رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2 بقلم دينا جمال
رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2 هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة دينا جمال رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2 صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2 حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2
رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي الجزء الثاني 2
فتحت عينيها ببطئ لتعيد إغلاقهما سريعا عندما صدمتها إضاءة الغرفة القوية لتعاود فتحهما مرة اخري بتمهل إلى أن اعتادت علي الاضاءة لتطل علي الدنيا من جديد ليكون وجهه المبتسم أول ما قابلها.
جاسر مبتسما بحنان: حمد لله على السلامة
وضعت يديها علي الفراش تحاول الاعتدال ليسرع باعاداتها مكانها
يهتف بلهفة ؛ زي ما انتي انتي عاملة عملية في القلب يا ماما
تكملت بصوت ضعيف: هي العملية نجحت
ضحك بقوة حتى ادمعت عينيه ليرد من بين ضحكاته: لاء فشلت وأنا بتكلم مع عفريتك
ابتسمت ابتسامة شاحبة لتشعر بالخمول يعاودها من جديد سمعت صوته بعيدا قبل أن تغلق عينيها مرة اخري مستسلمة لبئر النوم: ارتاحي يا حبيبتي.
بعد مرور ثلاثة أشهر
ارتفعت مكبرات الصوت في ذلك الجامع الكبير بأذان الفجر فاستيقظت كعادتها مع صوت الأذان فتحت عينيها تنظر للنائم جوارها لتبتسم بحنان وهي تنظر لملامحه الهادئة يبدو كالطفل الصغير، ذهبت إلى المرحاض لتتؤضأ ومن ثم عادت إلى الغرفة جلست بجانبه على الفراش، مدت يدها توقظه برفق: جاسر، جاسر اصحي يا جاسر الفجر بيأذن يا جااااسر.
فتح عينيه بصعوبة ليهتف بنعاس: حاضر يا ماما رؤى
ابتسمت بحنان ليرد لها الابتسامة هاتفا بقلق: انتي كويسة
زمت شفتيها بضيق من سؤاله المتكرر: والله العظيم يا جاسر كويسة بقالك شهر من ساعة ما خرجت من المستشفي وأنت بتسألني نفس السؤال في اليوم يجي عشرين مرة.
انتصف جالسا يعاتبها برفق: يعني أنا غلطان اني خايف عليكي يا رؤى هو انتي عامله عملية اللوز يا ماما دي جراحة في القلب علي العموم يا ستي ما تزعليش نفسك أوي كدة مش هسألك تاني.
كاد أن يقوم حينما وجدها تقبض علي ذراعه نظر ناحيتها حينما قالت بندم: أنا آسفة يا جاسر بس أنا والله كويسة أنا بس مش عيزاك تقلق عليا عشان خاطري ما تزعلش.
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: مش زعلان خلاص هروح اتوضي عشان نصلي
هزت رأسها ايجابا تحرك خطوتين ليلتفت لها هاتفا باهتمام؛ صحيح يا رؤى عايز أسألك سؤال مهم.
إجابته باهتمام: اسأل يا حبيبي
ابتسم بعبث ليهتف بمرح: انتي كويسة؟
صرخت بغيظ لتسمك وسادة الفراش تلقيها عليه ليضحك بمرح حينما تفادي تلك الوسادة متجها إلى المرحاض.
نظرت له بابتسامة خجولة دافئة وهي تراه يجلس بجانبها بعد ما انتهي من صلاته
رؤى مبتسمة بحنان: تقبل الله
مال برأسه ليلثم جبينها بحنان: منا ومنكم إن شاء الله يا رؤتي
مدت يدها له بالمسبحة الصغيرة فابتسم ابتسامته الدافئة وأخذ منها السبحة ووضعها جانبا ليمسك كف يدها قائلا بحنان: سمعت قبل كدة أن إلى بيسبح علي كف ايده، كف ايده بينور يوم القيامة.
ابتسمت له باتساع تهز رأسها إيجابا فاكمل وهو يفرد كف يدها برفق: سبحان الله سبحان الله سبحان الله
وأكمل تسبيحه علي يدها وهي تنظر له بابتسامة دافئة خجولة.
تهاني، توتا، يا تهاني اصحي يا حبيبتي
فتحت عينيها بضيق اعتدلت في جسلتها تهتف بحنق: عايز ايه يا عاصم
رد بابتسامة صغيرة: الفجر يا ماما إذن قومي يلا عشان نصلي
قوست شفتيها بضيق: يا عصام كنت هصليه صبح كنت سبتني نايمة
ارتدي ساعته يهتف سريعا وهو يخرج من الغرفة: أنا هروح اصلي الفجر في الجامع وبعدين هلطع علي الشغل، ما تنسيش تبقي تعدي علي ماما.
هزت رأسها ايجابا ليخرج من الغرفة لتعود للنوم مرة اخري هاتفه براحة: لما اقوم بقي هبقي اصلي الضحي.
خرج عاصم من شقته ليجد عمرو أمامه
عاصم مبتسما: صباح الخير ايه يا ابني لسه جاي دلوقتي
هز عمرو رأسه إيجابا بابتسامة ناعسة: اعمل ايه بقي من ساعة ما البت إيمان اتجوزت البيت بقي كئيب وممل فبقيت بشتغل طول الليل وبرجع أنام طول النهار، عن اذنك بقي عشان هلكان وهموت وأنام.
قبض عاصم علي تلابيب ملابسه من الخلف يهتف بضيق: يعني انت شغال بقالك 90 ساعة وجاي علي العشر دقايق بتوع ركعتين الفجر وهتموت وتنام قدامي يا حيوان علي الجامع.
ابتسم عمرو ببلاهة يحاول فتح عينيه ليهز رأسه إيجابا يتمتم بضيق: كان يوم أسود يوم ما قررت تسكن معانا في العمارة.
عاصم: بتقول حاجة يا عمرو
ابتسم عمرو ببلاهة: حبيب قلبي دا أنا بدعيلك
لكزه عاصم بمرفقه في ذراعه: أنت مش ناوي تتلم وتتجوز بقي
تنهد بحزن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه: ما اعتقدش
نظر له عاصم بشك يهتف بحذر: أنت لسه بتفكر فيها يا عمرو
هز رأسه نفيا سريعا يهتف بانفعال: ايه يا عم اللي أنت بتقوله دا لاء طبعا دي اختك وكمان ست متجوزة يعني مستحيل افكر فيها بأي شكل من الأشكال.
ربط عاصم علي كتفه برفق: أنا واثق فيك يا عمرو بس إنت بردوا لازم تتجوز، لازم يبقي ليك عيلة مش هينفع تعيش كدة علي طول.
هتف باقتضاب وهو يخلع حذائه ليدخلوا المسجد: إن شاء الله.
جاسر حبيبي وحشني من زمان هتفت بها رؤى بمرح وهي تقف أمام جاسر تعقد رابطة عنقه ليضحك عليها ضربها باطراف أصابعه علي جبينها برفق: عايزة ايه يا هبلة.
ابتسمت باتساع: عايزة اروح ازور ماما
قرص خدها برفق يبتسم بهدوء: اجري يلا البسي
صفقت بسعادة لتذهب سريعا تبدل ملابسها متجهه معه إلى منزل والدتها.
في شقة عاصم، تمطت تهاني علي الفراش بكسل نظرت في الساعة لتجدها الثانية عشر والنصف.
نظرت حولها بضيق هاتفه بامتعاض: اوووف بقي أنا لسه هنزل اروح لامه وبعدين اطلع انضف الشقة، اووف بقي مش لو كنت اتجوزت جاسر كان زماني لقيت اللي يخدمني، اخته عايشة في العز والهنا وأنا مرمية هنا.
اتجهت ناحية المرحاض اغتلست وبدلت ثيابها تضع حجاب صغير علي شعرها يظهر اكثر مما يخفي لتنزل لأسفل دقت علي باب شقة حسين والد عاصم لتفتح لها والدته هتفت بابتسامة بشوشة ما أن رأتها: صباح الخير يا توتا ايه الكسل دا، دا أنا جهزت الفطار من بدري واستنيتك نفطر سوا.
لوت شفتيها تهتف بلطف مصطنع: معلش بقي يا خالتي راحت عليا نومة، كنت عيزاني في حاجة.
كادت مجيدة أن تتكلم عندما قاطعهم صوت رنين هاتف مجيدة التقطت الهاتف ترد سريعا
رؤى: السلام عليكم
مجيدة: وعليكم السلام يا حبيبتي، عاملة ايه
رؤى مبتسمة: بخير يا ماما الحمد لله، علي العموم أنا جايلك اصلا في السكة
مجيدة بسعادة؛ تنوري يا حبيبتي، بقولك ايه جاسر جنبك مش كدة
رؤى: آه يا ماما
مجيدة: طب قوليله بقي أن أنا عزماه علي الغدا النهاردة وما فيش اعذار.
نظرت رؤى لجاسر تهتف بحزم مصطنع: ماما عزماك علي الغدا النهاردة وبتقولك ما فيش اعذار.
اختطف الهاتف من يدها يهتف بابتسامة صغيرة: السلام عليكم يا حماتي.
هتفت مجيدة بحبور: وعليكم السلام يا حبيبي، بقولك ايه مستنينك بقي، وما تقوليش مش فاضي زي كل مرة.
جاسر بود: حتى لو مش فاضي افضالك يا ست الكل، هجبلكوا البت رؤى واروح ساعتين الشركة تلاتة وابقي اجيلكوا علي الغدا بإذن الله.
مجيدة: بإذن الله يا حبيبي مستنياك ما تتأخرش
اغلقت الخط لتنظر لها تهاني هاتفه بهدوء ظاهري: هو جاسر هيجي يتغدي معانا
مجيدة مبتسمة: اه يا حبيبتي، عاصم بقاله كام يوم عايز ياكل محشي ورق عنب ورؤي عماله تزن بردوا عايزة تاكل محشي من ايديا فقولت اعزمهم علي الغدا، معلش يا حبيبتي هتعبك معايا ايدي في ايدك كدة نعمل انا وانتي الغدا.
هتفت في نفسها بغيظ: آه طبعا أنا اعمل والست هانم رؤى تيجي تاكل علي الجاهز ما هي الهانم واحنا الخدامين بتوعها.
نظرت لمجيدة تبتسم باصفرار لتقوم معها متجهه إلى المطبخ.
اوصل جاسر رؤى أسفل منزل والدتها وقف أسفل المنزل نظر لها يبتسم بمكر: هتوحشيني يا وردة الجوري.
نظرت له بخجل وجهها بالكامل اصطبغ بحمرة الخجل القانية رغم نقابها الذي يخفي وجهها ولكن علم أن جوريته تتوهج خجلا، اشهر سبابته في وجهها يهتف بجد: ما تنسيش تاخدي علاجك وأنا هبقي اتصل بيكي افكرك.
هزت رأسها ايجابا تبتسم باتساع أسفل بيشة نقابها ليميل برأسه مقبلا جبينها بحنو، خرجت من السيارة لتلوح له اشار لها لتصعد ظل واقفا حتى تاكد أنها صعدت ليتجه إلى شركته.
دخل إلى الشركة ليلحق به السكرتير الخاص
جاسر: بلغ مدير الحسابات اللي أنا عايزه
مجدي باقتضاب: حاضر يا باشا
خرج السكرتير ليلتقط جاسر هاتفه يتصل برقم اخته ؛ حبيبة قلب اخوكي عاملة ايه يا بت وحشاني.
نرمين بسعادة: بخير يا حبيبي، أنت عامل ايه ورؤي حبيبتي عاملة ايه
جاسر مبتسما: بخير يا حبيبتي، انتي عاملة ايه، اوعي يكون ياسر مزعلك
نرمين مبتسمة بخجل: لا أبدا والله يا جاسر
ياسر طبيب وحنين
جاسر ضاحكا بمرح: الحب الحب، الشوق الشوق. بولبيف بولبيف
هتفت بغيظ: يا رخم اقفل يا جاسر عشان الحق احضر الغدا احسن ياسر قرب يجي من المستشفى.
جاسر مبتسما: ماشي يا ستي يلا سلام عليكم
نرمين: وعليكم السلام يا حبيبي
اغلق الخط يبتسم برضا، اخيرا نالت اخته السعادة التي تستحق، انتبه علي صوت دقات علي باب الغرفة
جاسر: ادخل
دخل حسين يهتف بجد: صباح الخير يا باشا
هتف جاسر بعتاب: مش قولتلك يا عمي ما تقوليش يا باشا دي تاني، يعني انا مش زي عاصم ولا ايه.
ابتسم حسين بود: لاء طبعا يا ابني ربنا يعلم غلاوتك عندي اد ايه، كفاية اللي عملته عشان خاطر بنتي، دا ملف الصفقة الأخيرة أرباح الصفقة دي تعتبر اكبر أرباح دخلت الشركة.
ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يهتف بامتنان: عارف ليه يا عم حسين أرباح الشركة دي من اكبر الأرباح اللي دخلت الشركة.
نظر حسين له باستفهام ليهتف بجد: عشان المناقصة رسيت علينا بسعر قليل
هز رأسه نفيا يبتسم بحبور: لاء عشان رؤى بنتك ودعواتها لما عرفت أن أنا داخل مناقصة كبيرة بالشكل دا، كنت لما بقلق بليل الاقيها قاعدة علي سجادة الصلاة وعمالة تدعي أن ربنا يجبر بخاطري والمناقصة ترسي علينا، إنت ادتني كنز عمري ما هقدر اوفيك حقه.
ابتسم حسين بفخر من أفعال ابنته التي تظهر بوضوح أنه احسن تربيتها جيدا ليهتف سريعا: صحيح ما تنساش أم عاصم عزماك علي الغدا، لو ما جتش هتحرمنا كلنا من الاكل.
ضحك حسين وجاسر عاليا ضحكات طويله متواصلة لينشغلا بعد ذلك في العمل.
القي القلم من يده يخفي وجهه بين كفيه اخذ نفسا عميقا يزفره بقوة، ما الخطئ هو لا يعلم، أليست هي من احبها، أليست هي من انكوي فؤاده حينما ظن أن جاسر قد اذاها، يشعر بها مختلفة غير راضية، ليست كما تمني، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيه حينما عاد بذاكرته لذلك اليوم
Flash back.
فتحت عينيها تنظر حولها باستفهام غرفتها تعرفها جيدا لما تشعر بأنها لما ترها منذ وقت طويل، كأنها كانت في دوامه عاصفة افاقت منها للتو، نظرت جانبها لتجد والدها يقف جواره، اتسعت عينيها بدهشة تنظر له عاصم! زميل دراستها حبها الاولي، ولكن مهلا جاسر، أين جاسر هل كانت تحلم انه تزوجها ولكن لاء.
اغمضت عينيها بألم تهز رأسها نفيا بعنف تحاول التركيز لتسمع صوته الهادئ يهتف برفق: أنا عارف انك متلخبطة.
فتحت عينيها تنظر له باستفهام لينظر هو لوالدها يهتف بهدوء: معلش يا عم اسماعيل سيبنا لوحدنا شوية.
حرك رأسه إيجابا ينظر لعاصم بخزي مما جنت يديه قديما ليخرج من الغرفة تاركا بابها مفتوح جلست تهاني علي الفراش تنظر لعاصم بتعجب تنهد بحيرة يبتسم بهدوء، اخذ كرسي خشبي صغير في الغرفة، وضعه جوار فراشها ليجلس عليه يستند بمرفقيه علي فخذيه أخذ نفسا عميقا وبدأ يسرد لها كل شئ تلك القصة القديمة، ما فعله والدها، زواج جاسر منها، تلك الاقراص التي أعطاها لها.
لتتسع عينيها بفزع وضعت يديها علي رأسها تنظر له بذهول همست بألم: مش حقيقي بابا، بابا عمره ما يعمل كدة، جاسر كان بينتقم كان ممكن يمكن يعمل فيا زي ما حصل في اخته، طب أنا ذنبي ايه.
هتف عاصم بهدوء: وأخته ذنبها ايه طب علي الأقل هو ما أذكيش بأي شكل من الاشكال لأنك حتى مش هتفتكري اللي حصل، انما اخته اللي جالها انتكاسة بسبب اللي حصلها واللي والدك شارك فيه، لولا والدك كان شهد بالحق كان صبري خد جزاءه ما كنش اللي يسوي واللي ما يسواش جرح في اخته لحد ما ابوه وامه ماتوا واخته فقدت الشعور بالدنيا اللي حوليها، أنا مش معاه ولا ضده أنا كنت مستعد لو كان آذاكي ولا اذي اختي.
عقدت حاجبيها بتعجب تهتف: اختك!
هز رأسه إيجابا يبتسم بحزن يقص عليها ما حدث: رؤى اتحدته وقدرت بفضل ربنا تغلب شيطانه، عايز اقولك انهم دلوقتي روميو وجوليت، قيس وليلي عنتر وهبلة قصدي وعبلة.
ضحكت تهاني بخفوت لبيتسم هو اخذ نفسا عميقا يستعد لقول الآتي: تهاني
نظرت له باستفهام ليكمل: تتجوزيني، احم بصي بصراحة أنا معجب بيكي من ساعة ما كنا زمايل بس كنت مستني لما اشتغل عشان اقدر بيت بس انتي اختفيتي صدقيني أنا قلبت الدنيا لحد ما عرفت اوصلك، كنت بتعذب وأنا شايفك في حالتك دي، صدقيني أنا ابدا فكرتش ولا لحظة واحدة اني اسيبك، قولتي ايه يا تهاني موافقة.
نظرت له بحيرة تهمس بألم: عايزني اوافق ازاي بعد اللي عرفته، ابويا كان السبب في اذيه عيلة بحالها، طب أنا هوري جاسر وشي ازاي.
هتف بحدة خفيفة: انتي هتتجوزيني أنا ولا هتتجوزي جاسر مالك ومال جاسر، تنهد يأخذ نفسا عميقا: يا تهاني انتي مالكيش ذنب في حاجة، قولتي ايه بقي؟
بلعت لعابها بارتباك تهمس بتوتر: طب اديني مهلة افكر
هز رأسه إيجابا يبتسم بقلق ليتركها ويرحل.
فاق من شروده الطويل يبتسم باتساع يوم أن اخبرته بموافقتها كان أسعد رجل في الدنيا، ولكن سعادته كان عمرها قصير، تهاني دائما تقارن بينه وبين جاسر، وبينها وبين رؤى تريد أن تعيش في نفس المستوي الذي تعيش اخته فيه، تذكر يوم أن رفض العمل في شركة جاسر أقامت الدنيا فوق رأسه خاصمته أسبوعا كاملا ومع ذلك أصر علي رأيه وعمل في أحدي شركات الهندسة وقد كان محقا فقد استطاع بمهارته أن يصبح مدير قطاع الهندسة في الشركة.
احم باشمهندس عاصم، اجفل علي ذلك الصون الانثوي يهتف باسمه بتوتر رفع رأسه من بين كفيه ليجد حلم زميلته في العمل، دائما ما كان يتعجب من اسمها «حلم»، حمحم يستعيد جديته يهتف بهدوء: خير يا مدام حلم.
وضعت ملف أزرق أمامه علي المكتب تهتف بتوتر: دي تصميمات المول الجديدة
هز رأسه إيجابا يبتسم بهدوء، لفت نظره بطنها المنتفخ يبدو أنها في شهورها الاخيرة ليهتف بتلقائية: ربنا يقومك بالسلامة.
اتسعت عينيها بخجل تبتسم بتوتر لتخرج من
غرفة مكتبه بخطي سريعة نوعا ما، ليعقد عاصم حاجبيه بتعجب تلك الفتاة تخفي سرا هو في العادة لا ينظر لأي فتاة ولكن المرات القليلة التي التقت فيها عينيه بعينها رأي في عينيها حزن واسي كأنها تحمل جبال من الهموم فوق عاتقها، تنهد بتعب يهز رأسه نفيا عليه التركيز في عمله.
مامتشي يا مامتشي هتفت بها رؤى بمرح وهي تقلب تلك الصلصة علي البوتاجاز
دخلت مجيدة إلى المطبخ تضحك بمرح: عايزة ايه يا هبلة
مطت شفتيها بضيق طفولي: ماشي يا ستي مقبولة منك، تعالي معلش اقفي جنب الصلصة علي ما أخد العلاج.
ابتسمت مجيدة بحزن تربط علي ظهر ابنتها بحنان: روحي يا حبيبتي وارتاحي انتي وأنا هكمل، انا مش عارفة تهاني طلعت قالت هتنزل علي طول واختفت.
ابتسمت رؤى بطيبة: سيبيها يا ماما براحتها عشان عاصم ما يزعلش، أنا خمس دقايق مش هتأخر.
هزت والدتهل رأسها ايجابا لتخرج رؤى من المطبخ متجهه إلى غرفتها جلست علي الفراش
لتخرج الدواء من حقيبة يدها امتعضت بضيق منذ أن اجرت تلك العملية وهي تأخذ ذلك الدواء إلى متي لا تعلم، ولكن ما يسعدها اهتمام جاسر بمواعيد دوائها كان يستيقظ ليلا ليعطيه لها.
اخذت تلك الأقراص لتجد هاتفها يرن برقمه فتحت الخط لتجده يهتف بجد: خدتي الدوا
ضحكت بمرح: طب قول السلام عليكم الأول حتى
هتف بجد: وعليكم السلام يا ستي ها خدتي الدوا
هتفت بفزع مصطنع: يا نهاري دا أنا نسيته خالص
سمعته يهتف بحدة ؛ دا أنا هعقلك لما أجي
انتحبت ببكاء مصطنع: أنت بتزعقلي يا جاسر اهئ اهئ اهئ
ضحك عاليا يهتف ساخرا: لا يا شيخة تصدقي صعبتي عليا وأنا قلبي رهيف ودمعتي قريبة.
اخلصي يا بت خدتي الدوا ولا لاء
زفرت بضيق: خدته والله خدته، هفضل أخد الدوا دا لحد ما اموت أنا عارفه، الو جاسر، الو.
ابعدت الهاتف عن اذنها لتتسع عينيها بدهشة اغلق الخط في وجهها، ابتسمت بحنو لابد أنه غاضب أخبرها مرارا وتكرارا الا تذكر سيرة الموت امامه، دائما ما كان يخبرها انه يخاف من أن يصبح يتيما مرة أخري
تنهدت بضيق من نفسها حسنا ستصالحه ما أن يأتي، قامت ذاهبة إلى والدتها لتعد طعام الغداء.
وبعدين يا باشا هنفضل في المخروبة دي لحد أمتي، هتف بها سيد بغل وهو يستند علي الحائط ينفث دخان سيجارته ببطئ.
قريب يا سيد صدقني هنخرج قريب وهاخد روح جاسر بايدي هجيبه راكع تحت رجلي يتمني الموت ومش هيلقيه.
ايوة كدة يا صبري باشا، أنا كمان عايز أخد حقي من بنت ال ما صدقت اني دخلت السجن وراحت رافعة عليا قضية خلع.
مين دي يا سيد ما حكتليش عنها
دي بنت خالتي يا باشا، زغللت عينين ابوها بقرشين وكتبت عليها شهرين تلاتة ورمتها عند أمها.
طب واتجوزتها من الاول ليه طالما رمتها عند أمها
ارتسمت ابتسامة شيطانية علي شفتي سيد ليهتف بتهكم: أصلها كانت شيفالي نفسها أوي، قالت ايه بقت باشمهندسة وأنا حتة حارس، جريت رجلين ابوها للكيف لحد ما بقي زي الكلب اللي بيلف علي عضمته، بس كتبت عليها غصب عنها، ضحك بخبث مكملا
شهرين تلاتة خدت اللي أنا عايزه منها ورمتها.
زي البيت الوقف لا منها متجوزة ولا مطلقة، جز علي اسنانه بغيظ يهتف بتوعد تقوم بنت ال ترفع عليا قضية خلع ورحمة امي يا حلم ما هسيبك!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
وقفت أمام مرآه غرفتها تنظر لانعاكس صورتها في المرأه بغرور، جميلة هي بل هي أجمل من تلك الفتاة بكثير، تنهدت بضيق تنظر لانعاكساها في المرآه هي تحب عاصم لا تنكر ذلك ولكنها تريد نقود جاسر، كانت تظن أن عاصم حالته المادية اقوي من ذلك، نعم هو يجلب لها ما تريد ولكن ليس مثل رؤي، جزت علي أسنانها بغيظ تلك الفتاة تحصل علي الكثير نقود جاسر التي لا حصر لها تهبط تحت قدميها بإشارة منها، نظرت لذلك الانسيال الموضوع أمامها علي مرآه الزينة ليرتفع جانب فمها بابتسامة ساخرة، رؤى ذات القلب الطيب اعطته لها حينما رأته في يدها واعجبها.
هي باختصار تريد عاصم ولكن بنقود جاسر.
ابتسمت ساخرة هي من تعمدت التحجج للصعود لشقتها حتى ينتهيان من إعداد الغداء.
ضيقت عينيها تنظر لانعاكسها في المرأه بتوعد تفكر بشيطانية كيف يمكنها أن تفرق بين جاسر ورؤي.
خرج من باب تلك الشركة الصغيرة التي يعمل فيها بعد انتهاء دوامه متجها إلى سيارته الصغيرة البيضاء، ابتسم برضا حينما تذكر أنه انهي الشهر الماضي آخر قسط في ثمنها، ليست سيارة فاخرة ولكنها تقضي غرضه، فتح الباب الخاص به واستقل مقعد القيادة رفع بصره ليجدها تقف هناك علي جانب الطريق تضع يدها أمام وجهها علها تحجب عنها بعض من أشعة الشمس الحارقة.
زفر بضيق يستغفر في سره تلك الفتاة تشغل تفكيره بشكل كبير يشعر بأنها مسؤولة منه بشكل او بآخر، التقط قبعته الرياضية من المقعد المجاور له ومن ثم نزل من السيارة اتجه ناحيتها بخطي سريعة واسعة إلى وقف قريبا منها إلى حد ما، حمحم ليلفت انتباهها ليراها تنظر ناحيته سريعا بارتباك.
عقدت حاجبيها باستفهام تنظر له بارتباك بلعت لعابها تهمس بوهن: باشمهندس عاصم، خير حضرتك.
تحبي اوصلك قالها هكذا دون مقدمات لينهر نفسه سريعا غبي يا عاصم ما الذي تفعله ماذا ستظن بك احمق مغفل ستظنه منحرف يحاول التحرش بها او التودد إليها نظر لها حينما سمعها تهتف سريعا بارتباك: لالالا طبعا ما ينفعش.
هزت رأسه إيجابا حمحم يهتف بهدوء: احم أنا آسف. مد يده بالقبعة ناحيتها: خدي الكاب دا حطيه علي رأسك عشان الشمس.
لم يعطها فرصة للاعتراض مد يده بالقبعة لتلتقطها منه بارتباك ابتسمت بشحوب تشكره بصوت هامس، ارتسمت ابتسامة خفيفة علي شفتيه ليتركها ويرحل استقل سيارته تلك المرة قادها مسرعا يهرب من شيطان نفسه الذي يوسوس داخل رأسه بالويلات.
ابتعد عن المكان بأكمله ليخفف من سرعته قليلا، حينما وجد هاتفه يرن برقم جاسر زوج اخته وضع الهاتف علي تابلوه السيارة أمامه فتح الخط ومن ثم مكبر الصوت يهتف بابتسامة صغيرة: السلام عليكم.
هتف جاسر بمرح: وعليكم السلام يا عصومه، قولي خلصت ولا لسه.
عاصم: آه أنا في الطريق أهو.
ضحك جاسر بخبث: طب ما أنا عارف، وقبل ما تقولي عرفت إزاي بص يمينك كدة.
التفت عاصم برأسه جه اليمين ليجد جاسر يجلس علي الأريكة الخلفية في سيارته السوداء الضخمة يجلس بشموخ وبالطبع بضع سيارات حراسة تسير خلفه.
هتف عاصم بمرح وهو يعيد نظره للطريق امامه: يا اخي أنت محسسني أنك رئيس الوزار بالحراسة دي كلها.
سمع صوت ضحكات جاسر المدوية ليهتف بعدها بمرح: يا إبني أنا ليا أعداء في كل حتة مش بيقولك الشجرة المثمرة بيحدفها الناس بالطوب باين.
ضحك عاصم عاليا يهتف من بين ضحكاته: وأنت بقي طارح ايه يا عم الشجرة.
شاركه جاسر الضحك يهتف بمرح: برتقان يا خفيف.
استمرت المكالمة بينهما إلى أن وصلا إلى منزل حسين، وقفت سيارة عاصم ليقف بعدها سيارات جاسر، وقد كانت المقارنة التي عقدتها تهاني وهي تقف في شرفة منزلها بانتظار زوجها لوت شفتيها بابتسامة ساخرة حينما رأت سيارة عاصم الصغيرة لتشخص عينيها بدهشة حينما رأت اربع سيارات سوداء ضخمة يقفن خلف سيارة عاصم
انتفخت اوداجها غيظا حينما نزل عاصم وجاسر كل من سيارته، لتبدأ مقارنة اخري.
عاصم يرتدي بنطال جينز ازرق اللون وقميص ابيض، أما جاسر فيرتدي حلة كلاسيك سوداء فرنسية الصنع لن تستطع سوي أن تنظر إليها
تصافح الرجالان يضحكان علي سخافتهم بمرح وهم يصعدان إلى المنزل، بينما كانت تهاني تغلي فوق صفيح ساخن من شدة غيظها.
السلام عليكم همست بها بصوت ضعيف وهن وهي تدخل من باب شقتهم الصغير المهترئ.
لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتي ذلك الرجل الاصلع الممتلئ، يجلس علي تلك الأريكة القديمة المهترئة يرتدي ( فانلة حملات بيضاء ) وسروال بيجامة قديم يمسك بين أصابعه سيجارة ينفث دخانها بطريقة مقززة، هتف بتهكم: انتي جيتي يا غندورة خشي يا اختي خشي.
لتأتي تلك السيدة من المطبخ تحمل مغرفة الطعام في يدها تهتف في ذلك الرجل بحدة: في ايه ما مدبولي ما تهدي علي البت شوية كفاية يا حبة عيني أنها شايلة وبتشتغل كمان عايز منها ايه.
ارتسمت ابتسامة صفراء علي شفتي ذلك المدبولي لتظهر اسنانه الصفراء المعوجة يهتف بتهكم: ايوة يا اختي، عيشي في دور الام الحنون، اش حال ما ابن اختك المحروس هو اللي عمل فيها كدة يومين تلاتة ورمهلنا زي البيت الوقف لا نفع ولا منفعة لاء وكمان حامل.
تخصرت تلك السيدة تصيح في وجهه بحدة: يا راجل يا ضلالي يا مفتري إنت عارف اني عمري ما كنت هوافق علي الجوازة دي هو صحيح ابن اختي بس صايع وبلطجي ومالوش شغله، لكن نقول ايه في اللي سلم دماغه للكيف ودفع بنته تمن شمه!
وقد بدأت وصلة من السباب والشتائم كل منهما يلقي باللوم علي الآخر لتقاطعهم حينما.
صرخت بانهيار ملامح وجهها منقبضة من التعب والألم: بسسسسسس بقي كفاية حرام عليكوا، حرام عليكوا كفاية اللي عملتوه فيا، كفاية بقي أنا بموت في اليوم ميت مرة
ارحموني بقي دا أنا لو كلبة كنتوا حسيتوا بيها.
اندفعت إلى غرفتها الصغيرة تصفع بابها خلفها بعنف دفنت وجهها في الوسادة تجهش في بكاء مرير رفعت يدها تضعها علي بطنها المنتفخ تهتف في نفسها بألم: أنا مش عوزاك بس مش هقدر اموتك والله مش هقدر، ليه تفضل رابطني بيه، ليه تبقي النقطة السودا اللي هتفضل تفكرني باللي عمله فيا الحيوان دا يا رب رحمتك يا رب.
السلام عليكم هتف بها جاسر وعاصم معا وهما يدخلان من باب المنزل، لتهرول رؤى سريعا ناحيتهم عانقت اخيها بشوق ليضمها إليه بحنان يهتف بحنو: عاملة ايه يا رورو بتاخدي دواكي.
ابتعدت عنه تزم شفتيها بضيق لتهتف بحنق: هو أنا كل ما حد يشوفني يقولي بتاخدي دواكي هو أنا مكتوب علي جبيني ما تنسيش تاخدي الدوا.
ضحك عاصم بمرح ليرفع يده يضربها علي رقبتها من الخلف برفق، ليجد جاسر يقبض علي كف يده يهتف بضيق: ايدك يا عم إن هتحلو علينا ولا إيه.
نظرت له تبتسم بحب بينما انفجر عاصم في الضحك هتف من بين ضحكاته: جري ايه يا عم أنت، دي قواعد متأصلة من أيام الفراعنة أن الأخ بيدي اخته علي قفاها دا قانون القراصنة يا معلم.
اخرجت له طرف لسانها تهتف بفخر: جسوره حبيبي مش هيخليك تديني علي قفايا تاني مش كدة يا جوجو.
نظر لها يضيق حدقتيه بتوعد ليبتسم بخبث: طبعا يا روحي مش ممكن اخليه يديكي علي قفاكي تاني.
ما كادت تبتسم باتساع حتى انكمشت ملامحها بغيظ حينما هوي كف يده برفق علي رقبتها من الخلف ليهتف ضاحكا وهو يقبض علي رقبتها من الخلف: أنا بس اللي اديكي علي قفاكي يا جزمة، دا أنا هديكي بالجزمة علي اللي قولتيه في التيلفون.
نظرت له بخوف ابله تبتسم ببلاهة لتجده يصيح بصوت عالي: طمطممممم يا طمطم.
جاءت تلك الصغيرة من الداخل تركض ناحيته ليتلقطها بين ذراعيه يدغدغها بحنان انزلها ارضا يخلع سترة حلتة الفاخرة ليلبسها الصغيرة يهتف بحنو: خدي يا توتا الجاكيت اللي بيولد شوكولاتة كتير اهو خلي معاكي علي ما اربي اختك واجي.
اتسعت عينيها بفزع تنظر لوالدتها واخيها علها تجد من ينجدها لتفتح فمها بذهول حينما سمعت والدته تهتف براحة: ما تتأخرش يا جاسر عشان هحط الأكل.
ابتسم بخبث يهتف بتوعد وهو ينظر لتلك التي تكاد تبكي من الخوف: خمس دقايق يا حماتي مش هتاخر.
امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يحركها امامه لتسمع صوت اخيها يهتف بمرح: مش عايزين دم يا جاسر احنا لسه ماسحين ماشي.
أدخلها الغرفة مغلقا الباب عليهم بالمفتاح لتقف جوار دولاب ملابسها تنظر له بارتباك تحول لذعر حينما وجدته يشمر عن ساعديه متجها ناحيتها لترفع سبابتها أمام وجهها تهتف سريعا بخوف: بص لاء، لاء لاء، لا أنا بقولك اهو، لاء يعني لاء.
رفع حاجبه الايسر بتهكم عقد ساعديه أمام صدره يهتف بضيق؛ هو ايه اللي لاء هو انتي عارفة أنا عايز ايه اصلا.
هزت رأسها نفيا سريعا تهتف بارتباك: لاء بس شكلك هتضربني.
اضربك! نطقها بحزن لتتجهم ملامحه وضع يديه في جيبي بنطاله يهمس بحزن: من ساعة ما اعترفتي بحبك ليا وأنا وعدتك اني اتغيرت وفعلا حصل مديتي ايديكي عليكي.
هزت رأسها نفيا تخفض عينيها بحزن لتسمعه يهتف بعتاب: عارف مببرك خايفة لارجع زي الاول بس أنا مش بالغباء دا يا رؤى الفرصة بتيجي للإنسان مرة واحدة وأنا جاتلي فرصتي
مستحيل هضيعها من ايدي، وعلي فكرة أنا كنت بهزر معاكي اتفضلي.
رفعت نظرها لتجده يمد يده بعلبه زرقاء اخذتها منه تفتحها لتجد عقد من الألماس الازرق نقش اسمها في منتصفه بين فصوص العقد نفسه بشكل يخطف الأنفاس، نظرت له حينما هتف بابتسامة حزينة: لسه جاي النهاردة اصل المناقصة رسيت علينا كنت حابب افرحك معايا، بس واضح أنك اصلا ما عندكيش حتى ثقة فيا.
تركها وخرج من الغرفة بهدوء وهي تقف كالصماء تنظر مكان ما كان يقف بندم فاض من حدقتيها حمقاء غبية هي تحبه وتثق به ولكن يبقي جزء صغير جدا يخاف منه حينما يغضب يذكرها بمعاناة قديمة جاهدت في نسيانها او بمعني أصح تناسيها هي تحاول وعقلها يرفض وقلبها بين هذا وذاك يتمزق من الألم.
تحسست العلبة الزرقاء بأطراف أصابعها لتنساب دمعتين من عينيها، سمعت صوت والدتها تنادي بإسمها لتمسح دموعها سريعا وضعت العقد في حقيبتها لتخرج سريعا وجدت جاسر يجلس جوار عاصم يضحكان دون توقف لترتسم علي شفتيها ابتسامة صغيرة سعيدة، سعيدة للغاية لإنتهاء الخلاف بينهما.
نظر لها جاسر بطرف عينيه ليشيح بوجهه ببرود لتهز رأسها نفيا تتنهد بيأس، سيكون امر مصالحته صعبا جداااا.
بعد قليل اجتمعوا علي طاولة الطعام في انتظار حسين، جاسر يجلس في المتصف بين رؤى ومجيدة وعاصم يجلس في المنتصف بين طمطم وزوجته التي تنظر لجاسر ورؤي بحقد مشتعل يكاد يحرقهم، وتبقي رأس الطاولة فارغ.
لتهتف مجيدة بعفوية تعاتب زوجة أبنها: كدة يا توتا تطلعي تقولي هغير هدومي وانزل علي طول وما تنزليش غير دلوقتي وتدبسيني أنا ورؤي في المحشي ماشي يا ستي مقبولة منك.
نظر عاصم لزوجته بطرف عينيه بضيق لتبلع لعابها سريعا تبتسم باصفرار: معلش يا حماتي اصلي كنت بنضف الشقة ويا دوب لسه مخلصة.
هتفت مجيدة بابتسامة ودودة: يا حبيبتي أنا مش زعلانة منك أنا بعاتبك زي بنتي، ربنا يكون في عونك يا حبيبتي.
لحظات من الصمت رؤى تنظر لجاسر بندم بينما لا يعيرها هو انتباها ابدا يصب كل تركيزه علي الهاتف في يده لتقرب وجهها من شاشة الهاتف تنظر بفضول إلى ما يفعل ليغلق الهاتف ببرود يضعه في جيب سترته، لترفع رأسها تنظر إليه تضيق عينيها بشك بطريقة مضحكة.
سمعوا صوت حسين يهتف بهدوء وهو يدخل: السلام عليكم، معلش اتأخرت عارف بس كنت بجبلكوا برتقال.
نظر عاصم لجاسر بمرح لينفجر الاثنين في الضحك.
بعد تناول الغداء وقفت أمام المرحاض تحمل منشفة صغيرة تنتظره بضيق ما كان عليها ان تستمع إلى كلام والدتها التي حثتها علي فعل ذلك، تشعر بأنها أمينة وهو سي السيد!
لحظات وخرج من المرحاض ليرفع حاجبيه بدهشة ممتزجة بسخرية مد يده يلتقط المنشفة من علي كتفها يهتف بتهكم: من يد ما نعدهماش يا أمينة.
ضيقت عينيها بغيظ لتطرأ في رأسها فكرة ماكرة ابتسمت بدلال تسبل عينيها ببراءة مصطنعة تهمس بنعومة وهي تداعب لحيته برفق: أنت تؤمر يا سي السيد يووه قصدي يا سي جاسر.
انتفض بعيدا عنها يبلع لعابه الجاف يهتف بحنق: استغفر الله العظيم يا رب اللهم اغزيك يا شيطان.
لتتسع ابتسامتها تنظر له بانتصار نظرات ماكرة تبعث رسالة مضمونها احذر يا هذا من مكر حواء، التفتت لتغادر لتشهق بصدمة حين جذب يدها لأقرب غرفة والتي لم تكن سوي المطبخ اتسعت عينيها بتوتر حينما رأت تلك الابتسامة العابثة التي تعرفها جيدا لتهتف بتوتر: جاسر أنا كنت بهزر والله، بقولك ايه خلاص خلاص، طمطم وبابا وعاصم كلهم برة.
في الخارج، نظرت مجيدة لابنتها: قومي يا طمطم شوفي رؤى اتأخرت ليه وخليها تجيب صينية البسبوسة معاها وهي جاية.
هزت رأسها ايجابا بطاعة قامت تهرول بحماس طفولي ناحية المطبخ لتتسع عينيها بذهول فتحت فمها لتصرخ: يا بااااا امممم
انتفض جاسر يضع يده على فمها يهتف بفزع: طمطم ابوس إيدك استري عليا ربنا يستر علي ولاياكي، بصي خدي يا حبيبتي خدي.
وضع يده في جيبه وأخرج ورقة من فئتي المئتان جنية يعطيها لها لتبتسم له بخبث طفولي، اخذت النقود لتركض إلى الخارج ما أن وصلت لوالدها صاحت باعلي صوت: يا بابا الحق يا بابا عمو جاسر بيبوس رؤى في المطبخ بوسة عيب.
اتسعت عيني رؤى بفزع بينما سبها جاسر في سره يتوعد لتلك الصغيرة بأنه لن يحضر لها الحلوي مجددا، لتشتعل عيني تهاني حقدا فجاسر ذو الشخصية القوية ذات الهيبة يتصرف كمراهق من أجل تلك الفتاة وما يغضبها اكثر انها أجمل منها بكثير ومع ذلك كانت وسيلة للانتقام من والدها لم ينظر لها من الأساس، ينظر لها! وهل هي بالفعل تربده أن ينظر لها، هي فقط تريد أن تصبح طلباتها كلها مجابة تريد أن تركب سيارة فخمة كالتي تركبها رؤى تريد أن تلبس حلي فاخرة كالتي مع رؤي، تريد أن تعيش في قصر، رؤى ليست أفضل منها لتعيش هي ف هنا في ذلك المنزل الصغير.
بينما تعيش رؤى في تلك الفيلا الفخمة صحيح أن عاصم لا يبخل عليها بشئ ولكنه لا يملك الكثير فهذا لا يكفي ابدا.
فاقت من شرودها الطويل حينما اتي جاسر وخلفه رؤى التي تكاد تنصهر من شدة خجلها وجهها اصبح بلون الدم من شدة خجلها.
قضوا وقت لطيف مع العائلة بعد وداع حار خرج من المنزل وهي خلفه تضبط بيشة نقابها
ليصادفوا عمرو في طريقه هو ايضا لأسفل متجها إلى عمله، وقف امامهم ينظر لجاسر ببعض الضيق ليرسم ابتسامة علي شفتيه مد يده ناحية جاسر يهتف ببرود: اهلا يا جاسر باشا ازيك.
بادلة جاسر الابتسامة الصفراء يهتف ببرود: الحمد لله بخير. عن إذنك عشان مراتي تعبانة وعايزين نروح.
نظر له عمرو بعبث ليتجه بنظره ناحية رؤى يبتسم باتساع: ازيك يا رؤى صحيح كنت هنسي ايمان بتسلم عليكي كتير اوي وبتقولك أنك وحشتيها أوي.
نظرت بطرف عينيها ناحية جاسر لتري عروقه النافره التي تدل علي انه علي وشك الانفجار لتهتف سريعا: ابقي سلملي عليها يا عمرو عن إذنك عشان متأخرين.
وقبل أن تمسع رده جذبت يد جاسر خلفها ليتجها إلى السيارة فتح لها الباب لتجلس ويجلس جانبها وينطلق السائق.
بينما تنهد عمرو بضيق من رده فعلها ليتجه إلى عمله.
صعد إلى شقته بصحبه زوجته دخل إلى الشقة ليجدها كأن إعصار ضربها الملابس ملقاه هنا وهناك أكياس طعام فارغة تملئ كل مكان زجاجات مياه ملقاه علي الارض نظر لها يهتف بضيق: ايه دا يا تهاني الشقة تضرب تقلب.
قلبت عينيها بملل تهتف بلامبلاة: اعمل ايه يعني ما كنت بعمل الاكل مع مامتك طول النهار مالحقتش انضف الشقة.
امسك مرفقها يهزها بعنف يهتف بحدة: هو أنا مش قولتلك بدل المرة ألف بطلي الكذب اللي فيكي دا، لما ماما سألتك تحت ما نزلتيش ليه قولتلها كنت بنضف الشقة.
نضفت ذراعها من يده تهتف بحدة: بقولك ايه انتي مش شاري خدامة يا سي عاصم.
اتسعت عينيه بذهول ليهتف بعصبية: هو انتي لما تنضفي بيتك تبقي خدامة...
قاطعته تهتف بحقد: ما اختك عندك اهي عندها بدل الشغالة عشرة بدل ما انت واقف تتريق عليا وتأنب فيا روح هاتلي إن شاء الله حتى شغالة واحدة تساعدني في شغل البيت.
ركل الكرسي امامه بعنف يصرخ بغضب: انتي مالك ومال اختي كل حاجة اختك، اختك اختك، وبعدين عايزة خدامة تساعدك في أوضتين وصالة.
نظرت له بسخرية لتتخصر تهتف بتهكم: اديك قولت أوضتين وصالة، تقدر أنت بقي تعيشني في فيلا زي اللي اختك عايشة فيها، انت نفسك تقدر تركب عربية زي اللي جوز أختك راكبها.
كلامها كالخناجر يطعن رجولته وكرامته لما تفعل ذلك لم تصر دائما علي التقليل من شأنه بما قصر هو، نظر لها بعتاب لترتسم علي شفتيه شبح ابتاسمة شاحبة: ليه يا تهاني، ليه دايما تقارني بيني وبين جاسر هو أنا مش مكفيكي دا أنا بشتغل ليل ونهار عشان احققلك كل اللي نفسك فيه، انا قصرت في ايه يا تهاني قوليلي أنا مقصر في ايه عشان دايما تقارني بيني وبين جاسر، صرخ بحدة: ما تنطقي.
نظرت له بضيق لتتركه وتدخل إلى الغرفة الاخري الصغيرة توصد الباب عليها ليغمض عينيه بألم اتجه إلى غرفة نومه دون كلمة واحدة.
الله وأنا مالي يا جاسر، دا أنا ما صدقت صالحتك زعلان ليه بقي دلوقتي، هتفت بها رؤى بإلحاح وهي تحاول مصالحة ذلك الجاسر الغاضب منذ وصولهم إلى المنزل، نظر لها ببرود ليتركها ويصعد إلى غرفتهم.
جزت على أسنانها بغيظ تهتف في نفسها: ربنا يسامحك يا عمرو دا أنا ما صدقت أنه صالحني.
تنهدت بضيق لتتجه لأعلي وجدته يخرج من المرحاض يجفف شعره بمنشفه صغيرة
وضعت يدها موضع قلبها تهتف بألم مصطنع: آه آه الحقني يا جاسر.
نظر لها بطرف عينيه ببرود ليتجه إلى مرآه الزينة يمشط شعره يهتف ساخرا: العبي غيرها.
اتجهت ناحيته لتجلس امامه علي قطع الرخام الكبيرة أمام مرآه الزينة تهتف بدلال: جاسوري جوجو، جرجر خلاص بقي عشان خاطر رؤتك يرضيك تزعل وردة الجوري.
ابتسم رغم عنه لتصفق بحماس: شوفت اهو ضحكت يبقي الزعل باظ خلاص.
قرص وجنتها برفق ليبتسم بمكر: ماشي يا لمضة مش زعلان أنا هنزل اجبلك كوباية عصير غيري هدومك عشان لما أجي هسمعلك.
اتسعت عينيها بتوتر تهتف سريعا: بس إنت ما قولتليش إن في تسميع النهاردة.
والله شكلك هتتمدي! هتف بها بخبث ليخرج من الغرفة لتتسع عينيها بفزع مما قال.
نزل من سيارة الاجري أمام الشركة التي يعمل بها تنهد بضيق مما فعله كان فقط يريد اغاظة ذلك الجاسر الذي اختطفها منه دون مقدمات ولكن ردة فعلها ضايقته للغاية عدل من تلابيب ملابسه بهدوء ليتجه ناحية الشركة فتح له الأمن الباب الخارجي ما أن دخل لا يعرف ماذا حدث فقط شعر بشئ يرتطم به بعنف ليسقط علي الارض بقوة رفع رأسه ينظر للفاعل بغضب لتتسع عينيه بدهشة مما رأي، ملاك!
نزل إلى أسفل متجها إلى المطبخ وجد رئيسة الخدم التي أسرعت تسأله ما أن رأته: تؤمر بحاجة يا باشا.
هز رأسه نفيا بهدوء: لاء اتفضلي انتي روحي نامي
حركت رأسها ايجابا لتتركه وتذهب، نظر حوله جيدا ليتأكد من عدم وجود أحد جواره
ليخرج علبة عصير برتقال من الثلاجة ومن ثم اخذ كوب زجاجي وضعه علي الطاولة أفرغ من العلبة في الكوب نظر حوله بحذر ليضع يده في جيب سرواله اخرج ذلك القرص ما كاد يضعه في الكوب ليتجمد مكانه حين سمعها تهتف من خلفه بتعجب: جاسر ايه اللي في ايدك دا!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
ملاك، ما امامه ليست سوي ملاك عينين بلون العسل وجهها صافي يكاد يضيء من شدة جمالها شعرها احمر ناري تساقط كله علي وجهه حينما اصطدمت به وسقطت عليه، فاق من عاصفة جمالها المخدرة حينما دفعته بعنف هبت واقفة تصرخ في وجهه بحدة: مش تفتح يا حمار!
شخصت عينيه بذهول، من قال أنها ملاك. تلك الوقحة سليطة اللسان كيف يمكن ان يلقبها بالملاك نهض بخفة ينفض الغبار عن ملابسه يهتف بحدة وهو ينظر لها باشمئزاز: أنا حمار يا جاموسة، هو أنا اللي خبطتك ولا انتي اللي نطحتيني زي الجاموسة.
اشهرت سبابتها امام وجهه بحركة عنيفة أدت لتطاير خصلات شعرها الحريري لتخطف انفاس ذلك الواقف ليجدها تصرخ مرة اخري بغيظ: أنا جاموسة يا جدي الزاريب.
احمرت عينيه غضبا من سلاطة لسان تلك الفتاة قبض علي يده يشد عليها قبل أن يصفعها ليست من شيمه إن يصفع امرأة ولكن تلك الفتاة يريد خنقها ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم: صحيح وأنا هستني ايه من جاموسة يعني مع الاعتذار للجاموسة.
اتسعت عينيها بغيظ فتحت فمها لتصرخ فب وجهه حينما اسكتهم ذلك الصوت: بس انت وهي، هتف بها ذلك الرجل، ليهتف عمرو سريعا بأدب وهو يشير ناحية تلك الفتاة: أنا آسف يا سيادة المدير بس البتاعة دي هي اللي غلطت وكمان بتبجح فيا.
اشارت لنفسها عينيها متسعتين بذهول لتهتف بحدة: أنا بتاعة يا حيوان انت مش عارف أنا مين، نظرت للرجل تهتف بلهجة أمر حازمة: بابي اطرده برة، وقبل أن يجيب ذلك الرجل نظرت لعمرو تبتسم بخبث لتهتف سريعا ببراءة مصطنعة: ولا اقولك بلاش يا بابي تقطع عيشه حرام، خليه يعتذرلي احسن.
ضيق عينيه ينظر لتلك الوقحة بغيظ ليهتف سريعا يإباء: هو مين دا اللي يعتذرلك أنا ما غلطتش فيكي اصلا عشان اعتذرلك، انتي اللي ماشية مش شايفة قدامك وكمان بتبجحي دي لو فيها رفدي، الله الغني.
نظر المدير لعمرو بإعجاب، اعجبه كبريائه وطريقته الحازمة في الحديث، يعرف ابنته مدللة متعجرفة مغرورة لأبعد حد يكاد يجن من أفعالها، تنهد بضيق لينظر لعمرو هاتفا بهدوء: اتفضل يا عمرو روح علي مكتبك.
اؤما عمرو بصمت ليغادر، بينما اتسعت عيني تلك الوقحة لم يكن ذلك رد الفعل التي تريده ابدا نظرت لوالدها تصرخ فيه بحنق: بابي انت ازاي تسيبه يمشي من غير ما يعتذرلي، كان لازم تطرده دا قل أدبه عليا وقال عني جاموسة.
نظر لها والدها بضيق فاض به الكيل ليهتف بحدة: بطلي بقي طريقتي دي أنا قرفت من غرورك وعجرفتك، اعترفي أنك غلطانة، أنا مش هطرد عمرو ومش هيعتذرلك، واتفضلي علي البيت، رفع سبابته يهتف بتوعد: وما تروحيش الديسكو يا روان اديني قولتلك أهو.
نظر لوالدها بسخط لتفر هاربة من المكان استقلت سيارتها السوداء الفخمة ضاربة بكلام والدها عرض الحائط متجهه إلى ذلك الملهي الليلي لتقضي سهرتها فيه كالعادة
( روان صلاح محمود، في الثانية والعشرين من ربيعها، مدللة متعجرفة مغرورة، جميلة لا يمكن إنكار ذلك فوالدتها إيطالية، لكنها انفصلت عن والدها بعد أن انجبت روان مباشرة تركت ابنتها وعادت لبلدها ).
دخل صلاح مكتبه ليضعط علي الجرس الصغير الموضع جانبا، لحظات ودخلت سكرتيرته الخاصة تهتف سريعا: تؤمر بحاجة يا افندم.
اغمض عينيه بتعب يهتف بشرود: ابعتيلي استاذ عمرو من الحسابات
هزت رأسها ايجابا لتخرج من الغرفة بينما امسك هو الملف الخاص بعمرو يقرأه جيدا.
جاسر ايه اللي في إيدك دا، اتسعت عينيه بصدمة شحب لونه كالموتي بلع لعابه بصعوبة بحركة خاطفة سريعة اسقط القرص داخل كم بيجامته الشتوية لينظر لها يعقد جبينه باستفهام يرفع يديه لأعلي يهتف ببراءة: ايه اللي في ايدي.
نظرت ليده بدهشة للحظات، تجزم انها رأته يمسك بشيئا في يده رفعت كتفيها تهتف بلامبلاة: يمكن المعلقة.
تنهد داخل نفسه براحة حمد لله أنها لم تري ذلك القرص نظر لها بضيق ليهتف بحزم: انتي ايه اللي نزلك، هو أنا مش قولتلك غيري هدومك واستنيني علي ما أجي عشان اسمعلك.
مدت يدها بهاتفه بلعت لعابها بارتباك تهتف بتوتر: موبيلك كان بيرن
جذب الهاتف منها بعنف يلقيه ارضا يصرخ بحدة: يتحرق الموبايل طالما أنا قولت ما تنزليش يبقي ما تنزليش، لو حصلك مضاعفات بسبب اهمالك قلبك هيقف.
انكمشت تنظر له بذعر هل اخرجت الوحش من جديد، تنهد بضيق حينما رأي نظرتها المرتعبة التفت يوليها ظهره ليهتف بحزم: اطلعي اوضتك يلا.
شعر بتحركها ليلتفت بهدوء ينظر لها وهي تصعد لأعلي تتساقط دموعها بصمت، عاد إلى ما كان يفعل اخرج قرص آخر من شريط الاقراص يضعه في الكوب قلبه جيدا حتى اختفي القرص تماما ليأخذ الكوب متجها لأعلي، فتح باب الغرفة بهدوء ليجدها تجلس علي الفراش تنكس رأسها لأسفل تبكي بصمت تنهد بضيق ما كان يجب أن يصرخ عليها ولكنه ارتبك حينما رأته، اتجه ناحيتها يجلس أمامها علي الفراش لتشيح بوجهها في الإتجاه الآخر بإياء تمسح دموعها بعنف، ابتسم بحنو يربط علي شعرها برفق: خلاص بقي ما تزعليش، مش هزعقلك تاني.
