“فرح مين هو حضرتك ناوي تتجوز؟!”
عقب الجد قائلًا:
-حضرتي ناوي أفرح بيكِ
أردف وهو يسند يده على الطاوله:
– يوسف عاوز يعمل فرحه مع أخته؟!
شهقت فرح بصدمه وقالت:
-لأ طبعًا يا جدو بابا عمره ما هيوافق
سند الجد ظهره للخلف قائلًا:
-باباكِ موافق
فتحت فاها بصدمه وقال:
-يبقا ماما مش هتوافق
قطب جبينه وعقب:
-أمك موافقه
شهقت بقوه وهبت واقفه وهي تقول:
-يبقا أنا إلي مش هوافق أنا مستحيل أتجوز دلوقتي أنا هبدا امتحانات الميد ترم بعد بكره وهقعد أمتحن لشهر قدام…
ضحك الجد ورمقها بسخريه قائلًا:
-امتحانات ايه هو إنتِ فالحه في حاچه أنا نفسي ألاقيلك حاچه كدا متميزه فيها مش لاقي دا إنتِ أفشل خلق الله
ابتسمت ابتسامة صفراء قائله:
-دا كتير عليا والله… كل المدح دا عشاني!
-يلا يا أم لسان طويل إلبسي وروحي مع جوزك واعملي حسابك الفرح الإسبوع الجاي
عقبت بجديه:
-بس أنا فعلًا مش جاهزه تقدر تقولي فين جهازي وفين فستان الفرح
عقب الجد:
-جهازك كله جاهز في الأوضه إلي فوق أنا مجهزه بنفسي من زمان
أردف وهو يقوم من مجلسه:
-وفستان الفرح أمك اختارته امبارح والكوافير يوسف حجزه يعني كل حاجه جاهزه
صفقت بيدها ثم قالت:
-الله الله دا انتوا رتبتوا كل حاجه من غير حتى رأيي!
هزت رأسها باستنكار وهي تزم شفتيها بحنق قائله:
– ماشي يا شهناز
-يلا يا بت روحي إلبسي على ما أشوف يوسف
اتجهت للأعلى مسرعة ودخلت للمطبخ تبحث عن والدتها فلم تجدها فغالبًا تقف مع يوسف بالأسفل، أخرجت فرح الأواني من المطبخ وقذفتها بالأرض بعنف واحدة تلو الأخرى، فسمعت والدتها الضجيج وهي تدخل من باب الشقه فهرولت نحو المطبخ وهي تصيح:
-يا بت حرام عليكِ أنا لسه مخلصه ترتيب الحلل!
كانت فرح تخرج الأواني وهي تقول:
-عاوزاني أتجوز يا شهناز زهقتي مني خلاص
حاولت شهناز سحب يدها لتقوم وتترك باقي الأواني وهي تصيح:
-إنتِ هبله يا بت مالك ومال الحلل يخربيت جنانك!
وقفت فرح بعد أن أخرجت أخر وعاء بالمطبخ ورجعت بجزئها العلوي للخلف ثم صفقت بيديها كأنها تردح:
-مهي الحلل ده أكتر حاجه توجعك يا شهناز يا مرات أبويا
اتجهت فرح لمكان الأطباق ودفعتها بالأرض بعنف فأصدرت ضجيجًا مرتفعًا وأخيرًا تنفست بعمق وهي تقول بارتياح:
-بس كدا مطبخك كله أهوه بقا على الأرض
صرخت شهناز بقوة وكأي أم مصرية حملت حذائها ذات الوردة الحمراء فركضت فرح بأرجاء الشقه صارخة وهي تقول:
-اعقلي يا شهناز
لتصبح شهناز بغضب:
-هو إنتِ خليتِ فيا عقل يا بنت هشام
قذفت شهناز الحذاء صوب فرح ففتحت فرح يدها لتلتقطه وبالفعل التقطته ببراعة وقفت فرح بشموخ قائله بابتسامة سمجه:
-فعلًا لما تنشن لازم تنشن صح… براڤو يا شوشو
صرخت شهنار وركضت خلفها تريد إفراغ شحنة غضبها بأي وسيلة، ركضت فرح لتدخل غرفتها وأغلقت الباب ثم أخرجت رأسها من الباب قائلة:
-أسيبك بقا ترتبي موعينك وألبس عشان أروح مع قرة عيني عزال أخته
انحنت شهناز لتحمل حذائها مجددًا وتقذفه نحوها فأغلقت فرح باب الغرفه قائله:
-يا خساره معرفتيش تنشني يا شوشو
ارتدت فرح فستانها لتخرج مع يوسف، نظرت لنفسها بالمرآه وحدثت حالها قائلة:
-طيب بزمتك مش بتحبيه
تنهدت بعمق وردت على نفسها:
-حتى لو بحبه مش لدرجة أتجوزه يعني!
زفرت بحنق قبل أن تفتح باب غرفتها فتجد والدتها تقف على بابه وتحمل بيدها سلك طويل وواضح انها تنوي على كل خير، ابتسمت فرح ابتسامة صفراء قائله:
-مالك يا ماما يا حببتي واقفه كدا ليه؟!
رفعت شهناز السلك وضربتها على ظهرها فتأوهت فرح وهي تتحسس ظهرها قائله:
-اااااه بيلسوع يا ماما
عقبت شهناز بغضب عارم:
-ما أنا عارفه يا روح أمك
ركضت فرح أمام والدتها صارخةً، ولم تتركها شهناز بل أكملت ضربها مرة بعد الأخرى وفرح تصرخ أمامها، ليقاطهما جرس الباب ودخول نوح الذي فتح باب الشقه فور دقاته، ركضت فرح مسرعه نحوه وتتبعها والدتها لتضربها مره اخرى وهي تقول:
-دا أنا هجوزك الصبح عشان أرتاح من قرفك
هتفت فرح قائله لنوح برجاء:
-وديني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه
ضحك نوح وتنحنح وهو ينظر ليوسف الذي يقف جواره ثم قال:
-إتفضل يا يوسف
نظرت شهناز ليوسف قائله:
-تعالى يا يوسف إنت مش غريب يا حبيبي…. لازم تشوف إلي هي عملته
سحبته شهناز من يده نحو المطبخ وهي تقول:
-كل ما الأستاذه تلاقي نفسها متوتره تدخل تقلبلي المطبخ بالشكل ده
ضحك يوسف ثم نظر لفرح التي نظرت أرضًا بخجل وهتف قائلًا:
↚
-ربنا يطمنك يا طنط
نظر له نوح قائلًا:
-ربنا يعينك على الي جاي يا ابو نسب
__________________________________
“صحيح إلي أنا سمعته ده يا حنان يوسف هيجوز البت دي الأسبوع الجاي”
قالتها حبيبه بكثير من الحزن والأسى بعد أن فتحت لها أختها باب الشقه ودخلت كاللثور الهائج، فأردفت حنان بنبرة هادئه لتطمئنها:
-يبت كام يوم وهيطلقها وهيخلالك الجو
زمت حبيبه شفتيها بحنق وقالت:
– أنا مش مرتاحه للبت دي شكلها مكاره وهتاخده مني! خطافة الرجاله دي!
عقبت حنان بتهكم قائله:
-يعني هو مين عليكِ يا حزينه دا مبيبص في وشك ما إنتِ إلي حاسبه مش عارفه تلفتي نظره ليكِ
حين شعرت حنان بحزن أختها أردفت:
-متقلقيش أنا هتصرف اصبري واتفرجي
عقبت حبيبه بسرعه:
-هتعمليلها عمل؟!
نظرت للفراغ بحقد قائله:
-لأ أنا مش عاوزه أروح السكه دي دلوقتي أنا هعملها الأصعب من العمل لحد ما تطلب الطلاق بنفسها
عقبت حبيبه:
-طيب قوليلي ناويه على ايه وأنا أساعدك
ابتسمت حنان بفخر قائله:
-هقولك أنا ناويه على…………..
__________________________________
ركبت فرح خلف يوسف الدراجه الناريه وهي تتمتم بكلمات كأنها توبخه ظل صامتًا فقطعت فرح الصمت قائله:
-أنا عايزه أعرف إنت عاوز مني ايه؟
ابتسم قائلًا:
-عاوز منك ايه؟!
زفرت فرح بحنق قائله:
-حد قالك إني عايزه أروح العزال… وكمان تطلب الجواز يبقا الأسبوع الجاي من غير ما تاخد رأيي حد قالك إني عايزه أتجوز دلوقتي!
لم يرد عليها وأكمل طريقه إلى أن لاحظ حلو الطريق من الماره فأوقف الدراجه والتفت لينظر بعينيها مباشرة قائلًا:
-فرح إنتِ معندكيش أي مشاعر ناحيتي يعني مش متقبله وجودي في حياتك!
أشاحت بصرها عنه وتلعثمت قائلة:
-حضرتك شخص محترم واي واحده تتمنى شريك حياه زيك بس…
قاطعها قائلًا بنبرة هادئة:
-بس أنا مش عايز أي واحده يا فرح أنا عايزك إنتِ
كان يحدق بملامحها ليلتمس أي رد فعل بتقبلها له، رفعت عينها تنظر إليه وتوترت من نظراته لها، ليسالها مجددًا:
-تقبلي تتجوزيني يا فرح؟
ازدردت ريقها بتوتر وعدلت من وضعية نظارتها كعادتها عندما ترتبك ثم اومأت رأسها وهي تقول:
-طلما جدي قرر وبابا وافق أنا مليش إني أعترض
عقب بجديه:
-يعني إنتِ موافقه تتجوزيني عشان جدك وباباكِ بس!!
