لن تفهم إلا ما اسمح لك ان تفهمه
وعندما تعتقد أنك فهمتنى جيدآ
سافاجأك
ظل مدحت جالسآ فى مقعده، كطفل معاقب، ولد مؤدب، تلميذ خجول
شاهنده كانت بتبص فيه، كانت تلك عادة شاهنده عندما ترغب ان تعرف شخص مكانته
أجل، بلا كلام، شاهنده، كانت قادره ان تضع فى مكانتك
اسمع!!
ككلب ملهوف مد مدحت رأسه
شاهنده، انت هتنفذ كلامى بالحرف الواحد عشان اقدر اخرجك من المصيبه ديه
انا مش باخد من وراك غير المصايب يا مدحت، برقت عينى شاهنده بغضب
إياك تفتكر انى نسيت انت عملت ايه؟ شاهنده مش بتنسيى حاجه آبدا
لكن
تنهدت شاهنده تنهيده عميقه، انا بس إلى من حقى اعاقبك عشان كده هخرجك
مدحت مش مصدقه إلى بيسمعه كأنه كان فى حريقه وحد سكب فوق رأسه جالون مياه
حاضر، حاضر
أراد مدحت ان يفتح فمه، ضحكت شاهنده، أغلق فمك الأن، صوتك الذى يشبه صوت البطه اخر ما أود سماعه
رفعت ايدها للشرطى، اقترب منها، حطت فى ايده مبلغ محترم وهى بتقف
وصله لزنزانته
بلع الشرطى ريقه، لو كل شهر جتنى زيارتين زي كده مش هحتاج مرتب الداخليه
كاد ان يشيل شاهنده فوق كتفه لكنها رحلت
___________
باتى، كانت قاعده فى الصاله بتنفخ وتخبط بايدها على ركبتها منتظره وصول أدهم
اول ما لمحته قالت، ادهم انت كلمت والدتى ليه؟
أدهم ببرود، كنت بطمن عليها عادى
باتى لكن انت قلتلها انى موافقه على جوازك من شاهنده
ادهم ببرود اكتر ايوه، هو دا دايقك؟
باتى لا، بس ان حبيت اوضحلك انى مش هغير رأى مهما حصل
أدهم، يعنى انتى مصله اجيبلك ضره هنا؟
باتى، الكلام ده بطل من زمان يا أدهم، اسمها زوجه تانيه
أدهم حط رجل على رجل، لكن انا مش عايز اجوز شاهنده يا باتى
انا مكتفى بيكى، هعمل كده ليه؟
باتى اظن الكلام ده مش وقته دلوقتى يا أدهم، اعتقد شاهنده مش هتوافق اصلا
أدهم، بغضب، انتى هتجننينى؟ بقلك شاهنده طلبت منى كده
باتى وهى بتبص ناحيت باب البيت، شاهنده مقلتليش حاجه وهى عمرها ما خبت عنى اى حاجه
أدهم، يعنى انا بكدب؟
صاحب القصه اسماعيل موسى
باتى انا مقلتش كده يا أدهم، بقول شاهنده مش بتخبى عنى حاجه
وانا مسمعتش منها رغبتها انها تتجوزك
أدهم بعصبيه، بسيطه يا ستى اسمعك بودنك كل حاجه، طلع تليفونه وطلب رقم شاهنده
حط التليفون على الطاوله وفتح السماعه
شاهنده ردت، اهلا يا أدهم خير؟
ادهم بكلمك بخصوص الموضوع إلى طلبتيه منى
شاهنده بنبره مندهشه، موضوع ايه يا أدهم؟
أدهم بلع ريقه، شرطك عشان ترجعى البيت هنا وتعيشي معانا
شاهنده بنبره بارده شرط ايه؟
أدهم، اللهم طولك يا روح، انتى طلبتى منى اجوزك
شاهنده، سكتت خالص ما يقرب من دقيقه، ادهم انت بتتكلم بجد؟
أدهم ايوه يا شاهنده بتكلم بجد وبلاش حورات
شاهنده، انت فاجأتنى يا أدهم بجد
أدهم بغضب، نعم يا روح امك، انت هتستهبلى يابت
شاهنده، بصوت عالى، احترم نفسك يا أدهم وبلاش اللغه السوقيه دى
انا مش ممكن أوافق أشارك باتى فى حياتها، انا بحب باتى واتمنالها الخير
ابتسمت باتى وارادت ان تتحدث، لكن أدهم طلب منها الصمت
أدهم ___شاهنده؟ بلاش لعبة القط والفار، انتى عايزانى اجوزك؟
شاهنده ضحكت، ادهم المفروض انت الى تكون عايز كده، الراجل هو الى بيطلب مش الست