بلعت غصتها الخائفة تهمس بصوت بح من كثرة البكاء: مش مسمحاك عشان أنا ما غلطتش وما عملتش حاجة عشان تزعقلي كدة، انا كنت نازلة اديلك الموبايل ليكون في حاجة مهمة بس انت، انت، نظرت له بعتاب صامت لتجهش في البكاء، فما كان منه الا انه وضع رأسه علي قدميها كالطفل الصغير حينما يلجئ لأمه ليهمس بحزن: ما تزعليش مني ما فيش أم بتزعل من أبنها عشان خاطري.
رغما عنها ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها لا يمكنها ان تغضب منه خاصة مع تلك الكلمات التي تشعرها أنه مسؤول منها همست بضيق رغم ذلك: وما فيش ابن بيزعق لمامته.
رفع رأسه ينظر لها بمرح يلاعب حاجبيه بعبث: عيل قليل الادب ما اترباش
لم تستطع للأسف كبح ضحكاتها انفجرت ضاحكة رغما عنها ليعتدل هو في تلك اللحظة يلتقط كأس العصير مد يده به لتأخذه منه تهتف بمرح: أنا مش فاهمة ايه حكاية كوباية العصير بتاعت كل يوم دي بتفكرني بمسلسل الزوجة الرابعة لما كان بيحط لمرتاته حبوب منع الحمل في العصير.
تجمدت ابتسامته علي شفتيه صدقا هو يفعل ذلك ولكنها هي من ارغمته علي فعل ذلك عنيدة غبية لا تستمع له قرر تغير ذلك الموضوع ليهتف بتهكم: بطلي المسلسلات اللي واكله عقلك دي، تسمعي في اليوم ميت مسلسل وأول ما أجي اقولك نسمع علي طول ما حفظتش.
أخذ منها كوب العصير بعد ان انهته ليعتدل في جلسته يهتف بجد: رؤى اسمعيني انتي عارفة ان دا لمصلحتك.
تعرف تلك النظرة ذلك الكلام ورائه مغزي واحد فقط صاحت فجاءة بحدة: لاء يا جاسر. لاء يعني لاء مش هاخد حبوب لمنع الحمل، أنا عايزة اخلف عايزة يكون عندي ابن بدل، بلعت لعابها بصعوبة وضعت يدها علي بطنها تهمس بألم: بدل اللي راح من قبل ما الحق حتى أفرح بيه.
بدون حرف آخر في هذا الموضوع هتف بجد: سمعي خواتيم سورة البقرة
أغمضت عينيها تتنهد بحزن تعرف أن تلك الذكري صعبة عليه أكثر منها لتسمي الله وتبدأ في تلاوة القرآن.
«لِلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ¯ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ¯ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وارحَمْنا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ».
صدق الله العظيم، ارتسمت ابتسامة فخر علي شفتيه ما أن إنتهت لتنظر لابتسامته باستفهام تهتف بتعجب: أنا نفسي اعرف اشمعني سورة البقرة اللي بتصمم تسمعهالي دايما ودايما قلقان لأحسن أنساها.
ابتسم بهدوء يتنهد براحة: انتي عارفة ان أنا دخلت كلية الطب بسورة البقرة، قبل ما حياتي تتشقلب بسبب اللي حصل كنت دايما بقرأها كل يوم، وعشان هي أطول سورة في القرآن كنت بقسمها، سورة البقرة دي معجزة هدية من ربنا انتي عارفة ان سورة البقرة هي وسورة آل عمران بتشفع لقرائها يوم القيامة واحنا في عرض حسنة ندخل بيها الجنة، كمان قراءة سورة البقرة بركة والشيطان ما يقدرش يقرب من مكان تقرأ فيه، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة.
طب تعرفي أن سورة البقرة فيها احكام كتير اوووي، فيها آيات الطلاق وأحكامه.
وضّحت مدة الرضاعة وحقوقها.
ذكرت فضل آيات الصيام في شهر رمضان ووضحت المرضي الغير القادرين على صيامه.
ذكرت عِدّة المرأة المُتوفّى عنها زوجها وأحكام خِطبتها.
وضحت أركان الحجِّ و أحكامه زي الوقوف بعرفاتٍ ورمي الجمار.
شرحت آيات الربا وبيّنت حكمه.
ذكرت حُكم اليمين وكفّارته.
فرضت الجهاد في سبيل اللّه وبيّنت حالاته.
وضّحت فضل الصّدقة وفصّلت في النفقة وفضلها.
حطط اسس للدّين ( الدائن والمدين ) من إحضار للشهود وكتابة ذلك وتوضيحه بين الطرفين، عرفتي ليه أنا دايما عايزك حافظة البقرة ومش حفظاها بس حفظاها وفهماها وعارفة أن معاكي كنز ما يغنيش عنه كنوز الدنيا كلها.
أسند رأسه إلى ظهر الفراش يغمض عينيه يهمس بندم: عارفة يا رؤى أنا طول عمري كنت شخص مسالم عمري ما اذيت حد، بس زي ما بيقولوا اتقي شر الحليم، ما كنتش اتصور أن أنا ممكن ابقي جاسر مهران الشيطان اللي بيسكر ويروح ديسكوهات ويوقع دي ويتسلي بدي وينتقم من دي أنا كنت وحش اوي يا رؤى وحش اوي أنا بس كنت عايز اخد حقي.
نظرت له بحزن بين حين آخر يفعل ذلك يظل يأنب نفسه بقسوة علي ما كان يفعل في أحد الأيام استيقظت ليلا لم تجده جوارها ظلت تبحث عنه لتجده في غرفة بعيدة جدا عن غرفتهم يجلس علي سجادة الصلاة يبكي بعنف طالبا من الله مسامحته علي ما جنت يديه، لم ترد وقتها أن يعرف بأنها رأته في حالة ضعفه تلك فخرجت بهدوء حتى لا يراها.
نظرت له بحنو لتبتسم بمرح مقررة التخفيف عنه فهتفت بملل مصطنع: جاسر أنا عايزة اقولك حاجة.
نظر لها باهتمام يعقد جبينه لتهتف بمرح: أنت نكدي، ونكدي دي بقولهالك بالأمانة
اتسعت عينيه بدهشة ليشاركها مزاحها يهتف بمرح: بالأمانة.
هتفت بمرح: أيوة أمانة، عاااا جاسر يا مجنون صرخا ضاحكة حينما بدأ بدغدغتها برفق لتضحك دون توقف حتى اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني من شدة الضحك، حينها توقف ينظر لها مبتسما بحب بينما هي تحاول إلتقاط أنفاسها التي بعثرها هو في نوبة جنونه الحنونة سمعته يهتف بحنو: تعرفي يا رؤى وجودك في حياتي اكبر دليل علي أن ربنا بيحبني.
رفعت وجهها تنظر له بحب تبتسم بخجل وجنتيها علي وشك الإنفجار من الخجل لتختفي ابتسامتها تتسع عينيها بصدمة حينما سمعته يقول: عشان لما ربنا بيحب حد بيبتليه.
نظرت له بغيظ لتعقد ساعديها تشيح بوجهها في الاتجاه الآخر تهتف بعند: بقي كدة يا جاسر ماشي شوف بقي مين اللي هيعملك كيكة الشوكولاته اللي إنت بتحبها.
ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتيه يهتف بعبث: اسكتي مش أنا عرفت طريقة جديدة لعمايل الكيكة بالشوكولاتة بالمقادير الصحيحة.
مد يده يغلق إضاءة الغرفة
في تلك اللحظة أدرك شهرزاد الصباح
فسكتت عن الكلام المباح.
مساء الخير يا سيادة المدير هتف بها عمرو بأدب بعدما دخل من باب الغرفة المدير، ليشير له المدير إلى الكرسي أمام مكتبه ليجلس عمرو، دقائق صمت صلاح يطالع الملف الخاص بعمرو باهتمام.
وعمرو يجلس بتوتر لا يعرف ماذا يقول او ماذا يريد منه صاحب الشركة بنفسه بالتأكيد سيوبخه او يطرده لانه رفض الاعتذار لابنته، تلك الوقحة كان ينقصها تنهد بقلق ليجد المدير يتحدث بهدوء: بص يا عمرو أنا اولا بعتذرلك عن اللي قالته بنتي، روان والله طيبة وقلبها أبيض بس هي مطرقعة شوية ولسانها متبري منها حبتين تلاتة، تنهد بحزن يكمل وهو ينظر لعمرو برجاء: عمرو يا إبني أنا طالب منك خدمة واتمني ما تردش طلبي.
وقف أمام باب الغرفة الصغيرة لم يطاوعه قلبه أن ينام ويتركها ادار مقبض الباب ودخل ليجدها تجلس علي الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تنظر أمامها بشرود ليتنهد بيأس اتجه ناحيتها ليجلس علي الفراش أمامها لتشيح بوجهها بعيدا لتسمعه يهتف بمرح: يعني انتي اللي مزعلاني وأنا اللي جاي اصالحك شوفتي تهزيق اكتر من كدة.
اقترب إلى أن جلس أمامها مباشرة ليمد يده يدير وجهها ناحيته يهتف بضيق: انتي ما بقتيش بتحبيني يا تهاني مش كدة.
اتسعت عينيها بتوتر لتهز رأسها نفيا سريعا تهتف: أنت عارف إن أنا بحبك أنا بس، صمتت لا تعرف ماذا تقول أريدك مثل جاسر غني فاحش الثراء ليكمل هو كأنه قرأ افكارها لم يعد صعبا عليه أن يعرف فيما تفكر: انتي بس عيزاني زي جاسر مش كدة، انتي تعرفي أن جاسر نفسه كان في يوم من الأيام أنا ما بعيبش فيه بس هو فعلا كان في يوم أفقر مني ما كنش لاقي قوت يومه بس ربنا فتحها عليه، مين عارف مش يمكن ربنا يفتح عليا أنا كمان انتي بس ادعيلي.
رأي تهلل وجهها بسعادة لتهتف سريعا بحماس وهي تمسك يديه: صحيح يا عاصم يعني أنت ممكن تبقي غني زي جاسر يا رب تبقي معاك فلوس كتير زيه يا رب.
ابتسم إبتسامة صغيرة شاحبة يخفي خلق خلفها شعوره بالقهر والانكسار من كلماتها كل كلمة تقولها كسكين يطعن كرامته وكبريائه دون رحمة.
كان واثقا من انه سيجدها تحت تلك الشجرة الكبيرة فهي مكانها المفضل دائما ما تجلس أسفلها تنظر للمساحات الخضراء امامها دون ملل او كلل تضع ذلك الارنب الأبيض الصغير بين ذراعيها تسرح علي شعره برفق والحيوان الصغير مستكين تماما بين يديها، اتجه ناحيتها ليجلس جوارها ليري تلك السعادة التي انفجرت في قسامتها ما أن رأته لتهتف بلهفة: فتحي اتأخرت ليه كدة النهاردة.
وضع رأسه علي قدميها يمدد جسده علي الارض العشبية يحكي لها تفاصيل يومه مثلما يفعل كل يوم وهي تسرح علي شعره الاسود القصير بحنو لينهي كلامه بابتسامة صغيرة: بس يا ستي بعد ما حملنا البرتقال علي العربيات وخدت الفلوس من التجار حاسبت الانفار وجيت.
همست بحزن: أنت بتتعب اوي يا فتحي، بلعت ريقها بتوتر تهمس بارتباك: فتحي ايه رأيك...
قاطعها حينما جلس أمامها يهتف بحزم: لاء يا شاهندا لا يعني لاء أنا لو عايز ابقي مليونير في لحظات هبقي أرض ابويا دخلت كردون مباني، وجيلي فيها أكتر من 10 مليون بس أنا مش عاوز ابيع أرض ابويا ومش مستني فلوس ابوكي يا شاهندا.
مدت يدها تمسك كف يده برفق تهتف برفق: طب ممكن تقولي أنا هعمل إيه بالفلوس دي كلها، جاسر رجعلي فلوس بابا وأنت مش راضي تخليني اصرف منها جنية في البيت ولا حتى اشتري منها حاجة ليا.
قاطعها يهتف بحزم: عشان انتي مسؤولة مني يا شاهندا واي حاجة نفسك فيها إنت اللي ملزم اجيبهالك لو حتى هشق الارض عشان اطلع فلوس.
ابتسمت بعذوبة علي الرغم من أن كلماته حازمة ولكنها تشعر بأنها تحتويها طالما رغبت في ذلك الشعور وها هي الآن تحصل ولن تفرط فيه ابدااا مهما كلفها الأمر مالت ناحيته تقبل جبينه بإمتنان لترتسم علي شفتيه ابتسامة حانية، ليجدها تحتضن ذلك الارنب تنهض من مكانها تتحدث مع ذلك الارنب: يلا يا فتحي يا حبيبي نقوم نحط لبابا الاكل.
اتسعت عينيه بذهول يهتف يتعجب: بابا، أنا يوم ما اخلف، اخلف ارنب.
دخل غرفته ليلا يمشي بهدوء حتى لا يزعجها إضاءة إنارة الغرفة الصغيرة لتساعده حتى يستطيع أن يبدل ملابسه ولكنه بدل من ذلك جلس جوارها علي الفراش ينظر لملامحها الهادئة المستكينة وهي نائمة مد يده يداعب خصلات شعرها برفق لتشعر به فتحت عينيها ببطئ وقعت عينيها عليه وهو ينظر لها لتبتسم بنعومة همست بصوت متحشرج قليلا من أثر النوم: ياسر، حمد لله علي سلامتك يا حبيبي جيت أمتي.
داعب انفها بسبابته يبتسم بعبث: لسه واصل بصراحة ما كنتش عايز اصحيكي بس ما قدرتش ما ارخمش عليكي.
شاركته في الضحك لتجده يهتف بحماس: بقولك ايه أنا مش جايلي نوم، تروحي تعمليلنا كوبيتين نسكافية ونتفرج علي التلفزيون، بس لو انتي نعسانة ارجعي كملي نو...
قاطعته حينما هبت سريعا متجهه ناحية المطبخ ليضحك بمرح، أخذ بعض ثيابه، اغتسل وبدل ملابسه، ليخرج إليها وجدها جالسة علي الأريكة تنتظره بلهفة تضع كوباي من القهوة( النسكافية ) علي الطاولة أمامها وطبق كبير من الفشار.
جلس جوار مسند الاريكة يسند ظهره عليه لتجلس بجانبه ليجذبها ناحيته لتستند بظهرها علي صدره، هو معه كوب وهي مثله يشاهدون ذلك الفيلم الدرامي باندماج لتهتف هي: أنت عارف أنا شاكة أن احمد السقا وشريف منير متفقين مع بعض.
أراد هو الآخر أن يبدئ رأيه فيما يحدث حينما سمعوا دق عنيف علي باب المنزل لتهتف نرمين بفزع: ايه دا في ايه، سمسم هتتخض من الترزيع دا.
قام ياسر سريعا يفتح الباب متوعدا للفاعل بوصلة حادة من التوبيخ لتتسع عينيه بصدمة ما أن رأي الطارق هتف بذهول: رئيفة هانم!
جلست جوار تلك الشرفة الصغيرة علي كرسي خشبي قديم مهترئ تنظر للفراغ أمامها بشرود دموع تنساب دون توقف تتذكر معاناة جاهدت لنسيانها، يا ليتها تستطيع ان تصبح مثل اسمها فقط حلم، حلم لم ولن يتحقق، حلم قتل في مهده، حلم لم تستطع أن تحلمه بعد الآن، حتى في نومها اصبحت احلامها كوابيس تراه كل يوم، تتذكر معانتها معه، وكيف تنسي ما فعله بها، لو كانت حيوانا لكان ربما سيشفق عليها قليلا، كفكفت دموعها تقبض بيدها علي تلك القبعة التي اعطاها عاصم لها، آه منك يا عاصم الوحيد التي أرادت أن تقف امامه وتصرخ بكل ما فيها.
تشعر بأنها تعرفه منذ سنوات هي بالفعل كذلك.
اتجهت ناحية فراشها لتخرج من تحت وسادتها صورة قديمة صغيرة لمجموعة اطفال يضحكون ببراءة هم ( عاصم ورؤي وعمرو وايمان وحلم ) ابتسمت وبكت لتضم الصورة إلى صدرها تجهش في بكاء مرير قاطعه صوت دقات علي باب المنزل، مسحت دموعها سريعا لتلتقط حجابها تضعه بإهمال فوق رأسها اتجهت ناحية باب الشقة تمشي بصعوبة بسبب قدميها المتورمتين من الحمل، فتحت جزء صغير لتجد أحد صبيان الشارع الصغار يمد يده بورقة صغيرة يهتف سريعا: ابلة حلم في واحد اداني الورقة دي وقالي اديهالك ومشي.
اخذت منه الورقة تبتسم له بطيبة تشكره بخفوت، دخلت واغلقت الباب تنظر للورقة بتعجب فتحتها لتقع عينيها علي المكتوب، وضعت يدها علي فمها تكبت صرختها الفزعة حينما رأت ما كتب فقط بضع كلمات علي وشك ان توقف قلبها فزعا.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
تنظر له بتوتر وهي تجلس بجانبه تقبض علي ذراعه بينما هو ينظر لتلك السيدة بهدوء لا يعرف ما سر زيارتها تلك بالتأكيد لم تأتي بالخير، في حين أن تلك السيدة تجلس بعنجهية من يراها يشعر بأنه عاد بالزمن يجلس امام احدي سيدات المجمتع المخملي القديم من الاستقراط ترتدي حلة نسائية سوداء شعرها أبيض قصير تضع قدما فوق اخري تنظر لنرمين من رأسها لاخمص قدميها باحتقار وكره شديد، لاحظ ياسر نظراتها ليهتف بهدوء اكتسبه من عمله الطويل كطبيب نفسي: خير يا رئيفة هانم، أقدر اعرف ايه سر الزيارة المفاجئة دي.
أزاحت عينيها من علي نرمين بعد أن كانت ترمقها بنظرات احتقار كارهه لتنظر لياسر ببرود: بنت بنتي، سما بنت هدي بنتي اللي ما صدقت أنها ماتت وجربت تتجوز غيرها ومين البتاعة، اشارت بسبابتها ناحية نرمين تنظر لها بازدراء.
هب واقفا بعنف يهتف بحدة: رئيفة هانم أنا محترم أنك جدة بنتي وفي بيتي لكن مش هسمحلك تغلطي فيا ولا في مراتي.
وقفت سريعا تمسك بيده عله يهدئ قليله تهمس بارتباك: ياسر اهدي عشان خاطري، استني نشوف هي عايزة ايه.
وجه نظره لها ليهدئ رغما عنه هو بقدر الإمكان يتجنب الانفعال أمامها بسبب حالتها النفسية الحساسة، تنهد بضيق ليهز رأسه إيجابا كل هذا تحت أنظار رئيفة التي تنظر لهم بسخط
جلس مرة اخري يجلسها بجانبه نظر لتلك السيدة يهتف ببرود: أنا لحد دلوقتي ما فهمتش سر الزيارة الكريمة.
وقفت رئيفة تحمل حقيبتها السوداء الصغيرة بين يديها تهتف ببرود: هما حلين مالهمش تالت يا تطلق البتاعة دي، انا مش هسمح أن بنت بنتي تربيها مرات أب، يا هرفع قضية ضم حضانة وأخد حفيدتي تتربي في حضني واشبع بالهانم بتاعتك، نظرت لهم ساخرة تهتف بتهكم ومن غير سلام.
خرجت صافعة الباب خلفها لتشخص عيني ياسر بقلق، يمكنها ان تأخذ ابنته منه بالتأكيد لا، لن يسمح لها بفعل ذلك، ولكن ستحكم لها المحكمة طالما أنه تزوج لا مستحيل طفلته ولكن نرمين لن يمكنه التخلي عنها، هو من إعادة لها الثقة بالحياة لن يتركها تعاني من جديد، مسح وجهه بعنف صدقا لا يعرف ماذا يفعل موضوع بين شقي الرحي اما ان يختار طفلته وهو لن ولم يستغني عنها ابدااا واما أن يختار زوجته وهو لن يتركها تحت اي مسمي.
فاق من شروده الطويل حينما سمعها تهتف بصوت مختنق: هتطلقني يا ياسر مش كدة
اتسعت عينيه بصدمة مجنونة هي لم تعطه الفرصة للرد لتفر هاربة إلى غرفتهم توصد بابها بالمفتاح جلست علي الفراش تنساب دموعها بقهر كانت تظن ان الحياة ابتسمت لها اخيرا ياسر ذلك الرجل الحنون الذي يشعرها كأنه طفلته مثلها مثل سمسم حتى انه يأتي لها بالحلوي والألعاب الصغيرة هي ايضا، لم يبخل عليها بحنانه ابدا.
يكفي انه هو من أعاد ثقتها بالحياة مرة اخري، لن تسمح لابنته بأن تبتعد عنه ابدا تعرف كم يحبها ستفعل المستحيل لتبقيهما معا حتى وإن كانت ستضحي بحبهما، لحظة توسعت عينيها تهتف في نفسها ولما تضحي لن تتركه لن تسمح لتلك السيدة بأن تدمر شمل عائلتهم السعيدة، مسحت دموعها بعنف تلتقط هاتفها تطلب ذلك الرقم، لحظات وسمعت صوته الحنون لتهتف بلهفة: جاسر الحقني يا اخويا.
هاني stop، صرخت في وجهه بحدة تزيح يده من علي خصرها بعنف لينظر لها بضيق يتأفف بحنق: روان علي فكرة انتي قفل اوي.
وضعت كأس النبيذ من يدها علي الطاولة بحدة تنظر له بغيظ تشير لنفسها بغرور: أنا قفل، انت عارف أنا مين اشارت بسبابتها إلى الجمع الغفير الذي يحتشد في ذلك الملهي تهتف بغرور: شايف كل الولاد اللي قدامك مستعدين بيوسوا ايدي عشان يقعدوا مكانك هنا خمس دقايق.
« هاني واصل النويري، في الخامسة والعشرين من عمره شاب فاشل منحرف كثير الرسوب زميل روان في الجامعة الخاصة ( إدارة أعمال) علي رغم من سنوات عمره الخامسة والعشرين الا انه لا يزال في سنته الرابعة في الكلية، فهو يتعمد الرسوب كل عام حتى يبقي في تلك الجامعة فهي بالنسبة له ملهي يتصيد منه الفرائس السهلة مثل روان».
قلب هاني عينيه بملل من غرورها يكره عجرفتها ولسانها السليط ولكنه مجبرا علي تحملها إلى أن ينال مبتغاه فتلك الوقحة ذات جسد فاتن علي استعداد أن يفعل اي شئ فقط من اجل الحصول عليه ولكنها عنيدة للغاية تأفف بضجر يعرفها منذ عام تقريبا كل ليلة يأخذها إلى سهرات مختلفة يحضر لها الكثير والكثير من الهدايا يحادثها ليل نهار حتى اصبحت متعلقة به ومع ذلك لم يستطع الحصول عليها ابدااا دائما ما ترفض وهو لن يصبر طويلا، فاق من شروده علي صوتها تهتف بدلال: نوني إنت زعلت ولا إيه.
التفت لها بوجهه يهتف بضيق برع في تمثيله: آه يا روان زعلت عشان انتي ما عندكيش ثقة فيا وحاطة بينا حدود كتير اوي، وبصراحة
الجو دا قديم اوي، بسط كف يده علي وجنتها يهمس بحنو: بيبي احنا في 2019، يعني اللي هيحصل بينا دا عادي، بيحصل بين اي اتنين بيحبوا بعض ولا انتي بقي ما بتحبنيش زي ما أنا بحبك.
اضطربت حدقتيها بقلق بلعت لعابها بارتباك تهتف بتوتر: اكيد بحبك، بس دادي قالي اني ما ينفعش اضيع شرفه ساعتها ممكن يموت فيها.
قلب عينيه بملل يتأفف في نفسه ليرسم ابتسامه حمل وديع علي شفتيه: روني بيبي والدك صعيدي بيفكر بعقلية قديمة عقلية مسلسل ذئاب الجبل يا روحي مش دي روني اللي أنا عارفها روني المتمردة اللي بتكره قوانين بابها ودايما بتكسرها اشمعني يعني القانون دا، بيبي صدقيني أنا عايز نفضل مع بعض علي طول.
اقنعها كلامه هي دائما الفتاة المتمردة التي تكره تحكمات والدها وتسعي دائما لتحطيهما ولكن قلبها يرفض ذلك ابتسامة هاني علي الرغم من كونها حنونة دافئة دائما ولكنها تشعر بأنها خبيثة ماكرة ربما فقط تتوهم هاني يحبها وهي ايضا تحبه، صدح صوت هاتفها برقم والدها التقطته ترد لتسمع والدها يصرخ بغضب: روان انتي فين يا هانم.
زفرت بضيق تهتف بملل: أنا في الديسكو دادي
صرخ بغضب: تيجي دلوقتي حالا لهاجي اجيبك من شعرك عشر دقايق وحسابك معايا لما تيجي
الظاهر اني دلعتك زيادة عن اللزوم
اغلق الهاتف دون أن يسمع ردها لتتأفف بملل نظرت لهاني تبتسم بدلع: أنا لازم امشي هتوحشني يا بيبي.
مالت تقبل خده ليبتسم برضا يشعر بأنه اقترب كثيرا من نيل مراده.
وقفت بسيارتها امام باب منزلهم الضخم نزلت من السيارة متجهه إلى الداخل دقت الباب لتجد الخادمة تفتح لها سريعا تهتف بلهفة: كنتي فين يا روان يا بنتي دا صلاح باشا علي آخره
ابتسمت ساخرة لتدخل إلى البهو الكبير لتجد والدها يقف أمامها مباشرة ينظر لها بغضب جحيمي تنهدت بضيق تبتسم بلامبلاة: مساء الخير يا بابا.
امسك ذراعها الايسر بعنف يصرخ بغضب: اهلا يا هانم أنا مش قايلك ما تروحيش الزفت الديسكو وترجعي علي البيت أنا عايز اعرف انتي ما بتسمعيش الكلام ليييييييه.
نزعت يدها بعنف تصرخ بحدة: اووووف بقي أنا زهقت منك ومن تحكماتك، اااااه
صرخت بألم لتسقط علي الأرض تمسك بوجنتها التي هوي عليها كف والدها بعنف، نزل لمستواها يجذب شعرها بعنف لتقف امامه تصرخ من الألم ليهتف بحدة: قسمي بربي يا روان لو ما اتعدلتي لاقتلك واخلص من قرفك، دفعها بعنف يصرخ بحدة ؛ علي اوضتك رجلك ما تعتبش باب الفيلا الا بامري انتي فاهمة.
نظرت له بكره لتصرخ بحدة: لاء مش فاهمة مالكش دعوة بيا أنا هخرج وقت ما أنا عايزة واروح مكان ما احب، أنا بكرهك!
فرت هاربة إلى غرفتها ليغمض صلاح عينيه بألم يعقد العزم علي أن ينفذ ما خطط مهما كلفه الأمر.
في صباح اليوم التالي في السجن دخل العسكري يهتف بصوت عالي: صبري الدمنهوري
صاح صبري سريعا: ايوة أنا.
زيارة، هتف بها العسكري باقتضاب ليقم صبري سريعا متجها مع العسكري إلى غرفة مأمور السجن، دق العسكري الباب ومن ثم دخل ومعه صبري لتتسع عينيه بفرحة حينما رأي ذلك الجالس، دخل إلى الحجرة ليخرج المأمور لينظر صبري إلى المحامي الخاص به ذلك الرجل الخبيث الماكر علي استعداد ان يفعل اي شئ فقط من اجل النقود علي ثقة تامة من انه سيخرجه من تلك القضية هتف صبري بلهفة ؛ صمني يا سامر لقيتلي حل أنا مش هفضل محبوس هنا كتير و الزفت اللي اسمه جاسر بيتمتع بفلوسي برة، لقيت حل مش كدة انت آخر مرة قولتلي هتلاقي حل وغبت وقولت عدولي وأخيرا ظهرت.
نظر سامر له بخبث ليعود في جلسته إلى ظهر كرسيه يبتسم ابتسامة شيطانية يهتف بخبث: عيب عليك يا باشا أنا عندي ليك الخطة اللي هتخرجك من هنا باشا وأنت حاطط رجل علي رجل أنا ما بغبش علي الفاضي أنا كنت حاطط حبابيك تحت عينيا.
اقترب صبري منه بلهفة يهتف سريعا: خطة ايه قولي
هتف بخبث: هقولك، بدأ يقص عليه تفاصيل تلك الخطة التي وضعها لتتسع عيني صبري بذهول ليبدأ بالتصفيق له لينحني الآخر برأسه بحركة مسرحية هزلية يبتسم بثقة هتف صبري بإعجاب: ايه دا يا سامر ايه الدماغ دي دا إبليس قاعد جنبك ماسك ورقة وقلم، طب هتنفذ امتي أنا عايز اخرج في أسرع وقت.
وضع قدما فوق اخري يبتسم بثقة يهتف بهدوء: صبرك عليا يا صبري اتقل علي الزر زي ما بيقولوا أنا بس عايز اتأكد من حاجة لو لفقت اضمنلك في خلال ايام هتكون برة غصب عن عين جاسر مهران.
مالك يا جاسر من الصبح مش مظبط: هتفت بها بقلق فهو منذ أن استيقظ شارد ينظر للفراغ تري في عينيه نظرة شر قديمة تعرفها جيدا أعصابه مشدودة يبدو غاضبا من الا شئ، كانت خائفة وهي تطلب منه ان تذهب إلى والدتها فهي تشعر بالملل في هذا القصر بمفردها ولكن حمدا لله أنه وافق دون اعتراض منه، التفت لها يهتف بشرود عينيه سوداء قاتمة نظرة الغضب تلك تعرفها جيدا هو علي وشك ارتكاب كارثة هتف بشرود: ما فيش يا رؤى خلي بالك من دواكي ومن نفسك مش هتأخر عليكي انزلي يلا.
بلعت لعابها بارتباك تهز رأسها ايجابا سريعا ظل واقفا إلى ان غابت عن نظره ليهتف في سائقه بحدة: اطلع علي...
هز السائق رأسه سريعا بخوف من تلك النبرة الغاضبة الشرسة انطلق إلى العنوان المحدد لينزل جاسر صافعا الباب خلفه بعنف اتجه بخطي منتظمة غاضبة ناحية ذلك المنزل ليدق بابه بعنف لحظات وسمع صوت سيدة تهتف بحدة: طيب طيب حيوان صحيح اللي بيرزع دا.
فتحت الباب بعنف تصرخ بحدة: ايه في ايه أنت مين اصلا
ارتسمت ابتسامة هادئة علي شفتيه يهتف بتوعد: دخليني وأنا اعرفك أنا مين مش انتي رئيفة هانم بردوا.
ضيقيت عينيها تنظر له بشك تهز رأسها ايجابا بريبة لتفسح له المجال للدخول.
يووووه يا رؤى ما تسمعي الكلام بقي: صاحت بها مجيدة بضيق وهي تجلس جوار ابنتها
لاء يا ماما لاء يعني لاء هو أنا اخلص من جاسر عشان تبدأي انتي
نظرت لها والدتها بضيق لتشيح بوجهها تهتف بعتاب: متشكرة يا بنت الناس يا متربية أنا غلطانة اني خايفة عليكي.
قامت من مكانها تجلس علي ركبيتها امام والدتها تهمس بحزن: حقك عليا يا ماما ما تزعليش مني، بس عشان خاطري ما تضغطيش عليا في الموضوع دا بالذات أنا نفسي اوي يكون عندي طفل نفسي أخلف.
مدت مجيدة يدها تربط علي شعرها برفق تهتف بحنو: يا حبيبتي هو احنا بنقولك أنك مش هتخلفي خالص احنا بس بنقول فترة مؤقتة لحد ما تبطلي تاخدي الأدوية بتاعت القلب، الحمل دلوقتي غلط علي قلبي.
وضعت رأسها علي قدمي والدتها تهمس بألم؛ لاء يا ماما مش هاخد حبوب منع الحمل، أنا اصلا من غير حتى ما اخدها وما حملتش عشان خاطري أنا عايزة اخلف وما تخافيش علي قلبي والله أنا هبقي كويسة اوي لو بقي عندي طفل.
تنهدت مجيدة بيأس من عند ابنتها كانت محقة إذا حينما اقترحت علي جاسر أن يعطيها تلك الأقراص دون معرفتها، ولكنها قلقة من معرفتها سيسبب ذلك شرخ كبير في علاقتها مع زوجها.
تنهدت بحزن لتبعدها عنها تبتسم بحنان: انتي حرة يا رؤى اعملي اللي تشوفيه، قومي يلا هاتي الاكل من المطبخ عشان نفطر عاصم هينزل بعد شوية يفطر معانا.
هزت رأسها ايجابا بحماس لتتجه للمطبخ وتتركهم، لتسمع مجيدة ذلك الصوت يهتف من خلفها: لسه مش موافقة.
هزت رأسها نفيا تهمس بحسرة: غلبت معاها يا عاصم مش راضية خالص ولو عرفت ان جاسر بيديها الحبوب دي من غير ما تعرف هتنهار مش عارفة اعمل معاها إيه.
جلس جوار والدته يربط علي يدها برفق يهمس بحذر: ما تقلقيش جاسر واخد باله وهي مش هتعرف بإذن ما حدش فينا هيقولها يعني
لحد ما نشوف هنعمل ايه
ما حدش فيكوا هيقولها بس أنا هقولها ياااااه اخيرا عرفت ازاي هفرق بين جاسر ورؤي هتفت بها تهاني في نفسها وهي تقف عند باب الشقة بهدوء لتدخل بعد ذلك بثقة وكأنها لا تعرف شيئا.
دادي في ايه علي الصبح مصحيني دلوقتي ليه
انا مش فاهمة، هتفت بها روان بضجر وهي تجلس امام مكتب والدها في فيلتهم
نظر صلاح لها بهدوء للحظات ليهتف بجد: أنا قررت اصفي كل اعمالي واديكي نص ثروتي تعملي اللي انتي عيزاه قولتي ايه.
صرخت بحماس: يس دادي I love you so much
هتف يقاطع حماسها: بس بشرط، تتجوزي
صرخت بسخط: what دادي انت بتهزر مش كدة
هز رأسه نفيا بهدوء يجلس باريحيه علي كرسي مكتبه: لاء ما بهزرش أنا مستعد اديكي نص الفلوس كلها دلوقتي والنص التاني تاخديه بعد ما اموت بس بشرط تتجوزي ان شاء الله حتى لمدة 3 شهور، اما كدة يا اما هتبرع بثروتي كلها مش هتطولي منها جنية.
اتسعت عينيها بفزع لا مستحيل ان تخسر كل تلك الأموال الطائلة لتهتف سريعا تحاول إيجاد مخرج من تلك الورطة: دادي هتجوز مين أنا ما اعرفش حد، لتهتف سريعا هاني.
هتف صلاح بحدة: لاء الواد الصايع دا لاء، انا اجوزك لعم ممدوح الجنايني ولا إني اجوزك للواد الصايع تصدقي وتأمني بالله أنا مستعد اجوزك لأول واحد يخبط علي المكتب ويدخل.
في تلك اللحظة تحديدا سمعوا دقات علي باب المكتب ليهتف صلاح سريعا: ادخل
دخل عمرو! معه ملف ازرق ينظر للمدير بحرج: أنا آسف جدا يا سيادة المدير اني جيت لحضرتك البيت بس حضرتك نسيت الملف دا في الشركة والسكرتيرة قالتلي انه مهم جدا حضرتك تمضيه النهاردة.
ابتسم صلاح باتساع ينظر لروان بتشفي يهتف بابتسامة واسعة: مبروك يا روان
شخصت عينيها بصدمة تهتف بذهول: what!
طبعا أنا بعتذر لقصر الفصل النهاردة لظروف مرضية تقلبات الجو اليومين دول عاملة دور برد زي العسل.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
جلس علي كرسي ينظر للورق امامه بإمعان يبحث بين الاوراق بجد. اين التصميم الأخير هناك ورقة ناقصة. تصميم المجمع السكني الجديد اين عليه ان يكمل الاوراق كاملة قبل أن يبدأ في التنفيذ. خبط جبينه براحة يده يهتف في نفسه: التصميم الاخير مع مدام حلم.
قام من مكتبه يتجه بخطي واسعة متجها إلى مكتبها الصغير، كان بابه مفتوح دق الباب عدة مرات ولكنه لم يحصل علي رد مال برأسه ينظر للغرفة المفتوحة ليجدها جالسة علي المكتب تستند برأسها علي يدها تنظر لنقطة في الفراغ يبدو أنها غارقة في بحر من الهموم حتى انها لم تسمع صوت دقاته، حمحم بصوت عالي ليلفت انتباهها ولكنه بقيت شاردة لم تلتفت ناحيته حتى. لم يجد سوي أن يدخل إلى الغرفة وقف امام مكتبها ليمد يده يطرق علي سطح المكتب بقوة. لتنتفض فزعة تنظر له بخوف انهمرت دموعها في لحظة تهتف بذعر: ايه في ايه والله ما عملت حاجة أنا آسفة ما تضربنيش.
اتسعت عينيه بذهول تلك الفتاة مماذا عانت لتصبيها حالة الذعر تلك شعر بالشفقة عليها تبدو كوردة ذابلة تم قطعها بعنف من تربيتها
نظر لها حينما سمعها تهمس بتلجلج: أنا آسفة أنا بس اتخضيت
رسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه يهتف بهدوء: لا ابدا ولا يهمك. احم أنا كنت جاي اسألك علي تصميم المجمع السكني التصميمات النهائية خلصت ولا لسه.
شهقت بفزع تضع يدها علي فمها تهتف باختناق: أنا آسفة والله أنا امبارح كنت تعبانة اوي ما اقدرتش اخلصها بالله عليك ما تقولش للمدير أنا مش هعرف الاقي شغل تاني.
انفجرت في البكاء تبكي بقهر ومرارة تبكي روحها التعيسة التي قاست من العذاب ما جعلها كزجاج محطم لن يعود كما كان ابداااا.
انتفض عاصم يبسط كفيه في الهواء يهتف بلهفة: اهدي اهدي أنا آسف والله العظيم ما هقوله حاجة وهكمل المشروع بس بطلي عياط أنا مش قصدي اعيطك والله كفاية طيب عشان خاطر اللي في بطنك. ما ان نطق كلمته الأخيرة حتى زاد بكائها وأصبح اشد واعنف.
كاد أن يلطم خديه لا يفهم سبب بكائها ولا يعلم ماذا يفعل لاسكاتها بدأ يتلفت حوله بحيرة يبحث عن اي شئ يسكتها به كأنها طفلة صغيرة مد يده في جيب ليجد قطعة شوكولاتة لا يتذكر متي اشتراها اساسا ولكنها جاءت في وقتها الصحيح، وضعها أمامها علي المكتب يهتف بلهفة: طب خدي وبطلي عياط والله العظيم ما هقول المدير حاجة. نظرت لقطعة الشكولاتة الصغيرة تبكي بصمت، رفعت عينيها تنظر لعاصم بعتاب صامت كأنها تشتكي له بنظراتها عله يشعر بها ولو قليلا ولكنه كان يتفادي اساسا النظر إليها. مسحت دموعها بعنف تهتف بصوت مبحوح مختنق: أنا آسفة اوي يا استاذ أنا بس الحمل تاعبني ومأثر علي نفسيتي واوعد حضرتك أن بكرة هيكون التصميم خلصان.
ابتسم بهدوء: لاء ابدا أن كان علي التصميم أنا هخلصه وإني كنتي عايزة تاخدي إجازة بسبب حملك ما اعتقدش المدير هيرفض يعني.
هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء: أنا محتاجة المرتب ما ينفعش اخد إجازة
شعر بالغضب من زوجها كيف يمكنه أن يترك زوجته تشقي وهي في ذلك الوضع عديم النخوة والرجولة ذاك وجد نفسه يهتف بغضب دون وعي: وجوزك فين ازاي يسيبك تتمرمطي كدة وانتي في حالتك دي.
انا مطلقة همستها بضعف لينظر لها بشفقة صدقا لا يجد ما يقوله تنهد بحزن، التفت ليغادر حينما سمع صرخة قوية تأتي من خلفه التفت سريعا ليجدها تنظر له كأنها تستنجد به همست بشحوب: الحقني يا عاصم.
لتفقد الوعي هرع ناحيتها لا يعرف ماذا يفعل لتتسع عينيه بذعر حينما وجد فستانهت الابيض يغرق في بحر من الدماء.
لاء طبعا إنت عايزني أنا روان صلاح اتجوز البتاع دا، صاحت بها روان وهي تنظر لعمرو باشمئزاز تشير له بسبابتها باحتقار.
ضيق عينيه يجز علي أسنانه بغيظ تلك الوقحة دائنا ما تقلل منه القي الملف من يده يصيح بحدة: ما تتلمي يا بت أنا ساكتلك عشان خاطر الراجل الكبرة دا لكن هتطولي لسانك هطول ايديا. نظر لصلاح يهتف بتعجب: وبعدين هي مين دي اللي اتجوزها دا عم ممدوح الجنايني احلي منها.
كبت صلاح ضحكته بصعوبة حمحم ليستعيد جديته ليتجه ناحية عمرو وقف امامه مباشرة وضع يده علي كتفه يهتف بجد: عمرو يا إبني أنت عارف أنا بثق فيك قد إيه، وعلي رأي المثل اخطب لبنتك، فأنا بشكل شخصي مش كمدير الشركة بتاعتك أنك تتجوز بنتي.
نظرت لوالدها بصدمة عينيها متسعتين بذهول لتصرخ بحدة: Dad what are you saying
Are you crazy
نظر صلاح لها بألم لا تحترمه ابدا حتى أمام الغريب، أعاد نظره لعمرو يهتف بحزن: هااا يا عمرو يا إبني قولت ايه.
نظر إلى ذلك الرجل دون أن ينطق بحرف حزين عليه وغاضب من أفعال تلك الفتاة كيف يمكنها ان تصرخ في وجه والدها بذلك الكلام المهين لو عاد به الزمن لظل يقبل يدي والده ليل نهار، عادت به ذاكرته لذلك اللقاء القصير الذي دار بينه وبين صلاح قبل أيام.
Flash back لليوم الذي استعدي صلاح فيه عمرو إلى مكتبه
هتف صلاح بهدوء: بص يا عمرو أنا اولا بعتذرلك عن اللي قالته بنتي، روان والله طيبة وقلبها أبيض بس هي مطرقعة شوية ولسانها متبري منها حبتين تلاتة، تنهد بحزن يكمل وهو ينظر لعمرو برجاء: عمرو يا إبني أنا طالب منك خدمة واتمني ما تردش طلبي.
نظر عمرو له بتعجب ليهز رأسه إيجابا دون كلام ولكن ما قاله صلاح جعله ينتفض من مكانه ينظر له بذهول: سيادتك بتقول ايه.
أنا عايزك تتجوزك بنتي. هتف بها صلاح بهدوء، ليتنهد بعدها تنهيدة طويلة حارة ينظر لعمرو يهمس بألم: الموضوع مهين بالنسبة لي اكتر مما تتخيل أنا بعرض بنتي عليك، بس صدقني أنا بعمل كدة لمصلحتها، روان خلاص ضاعت من بين إيديا الطريق اللي هي ماشية فيه هيضيعها خالص.
عاد عمرو يجلس علي كرسيه ينظر للمدير باستفهام ليسترسل الآخر كلامه بحزن: من اكتر من عشرين سنة اتعرفت علي سيلفيا هي إيطالية اتجوزتها سنة واحدة بس هي ما قدرتش تتعايش مع العادات والتقاليد بتاعتنا، اصرت علي الطلاق ورفضت تاخد بنتها، وسابت روان وهي عندها شهرين وسافرت، في الوقت دا كنت ورثت مجموعة الشركات دي بعد ما والدي مات وكان لازم احافظ عليها، علاقتي بروان كانت اني بشوفها صدفة كل اسبوع يوم الجمعة بس. ما اعرفش اي حاجة عنها سبتها للخدامين ياخدوا بالهم منها، عادي يعني ما كنتش في دماغي!
اتسعت عيني عمرو بذهول ينظر لذلك الرجل بدهشة: ما كنتش في دماغك يعني ايه ما كنتش في دماغك دي بنتك مش رجل كنبة ازاي تمحيها من حياتك بالشكل دا ازاي ما تكونش اول أولوياتك.
اخفض صلاح عينيه بخزي: غلطت أنا عارف اني غلطت وما فوقتش غير متأخر ومتأخر، روان خلاص معتبراني في حياتها لا شئ مهمشاني، نظر لعمرو يهتف بحدة: منعتها من السهر في الديسكوهات والشلة الصايعة اللي ملمومة عليهم ولكن لا حياة ما بتسمعش الكلام بتخرج وتسهر مهما ازعق واضرب ما فيش فايدة وآخرتها الواد اللي اسمه هاني دا أنا واثق ان نيته مش كويسة أنا حاططها تحت المراقبة اربعة وعشرين ساعة خوفا من ان الواد يستفرد بيها.
قام صلاح من مكانه متجها ناحية عمرو جلس امامه ينظر له برجاء: عمرو يا ابني روان بنتي طيبة وغلبانة والله اهمالي هو اللي عمل فيها كدة، عمرو إنت آخر أمل ليا، انا مستعد اتنازلك عن نص ثروتي وهيكون جواز مؤقت أنا مش هضغط عليك عشان توافق أنا بس شوفت أنك راجل مختلف كل اللي هنا بينافقوها ويجاملوها حتى لو هزقتهم ومسحت بيهم الأرض لكن انت لاء كنت مستعد تسيب الشغل ولا أن كرامتك تتهان، قولت إيه.
نظر لذلك الرجل لا يعرف ماذا يقول أول مرة في حياته يشعر بأنه لا يعرف ماذا يفعل دائما ما كان يحسب حساب كل شئ جيدا ودائما حسابته مخطئة.
نظر لصلاح يحرك رأسه إيجابا دون كلام لتهلل اسارير صلاح بسعادة يهتف: متشكر يا إبني متشكر اوي وزي ما قولتلك أنا مستعد اتنازلك عن نص ثورتي بس خليها تحب الدنيا ما تبقاش عايشة علي الهامش ابعدها عن حياة السهر والسكر والزفت اللي اسمه هاني، واوعدني مش هتقسي عليها.
مد صلاح يده ليصافحه عمرو يبتسم بهدوء: أنا مش عايز منك فلوس واوعدك اني هبعدها عن كل الارف دا.
Back
فاق من شروده ينظر لصلاح يبتسم بهدوء: عشان خاطرك أنت بس يا سيادة المدير أنا موافق.
اقتربت منهم تصيح بحدة: انتوا اكيد مجانين أنا مش هتجوز البتاع دا ابدا
وقف صلاح أمامها يهتف ببرود: يا تتجوزي عمرو 3 شهور علي الاقل وتاخدي نص الثروة والنص التاني بعد ما اموت، يا ترفضي وساعتها هحرمك من ميراثي كله، القرار قرارك.
نقلت انظارها بين والدها وذلك العمرو تنظر لهما بغضب لتتركهما راكضة إلى غرفتها
منذ البارحة لم يذق للنوم طعما يدخن يفكر يتحرك بلا توقف ماذا يفعل، لن يسمح لها باخذها منه طفلته ابنته الصغيرة، كلم جميع اصدقائه الذين يعملون في مهنة المحامة وجميعهم اكدوا له أن جدتها احق بها قانونيا طالما انه تزوج بعد وفاة زوجته وقف في شرفة البيت يدخن سيجارته بعنف يفكر عليه إيجاد حل مهما كلفه الثمن.
في الداخل كانت نرمين جالسة خلف سمسم علي الفراش تمشط شعرها برفق هي الاخري شاردة جاسر طمئنها بأنه سيحل تلك الأزمة ولكنها لا تزال نظرت لسمسم حينما هتفت الصغيرة بحزن: ماما نرمين هو أنا صحيح هسيبكو واروح عند تيتا رئيفة.
هتفت نرمين سريعا بحنو: لا يا حبيبتي مش هتسبينا مش هتبعدي عنا ابداااا، ها بقي سل ستي تحبي اعملك ضفيرة ولا اتنين.
صاحت الصغيرة بحماس: عشرة
ضحكت نرمين بخفة لتهز رأسها ايجابا: حاضر يا ست سمسم هعملك عشر ضفاير
دقائق وسمعوا دقات خفيفة هادئة علي باب المنزل ذهب ياسر وفتح الباب ليجد رئيفة تقف أمامه تبتسم بشحوب بلعت لعابها تهتف بتوتر: ممكن ادخل.
قطب جاسر حاجبيه ينظر لها بتعجب ليهز رأسه إيجابا دخلت إلى المنزل ليسمع صوت نرمين بالقرب منهم: مين يا ياسر، اقتربت من الغرفة لتجد رئيفة نظرت لها باحتقار اول الأمر لتشيح بوجهها بعيدا تبلع لعابها بخوف.
هتفت بتلجلج وهي تنظر لنرمين وياسر بتوتر: أنا مش هرفع قضية ومش عايزة البنت خليهالكوا أنا آسفة اني ازعجتكوا. البنت اكيد هتتربي معاكوا بشكل أحسن، لو بس تسمحولي اقعد معاكوا هنا كام يوم اشوفها بس مش هطول.
شخصت عيني ياسر بدهشة ينظر لنرمين بتعجب لتنظر له هي الاخري كأنها لا تفهم ماذا حدث ولكن داخلها تصرخ من الفرحة، اخي المنقذ.!، نظر ياسر لرئيفة يبتسم باتساع: طبعا طبعا تقدري دا بيتك ومطرحك وأنا متشكر، بجد متشكر اوي أنك ما حرمتنيش من بنتي.
ابتسمت له باصفرار لتتجه إلى غرفتها التي خصصتها ابنتها لها، القت حقيبتها علي الفراش بعنف تنظر للفراغ بغيظ
Flash back
دخل جاسر إلى المنزل ينظر لمحتوياته ببرود ليتجه ناحية احد المقاعد جلس عليه بعجنهية واضعا قدما فوق اخري ببرود لتقف رئيفة امام تعقد ذراعيها تنظر له بتعجب لتهتف ساخرة: هو بيت ابوك يا استاذ انت.
ارتسمت ابتسامة مخيفة علي شفتي جاسر ينظر لتلك الواقفة بخبث اعتدل في جلسته يستند بساعديه علي فخذيه ينظر لرئيفة يبتسم ساخرا: بيتك حلو أوي، صغير بس لذيذ هتبقي خسارة كبيرة اوي لو ماس كهربائي مسك فيه وخلاه تراب في ثواني ولا حرامية جابوا عليه واطيه ولا ولا ولا ما فيش اسهل من الاذية.
نظرت له رئيفة بحذر تبلع لعابها بتوتر لتهتف بحدة: أنت مين يا جدع إنت وعايز مني إيه.
وقف بخفة لتظهر قامته، نظر لها ببرود يهتف بحدة: هي كلمة واحدة تاني يا تتنازلي عن القضية وتنسيها تماما سما مش هتبعد عن ياسر ونرمين حطي الكلام دا حلقة في ودنك يا تستعوضي ربنا عن اللي باقي في عمرك.
قولتلي بقي هتفت بها رئيفة ساخرة لتكمل بتهكم: البتاعة اللي اسمها نرمين بعتالي بلطجي، هااااااا.
شهقت بفزع حينما اشهر مسدسه في وجهها لحظة ومرت رصاصة بجانب رأسها مباشرة تخترق الحائط خلفها بعنف، نفخ ببطئ في فوهة المسدس يبتسم بثقة همس بتوعد: المرة الجاية مش هتلحقي تسمعي صوت الرصاصة، ما تلعبيش معايا أنا اسوء مما تتخيلي كله الا اختي أنا مستعد اهد المعبد علي أصحابه ولا أن اختي تتأذي اظن واضح وانا ما بحبش اعيد كلامي، سلام يا خفيفة هانم، ضحك ساخرا ليخرج من المنزل تاركا اياها كالصنم متجمدة مكانها من الفزع.
Back
جزت على أسنانها بغيظ تنظر للفراغ بتوعد ستعمل جيدا علي تلقين تلك النرمين درسا قاسيا.
وقف أمام غرفة العمليات ينظر لذلك المصباح المنير بقلق غير مبرر، حملها يركض بها خارج الشركة ما أن رأي تلك الدماء الغزيرة، منذ ساعات وهي في الداخل وهو يقف لا يعرف ماذا يفعل ولما هو يقف من الأساس اقنع نفسه انها فقط شفقة هو يشفق عليها ليس الا، يتذكر صوتها المستنجد به ( الحقني يا عاصم) كلنا كأنها تعرفه يشعر بذلك، خلل أصابعه في خصلات شعره بعنف، اراد الرحيل الف مرة ولكن يجد نفسه يقف رغما عنه، لحظات وسمع صوت الباب يفتح خرجت الطبيبة ليتجه اليها يسألها بقلق: هي كويسة!
نظرت له الطبيبة باحتقار تهتف بحدة: حضرتك جوزها
هز رأسه نفيا بهدوء: لاء انا قريبها هي مطلقة وجوزها ما نعرفش عنه حاجة، هو في ايه.
هتفت الطبيبة بشفقة: للأسف الجنين نزل، ونحمد ربنا أنه نزل واضح أنها كانت بتتعرض لضرب شديد ودا سبب تشوهات بشعة للجنين، منه لله اللي عمل فيها كدة.
اغمض عينيه يتنهد بألم لينظر للطبيبة مرة أخري: طب وهي حالتها ايه دلوقتي
الطبيبة: ما اكدبش عليك حالتها النفسية والصحية سيئة جدااا لأبعد حد لازم تبعدوها عن اي ضعط عصبي وتهتموا بتغذيتها كويس، علي العموم هي في أوضة رقم. شوية وهتفوق عن إذنك.
اتفضلي، نطقها بشرود ليأخذ طريقه إلى غرفتها عازما علي معرفة كل شئ.
بقولك بابي عايز يجوزني للحمار اللي اسمه عمرو ولا هيحرمني من ثروته كلها، صرخت بها روان بغيظ وهي تحادث هاني في الهاتف.
ليهتف الاخير بقلق برع في تمثيله: يعني ايه يجوزك لا طبعا ما ينفعش ابوكي دا اتجنن، سيبيه وتعليلي وارميله فلوسه وأنا هديكي اللي انتي عيزاه أوعي تسمعي كلامه يا روان.
لتهتف الأخيرة سريعا: حاضر يا حبيبي أنا هشوف اي طريقة واهرب واجيلك ونتجوز أنا بحبك اوي يا هاني.
هتف الأخير بسهتنة: وأنا بموت فيكي يا روني.
أنت لو راجل ما كنتش لفيت من الشباك كنت دخلت من الباب بس للأسف الرجولة ماتت ولا عزاء للسيدات. تلك الجملة هتف بها عمرو بحدة بعدما اختطف الهاتف من يد روان يوبخ ذلك الهاني. ليغلق هاني الهاتف سريعا ما ان سمع صوته. نظر عمرو لروان بحدة ليمد يده يقبض علي مرفقها يصرخ بغضب: عايزة تهربي يا هانم عايزة تحطي رأس ابوكي في الطين، انتي بني ادمه مستهترة مغرورة شايفة نفسك كل حاجة وانتي ولا حاجة من غير فلوس ابوكي دا انتي حتى ما عكيش وبدل ما تحمدي ربنا متفرعنة وشايفة نفسك وانتي لو بصيتي لنفسك كويس هتلاقي نفسك أقل مما تتخيلي انتي مالكيش لازمة لتكوني فاكرة ان جمالك الخارق دا عاملك قيمة، هو عاملك قيمة فعلا بس في عيون شوية كلاب، آه صحيح أنا كنت طالع اقولك أن المأذون وصل، صحيح أنا ما كنتش عايز اتجوزك بس وحياة ابوكي لهتجوزك واربيكي من اول وجديد واللي ما بيربهوش ابوه وامه يربيه عمرو.
