ما هأذيكى .
تعجبت و رفعت وجهها تنظر له بدهشه و هتفت بتلعثم واضح على صوتها
_ إازاى بتقول كده .. و انت عايز.. ؟
قاطعها على الفور مقتربا اكثر منها بجسده و ردد بتأكيد
_ انا مش عايز أاذيه يا دارين ، انا عايزك و هو واقف فى طريقى .
حاولت التحدث فهتفت
_ بس …
عاد لمقاطعتها هاتفا باصرار
_ انا هخليكى ملكه ، كل اللى نفسك فيه هعملهولك و الفلوس دى هتبقا تحت رجليكى .
استجمعت شجاعه زائفه و رددت بحده
_ و ده هيكون مقابل ايه ؟
اجابها على الفور دون تفكير
_ تكونى ليا و بتاعتى ، انا عمر ما فى واحده قدرت تشغل بالى و تفكيرى زيك .
رمقته بنظره لم يفهمها فسألها
_ بتبصيلى كده ليه ؟
اجابته بضيق
_ عشان مش فهماك ، ازاى بتقول مش هتأذينى و فى نفس الوقت عايز تقتل جوزى ؟
انتفض من مكانه واقفا و ردد بصوت حاد
_ انا مش بحب اعيد كلامى اكتر من مره ، بس ليكى انتى فى استثناء عشان كده هتكلم و افهمك طلبى للمره اﻻخيره .
عاد للجلوس امامها و انحنى بجذعه للامام قليلا حتى يصب كامل تركيزه على ملامحها و ردد
_ انا عايزك ليا ، و انا عمرى ما عوزت حاجه و مأخدتهاش بأى طريقه ، بس لكل قاعده شواذ و عشان كده هسيبلك حريه اﻻختيار فى انك تختارى نوع العلاقه اللى هتجمعنا ببعض .
لم تفهم مقصده فنظرت له بفضول فاستطرد يوضح
_ يعنى لو عايزه الحكايه تبقا سر بينا و انا و انتى نبقا مع بعض بمصلحه خد و هات انا موافق .
ظلت تنظر له بتجهم و هو يشرح لها باستفاضه
_ كل اما اعوزك اطلبك و كل مره بتمنها .
هنا صرخت بغضب
_ انت فاكرنى واحده من الشارع عشان تعرض عليا العرض ده ؟ انا ست محترمه و ….
قاطعها
_ انا عارف انك محترمه و مش من نوع الستات ده بس انا لسه مخلصتش كلامى .
رمقته بنظرات مطوله و هو يبتسم لها و يردد بتغزل
_ شكلك حلو اوى و انتى متعصبه .
اغلقت عينها باستلام و تنهدت منتظره سماعه فاعقب
_ لو مش حابه العرض اللى فات فقدامك عرض افضل بكتير ، و هو انك تطلقى منه و علاقتنا ببعض متبقاش سر .
عاد الوجوم وجهها فلم يهملها وقت للتفكير فى مغذى كلامه فوضح
_ يعنى تطلقى منه و نتجوز و ساعتها هتبقى مرات شهاب البدراوى من غير قيود و لا شروط .
صمتت و تحدثت بوهن
_ بس انا مش عايزه اتطلق و …
صمتت فابتسم بحنق و ردد بغل
_ محظوظ بيكى ابن ال***
سبه سبة نابيه فتضايقت و رددت برجاء
_ ما تسيبنا فى حالنا ، انا اتبهدلت اوى و ما صدقت لقيت اﻻنسان اللى …
عاد لمقاطعتها هاتفا بحزم
_ لو انا اللى كنت قابلتك فى ظروفك دى كان زمان مشاعرك دى كلها ليا انا ، انتى حبتيه عشان وقف جنبك فى ظروفك الوحشه و لو كنت انا مكانه فى الوقت ده كان زمانى مكانه فى قلبك .
وقف و استدار بجسده يوليها ظهره و ردد بصوت حاد
_ فوقى من اﻻوهام اللى انتى عيشاها و دورى على مصلحتك .
التفت و رمقها بنظره جامده تخوفت منها و من عيونه المحتقنه و هو يردد بحده
_ مصلحتك معايا انا ، عشان انا مبحبش اخسر و اللى الحاجه اللى مش ليا مبتكونش لغيرى … اعرفى النقطه دى كويس و حطيها حلقه فى ودنك .
وقفت امامه بدورها تردد بضيق
_ يعنى ايه الكلام ده ؟
ابتسم بثقه و ردد
_ يعنى لو مبقتيش ليا يا دارين مش هتكونى لغيرى ، اظن كلامى مفهوم ، قدامك مهله اسبوع عشان تقررى نوع العلاقه اللى عايزاها تربط بينا .
اشعل سيجاره الكوبى الضخم و عاد يتحدث بثقه و كأنه تذكر لتوه
_ و آه نسيت اقولك حاجه مهمه .
صمت ليزيد من اثاره الموقف اكثر و تحدث بهدوء و ثقه
_ اوعى تكونى مفكره إن دخل عليا الفيلم الهابط اللى عمله عليا حضره الظابط الشريف اللى عايز يضحك عليا و يفهمنى انه باع القضيه !! انا طاوعته و عملت نفسى مصدقه بس عشان اللحظه ده ، لحظه انك تكونى قدامى حقيقه مش فى الحلم و انا عارف كويس هقدر ازاى اقنعك بعيد عنهم و عن خططهم الهبله اللى متوقعش عيل صغير .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عادت للمنزل تجر اذيال الخيبه و هى تعلم بقراره نفسها انه معه الف حق بعدم ابتياع تلك الخطه الساذجه التى هى من صنع وائل لتلعن الف مره قبولها الذهاب لعرين ذلك الذئب المستعد لدفع الغالى و النفيس بل و فتح بحور دماء لا حصر لها فقط للنيل منها .
جلست على اﻻريكه امام التلفاز تمسك بجهاز التحكم عن بعد و تقلب بقنواته علها تلتهى به عن تفكيرها باحداث اليوم و لكن انتهى بها اﻻمر شارده عن واقعها تحاول التفكير فى حل معضلتها حتى غفت كما هى جالسه امام التلفاز .
لم تستمع لصوت دخول مفتاح الباب بمكانه و فتحه و دخول نبضات قلبها العاشق الذى رأها على هذا الحال فاقترب ببطئ مبتسماً و امسك جهاز التحكم و اغلق التلفاز و شمر عن ساعديه و انحنى يضع ذراع خلف ظهرها و اﻻخر اسفل ركبتيها و حملها متوجها لغرفه نومهما فتململت فى احضانه و حاوطت عنقه بذراعيها و دفنت رأسها باحضانه فابتسم و سحب رائحتها داخله لينتشى بقربها و عشقه لها .
انحنى مجددا ليضعها على الفراش فتحركت و فتحت اعينها ناظره له بولع ممزوج بحزن لم يعى سببه فقبل جبهتها و ردد بصوت حانى
_ كلمى نومك .
تمسكت بذراعه و سحبته اكثر ليلتصق بها و رددت باسى
_ خليك جنبى .
تمدد بجوارها بزيه العسكرى و سحبها داخل احضانه و مرر يديه على شعرها برقه و ردد هامسا
_ طيب نامى ، شكلك تعبان … مالك ؟
لم تستطيه كبح دموعها و عبراتها نزلت على وجنتيها فرفع وجهها بسبابته و تمعن النظر بها و سألها باهتمام
_ مالك ؟
حركت وجهها رافضه و عادت لدفن رأسها بصدره و هتفت بصوت مختنق
_ مفيش … خليك جنبى ، انا بحبك اوى .
ابتسم و ردد برومانسيه
_ و انا كمان بموت فيكى يا مولاتى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مرت ثلاثه ايام من المهله التى حددها لها ولم تجد حلاً لا للمماطله و لا لايجاد حل حتى انها لم تخبر وائل بما دار بينها و بينه لتأكدها انه فقط يريد استخدامها للقبض عليه و ليس لحل ازمتها هى و عشقها القابع بجسد سيف .
نزلت من منزلها تتمشى بالشوارع بدون هدف و لا وجهه حتى شعرت بالتعب و قررت الجلوس باحد المقاهى الحديثه لتناول مشروب يروى ظمأها .
شردت امامها بالفراغ و بكت بحرقه و هى لا تعلم ما العمل حتى استمعت لصوتاً مألوفاً لها يحدثها
_ داارين !! عامله ايه ؟
التفت برأسها لتجدها نيللى مهران التى احتضنتها على الفور و ربتت على ظهرها هاتفه بحزن
_ اتصدمت من خبر موتكم و اتصدمت اكتر لما عرفت انه خبر كاذب و مش فاهمه حاجه .
ابتسمت و اشارت لها بالجلوس فرأت نيللى الحزن و اﻻسى بعينها لتردد بحذر
_ مالك يا دارين ؟
معارك طاحنه دارت برأسها و لم تعرف ما يمكن فعله ؟ هل لها ان تقص عليها الامر علها تجد معها حل ام تظل بمفردها بتلك المعضله ؟
رأت نيللى ترددها و تخبطها فهتفت بحب
_ لو مش عايزه تتكلمى معايا فى خصوصياتك انا مقدره ده ، بس لازم تعرفى ان سيف بيحبك و كلنا شوفنا ده .
بالطبع هى ظنت وجود ما يؤرق حياتهما و ربما قد تشاجرا و لكنها اعقبت عليها هاتفه
_ مفيش راجل فى العالم ده كله زى سيف يا نيللى ، بس ..
صمتت و لم تكمل فحثتها الاخرى على المواصله و هتفت بحبور
_ كملى … يمكن اقدر اساعدك .
لم تنتظر اكثر و قصت لها بايجاز عن معضلتها فلمعت عين اﻻخرى و هى تستمع لها و رددت بدهشه
_ ايه اللى بتقوليه ده يا دارين ؟ و ناويه تعملى ايه ؟
رفعت كتفاها بمعنى لا تعلم فهتفت نيللى
_ طيب احنا لازم نفكر ، المهله قربت تخلص و اللى زى الراجل ده مبيهزرش .
بكت و احنت رأسها فحاولت اﻻخرى تهدئتها و رددت بعد طول تفكير
_ متخافيش ، انا و انتى هنلاقى حل بس لازم تكسبى وقت اطول .
رفعت وجهها الباكى و هتفت متسائله
_ اعمل ايه ؟
ردت عليها على الفور
_ روحيله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طلبت مقابلته فادخلها و البسمه ترتسم على وجهه و رحب بها بحفاوه فجلست متردده ترسم على وجهها الخجل المصطنع و هتفت
_ انا محتاجه وقت .
ضحك بصخب و ردد مكر
_ وقت !! وقت لحد ما تلاقى مخرج مش كده ؟
اجابته بتوضيح
_ انا مش هكدب عليكى ، انت كان معاك حق فى كل كلمه قلتها … و انا فعلا خايفه على سيف و انت عارف حقيقه مشاعرى ناحيته و لو عايزنى برضايا لازم تعرف حاجتين انه هيكون بالجواز مش باى حاجه تانيه و بشرط انك تبعد عن سيف نهائى و متأذيهوش .
نظر لها بنظرات متلهفه لسماع باقى حديثها و هى تردد بثقه غريبه
_ و عشان ده يحصل محتاجه وقت لانى مش هعرف ابعد عنه بسهوله و لازم اقنعه انى مبقتش عيزاه و نوصل للنهايه اللى انت عايزها و هى اﻻنفصال .
يتبع….
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ما المرأة الا الافق الذى تشرق منه شمس السعادة الى هذا الكون فتنير ظلمته و البريد الذى يحمل على يده نعمة الخالق الى المخلوق ، و الهواء المتردد الذى يهب الانسان حياته و قوته ، و المعراج الذى تعرج عليه النفوس من الملأ الادنى الى الملأ الاعالى ، و الرسول الالهى الذى يطالع المؤمن فى وجهه جمال الله و جلاله .
مصطفى لطفى المنفلوطى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نجحت بجذب انتباهه بزيها الشفاف و مساحيق التجميل التى اظهرت جمالها اكثر و اكثر ، فابتسم بسمه رقيقه و اقترب منها هاتفا بمحبه خالصه
_ الجمال عدى الكلام ….. ايه القمر ده ؟
ابتسمت بخجل مصطنع و سحبته للداخل و هى تشير بيدها تجاه مائده الطعام المجهزه بافضل و اشهى اﻻكلات و رددت
_ تعالى قبل اﻻكل ما يبرد .
رفع حاجبه بتعجب و سألها بحيره
_ انتى اللى عامله اﻻكل ؟ معقول !!
ضحكت بخفه و رددت ببسمه مشاكسه
_ من امتى و انا بطبخ يا سعد ؟ الخدامين طبعا اللى عاملينه .
ابتسم بسخريه و ردد بمشاكسه
_ آاااه قلتيلى ، انا افتكرت انهارده عيد و ﻻ حاجه !!
نظرت له بنظرات ممتعضه و هتفت محتده بالكلام
_ هو انا كنت ضحكت عليك و قلتلك بعرف اطبخ ؟ انت متجوزنى و عارف انى عمرى ما دخلت المطبخ … و بعدين انت اول مره تتكلم معايا فى الموضوع ده .
اقترب من كفها و انحنى بجذعه قليلا و قبل راحتها قبله حب و ردد
_ يا روحى انا بهزر معاكى متبقيش قفوشه .
ابتسمت له و بدءا بتناول الطعام معا و عقلها مشغول برفيقتها و ما قصته عليها فإنتبه سعد الدين لشرودها فردد باهتمام
_ مالك يا نيللى ؟
لم تسمعه من حده شرودها فأعاد عليها السؤال بعد ان جذب يدها لتنتبه له فرددت بحزن واضح
_ دارين و سيف صعبانين عليا اوى يا سعد ، مش ممكن اللى شافوه فى حياتهم … كأن العالم كله اتحد عشان يبهدلهم .
اماء مؤيدا و ردد
_ فعلا … اللى شافوه مش شويه ، بس اهو الحمد لله خلصو من لواحظ المر و شرها .
رفعت وجهها و هتفت تسأله بحيره
_ انت متعرفش حكايه اللى اسمه شهاب ده ؟
اجابها و هو يمضغ الطعام و يلوكه بنهم
_ عاارف … بس اعتقد ان موضوع الراجل ده خلص خلاص .
حركت رأسها بامتعاض رافضه تؤكد له
_ لا مخلصش و لسه بيطاردها و ناوى على الشر
تعجب لمعرفتها تلك التفاصيل الخاصه و التى يبدو انه لم يعلمها بالرغم من قربه من اصحاب الشأن و اتصاله الدائم بوائل فردد يسألها
_ انتى عرفتى منين ؟
اجابتها بدون تفكير
_ اتقابلت مع دارين امبارح بالصدفه و حالتها كانت صعبه اوى ، و حكت لى على حاجه .
وضع الشوكه بطبقه لتتعلق بها قطعه من اللحم و دسها بفمه و هتف و ﻻ تزال بقايا الطعام بفمه
_ ملهاش حل الحكايه دى … اذا كان لواحظ بهدلتهم البهدله دى فما بالك بقا بشهاب البدراوى ، غول من الغيلان بتوع السوق !!
هتفت بلهفه و صوت مرتفع نسبيا
_احنا لازم نساعدهم يا سعد .
ترك الشوكه و السكين من يده و رفع وجهه ينظر لها بتمحيص و ردد بضيق
_ خرجينا بره الليله دى يا نيللى انا مش عايز مشاكل .
تعجبت منه و من ردة فعله فهللت بغضب
_ ايه ؟ ازاى ؟ لا طبعا انا وعدتها اننا هنساعدها .
ارتشف قليل من المياه و ردد بتحذير مبطن
_ ابعدينا يا نيللى عن الحكايه دى انتى متعرفيش شهاب البدراوى يقدر يعمل ايه ؟
صرخت به بحده
_ يقدر يخليها تطلق من جوزها و يستبيح جسمها و يقدر يقتله و يعاملها زى الجاريه ، و انت ممكن تسمح بكده ؟
رد عليها بوجوم و حزن
_ انا مش عايز مشاكل و عايز اعيش حياتى بسلام ، كفايه بقا اللى ضاع من عمرى .
تنهدت بضيق و حزن و هتفت تستعطفه
_ حط نفسك مكانهم يا سعد ، مكنتش هتبقا عايز اصحابك يساعدوك ؟ و لو كل واحد قال يلا نفسى يبقا مش هنلاقى حد يقف معانا فى اذماتنا .
تنهد بحيره و هتف معللا
_ انا خايف عليكى و على حياتنا سوا و معنديش استعداد لا اخسرك و لا تخسرينى و احنا لو دخلنا فى الليله دى نبقا بنعادى شهاب البدراوى وش كده .
نظرت له بنظرات متخاذله و رددت بتوبيخ
_ انت من امتى و انت خواف اوى كده ؟ مش هو ده سعد الدين اللى انا حبيته و اتجوزته !
هدر بعصبيه
_ انتى عايزه ايه ؟ عيزانى اضحى بنفسى عشان خاطر سيف و مراته ؟
اجابته بحزن
_ ﻻ … سيبهم يموتو و متساعدهمش .
زفر بحرقه و غضب و ردد يسألها بعصبيه
_ انتى عايزه ايه ؟ ايه نوع المساعده اللى نقدر نقدمها لهم ؟
ابتسمت و اقتربت منه طابعه قبله على وجنته و رددت برقه
_ هقولك ، بس طول بالك عليا و متتعصبش .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عادت للمنزل و هى تشعر بنيران تحرق قلبها و صدرها بعد ان تأكدت بفشل مخطط وائل و من بعده تعلم جيدا ان مخططها هى و نيللى لن ينجح لذكاء ذلك الذئب و اصراره على الحصول عليها باى شكل و بأى ثمن لتلعن نفسها و تلعن حظها فبالرغم من عدم ثقتها بنفسها و شعورها بانخفاض مستوى جمالها مقارنه بالفتيات حولها و من قابلتهن فى حياتها اﻻ انها لم تسلم من المحاولات بدايه بأكرم الذى تلاعب بها و انتهكها بغير وجه حق و ها هى اﻻن تقف بانتظار ايجاد حل لمعضلتها مع المسمى بشهاب البدراوى .
دلفت للمرحاض بخطوات متثاقله و خلعت عنها ملابسها و وقفت اسفل الماء المنهمر من صنبور المياه حتى تطفأ نار قلبها المتقد بالحقد و الغل عليه .
خرجت تتلفح بمنشفه قصيره و تلف شعرها المجعد باخرى و اتجهت لخزانه الملابس لتخرج ملابسها فاستمعت لصوته الآثر يردد بغزل
_ مولاتى …. جميله الجميلات ، ايه القمر ده ؟
التفت بعد شهقه قويه لخضتها و رددت و هى لا تزال على حاله الحزن التى تعتريها
_ خضتنى يا سيف … جيت امتى ؟
ابتسم و اجاب
_ لسه داخل ، وحشتينى اوى .
رددها و هو يقترب منها اكثر و يحتضنها بقوه مبعدا المنشفه التى تضعها اعلى راسها فانسدل شعرها بتموجاته على عنقها و ظهرها فانحنى يقبل عنقها بنهم و لهفه و هو يردد من بين قبلاته
_ بحبك ، وحشتينى اوى .
ابتلعت لعابها و ابعدته بمحاوله منها اخفاء حزنها و رددت بامتعاض مصطنع
_ لحقت اوحشك ؟ ده انت كنت لسه معايا من كام ساعه ؟
تعجب من طريقتها فابتسم بضيق و اماء صامتا و ردد بعد ان ابتعد بجسده عنها
_ شكلى موحشتكيش زى ما انتى وحشتنى ؟
حاولت التحدث بطريقه مبتذله فخرجت كلماتها وقحه و مؤلمه
_ ما هو مش معقول طول الوقت احنا مع بعض ، انا زهقت و عايزه اغير جو و اشوف وجوه جديده .
رفع حاجبه بدهشه مقوسا حاجبيه منزويا بجبينه و ردد
_ زهقتى منى ؟
ابتعت لعابها بحرج بعد ان رأت علامات الضيق باديه على وجهه فبللت شفتيها بخجل من نفسها فهو لا يستحق تلك المعامله ، فبالرغم من المشاكل الجمه التى تعرضا لها و هو لا يزال يغدقها بكل معانى الحب و المشاعر الصادقه و لكنها لا بد ان تتصرف هكذا ما ان ارادت انقاذه من الموت المحتوم حتى و ان كان الثمن كرهه لها و انفصالهما عن بعضهما البعض .
اقترب منها و انحنى بجذعه ليقترب منها و ابتسم بغزل و ردد برومانسيه و صوت هامس رقيق
_ مالك ؟ هى الضيفه بتاعه الشهر ده قربت و لا ايه ؟
اماءت مؤيده فاتسعت بسمته و قبلها من وجنتها و سألها بمكر
_ تحبى انزل اجيبلك شيكولاته ؟
اخفت عينها عنه بخجل و هى تشعر بنفسها تكاد تحلق فى سماء الحب من رقته معها و لكنها لا بد ان تتماسك اكثر فرددت بصوت حاد
_ ممكن تبعد عنى , انا زهقت من الطريقه دى .