بعدين يا أدهم انا بحذرك لو كنت عايز تفهم باتى انى مرميه عليك وتكدب زى المره إلى فاتت فدا مش كلام رجاله
هنا باتى اتكلمت، ازيك يا حبيبتى؟
شاهنده تنهدت، ازيك يا روحى عامله ايه؟
باتى، انا مفتقداكى والله
أدهم فى سره، يابت الكلب، بلتعبى بيه؟ انا أدهم البارودى تعملى فيه كده
ورحمت امى يا شاهنده لجيبك تحتى وازلك مهما حصل
أدهم وسط الكلام، لكن باتى موافقه يا شاهنده تصورى؟
شاهنده وهى طايره من الفرح، تلاقى باتى بتهزر معاك مش اكتر
أدهم بص لباتى عشان تتكلم، تنفذه
لكن باتى زمت بقها وسكتت، فجأه سابت المكان ومشيت
السماعه كانت على ودن أدهم وهو شايف باتى طالعه السلم زعلانه
أدهم يلا سلام دلؤقتى
شاهنده، استنى ؟
!! كانت نبرتها جاده متحديه مسيطره ، عايزه اقابلك حالآ
أدهم لا حالا ولا بعدين ولا عايز اشوف وشك ولا حتى اسمع صوتك سلام
شاهنده رزعت التليفون فى السرير بغضب، كده يا ادهم؟
انت فتحت على نفسك أبواب جهنم قابل شيطانى بقا !!
أدهم ،طلع جرى على غرفة باتى، خبط على الباب، باتى رفضت تفتح
أدهم اترجاها تفتح إلى أن انفتح الباب
باتى كده يا ادهم بتكدب عليه عشان تتجوز شاهنده
أدهم نزل على الأرض بركبتيه ك عادة كل عاشق متيم مسك يدى باتى
والله يا باتى انا قولت الحقيقه وما كدبت ولا اخترعت حاجه من نفسي
باتى مش مصدقاك؟
انا سمعت بودانى كدبك، انا مكنتش معارضه انك تتجوز شاهنده بتكدب ليه؟
طالما هى عاجباك اتجوزها
أدهم، باتى بصى فى عنيه! ؟ هقلك كلمه واحده، شاهنده كانت قدامى قبل ما اتجوزك، لو انا عايزها، سبتها ليه واخترتك؟
باتى بدلال، يمكن بعد الجواز والحمل شكلى اتغير ومبقتش أعجبك؟
أدهم، متقوليش كده يا روحى، انا بعمل كل حاجه ه عشانك انتى والله
الرجل الذي يعرف كيف يصالح زوجته وقت الأزمات ستظل تقدره وتطيعه مهما طال العمر
احتضن أدهم باتى وفى اللحظات التى كان معها فى حجرة نومه
كانت شاهنده فى غرفتها بتفكر فى سرها، ادهم دلوقتى معاها بيحاول يقنعها انه صادق
لكن انا عارفه باتى، باتى هتطلب منه يجوزنى، باتى مش ممكن ترفض فرصه تقربها منى
عين شاهنده على التليفون، منتظره، دلوقتى باتى هترن عليه، هتترجانى اجوز أدهم
مضت نصف ساعه، ساعه محصلش حاجه
شاهنده فى عقلها، يبقى أدهم هيكلمنى دلوقتى؟
مضى معظم الليل وشاهنده تنتظر المكالمه التى تأتى ابدا
_____________________
الصبح طلع، الشمس طلعت والعصافير شقشقت وشاهنده لسه ما غمضلها جفن
معقوله اكون مقدرتش افهم باتى واحفظها؟
شاهنده طلعت فى الجنينه فى ايدها سيجاره وفنجان قهوه، قعدت على الكرسى مش طايقه نفسها
يدوبك ارتشفت رشفتين من القهوه وانفتحت شرفة غرفة نوم أدهم
↚
وظهر منها أدهم بلباسه الداخلى يتمطى أمام نسيم البحر يفرد ذراعيه ويضمها
صاحب القصه اسماعيل موسى
من خلفه باتى تحتضنه بقميص نوم اصفر باهت
شاهنده ولعت، من يوم وصولها هنا، من لحظت وفاة الطفل اسر
مشفتش أدهم فى غرفة نوم باتى
شاهنده انا كنت غلطانه جدا أنى سبت البيت وخليتهم على راحتهم
فضلت باصه عليهم لحد ما مبقتش تتحمل ، بكل قوتها حطمت فنجان القهوه
ودخلت فيلتها، سحبت تليفونها من الشاحن، بعتت رساله لادهم
قابلنى حالآ
نفس الوقت طلبت رقم باتى واستنتها ترد عليها