ابتعد عنها ينظر له باحتقار ليتركها وينزل خرج ليعود بعد ثواني: آه ما تتأخريش.
تركها ونزل إلى أسفل يعنفه ضميره علي ما قال لها يعرف أنه قسي عليها كثيرا ولكن تلك الحمقاء كادت أن تسلم نفسها بسهولة لذلك الوغد، جلس بجانب والدها دقائق مرت إلى أن وجدها تنزل إلى أسفل علي الرغم من تلك المستحضرات التي تغرق وجهها الا انه رأي عينيها الحمراء يبدو أنها كانت تنتحب بقوة ترتدي فستان اسود يصل لقبل ركبتيها جلست علي أحد المقاعد واضعة قدما فوق اخري بعجرفة لن تدعه يفوز ستحول حياته جحيم ستجعله يدفع ثمن كل كلمة جرحت كرامتها غاليا، تعرف جيدا كيف ستحطم قلبه بلا رحمة.
وقفت في المطبخ تقلب الطعام شاردة تفكر في حياتها، وضعت يدها علي بطنها لترتسم إبتسامة صغيرة حزينة على شفتيها كم ستكون سعيدة حينما تحمل طفله بداخلها، شهقت بفزع حينما شعرت بكف يد يوضع فوق كف يدها التي تبسطها علي بطنها سمعته يهتف بمرح: انتفاخ دا يا روحي.
ضحكت رغما عنها لتلكزه في كتفه بضيق: جاسر يا رخم، ايه دا إنت جيت؟
رفع حاجبه الأيسر ينظر لها أهي حمقاء ام ماذا ليهتف: لاء لسه ما جتش أنا في السكة دا حتى صلاح سالم زحمة أوي والطريق واقف، صحيح انتي تعبانة ولا ايه كنتي حاطة ايدك بطنك ليه.
تلمست بطنها باصعابها تبتسم باتساع: تفتكر لما أحمل وبطني تكبر هيبقي شكلي
تنهد بيأس سيجن منها تلك العنيدة ابتسم باصفرار: لاء هيبقي شكلك وحش وهتبقي شبه الكورة الكفر عشان انتي اصلا قصيرة، اتسعت عينيها بصدمة من كلامه ليغمز لها بطرف عينيه يهتف بغموض: وبعدين كل شوية لما أحمل، لما أحمل وعمالة تجرجريني للرذيلة وأنا راجل محترم ومتجوز دا أنا مراتي تدبحني.
تدلي فكها بذهول لتصرخ بغيظ: أنت رخم وقليل الأدب وأنا هدبحك فعلا، فين السكينة، فين السكينة.
ضحك يهتف بمرح: وين الكمثري، يا مجنونة والله انتوا مجانين الستات كلهم تحسي ان عقلهم فيه مهلبية.
ضيقت عينيها بتوعد تهتف بتشفي: مهلبية طب اسمع بقي المهلبية، مدام سارة جارتنا اللي في العمارة اللي جنبنا عرفت صدفة أن جوزها علي علاقة مع واحدة تانية، وقال ايه مسافر مأمورية شغل وهو مسافر عشان يفسح الغندورة التانية، راحت مدام سارة عاملة ايه، حطتله منوم خفيف في الشاي وبعد ما نام خدت مفتاح العربية بتاعته وساقت العربية بتاعته اللي لسه شاريها جديدة وفرحان بنفسه اوي ركنتها في جراش قديم بتاع اخوها ورجعت عادي جدا، طبعا جوزها المحترم فضل يلف علي العربية أسبوع وهي يا حبة يعني عمالة تقوله يمكن دا ذنب حد غلبان، حد ضحكت عليه، لحد ما اعترفلها انه يعرف واحدة وطلب منها تسامحه في نفس اليوم بليل اخو مدام سارة اتصل بيه من رقم غريب علي أنه الحرامي وطلب منه يسيبله عشر تلاف جنيه في مكان معين وهو هيقوله علي مكان العربية، وبكدة مدام سارة رجعت جوزها لبيته وكسبت عشر تلاف جينة وجوزها بقي رايح جاي يقولها سامحيني دا ذنبك، مهلبية هاااا.
اتسعت عينيه بذعر ينظر لها بحسرة: إن كيدهن عظيم، دا الشيطان بيدور علي عنوانها عايز دروس تقوية، طب يا رؤى أنا برة يا روحي، البسي يلا عشان نمشي.
خرج جاسر من المطبخ يضرب كف فوق أخر يتحسر علي حال ذلك الرجل المسكين
ليجد عاصم يدخل من باب المنزل، ابتسم بشحوب ما أن رآه، ليتصافحا جلسا يتحدثان وعاصم شارد اغلب الوقت يفكر هل ما سيفعله صحيح ام لاء، ولكنه لن يتركها لن يتخلي عنها، تبا لك ولشهامتك يا رجل، فاق من شروده علي صوت رؤى تصرخ بفزع ؛ عاصم الحقني تهاني اغمي عليها.
هي الاخري! انتفض يركض إلى غرفة رؤى ليجد نرمين ساقطة ارضا حملها بين ذراعيه يضعها علي الفراش حاول بشتي الطرق افاقتها ولكن دون فائدة، انهي عاصم الأزمة حينما اتصل باحدي الطبيبات التي يعرفها من ايام الدراسة، بعد مدة بسيطة كان عاصم يقف جوار جاسر في الخارج ينظر للغرفة بقلق ليربط جاسر علي كتفه برفق: يا عم ما تقلقش بإذن الله خير
هتف عاصم برجاء: يا رب يا جاسر يا رب.
بعد قليل خرجت الطبيبة من الغرفة تبتسم بهدوء نظرت لعاصم: حضرتك جوز المدام
هز رأسه إيجابا بلهفة لتكمل الطبيبة: مبروك المدام حامل!
انا بقالي حوالي سنة وكام شهر من ساعة ما بدأت كتابة وتقريبا كدة هما هما نفس الناس اللي متابعني من الأول طبعا مع كامل احترامي ليهم بس واضح كدة انهم ما بيزدوش كنت فاكرة ان بمرور الوقت هيكون في جمهور اكتر بس واضح أن أنا ماشية علي خط مستقيم بينزل ما بيطلعش، او ممكن أنا ما بعرفش اكتب كل شئ وارد.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مبروك المدام حامل، تلك هي الجملة التي انتظر سماعها بعد أن نظرت له تلك الطبيبة تسأله بتلك الابتسامة هل هو زوج المدام، رأي ذلك الموقف في افلام وموافق عدة بالتأكيد هي تحمل في احشائها الآن نطفه منه ولكن للأسف تحطمت آماله علي صخرة الواقع الأليم حينما هتفت الطبيبة ضاحكة: واضح أن المدام بتدلع عليك.
قطب جبينه يسألها بتعجب: بتدلع، يعني هي مش حامل
هزت رأسها نفيا تهتف بهدوء: لا أبدا دا مجرد إغماء عادي، أنا حتى لزيادة تأكيد طلبت منها تعمل اختبار الحمل لإني شكيت بردوا انها ممكن تكون حامل بس النتيجة سلبي.
ظل ينظر لها دون أن ينطق لا يعرف اهو حزين لأنه لم يصبح أبا إلى الآن ام سعيد لأن علاقته بتهاني مذبذبة مليئة بالمشاحنات، ترك جاسر يحادث الطبيبة وذهب إلى غرفة رؤى وجد بابها مفتوح دخل ليري تهاني متسطحة علي الفراش والدته وأخته يجلسان جوارها يطمئنان عليها، اقترب منها لتبتعد رؤى جلس مكانها يهتف بهدوء: الحمد لله انك بخير.
ابتسمت بارتعاش تحمد الله بداخلها أن احد لم يكتشف خدعتها، تهاني تلك الحربائة المتلونة ذهبت إلى احد الدجالين، ليقوم بعمل سحر لها حتى تفرق بين رؤى وجاسر أعطاها الدجال حجاب مثلث صغير وطلب منها أن تضعه تحت باب غرفة رؤى حين خروجها او دخولها إلى الغرفة بالتأكيد ستمر علي هذا السحر ليبدأ عمله في جعلها تكره زوجها وتمقت قربه منها وبذلك تحقق تهاني غايتها المنشودة في التفريق بين رؤى وجاسر وهي كانت علي وشك فعل ذلك بعدما أنهت تنظيف شقتها حتى لا يغضب خرجت تسلل من العمارة حتى لا يراها احد اتجهت إلى منزل الدجال ليعطيها السحر وامرها بفعل ما سبق لتأخذ الحجاب وتعود سريعا تتلفت حولها بخوف خشية أن يراها احد، لم يكن تعلم بذلك الذي يراقب حركتها منذ أن خرجت من المنزل اسمتع لكل ما قالته للدجال عرف كم تكره تلك الفتاة، التقط لها العديد من الصور.
دخلت تهاني إلى منزل حسين كأن لم يكن اتجهت إلى المطبخ لتري جاسر يشاكس تلك الفتاة ليشتعل قلبها بقيت تراقبهم خلسة اتجهت ناحية غرفة رؤى لتضع العمل لتجد رؤى متجهه إلى الغرفة، فما كان منها الا أنها اختبئت في المرحاض المواجه لغرفتها وقفت في المرحاض دقات قلبها سريعة غير منتظمة تمسك ذلك العمل بحرص شديد، يحركها شيطان حقدها الاعمي لحظات وسمعت باب غرفة رؤى يغلق، فتحت باب المرحاض فتحت صغيرة تنظر للمر أمامها لتجد فارغ اسرعت علي اطراف أصابعها ناحية غرفة رؤى نظرت حولها بحذر لتميل بجسدها ناحية قطعة السجاد الصغيرة الموضوعة امام الغرفة ماكادت تسلمها حتى فتحت رؤى الباب، وكأي شيطانة استطاعت التصرف في لحظات سقطت علي الارض امام رؤى كأنها فقدت وعيها للتو بعد أن أخفت ذلك الحجاب في ملابسها حتى لا يراه احد.
اجفلت علي يد عاصم وهو يلوح بيده أمام وجهها يسألها بقلق: مالك يا تهاني أنا بقالي ساعة بكلمك انتي كويسة.
نظرت له تبلع لعابها الجاف بتوتر لتهتف سريعة: آه آه أنا كويسة، أنا بس مدروخة شوية، عايزة اطلع شقتنا ممكن.
قام من جوارها يمد يده لها لتضع كف يدها المرتجف في يده، ضيق عينيه ينظر لها بشك: ايدك بتترعش ليه كدة!
اتسعت عينيها بتوتر تهتف سريعا: هاااا، تعبانة يا عاصم أنا تعبانة، مش قادرة اقوم.
قطب جبينه ينظر لها بشك ليسمع اخته تهتف بمرح: جري ايه يا عم عاصم بتقولك مش قادرة تقوم ما تشليها يا عم الحج وتخلص.
ضحك رغم عنه من كلام اخته ليقترب منها حملها بين ذراعيه بهدوء متجها بها إلى خارج الغرفة حيث حسين وجاسر الذي هتف بعبث ما أن رآه: اسد يلا في ايه.
ضحك عاصم بمرح ليأخذ تهاني صاعدا إلى شقته، لتخرج رؤى من الغرفة بعدما ارتدت ملابسها وعدلت نقابها جيدا وقفت أمامه تعقد ساعديها تهتف بضيق مصطنع: بذمتك انت عمرك لفحتني علي درعاتك زي احمد السقا.
عض على شفتيه بغيظ من افعال تلك الفتاة سيجن منها أليست هي من تتهمه بأنه وقح «وقليل الأدب» ولم ينل من التربية شيئا حينما يحملها بين ذراعيه ضيق عينيه ينظر لها بتوعد لتشهق بفزع حينما حملها بين ذراعيه في لحظات تلوت بين ذراعيه تصرخ بضيق: جاسر نزلني يا قليل الادب.
نظر لمجيدة يهتف بتعجب: شايفة بنتك وهبلها
ضحكت مجيدة تربط علي كتفه: معلش يا ابني ربنا يعينك...
اتجه بها إلى باب المنزل لتصرخ بغيظ وهي تتلوي بين ذراعيه: جاسر نزلني يا جااااااسر عاااااااااااااااااا.
في الأسفل وقفت سيارة اجري امام مدخل العمارة مباشرة ترجل منها عمرو بعدما حاسب السائق ليفتح الباب الخلفي لتنزل روان التي نظرت لعمرو بحقد وغضب ما أن رأته، ذلك الاحمق بعدما عقد قرانه عليها أمرها بأن تذهب وتبدل ذلك الفستان الفاضح الذي ترتديه وحينما لم تستسجب اخذ عباءة سوداء من احدي الخادمات ووضعها عليها غصبا، احتدت عينيها بغيظ حينما تذكرت الموقف.
Flash back
غادر المأذون بعد ان اصبحت روان رسميا زوجة عمرو، عانق صلاح عمرو يهمس له بصوت خفيض حتى لا تسمعه تلك التي تنظر لهم بغيظ: خلي بالك منها يا إبني.
همس عمرو بالمقابل ليطمئنه: ما تقلقش يا صلاح بيه بنتك في عينيا
ابتعد صلاح عن عمرو متجها ناحية روان كان يود معانقتها الا أنها ابتعدت عنه بجفاء عقدت ساعديها ببرود هتفت: وفر جو الأب الحنون دا لنفسك.
نظر عمرو لها بغضب ليصرخ فيها: انتي قليلة الأدب ومش متربية، اشار الى نفسه يهتف بثقة: بس ما تقلقيش أنا هعيد تربيتك من الاول وجديد، اطلعي يلا غيري هدومك عشان نمشي.
جلست علي احد الكراسي واضعة قدما فوق اخري لتظهر ساقها باكملها من بعد ركبتيها بسبب ذلك الفستان الفاضح هتفت ببرود: انسي أنا مش هغير هدومي
وعلي عكس ظنها الا أن ابتسامة واسعة متوعدة ارتسمت على شفتيه رفع حاجبه الايسر يهتف بمكر: متأكدة أنك مش عايزة تغيري.
نظرت له تبتسم ساخرة: جواب نهائي
قابل ابتسامتها باخري متوعدة: للأسف طلع جوابك مش في محله
قطبت جبينها تنظر له باستفهام لتجده يتجه ناحية المطبخ غاب بضع دقائق ليعود ومعه جلباب أسود حريمي اخذه من احدي الخادمات.
اتجه ناحيتها إلى ان وقف أمامها مباشرة ارتجفت حدقتيها بقلق وهي تنظر لطوله الفارع تبدو كفأرة صغيرة أمامه، البسها العباءة غصبا وسط صراخها وسبها له بكل الشتائم وصلاح يقف بالكاد يمنع نفسه من التدخل، ما إن انتهي عمرو ما أن ادخال رأسها ويديها داخل تلك العباءة وجد كف يدها يهبط علي وجهه لتقف تصرخ في وجهه بحدة: أنت متخلف ومجنون وهمجي، عااااااا نزلني يا حيوان.
اكمل وصلة صراخها وهو يحملها فوق كتفه كشوال البطاطا وهي تصرخ فيه وتسبه بأبشع
الشتائم، اوقف سيارة اجري لينظر لهما السائق بقلق ليصيح عمرو بحدة: يا عم مراتي والله العظيم، هي بس تعبانة شوية في مخها ومعاها شهادة معاملة أطفال.
صرخت روان بغيظ: أنا مجنونة يا حيوان يا متخلف، القاها علي الأريكة الخلفية ليصعد بجانبها سريعا فتحت فمها لتصرخ لتشعر بشئ حاد يلامس جنبها نظرت ناحية لتجده نصل مادية ( مطوة ) يلامس جنبها لتسمع عمرو يهمس بتوعد: قسما بالله لو سمعت صوتك لحد ما ننزل لهشوه وشك الجميل دا فاهمة ولا لاء.
اتسعت عينيها فزعا لتهز رأسها ايجابا سريعا تضع يدها علي فهما ليغلق هو تلك المادية ويضعها في جيب بنطاله يبتسم ساخرا، ذلك الشئ أعطاه له سمير صديقه كهدية في عيد ميلاده دائما ما كان يسخر منه بسبب تلك الهدية ولكنه الآن يشكره عليها هو ابدا لم يستخدمها ولكنه سيفعل قريبا تلك الوقحة ستحوله إلى سفاح بسبب لسانها السليط هذا
Back
فاقت من شرودها علي صوته يهتف بحدة: ما تتحركي واقفة ليه.
هزت رأسها ايجابا سريعا خوفا من ان ينفذ تهديده ويشوه وجهها تحركت خلفه تصعد علي السلم الصغير لتسمع صوت فتاة تصرخ لحظات وخرج جاسر من باب الشقة التي تقابلهم وهو يحمل رؤى التي تصرخ بين ذراعيه، لتتسع عينيها بفرحة ما أن رأته هتفت بسعادة: جاسر.
هتف بذهول: روان، لتصمت رؤى تنظر لهما بشك زوجة مصرية اصيلة انزلها جاسر ارضا لتقترب تلك الفتاة منه تود معانقته لتقف رؤى حاجز بينهما وبدلا من ان تحتضن روان جاسر احتضنت رؤى التي شددت علي عناقها تربط علي ظهرها بحدة تهتف بغيظ: اهلا يا حبيبتي ازيك.
ابعدتها عنها تبتسم باصفرار من تلك نقابها: انا رؤى مرات جاسر والحلوة بقي مين
تحدث عمرو بغضب كان علي وشك خلع رقبة تلك الوقحة حينما هبت لتعانق جاسر ولكن رؤى انقذتها منه: روان، مراتي.
شهقت رؤى بذهول: انت اتجوزت، لتسمع جاسر يهتف بحدة: انتي مالك اتجوز ولا ما اتجوزش انتي من بقيت عيلته.
نظرت رؤى لجاسر بغضب لتنظر لروان تبتسم بغيظ: الا قوليلي يا روان انتي تعرفي جاسر منين.
اتسعت ابتسامة روان تهتف بحماس: مين ما يعرفش جاسر مهران شيطان الإقتصاد، هو وبابا كان ليهم شغل مع بعض.
حمحم جاسر يهتف سريعا: طب يا روان فرصة سعيدة اني شوفتك عن اذنكوا
سحب يد رؤى متجها إلى أسفل ليسحب عمرو يد روان متجها إلى اعلي
في سيارة جاسر
جلست رؤى تهز ساقها اليسري بعصبية تنظر لجاسر بين الحين والآخر بغضب لتهتف فجاءة بحدة ؛ لاء مش قادرة ما سألش تعرف بقي البت دي منين، لتقلدها ساخرة: مين ما يعرفش شيطان الاقتصاد، عيلة ملزقة.
كتم جاسر ضحكته بصعوبة حمحم يهتف بجد: علي فكرة انتي كدة بتغتابيها عشان انتي بتتريقي عليها لاء وشتمتيها وهي مش موجودة قدامك، الرسول - صلى الله عليه وقال« أتدرون ما الغيبة؟ قالو: الله و رسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخر ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، و إن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته }، بلعت ريقها بتوتر تهتف بتلعثم: أنا والله ما كنتش اقصد اغتابها أنا بس اتنرفزت من الموقف، ابتسم بحنو يربط علي رأسها برفق: حبيبتي أنا عارف أنك ما تقصديش أنا بس بنبهك عشان تاخدي بالك بعد كدة.
نظرت له تبتسم بسعادة من تحت نقابها لتختفي ابتسامتها سريعا تهتف بحدة: بردوا ما قولتليش تعرفها منين، صدح صوت ضحكاته العالية في السيارة حتى أصبح يسعل من شدة الضحك بصعوبة استطاع التوقف عن الضحك التقط أنفاسه يهتف بضحكات صغيرة متقطعة: كان في بيني وبين ابوها شغل وكنت بروح عندهم كتير هي بنوتة زي العسل بس لسانها متبري منها شويتين، والله كنت بعاملها زي نرمين عشان ما تفهمنيش غلط، أنا قولتلها اعتبريني زي اخوكي، فهمتي بقي يا أم مخ شمال.
اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحدة: بس بردوا مالهاش الحق أنها تحضنك
هتف ضاحكا: خلاص يا ستي مش هخليها تحضني تاني، لينظر لها عاقدا جبينه باستفهام: بس اللي أنا مش فاهمة ايه اللي لم الشامي علي المغربي، اتجوزت عمرو امتي وازاي، وابوها فين، أنا هبقي اكلم صلاح افهم منه.
تمتمت في نفسها بضيق: حنين اوي أنت، قلقان عليها وخايف خالص، والصبح كان شبه قاتلين القتلا اكنه رايح يرتكب جناية.
التفتت له بوجهها تهتف بشك: صحيح يا جاسر إنت كان مالك الصبح، وكنت رايح فين مستعجل كدة.
لاحظت تجهم ملامح وجهه واشتداد عضلات فكه اسودت عينيه بتلك النظرة المخيفة ليهتف ببرود: كان عندي مشوار مهم.
تأكدت أنه فعل مصيبة نظرت له بغضب لتهتف بثقة: مشوار، مع شيطان جاسر مهران مش كدة.
اتسعت عينيه قليلا بصدمة التفت لها برأسه لتنظر له بعتاب صامت للحظات ومن ثم اشاحت بوجهها إلى النافذة.
في شقة عمرو، غرز أصابعه في ذراعها يدفعها بحدة إلى داخل الشقة يهتف بتوعد: خشي يا سنيورة.
نظرت له بغضب لتمسد ذراعه مكان قبضته العنيفة اغمضت عينيها بألم لتعيد فتحهما تنظر له بغيظ: انتي بني آدم همجي، كنت هتخلع دراعي يا حيوان.
جز علي أسنانه بغيظ ليصرخ بحدة افزعتها: دا أنا هخلع رقبتك لو ما قولتليش تعرفي جاسر مهران منين وازاي كنتي عايزة تجري تحضنيه طرطور أنا.
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها بتهكم: انت عارف انت زيك زي بابا فاكر أن بشوية الزعيق والضرب أنا خلاص هخاف واكش واسمع الكلام دا بعدكوا، جاسر مهران يا عمرو يا زوجي العزيز كان شريك بابا من حوالي خمس سنين كنت أنا لسه في ثانوية عامة كان بيجي عندنا البيت كتير بحكم شغله مع بابا، الوحيد اللي كان بيسال عني عاملة إيه ناوية تدخلي كلية، ما تسهريش كتير عشان صحتك، عارفة أنك بتفكريني بنرمين اختي، إيه رأيك نبقي أخوات، نظرت لعمرو تهتف بتهكم: بس عادي يعني زيه زي اي محطة في حياتي فضل شغله مع بابا حوالين شهرين وبعد كدة لغوا الشراكة وما بقتش بشوفه، بس في ناس مش سهل تنساهم، لما تعيش طول عمرك مهمش وفجاءة تلاقي ايد بتطبطب عليك مش سهل تنسي شكل الايد دي.
وقف صامتا ينظر لها بحزن، تلك الشخصية الوقحة سليطة اللسان تخفي طفلة صغيرة تبكي تحتاج لمن يشعرها بالحنان بالحياة
سمعها تهتف ساخرة: أنت يا إبني اوضتي فين عايزة اغير هدومي
نظر لها باشمئزاز يهتف بقرف: يخربيت لسانك يا شيخة، اشار إلى أحدي الغرف: عندك الأوضة اهي، واخلصي عشان تحضري الغدا أنا جعان.
تخصرت تهتف بحدة: هي مين دي اللي تحضر الغدا دا أنا ما بعرفش اجيب لنفسي كوباية ماية.
رفع كفي يده يهتف ببراءة مصطنعة: مش بتاعتي دي تمشي علي ايديكي ورجليكي تتشقلبي علي حيطان المطبخ معاكي ساعة والاقي الاكل جاهز.
هتفت بعند: وإن ما عملتش يعني هتعمل ايه
اخرج المادية من جيبه يلوحها أمام وجهها يهتف يبتسم باتساع لتتسع عينيها بفزع تهز رأسها ايجابا سريعا.
وقفت السيارة أمام باب الفيلا الداخلية لتنزل رؤى سريعا إلى الداخل تتحرك بخطوات واسعة غاضبة تقبض علي حقيبتها بغيظ انطلقت إلى غرفتها دون كلمة واحدة بينما وقف هو يراقبها تنهد بيأس ليتجه إلى المطبخ كالعادة صرف جميع الخدم ليحضر كوب العصير المعتاد، اخذه وصعد إلى الغرفة بحث عنها بعينيه فلم يجدها، سمع صوت المياه تأتي من المرحاض ليضع الكوب علي أحدي الطاولات خلع سترته ورابطة عنقه حرر بعض الازرار الأولي من قميصه يشعر بالاختناق.
وقف أمام الشرفة الكبيرة ينظر للفراغ بهدوء نسيم الليل البارد يصفع وجهه برفق، سمع صوت باب المرحاض يغلق ليجدها خرجت من المرحاض وقفت تنظر لكوب العصير لحظات بسخرية واضحة لتتركه وتتجه ناحية الفراش.
دخل إلى الغرفة متجها ناحية الكوب اخذه متجها ناحيتها مد يده به لتشيح بوجهها بغضب: مش عايزة منك حاجة، ابعد عني.
وضع الكوب علي الطاولة بعنف يهتف بحدة: انتي عايزة تتخانقي وخلاص
وقفت علي ركبتيها تصرخ بحدة: ايوة بقي أنا عايزة اتخانق، روحت فين اذيت مين يا جاسر يا مهران.
صرخ بدوره هو الآخر بغضب: انتي مالك، مالكيش دعوة بالي أنا بعمله، انتي فاهمة.
صرخت بانهيار وهي تقبض علي تلابيب ملابسه: لاء مش فاهمة مش بعد كل اللي حصل وكل شوفته منك عشان ابعدك عن اللي كنت فيه هترجع بالسهولة دي للشيطان جاسر مهران مش هسمحلك إنت فاهم مش هسمحلك.
امسك ذراعيها بين يديه يهزها برفق يهتف بحدة: أنا ما اذتش حد ومش هرجع زي الاول ما تخافيش، قولتلك بدل المرة ألف خلي عندك ثقة فيا.
انسابت دموعها رغما عنها تهمس بخوف: يعني أنت ما اذتش حد صح، صح
هز رأسه إيجابا بهدوء ليترك ذراعيها يهتف بشرود: ما تخافيش دي بس كانت قرصة ودن، مش انتي اهم حاجة عندك ان ما حدش يتأذي بسببي ولا اذي اي حد.
هزت رأسها ايجابا بلهفة ليبتسم برفق: وانا ما اذتش حد، التقط كوب العصير يمده لها: خدي اشربي.
هزت رأسها نفيا تهمس بنفور: مش عايزة مش عطشانة وبطني اصلا وجعاني
هتف بإلحاح ؛ معلش تعالي علي نفسك شوية واشربيه
قطبت جبينها تنظر له بشك: مش عايزة يا جاسر مش هشربه هو بالعافية
صرخ في وجهها بحدة: هتشربي العصير يا رؤي، ولو ما شربتهوش بالذوق هشربكهولك بالعافية.
صمتت لم تنطق بحرف فقط تنظر لكوب العصير في يده، مرت ثواني لترفع بصرها له تهتف بهدوء: أنت بتحط ايه في العصير دا يا جاسر.
وضع الكوب على الطاولة يدس يديه في جيبي بنطاله انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم: اللي انتي عارفاه ومتأكدة من أنا بحطه.
خرجت منها شهقة مصدومة رغما عنها وضعت يدها علي فهما تنظر له نظرات خائفة معاتبة حدقتيها ترتجفان ليخرج صوتها ضعيفا: حبوب منع الحمل مش كدة!
لاء سكر، نطقها ليضحك بملئ فاهه ضحكات طويلة عالية بينما تنظر له بدهشة: أنت بتضحك علي إيه.
هدأت ضحكاته يهتف ساخرا: عليكي والله انتي مسخرة، اصل أنا قولتلك اللي انتي عرفاه ومتأكدة اني بحطه، اول حاجة دماغك راحت ليها حبوب منع الحمل ليه مش عارف، وانا كان قصدي السكر، ينفع تشربي عصير من سكر دا حتى يبقي مر أوي.
اتسعت عينيها بدهشة لتفرك يديها بتوتر تهتف بندم: أنا آسف، اخرسه وضعه كوب العصير في فمها يهتف بهدوء: هششش، اشربي.
عاصم انت رايح فين، هتفت بها تهاني بتعجب وهي تري عاصم يقف جوار باب الشقة يرتدي حذائه، نظر لها يهتف بهدوء: عندي مشوار مهم ساعتين زمن مش هتأخر، عايزة حاجة وأنا جاي.
هزت رأسها نفيا تبتسم باصفرار، فتح باب الشقة وخرج لتتنهد بارتياح، مقررة النزول إلى شقة حماتها حتى تستطيع وضع العمل في غرفة رؤي، اتجهت سريعا تبدل ملابسها وضعت حجابها بإهمال علي شعرها فتحت باب الشقة لتقطب جبينها بتعجب تهتف بحدة: أنت مين يا استاذ انت وإيه اللي موقفك هنا
ابتسم ذلك الرجل بخبث يهتف بمكر: سامر الصياد محامي صبري الدمنهوري!
اخذ طريقة إلى المستشفي يفكر لن يتركها لن يجعلها تلاقي ما عانت مرة اخري تلك الفتاة لاقت ما يكفي ويزيد من قسوة الحياة، ولكن مهلا لما يهتم بها من الأساس، هي فقط شفقة نعم هو فقط يشفق عليها هي فقط فتاة صغيرة وضعيفة لاقت ما يكفي ويزيد، علي من يكذب منذ أن رآها اول مرة وهي تشغل تفكيره بشكل يقلقه، لا يعرف لما هو يحب زوجته ولكنه يشعر بالمسئولية تجاه تلك الفتاة، لالالا هو لم يحبها، هو فقط رجل نبيل سيساعدها فقط، نعم سيبعدها عنه وعن الجميع، سياخذها إلى بيت عمته في الأرياف ستكون بعيدة عن أعين الجميع، ستعيش بأمان، لن يراها مرة اخري نعم، ذلك هو الرأي الصائب.
وقف أمام باب غرفتها يطلب من الممرضة ان تخبرها بأنه يريد مقابلتها، لحظات وخرجت الممرضة ليدخل هو وجدها جالسة علي الفراش تضع حجاب علي شعرها تبدو شاحبة متعبة للغاية ما ان وقعت عينيه عليها رمي ما خطط له خلف ظهره ليهتف فجاءة: تتجوزيني!
أنا عارفة اني اتأخرت والفصل قصير بس حقيقة دا اللي قدرت اكتبه ما قدرتش اعصر مخي أكتر من كدة ??????.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
انتصفت بصعوبة تجلس علي الفراش الصغير تنظر للفراغ بألم، هي ماذا فعلت لتعاني ما عانت من قسوة وظلم وقهر، لم تؤذي احدا قط دائما كانت مسالمة هادئة تبتعد عن الجميع خجولة ليس ليها أصدقاء سواهم، ولكنهم لن يتذكروها، ما هو الذنب الذي جنته يديها لتساق كالبعير لأول مشتري ذبحها دون وجه حق ومن تركها تلتقط أنفاسها الأخيرة في هذه الدنيا، بسطت كف يدها علي بطنها هنا كان ينمو جنينها لم يكن ثمرة حب وود، بل كانت ثمرة قسوة وظلم وقهر، اعتصرت ملابسها بقبضة يدها تنساب دموعها بصمت تشعر بالاشمئزاز من نفسها، هي سعيدة للغاية لأن طفلها قد مات، وخصوصا حينما علمت أنه كان سيولد مشوها من كثرة ما كانت تلاقي من عذاب، لم ترد هذا الجنين من البداية ولكنها لم تستطع التخلص منه، وها هو قد ذهب دون سعي منها، اجفلت من شرودها الطويل علي صوت دقات علي باب الغرفة، لحظات ودخلت الممرضة تبتسم لها ببشاشة: الأستاذ اللي جابك المستشفى واقف برة عايز يشوفك.
همست في نفسها: عاصم يا تري جاي ليه، مسحت دموعها سريعا بعنف، تضع حجابها علي رأسها، نظرت للمرضة تهز رأسها ايجابا لتخرج الأخيرة ويدخل عاصم الغرفة، حمحم لتنظر له باستفهام جذب كرسي يجلس أمامها لاحظت نظراته الشاردة لتجده دون سابق إنذار ينظر لها يهتف فجأة: تتجوزيني.
اتسعت عينيها بذهول، عاصم يطلب منها الزواج، الرجل الوحيد الذي تمنت يوما أن تحمل أسمه ها هو أمامها ويطلب منها هذا، ولكن مهلا، عقدت جبينها تنظر له بضياع لما، لما سيتزوج بها، هو بالفعل متزوج، وواضح أنه يحب زوجته، هل فقط سيتزوجها شفقة منه، ستكون الزوجة الثانية، تلك الافعي التي سترق الرجل من امرأته لن والله لن ترضي، اشاحت بوجهها بعيدا تهمس بصوت مختنق: لاء.
سمعته يهتف بذهول: لاء، لاء ليه يا حلم.
التفت برأسها ناحيته بعنف دموعها تهطل كامطار غزيرة في ليلة شتوية عاصفة كانت فقط تنتظر سؤاله لتنفجر في الصراخ والبكاء: عشان أنت عايز تتجوزني شفقة صعبانة عليك، البنت الغلبانة قولت تضحي وتتجوزها، وعشان انت متجوز ومش أنا اللي ابعد راجل عن مراته وعشان أنا مش مستعدة اشوف الذل والبهدلة اللي شوفتها من سيد تاني، عرفت لاء ليه يا عاصم.
قبض على كف يده يشدد عليها حتى برزت عروقه يستغفر في سره يستعيذ بالله من الشيطان، هو فقط في تلك اللحظة يريد معانقتها يريد أن يطمئنها يخبرها بأنه إلى جانبه كل شئ سيكون بخير ولكن عذرا أيها الشيطان هو لن يعصي ربه ابدا، هب واقفا يهتف بغضب يحاول السيطرة علي شيطان نفسه يتنفس بسرعة: ما فيش واحد بيتجوز واحدة شفقة يا حلم، اسمعيني كويس، الراجل اللي انتي كنتي متجوزاه دا طالما عرف يوصلك رسالة وهو جوه السجن دا معناه انه قريب يخرج ولا يشوفله اي طريقة يهرب بيها وساعتها ما تلوميش الا نفسك، اللي باعك مرة هيبيعك التانية والتالتة، اغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا يهتف بهدوء حينما رأي نظرتها المرتعبة التي تناظره بذعر، : أنا هكتب عليكي ومستعد يكون جوازنا علي الورق، مش هضايقك باي شكل من الأشكال أنا كل غرضي مصلحتك وامانك.
نظرت له بحزن تهمس بتوتر: طب ومراتك هتوافق علي أنك تتجوز عليها
تنهد بضيق يهتف بنفاذ صبر: مش هقولها أصلا
بس هي من حقها تعرف، همست بها بضعف تشعر بأنها عبئ ثقيل علي الجميع
أولاها ظهره يدس يديه في جيبي بنطاله يهتف ببرود ظاهري: جوازنا هيبقي لفترة مؤقتة، انا متجوزك عشان احميكي ماليش اي غرض فيكي، جوازي منك مش هيأثر بأي حال من الأحوال علي علاقتي بيها، أول ما تشدي حيلك وتقدري تخرجي كلميني.
اتجه ناحية الباب يخرج لم يود أن ينظر إليها يعرف أن ما قاله قاسي ذلك الكلام كان يحاول إقناع نفسه به، أنه سيتجوزها فقط ليحميها
رغم عنه وقعت عينيه عليها وهو يخرج من باب الغرفة ليجدها تبكي بصمت تنظر ناحيته بعتاب صامت مؤلم قاسي، خرج سريعا مغلقا الباب يقنع نفسه أن ما قاله هو الصحيح.
وقفت أمامه تنظر له بقلق، محامي صبري الدمنهوري تري ماذا يريد منها لما أتي إليها من الأساس، ذلك الرجل بالتأكيد مجنون، دخل إلى المنزل وكأنه بيته ارتمي جالسا علي الأريكة بأريحية فاردا ذراعيه علي طولهما واضعا قدما فوق اخري لاء وفوق هذا طلب منها كوب من الشاي وشيطرة من الجبن!
نظرت له بتعجب لتهتف بضيق: انت عايز مني ايه وايه اللي جابك هنا
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي سامر يهتف باريحية: كوباية شاي وشاندوتش جبنة بطماطم.
تدلي فكها بذهول تنظر له بتعجب حسنا تأكدت الآن انه مجنون: أنت مجنون يا جدع هو بيت ابوك ما تمشي تطلع برة عاصم زمانه جاي ولو جه لاقاك هتبقي مصيبة.
اعتدل في جلسته يهتف بجد: يبقي تترزعي كدة زي الشاطرة وتسمعيني
هتفت بحدة من وقاحته: كاتك رازعة في دماغك انتي جاي بيتي تشتمني اطلع برة يا مجنون.
مد يده في جيب سترته يخرج ظرف ابيض متوسط الحجم رماه أمامها ارضا لتنظر للظرف باستفهام تعقد حاجبيها لتسمع ذلك المجنون يهتف ساخرا: افتحيه وشوفيه.
التقطت الظرف من علي الأرض تفتحه بعنف إلى ان وقعت عينيها علي ما فيه شخصت عينيها بذعر لتسقط ارضا تلطم خدها الايسر تنظر إلى ما في يدها بفزع، رفعت عينيها تنظر له لتجده عاد لجلسته القديمة ينظر لها بتلك الابتسامة الصفراء الخبيثة هتف بمكر: ايه رأيك بقي يا توتا تجنني يا روحي صورك عند الدجال رهيبة، لاء وفي فيديو كمان صوت وصورة، وانتي بتقولي للدجال قد ايه انتي بتكرهي اللي اسمها رؤى ونفسك تدمري حياتها بأي شكل، ها نبقي حبابيب ولا عصومة بقي يعرف وجاسر ورؤي وكلهم وليلة كبيرة أوي.
ظلت تنظر له بذعر لا تجد ما تقوله سيفضح أمرها أن لم تطعه هتفت بتلجلج: أنت عايز مني ايه، يكون في علمك أنا مش هخون جوزي.
من ان انتهت من كلماتها حتى صدعت ضحكات سامر الساخرة تملئ المكان: مش هتخونيه يا روحي انتي بتخونيه من زمان، ولا ناسية لما روحتي عند الدجال وكنتي عيزاه يعملك يعمل يربط جاسر فيكي بس انتي ما كنش معاكي فلوس تكمل فالدجال ما رضيش، انا صحيح يا توتا مش فاهمك انتي بتحبي عاصم ولا بتحبي جاسر ولا بتحبي فلوس جاسر ولا إيه بالظبط...
اسودت عينيها بغل لتهتف بغيظ: أنا حبيت عاصم حب مراهقة لما كنت لسه في سنة اولي وعاصم كانت بنات الجامعة كلهم هيموتوا عليه قولت اشمعني أنا يعني وعلقت قلبي بيه وقولت اكيد هينشلني من الفقر اللي أنا فيه، بس لما جه جاسر، جاسر مهران بجلالة قدره مال وجاه ومركز، قولت بس هو دا، مش مهم الحب الأهبل اللي كنت بحبه لعاصم، وبعد كدة فوقت من دوامة عشان اعرف أن جاسر كان عايز بس ينتقم من ابويا فيا، ولقت عاصم رجع تاني، وعرفت منه إن جاسر اتجوز اخته، كان الاختيار الوحيد والأخير اللي قدامي فمسكت فيه، بس للأسف طلع فقير هو صحيح حالته المادية كويسة بس مش زي ما أنا عايزة اشمعني اخته تعيش في فيلا وأنا اعيش في شقة، جاسر وفلوسه من حقي أنا مش حق ست رؤى هانم، هو جالي أنا الأول، بتاعي أنا.
نظرت له حينما سمعته يهتف بمكر: طب واللي يفرقلك بين رؤى وجاسر ويديكي 5 مليون جنية، وهيبعد رؤى عن طريقك خالص وانتي وشطارتك مع جاسر.
ضيقت عينيها تنظر له بحذر: وأنا أضمن منين انه مش مكيدة
رفع كتفيه بلامبلاة يهتف بثقة: ما فيش ضمانات ما قدمكيش غير حل من اتنين يا توافقي علي اللي أنا عايزه وتكسبي كل حاجة، يا ترفضي ساعتها هفضحك وهبعت الصور والفيديو لعاصم ورؤي وجاسر وشوفي بقي اللي هيحصل، انتي ذكية يا تهاني ابوكي زمان باع صاحب صاحب عمره بعشر الاف جنيه، انتي هتكسبي خمسة مليون جنية قولتي إيه.
سرحت عينيها تخطط لمستقبلها في كلا الحالتين لو علم عاصم بالطبع سيطلقها وستعود إلى بيت ابيها في ذلك الحي الفقير لا نفع منها، أما أن قبلت ستجني الكثير وأولهم الكثير من الأموال التي طالما حلمت بها
عادت تنظر له تهز رأسها ايجابا تهتف: أنا موافقة
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه يهتف بتهكم: كنت واثق أنك هتوافقي اسمعيني بقي كويس.
خرجت من المطبخ تبحث عنه بغضب وجدته يجلس علي طاولة خشبية صغيرة ينظر في هاتفه باندماج نفخت خديها تضيق عينيها بغيظ اتجهت ناحية تضع الطبق بعنف الطاولة تهتف بحدة: الأكل.
نظر لها بطرف عينيه ليهتف ببرود وهو يتصفح هاتفه: شيلي الطبق وارجعي حطيه تاني علي الطربيزة واتكملي بأدب وانتي بتحطيه، فتحت فمها لتجده يلف حلقه تلك المادية حول إصبعه يديرها في الهواء يصفر باستمتاع نظرت له بغضب تجز علي أسنانها بغيظ، لتحمل الطبق مرة اخري وضعته علي الطاولة برفق تهتف بابتسامة صفراء: الاكل
اعتدل في جلسته يهتف ضاحكا: من يد ما نمسكهاش
تخصرت تهتف ساخرة: أنت اصلا ما تحلمش انك تمسكها.
التفت لها برأسه يبتسم ساخرا: أنا اصلا مش عايز امسكها احسن اتوسخ ولا حاجة!
صرخت في وجهه بغضب: انت يا حيوان أنا انضف منك ومن عيلتك ال، كلها، ااااااه
صرخت متألمة حينما هوي كف يده علي وجهها
لتجده يقبض على شعرها بعنف يصرخ بغضب جحيمي: الا عيلتي انتي فاهمة، أنا طول عمري محافظ علي اسمهم طول حياتهم وبعد مماتهم مش هتيجي حته عيلة زيك تغلط فيهم.
دفعها بعيدا عنه ليتجه إلى غرفته صافعا الباب خلفه بعنف لتضع يدها علي وجنتها تتحسها بألم تسبه بأبشع الالفاظ، دخلت إلى غرفتها صافعة الباب خلفها هي الاخري جلست علي الفراش ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت صفعته وإن كانت مؤلمة فذلك.
الألم الذي يحرق قلبها اقوي منه بكثير، هم السبب فيما حدث لها لم تلاقي يوما حنانا من احد أمها القت بها بعيدا وهي ابنه أيام والدها لم تكن تراه من الأساس الا لحظات عاشت وحيدة داخل قوقعة من الوحدة والبرودة غلفت نفسها بغلاف من شخصية لا تعرفها شخصية غاضبة ساخرة ساخطة وهي في حقيقتها شخصية ضعيفة هشة، مسحت دموعها بعنف لتحتد عينيها بغضب فقط ثلاثة اشهر وستحصل علي ما تريد من اموال ستترك الجميع وتسافر إلى حيث تريد ستفعل ما يحلو لها، إذا فلتتحمل قليلا لتجني ما تريد اخيرا، قامت من علي الفراش خرجت من الغرفة متجهه لغرفته دقت الباب برفق لتسمع صوته يهتف بحدة من الداخل: امشي من هنا.
سيطرت علي لسانها السليط بصعوبة، لتعود وتدق الباب مرة اخري تلك المرة فزعت حينما فتح الباب بعنف يصرخ فيها بغضب: هو أنا مش قولتلك امشي، عايزة ايه تاني، أنا مستحملك بالعافية اصلا، مالكيش دعوة بيا خالص لغاية ما المدة تخلص وتغوري من هنا.
لم تستطع ان تبقي وجهها البارد اكثر من ذلك سقط لتسقط معه دموعها كانت تبكي كطفلة صغيرة سرقت حلواها، احمر وجهها بأكمله من شدة بكائها وهو يقف ينظر لها بشفقة، اتسعت عينيه بصدمة حينما وجدها تركض ناحية باب المنزل تريد الخروج وبالفعل خرجت منه جذبها بعنف إلى داخل الشقة مرة اخري اغلق باب الشقة بعنف ليدفعها بعنف ارتطم ظهرها بالباب صرخ في وجهها: انتي اتجننتي بتهربي من البيت.
دفعته بيديها في صدره بعنف تصرخ وتبكي: ابعد عني ابعدوا كلكوا عني، أنا عارفة ان ما حدش بيحبني ولا حد عايزني اصلا، حتى بابا كان دايما بيقولي مش كانت أمك خدتك معاها وخلصتني من همك، انت عايز مني ايه أنا هبعد عنكوا كلكوا، ابتعد عنها بضع خطوات ينظر لها بندم ليت لسانه الاحمق لم يجرحها بذلك الكلام الحاد ولكنها هي من اخطئت وهو ولم يتحمل أن يذكر احد والديه المتوفيين بسوء، دون أن تعي ما يحدث كانت بين ذراعيه يعانقها بقوة وهي تصرخ وتضربه يقبضتيها علي ظهره وكتفيه تحاول دفعه بعيدا عنها ولكن دون فائدة استسلمت له لتهجش في بكاء مرير بينما هو صامت تماما لم ينطق لم يحرك ساكنا فقط يطوقها بذراعيه، ليشعر بعد قليل بأنها بدأت تهدأ، ابتعد عنها قليلا ليجدها تنظر له بغضب عينيها حمراء منتفخة شعرها مبعثر وجنتيها بلون الدم، نظر لها للحظات يحاول إيجاد مخرج من ذلك المأزق لينفجر ضاحكا ظل يضحك نفسه رغما عنه لتقطب جبينها بغضب تنظر له بغيظ هتفت بحدة: أنت بتضحك علي إيه!
شكلك مسخرة، هتف بها من بين ضحكاته ليغرق في الضحك مرة أخري، شهقت بصدمة لتقترب من أقرب مرآه تنظر لنفسها لتتسع عينيها بصدمة: مين دي
سمعت صوت ضحكاته يعلو لتجده منهار من الضحك، اقتربت منه تضربه علي صدره بغيظ: يا حيوان يا غتت ما تضحكش عليا.
توقف عن الضحك يلهث بقوة ليقترب منها اخذ يدها يقف بها أمام المرأه نظرت لسطحها المصقول لتري صورة مختلفة هي تقف وهو خلفها ينظر لانعاكسها بابتسامة صغيرة لتجد نفسها تبتسم تلقائيا لا تعرف ما حدث ولكنها احبت تلك الصورة الجديدة لتسمعه يهمس بعبث: تعرفي انك زي القمر، اتسعت عينيها بخجل غزا وجنتيها هل يتغزل بها وكأنها لم تسمع كلمات غزل من قبل هاني دائما ما كان يمطرها بها ولكن هناك، فغزل هاني بها دائما ما كان يضايقها فهو وحق رخيص أما تلك الكلمة البسيطة التي خرجت من فمه احبتها، ذلك الاحمق لا يعلم أنها بالفعل تحبه، كانت تأتي إلى شركة والدها لتراه خلسة تحب شخصيته القوية وحزمه في عمله، حينما اصطدمت به في ذلك اليوم وطلبت منه أن يعتذر منها كانت تتمني بداخلها الا يفعل ذلك وكم سعدت برفضه، ولكنها تكره الاجبار فكرة أنها أصبحت مجبرة علي الزواج منه جعلت روحها المتمردة تصحو من جديد، هي فقط تعيش بين صراع قلب أحب من طرف واحد وعقل ثائر متمرد يكره القيود، سمعته يهتف من خلفها بمرح: ايه دا برعي بيتكسف.
ضيقت عينيها بغيظ تلتفت له لتسمعه يهتف بجد: بصي يا روان أنا مش عايز اجرحك أنا آسف علي الكلام اللي قولته من شوية، رفع سبابته أمام وجهها يهتف بحدة: بس أول وآخر مرة تجيبي سيرة اهلي بسوء واضح.
هزت رأسها ايجابا تهمس بضيق: ماشي
ربع ساعديه أمام صدره يهتف بجد: هما 3 شهور هنقضيهم بالطول ولا بالعرض بس أنا وعدت ابوكي انك هتنجحي السنة دي بتقدير كويس، أنا مش طالب منك غير انك تذاكري محاضرتك وتعملي اللي تقدري عليه في البيت وبعد ال3 شهور بساعة هطلقك وكل واحد يروح لحاله تمام.
نظرت له بسخط تهتف بحنق: ايوة بس أنا ما بحبش حد يقولي تعملي ايه وما تعمليش إيه، وبعدين أنا حرة اذاكر ما اذاكرش أنت اللي هتنجح ولا أنا، وشغل الشقة بتاعك دا تعمله أنت يا بابا انت فكرني خدامة ولا إيه، لا فوق كدة أنت مش عارف أنا مين روني هانم اللي ميت واحد زيك يحلم بس أنها تقوله صباح الخير.
غلت الدماء في عروقه غضبا تلك الحمقاء لو قتلها سيرتاح من لسانها الاحمق هذا، لم يكملوا عشر دقائق بهدوء حتى تظهر شخصيتها الكريهة مرة أخري، دس يديه في جيبي بنطاله يقترب منها ببطئ وهي تبتعد للخلف لا تعرف لماذا ولكنها تشعر بالقلق من نظرة عينيه شهقت حينما ارتطم ظهرها بالحائط خلفها لتجده يخرج تلك المادية من جيبه قرب نصلها من عنق تلك الحمقاء يهتف بحدة ؛ أنا عارف أنك هتتعيني يا بنت الرفدي اسمعي يابت هتسمعي الكلام وتنفذيه هنبقي اصحاب وحبابيب وكفاءة هتسوقي العوج هعمل منك فراخ بانية مفهوم يا حلوة.
هزت رأسها ايجابا سريعا تنظر لنصل المادية بذعر اشار إلى غرفتها يهتف ببرود: علي أوضتك يلا، فرت سريعا لغرفتها ليقف الاخير يبتسم بثقة عدل ياقة قميصه يتمتم بزهو: الحمشنة حلوة ما فيش كلام علي رأي خالد السويسي.
في صباح اليوم التالي
في شقة دكتور ياسر تعمدت رئيفة إظهار الود والطيبة في معاملتها لنرمين امام ياسر حتى يطمئن لها، ولكنها كانت تظهر العكس تماما في غيابه، كانت تقف في المطبخ تحضر الغداء سريعا قبل أن يأتي ياسر من المستشفى لتسمع صوت تلك العجوز الشمطاء تهتف من خلفها بتهكم: اوووف إيه الريحة دي، الله يرحمك يا هدي يا بنتي كانت ريحة اكلك بتجيب ياسر من علي أول الشارع جري.
جزت نرمين علي أسنانها بغيظ تحاول التحكم في أعصابها قبل أن تقتل تلك السيدة الخبيثة، آه لو يعلم جاسر أنها هنا سيقتلع رأسها من مكانه، ولكنها ستجعل أمر أخباره اخر اختياراتها، ربما ترحل تلك العجوز قريبا
فاقت علي صوت ياسر يهتف وهو يدخل من باب الشقة: السلام عليكم يا أهل الدار.
خرجت تركض من المطبخ متعمدة في طريقها ان تصطدم بكتف رئيفة وكأنها لا تقصد، اتجهت ناحية ياسر تعانقه بشوق ليبادلها العناق لتأتي الصغيرة تركض ناحية والدها تصرخ بفرح ليضحك ياسر بمرح يحملها علي ذراعه يدغدغها برفق. ونرمين تقف تنظر لهم بابتسامة حانية، بينما رئيفة تقف ترمق نرمين بنظرات حادة كارهه مشتعلة متوعدة، تقسم في نفسها انها ستطردها قريبا خارج هذا المنزل، بعد قليل جلسوا جميعا علي طاولة الطعام كالعادة جلست سمسم جوار نرمين حتى تطعهما الأخيرة بحنانها المعتاد، وياسر يجلس علي رأس الطاولة، ورئيفة تجلس في الاتجاه الآخر تنظر لنرمين بغيظ، رسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها تهتف بود ظاهري: تسلم إيدك يا نرمين يا بنتي الأكل طعمه حلو أوي.
اتسعت عيني نرمين بذهول لتلك السيدة بصدمة يالها من خبيثة ماكرة، ابتسمت بتكلف لتعود مرة أخري تطعم سمسم، بينما نظرت رئيفة لياسر تهمس بصوت منخفض: ياسر يا إبني أنا هرجع بيتي بكرة اصل أنا حاسة أن مراتك مش قبلاني في البيت، دا أنا حتى لما بتكلم معاها ما بتردش عليا، ربنا يرحمك يا هدي يا بنتي.
ربط ياسر علي يدها برفق يهمس بحنو: ما تقوليش كدة يا حماتي دا بيتك وأكيد نرمين مش قصدها طبعا، أنا هشوف الموضع دا.
ربطت علي ذراعه تبتسم بود: تسلم يا إبني.
بعد الغداء ذهبت سمسم لتذاكر دروسها بصحبة نرمين بينما ياسر يشاهد التلفاز في غرفته ومجيدة تجلس علي الأريكة المقابلة لهما تنظر لنرمين بغيظ.
مالت الصغيرة علي إذن نرمين تهمس بخوف: ماما نرمين هو انتي صحيح هتضربيني وتشدي شعري وتحبسيني في اوضتي في الضلمة.
شخصت عيني نرمين مما سمعت من زرع تلك الأفكار البشعة في عقل الفتاة الصغيرة هزت رأسها نفيا بعنف تهتف سريعا: لا طبعا يا حبيبتي أبدا مين اللي قالك الكلام دا.
همست سمسم ببراءة: تيتا رئيفة هي اللي قالتلي وقالتلي انك ما بتحبنيش وإنك هتخلي بابا يسيبني في الشارع.
اشتعلت عيني نرمين غضبا لتهب من مكانها متجهه ناحية تلك السيدة صرخت فيها بحدة: انتي ازاي تقولي للبنت كلام بشع زي دا، انتي اتجننتي يا ست أنتي.
هبت رئيفة تصرخ في وجهها بحدة: أنا مجنونة يا تربية الشوارع، يا قليلة الأدب يا خطافة الرجالة، يا مجنونة مش انتي كنتي في مستشفي المجانين بردوا ولا إيه.
رئيفة صرخ بها ياسر بحدة ليتجه ناحيتها بغضب: رئيفة هانم وجودك بقي غير مرحب بيه في البيت دا، أنتي اهانتي مراتي يعني اهنتيني أنا شخصيا وأنا ما اسمحش لأي حد ابداااا أن يقول علي مراتي كلمة واحدة.
عقدت رئيفة ساعديها امام صدرها تتهتف بتهكم: مش دي الحقيقة ولا أنا بفتري عليها، مش الهانم بردوا كانت مجنونة في مصحة نفسية عشان هي رخيصة ومدير الشركة اللي كانت شغالة فيها اغتصبها ولا ايه يا ياسر بيه.
