بعد اسبوع في فيلا زاهر مجدي...
فتحت رنا عيناها لتجد نفسها مكبلة بين أحضان زاهر، نفخت بضيق ثم قلبت عيناها بملل في سقف الغرفة...جذبت يدها بصعوبة من تحت ذراعه التي كانت تطوق خصرها بقوة و هي تتمتم بحنق:"كل ليلة و انا متكلبشة كده زي الحرامي، امتى حتبطل العادة دي؟؟".
ابتسم زاهر قائلا دون أن يفتح عينيه :"أحلى حرامي في العالم.. معرفش انام غير و انت جوا حضني كده".
رنا و هي تحاول إبعاد ذراعه :"طيب حتعمل إيه لما بطني تكبر و تبقى زي البالون".
زاهر و هو يجذبها اليه :"بردو مش حتنامي غير في حضني ".
رنا باعتراض:" ابعد بقى خليني اقوم عاوز انزل تحت
ابنك جعان و عاوز ياكل ".
اقتنص زاهر قبلة خفيفة من وجنتها المكتنزة قائلا
:"و لا تتعبي نفسك يا حبيبي خمس دقايق و احلى فطار يكون عندك.. ".
رنا برفض :"لا انا عاوزة انزل زاهر ارجوك انا بقالي اسبوع في الاوضة دي زهقت و روحي قربت تطلع و النبي خليني انزل.. انا عاوزة اشم شوية هواء في الجنينة..
مالت لتمرر اناملها على صدره بدلال و هي تتابع
:"حتخنق يا زيزو من القعدة في الاوضة.. اهون عليك".
أغمض زاهر عينيه بقوة و هو يلعن في سره، هذه
المجنونة حتما تتعمد إثارة جنونه...
زفر بحنق قائلا من بين أسنانه :"روني حبيبتي... استهدي بالله كده و ابعدي عني لأحسن انا ماسك نفسي عليكي بالعافية...انا مش عارف الدكتورة الغبية ناوية تفك الحصار عليا امتى....
نظر لها بخبث و هو يتابع :" خلي بس الفترة دي تعدي و حتشوفي حعمل فيكي ايه... حطلع عليكي القديم و الجديد حعمل شهر عسل من ثاني، لا شهر ايه قولي شهرين ثلاثة... مليش دعوة عاوز اعوض كل دقيقة مرت عليا و انت قدامي كده زي القمر و مش قادر المسك"
رنا بتكبر زائف:" لا يا حبيبي اعمل حسابك انا لما اخلص الثلاث شهور حروح اقعد عند مامي..".
انتفض زاهر قائلا بصراخ:"نعم يا ختي.... قلتي ايه... سمعيني كده ثاني عشان الظاهر سمعتك غلط مامي ايه و بتاع ايه، بقلك ايه انت تنسي الفكرة دي تماما،
و لو عاوزة خلي مامتك هي اللي تيجي هنا".
رنا و هي تنظر له بوداعة كجرو لطيف:" حبيبي
ليه بتقول كده، مامي حتهتم بيا كويس و بعدين انت لازم تروح شغلك مش معقول حتقعد جنبي ثمان شهور..".
زاهر مستسلما أمام نظراتها:" يا حبيبتي انا اقعد جنبك العمر كله بس اللي انت بتطلبيه صعب جدا ازاي حقعد من غيرك طول المدة دي...
مش كفاية اني حتحرم منك الفترة الطويلة دي بس اللي مصبرني انك بتنامي في حضني طول الليل كمان عايزة تحرميني من دي.. لا يا رنا
انسى الكلام داه خروج من بيتك مفيش، و دا كلام نهائي".
رنا بضيق :" اوووف طيب خليني على الاقل انزل تحت انا زهقت و مش قادرة استحمل اكثر من كده".
زاهر و هو يجذب الغطاء استعدادا للنزول من على السرير " قولي بقى انك عاوزة تروحي لمامتك عشان تتنططي براحتك في البيت...انت ناسية كلام الدكتورة، حملك لسه مش مستقر يا رنا لازم تقللي حركة الشهرين دول و بعدين تحركي براحتك..متخافيش مش حقعد معاكي طول المدة دي انا بس خايف عليكي و على ابننا، اول مطمن عليكي حرجع شغلي.. ".
احست رنا بضيقه فجذبته من ذراعه ليصبح مقابل لها ثم احاطت وجهه بكفيها و هي ترمقه بنظرات عاشقة قائلة بدلع :"
طب متزعلش مني...انا بس زهقت من القعدة بس و الله مبسوطة اوي عشان انت معايا...
قبلت خده ثم تابعت :"انا بحبك اوي يا زاهر، بحب حنيتك عليا و اهتمامك بيا.. بحب حبك ليا اللي انا ندمانه اني مقدرتوش من اول خطوبتنا... انا كل ما
افتكر ازاي كنت غبية بخاف... بقول لو انت متمسكتش بيا و صبرت عليا كنت ححرم نفسي من السعادة و الفرحة اللي انا عيشاها معاك من اول يوم جوازنا...بالرغم من انك على طول قليل الادب و سافل بس بحبك...
قبلته على خده الاخر:"و بموت فيك و مش عايزة من الدنيا دي غيرك و مقدرش انام غير و انا في حضنك...هو انت لسه شاكك في حبي ليك...
إبتسم زاهر بفرح و هو ينظر لعينيها الزرقاء التي لطالما غرق في بحرها...لاينكر انها تغيرت كثيرا منذ زواجهما...اصبحت اكثر نضجا و تعقلا، لم تعد تلك المجنونه المتمردة التي تتصرف بتهور و عناد...
لايعلم من أين تأتيه القدرة على التحكم في رغبته
التي تحثه الان على سحق جسدها الناعم تحته و أخذها في احدي جولاته الغرامية الطويلة التي حرم منها منذ حملها...
تنهد بعمق قبل أن يطبع قبلة طويلة على جبينها قائلا بصوت أجش من فرط مشاعره:"حرام عليكي يا رنا يعني هو انا كنت ناقص.. انا طبعا مبسوط و فرحان بكلامك الحلو داه... بس انت لو تعرفي انا بفكر في إيه حتندمي... انا ماسك نفسي عليكي بالعافية، مش عاوز اتهور و أخليكي تكملي بقية اليوم في المستشفى....يلا يا قلبي قومي كده خذي شاور دافي كده و حننزل تحت نفطر في الجنينة و انا حروح الحمام الي في الاوضة الثانية..."
رمشت رنا بأهدابها عدة مرات ليكتسي وجهها ملامح البراءة لتردف بمكر:"يعني مش زعلان مني يا زيزو"
جذب زاهر خصلات شعره بقوة هاتفا بحنق:" يخرب بيت زيزو على سنين زيزو... انت يا بت عاوزة تجننيني طب و الله ما انا سايبك ".
مال اليها ليلتقط شفتيها الكرزيتين يقبلهما بشغف
لم يعد يستطيع كبت مشاعره اكثر...يريدها الان و بقوة و هي بدلالها و رقتها تتعمد اثارته أكثر لاتعلم انه لو ترك العنان لنفسه و لرغبته بها لسحقها حرفيا
ارتعاشة شفتيها المغويتين تحت هجومه الضاري و تأوهاتها الناعمة التي أشعلت طبول الحرب داخله...
زمجر بخشونة و هو يبعدها عنه بصعوبة هامسا بأنفاس متقطعه أمام شفتيها :"صدقيني... حانتقم منك على كل اللي بتعمليه فيا دلوقتي.. حخليكي ترجعي تاخذي مسكنات ثاني...".
دفعها برفق لينسل من جانبها رغما عنه فلو بقى اكثر فلن يستطيع التحكم بمشاعره اكثر...
اتجه الي الحمام ليضع جسده تحت الماء المثلج عله يستطيع إطفاء ناره و تهدئة ثورته التي اشعلتها صغيرته المتهورة...
..............................
في منزل ياسمين
استيقظت ياسمين باكرا فبعد تحسن حالتها و تخلصها من تناول المهدئات استعادت نشاطها و حياتها الطبيعيه، وقفت في المطبخ بجانب والدتها و قد أصرت على مساعدتها في تحضير طعام الإفطار.
سلوى :"و بكده خلصنا.. يلا هاتي كاسات العصير و الحقيني...".
جلستا على طاولة الفطور لتقول ياسمين بتعجب:"ماما هو رامي حيدرس ايه في الجامعة اصلي نسيت".
سلوى و هي تسكب الشاي:"محاسبة...قال انه عاوز يبقى محاسب، انا لسه مش عارفة ايه اللي غير رأيه
مش كان عاوز يدرس إدارة أعمال زيك ".
ياسمين و هي تخفي حزنها:" كله زي بعضه يا ماما إدارة أعمال و الا محاسبة... المهم يدرس كويس
و ينجح".
سلوى :" انشاء الله... الا قوليلي يا ياسمين...في حاجة حصلت بينك و بين جوزك؟ انا قلبي حاسس انها مش خناقة عادية بسبب الفستان ".
ياسمين بارتباك:" حيكون حصل إيه يا ماما.. ما انا قلتلك على كل حاجة احنا صحيح اتخانقنا بس عادي كل المتجوزين بيتخانقوا و يرجعوا هو مشغول و انا زهقت من القعدة وحدي في القصر... هو انت مليتي مني و من قعدتي جنبك"
سلوى باستنكار:" ازهق منك... انت هبلة يا بت.. دا انا
مش قادرة اوصف فرحتي بيكي و انت منوراني كده بس كمان عاوزة اطمن عليكي... انا لسة قلقانة من الي حصل قبل كده لما دخلتي المستشفى و خايفة يتكرر ثاني فعلشان كده بسألك "
ياسمين بابتسامة:" متخافيش يا ماما انا كويسة
متشغليش بالك كفاية مشاكل رامي حتتشغلي بيا انا كمان..."
سلوي بحنان:" و هو انا ليا من غيرك انت و اخوكي.. دا انتوا كل حياتي و انا مش طالبة من ربنا غير اني اطمن عليكوا قبل ما امو... "
ياسمين بقلق:" بعد الشر عليكي يا ماما ليه الكلام داه عالصبح...انت كده بتقلقيني عليكي و انا حظطر آخذك للمستشفى عشان اطمن "
سلوى و هي تربت على يديها:" لا يا حبيبتي متخافيش انا كويسة...ايه رأيك تعزمي جوزك النهاردة يتغدا معانا "
شهقت ياسمين بصوت مسموع مما آثار شكوك والدتها :" ايه مالك؟ للدرجة دي غريبة انك تعزمي جوزك عندنا... ".
ياسمين بتلعثم:" لا ياماما.. لا بس... هو اكيد مشغول فمش حيقدر ييجي "
سلوي بمكر و هي ترتشف كوب الشاي :"هو انت بتكلميه..اصلي مشفتكيش و لا مرة و انت ماسكة موبايلك من يوم ما جيتي".
ياسمين متجاهلة تلميح والدتها:" حاضر يا ماما حكلمه... اي أوامر ثانيه يا ست ماما
سلوى :"لا يا حبيبتي سلامتك... انا حشيل الصحون و انت روحي عشان تكلمي جوزك ".
توجهت ياسمين الى غرفتها..فتحت خزانتها لتخرج هاتفها الذي وضعته في احد الادراج..منذ أن بعثه آدم
لها مع الحارس..
أخذت نفسا عميقا قبل تفتح الهاتف الذي كان مغلقا منذ ايام...
بصعوبة بالغة ضغطت على رقمه ثم وضعت السماعة على اذنها ليأتيها صوته المتلهف:" ياسمين... انت كويسة...
ياسمين بصوت مرتعش:" ما فيش حاجة انا آسفة صحيتك.... بدري بس ماما... كانت عاوزة تعزمك على الغداء "
آدم باشتياق:" طبعا حاجي... بس طمنيني عليكي انت كويسة، عاملة ايه؟ ".
ياسمين بتردد:" انا كويسة...