شاهنده، فركت دقنها بأصبعها، مين هيرد الأول؟
لحظه وباتى ردت، كان صوتها نعسان خلى شاهنده تتورم من الحنق
_______شاهنده لباتى، باتى حبيبتى انا عايزه اشوفك ضرورى، قلبى وجعنى وفيه سر لازم اقلك عليه
قبل وبعد
💔
باتى المنتشيه بجرعة حنان كانت تفتقدها قالت، ممكن نأجلها شويه؟
شاهنده :: لا، عايزاكى ضرورى
باتى :: حاضر، هغير هدومى وانزلك، ولا اقلك؟ متيجى انتى؟
شاهنده، لا مش هينفع، خلينا فى بيتى احسن
_________شاهنده انهت المكالمه، حطت ايدها على دقنها، بتتخيل باتى فى قميص قطنى يتدلى إلى الأسفل، او قميص مفتوح من الأعلى
او قميص بقبه مقلمه لامعه
شاهنده حست بحراره بتاكل صدرها، مممم، انتى الى هتحددى مصيرك يا باتى
طول عمرى حقانيه ومحبش ____الظلم
وصلت باتى، وشها كان كوجه دميه لمع فى ضوء الشمس، وشعرآ خرنوبيآ مسحوبآ على شكل ذيل حصان فى قمة رأسها
تمللت شاهنده ونقرت بأظفارها المطليه بالأرجوانى مطولآ على الطاوله
ازيك روحى؟ قبلت كل واحده منهم التانيه وقعدت باتى
شاهنده تشربى ايه باتى؟
القصه ملك اسماعيل موسى
باتى اشرب قهوه، دماغى هينفجر
شاهنده حاضر
بعد شويه شاهنده رجعت شايله فنجانين قهوه وقعدت قصاد باتى
لا مقارنه بين الجسدين
جسد باتى نحيل رقيق وجسد شاهنده عفى مجسم
شاهنده بصت لباتى مستنيها تتكلم، لحد دلوقتى بتراهن على باتى، شاهنده عمرها ما خسرت رهان يتعلق بنفس بشريه
شاهنده بتفكر فى نفسها، باتى هتفتح معايا موضوع الجواز من أدهم وتطلب منى اجوزه
لكن باتى مقلتش حاجه ولا حتى لمحت من بعيد
شاهنده فى سرها بغيظ، كان ممكن حتى تتناقشى معايا على الأقل لكن تعملي نفسك عبيطه مش حلو خالص ____
باتى ها يا شاهنده فيه ايه؟
شاهنده سكتت شويه، فجأه دموعها بدأت تنزل، انا اسفه باتى لكن لازم اقلك
السر إلى كتماه جوايا هيموتنى، لكن لازم تعرفى انى عملت كده عشانك
باتى فيه ايه شاهنده قلقتينى؟
شاهنده غمضت عنيها ونزلت منها دمعه كبيره ساخنه
انا عايزه اتكلم معاكى عن اليوم إلى مات فيه اسر الله يرحمه
باتى، بلاش يا شاهنده انا ماصدقت انسي
شاهنده عارفه حبيبتى لكن انا بموت من جوه مش قادره أخبى اكتر من كده
باتى بنظره ساهمه قولى يا شاهنده فيه ايه؟
شاهنده _____ تنهدت _ فى اليوم ده انا كنت تعبانه، شربت فنجان قهوه فى المطبخ ولقيت أدهم نازل من غرفتك
قررت اطلع غرفتى اريح، فى طريقى قلت هدخل اطمن عليكى
فتحت باب الاوضه لقيتك نايمه وآسر نايم جنبك لكن ايدك حاضناه جامد من عند رقبته
بصيت على اسر لقيته مش بيتحرك، قلقت خلصته من ايدك بالعافيه
انتى كنتى حاضناه جامد يا باتى
حاولت اصحيه افوقه من غير فايده، اسر كان مات، ساعتها قعدت اصرخ مقدرتش اتحكم فى نفسي
باتى وشها اتغير، بقى اسود، قاتم، الدم رحل منه، تقصدى ايه شاهنده؟
اسر مات فى حضنك وانتى نايمه يا باتى، الظاهر حضنتيه جامد من غير ما تشعرى
انا كتمت كل ده جوايا، خفت من الشرطه وسين وجيم، كنت عايزه احميكى باتى حتى من أدهم نفسه لما يعرف انك قتلتى ابنك
باتى جسدها اتهز ووقعت من طولها فاقده للوعى
شاهنده صرخت، طلعت للشرفه وقعدت تصرخ كانت عارفه ان أدهم قاعد فى البيت وهيسمع الصراخ