بس بس كفاية حرام عليكوا، وضعت يديها علي رأسها ليبدأ جسدها بالارتجاف دموعها تهطل دون توقف صرخت خائفة تبتعد عنهما تهتف بنحيب: ابعد عني، ابعد عني ابعدوه عني، يا جاااااسر، يا بابا، ابعد عني، ابعددد عنننننننني.
نرمين، نرمين اهدي يا نرمين، هتف بها ياسر بقلق يحاول الاقتراب منها بحذر، لتهتف رئيفة من خلفه بتهكم: مش بقولك مجنونة.
التفت ياسر ينظر لها بغضب ونرمين لا تتوقف عن الصراخ ليظهر جاسر في تلك اللحظة في خضم ما يحدث لم يسمع صوت دقات الباب سوي سمسم الصغيرة التي ركضت سريعا تفتحه ليدخل جاسر الذي جاء مصادفة للاطمئنان علي أخته، دخل ليسمع صرخات أخته، اخترق قلبه وعقله جملة تلك السيدة تنعت نرمين بالمجنونة، نظر لرئيفة بتوعد يقسم أنها ستنال أسوء عقاب علي ما قالت.
كان الوضع بالفعل متأزما نرمين تصرخ، تبكي جسدها يرتجف كأن كهرباء أصابته وسمسم الصغيرة تبكي بلا توقف وياسر يحاول بشتئ الطرق، اما تلك السيدة تنظر ناحية جاسر بذعر، اتجه ناحية اخته وقف أمامها مباشرة امسك كتفيها يهتف بقوة علها تفيق مما هي فيه: نرمين أنا جاسر اهددددي.
نظرت لاخيها بذعر للحظات لترتمي في صدره تبكي بلا توقف إلى ان فقدت الوعي بين ذراعيه، أسند جسدها بأحد ذراعيه ليلتقط هاتفه بيده الاخري يهتف باقتضاب: اطلعولي.
وقف يسند جسد اخته برفق ينظر لتلك السيدة نظرات مشتعلة جحيمية، حاول ياسر الاقتراب منها ليدفعه جاسر بعيدا بعنف يهتف بحدة: أنا اديتك أمانة وأنت ما حافظتش عليها، رجعتها زي ما كانت واسوء، عشان كدة أنا هاخدها تاني.
لحظات ودخل حرسه اشار إلى تلك السيدة بعينيه يهتف بحدة: خدوها ارموها في اي داهية علي ما افضلها، جرها الحرس رغما عنها، ليدني جاسر بجذعه حاملا اخته بين ذراعيه، متجها إلى باب الشقة التفت لياسر يهتف ببرود: في ظرف يومين تكون ورقة طلاق اختي عندي، لا ما تلومش غير نفسك علي اللي هعمله فيك.
أخذ نرمين متجها إلى سيارته وضعها علي الأريكة الخلفية ليجلس بجانبها، ليعود بهم السائق إلى منزل جاسر مرة اخري طوال الطريق كان ينظر لأخته بحزن، وقلق خائف لأن تعود لتلك الحالة القديمة التي كانت عليها، احتدت عينيه بغضب، لو أطلقه سيقتل تلك السيدة بأبشع طريقة، ولكن مهلا يا جاسر، بتلك الطريقة ستعود إلى نقطة الصفر سيعود شيطان انتقامك وغضبك في السيطرة عليك، ستعود ذلك المسخ الدميم، لالا لن يعود كما كان، الفرصة تأتي مرة واحدة وهو قد حصل علي فرصته إذا عاد كما كان سيحترق بنيران انتقامه حيا وميتا.
مسح وجهه بكف يده بعنف، يستغفر يستعيذ بالله من شيطان نفسه قبل شيطان السموم وصلت السيارة إلى منزله ليحمل نرمين مرة أخري متجها إلى الداخل فتحت له رؤى تبتسم بمرحها المعتاد لتشهق بفزع ما أن رأت نرمين: في إيه يا جاسر نرمين مالها ايه اللي حصلها.
هتف بلهفة: خدي الموبايل من جيبي هتلاقي اسم لوسيندا اتصلي بيها وخليها تيجي حالا.
هزت رأسها إيجابا سريعا مدت يدها في جيب سترته تلتقط هاتفه، اتصلت بالطبيبة تخبرها ما قال لتغلق الخط تنتطلق لهم سريعا دخلت غرفة نرمين التي خصصها جاسر في منزلهم لتجده ينظر لها بألم يمسد بيده علي شعرها بحنو عينيه حمراء من كثرة دموعه التي يمنعها من التحرر، جلست رؤى بحتمية تربط علي كتفه برفق تهمس بحذر: هو إيه اللي حصل، لم تحصل منه علي رد لم يلتفت حتى إليها ظل كما هو ينظر لنرمين دون أن يرمش، مرت نص ساعة تقريبا إلى أن جاءت الطبيبة خرج من الغرفة لتبقي رؤى معها، وهو يقف بجانب الباب يستند بظهره علي الحائط، يكور قبضة يده يضرب بها علي الحائط خلفه أنفاسه مضطربة سريعة غير منتظمة، دقائق مرت كساعات إلى أن خرجت الطبيبة التفت لها سريعا ما أن رآها يهتف بلهفة: خير هي كويسة مش كدة.
ابتسمت الطبيبة بمرح تهتف ضاحكة: جري إيه يا دكتور المفروض أنك تكون أول واحد عارف بالحالة دي، علي العموم مبروك مدام نرمين حامل، ظلت تتحدث عن أنه يجب أن يهتم بها ويخبر زوجها حتى يهتم بطعامها وراحتها وخاصة في بداية حملها، اما هو كان شاردا في عالم آخر، حالة نرمين التي رآها قبل ان تفقد الوعي، علاقتها بياسر بعد ذلك الحمل، حالتها النفسية هل ستعود كسابق عهدها والأهم رؤى يدعو الله ان لا يصيبها الغيرة من أخته فهي تتمني وبشدة أن تحمل طفلا هي الاخري، التفت للطبيبة حينما اعطته ورقة الروشتة التي خطت عليها الادوية الخاصة بحالة نرمين، شكرها بكلمات مقتضبة لترحل الأخيرة، ويتجه هو إلى الغرفة، دخل ليجد رؤى تجلس بجانبها تدثرها بالغطاء جيدا، تضع الوسادة تحت رأسها برفق، رفعت رأسها إليه حينما شعرت بوجوده لتجد نظراته حائرة ضائعة مشتتة، ابتسمت له برفق تخبره بابتسامتها، هون عن نفسك سيصبح كل شئ علي ما يرام، جلس جوار نرمين علي الاتجاه الآخر يهتف: رؤى معلش ممكن تخرجي.
هزت رأسها إيجابا سريعا لتتحرك من مكانها خرجت من الغرفة تغلق الباب خلفها، ليمسك بيد نرمين يقبلها في تلك اللحظة تمردت دموعه عليه وثارت تجري علي وجهه بعنف أصبح يبكي وعلت شهقاته وضع رأسه بجانب ذراعه كالطفل الصغير، يبكي فقط، شعر بيدها تسمح علي شعره بحنان، ليهب سريعا ينظر لها بقلق عينيه حمراء كالدماء، ليراها جالسة علي الفراش تنظر للفراغ بشرود، كما كانت تفعل قديما فقط تحرك يديها علي شعره وحينما هب واقفا سقطت يديها علي الفراش دون حراك، حرك رأسه نفيا بعنف ليجلس أمامها يهتف بانفعال: لا يا نرمين أبوس إيدك ما ترجعيش زي ما كنتي عشان خاطري ما تحرقيش قلبي عليكي تاني، اقول ايه لابوكي لما اقابله ما عرفتش احافظ علي اختي، ما عرفتش احافظ علي امانتك، ما يتمنيش يا نرمين، انتي الوحيدة اللي بقيالي من ريحة ابوكي وأمك.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
حرك رأسه نفيا بعنف ليجلس أمامها يهتف بانفعال: لا يا نرمين أبوس إيدك ما ترجعيش زي ما كنتي عشان خاطري ما تحرقيش قلبي عليكي تاني. اقول ايه لابوكي لما اقابله ما عرفتش احافظ علي اختي، ما عرفتش احافظ علي امانتك. ما يتمنيش يا نرمين انتي الوحيدة اللي بقيالي من ريحة ابوكي وأمك.
في لحظة شعر بها تختطف رأسه تضمه بين ذراعيها بقوة ليبكي بعنف وهي تبكي بصمت تربط علي شعره بحنو كأنه طفل صغير بين ذراعي والدته، بعد مدة طويلة كانت أم قصيرة في تلك اللحظات الوقت غير مهم.
أبتعد عنها ببطئ ينظر لها بلهفة عينيه حمراء من شدة البكاء هتف بقلق: انتي حاسة بيا صح. اتكلمي ردي عليا عشان خاطري.
اخيرا جاءت رصاصة الرحمة حينما هتفت بابتسامة صغيرة: أنا كويسة يا حبيبي ما تقلقش
وكأنه كان يغرق تحت سطح الماء وخرج لتوه اخذ نفسا عميقا يزفره براحة لحظات أطمئن فيها عليها
ليعود جاسر مهران من جديد عادات نظراته الحادة الباردة. هتف بجد وهو ينظر لها: ياسر هيطلقك طالما ما اعرفش يحافظ عليكي يبقي ما يستاهلكيش، وإن كان علي اللي في بطنك أنا كفيل بيه لحد ما اموت.
شخصت عينيها بذهول ماذا يقول، حامل تحمل في احشائها نطفة حب وود وعوض الله عليها ما لاقت قديما، انسابت دموعها فرحا تبتسم بسعادة بسطت كف يدها علي بطنها تحركه عليها برفق كأنها تستشعر جنينها. رفعت وجهها تنظر لاخيها لترتسم علي شفتي جاسر ابتسامة صغيرة حينما رأي السعادة تتراقص في حدقتيها. سمعها تهتف بلهفة: أنا حامل يا جاسر بجد أنا حامل ياسر هيفرح أوي وسمسم كمان كان علي طول تقولي أنها عايزة نونا صغير تلعب معاه زي أصحابها.
كوب وجهها بين يديه يسمح دموعها بإبهاميه برفق يبتسم بحنو: مبروك يا حبيبتي. أخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل ليهتف بجد: نرمين أنتي سمعتي أنا قولت إيه مش كدة، اظن واضح.
اختفت الابتسامة من علي وجهها لترتجف حدقتيها بقلق تنظر له بخوف، قام جاسر من مكانه يهتف بهدوء: هبعتلك رؤى مش عايزك تتحركي من مكانك، لم يملهلها الفرصة للرد قام متجها ناحية الباب مد يده ليفتحه ليجده يفتح بعنف دخل ياسر يهرول ناحيتها حالته يرثي لها شعره مبعثر ملابسه غير مهندمة بالمرة اندفع ناحية نرمين يعانقها بقوة يهتف بسرعة ولهفة وتلعثم: نرمين انتي كويسة يا حبيبتي. انا آسف والله يا حبيبتي ما كنت اعرف أنها هتقول كدة، انا آسف.
كوبت وجهه بيديها تبتسم بحنو: ياسر إنت مالكش ذنب يا حبيبى أنا عارفة أنا اهو قدامك كويسة ما حصليش حاجة.
سمعا عصافير الحب الجميل صوت جاسر يهتف ببرود: هو أنا مش قولتلك ورقة طلاقها توصلي إيه اللي جابك هنا انت...
جاء صوت نرمين يهتف بحزم: جاسر، انا اختك الكبيرة، لا أنا أمك مش بس اختك تبقي جاسر مهران علي الكل بس مش عليا امسكت يد ياسر تهتف برفق: ياسر مالوش ذنب يا جاسر صدقني هو دافع عني وكان بيطردها قبل ما تيجي، ما تظلموش يا جاسر عشان خاطري.
زفر بضيق يقلب عينيه بملل: ماشي يا اختي عشان خاطر اللي في بطنك بس
اللي في بطنك، هتفها ياسر بدهشة، نظر لترمين يهتف بلهفة: أنتي حامل يا نرمين بجد حامل.
زم جاسر شفتيه يضيق يهتف بملل: يا عم المنحنح ما اتأفورش
نظر ياسر إلى جاسر بضيق ليهتف بعند: طب والله لافور هه واللي عندك اعمله
اتجه ناحية نرمين حملها من حضرها يدور بها يصرخ بسعادة: يا عاااالم يا اهووووووو نررررررمين حااااامل مرررررراتي حاااامل.
ابتسم جاسر بيأس يهز رأسه نفيا من أفعال ذلك الرجل المجنون ولكن ما يثلج قلبه فعلا ضحكات اخته السعيدة التي تودي في أرجاء الغرفة، التفت جانبه حينما شعر بها ليجدها واقفة جوار الباب تضع نقابها علي وجهها لا يظهر منها سوي عينيها السوداء اللامعة، بحر اللؤلؤ الأسود الذي يعشقه ويعرفه جيدا، رأي السعادة تظهر بوضوح في مقلتيها ولكنها سعادة شائبة سعادة حزينة، سعادة تتمني لو تحصل علي مثلها هي أيضا، اقترب منها يحاوط كتفيها بذراعه لتلتفت برأسها تنظر له تحاول الابتسام ليميل برأسه يقبل جبينها همس بحنو: هتبقي ماما عسل والله، هانت يا حبيبتي والله هانت.
ابتسمت بحزن لتتساقط دموعها رغما عنها تهز رأسها ايجابا تصدق علي كلامه مع أنها لم تفهم بعضه، وها هو قد مر أسبوع، تحت إصرار جاسر وافق ياسر علي مضض علي إبقاء نرمين عند أخيها حتى تتحسن صحتها وبقيت معها سمسم الصغيرة، ورؤي لم تفارقها ليل نهار تعتني بها علي أكمل وجه سعيدة لأجلها وتدعو الله دائما أن تحصل علي سعادتها هي الاخري هي تغبطها دون حسد. اما جاسر فهو حزين وسعيد في نفس الوقت سعيد لأخته ولسعادتها التي تستحقها واخيرا تنالها. وحزين لأجل رؤى يعلم أنها حزينة حتى وإن حاولت إخفاء الأمر، في ذلك اليوم جاء ياسر باكرا جداا، نزل جاسر يفرك عينيه بنعاس يهتف بخمول: حد يجي لحد بدري كدة أنت برج الطور يا إبني.
هتف ياسر بانفعال: بص بقي برج الطور برج الجاموسة قول اللي تقوله أنا عايز مراتي وبنتي أنا بقالي اسبوع محروم منهم ومش مستعد اسيبهم دقيقة واحدة كمان.
ارتمي علي الأريكة يغمض عينيه بنعاس: هتلاقيهم نازلين دلوقتي. ما اسمعش صوتك بقي لحد ما ينزلوا.
رفع ياسر كفيه يدعوه له: روح يا شيخ الهي ربنا يطعمك ما يحرمك ربنا يرزقك ويكرمك.
فتح عينيه يزفر بضيق هتف بحدة: ما خلاص يا عم إنت هتشحت لما اطلع الزكاة هبقي ابعتلك، واخرس بقي صدعتني رغاي اوي، اولاه ظهره يتمتم بضيق: أنا عارف هي بتحب فيك إيه كاتكوا الارف عيال ملزقة.
لحظات ونزلت نرمين تتهادي برفق تمسك بيد سمسم الصغيرة التي صرخت بسعادة ما أن رأت والدها هرولت تحتضنه ليرفعها علي ذراعها يداعبها بوجهه، اتجه بها ناحية نرمين امسك كف يدها يسير بها ببطئ برفق يهتف بحنو: واحدة واحدة علي مهلك تاتا خطي العتبة.
في تلك اللحظة انتفض جاسر جالسا ينظر لياسر شرزا هتف بحنق: يا عم المنحنح مش ناقصة تلزيق علي الصبح.
ضحكت نرمين بمرح بينما ياسر إلى جاسر بضيق طفولي، اتجهت نرمين ناحيته ليجذب يدها يجلسها بجانبه التفت لها بجسده يشهر سبابته أمام وجهها يهتف بحزم: خلي بالك من نفسك اولا ومن اللي في بطنك ثانيا، ما تشليش حاجة تقيلة انتي لسه في بداية الحمل، ما تشليش حاجة تقيلة اصلا، وارتاحي علي قد ما تقدري، ولو عوزتي اي حاجة اتصلي بيا بس وأنا هبقي قدامك في دقايق ماشي يا حبيبتي.
ادمعت عينيها فرحا لتعانقه بحنو تهمس بسعادة: ربنا يخليك ليا يا جاسر وما يحرمني منك ابداا
ربط علي ظهرها برفق يهمس بحنو: ويخليكي ليا يا حبيبتي
ابعدها عنه برفق يهتف بمرح: يلا بقي خدي جوزك الرخم واطلعوا برة عايز اناملي ساعتين
ودعته ورحلت ليتمتم ياسر بضيق وهو يرحل: هو اخوكي ما بيحبنيش ليه، ايه الرخامة دي.
رحل ياسر مع نرمين وسمسم ليعود مرة اخري يستلقي علي الاريكة يضع يحاول النوم، ما كاد يغط في النوم حتى شعر بيدها تهزه برفق تهمس بصوت خفيض غاضب: جاسر يا جاسر، يا جاسر اصحي.
همهم بضيق وهو نائم تحرك ليستلقي علي ظهره ليسقط شعره الكثيف فوق غرته بشكل طفولي مدت يدها تمسح علي شعره برفق مالت تقبل جبينه ابتسمت تهمس بهيام: يا اخواتي مز حتى وهو نايم.
فتح عينيه يبتسم بخبث: انتي بتتحرشي بيا وأنا نايم تؤتؤتؤ اخص علي الاخلاق اخص طب استني لما اصحي.
انفجرت ضاحكة حتى ادمعت عينيها وهو فقط ينظر لضحكاتها بصمت وابتسامة صغيرة تزين شفتيه توقفت علي الضحك تنظر له بدلال: جرجر، جوجو ممكن اطلب منك طلب.
ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر: اممم طالما سحبتي ناعم تبقي عايزة حاجة، عايزة إيه.
ابتسمت باتساع تهتف: عايزة اروح عند ماما بقالي أسبوع ما رحتلهاش
هز رأسه إيجابا يبتسم بهدوء: روحي البسي
صرخت بسعادة قبلته علي وجنته لتفر إلى غرفتها تبدل ثيابها.
عاصم، هي مش غريبة شوية رؤى بقالها أسبوع ما جتش، هتفت بها تهاني بتوتر وهو تقف خلف عاصم الذي يقف أمام مرآه الزينة يمشط شعره قبل خروجه، ضيق عينيه بشك ينظر لها من خلال إنعكاس المرآه يهتف: وانتي من امتي يعني تفرق معاكي رؤى جت ولا ماجتش.
بلعت لعابها بتوتر محاولة إخفاء ارتباكها لتهتف سريعا بصوت عالي: جري ايه يا عاصم هو أنت ما فيش حاجة بتعجبك ابدا، اسأل علي رؤى تضايق ما اسألش تتنرفز وتضايق وتقولي انتي ما بتحبيش اختي، انا غلطانة يعني اني خايفة عليها وعايزة اطمن عليها.
التفت لها يرفع حاجبه الأيسر بتهكم: طب خلاص خلاص بتزعقي ليه، ولا هو من باب خدوهم بالصوت، علي العموم رؤى بخير ما تقلقيش هي الحكاية كلها ان اخت جوزها كانت عندها فاتلخمت معاها، عايزة حاجة تانية.
تخصرت تمط شفتيها بضيق تهتف بحنق: ايوة أنا عايزة اعرف إنت رايح فين بدري كدة لسه بدري علي ميعاد شغلك.
قلب عينيه بملل يتنهد بضيق تركها وخرج من الغرفة متجها إلى باب الشقة وهي خلفه تنظر له بسخط، هتف وهو يخرج: عندي مشوار مهم
لازم اخلصه قبل الشغل، سلام
اغلقت الباب خلفه بعنف تهمس بحدة: روح يا رب ما ترجع
في الشقة المقابلة لهم.
صرخ عمرو بغيظ من افعال تلك المجنونة: رووان انتي يا زفتة، خرج من باب غرفته ليجدها تجلس علي الطاولة الصغيرة أمامها بعض الكتب تمثل أنها تذاكر. نظرت له تسبل عينيها ببراءة: خير يا عمرو في حاجة.
رفع قميصه أمام وجهها يهتف بحدة: ايه دا
نظرت له بضيق تهتف بثقة: قميص
ابتسم ساخرا يهتف بتهكم: والله نورتي المحكمة. صرخ بحدة: ما أنا عارف أنه قميص مش دا القميص الابيض الجديد اللي أنا شاريه، ايه اللي قلبه بدلة نبيلة عبيد في الراقصة والطبال. اخفت ضحكاتها بصعوبة تهتف ببراءة: اصل أنا بصراحة ما كنتش اعرف أن الابيض بيتغسل لوحده فغسلت معاه البلوزة الموف بتاعي والفستان الأحمر.
صفع جبهته بكف يده يجز على اسنانه بغيظ: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا روان يا بنت أم روان كشفت رأسي ودعيت عليكي. حضريلي الفطار علي ما اشوف غيره البسها، ابتسمت بوداعة تهز رأسها ايجابا.
قامت متجهه للمطبخ تبتسم ببلاهة. كل يوم تشعر بأن حب ذلك الاحمق يكبر داخل قلبها كأنه نبته تنبت برفق، ابتسمت حينما تذكرت محاولتها الاولي لصنع كيكة كما رأت في التلفاز ولكن للأسف نسيتها داخل الفرن فانحرقت. اخرجتها من الفرن لتظل تبكي بحرقة ما ان رأتها وكأن شخصا عزيزا عليها قد مات. تذكرت موقفه النبيل حينما أصر علي أن يأكل منها يوميا إلى ان انهاها. يكفي انه يتحمل ما يطلق عليه خطئا طعام فهي لا تجيد سوي إعداد البيض المحروق. فاقت من شرودها علي رائحة البيض يحترق مرة اخري لتغلق النار سريعا وضعت القليل من التوابل لتحمل الطبق متجهه إلى الطاولة. لحظات وجاء عمرو لينظر لما عليها بحسرة يالله كل يوم نفس البيض المحترق معدته علي وشك التعفن جلس علي الطاولة ليجد هاتفه يرن برقم صلاح والدها فتح الخط وبعد محادثة قصيرة نظر لروان يهتف بهدوء: ابوكي بيسلم عليكي.
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيها تهتف بتهكم: فيه الخير والله لسه فاكر يسأل عليا.
نظر عمرو لها بغضب يهتف بحدة: روان. ابوكي ما قصرش في حقك في حاجة انتي اللي اخترتي تبعدي عنه، اختارتي الفلوس وقبلتي بشرطه يبقي ما تلمهوش وعلي فكرة ابوكي بيتصل بيا كل يوم يطمن عليكي.
ابتسمت ساخرة تهمس بحزن: عندك حق عن إذنك
قامت تريد الذهاب إلى غرفتها ليمسك برسغ يدها: رايحة فين
اشاحت بوجهها تهمس باختناق: هروح اوضتي اذاكر، مش أنت كدة كدة نازل شغلك
كاذبة هي تريد الذهاب إلى غرفتها لتخلع قناع البرود التي ترتديه وتعود لتلك الطفلة الباكية تحتضن وسادتها تبكي بلا توقف حتى تنام هاربة من واقعها في احلامها السعيدة.
التفتت له حينما هتف مبتسما: أنا مش رايح الشغل النهاردة ابوكي كان متصل بيا عشان يقولي أن الموظفين النهاردة إجازة عشان في عطل كبير في كهربا الأدوار. قام يسحبها خلفه برفق إلى المطبخ شمر عن ساعديه يهتف بمرح: تعرفي أنا كنت فاكر نفسي بطبخ اي عك، بس اكتشفت ان أنا جنبك الشيف شربيني يا شيخة حرام عليكي معدتي باااظت.
ضحكت بخفوت ليبدأ تعمليها بعض الأشياء البسيطة التي يعرفها هو.
وقف أمام باب غرفتها في المستشفى، شارد يفكر يتنهد بقلق بين الحين والآخر. تلقي صباحا من المستشفى مكالمة تخبره بأنهااصبحت بخير ويمكنها الخروج في متي اراد، لذلك خرج سريعا قاد سيارته في ظرف ساعة او ربما أقل كان قد وصل إلى المستشفى يشعر بقلبه يخفق بعنف لا يعرف سببه متوتر ربما، قلق قليلا، سعيد! لا يعرف ولكنه يشعر بسعادة خفية خفيفة تداعب خلجات قلبه برفق، وقف امام باب غرفتها بعدما أخبر الممرضة أن تخبرها أن تتجهز فهو في انتظارها، سمع صوت الباب يفتح التفت سريعا ليراها تخرج من الغرفة تمشي ببطئ تنظر لأسفل ياستحياء اثلج صدره، لاحظ حقيبة الملابس الصغيرة في يدها، فهو قد كان اعطي احدي الممرضات مبلغ من المال لتشتري لها بعض الملابس، مد يده سريعا يلتقط منها الحقيبة: عنك الشنطة.
ابتسمت بشحوب تعطيه الحقيبة ليرافقها إلى سيارته يمشي ببطئ يجاري خطواتها الصغيرة الخجولة خطواته بطيئة، دقاته سريعة. تنفسه مضطرب يشعر بحمل من الهموم يجثم علي صدره.
وصلا إلى سيارته ليفتح لها باباها. جلست بخجل ليستقل هو مقعد القيادة، انطلق بسرعة معتدلة صمت تام يسيطر عليهما مدة طويلة. حمحم ليكسر حاجز الصمت: هو ما فيش حد من أهلك كلمك.
انزلت رأسها بحزن تهز رأسها نفيا تهمس بشحوب: ما حدش فيهم سأل عني، كأنهم ما صدقوا خلصوا مني، انسابت دموعها حزنا مع آخر كلمة نطقتها. التفت لها ينظر لها نظرات خاطفة، نظرات امتزج فيها الحزن والألم والشفقة لم يجد ما يقوله ففضل الصمت.
وصل بعد مدة قصيرة إلى عمارة سكنية تحمل أحد ادوارها لافتة كبيرة لمأذون شرعي. تنهد ينظر لها يهتف بهدوء: أنا اتفقت مع أستاذ فريد دا محامي صديق ليا يعني هيكون وكيل ليكي إن ما كنش عندك مانع يعني.
احمرت وجنتيها خجلا تهمس بتوتر: اللي تشوفه.
نزل من السيارة لتتبعه هي الاخري، طلب منه البواب مفتاح السيارة ليركنها في الجراش في الشارع المقابل لهما أعطاه عاصم المفتاح ثم صعدا إلى مكتب المأذون وما هي الا دقائق واصبحت زوجته. وأصبح رسميا متزوجا من اثنتين ابتسم ساخرا في نفسه اثنين يا عاصم إنت الذي دائما ما كنت تقول إني لن اتزوج ابدا سأبقي حر طليق اصبحت الآن زوج لاثتين ودع صديقه ورحل أخذها متجها لأسفل يفكر تزوجها هي الآن زوجته هل تري ستحبه بما تفكر يا احمق هي فقط تزوجتك لتحميها من ذلك المجنون زوجها السابق اشتعلت دمائه غضبا ذلك الوضيع لو يراه سيحطم رأسه علي ما فعله بها، ماذا سيخبر والديه سيقول الحقيقة ام ماذا، وإن أخبرهما كيف سيتقبلان الخبر، والأهم تهاني بالطبع لن يخبرها سيجن جنونها إن علمت، لم يكن هو وحده في ذلك الصراع بل كانت هي أيضا تفكر، عاصم حبها الاول الرجل الوحيد الذي تمنت الزواج منه وها هي امنتيها قد تحققت بعد معاناة طويلة قهر وظلم عاشته، اختطفت نظرة سريعة ناحيته لتجده شارد هو الآخر بالتأكيد هل يا تري هو نادم علي الزواج منها، هو بالفعل متزوج ولديه زوجة وأسرة هادئة بسيطة، هي الدخيلة فيها كيف ستستقبلها عائلته، هل سيخبرهم بالزواج تري ما هو رد فعلهم لو أخبرهم، هل سيتعامل معها كزوجة له أما أنها فقط حمل ثقيل وضعته حول رقبته، انتفضت حينما شعرت بكف يده تمسك كف يدها برفق نظرت ناحيته سريعا بتوتر وخجل غزا وجنتيها ليحمحم بارتباك يهمس بتوتر: الشارع زحمة علي بس ما نوصل للعربية.
ابتسمت بخجل تهز رأسها ايجابا ذهبا إلى سيارته جلست علي مقعدها ليغلق السيارة ويذهب، قطبت جبينها بقلق اين يتركها. تنهدت براحة حينما رأته يدخل إلى أحد المحلات الصغيرة « سوبر ماركت » ليعود بعد قليل في يده حقيبة بلاستيكية بها بعض الطعام والعصير، استقل مقعده ليمد يده بالحقيبة يبتسم بتوتر يهتف بتلعثم: اتفضلي، هتلاقيكي جعانة، قصدي يعني أنك ما فطرتيش. أنا قصدي يعني اننا مشينا بدري ومالحقتيش تفطري، بصي خدي وكلي وخلاص.
ابتسمت بخجل تأخذ منه الحقيبة تأكل بهدوء ليعاود تشغيل السيارة يعنف نفسه بعنف ما بك يا عاصم أ أنت عاصم الرجل الهادئ الرزين يشعر بأنه عاد مراهق احمق لا يستطيع تجميع كلمتين في جملة، انطلق إلى منزله يفكر ماذا سيقول لعائلته.
وقفت سيارة جاسر أمام منزل رؤى ودعته بحرارة لتنزل متجهه إلى شقة والدها. بينما تقف تهاني في شرفة منزلها تنظر لها بغيظ ابتسمت بخبث عليها تنفيذ تلك الخطة في أسرع وقت نزلت سريعا إلى شقة حماتها لتلحق برؤي ما ان دخلت إلى الشقة، عانقتها بحرارة باردة تهتف بود مبالغ فيه: رؤى يا حبيبتي وحشتيني اووي ايه يا بنتي الغيبة الطويلة دي.
ضحكت رؤى بود تهتف بمرح: طويلة ايه بس يا تهاني دول هما أسبوع
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتي تهاني تهتف بود: لاء بس انتي وحشتيني جداا حاسة أن بقالي سنة ما شفوتكيش. روحي غيري هدومك وحطي شنطتك وتعالي نقعد نرغي أنا وانتي.
هزت رؤى رأسها ايجابا تبتسم بعذوبة، ذهبت إلى والدتها وسلمت عليها ثم ذهبت إلى غرفتها بدلت ملابسها وتركت حقيبة يدها وخرجت إلى والدتها وتهاني يتحدثون في مواضيع شتي. وتهاني تحاول إيجاد الفرصة حتى تدخل إلى غرفة رؤي، قامت من مكانها لتسألها مجيدة: رايحة فين يا تهاني.
أجابت بابتسامة واسعة: هروح الحمام يا ماما.
دخلت إلى الممر الممؤدي إلى المرحاض وقفت امام المرحاض فتحت بابه لتغلقه بعنف وهي تقف في الخارج لم تدخل إليه، اتجهت إلى غرفة رؤى تمشي علي أطراف أصابعها فتحت الباب بحرص شديد دلفت بخفة لتغلق الباب خلفها بهدوء مشت سريعا إلى أن وصلت إلى حقيبة رؤى الملقاة علي الفراش، فتحتها سريعا تفتش بين محتوياتها إلى أن وجدت غايتها المنشودة اتسعت ابتسامتها الخبيثة حينما وجدت ما تبحث عنه لتخفيه سريعا بين ملابسها اغلقت الحقيبة وإعادتها كما كانت لتفعل ما فعلت من قبل خرجت علي أطراف أصابعها متجهه ناحية باب المرحاض فتحته واغلقته بعنف، اخذت نفسا عميقا تسيطر به علي دقات قلبها المضطربة لتخرج إليهم بثقة وثبات كأنها لم تفعل شئ، جلست جوار رؤى تتحدث قليلا، لتهتف فجاءة بلهفة: يالهوي دا الوقت اتأخر وعاصم زمانه جاي وأنا لسه ما نضفتش الشقة، نظرت لرؤي تبتسم بمرح: اتشغلت معاكي يا رورو. هقوم انا بقي عن اذنكوا. قامت رؤى تودعها لتعانقها تهاني همست الأخيرة في اذنيها بخبث: خدي بالك جوزك مش عايزك تحملي.
اتسعت عينيها بصدمة تقطب جبينها بقلق لتبتعد تهاني عنها تركتها وصعدت سريعا إلى شقتها تغلق الباب خلفها جيدا. التقطت هاتفها تطلب ذلك الرقم لتهتف بخبث ما أن سمعت إجابة: الأمانة معايا
هتف سامر بخبث: حلو اوي. اجيلك امتي
تهاني: مش عارفة لو تعرف تيجي النهاردة أنا عايزة ابعدها عن طريقي في أسرع وقت
هتف سامر بخبث: يبقي النهاردة سلام يا حلوة
اغلقت معه الخط تنظر للفراغ بتوعد تبتسم بخبث بقي فقط القليل.
في الأسفل كانت تقف متجمدة مكانها جملة تهاني تتردد في عقلها ماذا تقصد هل بالفعل ما تفكر فيه صحيح هزت رأسها نفيا بعنف ستصعد وتسالها اتجهت ناحية الباب لتجده يفتح من الخارج دخل عاصم يهتف برفق: تعالي يا حلم ما تتكسفيش.
دخلت فتاة شابة نحيفة تبدو شاحبة آثار الإرهاق والتعب ظاهرة علي وجهها نظرت لاخيها تسأله بتعجب: مين دي يا عاصم.
نظر إلى حلم. لتنظر الأخيرة له بحزن تخفض رأسها بخزي تعلم أنه لن يخبرها بالحقيقة لتتسع عينيها بذهول حينما هتف بحزم: دي حلم. مراتي!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
اتسعت عينيها بذهول تنقل انظارها بين أخيها وتلك الفتاة التي تخفض رأسها بحزن تفرك يديها بتوتر، أخبرها بمنتهي البساطة والهدوء انها زوجته نطقت بذهول: مراتك ازاي يعني، أنت إزاي تعمل كدة وليه، احتدت نبرتها تهتف: مررراتك ازاي طب وتهاني.
قطب جبينه بغضب يهتف بحزم: رؤى أنا مش صغير وعارف أنا بعمل إيه
امسك بيد حلم متجها ناحية غرفته وهي تسير خلفه مسلوبة الإرادة. اجلسها علي فراشه يهتف برفق: خليكي هنا عشر دقايق وجاي.
التفت ليرحل ليشعر بكف يدها يمسك بكف يده التفت لها حينما همست بنبرة ضعيفة راجية دموعها تتجمع في عينيها بسرعة: عشان خاطري مشيني من هنا.
ارتجف جسده بعنف إثر لمستها العفوية شعر ببروده قارصة تسري في أطرافه شعور غريب يتملك منه يود لو ظلت ممسكة بيده إلى الأبد ارتسمت ابتسامة متوترة علي شفتيه ينفض تلك الافكار المبعثرة التي تتلاعب بمشاعره ابعدها يدها برفق يبتسم بهدوء ابتسامة متوترة أكثر منها هادئة: ما تخافيش، هرجعلك علي طول، خرج من الغرفة سريعا مغلقا بابها خلفه ليتجه ناحية رؤى التي تنظر له بغضب تعقد ساعديها أمام صدرها، جلس علي الأريكة ليجذب يدها يجلسها بجانبه تنهد بضيق ليردف: هفهمك كل حاجة.
شرح لها بإيجاز ما حدث مع تلك الفتاة المسكينة وسبب زوجه بها الذي يحاول أن يقنع نفسه به تجمعت الدموع في عيني الأخيرة تساقطت القليل منها علي وجنتيها، مدت يدها تربط علي كتفه بحنو تهمس بفخر: طول عمرك راجل يا عاصم.
نظر لها يبتسم ابتسامة شاحبة ليزفر بقلق هاتفا: المشكلة دلوقتي أنا مش عارف هقول إيه لأمك ولا تهاني.
سمع صوت والدتهم تأتي من خلفها تهتف بفخر: أمك سمعت كل حاجة وفخورة بتربيتها ليك.
التفت بجسده ليجد والدته تقف خلفه عند باب غرفة المعيشة لترتسم ابتسامة هادئة سعيدة علي شفتيه، قام من مكانه متجها ناحيتها امسك كف يدها يقبله لتربط علي رأسه بحنو: ربنا يرضي عنك يا إبني ويسعدك.
قامت رؤى تهتف بحيرة: طب دلوقتي هنقول إيه لتهاني، يا عيني دي ممكن يحصلها حاجة لو عرفت.
ابتسم عاصم ساخرا داخل نفسه هو بالفعل يشك في ذلك، ليسمع صوت والدته تهتف بحزم: لاء طبعا مش هنقولها حاجة، احنا هنقولها أنها واحدة قريبتنا جاية تعقد عندنا كام يوم لحد ما نشوف هنعمل إيه، التفتت لعصام تهتف بحزم: مفهوم يا عاصم.
هز رأسه إيجابا بهدوء عينيه شاردة يفكر فيها تلك الفتاة ضعيفة مسكينة يشعر بقلبه يتفتت بعنف ما أن يري دموعها، تبا لك أيها القلب الأحمق هل تدق لها أم لزوجتك.
تركتهم رؤى متجهه إلى غرفة عاصم دقت الباب لتمسع صوت ضعيف يسمح لها بالدخول فتحت الباب بهدوء لتجد تلك الفتاة تجلس علي حافة الفراش منكمشة علي نفسها كقط صغير خائف، تنظر لرؤي بارتباك حدقتيها يرتجفان بقلق، ابتسمت رؤى بلطف لتقترب منها جلست بجانبها علي الفراش تربع ساقيها مدت يدها تهتف بلطف: أنا رؤي، وانتي
ابتسمت حلم بتوتر تهمس بارتباك وهي تصافحها: حلم.
ابتسمت رؤى باتساع تهتف بود: إسمك غريب بس حلو، أنتي عارفة كان ليا واحدة صحبتي وأنا صغيرة اسمها حلم كانت بنوتة عسل أوي، ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها تهمس بحزن: بس للأسف عزلوا من زمان اوي وما شوفتهاش من ساعتها، والله وحشتني أوي، تجمعت الدموع في عيني رؤى لتمسحهم سريعا، رسمت ابتسامة مصطنعة على شفتيها تهتف بمرح: انتي عارفة كنا بنعمل بلاوي سودا واحنا صغيرين كنا بنرن الجرس علي شقق العمارة ونطلع نجري وكنا بنلبس عاصم فيها.
أكملت حلم بعفوية شديدة: وعاصم كان بيزعل وما بيرضاش يلعب معانا الا لما نروح نجبله مصاصات وشيبسي من عند عم محمد من الشارع اللي ورانا وفي الآخر كان بيديهملنا
اختفت الابتسامة تدريجيا من علي شفتي رؤى لتتسع عينيها بذهول، لتشهق حلم بصدمة ما أن أدركت أن ذلة لسانها الغير مقصودة فضحت أمرها، همست رؤى بذهول: حلم. حلم، انتي هي صح، ايوة، طب إزاي.
ارتمت حلم علي رؤى لتنفجر في البكاء، بكاء اخرجت به كل ما يثقل قلبها، أخبرتها بكل شئ وهي تبكي وتنتحب، ضمتها رؤى بحنو لتشعر بها تصرخ بقهر صرخات مكتومة ذبيحة منتهكة، لتربط علي رأسها بحنو تبكي هي الاخري حزنا علي ما لاقت صديقتها من.
لا تعلم كم من الوقت مر وهما يبكيان دون توقف إلى أن ابتعدت حلم عن رؤى تنظر لها بابتسامة صغيرة رغم دموعها التي تنساب دون توقف، تنظر رؤى لها صامتة عاجزة عن الحركة او حتى الكلام تلك المعاناة البشعة كانت من نصيب صديقتها تلك الفتاة البريئة التي كانت تعتبرها أختها الصغري فهي كانت أصغرهم جميعا، كانت فتاة مشاكسة مرحة لا تتوقف عن الضحك ابداا تعشق المقالب ولكن ما أمامها الآن بقاياها فقط حطام دمرته قسوة الأيام وظلم بني الإنسان، أ لتلك الدرجة يمكن أن يصل شر الإنسان، ذلك الرجل تزوجها حتى يكسرها فقط لأنها رفضت الزواج منه تزوجها رغما عنها بعد أن جعل ابيها خاتما في إصبعه فقط ليحطمها.
انتبهت علي صوت أخيها يطرق الباب، لتهتف حلم سريعا: ما تقوليلهوش.
عقدت جبينها باستفهام لتهز رأسها ايجابا سريعا مسحت دموعها بعنف. حمحمت لتجلي صوتها الذي بح من كثرة البكاء: ادخل يا عاصم.
انفتح الباب ودخل عاصم يبتسم ابتسامة صغيرة متوترة، حمحم بتوتر: احم. اا، آه أنا رايح الشغل، نظر لحلم يبتسم بارتباك: عايزة حاجة وأنا جاي.
نظرت لأسفل بخجل تهز رأسها نفيا، ليوجه نظره لرؤي: خلي بالك منها. صحيح بصي يا حلم، رفعت رأسها تنظر له باستفهام ليزفر بحزن: ماما ورؤي عارفين أنك مراتي، بس معلش مش هينفع نقول لتهاني انتي فاهمة طبعا.
اخفضت رأسها بخزي تهز رأسها ايجابا تهمس بمرارة: اللي تشوفه، خرج سريعا من الغرفة دون كلمة اخري بينما ظلت حلم تنظر ارضا لتمسع رؤى تهمس بأسي: ما تزعليش يا حلم الموضوع، قاطعتها حينما رفعت رأسها تبتسم بمرارة: ما بقتش فارقة والله أنا اتعودت إني ما استناش حاجة من الدنيا.
ضمت رؤى رأس حلم لصدرها تربط علي شعرها بحنو: يا حبيبتي إن بعد العسر يسر
همست الاخيرة بقهر: بس العسر طول اوي يا رؤى خلاص ما بقتش قادرة استحمل.
وقف علي ناصية الشارع ذلك الثعلب الخبيث يراقب بهدوء عاصم وهو يرحل بسيارته ليتجه مسرعا إلى تلك العمارة متنكرا في زي عامل نظافة حتى لا يشك أحدا في أمره فالمرة السابقة نظر له بعض السكان بريبة، صعد السلم إلى أن وصل إلى غايته المنشودة ليدق الباب يصيح بصوت عالي: زباااااالة، فتحت تهاني الباب لتتسع عينيها بذهول تهمس بصدمة: يخرب بيتك ايه اللي إنت عامله دا.
غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس بمكر: لزوم التموية يا مزة، فين الأمانة
هزت رأسها إيجابا سريعا هرولت إلى الداخل لتحضر له ما يريد، عادت سريعا تعطيه ذلك الظرف تهمس بحذر وهي تتلفت حولها: ها هتخلصني منها أمتي.
اتسعت ابتسامته الشيطانية يهمس بخبث: احسبي من دلوقتي 48 ساعة، يومين بالظبط وكل حاجة هتتنهي.
ابتسمت بحماس تهز رأسها ايجابا: اخيرا، وفلوسي
اخرج من جيبه شيك بنكي خط عليه مبلغ خمسة ملايين جنية يعطيه لها: الفلوس أهي يا حلوة عشان تعرفي بس اننا ما بناكلش حق حد، بس خدي بالك الشيك تاريخ صرفه بعد اسبوعين علي ما يكون صبري باشا رجع فلوسه.
زفرت بضيق تهمس بحدة: ماشي اهم حاجة إني اخلص من البتاعة اللي اسمها رؤى دي في أسرع وقت
رحل سامر سريعا بعد ما أخذ ما يريد.
اووووووف بقي لاء صعبة اوي ومش هذاكرها
هتفت بها روان بغيظ وهي تجلس علي طاولة الطعام أمامها كتاب تلك المادة ليخرج عمرو يهتف ببرود: أنا نازل اجيب شوية طلبات من تحت، علي الله ارجع ما لقكيش خلصتي الشيت دا كله هعلقك.
نظرت له بحنق تنفخ بغيظ ليضحك ساخرا أخذ طريقه إلى باب المنزل خرج مغلقا الباب خلفه، لتزفر هي بضيق تنظر للاوراق أمامها بضجر تهتف بحنق: أنا نفسي أعرف مين اللي قال لقاسم أمين ينادي بتعليم المرأه طب هو سأل المرآه، أنا كان نفسي يبقي ليا كيان وكرير بس بعد ما شوفت الارف دا عايزة اخلف كمال وكريم آه يا اني يا صغيرة علي الهم يا روني يا حلوة ومتهانة يا روني، أنا فعلا صدقت أن الست مالهاش الا جوزها وبيتها، عاااا طب ما أنا اتجوزت اهو وبردوا بذاكر منك لله يا عمرو.
سمعت صوته يهتف من خلفها ضاحكا: كملي وصلة الندب كل ده عشان بقولك ذاكري يا فاشلة.
نظرت له بضيق تهتف بحنق: ما تقولش عني فاشلة الكلمة دي بتضايقني
انفجر في الضحك وهو يتذكر فيلم الباشا تلميذ ليهتف بعند: بتعصبك كلمة يا فاشل طب يا فاشل يا فاشل يا فاشل.
صرخت بغيظ: عاااا أنت ايه اللي رجعك مش قولت نازل
تلك المرة ارتسمت ابتسامة هادئة ودودة علي شفتيه: ابدا كنت جاي اسألك مش عايزة حاجة اجبهالك وأنا جاي.
اتسعت ابتسامتها تعد علي أصابع يدها تهتف بحماس: بجد طب انا عايزة شيبسي وبسكوت وعصير وايس كريم وشكولاتة وايس كريم وتورتة ايس كريم وباتون ساليه وبيبسي بس تبقي دايت عشان ما اتخنش.
رفع حاجبيه بذهول يهتف بتهكم: هو فعلا البيبسي الدايت هايل للتخسيس، صاح بذهول: يعني أنتي عايزة كل دا وفي الآخر عايزة بيبسي دايت، وبعدين اجبلك فلوس لكل دا منين أنا انتي فاكرة نفسك متجوزة ثري عربي يا أختي.
وقفت أمامه تتخصر ساخرة تهتف بتهكم: علي الاقل لو كنت اتجوزت ثري عربي. كنت اول ما اقوله عايزة اكل يا أبو طلال، يقولي افتحلك مطعم دا حين، عايزة اسافر يا أبو طلال والله اشتريلك طيارة دا حين، عندي امتحانات يا أبو طلال يقول سيبك منها وخدي الفيزا حقي سوي شوبنج.
نظر لها بضيق يهتف بتهكم؛ وأبو طلال دا هيبصلك علي إيه أن شاء
شهقت بحركة سوقية تهتف بحدة: مين دا يا بابا دا مزة المزز يا حبيبي.
هز رأسه نفيا بعنف يقطب جبينه بتعجب يهتف بذهول: انتي بتردحيلي!، عارفة يا روان انتي بتفكريني بالأفلام الأجنبي اللي كانت بتيجي زمان الصوت ما كنش بيبقي ماشي مع الصورة خالص، تلفت حوله يهتف باستفهام: هو أنا كنت جاي ليه منك لله يا شيخة نسيتي، آه تصدقي أن أنا حيوان اني قولت اسألك يمكن تكوني عايزة حاجة ومكسوفة تقولي، مكسوفة ايه بقي دا أنا اللي مكسوف، ضرب كف فوق اخر يخرج من باب الشقة ليسمعها تصيح من الداخل: ما تنساش النسكافية.
ضحك رغم عنه يهز رأسه نفيا، لما ورط نفسه مع تلك المجنونة
نزل إلى أسفل ليمر علي قوة صغيرة في طريقه كان جالسا عليها، هاني ذلك الفتي المنحرف صديق روان، اخيرا بعد بحث طويل عنها استطاع أن يجدها، نظر لعمرو بغل ذلك الاحمق تزوجها حصل علي ما انتظره هو كثيرا، جز علي أسنانه بغيظ تلك الفتاة ستكون له حتى لو قتل زوجها الاحمق.
جلست مجيدة ومعها رؤى وحلم علي طاولة الطعام، مجيدة تتحدث بود ورؤي تحاول إخراج حلم عن أحزانها ولو قليلا، بالطبع لم تخبر والدتها بناءا علي رغبة حلم
ربتت مجيدة علي كتف حلم برفق تهتف بحنو: كلي يا حبيبتي ما تتكسفيش البيت بيتك.
هزت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر لتتنهد رؤى بحزن تفكر في حال تلك المسكينة وجملة تهاني ماذا قصدت بها «خدي بالك جوزك مش عايزك تحملي »، ماذا تعرف حتى تخبرها بتلك الجملة أم انها فقط تثير القلق فيها، كانت علي وشك الصعود إليها حينما أتت حلم لم تستطع تركها رغم أنها تموت من القلق والفضول لمعرفة مقصد تهاني من تلك الجملة.
مر يومين، كانت الهدوء هو السائد في جميع النواحي حتى حسين والد عاصم حينما علم بقصة زواج إبنه لم يعترض بل شعر بالفخر من تصرف إبنه ولكنه كان قلقا علي أن يحدث شرح في علاقة عاصم بزوجته، عاصم لم يدخل شقة والدته ابدا طوال اليومين لا يريد أن يراها يحاول أن يسكت تلك المشاعر التي تعبث بثباته بلا هوادة، تهاني تعرفت علي حلم ولم تعرها انتباها لم يخالطها حتى شعور ولو ضئيل بالغيرة علي زوجها من وجود فتاة جميلة مثلها في منزل حماتها، هاني يبحث عن الفرصة المناسبة التي سيصطاد بها فريسته.
إلى ان جاء ذلك اليوم
صباحا في منزل عاصم، خرج عاصم إلى عمله نزل علي سلم البيت ليقف أمام باب شقة والده كور قبضته سيدق الباب يريد أن يراها اشتاق لها ينهر نفسه بعنف ليل نهار هل أحبها في تلك المدة القصيرة جداااا، نهر عقله ليصمت قليلا مست قبضته الباب دون أن يطرقه ليبسطها تنهد بضيق يهز رأسه نفيا ليفر هاربا إلى أسفل يستقل سيارته ينطلق مسرعا.
في شقة عاصم، قامت من علي الفراش تشعر بدوار غير مبرر ما بالها لا تستطيع الاتزان حتى، تشعر بشئ غريب رأسها ثقيل معدتها مضطربه تشعر برغبة ملحة في التقيؤ، وضعت يدها علي فمها لتهرول إلى الحمام بخطي مضطربة غير متزنه وقفت أمام حوض الغسيل تخرج كل ما في جوفها، لتفتح صنبور المياه تغسل وجهها بعنف، رفعت رأسها تنظر لانعاكسها في المرآه أنفاسه سريعة مضطربة عقدت جبينها تفكر للحظات لتتسع عينيها بصدمة لالالا مستحيل أن تكون حقيقة!
في شقة عمرو، خرج من شقته بعدما ودع روان يتذكر ذلك اليوم الذي عاد فيه من الأسفل اشتري لها بعض الأشياء من التي طلبتها بالطبع لم يشتري كل ما طلبت فحالته المادية لا تسمح بذلك، ولكنه رغم ذلك رأي السعادة تقفز في عينيها فرحة، اخذت منه المشتريات لتقبله بعفوية علي وجنته، شهقت تبتعد سريعا تنظر له بخجل لتفر إلى غرفتها توصد الباب خلفها، بينما وقف هو متجمدا مكانه يضع يده علي وجنته يبتسم ببلاهة...
فاق من تلك الذكري السعيدة ليتنهد بحرارة نزل إلى أسفل ليتجه إلى عمله، خرج هو لحظات ودخل الآخر يبتسم ابتسامة شيطانية خبيثة، صعد إلى اعلي مهرولا إلى ان وقف أمام شقتها، دق الباب ببطئ ليسمع صوت روان يهتف من الداخل بمرح: طبعا نسيت حاجة زي العادة، فتحت الباب لتتلاشي الابتسامة من علي وجهها اتسعت عينيها بصدمة تهتف: هاني.
اتسعت ابتسامة الآخر ليدفعها للداخل مغلقا الباب عليهم بعنف، ينظر لها بخبث وإصرار علي نيل ما يريد!
عذرا طبعا لقصر الفصل، مش هقعد كل شوية ازعجكوا واقولكوا عندي امتحانات بس يعني غصب عني والله
تفتكروا تهاني حامل فعلا ولا هيحصل زي المرة اللي فاتت؟
آه وعلي فكرة أنا ما بحبش اكرر الحبكات فإن خالد لحق لينا في جنون عاشق قبل ما اياد يعمل فيها حاجة فأنا بصراحة مش عارفة عمرو هيلحق روان ولا لاء ??????.
استعدوا لمفاجاة الفصل الجاي، وياريت يعني بلاش التعليقات اللي بيبقي فيها حروف ( س، م، ت ) يعني ايه دا
وما فيش ريفيوهات ولا حد بيتناقش في الرواية انا هقوم أروح ???? بلا رواية بلا بتاع كفاية الكلية والمرمطة اللي أنا فيها.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
فتحت الباب لتتلاشي الابتسامة من علي وجهها اتسعت عينيها بصدمة تهتف: هاني
اتسعت ابتسامة الآخر ليدفعها للداخل مغلقا الباب عليهم بعنف، ينظر لها بخبث وإصرار علي نيل ما يريد! نظر لها نظرات خبيثة وقحة ليهتف بابتسامة ماكرة: وحشتيني يا روني وحشتيني يا بيبي.
اشتعلت عينيها غضبا لتهتف بحدة: أنت ايه اللي جابك هنا، رفعت ذراعها تشير بسباتها ناحية باب الشقة المغلق تهتف بحنق: امشي أطلع برة بدل ما اصوت وألم عليك الناس.
نظر لها بغضب تلك الحمقاء لن تمنعه من الحصول علي ما يريد ولكنها محقة أن ارتفع صوتها قليلا سيتجمع الحي بأكمله هنا وخصوصا أنه في منطقة شعبية، ابتسم داخله بمكر ليهتف بحزن مصطنع: أنا غلطان يا روان اني كنت جاي اباركلك واشوفك يمكن يطلع جوزك بيعاملك وحش ولا حاجة، أنا فعلا غلطان اني لفيت قد كدة لحد ما وصلت لعنوانك، علي فكرة أنا ما كنش قصدي ازقك بس انتي شايفة انتي لابسة ايه وكان في واحد معدي، أخفض رأسه بحزن مصطنع، لتبلع الأخيرة لعابها بتوتر تنظر لملابسها بالفعل كانت ترتدي بنطال قصير فوق ركبتيها فوقه سترة بحمالتين رفعتين عادت تنظر له لتهتف بندم: أنا آسفة يا هاني بس أنت فعلا لازم تمشي بعد اذنك اتفضل عمرو لو جه لاقاك مش هيحصل كويس ابدا.