آدم بلهفة:"ارجوكي يا ياسمين سامحيني.. انا آسف
و الله...
ياسمين :"مفيش داعي للكلام داه، ماما متعرفش حاجة يا ريت تبقى طبيعي قدامها و تقلها انك مشغول أو حتسافر... المهم متخليهاش تشك في حاجة عالاقل لحد ملاقي طريقة امهدلها للموضوع".
آدم بحيرة:" موضوع إيه؟ ".
ياسمين باختناق:"موضوع طلاقنا.... مع السلامة".
انهت المكالمة دون الاستماع إلى إجابته...وضعت يدها على صدرها مكان قلبها الذي تشعر بتسارع نبضاته فور استماعها الى صوته... انتبهت الى
إهتزاز هاتفها المتكررليعلن على وصول عشرات الرسائل...
رسائل كثيرة من آدم يعتذر فيها عن تصرفه و طلبه الإجابة عليه... و أخرى يخبرها بضرورة التحدث معها في موضوع مهم و رسايل أخرى من رنا... مهلا هناك رسالة طويلة من غادة..
ترى ماذا تريد تلك الافعى، هل تريد بث سمومها من جديد بغية تفرقتهما... او انها تريد معرفة أخبارها او ماذا تريد....
فتحت ياسمين الرسالة بتردد لتبدأ في قرائتها بصوت منخفض :
ياسمين... انا عارفة انك زعلانة مني و بتكرهيني بسبب اللي انا عملته...انا طبعا مش حطلب منك اننا نرجع صحاب زي ما كنا، عشان معنديش الجرأة او بالأحرى انا عارفة انه مش من حقي... انا غلطت في حقك كثير من اول مابقينا أصحاب انا و انت ورنا..
كنت دايما بغير منك و بحقد عليكي انت بالذات عشان كل الناس بتحبك، كلهم شايفينك ملاك نازل من السماء، ياسمين هي احلى و أذكى بنت في الكلية، كلهم عاوزين يتكلموا معاكي و يتقربوا منك..و خصوصا لما تجوزتي آدم الحديدي، انا قربت اتجنن،
ازاي انت بقيتي مرات صاحب الشركة و انا يتقدملي حتة محاسب..
انا عارفة ان انت ملكيش ذنب بس انا تولدت كده، شخصيتي كده...بس انا تغيرت و ندمانة على كل اللي عملته و لو رجع بيا الزمن كنت غيرت حاجات كثير.. انا بطلب منك انك تسامحيني عشان ربنا أخذلك بحقك مني أضعاف.. سامحيني يا ياسمين ارجوكي و انا وعد مني مش حتشوفي وشي او تسمعي باسمي طول عمرك..
رمت الهاتف على السرير و هي تتنهد بعمق..
الكل يعتذر، الكل يطلب الصفح و الغفران، لماذا...
هل تكفي مجرد كلمة سامحيني لنسيان آلامها و معاناتها التي عاشتها بسببهم.. يخطئون و ببساطة
يعودون للاعتذار كأن شيئا لم يكن... لماذا هل لأنها طيبة و بريئة ستتجاوز ما حدث و تبدأ من جديد..
ام انها هي المخطئة و هي التي عودتهم على
الصفح و الغفران مهما بلغت أخطائه..
تمتمت في داخلها و هي تتذكر كل ما حدث أمامها
و كأنه شريط ذكريات منذ اول يوم دخلت فيه الى الشركة...
:"انا الغلطانة، طول عمري شخصيتي ضعيفة و مسالمة، اي حد يغلط فيا بنسى و بسامح و بقول عادي هو أكيد مش قصده...
غادة انا عرفاها كويس بتكرهني من اول يوم شافتني فيه و انا كنت بشوف كرهها ليا في كل تصرفاتها بس كنت بقول عادي و لا يهمني..عشان كده استغلت طيبتي و غبائي و جات عشان تسمم وذاني بكلامها عشان متأكده اني حصدقها.. ما انا هبلة بصدق اي كلام و بدليل ملك و سالي..
و آدم كمان انا سامحته قبل كده.. عشان ظروفه و ماضيه الوحش الي هو مر بيه بس انا ذنبي إيه اني استحمل جنونه و عصبيته...
انا خلاص تعبت و فاض بيا و كفاية غباء و هبل و طيبة قلب... مش حسامح حد فيهم، حوريهم ان انا بطلت اكون ياسمين اللي قلبها طيب و بتسامح
خليهم يذوقوا اللي انا ذقته... أما لو كنت غلطت فيهم زي ماهما عملوا مستحيل كانوا يسامحوني
و آدم انا لو سامحته و رجعتله فأكيد حيغلط فيا ثاني و ثالث و عاشر حتى لو بحبه و بموت فيه، المرة دي كرامتي اهم من كل حاجة مش حسيبه يدوس عليا ثاني...
...يارب انا تعبت و زهقت
ساعدني...انا مش عارفة حتصرف ازاي مش عاوزة اهدم بيتي بإيدي بس معنديش حل ثاني و ماما...
هي كمان حتتعب بسببي مش كفاية شايلة همي من
زمان....
مسحت دموعها المنهمرة بغزارة على وجنتيها بكفيها
قبل أن تتوجه الى طاولة الزينة حتى تخفي آثار بكائها بمساحيق التجميل...
خرجت بعد قليل من الغرفة لتجد أخاها يجلس في الصالون مع والدتهما و في يده كوب قهوة كبير...
ياسمين و هي تجلس بجانبه:"صباح الخير..صاحي
بدري النهاردة، مش عوايدك يعني"
رامي بضيق :"كله عشان الاستاذ جوزك جاي النهاردة
و امك مصممة اني انزل من دلوقتي عشان اجيب طلبات للمطبخ".
ياسمين بضحك :"ليه كده يا ماما... كنتي قلتيلي و
انا انزل بداله"
سلوى بسخرية :"عاوزة جوزك يولعلنا في البيت
لا ياختي مستغنين عن خدماتك..
نظرت الي رامي قبل أن تتابع :"و انت مش حتبطل
زن في كل مرة اطلب منك انك تنزل تجيب طلبات البيت... شحط زيك طول بعرض يبقى نايم في البيت
و انا اللي انزل.."
رامي بضيق:"يا ماما ايه اللي بتقوليه دا انا
بس قلت انه لسه بدري على معاد الغداء"
سلوى بنفي:"الساعة بقت ثمانية و نص
و يادوب الحق...
رامي بعدم اهتمام:"كنتي طلبتي دلفري مدام
مهتمية بالباشا للدرجة دي"
وكزته سلوى على كتفه بقوة حتى صرخ بألم
لتقول بينما تقف من مكانها وتتجه الى غرفتها
حجيبلك الليستة المكتوب فيها الحاجات الي انا محتاجاها و يا ويلك لو جيت و لقيت حاجة ناقصة"
نظرت ياسمين الى والدتها و هي تغلق الباب
ورائها لتهمس :"انت مش حتقلي مالك.. تغيرت
فجأة كده مرة واحدة... مش دا الباشا اللي بفضله
بقيت ملك المدرسة و كل الناس بقت بتتقرب منك
و بتتمنى رضاك...دلوقتي بقى مش عاجبك
و بتتريق عليه... و كمان اخترت انك تدرس محاسبة
بدل إدارة الأعمال..."
رامي بانفعال:"يوووه هو انا ناقص زن عالصبح،
يا ستي انا حر ادرس محاسبة و الا إدارة أعمال
و الا حتى رقص و غناء انت مالك هااا، ريحي
نفسك انا مش حغير التوجيه بتاعي...
ياسمين بتعجب :"و مين اللي طلب منك انك
تغيره انا بس مش فاهمة انت عملت كده ليه
تصرفاتك بقت غريبة جدا على فكرة
و ماما كمان لاحظت داه"
رامي بعدم اهتمام:"مش أغرب منك يا ست سوسو
عاملة نفسك مبسوطة و بتعاملي معانا عادي و لا كأنك ناوية تتطلقي من جوزك بعد أيام"
ياسمين باندفاع:" ششش وطي صوتك، يخرب بيتك
انت جبت الكلام داه منين... "
رامي بهمس:" آخر مرة لما رحنا عند رنا... انا سمعتك بتتكلمي مع الدكتور زاهر.. على فكرة ياياسمين
انا بشجعك... جوزك داه واطي و حقير و انت استحملتيه كثير و داه حيخليه يدوس عليكي
بدون رحمة، هي صحيح الفلوس بقت مهمة
و تقدري تحققي بيها كل حاجة الا السعادة
يعني ايه لما تعيشي في قصر و حواليك خدم و حرس تحت أمرك، بس انت تعيسة عشان الاستاذ جوزك بيضربك و بيهينك كل ما بيخطرله... لو كان بيحبك بجد مكانش عمل كده.. كان دور على الحاجات اللي انت بتحبيها و يعملها و لو على حساب راحته... انا نصحتك و انت حرة.. اشتري كرامتك عشان لو ضيعتيها المرة دي عمرك ما تلاقيها ثاني "
ياسمين بصوت متحشرج :" عندك حق يا رامي بس انا خايفة من ردة فعل ماما"
رامي مطمئنا:" متخافيش اصلا ماما قلبها حاسس ان في حاجة مش طبيعية بينك و بين جوزك و هي عازماه النهاردة عشان تتأكد.. هو انت فاكرة الحاجة سلوى غبية زيك...و بعدين هي لو عرفت الحقيقة
هي بنفسها اللي حتطلقك منه".
اغمضت ياسمين عينيها بقوة و هس تحس بارتعاش جسدها رغم حرارة الطقس...كم هي ثقيلة كلمة
الطلاق...اثقل من الحجارة و امر من العلقم،
ان تصبح امرأة مطلقة قبل مرور اقل من سنة على زواجها...
ابنة خالتها رنا تزوجت بعدها و أصبحت حاملا قبلها، تعيش حياة اشبه بالاميرات مع زوج حنون، متفهم و يعشقها بجنون...
اما هي فحياتها اشبه بقصص الحب الحزينة التي
طالما شاهدتها في الأفلام...
لم تهنأ بزواجها سوى أيام قليلة بينما عانت الأمرين لاشهر طويلة...يبدو أن حظها في الزواج عاثر كحال والدتها التي ترملت و هي مازالت في عز شبابها...
افافت من خيالاتها على صوت والدتها و هي تحدثها
عن أصناف المؤكولات التي تنوي طبخها....
الساعة منتصف النهار و نصف..
دق جرس الباب
فتحت سلوى الباب ثم رحبت بآدم بابتسامة مشرقة
كعادتها...تناولت باقة الورود و علب الشوكولا و الحلويات التي أحضرها معه قائلة بمرح:"
دي أكيد ياسمين... انا مش عارفة البنت دي مبتشبعش من الحلويات و الشوكولاطة..."
آدم بابتسامة :"خليها تتدلع زي ماهي عاوزة... هو انا عندي اغلى منها..
سلوى :" ربنا يخليكوا لبعض و افرح بعيالك عن قريب يا رب... اتفضل الغداء جاهز و الولاد مستنينك "
مشى آدم بخطوات مترددة الي الداخل و هو يبحث عن صغيرته التي اشتاق الي رؤيتها بجنون...
رفعت ياسمين رأسها لتتلاقي عيناها بعيني آدم الذي
كان ينظر لها بشوق، كان يرتدي قميصا من اللون الزيتي أظهر عرض منكبيه و عضلات صدره و بطنه و بنطالا اسود.. كم بدا وسيما رغم التعب الواضح على قسمات وجهه و الظلال الداكنة أسفل عينيه...
أخفضت عينيها بسرعة و هي تشعر بغصة مؤلمة
في حنجرتها،
ابتسم بألم و هو يلاحظ ترحيب والدتها به و تجاهل رامي له ليعلم ان هذا الأخير على دراية بما حدث بينه و بين زوجته.