لم يعيرها اهتماما الما القته على مسامعه و انحنى يلتقط شفتاها بقبله رقيقه متمهله انتظرها فيها ان تبادله و لكن طال الوقت و لم تفعل فابتعد جاحظا عينه بتعجب و هتف بضيق
_ للدرجه دى مش طيقانى ؟
التفت تحجب نظراتها الحزينه عن عينه المتفحصه و رددت بصوتها المرتعش
_ معلش يا سيف سيبنى لوحدى من فضلك انا تعبانه و عايزه انام .
قوس فمه بضيق و اتجه لخزانه ملابسه صامتا و اخرج منها ما يرتديه و دلف المرحاض ليغتسل و يخرج فوجدها لا تزال على حالتها المتجهمه جالسه على الفراش و كأن الطير قد حط على رأسها فزفر انفاسه بغضب و ردد بحده
_ فى ايه ؟ هو انا لسه عارفك انهارده ؟ ده مش حكايه PMS انتى اكيد فيكى حاجه تانيه و مخبياها عنى ، فى ايه انطقى بدل ما تجننينى .
لم تجيبه و لكنها بكت رغما عنها فسحبها داخل احضانه هاتفا بموده و حب
_ قوليلى ايه اللى مضايقك ؟ ماما كلمتك فى حاجه زعلتك ؟
اماءت رافضه فعاد يسألها
_ حصل حاجه عندكم فى البيت ؟
عادت لايماءاتها الرافضه مع همهمه بسيطه بالنفى فردد بفروغ صبر
_ اومال فى ايه ؟ انا لو مكنتش متأكد انى مش مزعلك كنت فكرت انك زعلانه منى .
ابعدها لينظر لعيناها الدامعتين و سأل بوجل
_ اكون زعلتك فى حاجه و مش واخد بالى ؟
انتحبت اكثر و اكثر و ارتمت فى احضانه هاتفه بصوت متحشرج
_ انا بحبك اوى يا سيف ، بحبك و مش قادره ابعد عنك .
هتف اﻻخر بدهشه
_ و تبعدى ليه بس ؟ مفيش قوه على اﻻرض ممكن تبعدك عنى ابدا .
تنفست عميقا فنظر لها مبتسما و ردد يسألها
_ قوليلى مالك ؟
قبلته بدون مقدمات و سحبته للفراش هاتفه بلهفه
_ خليك جنبى … احضنى جامد و متسنيش و متسألنيش فى حاجه ، بس خليك جنبى .
احكم ذراعيه عليها و ضمها بقوه و ردد بعبثيه
_ طيب ايه رأيك نعمل قله ادب قبل الضيفه دى ما تشرف !
ضحكت رغما عنها من تشبيهه فانحنى يقتنص شفتاها بقله مؤججه للمشاعر حتى غابا معا بتلاحم اجسادهما ليسطر كل منهما سطور من عشقه على صفحه اﻻخر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
نهض مبتعدا عنها بعد ان قصت له ملابسات اﻻمر فزم شفتيه بتفكير لتردد هى متسائله
_ هتساعدهم ؟
سحب شهيقا عميقا و زفره على مهل و ردد بضيق
_ بس مش بالخطه العبيطه اللى انتى و هى حطينها دى ، شهاب ده تعبان و مش هيدخل عليه العبط ده .
تسائلت بحيره
_ عندك حل ؟
اماء صامتا و نظر لها بتردد و هتف
_ معايا مستندات توديه فى داهيه .
تعجبت من حديثه ففسر لها هاتفا
_ ناصر الصواف كان عامل نسخ من كل شغلهم و قالى على المكان اللى مخبى فيه المستندات دى …
لم يكمل حديثه فقاطعته هادره
_ و ساكت يا سعد ؟ ازاى تعمل كده و انت عارف انهم بيعملو المستحيل عشان يمسكوه ؟
اجابها بتبرير
_ الورق ده لو ظهر هنفتح علينا بحر دم مش هينتهى لانه فيه اسامى ناس تقال اوى و كبار فى البلد هنا و بره و مش هيسمحوا ان اساميهم تيجى فى الحكايه دى و …
عادت لمقاطعته تسأله بحده
_ و سكوتك عشان تحميهم يعنى و ﻻ خوف و لا ايه بالظبط ؟ انا بجد مصدومه فيك يا سعد .
لمعت عينه بالضيق و ردد معللا
_ انا مش عايز اعيش حياتى مُطارد ، و ناصر لما عرفنى بمكان المستندات دى كان هدفه انى اساعده فى مقابل الورق و هو عارف انهم مش هيسيبوه عايش ، و حطنى فى وش المدفع عشان كده انا رفضت ادافع عنه و رفضت عرض وائل انى اشتغل معاهم و رفضت انى اشتغل محامى لشهاب و اى حاجه هتعرضك للخطر او تعرض حياتنا و استقرارنا للخطر هرفضها يا نيللى .
اقتربت منه بدلال و ترجته و هى تداعب شعيرات صدره القصيره بجرأه هاتفه
_ هتساعدهم يا سعد ؟
ابتلع لعابه من تأثيرها عليه و حرك رأسه بالموافقه هاتفا
_ ايوه ، بس بشروطى و بطريقتى .
ابتسمت بسمه واسعه و هتفت بصوت هامس تتدلل عليه اكثر باقترابها منه
_ ايه شروطك يا سعد ؟
نظر لها بجديه و هتف موضحا
_ مفيش خطوه هتخطوها من غير علمى ، و اﻻهم ان سيف لازم يعرف .
حاولت الرفض معلله
_ سيف متهور و لو عرف ممكن يودى نفسه فى داهيه و لا …
قاطعها رافعا حاجبه اﻻيسر هاتفا باستنكار
_ بقا خايفه على سيف ليتهور و مش خايفه على جوزك حبيبك انه يبقا فى وش المدفع .
قضمت شفتاها بحرج فرفع وجهها بسبابته ليستمع لصوتها المتخاذل و هى تردد
_ انت بتعرف تتحكم فى انفعالاتك ، تقدر تضرب ضربتك من غير ما حد يحس انما هو هيودى نفسه فى داهيه .
غمز لها بطرف عينه و ردد بحزم
_ ده آخر كلام عندى ، سيف لازم يعرف و يساعدنا و اﻻ مش هتحرك من مكانى خطوه واحده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظرها ان تغفو داخل احضانه و ابعدها برفق بعيدا عن جسده العارى و انحنى ليلتقط ملابسه و ارتداها بعجاله و توجه ناحيه حقيبتها و فتش بها فلم يجد ما يهمه و لكنه تفاجأ بوجود الكارت الخاص برفيقه وائل فزم شفتيه و ردد لنفسه
_ الكارت بتاع وائل بيعمل ايه فى شنطتها ؟
تأكد من شكوكه انها تخفى عليه امراً ما و ربما ذلك الامر يخص شهاب بالتحديد فامسك هاتفها و طبع كلمه السر و التى يعلم تماما انها اسمه ففتح قفل الهاتف على الفور و بحث فى محتواياته ليجد اكثر من مكالمه بينها و بين وائل فزفر بحده و غضب و ردد بتوعد
_ ماشى يا وائل الزفت ، اكيد عايز تستخدمها معاك فى خطه من خططك الغبيه … انا و انت و الزمن طويل يا بغل .
وجدها تتململ فى فراشها و تمد ساعدها و كأنها تبحث عنه فأعاد كل شيئ مكانه و تحرك بسرعه للفراش ليعود و يلتصق بها فهمهمت بخمول
_ كنت فين ؟
اجابها مدعيا
_ فى الحمام .
سحب شهيقا و طرده خارجه و احكم قبضته على جسدها هاتفا بما يشبه الامر
_ كملى نومك .
لتعود و تتخذ ذراعه كوساده و جسده كغطاء و تندثر داخله عميقا و هى تتنهد بحب فربت بكفه على ظهرها و ظل تفكيره يقوده للكثير و الكثير من الخيوط حتى يستطيع فهم ما يدور و جعلها هشه و ضعيفه الى هذا الحد .
استيقظ كعادته على صوت آذان الفجر فدلف المرحاض ليغتسل و ارتدى زيه الميرى و تحرك بخطاً متمهله حتى لا تستيقظ و لكنها كانت اﻻسبق بالنداء عليه
_ سيف …
صوتها العذب اقتحم قلبه و دك حصونه و جعله يتسمر مكانه و التفت لها ينظر لها بعشق و هيام خالص فرددت برقه
_ خد بالك من نفسك … و ادعيلى و انت بتصلى .
عاد لها و قبلها قبله رقيقه على جبهتها و ردد
_ حاضر يا مولاتى ، هدعيلك ربنا يهيدكى و يخليكى ليا .
خرج فتحركت هى اﻻخرى بعجاله تغتسل و ترتدى ثيابها استعداداً للخروج و لكن ليس قبل ان تهاتف نيللى و تخبرها على ملابسات آخر لقاء بشهاب فردت عليها اﻻخيره بحسم
_ سيبك من كل ده ، انا قلت لسعد الدين و هو هيساعدنا .
زفرت رافضه ما سمعته و رددت بتذمر
_ ليه يا نيللى قلتيله ؟ سعد ممكن يقول لسيف .
ابتلعت اﻻخيره لعابها و رددت بتوتر
_ اصلا سعد معاه حاجات ممكن تساعدنا و متنسيش انه محامى شاطر و دماغه بتشتغل بطريقه غيرنا و هينفعنا .
ترددت ان تخبرها شرطه باخبار سيف و تأملت بداخل نفسها ان تستطيع اقناعه بمعسول الكلام ان يترك تلك الفكره من رأسه حتى لا تضع صديقتها – التى وثقت بها و اعطتها سرها – فى موقف حرج .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذهبت لمكتبه بعد ان تقابلت مع زوجته و دلفتا معا تحيه اﻻولى باحترام
_ ازيك يا متر ؟
اجاب بايجاز
_ الحمد لله .
اشار لهما بيده هاتفا
_ اتفضلى اقعدى .
و نظر لزوجته التى ترجته باعينها ان يُنفذ مطلبها و لكن لم يظهر على وجهه اى تأثير من رجاءها المبطن فعاد و جلس على مكتبه و شبك اصابع يديه اﻻثنان معا و اسندهما امامه على المكتب و ردد
_ بصى يا مدام دارين ، انا المحامى بتاعك قبل اى صفه تانيه ، يعنى قبل ما تكونى مرات صاحبى و ﻻ صاحبة مراتى … عشان كده خلينى اكلمك بصراحه و بصفتى المحامى بتاعك و اللى المفروض اكون عارف عنك كل كبيره و صغيره .
ابتلعت لعابها بتوتر مما هو اتىٍ و استمعت له يردد
_ انا اقدر اوقف اللى اسمه شهاب ده عند حده ، بس لازم سيف يعرف بالحكايه كلها عشان …
قاطعته راجيه
_ لا ابوس ايدك ، بلاش سيف يعرف حاجه .
حرك رأسه رافضا و ردد بحزم
_ ده شرطى عشان اساعد ، سيف لازم يعرف .
لم يكمل حديثه فوجد سيف بشحمه و لحمه امامه و هو يقتحم عليهم المكتب هاتفا بحده
_ طبعا الطرطور لازم يعرف يا مدام دارين .
ما تلك اللعنه التى شعرت بها على حين غُره ، بغفله من الوقت تجمدت اطرافها و شعرت بغصه تعلق بحلقها ، فهى لم تتخيل باحلامها ان تشعر بهذا الكم من الخوف و الرهبه ممن احبت ! و لكن نبرته الحاده و التى لم تستمع لها من قبل حقا زرعت الذعر بقلبها فهوى بين قدميها .
ابتلعت غصتها و اطرقت رأسها لاسفل و هو يتقدم بخطوات تدب اﻻرض دباً و تهدد باحراق العالم و هى معهم و رأت كل من وائل و عماد فى اثره فنظرت لنيللى بنظره تخاذل لتحاول اﻻخرى تبرير موقفها و لكن لم يسعفها الموقف ليهدر سيف بصوت حاد ارتجت على اثره جدران المكتب
_ بقا حضرتك بتلغينى من حياتك و تنزلى من غير اذنى و كمان بتروحى تقابلى الندل ده من ورايا يا دارين ؟
حاولت التحدث و لكن عيونه المحتقنه بدماء الغضب جعلتها تتراجع و هو يقترب منها اكثر هاتفا بغل
_ انا هعلمك ازاى تتصرفى من دماغك يا دارين ؟
تردد وائل ان يتدخل بالحديث بينه و بين زوجته فهو قد نال ما يكفيه منه عندما اقتحم مكتبه صباحاً بغضب لم يسبق ان شاهده فعلم وقتها انها قد اخبرته ليحاول تبرير موقفه فما كان الا ان اخبره بما يجهله مما دفع سيف للانقضاض عليه و الهدر به و توبيخه على قله فطنته و ضمور ذكاءه فصمت مرغما .
اقترب سعد الدين بهدوء مرددا بتأكيد
_ اهدى و اسمع يا سيف قبل ما تتعصب بالشكل ده .
هاج و لم يكبح غضبه اﻻ عندما ردد سعد بحده
_ يا بنى انا مكنتش اعرف و اديك سامعنى و انا بقولهم انك لازم تعرف .
التفت حول نفسه و هو ينظر بوجوه الجميع هاتفا بتحذير
_ اى حد فيكم هيسمح لنفسه انه يتدخل فى حياتى و يخبى عليا ادق الامور اللى تخصنى انا و مراتى يعتبر نفسه عدوى من اللحظه دى و مش عايز اشوف وشه تانى … مفهوم ؟
انهى حديثه و هو يرمق وائل بنظرات ذات مغذى و كأنه يخصه هو بذلك الحديث فابتلع اﻻخير لعابه بحرج و احنى رأسه ليستمع لباقى حديثه و هو يستطرد
_ واحد غبى و رايح يخطط خطه هبله و مدخل مراتى معاه زى ما كان عايز يضيع نور قبل كده بغباءه .
ظل وائل صامتا محاولا امتصاص غضبه و اﻻخر يكمل
_ بدل ما كان البغل شهاب حاطط عينه على مرات صاحبه من بعيد لبعيد و الحكايه كلها كانت مجرد هاجس فى دماغه ، راح الغبى موديهاله بنفسه عشان يشوفها زى اى قواد .
لمعت عين وائل من اﻻهانه و حاول الرد فامسكه عماد من راحته ليصمت و لكن ابدا لم يتقبل الامر و ما زاد الموقف تأزما هو خروج دارين عن هدوءها و رددت بحده
_ انت بتقول ايه ؟ ازاى تتكلم كده ؟
رمقها بنظرات حاده و ردد بصوت اجش
_ اقعدى و مش عايز اسمع منك نفس .
هدرت هى اﻻخرى بغضب اهوج
_ انت مش فاهم كلامك و لا فاهمه و قاصد ترميه بالشكل ده ؟ انت مش بتقول على صاحبك و بس انه قواد ، انت بتقول على مراتك انها مومس …….
قاطعها بخروجه عن المقبول و صفعها بحده و هو يصرخ بها
_ اسكتى خالص انتى لسه حسابك معايا بعدين .
شهقه قويه خرجت من نيللى و هى تهرع بجوارها و تتمسك بها بقوه و اﻻخرى واضعه يديها فوق وجنتها الملتهبه من صفعته القاسيه و ظلت تنظر له بحزن و لم تذرف و لا عبره واحده و لكنها تسمرت مكانها تنظر له و هو يتحدث مع سعد الدين
_ و انت …. ايه اللى فى ايديك نقدر نستفاد منه ؟
ابتلع لعابه و فتح جارور مكتبه و اخرج الكثير من الملفات و القاها امامهم و ردد
_ بس يكون فى علمكم الملفات دى هتفتح علينا ابواب جهنم و كلنا هنكون فى خطر .
رمقه سيف بنظره متدنيه و ردد بتقزز و طريقه مبتذله غير معهوده عليه
_ خّرج نفسك انت و اركن على جنب طالما خايف .
ثم نظر حوله و ردد بحده
_ واى حد تانى خايف على نفسه و لا على اللى حواليه يتفضل يمشى من هنا و انا كفيل اخلص الحكايه دى لوحدى .
هنا تحدثت نيللى مردده
_ دارين كان معاها حق لما قالت عليك متهور و ممكن تودى نفسك فى داهيه لحظه غضبك .
اعقد حاجبيه و ردد بضيق
_ يا ريت الحريم تخليها فى نفسها و متتكلمش .
غضب سعد الدين من طريقته فى التحدث مع زوجته فهاج به موبخا
_ جرا ايه يا سيف ؟ انت فاكرها واحده من المساجين اللى عندك و لا ايه ؟ دى مراتى يا اخى اعملى اى احترام حتى !
صاح بغضب
_ مش لما كنتو انتو تعملولى احترام !! انا مش هعدى اللى حصل ده ابدا و كل واحد منكم غلط هياخد جزاءه بس اخلص من شهاب الزفت اﻻول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قاد سيارته و هى جالسه بجواره لم تتفوه بكمله طوال مكوثهم جميعا بمكتب سعد الدين و هم يراجعون اﻻوراق و المستندات حتى يجدوا ما يمكنهم من القضاء عليه الى اﻻبد .
وصلا لاعتاب منزلهما فدس مفتاحه بطبله الباب و فور ان فتحه اندفعت كالبرق الغاضب للداخل و تبعها هو بهدوء و رويه مغلقا الباب وارءه ذاهبا للشرفه و جلس هناك يُشعل سجائره الواحده تلو اﻻخرى حتى احترق صدره بدخانها .
اما هى فقد ملئت حوض اﻻستحمام بالمياه الدافئه و جلست بداخله تضم ركبتيها الى صدرها تنتحب بصمت و هى تتذكر اهداره لكرامتها امام هذا الجمع من الناس و صفعه لها لاول مره بحياتهما فظلت تبكى حتى تقطعت نياطها من كثره البكاء على ما آل له حالها بين ليله و ضحاها .
خرجت بعد وقتاً لا بأس به لترتدى ملابسها و خرجت لتجده يجلس بالشرفه كما تركته و هو شارد بالفراغ امامه لا يُبدى اى حركه او رده فعل فاقتربت منه و هتفت بصوت حزين
_ الجو برد و ممكن ….
قاطعتها نظراته الحاده و الغاضبه و ردد بغضب
_ ملكيش دعوه بيا ، و اتفضلى من قدامى مش عايز اشوفك .
انتفخت فتحتى انفها بالبكاء و نزلت عبراتها على وجنتيها و رددت بصوت مختنق
_ غلطان و بجح كمان ما شاء الله .
انتفض من مجلسه و انذرها بنظراته الحاده و ردد بصوت رجولى غاضب
_ لو مش عايزه الوضع يتطور بينا لاكتر من كده اخفى من وشى الساعه دى .
ابتلعت غصه بحلقها و هتفت بضيق
_ انت مش واخد بالك ان كل زعله بينا انا اللى لازم اجى و ابدء الكلام معاك ؟ كنت انت اللى غلطان او كنت انا ؟
رمقها بنظره غاضبه و هتف يتسائل
_ و يا ترى المره دى شايفه مين فينا الغلطان ؟ انا طبعا عشان مديت ايدى عليكى مش كده ؟
زفرت انفاسها بحده و هتفت
_ مش بس كده ، انت عارف كويس انت قلت ايه و جرحتنى ازاى ؟ ده غير غلطك فيا و عصبيتك و كمان ضربتنى بالقلم ، و كل ده ليه ؟ عشان خايفه عليك و فكرت احل الموضوع بعيد عنك .
انسحب من امامها و دلف للداخل فتبعته و امسكته من ذراعه تلفه لينظر لها و رددت بضيق
_ انت بتتحول من اﻻنسان الحنون الرومانسى لانسان فظيع و مستحيل حد يستحمله لمجرد ….
قاطعها بغضب
_ لمجرد انك تقلللى منى و تلغينى و تخلى زمايلى يبصو عليا انى مليش لازمه ، و لا انتى مش فاهمه ان اى مكان اللى هيحصل كان هيتعرف فى الداخليه كلها ان مرات سيف المهدى كانت مخلياه طرطور و ميعرفش حاجه عن تحركاتها .
حاولت ان تعترض جسده بعد ان دفع يدها الممسكه به و انطلق مغادرا و لكنها لم تستطع فعل شيئ امام ثورته العارمه حتى استمعت لصوت قرع جرس الباب فتوجهت لفتحه دون الانتباه او الحيطه للنظر من العين السحريه فتفاجئت به امامها بجسده العريض و منكبيه المختفيين اسفل ستره بدلته فلمعت عينها و هى ترمقه بنظرات مدهوشه غير مصدقه لما تراه عينها و هى تردد بتوتر و تلعثم واضح
_ إاااننتتت
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
إذا كان إحتمال الفشل قد يشل إرادة الرجل الضعيف لانه ينشد دائما الامان التام و الضمان المطلق ، فإن الرجل القوى يقذف بنفسه الى المعركه واثقا من ان من لا يخاطر بشئ لا يمكن ان يكسب شيئاً بل و لا يمكن ان يكون هو نفسه شيئا .