هز رأسه إيجابا رفع وجهه يبتسم بحزن: حاضر يا روان همشي، بس اسمحيلي اديكي هدية جوازك قبل ما امشي، اقترب منها إلى ان وقف أمامها مباشرة يبتسم ببراءة وهي تنظر له تعقد جبينها باستفهام لتصرخ صرخات مكتومة لا تعرف ماذا حدث في لحظة جذب رسغ يدها إلى ان لاصق ظهرها صدره مكمما فمها بيده اليسري، يلف ذراعه الأيمن حول خصرها ليحملها عن الأرض قليلا وهي تتلوي بين يديه تحاول ضربه بيديها لتسمعه يهتف بتشفي: معلش بقي يا روني أنا صبرت عليكي كتير استحملت طولة لسانك وقلة ادبك وعجرفتك وغرورك عشان تبقي بتاعتي، عشان اخذ اللي أنا عايزه بس انتي روحتي اتجوزتي مش مهم ملحوقة يا بيبي، وصل بها إلى أحدي غرف النوم ليلقيها علي الفراش بعنف مازالت يده تكمم فمها ويده الاخري تحاول الإمساك بكفيها، تلك المسكينة تحاول دفعه بكل ما أوتيت من قوة، تلوت تحت يديه دموعها تنساب دون توقف تنظر له بغضب تصرخ صرخات مكتومة بفعل قبضة يده، ضربته بقدمها في معدته بعنف ليبتعد عنها يأن بألم، دفعته لتخرج من باب الغرفة ما أن امسكته مقبض الباب حتى صرخت بألم حينما وجدت يده تقبض علي خصلات شعرها يجذبها بعنف مكمما فمها بيده الاخري، قرب وجهها من وجهه يبتسم بخبث: هششششش الناس هتسمعنا.
بدأ بوحشية يحاول تمزيق ملابسها وهي تحاول دفعه تبكي بعنف تتذكر عمرو وعلاقتها معه حنانه غضبه عصبيته في بعض الاوقات ابتسامته الحنونة والساخرة حرصه علي مذاكرة كل ذلك كان يمر أمام عينيها وهي تشعر بيدي ذلك المجنون تمزق ملابسها
التقطت بأسنانها قطعه قصيرة من كف يده لتعضها بقوة ليبعد يده يصرخ بألم: آه يا بنت ال...
وهنا انطلقت تصرخ الحقوني يا ناس حقد يلحقني، ولكن لسوء حظها تلك الغرفة بعيدة عن الشارع عليها أن تصرخ أكثر ليسمعها أحد، اااه صرخت بألم حينما هوي كف يده علي وجهها بعنف، صفعة تلتها الثانية ضربها بغل وحقد شيطاني مسيطر عليه، ليرتطم رأسها بحافة الفراش لتبدأ تري ما حولها بصورة ضعيفة مشوشة تشعر بسائل دافي ينساب من رأسها، لتفقد الوعي اقترب هاني منها يهتف بقلق: روان، روان يا نهار اسود، يا نهار اسود، لتكون ماتت، روان روان هتف بها بذعر يضربها علي وجهها بخفه وضع يده خلف رقبتها يحملها ليشعر بذلك السائل اتسعت عينيه بذعر ليحملها بين ذراعيه كان جرح بسيط ولكن من ذعره لم ينتبه اتجه بها ناحيه الفراش لتساقط بعض قطرات الدماء من يده علي الفراش وضعها علي الفراش بخوف وضع عليها الفراش كأنها نائمة، ما يهمه الآن أن يفر هاربا دون أن يراه أحد، خرج من الغرفة لترتسم ابتسامة شاحبة علي شفتيها لم تفقد وعيها بالكامل كانت تشعر به وهي يهتف باسمها بقلق لم ترد ربما بالفعل يعتقد أنها قد ماتت ويهرب تعرفه جبان للغاية وبالفعل حدث ما توقعت، خرج هاني من الشقة بأكملها نظر حوله بحذر ليفر هاربا لأسفل حينما وصل لمدخل العمارة اصطدم في طريقه بعمرو لم يلتفت له بل اكمل طريقه هاربا لينظر عمرو له بتعجب، فعمرو لم يراه من قبل، رفع كتفيه بلامبلاة ليأخذ طريقه يزفر بضيق بعد ما وصل إلى موقف سيارات الاجري اكتشف انه نسي النقود احمق اخذ المحفظة فارغة ليأخذ طريقه عائدا للبيت وقف أمام باب الشقة يدق الباب انتظر دقيقة اثنتين ثلاثة لا مجيب، زفر بضيق بالتأكيد تلك المدللة نائمة اخرج مفتاحه الخاص فتح الباب يبحث عنها، روان، روان انتي فين يا روان، قطب جبينه بتعجب ليبحث عنها هنا وهناك ليست في غرفتها ولا في غرفته، بحث في المطبخ والحمام ولا أثر لها، اتجه إلى غرفة اخته إيمان التي اغلقها منذ رحيلها فتح بابها ليقطب جبينه باستفهام فهو يراها نائمة علي الفراش تحت غطائه الوثير جلس بجانبها يهزها برفق: روان، ياروان قومي يا بنتي كل دا نوم، فتحت عينيها بقدر بسيط تأن من الم رأسها ليهتف عمرو بتعجب: هو انتي مش كنتي صاحية وأنا خارج ايه اللي رجعك تنامي تاني يا دبدوبة، هتف بمرح: ومستغطية كمان في عز الحر، طب اهو الغطا.
نزع الغطاء عنها كان يبتسم بمرح لتتلاشي ابتسامته تدريجيا، شخصت عينيه بصدمة ينظر لباقيا ملابسها وبقع الدماء علي الفراش ليأتي في رأسه صورة ذلك الشاب وهو يفر هاربا، وقف متجمدا ينظر لها الصدمة الجمت لسانه نطق بثقل يشعر بأن لسانه غير قادرة علي الحركة: انتي، مين اللي عمل كدة.
هاني نطقتها بضعف لتشتعل عينيه غضبا ذلك الفتي التي كانت تريد أن تهرب معه قبل زواجهم، نظر لها بذهول ليضحك ساخرا ضحكات مريرة عالية: هاني ههههههه حبيب القلب الاولاني اللي كنتي عايزة تهربي معاه ههههههههههه قد ايه أنا مغفل كنت فاكر أنك مظلومة بنت صغيرة اتحرمت من حنان أمها وأبوها عاشت لوحدها لازم اساعدها وأخد بإيديها، في الآخر طلعت حمار، حمار ربط إسمي بإسم واحدة رخيصة زيك، نظر لها باشمئزاز.
لتهز رأسها نفيا بعنف تنساب دموعها همست بضعف: عمرو إنت فاهم غلط...
قاطعها يهتف ساخرا: لاء انا فاهم صح وصح جدااا كمان علي فكرة أنا شوفت حبيب القلب وهو نازل يجري.
قاطعته تحاول ان ترفع صوتها تنساب دموعها بقهر: والله أنت فاهم غلط اديني فرصة اشرحلك والله ما خونتك، انت ممكن تتأكد.
ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بمكر: دي دعوة صريحة يعني، نظر لها باشمئزاز يهتف بقرف: بس معلش بقي أنا ما بكلش من طبق اتلم عليه الدبان.
انتصفت بصعوبة تهتف بألم: علي فكرة أنا مش قصدي اللي فهمته، أنا قصدي أنك ممكن توديني لدكتورة وأنت تتأكد إني شريفة والله ما خونتك والله ما لمسني.
نظر لها بضيق ليوليها ظهره يهتف ببرود يشعر بكرامته تحترق: مش مصدقك، عشان بس ربنا أمر بالستر أنا مش هقول لابوكي ومش هطلقك دلوقتي هتفضلي علي ذمتي لآخر الشهر وبعد كدة هرمي عليكي اليمين وتغوري في ستين داهية ولو إني مش طريق اشوف وشك ولو دقيقة واحدة، أما بقي حبيب القلب قسما بربي لهجيبه لو كان تحت الارض.
اتجه للخارج ليمسعها تهمس بقهر: زي ما ربنا أمر بالستر، ربنا بردوا ما يرضاش بالظلم وأنت كدة بتظلمني ليه مش عايز تصدقني أنا والله ما خونتك حرام عليك أنت كدة بتظلمني.
التفت لها عينيه حمراء دامية صدره يعلو ويهبط بجنون صرخ بقوة: أنا مش ظالم أنا مظلوم عشت عمري كله مظلوم، يوم ما حبيت واحدة واتمنتها من كل قلبي اشتغلت ليل ونهار عشان اقدر اوصلها لقيتها اتجوزت، ضحك بمرارة مكملا: اتجوزت جاسر بيه مهران صاحب الشركات، جاسر بيه اللي بيمشي ووراه اسطول حرس، انما أنا عمرو حتة محاسب صغير لا راح ولا جه، طبيعي تتجوزه هو رغم كدة قولت الحمد لله دا نصيب وكل واحد بياخد نصيبه، وحاولت علي قد ما اقدر ما افكرش فيها حاولت اخرجها من قلبي، لحد ما دخلتي انتي حياتي وملتيها بشقاوتك وعندك وطولة لسانك، كنت بحاول اخلي قلبي ما يتقعلش بيكي عشان أنا عارف أنه هيجي يوم وتمشي ما تبقيش وهم زي رؤى.
نظر لها بألم تنساب دموعه بصمت: انتي مس عارفة انتي عملتي فيا ايه، انتي دبحتيني أنا جوايا نار لو سيبتها تطلع هقتلك، ليه يا روان ليه، أنا عارف إني كنت بعملك وحش أول ما شوفتك بس ليه تاخدي تارك مني بالباشعة دي.
مظلومة والله العظيم مظلومة صرخت بها بقهر، نظر لها بتهكم ليتركها ويخرج من الغرفة بينما ظلت هي تردد كلمة مظلومة دون توقف.
ليلا في فيلا جاسر مهران، جلست علي الفراش تتنهد بضيق بعد كلام تهاني اصبحت تراقبه خلسه علها تراه وهو يضع لها تلك الاقراص
ولكن دون فائدة، ابتسمت بهدوء تنهر نفسها ولما قد يفعل جاسر ذلك اصلا حمقاء يا رؤى
شعرت بيده تلوح أمام وجهها لتنظر له تبتسم بحب، جلس أمامها علي الفراش يربع ساقيه يهتف بمرح: بدل ما انتي قاعدة شبه المطلقة كدة تيجي نلعب.
ضحكت رغما عنها لتهز رأسها ايجابا تهتف بمرح: اشطة نلعب كوتشينة
نظرا لبعضهما البعض يبتسمان بخبث ليهتفا معا: علي فلوس / علي الهدوم
شهقت تهتف بحنق: أنت قولت إيه يا قليل الادب يا سافل
ابتسمت ببراءة يهتف بثقة: علي فكرة بقي أنا قولت علي فلوس انتي اللي سمعتيها غلط
ضيقت عينيها بغيظ تهتف بحنق: يا برئ شوف وأنا اللي ظلماك لا بجد ماليش حق
تنهد بضيق مصطنع يهتف بغرور: معلش خليها عليا المسامح كريم.
احمرت وجنتيها بغيظ ليضحك عاليا احضر اوراق اللعب ليبدأ في اللعب حينما وجد هاتفه يرن برقم ياسر زوج اخته، فتح الخط سريعا بقلق خوفا من ان يكون مكروها أصاب اخته ليجد ياسر يهتف بحنق دون مقدمات: بقولك ايه يا جاسر إنت تيجي تاخد المجنونة اختك دلوقتي حالا بدل ما اولع فيها.
قطب جبينه بتعجب يهتف بحدة: في إيه ياض مالها نرمين
صرخ ياسر بغيظ: الهانم هرمونات الحمل جننتها تقريبا ماشية ورايا طول النهار تقولي يلا يا ياسر سمع عمو!
انفجر جاسر في الضحك حتى أدمعت عينيه يهتف من بين ضحكاته: والله عسل طالعة لاخوها، وأنت ما بتسمعش عمو ليه يا ياسر.
صرخ ياسر بغيظ: دا انتوا عيلة مجانين كلكوا أنا غلطان إني اتصلت بيك اصلا
اغلق ياسر الخط بغيظ ليكمل جاسر ضحكه المتواصل إلى أن قاطعته رؤى تسأله لما يضحك بذلك الشكل أخبرها ما حدث من بين ضحكاته لتشاركه هي الاخري في الضحك
مسحت دموعها تهتف بجد: بس يا جاسر يعني يا ريت تقنع ياسر انه يجيب نرمين تقعد معانا هنا، عشان يعني ترتاح هنا في شغالين وأنا هبقي جمبها والله هحطها في عينيا.
ابتسم بحنو يشعر دائما بالفخر من تصرفاتها كأنها ابنته وليست زوجته اردف بجد: ياسر مش راضي خالص حاولت والله معاه بس هو مش موافق ونرمين مش عايزة تبعد عنه ليكمل ساخرا: أصلهم ما يقدروش يستغنوا عن بعض ابدااا يا عمري عيال ملزقة كاتهم الارف.
والله العظيم يا جاسر إنت مسخرة هتفت بها رؤى من بين ضحكاتها، ليبدأ في اللعب من جديد، الجولة الأولي فاز جاسر ابتسم بانتصار: أنا اللي كسبت، ايدك علي الفلوس.
ابتسمت بدلال تمد يدها تداعب لحيته بحنو: بمناسبة الفلوس بقي يا جوجو يا حبيبي يا روح قلبي.
رفع حاجبه الايسر يضيق عينيه بشك: ما منجي من المهالك يا رب عايزة ايه يا رؤى
زمت شفتيها بضيق تهتف بدلال: يعني جوزي حبيبي روح قلبي يبقي عنده أكبر شركات استيراد وتصدير وسياحة هنا وفي دبي مش كفاية اني ما بقتش بشوف إيمان بسببك
علي صاحبك خدها وسافر دبي، بس علي الاقل هو خلاها السكرتيرة بتاعته معاه في الشغل وفي البيت مش أنت مقعدني في البيت.
هتف بضيق: عايزة ايه من الآخر يا رؤى
عايزة اشتغل معاك، نطقتها بحماس ليهتف ببرود: دا عند أمك
اشهرت سبابتها امام وجهه تهتف بتوعد: هتخليني اشتغل معاك والا هفضل في الرايحة والجاية اقولك محاضرات عن حقوق المرأه وأنها جزء عامل في المجتمع وإن اللي بتعمله دا اسمه تعدي علي حقي في العمل وليلة كبيرة اوي سعادتك ها موافق ولا لاء.
لاء نطقها بابتسامة صفراء لينزل من علي الفراش اتجه لباب الغرفة يهتف بجد: موافق تشتغلي معايا بس لما تخفي خالص، سمعها تصرخ من خلفه بحماس: يس يس يعيش جاسر، ضحك بخفوت ليخرج من الغرفة متجها لأسفل إلى المطبخ كالعادة احضر كوب ووضع به بعض العصير مد يده في جيب بنطاله يلتقط شريط الاقراص اخذ واحدة ليضع الشريط سريعا في جيبه فسقط انحني ليلتقطه ليجد يدها تسحبه سريعا، اتسعت عينيه بصدمة اعتدل واقفا ينظر لها بصدمة جمدت حركته ليجدها تمسك الشريط بين أصابعها تبتسم بحزن: كنت عارفة والله بس كنت بكذب نفسي.
بلع ريقه بارتباك ينظر لنظرة الانكسار في عينيها بألم هتف سريعا يبرر موقفه: رؤى الموضوع مش زي ما انتي فاهمة خالص أنا وأنتي عارفين إن الحمل غلط عليكي الفترة دي خصوصا مع ادوية القلب اللي بتخديها وأنا حاولت افهمك بدل المرة ألف، بس انتي عنيدة انتي اللي اضطرتيني اعمل كدة.
القت شريط الاقراص علي الارض تحت قدميه تنظر له بعتاب لم تنطق بكلمة واحدة فقط عادت ادراجها إلى الأعلي تبتسم ساخرة علي حالها نزلت خلفه تود شكره علي موافقته لذلك قررت أن تصنع له تلك الكعكعة التي يحبها تسللت بخفة كانت تود مشاكسته لتراه وهو يخرج ذلك القرص شعرت بدلو ماء بارد يسكب فوق رأسها يالله كم كانت حمقاء حتى يخدعها كل تلك المدة دخلت غرفتها دون ان تزرف دمعة واحدة اتجهت ناحية دولاب ملابسها بدلت ملابسها سريعا سترحل!
زفر بضيق يشد علي شعره بعنف امسك احد الأكواب الفارغة يلقيه علي الارض بعنف ليتهشم الكوب إلى فتات، حمقاء غبية بلهاء هو فعل ذلك فقط لأجل صحتها كيف تفكر تلك البلهاء أن حملت طفلا الآن سيكون مصيرها الحتمي الموت لما لا تفهم لما هي عنيدة إلى تلك الدرجة لو تفهمت الأمر من البداية ما كان سيفعلها بدون علمها، تهاوي علي أحد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه ليسمع صوت حذائها قريبا منه رفع رأسه ليجدها ترتدي ملابس للخروج وقف أمامها يهتف بحدة: انتي رايحة فين.
نظرت له نظرات فارغة خاوية تهتف ببرود: رايحة عند ماما كام يوم
- رؤى بلاش جنان انتي عارفة اني عملت كدة عشان مصلحتك، صرخ بها بانفعال
لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيها استطاع رؤيتها رغم بيشة نقابها التي تغطي وجهها فهو بات يحفظها جيدا لتهتف ببرود: مصلحتي أنا عارفاها كويس عن إذنك.
تجاوزته لتغادر ليسمعا في تلك اللحظة دقات عنيفة قوية علي باب المنزل اتسعت عينيها
بخوف من صوت تلك الدقات لتهرول ناحيته تمسك ذراعه تهتف بخوف: مين بيرزع كدة
ابعد يدها عن ذراعه ليتجه ناحية باب الفيلا فتحه ليقطب جبينه بغضب كان يقف امامه صبري الدمنهوري الذي يبتسم بتشفي ومعه أحد الظباط وخلفهم بعض العساكر، قبض جاسر علي تلابيب ملابس صبري يزمجر بغضب: انت ايه اللي جابك هنا يا ابن ال...
هتف صبري بمسكنة إلى الظباط: شايف يا حضرة الظابط
أبعد الظابط صبري عن يدي جاسر يهتف بجد: جاسر باشا ارجوك ما ينفعش اللي حضرتك بتعمله دا احنا جايين هنا لمهمة محددة.
نظر للظابط باستفهام: مهمة ايه دي
اشار الظابط إلى صبري يهتف بجد: أستاذ صبري الدمنهوري جاي ياخد مراته، مدام رؤى حسين عبد الوهاب!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
مرات مين انت اتجننت يا جدع انت، صرخ بها جاسر بغضب وهو ينظر لصبري نظرات جحيمية متوعدة، ليهتف الظابط بحدة: جاسر باشا اللي إنت بتعمله دا ما ينفعش، احنا جايين نعمل شغلنا.
وقف امام رؤى يخفيها خلف ظهره يصرخ بجنون: شغل اييييه بقولك مراتي، وأنت جاي تقولي مراته وعايزني ادهالكوا كمان انتوا مجانين.
مد الظابط يده ناحية جاسر بورقة مثنية ليقطب الاخير جبينه بغضب نظر للورقة لينتزعها بعنف ينظر لمحتواها لتتسع عينيه بصدمة اخرسته، ليسمع صوت الظابط يهتف بهدوء: أظن الورقة اللي في أيد حضرتك فيها إجابة سؤالك مدام رؤى تبقي مرات أستاذ صبري من اكتر من سنة هو صحيح جواز عرفي بس موثق في الشهر العقاري كدة يعتبر جوازك منها باطل، رفع رأسه من علي الورقة يهز رأسه نفيا بعنف ينفي أثر تلك الصدمة من علي رأسه يسمع صوتها من خلفها تهتف بنحيب: انتوا كدابين أنا مش مراته.
التفت لها يصرخ بغضب: اخرسي ما اسمعش صوتك خالص
شخصت عينيها بذعر لتهز رأسها ايجابا سريعا تنساب دموعها تنظر له بقهر مستحيل انه صدق أنها فعلت ذلك.
بينما كان صبري يقف بهدوء ينظر لهم بتشفي يبتسم بشماتة وهو يري حالة جاسر المضطربة
ليتذكر ذلك الحديث الذي دار بينه وبين سامر ذلك الثعلب الماكر في ذلك اليوم الذي جاء فيه إليه
Flash back.
دخل إلى الحجرة ليخرج المأمور لينظر صبري إلى المحامي الخاص به ذلك الرجل الخبيث الماكر علي استعداد ان يفعل اي شئ فقط من اجل النقود علي ثقة تامة من انه سيخرجه من تلك القضية هتف صبري بلهفة طمني يا سامر لقيتلي حل أنا مش هفضل محبوس هنا كتير و الزفت اللي اسمه جاسر بيتمتع بفلوسي برة، لقيت حل مش كدة انت آخر مرة قولتلي هتلاقي حل وغبت وقولت عدولي وأخيرا ظهرت.
نظر سامر له بخبث ليعود في جلسته إلى ظهر كرسيه يبتسم ابتسامة شيطانية يهتف بخبث: عيب عليك يا باشا أنا عندي ليك الخطة اللي هتخرجك من هنا باشا وأنت حاطط رجل علي رجل أنا ما بغبش علي الفاضي أنا كنت حاطط حبابيك تحت عينيا.
اقترب صبري منه بلهفة يهتف سريعا: خطة ايه قولي
هتف بخبث: هقولك هو في حد واحد بيخطف مراته
نظر له صبري بتعجب يعقد جبينه باستفهام ليردف سامر بخبث: يعني احنا لو ضربنالك عقد جواز عرفي مع مراتي المحروس بتاريخ سابق لا وكمان موثق في الشهر العقاري أنا حبابيبي في الشهر العقاري كتير ويتمنوا يخدموا.
اتسعت عيني صبري بذهول يهتف بلهفة: ودي هتعملها إزاي
ارتسمت ابتسامة خبيثة علي شفتي صبري: عيب عليك يا صبري باشا هو أنا تلميذ أنا بس كل اللي عايزة قسيمة جوازها هاخد منها امضتها ورقم البطاقة بتاعها وتاريخ جوزها عشان نخلي العقد بتاريخ سابق عنها وصورة الهانم كمان والصورة كمان.
صبري: طب وأنت هتجيب قسيمة جوازها منين
ابتسم سامر بخبث: لاء دي بتاعتي أنا كمان أنا عندي واد خبير خطوط جن مستحيل حد يعرف أن أمضتها متزورة، ليك عليا لاطلعك هنا باشا ما هو حدش بيخطف مراته وساعتها تمسك جاسر مهران من أيده اللي بتوجعه وساعتها غصب عنه هيرجعلك فلوسك وعليها بوسة.
ليبدأ بالتصفيق له لينحني الآخر برأسه بحركة مسرحية هزلية يبتسم بثقة هتف صبري بإعجاب: ايه دا يا سامر ايه الدماغ دي دا إبليس قاعد جنبك ماسك ورقة وقلم، طب هتنفذ امتي أنا عايز اخرج في أسرع وقت.
وضع قدما فوق اخري يبتسم بثقة يهتف بهدوء: صبرك عليا يا صبري اتقل علي الزر زي ما بيقولوا أنا بس عايز اتأكد من حاجة لو لفقت اضمنلك في خلال ايام هتكون برة غصب عن عين جاسر مهران
Back
فاق صابر من شورده وابتسامة سوداء شيطانية مرتسمة علي شفتيه بينما يصرخ جاسر بغضب: الورقة دي مزورة
ليرد الظابط بهدوء: يا باشا الورقة مسجلة في الشهر العقاري، اعتقد أنك عارف خط المدام هو دا ولا لاء.
هز رأسه إيجابا ينظر لرؤي بذهول صدقا لا يعرف كيف يتصرف في ذلك المأزق لمعت في رأسه فكرة ليهتف سريعا: يبقي كدة المفروض تقبضوا عليها مش تدهاله
شهقت بذعر تهتف بذهول: جاسر إنت بتقول ايه
حدقها بنظرة نارية حادة يهتف بحزم: اخرسي انتي خالص، لو قبضوا عليها أهون عنده من أن يأخذها عدوه وهو كفيل باخراجها في ساعات.
ليظهر سامر في تلك اللحظة يبتسم بخبث ثعلبي اتجه ناحية الظابط يمد يده بعدة اوراق يهتف بثقة: دا تقرير من مستشفي، النفسي بيقول أن مدام رؤى عندها خلل عقلي وغير مسؤولة عن تصرفاتها بالكامل ودا إقرار من أستاذ صبري بأنه مسؤول عن حالتها وخصوصا أن الحالة دي حصلتلها بعد جوازهم بسبب علاج غلط هي خدته أثر علي قواها العقلية، وعلي فكرة التقرير موثق ومضمي من أكتر من دكتور، اخذ الظابط الاوراق ينظر فيها بجد ليهز رأسه إيجابا بهدوء يؤكد كلام سامر.
اتجه جاسر ناحية صبري يقبض علي تلابيب ملابسه يصرخ بغضب: دا أنا ادفنك هنا قبل ما تفكر تاخد مراتي مني انت إيه يا أخي شيطاااااان ما كفاكش أنك دمرت عيلتي زمان جاي تكمل عليا دلوقتي.
ابتسم سامر بخبث يهتف بجد: حضرتك الظابط أنا عايز اثبت التعدي دا في المحضر.
ليهتف صبري بهدوء برئ: مالوش لزوم يا حضرة الظابط، مد يده يقبض علي كفي جاسر يبعدهم عن ملابسه يكمل ببرود: أنا مقدر اللي هو فيه أنا بس اخد مراتي وامشي.
هنا بدأت رؤى تصرخ بانيهار وهي تنظر للظابط: أنا مش مراته والله العظيم ما اتجوزته، أنا مرات جاسر مهران، دا مش جوزي هو بس عايز ينتقم من جاسر، ارجوك صدقني أنا مش مراته والله مش مراته.
اقترب صبري من رؤى يبتسم باصفرار: يلا يا حبيبي أنا مقدر يا روحي حالتك وعارفها كويس يلا معايا، مد يده ناحية رؤى يود الإمساك بيدها ليسمع صوت طلق ناري اطلق جاسر رصاصة مرت بجانب صبري ليظهر أمامه يقف أمام رؤى يشهر مسدسه في وجه صبري يصرخ بغضب: هقتلك يا صبري.
صرخت بذعر تتشبيث بذراعه لتجد الظابط والعساكر يشهرون أسلحتهم ناحية جاسر: جاسر جاسر عشان خاطري نزل المسدس. ابوس ايدك ما تضيعش نفسك، أنا مراته هو ايوة أنا مراته.
اتسعت عينيه بذهول التفت لها برأسه يهتف بذهول: انتي بتقولي إيه يا مجنونة انتي
صرخت بذعر وهي تبكي بعنف: مجنونة ايوة أنا مجنونة. اتجوزته واتجوزتك أنا مجنونة! نزل مسدسك أبوس ايدك ما تضيعطش نفسك عشان خاطر نرمين أنا عارفة إنت بتحبها قد إيه.
ابتعدت عنه متجهه ناحية صبري: أنا هاجي معاك
جذب جاسر يدها بعنف يزمجر بحدة: انتي فاكرة ان أنا هسمحلك تروحي معاه دا أنا أقتله!
نفضت يدها من يده دقات قلبها تقفز من الذعر تنظر للمسدس في يده بخوف لن تسمح له بفعل ذلك سيكون مصيره الحتمي الإعدام ستكون جريمة قتل مكتملة الأركان صرخت بحدة ؛ أنا مش مراتك مالكش دعوة بيا أنا مراته هو ايوة أنا تعبانة صح أنا تعبانة مش فاكرة إني اتجوزتك.
ابتسم صبري بخبث ليمسك كف يدها يسحبها خلفه للخارج سارت معه بخضوع عينيها معلقتين بجاسر الذي يقف متجمدا مكانه يقف بعض العساكر امامه ليمنعوه من الحركة انسابت دموعها تنظر له بألم إلى ان خرجت من الفيلا جذبها صبري إلى سيارة سامر حاولت المقاومة والهروب بعيدا ولكن سامر قد اعد عدته لذلك اخرج بخاخ مخدر من جيبه رش علي وجهها لتسقط بين ذراعيه وضعها في سيارته منطلقا.
بينما تهاوي جاسر علي الارض عينيه حمراء دامية زوجته أخذها من بيده وهو واقف خالي الوفاض لم يقدر علي فعل شئ أين ذهبت قوة وجبروت جاسر مهران، لما الحياة تعانده من جديد لالالا لن يتركها ابداااا سيحضرها رجاله هو بعثهم خلفها.
في عربية ماشية ورانا من ساعة ما خرجنا من بين الزفت هتف بها صبري بحنق وهو ينظر من خلال مرآه السيارة الاماميه لتلك السيارة التي تشق الطريق سريعا تحاول اللحاق بهم، ليبتسم سامر بخبث يهتف بثقة: كنت عارف انه هيعمل كدة، امسك هاتفه يهتف بكملة واحدة: نفذ.
ضغط علي دواسة البنزين بعنف ليزيد سرعة السيارة ليظهر من تقاطع جانبي سيارة سوداء ضخمة فصلت بين سيارة صبري وسيارة رجال صابر، خرج منها رجل مسلح اطلق النيران علي عجلات السيارة لتنقلب السيارة علي جانب الطريق، اسرع الرجال يخرجون منها فارين بأنفسهم قبل أن تنفجر السيارة.
صرخ بغضب: يعني اييييييه، يعني ايه العربية ضاعت منكوا أنا مشغل عندي شوية بهايم
هتف الرجل بخوف: يا باشا والله في عربية قطعت علينا الطريق وضربوا علينا نار والعربية ولعت احنا نفدنا بنفسنا بالعافية.
زمجر بغضب: ما شفوش خلقة حد فيكوا اللي هشوفه هقتله، اغلق الخط يلقي الهاتف علي الأريكة بعنف يشد علي شعره بعنف، يصرخ من ألم قلبه، ليسمع صوت رنة هاتفه الخاصة بوصول رسالة فتح الهاتف سريعا ليجد رسالة محتواها « يوم ليك ويوم عليك يا إبن عبد الله مهران وزي ما حسرتني علي فلوسي هحسرك علي حبيبة القلب، علي فكرة أنا كان ممكن اساومك وارجعلك حبيبة القلب علي طول، بس ليه اخد حقي مرة واحدة وأنا ممكن اخده ميت مرة، كفاية حالتك اللي شوفتك فيها وحرقة قلبك دلوقتي ».
زمجر بألم: اااااااااااااااااااه ليلقي هاتفه بعنف ارضا ليتحول إلى فتات: مش هسيبك يا صبري، مش هسيبك ورحمة ابويا وأمي لهجيبك لو من تحت الارض وهخلي تبوس جزمتي عشان ارحمك.
اتجه إلى هاتفه ياخذ شريحته ركض إلى اعلي يضع الشريحة في هاتف آخر يعرف تماما كيف سيصل إليه.
انتهي من قراءة ورده اليومي ليضع المصحف في مكانه بعناية ليجلس علي الفراش يعقد ساعديه خلف رأسه شارد يفكر فيها تنهد بحرارة يتذكرها يتخيل ابتسامتها وضحكتها نظرة عينيها الخجولة عينيها الباكية أكثر ما يسعده ان مباح له تلك التخيلات فهي اولا واخيرا زوجته تنهد لترتسم علي شفتيه ابتسامة صغيرة اختفت حينما دخلت تهاني الغرفة مرتدية ملابسها وكأنها ستخرج، اعتدل في جلسته يقطب جبينه باستفهام يسألها: انتي لابسة كدة ورايحة فين دي الدنيا ليلت.
ابتسم بقلق تفرك يديها بتوتر: اصل يا عاصم يا حبيبي ماما لسه مكلماني من شوية ويا يعيني وقعت علي رجلها وتعبانة خالص ومش قادرة تتحرك فأنا بعد اذنك يعني لو اقدر اروح اقعد معاهم كام يوم اخد بالي من أمي واخواتي أنت عارف انهم صغيرين، عشان خاطري يا عاصم وافق.
ابتسم بهدوء يهز رأسه إيجابا: طبعا يا تهاني أنا ما اقدرش ارفض حاجة زي دي، أنا هغير واقوم اوصلك.
هتفت تهاني بمسكنة مصطنعة: معلش يا حبيبي أنا كنت قلقانة خالص علي ماما فمقدرتش أعمل غدا.
ابتسم يهتف برفق: ولا يهمك أنا هبقي اجبلي اي حاجة اكلها وأنا جاي.
بعد قليل كان يحمل حقيبة ثيابها ينزل خلفها علي سلم البيت مر امام شقة والديه ليقف يهتف؛ ثواني يا تهاني هشوف ماما يمكن تعوز فينو ولا حاجة لسندوتشات البت طمطم ابتسمت باصفرار تهز رأسها إيجابا، دق الباب لحظات لتفتح له حلم وقفت صامتا متجمدا ينظر لها باشتياق بالفعل اشتاق إليها ارتكزت عينيه علي قسمات وجهها يلتهمها باشتاق، وجهها أصبح أكثر نضارة يبدو أن والدته تعتني بها جيدا ترتدي عباءة منزلية بسيطة تضع حجاب أسود فوق خصلات شعرها البني ليظهر بعض الخصل من تحته وجد نفسه دون وعي منه يمد يده يجذب الحجاب برفق يداري به خصلاتها الظاهرة، بينما هي تنظر لأسفل بخجل وجنتيها مشتعلتان من الخجل دقات قلبها سريعة متزايدة.
هتفت تهاني بضيق: ما تخلص يا عاصم انت هتفضل ساكت كتير يلا كدة هنتأخر
حمحم يستعيد جديته ليسمع حلم تهمس بضيق انثوي: هو انتوا خارجين
وقفت تهاني بجانبه تبتسم باستفزاز: اه يا حبيبتي خارجين عندك مانع
هزت رأسها نفيا تبتعد عن الباب ليدخل عاصم سأل والدته أن كانت تريد شيئا، في طريقه للخارج سمع والدته تهتف سريعا: أنت اتغديت يا عاصم.
هز رأسه إيجابا يبتسم بهدوء: الحمد لله يا امي عن إذنك
خرج وأغلق الباب خلفه لتهتف مجيدة بضيق: أقطع دراعي إن كانت طبخت اصلا، ابتسمت بخبث تنظر لتهاني تهتف بود: بقولك ايه يا حلم يا بنتي.
نظرت حلم لها سريعا تهتف: اتفضلي يا ماما
جلست بجانبها تربت علي كتفها بحنو تهتف ببراءة مصطنعة: هتلاقي عاصم يا حبيبي ما كلش حاجة من الصبح، أنا هحضرلك صينية عشا وانتي اطلعي حطيتها وتخليكي بس معاه لحد ما يأكل وتجبيها ماشي يا حبيبتي.
اضطربت أنفاسها تشعر بالاحمرار يغزو وجنتيها
لتهز رأسها ايجابا بخجل لتتسع ابتسامة مجيدة.
وقف عاصم أسفل منزل تهاني ليجدها تأخذ الحقيبة من يده تهتف سريعا: أنا هطلع أنا بقي
قطب جبينه باستفهام من سرعتها ليهتف: طب اطلع معاكي اطمن علي والدتك
لالالا هتفت بها تهاني سريعا لينظر لها بشك لتهتف سريعا: أنا قصدي يعني يا حبيبي ما اتعكبش وهي اصلا تعبانة ومش هتقدر تقابلك يعني.
تنهد بضيق ليهز رأسه إيجابا أعطاها حقيبة ملابسها لتأخذها متجهه إلى اعلي وقف قليلا ليعود ادراجه مره اخري إلى منزله.
امتعضت ملامحها بنفور لتهز رأسها نفيا بعنف حينما غزتها رائحة ذلك العطر المنفر تأوهت بألم تحاول فتح عينيه تشعر بثقل كبير فوق رأسها اخيرا فتحت عينيها قليلا تتأوه بألم مدت يدها تمسد جبينها برفق لتسمع صوته الخبيث بجانبها يهتف بتهكم: صح النوم يا قلبي.
عاد لمنزله مشيت علي الاقدام فالمنزل قريب منهم نوعا ما صعد إلى شقته دون أن يذهب إلى منزل والدته هو لا يريد أن يراها ويريد أن يراها مشاعره مبعثرة شوق لهفة حب! سعادة شعر بغيرتها حينما عملت أنه سيخرج بصحبة تهاني زفر بضيق من تصرفات تهاني ليضع المفتاح في قفله فتح الباب ليقطب جبينه بتعجب صالة المنزل كانت في افضل حالتها لم يراها يوما نظيفة لتلك الدرجة ابتسم بحنو بالتأكيد والدته من فعلت ذلك تصلب جسده حينما سمعها تهتف من خلفه بخجل: حمد لله علي السلامة.
اتسعت عينيه يلتفت لها سريعا ليجدها نعم بالفعل هي تقف أمامه تنظر للأرض بخجلها المعتاد، انحبست أنفاسه داخل صدره ليجد قدميه يتحركان ناحيتها وقف أمامها ليغزو أنفه رائحة عطرها الشدي الهادئ اغمض عينيه باستمتاع ليعاود فتحهم سريعا يهتف بضيق: انتي خرجتي من عند ماما وانتي حاطة من البرفان دا.
هزت رأسها إيجابا دون أن ترفع رأسها عن الأرض ليهتف بحدة: اللي حصل دا ما يتكررش تاني ما تحطيش اي نوع عطور برة باب البيت فاهمة.
هزت رأسها إيجابا سريعا تهمس بخوف: أنا آسفة
ابتسم برفق ليمد كف يده أسفل ذقنها يرفع رأسها بحنو: انتي ليه علي طول حاطة وشك في الأرض.
اضطربت أنفاسها تشعر باضطراب خجل جعل جسدها بارد كالثلج ماذا ستقول اخشي أن تفصح عيني ما يكنه قلبي لك، تعلقت عينيها بعينيه لتري فيهما نظرة غريبة ما بين الحب والحنان والدفئ ابتسمته الصغيرة جعلت مضخة الدماء تلك تكاد تنفجر من سرعتها، شعرت به يقترب منها لتتسع عينيها بخجل ابتعدت عنه سريعا تهتف بتوتر: ال ال ال الاكل الأكل ففففي المطبخ ثواني اجبهولك.
فرت من أمامه سريعا متجهه للمطبخ ليخلل أصابعه في شعره يزفر بضيق ينهر نفسه بعنف علي ما كان سيفعله أصبح يتصرف كمراهق طائش!
اتسعت عينيها بذعر حينما سمعت صوته البغيض يأتي من جانبها فتحت عينيها علي وسعهما أول شئ فعلته وضعت يدها علي وجهها لتتأكد من وجود نقابها لتتسع عينيها بذعر حينما لم تجده، انتفضت جالسة تبحث عنه بذعر لتجده ملقي علي الفراش بجانبها حملته سريعا تضعه علي وجهها تربطه بأحكام تنظر له بشراسة ليضحك بتهكم يهتف ببراءة مصطنعة: جري إيه يا رؤى يا روحي دا أنا كنت شايلة بس عشان تعرفي تتنفسي بدل ما تتخنقي وانتي نايمة، اقترب يجلس جوارها علي الفراش يبتسم بخبث: وبعدين هو في واحدة تخبي وشها عن جوزها دا أنا حتى جوزك.
هتفت بشراسة وهي تنظر له بغل: جوز جزمة لما يبقي ينزل علي دماغك يكسره أنت مجنون أنت أكيد مجنون.
عقد جبينه بضيق مصطنع يهتف: تؤتؤتؤ كدة يا رورو تعلي صوتك علي جوزك وكمان تشتميه.
نزلت من علي الفراش تقف بعيدا عنه تصرخ بشراسة: أنت مش جوزي أنا جوزي أسمه جاسر مهران، جاسر مهران اللي هيكتبلك شهادة وفاتك بإيده اوعي تكون فاكر أنه هيسيبك تبقي بتحلم.
ضحك صبري عاليا بخبث ليقم من مكانه متجها اليها ينظر لها بوقاحة يبتسم بشيطانية: أنا اللي مش هسيبه هرجعه شحات يمسح جزم زي ما كان بعد ما اخد فلوسه كلها واحسره علي حبيبه القلب وأخته وجوزها هخسره كل حاجة.
بدأ يقترب منها ببطئ يديه تعبث بازرار قميصه يبتسم بشيطانية يهتف بخبث: أما انتي بقي يا حلوة فأنا لازم آكدلك بالدليل القاطع أن أنا جوزك!
عندي امتحان يوم الاحد وامتحان يوم الاثنين في مادتين انيل من بعض دعواتكوا كتير بقي.
آه مواعيد الرواية عشان اللي بيسأل حد وثلاث وخميس الساعة ما بين تسعة وتسعة ونص
تفاعلوا لايكاتكوا وكومنتاتكوا الحلوة وتوقعات كتير بقي
دمتم سالمين ??????.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
وقف أمامها يبتسم بشيطانية يهتف بخبث: أما انتي بقي يا حلوة فأنا لازم آكدلك بالدليل القاطع أن أنا جوزك.
نظرت له بشراسة وحدة جعلته يقطب جبينه بتعجب لم يري حتى نظرة خوف او حتى قلق في عينيها، هم بالاقتراب منها ليجدها تدفعه بعنف بعيدا التقطت زجاجة المياة الزجاجية ضربتها بعنف في الحائط بجانبها ليتهشم جزئها السفلي ويبقي جزء حاد مدبب تمسك به بقوة لتصرخ بشراسة: اوعي تكون فكراني هقعد اعيط واقولك لا ارجوك ما تلمسنيش دا أنا اطلع روحك في أيدي قبل ما تفكر تحط ايدك عليا حتى لو هاخد فيك إعدام.
رجع خطوتين للخلف يدس يديه في جيبي بنطاله ابتسم بمكر يهتف بخبث: عجباني شراستك، لاء حقيقي دخلتي دماغي، بقولك ايه ما تفكك من جاسر دا أيامه في الدنيا بقت معدودة وتخليكي معايا.
ظلت صامته للحظات لتنفجر فجاءة في الضحك ظلت تضحك حتى ادمعت عينيها هتفت من بين ضحكاتها: والله انت غلبان أوي جاسر مهران لما لقيك هيطلع روحك في أيده، زمانه دلوقتي بيحفرلك قبرك اصلا.
اشتغلت عيني صبري حقدا وغيظا ليقترب قبض علي حجابها بقوة بأحدي يديه ويده الاخري نزعت الزجاجة من يدها بعنف يهشمها أرضا، جذب رأسها بعنف يصرخ بغضب: انتي فاكرة أن حتة اللعبة اللي في ايدك دي هتخوفني، جاسر حبيب القلب اللي انتي طالعالي بيه السما دا هجيبه راكع تحت رجلي هصفي دمه بالبطئ، تحرك لخارج الغرفة وهو يقبض علي رأسها وهي تصرخ من الألم تحاول ضربه بيديها ليصفعه بيده الحرة بقوة، وصل إلى ساحة ذلك القصر، ليلقيها أرضا تحت قدميه وقف أمامها يدس يديه في جيبي بنطاله يبتسم بتشقي يهتف بتلذذ: قدامك حل من تلاتة، يا اغتصبك دلوقتي حالا وبعدين ارميكي لرجالتي يكملوا عليكي.
ارتجفت حدقتيها بذعر تحاول كتم شهقاتها المذعورة ذلك الرجل المجنون لن تسمح بأن يستبيح حرمة جسدها ابدااا
رفعت عينيها تنظر له لتجده يجلس علي أحد المقاعد يبتسم بخبث: يا تخليكي حلوة كدة وتبيعي جاسر مهران، ربت بيده بكف يده علي فخذه يبتسم بشيطانية: وتجيلي برضاكي.
تلك المرة احتقنت الدماء في عينيها غضبا أرادت ان تبصق عليه ولكن منعها بيشة نقابها التي تغطي فمها، ليكمل هو باستمتاع: الحل الثالث أنك تبقي خدامة زيك زي اي كلبة في الشارع ما تقوليش غير حاضر يا سيدي ونعم يا سيدي، قولتي إيه يا حلوة.
جلست معتدلة علي الارض تربع ساقيها ابتسمت ساخرة ابتسامة لم يراها هو لتتحدث ساخرة: وماله أنت ما تعرفش إن سيد القوم خادمهم، وإن كان علي التنضيف والغسيل والطبيخ مش عايزة اقولك أنا برفكت في الحكاية دي، وعايزة اقولك حاجة كمان جاسر مش هيتأخر خالص وأحب اقولك أنه هيقطعلك رجليك اللي كنت بتخبط عليها.
جز علي أسنانه بغيظ من كلامها التقط كوب الماء الموضوع علي الطاولة الصغيرة بجانبه القي ما فيه بعنف علي وجهها ليدني بجسده يقبض علي حجابها يصرخ بغيظ؛ اسمعي يا بت انتي قسما بالله لو سمعت صوتك لهدفنك مكانك، مش انتي عايزة تبقي خدامة أنا هسففك التراب، انجري علي فوق الإزاز اللي كسرتيه تلميه بأيديكي عشر دقايق وهطلع اشوف عملتي ايه قسما بالله لو ما نفذتي كلامي لخليكي تلميه بلسانك، ليضحك ساخرا: مفهوم يا رؤى هانم.
ضيقيت عينيها تنظر له بحقد مشتعل ليتها تملك القوة التي تنزع بها رأسه من مكانه، جزت علي أسنانها تتنفس بعنف تحاول تهدئه نفسها واخراس لسانها قبل أن يقتلها ذلك المجنون، هزت رأسها إيجابا علي مضض ليلقيها بعيدا بعنف، تحركت تصعد السلم لتسمعه يهتف من خلفها بشر: ما تحاوليش تهربي عشان مش هتعرفي.
جزت على أسنانها تحاول تهدئه نفسها وضعت يدها علي فمها لتخرس لسانها صعدت لتلك الغرفة المشئومة لتتجه ناحية قطع الزجاح المتناثرة جلست علي ركبتيها وبدأت تجمعهم لتخرج لها ذاكرتها تلك المعاناة القديمة في مشهد تجسد حي أمام عينيها.
Flash back
كانت تجلس علي الأريكة في تلك الشقة التي أصبحت اسيرتها منذ عدة أيام تشاهد التلفاز بابتسامة حزينة تفكر فيما سيحدث ذلك الرجل القاسي المجنون الذي يصر علي ذبح برائتها، ابتسمت ضاحكة حينما مر أمامها مشهد كوميدي لتجد جاسر يقف أمامها في لحظات شد مقبس التلفاز من مكانه بعنف حتى كاد ينقطع لتهتف بتذمر طفولي: يا رخم أنا كنت بتفرج على الكرتون.
ذهب ناحيتها يطوي الأرض تحت قدميه من الغضب دفع طبق الفشار فسقط ارضا وامسك كأس العصير القاه علي الأرض فتهشم
رؤى صارخة: ايه الجنان دا
قبض علي خصلات شعرها بين اصابعها
جاسر غاضبا: انتي لسه شوفتي جنان دا أنا هوريكي الجنان علي أصوله
صرخت بحدة وهي تحاول تخليص شعرها من يده: سيب شعري، أنا عملت ايه لكل دا.
شد شعرها بعنف اكبر لتصرخ من الألم: دا مش بيت ابوكي يا اختي تروحي وتيجي فيه علي مزاجك انتي هنا مش أكتر من خدامة فاهمة
كل كلمة كان ينطقها كانت كسكين تقطع قلبها تدمي كرامتها ردت بهدوء: صح أنت عندك حق، في دي أنا غلطانة، أنا آسفة.
تهدجت انفاس الأخير من شدة الغضب دفعها بعيدا علي الاريكة بعنف ثم تركها ودخل إلى غرفته صافعا الباب خلفه.
ظلت جامدة للحظات لتنساب رغما عنها دموعها بغزارة وعنف جثت علي ركبتيها تنظف الأرض قامت واحضرت ورقة من احدي المجلات وبدأت تجمع عليها قطع الزجاج ومن ثم قامت والقته في القمامة اغمضت عينيها تهتف في نفسها برجاء: يا رب ربنا يهديك يا جاسر.
Back
فاقت من ذكرياتها الأليمة تشهق بألم حينما جرحتها قطعة الزجاج جرح ليس بعميق وبدأت دمائها تسيل امام عينيها أغمضت عينيها لتناسب دموعها هتفت في نفسها برجاء: يا رب تيجي علي طول يا جاسر، أنا هستحمل مش هسمحله يقربلي ابدا حتى لو علي موتي يا رب يا رب ساعدني يا رب.
في شقة عاصم.
خرج من غرفته بعدما اغتسل وصفف شعره بعناية واضعا الكثير من عطره هو دائما يهتم بمظهره ونظافته ولكنه ود اليوم لو اخرج تلك الحلة الجديدة التي اشتراها منذ يومين ليرتديها أمامها، تنهد بحرارة ما أن رآها جالسة علي طاولة الطعام تنظر للفراغ دائما ما يراها حتى تمني أنه يستطيع ليعلم فيما تشرد دائما، تنهد مرة اخري وهو ينظر لها اااه يا معذبة قلبي ومؤرقة نومي، وجدها فجاءة تنظر ناحيته يبدو أن رائحة عطره القوية المبالغ فيها وصلت إليها، حمحم بجد يستعيد هدوئه ليقترب من طاولة الطعام جلس علي كرسيه بهدوء شرع في الأكل ليجدها جالسة بسكون.
حمحم يبتسم برفق: بسم الله مدي ايديك
تسارعت دقات قلبها تهز رأسها نفيا همست بصوت خفيض وهي كالعادة تنظر أرضا: لالا اتفضل أنت أنا كلت مع ماما تحت، أنا بس مستنياك لما تخلص أكل عشان اخد الاطباق وانزل.
قطب جبينه بضيق حينما علم أنها فقط دقائق وستغادر تنهد بضيق ليشرع في الاكل ببطئ شديييييييد يمضع اللقمة بتلكأ ينظر لها وهي كالعادة تنظر ارضا فلم تراه ولكنها بين الحين والآخر تنظر ناحيته نظرات خاطفة ليبتعد بعينيه سريعا، نفخت بضيق فهي تجلس منذ نصف ساعة وهو ما زال يأكل، أما هو فكانت معدته تشكو لم يعد يتحمل لقمة اخري وضع الطعام من يده يهتف بصوت كسول من كثرة الأكل: الحمد لله.
ليجدها تقف في لحظات جمعت الأطباق تضعهم علي صينية صغيرة لتهرول ناحية باب الشقة الذي ما ان فتحته صرخت بفزع.
وقف في شرفه غرفته ينظر للشارع امامه بشرود يضع سيجارة رفيعة بين شفتيه ينفث دخانها بضيق، سحقا لقلبه الاحمق ألم تكفيه تجربة فاشلة ليكررها مرة أخري، قلبه يصرخ فيه هي مظلومة يشعر بذلك ولكنه ينقع نفسه بالعكس، لن يسامحها سيكره نفسه فيها رغما عنه، حتى وإن كانت مظلومة هي فقط فترة قصيرة وستعود إلى والدها وسيبقي هو يعاني من وجع تجربة فاشلة أخري، لا لا لن يحدث ابدااا، زفر بضيق حينما وجد المكان اظلم تماما وانطفئت جميع اضواء المحلات والعمارات السكنية المجاورة باختصار الكهرباء قد انقطعت عن الحي لم يتعجب فذلك يحدث كثيرا اخذ نفسا آخر من سيجارته ليلقيها ارضا بقي عقبها منيرا بعض لحظات في ذلك الظلام الدامس ثم انطفي لتغرق الغرفة في الظلام، فقط بعض الضوء الخفيف يصل إلى غرفته من ضوء القمر المكتمل، صمت سكون فقط صوت أنفاسه المنتظة هو الظاهر، صمت شقه صوت رنين هاتفه التقط الهاتف ما أن وقعت عينيه علي الإسم حتى فتح الخط سريعا يهتف بلهفة: لقيته مش كدة!
كانت هي في غرفتها تنساب دموعها بصمت لما لا يصدقها لم تخطئ لاء بل أخطأت هي من سمحت لذلك الوغد منذ البداية أن يتجاوز حدوده معها هي من كانت لقمة سائغة لذلك الذئب الدئي يمضغها ثم يبصقها ارضا قمامة لا نفع منها، احتدت عينيها بغيظ تشتم عمرو في نفسها تبا لك يا أحمق أنا من احببتك طوال تلك المدة في صمت اقسمت لك اني مظلومة لم اخنك ابدااا ولكنك لم تصدق، قامت من مكانها تريد الذهاب إليه ستعود إلى والدها لا تريد نقود لا تريد شئ هي فقط تريد الابتعاد عنه حتى لا تحبه اكتر، خرجت من غرفتها متجهه ناحية غرفته رفعت يدها لتدق الباب لتشهق بخوف حينما اظلم المكان بأكمله ارتعدت وبدأ قلبها يدق بعنف تحسست باب غرفته في الظلام إلى ان وصلت للمقبض لتديره فتحت الباب بهدوء دخلت إلى الغرفة تبحث عنه بعينيها لتري طيفه يقف في الشرفة، في تلك اللحظة سمعت صوت عراك بعض القطط قادم من الشارع كان الصوت مفزع صرخت بخوف لتهرول ناحيته كان يوليها ظهره يتحدث في الهاتف ليجدها بطنه بذراعيها تضع رأسها علي ظهره تهتف بذعر: أنا خايفة الدنيا ضلمة وفي صوت يخوف أنا خايفة اوي.
تهدجت انفاسه ليضغط علي أسنانه بقوة ليشعر بعصب فكه يدق بعنف هتف سريعا: هكلمك بعدين
اغلق الخط يبعد الهاتف عن إذنه امسكه في قبضة يده يقبض عليه بعنف، قلبه علي وشك تحطيم فقصه الصدري الآن فقط تأكد وقع في حب تلك المجنونة، أحبها عن تلك النقطة اتسعت عينيه بغضب، هتف ببرود يريد اهانتها ليبعدها عنه: بجد ما شوفتش في بحاجتك هو أنا مش قولتلك مش عايز اشوف خلقتك لحد ما تغوري عند ابوكي.
قطبت جبينها بغضب نسيت خوفها من الظلام ومن ذلك الصوت لتبتعد عنه دفعته بعيدا تصرخ فيه: ماشي يا سيدي أنا بجحة، أنا عايزة ارجع لبابا.
التفت لها لتشخص عينيها بصدمة علي ذلك الضوء الخفيف رأت ما كان يرتدي فانلة تقريبا سوداء بحمالتين رمشت بعينيها بصدمة لتسمعه يضحك ساخرا: مش بقولك بجحة.
وضعت يديها علي وجهها تصرخ بغيظ: أنا ما كنتش اعرف أنك لابس كدة أنا كنت خايفة النور قطع.
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم: لاء وانتي وشك كسوف أوي وشريفة اوي أوي.
ابعدت يديها عن وجهها بعنف أشهرت سبابتها في وجهه تصرخ بقهر: أنا أشرف منك ومن ميت واحد زيك.
مد يده يربط علي وجنتها اليسري يهتف بتهكم: علي يدي انتي في الشرف ما عندكيش يا أما ارحميني.
تركها ودخل إلى الغرفة جلس علي حافة الفراش يستند بمرفقيه علي فخذيه، لتأتي خلفه كالإعصار بدأت تحاول ضربه وهي تصرخ بعنف، قهر، غضب: بقولك ما لمسنيش والله ما لمسني انت ليه مش عايز تصدقني.
امسك يدها التي تضربه بها يجذبها بعنف وهي تحاول افلات يدها منه بعد شد وجذب انتهي بهما الحال ليسقطا علي الفراش.
وقفت أمام غرفة الكشف عند تلك الطبيبة التي عرفت في حييها القديم أنها تقوم بتلك العمليات الغير مشروعة، فبعد ان تأكدت من رحيل عاصم نزلت سريعا متجهه إليها، بعد دقائق دخلت غرفة الكشف لتمتعض ملامحها باشمئزاز غرفة كئيبة موحشة حوائطها مطلية بلون اصفر باهت دماء متجلطة علي الارض مكتب صغير تجلس خلفه سيدة تبدو في الثلاثينات وسرير كشف غطاء ابيض باهت رائحة الغرفة كريه لتسمع الطبيبة تهتف بتهكم: خشي خشي ما تخافيش.
بعد أن فحصتها الطبيبة لوت شفتيها بضيق تهتف: هو أنا ممكن اعمل العملية وانزله بس في احتمال كبير جدااا أنه يجيلك نزيف وتموتي.