عدلت من حجابها بتوتر وأخفضت بصرها قائله بجديه:
-بص يا دكتور أنا معرفش حضرتك بس الي أقدر أقولهولك إني ممكن أ…
وقفت الكلمة على طرف لسانها حين رفعت عينيها عن الأرض فوجدته يحدق بها مبتسمًا فقال من بين ابتسامته:
-شكلك حلو أوي وإنتِ عاقله كدا وبتتكلمي بجديه
-أنا عايز منك إجابه بكلمه واحده أيوه أو لأ موافقه نتجوز؟
أومأت رأسها بإحراج قائله:
-أيوه
استدار وهو يقول:
-ماشي يا فرح يعني مبدأيًا موافقه على الجواز والحب كدا كدا هيجي
كان يتحدث بثقة كبيرة تنهدت فرح بارتياح حين قام بتشغيل محرك الدراجه وانطلق نحو شقة أخته على الأقل ستهرب من نظراته الآن، مر اليوم هادئ بدون أحداث كثيره سوى أنها جلست قليلًا معهم وأخذها نوح للبيت مرة أخرى
____________________________
وفي اليوم التالي كان حفل كتب كتاب نوح ومريم بعد أن اتفقوا على تقديم كتب كتابهم حتى يستطيعون التجهيز لزفاف فرح المفاجئ، ومر اليوم بكثير من السعاده كان يوسف من ضمن الحضور وردد الجميع “بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
وارتفعت أصوات الزغاريد واقترب العريس يضم العروس ويدور بها بحب مع كثير من التصفيق والتشجيع، كم تمنت تجربة ذالك الشعور فقد كُتب كتابها بطريقة عجيبه وكانت تمضي على الأوراق وهي تلتهم ثمرة الجزر بدون أي مشاعر، تنهدت بحيره وخرجت من المكان، كان يتابعها بعينيه وقف جوارها قائلًا:
-مبروك لنوح
انتفض قلبها عند سماع صوته وعقبت بنبرة هاظئه:
-الله يبارك فيك…
ابتسم وهو يقول:
-إحنا محتاجين نعيد كتب الكتاب بتاعنا تاني
ضحكت فرح قائله:
-تصدق فعلًا
قاطعهما تلك الفتاه ابنة عمة فرح التي سحبت فرح من يدها لتدخل بينهم لترقص مع أخيها على دقات الدفوف وتسعد بتلك اللحظات التي لا تتكرر كثيرًا…
مرت الأيام سريعه مع التجهيزات الزفات وتعديلات بالشقه
_____________________________
وفي يوم الزفاف فتحت فرح عينها ونظرت لساعة الحائط التي كانت العاشرة صباحًا، ستنهي امتحانها وتذهب لطالون التجميل ثم بعدها لبيته أو بيتها الجديد، هبت واقفه فجأة لكن انتابتها تلك الحاله والدوخه مجددًا، وضعت يدها على رأسها وسندت يدها على الحائط تلك الحاله التي بدأت تشعر بها مؤخرًا كلما قامت من مكانها، وقفت لدقيقتين حتى عاد لها توازنها فلا بد من الوصول للجامعة في خلال نصف ساعه لإمتحان الميدترم، ارتدت ثيابها مسرعة وخرجت من غرفتها فوجدت والدتها في المطبخ مع خالتيها، هتفت قائله وهي ترتدي حذائها:
-أنا ماشيه يا ماما عشان عندي امتحان
خرجت والدتها من المطبخ قائله:
-طيب استني افطري
↚
عقبت فرح وهي تفتح الباب:
-لأ مليش نفس همتحن وأجي علطول عشان أفطر قبل ما أروح الكوافير
خرجت خالتها من المطبخ مع زرغوده ثم قالت:
-دي زغرودة الإمتحان يا بت يا فرح إن شاء الله هيكون سهل
ابتسمت فرح قائله:
-يارب يا خالتو
خرج نوح من غرفته وناداها قائلًا:
-استني يا فروحه أنا رايح عند الجامعه اركبي معايا
عقبت بتوتر:
-طيب يلا بسرعه عشان الامتحان كمان نص ساعه
خرج معها مسرعًا وأثناء الطريق نظر لها وهي منشغلة بالمذاكره وهتف:
-فرح…
ردت بدون أن ترفع عينها عن الكتاب
-نعم
رمقها في سرعه ثم نظر أمامه قائلًا:
-إنتِ مبسوطه؟! موافقه على الجوازه دي؟
ابتسمت قائله:
-حتى لو موافقتش خلاص كل حاجه اتحددت وأنا لا يمكن أكسر كلمة بابا وجدو
سألها نوح:
-يعني إنتِ مش موافقه على يوسف؟! علفكره يوسف شاب محترم ومتربي وصدقيني هيحافظ عليكِ
ابتسمت وقالت ساخره:
-الكلام دا متأخر أوي يا نوح لأنه أصلًا بقا زوجي
-كبرتِ يا فرح بجد مش مصدق إن النهارده فرحك
نظرت له فرح قائله بقلق:
-ولا أنا والله مصدقه أنا قلقانه ومتوتره أوي
نظر لها مطمئنًا وقال:
-متقلقيش يا قلبي هتبقي اجمل عروسه
_____________________________________
انتهت من امتحانها وخرجت من المدرج، جلست على الدرج أمام الكليه، حتى سمعت اسمها من بين شفتي أحدهم:
“أنسه فرح… لو سمحتِ”
استدارت تنظر لذالك الشاب الذي يهتف بإسمها، فقد كانت تجلس على الدرج لتتأكد من إجابتها بالإختبار والتي كان معظمها خطأ زفرت بحنق من هذا الشاب الذي يتابعها منذ وصولها للجامعه وهتفت ببعض الحده:
-نعم!
عقب بابتسامه:
-ممكن أراجع معاكِ الإمتحان
زمت شفتيها بحنق قائله:
-لأ لأني مش فاضيه
قامت من مكانها لتعود لبيتها لكن تلك الدوخه انتابتها مجددًا، فسندت يدها على الجدار جوارها تنتظر ليعود اتزانها ككل مره لكن قد طالت تلك الحاله وظلت واقفه مكانها لفتره، وعندما لاحظ الشاب حالتها هتف:
-إنتِ كويسه يا أنسه فرح؟!
اومات رأسها لأسفل بدون أن تنبث بكلمه، فرأها يوسف الذي حدق بها بتمعن ليعرف لماذا تقف هكذا! ومن هذا الشاب الذي يقف جوارها! اتجه صوبها مسرعًا ليصل لمسمعه حديث ذالك الشاب الذي قال:
-أنسه فرح مالك؟!
حدجه يوسف بنظرات غاضبه وضغط على أسنانه قائلًا:
-مدام فرح مش أنسه
تلعثم الشاب قائلًا:
-متأسف مكنتش أعرف… هو حضرتك قريبها يا دكتور؟
اومأ يوسف رأسه لأسفل متحدثًا بجديه:
-أيوه أنا زوجها
تلعثم الشاب من صدمته وهتف قائلًا:
-ا…طيب بعد إذن حضرتك
رمقه يوسف بابتسامة سمجه فقد رأى سهام تلك النظرات التي يرمي بها نحو فرح، عاد الشاب لصديقه وهو يزفر بغضب قائلًا:
-يا عم دا طلعت متجوزه ومش متجوزه أي حد دا متجوزه الدكتور
ضحك الشاب الأخر قائلًا:
-طلعها من دماغك بقا يا حلو
نظر لها بخبث وهو يقول:
-مش قادر البت دي عجباني أوي!!
تنفس يوسف بعمق ونظر لفرح التي أغمضت عينيها وسندت بكل جسدها على الحائط وهتف قائلًا بلهفه:
-مالك يا فرح؟!
ردت بتعب:
-مش عارفه دايخه ليه!
سندها يوسف فرميت جسدها عليه بعدم اتزان ليبدأ الطلاب يرمقونهما بتمعن مع بعض الهمهمات والضحكات الخافتة، لم يأبه لكل النظرات حولهما وسندها لفتره حتى استعادت اتزانها وابتعدت عنه قائله:
-تقريبًا الدوخه دي عشان خرجت من غير فطار
دقق النظر لها بقلق وقال:
-ليه كدا يا فرح أخر مره تخرجي من غير فطار وبعد كدا أنا إلي هفطرك بنفسي
ابتسمت ولم تعقب فأردف هو:
-يلا عشان أوصلك
نظرت لها قائله ببعض القلق:
-متقوليش إن إنت معاك المكنه “الدراجه الناريه”
ابتسم قائلًا:
-للأسف هتضطري تركبي ورايا
ابتسمت قائله:
– أنا أصلًا متوتره لوحدي ومش حمل أي توتر تاني
-متوتره ليه بس متقلقيش إن شاء الله كله خير
سرعان ما ركبت خلفه وانطلق بها للبيت….
_____________________________________
لماذا يمضي الوقت بتلك السرعة؟! كانت تنظر لإنعكاس صورتها بالمرآه بعدما تزينت بالمكياج الخفيف واتدت فستانها الأبيض الرقيق، لا تعلم لم تشعر بغصة في حلقها فهي الآن عروس!! لم تخطط يومًا لمثل هذا اليوم وكأنها تعتقد أنها لن تتزوج أبدًا لكنه تقدير الله وترتيب القدر، كم كانت تتمنى حضور حفل زفاف بالريف لكن لم تتخيل أن أول حفل ستحضره هو حفل زفافها! حسنًا فلا تريد البكاء الآن؛ حتى لا ينتزع مكياجها تنفست بعمق وزفرت الهواء من رأتيها حتى قاطعها قول يُسر:
-العريس وصل
ازدادت ضربات قلبها أكثر فكلما اقترب لقائهم كلما ازداد توترها أكثر وأكثر، هتفت ابنة عمتها قائله:
-يلا يا جماعه عشان نعمل الفرست لوك
↚
ابتسمت فرح فكم رأت فديوهات على الفيسبوك لمثل تلك اللحظه لكن لم تتخيل تجربتها وبتلك السرعه! كانت مغيبه شاردة بكثير من الأمور، هزتها مريم لتلف ظهرها مثل يُسر التي كانت تبتسم بسعاده وتغني مع الأغنيه وهي تتمايل، دخل يوسف ومعه سامر فأوقفتهم الميكب ارتيست قائله: تقدر تعرف عروستك من ظهرها يا عريس، ابتسم يوسف قائلًا:
-ولو وقفت وسط مليون واحده هعرفها برده
ابتسمت فرح لجملته، واقترب سامر من يُسر مرددًا:
-بالنسبه لي بقا مراتي أهيه
ضمها سامر من الخلف قائلًا:
-واثق إنك أحلى عروسه في الكون
نظرت لهما فرح وتوترت أكثر ظنت أن يوسف سيفعل مثلما فعل سامر قبل قليل، لكنه فاجئها بأكثر من ذالك فلم ينتظرها لتستدير إليه لكنه وقف أمامها وحدق بها مبتسمًا ثم ضمها إليه بقوة وبحركة سريعة لف بها فتعالت الزغاريد والتصفيق أنزلها ثم ضمها مجددًا وهمس في أذنها: مبارك يا عروستي الحضن دا يعوضنا شويه عن حضن كتب الكتاب
أخرجها من حضنه وغمز لها، فابتسمت بقلق، لم يلاحظ تجهم وجهها كان جسدها ينتفض وقلبها يرتعد بخوف لا تعلم أتخاف منه أم من القادم، وبعد أن مسك يدها وشعر بانتفاضها سألها:
-ايدك بترتعش يا فرح إنتِ كويسه؟
ازدردت ريقها بتوتر وأجابته:
-مفيش بردانه شويه
__________________________________
وبعد زفة سيارت كبيرة دخلوا للبلد لكن اتجهت سيارة سامر نحو بيت يوسف فحمل يوسف هاتفه وطلب رقم سامر ليرد عليه:
-إنت رايح فين يبني نسيت مكان شقتك ولا ايه؟!
اجاب سامر:
-ماما صفاء كلمتني واكدت عليا اروح على هناك
لوى يوسف شفتيه لأسفل متعجبًا وهتف:
-غريبه! طيب يلا هكلمها كدا وأفهم..