زكريا ابراهيم .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا تزال تتوتر و تشعر بالالم من اى لمحه لذكرياتها بذلك المكان الملعون فحتى تقبلها رؤيه زوجها يومياً بزيه العسكرى و الذى يُذكرها بأيامها السيئه التى قضتها بالسجن إلا ان كل تفاصيل مكوثها هناك تزعزع كيانها .
وقفت و تلعثمت و هى تنظر له بزيه الميرى و هو يبتسم لها هاتفا بموده لم تعتدها باى ممن عملوا بالسجن الا بعد ان تزوجت واحداً منهم
_ ازيك يا بنتى ؟ سيف موجود ؟
ابتلعت بحرج و هى تجد سيف من خلفها يسحبها للوراء للترحيب بريئسه بالعمل هاتفا
_ اهلا يا فندم اتفضل .
دلف المأمور و هو مطرقا لرأسه هاتفا باحترام
_ السلام عليكم يا اهل الدار .
رحب به سيف و اجلسه بغرفه الصالون و نظر لزوجته هاتفا بهدوء مصطنع
_ ممكن تعمليلنا اتنين شاى ؟
اماءت بصمت و توجهت للمطبخ و هى تزرف الدموع فالتفت هو ينظر لرئيسه بالعمل مبتسما و ردد بحيره
_ خير يا فندم ؟ فى حاجه فى الشغل ؟
اماء رافضا و ردد بجديه
_ انا جايلك انهارده بتوصيات من وزير الداخليه .
لمعت عينه بدهشه و تعجب و هتف بحيره
_ وزير الداخليه حته واحده !! ايه الحكايه ؟
ابتلع المأمور لعابه بتوتر و ردد يخبره بتفسير
_ وائل بلغ اﻻداره بفشل المهمه و سياده الوزير بعد ما إطلع على اﻻوراق اللى مع سعد الدين عرف ان الحكايه مش سهله و اﻻسامى اللى موجوده صعب انها تقع ، عشان كده جه و كلمنى عشان اكلمك .
قوس حاجبيه فهو لا يعلم ما يريده بالضبط فسأله
_ ايوه يعنى ايه المطلوب ؟
ردد بتلعثم
_ تسيبها تكمل الخطه .
دلفت دارين فى نفس اللحظه لتستمع لكلام المأمور و ترى الرفض القاطع لسيف الذى صاح بحده
_ لأ … للأ و الف لأ ، على جثتى و لو التمن حياتى .
حاول المامور تهدئته و اقناعه بالامر فهتف
_ انا عارف انك مش مقتنع بالخطه بتاعه وائل ، بس مين يقدر يخطط و يعمل شغل مباحث اشطر منك يا سيف ؟ و انا و الوزير متأكدين انك هتعمل شغل كويس جدا .
صاح مههلا باعتراض
_ شغل جامد عشان مراتى هتكون تحت الميكرسكوب و الندل ده بيتحرش بيها مش كده ؟ هو انتو فاكرينى ايه ؟
حاول التحدث معه بعلاقنيه و لكن امام ثورته لم يستطع التوصل معه لاى حل فخرج خالى الوفاض و هو يحمل خفى حنين ، و فور خروجه نظر لها سيف بحده و غضب و هدر صارخا
_ كل ده بسبب غباءك و تصرفاتك الغلط اللى مش هخلص من توابعها ابدا .
صمتت و لم تعقب عليه مما دفعه للاستمرار بتوبيخها
_ كل حاجه فيكى غلط ، و كل اختياراتك غلط و المفروض انى اوافق و اقبل بكل ده عشان بحبك ، يا شيخه ملعون الحب اللى يخلى الراجل ملوش كرامه بالشكل ده .
بكت و انتحبت و لم ترد عليه فظل على هياجه هاتفاً
_ فى راجل يقبل على نفسه الوضع اللى انتى حطانى فيه ده ؟ و فى اﻻخر بتقوليلى بتتحول لواحد لا يعاشر !! عايزه ايه من راجل عمل كل حاجه عشانك و مش طالب منك اكتر من انك تديله الاحترام اللى يستحقه و بس .
ابتلع لعابه بغصه مؤلمه و اكمل
_ قد كده احترامك ليا صعب ؟ قد كده مش شيفانى راجل اقدر احميكى ؟
اجابته بصوتها الباكى
_ عارفه انك تقدر تحمينى بانك تضحى بنفسك عشانى ، و انا عايزاك مش عايزه اخسرك .
زفر انفاسه عده مرات متتاليه و جلس يُشعل السيجاره العاشره بهذا اليوم و نفخ دخانها ليعبأ بها صدره المتقد بنار حارقه و ظلت هى واقفه امامه لا تتحدث و لا تُبدى اى رده فعل حتى قطع الصمت هاتفا
_ انتى بره الليله دى و انا هتصرف ، و دى اخر مره تتصرفى من دماغك او تلغينى و كأنى مش موجود ، فاهمه ؟
اماءت دون تعقيب فهدر بغضب
_ عايز اسمع ردك ! فاهمه ؟
اجابت بوهن
_ حاضر .
ادار وجهه عنها فاقتربت منه و استندت على عجزتيها امامه و نظرت له برجاء هاتفه بصوت رقيق متوسل
_ سامحنى … انا غلطت بس غصب عنى .
رمقها بنظره جاده و لكن عيونها المتجمع بها عبرات كثيفه جعلته يشعر بالحزن من شكلها الحزين فزفر بضيق هاتفا
_ مبحبش ابقا ضعيف ، بس معاكى مش بقدر اكون غير كده .
امسكها من ذراعها و اجلسها على قدمه و ردد بأسف
_ انا كمان اسف انى مديت ايدى عليكى ، اول و آخر مره اعملها .. سامحينى .
ارتمت باحضانه تبكى بحرقه فربت على ظهرها يواسيها و يؤازرها هاتفا بتأكيد
_ مش هسمح لحاجه تضايقك بعد كده و لا لاى حد يقرب منك .
ابتعدت عنه تتفرس ملامحه التى تعشقها و رددت
_ اوعدنى انك متتهورش و تفضل معايا ، اوعدنى انك هتفضل جنبى و مش هتضحى بنفسك باى شكل .
ابتسم و سحبها يقبلها قبله حب ، قبله اسف و اعتذار ، قبله حنين و عشق موثق بالتحام اجسادهما فى دوامه الحب اﻻبدى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ابتسم فور ان دلف و وجدها تتناول طعامها بمساعده والدتها فردد بعد ان تنحنح بحرج
_ لا سلام على طعام يا جماعه .
ابتسمت والدتها و دعته بموده
_ اتفضل يا بنى ، منورنا .
اطرق راسه هاتفا
_ ده نورك يا امى .
سحب مقعدا بجوار فراشها و جلس ينظر لها بغزل و اشتياق و ردد يسألها
_ احسن انهارده ؟
اماءت بعد ان توردت وجنتيها من نظراته التى فضحته و رددت
_ الحمد لله .
تدخلت والدتها هاتفه
_ ده انت كتر خيرك لولاك مكانوش سابونى افضل معاها هنا .
نظر لوالدتها و ردد باحترام
_ فى اﻻول و اﻵخر حضرتك مرات المرحوم اللوا علاء البرهومى و دى بنته و محدش كان يقدر يقول كلمه واحده .
ابتسمت والدة نور بحبور و تنحنحت لتخرج حتى تعطيهما مجال للتحدث بانفراد فابتسم فورا بعد ان وجدها تتحجج هاتفه
_ كويس انك هنا بقا اما اروح البيت اغير هدومى و اجيب لها هدوم معايا .
اماء موافقا و مؤكدا
_ هفضل معاها لحد ما ترجعى .
فور خروجها وقف مكانه و استند بطرف جسده على الفراش و امسك راحتها هاتفا بغزل
_ وحشتينى .
قوست حاجبها و رددت
_ كده على طول ؟
ردد بتاكيد
_ ضيعت وقت طويل .
تنهدت عميقا و حاولت اخفاء بسمتها و رددت بجديه حاولت استدعاءها
_ التحقيقات وصلت لفين ؟
زم شفتيه بامتعاض و ردد بحزن
_ بتتهربى ؟ ماشى يا نور .
اجابته برجاء
_ معلش حقك عليا ، بس انا فعلا مش هقدر اركز فى اى حاجه غير فى القضايا اللى انا فيها و بعدين ابقا افكر فى الحب و المشاعر .
ردد بمشاكسه
_ يا بخت اللى فى بالى .
اعقدت حاجبيها ففسر لها
_ سيف و دارين ، فى وسط مشاكل و قضايا و هم ما بعده هم و ده ممنعهمش من انهم يحبو بعض و يتجوزو كمان .
اعتدلت بجسدها و رمقته بنظره حزينه فتمهل قليلا و لكنه عاد يسألها
_ ليه دايما بحس انك بتتضايقى من سيره سيف و مراته ؟
اجابت بخفوت
_ مش عارفه .
غصه آلمته و ردد بتوتر
_ سألتك قبل كده لو فى حاجه جواكى ناحيته و وقتها زعلتى منى !!
تنهدت بهدوء و هتفت بتأكيد
_ لان فعلا مفيش جوايا المشاعر دى ، بس لحد ما اتقابلت معاها كنت مفكره انه هيفضل اﻻخ و السند و العيله اللى فقدتها .. لكن بعد ما اتقابلت معاها و شفتها قد ايه متحكمه و غيوره عرفت انها هتبعده عنى ، يمكن عشان كده بضايق من سيرتها .
تعجب و ردد بحيره
_ بس دارين انسانه كويسه و لو عرفتيها كويس هتحبيها .
ابتسمت بسخريه و هتفت
_ مظنش ، هى اخدت منى موقف و ما اعتقدتش انها ممكن تقبلنى فى حياتهم بأى شكل !
ابتسم و سألها بحيره
_ ليه يعنى ؟ ده اللى يسمع كلامك يقول شافتكم فى وضع مخل و لا حاجه .
رأى توترها فاعقد حاجبيه و سألها بوجل
_ مش فاهم .
اجابت و هى مطئطئه رأسها لاسفل
_ من كتر خوفى عليه اول ما شفته حضنته و هى طبعا مقبلتش ده .
شعر بنيران تحرقه حياً و رمقها بنظرات حاده و رأت غضبه الوشيك و هو متحفز بجسده و مردد
_ و كنتى عايزاها تعمل ايه تاخدك هى كمان بالحضن ؟ انتى ازاى تتصرفى كده ؟ و لا واخده على سيف للدرجه دى ؟
حاولت تبرير اﻻمر له حتى يهدأ قليلا فرددت مفسره
_ سيف زى اخويا و انا اتصرفت كده بدافع خوفى عليه …
صاح يقاطعها
_ و تصرفك مش مقبول ابداً يا نور ، و لو ربنا اراد ان يكون فى بينا اى حاجه قدام مش هقبل ابدا بنوع العلاقه اللى بينك و بين سيف ، فيا ريت تقررى دلوقتى عشان لو مش موافقه يبقا اخدها من قاصرها و اقفل الباب على قلبى اللى بيتحرك عشانك ده .
تعجبت من طريقته و رددت بمهادنه
_ سيف ده اخويا و اعز اصحابك …
عاد لمقاطعتها هاتفا بغضب
_ و هو مسموح لاعز اصحابى انه يحضن مراتى ؟
تفاجأت من تشبيهه للامر و ابتسمت بمكر و سألته بدهاء
_ مراتك ؟ مراتك ازاى يعنى ؟
ابتسم لبسمتها التى انارت وجهها و ردد بحزم
_ اومال انتى فاكره ايه ؟ هتسلى و اهرب ؟ طبعا النهايه الحتميه للى حاسه ناحيتك هى الجواز .. بس ده طبعا بعد ما انتى تبادلينى نفس المشاعر .
ابتلعت بحرج و شعرت بانتشاء و فرحه من طريقته فى التعبير عن مشاعره فاطرقت رأسها بخجل ليقترب منها اكثر هاتفا بتساؤل
_ ها ؟ اطمن ؟
بللت طرفى شفتاها و ابتسمت بخجل و اماءت برأسها مؤكده عليه بصوت هامس
_ اطمن .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استلت نفسها من بين احضانه و اعتدلت بجسدها تنظر له بولع و اشتياق و كيف و اللعنه تشعر بالاشتياق و هى معه و بين احضانه لتبتسم بحب على ذلك الشعور الغريب الذى غلف كيانها و جعلها تهيم به عشقا .
دلفت للمرحاض لتغتسل و خرجت على اثر صوت قرع جرس الباب لتجده و قد ارتدى سرواله المنزلى و خرج ليفتح فوجده حارس العقار الذى احنى رأسه احتراما و ردد
_ الطرد ده جه لحضرتك يا باشا .
اخذه منه و اغلق الباب و توجه للداخل فتعجبت دارين و سألته
_ ايه ده يا سيف ؟
اجابها و هو يزيل اﻻغلفه من على الطرد
_ مش عارف .
فتح تلك العلبه الكرتونيه فوجد بداخلها بعض الصور الفوتغرافيه لاخته و ابنها الصغير باوضاع مختلفه ما بين اصطحابها الصغير من المدرسه او دخولها البنايه التى تقطن بها او شراءها لمستلزمات المنزل و لم يجد اى رساله برفقه الصور او ما يوضح المغزى من هذا و لكن نزعته البوليسيه جعلته يبتسم بمرار فى قراره نفسه و هو يعيد اغلاق الصندوق و يتنفس بحده حتى تسائلت بحيره
_ ايه ده ؟
رفع بصره ناحيتها و ردد بغضب
_ ده تحذير …. البيه بيخيرنى ما بينك و ما بين اختى و ابنها .
شهقت بخضه من تفسيره للامر فحاولت اثناءه عن هذا التفكير هاتفه
_ اكيد انت فاهم غلط ، و بعدين مفيش اى حاجه تثبت استنتاجك ده !!
مسح بيده على وجهه و ردد من بين اسطكاك اسنانه بحده الغيظ
_ هو مش غبى و فاهم كويس ان لو بعت لى رساله هتكون دليل عليه ، و الخطه الهبله بتاعه وائل مدخلتش عليه من اﻻساس .. و قال ايه المأمور جاى يطلب منى يكملو الخطه .
ابتلعت برهبه فهل تخبره ان شهاب البدراوى قد اخبرها بكشف خطه وائل من البدايه و تجازف بثوره غضبه و ربما تهوره ام تصمت و تعرض حياه ساره و صغيرها للخطر ؟
اقتربت منه و احتضنته بقوه و هتفت و هى على هذا الحال
_ اوعدنى انك مش هتتهور ، عشان خاطرى يا سيف انا مقدرش اعيش من غيرك .
لمعت عينه بالعبرات المكتومه و ردد بحزن دفين
_ الدنيا كلها واقفه ضدى ، انا تعبت .
شهقات بكاءها خرجت منها و هى تنظر لحاله الوهن و الضعف الذى اصابه و تردده و هو يردد بحيره
_ اعمل ايه ؟ اعّرض حياه اختى للخطر ؟ و لا اروح اقدمك ليه بايديا ؟
ابتلعت لعابها بغصه الم و هتفت بحسم
_ لا ده و لا ده .
نظر لها يستمع لما تقوله فاكملت
_ تطلقنى .
ادار وجهه عنها و ابتسم بمرار و ردد
_ اتخلى عنك يعنى و اسيبك لمصيرك مش كده ؟
ليحتد قليلا هاتفاً بصوت اجش
_ انتى امتى هتشوفينى راجل اقدر احميكى ؟ كل ما اسامحك على اخطاءك ترجعى تغلطى اكتر !! ليه كده ؟
احتضنت وجهه هاتفه
_ عشان بحبك و مش عيزاك تحتار و …
قاطعها بغضب اهوج
_ عيزانى اطلقك و اسيبك لمصيرك ؟ لا يا دارين مش هيحصل و لو فيها موتى .
دلف كالصاعقه و اغلق وراءه الباب ليغتسل و خرج مرتدياً ملابسه و امسك سلاحه و وضعه بخصره و استعد للخروج فاسرعت باللحاق به تتوسله
_ عشان خاطرى يا سيف استنى لما يتصرفو بالمستندات اللى معاهم يمكن يخاف و يرتجع ؟
ابتعد عن حصار يديها و خرج كالطلقه التى تركت فوهه المسدس لا يمكن ان تعود مجدداً فصرخت بحرقه
_ يااا رب ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استقبل مكالمتها ببسمه فرحه و ردد بترحيب
_ حبيبتى … وحشتينى .
صرخت به هادره
_ انت عايز ايه مننا ؟ مش اتفقت معاك تبعد عن سيف و انا هعملك اللى انت عاوزه ؟
اجابها شهاب ببرود و هدوء قاتل
_ انتى فاكره انى مش عارف كل تحركاتكم و الخطط اللى بتخططوها ؟
صرخت به بغضب اهوج
_ انا هتصرف بعيد عن كل ده … بس انت مش مدينى فرصه اعمل حاجه و مصر تأذينى فيه ، و انا قلتلك لو سيف اتأذى مش هتطول منى شعره .
ابتسم و جلس على مقعده باريحيه و ردد بهدوء
_ صبرى نفذ من ساعه ما اتقابلنا و عايزك باسرع وقت .
حاولت كتم بكاءها فمسحت على وجهها بقوه و هتفت بصوت مختنق
_ حاضر ، بس ابعد عنه و عن اهله ارجوك .
هتف بجمود
_ المستندات اللى اتسلمت للداخليه من سعد فيها ايه ؟
اختنقت بلعابها من دهشتها لمعرفته هذا اﻻمر فرددت بتردد
_ معرفش .
ردد بنبره ساخره
_ كده هزعل منك يا مولاتى ، مش بيقولك يا مولاتى برده !
لم تتصور ان تكره سماع تلك الكلمه التى تعشقها من حبيبها عندما تخرج من فم وغد مثله فرددت بحزن
_ ممكن متقوليش كده ، و ادينى فرصه اعرفلك اﻻوراق فيها ايه و بعدها …
قاطعها بحزم
_ لا يا قطه .
صمتت و لم تعى مقصده فهتف موضحاً
_ اﻻوراق هتجيلى لحد عندى متشغليش عقلك القمر ده بيها .
قضمت شفتاها بحنق بعد ان تأكدت انها وقعت بشباك من لا يرحم و ان القانون لن يستطيع مساعدتها فى معضلتها لتستمع له يُكمل
_ اسمعينى عشان مش هكرر كلامى مرتين .
ارتمت على اﻻريكه بوهن و هى تستمع له يخبرها بما يريد
_ انا عايزك …. هتجيلى بكره بنفسك و بموافقتك لقصرى المتواضع نقضى سوا وقت لطيف .
ابتلعت لعابها بغصه و هو يردد
_ الساعه عشره صباحا هيكون البيه بتاعك فى الشغل و تقدرى تيجى من غير مشكله .
ظلت صامته تذدرد لعابها بتوتر و هو يكمل
_ عشره و ربع لو مجتيش هدى اوامرى …
صمت ليزيد اثارتها و خوفها فهتفت تسأل
_ مش هتأذيه ارجوك .
اجابها و هو يزيل الغلاف البلاستيكى عن سيجاره الكوبى الضخم و يشعله بهدوء و رويه
_ يبقا هأذى اقرب الناس ليه لحد ما هو اللى يجيبك عندى بنفسه .
بكت و انتحبت و ترجته
_ ارجوك لا … هعمل اللى انت عايزه بس ادينى وقتى ارجوك انا مقدرش اعمل حاجه غلط و الله انا طلبت منه الطلاق بس انت بالصور اللى بعتها دى بوظت كل حاجه و فهم انها منك .
لم يعقب عليها و تركها تكمل
_ هخليه يطلقنى بس اصبر عليا شويه …
قاطعها رافضاً
_ لا .. مفيش صبر ، طلاق و جواز يعنى وقت و عده و انا خلاص مبقتش عارف اركز فى شغلى من ساعه ما شوفتك فى مكتبى و ده الحل الوحيد اللى عندى و بعدين …
صمت من جديد و اكمل بعد ان اخذ انفاسه
_ مش يمكن ازهق منك بسرعه و متضطريش تطلقى منه ؟ انا عارف نفسى بمل بسرعه ، جربى مش هتخسرى حاجه .
ابتلعت حديثه المهين و تسائلت بحيره
_ و لو محصلش ؟
ابتسم و ردد بتأكيد
_ ساعتها يا تطلقى منه و تبقى ليا يا هقتلهولك يا دارين و هسيب ده لاختيارك وقتها .
تنحنح قليلا ليجلى صوته اﻻجش من اثر تدخينه الشره و ردد بتأكيد
_ و بعدين متسبقيش اﻻحداث خلينا بس نتبسط سوا بكره و بعدها ….
قاطعته هاتفه بتضرع
_ بس بلاش بيتك ارجوك !!
سألها باهتمام
_ عايزه فين يا قمر ؟
ابتلعت لعابها و هى حقا لا تعلم ماذا تفعل بنفسها و رددت بحيره
_ مش عارفه ، اى مكان اﻻ بيتك .
هتف يسألها
_ ايه رأيك فى جناح فى فندق خمس نجوم ؟
اماءت و كأنه يراها و هتفت باستسلام
_ ماشى ، موافقه .