نظرت للطبيبة تهتف بحدة: بعد الشر عليا، يعني ايه خلاص مش هعرف اخلص من البلوة دي.
ابتسمت الطبيبة باصفرار: ما أنا قولتلك أنا عادي اعملها بس انتي احتمال كبير تموتي في العملية وساعتها أنا ماليش دعوة بيكي.
نظرت تهاني لها بغيظ تهتف بحدة: بقولك ايه لو بتقولي الكلمتين دول عشان تزودي الفلوس قولي عايزة كام من الآخر.
ضحكت الطبيبة بتهكم تهتف ساخرة ؛ فلوس مين يا أم فلوس، الفلوس دي يا حبيبتي بتدفعيها عشان اداري بيها علي عملتك السودا وأنا قولتلك اللي عندي أنا مستعدة اعملك العملية بس ماليش دعوة بيكي موتي بقي عيشتي انتي ونصيبك قولتي إيه.
نظرت تهاني لها بغيظ لتخرج من الغرفة بعنف صافعة الباب خلفها.
خرجت من العيادة هائمة شاردة تفكر ماذا تفعل ما كادت تسعد بخبر ابتعاد تلك الفتاة عن طريقها لتأتيها تلك الكارثة لمعت في رأسها تلك الفكرة الشيطانية لتهز رأسها نفيا سريعا تهتف في نفسها: لاء لاء ما ينفعش، طب ولاء ليه أنا مش هخليه آه أنا هومه أنه لمسني وما حدش يعرف بحكاية اللي في بطني دا غيري وبما أن الست رؤى زفتة خلاص انزاحت تبقي دي فرصتي، أيوة ايوة كدة صح مش هخليه يلمسني أنا لسه علي ذمة عاصم وكدة حرام.
ابتسمت بخبث ترتب افكارها الشيطانية جيدا
( إبليس إنت بتعيط ????).
لم ولن يرتاح حتى يعثر عليها رجاله منتشرون هنا وهناك، وهو يجوب جميع الطرق التي من الممكن أن يعثر عليها بها، كانت تلك الورقة هي طريقة الاخير، اتصل بذلك الرقم لحظات وسمع صوته يجيب: السلام عليكم
رد سريعا: وعليكم السلام يا باشا
رد الرجل بهدوء: خير يا جاسر في إيه صوتك مرتبك ومتوتر ليه كدة.
مسح وجهه بعنف لتنساب دموعه رغما عنه: هقولك، بدأ يقص عليه كل شئ، ليهتف في النهاية دي آخر ورقة معايا ممكن الاقيها بيها أنا قالب الدنيا فص ملح وداب.
هتف الرجل بجد: هات الرقم وانا اوعدك أنه في اسرع وقت ممكن هحددلك اللوكشين بتاعهم.
املاه جاسر الرقم سريعا ليهتف اخيرا بامتنان: متشكر اوي يا خالد متشكر اوي، أنا عارف أن ما حدش هيساعدني في الحكاية دي غير خالد باشا السويسي، عشان هو اكتر واحد هيحس بعذابي.
هتف خالد بثقة: حاسس بيك يا جاسر وفي اقرب وقت هساعدك ترجع مراتك لحضنك
شكره وأغلق الخط ليستقل سيارته يعاود البحث عن صبري او حتى سامر ذلك الثعلب الخبيث اقسم انه سيقطع عنقه ما أن يجده أما صبري فله عذاب خاص سيذيقه شر من أيقظ شيطان جاسر مهران.
هرول عاصم ناحية حلم سريعا حينما سمع صراخها وسمع صوت صينية الطعام تسقط من يدها يبدو أنها فزعت من الظلام دون تردد كان يطوقها بذراعيه يخفي رأسها في صدره، لتشخص عينيها بخجل ارادت الابتعاد لتشعر به يشدد علي عناقها بلعت لعابها بتوتر ليخترق أنفها رائحة عطره شعرت بالأمان لتغمض عينيها كأنها طفلة صغيرة، راحت بها ذاكرتها إلى ذلك الموقف لتضحك بخفوت تتمتم: المصاصة الاخضره احلي من الاحمره.
كانت فقط تتمتم ولكن الصمت السائد علي المكان جعله يستمع إلى ما تقول، اتسعت عينيه بصدمة، هل تلك التي تسكن الآن بين ذراعيه هي تلك الفتاة الشقية التي كانت تلعب معهم وهو صغار تلك الفتاة الذي كان يصرخ فيها دائما انها مزعجة وثرثارة تلك الفتاة التي بكي هو وأخته حينما رحلت حلم صديقة الطفولة حلم حلمه السعيد
ابعدها عن صدره سريعا يهتف بذهول: حلم!
في تلك اللحظة عاد الضوء مرة اخري لتشخص.
عينيها بصدمة دفعته لتنزل راكضة إلى شقة والدته، بينما وقف هو مكانه لا يعرف ماذا يفعل.
عاد النور لتظهر الحقيقة حقيقة كان واثق منها حقيقة واضحة كوضوح تلك الأنوار التي عادت زفر بغضب يشد علي شعره بعنف ينظر لبقعة الدماء علي الفراش بصمت، سمع صوتها تهتف بتهكم: دلوقتي اتأكدت أن مظلومة مش كدة.
قامت بعدما ارتدت ملابسها وقفت أمام الفراش تهتف بخواء: طلقني يا عمرو!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
نزلت تهرول علي درجات السلم تنظر خلفها بخوف بين الحين والآخر كأنها تهرب من وحش كاسر وصلت إلى باب تلك الشقة لتدق الباب بقوة، لحظات وفتحت لها مجيدة الباب تهتف بتعجب حينما رأت وجهها الشاحب: مالك يا بنتي.
هزت رأسها نفيا تتنفس بصعوبة لتدخل إلى الشقة سريعا ومنها إلى غرفتها تصفع بابها بعنف، لتعقد مجيدة حاجبيها بتعجب تمتم بقلق: مالها البت دي يا خوفي منك يا عاصم ليكون عمل للبت حاجة وفيها إيه يعني ما هي مراته.
سمعت ضحكات خفيفة تأتي من جانبها التفتت لتجد عاصم يقف امام الباب يضحك بخفوت لتشد يده ادخلته إلى باب الشقة مغلقة الباب، امسكته من إذنه كالطفل الصغير تهمس بضيق: نيلت ايه يا واد يا عاصم البت نازلة من فوق وشها مخطوف ومش عارفة تاخد نفسها.
ضحك بخفة يبعد يد والدته عن إذنه يمسدها برفق: إيه يا أمي هو أنا عيل مراهق، الحكاية كلها إن النور قطع فهي اتخضت بس.
قطب جبينها بضيق تهتف بسخط: بسسسس، مصت شفتيها تهتف بتهكم: خيبة عليك وعلي أمك.
اتسعت عينيها بدهشة يهتف بتعجب: هو مش انتي اللي قولتيلي مالكش دعوة بيها دي ضيفة لحد ما نلاقي حل.
هتفت بضيق: وأنت لازم تبقي مطيع أوي يعني، البت زي القمر وشكلها بتحبك يا لوح مصت شفتيها بضيق مرة اخري تهتف بتهكم: علي رأي المثل ماذا يفيد البوح والبعيد لوح.
قطب جبينه بدهشة ينظر لوالدته بذهول ماذا حدث لوالدته أين ذهبت والدته من الاساس
طب وتهاني، هتف بها وهو يعقد ساعديه أمام صدره، لتتنهد والدته بقلة حيلة تهتف: بص يا إبني أنا ما بكرهش مراتك والله بالعكس انا بعاملها زي رؤي، بس أنا بكره تصرفاتها، لو الموضوع في أيدي لو خيروني بين حلم وتهاني ليك، هختار حلم علي طول البت هادية وطيبة ما تسمعلهاش حس عسولة اوي.
هز رأسه إيجابا يبتسم بشرود، ليجد والدته تلكزه في كتفه تهتف بضيق: ما تتحرك يا لوح، أنا هروح أعمل العشا كاتكوا الارف عيال تشل
إن كنت أنت ولا المحروسة أختك
ظلت تتمتم بسخط وهي ترحل متجه إلى المطبخ ليضحك عاصم بخفة متجها إلى غرفته التي تسكن فيها حلمه السعيد.
دخلت إلى الغرفة سريعا تجلس علي الفراش وضعت يدها علي قلبها عله يهدأ قليلا لازالت تشم رائحة عطره الشدي وكأنه لازال يقف أمامها، تلك اللحظات القليلة التي كان يضهما فيهم لم تشعر بذلك الأمان منذ أعوام طويلة قطبت جبينها بضيق بالتأكيد اكتشف أمرها، لم تكن تريده أن يعرف أنها هي، هو لا يحبها يحب زوجته، بالتأكيد بعدما عرف انها هي سيشفق عليها فقط وهي لا تريد تلك الشفقة، ارتسمت ابتسامة حزينة علي شفتيها تذكرت حينما كانت صغيرة كانت دائما تخبره بأنها ستتزوجه حينما يكبران وهو كان ينهرها بأنها لازالت طفلة ولا يجوز أن تقول مثل هذا الكلام ابدا، اجفلت علي صوت دقات علي باب الغرفة بالتأكيد والدته، حمحمت تنظف جنحرتها تهتف بتوتر: تعالي يا ماما.
انفتح الباب فتحه صغيرة يطل برأسه منها يبتسم بمرح: طب ما ينفعش عاصم
شحب لونها اتسعت عينيها بتوتر تهز رأسها ايجابا، دخل إلى الغرفة مغلقا الباب خلفه لتنتفض واقفة اشارت إلى الباب تهتف بتوتر: اااانت قفلت الباب ليه.
ضحك بخفة ينظر لها: عادي يعني يا بنتي وبعدين أنا جوزك يعني مش حد غريب
اتجه ناحية فراشه لتبعتد هي عن الفراش القي بثقله علي الفراش يهتف بمرح: يااااه الواحد كان وحشه سريره أوي، نظر ناحيتها ليجدها تنظر ارضا تفرك يديها بتوتر اعتدل جالسا يعقد ساقيه علي الفراش يهتف: صحيح انتي جريتي ليه لما النور جه، أنا يا دوب قولت حلم وكنت عايز اقولك خلي بالك من الازاز اللي علي الارض لقيتك طلعتي تجري.
رفعت وجهها تنظر له باستفهام، ماذا يقول تنهدت براحة يبدو أنه لم يكتشف أمرها وهي فقط تتوهم، ابتسمت بتوتر تهتف بارتباك ؛ ابدااا أصل أنا بخاف من الضلمة.
قام من مكانه متجها ناحيتها وقف أمامها مباشرة، ليقيم قلبها حرب ضارية تقسم أنه علي وشك أن يسمع دقات قلبها العالية التي كادت تتوقف حينما شعرت به يبسط كف يده اسفل ذقنها رفع وجهها ببطئ ينظر لعينيها بدفء همس بحنو: ينفع تخافي وأنا موجود دا حتى يبقي عيب في حقي.
أين الهواء أين الهواء رئتيها تصرخ أين الهواء سلب أنفاسها بعطافته الجياشة الحنونة، شعرت به يقترب برأسه ناحيتها لتتسع عينيها بفزع، انقذها في تلك اللحظة صوت والدته يصيح بصوت عالي من خارج الغرفة: يا عاصم يا حلم يلا يا ولاد العشا جاهز.
فرت حلم هاربة من الغرفة ليقف هو مكانه يزفر بضيق يتمتم بسخط: ربنا يسامحك يا أمي.
اتجه إلى خارج الغرفة ليجد حلم تجلس علي طاولة الطعام هي ووالديه وطمطم الصغيرة
وكالعادة تنظر لأسفل تفرك يديها بتوتر، نظر ناحية والدته ليجدها تبتسم له بخبث أراد أن يضحك، سمع والده يهتف: اقعد يا عاصم كل
هز رأسه نفيا يبتسم برفق: صدقني مش قادر معدتي علي آخرها، احم أنا طالع انام تصبحوا علي خير.
خرج من الشقة مسرعا متجها إلى شقته يفكر فقط فيها.
روان اسمعيني يا روان، هتف بها عمرو بلهفة وهو يهرول خلفها اتجهت ناحية غرفتها سريعا كادت أن تغلف الباب ليضع قدما فاصلا يمنعها من ذلك دفع الباب بقوة لينفتح علي مصرعيه وقف أمامها لتبدأ بالصراخ وعينيها تذرف الدموع دون توقف: أنت عاااايز مني اااايه مش خلاص خدت كل حاجة وإتأكدت أن أنا شريفة وما خنتكش عايز مني إيه.
صرخ بعنف يتنفس بعنف: أنا ما اغتصبتكيش يا روان اللي حصل دا كان برضاكي
انتحبت باكية تنظر له بألم: عارفة أنه كان برضايا، بس عارف أنا وافقت ليه عشان اخلص من كلامك المهين وتجرحيك ليا في الراحة وفي الجاية، عشان اخلص من نظرات القرف اللي كنت بتصبهالي كل ما عينيك تقع عليا.
انهارت ارضا تبكي بعنف اخفت وجهها بين كتفيها تبكي بانهيار، ليغمض عينيه بألم تنساب دموعه هو الآخر ليته لم يهينها بتلك الكلمات السامة هو يعرف في قرارة نفسه أنها بريئة ولكنه اراد بشتي السبل أن يكره قلبه فيها.
اتسعت عينيه بفزع حينما سمعها تهتف بألم: الغلطة غلطتي أنا، أنا اللي حبيتك وكنت عايزة اكمل حياتي معاك.
بتحبيني هتف بها بصدمة جمدت جسده، تحبه كانت تريد أن تعيش برفقته احمق غبي ماذا فعلت، نزل علي ركبتيه بجانبها لا يعرف ماذا هتف بتلعثم: روان أنا، أنا بح...
قاطعته تنظر له بشراسة تهتف بحدة: طلقني يا عمرو أنا مش هعيش معاك يوم واحد، لو إنت راجل وعندك كرامة طلقني.
اخفض رأسه بخزي يهز رأسه إيجابا همس بمرارة: حاضر هطلقك، بس مش قبل ما أخد حقك
قالها ليغادر الغرفة سريعا لتبتسم هي ساخرة كانت تعتقده مختلفا ولكنه اثبت أنه مثل الجميع.
أما هو ظل يصدم رأسه في الحائط بعنف تنساب دموعه بألم هو بغبائه اضاعها من بين يديه، احتدت عينيه بغضب سيجعل ذلك الفتي يدفع الثمن غاليا.
في صباح اليوم التالي.
تحججت لوالدتها انها ستذهب لزيارة احدي صديقاتها، خرجت من منزلها اتجهت أولا إلى أحدي الصيدليات اشترت شريط اقراص منومة خبئته داخل حقيبه يدها لتستقل سيارة اجري املت السائق العنوان لينطلق بها إلى وجهتها جلست علي الأريكة الخلفية ترتب أفكارها جيدا عليها أن توهمه جيدا ان حدث بينهما شيئا حتى يصدق أن ما تحمله في احشائها هو أبيه، بلعت لعابها بتوتر تدعو الله أن يمر الأمر علي خير، بعد مدة وقف السائق أمام القصر، لتنزل تهاني سريعا حاسبت السائق، اخذت نفسا عميقا تشجع به نفسها لتدخل إلى الفيلا بالطبع لم يوقفها الحرس فهم يعرفونها وقفت أمام الباب تدق الباب دقات قلبها تهدر بعنف لحظات وانفتح الباب كانت الخادمة، تجاوزتها تهاني ودخلت دون أن تنظر لها حتى لتنظر لها الخادمة بضيق من عجرفتها، وقفت في بهو القصر الواسع تنظر لفخامته بابتسامة خبيثة: قريب، قريب اوي كل دا هيبقي ملكي أنا.
تهاني، سمعت صوته يهتف باسمها يتعجب من خلفها، التفتت له سريعا تبتسم باتساع لتعقد جبينها بصدمة، ملامح وجهه متعبة شاحبة تحت عينيه هالات سوداء عينيه حمراء شعره مبعثر يبدو أنه لم يذق للنوم طعما، حمحم حينما طال صمتها، لتبتسم بتوتر تهتف سريعا؛ اااا أنا كنت جاية اقعد مع رؤى شوية، الا هي فين صحيح.
كور قبضة يده يشد عليها يهتف ببرود عكس نيرانه المستعرة: رؤى عند نرمين اختي
زفرت براحة خطتها علي وشك التنفيذ لتهتف بدهشة: معقولة أنا آسفة ما كنتش اعرف، علي العموم أنا همشي بس ممكن بس كوباية ماية.
هز رأسه إيجابا يهتف بشرود: حاضر، يا نع...
قاطعته تهتف سريعا: لالا مالوش لزوم تتعب حد أنا عارفة طريق المطبخ هشرب وامشي علي طول.
دخلت سريعا إلى المطبخ تزفر بارتياح لتجد الخادمة تقترب منها تسألها: عايزة حاجة يا بنتي.
نظرت لها بغيظ تهتف بغضب: وانتي مالك انتي، روحي شوفي كنتي بتعملي إيه
اتجهت تهاني تبحث عن علبة البن، لتنظر لها نعمة بضيق تهتف في نفسها برجاء: ربنا يردك سالمة يا رؤى يا بنتي.
في الخارج وقفت سيارة جيب سوداء امام بوابة القصر فتح السائق النافذة الصغيرة بجانبه يشهر بطاقته أمام وجه الحارس الذي اتسعت عينيه بذعر، أسرع يفتح البوابة لتدخل السيارة إلى الفيلا وقفت في الحديقة لينفتح بابها ظهر اولا ذلك الحذاء الأسود اللامع، يعلوه بنطال حلة أسود اللون، وفوقه قميص رمادي غامق اللون، أزاح ذلك الرجل نظارته الشمسية من فوق عينيه لتظهر عينيه البنية الحادة، وضع النظارة في جيب قميصه اتجه بخطوات متتظمة واثقة من باب الفيلا دق الباب عدة دقات لحظات وفتحت الخادمة تسأله باستفهام: مين حضرتك.
ارتفع جانب فمه بابتسامة صغيرة: جاسر مهران موجود
هزت الخادمة رأسها ايجابا سريعا ليكمل هو: خالد السويسي
أفسحت له المجال ليدخل، ما أن خطت قدميه بهو الفيلا وجد جاسر يجلس علي أحد المقاعد يغلق عينيه بتعب ليهتف ببرود: هو البيه نايم ولا إيه.
فتح جاسر عينيه سريعا ينظر للواقف أمامه بدهشة هب سريعا يهتف بلهفة: خالد كويس انك جيت عرفت مكانها مش كدة.
اتجه إلى احد المقاعد بحانبه جلس واضعا قدما فوق اخري يهتف بثقة: لسه بس خبير الشبكات شغال علي الرقم كلها ساعات ونوصل لمكانه، أنا جايلك عشان نشوف حل تهاني لو ما عرفناش نوصل لمكانهم، عشان كدة عايزك تحكيلي كل اللي تعرفه عن صبري بالتفصيل أقل معلومة أعرفها.
هز رأسها ايجابا سريعا كاد ان يتكلم حينما سمعوا صوت تحطم قادم من خلف خالد التفت برأسه ليجد فتاة تقف تنظر له هو وجاسر بتوتر تحت قدميها فنجان قهوة متهشم هتفت سريعا: اانا آسفة ما كنتش اقصد.
هتف جاسر: ولا يهمك هنادي حد ينضفها، ابتسمت بتوتر تهز رأسها ايجابا تهتف سريعا: طب أنا لازم امشي عن اذنكوا.
اتجهت بخطي سريعة ناحية باب الفيلا تشتم ذلك الرجل في نفسها فها هو قد أفسد خطتها بالكامل أمسكت مقبض الباب كادت أن تفتحه حينما سمعت صوت ذلك الرجل يهتف بشك: استني عندك.
اتسعت عينيها بفزع لتشعر به يقترب منها وقف أمامها ينظر لها بصمت للحظات تلك الفتاة تخفي شيئا، ابتسم بهدوء: ما اتعرفتش بيكي أنا خالد وانتي.
حاولت الابتسام لتهتف سريعا: انا تتتهاني، عن إذنك
ابتسم بتهكم يهز رأسه إيجابا يهتف: اتفضلي
عاد لجاسر يسأله باهتمام: مين البت دي
هتف بلامبلاة: دي تهاني مرات عاصم اخو رؤي، كانت جاية تقعد مع رؤى
هز رأسه إيجابا بشرود تلك الفتاة تخفي شيئا حدسه الامني يخبره بذلك، بدأ جاسر يقص عليه كل ما يعرفه عن صبري، ليقطاعه خالد يهتف سريعا: قوم حالا غير هدومك هنروح لبنته
هز رأسه إيجابا سريعا يهرول إلى غرفته.
شهقت بعنف حينما شعرت بدلو من الماء البارد يسكب فوق رأسها نظرت للفاعل لتجد صبري يقف جوار فراشها الصغير يبتسم بتهكم يحمل دلو صغير كان فيه الماء: صح النوم يا برنسيسة مش بيت ابوكي هو، انجري يلا حضريلي الفطار وتنضفي القصر كله عايزك تشوفي نقابك الحلو اللي نايمة بيه دا فيه.
هزت رأسها إيجابا ليبتسم ساخرا ويخرج من الغرفة، بدأت تحاول الماء عصر الماء عن ملابسها تنظر للسماء بأعين دامعة تهمس برجاء: ياااا رب ساعدني يا رب.
بحثت عن المرحاض تؤضاءت وأدت فرضها لتذهب سريعا إلى المطبخ تحضر له الإفطار وضعته علي الطاولة لتسمعه يهتف بحدة: ساعة علي ما تحطي الفطار.
احتدت عينيها بغيظ تود لو تنزع قلبه من مكانه لتستغفر في سرها تهمس في نفسها: لا إله الا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
تركته وخرجت من الغرفة لينظر في أثرها بغيظ يود وبشدة اذيتها اكثر من ذلك ولكنه حتى بعد أن اصبح بعيدا ولن يمكنه العثور عليه خائف منه ولكنه يكابر، تنهد بغيظ ينتظر سامر ليخبره بما عليهم فعله بعد ذلك.
العريس جوه، هتف بها ذلك البلطجي الذي استأجره عمرو لكي يحضر له هاني، وقف هاني أمام منزل قديم متهالك في نهاية شارعهم، غرفة في بدروم المنزل احتجز فيها ذلك البلطجي هاني دون ان يسمه بناءا علي اوامر عمرو، أعطاه عمرو المبلغ الذي طلبه، حقيقة هو اخذ سلفة من عمله حتى يستطيع أن يدفع ذلك المبلغ الكبير لذلك البلطجي، دخل إلى الغرفة ليجد هاني مقيد علي أحد المقاعد فمه مغلق بشريط لاصق اتسعت عيني هاني بذعر ما أن رآه ليضحك عمرو ساخرا، اتجه ناحيته نزع شريط اللاصق بعنف ليهتف هاني سريعا بذعر: أنا ما عملتلهاش حاجة صدقني ما كنش قصدي اموتها.
ارتسمت ابتسامة سوداء متوعدة علي شفتي عمرو ليبدأ في فك وثاقه بينما ينظر هاني له بدهشة، حل وثاقه بالكامل يهتف فيه ببرود: اقف
هب هاني واقفا، ليشمر عمرو عن ساعديه يهتف بتوعد: مش أنت عملت راجل علي مراتي واستوقيت عليها وأنا مش موجود، أنا بقي عايزك توريني الرجولة يا عم الدكر.
اتجه عمرو ناحيته يجذبه من تلابيب ملابسه بعنف، يجذبه لخارج المنزل يسحبه خلفه كالبهائم، وقف أمام عمارتهم السكنية ليلقيه ارضا، امسك هاتفه يرسل رسالة إلى رقم روان محتواها ( بصي من البلكونة هتلاقي هدية هتعجبك اوي ).
لحظات وظهرت روان تنظر لأسفل لتتسع عينيها بذهول حينما رأت عمرو وهاني الذي ملقي تحت قدمي عمرو ينظر له بذعر.
اقترب عمرو منه يلكمه بعنف مرة تليه الاخري ليتجمع بعض الرجال يحاولون فض ذلك الاشتباك، ليقف يصرخ بغضب: يا رجالة الكلب دا حاول يعتدي علي حرمة بيتي وأنا مش موجود.
بدأ الرجال يرمقون ذلك الرجل باشمئزاز يبتعدون للخلف يفسحون المجال لعمرو لينقص عليه كالاسد الجريح ابرحه ضربا ليقق ينظر له بغضب تركه ملقي ارضا كورقة قمامة بالية، ليصعد إلى شقته، دخل ليجد روان ترتدي ملابسها استعداد للذهاب وبجانبها حقيبة ملابسها تبتسم بألم همست بحزن: شكرا، اتجهت ناحيته تحمل حقيبة ملابسها وقفت أمامه تهتف بخواء: طلقني.
أبعد وجهه عنها ينظر بعيدا لحظات صمت ليهتف أخيرا: انتي طالق
ابتسمت بانكسار صاحبه نزول بعض الدمعات الحزينة، حملت حقيبتها متجهه إلى خارج المنزل تغلق الباب خلفها بهدوء، بينما ظل هو واقفا علي حالته ببرود ظاهري اذابه دموعه الحارقة التي سالت علي وجنتيه بعنف همس بألم وهو يبكي: أنا آسف يا روان.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
يجلس علي كرسي خشبي علي تلك القهوة البلدي الصغيرة التي تقع أمام تلك العمارة السكنية يجلس متخفيا في زي صعيدي يحاول إخفاء وجهه بذلك الشال الصوفي، عينيه مرتكزتين علي ذلك الطابق ينظر له بغضب متقد اشتغل اكثر حين لمحها تقف في الشرفة تضع بعض الثياب علي حبل الغسيل تتحرك بخفة فراشة عمل يوما علي حرق أجنحتها يبحث عنها منذ أن خرج من السجن واخيرا عثر عليها مقسما أنها سيذقيها الويلات علي ارغامه علي طلاقها حينما حكمت لها المحكمة بذلك بعد دخوله للسجن، دقائق وخرج عاصم من البيت يمشي مسرعا دخل إلى تلك القهوة ليتجه إلى ذلك الرجل العجوز يبتسم بود: صباحك نادي يا عم سعيد.
ضحك الرجل العجوز يهتف بحبور: صباح الفل يا عاصم يا إبني
في الشرفة تقف حلم تنظر لعصام منذ أن خرج وعينيها متعلقتين به تتابعه بصمت وهو يرحل لعمله تدعو في نفسها أن يعود سالما والا يسمه سوءا، قطبت جبينها بتعجب حينما رأته يدخل إلى تلك القهوة، دخلت إلى الشقة لتجد مجيدة تجلس امام التلفاز تقطع حبات البطاطس للغداء ذهبت وجلست بجانبها تبتسم بحرج، لتهتف مجيدة ضاحكة: عايزة تقولي إيه يا حلم.
فركت يديها بتوتر تحاول الابتسام لتسالها بارتباك: احم هو يعني ليه دايما عاصم بيدخل القهوة ويقعد فيها حوالي ساعتين قبل ما يروح شغله.
ابتسمت مجيدة بمكر تنظر لحلم بخبث لتهتف دون مقدمات: عشان بيشتغل فيها
قطبت جبينها بدهشة تنظر لحماتها باستفهام نطقت باستغراب: بيتشغل فيها ليه.
وضعت مجيدة ما في يدها علي الطاولة اعتدلت في جلستها تبتسم بفخر: عاصم مش محتاج فلوس عشان يشتغل في القهوة الحكاية وما فيها يا ستي أن عم سعيد اللي مأجر القهوة من صاحبها الإيجار غلي عليه فمبقاش قادر يدفع مرتب الواد اللي كان بيساعده في تقديم الطلبات علي الزبائن، فعاصم لما عرف بقي بيروح يساعده عمك سعيد جوه بيعمل الشاي والقهوة وعاصم يوزعهم علي الزباين والواد عمرو اللي ساكن فوقينا بردوا بينزل يساعده، أصله يا بنتي راجل غلبان ونفسه عزيزة وعنده أربع بنات بيجهزهم.
ابتسمت حلم باتساع تشعر بالسعادة تغمرها من أفعال زوجها النبيلة لتسمع مجيدة تتنهد بحزن: بس ربنا يسامحها تهاني كانت كل يوم والتاني تتخانق معاه بسبب شغله في القهوة، سألتها بمكر: انتي اتضايقتي انتي كمان ولا إيه.
نظرت لوالدته تهز رأسها نفيا سريعا تهتف بعفوية: لاء طبعا انتي ما تعرفيش حبه زاد في قلبي قد ايه هاااااا، شهقت تضع يدها علي فمها تنظر لوالدته لتبتسم الأخيرة بانتصار تهتف بسعادة: اخيرا نطقتيها دا انتي كنتي بتتحرشي بيه وانتوا صغيرين وتفضلي تقولي مش هتجوز غير عاصم.
اتسعت عينيها بذهول كيف اكتشفت أمرها هي أخبرت رؤى فقط، بالتأكيد رؤى هي من أخبرتها: حضرتك عرفتي إزاي
ابتسمت مجيدة بثقة امسكت اذنها كأنها طفلة صغيرة تهتف ضاحكة: انتي فكراني عيلة صغيرة يا بت يا نملة انتي عرفتك من اول ما شوفتك.
زمت شفتيها بضيق طفولي تهتف: يا ماما بقي مش هتبطلي تقوليلي يانملة دي
ضحكت مجيدة بمرح تهتف بحنو: ما انتي اللي كنتي مسفرتة كدة اد النملة بتختفي كل شوية ونقعد ندور عليكي.
ضحكت حلم بسعادة تشاركها مجيدة علي ذكريات قديمة سعيدة للغاية.
وقفت سيارة دفع رباعية سوداء ضخمة أمام ذلك المنزل الريفي انفتح باب القائد لينزل خالد اولا ومن بعده جاسر اتجها ناحية ذلك الباب رفع جاسر يده ليقرع الباب بعنف ليجد خالد يقبض علي قبضة يده، نظر له يتعجب ليهتف خالد بهدوء: قبل ما ندخل تمالك أعصابك مش عايز زعيق، البت دي هي الخيط الوحيد اللي قدامنا لو طلع الخط بتاعه متشفر هياخد وقت طويل جدا علي ما نحدد مكانه.
اخذ جاسر نفسا عميقا يزفره علي مهل ليهز رأسه إيجابا تقدم خالد يدق الباب بهدوء، دقائق وفتح الباب سيدة تبدو في أوائل الخمسينات ترتدي جلباب فلاحي وتضع شال اسود فوق رأسها تنظر لهما باستفهام لتهتف: أنت مين يا جدع انت وهو.
ابتسم خالد بهدوء: خالد السويسي مكافحة المخدرات، اشار إلى جاسر مكملا: جاسر مهران رجل أعمال، مدام شاهندا وأستاذ فتحي موجودين.
هزت رأسها إيجابا تنظر لهما بقلق تعرف جاسر مهران أسما فقط ذلك الرجل الذي كان ابنها يعمل عنده افسحت لهم المجال ليدخلوا إلى ذلك البيت لتبدأ بالصياح بصوت عالي: فتحي يا فتحي انزل يا واد في ناس عايزينك.
وقف خالد بهدوء يتفحص البيت بهدوء بعينيه بينما جاسر قلبه علي وشك الانفجار من القلق تري كيف خلفها ماذا يفعل بها ذلك المختل تترواد إلى عقله إجابات بشعة تكاد تصيبه بالجنون، لحظات وسمع صوت خطوات سريعة نزل فتحي الذي اتسعت عينيه بدهشة ما أن رأي جاسر اتجه ناحيته يهتف بقلق ارتسم علي خلجاته: جاسر باشا خير يا باشا.
شاهندا نطقها هكذا دون مقدمات لتشتعل عيني فتحي غضبا ظنا منه أنه يريد اخذها منه يريد اذيتها مرة اخري فما كان منه الا ان انقض عليه يقبض علي تلابيب ملابسه يصرخ بغضب: أنت اتجننت يا راجل انت دي مراتي ومستحيل هسيبك تاخدها مني.
قبض جاسر علي يدي فتحي يصرخ بغضب قلبه المشتعل خوفا: صبري ابوها خطف مراتي
بيساومني بيها
شخصت عيني فتحي بصدمة ليترك ملابس جاسر يضيق عينيه ناظرا له بحذر ليهتف بقلق: بردوا مش فاهم انت عايز ايه من شاهندا أنا مش هدخل مراتي في لعبتك معاه.
تلك المرة جاء ذلك الصوت يهتف من خلفه بثقة: الموضوع أبسط من كدة يا فتحي احنا بس عايزين منها كام معلومة مش اكتر.
التفت فتحي ينظر لذلك الرجل بريبة ليخرج خالد بطاقة تعريفه الشخصية من محفظته الجلدية يشهرها أمام وجهه ليهز رأسه إيجابا، صعد إلى اعلي جلس جاسر علس أحد المقاعد يهز ساقه اليسري بعصبية لا يمكنه سوي أن يحترق شوقا لها وخوفا مما قد يكون يحدث بها، أما خالد فالتقط هاتفه مبتعدا عن جاسر يطلب ذلك الرقم المدون باسم ( الثعلب الهادئ) لحظات وأجاب محمد: السلام وعليكم.
خالد: وعليكم السلام محمد من غير ما تقاطعني أسمع اللي هقولك عليه وتنفذه كويس، أخبره خالد بكل ما يريد
ليهتف محمد بثقة: تمام اعتبره حصل
اغلق الخط يبتسم بخبث يهتف في نفسه: اما نشوف نيتك إيه يا مدام تهاني!
عاد لهم ليجد فتحي ينزل علي السلم فتاة تبدو في منتصف العشرينات قصيرة نوعا ما، ابتسم بحب حينما تذكر معشوقته القصيرة.
نزلت شاهندا خلف فتحي تقبض علي ذراعه من الخلف تنظر لجاسر بخوف، جلس فتحي علي أحدي الارائك يجلسها جواره لتظل تقبض بيدها علي ذراع فتحي تنظر للجالسين أمامها بارتباك.
ليسرع جاسر يهتف بلهفة يقص عليها ما يحدث ليصرخ في النهاية بانفعال: أنا رجعتلك فلوس ابوكي كلها ما لمستكيش مع اني كنت اقدر اعمل كدة كنت اقدر آذيكي واذلك بس ما عملتش، كنت اقدر اطلع روح ابوكي في أيده بعد اللي عمله في اختي وفي أهلي، ابوكي فييين قسما بالله لهقتله لو مس شعره منها.
ارتجفت شاهندا بفزع تقبض علي ذراع فتحي الذي نظر لجاسر بغضب، بينما نظر خالد لجاسر بحدة، اتجه ناحية شاهندا يهتف برفق: يا مدام انتي في إيدك تنقذي حياة إنسانة مالهاش اي ذنب في اللي بيحصل جاسر دور في كل الإمكان اللي ممكن يكون ابوكي مستخبي فيها انتي بنته وأكيد تعرفي اللي ما نعرفهوش.
نظرت لهما بقلة حيلة لتنساب دموعها تهتف بنحيب: ما اعرفش ما اعرفش ما اعرفش عنه حاجة والله، أنا أكيد مش عايزة رؤى تتأذي هي اللي ساعدتني وحاولت تنقذني منه لما كان ينتقم مني بس أنا والله ما اعرفش.
اخفت وجهها بين كفيها تجهش في البكاء فتحي يربط علي كتفها بحنو بينما ينظر جاسر وخالد إلى بعضهم بحيرة تري ما العمل الآن، هتف جاسر في نفسه برجاء: يااااااااااااارب.
لحظات وصدح صوت رسالة إلى رقم خالد فتح هاتفه سريعا لينتفض من مكانه يهتف بلهفة: حددوا المكان يلا بسرعة.
انتفض جاسر يركض إلى السيارة وخالد خلفهم وخلفهم شاهندا وفتحي، ركب الاثنين السيارة كانا علي وشك الانطلاق حينما وقفت شاهندا أمام السيارة تهتف باكية: أنا عايزة اجي معاكوا، بابا مش عارف إن الفلوس معايا مش معاك يمكن لما يعرف المشكلة تتحل.
صرخ جاسر بلهفة: اركبي يلا، استقلت شاهندا السيارة سريعا بالطبع لم يتركها فتحي ركب بجانبها ينظر لها بغضب علي ما فعلت لحظات وانطلقت السيارة تشق غبار الطريق يقود جاسر باقصي سرعو تكاد إطارات السيارة إن تنفجر من سرعتها.
اخيرا رحل كان يجلس علي أنه أحد الزبائن يطلب منه المشروبات مثله مثل الجميع تنهد براحة في نفسه حينما لم يلاحظه بالتأكيد فهو لا يعرفه أو هكذا ظن، تابعه بعينيه وهو يخرج من القهوة بعدما بدل ملابسه ظل يتابعه إلى أن خرج من الشارع بأكمله لحظات ووجد تلك السيدة والدته تخرج هي الاخري من العمارة فسامر ذلك الماكر قد أخبره بكل شئ احضر له ملف كامل به صور جميع افراد أسرة عاصم وعنوانه صدقا لم يكن بحاجة لتلك المعلومات فهو تقريبا يعرفها فقد كان يوما حارس خاص لجاسر وقد أتي إلى هنا قبلا عدو مرات، هب سريعا وضع بعض النقود علي الطاولة الصغيرة ليتجه ناحية تلك العمارة صعد إلى أعلي سريعا يحاول الا يتلفت حوله حتى لا يشك احدا في أمره، وصل أمام باب تلك الشقة ليدق الباب بهدوء وضع يده في جيب جلبابه يتأكد من وجود سلاحه سيطلق النار علي كل من يعترض طريقه، استعد جيدا حينما شعر بحركة الباب تفتح اتسعت ابتسامته الشيطانية حينما رآها تقف امامها، بينما اتسعت حدقتي حلم بذعر شهقت بفزع تهز رأسها نفيا بعنف تعود للخلف ببطئ كأنه وحش ضاري تحاول الفرار منه أرادت الصراخ ولكن عذرا اختفي صوتها قدميها كالهلام بالكاد تستطيع حملها دخلت إلى الشقة ليدخل خلفها هو وهي فريسة وصياد ساحة فارغة وفريسة خائفة وصياد لا يعرف الرحمة سمعت صوته المرعب يهتف بخبث: ايه يا لوما وحشتك يا حبيبتي مش كدة.
انسابت دموعها بغزارة تهز رأسها نفيا تبكي بعنف ليهتف بحزن مصطنع: تؤتؤتؤ اخس عليكي معقول ما وحشكيش سيد حبيبك نسيتي ليالينا الحلوة، بس معلش تتعوض أنا هفكرك بكككككل حاااجة بس مش هنا عيب دي بيوت ناس في بيتنا فاكرة بيتنا مش كدة.
بدأت شهقاتها تعلو جسدها يرتجف عقلها بدأ يشوش بقوة تشعر بأن الارض تلتف بها، رأته قادما ناحيتها، ابتسامته الخبيثة تعلو شفتيه
لم تعد تشعر بشئ لانها وببساطة شديدة فقدت الوعي.
في فيلا صبري المهجورة كانت تقف في المطبخ تحضر الطعام تشعر بألم بدأ يغزو دقات قلبها لم تأخذ دوائها منذ يومين، العرق يغطي وجهها تحت نقابها تشعر بالاختناق من حرارة الجو لم تعد تستطيع التحمل انسابت دموعها بغزارة تهتف في نفسها؛ يا رب أنا ماليش غيرك احميني منه، ساعدني يا رب.
في مكتب صبري يجلس وامامه سامر الذي يبتسم كعادته بخبث وثقة: بس ايه رأيك في دماغي.
تنهد صبري بضجر يبتسم باصفرار: ما خلاص يا سامر قولتلك بدل المرة ألف دي دماغ إبليس نفسه دلوقتي نتكلم في الجد فلوسي أنا عايز فلوسي، هنكلم الزفت جاسر دا امتي، أنا عايز فلوسي وروح جاسر مهران وبعدين هاخد شاهندا واهرب بيها برة حتى لو اضطريت اقتل اللي اسمه دا كمان.
ضحك سامر ساخرا يهتف بتهكم: نكلم مين يا عم انت لاء طبعا ما فيش الكلام دا، احنا هنوصله رسالة بطريقتي مش عن طريق الموبايل اصلا.
قطب صبري جبينه باستفهام يسأله بقلق: ليه ما أنت بتقول أن الخطوط دي متشفرة فيها إيه يعني.
هتف سامر بضيق: حتى لو جاسر دا حبابيه كتير ممكن يحددوا مكانا بسهولة لو استخدمنا خط الموبايل ولو لدقايق، ضيق عينيه ينظر له بشك: صبري انت ما عملتش حاجة مش كدة صح إنت ما بتعملش حاجة من غير ما اقولك.
حك الاخير رقبته بارتباك ينظر لسامر بذعر لتتسع عيني الاخير هب يهتف بانفعال: عملت إيه هتودينا في ستين داهية.
أخبره صبري بأمر تلك الرسالة التي بعثها لجاسر ليصرخ سامر بذعر: روحنا في داهية روحنا في ستين داهية أنت لسه قاعد بسرعة يلا لازم نمشي بسرعة.
في الخارج اوقف جاسر السيارة بعيدا عن الفيلا بقليل، لينظروا جميعا لذلك البيت الذي حاوطه عدد كبير من الحراس، بنظرة شاملة من أعين خبير هتف خالد بثقة: الحراسة علي البيت متقسمة بشكل غريب التلت والتلتين، في جزء صغير علي الباب الرئيسي موجودين في الضهر شايفين عددهم كتير ازاي معني ذلك أن صبري مخطط للهروب من الناحية التانية، اللي هيحصل وركزوا معايا، جاسر وفتحي الحراسة اللي علي الباب الرئيسي مش عايز صوت طلقة تطلع اخرج من سيارته ثلاث مسدسات مزودة بكاتم للصوت، شاهندا هتدخل الفيلا، وجودها هيشتت صبري، أنا هتعامل مع اللي ورا لحد ما البوليس يوصل مفهوم.
نظر فتحي وشاهندا له بقلق يشعران بأنهما في فيلم لاحدي عصابات المافيا بينما شاهندا قلقة للغاية علي والدها ستحاول الحديث معه وإرجاعه عما يفعل، نزل خالد بخفة من السيارة يتسلل إلى ذلك المكان بخفة الفهد الاسود بينما نزل كل من فتحي وجاسر متجهين إلى الباب الرئيسي وشاهندا في السيارة للأمان.
في الداخل ظلت تصرخ فيه وهو يقبض علي ذراعها يجرها خلفه يحاول أن ينزل بها علي سلم البيت قصرا ولكنها ترفض وتتعلق بحافة السلم بقوة: ابعددددددد عني بقولك ما تلمسنيش سيب دراعي يا حيوان.
ليصرخ سامر من الأسفل: أخلص يا صبري والا اطلع أجيبها أنا طالما مش قادر عليها، ليلف صبري ذراعه حول رقبة رؤى يضع مسدسه علي رأسها فتح فمه ليصرخ بها بتوعد لها ليقاطعه ذلك الصوت.
بابا، هتفت بها شاهندا وهي تدخل من باب الفيلا التي فتحه سامر توا، لتتسع عيني صبرا بدهشة، ابتسم باتساع ينظر لابنته اشتاق لها للغاية ليقطب جبينه باستفهام يسألها بحذر: انتي جيتي هنا إزاي وعرفتي أن أنا هنا منين، مين معاكي.
هتف بها فتحي وهو يدخل هو الآخر بينما جاسر كان يختبئ خلف الباب من الخارج يتحرق شوقا ليطمئن عليها ولكنه يحاول تمالك أعصابه.
نظر صبري لفتحي شرزا يهتف بحدة: أنت عرفت مكاني منين وعايز مني ايه
هتفت شاهندا برفق تنظر له بحنو: ما محدش عايز منك حاجة يا بابا، جاسر رجعلي فلوسك كلها والله رجعلي الفلوس كلها، سيب رؤى وأنا هسيبلك الفلوس كلها أنا مش عايزة حاجة منهم والله ما عايزة.
رجعلك الفلوس نطقها بذهول لتهز شاهندا رأسها ايجابا سريعا: ايوة والله
صرخ سامر بحدة حينما لاحظ تأثر صبري بكلام ابنته: انت هتصدقها ولا إيه هو اللي باعتها تقول كدة تقدر تقولي عرفت مكانك إزاي.
هتفت شاهندا بلهفة: صدقني يا بابا والله العظيم الفلوس معايا كلها وأنا هرجعهالك كلها.
شهقت بذعر حينما وجدت تلك الذراع تلتف حول رقبتها ومسدس يوضع بجانب رأسها مباشرة
لتسمع صوت ذلك الرجل يضحك بخبث: انتي هترجعيها بس لصاحبها، الفلوس دي من حقي أنا ابوكي مالوش فيها جنية أنا اللي طلعتله من السجن عشان ألعب بيه زي ما أنا عايز لحد ما يرجع الفلوس وأنا ابقي بعيد في السليم وأول ما الفلوس تيجي كنت هدبرله اي داهية وارميه في السجن تاني دا أنا سامر الصياد اللي يعرف يصطاد الطعم بالفريسة.
فتحي يقف ينظر لزوجته بذعر لا يعرف كيف يتصرف وصبري عينيه متسعتين بذعر خوفا علي ابنته وصدمة من ذلك الرجل، الصمت السائد اقلق جاسر ليدخل إلى الفيلا بحذر، اتسعت ابتسامة رؤى ما ان رأته لينظر لها هو بشوق لهفة قلق يقبض علي مسدسه عينيه تنتقلان بين رؤى وصبري وشاهندا وذلك المختل الذي يقيد حركتها
صرخ بغضب: سيب مراتي يا صبري ما تخلنيش اخلي الموت حلم من اللي هعمله فيك.
هتف صبري بعجز ينظر لابنته بخوف: خلص بنتي وأنا اسيب مراتك
نبرة عجز وخوف كانت واضحة بشدة في كلام صبري نظراته مرتجفة خائقة ينظر لابنته بجزع
ليقرر جاسر ان يساوم ذلك السامر نظر له يهتف بحذر: هديك اللي إنت عايزة مليون اتنين تلاتة بس سيبها.
ضحك سامر بجنون يهتف بخبث: أنت اهبل يالا ولا إيه أنت فاكرني هصدقك دي لعبة دم يا بابا واللي هيعيش هيكسب، كلنا جوا اللعبة كلنا بنلعب انا وأنت وصبري وتهاني وغيرنا وغيرنا كله بيلعب علي كله هههههههههههه يا عزيزي كلنا مجرمون يا عزيزي كلنا قاتلون.
أدرك جاسر في تلك اللحظة أن ما يقف أمامه ليس سوي مختل مريض نفسي عليه التعامل معه بحذر.
في لحظات دوي في القاعة صوت الرصاص يتناثر في جميع الارجاء حينما صوب خالد مسدسه ناحيه يد سامر التي تقبض علي شاهندا كانت الاقرب إليه والأكثر وضوحا لكونه يقف بجانب تمثال كبير، صرخ سامر بألم ليبدأ في إطلاق النار بعشوائية هو وبعض الحراس الذين كانوا معه داخل البيت بينما جذب فتحي شاهندا يحتمي بها خلف خلف أريكة كبيرة يخفي جسدها داخل جسده اختبئ جاسر يحاول التصويب علي سامر الذي صوب بعناية تلك الرصاصة التي اخترقت رأس صبري ليقع جسده علي رؤى ويسقطا معا من أعلي السلم، في لحظات حاصر البوليس المكان القوا القبض علي من بقي حيا من الحراس وسامر الذي وقف يضحك كالمجنون ينظر لجثة صبري يهتف بهستيريا: قتلته أنا قتلته سلام يا صبري نتقابل في الجحيم. كما أخذت عربة الإسعاف جثة صبري بينما كان جاسر جاثيا بجانب رؤى يحاول افاقتها بشتئ الطرق يهتف بلهفة وخوف: رؤى رؤى انتي سمعاني فوقي يا رؤى عشان خاطري فتحي عينيكي.
قومي يا رؤى بالله عليكي، حركت جفنيها حركة خفيفة لتفتحهما بقدر بسيط رأي جبينها الذي قطبته بضعف ليسمع ما جعل جسده يتصنم: جاسر هي الدنيا ضلمة ليه!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
خشي برجلك الشمال يا عروسة. نطق بها بنبرة ساخرة متهكمة شامتة بعد أن فتح باب المنزل دخل اليه يقف جوار الباب من الداخل ينظر لتلك التي ترتجف بذعر عينيها لا تتوقفان عن ذرف الدموع بلا توقف تنظر لمشتريها بذعر وكره شديدين خطت خطوة واحدة داخل المنزل لتغمض عينيها بخوف تقبض عليهما حينما سمعته يصفع الباب بعنف تقبض بيديها علي حقيبة ملابسها الصغيرة بيعت باعها والدها مقابل بعض جرامات من تلك المخدرات التي اذهبت بعقله بلا رجعة. فتحت عينيها بذعر حينما شعرت بأصابع يده تتلمس وجنتها بخشونة حركة يده اشعرتها بالاشمئزاز والنفور ابعدت وجهها في الاتجاه الآخر لتسمعه يضحك بتهكم قبل أن يقبض بكف يده علي فكها يدير وجهها ناحيته رغما عنها نظرت له باشمئزاز ليضحك ساخرا: ايه يا لوما انتي قرفانة مني ولا إيه تؤتؤتؤ في واحدة تقرف من جوزها بردوا.
شعرت بسكين حاد يطعن قلبها بعنف وهو ينطق كلمه زوجها بتلك البساطة زوجها التي تزوجته غصبا زوجها التي لا تكره احد بقدره زوجها الذي جر والدها خلفه لعالم المخدرات والخمور ليحوله إلى مسخ لا يهمه فقط سوي أن يحصل علي تلك الجرعات اللعينة.
انسابت دموعها بغزارة لتتسع ابتاسمته الخبيثة لتظهر بعض اسنانه الصفراء التي أحالت لونها تلك السجائر. نطقت اخيرا صوتها اشبه بهمس خرج بقهر من بين شفتيها: أنت مش جوزي ولا عمرك هتكون أنت اتجوزتني غصب عني. أنا ما بحبكش ولا عمري هحبك.
سمعت صوت أسنانه التي طحنها بغضب من جزه الشديد عليها لتصرخ بعدها من شدة الألم حينما هوي كفه علي وجهها بعنف لم يكتفي بصفعة ولا اثنتين ظلت يديه تلطمان وجهها بعنف يصرخ بغضب: أنا جوزك براضكي غصب جوزك، انتي رخيصة اشتريتك بالرخيص اوي ضحك ساخرا ليكمل. ابوكي باعك بخمس ورقات بيسة ( مخدرات) اوعي تكوني فاكرة نفسك حاجة عشان معاكي كلية وأنا حتة حارس مرفود كمان. قبض علي حجابها بعنف يقرب وجهها من وجهه بعنف حتى لم يعد هناك فاصل بينهما سوي بضع إنشات تطلع بخبث وشماتة إلى وجهها الذي اصطبغ باللون الأحمر القاني من شدة صفعاته. عينيها الحمراء الباكية، شفتيها الدامية التي تنزف الدماء بغزارة شعرت بأنفاسه الخانقه تلفح وجهها بعنف لتغمض عينيها بقرف لتسمع صوته يهمس بجانب اذنها بتوعد: قسما بالله يا حلم لهكرهك في اليوم اللي اتولدتي هذلك تحت رجليا هخلي مقامك اللي في السما دا يقع لسابع أرض هخليكي تقرفي من نفسك زي ما بتقرفي مني، هزت رأسها نفيا بعنف دموعها تنساب بغزارة لتصرخ بألم حينما بدأ يجذبها من حجابها بعنف يجرها خلفه إلى تلك الغرفة. وااه من صرخات ذبيحة خرجت من اعماق قلب تهشم إلى فتات ينعي روحا تمزقت إلى أشلاء، وااه من دموع حارقة رثت بحرقة براءة طفلة صغيرة ذبحت بلا رحمة، وااه من شهقات مختنقة شهقات نازفة باكية غص بها قلبها ليتحول الفتات إلى رفات!
قضت أيام كالعذاب لو كان عاملها كخادمة ربما كان سيكون رحيما عن ذلك كان يعاملها كجارية عبدة تحت امرته يخضعها كما يشاء لم يتواني عن إذلالها بشتئ الطرق لتتحول حلم من تلك الفتاة البريئة النشيطة المفعمة بالحياة لجثة تتحرك بلا حياة لم ينقذها من تلك الحياة البائسة سوي أنه قبض عليه لتحرر منه اخيرا
عاد من جديد ليعيد عذابها من جديد ليمزق روحها ليحرق أجنحتها ليهشم قلبها مرة أخري.
صرخت بفزع جسدها وكأن صاعقة إصابته يرتجف جبينها يتصبب عرقا: لاااااا لااااا ابعد عنننننني لااااا
حلم حلم دا كابوس يا حلم حلم دا كابوس يا ماما.
فتحت عينيها سريعا بفزع لتهب جالسة تنظر حولها لتجد نفسها كانت راقدة علي فراش في غرفة لا تعرفها لم تراها من قبل أنفاسها ثقيلة بالكاد تستطيع التقاطها تشعر بيدي أحدهما يحاوطنها رأسها مستند علي صدر صلب دافئ. رفعت وجهها تنظر له لتجده هو عاصم انسابت دموعها ما أن رأته بدأت تتمتم بالكثير من الكلمات الغير مفهومة لم يفهم منها سوي إسم «سيد» التي نطقته بذعر ليشدد علي احتضانها يهمس بحنو: اهدي يا حلم اهدي يا حبيبتي خلاص ما فيش سيد مش هسمحله يأذيكي تاني، هو اصلا مش هيقدر يأذيكي تاني.
ابتعدت عنه تقطب جبينها باستفهام دموعها لا تتوقف همست بخوف: هو جه وكان عايز ياخدني معاه تاني كان عايز يقتلني تاني.
جذب رأسها يخبئها داخل صدره يهمس بحنو: ما تخافيش يا حلم ما فيش سيد تاني ما فيش يا حبيبتي.
شدد علي عناقها يمسح علي شعرها لتشرد عينيه فيما حدث قبل ساعات حينما نزل إلى القهوة فهو يقسم العمل بينه وبين عمرو وشابين آخرين يساعدون ذلك الرجل المسن لفت نظره ذلك الرجل منذ أن دخل رآه من قبل لم يستغرق الأمر منه الكثير من الوقت ليتذكره أحد حرس جاسر رآه معه عدة مرات من قبل أن يطرده أثار شكوكه خاصة وأنه كان ينظر ناحية عمارتهم السكنية بتركيز. مثل ببراعة أنه لم يلاحظ الأمر، ليبدأ في تقديم الطلبات وصل يقدم طلبه وقف أمام يبتسم ببشاشة يهتف بود: الشاي يا بلدينا.
شكره سيد بإقتضاب خوفا من أن يكتشف أمره ليكمل عاصم بمرح: أنا اول مرة اشوفك هنا بس صدقني مش هتبقي آخر مرة اصل شاي عمك سعيد عامل زي المخدرات كدة ما تقدرش تشبع منه صحيح أنا عاصم وأنت
رد سيد يحاول تقليد لهجة فلاحي: محسوبك سيد توشكر يا عم عاصم
ابتسم عاصم باتساع: يا بيه احنا في الخدمة عن إذنك ورايا طلبات كتيير، ليصيح بصوت عالي، ايوووة جاي.
تركه عاصم وغادر لتختفي ابتاسمته المرحة تحتد عينيه بغضب سيد نفس الإسم، هل يعقل أن يكون نفس الشخص. انهي عمله سريعا ليبدل ملابسه ويخرج من القهوة ومن الشارع بأكمله وقف علي ناصيته يختبئ خلف أحد الدكاكين القديمة تلك المرة هو من يراقب.