هاتف والدته كثيرًا لكنها لم تجيب على مكالماته فزفر بقوه ونظر لفرح المتجهم وجهها وكأنها مغصوبه على تلك الزيجه وسألها للمرة العاشرة بعد المائه:
-مالك يا فرح؟
لترد بنفس الإجابه:
-مفيش أنا كويسه
مسك يدها يظن أنها يطمئنها لكن مع كل لمسة منه يقشعر بدنها ويزداد توترها، سحبت يدها منه وابتعدت مسافة عنه فتعجب من رد فعلها لكن حاول التغاضي عنه، وحين وصلوا اقترب يمسك يدها مرة أخرى كانت منكمشه تتمنى أن يكون حلمًا وستفيق منه، فلم ترتب لكل هذا! وبمجرد أن اتجلوا من السياره لفت نظرهم الجموع الكبيره من الناس توترت فرح وضغطت على يده، فنظر لها يطمئنها بعينه، ارتفعت أصوات الزغاريد وهنئهم الجميع، حتى صدع صوت أحدهم يغني:
أجمل فرحة هيا
يوم فرحكو دا شيء أكيد
ذكريات الليلة ديا
حاضرة مش ممكن تغيب
إحساس اليوم دا مين فيكم ينساه على طول تجمعكم أحلى حياة
أجمل فرحة في حياتكو الليلة
حلوين والله الله الله
ما شاء الله ما شاء الله
يا سلام يا سلام ما تباركو يا أهل الله
هتف يوسف بدهشه وهو ينظر لسامر:
-سليم الأنصاري! إنت إلي عزمت سليم؟
نظر لسامر الذي اتسعت ابتسامته حين رأى ذالك الرفيق الذي ظهر في حياة يوسف مؤخرًا ليكتشف بعدها أنه ابن خالته المتوفاه منذ زمن بعيد”سليم ابن خالة سامر”، وعزمه على فرحه فلبى الدعوه، اقترب يوسف يضمه بحرارة وكذالك فعل سامر حتى ظهر شريف قائلًا:
-أنا متعزمتش بس تطفلت عليهم وجيت معاهم
ضمه يوسف وهو يقول:
-شريف حبيبي والله احلى مفاجأه
وبعد تبادل السلامات بينهم هتف سليم:
-قولت أعملكم فرح بطريقتي مينفعش تدخلوا كدا في هدوء
أشار سليم لنفسه قائلًا:
-وأنا إلي هحيلكم الليله دي
_________________________
على جانب أخر كانت سلمى تقف بجوار صديقتها يمنى مبتسمة وفرحه بتلك الأجواء هتفت يمنى قائله بحب:
-الله حلوين أوي فكروني بفرحي
أشارت نحو فرح قائله:
-خصوصًا العروسه القمر إلي واقفه هناك دي هاديه كدا وكيوت أوي… شوفي ماسكه في ايد عريسها إزاي عسل أوي
ردت سلمى بابتسامه:
-بصراحه العروستين زي القمر… والبنوته دي أنا عارفاها
سحبتها سلمى قائله:
-تعالي نسلم عليهم
ترك سامر ويوسف العروسين وبدؤا بالتراقص مع أصدقائهم بكثير من السعاده والجميع يصفقون بحفاوة، أما فرح فكانت بعالم أخر خائفة، وقلقه مما هو قادم لا تعرف كيف ستسير حياتها لا تعلم هل يوسف هو الزوج الذي كانت تتمناه أم أنها اقترفت خطأ بحقه وحقها حين أزعنت لقرارهم وتزوجته! أخرجها من شرودها تلك الفتاه التي تعرف ملامحها الفاتنه جيدًا التي سلمت عليها قائله:
-مبارك يا جميله… يا ترى فاكراني؟
اتسعت ابتسامة فرح وهي تقول:
-دكتوره سلمى! هو أنا بحلم ولا إيه؟
ضمتها فرح بابتسامه وهي تقول:
-أنا بجد مش مصدقه حضرتك موجوده هنا فعلًا!
هتفت سلمى بابتسامه:
– أنا قريبة العريس…. الدكتور سامر يبقا قريب زوجي
مسكت فرح يدها بسعاده قائله:
-فرصه سعيدة جدًا
↚
ضمتها سلمى مرة أخرى قائله:
-حببتي أنا أسعد والله
كانت يمنى تتابع حديثهما بابتسامه حتى أشارت لها سلمى قائله:
-دي يمنى صديقتي
-أهلًا بيكِ
-ألف مليون مبروك يا جميل
-الله يبارك فيكِ
قاطعهم صوت الشباب يصفقون وشريف الذي يغني بمرح:
-يا عريس ابقى افتكر وسيبلي حته من الدكر
ويوسف الذي يهز سبابته نافيًا وهو يرد عليه مغنيًا:
-لأ لأ دا كله إلا الدكر
همس سليم بجانب أذن يوسف قائلًا بمرح:
-إيه ناوي تاكل دكر البط لوحدك ولا إيه يا عريس! إحنا قاعدين معاكم يومين ولازم اتعزم فيهم ست مرات
أشار ليوسف قائلًا:
-يوم عند يوسف فطار وغدا وعشا
وأشار لسامر:
-يوم عند سامر فطار وغدا وعشا
كانت الأجواء مليئة بالسعاده حتى انتهت السهره وقدم الجميع التهاني للعروسين ليأخذ كل عريس عروسته لشقتهم بدأ الجميع بالمغادره ما عدا أهل العروسين وأخذ سامر عروسته وذهب لشقتهما ورافقه سليم وشريف مع زوجاتهم وأولادهم، أما فرح فوقفت أمام البيت بعد أنا سلمت على جدها وأبيها ثم والدتها التي أدمعت عيناها قائله ببكاء:
-هتوحشيني يا شقيه…
نظرت ليوسف باكيه وهي تقول:
-دي أمانه عندك يا يوسف خلي بالك منها
نظر يوسف لفرح بحب وهو يقول:
-في عنيا يا طنط
لم تستطع فرح كبح دموعها ولا السيطره على شهقاتها التي خرجت من فمها وهي تتشبث بيد والدتها وتقول:
-لا يا ماما مش عايزه أتجوز خدوني معاكم
نظرت فرح ليوسف قائله بتوسل:
-أرجوك سيبني أرجع معاهم انا مش عايزه أتجوز خلاص
كبح والدها دموعه وضمها ليربت على ظهرها قائلًا:
-اطلعي يا فرح مع جوزك الله يهديكِ
نظر لزوجته قائلًا:
-يلا يا شهناز
أخذ هشام يد زوجته التي كانت تنظر لفرح وتبكي وسحبها ليغادرا، كانت فرح تصيح:
-لا يا بابا متسيبنيش هنا أنا خايفه…. يا بابا أنا خايفه أوي
لم يستطع والدها كبح دموعه أكثر فتساقطت على وجنتيه وهو يوليها ظهره ليغادر دون أن يلتفت لها، فلو نظر لحدقتيها الدامعه سيضعف وسيأخذها معه لبيته غير مبالي بأي شيء، اقترب منها نوح ليضمها ويربت على ظهرها بحنان قائلًا:
-متعيطيش يا بت أنا مش ماشي أنا هبات معاكم النهارده
اقترب يوسف ليمسك يدها فسحبتها في سرعه كأنها تعاقبه لأنه أخذها من أهلها، حملها نوح بخفه قائلًا بمرح:
-إيه رأيك بقا أنا إلي هشيلك وأطلعك الشقه بنفسي
وبالفعل حملها نوح وهي تبكي وأدخلها شقتها لكنها مازالت تشهق باكيه، أجلسها على سريرها ومسك يدها الباردة كالثلج قائلًا بجديه:
-إهدي يا فرح إنتِ مش طفله صغيره دا بقا بيتك والي بره ده جوزك
هتفت من خلف دموعها بصوت متحشرج:
-متقوليش بيتي ومتقولش جوزي… بالله عليك خدني معاك
تنهد نوح بألم من حالة أخته ووقف قائلًا:
-مينفعش يا فرح… مينفعش اهدي بقا بالله عليكِ متوجعيش قلبي
زفر بقوه ونظر لها قائلًا:
-أنا همشي يا فرح وهجيلك الصبح… خلي بالك من نفسك
هبت واقفه ومسكت يد نوح قائله برعب:
-متسيبنيش معاه لوحدي بالله عليك
أفلت نوح يده من بين يديها وهتف قائلًا:
-يوسف راجل يا فرح وأنا عارف إني سائب أختي مع راجل محترم هيحافظ عليها
قبلها من مقدمة رأسها قائلًا:
-تصبحي على خير يا فروحه
تركها تبكي وخرج من الغرفه وهو يرمقها بإشفاق، سالت الدموع من عينيه ونظر ليوسف قائلًا:
-بالله عليك تاخد بالك منها يا يوسف
ضمه يوسف قائلًا:
-والله في عنيا يا نوح
وبعد أن خرج الجميع وقفت فرح بهلع تنتظر دخوله لغرفتها، نظر لها يوسف قائلًا:
-ممكن تهدي بقا يا فرح عشان لازم نتكلم
كانت تتنفس بعنف وتشهق بالبكاء وهي تقول:
-أرجوك سيبني دلوقتي… أخرج وسيبني شويه لو سمحت
اقترب منها ليمسك يدها ويهدئها فانتفضت وابتعدت عنه فهتف قائلًا:
-يا بنتي اهدي إنتِ خايفه من إيه والله ما هعملك حاجه
اقترب مجددًا فرجعت للخلف بخوف وهي تمسح دموعها وتقول:
-لو سمحت متقربش
تركها وخرج من الغرفه متمتمًا:
-هي ليله باينه من أولها!
__________________________________
خرج ليجلس بالغرفة الأخرى ليتركها تهدأ، فمسحت فرح دموعها ونظرت لنفسها بالمرآة قائله:
-أنا جعانه أوي
خرجت من الغرفه وبحثت عن المطبخ حتى وصلت إليه ودخلت تبحث عن طعام ليقاطعها فجأة صوته:
-بتعملي ايه يا فرح؟
وضعت يدها على صدرها قائله:
-حرام عليك خضتني..
تلعثمت قائله:
-أنا باكل مأكلتش من الصبح
سند يده على جدار المطبخ ورفع إحدى حاجبيها لأعلى قائلًا:
-إلي يشوفك بتعيطي من شويه يقول هتدخلي في نوبة اكتئاب حاد
مضغت الطعام وهي تقول:
↚
-يعني أكتئب على معده فاضيه!
حرك يديه قائلًا بسخرية:
-لا طبعًا ميصحش
تركها تأكل وخرج متمتمًا:
-دا انفصام في الشخصيه رسمي
كانت تقف بفستانها تلتهم الأكل باستمتاع، دخل يوسف غرفته ليأخذ شاور ويبدل ملابسه ثم عاد إليها ليتفاجأ أنها مازالت تأكل فقال متعجبًا:
-إنتِ هتقضي الليل كله بتاكلي ولا إيه؟
كان فمها ممتلئًا بالطعام فردت قائله بصوت مكتوم:
-بصلي بقا في الأكل بقا!
ضحك قائلًا:
-طيب ممكن أكل معاكي؟
سحبت الأكل نحوها وهي تقول:
-أنا بحب الحمام عشان كدا هاكله كله
زم شفتيه بغضب مصطنع:
-طيب هاكل أنا من البط وأمري لله
سحبت وعاء الطعام الاخر قائله:
-أنا بحب البط برده وهاكله
وضع يده حول خصره قائلًا:
-طيب وأنا أكل ايه؟
بلعت ما بفمها من طعام وهتفت:
-شوف أمك عملتلك أكل ايه وكله إنما الأكل دا كله أمي الي عملهولي
ضحك قائلًا:
-أنا امي معملتش غير عصير
هزت رأسها قائله:
-خلاص اشرب عصير
ضحك وهو يسحب الاكل من أمامها ويأكل وهو يقول:
-لذيذ فعلًا بصي احنا هنقسمه بالنص
شهقت فرح ورفعت شفتيها لأعلى قائله بتهكم:
-نعم يا عنيا قال الاكل من عند أبونا والغرب بيقاسمونا
انفجر يوسف بالضحك قائلًا:
-بصي متحاوليش لأني هاكل يعني هاكل
تركته فرح مبتسمه واتجهت للحوض لتغسل يديها قائله بجديه:
-أنا بهزر معاك يا دكتور الأكل كله تحت أمرك أنا شبعت
تركته يأكل ودخلت غرفتة النوم، ظلت تحاول خلع فستانها فلم تستطيع فهتفت بحنق:
-الفستان دا طابق على نفسي هموت لو متخلعتهوش حالًا
اتجهت للمطبخ تبحث عنه فوجدته يشرب عصير فقالت مبتسمه:
-حضرتك سمعت كلامي وشربت عصير ولا إيه؟!