اتسعت بسمته على وجهه و ردد بحماس
_ هبعتلك لوكيشن الفندق و رقم الغرفه فى رساله .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اندفع كالبرق الغاضب المستعد لاحراق اﻻرض و ما عليها متوجهاً لمنزل والديه و دلف بخطاً متعجله ينادى والده بذعر
_ بابا … انت فين ؟
خرج والده من غرفته و نظر لابنه بحالته الرثه فاشار للخادمه باﻻنصراف و ردد بقلق بالغ
_ فى ايه يا سيف ؟
اقترب منه و نظر حوله يسأله
_ ماما فين ؟
اجابه اﻻول
_ عند اختك ، ابنها تعبان شويه و راحت تقعد معاها ، فى ايه الحكايه ؟
جلس على اﻻريكه التى تنتصف الصاله و ردد بضعف لم يسبق لوالده ان رآه به اﻻ مرات تعد على اصابع اليد الواحده اولها عندما فقد زوجته و ابنته الوحيده و ثانيها عندما كاد ان يفقد عشقه الوحيد و حبيبته فردد يسأله باهتمام
_ مالك يا سيف ؟ ايه اللى حصل ؟
ابتلع لعابه بغصه الم و معها شعر بالحرج من اخبار والده ما هو آتىٍ و لكنه حسم امره فوالديه يعلما بتهديد شهاب له بسبب طمعه بزوجته منذ زفافهما و اﻻن هو مضطر ان يخبره بما آل اليه اﻻمر حتى اﻵن .
قص عليه ملابسات الموضوه انتهاءاً بتهديده الخفى لاخته الوحيده فلمعت عين طلعت بالضيق و الغضب فى أنٍ واحد و ردد بحده غاضبه
_ لاااا … ده شكله خلاص عايز حد يقف له ، هو عامل كده عشان فاكر انه فوق القانون بس …
قاطعه سيف و رددد بضيق
_ بالرغم من المستندات اللى سلمها سعد الدين ، اﻻ انى مش متفائل و عارف ان الناس دى فوق القانون يا بابا .
امتعض وجهه بالغضب و هدر بنجله هاتفا
_ اجمد كده و متبقاش ضعيف ، لانه لو لقاك ضعيف هياكلك .
سأله بحيره
_ طيب اعمل ايه ؟
اجاب طلعت بعد تفكير
_ اختك هخليها تسافر لعمك فى لندن تقعد هناك لحد ما نلاقى حل .
ابتسم سيف مستنكرا و ردد
_ و هى فى لندن هتبقا صعبه عليه يوصلها يعنى ؟
اجابه والده بتأكيد
_ اه لانى هعرف ازاى اخفى اثرها و هى مسافره ، متقلقش من النقطه دى .
سأله بتهدل اكتافه
_ و دارين ؟
اجاب طلعت بعد ان اطال التفكير و ردد بحيره
_ اكيد ليها حل يا بنى ، متخافش مش هنسيبك تقف قصاده لوحدك … كلنا معاك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
عاد بعد يوم شاق و طويل لمنزله بعد ان ظل يدور بدوائر مغلقه فى محاوله يائسه منه ان يتوصل لحل اﻻزمه التى هو بصددها و محاولته حمايه احباءه ، و لكنه تفاجئ بنهايه اليوم بتبليغه اسوء خبر يمكن ان يتلقاه الا و هو سرقه الملفات من مكتب اللواء حامد اﻻسيوطى المتولى القضيه و الرئيس المباشر لوائل مندور و مساعديه ، ليشعر بتهدم عالمه و شعوره بالهزيمه فها هى الورقه الرابحه الوحيده التى كانت بحوزتهم ضده قد ضاعت بمجرد ان تسلموها بالداخليه و مما اكد له وجود رجال بقلب الداخليه تابعين لشهاب البدراوى و يعملون لحسابه .
دلف المنزل فوجد جميع اﻻضواء مطفأه اﻻ من شمعه صغيره موضوعه على منطده صغيره تتوسط الصاله فتعجب و دلف يتحسس مكان اﻻناره حتى وجده ، اضاء اﻻنوار فوجدها تقف امامه بهيئة مهلكه لرجولته ترتدى لباس ليلي جذاب و تضع مساحيق التجميل و تتعطر باجمل العطور و تبتسم له بحب و هى تردد برقه
_ حمد الله على السلامه يا حبيبى .
تعجب من طريقتها فهل الوقت مناسب لتلك الرومانسيه ؟ و لكنه عاد موبخا نفسه فهما بأحلك اوقاتهما ازالا حزنهما بوجودهما معا و برومانسيتهما و عشقهما المتقد لذلك اقترب منها و سحبها بقوه من خصرها حتى اصطدمت بجسده فاسندت كفيها على صدره العريض بحركه لا اراديه منها حتى تدعم جسدها من قوته المهلكه لجسدها الغض و المتقد دائما بعشقه .
انحنى بجسده مقربا وجهه من اذنها و هتف بنبره مثيره دافعاً انفاسه الساخنه ليوزعها على طول عنقها
_ ايه يا وحش .. مش قلتلك انا مش قدك .
ضحكت ضحكه رقيعه و ارتمت باحضانه تتعلق برقبته هاتفه باثاره
_ انهارده انت ليا انا و بس … مش عايزه افكر فى اى حاجه و لا اى حد يعكر علينا حياتنا يا سيفو .
انهت كلماتها و اخذت هى الخطوه اﻻولى بتقبيله قبله اشتياق و حب _ من وجهه نظره _ و لكنها كانت بالنسبه لها قبله اسف و وداع بعد ان اتخذت قرارها المصيرى .
حملها و هو يفكر عميقا ، نعم يريد ان ينسى و يتناسى ما مر به و ما سيمر به بلحظات مسروقه مع من عشقها قلبه حتى و ان كانت لوقت قليل فهو قد اتخذ قراره هو اﻵخر و لن ينحيه عنه احد بعد تأكده ان امثال ذلك الذئب لن يرتجعوا عن افعالهم اﻻ عندما يجدوا من هم اقوى و اشرس منهم .
وضعها على الفراش و بدء بمساعدتها على ازاحه تلك القطعه التى لا تسترها من اﻻساس و ساعدته هى اﻻخرى بالتخلص من ملابسه ليهيما شغفا بالتحام اجسادهما معا بلهفه و كأنها ستكون آخر مره لكيهما ان يتحدا معا بهذا الشكل فتفننا فى اظهار مشاعرهما الجياشه و المتلهفه للطرف اﻻخر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ كعادته مع صوت اذان الفجر فدلف ليغتسل استعدادا لتنفيذ ما شعر انه ضرورى و هام و تصنعت هى النوم باجهاد و كسل و انتظرت بالفراش حتى غادر لتنتفض هى اﻻخرى تستعد للمغادره بعد اغتسالها و ارتداءها لملابسها .
نظرت لخزانه ملابسه فرأت سلاحه اﻻحتياطى بجارور الخزانه و بجانبه مخزن الطلقات فاستلته من مكانه و وضعت الخزانه بتجويف السلاح و نظرت امامها بالمرآه و هى حامله اياه تردد لنفسها
_ ربنا اكيد هيسامحنى ، بس سيف ﻷ ، عمره ما هيسامحنى .
بكت و ترقرقت عيناها بالعبرات الحارقه و هى تردد بتضرع
_ ساعدنى يا رب !!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
التضحيه هى جوهر المروءة و هى التى تصنع السعاده بين البشر .
هانى السليمان .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استقل سيارته و قادها و هو على الهاتف مع سعد الدين هاتفا بحنق
_ بكلمك من الصبح يا بنى انت فين ؟
اجابه الاخر بنعاس
_ نايم يا سيف ، منمتش من امبارح يا اخى .
هدر به بحده
_ و هو بعد اللى حصل جايلك نوم ازاى بس ؟
اجابه بضيق
_ اعمل ايه يعنى افضل صاحى ؟ و اصلا على ما خلصت اللى انت طلبته منى كانت الساعه بقت اربعه الفجر ، يعنى يا دوب نمت ساعتين .
زفر باختناق و سأله
_ طيب ايه الاخبار ؟
اعتدل سعد الدين بجلسته على فراشه و فرك عينيه حتى يتيقظ قليلا و هتف بتوضيح
_ الرجاله وراه من امبارح ، بايت فى فندق مع واحده من اياهم و لحد دلوقتى لسه هناك .
زم سيف شفتيه و ردد بحيره
_ طيب ابعتلى اللوكيشن بتاع الفندق .
تعجب و تخوف من طلبه و سأله
_ انت ناوى على ايه يا سيف ؟ بلاش تهور .
اجابه بحسم
_ ابعت اللوكيشن يا سعد ، مبقاش ينفع اسكت خلاص … انا سمعت كلامكم من اول ما عرفت باللى حصل و لحد دلوقتى محدش قادر يلاقيلى حل .
صاح به الاول محذرا
_ و انت بقا لقيته ؟ لقيت الحل اللى يوديك فى داهيه ؟ انا مش هسمحلك تضيع نفسك و قلتلك ان معايا نسخ من الاوراق و المستندات و نقدر …
قاطعه هاكما
_ نسخ !! نسخ مش اصول ، يعنى مش معترف بيها فى المحكمه و لا تعتبر دليل .
حاول اثناءه عن ما برأيه فهتف موضحا
_ انا قاعد براجع فى الاوراق و بحاول الاقى اى حاجه نقدر نستخدمها .
صاح به موبخا
_ و هو انا لسه هستنى لما تلاقيها ، ابعت اللوكيشن يا سعد يا اما قسما بالله ما هعرفك تانى .
زفر سعد انفاسه بحيره و ارسل له موقع الفندق و ردد حزن بعد ارساله
_ لو مش عشان نفسك ، فكر فى مراتك و اهلك و اعقل و بلاش تهور .
اغلق بوجهه ودون التعقيب عليه و اكمل قياده متجها للموقع المرسل له من قبل سعد الدين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا يقاس الوفاء بما تراه امام عينيك ، بل يقاس بما يحدث من وراء ظهرك لذلك لا تحكم دائما على ظواهر اﻻمور بل توغل فى بواطنها لتعلم الحقيقه كامله .
نزلت متوجهه لمنزل والديها و دلفت بعد ان فتحت فدوى لها الباب بفزع هاتفه
_ فى ايه ؟
ابتسمت لها بتصنع و رددت بهدوء
_ ايه يا ماما اﻻستقبال ده ؟
وضحت لهفتها هاتفه
_ اصلك جايه بدرى اوى و مش طبيعى يعنى …
قاطعتها موضحه
_ مفيش حاجه يا ماما ، بس سيف فى الشغل و قلت اقعد معاكم عشان انزل بدرى قبل ما يروح من الشغل .
ابتسمت لها بموده و رحبت بها مردده
_ طيب تعالى ده ابوكى لسه هنا منزلش ، اهو تفطرى معانا .
ابتسمت و هتفت كاذبه برفض مقنن
_ انا فطرت مع سيف من بدرى .
فور ان رأت والدها اقتربت منه و احتضنته بقوه دافنه نفسها باحضانه هاتفه بشوق
_ عامل ايه يا بابا ؟ وحشتنى .
ربت على ظهرها و ردد باشتياق
_ و انتى كمان يا حبيبه بابا ، من يوم موضوع الحادثه ده و انا بنام احلم بكوابيس و الله .
زمت شفتيها بحزن و هتفت
_ معلش يا حبيبى حقك عليا ، بس كان ضرورى عشان نعيش فى سلام انا و سيف .
تنهد براحه و ردد بتضرع
_ الحمد لله ان ربنا خلصكم من الغمه دى .
جلست معهما تتبادل اطراف الحديث حتى قارب موعد ذهاب هشام للعمل فاستأذن هاتفا
_ معلش يا ديدو بقا ، هروح الشغل و ابقا اشوفك على الغدا .. كلمى سيف ييجى يتغدا معانا .
وقفت بدورها متجهه ناحيه الباب و رددت
_ لا انا نازله معاك ، ورايا كام مشوار كده و بعدين هروح على البيت .. خلى العزومه دى وقت تانى .
اقتربت من والدتها و احتضنتها بقوه و كأنها تودعها هاتفه بحزن حاولت اخفاءه
_ ادعيلى كتير يا ماما ، انا محتاجه دعواتك اوى .
هتفت رافعه يديها للسماء تردد برجاء
_ ربنا يحفظك و يسعدك و يبعد عنك ولاد الحرام يا دارين يا بنتى ، و يهديلك جوزك و يرزقه برزقك و تفرحونا بنونو صغير كده عن قريب يا رب .
ابتسمت بمرار و ربتت على كتف والدتها و اطرقت رأسها لاسفل و خرجت برفقه والدها لايصالها لاقرب مكان لموقع الفندق بعد ان ودعتهما على طريقتها .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل يراجع اﻻوراق و المستندات كأن حياته تعتمد عليها و على ما يكتشفه بها ، و استعان بزوجته و بعضاً من اكفأ محاميه الذين يعملوا معه بمكتبه و ظل الحال هكذ حتى صرخت نيللى تهتف بذهول
_ سعد … تعالى بص كده !
تنبه لحالتها المدهوشه و اقترب منها ينظر بمحتويات الاوراق التى بحوزتها فأعقد حاجبيه بدهشه و تعجب و امسك المستندات بيده يتفحص محتواها بانتقاء اكثر فيبدو ان ناصر الصواف قد احتفظ بنسخ من جميع تعاملاتهم حتى يؤمن نفسه من غدرهم فيما بعد و لكن ما يراه اﻻن لا يصدقه عقل .
ارتمى على المقعد و ردد بذهول
_ معقول !!! انا مش مصدق اللى انا شايفه ده !!
وقفت نيللى بجواره و هتفت بتعجب
_ اظن دلوقتى عرفنا ازاى المستندات دى اتسرقت من قلب مكتب اللوا حامد الاسيوطى ؟ و ازاى برده عرفو مكان ناصر الصواف و قتلوه ؟
اماء و المراره تتجمع بحلقه و ردد بانكسار
_ اذا كان ممكن الخيانه تيجى لنا بالشكل ده و الغدر ييجى من اكتر الناس اللى احنا مآمنين لهم يبقا على الدنيا السلامه .
ربتت على كتفه تحثه على اﻻستكمال و رددت
_ مش وقت صدمه دلوقتى ، الحق سيف قبل ما يتهور و يضيع نفسه … كلمه و قوله و اكيد هنقدر نستفيد بالورق ده بأى شكل .
نظر لها بحيره و سألها
_ ازاى بس ؟ ايه الدليل غير ورقه متصوره مش معترف بيها فى القانون .
قوست فمها و رددت بحده و غضب
_ اذا كان رجال القانون هم نفسهم اللى خالفو القانون يا سعد ، يبقا ازاى لسه مستنى تنفذ القانون ؟
لمعت عينه بالدهشه و التعجب من حديثها و سألها بايماءه طفيفه من رأس بمعنى ماذا تعنى ؟ لتجيبه هى مؤكده
_ يعنى زى ما هو استخدم سطلته و رتبته فى انه يخون ، احنا كمان نستخدم الورق ده و نهدده عشان يحل ازمه سيف و دارين و يبقا واحده بواحده .
زفر باختناق و ردد مجاهدا تلك الغصه التى علقت بحلقه
_ المفروض اننا نبقا من غير ضمير احنا كمان و نساومه بدل ما نوديه فى داهيه ؟
اعقبت عليه مفسره
_ انت نفسك بتقول ان الورق ده لا هيقدم و لا هيأخر ، بس ممكن يخوفه من الشوشره على اسمه و سمعته و معاهم رتبته و يخليه يساعدنا و كده كده مش هنقدر نأذيه بس كفايه علينا اننا ناخد حذرنا منه .
فكر قليلا و ظل يحاور اﻻمر برأسه مرارا و تكرارا حتى هدرت به بفزع
_ يلا يا سعد انت لسه هتفكر ! سيف رايح و ناوي لشهاب على الشر و هيودى نفسه فى داهيه .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل جالسا بسيارته يراقب الطريق فى انتظاره ان يخرج من بوابه الفندق ليذهب لعمله و لكن طال اﻻنتظار حتى شعر بالملل و ربما قد خرج دون ان ينتبه له رجال سعد الدين فامسك هاتفه ليهاتف سعد حتى يسأله و لكن جاء اتصال اﻻخير ليسبقه فردد
_ و الله ابن حلال ، كنت لسه هكلمك .
سأله سعد بقلق
_ خير يا سيف عملت حاجه ؟
اجابه بضيق
_ لا ، لسه مخرجش من الفندق لحد دلوقتى … انت متأكد يا سعد انه لسه جوه الفندق ؟
اجابه اﻻخر بتأكيد
_ ايوه الرجاله وراه متخافش و مازالو .
ابتلع لعابه بحرقه و هو يتنفس بضيق لم يسبق ان عاصره بحياته و ردد
_ انا و هو و الزمن مبقاش طويل بينا و بقيت يا قاتل يا مقتول .
انتفض سعد يحذره
_ اسمعنى و بلاش جنان ، انا لقيت مستندات مهمه اوى هتنفعنا صدقنى بس لازم تيجى المكتب حالا عشان نلاقى حل سوا .
ضحك بسخريه و ردد باستهزاء
_ انت بتحاول تسحبنى من هنا بأى هرى فاضى مش كده ؟
اجاب اﻻخر بتأكيد
_ ابدا و الله ، و لو مش مصدقنى هبعتلك نسخه من الورق عندك على الواتس اب … افتح و اتأكد بنفسك .
انزل الهاتف من على اذنه و فتح ذلك التطبيق ليتفحص محتويات الاوراق بعنايه و تجهم و ردد بخفوت
_ يا ابن ال..كااا..لب ، هى الخيانه وصلت لكده ؟
اعقب عليه سعد هاتفا
_ انا كمان مش مصدق ، سيب اللى فى ايدك و تعالى انا و نيللى جهزنا خطه متخرش الميه بس تعالى يا سيف الله يكرمك .
لم يرد عليه فاستجمعت نيللى جرأه و اخذت الهاتف من على اذن زوجها عنوه و حدثته بتوضيح
_ اسمع بس يا سيف ، صدقنى و الله الحل اللى عندى هيعجبك و يحل كل المشاكل دى ، بس تعالى وحياه دارين عندك .
وافق على مضض ليترك موقعه و لكن ليس قبل ان يؤكد على سعد الدين استمرار رجاله بمراقبه شهاب البدراوى و اخبارهم بكل تحركاته اولاً باول .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لا تَبصم لاحد باصابعك العشره على ثقتك به …
إترك اصبعاً واحداً على الاقل ، فقد تحتاج ان تَعضه ندماً يوماً ما على ثقه لم تكن بِمحلها .
وصل لمكتب سعد الدين و حياه بتحيه مقتضبه و ردد و هو يلهث قليلا من اثر انفعاله و غضبه
_ عملت اللى قلتلك عليه ؟
اجاب مؤكدا
_ ايوه … المواجهه دى لازم يكون لها شهود ، عشان كده انا كلمت والدك و المأمور و اللوا حامد و عماد و وائل كمان فى الطريق .
اماء برأسه متنهدا بعمق و حزن و اراح جسده على ظهر المقعد فاقترب منه سعد يحفزه بثقه
_ احنا جنبك و فى ظهرك ، متقلقش .
تنهد باحتراق صدره و هتف بتوعد
_ مفيش حاجه كانت ممكن تخلصه من تحت ايديا غيرها يا سعد ، دارين …. هى اللى هتخلينى اتنازل و احط ايدى فى ايده .
حاول تهدئه ثورته فهو لا يريد ان يتنبه الخائن لما هو آتٍ فيتخذ حذره فردد يئازره
_ انا هخليه يتمنى الموت من اللى هيشوفه ، بس الاهم اننا لازم نبقا ايد واحده و الكل جاى و عارف دوره و انت لازم تمسك اعصابك عشان ميحسش بحاجه .
اماء بصمت و هتف
_ تمام ، متخافش .
لم يمر الكثير حتى حضر الجميع و جلسو جميعا امام الشاسه العملاقه لعرض الاوراق او ما يعرف ب ( البروچيكتور ) و تحدث سعد بعمليه
_ انا لقيت مستندات مهمه جدا هتساعدنا نخلص حكايه شهاب دى نهائى .
لمعت عين الجميع بلهفه و استعجال لمعرفه ما هو اتٍ فعرض صور لتلك المعاملات البنكيه الشبه منتظمه لحساب بنكى يُرسل عن طريق احد الممولين لشركات شهاب البدرواى الى الحساب الشخصى للواء حامد الاسيوطى فتجهمت ملامح الجميع بعد ان فهموا تماماً ما يعنيه ذلك ليقف هو مبتعدا عن مقعده محاولاً الهرب من المواجهه و المغادره ، فوقف له وائل بالمرصاد و امسكه من تلابيبه فصرخ به الاول محذرا
_ نزل ايدك انا رئيسك المباشر و ….
قاطعه طلعت بحده و غضب
_ و ايه كمان يا خاين ؟ ده انت فضيحتك هتبقا بجلاجل فى الداخليه .
ابتلع لعابه بصعوبه و وقف مدهوشا من تجمعهم حوله و نظراتهم التى احرقته حياً فحاول ان يشرح موقفه هاتفا برجاء
_ بلاش تحكمو عليا من غير ما تعرفو انا مريت بإيه ؟
صاح به طلعت و ردد
_ مريت بإيه يا حامد ؟ ابنى الوحيد فى خطر و انت بتتجسس لصالح الكلب ده !