تناول الجميع الطعام الذي لم يخلوا من ثرثرة سلوى
و حديثها عن عائلة اختها رجاء و فرحتها بحمل رنا
و عدة مواضيع أخرى لم يفهم منها آدم شيئا لان
جل تركيزه كان مسلطا على ياسمين التي تعمدت التصرف بلامبالاة و كأنه غير موجود...
توجه الجميع الي الصالون لشرب الشاي بعد الطعام الدسم الذي تفننت سلوى في تحضيره..
رامي و هو يستلقي على الاريكة :"انا حاسس اني مش حاكل سنة قدام...تسلم إيدك يا ست الكل...".
آدم :"تسلم إيدك يا سلوى هانم أكلك تحفة كالعادة
ياسمين كمان أكلها حلو اوي طالعالك".
سلوى بفخر:"طبعا...انا علمت ياسمين الطبيخ زي ما ماما علمتني الله يرحمها...تقدر تقول بالوراثة.."
ياسمين بتردد و هي تقاطع حوارهما:" ماما.. انا كنت عاوزة اقلك على موضوع كدة... بما ان آدم جا النهاردة ".
سلوى :" موضوع إيه؟؟ ".
آدم باندفاع :" ياسمين كانت عاوزة تقلك انها عاوزاكوا تنقلوا تعيشوا في الفيلا بتاعتها عشان مظطر أسافر أمريكا مدة طويلة وهي مش حتقدر تروح معايا".
توسعت عيناها بدهشة و هي تستمع الي ماتفوه به
انتقال، فيلا، سفر..
سلوي بدهشة :" فيلا ايه ياابني و بعدين انت ازاي حتسافر و حتسيب مراتك فترة طويلة "
آدم و هو ينظر إلى ياسمين :" متقلقيش احنا اتكلمنا في الموضوع داه و هي اللي فضلت انها تبقى هنا معاكم عشان كده انا اشتريت فيلا جديدة و سجلتها باسم ياسمين.. يعني انتوا حتنتقلوا لمكان ملككم..
انا لو مكنتش مضطر اني اسافر مكنتش سبت مراتي
لوحدها بس... الظروف هي اللي حكمت بكده".
ياسمين بحدة:" آدم ممكن اتكلم معاك لوحدنا...انا في اوضتي "
أسرعت ياسمين الى غرفتها و هي تشعر بغضب عارم
يسيطر عليها..
جلست بقلق و هي تنتظر مجيئة، تشعر بالحيرة، بالقلق،.. لا تعلم ماذا تريد.. تكرهه و تحبه في نفس الوقت، غاضبة منه بشدة و لكنها تريد الارتماء بين أحضانه... اشتاقت له و لصوته و لرائحته المميزة بينما لا تريد رؤيته أمامها...
تريد الطلاق و تشعر بحزن شديد لمجرد سماع خبر سفره.. تعلم استحالة رجوعها اليه و ان الفراق افضل حل لمداواة جروحها التي لاتزال لم تلتئم بعد..
لحظات و دخل آدم الغرفة، أغلق الباب ورائه بهدوء ثم استند عليه بينما لا تزال هي جالسة على طرف السرير الصغير
ياسمين :"ممكن تفهمني ايه حكاية الفيلا و السفر اللي انت طلعتلي بيها... هو احنا مش اتفقنا على الطلاق و انت كنت قايل للدكتور زاهر انك حتنفذ كل اللي انا عاوزاه.. ايه رجعت في كلامك دلوقتي...
طيب انت ممكن تسافر زي ما انت عاوز بس بعد
ما تطلقني".
آدم بهدوء :"انا قلتلك قبل كده الف مرة مفيش طلاق حيحصل بينا نهائي.. "
ياسمين بغضب :" يعني إيه.. كنت بتكذب؟ انت فاكرني ممكن ارجعلك بعد اللي انت عملته فيا...
انسى نجوم السماء اقربلك.. ياسمين الهبلة الطيبة
اللي بتنسى و تسامح خلاص ماتت و انت اللي موتتها بإيدك... لما ذبحتها من غير رحمة و لاشفقة
انا دلوقتي حطلع لماما اقلها الحقيقة و انت تنزل من هنا حالا وتبعثلي ورقة طلاقي في أقرب وقت
انا خلاص كرهتك و مش طايقة اشوف وشك "
آدم بصوت متألم :" انا حسافر أمريكا و حقعد هناك فترة طويلة تكوني انت هديتي و نسيتي اللي حصل "
ياسمين مقاطعة:" انت ما بتفهمش قلتلك اللي بينا انتهى خلاص احنا معادش في بينا اي حاجة تربطنا ببعض... "
صمتت عندما رأته يقترب منها،انحني ليجلس على ركبتيه أمامها ثم أخرج علبة صغيرة وردية اللون
ووضعها على ساقيها
فتحها لتظهر لها عدة شرائط و أربطة أنيقة مخصصة للأطفال..
همس آدم و هو ينظر إلى العلبة بابتسامة حالمة
:" دي لبنتنا... انا كنت عاوز تجيبيلي بنوتة حلوة
و تكون حنونة و طيبة و حضنها دافي زيك،
امسك يديها ليضعهما على العلبة و هو يتابع...
انا عارف انك سامحتني كثير و انك فاكرة اني بستغل طيبتك و حبك ليا عشان أتمادى في تصرفاتي..
عارف انك مجروحة مني و اني اللي عملته مايغتفرش... و عارف كمان اني غلطت في حقك كثير و انك سامحتيني كثير...
رفع يديه ليمسح دموعها المنهمرة و هو يتابع
و عارف اني انا راجل حقير و زبالة و مستاهلش فرصة ثانية... بس غصب عني.... و الله غصب عني
بس انا عاقبتهم كلهم سهى و صفوان و الشغالة زينب اللي حطت علبة الحبوب جوا الحمام... ككلهم خذوا جزائهم.. و انا بردوا تعاقبت... انا أكثر واحد تعاقبت فيهم
بعدك عني هو أكبر عقاب و انا استاهل عشان كده قررت اسافر..
اكمل حديثه رغم تحشرج صوته :"انا حبعد بجسمي بس روحي و قلبي حيفضلوا ديما معاكي... مش عارف حتحمل بعدك إزاي... حبقى يتيم من ثاني يا ياسمين
حرجع وحيد مليش حد.. انا عارف اني بظلمك بس مش قادر و الله محقدر اطلق.... ك...
ارجوكي حبعد و الله حبعد سنة اثنين عشرة اللي انت عاوزاه بس بلاش طلاق.... ارجوكي "
تعالت شهقاته و هو يبكي كطفل صغير على وشك فقدان امه تمسك بيديها ثم دفن رأسه في حضنها ليدخل في نوبة بكاء هستيرية...
انهمرت دموعها هي الأخرى و هي تراه لأول مرة بهذا الضعف... لقد بكى من قبل بين أحضانها عندما كانا في المزرعة و لكن هذه المرة كان يبدوا اكثر ضعفا
كان يبكي اشتياق و ندما و فقدانا... بكى و هو يحس
بيتمه و غربته التي سيعود إليها من جديد...
بكى و هو يعلم أن الفراق و رغم مرارته الا انه
أفضل حل للبدء من جديد...
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
بعد ستة أشهر......
في مدينة نيويورك الأمريكية، رمى آدم هاتفه بعد أن انتهى من مكالمة سلوى للاطمئنان على ياسمين كعادته كل بضعة ايام خاصة بعد أن رفضت ترك منزل والدتها و الانتقال إلى الفيلا، لم يشأ ان يجبرها على ذلك بل تركها تفعل ماتشاء و قام باستئجار إحدى الشقق القريبة من منزلها للحرس و ذلك ليكونوا قريبين منها لحمايتها و خدمتها في نفس الوقت....
فتح حاسوبه ليتصفح صورها التي كانت تصله من الحرس المكلف بمراقبتها و اصطحابها كلما خرجت تفاجئ بوصول صور جديدة لها..
تفحص الصور باندهاش من هيئتها الجديدة، لم يصدق انها نفسها زوجته الصغيرة المولعة بلبس البناطيل الضيقة و الفساتين القصيرة...
بدت
مختلفة تماما بملابسها الأنيقة الواسعة و حجابها الذي زادها جمالا و كذلك اكتسابها لبعض الوزن الزائد الذي جعل جسدها اكثر تناسقا و روعة...
كانت ترتدي فستانا طويلا من اللون البنفسجي الغامق مع طرحة من اللون الأزرق البترولي....
أخذ آدم هاتفه ليتصل بناجي ليستفسر منه.. ثواني و أجابه الاخر مرحبا كعادته
ناجي:"اهلا ياباشا...
آدم باستعجال:" ناجي في صور جديدة للهانم وصلتني من حوالي نص ساعة..".
ناجي :ايوا يا باشا الهانم خرجت الصبح هي و والدتها و رجعوا البيت من حوالي ساعة كده انا أخذتهم و رجعتهم و بعد ما اطمنت عليهم
بعثتلك الصور زي كل مرة...".
آدم مقاطعا:"طيب هما راحوا فين..."
ناجي :" هما راحوا لمستشفى الدكتور زاهر ياباشا عشان موعد الهانم.. "
انتفض آدم من مكانه و قلبه يكاد يخرج من قفصه الصدري ليصرخ بقلق :" مستشفى ليه... مالها ياسمين... حصلها حاجة"
ناجي :" لا يا باشا هي كويسة بس سعادتك عارف هي بتروح هناك علشان تتابع حملها..".
أجابه ناجي بعفوية فهو لم يكن يدري عدم معرفة آدم بأن زوجته حامل...
أنهى آدم المكالمة ثم ارتمى بجسده على الاريكة و علامات الصدمة تعلو محياه...
تمتم بشرود غير مصدق:" ياسمين حامل... يعني انا... حبقى اب... طيب ليه محدش قالي... آه يا زاهر يا ابن ال... استنى عليا بس اما ارجع مصر انا آخر مرة سألته قلي ان والدتها عندها برد و جات عشان تكشف... طيب و الست سلوى ليه كمان مقالتليش دا انا تقريبا كل يومين بكلمها و بسألها عليها... اكيد هي منعتها انها تقلي.... للدرجة دي قلبك قاسي عليا يا ياسمين... لسه مسمحتنيش يا حبيبتي ...
أغلق عينيه ثم بدأ باستنشاق الهواء بحركات متتالية عند شعوره بالغضب كما علمه طبيبه النفسي.. مرت عدة دقائق استعاد فيها آدم هدوء ثم فتح حاسوبه من جديد ووضعه فوق ساقيه...
قام بتكبير إحدى صورها لتظهر له ملامحها بوضوح... وجنتيها المكتنزتين إزدادتا امتلاءََا... ابتسم بمرح و هو يتذكر كم كان يعشق عضهما و اللعب بهما، شفتيها
اللتين لطالما اشبعهما مصا و تقبيلا...
يديها الصغيرتين تضعهما بحركة عفوية على بطنها الذي برز بشكل ملفت.. كيف لم ينتبه لذلك منذ وصول الصور...
ازدادت ابتسامته اتساعا و هو يمرر انامله على
شاشة الحاسوب مكان بطنها متمتما بصوت هامس
:"بنتي... قلبي كان حاسس... مش قلتلك ياياسمين
.. آخر مرة لما رحتلك البيت قبل ما أخرج قلتلك.. خلي بالك من نفسك و من بنتنا... انا كنت متأكد... يارب...
صرخ آدم بفرح في آخر كلماته و هو يمسح دموعه التي انهمرت دون أن يشعر بها
منذ اول يوم اتى فيه الى أمريكا و هو يفكر... متى وكيف ستسامحه زوجته الغاضبة التي تركها
رغما عنه و اتى الى هذه البلاد الغريبة... لم يتوقع حدوث هذه المعجزة التي ستجعله يرتبط بها إلى الأبد.. دقق النظر الى صورها مرة اخيرة ليجدها مازالت ترتدي خاتم زواجهما،ليتخذ قراره الاخير.... بالعودة إليها فهو لم يعد يستطيع الإبتعاد أكثر... ستة أشهر كاملة و يومين... مرت عليه و كأنه في جحيم، كان يعد اليوم بالساعات و الدقائق، يرهق نفسه بالعمل نهارا حتى لا يفكر فيها ليلا...