عقب مبتسمًا وهو ينظر إليها:
-لا متقلقيش أنا قومت بالواجب وأكلت حمامتين وقولت أحلى
ابتسمت ولم تعقب وظلت واقفه تنظر إليه لحظات ثم تنحنحت بإحراج قائله:
– دكتور هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب
زفر بقوه قائلًا بامتعاض:
-ياريت تشيلي الألقاب يا فرح اسمي يوسف وبدلي حضرتك بإنت وكدا يبقا زي الفل..
عقبت بجديه:
-اعذرني أنا مش عارفه اشوفك غير الدكتور بتاعي بس أكيد هتعود يعني
ابتسم ونظر لها قائلًا:
-طيب اتفضلي اطلبي
تنحنحت وحكت أنفها وهي تنظر أرضًا قائله:
-ممكن تخلعني الفستان عشان اتخنقت منه ومش عارفه أخلعه
لوى شفتيه لأسفل بمكر ثم قطب جبينه وهو ينظر إليها قائلًا:
-أنا مبعملش حاجه ببلاش شوفي هتديني ايه بالمقابل
عقب قائله:
-بس أنا معيش فلوس خالص حتى موبايلي نسيته في البيت
عقب متخابثًا:
-بس أنا مش عايز فلوس بصي هخلعك الفستان بس اعملي حسابك إن ليا عندك دين وهترديه بعدين
لم تفهم مقصده وعقبت:
-ماشي بس خلعني الفستان دا
ساعدها بفك فستانها وحجابها فهتفت قائله:
-بس يا دكتور شكرًا لحد كدا وأنا هكمل
كان سيناكفها ولكن قاطعه رنين هاتفه برقم عمه نفخ بحنق وخرج من الغرفه ليرد عليه وبعد السلام قال سليمان:
-أنا نقلت الشقتين باسمك زي ما اتفقنا ولما تطلقها الأراضي كلها هترجعلك
-ماشي يا عمي
هتف عمه ساخرًا:
-مبروك يا عريس
ابتسم يوسف بتهكم قائلًا:
-الله يبارك فيك
أغلق الهاتف ثم قذفه جانبًا، سرعان ما تبدل تهكمه لفرحه وتنهد بارتياح قائلًا:
-على الأقل بقا عندي بيت…. ماشي يا عمي
فرد ظهره على السرير محدثًا حاله:
-هفرد ظهري شويه على ما الكارثه إلي جوا تخلص
فرد ظهره ولم يشعر بحاله إلا وقد ذهب بسباتٍ عميق
على جانب أخر ارتدت منامتها الشتويه وفردت شعرها الكيرلي البني الفاتح والمشذب بعنايه ليدفئ عنقها كما تقول دائمًا، بحثت عنه فوجدته مستلقي على السرير بحجرة أخرى تحتوي على سريرين ومكتب صغير ودولاب صغير، دخلت الغرفه تتسلل على أطراف قدميها ولوحت بيدها أمام وجهه لتتأكد أنه نائم، فلم يشعر بوجودها جلست جواره على السرير الأخر بهدوء شديد وفردت ظهرها لتحاول النوم فلم تستطع، لذا قامت مجددًا بهدوء وجلست أمام التلفاز تقلب بين قنواته بملل شديد وبعد ما يقرب من ساعه همست لحالها:
-مفيش حاجه هتضيع الملل ده إلا الأكل
دخلت المطبخ وبحثت عن مسحوق القهوه التي أوصت والدتها باحضاره فلفت نظرها ذرة البوشار فابتسمت بسعاده وهي تأخذه، بحثت بين الأواني ثم أشعلت الموقد لصنع القهوه والبوشار، وبعد فتره كانت تجلس أرضًا وبجوارها وعاء البوشار وعلى الطاولة القصيره كوبان من القهوه، ففزعها صوته:
-قفشتك بتعملي ايه؟
وضعت يدها على صدرها قائله:
-للمره التانيه بتخضني ابقى كح أصل أنا كدا هقطع الخلف
-حاضر المره الجايه هكح عشان عاوزك تمليلي البيت ده كتاكيت…
ابتسمت بحرج ولم تعقب فسألها:
-بتعملي إيه بقا؟!
قالت بحماس:
-بسمع فيلم تعالى اتفضلةبيتك ومطرحك
أردفت:
-علفكره عملتلك قهوه معايا وعملت حسابك في الفشار
ابتسم قائلًا:
-كدا خبط لزق من غير ما تاخدي رايي؟!
ضحكت قائله:
-وإنت يعني إنت كنت أخدت رأيي في حاجه دا حتى الفستان جايبه على ذوقك
ابتسم ورفع إحدى حاجبيها وهو ينظر لها:
-بتردهالي يعني!
أومات رأسها لأسفل قائله بسخريه لطيفه:
-اه بردهالك يعني…
جلس جوارها أمام التلفاز كان الصمت هو سيد الموقف لكنهما يسترقان النظر لبعضهما من حين لأخر فقطع يوسف الصمت قائلًا:
-ممكن أسالك سؤال؟
ابتسمت بسماجه:
-لأ مش ممكن
ابتسم وسألها بكل هدوء وكأنها سمحت له:
-هو إنتِ بقا ليه ملبستيش طرحه؟!
لمست شعرها وهي تقول بقلق:
-شعري مش عاجبك!
ابتسم قائلًا:
-لا مش قصدي كدا… يعني أنا بصراحه توقعت إنك هتلبسي عبايه وطرحه وفوقيهم إسدال إحراجًا مني يعني
ضحكت قائله:
-جدع متتوقعش تاني…
ضحك هو الأخر قائلًا:
-لسانك طويل أوي يا فرح
وضعت يدها على فمها لتكتم ضحكتها قائله:
-هي دي مشكلتي فعلًا
ساد الصمت مجددًا لدقيقه فقطعته هي قائله:
-صحيح يا دكتور بما إنك متعود على القاهره حاسس نفسك غريب هنا؟! أصل أنا بحس بالغربه هنا أوي
هز رأسه بالنفي وأسبل عينيه قائلًا بُهيام:
-أنا الغريب بأرضٍ لا أراكِ بها
ارتبكت وعادت تأكل البوشار بصمت وهي تتظاهر بإنشغالها بالفيلم، فابتسم بمكر وشاركها الأكل وبعدما فرغ وعاء البوشار قررت أن تنتهز الفرصه وتهرب من نظراته بأخذ الوعاء للمطبخ، حاولت رفعه عن الأرض فلم تستطع، وهنا أدركت حجم الكارثه وضحكت ببلاهه وهي تبدل نظرها بينه وبين الوعاء قائله:
-الحله لزقت في السجاده
وهنا تبدأ المغامرات 😂😂😂
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
“الحله لزقت في السجاده”
عقب متعجبًا:
-فرح إنتِ حاطه الحله سخنه على السجاده
أومأت رأسها تؤكد كلامه فصفق بيده وهو يقول بسخرية:
– لا بجد براڤو عليك أنا فرحان بذكائك أوي
ابتسمت وهي تربت على صدرها باعتزاز دون أن تنبس بكلمه، رمقها بغضب وتجهم وجهه وهو يحاول سحب الوعاء عن السجاد حتى استطاع افلاته، نظر لمنظر السجادة المحروق ثم لفرح ورفع حاجبيه فابتسمت بسذاجه قائله:
-فدايا ميه سجاده
رفع ملابسها لأعلى كمن يمسكك لصًا وقال:
-بت ركزي كدا أنا مش عايز خسائر في الشقه… من اول ليله يا قادره تحرقي السجاده
هتفت بنبرة مرتفعه:
-ومالك زعلان كدا ليه هو إنت يعني إلي جايبها دي فضلة خير أبويا
عقب وهو مازال يمسك ملابسها قائلًا:
-ما أنا مضيت على القايمه يختي ولا ناسيه!
ترك ملابسها وضربها على ظهرها بخفه قائلًا ببعض الحده:
-قومي نامي قووومي
وحين نظرت لعينيه التي كانتا تشتعلان من الغضب فما فعلته ليس بالهين فالسجاده أصبحت بحالة لا يرثى عليها، هرولت نحو غرفتها دون أن تلتفت إليه وأغلقت الباب خلفها وهي تقول:
-دا إنت عصبي أوي
رفعت كتفها لأعلى وهي تقول:
-هو حصل إيه يعني لكل ده المفروض أقوله فدايا مية سجادة يقولي لا فداكِ مليون
مصمصت بشفتيها وهي تقول:
-يا خساره وأنا الي كنت فاكراك طيب وحنون طلعت عصبي ومجنون
ارتفع أذان الفجر، فخرجت تتسلل على أطراف اصابعها حتى دخلت الحمام وتوضئت ثم عادت لغرفتها وأدت فريضتها، خلعت اسدالها وفردت ظهرها على السرير لتنام لكن جافاها النوم فقررت تشغل نفسها بأي شيء حتى يحضر النوم لجفونها، نظرت لأدوات التجميل التي اخترتها والدتها وقالت:
“لما نشوف المكياج دا بيقول إيه”
فتحت جميع المكياج ووضعته أمامها بدأت بالأيشادو “مسحوق فوق العين” بدأت تجربة الكثير من الألوان حتى استقرت على لون، وبعد ما يقرب من ساعه نظرت لوجهها بالمرآه وانفجرت بالضحك على لون الأيشادو الأزرق وشفتاها المتلونه بالأزرق الفاتح ووجنتيها الزرقاء فالآن تبدو تمامًا كالمهرج “البلياتشو”، ضحكت ثم اتجهت نحو شعرها تمشطه بطريقة مضحكة ليقف عاليًا كشخص قد أخذ شحنة من الكهرباء، انفجرت بالضحك على هيئتها وهي تقول:
-ميكب أرتيست يعني مفيش كلام… طيب والله الموضوع طلع سهل أنا لازم أفتح كوافير وأسميه فرح للدهان والتجديد
ضحكت مجددًا وهي تمسح الأزرق من على وجنتيها ثم تثائبت بخمول فقد حضرت ساعة نومها، فردت ظهرها على السرير ولم تستغرق دقيقه لتغوص في بحر النوم العميق…..