هدر به الاول موضحا
_ و انا برده اللى خبيت عليه حكايه ان موته كان مزيف و قلت فرصه اهرب من طلباته اللى ملهاش علاقه لا بالشغل اللى بينا و لا بالعقل ، بس ابنك هو اللى استعجل عشان يرجع لحياته و شغله من قبل ما اقدر انهى كل حاجه ، يعنى كنت بحاول احمى ابنك يا طلعت .
اقترب منه سيف و نظر له بغضب و ردد
_ و حضرتك بقا يا سياده اللوا شايف ان بكده تبقا عداك العيب و لازم نسامحك عشان من وسط كل الخيانه دى مردتش تقوله اننا عايشين و ممتناش مش كده ؟
حاول شرح موقفه و لكن غضبهم جميعاً منه حال دون ذلك ليقترب سعد مردداً بعمليه
_ سيبونا دلوقتى من الكلام ده و خلينا فى المفيد .
رمقع وائل بحده و غضب و سأله
_ اللى هو ايه بقا ؟
اجاب بإيجاز
_ موضوع سيف و دارين لازم يخلص لانه بدء يهدده باهله .
التفت الجميع ناظرين لحامد و سعد يردد
_ اللوا حامد هيساعدنا مقابل اننا منقدمش المستندات دى لمعالى الوزير .
قوس حاجبيه و ردد بثقه
_ الورق اللى معاك ملوش اى نفع و …
قاطعه سيف مؤكدا
_ بس ليه اضراره يا فندم … بمعنى ان لو القانون ميقدرش يثبت عليك الكلام ده ففى الاخر العيار اللى ميصيبش يدوش و الوزير هيبقا عارف و متاكد انك خاين .
علت انفاسه و بح صوته و ردد بتودد
_ بلاش فى اواخر ايامى تأذونى بالشكل ده .
ابتسم سيف و ردد بعد ان تأكد ان رسالته المحذره قد وصلته
_ يبقا تنفذ اللى هيطلب منك من غير رفض .
اماء بصمت فجلس معهم و هم يتواردون افكارهم عن كيفيه الايقاع بشهاب و محاوله انقاذ سيف و عائلته من براثن ذلك الذئب .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقفت تتلفت حولها و هى تقف امام البوابه بتردد و لكنها بالنهايه تشجعت و دلفت بخطاً ثابته تجاه المصعد حتى وصلت للطابق المنشود .
فى نفس الوقت تعجباً رجلى المراقبه عندما لمحاها تدلف للفندق فردد احدهما للاخر
_ مش دى مرات سيف باشا ؟
اجابه اﻻخر بالإيجاب
_ ايوه هى ، ايه اللى جايبها هنا ؟
رفع اﻻول كتفيه بدهشه و ردد
_ مش عارف … تفتكر نبلغ المتر و لا نسكت ؟
تنهد بحيره و هتف
_ لا طبعا لازم نبلغه ، هو امرنا بكده … اى كبيره او صغيره بتحصل لازم يعرفها .
امسك هاتفه على الفور و حدث سعد باحترام
_ ايوه يا متر .
اجاب الاخير
_ خير !
اخبره بإيجاز عن تواجد دارين بمحيط الفندق بل و دلوفها داخل ابوابه فتجعدت ملامحه و هو يردد بهدوء مصطنع
_ طيب خلى بالكم و بلغونى بأى تطورات .
اغلق الهاتف فإستشف سيف وجود خطب ما فسأله متوجساً
_ ايه اللى حصل ؟
ابتلع لعابه و تلعثم و ردد ببحه مختنقه
_ ا . ااص .. صل .
انزوى ما بين حاجبيه و اقترب منه و اشار بيده بمعنى هات ما عندك و ردد
_ قول فى ايه ؟
اجاب اخيرا بعد ان استجمع شجاعه زائفه
_ اصل دارين راحت لشهاب الفندق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
طرقت بأنامل مرتعشه على الباب الذى يحمل نفس ارقام الجناح الذى ارسله لها على الهاتف ففتح لها احد حراسه و نظر لها من رأسها لاخمص قدميها فتنحنحت بحرج هاتفه بوجل
_ شهاب بيه موجود ؟
استمع لصوتها من الداخل فاقترب من الباب و رحب بها بشده و سحبها من يدها لتدلف لذلك الجناح الواسع فترى تلك الفتاه التى تستعد للرحيل و تبدو نسخه مشابهه لها فنظرت له بحيره ليبتسم لها هاتفا بغزل
_ بحاول اعوض غيابك عنى ، بس و لا واحده قادره تاخد مكانك فى قلبى .
غادرت الفتاه و هى تنظر لدارين بحيره فهى لاول مره تستمع لغزل صريح من ذلك الرجل القاسى الذى يتعامل معهن على انهن سعله رخيصه تباع و تشترى .
اغلق الحارس الباب فاتنتفضت دارين بفزع و نظرت خلفها لتجد حارسيه لا زالا معهما بالجناح فتنفست اخيرا الصعداء ، فهى ليست بمفردها معه .
اقترب منها احد الحراس و حاول تفتيشها فهدرت بهم بحده
_ محدش يلمسنى ، محدش يقرب منى .
ابتسم شهاب و اشار لهما بيده بالابتعاد و اقترب منها هاتفا بصوت هامس
_ صح … معاكى حق ، محدش من حقه يلمس الجسم ده غيرى انا و بس ، حتى سيف باشا مش من حقه .
رفعت بصرها على اعقاب جملته اﻻخيره لتتجمد اطرافها خوفا مما ينتويه فهتفت بتوتر
_ احنا اتفقنا انك هتسيبه فى حاله هو و اهله !!
اماء مؤيدا و ردد بحده
_ بس تضمنيلى منين انه ميلمسكيش تانى ؟ انا مبحبش حد يلمس حاجه بتاعتى .
ابتلعت غصه جرحت حلقها و ادمته نزيفاً فماذا ظنت هى فاعله بهذا المكان برفقته ؟ هل كون رجاله معه سيمنعه من اﻻقتراب منها او التحرش بها جسدياً و لفظياً ؟ الم تدلف منذ ثوانٍ و تجد تلك الفتاه بالداخل بوجودهما ؟
لعنت غباءها و تهورها و لكنها عادت تؤكد لنفسها ان كل ما تفعله فى سبيله هو و تضحيتها حتى و ان لم يتقبلها فبالنهايه هى له ، و له وحده .
عاد احد الحراس يحمل جهازاً اسود اللون بيده معروف بالكشف عن وجود اسلحه و قام بتمريره على جسدها و حقيبه يدها فاصدرت ازيزاً عالياً ليتعجب شهاب و نظر لها بمعاتبه و سحب حقيبتها بالقوه و اخرج منها السلاح الذى بحوزتها و ردد باسف و حزن
_ كده برده يا قطه ؟ عايزه تقتلينى ؟
اطرقت رأسها و عادت تنظر له و هتفت بحده
_ انت عايز مننا ايه ؟ حرام عليك سيبنا فى حالنا .
نظر لحارسيه و امرهما بغمزه من طرف عينه ان يغادرا ففعلا على الفور بطاعه عمياء فتوجست خوفاً و رهبه و عادت للوراء بجسدها فابتسم بقراره نفسه من منظرها المرتعد و ردد بمشاكسه
_ ايه الخوف ده كله ؟ ده انا حتى سمعت انك بطله فى الفنون القتاليه ! يعنى بحركه واحده منك تقدري تجبينى اﻻرض .
اقترب منها اكثر بعد ان حاصرها بين جسده و الحائط و امسك خصله من شعرها المجعد و لفها على سبابته و ردد بفحيح كفحيح اﻻفعى
_ انا عايزك برضاكى مش غصب …. و مش هقبل باقل من كده ، يعنى باختيارك تسلميلى نفسك و انتى راضيه و موافقه .
استجمعت انفاسها الهاربه و هتفت بحده تسأله
_ و اﻻ ؟
ابتعد عنها خطوات قليله و ردد بزهو وهو واضعا يديه بداخل جيب سترته
_ و اﻻ هتترحمى على الباشا و تحضريله الجنازه فى عمر مكرم انهارده بعد صلاه الظهر .
تعجبت من طريقته الساخره و كأنه يملك بيده زمام الامور و مفاتيح الموت و الحياة فهدرت بضيق و غضب
_ حرام عليك … ابعد عننا .
لم يهتم و ادار وجهه عنها و ردد بضيق
_ قدامك دقيقه عشان تاخدى قرارك و لو عايزه تمشى انا مش همنعك .
تنفست بصوت مسموع و كان واضحا للعيان ان ما تعانيه من تخبط افكارها لا يوجد له حل لتقرر بالنهايه ان الله قادرا على حمايتهم جميعا من ظلم هذا الذئب فهتفت معلنه
_ لا مش موافقه ، انا ماشيه .
التفت ينظر لها بنظره خبيثه و اماء دون تعقيب و لكنها وقفت تردد بحده
_ هات المسدس .
ضحك و ضحك و اقترب منها و امسكها بحده من ساعدها هاتفا
_ انتى فكرانى غبى ؟ عايزه المسدس ليه ؟
اجابته بتوتر
_ عيزاه … و متخافش مش هموتك بيه ، انت متستحقش تموت موته سهله كده .
اماء مجددا ببسمه غاضبه و نادى على حارسه هاتفا
_ هات المسدس ده وريهولى !
ناوله اياه فنظر لها بتمعن و ردد متعجباً
_ سلاح ميرى !! يا ترى بتاع مين ؟
نظر بعمق عينها و ابتسم بانتصار هاتفاً
_ جايه تقتلينى بسلاح جوزك الميرى ؟ انتى متعرفيش انك لو عملتى كده هو اللى هيلبس القضيه حتى لو بصماتك على المسدس ؟
لم تعى تماماً ما القاه على مسامعها للتو فصرخت به هادره
_ انت عايز ايه ؟ هات المسدس خلينى امشى .
ظل يقلبه يمينا و يسارا و كأنه يشاهد قطعه فنيه لا مثيل لها و تحدث باعجاب
_ جميل اوى و شكله نوع محترم تسعه ملم ، معظم الظباط بيفضلو النوع ده عشان دقيق فى التصويب و النيشان .
شد صمام اﻻمان و سحب رصاصه بداخل خزنته و هو يردف
_ يعنى من غير الواحد ما يحتاج يركز ممكن بسهوله يصيب بيه الهدف على طول من غير تفكير .
رفع السلاح للجانب و اخرج طلقه سريعه منه فاصابت احد الحارسين الخاصين به فى جبهته فسقط صريعا على الفور ليبتلع الحارس اﻻخر بوجل و ظل ناظرا للارض لجثه زميله الغارقه بدماءه و شهاب يستطرد
_ زى ما شوفتى كده مش محتاج نيشان .
كتمت صرخه كادت ان تخرج منها و هى تراه قد قتل احد رجاله بدم بارد دون ان يرف له جفن فابتلعت بذعر و بكاء واضعه يدها اعلى فمها تكتم شهقاتها فاقترب منها و انحنى يقبل عنقها غير عابئا لا ببكاءها و لا بذهول حارسه من فعلته تلك .
لم تكن بوعيها مما حثه على المواصله بسحب عبيرها و استنشاقه و هو يقبل كل انش من وجهها و عنقها حتى تيقظت حواسها للمساته المقززه فصرخت و ابتعدت عنه ممسكه اناء الزهور الموضوع على المنتطده و كسرته و امسكت بنصله غارزه اياه بشريانها النابض على رسغها اﻻيسر و صرخت بانهيار
_ لو قربت منى هموت نفسى .
ارتعد قليلا من تهديدها و لكنه عاد لثباته و اقترب منها و هو يهتف بتحذير
_ و تفتكرى لو موتى نفسك انا هسيبه يعيش بعدك يوم واحد ؟
بكت بانهيار فوجدته يتحرك ناحيتها و هو ممسكا بسلاح سيف و ردد بتوضيح
_ موتى نفسك و انا هخليه يتمنى الموت و ميطلهوش يا دارين و تأكدى انى اقدر على ده .
زاد من اقترابه حتى اصبح شبه ملاصق لها و مد راحته و سحب منها النصل الزجاجى بقوه لدرجه جرحت يده و يدها على حد سواء و القاه بعيداً ، ثم رفع سلاح سيف امام وجهها و هتف بتهديد
_ ده سلاح سياده المعاون .
و اشار لجثه الحارس الملقاه ارضاً و ردد
_ و دى جثه الراجل اللى هو قتله بسلاحه الميرى من غير وجه حق .
مسح بصماته من على السلاح و القاه ارضا بجوار الجثه و ردد
_ و هو كده و من غير بصمات محدش هيلبسها غير حضره المعاون .
رفعت يدها امامه بتضرع فاكمل بتشويق
_ الا لو … ؟
رأى ملامحها المذعوره فاكمل زعزعتها هاتفا
_ لو وافقتى تبقى ليا اعتبرى مفيش اى حاجه حصلت و لا قتيل اتقتل و الجثه هخفيها بمعرفتى .
سحبها من خصرها اكثر و اقترب من اذنها هاتفا بصوره مخيفه
_ لكن لو رفضتى هيلبسها و لو على الاثباتات …
نظر لحارسه المذعور و متسمر امام جثه رفيقه و امره
_ انزل امسح تسجيلات الكاميرات و وقفها كلها .
اماء الاخير بطاعه و هرب من امامه على الفور لينفذ مطلبه فعاد شهاب محدثا اياها
_ يعنى عشان لو مفكره انك ممكن تثبتى حاجه بالقانون و اﻻدله مثلا !
بكت و انهارت فسحبها داخل احضانه و ربت على ظهرها يهدءها و هتف باذنها
_ انا عايزك اوى … و عشان تبقى ليا مستعد احرق العالم ده كله و احرقك انتى اولهم .
ابتلعت غصتها الباكيه و هو يكمل
_ خدى قرارك بسرعه و حالا مبقاش فى صبر خلاص .
مسحت وجهها باناملها و رددت بنهيار
_ حاااضر … موافقه ، بس ادينى وقت ارجوك مش هقدر اعمل حاجه حرام عشان خاطرى .
ردد بنبره ظن انها مثيره لحواسها و لكنها بالحقيقه كانت مقززه لها
_قوليها تانى .
نظرت له بحيره فاقترب منها و ردد
_ قوليلى تانى عشان خاطرى يا شهاب ، عايز اسمع اسمى منك .
بكت و رددت بصوت ضعيف
_ عشان خاطرى يا شهاب .
اعاد رأسه للخلف و كأنه تناول لتوه جرعه من الخمر المسكر و عاد ينظر لها بإثاره هاتفا بتأكيد
_ اتطلقى منه و هتجوزك .
اماءت موافقه فردد
_ بس عايز عربون على اتفاقنا ده عشان تثبتيلى حسن نيتك .
نظرت له بوجل فاعقب مفسرا
_ مش هقدر اصبر لحد ما تتطلقى ، على الاقل ادوق شفايفك .
اماءت موافقه فاتسعت ابتسامته على الفور و اقترب منها اكثر و احكم قبضته على خصرها و ازاح شعرها المجعد بعيدا عن عنقها الذى اسكره حد الثماله لمجرد استنشاقه فشعر بتخمه من اﻻنتشاء لمجرد سحب عبيرها بداخله و بدء بتوزيع قبلاته على طول عنقها وسط بكاءها المرير و استسلامها له .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
ان المرء يكون اقرب الى الحقيقة حين يكون غبياً ، ان الغباء يمضي نحو الهدف رأساً ، الغباء بساطة و إيجاز ، اما الذكاء فمكر و مخاتلة .
إن الفكر الذكي فاجرٌ فاسد ، اما الغباء فمستقيم شريف ، لقد شرحت لك يأسي ، و على قدر ما يكون الشرح غبياً يكون الأمر افضل فى نظري .
فيودور دوستويفسكي …
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انطلق كالصاعقه دون انتظار احداً ان يتبعه و دلف سيارته يقودها بتهور و تبعه البقيه بتخوف و رهبه من شكله المخيف حتى استطاع عماد ان يعترض سيارته و انزله منها و ردد بمهادنه :
_ اهدى يا سيف ، انت عارف انها عندها استعداد تضحى بنفسها عشانك .
زئر بغضب اهوج :
_ تضحى بحياتها مش بنفسها ، هى رايحه تضحى بايه يا عماد دلوقتى ؟
ربت عليه يهدئه هاتفاً :
_ اكيد رايحه تتكلم معاه بالعقل و …
صرخ يقاطعه مبعدا اياه عن طريقه :
_ ابعد عربيتك يا بنى ادم عشان الحقها .
وصل وائل برفقه البقيه فتصدوا له جميعا و وقفوا له بالمرصاد حتى لا يتهور فاقترب منه وائل ماداً ساعده و ردد :
_ هنسيبك بس بشرط .
رمقه بنظره غاضبه و صرخ به :
_ انت السبب ، انت اللى عرفتها طريقه …. لو اى حاجه حصلت انا هحملك المسئوليه كامله ، بقولكم ابعدو عن طريقى .
اقترب طلعت و ردد بصوت رزين :
_ ماشى يا سيف ، و كلنا جايين معاك … بس هات سلاحك خليه معايا .
حاول اﻻعتراض و لكنه راى التصميم بعين والده فاخرج سلاحه من مخدعه و ناوله اياه و دلف من جديد لسيارته و ركب عماد الى جواره و تبعه البقيه لموقع الفندق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فى نفس الوقت بدء شهاب بتوزيع قبلاته على وجهها و لكنها شعرت باحتراق بشرتها من لمساته فانتفض جسدها بين احضانه و حاولت التملص منه و ابعاده عنها و دفعه بعيدا بكل قوتها و هى تصرخ و تتضرع له برجاء :
_ ابوس ايدك سيبنى ، حرام عليك اللى بتعمله ده … ابعد عنى .
لم يستمع لها و ظل على حالته المنتشيه و هى تصرخ و تدفعه بعيدا بكل قوتها ، حتى وصل سيف و من معه على اعتاب باب الجناح فاستمعوا من الخارج لصراخها المتوسل :
_ ابعد بقولك حرام عليك … سيبنى سيبنى .
دفع سيف الباب بجسده فانكسر ليجد امامه ذلك المشهد الذى زعزعه و انهى تماسكه الزائف و هى بداخل احضان ذلك الذئب فعاد خطوه للوراء سامحاً لعماد و وائل بالدخول و رؤيتهما للجثه الملقاه على اﻻرض فاستل وائل سلاحه و رفعه بوجه شهاب و ردد :
_ اقف عندك .. ارفع ايدك فوق راسك و انزل على اﻻرض ، حالا و اﻻ هضرب فى المليان .
فعل شهاب بعد ان ترك دارين التى دخلت بحاله من الجمود و دارت بينها و بين سيف حرب نظرات و لكنها كانت من نوع آخر ، من النوع المعاتب فقوس فمه بحزن و خذلان و خرج يستند بجسده على الحائط الخارجى للجناح و اخرج علبه سجائره و اشعل واحده و تنفس دخانها بعمق و اشتم عبقها ليشبع به صدره المتقد بنيران حارقه و ظل يتنفس بحده غير مباليا لما يحدث بالداخل .
على الجانب اﻻخر ظلت تبكى و تنتحب بشهقات عاليه و متتاليه فإقترب منها طلعت ينظر لها بحزن و ردد بصوت هامس :
_ ايه بس اللى جابك هنا ؟
لم تجيب و ظلت على حالتها الواهنه تريد الخروج للتحدث معه و ربما تفسير موقفها و لكن اوقفها طلعت بإمساكها من يدها و بحركه رافضه من رأسه هاتفا بتحذير :
_ بلاش دلوقتى يا بنتى ، مش ضامن رد فعله ممكن يكون ايه ؟
ظل وائل واقفا امام شهاب الجاثياً على اﻻرض فرفع اﻻخير بصره و ردد بثقه و غرور :
_ ممكن اعرف انتو هنا ليه ؟ و مش من حقكم تدخلو الجناح بتاعى و بأى تهمه مثبتنى كده ؟
نظر له وائل بنظره غل و كره و ردد بصوت غاضب :
_ لو من ناحيه التهم فهى كتير اوى يا شهاب بيه ، تحب اعدهالك ؟ محاوله اختطاف و اغتصاب انثى و جريمه قتل و ….
قاطعه و هو يردد بغضب :
_ اسمع يا حضره الظابط ، ولا تهمه من دى لبسانى .. انت فاهم لان هى هنا بمزاجها و القتيل ده مش انا اللى قتلته .
صرخت به دارين بانهيار :
_ حرام بقا كفايه .
حاول طلعت اثناءها عن اﻻقتراب منه فحال بجسده بينها و بينه و ردد :
_ اهدى يا بنتى مش كده .
بكت بحرقه و رددت من بين لهاثها الباكى :
_ قتله بسلاح سيف .
لم يعى طلعت تماماً ما قالت فأعادت عليه اﻻمر تكرره مراراً و تكراراً و كأنها رساله مسجله :
_ قتله بسلاح سيف ، قتله بسلاح سيف .