تلاشت فرحته تدريجيا عندما تذكر قسوتها التي لم يكن يتوقعها.. فطوال هذه الاشهر الطويلة لم تتصل به و لا مرة واحدة، حرمته حتى من الاستماع لصوتها الذي اشتاق اليه كثيرا... يبدو أنها لم تنسى ما حدث، ومازالت غاضبة... هل مازالت مصرة على الانفصال، هل سترضى ان يعيش ابنهما محروما من والده و هو على قيد الحياة، هل سيعيش طفله نفس المعاناة التي عاشها في حياته...
:"مستحيل مش حخلي داه يحصل.. مش حخلي ابني يعيش من غير ابوه طول ما انا عايش على وش الارض... انا لازم اتصرف، لازم اتكلم معاها و افهمها
، لا يمكن اخلي ابني يعيش العذاب و الألم اللي انا عشته..."
هتف آدم بثقة قبل أن يلتقط هاتفه و يتصل بمراد كابتن طائرته الخاصة ليخبره بتجهيزها للعودة الى مصر يوم غد....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في فيلا فؤاد (زوج غادة)
تجلس غادة في حديقة الفيلا تترشف كوبا من القهوة و تتصفح هاتفها بانشغال، انتبهت لصوت والدتها و هي تناديها...
الام :"مالك يابت بقالي ساعة بندهلك.. و انت
مشغولة في البتاع داه مش بتسيبيه من ايدك ابدا...
غادة بضيق:" في حاجة يا ماما... حضرتك بتندهيلي ليه...عاوزة حاجة ".
الام و هي تجلس على الكرسي المقابل لها:" يا ختي حكون عاوزة إيه.. ما كل حاجة موجوده الحمد الله
انا بس كنت عاوزة اتكلم معاكي في حاجة مهمة"
غادة :"حاجة إيه؟".
الام :"عاوزة أسألك.. مفيش حاجة جاية في السكة اصل... "
غادة بملل:" يووه يا ماما هو نفس الموال بردو... مبتزهقيش ،قلتلك الف مرة مفيش و مش عاوزة.. "
الام :" يا بت اسمعي كلامي تكسبي، جيبيلك حتة عيل عشان تضمني حقك في العز داه كله...احسن تلاقي نفسك بعد كده مرمية بره و تطلعي من المولد بلا حمص و نرجع كلنا انا و انت و اخواتك للفقر من ثاني"
غادة :"متخافيش فؤاد عامل حساب كل حاجة و عارف ان أولاده مش حيسيبوني لو حصله حاجة، عشان كده كتبلي الفيلا و العربية و البوتيك كمان باسمي.. كثر خيره ضمنلي مستقبلي عاوزة ايه اكثر من كده.. "
الام بارتياح :" بجد يا بت...يعني الفيلا دي بتاعتك "
غادة باستهزاء و هي ترى لهفة والدتها:" ايه ياماما مش كنتي زمان بتعايريني و بتقولي أن انا طماعة و بحب الفلوس و ببص لحاجة غيري "
الام :" و لسه على رأيي لحد دلوقتي انا مش ببص على حاجة بتاعة غيري، دا حقك، و حق شبابك اللي بتضيعيه مع راجل عجوز قد ابوكي... انا صحيح مكنتش راضيه على جوازك منه بس انت اللي صممتي تتجوزيه علشان فلوسه... ماعلينا دلوقتي الي حصل حصل و مش حنقدر نرجع الزمن لورا...
انا كنت عاوزاكي تتجوزي شاب في سنك زي سامي ابن... "
غادة بانزعاج:" ماما.. من فضلك ملوش داعي الكلام داه ارجوكي انا ست متجوزة و بحترم جوزي في وجوده و في غيابه و ياريت انت كمان تحترميه و بلاش تتكلمي على حاجات فاتت و مالهاش لازمة".
الام :" و الله و تغيرتي يا غادة ما كنتيش كده زمان،بس الحمد لله بقيتي احسن "
غادة بالرغم من انها فهمت مقصدها:"قصدك ايه يا ماما "
الام :" و لا حاجة...يا حبيبتي انسي"
غادة بحزن:" قصدك زمان لما كنت حقودة و بحسد ياسمين و رنا على عيشتهم...خلاص ياماما اللي فات فات و انا تغيرت بس...
صمتت غادة لتكمل في داخلها : بعد ما دفعت الثمن غالي... غالي اوي".
عادت غادة بذاكرتها لعدة أشهر مضت عندما سعت بكل الطرق لاقناع فؤاد الذي تعرفت عليه في احد النوادي الفخمة للزواج منها،لازالت تشعر بالندم و تأنيب الضمير بعد أن خدعته و أخبرته انها كانت تحب احد زملائها في الجامعة و انها تزوجت به
عرفيا بعد أن وعدها بأن يتزوجا رسميا بعد التخرج لكن هذا الأخير خدعها و سافر الى احد البلدان الأجنبية و بهذا انقطعت اخباره...
رغم مرور عدة اشهر على زواجها الا انها لاتزال خائفة لحد الان من أن يكتشف فؤاد حقيقتها خاصة بعد أن فضحها صفوان و ارسل صورها لجارتها فاطمة.. رغم انقطاع أخباره الا انها لازالت قلقة و خائفة من أن يظهر فجأة و ينغص حياتها من جديد...
افاقت من خيالاتها على نداء والدتها...
:"يا بت مالك.. بقالي ساعة بكلمك و انت سرحانة...
غادة :" في إيه يا ماما... انا مش عارفة ليه كلامك مش بيخلص ابدا ".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في منزل سلوى
تسطحت ياسمين على الكنبة بمساعدة والدتها التي وضعت خلف ظهرها عدة وسائد لتستند عليها..
سلوى بتذمر:"يابنتي ليه العذاب داه بس...ادخلي ارتاحي في اوضتك السرير اريحلك من الكنبة دي ".
ياسمين برفض:" سيبيني يا ماما و النبي انا زهقت من كثر النوم و القعدة في أوضتي،حاسة نفسي في سجن".
سلوى و هي تجلس على الاريكة بجانبها:" ما احنا كنا برا الصبح"
ياسمين بضيق :"و انت بتسمي الساعتين اللي بخرجهم للمستشفى كل شهر دول خروجة، انا عاوزة اخرج و اتفسح و اشم شوية هوا".
سلوى بضحك:" كلها كام شهر و تولدي بالسلامة و ساعتها حتلاقي نفسك مشغولة ببنتك و حتنسي الفسح و الخروجات نهائي..."
ياسمين :" لسه بدري يا ماما انا في أول السابع يعني كمان ثلاث شهور.. مش عارفة حيخلصوا ازاي و انا مسجونة في البيت داه ".
سلوى بإيحاء:"عندك حق يا حبيبتي الشقة صغيرة و تزهق... يعني من الأوضة للصالون، مفيش جنينة تتمشي فيها و لا مسبح و لا.. "
ياسمين :" تقصدي ايه يا ماما بكلامك داه "
سلوى :" قصدي انك لسه هبلة و غبية زي عادتك.... علشان سايبة فيلا طويلة عريضة و جاية دافنة نفسك هنا و مستغربة ليه حاسة بالملل و الزهق ".
ياسمين :" ما انت عارفة ياماما انا مش عاوزة آدم يعرف اني حامل على الاقل مش دلوقتي، انا لو رحت هناك الخدم حينقلوله كل الأخبار و خاصة اللي اسمها كريمة دي مش بتخبي عليه حاجة و كمان هو اكيد عامل كاميرات في كل مكان زي مكان عامل في القصر بالضبط ".
سلوى باستهزاء:" مش قلتلك هبلة... هو انت فاكرة ان آدم جوزك في حاجة بتستخبى عليه و خاصة لو تعلقت بمراته، مش شايفة الحرس اللي هو حطه علشان يراقبك صبح و ليل، و متنسيش زاهر داه صاحبه زمانه قله من اول شهر عرفنا فيه انك حامل"
ياسمين بتأكيد :" لا زاهر مقلوش يا ماما و انا متأكدة من داه، هو وعدني انه مش حيقله ابدا"
سلوى:"طب و لإمتى حتفضلي مخبية عليه حاجة مهمة زي دي مصيره حيعرف يا بنتي... انا و الله قلبي بيوجعني كل ما بيكلمني و يسأل عليكي.. ببقى عاوزة اقله "
ياسمين :" اوعي يا ماما تعملي كده... انت ناسية
هو عمل فيا إيه؟ ".
سلوى بهدوء:" لا مش ناسية و علشان كده سايباكي تعملي اللي في دماغك.. هو صحيح غلط بس انت كمان غلطتي لما عملتي حاجة عارفة كويس انها حتزعله، و بعدين ماهو عاقب نفسه هو كمان و بقاله ستة شهور قاعد في بلد غريبة و سايبك هنا براحتك، و دا دليل انه ندم على اللي عمله و عاوز يتغير".
ياسمين :" مالوش لزوم الكلام دا يا ماما دلوقتي "
سلوى :" كل مرة بتكلم معاكي في الموضوع داه تتهربي... انت عاوزة توصلي لإيه بعنادك داه؟؟ ،هو انت فاكراني مش حاسة بيكي و انت كل ليلة بتنامي و دموعك على خدك،
حرام عليكي اللي انت بتعمليه داه، ليه تعيشي نفسك في عذاب لو مش خايفة على نفسك خافي على بنتك اللي لسة مشافتش النور ليه تحرميها من ابوها و هو عايش... انت لسه بتحبيه زي الاول و يمكن أكثر كمان بس بتعاندي على الفاضي ".
ياسمين ببكاء:" عارفة ياماما و الله عارفة... هو واحشني اوي و نفسي يرجعلي بس خايفة، انت مشفتيشه ازاي بيبقى واحد ثاني لما بيتعصب...
خايفة يفضل كده و ميتغيرش، ".
سلوى بحنان :" يا بنتي ما أنا قلتلك و فهمتك قبل كده، الست العاقلة لما بتشوف جوزها متعصب عليها تراضيه و تسايره لغاية متكسبه مش تستفزه بالكلام زي ما انت بتعملي،صدقيني آدم داه طيب بالرغم من كل الظلم و القسوة اللي هو عاشها في حياته و بيحبك بجد كفاية انه تجوزك انت بالرغم من انك مش مستواه،و بعدين انت عارفة ان هو مستحيل يسيبك فعشان كده لازم تعرفي كويس ازاي تتعاملي معاه بعد ما ترجعوا ".
ياسمين :" ماهو دا اللي مجنني، آدم مش حيقبل انه يسيبني خاصة وانا حامل ببنته، عارفة يا ماما هو كان قلبه حاسس اني حامل في بنت من قبل ما إحنا نعرف، كان بيوصيني عليها في آخر مرة جا على هنا...واحشتي اوي و مش عارفة حعمل إيه ؟".
سلوى :" طيب اهدي خلاص...ومتزعليش بكرة ربنا حيحلها من عنده انت اهتمي بس بنفسك و ببنتك و سيبي الباقي على ربنا.. انا حقوم اجيبلك شوية فاكهة تاكليهم لغاية ما أحضر الغداء".
ياسمين و هي تمسح دموعها:" انت كمان جاية تعبانة بلاش تتطبخي خلينا نطلب دلفري احسن. انا نفسي في بيتزا كبيرة و كمان آيس كريم بالفانيليا و معاهم... "
سلوى بضحك :" ايه يا بنتي انت لسه بتتوحمي و الا إيه و بعدين حتاكلي آيس كريم في البرد داه...".
ياسمين باصرار:"آيوا يا ماما هاتي التلفون، اهو هناك على الطربيزة أسيل جعانة و عاوزة آيس كريم و بيتزا... و بعدين ابوها سابلها فلوس كثير خليها تصرف براحتها... ".