بدأ يوم جديد، استيقظ يوسف من نومه وانتظرها ساعة ثم الثانيه فقد اقترب عصر اليوم ومازالت نائمة، طرق باب غرفتها إلى أنا أجابت بكسل:
-مين؟
قال بنبرة مرتفعه:
-قومي بقا يا فرح العصر هيأذن عايزين نفطر
مسحت وجهها قائله بنزق:
-طيب يا بابا قايمه أهوه
أكملت نومها، وبعد نصف ساعه طرق بابها مجددًا وهو يقول:
-فرح لو مفتحتيش أنا هدخل
ردت بنزق:
-حاضر قايمه
ردد قائلًا:
-أنا مستنيكِ قدام الباب مش همشي إلا لما تفتحي
لم تعقب فانتظر لحظات وطرق الباب مجددًا:
-يلا يا فرح
زفرت بحنق وهي تقوم وتنظر لأرجاء الغرفه لتدرك أنها لم تعد ببيت أهلها، قامت من رقدتها وفتحت باب الغرفه كانت ملامحها عابسة من أثر النوم، مع مكياج المهرج وشعرها الواقف كمن أخذ شحنة كهرباء لتوه، وبمجرد أن رأى يوسف مظهرها انفجر بالضحك، فزمت شفتيها بحنق قائله:
-ممكن أفهم بتضحك على إيه على الصبح!
لم يستطع تمالك نفسه عن الضحك فحقًا مظهرها يبدو مضحكًا، وقف يشاور على وجهها وهو يضحك، نفخت بحنق ودخلت الحمام ثم أغلقت الباب بوجهه بعنف وهي تصيح بحده:
-علفكره الضحك من غير سبب قلة أدب
جلس على الأريكه يتذكر مظهرها ويكمل ضحك، أما هي فوقفت أمام الحوض لتغسل وجهها ونظرت بالمرآه التي أمامها ثم صرخت نظرت لوجهها بالمرأه مرة أخرى ولوت شفتيها لأسفل قائله:
-إيه ده هو شافني كدا!!
تظاهرت البكاء قائله: البرستيج في ذمة الله
_________________________________
↚
جلست حنان مع صفاء تحاول عقد معاهدة سلام و الصلح معها لتبدأ صفحة اخرى لكن ألا تعلم أن الماء إذا تعكر فلن يصلح للشرب وكذالك القلب إذا تشقق لا يصلح للحام، وما فعلته بالماضي ليس هينًا….
-عايزين نفتح صفحه جديده وننسى الي فات احنا أهل والظفر ميطلعش من اللحم
قالتها حنان بدموع زائفه لتخدع صفاء، ردت صفاء بجمود:
-الي عملتيه مش شويه يا حنان فاكره الإهانه بتاعت زمان ولا افكرك
تظاهرت بالبكاء وهي تقول:
-خلاص بقا يا أبله صفاء إنتِ الكبيره وأنا معترفه بغلطتي وأدي راسك أبوسها
قبلت رأسها واردفت:
-والله يا أبله صفاء أنا معترفه بغلطتي وربنا عاقبني بالمرض أنا تعبانه يا أبله والدكتور قالي كلها كام شهر مسألة وقت
انخرطت في بكاء زائف تخفي خلفه الكثير من الخبث والحقد، وهي تقول:
-ارجوكِ سامحيني
ربتت صفاء على ظهرها بحنو وبكثير من الطيبه قالت:
-خلاص يا حنان أهم حاجه انك عرفتي غلطتك
تهللت أسارير حنان قائله:
-مسمحاني!؟
عقبت صفاء بابتسامه:
-مسمحاكِ يا حنان
مسكت حنان يدها وهي تقول:
-يبقا لازم تاخديني أعتذر لفرح بنفسي على الي عملته
حاولت صفاء التهرب منها قائلة بتلعثم:
-ماشي بس وقت تاني
نظرت لها حنان برجاء قائلة:
-لا يا أبله صفاء حالًا مش قادره أصبر أرجوكِ
زفرت صفاء بقوه قائله:
-طيب ثواني ألبس هدومي
وعندما غادرت صفاء المكان ابتسمت حنان بخبث وهي تمسح عينيها قائله لنفسها بهمس:
-هتفضلي طول عمرك طيبه وهبله يا صفاء واكلتي الطعم…
_________________________
غسلت وجهها وشعرها وشذبته ثم وضعت أذنها على باب الحمام تترقب صوته أو أي حركه تدل على أنه بالخارج، وضعت يدها على فمها بارتباك وابتلعت ريقها تحاول رفع رأسها بكل شموخ وهي تحدث نفسها:
-محصلش حاجه يا فرح اعملي نفسك مش واخده بالك
مسحت على شعرها وفتحت الباب وهي تحاول التظاهر بالامبالاه، كان يتحدث عبر هاتفه ورمقها بابتسامه عندما تذكر هيئتها السابقه، فرت من أمامه لتدخل غرفتها فأكمل حديثه عبر الهاتف:
“أيوه هاجي الشغل بكره أنا مأخدتش أجازه… نتقابل بكره… سلام عليكم”
كانت تصلي الظهر فجلس جوارها حتى تنتهي، كان ينظر لها بإعجاب ويتفحصها وهي تحاول الخشوع لكنها لا تستطيع مع تلك النظرات التي تكاد تخترقها، عندما شعر أنه سيكون سبب لخروجها من الصلاه قام وخرج من الغرفه، أكملت صلاتها وجلست على سجادة الصلاه تستغفر فدخل مرة أخرى الغرفه لاحظت وقوفه، وكانت بقمة إحراجها التفتت له وهي تنظر أرضًا أشفق عليها وهتف مغيرًا لمجرى الحديث:
-مش هنفطر ولا إيه؟!
عقبت دون أن تنظر إليه:
-أنا مش جعانه دلوقتي روح افطر إنت
هتف متظاهرًا بالحده:
-لأ بقولك إيه أنا مبعرفش أكل لوحدي
أومأت رأسها قائله:
-طيب هقوم أجهز الفطار
هرولت للمطبخ لتهرب منه لكنه تبعها وسند ظهره على الجدار قائلًا:
-علفكره الجماعه جاين كمان نص ساعه
قطبت حاجبيها قائله:
-مين الي جاي؟!
وقبل أن بجيبها قاطعه دقات جرس الباب نظر لها يوسف قائلًا:
– شكلنا مش هنلحق نفطر
وبمجرد خروجه شربت فرح المياه وتنفست بارتياح فقد أنقذها الطارق من تلك النظرات الثاقبه، على جانب أخر فتح يوسف الباب ونظر لوالدته التي ضمته بحب ثم حدج حنان بنظرة حارقه وهو يضغط على أسنانه قائلًا:
-أهلًا يا مرات عمي…. خير
نظرت له بهدوء مصطنع قائله:
-مبروك يا عريس
عقب بحنق:
-شكرًا حاجه تانيه؟!
نظرت للأرض وادمعت عيناها دموع التماسيح قائلة:
-أنا عارفه إن إنت زعلان مني وعندك حق بس أنا جايه أفتح صفحه جديده
نفخ بحنق وقال بسخريه:
-للأسف كراستي مفيهاش غير صفحه واحده
ربتت والدته على كتفه قائله:
-طول بالك يا يوسف
ذرفت حنان دموع التماسيح مع شهقات زائفة وهي تنظر أرضًا وتقول بأسى مصطنع:
-أنا عارفه إني غلطت كتير بس أخدت جزائي
رمقته بنظرة منكسرة قائله:
-أنا تعبانه وممكن اموت في أي وقت مش عايزه أموت إلا لما تسامحوني
انبسطت ملامح يوسف فلا شماته في مرض اعتدل في وقفته قائلًا:
-اتفضلوا ادخلوا
مسحت دموعها متهلله وهي تنظر لهما نظرات حاقده وراغبة في الإنتقام بأي وسيله دون أن يكتشفوها، كانت صفاء تربت على ظهرها بحنو فقد دخلت لعبتها عليها، والآن تدعو لها صفاء بالشفاء العاجل، استأذنهما يوسف ودخل ينادي فرح ويساعدها بإحضار أكواب من العصير، سلمت فرح عليهما وجلست بجوار يوسف فهتفت حنان:
-أنا مش عايزاكِ تزعلي مني يا فرح أنا كنت بهزر معاكِ بس هزاري طلع تقيل شويه
أومأت فرح رأسها مع ابتسامه ولم تعقب فقال يوسف:
-حصل خير يا مرات عمي
↚
أخذ كل منهم كوب من العصير، كانت حنان تتمنى فرصه واحدة لتضع ما بيدها في كوب فرح لكن لم تسنح لها الفرصه تلك المره، فقامت قائله:
-طيب استأذن أنا بقا
عقبت صفاء:
-ما إنتِ قاعده يا حنان خليكِ شويه
ردت حنان بابتسامه صفراء:
-لأ هبقى أجي تاني
وقفت صفاء قائله:
-خلاص خديني معاكِ
هب يوسف واقفًا وهو يقول:
-رايحه فين يا ماما خليكِ شويه
ربتت على يده قائله:
-هجيلك تاني يا حبيبي
وبعد تبادل السلام غادرا ودخلت حنان بيتها وهي تبتسم بسخريه واعينها تقذف بسهام الكراهيه والحقد….
جلست فرح على الأريكه بوهن فتلك الأعراض مجددًا زيادة في ضربات قلبها ودوار رأسها، جلس جوارها يحدق بها قائلًا:
-مالك يا فرح؟!
عقبت دون أن ترفع رأسها:
-دوخه… عندي دوخه
جلس جوارها قائلًا:
-ايه حكاية الدوخه دي؟ احنا لازم نكشف
عقبت بتبرير:
-لا مش مستاهله هتلاقيني عشان مفطرتش
سرعان ما عاد توازنها وعندما لاحظت اقترابه منه توترت وقامت بهدوء قائله:
-يلا عشان ناكل الأكل جاهز
وبعد تناول الطعام وصل والديها ليطمئنا عليها وسرعان ما غادروا وتركوها وحدها معه مجددًا، جلست على سريرها تفكر لا تعلم لمَ تخشى وجوده وتخاف قربه؟! رغم أنه يعاملها بكل مودة، زفرت بقوه وحملت هاتفها الذي أحضره لها أخاها وابتسمت وهي تفتحه وتشاهد صورها مع أسرتها، وفجأة تجهم وجهها وأدمعت عيناها، تفكر لم الحياة هكذا سريعة الرتم تسحبنا فجأة من جوار من نحب؟! ولماذا تذهب الفتاه لبيت عريسها لم لا ينعكس المنطق ويعيش العريس مع زوجته في بيت أهلها؟! ولمَ تتزوج الفتاة من الأساس وتعيش مع شخص لا تعرفه!! حسنًا إنها سنة الحياة ولابد من الرضوخ لها وبما أن الرجل هو العائل والفتاه هي المعيل لذا يجب أن تعيش الفتاه حيث يقطن زوجها، قاطع تفكيرها طرقاته على بابها مسحت دموعها وردت:
-ايوه فيه حاجه
عقب:
-ممكن أدخل؟
تاكدت من تجفيف دموعها قائله:
-اتفضل
حدق بها للحظات ثم جلس جوارها على السرير وقال:
-هو احنا هنفضل كدا كتير
سألته متعجبه:
-مش فاهمه كدا ازاي؟!
عقب:
-قاعده لوحدك وانا قاعد لوحدي!