استمع سيف من الخارج لبكاءها و اعترافها بأخذها لسلاحه عندما سألها والده :
_ و ايه اللى وصل سلاح سيف ليه ؟
اجابته بحرقه :
_ انا … كنت جايه اقتله عشان اريح الناس من شره ، بس هو قتل الجارد بتاعه بسلاح سيف و هددنى انه هيلبسهاله .
سمعوا ضحكات سيف العاليه و الساخره مما يستمع له و هو يحرك رأسه باستسلام من تصرفاتها الغبيه فاقترب وائل و انحنى بجوار الجثه و امسك السلاح بقطعه من القماش حتى لا ينطبع عليها البصمات و خرج يقف امام سيف يسأله باهتمام :
_ سلاحك ده يا سيف ؟
اخذه منه وسط رفض وائل هاتفاً بتحذير :
_ يا بنى البصمات .
ضحك بسخريه و ردد بتأكيد :
_ هو سلاحى يا وائل … شفت بقا ايه اللى بيحصل لما انت بتشغل عقلك ؟ جبت اغبى مخلوقه على وجه اﻻرض عشان تساعدك فبدل ما تكحلها عميتها و لبستنى قضيه .
حاول التحدث معه و تهدئته و لكن صوت دوى رصاصه خرجت جعلتهم جميعاً يهرعوا للداخل مجددا فوجدوا اللواء حامد و قد اطلق النار على شهاب ارداه قتيلاً .
دام الصمت للحظات حتى قطعه وائل هادراً بحامد :
_ ايه اللى عملته ده ؟ انت كده مفكر نفسك خرجت منها زى الشعره من العجين ؟
اجاب اﻻول مفسرا :
_ انتو مش كنتو عايزين انى احلها !! ادينى حلتها ، عايزين منى ايه تانى ؟
صاح وائل بغضب :
_ انت كده حلتها !!! انت كده لبست سيف .
رد سيف بحزم :
_ و لا لبسنى و لا حاجه ، السلاح بتاعى تسعه ملم و اراهنك ان سلاح الحارس زيه لان ده السلاح المعتمد للحراسات .
رفع وائل حاجبه و ردد بدهشه :
_ يا بنى سلاحك ميرى يعنى الطلقه ميرى .
ضحك سيف بسخريه و اخرج السلاح من خصره مخرجا منه خزنته و ردد :
_ الخزنه دى مش ميرى لانى كنت بدرب بيه ، يعنى ببساطه نبدل الخزنتين و تبقا خلصت .
لم يفهمه فتسائل بصمت ليجيب عليه اﻻول :
_ يعنى شهاب قاوم و ضرب علينا نار جت فى الحارس بتاعه و اللوا حامد ضربه دفاعاً عن النفس .
اماء وائل و ردد :
_ ايوه برده اقتحمنا المكان و قاومنا باى تهمه ؟
ردد حامد :
_ التحريات اللى عندنا كلها ضده و بسيطه اننا نثبت انه خطف دارين …
لم يكمل حديثه فقاطعه سيف :
_ لا ، انتو تخرجوها بره الليله دى خالص .
ردد وائل :
_ بس كاميرات المراقبه ..
و قبل ان يقاطعه سيف كانت هى تتحدث :
_ هو بعت واحد من رجالته يمسحها .
اماء دون النظر لها و ردد بصوت حاد :
_ اهو سهلها علينا ، بس ده معناه ان فى حارس تانى …
عادت تقاطعه :
_ كان خايف و مرعوب بعد ما قتل زميله و اكيد هرب .
رمقها على الفور بنظره حاده فحاولت اﻻقتراب منه و لكنه اوقفها برفع يده امامها رافضا اقترابها فتراجعت كما كانت ليردد هو بحزم :
_ دلوقتى ابعت هات قوه و ظبط تحرياتك عشان القضيه ، و احنا لازم نمشى من هنا عشان منبوظش مسرح الجريمه .
اماء الجميع بطاعه فرمقها بنظره بمعنى هيا بنا و لكن اوقفه والده ممسكاً بذراعه و همس له :
_ سيف … تعالى عايزك .
اخرج مفاتيحه من جيبه و ناولها اياه و ردد بصوت اجش :
_ استنينى فى العربيه .
انتظر والده ان يحدثه فردد اﻻول :
_ بس مش غريبه ان محدش من الفندق لا جه و لا حس بحاجه ؟
اجاب سيف معللاً :
_ اكيد الدور فاضى او هو اللى مفضيه .
اماء بتفهم و عاد يحدثه بمهادنه :
_ طيب انا عايزك تهدى و تتصرف بعقل ، انت فاهم انها …
قاطعه برفع يده و ردد باستنكار :
_ بابا من فضلك ، انا مش عايز كلام فى الموضوع ده .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كنتُ أظُن أنّ الذي يحبُّني سيحبُني حتى وأنا غارقٌ في ظلامي، حتى وأنا ممتلئ بالندوب النفسية، حتى وأنا عاجزٌ عن حُب نفسي، سيحبُني رغمًا عن هذا، ولكن لا، فلا أحد يخاطر ويُدخِل يدهُ في جُب البئر، الظلام لنا وحدنا.
– أحمد خالد توفيق .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتظرته و طال انتظارها حتى رأته يقترب من السياره و دلف بصمت و امسك بحزام اﻻمان رابطاً اياه على خصره ففعلت بالمثل و نظرت له بترقب ان يحدثها و لكنه مد راحته و ردد بجمود :
_ هاتى المفتاح .
ناولته اياه فوضعه بمكانه و شغل محرك السياره منطلقا بها و هى صامته لا تعرف ماذا سيكون رده فعله على غلطتها و تدعو ربها ان يتفهم موقفها بالرغم من علمها مدى خطأها .
وصل لوجهته و اوقف محرك السياره فوجدته قد احضرها لمنزل والديها فرددت بتلعثم :
_ انت جايبنى هنا ليه ؟
تنفس عميقا و ظلت انفاسه تعلو و تهبط مع حركه قفصه الصدرى بغضب و ردد بهدوء غير مناسب لحاله جسده المتحفز :
_ انزلى .
بكت و انتحبت هاتفه بتوسل :
_ طيب اسمعنى انا …
قاطعها بحده و صوت اجش :
_ قولتلك انزلى .
توسلته و ترجته هاتفه :
_ انا عارفه انى غلطت بس انااا ….
قاطعها بنظره حارقه و زئير غاضب :
_ انتى طالق ، و انزلى قبل ما افقد اعصابى .
شلتها الصدمه للحظه توقف فيها عقلها عن التفكير و ظلت صامته فردد هو بضيق :
_ بلغى اهلك ده لو بتعمليلهم حساب هما كمان انى جاى بالليل بالمأذون ، بس اخلص المصايب اللى حطتينى فيها .
اغلقت عينها و انهمرت عبراتها و هى مطرقه رأسها فصاح مجددا :
_ بقولك انزلى .
فعلت على الفور لينطلق بسيارته بسرعه جنونيه و وقفت هى حائره شارده بذهنها توبخ نفسها على تهورها و انسياقها وراء تفكيرها الغبى الذى اوقعها لاكثر من مره فى كوراث لا حصر لها .
صعدت لمنزل والديها فاستقبلتها فدوى بذعر ضاربه على صدرها من منظرها المبعثر و هتفت :
_ انا كنت متأكده انك مجيك الصبح كده فيها ان ، ايه اللى حصل ؟
ارتمت باحضانها باكيه بانهيار و رددت :
_ خلاص يا ماما ، خسرت كل حاجه … خسرت سيف و عمره ما هيرجعلى تانى ابدا .
سحبتها بهدوء و رويه لتفهم منها اﻻمر و اجلستها على اﻻريكه و جلست بجوارها هاتفه :
_ براحه بس و فهمينى ايه اللى حصل ؟
قصت عليها اﻻمر ففزعت فدوى مما سمعته و ضربت صدرها بخضه هاتفه :
_ يا لهوى يا دارين ، ايه اللى دخلك فى مصيبه زى كده ؟ انتى يا بنتى بتنعكشى على الهم بمنكاش !
مسحت عبراتها و تحدثت بحزن :
_ ملوش لازمه الكلام يا ماما ، اتصلى ب بابا خليه ييجى هو و جمال عشان سيف جاى بالليل هو و المأذون .
ربتت على كتفها تهدئها هاتفه :
_ متقلقيش ، سيف بيحبك و اكيد هيهدى لحد بالليل …
قاطعتها بصراخ باكى و نادم :
_ سيف طلقنى خلاص يا ماما ، طلقنى :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ذهب لعمله و هو يشعر بالعالم و قد تهدمت اسواره من حوله و اصبح قاب قوسين على اﻻنهيار فوق رأسه ، دلف مكتب المأمور و جلس باجهاد واضح فتفهم الاخير حالته فيبدو ان عماد قد اخبره بتفاصيل ما حدث ليقرر اﻻنتظار حتى يتحدث هو بالاول .
قطع صمته بتنهيده متعبه و ردد بصوت جاهد ليخرج قويا :
_ عرفت ان اللوا حامد هو اللى كان بيوصل اﻻخبار لشهاب ؟
اماء معقباً :
_ عرفت كل حاجه و بلغت وزير الداخليه بكل التفاصيل و هو مستنى بس نخلص قضيه القتل بتاعه شهاب و الحارس بتاعه و بعدها هيتعامل معاه .
رفع بصره و سأله :
_ اللى زى ده لو فضل فى الداخليه ….
قاطعه المأمور مؤكداً :
_ اكيد مش هيفضل ، متقلقش .
تنهد ببطئ و اطرق رأسه لاسفل فردد المأمور يسأله بحيره :
_ انت ناوى على ايه ؟
لم يستوعب انه يسأله عن حياته الخاصه فاجابه بعمليه :
_ انا بره الموضوع اصلاً ، لو وائل بس ميتصرفش بغباء كعادته القضيه هتتقفل من غير مصايب .
اماء المأمور و لم يعلق عليه لتخوفه من إثارته فهو لم يسبق ان رأه بتلك الحاله ليردد باﻻخير :
_ لو عايز تاخد اجازه و تروح اهو عماد على وصول يحل مكانك !
ابتلع بغصه مؤلمه و اماء بصمت و غادر متوجها لمنزل والديه حتى ينفذ قراره الذى اتخذه و نفذه بالفعل .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وصل والدها و اخيها و زوجته بعد ان ابلغتهم فدوى بما حدث فتركا اعمالهما و اتيا بتعجل و جلس هشام محنياً رأسه بانكسار و هتف منتحباً بحزن :
_ حطتينا فى موقف لا نقدر نغلطه انه طلقك فى الشارع و لا نقدر نصلح ما بينكم ، انا مش فاهم عقلك كان فين ؟
لم تجيب لشعورها بالوهن و اﻻنكسار فظلت صامته و هى تُوبَخ من والدها :
_ واحده رايحه برجلها لواحد عايزها تزنى معاه ! و كنتى متخيله ايه اللى هيحصل ؟
اجابته و هى تحاول التماسك :
_ كنت رايحه اقتله ، بس هو …
قاطعها هشام بحده :
_ رايحه تقتليه ؟ هو القتل بالساهل كده ؟ انتى فاكره انك لو حتى وقفتى قدامه و رفعتى المسدس فى وشه كنتى هتقدرى تقتلى ؟ القتل ده عايز ناس تانيه بدم بارد و انتى مكنتيش هتقدرى تعمليها .
اعقب عليه جمال :
_ و حتى لو كنتى قدرتى تقتليه ! كان وضعك و وضع سيف هيكون ايه ساعتها ؟ فهمينى ؟
انتظرها ان تجيبه و لكنها كانت غارقه بحزنها فاستطرد :
_ كنتى هتتسجنى و يمكن توصل للاعدام ، و سيف بمركزه ده كان هيبقا معاون السجن اللى مراته محبوسه فيه !! انتى متخليه الوضع كان هيبقا عامل ازاى ؟
تدخل هشام معقباً :
_ ده لو مكانش الحارس بتاعه قتلها قبل كل ده عشان يحمى الراجل بتاعه .
ازدادت نوبه بكاءها فهتفت ليلى بحده :
_ يا جماعه خلاص بقا براحه عليها ، هى كانت محطوطه تحت ضغط ربنا العالم بيه ، و حتى لو اتصرفت غلط فده بدافع حبها ليه …
قاطعها جمال بصياح :
_ مفيش راجل هيقبل على نفسه المنظر اللى شافها بيه ابدا يا ليلى ، حتى لو عارف انه بيهددها و خصوصاً انه اكتر من مره يقولها خليكى بره الموضوع .
هتفت اخيراً بعد طول صمت :
_ ما هو صاحبه هو اللى كلمنى و قالى ان انا الوحيده اللى هقدر انقذ سيف …
قاطعها بغضب
_ و صاحبه ده غلطان ، بس انتى اللى كان مفروض تكبرى جوزك يا دارين و تقوليله على كل حاجه و هو يتصرف ، لكن انتى لغتيه .
قطع حديثهم معا رنين جرس الباب فنظروا لبعضهم البعض و ردد جمال بحزم :
_ ادخلو انتو جوه ، خلينى اتكلم معاه انا و بابا بس .
فعلت سيدات المنزل ما امرهن به و فتح الباب ليجد سيف و معه والده و المأذون فاعقد حاجبيه فيبدو انه قد اتخذ قراره و ليس كما ظن انها لحظه غضب .
رحب بهم و ادخلهم ففتح المأذون دفتره على الفور و ردد :
_ عايز البطايق لو سمحتم .
نظر جمال لسيف و ردد بخفوت و حرج
_ انت اخدت قرارك خلاص ؟
نظر له اﻻخر بغضب و هتف :
_ انا طلقتها خلاص يا جمال ، اللى بينا انتهى لحد كده .
اعقب عليه بحزن :
_ بس المفروض انت عارف هى ليه عملت كده ؟
انتفض سيف من مكانه و ردد و هو يشير بسبابته امامه لجمال المتعجب من شكله :
_ غلطها مش مقبول مهما كانت الدوافع نبيله زى ما بتقول فالطريقه غلط ، و بعدين انا مش عايز كلام فى تفاصيل خلاص اللى حصل حصل و لو على حقوقها فأنا …
قاطعه هشام بحده :
_ يا بنى انت ليه بتصغرنا كده ؟ احنا اتكلمنا فى حاجه و لا طلبنا منك حاجه ؟
اجابه بتوضيح :
_ الحق ميزعلش حد … هى ليها حقوق عندى و انا هديهالها كامله .
ابتسم هشام بمرار و اماء بصمت و ردد جمال معترضاً :
_ معتقدتش انها هتقبل تاخد منك حاجه يا سيف !
ابتلع لعابه و بلل شفتيه و ردد بوجل :
_ لو هتعارضنى فى ده كمان فساعتها مش هتعب نفسى فى الجدال مع حد … من اﻻساس اختك معترفتش بوجودى فى حياتها و لو فضلت على طريقتها حتى و احنا فى النهايه فأنا مش هجادل خلاص براحتها .
ارتمى على المقعد و نظر للمأذون مردداً باجهاد ة
_ خلص يا شيخ اﻻجراءات .
انهى المأذون كتابه اﻻوراق و ردد بجديه :
_ امضى هنا يا باشا .
اقبل عليه و انحنى ليوقع قسيمه الطاق و تحدث المأذون هاتفا :
_ فين الزوجه عشان توقع هى كمان ؟
استدعاها لتلج للخارج و عيونها حمراء من كثره البكاء مطرقه رأسها لاسفل و اقتربت بتمهل للمأذون و انحنت تنظر للاوراق فوجدت توقيعه اسفل قسيمه الطلاق ، فاغلقت عينها بأسى و حزن و نزلت عبراتها رغما عنها على وجنتيها و امسكت بالقلم و وقعت هى اﻻخرى ، و قبل ان تغادر استمعت له يردد بجديه و هو يُخرج مفاتيحه من جيب سترته الميرى :
_ مفتاح الشقه خليه معاكى لحد العّده ما تخلص و تنزلى العفش .
انتظر ان تمد يدها لاخذه و لكنها ظلت مطرقه رأسها لاسفل فتقدم جمال و اخذه منه و ردد :
_ تمام يا سيف .
هندم بدلته و استعد للمغادره و لكنه التفت و ردد بجمود :
_ فى الشرع من اﻻفضل انها تفضل فى بيت الزوجيه و متخرجش منه ، بس طبعا ده لو هى عايزه تنفذ الشرع و انا كده كده مش هفضل فى الشقه هروح اقعد فى شقتى القديمه .
اجابه هشام بتحفز
_ بس انا مش حابب اسيب بنتى عايشه لوحدها و خصوصاً انك عارف ظروفها الصحيه ، و الشرع بيقول كده للزوجين مش للزوجه بس ، لعل و عسى يبقا فى اصلاح … و طالما انت مش موجود يبقا خليها وسطنا افضل .
سحب شهيقا بعمق و اماء موافقا و لكنه اكد عليهم :
_ اوكى بس يا ريت متنسوش ان لحد عدتها ما تخلص هى لسه على اسمى و على ذمتى يعنى مش عايز تجاوزات …
قاطعه هشام بغضب :
_ عيب كده يا بنى انت كده بتشتمنا .
رد عليه متنفسا بغضب :
_ لا ابدا ، انا بس بعرفكم حاجات ممكن تكون تايهه عنكم .
غادر برفقه والده الذى لم يتحدث بكلمه واحده طوال جلستهما ليهدر به فور ان دلفا للسياره معاً :
_ انا فضلت ساكت عشان مصغركش قدامهم ، بس كان عندى امل انك تتراجع و متكبرش الموضوع للدرجه دى .
قاد سيارته باتجاه منزل والديه و اجابه بحزن خيم على ملامحه :
_ خلاص يا بابا الكلام مبقاش ليه لازمه ، كل واحد راح لحاله .
نظر امامه للطريق و اكمل :
_ يمكن كده احسن ليا و ليها ؟ بالرغم من اننا حبينا بعض ، لكن كنا تعبانين مع بعض اوى … و خلاص القصه خلصت لحد هنا .
حرك والده رأسه باستسلام و حزن على حال نجله البكرى و ما آلت اليه حياته من مصائب اوصلته لحاله اليأس التى يعاصرها اﻵن .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور شهر ..
دلفت مكتبه بابتسامه سعيده فبادلها بابتسامه منمقه و اشار لها بالجلوس امامه و ردد :
_ مبرك البراءه يا نور .
اجابته بامتنان :
_ كله بفضل ربنا و مساعدتك ليا يا سيف باشا .
اماء براسه بحركات متتاليه و ردد بتأكيد :
_ انتى بنت كويسه و ظابط شاطر جدا و تستحقى الشهاده اللى الواحد شهدها فى حقك ، و لولا تدخل وزير الداخليه فى القضيه بتاعتك عشان يعوضنا اللى حصل فى قضيه شهاب البدراوى كان ممكن تاخدى حكم لا قدر الله .
اسندت يدها امامها على المكتب و رددت بتأكيد :
_ كله خير من عند ربنا يا فندم ، بس فعلا مش مصدقه اللى حصل … ازاى اللوا حامد يقدم استقالته ؟ و وائل بيه يتنقل الصعيد !! تحس ان القضيه دى فيها إنّ .
لم يعقب و يخبرها بملابسات القضيه لسريتها و لكنه حاول تغيير الاجواء قليلا فردد بمزاح :
_ يا ستى سيبك من الكلام اللى يحرق الدم و خلينا فى المهم .
انتبهت حواسها لحديثه فردد بتأكيد :
_ عماد بيخلص اجراءات اﻻفراج و ان شاء الله بكره بالكتير تكونى فى حضن مامتك ، و كلها كام يوم و ترجعى تستلمى شغلك تانى ، بس زى ما اتفقنا انك هتتحولى لاعمال مكتبيه .
اماءت بابتسامه مرحه عندما استطرد :
_ و عماد بيه ماشى فى اجراءات نقلك عشان تشتغلى هنا فى سجن النسا .
اتسعت بسمتها عندما هتف :
_ مش قادر على بعادك يا ستى ، عايزك قدامه ليل نهار هنا و فى البيت .
اطرقت رأسها بخجل من تلميحه و لكنه لم يهتم و اكمل :
_ انا طبعا معزوم على الفرح ؟
رفعت وجهها تنظر له و رددت برجاء و توسل :
_ حضرتك انا كنت عايزه طلب بس …
صمتت ليحثها على المواصله فاستطردت
_ تبقا وكيلى ، حضرتك عارف ان بابا الله يرحمه كان بيعتبرك ابنه و انا مليش حد غيرك فلو يعنى …
قاطعها متحركا من مكانه و متجها لها و انحنى بالقرب منها يربت على كتفها بدعم و تأكيد هاتفا :
_ طبعا ، من غير ما تقولى يا نور ..ده شرف ليا .
شكرته بحماس و وقفت استعداداً للمغادره فى نفس لحظه دخول عماد بمرح و مزاح مرددا :
_ خلصت ورق اﻻفراج ، تعالى بقا نطلع من هنا على اقرب مأذون .
ضحك سيف و ردد بتحذير :
_ ولد .. اتأدب و انت بتتكلم ، كل حاجه هتتعمل بالاصول مش سلق بيض هو .
رفع حاجبه اﻻيسر بدهشه من حديثه فاعقب اﻻول بتحفيز :
_ انا حماك يا بغل و لا انت معندكش خبر ؟
انعقدت حاجبيه بتوتر ففسرت له نور اﻻمر :
_ انا طلبت سيف باشا يبقا وكيلى .