سلوى :"خذي يا اختي التلفون خلينا نشوف آخرة دلعك داه إيه قال إيه بتتوحم و هي داخلة في السابع ...".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في فيلا زاهر
جلست رنا بصعوبة على إحدى الكراسي المتراصة بجانب المسبح و هي تتمتم بغيظ :" منك لله يازاهر يا ابن ام زاهر... كله بسبب قلة أدبك مبقتش قادرة اتحرك من مكاني او اقعد لوحدي.. ".
زاهر بضحك :" يا حبيبتي و فيها إيه ما أنا جنبك اهو و بساعدك".
رنا بغيظ:"يا سلام...يعني عاجبك منظري داه و انا منفوخة زي البالون لا بالون إيه قول منطاد، فيل كبير،... ".
زاهر و هو يقبل يدها برقة :" متقوليش كده و الله شكلك زي قمر و كل يوم بتحلوي أكثر.. هانت يا حبيبتي كلها شهرين و يشرفوا الباشوات و ساعتها حترجعي لوزنك الطبيعي...غمزها ثم اكمل بعبث بالرغم من انك كده احلى بكثير... "
رنا :" بطل قلة أدب يا سافل...انا بعد الايام بالساعة و الدقيقة امتى اولد و لعلمك دي اول و آخر مرة... "
زاهر :" يعني ايه ؟ مش ناوية تجيبي لأولادك اخت
رنا و هي ترمقه بغضب :"أخت...طب و انا إيش ضمني انها حتكون واحدة بس مش ثلاثة زي اللي في بطني دول".
زاهر و هو يمسد بطنها :"انت لسه زعلانة علشان حامل في ثلاث ولاد؟دي نعمة من عند ربنا يا حبيبتي و بعدين علشان ما تقوليش اني حارمك من حاجة يا بيبي".
رنا بغيظ:"كان نفسي اجيب بنت زي ياسمين...علشان البسها فساتين حلوة و اعملها شعرها تسريحات كثير
... كله من قلة أدبك الناس الطبيعية تجيب ولد او اثنين مش ثلاثة مرة واحدة ".
زاهر :" بطلي قر بقى انت حتحسدينا امال الناس الثانية تقول إيه و بعدين دي أقل حاجة عندي انت ناسية ليالينا الحلوة في إيطاليا لما كنتي تصحى الصبح مش قادرة تتحركي غير بالمسكنات دا انت كنتي ... ".
رنا بصراخ و هي تمد يدها بجانبها لتأخذ احد الوسائد
:" اه يا سافل... انت حتحكيلي بنعمل ايه و احنا مع بعض...".
زاهر و هو يقهقه بقوة :"ما انت اللي مش مقدرة مجهوداتي العظيمة معاكي... و مستغربة ازاي حامل بثلاث توائم فقلت افسرلك يعني...".
رنا ببكاء:" انا متضايقة اوي علشان شكلي بقى وحش كده".
اقترب منها زاهر ثم احتضنها قائلا برفق:"و الله شكلك زي القمر انت ليه مش مصدقاني...".
رنا :"بس انت امبارح لما كنا بنتفرج على التلفزيون كنت مركز اوي مع البنت اللي شعرها طويل و قلت ان شكلها حلو علشان جسمها مفهوش ديفوهات.. ".
زاهر بحيرة :" انا قلت كده، امتى داه حصل؟".
رنا و هي تبتعد عن أحضانه :" لا قلت.. لما كنا بنتفرج على المسلسل الهندي ".
زاهر بدهشة:" طب بذمتك بنت وحيدة في وسط مجموعة ستات كبيرة و انت سألتيني مين اكثر واحدة حلوة فيهم عاوزاني اقلك إيه؟ ان العجوز اللي كانت بتعملها الحنة هي احلى واحدة فيهم.....
و بعدين انا قلت انها حلوة و خلاص مركزتش معاها اصلا ما انت عارفاني مش بحب اشوف مسلسلات و لاأفلام، بس علشانك انت بقيت بتفرج على التلفزيون،...".
رنا و هي تنظر إلى عينيه التي كانت تطالعها بهيام :" يعني مكنتش مركز معاها..و مكانتش عجباك ".
زاهر :" و هو انا من يوم ماعرفتك بقيت بشوف ستات غيرك...".
رنا :"حتى و انا بالشكل داه؟ ".
زاهر بحب:"حتى و انت كده...شبه الباندا الصغير لسه بحبك و مش بشوف غيرك...علشان قلبي معاكي انت و بس".
رنا بابتسامة :"ربنا يخليك ليا يا حبيبي...انا كمان بحبك اوي.. ".
مال زاهر ليخطف قبلة رقيقة من شفتيها قائلا :" و يخليكي ليا يا باندتي... ".
ثم حملها بحرص متجها بها إلى الداخل لتنظر اليه رنا بمكر و هي تطوق رقبته بذراعيها هامسة بدلع :" ايه يا زيزو مش حتبطل بقى...".
زاهر بتلاعب و هو يخفي ابتسامته الماكرة:" ابطل إيه يا حبيبتي.. دا وقت الغدا يعني العيال زمانهم جعانين فقلت اشيلك لحد السفرة بنفسي، مش عاوزك تتعبي ".
رنا بغيظ :" نزلني يارخم انا بعرف امشي لوحدي على فكرة".
زاهر بغمزة:"انا قلت كده بردو اصلك بقيتي ثقيلة اوي يا رونا انت عديتي مية كيلو صح"
رنا بصراخ و هي تضربه على كتفه:" مية في عينك يا قليل الادب و الله لوريك يا زاهر و شوف الليلة حتنام فين ".
زاهر بقهقة :"حنام فين يعني... في حضن حبيبتي روح قلبي طبعا... "
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بعد يوم
مساءََ حطت طائرة آدم الخاصة في مطار القاهرة الدولي... ترجل آدم متجها الي سيارته الفاخرة التي كانت تنتظر وصوله...رحب به اسماعيل و هو احد حراسه المخلصين ثم فتح له باب السيارة الخلفي
و يستقل هو مكان السائق...
اسماعيل بتساؤل:"نروح فين يا باشا... الفيلا و الا...
آدم مقاطعا :" لا.. بيت سلوى هانم اللي في الحارة..
اسماعيل بطاعة :"امرك ياباشا".
بعد ساعة من القيادة المتواصلة في شوارع القاهرة المزدحمة وصلت سيارة آدم الى الحارة الشعبية، كان في انتظاره بقية الحرس و من ضمنهم ناجي..
آدم بلهجة آمرة:" في شنط في العربية طلعوها فوق عند الهانم...".
اعطى اوامره ثم صعد درج العمارة بخطوات سريعة و طرق باب الشقة.....
نهضت ياسمين بتكاسل ثم اتجهت نحو الباب بعد أن سمعت الطرقات... هتفت بحنق :"انا مش عارفة ماما و طنط الهام بيتكلموا في إيه كل يوم رايحة عندها و سيباني، على الاقل كانت خدت المفتاح معاها ".
وضعت يدها على مقبض الباب لتفتحه ببطئ...
تسمرت مكانها و هي تشاهده يقف أمامها بقامته المديدة ووسامته المعتادة... كان يرتدي كنزة شتوية باللون الأسود و بنطال جينز من نفس اللون معطفا
باللون بالبيج، تاركا العنان للحيته التي استطالت بشكل جذاب لتزيده وسامة و هيبة....
تجمد آدم في مكانه و هو يطالع كل انش بجسدها، قبض على يديه بشدة حتى يمنع نفسه من أخذها في عناق حار يسحق فيه جميع عظامها ليبثها لوعته و اشتياقه
لفت انتباهه انتفاخ بطنها الظاهر بوضوح ليهمس بلهفة عندما لاحظ ان عيناها تطالعانه باشتياق لم يخفى عليه :"ازيك يا ياسمين... عاملة إيه؟".
ياسمين بأنفاس مضطربة و هي تنزاح جانبا :"كويسة... اتفضل".
آدم و هو يتقدم اللى الداخل :"سيبي الباب مفتوح.... عشان حيدخلوا الشنط..".
ياسمين و هي تضع الوشاح على رأسها :"شنط إيه؟؟؟
آدم بابتسامة مشتاقة و هو يقترب منها :" جبت هدوم كثير لبنتنا..".
ياسمين باضطراب :" و مين قالك انها بنت مش ولد؟ "
آدم بعتاب :"قلبي كان حاسس و تأكدت امبارح من الغبي زاهر اللي خبى عليا خبر حملك... كده ياياسمين هنت عليكي تخبي عني حاجة زي دي... للدرجة دي قلبك بقى قاسي عليا".
ياسمين بتلعثم :"انا... كنت حقلك بس.... ".
تنهد آدم طويلا قبل أن يقاطعها :" مفيش داعي للكلام داه... اللي حصل حصل، بس عاوز اقلك اني من اللحظة دي مش حبعد عن بنتي ثانية واحدة ". يتبعع
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
ليلا.....
تحلقت العائلة حول طاولة الطعام التي كانت تضم أصناف كثيرة و متنوعة أعدتها سلوى احتفالا برجوع زوج ابنتها...
نظرت له ياسمين بغيظ و هو يأكل متجاهلا غضبها منه فمنذ مجيئه و هو يتعمد التقرب منها بكل الطرق عندما كانت تنهره او تحاول الإبتعاد عنه يخبرها بأنه يريد الاقتراب من ابنته و ليس منها هي....و قد اتفق مع والدتها و أخيها على مساعدته و قد وافق الأخير بعد جهد كبير بذله آدم في اقناعه، فرامي مازال هو الاخر غاضبا مما فعله آدم مع شقيقته.....
التفت إليها آدم فجأة ليجدها تحدق به...غرس الشوكة في قطعة اللحم الصغيرة ثم قربها من فمها قائلا :"يلا حبيبة بابي حتاكل من إيده الحتة دي...يلا بسرعة افتحي بقك"
ياسمين بضيق :"مفيش داعي، بعرف آكل لوحدي..."
آدم و هو يطعمها غصبا عنها:" بس انا مش بقصدك انت... انا عاوز ااكل بنتي بنفسي...".
ياسمين :"بطل تغيظني بكلامك داه... لما تشرف بنتك للدنيا ابقى أكلها بنفسك "
آدم ببراءة مصطنعة :" هو انت متعرفيش ان ال babies اول ما بيتولدوا بيشربوا حليب مش بياكلوا أكل..يلا كلي الحتة دي كمان...".
نظرت ياسمين لوالدتها علها تساندها و لكن سلوى تجاهلتها قائلة :"كلي يا حبيبتي... انت بقالك ايام مش بتاكلي كويس و دا مش كويس علشان اللي في بطنك".
ياسمين بحنق و هي تغادر الطاولة:" دا كثير بقى... انت طلعتي متفقة معاه".
اتجهت نحو غرفتها لينفجر رامي و سلوى ضحكا عليها.. بينما ابتسم آدم فرحا...
رامي :"دي زعلت و مش بعيد تلاقيها بتعيط دلوقتي
آدم لسلوى:"ممكن حضرتك تديني كباية لبن و انا حدخل اتكلم معاها ".
سلوى :"ماشي بس هي مش بتحب اللبن و انا كل يوم بغلب معاها لغاية مترضى تشرب شوية من الكباية ".
بعد دقائق قليلة دخل آدم غرفة ياسمين ليجدها جالسة تتصفح هاتفها و يبدو أنها مشغولة بمحادثة أحدهم و التي لم تكن سوى رنا...
آدم :" انا جبتلك كباية اللبن علشان تشربينها قبل ما تنامي ".
ياسمين دون أن ترفع رأسها :" مش بحبه ".
وضع آدم الكوب فوق الطاولة ثم جلس بجانبها، تجاهل ارتباكها و ارتعاش يديها و هي تقبض على الهاتف بقوة...ليقول بصوت هادئ:"انا لاحظت انك مش بتهتمي بصحتك كويس و أكلك قليل،كأنك ناسية انك حامل و لازم تتغذي ".