فرد ظهره على السرير واردف:
-صحيح يا فرح كنتِ بتحسي بإيه وإنتِ بتقوليلي يا حيوان
ابتسمت قائلة:
-قمة السعاده كنت بحب أعصبك أوي
ابتسم قائلًا:
-ماشي يا فهيمه
نفخت بحنق قائله بحده:
فهيمه ده متنادنيش بيه نهائي فاهم
تقلب على جانبه ونظر لها قائلًا بمكر:
-ليه مش دا اسمك؟!
زمت شفتيها قائله:
-لا مش اسمي ولو سمحت يا دكتور بلاش الاسم ده تاني عشان منزعلش من بعض
ضحك ثم نظر لها بهُيام وهو يدقق بتفاصيل وجهها قائلًا:
-أنا حبيت فرح واسم فرح وأي حاجه تخص فرح
فركت يدها بتوتر فاعتدل جالسًا واقترب منها ليمسك يدها قائلًا بحب:
-الناس كلها بتحب من أول نظره إلا أنا حبيت من أول همسه ومن اول لمسه
ازدردت ريقها بتوتر وسحبت يدها منه ثم هبت واقفه لتهرب منه لكن لدوار رأسها رأي أخر، ترنح جسدها فهب واقفًا ليسندها، فقد هربت من لمسته لتستقر داخل أحضانه، أغلقت عينيها لحظات تنتظر عودة اتزانها، كان يسندها وهو يقول:
-لا يا فرح إحنا لازم نكشف على الدوخه دي
أفلتت نفسها من بين ذراعيه قائله بتلعثم:
-لا أ أنا كويسه…
جلست على السرير وسندت رأسها بيدها، فجلس جوارها يحاول إسناد رأسها على صدره، فاقشعر بدنها وابتعدت عنه، سرعان ما عاد توازنها فقامت لتخرج من الغرفه وهي تقول:
-أنا هعمل شاي تشرب شاي
عقب قائلًا بنزق:
-أشرب شاي يا فرح
وقفت داخل المطبخ تضع يدها على قلبها المرتعد من قربه وهي تقول:
-وبعدين معاك يا دكتور!!!
________________________
كانت حنان تتوارى عن الأعين لتقابلها حتى لا يراها أحد، وبختها قائله:
-إنتِ معتوهه چيالي البيت يا متخلفه
عقبت السيده ساخره:
-بفكرك بيا يا حنان لتكوني نسيتيني
عقبت حنان بحنق:
-عايزه إيه يا ساميه؟!
ابتسمت ساميه قائله:
-هعوز منك إيه غير فلوس
أخرجت حنان ما بحاويتها قائله:
-دول إلي معايا وبطلي تنطيلي كل شويه
رفعت شفتيها لأعلى وهي تقول:
-ايه دول ٢٠٠ جنيه أعمل بيهم إيه أنا عايزه ٥ آلاف جنيه
رفعت حنان سباتها في وجهها قائله:
-إنتِ سحبتي مني بما فيه الكفايه يا ساميه دا إنتِ خدتي مني فوق ٥٠ ألف
عقبت ساميه بسخريه:
↚
-ما أنا برده لو روحت حكيت لسليمان وقولتله إنك زقتيني على جوز أخته واديتيني دوا أحطهوله عشان يغلط معايا ويتجوزني ابسط رد فعل أنه هيطلقك
اندفعت حنان قائله:
-يا بت ال****
ابتسمت ساميه بسماجه وهي تقول:
-تؤ تؤ تؤ تؤ وليه الغلط يا حنان…
أردفت بسماحه:
-ها هتجيبي الفلوس امته يروح قلبي
زفرت حنان بحنق قائله:
-يومين وتعالي خديهم يا ساميه
_____________________________
وفي اليوم التالي دخلت معه للجامعه تسير جواره بصمت، حدجها ذالك الشاب بنظرات خبيثه وهو يقول لصديقه:
-يا بخته
رد الآخر:
-شيل البت من دماغك يا أسامه
عقب بنظرات خبيثه:
-حاولت ومعرفتش… خليني أجرب حظي معاها
عقب الشاب بتحذير:
-إنت كدا هتجيب لنفسك مشاكل
ابتسم أسامه وهو يحدق بأثرها قائلًا:
-أنا بحب المشاكل الي من النوع الحلو ده
جلست في المدرج تنتظر ورقة الأسئله كان يقف أمامها يرمقها بحب بين حين وأخر وكأنه لا يرى غيرها بالمدرج كله، كاد أن بخرج من المدرج ليلقي محاضرته لكن تجهم وجهه فجاه عندما لاحظ جلوس ذالك الشاب “أسامه” خلفها وبدأ يحدثها قائلًا:
-يا ترى مزاكره يا أنسه فرح
حدجته فرح بنزق ولم ترد، هرول يوسف وسحبها من يدها ثم بدل مكانها مع فتاة أخرى ونظر لذالك الشاب بحنق ثم خرج من المدرج، مر اليوم طبيعي وعادت معه من جامعتها لا يتكلم معها كثيرًا وهي لم تقطع الصمت، كانت تسير جواره بكثير من الهدوء، وصلا للبيت فرأى عمه يجلس بالردهه فاتجه نحوه وسلم عليه وسلمت عليه فرح، كان معه أحفاده من ابنته الكبيره “طفلان توأم”، أعطتهما فرح قطعتين من الشيكولاته وتعرفت عليهما كانا بالصف الأول الإبتدائي، حتى صدع صوت عمه الأخر قائلًا:
“ثعلب… ثعلب دخل البيت”
صرخت فرح ووقفت أعلى الطاوله وهي تصيح بهلع:
-هو إنتوا التعالب بتدخل بيتكم كدا عادي
ضحك سليمان قائلًا:
-والله أول مره تحصل حظك حلو
كان الثعلب يركض بأنحاء البيت ويركض خلفه سليمان وأخيه وتصرخ فرح مع الطفلان نظر يوسف لفرح وهتف:
-ادخلي يا فرح الأوضه دي مع العيال
ركضت فرح نحو الغرفه مع الطفلان وأوصد يوسف باب الغرفه من الخارج، وضعت يدها على قلبها تتنفس بارتياح وجلست معهما، هتف أحدهما قائلًا:
-فرح هو الثعلب المكار دا خطير!
عقبت فرح:
-طبعًا أي حد مكار لازم يكون خطير
عقب الطفل الأخر بجديه:
-معنى كدا إن أنا خطير لأن دائمًا ماما تقولي يا مكار
ليرد عليه الأخر:
– ماما دائما تقول لبابا يا مكار وبابا طيب ومش خطير
ضحكت فرح على كلامها وهتفت قائله بمرح:
-اي رأيكم أغنيلكم أغنيه؟!
وقف الطفلان متهللان يؤيدا فرح التي وقفت وبدأت تضرب سطح المكتب بيدها بخفه وتغني: قال الأرنب لأمو تسمحيلي أروح ألعب ماما… قالتله لأ يا ماما يمكن يجيك التعلب
كان الأطفال يرقصا بمرح وهي تغني حتى قالت:
شافه التعلب هجم عليه
فتحت عيونها وأخرجت لسانها، فهتف أحد الطفلان وهو يركض بالغرفه بمرح:
– صار يركض وهو خيفان
ضحكت فرح وهي تنظر على الطفل الذي يركض في أنحاء الغرفه بمرح، فلفت نظرها ذيل طويل يخرج من تحت المكتب الذي يُغطى سطحه بالكامل بمفرش طويل يصل إلى ما قبل الأرض ببضع سنتمترات، ازدردت ريقها بتوتر وهي تقول:
-يارب يكون الي في بالي غلط
سألها الطفل:
-كملي… سكتي ليه يا فرح؟
ازدردت ريقها بخوف ولوت شفتيها لأسفل كأنها ستبكي قائله بصوت مرتعش:
-هنا سأسكت طويلًا
نظر الطفلان لبعضهما ثم لفرح التي تصلب جسدها وقال أحدهما:
-فرح إنتِ كويسه؟!
همست لنفسها بصوت مرتعش:
-يارب يكون ذيل دبدوب
لم تكمل جملتها ووجدت الذيل يتحرك للداخل فصرخت وشاركها الأطفال بدون إدراك لمَ تصرخ! فخرج الثعلب وقف فوق المكتب، وازداد صراخهم ركضت فرح نحو الباب تحاول فتحه لكن قد أوصده يوسف من الخارج فصاحت:
-افتحوا الباب يا ناس التعلب هنا يا ناس
سرعان ما فتح يوسف الباب وهرول الاولاد لأمهما أما فرح فاختبئت خلف ظهر يوسف وهي تقول:
-التعلب جوه
دخل عمه الغرفه ليفتك بالثعلب ويظفر بقتله، ضحك يوسف وهو ينظر لفرح قائلًا:
-إنتِ المصائب بتجري وراكِ
وهنا تجهم وجهها وبكت طالأطفال وهي تقول:
-أنا خوفت أوي والله خوفت أوي…
تحولت ملامحه للجديه وضمها ليربت على ظهرها ويطمئنها، وفي تلك اللحظه دخلت حبيبه للمنزل ورأت المنظر، فتنحنحت بإحراج، خرجت فرح من بين أحضانه بارتباك وقالت:
-لو سمحت عايزه أطلع شقتي
______________________________
-إنتِ مشوفتهوش كان حاضنها ازاي؟!
قالتها حبيبه وهي تجفف دموعها بعد أن سردت على أختها الموضوع للمرة العشرون، ردت حنان بنبرة هادئة:
-يا بت اهدي بقا قولتلك هعدمهالك العافيه
نفخت حبيبة بحنق قائله:
-مش قادره يا حنان أنا متغاظه من البت دي قوي… ربنا ينتقم منها
ربتت حنان على ظهرها وقالت:
-متقلقيش مسألة وقت وأنا مستنيه الوقت المناسب عشان أنفذ إلي اتفقنا عليه
______________________________
وبعد أن بدلت فرح ثيابها هتفت قائله:
-أنا كنت مرعوبه والله لو كنت اتأخرت ثانيه كمان كنت هموت من الرعب
عقب وهو ينظر لها مبتسمًا:
-بعد الشر عليكي يا فروحتي
سألته:
↚
-هتتغدى؟!
عقب قائلًا:
-ياريت عشان عايزك في موضوع ضروري بعد الغدا
سألته:
-موضوع ايه ده؟!
غمز لها:
-بعد الغدا هتعرفي
مر الوقت وبعد الانتهاء من تناول الطعام قامت تغسل الأطباق ليس إلا لتتهرب من تلك النظرات التي يصورها نحوها فتبعها ووقف جوارها بالمطبخ صامتًا للحظات يفكر كيف يبدأ ثم سألها:
-فرح هو إنتِ اتجوزتيني ليه؟!
أجابته بسؤال:
-هي الناس بتتجوز ليه؟!