ابتسم و وافق فوراً و هو يقترب من رفيقه يحتضنه هاتفا بموده :
_ طبعا ، اخويا و حبيبى .
ربت سيف على كتفه متمنياً له دوام السعاده و الفرح ليخرجا معا و يظل هو بمفرده جالساً على مكتبه ، فامسك هاتفه و فتح معرض الصور ليتصفح صورها التى تملؤه ناظراً لها باشتياق .
اغلق عينيه ليسترجع بعض ذكرياتهما السعيده معا و ضحكاتها و طفولتها فتنهد باسى و حدث نفسه بحزن :
_ يا ترى اللى عملته كان صح و لا تسرع منى زى ما الكل بيقول ؟ بس شكلها و هى فى حضن الكلب ده مش عايز يروح من بالى !!
سحب شهيقا بعمق و زفره ببطئ و امسك اﻻوراق التى امامه ليلهى نفسه بالعمل حتى يستطيع ان ينسى او بالمعنى اﻻدق ان يتناسى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قابعه بغرفتها ممتنعه عن اظهار اى ملامح للحياه منذ ثلاثين يوميا لم تتوقف عن البكاء بانهيار ، تهرب من الواقع بالنوم و رغما عنها تشعر دائما بالخمول و النعاس فتقضى معظم يومها نائمه و الباقى من اليوم تقضيه ما بين رفض الطعام المقدم لها او رفض التحدث مع اى فرد من افراد عائلتها ، اﻻ ليلى و نيللى اللتان لم تتركاها بمفردها منذ ذلك اليوم المشئوم ناهيك عن محاولات نيللى المضنيه بالصلح بينهما و لكن باءت كل محاولاتها بالفشل بسبب رفض الطرف اﻻخر اﻻ و هو سيف من التحدث باﻻمر باﻻساس .
دلفتا بمرح زائف للمره التى لا تُحصى كمحاوله بائسه اخرى لاخراجها مما هى فيه فهتفت نيللى بصياح ممازح :
_ قومى يا كسلانه بقا .
اعتدلت فى نومتها و رددت بتذمر :
_ اطفى النور و امشى .
لتتبعها ليلى هاتفه برجاء :
_ انهارده عيد ميلاد جمال يا ديدو ، قومى عشان نجهز البيت و الزينه سوا .
عادت للنوم واضعه الوساده فوق رأسها لتمنع اذنها من اﻻستماع اليهما فسحبتها نيللى رغما عنها هاتفه بحده طفيفه :
_ بلاش غلاسه ، انتى مردتيش تنزلى تشترى معانا حاجات العيد ميلاد ، على اﻻقل قومى ساعدينا فى تركيبها !
بكت مجددا فاحتضنتها ليلى تربت على ظهرها هاتفه بحزن :
_ انسى بقا يا دارين و عيشى حياتك .
رفعت وجهها الباكى تنظر لها و تردد بقهر :
_ و هو سيف يتنسى برده يا ليلى ؟
احتدت نبرتها هاتفه :
_ هو اللى اختار يا دارين …
قاطعتها هاتفه ببكاء :
_ انا اللى غلطت و اى راجل مكانه كان هيتصرف كده ، انا مش مغلطاه بس …
صمتت و بكت بحرقه لتكمل :
_ بس وحشنى اوى اوى ، و كل ما الوقت بيعدى بيوحشنى اكتر .
مسحت عبراتها و تربعت على الفراش بجسدها هاتفه :
_ عارفه ان ساعات بشم ريحته حواليا ، و انا نايمه بحس بدفا حضنه … وحشنى اوى .
احتضنتها اكثر و حاولت اخراجها عما هى فيه فرددت بحزم :
_ طيب قومى بقا ساعدينا عشان نخلص قبل ما اخوكى يرجع من الشغل ، خلينا نعمله مفاجأه حلوه و اوعدك بالليل هنام معاكى و نعيط سوا للصبح .
ضحكت رغما عنها من مزاحها فضحكتا كل من نيللى و ليلى و وقفن ثلاثتهن استعداداً لتجهيز زينه الحفل ، ظللن يُزين المنزل حتى دلفت فدوى هاتفه بفرحه :
_ ما شاء الله يا بنات ، البيت بقا شكله يفرح .
نزلت نيللى من اعلى المقعد الذى كانت تقف عليه لتعلق الزينه و رددت بمرح :
_ اعمليلنا اى حاجه تتشرب يا طنط احسن تعبنا اوى .
وافقت بايماءه طفيفه مردده :
_ يا سلام ، بس كده ؟
قبل ان تخرج استمعن لصوت ارتطام حاد التفتن على اثره ليجدن دارين و قد سقطت ارضا مغشيا عليها فصرخت فدوى بذعر :
_ بنتى … دارين !
هرعن ثلاثتهن ناحيتها لحملها و وضعها لاقرب اريكه و ارحنها عليها ، و بدءت ليلى بسكب المياه على وجهها فى محاوله لافاقتها وسط نحيب فدوى فهتفت نيللى مطمأنه :
_ متقلقيش يا طنط ، تلاقيها بس من قله اﻻكل ما ت
انتى عارفه ان اكلتها قليله اوى .
بكت و ضربت على فخذيها بحزن :
_ يا قهرتى عليكى يا بنتى ، ربنا يجازى اللى كان السبب .
فاقت من اغماءتها تردد بخفوت :
_ انا كويسه متخافوش .
احتضنتها والدتها بلهفه ام حزينه على ابنتها و رددت برجاء :
_ عشان خاطرى يا بنتى ، انا قلبى مخلوع عليكى حرام كده .
اعتدلت بجسدها فحاولت نيللى منعها هاتفه :
_ طيب براحه .
هتفت موضحه :
_ انا دوخت من قله الحركه و كتر النوم .
لتعقب عليها ليلى :
_ و قله اﻻكل يا دارين .
سحبت نفسا عميقا و طردته هاتفه بحزن :
_ خلاص بقا متكبروش الموضوع .
عدن لتجهيز الزينه فتنحت نيللى للجانب و هاتفت سعد الدين تخبره بحاله داين الواهنه و ترجوه المساعده :
_ حاول معاه تانى يا سعد عشان خاطرى ، دى بتموت .
اجابها بنفاذ صبر :
_ يا نيللى خلاص ، هو مش قابل اى كلام … هروح اقول له ايه بس ؟
اخرجت زفره حانقه و هتفت ترجوه :
_ طيب هات دكتور و تعالى نطمن عليها ، انا مش مطمنه .. شكلها تعبان اوى و وشها دبلان .
ردد بتفسير :
_ طبيعى طالما مش بتاكل .
زفرت بضيق و هتفت بحده
_ يا سعد اعمل اللى بقولك عليه ، هو كل حاجه لازم جدال ؟
وافق مستسلما لها فهو يعلمها جيدا ان ما وضعت امرا ما برأسها فستقوم بتنفيذه مهما كلفها اﻻمر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف منزل والديه بعد يوم طويل و شاق و ارتمى على اﻻريكه الموجوده بالصاله فاقتربت منه والدته تربت عليه هاتفه بسؤال :
_ احطلك تاكل ؟
رفض و هو يردد :
_ انا محتاج انام شويه عشان ورايا كام مشوار بالليل .
جلست بجواره و ربتت عليه تردد :
_ مش ناوى ترد مراتك ؟
شعر باختناق فاعتدل بجسده و رمقها بنظره غاضبه و ردد بحده :
_ هو انا مش هخلص من الموضوع ده ؟ و بعدين ايه الحكايه ؟ هو مش انتى برده اللى كنتى معارضه الجوازه دى من اﻻول و قلتى انها مش مناسبه ؟ ادينى اهو اخيرا اقتنعت بكلامك .
حاولت محادثته بهدوء عله يستمع لها :
_ يا بنى ده كان قبل ما اعرفها و اعاشرها و اشوف قد ايه بتحبك ! سامحها يا سيف ده المسامح كريم و انت برده بتحبها …
قاطعها بصياح و تذمر :
_ يوووه … كل ما اجيلك تفضلى تكلمينى فى نفس الموضوع ؟ انا خلاص زهقت و لو عيزانى مجيش هنا تانى افضلى افتحى معايا الموضوع ده !
دلف طلعت على صياح ولده فردد بحده :
_ صوتك عالى ليه على امك يا سيف ؟
اجاب بحده :
_ يا بابا …
قاطعه بغضب :
_ صوتك ميعلاش على امك تانى مره ، و مهما كبرت متنساش نفسك .
ثم التفت ينظر لمنار هاتفا بصيغه آمره :
_ و انتى سبيه على راحته ، اللى بياكل على ضرسه بينفع نفسه … هو حر .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
دلف سعد الدين برفقه الطبيب فنظرت دارين لها بمعاتبه و رددت :
_ ليه بس كده يا نيللى ؟ انا كويسه و الله .
اجابتها بتفسير :
_ مش هيحصل حاجه لو اطمنا عليكى ، انتى مش شايفه وشك عامل ازاى ؟
امتثلت لرجاءهم جميعاً عندما تكاتلوا عليها و دلفت غرفتها استعداداً للكشف عليها و فور ان انتهى الطبيب من فحصها وقف مكانه و اغلق حقيبته و ردد و هو يكتب الوصفه الطبيه لها :
_ طبعا واضح جدا انها عندها انيميا ، عشان كده عايزكم تعملو التحاليل دى فى اسرع وقت عشان نقدر نديها العلاج المناسب و الجنين اللى فى بطنها ميتأثرش بضعفها ده .
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
سأظل احبك و لو طال انتظاري …
فإن لم تكن قدري … فأنت اختياري
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
استيقظ من نومه على صوت جرس الباب فتوجه ليفتحه ليجدها امامه بعيون باهته و ملامح حزينه و نظرات اشتياق فاقت الحد فرددت بصوت خافت يكاد يكون مسموع
_ مش هتقولى ادخلى ؟
ابتسم ابتسامه مقتضبه و اشار لها بالدخول و اغلق الباب و التفت ينظر لها باشتياق هو اﻻخر و نظرات تملؤها العتاب فبادلته بنظرات راجيه تطلب السماح فردد بهدوء
_ جايه ليه ؟
اجابته و هى تحاول كتم غصه بكاءها
_ عشان وحشتنى ، هو انا موحشتكش ؟
رفع وجهه ليقابل مقلتيها الحزينتين و ردد باشتياق
_ وحشتينى طبعا .
ابتسمت بحزن و اقتربت منه تسأله بحيره
_ اومال مش بتسأل عليا ليه ؟
حاول الهروب من نظراتها التى تفتضح اشتياقه لها و ردد بحزن
_ عشان زعلان منك يا دارين …. زعلان منك اوى .
اقتربت اكثر تردد برجاء
_ سامحنى .
حرك راسه برفض و ردد
_ مش قادر .
بكت و امسكت راحته بمحايله هاتفه
_ وحياتى عندك .
دمعت عينه رغما عنه فرفعت اناملها تمسح له عبراته و ابتسمت له بحزن معترفه
_ انا غطلت كتير ، بس انت كل مره كنت بتسامح .. و عارفه ان غلطى المره دى كبير اوى ، بس مش شايف ان العقاب كان كفايه ؟ انا مش قادره اعيش من غيرك .
وقفت امامه شبه ملتصقه به لدرجه اختلاط انفاسهما و رددت بتوسل
_ سيفو … انت وحشتنى اوى .
انحنى و قبلها قبله عميقه تجاوبت معها على الفور و ابتعد لحظه ليردد
_ و انتى وحشتينى اكتر .
عاد لتقبيلها و حملها و توجه لغرفه النوم فاوقفته برجاء
_ سيف ، احنا اتطلقنا .. مش هينفع .
ابتسم و هو ما زال متوجها للغرفه و اسندها على الفراش هاتفا ببسمه فرحه
_ انتى لسه فى العده و انا رديتك لعصمتى … ها موافقه ؟
قضمت شفتاها بداخل فمها و اماءت باﻻيجاب فاعتلاها على الفور ليبث لها اشتياقه و عشقه الذى لا ينضب ابدا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انتفض من نومته بفزع على صوت طرقات عاليه على الباب فنظر بجواره فلم يجدها لينظر لحالته المنتشيه من اثر حلمه الحسى الذى اوصله لحاله مقاربه للواقع فزفر بانفاسه المتضايقه و اتجه لفتح الباب ليجدها امامه تنظر له بلهفه فقوس فمه ممتعضا من رؤيتها فهتفت
_ مش هتقولى اتفضلى ؟
زم شفتيه بضيق وادار وجهه عنها فدلفت للداخل و جلست امامه على اﻻريكه فسألها بحده
_ ايه اللى جايبك ؟
اجابته و هى تتحرك من مكانها لتجلس بجواره
_ وحشتنى ، قلت اجى اشوفك .
ضحك ساخرا و ردد بغضب
_ انتى فكرانى لما سكت على افعالك كان عشان انا مش قادر اعمل حاجه ؟
اماءت بلا و رددت بصوت هامس مثير
_ لا عشان بتحبنى زى ما بحبك .
رمقها بنظره حاده و غاضبه و هدر بها
_ حب ؟ حب ايه اللى بتتكلمى عنه ؟ هو فى واحده تحب واحد تأذيه بالشكل ده ؟
وقف منتفضا و اشار للباب و ردد بصوت جهورى
_ اتفضلى امشى من هنا ، انا مش عايز اشوفك و حاولى تبعدى عن طريقى لانى مش ضامن نفسى هقدر امسك نفسى عن اذيتك و لا لأ؟
اقتربت منه بجرأه و رددت
_ ليه كل ده ؟ كل حاجه عملتها كانت من حبى فيك .
اخشوشنت ملامحه و جحظت عيناه و زئر بغضب
_ بطلى تتكلمى عن الحب عشان انتى متعرفيش عنه حاجه ، انتى اذتينى بكل شكل و انا سكت و عديتها اكتر من مره عشان خاطر صله الرحم و بس انما تجيلى لحد هنا و تقوليلى حب و مش حب …
قاطعته مقتربه مه اكثر و رددت و هى تحاول احتضانه
_ انا حبك اﻻول و نسرين و دارين اﻻتنين اخدوك منى يا سيف ، و اهو ربنا محبش الظلم و اتطلقت … يبقا ايه المانع اننا نبقا سوا ؟
ابعد ذراعيها الملتفين حول عنقه بسراشه و صاح هادرا
_ ابعدى عنى بقولك يا هايدى اﻻ متلوميش اﻻ نفسك فى اللى هعمله معاكى ، كفايه اوى اللى جرالى من تحت رأسك .
ضحكت بسخريه و رددت
_ بقا انت زعلان منى عشان عملتلك عمل ؟ و انت مصدق من جواك انه مستحيل يأذيك !! و مش زعلان من اللى راحت نامت فى حضن راجل تانى و هى على ذمتك ؟
لم يشعر بنفسه اﻻ و صفعته الغاضبه تزين وجهها الذى يراه دميم من جرأتها و هتف صارخا بها
_ دارين اشرف منك و من عينتك ، و مش معنى اننا اتطلقنا انى اسيبك تخوضى فى عرضها بالشكل ده ، امشى اطلعى بره بدل ما المره الجايه مش هكبر حد و هتصرف معاكى بمعرفتى .
حاولت التحدث و لكنه سحبها من ذراعها و فتح باب الشقه و القاها بالخارج و هو يصرخ بها
_ اطلعى بره و اياكى اشوفك و لو صدفه حتى …. بررررره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تعجب الجميع من الخبر و تعجب معهما الطبيب الذى ردد بعمليه
_ ازاى متعرفوش ان فى حمل ؟ ده واضح انه فى اكتر من ست اسابيع .
نظرت لها والدتها بحيره فهتفت موضحه
_ اللى حصل خلانى مأخدتش بالى من التأخير .
سألتها فدوى باهتمام
_ و كلام الدكتوره ؟ و الخطوره اللى عليكى ؟
لمعت عينها على الفور لتخوفها من ان تطلب منها الطبيبه ان تجهضه فترجتهم جميعا
_ عشان خاطرى محدش يقول اى كلام من ده … ربنا بعته فى الوقت ده بالذات عشان يعوضنى بيه و ..
قاطعتها فدوى هاتفه بحزن
_ و افرضى سيف مش عاوزه ؟
تجهمت ملامحها و ازدادت تعابيرها حزنا على حزنها و هتفت رافضه
_ لا يا ماما مش للدرجه دى !! يمكن سيف خلاص مش عايزنى و لا عايز يفتكرنى انما مستحيل يفكر انه يخلينى اجهضه .
شعر الطبيب بالحرج فهتف بعد ان تنحنح
_ طيب يا جماعه انا شايف انها اﻻفضل ترجع للدكتوره بتاعتها و تكشف نسا عشان يقدرو يحددوا اﻻفضل ليها و لصحتها ، بعد اذنكم .
غادر الطبيب و اوصلته ليلى للباب و جلست والدتها بجوارها تردد بتفسير
_ افرضى الدكتوره قالت فى خطوره هتعملى ايه ؟
رمقتها بنظره جاده هتفت بتأكيد
_ برده هخليه .
سألتها مجددا
_ و افرضى سيف مسك فى حكايه انه فى خطوره و صمم تنزليه ؟
بكت و رددت بحزن
_ هيبقا عايز ينزله خوف عليا يا ماما ، و انا مستحيل انزله فاهمين ؟
نظرت لاوجههن جميعا و رددت بغضب
_ الموضوع ده محدش يعرف عنه حاجه … و لا حتى بابا و جمال .
انعقد حاجبى ليلى و هتفت بحيره
_ يعنى ايه ؟
هدرت بغضب
_ يعنى زى ما سمعتو .
ثم نظرت لنيللى و رددت بتحذير قوى
_ لو سعد عرف هيقول لسيف و لو ده حصل تنسينى و متعرفنيش تانى .
ترجتها بمهادنه
_ مش يمكن لما يعرف قلبه يحن …
قاطعتها صارخه بها
_ لو هيرجع عشان اللى فى بطنى ، فانا مش عيزاه … ارجوكم احترمو رغبتى و لو مره واحده .
وسط بكاءها و انهيارها بهذا الشكل لم يجدن بدا سوا بالرضوخ لرجاءها و اخفاء اﻻمر لاجل غير مسمى .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مر شهر اخر و حال سيف ليس بافضل حال فترك لحيته حتى وبخه عليها المأمور هاتفا
_ يا سيف انت عارف ان مينفعش تبقا بدقن .
اعترض بجسده و ردود افعاله و لكنه اماء باحترام هاتفا
_ حاضر يا فندم هحلقها .
عاد للمنزل كعادته يرتاح قليلا و يأخذ حمامه و ينام و لكن تلك المره وجد اخته تقف امام باب منزله القديم الذى يقيم فيه منذ الطلاق فابتسم لها و ردد
_ ماما اللى بعتاكى ؟
اماءت بصمت فسحبها داخل احضانه و ردد معتذرا
_ معلش انا مقصر فى حقك ، بس كل ما اروح لماما بضايق من كلامها .
رددت و هى تدلف معه للداخل و تجلس بجواره تربت عليه
_ بتضايقك عشان عيزاك ترد مراتك ؟
زفر بحنق و ردد
_ يا ساره بلاش انتى كمان تتكملى معايا فى الموضوع ده .
زمت شفتيها و اقتربت منه اكثر تنظر لعينه بتفحص و رددت تسأله
_ طيب ممكن اسألك سؤال و تجاوبنى عليه من غير تهرب و لا لف و دوران ؟
اماء موافقا باستسلام من تدخلهم بحياته و هو يردد بتذمر
_ اتفضلى يا ستى ، كنتو رافضين جوازى منها و دلوقتى رافضين انفصالى عنها و كأنكم بتدخلو فى حياتى لمجرد انكم تعارضونى !!
رددت بضيق من اسلوبه الحاد
_ لا طبعا مش كده ، بس كلنا اتأكدنا انها بتحبك بغض النظر عن تصرفاتها الغلط اللى انت تقدر تقومها زى ربنا ما قال .
تنهد بحزن فهتفت تسأله
_ انت لسه بتحبها ؟
ادار وجهه عنها و زفر باختناق فابتسمت و امسكت هاتفه تضيئ شاشته التى تزينها صورتها بالخلفيه و رددت
_ لسه بتحبها يا سيف بدليل ده .
ردد بغضب
_ ايوه بحبها ، بس مش معنى ده انى ابقا مليش قيمه عندها .
هدءته و قالت بحب
_ غلطت من حبها فيك ، متستحقش انك تسامحها ؟
اجاب و هو يقتل غصه بكاءه
_ اسامحها على اى غلط اﻻ انها تقلل منى و تلغينى من حياتها ، و تتعامل كأنى مش راجل قادر احميها .
سألته بمكر
_ انت شاكك فيها و لا متأكد انها مستحيل …
لم تكمل حيث قاطعها
_ اكيد مش شاكك فيها ، و لا الطلاق كان بسبب الموضوع بتاع شهاب اكتر من احساسى بالعجز جنبها لما ترمى نفسها هى فى الخطر عشانى ، ربنا قال للراجل اللى بيموت و هو بيحافظ على عرضه شهيد … لكن مجابش سيره الست اللى بتضحى بنفسها عشان جوزها لان هى اللى عرضى مش العكس ، انا اللى المفروض احميها مش العكس .