رأي والدته وهي تخرج متجهه للسوق. والده في العمل ووالدته ذهبت إلى السوق وطمطم الصغيرة في المدرسة البيت بأكمله ليس فيه سواها اشتغلت عينيه غضبا حينما رآه يقام مسرعا متجها ناحية عمارتهم ليلحقه سريعا سمع ما قاله لها وسمع صوت شهقاتها الخائفة ليدخل كالاعصار رآها ملقاة علي الارض فاقدة للوعي وذلك الرجل يقف أمامها يبتسم بخبث يتفرسها بنظراته الوقحة التي ارتجفت بقلق حينما دخل عاصم ينظر له بتوعد، ليس معني أنه هادئ وخجول انه سيسمح له بالاقتراب من حرمة بيته شمر عن ساعديه ليلكمه بعنف يزمجر بغضب اسقطه ارضا جاثيا فوقه يلكمه بلا توقف لا يري امامه سوي صورتها وهي فاقدة للوعي لا يجد ما يقوله بلسانه فهو لم يعتاد علي الشتم ولا السب فتولت يديه عمل لسانه أيضا ابرح الاخير ضربا هو نفسه لم يكن يعلم أنه قوي لتلك الدرجة فقد سيد الوعي من شدة الضرب ليقف عاصم يتنفس بعنف ينظر له بغضب، ليتجه ناحية حلم حملها برفق شديد ليخرج بها من شقة والديه متجها إلى شقته وضعها علي فراشه الوثير يدثرها جيدا نزل علي السلم مسرعا ليجد سيد يحاول الركض خارج البيت ذلك الخبيث لم يكن فقد الوعي بل فقط يتصنع ذلك زمجر عاصم بغضب لينزل سيد مسرعا وخلفه عاصم، صاح عاصم بأعلي صوته: حررررامي.
ليبدأ الشباب والرجال بالجري خلف سيد إلى ان امسكوا به ليبرحوه ضربا فوق ما هو عليه
هتف أحد الشباب لعاصم: سرق منك ايه يا عاصم واحنا نجبهولك منه
نظر عاصم له بتوعد ليجثي علي ركبيته امام سيد الملقي ارضا كورقة قمامة بالية همس بتوعد: هسيبك تمشي بس قسما بالله لو قربت ناحيتها تاني هقتلك ماشي ولا ماشي.
هز سيد رأسه إيجابا سريعا يهمس بذعر: حاضر حاضر والله ما هقرب منها ولا حتى هعتب الشارع ولا المنطقة كلها تتتتاني حاضر حاضر.
وقف عاصم ينظر له ببرود: خلاص يا شباب أنا لحقته قبل ما يسرق كان بيحاول يفتح باب الشقة لسه. تولي الشباب مهمة إلقائه خارج الحي بأكمله ليعود هو إليها صعد إلى شقته بعدما اغلق شقة والده. ظل جالسا بجانبها دون ملل يراها ترتجف وتبكي ليسرع بتهدئتها لتعود إلى النوم
Back.
فاق من شروده الطويل لترتسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه وهو يشعر بها قد هدأت اخيرا. ابعدها عنه برفق ينظر لها كالعادة كانت تخفض رأسها لأسفل رفعت نظرها ببطئ تهمس بارتجاف: هو بجد مش هيرجع تاني.
ابتسم بهدوء يهز رأسه إيجابا: ابدا ابدا مش هتشوفيه تاني أبدا
ابتسمت ابتسامة صغيرة تتنهد براحة نظرت حولها تسأله باستفهام: هو احنا فين
في شقتي، نطقها مبتسما ليري اختفاء ابتسامتها نظرت للفراش بألم لتعاود النظر إليه تهمس باختناق: ودا سريرك اللي بتنام عليه أنت ومراتك مش كدة.
تنهد بضجر يكاد يقسم أنه بالفعل نسي تهاني كأنه لم يكن متزوجا من الأساس، ليشعر بها نهضت متجهه إلى باب الغرفة امسكت المقبض لتفتح الباب ولكن قبل ذلك التفتت إليه تهمس باختناق دموعها تنساب بغزارة: أنا بجد مش عارفة اشكرك إزاي، إنت راجل عمري ما هقابل زيه في عمري كله، بس صدقني مش هينفع ابقي زوجة تانية مش هينفع اسرقك من مراتك، إنت خلاص حلتلتي المشكلة وما بقتش مضطر تخليني علي ذمتك، طلقني يا عاصم!
لالالا اللي بيحصل دا استهبال بقالهم اكتر من تلت ساعات جوا بيعملوا إيه كل دا، هتف بها جاسر بقلق وهو يجوب الممر أمام باب غرفتها ذهابا وايابا بقلق.
ليتنهد خالد بضجر: يا جاسر اهدي هما مش بيلعبوا جوا بإذن الله خير
وقف أمامه يصيح بانفعال: بقولك قالتلي الدنيا ضلمة وبعد كدة اغمي عليها. تبقي مصيبة لو حصل اللي في بالي.
وقف خالد بجانبه يربط علي كتفه بحزم: بإذن الله خير
هتف جاسر برجاء: يا رب يا رب
خالد. همست بها بتعجب حينما رأته يقف في ذلك الطابق بجانبه رجل آخر لا تعرفه، كان سيبدو وقحا أن ابتسم وصديقه في تلك الحالة اتجه ناحيتها يجذبها إلى اقرب غرفة فارغة اغلق الباب ليتجه إليها يبتسم بعشق: وحشتيني اوي
احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بدلال: لحقت اوحشك ما أنا كنت معاك الصبح.
همس بعشق: يا بت انتي بتوحشيني وانتي قدام عينيا. اقترب منها يبتسم بعبث لتدفعه بعيدا تنظر له بحدة: إيه يا عم أنت احنا في المستشفي مش هتبطل قلة أدب بقي. وبعدين استني بقي انت بتعمل إيه هنا اصلا.
بخونك. هتف بها بمرح لتنفخ خديها بغيط لكزته في صدره بمرفقها تهتف بغيظ: طب ابقي اعملها كدة يا ابن السويسي وأنا اشرحك بالمشرط
اتسعت عينيه بذعر مصطنع لتبتسم بانتصار تحول إلى الم حينما صفعها علي رقبتها من الخلف برفق يهتف ضاحكا: دا جزاتي يا جزمة اني وافقت أنك ترجعي شغلك صح
نظرت له بغيظ تهتف بتوعد: مااااشي والله لتنام علي الكنبة يا خالد.
لاء خلاص هقول، نطق بها بذعر مصطنع، ليحمحم بجد يقص عليها ما حدث لتشهق بذعر
نظرت له بغيظ تهتف بحدة: والله أنك بتهزر سايب صاحبك واقف هيتجنن برة وجاي تعاكس فيا هنا، روح يلا بسرعة لصاحبك وانا هروح اوضة العمليات اسأل الدكاترة.
هز رأسه إيجابا سريعا ليخرج بصحبتها ليجدا باب غرفة العمليات يفتح خرج منه ذلك السرير النقال متجها إلى احدي الغرف ومن بعده خرج الطبيب المسئول عن العملية اسرع جاسر ومعه خالد ولينا ناحيته ليسأله جاسر بلهفة: طمني يا دكتور مراتي حالتها.
تنهد الطبيب بحزن يجيبه: للأسف الوقعة اللي وقعتها كانت عنيفة أوي سببتلها نزيف داخلي احنا قدرنا نسيطر عليه ووقفناه الحمد لله بس المشكلة أن الوقعة أثرت علي مركز الأبصار عندها وسببتلها حالة فقدات بصر مؤقت.
كان يعلم ذلك ولكنه حاول تكذيب نفسه ليسمع صوت تلك الفتاة تهتف سريعا: بس دا ممكن يتعالج بعملية يا شريف الموضع مش معقد مش عايزين نخوف جوزها.
هز الطبيب رأسه إيجابا: دا حقيقي والعملية مش صعبة إطلاقا بس لازم الاول حالتها الجسدية والنفسية تستقر قبل ما نعملها العملية، عن اذنكوا.
رحل الطبيب بهدوء ليتجه جاسر إلى غرفة رؤى دون أن ينطق بحرف، يشعر ب صدقا هو لا يعرف بما يشعر وكأنه مراكز الإحساس عنده توقفت عن العمل، خائف هو مرتعب من ردة فعلها عندما يستيقظ وتعرف ما جري لها، حزين تكاد عينيه لا تستطيع الصمود امام سيول الدموع التي بالكاد تمنعها، غاضب لو كان صبري لم يمت لكان أحرقه حيا وجلس يستمتع بصوت صراخه، جلس علي كرسي خشبي جوار الفراش ينظر لها جسدها الهزيل الموصل بالكثير من الأجهزة الطبية وجهها الشاحب شفتيها الجافة البيضاء رأسها الذي اتلف الشاش الطبي حوله، دقات قلبه تهدر بعنف لن يتحمل انهيارها حينما تعلم ما جري لها.
انا هطلق فعلا. نطقها بحزم لترتسم ابتسامة مريرة علي شفتيها تحولت لصدمة حينما اكمل: بس هطلق تهاني مش هطلقك انتي.
هزت رأسها نفيا بعنف تهتف بحدة: لاء لاء طبعا مش هسمحلك تعمل كدة مش هسمحلك تهد بيتك وسعادتك بسببي.
قام من مكانه متجها ناحيتها وقف أمامها مباشرة لترتبك ابتعدت تلتصق بالباب ليقترب مرة اخري وقف أمامها صامتا للحظات ليهمس بعشق: انتي بيتي وسعادتي، رفع وجهها ينظر لها بحب يهمس ببطئ: انتي حلمي يا حلم!، انفجرت الدماء في وجنتيها ليكمل هو همسه العاشق: صدقيني من اول مرة شوفتك فيها وأنا مش عارف ابطل افكر فيكي كنت بضايق من نفسي اوي ازاي افكر في واحدة متجاوزة وحامل كمان وقبل ما تفهميني غلط ما كنتش يفكر فيكي بشكل وحش لا سمح الله أنا بس كنت دايما حاسس أنك مسؤولة مني ما تعرفيش أنا فرحت قد إيه لما عرفت أنك مطلقة، حلم أنا عارف إني ما بعرفش اقول كلام الحب بتاع شباب اليومين دول بس أنا، انا اخذ نفسا عميقا يتنفسه ببطئ ليكمل: أنا بحبك!
شخصت عينيها بصدمة قلبها يرقص بفرح عاصم يحبها، نعم هي لا تتوهم نطقها اخيرا، لولا أنها خافت من أن يظنها منحرفة لكانت لارتمت بين ذراعيه تعانقه دون توقف سمعته يكمل بعبث: زي ما انتي بتحبيني يا بتاعت المصاصة الاخضرة صح يا نملة.
فرت هاربة من امامه فتحت باب الشقة تركض لأسفل تضحك ببلاهة ليتخلي عن هدوه ووقاره المزعوم في تلك اللحظة نزل يركض خلفها كأنه فتي مراهق، وقفت أمام باب الشقة تطرقه بعنف سحقا المفتاح ليس معها ووالدته أين ذهبت هل تشتري ما في السوق باكمله، لم تكن تعرف أن والدته عند أختها وعندما تذهب إليها تنسي الوقت تماما سمعته يهمس من خلفها بعبث: المفتاح معايا.
اتسعت عينيها بتوتر ليمد يده يفتح باب الشقة هرولت للداخل ما ان فتح الباب هي فقط تريد الاختباء من دقات قلبها الهادرة التي تجرفها إليه أسرعت إلى غرفتها التي هي غرفته في الأساس ما كادت تدخلها حتى وجدته يقف خلفها يبتسم بعبث.
انتبهت حواسه حينما شعر بها تحرك يديها تتأوه بألم رأسها بدأت تفتح جفنيها ببطئ لتطل علي الدنيا من جديد ولكن ما رأته كان ستارة سوداء تحجب رؤية اي شئ أمامها قطبت جبنيها بصدمة تفتح عينيها وتغلقها مرات عدة الحال كما هو ستارة سوداء لا تري منها شيئا. بدأت تهمس بخوف: جاسر. جاسر إنت هنا جاسر هي الدنيا ضلمة هو النور قاطع ولا إيه. جاسر إنت سامعني أنت فين. جاسر يا جاسر.
انسابت دموعه حزنا عليها وضع يده علي فمه يكتم صوت شهقاته. جسده يأبي التحرك ينظر له فقط لينتفض حينما رأي دموعها التي بدأت تنساب من عينيها، تحرك يجلس جوارها ليمسعها تهتف بخوف: مين هنا إنت مين
عرفته حينما وصل إلى أنفها رائحة عطره المميزة لتبتسم وهي تبكي: جاسر، صح جاسر، هي الدنيا ضلمة ليه، هو احنا فين هو إيه اللي حصل. جاسر أنا مش شيفاك هو النور قاطع صح صح.
مسح دموعه بعنف ليمد كف يده لتمسكها
شعر بها تشد علي كف يده كأنها تطمئن به، همس باختناق: لاء يا رؤى النور مش قاطع يا حبيبتي.
قطبت جبينها بتعجب تسأله باستفهام: اومال الدنيا ضلمة ليه
لحظات صمت لا يعرف ما يقول رأي اتساع حدقتيها بصدمة لتترك يده التفت برأسها ببطئ ناحية مصدر صوته ملامحها جامدة من هول الصدمة همست ساخرة: أنا اتعميت مش كدة.
امسك ذراعيها برفق يهتف سريعا بلهفة وتلعثم: رؤى حبيبتي اسمعيني انتي كويسة هتبقي كويسة الدكاترة قالوا إن الموضوع بسيط عملية صغيرة وهترجعي تشوفي تاني هما بس مستنين لما حالتك تتحسن شوية، والله هترجعي تشوفي تاني
وضع رأسه بجانبها علي الفراش يبكي بعنف يردد فقط: والله هترجعي تشوفي تاني.
اما هي فبقيت تنظر للفراغ. تنظر صدقا هي لا تنظر ما أمامها فقط ظلام دامس كأنها تغرق في ظلام الليل الكاحل يبتلعها أمواجه السوداء يجرفها شاطئه القاتم عتمة ليل لا يظهر قمره كغريب تائه في صحراء سوداء لا نار فيها
همست بخواء: أنا عايزة ارجع البيت
قام ينظر لها بألم للحظات ليهز رأسه إيجابا: حاضر يا حبيبتي هسأل الدكتور
تركها وخرج لتبقي كما هي لم تتحرك لم ترمش فقط تحدق في الاشئ.
جزت على أسنانها بغيظ حينما أخبرها عامل البنك أن الشيك الذي معها بدون رصيد. ذلك السامر كان يخدعها إذا، مشت بدون هدف تفكر لا تعرف ماذا حدث لتسمع صوت بائع جرائد يصيح بصوت عالي: اقرا الحادثة اقرا الحادثة موت رجل الأعمال صبري الدمنهوري واللي قتله المحامي بتاعه سامر الصياد.
شخصت عينيها بصدمة صبري قُتل وسامر من قتله ما تلك المصائب التي حلت فوق رأسها. الشيك بدون رصيد اولا ذلك الجنين الاحمق التي لا تستطيع التخلص منه ثانيا والآن مات صبري وبالتأكيد تم القبض علي سامر، يعني ذلك أن بالتأكيد رؤى عادت إلى جاسر وانقطع الطريق بينها وبينه، قطبت جبينها بضيق تفكر ما هو السبيل الآن أين ستذهب انسدت جميع السبل أمامها، لم يبقي سواه هو لجأت إليه في البداية وستلجأ إليه الآن، أخذت طريقها إلى منزل عاصم، سترتدي قناع الزوجة المحبة وتخبره بتلك المفاجأة السعيدة بأنها تحمل بأبنه بالتأكيد سيطير فرحا.
دقت مجيدة باب المنزل عدة مرات ولكن لا مجيب لتخرج مفتاحها من محفظة نقودها السوداء التي تمسكها في يدها. فتحت باب الشقة تنادي علي حلم: بت يا حلم انتي فين يا بت، بدأت تبحث عنها وهي تتحدث وكأنها تسمعها: اسكتي مش البت طمطم شبطت تبات مع البت سهيلة، بنت اختي منال، بت يا حلم انتي فين يا بت، اتجهت إلى غرفتها مدت يدها تفتح الباب لتجده موصدا بالمفتاح من الداخل، قطبت جبينها تهتف بتعجب: بت يا حلم انتي قافلة الباب عليكي ليه افتحي يا بت.
اتسعت عينيها بذهول حينما سمعت صوت عاصم يهتف من الداخل: خير يا أمي، هدرت بصدمة ؛ عاصم! أنت بتعمل ايه جوا ياض وقافل الباب ليه.
هتف سريعا: آه اصل في فار في الأوضة فقلت الباب ليهرب
ابتسمت مجيدة بخبث امهاتي تهتف بخبث: فار يا إبن بطني علي ماما بردوا، أنا هروح اعملكوا العشا يا عريس.
فتح الباب سريعا ينظر لوالدته بذهول يهتف سريعا بتلعثم: عريس إيه بس يا أمي دا أنا كنت بصطاد الفار.
اقتربت منه تهمس بخبث: انت لابس التيشرت بالمقلوب يا بتاع الفار
تركته واتجهت إلى المطبخ ليهتف بذهول: امي دي ولا شغالة في المخابرات، ضرب كف فوق آخر ليعود للغرفة، ابتسم بحنو ينظر لحلم النائمة ليطبع قبلة علي جبينها، أخذ بعض الملابس التي تركها في دولابه متجها ناحية حمام المنزل.
في تلك الاثناء كانت تهاني تبحث عن عاصم في شقتهم تنهدت بضيق حينما لم تجده بالتأكيد في شقة والدته. نزلت لأسفل لتخرج مفتاحها الذي اعطاه هو لها فتحت الباب بهدوء تتسلل برفق تبتسم بخبث ستؤدي دور الزوجة المحبة ببراعة. اتجهت ناحية غرفته، قد نسيت تماما أمر حلم، فتحت الباب بهدوء دخلت خطوتين لتزم شفتيها بضيق حينما رأت تلك الفتاة هتفت في نفسها بضيق: اووف دي الزفتة اللي اسمها حلم دا أنا نسيتها خالص، اكيد عاصم في اوضة رؤى.
التفتت لتخرج حينما سمعت حلم تهمس بنعاس: عاصم انت روحت فين يا عاصم.
اتسعت عينيها بصدمة التفتت لتلك القناة بشراسة لفت نظرها ساعة عاصم التي يرتديها دائما موضوعة بجانبها علي الفراش، لم تكاد تفيق من صدمتها لتجد عاصم يدخل إلى الغرفة يجفف شعره بالمنشفة يهتف بمرح: اسكتي يا حلم علي اللي حصل. أبعد المنشفة عن وجهه لتندثر ابتسامته حينما رآها تقف أمامه تنظر له بصدمة، نظر لحلم ليجدها تنظر له بخوف. عاد ينظر لتهاني تلك المرة ببرود عليها الآن أن تحصد ما زرعت.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
وقفت كمن أصابها إعصار جمد أطرافها تنظر لعصام بصدمة شلت لسانها تنتقل بانظارها بين عاصم الذي يطالعها ببرود وتلك الفتاة لتجدها تشد غطاء الفراش جيدا تخفي به جسدها العاري! اشتعلت الدماء في أوردتها غيظا وحقدا ليست غيرة أبدا فتلك الفتاة في نظرها اخذت آخر بنك تأخذ منه النقود كلما أرادت، القت حقيبتها بعنف همت بالاقتراب من تلك الفتاة تسبها بأبشع الألفاظ، امسكت شعرها تجذبه بعنف تصرخ فيها: يا سافلة يا خطافة الرجالة بتلفي علي جوزي يا...
لتشعر فجاءة بيد تعتصر مرفق يدها جذبها للخلف بعنف إلى أن وقفت أمامه تنظر له بصدمة، عاصم ينظر لها ببرود! كأن أمرها لا يهمه اطلاقا، اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها حينما سمعته يهتف بحدة: اوعي تكوني فكرة إني هسيبك تقربي منها ولا تمسي شعرها فيها حلم مراتي زيها زيك.
مررررراتك، صرخت بها بغيظ ملامحها تصرخ من الغضب لتكمل بغضب: أنت اتجوزت عليا يا عاصم إنت اكيد اتجننت ازاي تعمل كدة ازاي تسمح لنفسك تعمل كدة.
قبض علي مرفقها يهز جسدها بعنف قطب جبينه بغضب يصيح بحدة حان الوقت الآن ليخرج لها كل ما يجيش في صدره من أفعالها: انتي السبببب انتي السبب، أنا اتجوزتك عشان كنت فاكر بحبك، أنا حتى لو يوم حبيتك انتي قتلتي الحب دا عمرك ما حسيتي بيا دايما بتطعني فيا وفي كرامتك وانتي بتشبهيني بجاسر وتقارني بيني وبينه، مهما عملت ما بيعجبكيش بشتغل ليل ونهار عشان ما احرمكيش من حاجة لكن انتي طماعة ما بيلامش عينيك حاجة، شايفة نفسك احق بجاسر وفلوسه من رؤى صح، حقدك وغلك وانانيك هي اللي وصلتنا لهنا، اهمالك ليا وكلامك اللي زي السم ليل ونهار هو اللي كرهني فيكي، أنا لو بندم كل يوم ميت مرة علي حاجة فأنا بندم علي اليوم اللي اتجوزتك فيه علي قلبي اللي سلمتهولك عشان تكسريه بجشعك وانانيتك، انتي طالق يا تهاني!
كل كلمة كان يلقيها عليها كان تنزل عليها كالصاعقة، هي من فعلت ذلك هي من جعلته يتخلي عن حبه لها لتلك الفتاة حينما نطق الكلمة الأخيرة اشتعلت عينيها حقدا، حقد اشغل نيران الانتقام والغل في أوردتها، نزعت يدها من يده بعنف تبتسم باتساع ابتسامة سوداء حاقدة مجنونة لتصيح بهستريا: طلقتني، أنا طالق، خلاص كل حاجة راحت، بعد كل اللي عملته كل حاجة ضاعت من بين ايديا بالسهولة دي، لالا مش هخسر كل حاجة جاسر وفلوسه والمنصب والمكان اللي كنت هبقي فيه، أنا عملت كل حاجة عشان ابعد رؤى عن طريقي وفي الآخر رجعلته، فلوس صبري الخمسة مليون الشيك من غير رصيد، تهاني هانم راحت، وقفت تضحك بهستريا تنظر لعاصم الذي يطالعها بذهول، لتبدأ في تلك الهستريا التي أصابتها تحكي كل شئ وهي تضحك بجنون دون ان تخبره بأنها تحمل بطفله وأنها كانت ذاهبة لجاسر لتنفذ تلك الخطة الشيطانية، اشتعلت عيني عاصم غضبا حينما علم ما فعلته بأخته ليلطمها بعنف سقطت ارضا تنزف الدماء من جانب فمها المشقوق تنظر له بتلك النظرات المختلة، ومجيدة تصيح خلفه بفزع ؛ منك لله يا شيخة حسبي الله ونعم الوكيل فيكي بنتي أنا كان قلبي مقبوض بس كنت بحاول اكدب نفسي، رؤى يا عاصم.
ضحكت تهاني بهستريا تهتف بحقد: رؤى بنتك المصون حبيبة قلب جاسر مهران قلب الدنيا لحد ما رجعها لحضنه، لتكمل بتهكم: وتهاني هي اللي خسرت، جاسر ضاع والفلوس ضاعت وصبري مات وسامر اتحبس، نظرت لعاصم تضحك بجنون ؛ حتى عاصم المنفذ الوحيد اللي كان فاضلي راح، اتسعت ابتسامتها المختلة تبرق عينيها ببريق توعد وغل ابتسمت بشماتة تهتف: بس لاء، مش هبقي الخسرانة مش أنا لوحدي اللي هخسر زي ما حرقت قلبي يا عاصم وطلقتني أنا هحرق قلبك علي أكتر حاجة كنت بتتمناها.
بعنف شديد كورت قبضة يدها وبدأت تضرب علي معدتها بعنف تضحك بجنون: أنا حامل يا عاصم، اااااه
صرخت بها بألم حينما جثي بجانبها يصفعها بقوة لتتوقف عما تفعل ولكن قد سبق السيف العزل بدأت الدماء تسيل بغزارة علي قدميها لتفقد الوعي بين ذراعيه.
طوال الطريق لم تنطق بحرف، حصل علي موافقة الطبيب بأن يخرجها من المستشفي ولكن يجب أن تخطي براحة تامة حتى يلتئم جرح رأسها، حينما عاد اليها وجدها ترتكز بنظرها في نقطة في الفراغ دموعها تنساب بصمت لتنساب دموعه هو الآخر سقط علي ركبتيه جوار فراشها شعرت به لتلتفت برأسها ناحيته، مد يده يمسح دموعها بأصابع مرتجفة يهمس بحرقة: جبروت جاسر مهران بينهار قصاد دمعة من عينيكي، أنا حاسس اني ضايع يا رؤى حاسس إني رجعت طفل صغير ما فيش في أيده حاجة غير أنه يبكي حاسس إني ضعيف وأنا عمري ما كنت كدة أول مرة ابقي مش عارف اعمل ايه.
رآها تمد كف يدها تحاول الوصول لوجهه لتسمح دموعه بحنان، ارتسمت علي شفتيها ابتسامة صغيرة شاحبة علي شفتيها، بعد قليل كان يحملها بين ذراعيه متجها بها إلى سيارته وهي ساكنة تماما تغمض عينيها كأنها نائمة، اسرع احد حراسه يفتح له الباب ليضعها برفق علي الكرسي بجانبه احكم حزام الامان حولها ليجلس علي كرسي القيادة، دقائق صمت يقود بهدوء يتنهد بحزن بين الحين والآخر يختطف النظرات اليها ليجدها تغمض عينيها بهدوء، حمحم يكسر حاجز الصمت يهمس بخفوت: هو انتي نمتي يا رؤى.
هزت رأسها نفيا بهدوء، ليتنهد بألم يهمس بحزن: طب فتحي عينيكي بصيلي.
فتحت عينيها الممتئلة بالدموع لترتسم ابتسامة مريرة علي شفتيها: ما بقتش فارقة مفتحة عينيا مغمضة عينيا في الحالتين أنا مش شايفة، انسابت دموعها ما أن انهت كلامها لتعاود إغلاق عينيها مرة اخري وقفت السيارة أمام باب الفيلا الداخلي التفت لها ليجدها تحاول بعصبية فك حزام الامان، مد يده يريد مساعدتها ليجدها تهتف بحدة: سيبه أنا هعرف اعمله لوحدي، تركها ونزل من السيارة التف حولها إلى أن وصل إلى بابها فتحه، ليدخل بجذعه العلوي حملها بين ذراعيه متجها بها ناحية المنزل لتهتف بحنق: أنا مش عاجزة أنا بعرف اتحرك لوحدي.
اخذ نفسا عميقا يزفره علي مهل ظل يسير وهو يحملها إلى ان وصل إلى الفراش وضعها عليه ليجلس بجانبها مال برأسه يقبل جبينها بحنو امسك كف يدها يشد عليه يهمس بحنو: انتي مش عاجزة ولا عمرك هتكوني حتى لو كنتي كفيفة من الاول عمرك بردوا ما كنتي هتبقي عاجزة، ربنا اللي أنعم علينا بنعمة البصر واتاخدت من ناس كتير الناس دول ابدا مش عجزة يا رؤى بالعكس في منهم ربات بيوت وطالبة وموظفين وبيعملوا شغلهم احسن من ميت مبصر، اللي انتي فيه دا مش عجز يا رؤى دا امتحان، زي ما أنا كنت في يوم امتحان ليكي وعدتيه وانقذتي نفسك وانقذتيني، اوعي تيأسي او تفقدي ايمانك بربنا.
طب علي الأقل اللي انتي فيه دا حدث عارض كلها كام يوم وهترجعي تشوفي بإذن الله انما بقي اللي اتولدوا اصلا كدة الطفل اللي اتولد كفيف اللي ما شافش نور الدنيا ولو ثانية واحدة يعمل ايه يا رؤى زمان قبل ما الشيطان جاسر مهران سمعت جملة عمرها ما فارقت بالي كان راجل كبير في السن عايش عندنا في الحارة مرة سمعته بيقول لو سجدنا شكر لربنا قصاد كل نعمة انعمها علينا هنفضل طول عمرنا ساجدين، ربط علي رأسها برفق أنا هقوم دقايق اخليهم يطلعولك الأكل عشان تاخدي الدوا وترتاحي شوية.
قبل جبينها مرة اخري ليتحرك بهدوء نظر لها بحزن ليخرج من الغرفة لتبقي هي لا تعرف أن كانت تغلق عينيها ام تفتحهما، كلمات جاسر تدوي في قلبها قبل عقلها واذنيها، هي حزينة تكاد تموت حزنا مما جري لها ولا لوم عليها ولكن جاسر محق في كل كلمة قالها أين هو العجز، أفقدان بصرها هو العجز لاء والله تلك الافكار العقيمة التي يحاول الشيطان أن يزرعها في رأسها هي العجز بذاته.
شعرت بحركة جوارها لتحرك رأسها لمصدر الصوت كانت نعمة تلك المربية الحنون شعرت بها تمسد علي حجابها برفق تهمس بحنان: قومي معايا يا بنتي تغيري هدومك، ربنا بإذنه هيشفيكي ويعافيكي.
أنا عايزة اتوضي، همست بها بضعف تلمع الدموع في عينيها
لتسمعها تلك السيدة تهتف بحنان: حاضر يا حبيبتي حاضر.
يقف امام غرفة العمليات المشهد يتكرر للمرة الثانية في المرة الأولي كانت حلم والآن تهاني، تهاني التي سعت بكل الطرق لتدمير حياة اخته، تهاني التي حاولت قتل طفله قبل أن يولد، دقائق وخرج الطبيب تقدم عاصم منه سريعا يود الاطمئنان علي طفله ليهتف الطبيب باسف: أنا آسف حالة الجنين في الرحم ما كنتش مستقرة واللي حصل دا تسبب في موته، ربنا يعوض عليك.
كور قبضته بغضب يشد عليها يتنفس بعنف وغضب هتف من بين اسنانه بحدة: طب وهي حالتها ايه.
الطبيب: الحقيقة حالتها دلوقتي مستقرة الاجهاض كان في خطر كبير علي حياتها بس للأسف الرحم تضرر بشكل كبير بعد الاجهاض عشان كدة هيبقي من الصعب أن ما كنش مستحيل أنها تخلف تاني.
ارتسمت ابتسامة ساخرة علي شفتيه مرة اخري هل تعتقد أنها ستحزن هي من قتلت طفلها المرة الأولي أخبره الطبيب برقم غرفتها ليتجه ناحيتها، دمائه تشتعل غضبا منها ومن نفسه لانه سمح لتلك الحربائة أن تصبح فردا من عائلته كم كره نفسه لانه احبها في يوم، وصل إلى الغرفة فتح الباب ودخل ليجدها ممدة علي الفراش تفتح عينيها بخمول، وقعت عينيها عليه وهو يقف أمام الفراش يعقد ساعديه ينظر لها بغضب يكاد أن يحرقها، امتعضت ملامحه باشمئزاز يهتف بقرف: انتي مش عارف انتي ملتك إيه، بني أدمه ولا شيطانه ايه الغل والحقد اللي جواكي وصل بيكي الحقد انك تأذي اختي بالطريقة دي عشان خاطر إيه أنا حرمتك من إيه، ايه الطمع اللي انتي فيه دا، انتي عارفة أنا لولا اني يوم حبيتك في يوم دخلتك بيتي كتبت اسمك علي اسمي كنت بلغت عنك مش عايز اشوف خلقتك تاني، وورقة طلاقك هتصولك في اقرب وقت أنا بجد قرفان من نفسي اوي اني في يوم حبيت واحدة زيك، التفت ليرحل تقدم ناحية باب الغرفة قبل أن يفتحه التفت لها يهمس بمرارة: آه علي فكرة الجنين مات ما بقاش فيه حاجة تربطني بيكي ودا احسن تخيلي أنا بحمد ربنا اني ابني مات عشان ما يتولدش من واحدة زيك.
خرج من الغرفة صافعا الباب خلفه، لترتسم ابتسامة ساخرة علي شفتيها انتهي كل شئ وخسرت كل شئ، اختفت ابتسامتها حينما رأت ذلك الرجل يقف امامها ينظر له ببرود.
يوم اثنين ثلاثة لم يعد يحسب الأيام منذ رحيلها وعاد لوحدته الموحشة انتقل إلى غرفتها لا يغادرها ابدااا يتذكر بابتسامة حزينة المدة القصيرة التي قضتها معه، اشتاق لها حد الموت حتى معدته اشتاقت لذلك البيض المحترق لم يذهب لعمله منذ أن طلقها كل ما فعله أنه طلب من احد اصدقائه ان يقدم له طلب إجازة مرضية ووافق المدير عليها، تنهد بحزن وهو يخرج من غرفته، وقف ينظر لتلك الطاولة الخشبية ويتذكرها حينما كانت جالسة تذاكر تتمتم بسخط تشكو من صعوبة المواد خرج سريعا من الشقة ومن المكان بأكمله متجها إلى عمله، سيعود كما كان سيرهق نفسه بالعمل ليلا حتى ينام النهار بطوله عله يتوقف ولو قليلا عن التفكير فيها وصل إلى عمله تلقي ترحيبا من زملائه يسألون عنه وعن صحته وعما كان يفعل طوال مدة غيابه، ليعلم بعد قليل أن المدير سيعقد إجتماع لجميع الموظفين بعد قليل دخل إلى مكتبه ينهي بعض الاوراق قبل الاجتماع ومن كثره العمل المتراكم نسي الاجتماع، نظر لساعته ليهتف بضيق: يا نهار ابيض دا أنا نسيت الاجتماع خالص، قام سريعا متجها إلى غرفة الاجتماعات دق الباب، دخل سريعا فتح فمه ليتحدث يود الاعتذار ليختفي الكلام من علي شفتيه حينما رآها نعم هي تجلس جوار والدها علي احد المقاعد ترتدي فستان لبني اللون واسع يعلوه ستره بيضاء أنيقة ذات أكمام طويله أمامها بعض الاوراق، رفعت عينيها تنظر للطارق لتتعلق عينيها بعينيه تنظر له باشتياق امتزج بدموع عتاب مسحتها سريعا، لاحظ صلاح نظراتهم المعلقة ليتنهد بحزن علي تلك الحال التي وصلت إليها، صحيح أنها لم تعد تذهب لتلك السهرات اللعينة اهتمت كثيرا بدروسها، اصبحت تقضي معظم الوقت في البيت وهو أصبح يقضي بالقرب منها حتى أنه اهمل عمله، لم تخبره ما حدث كل ما قالته أنها انفصلت هي وعمرو ولا تريد تنفيذ ذلك الشرط ولا تريد النقود ولكنه يشعر بحزنها الدائم التي تحاول أن تخفيه دائما، اليوم فجائته أنها تريد أن تعمل في شركته كأي موظفة صغيرة بالطبع لم يكن ليرفض ذلك الطلب وافق علي الفور لتأتي معه وها هي تجلس بجانبه تنظر لزوجها السابق باشتياق استطاع قرائته جيدا من عينيها حمحم بحدة ليلفت أنظارهم، نظرت روان للأسفل سريعا بينما هتف عمرو بحرج: أنا آسف يا افندم علي التأخير.
هز صلاح رأسه إيجابا دون كلام اتجه ليجلس علي الكرسي المقابل لروان لحظه الجيد كان فارغا، بدأ صلاح يحدثهم عن العمل وأهمية التزامهم به وخطته الجديدة لتطوير سير العمل، الجميع منتبه له الا اثنين هو وهي، هو يحاول بين الحين والآخر اختلاس النظرات إليها دون أن يراه والدها، أما هي فكل ما تشعر به هو الاختناق فمنذ أن جلس أمامها اخترقت انفها رائحة عطره اشعرتها بالاختناق، كأن بركانا علي وشك الانفجار في معدتها تجاهلت الأمر تحاول التركيز مع كلام والدها، لينهي صلاح كلامه وهو يشير لروان يهتف بهدوء؛ دي روان بنتي هتشتعل معاكوا هنا من النهاردة، روان هيبقي زيها زي اي موظف او موظفة هنا مش عشان بنتي هتتعامل معاملة خاصة، عمرو.
التفت عمرو له يهتف سريعا: خير يا افندم
ابتسم صلاح بهدوء ابتسامة صغيرة خبيثة في نفس الوقت ؛ روان هتكون في عهدتك لحد ما تتعلم كل اساسيات الشغل.
نظرت لوالدها بضيق بينما هز عمرو رأسه إيجابا دون تردد. انتهي الاجتماع وبدأ الجميع بالرحيل وقف ينظر لها بهدوء عكس دقاته المضطربه: اتفضلي معايا
نفخت بضجر قامت تسير جواره لتمعتض ملامحها باشمئزاز حينما اصبحت بالقرب منه لتهتف بضيق: طب ابعد كدة شوية ريحتك تخنق دي كولونيا خمس خمسات دي.
قالتها لتتجاوزه تمشي بعجرفة، قرب جزء من قميصه لانفه يشم رائحته ليهتف بتعجب: مالها ريحتي، عقدت حاجبيه باستفهام ليبتسم بيأس ظنا منه أنها احدي مقالبها خرج خلفها سريعا بينما جلس صلاح يراقب ما يحدث يبتسم بخبث.
أنت، نطقتها تهاني بدهشة ليبتسم الواقف باصفرار يهتف بتهكم: آه أنا اعتقد لسه فكراني اصل أنا ما اتنسيش، تعرفي أنا كنت رايح لعاصم وجاسر اقولهم عن تاريخك المشرف وعن مصايبك السودا بس اهي جت منك واعترفي علي نفسك بنفس ذات نفسك وانتي بقي حرة في نفسك، تعرفي انتي لو مراتي كنت خليتك تتمني الموت من اللي هعمله فيكي
دا كفاية أنك كنتي رايحة لجاسر عشان اقولك عشان ايه ولا بلاش ربنا حليم ستار.
اتسعت عينيها بصدمة تهتف بذهول: أنت عرفت منين.
جلس علي الكرسي المجاور لها واضعا قدما فوق اخري يبتسم بثقة: أنا خالد السويسي يا حلوة، من اول ما شوفتك عند جاسر وأنا عارف إن وراكي مصيبة بس عمري ما كنت أتخيل أنك بالقذارة دي، تعرفي أنا عملت تحريات عنك وعن عاصم وبجد يعني عاصم خسارة فيكي واحد تاني كان قتلك بس هو عمل حساب للعيش والملح اللي كان بينكوا في يوم، انتي كنتي عايزة تكسبي كل حاجة وايه اللي حصل خسرتي كل حاجة، سلام يا تهاني.
تركها وغادر هو الآخر تركها الجميع وغادر وتبقت هي وحيدة جشع وانانية وحقد مغلق عليها باب غرفة صغيرة في مستشفي لا تجد حتى من يعطها كوب من الماء وحيدة نبذها الجميع برغبتها هي!
صعد إلى اعلي بعدما انهي محادثة طويلة مع والديها عمل علي اقناعهما أنها بخير وعلي خير ما يرام ولكن قلب والدتها لم يقتنع بما قال لو تأخر الوقت لكانت ذهبت اليهم الآن، اتجه إلى غرفته فتح بابها بهدوء ليجدها تنام بهدوء
ارتسمت ابتسامة بدل ملابسه ليتمدد جوارها ضمها بين ذراعيه برفق حتى لا يزعجها وهي نائمة ليجدها تختبئ بين ذراعيه ليسألها بخفوت: انتي صاحية.
همست بخوف: مش عارفة أنا صاحية ولا نايمة أنا خايفة اوي يا جاسر خايفة اوي الدنيا ضلمة أوي أنا مش متوعدة علي الضلمة دي.
شدد علي احتضانها يهمس بحنو: ومش هتتعودي كلها كام يوم وهترجعي زي ما كنتي
بس انتي قولي يا رب
همست بارتجاف: ياااارب.
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
عقدت ساعديها أمام صدرها تحرك ساقها اليسري بضيق وهي تقف في غرفة مكتبه تنفخ بضجر تنتظره، لحظات وجدته يدخل إلى الغرفة لتقطب جبينها بضيق تتمعض ملامحها باشمئزاز ما أن اشتمت تلك الرائحة في يده غطت أنفها بيدها تهتف بقرف: ايييف ايه الريحة دي.
عقد جبينه باستفهام عن اي رائحة تتحدث، ليس من المعقول أن تشمئز من رائحة الطعام التي في يده لقد اشتراه من مطعم فخم للغاية حينما علم أنها ستكون معه حتى يعلمها أساسيات العمل، خرج ليشتري بعض الطعام كما يفعل دائما ولكنه بدلا من أن يشتري طعام شعبي رخيص الثمن، اشتري شطائر لحم من مطعم فاخر دفعه مبلغ وقدره في بعض الشطائر.
هتف بتعجب: ريحة إيه! دا حتى ريحة الاكل تفتح النفس، أنا غلطان يعني اني ما جبتش كشري وروحت جبتلك من ماك.
فتح كيس الطعام قليلا يقربه من انفها: حتى شمي.
دفعته بعنف تشعر بمعدتها تصرخ من الألم وضعت يدها علي فمها تنظر حولها بتوتر تبحث عن المرحاض فقط لحظات وستخرج كل ما في جوفها بدون سابق إنذار مالت ناحية حقيبة الطعام الذي فتحها لتشم رائحتها تتقئ بداخلها وعمرو يقف ينظر لها بصدمة ولحقيبة الطعام بحسرة ضاعت نقوده سدي، لتنهار علي اقرب مقعد بعدما افرغت كل ما في جوفها تتنفس بصعوبة خديها اصطبغا باللون الأحمر بشرتها صفراء شاحبة، تنهد بضيق ليلقي تلك الحقيبة في سلة المهملات ينظر لها باشمئزاز ليعود إليها.
اقلقه حالتها المضطربة الشاحبة تلك جثي علي ركبتيه أمامها ينظر لها بقلق مد يده يلتقط منديل من علي سطح مكتبه ليمسح فمها الملطخ من آثار ما أخرجته من فمها فتحت عينيها قليلا تنظر له نظرات معاتبة ناعسة تشعر بالخمول، ليهتف بقلق: مالك يا روان وشك أصفر ليه كدة انتي معدتك تعباكي ولا إيه
اشاحت بوجهها بكبرياء تهمس بضعف: أنا كويسة ما فيش داعي تقلق نفسك يا استاذ عمرو، ولو سمحت ابعد شوية ما يصحش كدة.
نظر لها للحظات وهي تنظر بعيدا عنه يري دموعها التي تحبسها في مقلتيها ليتنهد بضيق هتف بجد وهو يمد يده ناحيتها: طب قومي معايا اغسلي وشك في الحمام عشان تفوقي شوية
نظرت ليده الممدودة بضيق لتقوم من علي الكرسي تهتف ببرود: لاء شكرا أنا مش محتاجة مساعدة من حد، نزلت له للحظات باشتياق لتهمس بعتاب: وخصوصا إنت، عن إذنك.
قالتها لترفع رأسها باياء تمشي بغرور زائف، تنهد بيأس ليجلس خلف مكتبه، امسك هاتفه يطلب الساعي ليأتي إليه بعد لحظات، هتف عمرو بجد وهو ينظر لذلك الرجل: معلش يا عم ماهر عايزك تجيبلي أربعة فول وأربعة طعمية خلي الراجل يزود المخلل وكوباية نعناع معلقة واحدة سكر.
هز الساعي رأسه إيجابا يبتسم ببشاشة ليخرج من الغرفة لحظات ودخلت روان بعد ما غسلت وجهها جيدا ووضعت القليل من مستحضرات التجميل لتداري شحوب وجهها، عقدت ساعديها أمام صدرها تنظر له بضيق تهتق بتأفف: وأنت هتعملني إزاي بقي يا عم الاستاذ
ابعد عينيه عن جهاز الحاسب الآلي لينظر إلى المقعد الخشبي بجواره للحظات ثم عاود النظر إليها كأنها يخبرها اجلسي هنا، نفخت بضيق لتذهب ناحية ذلك المقعد جلست عليه.
بعنف ليرتد بها الكرسي للخلف كادت أن تسقط بالكرسي حينما شعرت بيده تجذب يدها سريعا لتعتدل بالكرسي ببطئ، رفعت عينيها تنظر لعينيه باشتياق لتري اهتزاز حدقتيه بقلق للحظات ومن ثم تحولت نظرته تماما لشوق جارف، كم افقتدها عينيها اللامعة مرحها الدائم عنادها مشاكستها، أخرجه من عاصفة المشاعر تلك حينما سمعها تهتف ببلاهة: المشهد دا أنا شوفته إمبارح في مسلسل من النظرة التانية، بس طبعا ارناف أحلي منك بكتير.
ضيق عينيه بغيظ يجز علي أسنانه ترك يدها ليعاود النظر إلى حاسوبه يتمتم بغيظ: بقي ارداف بتاعها دا احلي مني، دي حوله اصلا.
لحظات ودخل الساعي وضع حقيبة الطعام علي مكتب عمرو وكوب النعناع ليحاسبه الأخير، خرج الساعي ليحمل عمرو كوب النعناع يضعه أمامها يهتف ببرود وكأن الأمر لا يعنيه: النعناع كويس لمعدتك
نظرت لكوب النعناع لتعاود النظر له تهمس بحرج وهي ترجع خصلاتها خلف اذنها: ايوة بس الدا...
قاطعها يهتف ببرود: ما تقلقيش عليه معلقة واحدة سكر عشان الدايت.
ابتسمت بامتنان لتخفي ابتسامتها سريعا تناولت الكوب ترتشف منه علي مهل تنظر له وهو يعمل يحرك أصابعه بخفة وسرعة علس لوح المفاتيح دون ان يرتف له جفن أنهت الكوب لتضعه جانبا، لتجده يتناول تلك الحقيبة اخرج محتوياتها أمامها لتنظر له بتعجب بينما هتف بضيق: منه لله اللي كان السبب وضيع السندويشات، أنا بعت جبت فول وطعمية، اتفضلي.
نظرت للطعام للحظات تبلع لعابها بجوع فهي قد أصابها الاشمئزاز من ذلك الطعام ولكن تشعر بالجوع لما أمامها هتفت بارتباك: لا لاء انا مش جعانة
رفع كتفيه بلا مبلاة ليتناول احد الشطائر يأكله سريعا حتى يعود لعمله تنهدت بضيق تبلع لعابها بين الحين والآخر، مدت يدها تأخذ احد الشطائر تنظر له بغرور: أنا مش جعانة أنا بس هدوق مش أكتر.
كبت ضحكته بصعوبة يهز رأسه إيجابا يحاول الا يضحك لتتسع عينيه بصدمة في لحظات انهت ما في يدها لتأخذ الثاني مد يده يريد بعض المخلل ليجدها تنتزع حقيبة المخلل الصغيرة تنظر له بضيق خديها منتفخين من كثرة الطعام، أنهت جميع الطعام، امتصت آخر حبة زيتون متبقية تنظر لعمرو الذي ما زال يمسك تلك الشطيرة في يده فكه متدلي بذهول لتنظر للشطيرة في يده تبتسم باتساع: عمرو إنت عايز الساندويش دا.
وقبل أن يجيب كانت قد اختطفته من يده نظرت لحقيبة المخلل الصغيرة تهتف بحسرة: يا خسارة المخلل خلص، يلا مش مهم.
أكلت ما في يدها لتجلس بارتخاء علي الكرسي، تحرك يدها علي معدتها تبتسم بخمول، نظرت له بجانب عينيها لتجده يهتف بتهكم: أنا مش جعانة أنا هدوق بس، اومال لو كنتي جعانة كنتي هتاكلي ايه السندويشات ورجل الكرسي ودراعي ومال اليتيم يا مفترية يا ظالمة، طب كنتي سيبيلي ساندوتش، وقال ايه عاملة دايت.
اتسعت عينيها بفزع تصيح: يا نهار ابيض الدايت بسرعة ابعت هاتلي واحد بيبسي دايت.
عض علي شفتيه بغيظ سيخنقها ويرتاح من ازعاجها ولكنه لا ينكر أن قلبه يرقص فرحا لعودة مشاكسته تتحدث بعفوية معه، التفت إلى جهاز الحاسوب يهتف بجد: ركزي بقي معايا مش هنقضيها دلع، بدأ يشرح لها يشغل العديد من البرامج يشرح لها كيفية استخدامها، التفت يهتف: فهمتي، اتسعت عينيه بدهشة حينما وجدها نائمة، خبط جبينه براحة يده يبتسم بيأس ليأخذ سترته وضعها عليها برفق يهمس بحب: وحشتيني يا مجنونة.
عاد يكمل عمله لترتسم ابتسامة سعيدة علي شفتيها فتحت عينيها بقدر بسيط تنظر له بحب لتعاود إغلاق عينيها تسقط في بئر النوم مرة أخري.
ارتمت داخل أحضان والدتها دون ان تبكي بينما انفجرت والدتها في البكاء حينما علمت ما حصل لها تردد بلا توقف: يا حبيبتي يا بنتي دي عين وصابتك يا حبيبتي منها لله اللي كانت السبب حسبي الله ونعم الوكيل فيها.
ابتعدت عن أحضان والدتها تقطب جبينها باستفهام: هي مين دي يا ماما
في دقائق كانت مجيدة أخبرتها بكل شئ
لتهتف من أن انتهت بحرقة: منها لله حسبي الله ونعم الوكيل فيها، ربنا المنتقم الجبار.
مدت رؤى يدها تربط علي يد والدتها برفق تبتسم بشحوب: خلاص يا ماما، دا مقدر ومكتوب المهم عاصم عامل إيه دلوقتي.
هتفت مجيدة بحسرة؛ يا حبة عين أمه قلبه محروق، مش كفاية اللي عملتوا لاء كمان سقطت نفسها وموت اللي في بطنها.
طب هو فين، سألتها تقطب جبنيها بقلق
لتهتف مجيدة بحزن: من ساعة ما عرف اللي حصلك بسسبها وهو حابس نفسه في اوضتك من امبارح قافل علي نفسه مش عايز يكلم حد ولا يأكل ولا يشرب، أنا سايبة معاه حلم يمكن تقدر تقنعه يأكل ولا تخفف عنه شوية.
هزت رأسها إيجابا تهمس بقهر: يا رتني اقدر اروحله.
ربطت والدتها علي رأسها بحنو: هتشوفي يا حبيبتي جاسر طمني وقالي أيام وهتعملي العملية وهترجعي تشوفي ما تقهريش في نفسك يا رؤي، مش انتي دايما بتقولي دا مقدر ومكتوب، ايه يا شيخة رؤى ولا شيخة رؤى مش حلوة مننا وحلوة من جاسورة بس، هتفت بها والدتها بمرح علها تخفف عنها، لتبتسم بخجل تتذكر ما حدث قبل بضعة ساعات حينما استيقظت علي صلاة الفجر، حاولت القيام متجهه إلى المرحاض لتشعر بكف يده يمسك بيدها همست بخفوت: أنت صاحي.
سمعت صوته يهتف بحنو: من بدري، قومي معايا يلا
اسندها يتجه بها إلى المرحاض، وقف بها أمام الحوض يغسل يديها، يضع الماء في كف يده يقربه من فمها، ساعدها بحنو ورفق حتى اتمت وضوئها، ليحضر اسدال الصلاة الخاص بها يضعه علي ملابسها يلف حجابها وهي فقط تبتسم بخجل دون أن تنطق بحرف، اوقفها تجاه القبلة ليقف أمامها يهتف بصوت عذب: الله أكبر.
أدت صلاتها بخشوع ترتكز حواسها بأكملها علي صوته وهو يتلو القرآن بخشوع تعمد اختيار الآيات التي تتحدث عن الصبر وجزاء الصابرين.
فاقت من شرودها علي صوت والدتها وهي تقرب معلقة الطعام من فمها تهتف بحنان: كلي يا حبيبتي.
أشهد يا تاريخ واكتب يا زمان خالد باشا السويسي واخدني مخرجني دي معجزة من معجزات الدنيا السبعة، هتفت بها لينا بسخرية وهي تجلس جوار خالد في سيارته تحمل صغيرتهم علي قدميها، لينظر لها بتهكم يرفع حاجبه الأيسر بسخرية: انتوا كدة زي القطط تاكلوا وتنكروا أنا مش خرجتك من 3 شهور وبسيبك تروحي شغلك ولا هنقضي باقي حياتنا في الشارع.
اتسعت عينيها بذهول تصيح بصدمة: خرجتني أنا. عند مامتك اللي هي ورانا بشارعين وشغلي بروح بعربية بسواق حتى مش راضي تخليني أسوق وهما يومين في الأسبوع بس.
ابتسم باصفرار دون أن يجيب لتنفخ خديها بغيظ تتمتم بحنق: طب احنا رايحين فين
وقفت السيارة في احدي الإشارات المزدحمة ليتلفت لها يهتف بهدوء: رايحين عند جاسر مهران، عايزك تقعدي تتكلمي مع مراته شوية هو بيقولي أن حالتها النفسيه وحشة اوي.
هز رأسه إيجابا دون تردد لتساله بتعجب: بس أنت تعرف جاسر دا منين أنا عمري ما عرفت أن ليك صاحب اسمه جاسر.
هتف بعملية: المصالح بتتصالح يا عمري، جاسر عنده شركة سياحة وأنا عندي شركة مقاولات، اتقفنا أنا وهو ان أنا ابني منتجع سياحي وهو ينظم الرحلات السياحية ليه والمكسب بالنص، بصراحة كانت صفقة في الجون كسبت من وراها ملايين، والبزنس بقي صداقة. وفكرة أنك شغال مع واحد فاهم دماغك بيسرع الشغل جامد وبتطلع النتايج ممتازة.
نفخت بضيق تهتف بحدة: ماليش دعوة أنا كمان عايزة اشتغل معاكوا
نظر لابنته الصغيرة يهتف بمرح: لوليتا اخلي ماما تشتغل معايا
نظرت الصغيرة لوالديها لا تفهم شيئا مما يقولا لتهتف بمرح: ماما بووووف
اتسعت عيني لينا بصدمة بينما انفجر خالد في الضحك حتى ادمعت عينيه لتصيح لينا بغصب: هتبوظلي تربية البت، بقولك ايه دي بنتي وأنا اللي هربيها.
صفعها علي رقبتها من الخلف برفق يضحك بمرح ؛ إذا كنت ربيت امها مش هعرف اربيها دا أنا هقعد حاطط رجل علي رجل ولا عادل إمام لما كان بيتقدم لبنته عرسان هذل فيهم هقرههم كدة، ابتسم باتساع يهتف باستمتاع: يااااه تصدقي الموضوع حلو أوي وهما بيلفوا حوالين نفسهم عشان اوافق علي واحد منهم، وفي الآخر مش هجوزها وهقعدها جنبي اساسا
ضحكت لينا بمرح وخالد يخطط كيف سيلقن كل من تسول له نفسه بالاقتراب لخطبة ابنته.
رحلت مجيدة وحسين بعد عناق حار يوصون جاسر جيدا علي ابنتهم، اتجه إلى المطبخ فقد رآها تدخله بصحبه نعمة منذ قليل، اشار للخادمة بالخروج ليقترب ناحيتها شعرت به لتبتسم تهمس بخجل: بتعمل إيه هنا وفين نعمة
بعثر شعرها بمرح يهمس بحنو: نعمة تعبانة وعايزة تنام قوليلي انتي عايزة ايه وانا اعملهولك.
همست بارتباك: كنت عايزة اعملك كيكة بالشوكولاتة
كوب وجهها بين كفيه يهمس برفق: يا رؤى يا حبيبتي انتي تعبانة جرح رأسك لسه ما لمش ما تتعبيش نفسك يا حبيبتي.