أدهم وصل عندها جرى، شاف باتى مرميه على الأرض
صرخ فيه ايه؟ حصل ايه يا شاهنده؟
شاهنده وهى بتنحب كنت بتكلم معاها ووقعت من طولها
أدهم شال باتى وطلع بيها على المستشفى وشاهنده معاه
باتى دخلت غرفة العنايه المركزه، كان عندها هزال وصدمه نفسيه
كل ما كانت تستعيد الوعى كانت بتصرخ وتفقد الوعى تانى
باتى فضلت على الوضع أربعة ايام، فى الايام دى شاهنده ما سابتهاش ولا لحظه
حتى لما كان أدهم يطلب منها تروح كانت بترفض بشده
وكانت محرصه على الممرضات اول ما باتى تستعيد وعيها
يبلغوها شخصيآ
القصه ملك اسماعيل موسى
فعلا باتى استعادة وعيها وكان أدهم وقتها خارج المشفى بيشترى أكل
↚
شاهنده دخلت فورآ للغرفه
حمد الله على سلامتك باتى، كده تقليقنى عليكى؟
باتى انا مش عايزه افوق، انا لازم اموت، اموت
شاهنده، متقوليش كده باتى
شاهنده قربت من باتى، همست فى ودنها، كل حاجه هتبقى تمام
باتى؟ اياكى تفتحى بقك او تقولى لأدهم اي حاجه فاهمه؟
دا سر بينى وبينك مش لازم يعرفه اى مخلوق
باتى فضلت تبكى، شاهنده فضلت تهديها، اسمعى الكلام باتى انا عايزه مصلحتك
الموضوع ده مات خلاص فاهمه؟
باتى فاهمه
باتى فضلت فى المستشفى شهر كامل، كانت بتجيها نوبات صرع وصراخ وانهيار نفسى، افضل ساب شغله وكل حاجه وفضل جنبها
شاهنده كمان مفرقتهاش ولا لحظه، شاهنده كانت بتعامل أدهم بأحترام وأدب وود وصل انهم كانو بيتكلمو مع بعض كتير، وخدو على بعض، شاهنده مكنتش مفتعله المشاعر دى عشان كده وصلت لادهم وبعد ما كان بيكرهها بداء يبصلها على أنها صديقة باتى المقربه فعلا وخايفه عليها بعد ما كان معتقد انها بتفتعل كل ده عشان تقرب منه
كمان شاهنده خلال كل تلك المده ملمحتش لادهم عن اى حاجه بيكرهها او توقعها منها، ظهرت قدامه كأنها انسانه جديده ميعرفهاش واول مره يقابلها، اسماعيل موسى باتى سمعت كلام شاهنده، مفتحتش بقها ولا قالت لادهم عن سبب انهيارها وحزنها، كتمت كل مأسيها وحزنها داخلها ودا كان بينخرها من الداخل بيحرقها، بيموتها ببطيء
وانتهت فترة بقائها فى المستشفى ورجعت للبيت، لزمت باتى غرفتها وصمتها، كلامها كان قليل جدا وكانت مش طايقه أدهم يقرب منها ورفضت كل محاولاته للتخفيف عنها، إلى كان جواها سر، حمل، ثقل كتب عليها تشيله لوحدها إلى حد يوم وفاتها.
شاهنده بقيت دائمة الاقامه والوجود فى بيت أدهم وباتى، كانت قاعده جنب باتى بتراعيها وفى نفس الوقت مع ادهم إلى أعتاد على وجودها فى البيت، بعد شهرين ونص من العيش الموقف بين باتى وادهم، باتى فتحت أدهم فى موضوع جوازه من شاهنده، المره دى أدهم مرفضش، متعصبش ولا حتى اعترض قال انه هيفكر ونفس الوقت كان مقرر انه يجوز شاهده ، كلم شاهنده على طول وفتح معاها الموضوع، شاهنده وافقت، مرضتش تمارس الاعيبها ولا حيلها وافقت ببساطه واتفقو على كل حاجه، ادهم أخبر باتى انه موافق على الجواز من شاهنده، اسماعيل موسى، وصل المأذون وكتب العقد واصبحت شاهنده زوجة أدهم
مكنش فيه حفله ولا عرس، ولا حتى معازيم، شاهنده اختارت الغرفه إلى جنب غرفة باتى، ادهم مكنش فارق معاه وباتى كانت مش بتسيب غرفتها مطلقآ وغير شاعره بالحياه اصلا.
تمت بحمدلله