عقب قائلًا:
-فيه ناس بتتجوز عشان بتحب وناس بتتجوز عشان تعمل أسره
ابتسمت قائله:
-أنا بقا اتجوزتك عشان الناس كلها بتتجوز يعني سنة الحياه
سألها بمكر:
-واشمعنا أنا؟
أجابت:
-نصيبي بقا يا دكتور
انتهت ومسحت يدها وكادت أن تغادر المطبخ فمسك يدها قائلًا:
-اسمي يوسف يا فرح مش دكتور ومش حضرتك
سحبت يدها من يده وتنحنحت قائله:
-معلش أنا لسه مش متعوده
ابتسم متخابثًا وهو يقول:
-طيب قولي ورايا عشان تتعودي… يوسف
ولتخفي توترها وتهرب منه عادت تبحث عن وعاء الشاي قائله:
-أنا هشرب شاي أعملك معايا
غمز لها وهو يقول:
-اعمليلي وتعالي مستنيكِ عشان نتكلم
أعدت الشاي وخرجت إليه، إعتدل في جلسته وهو ينظر لها مبتسمًا قام من مكانه وجلس جوارها مباشرة حتى إلتصق جسده بها فابتعدت قليلًا ليقترب مرة أخرى فابتعدت ليقترب وظلا هكذا حتى وصلت لنهاية المقعد، فوقفت وعدلت نظارتها بارتباك وهتفت:
-فيه حاجه يا دكتور؟
وقف أمامها وحدق بمقلتيها بعد أن أزال نظارتها عن وجهها قائلًا بكثير من الحب:
-فرح أنا بحبك
أخذت النظاره من يده وهرولت نحو المطبخ وهي تقول:
-أنا هشرب قهوه أعملك معايا؟!
ركض خلفها ومسكها من يدها لتقف ثم نظر لوجهها قائلًا:
-فرح بقولك بحبك
أفلتت يدها منه وعادت خطوتين للخلف قائله:
-إنت بتبصلي كدا ليه وعايز مني إيه؟
حدق بها قائلًا بابتسامه:
-هعوز ايه؟! واحد بيحب واحده ومتجوزها هيكون عايز إيه؟
نظرت للأرض فرفع وجهها إليه وقبلها من إحدى وجنتيها لتضربه كفًا على وجهه فيصدر ضجيجًا عاليًا حتى أن صداه قد دخل قلبها فآلمه، وضع يوسف يده يتحسس مكان ضربتها وتجهم وجهه قائلًا:
-امشي من قدامي يا فرح
وضعت يدها على فمها بخوف وهي تقول:
-أنا آسفه يا دكتور
لم يرفع نظره إليها وقال:
-امشي يا فرح لو سمحتي
هرولت نحو غرفتها وجلست على طرف السرير تأنب نفسها على ما فعلت!
______________________________
وفي اليوم التالي ارتدت ثيابها لتذهب لجامعتها فامتحانها سينعقد الساعه العاشرة صباحًا، ولم تخرج من غرفتها منذ البارحه إلا مرتين وفي خلالهما لم تراه، تذكرت ما فعله يوسف بالأمس ورد فعلها عليه ونفخت بحنق، خرجت من غرفتها تبحث عنه تريد أن تعتذر عما بدر منها فقد بالغت برد فعلها وهو أيضًا بالغ برده، فهو زوجها ويحق له ما فعل لكنها حمقاء ومتهوره، كان يجب أن تتريث وتشرح له مخاوفها، بحثت عنه بالغرفة الأخرى فلم تجده، وبعد.كثير من البحث علمت أنه قد ذهب للجامعه فارتدت حذائها وذهبت للجامعه واثناء طريقها وقبل أن تصل كانت تسير في شارع جانبي يكاد يخلو من الماره رن هاتفها برقم أخيها ولكن قبل أن ترد عليه انتهت المكالمه فوقفت لتطلب رقمه، أقبلت نحوها فتاة فظنت فرح أنها ستسألها عن شيء، لكن وقفت الفتاه يسارها وشاب احتل يمينها وصوب آلة حاده على جانبها دون أن يراه أحد قائلًا بخفوت:
“طلعي الي معاكِ من غير نفس”
ردت بخوف:
-أنا معيش حاجه والله غير الموبايل
أخذ الشاب الموبايل من يدها بعنف ومسكت الفتاه الحقيبه من يدها وهي تقول:
-هاتي الشنطه دي
تشبثت فرح بحقيبتها بخوف فحرك الشاب سلاحه على خصرها وبخوف خلعت الحقيبه وسلمتها إياها، أخذ الشاب الحقيبه ووضعت الفتاه يدها على أذن فرح وقالت:
-دي لابسه حلق يا ريس!
ابتسم الشاب قائلًا وهو يتفحص يديها هي الاخرى:
-اخلعي الحلق والساعه والدبله دي
____________________________
لاحظ يوسف تأخرها فقد بدأ الإمتحان ولم تأتي بعد نفخ بحنق وهو يقطع المدرج ذهابًا وإيابًا، وطلب هاتفها مرة أخرى لكن يأتيه صوت” الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح..”
نظر لساعته فقد مر ربع ساعة من الإمتحان ولم تأتي، نظر نحو الباب وتهلل وجهه حين رآها تدخل المدرج لكنها متجهمة الوجه عابسة الملامح ظن أنه بسبب ما فعله بالأمس أنبه ضميره، وأتجه نحوها ليعطيها ورقة الأسئلة وهو يسألها:
-إيه إلي أخرك كدا؟!
حدقت به للحظات ثم أخذت الورقه وجلست بدون أن تنبس بكلمه، وضعت الورقه أمامها كانت في حالة من الصدمة و….
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
حدقت به للحظات ثم أخذت الورقه وجلست بدون أن تنبس بكلمه، وضعت الورقه أمامها كانت في حالة من الصدمه سندت ظهرها للخلف، ظل ينظر إليها لدقيقه لكنها لم تصدر أي فعل، جالسه تنظر أمامها فحسب، اتجه نحوها ووقف جوارها قائلًا:
-مبتحليش ليه يا فرح!
رمقته بتجهم قائله بخفوت:
-معيش قلم
وضع القلم أمامها وهو يرمقها بسخريه فما هذا الإهمال! أيذهب أحد لإمتحانه بلا قلم!!! هتف قائلًا بنبرة ساخرة:
-إنتِ جايه الإمتحان من غير قلم!
لم تعقب فانصرف من أمامها، وهو يرمقها بكثير من الغيظ، نظرت بورقة الأسئلة لكنها لا تكاد تدرك أي شيء، خلعت نظارتها ووضعتها على الورقه وهي تنفخ بحنق، تذكرت ما حدث وكيف أجبرها اللصان على نزع قرط أذنها ودبلتها حمدت ربها أنهما ليسا من الذهب، لكن ما يزعجها هو فقدان هاتفها وحقيبتها فلم يعد معها أي شيء،وضعت يدها تتحسس مكان الآلة الحاده التي أوشكت أن تغرز بجسدها فقد كانت على وشك الهلاك، أخرجها من شرودها صوت الدكتور الأخر قائلًا:
-يلا يا شباب باقي ربع ساعه
ارتدت نظارتها ونظرت للورقه في سرعه لكن لا تستطيع تجميع الكلمات وكأنها نسيت كيف تقرأ الحروف ولم تتعلم يومًا الابجديه، أغلقت عينيها وفتحتها عدة مرات وحدقت بالورقه، بدأ الطلبه من حولها بتسليم أوراقهم والخروج وهي على حالتها تركت القلم من يدها، فقد يأست أن تكتب أي شيء، سندت رأسها للأمام وانخرطت في بكاء عميق، أما يوسف فلا يعلم ما أصابها أقبل نحوها مجددًا وناداها:
-فرح إنتِ مبتحليش ليه؟!
رفعت راسها وخلعت نظارتها وهي تقول ببكاء:
-أنا مش عارفه أحل حاجه!
نظر لها بتمعن وسألها:
-إنتِ مزاكرتيش؟!
شهقت بالبكاء وعقبت:
-أنا مزاكره والله بس مش عارفه أجمع كلمه واحده
عقب بنبرة هادئة:
-طيب اهدي وخدي نفس عميق وواحده واحده أنا قاعد معاكِ لحد ما تخلصي
فعلت ما قاله ومسحت دموعها ثم ارتدت نظارتها وبدأت تهدئ من روعها وتكتب، كان يتابعها وينظر ليدها المرتعشه التي تحاول السيطرة عليها لتكتب بسرعه، سرعان ما انتهت وسلمته ورقتها قائله:
-انا كتبت إلي قدرت عليه
تفقد ورقتها قائلًا:
-ماشي يا فرح استنيني ربع ساعه هخلص ونمشي مع بعض
أومات رأسها مؤيده وقالت:
-هجيلك على المكتب
اومأ رأسه وغادر وتركها تندب حظها قائله:
-مكنش يومك يا فرح… اتثبتتِ واتسرقتِ في وضح النهار
نفخت بحنق وقامت من مكانها قائله:
-ربنا ينتقم منهم أنا مش قاهرني إلا الموبايل
بقلم: آيه السيد
↚
خرجت من المدرج لتتفاجئ بذالك الشاب السمج يحدق بها، رمقته بطرف عينيها ووقفت تربط حذائها ثم نظرت نحوه مجددًا فوجدته مازال محدقًا بها بابتسامة خبيثه، اقترب نحوها قائلًا بخفوت:
-جوزك مقضيها يا بخته البنات كلها بتلف حواليه
أشار لها ناحية يوسف الذي يقف مع فتاتين ويتحدث معهما مبتسمًا، إشتعلت نيران الغيره بقلبها واتجهت نحو يوسف الذي ترك الفتاتين وغادر لتسمع الفتاه تتحدث مع صديقتها قائله:
-والله دكتور لذيذ جدًا
وقفت فرح جوار الفتاه وقالت بغيظ وهي تربت على كتف الفتاه:
– عيب عيب يا حبيبتي
رمقتها فرح بغضب وهي تغادر قائله:
-قال لذيذ قال
نظرت الفتاه لصديقتها قائله:
-مين المجنونه دي؟!
ضحكت صديقتها قائله:
-تلاقيها واحده من المعجبات بتاعت الدكتور
ليتبادلا الإثنان الضحك وهما يسخران من فرح
_______________
كادت أن تطرق باب مكتبه لكنه خرج وهتف بحده:
-فين موبايلك برن عليكِ مغلق
ردت بنبرة هادئه:
-موبايلي اتسرق
جحظت عينيه قائلًا بصدمه:
-ايه… اتسرق؟!
هزت راسها ببرود قائله:
-أيوه اتنين حراميه ثبتوني وخدو مني كل حاجه حتى الدبله والحلق
عقب بقلق:
-ازاي ده؟ طيب إنتِ كويسه! احكيلي حصل ازاي؟
أخذت نفسًا عميقًا وزفرت الهواء بقوه قائله:
-هحكيلك في الطريق
سارت جواره تقص عليه ما حدث بالتفصيل وهي تسب وتلعن هذان اللصان، فأخذها يوسف وقدم بلاغًا بمفقوداتها، وأثناء الطريق أوقفها رافعًا سبابته في وجهها وقائلًا:
-استنيني هنا خمس دقايق ومتتحركيش عشان مش عايز كوارث جديده
اومأت رأسها بابتسامه مصطنعه وهي تقول:
-حاضر مش هتحرك
تركها تقف أمام إحدى المحلات بمنتصف السوق ودخل لمحل أخر، وكان ينظر إليها كل دقيقه ليتأكد من وجودها حتى انشغل عنها أما هي فرأت حنان تقف مع ساميه في ركن بعيد ويبدو أنهما يخططان لشيء، جحظت عيناها في دهشه وهي تقول:
-حنان مع ساميه لا دا الموضوع فيه إن وأخواتها الخمسه
نظرت نحو يوسف فاطمئنت حين وجدته منشغلًا وهرولت نحوهما ووقفت تتوارى خلف حائط لتستطيع سماع ما يقولان وتختلس النظر إليهما من حين لأخر فسمعت:
-خدي دول خمسة آلاف وابعدي عن طريقي بقا يا ساميه
-لأ يحلوه زودي الفلوس أنا عايزه ١٠ آلاف!