نزلت دمعه غادره على وجنته فمسحها على الفور و ردد
_ هى مكانش عندها ثقه انى اقدر اكون الراجل اللى يحميها و ده واجعنى اوى .
ربتت على كتفه و سألته
_ طيب شهرين عقاب مش كفايه ؟ و ﻻ ناوى تستمر لامتى ؟
ضحك بحزن و ردد
_ انتى مفكرانى بعاقبها ؟ انا بعاقب نفسى بسوء اختيارى يا ساره .
ابتسمت بحزن و عادت تسأله
_ طيب يعنى خلاص الحكايه خلصت بينكم ؟
اماء بحزن هاتفا
_ للاسف ، مش هقدر انسى اللى حصل .. كده احسن للكل .
نظرت بمقلتيه بتركيز و سألته
_ حتى لو عرفت انها حامل ؟
رمقها بنظره مدهوشه بادلته اياها بنظره مبتسمه و هى تحرك رأسها بالايجاب هاتفه
_ ايوه يا سيف ، دارين حامل .
انتفض بغضب يسألها
_ ازاى ؟ عرفتى منين ؟
ردت عليه ببسمه
_ كنت عند الدكتوره بتاعتى بتابع معاها عشان انت عارف ان من يوم الحادثه و انا مش عارفه احمل تانى ، و شوفتها هناك و حاولت طبعا تخبى عليا و قالت لى ان مامتها اللى بتكشف بس على مين ؟
اغلقت عين غامزه بها و هتفت
_ سألت عنها الدكتوره و قالت لى انها حامل فى الشهر الثالث .
تعجب و تسائل بداخل نفسه لما خبئت عليهم حملها فسأل ساره بحير
_ طيب متعرفيش صحتها عامله ايه ؟ الدكتوره كانت قايله …
قاطعته ضاحكه بانهيار و هتفت بمشاكسه
_ متخافش … الجنين تمام و زى الفل .
هدر بغضب
_ انا مالى و مال الجنين المهم هى .
عادت لضحكاتها العاليه و هتفت تطمئنه
_ صحتها كويسه برده متخافش .
تنهد براحه و تضرع لله مناجيا ربه
_ ربنا يكملها على خير يا رب .
ظلت تنظر له بمكر و دهاء فصاح بها
_ ايه ؟
ضحكت و هتفت تسأله
_ لسه عند رأيك ؟
اجاب بتوتر
_ اه ، الحمل مش هيغير حاجه .
ابتسمت و هتفت تتلاعب معه
_ فعلا ، بس هيزود شهور العده شويه .
رمقها بنظره متفهمه لما تعنيه فزفر انفاسه بالضيق و حرك راسه باستسلام على افعالها الطفوليه من وجهه نظره .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بحزن بائن دلفت منزل والديها و هى تبكى و فدوى تحاول تهدئتها
_ يا بنتى خلاص اللى حصل حصل ، و اصلا ما انتى قلتلها ان انا اللى بكشف .
جلست تبكى و تنتحب و تردد بحزن
_ هتقوله ، و هيفضل ورا الموضوع لحد ما يعرف انى حامل .
زفرت والدتها زفيرا قويا و سألتها
_ و فيها ايه ؟ ما مسيره هيعرف .
نظرت لها بحزن و هتفت مفسره
_ لو رجع دلوقتى هيرجع عشان الحمل يا ماما ، انا بعّد اﻻيام ان شهور العده تقرب تخلص يمكن يكون بيعاقبنى و ناوى يرجعنى بعدها … مش عايزاه يردنى بس عشان الحمل .
اشاحت فدوى بيدها معترضه و اتجهت للمطبخ و هى تهتف
_ حتى لو … مش احسن من الوضع اللى انتى فيه ده ؟
تضايقت من تلميحها و شعرت بالخزى فحتى عائلتها لم تؤازرها منذ طلاقها و لم يتدخل احد للصلح بينهما و كأنهم معترفين بخطأها و اﻻكثر من ذلك موافقين على طلاقها فدلفت غرفتها لتكمل نحيبها و بكاءها الذى لم ينقطع منذ شهرين .
لم يمر الكثير من الوقت حتى استمعت فدوى لطرقات على الباب ففتحت لتجدهما ساره و سيف فرحبت بهما بسعاده بعد ان فهمت ان امنيتها قد تحققت و ادخلتهما الصالون تهتف بمرح
_ اهلا و سهلا ، ايه النور ده ؟
ابتسمت ساره لفهمها سبب سعاده فدوى و رددت
_ ده نورك يا طنط ، اومال فين دارين ؟
اجابتها بتعجل
_ هناديها اهو على طول .
دلفت بفرحه لا تسعها و هللت
_ يا داارين ، سيف بره .
انخلع قلبها لحظه سماعها باسمه يتردد امامها من جديد و وقفت ترتدى على عجاله و بالرغم من حزنها لعودته بسبب خبر حملها فقط اﻻ انها من داخلها شعرت بالفرحه تغمر كيانها فقط لمجرد وجوده بمحيطها .
دلفت بهدوء مردده تحيه لبقه لقاها هو بايماءه طفيفه لتهرع ساره باحتضانها و توبيخها بمرح
_ كده برده تخبى علينا ، انا زعلانه منك .
لم تعقب و ظلت انظارها ترتكز عليه وحده لتزيل نار اشتياقها له اما هو فظل مطرقا رأسه خوفا من ان يتهور و يسحبها داخل احضانه لشوقه لها و لافتقاده عبيرها .
جلست تتنحنح و تردد
_ ازيك ؟
رفع بصره بعد ان اشتدت ملامح الغضب عليها و هتف بجمود
_ الحمد لله .
رأت ساره ان من اﻻفضل ان تترك لهما مجالا بالرغم من تصميم سيف ان تأتى معه فرددت بادعاء
_ معلش يا ديدو محتاجه التويلت ضرورى .
ابتسمت و اشارت لها بالدخول و لكنها دلفت للمطبخ تقف برفقه فدوى هاتفه بتضرع
_ ربنا يهديلهم الحال يا طنط .
رفعت فدوى كفيها للسماء متضرعه
_ امين يا رب .
اما عنهما فظلا صامتين حتى شعرت بالضيق من سكوته فسعلت سعله صغيره لتحثه على الحديث و لكنه ظل صامتا فرددت بحرج
_ تشرب ايه ؟
ادار وجه رافضا
_ مش عايز حاجه .
تضايقت من جموده فسألته بضيق
_ اومال جاى ليه ؟
رمقها بنظره غاضبه و هو يصر على اسنانه و ردد
_ جاى اطمن عليكى انتى و اللى فى بطنك .
ضحكت بسخريه و رددت
_ عليا !! و كنت فين شهرين بحالهم ؟ انت جيت لما عرفت بالحمل و بس يا سيف متضحكش عليا و لا على نفسك .
رفع صوته قليلا
_ و كنتى منتظره ايه بعد اللى عملتيه ؟ ده لحد اللحظه اللى احنا فيها و انتى لسه لغيانى من حياتك .
صاحت هى اﻻخرى بحده
_ وانت فين من حياتى اصلا ؟
اجابها بعد ان وقف محتدا
_ انا فهمتك ان شهور العده زيها زى الجواز ، مينفعش تخرجى و تدخلى على مزاجك من غير ما اعرف .
قاطعته صارخه
_ و مين قالك انى بخرج و ادخل ، انا منزلتش من البيت غير مرتين عشان الدكتوره .
اقترب منها و هدر بها
_ و برده مخبيه حملك ، اللى هو انا مليش وجود لا فى حياتك كراجل و لا كأب للى فى بطنك !
بكت و رددت بحرقه
_ مقلتلكش عشان متقوليش نزليه ، او ترجع بس عشانه زى دلوقتى .
رد عليها بقسوه
_ و مين قالك انى هرجع ، انا عايز يبقا ليا دور فى حياه ابنى مش اكتر و ليا دور فى حياتك لحد ما عدتك تخلص احتراما ليا ، و على اﻻقل الاحترام اللى معرفتيش تديهولى و انا جوزك اديهولى فى اخر شهور بينا .
ارتمت على المقعد واضعه وجهها داخل راحتيها تبكى بقهر و رددت بنحيب
_ انت بعد غياب شهرين لسه جاى تكمل عليا !! ماشى يا سيف شوف انت عايز ايه و انا هعمله .
رد عليه بقوه
_ تحترمى وجودى فى حياتك لحد ما تولدى لان عدتك كده هتبقا لحد الولاده .
اماءت بصمت و هو يكمل
_ و اكون حاضر مع ابنى او بنتى فى كل كبيره و صغيره من حياته ، متحرمنيش من حقى فى ده … نتعامل مع بعض بتحضر و تسمحيلى ابقا موجود .
ضحكت باكيه و اماءت من جديد معقبه
_ حاضر يا سيف ، حعمل لك احترام اكتر من اﻻول لحد العده ما تخلص ، و حاضر هخليك تكون حاضر اى حاجه تخص ابنك او بنتك .
صمتت قليلا و اطنبت
_ بس ده لما ييجى للدنيا ، و لحد ما اولد مش عايزه اشوفك تانى .
هشم فكه و صر على اسنانه من طريقتها و ردد بغضب
_ نعم !! بتقولى ايه ؟
اجابته بحزن
_ غبت عنى شهرين مسألتش فيهم عنى و لا كنت تعرف اخبارى ، و رجعت عشان الحمل ، يبقا خلينا زى ما احنا و لما اولد ابقا شوفه براحتك ، لكن وجعى لما شوفتك و جرحتنى بالشكل ده اكتر بكتير من وجع بعادك عنى .
مسحت وجهها بيدها و اكملت
_ و عشان الزعل وحش عليا و الواضح اننا كل ما نشوف بعض هزعل اكتر يبقا اﻻفضل ما شوفكش لحد ما اولد عشان الحمل يكمل على خير ، لانى عايزه البيبى ده يمكن اكتر منك .
دلف هشام و جمال بعد انتهاء دوامهما بالعمل ليتفاجئا بوجود سيف و دارين تحتد عليه صارخه بقهر
_ تمام ؟ و لا لسه عايز تحرق دمى اكتر من كده ؟
اقترب هشام يتسائل بحيره
_ سيف !! ايه الحكايه ؟
تبعتهم فدوى و ساره ليستمعا لسيف مرددا
_ ابدا ، بس الواضح ان مفيش فايده .
هللت بحرقه
_ اه مفيش فايده ، دارين الوحشه رد السجون بتاعه المشاكل الغبيه و اللى كل تصرفاتها غلط متنفعكش يا سيف باشا و ربنا رحمك انك بعدت عنها .
اقتربت ساره تمسك ذراع اخيها هاتفه بمهادنه
_ استحملها شويه يا سيف ، انت عارف هرمونات الحمل بتتعب اعصاب الواحده .
نظرا كل من هشام و جمال بعضهما البعض و رددا بنفس واحد متعجب
_ حمل !!
ضحك ساخرا و ردد
_ لا مش معقول !! مخبيه عليكم انتم كمان ، ما شاء الله تفوقتى على نفسك المره دى يا دارين .
بكت بانهيار و صرخت عاليا
_ كفايه بقا ، كفايه مش مستحمله حد … سيبنى يا سيف ، ايه اللى جابك ؟ امشى و سيبنى .
لملم مفاتيحه و هاتفه من على المنطده و استعد للمغادره فامسكه جمال مرددا
_ اهدى و خلينا نقعد و نتكلم بالعقل .
انزل ذراعه الممسكه به و ردد
_ معاها مفيش لا عقل و لا كلام بيجيب نتيجه .
استعد ليغادر فصرخت به
_ اياك تيجى هنا تانى .
احتدت تعابيره و هشم اسنانه و التفت لها هاتفا يغضب
_ عارفه انا اقدر اعمل فيكى ايه على اللى بتعمليه ده ؟
سحبته ساره لتحاول ايقافه و لكنه كان كالسلاح الملقم و جاهز للانطلاق فابعدها عنه و ردد بغضب
_ اقدر اخليكى تعيشى فى بيتى لحد ما تولدى لان ده حقى و شرع ربنا ، و اقدر احبسك و امنع عنك الزيارات لحد ما تتعلمى اﻻدب ، و اقدر كمان احرمك من كل حاجه بتحبيها لحد ما تتوسليلى انى اسامحك ، و بعد كل ده برده مش هسامحك يا دارين .
ردت عليه بشجاعه زائفه
_ متقدرش تعمل اى حاجه من دى لانك طلقتنى .
اماء و هو مقترب منها و ممسكا برسغها وسط رفض و اعتراض ذويها على ما يحدث و ردد بفحيح كفحيح اﻻفعى
_ لا اقدر ، الشرع مصرح لى بكده لحد يا تتعدلى و ساعتها ارجعك لعصمتى يا تفضلى على وضعك و الطلاق يبقا نهائى .
اصرت على تحديه
_ و افرض رفضت ؟
اجابها بتصميم
_ ده غير انك ساعتها بتكونى مخالفه للشرع ، اقدر اجبرك على ده بالقانون فبلاش طريقك العافيه اللى انتى ماشيه بيها معايا دى لانك مش هتكسبى .
تدخل هشام متسائلا
_ يا بنى فهمنا بس ليه كل ده ؟
اجابه بغضب
_ بنتك حامل فى الشهر التالت و انت نفسك متعرفش ، ايه رأيك فيها ؟ مفيش راجل مالى عنيها و اولهم انا يا عمى .
التفت هشام بعد ان استطاع سيف اثارته و سألها بحده
_ انتى حامل بجد ؟ و مخبيه علينا كل ده ؟
بكت و فسرت بحزن
_ خفت لما تعرفو تقولو لسيف و …
صاح بها جمال موبخا
_ انا مبقتش عارف اﻻقيلك مالكه ، ملكيش كتالوج … اغرب ست على وجه اﻻرض و اغباهم ، اللى ملهاش راجل بتروح تدور لها على راجل تتحامى فيه عشان يبقا ظهرها و انتى تلت رجاله مش ماليين عنيكى .
ظل توبيخهم لها يزداد حده و ساره و فدوى عاجزتين عن صد الامر عنها حتى وقعت مغشيا عليها من قوه الضغط النفسى عليها ، فحملها سيف و هرع بها للمشفى على الفور .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل يجوب الرواق جيئا و ايابا بتوتر فاقترب منه هشام يسأله بحرج
_ قلقان اوى كده على مين فيهم يا سيف ؟
رمقه بنظره حاده فحقا قد اكتفى منهم جميعا فعشقه لها قد كلفه الكثير بالرغم من احساسه بمدى تعلقه بها اﻻ انه قد ايقن اخيرا تسرعه معها فتصرفاتها غير سويه مطلقا فاجابه بغضب
_ خايف على مراتى يا عمى ، على دارين لان اللى فى بطنها ده انا لسه مشفتوش ، و انتو عارفين و متأكدين انى بحبها ، فملوش لازمه التلميحات دى الله يخليك .
هرعت منار و طلعت بعد ان ابغلتهما ساره بما حدث و احتضنت نجلها هاتفه بمؤازره
_ حبيبى يا بنى ، ربنا يطمنك عليهم يا سيف .
ابتلع بصمت حتى خرج الطبيب و ردد بعمليه
_ هى كويسه ، ضعطها كان عالى شويه و واضح انها متعرضه لضغوط جامده ، فارجو منكم تخلو بالكم عليها لحد ما تولد عشان الجنين ميتأثرش بنفسيتها .
دلف سيف بلهفه فوجدها جالسه على الفراش فابتسم و اقبل عليها هاتفا بمرح
_ لازم تخضينى عليكى عشان تعرفى غلاوتك عندى يعنى ؟
بكت و اعقبت
_ و انت لازم تجرحنى لحد ما اموت او اموت نفسى عشان تحس بيا و باللى جوايا ؟
اقترب اكثر و جلس على طرف الفراش و احتضنها و اسند رأسها على كتفه هاتفا بحب
_ بحبك و الله ، و كنت زعلان اوى منك بس خلاص عفا الله عما سلف .
ابعدته بوهن و هتفت
_ لا انت راجع عشان اللى فى بطنى .
قبلها من ثغرها قبله رقيقه و ردد بحزم
_ ابدا و الله ، بس كانت حجه كويسه اشوفك بيها عشان كنتى وحشانى اوى .
ردت باكيه
_ كداااب .
اخرج هاتفه و اضاء شاشته المزينه بصورتها و ردد
_ ابدا حتى شوفى ، لسه صورتك على تليفونى بتونسنى .
و اخرج ورقه صغيره مطويه من جيب سترته و فتحها لتجدها نفس الورقه التى اعترفت له فيها بحبها منذ وقت و ردد
_ و كلمه بحبك يا سيف لسه زى ما هى مكانها جنب قلبى ، بتفكرنى بكل لحظه حلوه قضناها سوا حتى لو كانت وسط مشاكل و صعوبات .
ابتلعت بوجل و هو يقترب منها هامسا بنبره رومانسيه
_ بحبك يا مولاتى ، و محبتش غيرك فى حياتى .
ابتسمت و هى تبكى فمسح دموعها بابهامه و رفع وجهها ينظر لعيناها المترقرقتين بالعبرات و ردد
_ تقبلى ترجعيلى ؟
ازداد نحيبها فشاكسها هاتفا
_ و بعدين بقا يا بومه ، هنادى على ليلى تقولهالك !
ضحكت رغما عنها فقبلها قبله رقيقه و ابتعد لحظه مرددا
_ بحبك .
اجابته بغبطه من السعاده و لا زالت العبرات تتجمع بعينيها و لكنها كانت دموع الفرح
_ و انا محبتش غيرك .
قبلها بعمق ساحبا اياها بقوه حتى تنحنح والدها الذى دلف لتوه برفقه الجميع و استمع له الجميع و هو يردد بتحذير
_ يا ابنى !! مش كده قلت ميت مره .
ضحك و ردد مهللا بصوت الساخر
_ قلتلك مسيرى هبوسك قدام ابوكى و اهو جه وقتها .
فانحنى يقبلها امام الجميع و هى تدفعه بحرج و اعاد راسه للوراء باستمتاع لمشاكسه الجميع الذين ظلوا يضحكون على تصرفه حتى قطع ضحكتهم صوته المردد
_ عايز بس استأذن دارين فى حاجه و عايز موافقه الكل عليها .
استمع له الجميع بتركيز فردد
_ لو الحمل طلع ولد هسميه ريان ، و لو طلع بنت عايز اسميها ميرا على اسم بنتى الله يرحمها .
اماءت موافقه فانحنى يهمس باذنها مرددا
_ و فى طلب كمان بس هقوله بينى و بينك .
تحرجت منه لظنها انه يتجاوز بالحديث و الملاطفه كعادته و لكنه فاجأءها بقوله
_ مش اللى فى بالك يا مولاتى .
تحرج جمال و ردد للجميع
_ طيب تعالو خليهم يتصافو على مهلهم يا جماعه .
خرج الجميع فنظرت له باهتمام و هو يردد
_ انا عارف ان الخطوه دى متأخره ، بس كنت عايز نروح لاستشارى نفسى !
لمعت عينها ببريق الدهشه و التعجب ففسر لها
_ انا و انتى يا ديدو محتاجين ده ، انا مروحتش بعد موت نسرين و ميرا و انتى برده بعد اللى حصل و مريتى بيه كنتى محتاجه توجيه عشان كده فعلا احنا محتاجين نروح و لو على سبيل الفضفضه مش العلاج عشان محدش يشكك فى حبنا لبعض .
ابتسمت و سألته بحيره
_ ليه و هو فى حد مش مصدق ؟
اماء مؤكدا
_ ايوه ، ناس شايفين اننا استعجلنا و ناس تانيه شافو اننا مش مناسبين لبعض و غيرهم شاف ان المشاكل اللى مرينا بيها كانت كفيله تنهى اى حب بينا بس انا حابب اقول للناس دى حاجه مهمه .
ترقبت ما هو اتٍ فردد و هو ينظر لنقطه ما بالفراغ
_ انا حبيتك من اول نظره و ده اللى خلانى استعجلت و صارحتك بحبى من قبل ما مشاكلك تتحل ، و اتأكدت من حبى ليكى اكتر مره فى مواقف كتير ممكن اقعد اقولهالك كلها دلوقتى بس هبقا عايز صفحات كتير اوى عشان اسجلها فيها و اكتب عليها تاريخ حبنا .
ابتسمت و اعقبت عليه
_ و انا حبيتك من مواقفك معايا و مش هكدب واقول حب من اول نظره ، بس البنى ادم بيحب بصدق من المواقف و التصرفات مش بس الكلام الحلو و لو بتقول محتاج صفحات عشان تقول فيها ازاى حبتنى اكتر و اكتر ، فأنا محتاجه كتاب كبير احكى فيه شهامتك و رجولتك و حنيتك معايا يا سيف .
انحنى و قبلها بعمق هاتفا بغمزه عينه
_ و قلتى هنسميها ايه روايه حبنا يا مولاتى ؟
ابتسمت و هى تطبع قبله على وجنته هاتفه
_ سجينتى الحسناء …
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تم بحمد الله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-