ياسمين بضيق:"كلامك غلط على فكرة انا بعرف اهتم بنفسي و البيبي كمان و طول اليوم قاعدة و مش بعمل حاجة غير الاكل"
آدم :"بس انا شايف غير كده و مامتك كمان ...و الدلبل كباية اللبن اللي انت رافضة تشربيها.. ".
ياسمين بملل :" بس انا مش بحب اللبن و بعوضه بحاجات ثانية...و دلوقتي اتفضل برة لو سمحت عاوزة أنام.."
آدم :" طيب نامي و بعدين انا حخرج اروح فين ما انا حنام جنب بنتي هنا".
ياسمين بانزعاج :" نعم انت تقصد إيه؟ ".
آدم محتفظا بهدوئه:" حنام هنا جنبك اما عايزاني انام فين؟".
ياسمين :" ليه معندكش بيت تروحله؟ قاعد هنا بتعمل إيه؟ ".
آدم :" لا عندي بيت و عندي كمان زوجة و مكان الزوج الطبيعي جنب مراته و انا مش عاوز اضغط عليكي و أقلك يلا بينا نروح بيتنا... عاوزك تقعدي براحتك".
ياسمين باندفاع :" لا مش عاوزة اروح القصر.. ".
آدم :"بس انا مش بقصد القصر... على فكرة انا بعته بعد ما سافرت أمريكا على طول... انا كنت بقصد نروح الفيلا... فيلتك انت...انا عارف انك زهقانة هنا...و دا طبيعي عشان البيت صغير و مقفول، بس هناك الفيلا كبيرة و فيها جنينة يعني تقدري تتمشي و تشمي هواء نظيف بدل الكتمة اللي هنا و لو عاوزة قولي لمامتك و رامي ييجوا معانا ".
ياسمين :" لا انا حفضل هنا ".
آدم :" لغاية إمتى؟ مش كفاية بعد و عذاب؟ انت عارفة و متأكدة اني انا بحبك و استحالة ابعد عنك، و انت كمان بتحبيني رغم كل اللي حصل بينا، بس داه كان ماضي و خلاص فات خلينا نبدأ من جديد علشان بنتنا...طيب خلاص بلاش تعيطي... انا غبي ووحش واستاهل الموت علشان زعلتك مني.. ".
ياسمين ببكاء:" بعد الشر عليك.. انا بقيت دايما كده بعيط من غير سبب مش عارفة ليه ".
آدم و هو يحتضنها برفق :" يمكن علشان وحشك حضني".
ياسمين و هي تخفي لهفتها فهي اشتاقت له ايضا :" انا مش عارفة اعمل إيه... انا كنت مقررة اني مستحيل ارجعلك بعد اللي انت عملته فيا، بس لقيت نفسي حامل و دا خلاني اكرههك اكثر، عشان
عارفة انك مش حتسبني و حترجعني غصب عني "
آدم بنفي:" لا مستحيل انا مش حغصبك على حاجة لو مش عاوزة ترجعي خلاص براحتك...بس انا حعرض عليكي اتفاق صغير... احنا نرجع الفيلا دلوقتي و بعد ما تولدي بالسلامة اي قرار حتقولي عليه انا مش حعارضك و حوافق على طول.. ايه رأيك..".
ياسمين بتفكير :" موافقة.. بس متنساش وعدك ليا اي قرار حخذه انت حتوافق عليه ".
آدم في نفسه :" الا انك تبعدي عني "
اومأ لها موافقا و هو يخفي إبتسامته الماكرة، لتنهض هي فورا و تبدأ في جمع أغراضها الهامة استعدادا للمغادرة".
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،
بعد مرور اسابيع
تعودت فيهم ياسمين على وجود آدم و أصبحت العلاقة بينهما طبيعية و قد سعى آدم بكل جهده لإرضائها و مجاراتها في كل ما تطلبه منه
الساعة التاسعة صباحا، خرج آدم الى الحديقة يبحث عن ياسمين التي كانت تسقي بعض النباتات ، اقترب منها بهدوء قائلا :"صباح الورد...كده تسيبيني نايم لغاية دلوقتي".
ياسمين بابتسامة :" صباح النور لقيت تعبان قلت أخليك تشبع نوم..".
آدم و هو يحاوط بطنها برفق :"فطرتي...".
ياسمين بحرج:"ايوا اصل انا كنت جعانة جدا... آسفة عشان مستنيتكش".
آدم بضحك:"طيب و كباية اللبن اللي رفضتي امبارح تشربيها و وعدتيني انك حتشربيها الصبح".
ياسمين باشمئزاز:" مش بحب اللبن انتوا ليه مش عاوزين تفهموا ".
آدم:"يا حبيبتي دا مفيد علشان صحتك و صحة البيبي...".
ياسمين و هي تتصنع الحزن :" بردو مش عاوزة و الا انت عاوز تغصبني على حاجة مبحبهاش".
آدم :" تاني يا ياسمين هو انا عملتلك حاجة من وقت ما جينا هنا...غيرتي اوضتنا و حولتيها لاوضة بنات بألوان بامبي و روز و فوشيا و الجنينة اللي ورا عملتيها مدينة ملاهي والمنيو بتاع الاكل غيرتيه و نص الأسبوع بقينا بنقضيه في المزرعة حتى الاسم المايع اللي انت اخترتيه لبنتنا وافقتك عليه و معارضتكيش على حاجة....و دلوقتي بقيت بغصبك على حاجة مش عاوزاها كل داه علشان بطلب منك كباية لبن.. ".
ياسمين :" طيب خلاص متزعلش حشربه بعدين تعالى افطر الأول و انا كمان حاكل معاك اصلي جعانة و نفسي في بيتزا... ".
آدم :" بيتزا عالصبح؟؟؟؟و بعدين انت في السابع ولسه بتخلطي الاكل.. ياسمين مالك.... ".
صاح آدم بقلق عندما رأى تقلص ملامحها و التي ظهر عليها الألم...
ياسمين بصراخ :" الحقني يا آدم.... آآآه شكلي بولد...... آآه "
آدم بارتباك و هو لا يدري ما يفعله:" تولدي بس انت لسه في السابع ازاي... لسه بدري ".
ياسمين بصراخ :" مش وقته دلوقتي... وديني المستشفى آآه".
انحنى آدم بسرعة ليحملها و يتجه الى الخارج... صاح بصوت عال مناديا لاحد حراسه :" أسماعيل بسرعة يلا على المستشفى ".
هرع إسماعيل و بقية الحرس اليه ليفتح أحدهم باب السيارة ليتمكن آدم من وضع ياسمين على المقعد الخلفي و يجلس بجانبها...
ياسمين بصراخ :" حموت يا آدم الحقني آآه".
آدم و هو يمسح جبينها الذي تعرق.. :"حاولي تتنفسي كويس...و متخافيش شوية و حنوصل المستشفى ".
ياسمين و هي تحاول تنظيم أنفاسها :"كله منك انت السبب فلي انا فيه... طلقني...بكرهك آآه".
آدم :"حاضر يا حبيبتي حعملك كل اللي انت عاوزاه بس اهدي و حاولي تتنفسي...".
ياسمين :" طلب.. آآه طلقني دلوقتي بقلك حالا ".
آدم :" طيب ماشي لما تولدي بالسلامة حنتكلم...".
وصلا الى المستشفى ليحملها آدم بسرعة و يضعها على السرير الطبي بينما هرع اليه مجموعة من الأطباء الذين كانوا ينتظرون وصوله....
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
:"مشاء الله... بنوتة زي القمر تتربى في عزكم انشاء الله ". هتفت رجاء و هي تضع الطفلة بجانب ياسمين التي كانت تبتسم باعياء..
آدم و هو يقبل يد زوجته :"حمد الله عالسلامة يا حبيبتي...
ياسمين :" الله يسلمك... ثم التفت الى خالتها و هي تكمل :"هي ماما فين يا طنط... مجاتش ليه هي و رامي؟ ".
رجاء مطمئنة :" انا كلمتهم من شوية و هما جايين في الطريق.. انتوا حتسوما ايه القمر دي".
آدم باندفاع :"ياسمين... حسميها ياسمين مفيش احلى من الاسم داه ".
رجاء:" طيب استأذن انا حسيبكوا مع بعض،و هعدي عليكي كمان شوية....
ياسمين بعد أن خرجت رجاء :"يعني عاوز تسمي البنت ياسمين مش اتفقنا نسميها اسيل او آيلا؟".
آدم :"بردو مصرة على الاسم المايع داه... آيلا دا حتى ثقيل و مزعج... لا انا عاوز اسمي بنتي ياسمين انا حر ".
ياسمين :"قلتلك آيلا و بعدين دي بنتي انا اللي حملت و تعبت فيها سبع شهور يعني من حقي اسميها زي ما انا عاوزة ".
آدم بخبث :" ماهي بنتي انا كمان و الا انت جبتيها لوحدك...".
ياسمين :" قليل الاد.....
قاطعتها سلوى التي دخلت مسرعة :"ياسمين حمد الله على السلامة يا حبيبتي... عاملة إيه دلوقتي طمنيني و البنوتة...".
ياسمين :"كويسة يا ماما... متقلقيش عليا".
رامي و هو يحمل الطفلة :" حبيبة خالو... شوفي يا ماما دي صغننة خالص...".
سلوى :" بسم الله مشاء الله... زي القمر ربنا يحميها... شبه مامتها بالضبط بس واخذة لون عينين ابوها ".
ياسمين و هي تغيظ آدم :" شفت ماما قالت إنها شبهي يعني انا اللي اسميها ".
بعد أشهر قليلة....
دلفت ياسمين غرفة نوم الصغيرة لتجد آدم متسطحا بجانب الصغيرة
ضحكت بمرح و هي تتجه اليهما لتميل على آدم الذي كان يمتص مصاصة الصغيرة و هو يحكي لها قصة الأميرة و الأقزام السبعة للمرة المائة فهو طبعا لايعرف غيرها
ياسمين :"انت مش حتبطل العادة دي... كل يوم بتيجي من الشغل على هنا بتاخذ مصاصة البنت و بتبدأ تحكيلها على قصة الأميرة و الأقزام و ياريتك كنت بتحكيها صح..".
آدم و هو يشاركها الضحك :"عاجباني البتاعة دي بترتح الأعصاب و بعدين ست آيلا دايما بتفها و مش راضيه تحطها في بقها...
انهي كلماته و هو يجذب ياسمين لتسقط فوقه ليخطف قبله رقيقة من ثغرها قائلا بمكر :"صعبانة عليا البت لولو... وحيدة و معندهاش اخوات ليه رأيك نجيبها اخ او اخت نلعب معاهم لما تكبر..".
ياسمين و هي تحاول الهرب منه :"عيب يا آدم مش قدام البنت...
آدم :" دي صغيرة مش حاسة بحاجة تعالي بس... هي لو تعرف اننا حنجيبلها اخت حتفرح اوي ".
ياسمين بضحك :"اوعى يا قليل الادب... على فكرة انا عزمت الدكتور زاهر و رنا على العشاء :".
آدم بطفولية :"كملت... طول الوقت و انت بتهتمي بالبنت و كمان حتيجي صاحبتك الغبية دي و تأخذك مني خليها تهتم باولادها جاية ليه هنا ".
ياسمين بضحك :" يعني انت غيران من بنتك يا آدم باشا.. ".
آدم و هو يقبلها من وجنتها:" انا بغير من اي حد ياخذك مني.... انت ليا لوحدي و مش عاوز حد يشاركني فيكي ".
ياسمين بحب :" مفيش حد حياخذني منك ياسمين لآدم و بس ".
آدم بمشاغبة :" طب تعالي نخاوي البنت حرام تقعد لوحدها.. "
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
↚
بعد سنوات.....
في مساء احد الايام عاد زاهر من عمله، دخل الفيلا ليستمع لصوت رنا الغاضب و هي تنادي ابنها المشاغب
:"ياسين تعالى هنا... بطل تتنطط على الكنبة حتبوزها دي ثالث صالون اغيره في سنة واحدة...