اخفضت رأسها بحزن تهمس بقهر: أنا حاسة اني بقيت عالة عليك.
نظر لها بضيق للحظات امسك ذراعيها يهتف بحزم: عالة يا رؤى للدرجة دي، لاء يا رؤى انتي مش عالة ولا عمرك هتكوني انتي حبيبتي وروحي وقلبي انتي كل حاجة ليا كفاية أنك انتي اللي انقذتيني من اللي أنا فيه كفاية أنك استحملتي كل اللي حصل زمان وما يأستيش مني، ليه بتقولي عالة، رؤى انتي لو كنتي حتى قعيدة أنا كنت مستعد افضل شايلك طول عمري، أنا جوزك يا رؤى ما مضناش علي قسيمة هتبقي مراتي وانتي سليمة وأول ما يحصلك حاجة هرميكي، ما إن انهي كلامه حتى اندفعت تعانقه بقوة تبكي بسعادة.
لتسمعه يهمس بعبث: بقولك ايه ما تيجي اقولك طريقة عمل الكيكة بالشوكولاتة بالمقادير الصحيحة
ضربته علي صدره تهتف بخجل: أنت قليل الأدب
هتف ببراءة: أنا، اخس عليكي اخس دا أنا متربي احسن تربية، دا أنا خجول جدا
كررت بسخرية: جدا يعني وعلي رأي المثل اللي يتكسف من بنت عمه ما يجبش منها خضار.
ضحك بمرح ينظر حوله: مش عارف ليه حاسس أن اختك هتطلعنا من تحت الارض. تفضح اللي جابونا، قلدها ساخرا: يا باااابااا الحق يا بابا عمو جاسر بيو.
وضعت يدها علي فمها تهتف بخجل: خلاص يا جاسر قلبك أبيض.
جلس في غرفة اخته يخفي وجهه بين كفيه يبكي بصمت، علم بالأمس بما حل بها وان بسبب تلك التهاني فقدت بصرها، ليدخل إلى غرفتها يعاتب نفسه هو السبب هو الذي ادخل تلك الحية بين اسرته لتدمرها كم بات يكرهها يود لو يقتلها علي ما فعلت، اراد الذهاب ليطمئن علي اخته قلبه يحترق شوقا ليراها ولكن بأي وجه سيراها كيف سينظر لها وهو يعلم أنها لن تراه، انسابت دموعه بعنف يسمع صوت حلم الذي لم يتوقف ولو للحظات ترجوع فقط أن يفتح الباب لتطمئن، تجاهلها كالعادة ليشعر بشئ يعبث بمقبض الباب لحظات وانفتح الباب نظر لها بدهشة فقد اغلق الباب من الداخل بالمفتاح ليجدها تمسك بمشبك شعر صغير بين أصابعها تبتسم ببراءة تنافي تماما ما فعلت قبل قليل.
وبعدين وياكي يا شاهندا هتفضلي اكدة من غير وكل لحد ميتا، انتي مالكيش ذنب يا حبيبتي، هتف بها فتحي بشفقة وهو يجلس جوار زوجته التي تتوقف عن البكاء منذ وفاة والدها ترفض الطعام والشراب
لتهتف بنحيب: أنا السبب أنا السبب أنا اللي قتلته، انا اللي موته يا رتني ما كنت روحت يا رتني كنت قولتله أن الفلوس معايا، ما شوفتوش كان بيبصلي ازاي كان خايف عليا ليحصلي حاجة، أنا السبب يا فتحي أنا اللي موته.
هتف فتحي سريعا بلهفة: لا يا حبيبتي مش انتي السبب دا عمره، اهدي يا شاهندا اهدي يا جلبي.
استمرت علي نفس حالتها بل وسآت اكثر لتفقد الوعي فجاءة دون سابق إنذار!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
وقف خارج غرفتهم يكاد قلبه ينفجر من القلق عليها تلك من اسرت قلبه من ترك عمله لأنه كان السبب في اذيتها، يكفي ما يعيش فيه من تأنيب ضمير دائم، هو من اعطي لجاسر كل المعلومات عنها هو من مهد له طريق اذيتها، اغمض عينيه بألم ليصفع رأسه في الحائط خلفه، انتفضت حينما خرجت تلك الطبيبة من الغرفة وقف أمامها يتعرق من القلق، لتخرج والدته خلفها تطلق الزغاريد العالية، نظر لها يقطب جبينه باستفهام لتتوقف والدته عن إطلاق الزغاريد تنظر له تبتسم باتساع تهتف بفرحة: مبروك يا نضري مرتك حبلة.
تسارعت دقاته بسعادة شاهندا تحمل طفله اتسعت ابتسامته معها دموع تساقطت من عينيه ترك والدته معها تلك الطبيبة ليدخل إلى غرفتها وقف بجانب الفراش ينظر لها يبتسم بسعادة بينما هي تنظر للفراغ تبسط يدها علي بطنها برفق تبتسم رغم دموعها المناسبة، جلس جوارها علي الفراش مد أنامله يمسح دموعها برفق، مال يقبل جبينها يهمس بحنو: ليه عاد البكا يا ضي العين، انتي ما فرحناش بالحمل دا.
هزت رأسها نفيا سريعا، نظرت له بعينيها الحمراء المنتفخة من شدة البكاء دموعها غير قادرة علي التوقف تهمس بشحوب: ما تقولش كدة دي أكتر حاجة اتمنتها، فتحي هو أنا ممكن اطلب منك طلب.
هز رأسه إيجابا دون تردد يبتسم بهدوء لتكمل هي ببكاء: ممكن لو جه ولد نسميه صبري علي اسم بابا.
ابتسم بمرح يقرص وجنتها برفق: والله حتى لو جت بت وعايزة تسميها صبري اني ما هعرضش.
ضحكت ضحكة صغيرة اشرقت وجهها الباكي، تنظر له بامتنان تكمل: ممكن طلب كمان
ضحك بمرح: لع يا ضي العين كدة كتير عاد جولتي طلب ودلوقت اتنين، بعد اكدة هتبيعيني الدوار والأرض وهبقي عواد باع أرضه يا ولاد شوفوا طولوا وعرضه يا ولاد.
لم تستطع سوي أن تضحك للحظات نسيت كل الحزن كلمته المرحة العفوية اثلجت حريق قلبها بدأت تسعل من شدة الضحك ليحضر لها كوب الماء اسندها لتجلس علي الفراش ناولها الكوب يهتف بقلق: اسم عليكي يا ضي العين خدي اشربي.
أخذت الكوب تبتسم بخجل تعشق ذلك الاسم الذي دائما ما يناديها به شربت القليل لتعطيه الكوب، لتسمعه يهتف بحنو: جوليلي بقي عاد يا ستي طلب إيه.
امسكت يده تنظر له برجاء تهمس بحزن: فلوس بابا اللي جاسر ادهالي عيزاك معلش تتبرع بيها او تبني بيها جامع، تساعد بيها اي حد محتاج، هي كتير اوي أنا مش عايزة منها حاجة، يمكن دا يخفف عنه شوية.
شدد علي يدها يبتسم بهدوء: حاضر يا ضي العين ما تشعليش بالك انتي واصل كل اللي انتي عايزاه هيحصل، دلوقت تخلي بالك من حالك ومن صبري الصغير.
ابتسم بامنتان تهز رأسها إيجابا لتهمس بخجل: تعرف يا فتحي أنا بحب اسم ضي العين دا اوي.
ابتسم يقبل جبينها وضع رأسها علي صدره يحاوطها بذراعيه يهمس بحب: انتي ضي العين وروح الفؤاد وموجه القلب.
اتحشم يا واد قبر يلمك، هتفت بها والدته وهي تدخل إلى الغرفة تحمل صينية طعام كبيرة وضعتها علي الفراش تبتسم لشاهندا بحنان، لتهتف بحزم: الاكل دا كله عاد لازم يلخص انتي دلوقت بتاكلي لنفرين ماشي يا بتي.
هز فتحي رأسه إيجابا يصدق علي كلام والدته: صُح الصح لازم تتغذي كويس عشان تقومي اكدة تتنطي كيف القردة.
شخصت عينيها بصدمة تشير إلى نفسها تهتف بذهول: أنا قردة يا فتحي
ضحك رغما عنه ليهتف سريعا حاول تبرير موقفه ولكنه زاد الطين بلة: ما قصديش يا بت أنا قصدي تقومي ترمحي كيف الجاموسة.
صرخت بغيظ من كلامه: عااااااا وكمان جاموسة، امشي يا فتحي هتولدني وأنا لسه في التاني.
ضحك عاليا ليقوم من جانبها سريعا متجها للخارج يتمتم بتعجب: وااه مالها الجاموسة عاد هي الجاموسة عفشة جلع بنات صحيح.
خرج فتحي من الغرفة لتربط والدته علي كتفها بحنو: كلي يا بتي، ما تشليش هم حاجة واصل سيبيها علي ربنا.
هزت رأسها إيجابا تبتسم بحزن، تضع يدها علي بطنها برفق.
ظل ينظر لها بدهشة عينيه متسعتين بذهول وهي تقف أمامه تمسك بمشبك شعر صغير بين أصابعها تبتسم ببراءة تنافي تماما ما فعلت قبل قليل، هتف بصدمة: انتي عملتي كدة إزاي.
ابتسمت باتساع تهتف ببراءة: شوفتها في التليفزيون.
خرجت سريعا لتعود في لحظات تحمل صينية طعام كانت خائفة من أن يغلق الباب مرة اخري لذلك وضعت صينية الطعام بجانب باب غرفته لتحضرها سريعا، وضعتها علي الفراش تنظر له لتلاحظ نظراته الشاردة الحزينة يلوم نفسه علي ما حدث لشقيقته، جلست بجانبه تربط علي ذراعه بخجل تهمس بحزن: أنا عارفة أنك زعلان وعارفة أنك مش عايز تكلمني ولا عايز تكلم حد بس انا مش هقدر اسيبك لوحدك.
اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر يهتف بخواء: بس أنا عايز ابقي لوحدي
ابتسمت بحنو تهمس بتوتر: اكتر وقت الواحد بيحتاج حد جنبه هو الوقت اللي بيقول فيه أنا عايز ابقي لوحدي، بيبقي محتاج يحس أن حد جنبه، صدقني الحزن عامل زي الوحش ما بيهجمش عليك غير وأنت لوحدك، أنا هقعد ساكتة خالص مش هنطق ولا كلمة بس خليني جنبك.
كلماتها الصادقة العفوية اطفأت قليلا من حزنه، هز رأسه إيجابا دون أن ينظر إليها لتبتسم باتساع، جلست علي الفراش تربع قدميها تنظر له تبتسم بحنو وهو يحاول قدر الامكان الا ينظر إليها، وجودها بجانبه يربكه يبعد حزنه رغما عنه تنهد بتعب ليضع رأسه علي قدمها كالطفل الصغير يهمس بتعب: أنا تعبان أوي، أنا السبب يا ريتني ما كنت اتجوزها، عايز اطمن علي رؤى بس بانهي وش مش هستحمل اشوفها بحالتها دي وانا عارف إن أنا السبب في اللي حصلها.
مدت يدها تربط علي رأسه برفق: لاء يا عاصم إنت مش السبب ومش غلطتك أنك حبيت واتجوزت، أنت ما كنتش تعرف أنها هتعمل كدة ما تحملش لنفسك ذنب مالكش ذنب فيه أصلا
سمعته يهمس بندم: لو ما كنتش اتجوز
قاطعتها تهتف بحزم: دا مقدر ومكتوب يا عاصم ما حدش بيعرف يغير قدره مش ذنبك أنك حبيت مش ذنبك أنك وثقت فيها، هي اللي خانت الثقة مش أنت.
اغمض عينيه بألم يهتف بحسرة: دي سقطت نفسها موتت ابني للدرجة دي كنت مغفل ما حستش بكل الكرة والغل اللي فيها، طب اللي في بطنها ذنبه إيه ليه تموته ليه تحرق قلبي ليه.
انسابت دموعها تهمس بصوت مختنق باكي: عشان خاطري يا عاصم ما تعملش في نفسك كدة. أنت عارف إن رؤى بتحبك اوي ومستحيل تلومك علي اي حاجة أنت اصلا ما لكش ذنب. كفاية بالله عليك حالتك دي بتكوي قلبي.
جلس معتدلا ينظر لها بحزن ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة ليجدها تندفع تعانقه تبكي بعنف تهتف بنحيب: ما تلومش نفسك عشان خاطري أنت مالكش ذنب في حاجة.
ابتسم رغما عنه يربط علي شعرها بحنو: طب بطلي عياط بيتعيطي ليه كدة
هتفت بنحيب وهي تشدد علي عناقه: عشان أنت زعلان ومش عايز تشوفني ومن امبارح باعدني عنك وأنا ما اقدرش ابعد عنك ولا اقدر اشوفك في حالتك دي، ابتعدت عنه قليلا تنظر له بعينيها الناعسة المنتفخة تهمس بخجل: أنا بحبك أوي يا عاصم.
ابتسم باتساع ينظر لحلمه السعيد التي تبتسم له بخجل لتصفق بسعادة ما أن رأت ابتسامته: اخيرا ضحكت، تعرف أن ضحكتك حلوة اوي.
مال يهمس جوار اذنها بخبث: انتي بتتحرشي بيا يا حلم شوية بحبك وشوية ضحكتك حلوة، شوية كمان وهتغرغري بيا وأنا بصراحة ما هصدق.
ابتعد عنها ليري عينيها المستعتين بصدمة. خديها علي وشك الانفجار من الخجل تنظر له بذهول لسانه لا يقدر علي الكلام، فرت من امامه سريعا وصلت لباب الغرفة لتلتفت له تهتف بغضب من خجلها: علي فكرة أنت قليل الأدب وأنا مش بحبك
جلست علي كرسي خشبي بعيدا عنه تربع ذراعيها بضيق: اتفضل بقي كل عشان أنت ما كلتش من إمبارح
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة صغيرة ليهز رأسه إيجابا ليسمعها تهتف بضيق طفولي: وعلي فكرة ضحكتك وحشة.
يا اهلا وسهلا اتفضلوا اقعدوا، هتف بها جاسر مبتسما وهو يرحب بصديقه وزوجته
جلست لينا جوار خالد علي احدي الارائك بينما جلس جاسر علي كرسي مقابل لهم
همست بارتباك لخالد: اومال رؤى فين
هز رأسه إيجابا ينظر لجاسر يحمحم بجد: لينا عايزة تطلع لرؤي لو أمكن
هز رأسه إيجابا يبتسم بحبور: آه طبعا اتفضلي البيت بيتك، يا نعمة
جاءت الخادمة ليهتف جاسر بجد: روحي مع المدام لاوضة رؤى.
اخذ خالد الصغيرة من لينا لتذهب خلف الخادمة إلى أن وصلت إلى باب احدي الغرف استأذنت الخادمة ورحلت لتدق لينا باب الغرفة بهدوء، سمعت صوت انثوي يهتف من الداخل: ادخل
حركت المقبض لينفتح الباب دخلت إلى الغرفة لتري فتاة تبدو في أوائل العشرينات بشرتها قمحية شعرها اسود طويل عينيها سوداء تنظر ناحية الباب لتسمعها تهتف بارتباك: مين، مين اللي دخل.
نظرت له بحزن لتتقدم ناحيتها جلست أمامها تهتف برفق: أنا لينا وانتي رؤى مش كدة
هزت رؤى رأسها إيجابا تعقد حاجبيها باستفهام: اهلا بيكي، انا آسفة أنا ما عرفكيش انتي مين.
هتفت لينا بمرح: عارفة جوزك ليه واحد صاحبه أنا بقي ابقي مرات صاحبه دا يعني انا مرات صاحب جوزك.
ابتسمت رؤى من طريقة كلامها المرحة تهتف بترحاب: اهلا بيكي، علي فكرة اسمك حلو أوي، معلش اعذريني مش عارفة ارحب بيكي كويس بس اديكي شايفة.
مدت لينا يدها تمسك يد رؤى تهتف برفق: أنا شايفة بنوتة زي القمر ما فيهاش عيب واللي هي فكراه عجز ولا عيب دا مجرد خيال مالوش أساس من الصحة
ابتسمت رؤى بامتنان تهز رأسها ايجابا لتهتف لينا بمرح وهي تربع ساقيها علي الفراش: بصي احنا عايزين نرغي علي قد ما اقدر عشان احتمال ما اشوفكيش تاني خالص.
سألتها رؤى بتعجب: ليه يعني، ايه اللي يمنع
اخذت نفسا عميقا تزفره بضيق: حكم القوي، خالد مش بيرضي يخرجني غير كل فين وفين
هتفت رؤى بتعجب: ليه يعني، عادي يعني أنا لما بقول لجاسر عايزة اخرج بيخرجني عادي يعني، ليه جوزك مش بيرضي يخليكي تخرجي.
تنهدت بضيق تبتسم بمرح: ما تقلبيش عليا المواجع أنا جاية ارغي معاكي، صحيح انتي خريجة كلية إيه وعندك كام سنة، اهم سؤال اتعرفتي علي جوزك ازاي اصل أنا بحب اعرف القصص دي أوي.
ابتسامته رؤى بخجل: أنا خريجة كلية تجارة عندي 23 سنة، ثم بدأت تقص لها كل ما حدث منذ أن ذهبت إلى شركة جاسر لتعطي لوالدها ذلك الملف تسترسل في الحديث بينما تعابير وجه لينا تتغير ما بين حزن وشفقة وألم إلى ان انتهت ابتسمت لينا تربط علي يدها بحنو: انتي جميلة اوي يا رؤى جميلة من جوا ومن برا نادرا لما نلاقي حد زيك كدة، بصي يا ستي بما اني اكبر منك بحوالي خمس ست سنين، اسمعيها مني ما تيأسيش وما تستشلميش لحزنك أبدا يا رؤي، اللي قدرت بقوة إيمانها وثقتها في ربنا أنها تغير إنسان من الشر للخير مش هتقدر تعدي إختبار بسيط زي دا، انا آه مش متدينة زيك وما اعرفش كتير في الدين بس الحاجة اللي اعرفها كويس جداا أن الحياة إختبار مش بينتهي دايما هتلاقي نفسك محطوط في إمتحان، عارفة رغم عشق خالد المجنون ليا الا اني فشلت اني اغيره نسبه التغير اللي حصلت في شخصيته لا تتعدي ال 5 في المية، اما انتي فنجحتي أنك تغيري واحد 180 درجة انتي قوية يا رؤى يا رتني عندي ربع قوتك، حاربي عشانك عشان تستاهلي دا تستاهلي ترجعي زي كنتي، وتخلفي بدل الطفل اتنين وتلاتة. ابتسمت بمرارة تهمس بحزن: طب اقولك حاجة أنا ما ينفعش أخلف تاني ابداا.
رأت معالم وجه رؤى الحزينة المتفاجئة لتكمل مبتسمة بحزن: بس دا قدري وبصراحة رغم قسوته الشديدة الا أنه عمره ما جرحني في الموضوع دا ابدااا عارفة لما بيلاقيني زعلانة، يفضل يقولي أنا أبنك، ضحكت بحزن تكمل، عارفة مرة كنت زعلانة اوي بسبب الموضوع دا جه الليل ونمت لقيته بيصحيني الساعة 2 بيقولي قومي يا ماما اعميلي بطاطس أنا جعان المجنون والله خلاني قليت بطاطس الساعة 2 بليل وفضل يسرقها مني زي العيال الصغيرين، بصي لنص الكوباية المليان يا رؤى. ربطت علي يدها تبتسم بحبور: هشوفك تاني لما تيجلي المستشفي عشان تعملي العملية، سلام يا حبيبتي.
عانقتها بحنو لتتركها وتخرج من الغرفة تاركة الأخيرة تتخبط في بحر افكارها وكلام تلك الفتاة يتردد في اذنيها.
فتحت عينيها بألم تنظر حولها لتعقد جبينها باستفهام أين هي، نظرت حولها لتجد عمرو نائم علي احد المقاعد يربع رأسه متدلي لأسفل انتصفت بصعوبة تنظر حولها باستفهام لتجد نفسها في غرفة في مستشفي، يوجد محلول وريدي متصل بيدها، وضعت يدها علي بطنها تشعر بألم شديد يحتاجها لتتأوه بصوت عالي من شدة الألم، استيقظ عمرو علي صوتها ليهرع إليها يهتف بقلق: انتي كويسة حاجة تعباكي.
هزت رأسها إيجابا ملامحها منكشمة من الألم: بطني، بطني بتوجعني أوي، هو ايه اللي حصل، مين اللي جابني هنا.
همس بتعب: أنا، إمبارح لما نمتي حاولت اصحكيكي ما بترديش وعمالة تتوجعي وتصرخي، جبتك علي هنا، معدتك طبعا ما استحملتش العك دا عملولك غسيل معدة.
هزت رأسها إيجابا بخمول لتتسع عينيها بفزع وضعت يدها تنظر له بذعر: والجنين، الجنين اوعي يكون حصله حاجة.
شخصت عينيه بذهول، يهتف بصدمة: انتي حامل!
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لقناة التلجرام اضغط هنا
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
لقراءة الفصل التالي اضغط علي السهم الموجود في جهة اليسار و لقراءة الفصل السابق اضغط علي السهم الموجود في جهة اليمين
↚
هزت رأسها إيجابا سريعا تضع يدها علي بطنها لتنساب دموعها بعنف تهتف بصراخ: إبني، إبني حصله إيه.
نظرت له برجاء تنساب دموعها بخوف خوفا أن من يكون شيئا أصاب صغيرها كادت تطير من الفرح حينما علمت بأمر ذلك الحمل علي الرغم مما فعله ذلك الاحمق الا أنها لازالت تحبه، هي فقط غاضبة منه لذلك اخبرت والدها أنها تريد أن تعمل معه في الشركة حتى تغيظه، حتى تراه فقد غلب شوقها غضبها.
رأته يتقدم ناحيتها جلس جوارها علي الفراش يعقد ساعديه أمام صدره هتف ببرود: الجنين بخير ما تقلقيش
اتسعت عينيها بذهول تنظر له بصدمة الجمت لسانها لتمتم بذهول: أنت عرفت إزاي
مد كف يده يبسطها علي بطنها برفق ينظر لها بألم يهمس بحزن: أنا اللي عايز اعرف ليه خبيتي عليا، هو دا مش إبني أنا كمان.
اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر بعيدا عنه تتساقط دموعها بصمت لتهتف بعتاب: ابنك، اللي شكيت في أمه واهنتها، اللي سمعتها كلام مهين اللي كنت بتشكك في شرفها وتدبحها بكلام زي السم.
مد يده يقبض علي وجهها برفق شديد لف وجهها ناحيته ينظر لعينيها الباكيتين بندم تحول إلى دموع جارية اخذ كف يدها الموصل بالمحلول الوريدي يقبله ببطئ ليهمس بألم: أنا بحبك، بحبك طيبتك وعفويتك حتى غرورك وطوله لسانك بحبهم، كنت بتعلق بيكي يوم ورا يوم مهما حاولت أبعد نفسي عنك ما كنتش بقدر، قلبي غصب عني بدأ يدق ليكي، ما كنتش عايز أحبك عشان كنت فاكر انك مستحيل تحبيني أنا كنت باذي نفسي مش بإيذيكي كل كلمة كنت بقولهالك كانت بتكوي قلبي كنت عايز اكره نفسي فيكي بأي طريقة فعشان كدة كنت عايزك تكرهيني، اطال النظر لمقلتيها التي ترمقه بعتاب، مال برأسه يقبل جبينها يهمس بندم: أنا بحبك أوي.
اعتدل جالسا مد يده يمسح دموعها برفق يبتسم بحزن: ما تقلقيش الجنين بخير، لما تعبتي عمولولك تحاليل دم قبل ما يعملوا اي حاجة، والدكاترة قالولي أنك حامل فعشان كدة استخدموا بدايل بدل غسيل المعدة ما اعرفش بصراحة هما عملوا بس شاكرين جدا انتي بقيتي كويسة.
قام من علي فراشه التفتت ليغادر وصل إلى باب الغرفة ليسمعها تهتف بصوت مختنق باكي: أنت حمار وما بتفهمش عشان لو بتفهم كنت حسيت بحبي ليك، ودلوقتي بردوا بتكرر الغلط رايح فين سايبني ليه
اندفع ناحيتها ليجدها جالسة علي الفراش تنظر له بغضب باكي، خبئ جسدها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لتقبض بيديها علي قميصه كورت قبضة يدها تضربه علي ظهره تهتف باكية: بحبك يا حمار.
ضحك بخفوت يشدد علي عناقها يهتف بعشق: بعشقك يا قلب الحمار
ابعدها عنه كوب وجهها بين كفيه يمسح دموعها بإبهاميه ابتسم يهتف بجد: أنا رديتك لعصمتي
رفعت حاجبها الأيسر بغرور تهتف بثقة: أنت تطول اصلا تردني أنا بس اللي نفسي حلوة.
ضيق عينيه يجز علي أسنانه بغيظ من لسانها السليط ليهتف بحنق: يا بت بقي اعمل إيه بس عشان اخلص من لسانك الأطول منك دا.
ابعدت يديها لتنكمش ملامحها بضيق هتفت بحنق: يا عم روح اتملح في برطمان مخلل أنت بوء اصلا ياض.
اتسعت عينيه بصدمة يكرر بذهول: اتلمح و بوء وياض
رفع كفيه يهتف بحسرة: منك لله يا روان يا بنت ام روان
في تلك اللحظة انفتح الباب بعنف ليدخل صلاح نظر لهما بحدة حينما رآهم بذلك القرب
ليخرج مسدسه من جيب حلته يهتف بغضب مصطنع: شرفي، العار ولا التار قصدي التار ولا العار
انتفض عمرو ينظر لذلك المسدس بذعر يهتف سريعا وهو يرفع يديه باستسلام: عار ايه بس يا عمي دي مراتي أنا ردتها والله العظيم ردتها.
ضيق عينيه بغيظ يهتف بغضب وهو يشد
اجزاء السلاح: لا يسلم الشرف الرفيع من الاذي حتى يراق علي جوانبه الدم
يا معلم حنفي قصدي يا صلاح باشا اهدي بس وأنا هفهمك، هتف بها عمرو بذعر وهو ينظر لذلك السلاح.
بابا خلاص يا حبيبى هو اعتذر وانا سامحته: هتفت بها روان وهي تبتسم لوالدها بعذوبه ليبتسم لها بحنو انزل مسدسه يهتف بمرح: خلاص تنزل المرة دي.
ضحكت روان ليشاركها صلاح في الضحك بينما ينظر عمرو لهم بدهشة ضرب كف فوق آخر يهتف بحسرة: البس يا معلم دي العيلة كلها مجانين.
جلست علي الارجوحة في حديقة منزلها الواسعة تهتز بها تلك الارجوحة برفق نسمات الهواء العليل يداعب صفحة وجهها برفق ارتسمت علي شفتيها ابتسامة حزينة منذ أن جاءت إليها تلك الفتاة وهي تأخذ ادويتها بانتظام تام، تسمع كلام الأطباء دون اي اعتراض تريد فقط أن تتحسن في أسرع وقت ممكن لأنها تستحق ذلك تستحق أن تعود كما كانت
شعرت به هو الوحيد الذي تعرفه دون أن ينطق.
ابتسمت تهتف بمرح: ما تحاولش تخضني عشان أنا عارفة أنك هنا
زم شفيته بضيق كطفل صغير تهاوي بجانبها علي الارجوحة يهتف بتذمر عرفتي إزاي أن أنا هنا.
ابتسمت تهمس بخجل: بحس بيك، أنت الوحيد اللي بعرف أنه موجود اول ما بتقرب مني
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة حانية ينظر لها بحب يشوبه الحزن ليجدها تمد يدها تحاول الوصول إلى يده مد كف يده سريعا لتمسك بيده تجذبه تبتسم بحماس: قوم يلا عايزة اتمشي في الجنينة.
ضحك بخفة ليقوم معها لف ذراعه حول كتفها يتحرك معها هنا وهناك يحاول اضحكاها قدر المستطاع: مرة وأنا صغير خالي الله يرحمه قالي قوم يا جاسر هاتلي ماية
قولتله لاء وما رضتش اقوم
فلقيته بيقولي ايه أنا سمعت أنك بتجري بسرعة دا صح
فروحت قايله بنفخه صدر ايوة طبعا دا أنا سريع جداا
راح ضاحك وقالي: طب وريني هتعرف تجيبلي ماية قبل ما اخلص عد لرقم عشرة ولا لاء.
قبل ما يبدأ عد كنت جريت علي المطبخ جبتله مايه بسرعة ورجعت، الابتسامة اللي كانت علي وشه لما خد مني الماية حسستني أن أنا بديل وودنين.
انفجرت في الضحك حتى ادمعت عينيها هتفت من بين ضحكاتها: مش ممكن يا جاسر أنت طفولتك كلها مصايب.
اكمل بمرح: طب اسمعي دي كمان وأنا لسه في اولي جامعة كنت شغال بليل كول سنتر في شركة كنت بروح في ميعاد محدد في يوم روحت متأخر لقيت المدير واقفلي
Flash back
دخل جاسر إلى الشركة التي يعمل بها متوجها إلى مكتبه ليجد رئيسه المباشر يقف امام مكتبه ينظر له بغضب ابتسم جاسر باتساع يهتف: مساء الخير يا افندم
هتف المدير بحدة: وهيجي منين الخير والبيه جاي الساعة عشرة الشغل.
هتف جاسر بتلقائية: طب ما أنت جاي من 8 وما شوفناش منك خير وأنا مش اتكلم
Back
هتف بمرح يعبث في شعره بحرج: بس يا ستي واترفدت عادي يعني
وضعت يدها علي بطنها التي أصبحت تنقبض من كثرة الضحك تهتف من بين ضحكاتها: حرام عليك مش قادرة دا أنت مصيبة متحركة
عاااا يا مجنون
صرخت حينما شعرت به يحملها من خصرها يلتف بها حول نفسه يصرخ بمرح: أنا مصيبة ومجنون وبحبببببببك.
تعالت ضحكاتها وهو يلتف بها حول نفسه تشعر بالهواء يداعبها برفق تضحك وهو يضحك سعادة لا يشوبها حزن رغما ما حدث.
مر أيام كثيرة بأحوال مختلفة علي الجميع
في منزل عمرو
استيقظ فزعا علي صوتها تصرخ بألم: الحقني يا عمرو، قوم يا عمرو
انتفض فزعا ينظر له بذعر يهتف بقلق: إيه في إيه مالك
وضعت يدها علي بطنها تهتف بألم مصطنع: مش عارفة حاسة اني هولد
ضيق عينيه ينظر له بغيظ ليهتف بحدة: أشد في شعري ولا أقطع هدومي حرام عليكي يا بنتي هتجبيلي السكر، أنا اعرف أن في الستات بتولد في السابع في الثامن في التاسع.
انما في التاني جديدة دي بصراحة
ابتسمت باتساع ابتسامه بلهاء مضحكة، اسبلت عينيها تنظر له ببراءة مصطنعة: ما هو بصراحة بقي أنا زهقانة ومش لاقيه حاجة اعملها وأنت نايم وسايبني
تمدد علي الفراش يوليها ظهره هتف ببرود: يا تنامي يا تقومي تذاكري
في لحظات شعر بها تندث تحت الغطاء سمعها تتمتم بتذمر تقلده بسخرية: يا تنامي يا تذاكري اووف بقي.
ضحكة بخفوت ليغمض عينيه يحاول النوم لم تمر سوي دقائق وسمعها تهتف باسمه: عمرو عمرو اصحي يا عمرو
فتح عينيه يتنهد بضيق التف إليها بجسده ليصبح مواجها لها هتف بنعاس: عايزة ايه يا روان.
انكمشت ملامحها بحزن تهتف بضيق: يا عمرو أنا زهقانة مش عارفة أنا طول النهار نايمة وأنت بتنزل الصبح ما بترجعش غير علي النوم
قوم اتكلم معايا شوية، همست بحزن: أنت بقيت بتتصرف زي بابا في الأول
قام من علي الفراش التف ليصبح مقابلا لها ابتسم برفق يهتف بمرح: تعالي يلا حليب يا لبن.
ابتسمت تصفق بحماس وقف علي الفراش ليوليها ظهره لفت ذراعيها حول عنقه ليحملها علي ظهره متجها بها إلى خارج الغرفة، هتف بتعب: خفي نفسك يا قلبي ضهري اتكسر.
وضعها علي الاريكة أمام التلفاز ليتجه للمطبخ غاب بضع دقائق ليعود معه طبق كبير ملئ بالفشار، امسك جهاز التحكم احضر فيلم كوميدي ليجلس علي الأريكة وهي تجلس بجانبه مالت برأسها على كتفه تستند عليه، لتشعر بيه يحرك ذراعه لتصبح مستنده علي صدره وهو يلف ذراعه حول كتفها ابتسمت بدلال، وجهت نظرها للتلفاز تشاهد ذلك الفيلم تضحك باندماج، وهو يشاهد ايضا ولكن ليس التلفاز عينيه مرتكزة علي وجهها يراقب تعابيره التي تتغير ما بين ضيق وشفقة وغضب يجد نفسه يبتسم حينما تصدح ضحكاتها العفوية في المكان، ليشعر بغصة قلبه تزداد، مد يده ناحية جهاز التحكم يغلق التلفاز لتعقد حاجبيها بضيق نظرت له تهتف بتذمر: قفلته ليه يا عمرو.
بلع لعابه بتوتر يسألها بارتباك: روان أنا عايز اسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحة
هزت رأسها إيجابا تبتسم بتوتر نبرة صوته اقلقتها لتجده يردف: انتي مبسوطة معايا. يعني في فرق كبير بين المستوي اللي كنتي عايشة فيه مع ولدك و...
لم تعده يكمل كلامه وضعت يدها علي فمه تبتسم بحب: أنا مبسوطة اكتر مما تتخيل.
أزاحت يدها من علي فمه لتسمعه يهتف بقلق: بس في فرق كبير بين عيشة القصر وعيشة الحارة أنا مش عايزك ترجعي تندمي بعد كدة.
جلست معتدلة تنظر له تبتسم بحنو تهمس بحزن: عمري ما هندم يا عمرو، عيشة القصر اللي بتقول عليها دي عيشة فاضية باردة ما فيهاش دفا ولا روح ما فيهاش ناس جنة فاضية، صدقني الشقة الصغيرة دي أحلي وادفي ميت مرة من القصر الكبير، هنا في حياة في دفا في ناس بتحس أن قلبهم علي قلب بعض في جيران بيودوا بعض، عارف طنط أم رؤى اللي تحتنا كل يوم بتطلع تطمن عليا هي وحلم مرات عاصم ناس طيبين غلابة ما يعرفوش ينافقوا مالهمش في البزنس والفلوس بيدوا من غير مقابل، مدت يدها تبسطها علي وجهه تبتسم بحب: كفاية إنت اهتمامك وحبك ودلعك، بتحبني عشان روان مش عشان فلوس روان، رفضت تبقي مدير الشركة مع أن بابا إلى عليك كتير وفضلت في وظيفتك اللي وصلتلها بتعبك أنت عملة نادرة يا عمرو، اقولك حاجة أنا بحبك من قبل ما أنت تعرف او تشوفني حتى.
قعدت جبينه باستفهام ينظر لها بمعني كيف لتبتسم بشقاوة تهتف بمرح: بصراحة بقي أنا كنت معجبة بيك بقالي كدة سنة وزيادة وكنت باجي الشركة عند بابا مخصوص عشان اشوفك
يالهوي عليك تقيل تقل الرجل الغامض بسلامته
ضحك بصخب وكلامتها العفوية الصادقة تداعب اوتار قلبه برفق لتمحي تلك الهواجس التي طالما ارقته، مد يده يقرص وجنتها برفق يهتف بحب: بحبك يا مجنونة.
نظرت له تبتسم بخبث لتهتف ببراءة وهي تشير لانفه: عمرو في حاجة علي مناخيرك
تنهد بضيق يهتف بحنق: يخربيتك عيلة فصيلة، مد يده علي انفه لتفجائه حينما لكمت يده لتصدم بانفه بعنف تأوه بألم ليسمعها تضحك بصخب تفر بعيدا عنه ليهب خلفها يهتف بتوعد: روان خدي هنا يا بت وحياة امك لعلقك.
اما عاصم وحلم
انتقلت حلم لشقة عاصم بعد ما باع عاصم عزال الشقة بأكمله واشتري غيره حتى تشعر بأنها شقتها هي ولانه لا يريد اي شئ يذكره بتلك الحية التي دمرت حياة اخته وقتلت إبنه.
ابتسم بحنو وهو يقف بسيارتع أسفل المنزل لحظات وسيراها أصبح يحب العودة للمنزل بسببها زوجته المجنونة، تحضر له كل يوم مفاجاءة جديدة، لن ينسي ابدا ذلك الساري الهندي الذي كانت ترتديه رغبه وسقطت علي وجهها مرتين بسبب طوله، او تلك العباءة الفلاحي التي كانت تغرق فيها بسبب وسعها الشديد، ضحك بخفة ليخرج مفتاح الشقة من جيب بنطاله الجينز، فتح الباب ليجد الشقة تغرق في بحر من الظلام دخل يتمتم بقلق: هي الدنيا ضلمة ليه كده النور مش قاطع يعني، اتسعت عينيه بذعر يتمتم: لتكون عاملة ريا وسكينة النهاردة.
اغلق باب الشقة ينادي عليها: حلم، حلم، انتي فين يا حبيبتي، حلم كفاية مقالب يا قلبي أنا شعري قرب يبيض بسببك.
لفت نظره نور غرفتهم المضاء ليقترب من الغرفة مد يده يفتح الباب ليجدها مزينة بالورود والشموع والطعام معد علي طاولة صغيرة رائحة عطرها تملئ الغرفة بحث عنها بعينيه ولكن دون أثر اقترب من الفراش ليجد عليه حذاء صغير لطفل رضيع، امسكه بين أصابعه ينظر له بتعجب ليري ورقة صغيرة كانت أسفل الحذاء، فتحها ليجد فيها.
«كانت احلامي بعيدة صعبة المنال عشت أسما علي غير مسمي الا أن التقيت بك جمعنا القدر من جديد. كنت كحلم ذبيح يلتقط انفاسه الأخيرة ليحي من جديد بين ذراعيك بدأ الحلم من جديد، حلمنا سيجمعنا دون فراق حلمك وحلمي السعيد، احبك يا عاصمي، احبك يا بابا يهتف بها صغيرك الآن بين احشائي ».
انسابت دموعه فرحا يضحك ويبكي، نظر حوله يبحث عنها ليجدها تدخل من باب الغرفة
ترتدي فستان ابيض بسيط يشبه قليلا فساتين الزفاف، اقترب منها يحتضنها بعمق يبتسم ويبكي يشعر بقلبه يكاد ينفجر من شدة سعادته
ابعدها عنه يقبل جبينها ويديها لا يجد ما يقوله فقط ينظر له بابتسامة تشق شفتيه دموعه لا تتوقف همس اخيرا بعشق: بحبك يا حلم يا أجمل حلم اتحقق في حياتي.
في السابع يا نرمين، هتف بها جاسر ضاحكا وهو يحمل ذلك الصغير ابن اخته بين ذراعيه ينظر له بحنان بينما ياسر يجلس جوار نرمين علي الفراش يعقد ساعديه بغيظ ينظر لجاسر بضيق طفولي.
بينما ضحكت نرمين بوهن: واضح كدة أن هيبقي خلقه ضيق، دا ما استحملش يكمل شهرين كمان.
ضحك جاسر بمرح ليقترب منها يقبل جبينها برفق يهتف ضاحكا: طالع لخاله
هتف ياسر بتذمر: قصدك طالع لابوة، اللي انت مش راضي نخليه يشيله دا
نظر جاسر له بجانب يعينه يهتف ببرود: بس يا بابا، عاد بنظره ينظر لنرمين بحنو: ربنا يباركلك فيه يا حبيبتي، ها هتسميه إيه بقي.
جاسر نطقتها وهي تنظر لأخيها تبتسم بحنو، اتسعت ابتسامته لينظر لياسر يتهديد يهتف بتوعد: حسك معترض
هز رأسه نفيا سريعا يهتف برجاء: لاء والله بس ادهولي اشيله
ضحك جاسر بمرح ليعطيه الصغير برفق حمله بحنان يداعبه بوجهه ردد ببطئ اسمه: جاسر ياسر شريف راضي، اختفت ابتسامته يهتف بتذمر: إسم وحش أوي
نظر له جاسر بحدة ليبتسم ياسر ببلاهة يهتف سريعا: أنا قصدي علي اسمي يا باشا مش لايق ورا اسم سعادتك طبعا.
ضحك جاسر رغما عنه قضي بعض الوقت بصحبة اخته ليعود للمنزل، ابتسم حينما مر بباله ما حدث كان في عمله حينما أتصل به ياسر يصرخ بقلق يخبره بأن نرمين تلد لم يشعر بنفسه سوي وهو يركض إليها، وقف بسيارته أمام تلك المدافن الصغيرة لينزل منها أمرا حرسه بالا يتبوعه دخل إلى المقابر يهتف بهدوء: السلام عليكم دار قوم مؤمنين انتم السابقون ونحن بإذن الله بكم لاحقون.
وقف أمام قبر والديه ليزيح نظارته نظر للقبر يبتسم بحزن: وحشتوني اوي ربنا يرحمكوا ويسكنكوا فسيح جناته، أنا جاي النهاردة اقولكوا خبر حلو البت نرمين خلفت جابت جاسر فاكرة يا أمي لما كنتي بتقولي، لو نرمين خلفت ولد لازم تسميه جاسر وإن أنا لو خلفت بنت لازم اسميها نرمين، ربنا يرحمكوا ويسكنكوا فسيح جناته، رفع كفيه يقرأ لهما الفاتحة القي نظرة أخيره علي القبر يتذكر عطف والدته وحنان أبيه لتفر دمعة حزينة من عينيه مسحها سريعا بعنف ليغادر عائدا إلى منزله، في الطريق جاءه اتصال من الطبيب الذي اجري لرؤي عملية القلب والمسؤول عن حالتها حتى الآن.
فتح الخط يهتف بهدوء: خير يا مختار
هتف الطبيب بسعادة يعرف أن الخبر الذي سيزفه إليه سيكأفه عليه بالكثير: جاسر باشا آخر تحاليل واشعات اتعملوا لمدام رؤي، بيقولوا إن خلاص القلب استقر في مكانه بشكل كامل مش محتاجة تأخذ الادوية تاني
تسارعت دقات قلبه هو بفرحة إبتسامة واسعة شقت شفتيه يود الصراخ يود القفز كطفل صغير حصل علي حلاوه الذي يحب حمحم يستعيد جديته ليهتف بهدوء: بكرة الصبح هيكون في حسابك مليون جنية.
كاد الطبيب أن يصاب بسكتة قلبية من شدة الفرحة بدأ يشكره بشدة يضحك بسعادة ليغلق جاسر الخط في وجهه يتمتم بضيق: خرمت طبلة ودني.
اتسعت ابتسامتها سيخبرها بذلك الخبر السعيد بالتأكيد ستطير فرحا، وصل إلى منزله ليهرول إلى غرفتهم فتح الباب بقوة ليجدها تلتفت برأسها ناحية الباب تهتف بضيق: نفسي مرة تخبط قبل ما تدخل.
سيطر علي دقات قلبه الهادرة ليقترب منها جلس أمامها علي الفراش يتنفس بصعوبة من سرعة دقات قلبه امسك كف يدها يشد عليه لتنظر له باستفهام ليهتف بفرحة صاحبتها دموعه: قلبك قلبك قلبك، بقي بخير رؤى انتي بقيتي كويسة، بقيتي كويسة بقيتي كويسة والله بقيتي كويسة
رأي ملامح وجهها المندهشة المصدومة لتصرخ فجاءة بفرحة: أنا بقيت كويسة يعني خلاص خفيت يعني هينفع اخلف مش كدة، قالتها لتندثر ابتسامتها همست بحزن: أخلف.
عقد جبينه بتعجب من حزنها المفاجئ اقترب منها يداعب خصلاتها بحنان يسألها بقلق: مالك يا رؤى ايه اللي زعلك يا حبيبتي
رفعت رأسها تنساب دموعها بعنف همست بألم: مش هشوفه يا جاسر حتى لو حملت وخلفت مش هشوفه.
امسك بين ذراعيه يهتف بحزم: اللي مش هتشوفه عينيكي هيشوفه قلبك يا رؤي، قولتلك ألف مرة انتي مش عجز بصيرتك اقوي ميت مرة من بصرك، لو انتي مش شايفة نور اللمبات فدا مش عيب فيكي نور قلبك اقوي ميت مرة من لمب فينوس الليد، هتف الأخيرة بمرح لتضحك رغما عنها عانقته تهتف بسعادة: أنا بحبك اوي يا جاسر بحبك اوي اوي
ضحك يهتف بمرح: أنا حنين واتحب، قومي يلا عشان هنروح للدكتور بتاع العيون.
وإني برغم الظلام لست بيأس
فالفجر من رحم الظلام سيولد
النور في قلبي وبين جوانحي
فعلام أغشى السير في الظلماء
فاصبر كما صبر أيوب في كربه
فليس لضوء الشمس من حاجب
الحياة كنفق طويل مظلم تخطو خطواتك فيه كطفل صغير يحبو ببطئ يكتشف ما حوله ببراءة فُطر عليها ولكن سرعان ما تلونك الحياة بألوانها تصبغك بصباغتها، صبغات حب وطيبة
صبغات خداع ونفاق صبغات مكر وخيانة.
هي من تعرض وأنت من تختار لكل اختيار حساب قبلت به منذ أن اخترت. فنحن جميعا نركض لنصل للنهاية ولكن اي نهاية نبغي.
نهاية الخير ام موت الشر ام فقدان الحياة
بأي طريق نركض. أهو طريق اخترناه أم اختير لنا، اغمض عينيك وامشي في طريقك دع نورك الداخلي هو من يقود فكم من مبصر اعمته زينة ما يري ليجد نفسه كفيف لا يري غير نقاط سوداء صنعها هو من زينة بالية.
وكم من أكف سار للنهاية في طريق مظلم منير قاده فيه نوره هو. نور ينبعث من خلجاته يضئ عتمه نفق يهديه إلى الطريق القويم.
البصر والبصيرة ليسا وجهان لعملة واحدة قكم من مصبر لا بصيرة
وكم من بصير ظنه الجاهل يغرق في بحر من العتمة
فمادام نور قلبك يهديك فدع انوار العواميد تهدي من يريد.
ألم قوي يطرق رأسها بعنف هذا جل ما شعرت به حينما بدأ عقلها يتنبه من خموله الطويل، ابتسمت بحزن لم يعد الأمر يفرق سواء كانت تغمض عينيها او تفتحهما فهي لا تري شيئا. فتحت عينيها ببطئ لتعاود اغلاقهم سريعا. صرخت قسماتها بصدمة، لتبدأ مرة أخري تحاول فتح عينيها ببطئ لتصدمها الإضاءة القوية فتحت فمها بذهول. رفعت كف يدها أمام وجهها لتبتسم بصدمة.
تري هي بالفعل تري بدأت تحرك رأسها تنظر هنا وهناك تستكشف محتويات الغرفة كأنها طفلة صغيرة تفتح عينيها علي الدنيا لأول مرة، وقعت عينيها عليه يقف أمام فراشها ملامحه مجهدة تعبة ينظر لها بلهفة يبتسم بقلق، هز رأسه إيجابا يهتف بتلعثم: شايفة انتي شايفة يا حبيبتي صح.
هزت رأسها إيجابا سريعا تبتسم وتبكي، اندفع في لحظات يطوقها بذراعيه يبكي بعنف يقبل جبينها بين الحين والآخر يردد دون توقف: الحمد لله يا رب اللهم لك الحمد.
ابتعدت عنه تتحسس وجهه بيديها تنساب دموعها بغزارة تبتسم بسعادة: أنا شيفاك يا جاسر أنا شيفاك، انا مش بحلم يا جاسر صح أنا مش بحلم.
هز رأسه إيجابا يبتسم بسعادة: ما بتحلميش يا حبيبتي ما بتحلميش انتي خلاص عملتي العملية وبقيتي زي الفل
عقدت جبينها باستفهام تسأله: عملتها امتي آخر مرة الدكتور قال لسه شوية علي العملية.
مسد علي شعرها بحنو يبتسم بحنو: أنا اللي
قولتله يقول كدة، كنت عايزك زي ما فجاءة لقيتي كل حاجة اتغيرت تلاقي بردوا فجاءة كل حاجة رجعت زي ما كانت.
عانقته تتمتم بسعادة: أنا بحبك اوي يا جاسر
ابعدها عنه برفق قبل جبينها يهمس بعشق وهو ينظر لعينيها بحنو: بحبك كلمة قليلة أوي علي اللي في قلبي يا رؤى كلمة ما توصفش انتي بالنسبة ليا إيه، انتي كل حاجة في حياتي انتي النجدة اللي ربنا بعتهالي عشان يخلصني من اللي أنا فيه، انتي الدفا اللي بجري استخبي فيه في عز ضعفي وقوتي
انتي الايد الحنينة اللي بتطبطب علي قلبي في عز وجعي وضعفي
انتي كل حاجة في حياتي يا رؤى.
انتي الأسيرة اللي انتصرت علي الشيطان لاء ومش بس كدة دي أسرته في حضن عشقها، بسط يده علي صدره يهمس بعشق: أنا وانتي بنفس القلب ما حدش فينا يقدر يعيش من غير التاني قلبي بينبض باسمك وقلبك بينبض بإسمي
عرفتي انتي بالنسبة ليا إيه يا رؤى
أغمضت عينيها تجهش في بكاء تبكي بفرحة لا تجد ما تقوله لسانها يعجز عن التعبير امام أمواج عشقه العاتية.
هيييييح هتفت بها كل من حلم ونرمين وروان و ايمان، لتضحك رؤى عليهم بينما هتفت إيمان بدهشة وهي تعدل من وضع صغيرها النائم علي ذراعها برفق: بقي أغيب سنة ارجع الاقي كل دا حصل، انا صحيح فرحت لما عرفت أن الواد عمرو اتجوز، ربطت علي بطن روان المنتفخ برفق
هتفت نرمين مبتسمة: حاسبي يا رؤى جاسر نام في حضنك كالعادة.
ابتسمت بحنان تنظر للصغير النائم بين يديها بحنو قبلت جبينه تعطيه لنرمين، تنهدت بحزن تنظر إليهن، اخيرا عادت كل شئ لمجراه حلم التي كانت العوض لعاصم لما فعلته به تهاني، أصبحت الآن في شهرها السابع، روان وعمرو قصت لهم روان كل ما حدث لها فتاة لطيفة عفوية سليطة اللسان. هي الآن في منتصف شهرها الثامن.
اما إيمان فاخيرا عادت مع علي زيارة قصيرة ومن ثم سيعودا مرة اخري إلى دبي ليباشر علي عمله في إدارة شركات جاسر هناك
وهي كما هي رغم توقفها عن اخذ دواء القلب لكنها حتى الآن لم تحمل تدعو الله كل ليلة أن يرزقها بطفل.
في الأسفل، جلس الرجال يضحكون بصخب
علي نكاتهم السخيفة
هتف علي ضاحكا ؛ بس والله كانت فكرة حلوة أننا نتجمع كلنا هنا مع بعض
ابتسم بحنو يهتف بشرود: دي فكرة رؤى
شرد فيها دائما ما يبتسم رغما عنه حينما فقط يمر طيفها بباله
قاطع شروده صوت الرجال يهتفون بمرح: تيررررررااررراا طم طم
ضحك بصخب يشاركهم الحديث مرة اخري.
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) ).
مهما لطمتك الحياة بقسوتها لا تيأس، توكل علي الله فهو نصيرك وحسبك استعن بالله يكفيك اي شر كان حتى لو شر نفسك، لا تقنط من رحمته فهو أرحم الراحمين، الحياة إختيار كبير أنت قادر علي اجتيازه فقط استعن بالله.
بعد مرور عشر سنوات
وقفت أمام مرآه غرفتها تعدل من وضع نقابها علي وجهها تتلمس برفق بطنها المنتفخ بحنان
تبتسم بسعادة.
شعرت به يعانقها من الخلف يبتسم لها بعشق: بتضحكي علي إيه
نظرت له من خلال المرأه تهتف بتعجب: وأنت عرفت منين أن أنا بضحك وأنا لابسة النقاب.
أدارها لتواجهه قرص وجنتها برفق يبتسم بثقة: بقالنا عشر سنين متجوزين مش هعرف أن كنتي بتضحكي من تحت نقابك ولا لاء.
ضحكت بدلال ليقرص وجنتها مرة أخري يهمس بحب: قل للمليحة في الخمار ماذا فعلتي بناسك متعبد
تلك المرة هي من شبت علي اطراف أصابعها تقرص وجنته برفق تهمس بدلال: خليتوا يتجنن بحبي يا جاسورة.
ضحك بصخب لتندثر ابتسامته حينما فتح ذلك الصغير الباب بعنف يدخل إلى الغرفة ابتعد جاسر عن رؤى ينظر للصغير بحدة: رعد أنا مش قولت بدل المرة ألف تخبط علي الباب قبل ما تدخل.
احمرت اذني الصغير ذو الثماني أعوام بغضب ليهتف بحدة: تعالا معايا بسرعة أنت قاعد تحب هنا والواد حسين ابن خالوا عاصم عمال يبوس في جوري.
اتسعت عيني جاسر بغضب ليهرول خارج الغرفة سريعا خلفه رعد الذي يقلده في مشيته، ابتسمت بسعادة اتجهت ناحية شرفة غرفتها تنظر للسماء لتنعكش أشعة الشمس الدافئة علي وجهها قبل غروب الشمس بقليل ابتسمت تحمد الله في نفسها، صبرت لتنال جزاء صبرها ثمرتهم الاولي رعد وجوري تؤام وهي الآن تحمل في تؤام أيضا انسابت دموعها فرحا ولسانها لا يتوقف عن قول: الحمد لله.
في الأسفل يجلس رعد الصغير الشبيه بأبيه كثيرا بجانب تؤامه جوري ينظر لحسين ابن خاله عاصم شرزا متأهبا له.
ليميل عاصم إذن جاسر يهمس بقلق: هو ابنك بيبص لابني كدة ليه
ضحك بثقة يهتف بفخر: هذا الشبل من ذاك الأسد، نظر ناحية إبنه لتندثر ابتسامته تدريجيا بلع ريقه بقلق يري في عيني إبنه الصغير نظرة الشر القديمة التي كانت تتوهج في عينيه حينما يغضب، هز رأسه نفيا بعنف يبعد تلك الافكار المشوهة عن رأسه، دقائق ونزلت رؤى تمشي ببطئ لتجمتع العائلة بأكملها علي طاولة الطعام.
هتف عاصم بمرح: ناخد صورة جماعية بقي يا جماعة بمناسبة اللمة دي
أعطوا الكاميرا لأحد حراس جاسر ليصورهم ليظهر في الصورة كلا من جاسر وبجانبه رؤى يضع علي قدميه طفلية رعد وجوري
بجانبهم نرمين وياسر، نرمين تحمل علي قدميها سمسم الصغيرة وياسر يضع جاسر الصغير علي قدميه ويحمل ابنته الصغيرة ذات العامين بين ذراعيه.
وعاصم يجلس جوار حلم بينهما حسين الصغير، ومجيدة وحسين وطمطم الجميع سعداء يضحكون، التقط الحارس الصورة ليعطي الكاميرا لجاسر نظر جاسر إلى الصورة ليعقد جبينه بقلق وهو ينظر لرعد إبنه الصغير تلك النظرة في عينيه ليست نظرة طفل ابداااا.
تمت بحمدلله
لقراءة الجزء الاول 1 من رواية اسيرة الشيطان جاسر ورؤي 💜👇