ياسين متجاهلا :" بابي قلي العب في اي مكان انا عاوزه....
رنا بغضب :"عندك أوضة اللعب بتاعتك انت و اخواتك روح العب فيها اما هنا ممنوع... اسمع الكلام و الا حتتعاقب....
ياسين بحماس عندما رأى والده :"هاااي بابي جا...
التقط زاهر ابنه الذي اندفع جريا الى أحضانه و هو يضحك قائلا :" حبيب بابي المشاغب... عامل ايه في مامي..
رنا بضيق :"حيكون عامل ايه.. مبهدلني زي العادة مش عارفة ليه مش هادي زي اخواته..
زاهر و هو يقبلها قائلا بخبث:" طالع شقي زي مامته زمان...
رنا و هي تبتعد عنه :" انا؟.. لا وانت الصادق، الولد دا بالذات طالعلك انت مغلبني و مش عارفة اعمل معاه ايه
زاهر بشقاوة و هو يضع الطفل أرضا :"دلعيه و بوسيه و هو شوفي حيتغير إزاي..
رنا باندفاع :" مش كفاية دلعك انت.... انت تقصد إيه
اكملت بعد أن فهمت مقصده...
زاهر و هو يجذبها من خصرها اليه :"اللي فهمتيه يا قلبي...
رنا بهمس:" زاهر.. عيب ياسين بيبص علينا... و متنساش اننا متخاصمين انا بس بكلمك علشان الولاد
زاهر و هو يلتفت الى طفله :"حبيب بابي... آسر و آدم بيندهوا عليك علشان تلعب معاهم...
ياسين و هو يلوي فمه بضيق :" مش بيندهوا انت بتزحلقلي علشان تقعد انت و المزة...
رنا بشهقة :"مزة.. انت سمعت الكلمة دي منين؟
زاهر بقهقة :" انت لسه بتسألي أكيد مني طبعا ".
رنا و هي تضرب زاهر على ذراعه و هي تصرخ بغيظ
:"و فرحان اوي عشان بتعلم ابنك قلة الأدب... انا ساعات بشك ان الولد داه عنده خمس سنين، حتى أخواته مش زيه دول زي الملايكة إنما داه ".
ياسين مقاطعا:"بابي... هي مامي ليه دايما بتزعقلي كده.. ".
جلس زاهر على الاريكة و أجلس ابنه على ساقه ثم همس في أذنه بخفوت:"مامتك زعلانه علشان عاوزة تجيب بنوتة زي آيلا بنت انكل آدم ".
ياسين ببراءة:"طب انت بكرة جيبلها بنوتة من المستشفى بتاعتك انا بحب آيلا اوي يا بابي ".
زاهر بقهقة:"الحقي يا روني ابنك عاوز يلبسني قضية خطف أطفال".
رنا بيأس من تصرفات زوجها و ابنها :"ياسين روح العب مع اخواتك و سيب بابي يطلع يغير هدومه عشان نتعشى كلنا سوى".
ياسين و هو يهز كتفيه برفض:" لا انا بقيت كبير وعاوز افضل مع بابي هنا مش عاوز العب".
نظرت رنا لزاهر بمعنى ان يتصرف فهي أصبحت تجد صعوبة في التعامل مع ابنها العنيد و المشاغب عكس إخوته الهادئين.
زاهر و هو يهمس في أذن الصغير:" حبيب بابي مش اتفقنا تسمع كلام مامي و تنفذ كل اللي تقلك عليه ".
ياسين بهمس مماثل و كأنه يحكي له سرا هاما:" يا بابي ماهو آدم و آسر بيسمعوا كلامها و انا حبقى أسمع كلامك إنت".
زاهر و هو يتظاهر بالتفكير :"ممم لا انت تسمع كلام مامي و تعمل كل اللي بتقلك عليه و الا حتزعل منك و تعاقبك و متبقاش تروح معانا النادي يوم الجمعة و كمان مش حتحرمك من اللعب مع لولو مش انت بتحبها؟ ".
ياسين باقتناع:" لا خلاص يا بابي انا حسمع كلام مامي عشان بحب العب مع آيلا...".
زاهر و هو يطبع قبلة على خده :" شاطر يا روح بابي يلا روح العب مع اخواتك و انا حطلع اغير هدومي عشان نتعشى سوى".
ياسين :" حاضر يا بابي... انا آسف يا مامي و حبقى اسمع كل كلامك مش تزعلي مني".
انحنت رنا لتقبل صغيرها الذي كان ينظر لها كحرو وديع ثم قالت ضاحكة:"ماشي و لو اني عارفة السبب...".
ضحك زاهر و هو ينظر لصغيره الذي اسرع الى الدخول لإحدى الغرف ليلتحق بشقيقيه ثم التفت الى رنا التي على وشك المغادرة، جذبها من ذراعها لتصبح أمامه مباشرة.
زاهر :"على فين... واخدة بالك ان انا لسه جاي من الشغل ؟".
رنا و هي تحاول الإبتعاد :"ما أنا عارفة عشان كده انا كنت رايحة أحضرلك العشاء".
زاهر بمشاكسة:"عشاء إيه بس... انا عاوز أحلي، اصلي بموت في الحلويات".
رنا بخجل :"زاهر إوعى و بطل قلة أدب والاولاد ممكن يطلعلو في أي لحظة و يشرفونا".
انحني زاهر ليحملها لتشهق رنا برفض:"يا مجنون نزلني بتعمل إيه؟ ".
زاهر ببراءة :" ما انا بسمع كلامك اهو و خايف الولاد يشوفونا عشان كده قلت نطلع أوضتنا أحسن".
رنا بغيظ:" زاهر نزلني أحسنلك"
زاهر ببرود و هويصعد الدرج:" تؤ، ".
رنا :" طيب خلينا نتعشى الأول".
هز زاهر رأسه برفض و أحكم بيديه على جسدها و هو يصعد باقي درجات السلم بخفة الى ان وصلا الى جناحهما ألقاها على الفراش لتسند رنا بيديها معاودة الوقوف قائلة :"زاهر بطل جنان... و سيبني أنزل".
زاهر و هو ينحني الى مستواها هامسا برقة:"وحشاني، أعمل إيه ".
زفرت رنا بغضب و هي تشعر بأنها ستنهار أمامه باي لحظة :"عاوزة انزل أطمن على الأولاد".
جلس بجانبا ثم رفعها لتجلس على ساقيه و هو يقول :"معاهم المربية متخافيش... انا اللي محتاج انك تطمني عليا".
رنا بنبرة منخفضة :" ما انت كويس اهو مالك؟".
زاهر بلوم:"وحشاني... هنت عليكي طول الاسبوع بتنامي في أوضة الولاد و سايباني لوحدي...".
ابتلعت رنا ريقها بصعوبة و هي تشعر بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها، لاتنكر انها اشتاقت له بل تكاد تموت شوقا لكنها تعمدت الإبتعاد عنه منذ أن تشاجرا آخر مرة بسبب رغبتها في العمل و رفضه هو بحجة انها يجب أن تهتم ببيتها و الاولاد و انها ليست بحاجة إلى العمل.
رنا بضيق:"يعني انت كنت بتسيبني حتى ازعل براحتي... ما انت كنت بتستناني لحد ما انام و بتجيبني لاوضتنا"
زاهر بضحك :"اعمل إيه مش بيجيني نوم غير و انا مكلبشك في حضني".
رنا بدلال :"طب اوعى كده انا لسه زعلانة منك و مخاصماك و مش حنام الليلة و حشوف ازاي حتنقلي الأوضة دي ابقى نيم المخدة في حضنك ".
زاهر و هو يحاول اقناعها:" لا ابوس إيدك كله الا داه مممم طب بقلك إيه مش انت نفسك تجيبي بنوتة... الاولاد خلاص كبروا و قريب حيدخلوا المدرسة... ايه رأيك نجبلهم اخت حلوة و بعنين زرقاء زي مامتها".
رنا :"يا سلام عاوزني اجيب بنت و اتلهى فيها عشان انسى موضوع الشغل... لا يا زاهر انا لسه مصممة على موقفي، انا زهقت من البيت و النادي و القعدة.... حاسة اني حتجنن قريب".
زاهر و هو يقبلها على خدها :" سلامة قلبك يا قلبي..
خلاص انا حكلم آدم و هو حيلاقيلك شغل عنده بس مش اكثر من أربع ساعات في اليوم عشان متتعبيش نفسك ".
رنا بغير تصديق:" انت بتتكلم جد ".
زاهر بابتسامة :" طبعا انا ميهونش عليا زعلك.... بس لعلمك ثاني مرة لما تزعلي مش حسمحلك تسيبي أوضتنا... مش بعرف انام من غيرك ".
تعلقت رنا بعنقه كطفلة صغيرة و هي تنثر قبلات متفرقة في أنحاء وجهه ليقهقه زاهر بصخب و هو يسمعها تقول من بين قبلاتها:" بحبك اوي... لا مش بحبك انا بعشقك... ربنا يخليك ليا... احلى زيزو في العالم... ".
زاهر بخبث و هو يبعدها عنه بلطف :" لالا مش حينفع انا عاوز مكافأة اكبر من كده...".
توقفت رنا تقبيله ثم نظرت اليه بتعجب قائلة:"مكافأة إيه؟".
زاهر و هو يمرر اصابعه على ظهرهها هامسا بهدوء:"احنا حنروح اسبوعين اجازة لايطاليا... نفس المكان اللي قضينا فيه شهر عسلنا، فاكرة...".
هزت رنا رأسها بإيجاب و هي تقضم شفتيها بخجل
ليهتف زاهر :" انت لسه بتتكسفي مني يا روني... لالا دي مشكلة و لازم نلاقيلها حل سريع...
أكمل هامسا بأذنها :" أوعدك بعد رحلة إيطاليا دي حتنسي الكسوف خالص".
ضربته على صدره بحنق مصطنع و هي تصيح:"قليل الادب و مش حتتغير... انا مستحيل ابقى زيك..... ".
تطلع زاهر الى وجهها الجميل الذي يحفظ تفاصيله داخل ثنايا قلبه هامسا بعشق جلي:"انت مبسوطة معايا يا رنا؟؟ ".
رنا بدهشة من تغير نبرته:" انت بجد بتسألني؟؟؟ "
زاهر بتأكيد :" ايوا عاوز أعرف"
رنا بدلال:"انت واخذ بالك انك سألتني السؤال داه مليون مرة قبل كده و انا بجاوبك نفس الإجابة..."
زاهر:"عاوز اتأكد و أطمن قلبي اني مظلمتكيش عشان أجبرتك انك تتجوزيني غصب عنك... ".
وضعت رنا يدها على فمه تمنعه من إكمال كلامه الذي لم يرق لها :" يا حبيبي انت إيه اللي بتقوله داه... مش احنا اتفقنا اننا ننسى الموضوع داه، أصلا دي احلى حاجة حصلتلي في حياتي اني تجوزتك و مش مهم الطريقة، المهم اني معاك و في حضنك و عندنا ثلاث ولاد زي القمر حعوز إيه ثاني، دي آخر مرة تسألني السؤال داه عشان مش حجاوبك....
مددها على التخت ثم مال على شفتيها يلتقطهما في قبلة طويلة مشتاقة مبتلعا باقي كلماتها في جوفه...لينهل من انهار عشقها التي لاتنضب فهي لاتزال سيدة قلبه الأولى التي جعلته يقع صريعا في هوى عشقها بلا رحمة.. و كلما مرت السنوات، ازداد جنونه و شغفه بها،
الساعة العاشرة مساء
توقفت سيارة آدم الحديدي أمام باب الفيلا، لتترجل ياسمين و تغلق الباب ورائها بعنف..
صعدت درجات الباب الخارجي بسرعة قبل أن تدلف الى الداخل غير آبهة بنداءات آدم المتكررة باسمها..
اسرع في خطواته ليصل إليها قبل أن تصعد الدرج المؤدي الى الطابق الأعلى... جذبها من ذراعها بقوة حتى تعثرت بفستانها الطويل لتسقط في أحضانه..
صرخت و هي تتلوى بعنف لتتخلص من قبضته التي اشتدت حول خصرها تمنعها من التحرك..
"انت تجننت سيبني مش عاوزة اتكلم انا حرة".
آدم و هو يجز على أسنانه محاولا التحلي بالهدوء :"الف مرة قلتلك صوتك ميعلاش يا ياسمين...تعالي نطلع اوضتنا فوق خلينا نتناقش بهدوء و نتكلم..
ياسمين برفض و هي تدفعه :" لا مش عاوزة اتكلم معاك...روح للست نيرفانا هانم خليها تنفعك.. داه حتى اسمها مقرف زيها".
آدم و هو يكتم ضحكاته حتى لايزيد غضبها:" يا حبيبتي انا مالي بيها.. دي بنت المدير الجديد اللي عينته يمسك فرع اسكندرية ما انت عارفة انا صفيت كل أعمالي برا و بحاول افتح فروع جديدة هنا...عشان افضل جنب عيلتي و مسافرش ثاني ".
ياسمين :" و هي إيه اللي جابها العشاء مش المفروض يجي المدير هو و مراته بس...دي بتتغزل بيك قدامي بكل وقاحة انا عمري ماشفت كده ".
آدم محاولا تهدئتها:" يا حبيبتي دي بنت صغيرة متحطيش عقلك بعقلها".
جن جنون ياسمين من هدوئه لتهدر بغضب:" آدم متجننيش انا كنت قدها لما تجوزتك... متجننيش ببرودك داه ،البنت عينها منك و بتحاول تقربلك و باين عليها مش سهلة دي حتعمل من شغل ابوها حجة و مش بعيد تبقى تتنططلك كل شوية في الشركة ".
عقد آدم حاحبيه باستغراب قائلا :"انت جبتي الأفكار دي منين، البنت حتسافر مع أهلها اسكندرية عشان شغل ابوها ".
ياسمين :" آدم انا بحذرك المرة دي انا دلقت عليها العصير و شتمتها بس... إنما المرة الجاية و الله لكون جايباها من شعرها اللي مش عارفينله لون داه و امسح بيها البلاط، بني آدمة مستفزة مبتستحيش و هي بتبص لراجل متجوز و عماله بتغازل فيه قدام امها و ابوها...".
قهقه آدم بصخب عندما تذكر كيف هبت من مكانها غاضبة قبل ان تمسك بكأس العصير الموجود أمامها و تسكبه على نيرفانا التي لم تكف عن التعبير عن إعجابها بوسامة آدم و شخصيته المسيطرة
مما أثار جنون و غيرة ياسمين و التي أصرت على ضربها لو لا منعها آدم من ذلك و حملها خارج المطعم و الذي لحسن الحظ كان فارغا... مما زاد من حنقها و غضبها.
نظرت ياسمين لزوجها الذي كان يضحك باستمتاع لتنفجر ببكاء شديد و تتعالى شهقاتها وهي تحاول التكلم و لكنها لم تستطع، نظر لها آدم بدهشة و قد احس بارتعاش جسدها و انها على وشك السقوط وضع يده على ضهرها مشددا من احتضانها بينما رفع بيده الأخرى وجهها لتقابله عيناها الرماديتين الممتلئتين بالدموع...
آدم بحنان :"حبيبتي إهدي مالك فيكي إيه؟ إيه اللي حصل بس".
واصلت ياسمين البكاء دون أن تتكلم ليحترق قلب آدم عليها فآخر ما يريده هو رؤية دموعها...
:"طب قوليلي عاوزة إيه و انا حعمله بس بلاش دموعك دي متنسيش انك حامل و دا غلط على البيبي".
ياسمين ببكاء :"انت كنت ساكت.... و مقلتش حاجة و لا حتى....منعتها...كلمة واحدة منك كانت حتوقفها عند حدها بس انت سكت... هي عاجباك صح مبقتش عاوزني...".
آدم بنبرة حازمة :"انت إيه اللي بتقوليه داه انا مبقتش عاوزك.... الظاهر هرمونات الحمل عاملة شغل جامد...يا حبيبتي انا كنت ساكت عشان اشوف ردة فعلك انت، و الله العظيم مكنت شايفها اصلا و لا فاكر ملامحها حتى... كتلة الالوان المتحركة... اهدي بس و الا حضطر اجيبلك الدكتورة...".
قاطع حديثه حضور ابنتهما آيلا التي أطلت من فوق الدرج و هي تجر دبها الأبيض المحشو الذي لا يفارقها خاصة أثناء نومها... فركت عينيها بلطف ليبتسم آدم رغما عنه على مظهرها الطفولي
آيلا بصوت ناعس:" بابي هي مامي بتبكي ليه؟ ".
خبأت ياسمين وجهها داخل صدر آدم حتى لاترى إبنتها دموعها...
آدم و هو يشدد من إحتضانها قائلا يحنو بالغ :"مفيش يا حبيبة بابي انت إيه اللي مصحيكي دلوقتي و الدادا فين؟".
آيلا و هي تتابع نزول الدرج :"نايمة في الأوضة انا صحيت علشان اشرب ميه و سمعت صوتكم فنزلت".
أبعد آدم ياسمين بلطف ثم انحنى ليحمل طفلته الصغيرة و يقبل وجنتيها و هو يقول بحنان :" ياسمين الصغيرة حبيبة بابي شربت اللبن و غسلت سنانها قبل ما تنام صح".
آيلا و هي تهز رأسها بإيجاب :"أيوا يا بابي انا شربت
الكباية كلها و غسلت سناني كويس ".
آدم و هو يتابع تقبيلها و استنشاق رائحتها بعمق كما يفعل دائما :"شطورة يا روح بابي يلا دلوقتي اطلعي على أوضتك تنامي عشان بكرة حنروح عند انكل زاهر و طنط رنا ".
الطفلة بفرح و هي تقبل خده:"هاي حنروح عند ياسين و العب معاه كثير.... حاضر يا بابي انا حطلع انام حالا.. تصبح على خير، تصبحي على خير يا مامي ..
ضحك آدم على صغيرته و هو يومئ لها بالايجاب، انزلها على الأرضية لتلتقط دبها و تحمله و تصعد الدرج و على ملامحها علامات السعادة...
التفت الى ياسمين التي كانت تقف قريبا منه و هي تمسح دموعها التي كانت تنهمر دون توقف، زفر بقلق و هو يقول :"بتعيطي ليه بس يا قلبي....طب استني شوية و انا حجبيلك مرفانا دي و ابقي اعملي فيها اللي انت عاوزاه...
أخذ يتصنع البحث في جيوب سترته عن هاتفه و هو يتمتم :" هو تليفوني فين... عشان اكلم اسماعيل يجيبها حالا ".
ياسمين وهي تبتسم رغما عنها على كلامه :" اسمها نيرفانا على فكرة...و بعدين انت عاوز تجيبها هنا ليه وحشتك".
جذبها آدم اليه مرة أخرى بلطف متمتما بهدوء:"ياسمين بلاش هبل و يلا نطلع أوضتنا فوق.. انت تعبانة و لازم ترتاحي شيلي الأوهام دي من دماغك عشان موجودة اصلا و انت عارفة كده كويس".
ياسمين برفض:" لا مش عارفة... عرفني انت ".
أمسك آدم وجهها بكفيه بقوة نتيجة نفاذ صبره من عنادها الغير مبرر قائلا بصرامة:"فيكي إيه مالك؟
احكيلي إيه اللي مغيرك و متقوليليش البنت دي ".
أومأت برأسها و هي تتحاشى النظر اليه ليحثها آدم على التكلم قائلا :" متجوز طفلة يا ناس... يلا اتكلمي علشان مش حسيبك غير لما تحكي الحقيقة و انت عارفاني لما امسك في حاجة فقصري و يلا احكي".
قضمت ياسمين شفتيها بتوتر قبل أن تتكلم بهمس:" اصل انا... كنت..... اوووف خلاص بقى مفيش حاجة".
آدم بمرح و هو يزيل بقية دموعها العالقة بابهامه ثم بدأ بفك حجابها ببطئ:" ها و بعدين كملي ايه اللي زعل أميرتي الحلوة... ".
ياسمين بخجل :" أصل انا غرت منها أوي.. هي حلوة و كمان ابوها غني و من عيلة كبيرة و درست في لندن مش زيي انا بنت حارة شعبية و فقيرة بتمنى لو كنت زيها علشان أليق بيك و بمكانتك... انت تستاهل واحدة....
آدم :"بس، بس... اسكتي إنت إيه اللي بتقوليه داه، بقى ياسمين الحلوة اللي كل الناس حاسدني علشان جمالها و رقتها تقارن نفسها بحتة بنت ملونة حاطة خمس كيلو ميكاب...
قرب وجهها و هو يلثم جبينها بحنان و عشق جارف و هو يتمتم بحب : دا أنا احطك في قفص و اسجنك جوا قلبي... انت ناسية زمان لما كنت بحبسك في القصر القديم و بمنعك حتى تزوري مامتك.. تفتكري عشان إيه... قبل خدها الأيمن و هو يكمل بنبرة تفيض عشقا.. عشان محدش يشرف جمالك اللي أسرني من اول نظرة، ياسمين انت مينفعش تقارني نفسك بأي حد عشان انا مش شايف غيرك.. لثم خدها الاخر و هو يتابع... انت خلاص سرقتي قلبي من زمان.. حرام عليكي ححبك أكثر من كده إزاي... إنت اللي ملكتي روحي و عمري و حياتي كلها ليكي انت و بنتنا ياسمين الصغيرة، دا انا مش قادر اناديلها آيلا و بسميها على إسمك انت... حبيبتي اللي خرجتني من الظلمة للنور و اللي علشانها تغيرت و بقيت انسان طبيعي و ليا عيلة تحبني و تهتم بيا...
في حضنك انت بس بقيت بحس بالأمان و الدفا و بيهون عليا تعب سنيني، انت امي و اختي و مراتي و حبيبتي و بنتي الكبيرة.. انت عيلتي كلها ".
أحاطت ياسمين جسده بذراعيها و دفنت وجهها داخل أحضانه تكتم شهقاتها التي انفلتت منها دون ارادتها، ابعدها بهدوء قائلا بمرح اكتسبه تلقائيا بعد ولادة آيلا :" خلاص بقى يا عيوطة... انا مش عارف جبتي منين كل الدموع دي حتغرقي الفيلا ".
رفعت عينيها و هي تبتسم رغم بكائها هامسة :" انا بحبك اوي و مش عاوزة اي ست تبصلك غيري، انت بتاعي انا و بس... انت حلو اوي خصوصا عيونك الخضراء دي بتخلي البنات تتهبل عليك... اعمل إيه بغير عليك و ساعات دماغي بتتقلب و بتيجي افكار غبية... ".
آدم بضحك :" افكار و أفعال كمان انا مش قادر أصدق انك نفسها ياسمين البنت الكيوت اللي متعود عليها.. الظاهر بنت خالتك سلفتك شوية جنان من عندها".
ياسمين و هي تشاركه الضحك :" لو كانت رنا مكاني كانت جابتها من شعرها... بنت قليلة الادب و تستاهل ".
آدم بحنان :"طيب سيبك منها و خلينا نطلع فوق بقالنا ساعة واقفين هنا و انت تعبتي ".
ياسمين و هي تتثائب :" عندك حق انا تعبت اوي و عاوزة انام... رفعت ذراعيها لتلف رقبته قائلة بدلال :" ابنك تعبني اوي يا دومي مش قادرة حتى اطلع الدرج".
آدم و هو يحملها بين ذراعيه بخفة:" بس كده... انت تأمري... دا انا كلي ليكي يا عشق آدم".
...................................
تمت بحمدلله