شهقت حنان متعجبه وهي تقول:
-دا ليه بقا إن شاء الله؟!
مطت ساميه العلكه بفمها وهي تقول ببرود:
-عشان عرفت إنك أخدتي مزاج من الواد كرم وعرفت كمان ناويه تعملي بيه ايه…
ضحكت ساميه بسماحه وهي تقول:
– مش ناويه برده تشربيه لبنت هشام عمران أنا عارفه دماغك كويس يا ست حنان
فغرت حنان فاها بصدمه وهي تقول:
– دا إنتِ ماشيه ورايا بقا! يا تربيه وس**
ضحكت ساميه بمياعه قائله:
-تربيتك يا حنونه… ولا نسيتِ الخطه الي عملناها على إيهاب زمان
ارتعشت شفتي حنان من شدة الغضب لكن حاولت التظاهر بالهدوء وهي تقول:
-ماشي يا ساميه هجهزلك الفلوس بس على ما أجهزهم لو فتحتِ بوقك بحرف هخفيكِ من الوجود
تشدقت ساميه بالعلكه وقالت:
-متقلقيش أهم حاجه تجهزي الفلوس وطول ما فيه تمويل أنا ساكته
غادرت ساميه وهي تبتسم بخبث، ووقفت حنان تنظر لأثرها بشر وهي تقول:
-إنتِ عرفتِ عني أكتر من الازم يا ساميه! بس أنا هعرف أتصرف معاكِ……..
دخلت فرح لصيدليه مجاوره لتختبئ حتى يغادرا، وضعت يدها على فمها بصدمه مما سمعته للتو، ما هذا الشر! أيعقل أن نخشى شياطين الجن ونحن نعيش مع شياطين الإنس الأشد كيدًا ومكرًا! هزت رأسها باستنكار وهمست:
-ماشي يا حنان إنتِ وساميه فرح بدأت عليكم الحرب
اشترت أشياء من المتجر جوارها ستحتاجها بتلك الحرب لكن تذكرت أنها لا تمتلك أي أموال فنظرت للبائع قائله:
-هجيب فلوس بس ثواني
↚
عل جانب أخر نفخ بحنق فقد بحث عنها كثيرًا، أين اختفت تلك الكارثه المتحركه! رأها تأتي فضغط على أسنانه وقال بملامح مجعده وبنبرة حاده:
-مش قولتلك متتحركيش من مكانك!
تلعثمت قائله ببعض الإحراج:
-معلش كنت بشتري طلب من الصيدليه ممكن تديني فلوس
أخرج أموال من حاويته وأعطاها إياها قائلًا:
-اتفضلي يا غلطة عمري
أخذت الأموال من يده وهي تبتسم ابتسامة صفراء وتقول:
-شكرًا
_____________________________________
دخل نوح للبيت وهو يهتف:
-الحقيني يا ماما أنا واقع من الجوع
خرجت مريم من المطبخ قائله:
-ماما مش هنا بس هجهزلك الأكل حالًا
ابتسم قائلًا بسعاده:
-مريوم بتعملي إيه هنا؟!
عقبت قائله:
-جدو وحشني جيت أشوفه وبالمره أشوف ألوان الشقه
اقترب منها قائلًا بهيام :
-وحشتيني أوي
ابتعدت خطوتين قائله:
-احترم نفسك يا نوح عيب
اقترب منها مرة أخرى حتى حاصرها بذراعيه وبدأت تشعر بأنفاسه على وجهها وهو يقول:
-مهو مينفعش برده نحط النار جنب البنزين ونقولها إوعي تلمسيه
قاطعه صوت اغلاق الباب ودخول والدته قائله:
-يا مريم هو نوح جه
تلعثمت قائله:
-أ ايوه بعمله الغدا أهوه يا ماما
وقبل أن يخرج من المطبخ ألقى لها قبلة في الهواء، وهو يقول :
-شهر واحد وهتبقي في بيتي
غمز لها قبل أن يغادر فرمقته مريم بغيظ قائله:
-امشي يا نوح ربنا يهديك
تنفست بعمق ووقفت تجهز الطعام
____________________________________
“البنت وقفت على يميني لا لا على شمالي والشاب وقف على يميني وحط المطوه في جنبي و…”
قالتها فرح وهي تجلس على الأريكة المقابلة ليوسف قاطعها يوسف قائلًا بنزق:
-ما خلاص يا فرح حكيتيلي ميه مره
تجعدت ملامحها متجاهلة كلامه وقالت:
-خدو موبايلي وحلقي ودبلتي وشنتطي
أردفت متهلاه:
– بس الحمد لله إن الحلق والدبله مش دهب دا أنا كنت أروح فيها
تجمع وجهها مردفة:
-بس الي واجعلي قلبي بجد الموبايل ولاد ال….
نفخ بحنق ولم يعقب فنظرت له قائله:
-إنت مالك مش طايقلي كلمه كدا دا بدل ما تطبطب عليا وتواسيني إنت مش زوج صالح علفكره
فتح جهاز الابتوب وحدق بشاشة الجهاز قائلًا:
-ورايا شغل يا فرح متعطلنيش
وقفت وأخذت هاتفه من أعلى الطاوله وهي تقول:
-أنا هقوم أكلم ماما حبيبتي أحكيلها
كادت أن تغادر فناداها محذرًا:
-متخلصيش الباقه يا فرح عايز اعمل مكالمه مهمه
أشاحت بيدها بلامبالاه ودخلت غرفتها لتحكي لوالدتها ما حدث بالتفصيل الممل، وبعد ساعه أنهى عمله وهب واقفًا وركض لغرفتها حين تءكر أن مجنونته تتحدث عبر الهاتف منذ أكثر من ساعه، وقف على باب غرفتها ليسمعها تقول:
-بس الموضوع دا سر يا ماما مش عايزه حد يعرف إني اتقلبت
ردت والدتها بتأيد:
-متقلقيش طبعًا محدش هيعرف…
أردفت والدتها بحنو:
أنا جيالك دلوقتي تحبي أجيبلك حاجه معايا؟!
ابتسمت فرح قائله:
-ايوه هاتيلي شيبسي وشيكولاته ديري ميلك
-حاضر يحببتي
أكملت فرح بنبره حزينه:
-ولب يا ماما لب عشان أطلع الطاقه السلبيه الي جوايا
مصمصت شهناز شفتيها بحسره قائله:
-حاضر يا قلب امك
أكدت عليها فرح قائله:
-ومتقوليش لأي مخلوق بابا نفسه متقوليلهوش
-خلاص يا بت سرك في بير
همست فرح قائله بقلق:
-يلا مع السلامه عشان الراجل الي بره ده هينفخني لو عرف إني بكلمك بقالي ساعه
لم تسمع صوت والدتها مجددًا فنظرت للهاتف تقول:
-هي الشبكه فصلت ولا إيه!
أغلقت الهاتف ووضعته جوارها وهي تنفخ بحنق فدخل إليها قائلًا:
-ساعه ٦٠ دقيقه كلام يا مفتريه
ابتسمت وهي تقول:
-لاوالله ٥٥
أخذ هاتفه من جوارها وطلب الرقم الذي يريده لياتيه صوت الشركه: “رصيدك خلص بس الكلام لسه مخلصش….”
نظر إليها وهو يضغط بقواطعه العلويه على شفته السفليه بكثير من الغضب، ازدردت ريقها بتوتر قائله:
-مالك إنت هتتحول ولا إيه!
قبض يده بقوه وهو يزمجر ضاغطًا على أسنانه فاردفت فرح قائله:
-إهدى العصبيه مش حلوه
هبت واقفه وهي تقول:
-هعملك عصير ليمون حالًا يروق دمك ويهديك
كادت تفر من أمامه فمسكها من ملابسها يرفعها لأعلى كاللص وهو يقول:
-بت هو أنا مش قولتلك عندي مكالمه مهمه
-اهدى بس يا دكتور كل حاجه تتحل بالهداوه… ابعتلبه كلمني شكرًا
ضغط على أسنانه بغضب وقال:
↚
-ابعت للعميد كلمني شكرًا… أمشي يا فرح من قدامي
فرت من أمامه لكن أدخلت رأسها من الباب قائله:
-خلي بالك إنت بتعاملني وحش وأنا هشتكيك لأمك
أخد الوساده من فوق السرير وقذفها في وجهها وهو يقول:
-امشي يا بت
__________________________________
خرجت شاهيناز للحديقه التي يجلس بها نوح مع والده وجده وعمه زيد يلعبان الدمنو وهتفت بحسره:
-الحقوني البت فرح اتثبتت في قلب الشارع واتسرقت
هتف الجد بدهشه:
-ايه الي حصل؟!
سحبت شاهيناز مقعد وجلست قائله:
-هحكيلكم بس الموضوع سري متقولوش لحد!
__________________________________
دخل للمطبخ ليجدها تعد القهوه رمقها بغيظ قائلًا:
-طبعًا حكيتِ لمصر كلها إنك إتسرقتِ
هتفت بتبرير:
-لأ والله مقولتش إلا لمامتي ونبهت عليها إن الموضوع سري للغايه
قاطعهما رنين جرس الباب، فتح يوسف الباب ليجد صفاء التي هتفت بلفه:
-صحيح فرح اتثبتت واتسرقت؟
سألها يوسف بدهشه:
-إنتِ عرفتِ منين؟!
عقبت صفاء:
-لسه مامتها مكلماني وقيلالي
ضحك قائلًا:
-ادخلي يا ماما
وبمجرد أن أغلق الباب رن الجرس مجددًا ليجدهم عائلة فرح بأكملها، هتف الجد:
-ازيك يا دكتور يوسف خير فرح مالها
-الحمد لله بخير اتفضلوا يا جماعه مش هنتكلم على الباب
وبعد تبادل السلامات خرجت فرح تربط رأسها بصريقه مضحكه كمن يعاني من الم الرأس “الصداع” سلمت عليهم جميعًا وأخذت الحقيقه من يد والدتها وهي تهمس لها:
-دا الي سرك في بير يا شاهيناز
همست شاهيناز:
-متقلقيش مش هيقولوا لحد
رفعت فرح كتفها وابتسمت قائله بسخريه:
-طبعًا مهو معدش حد أصلا عشان يقولوله
قاطعها جدها سائلًا:
-ايه الي حصل يا فهيمه احكيلنا؟
سردت الحكايه كامله بتفاصيلها وانتهت قائله بنواح:
-حفيدتك اتثبتت يا جدي
هتف هشام “والدها”:
-المهم تكونوا عملتوا بلاغ
عقب يوسف:
-ايوه ايوه عملت بلاغ
خبطت فرح على فخذها قائله:
-هو الي بيروح بيرجع يا جدو
اقترب الجد يضمها ويربت على ظهرها قائلًا:
-فداكِ ألف موبايل يا حبيبة جدك متزعليش نفسك
هتفت فرح ببكاء مصطنع:
-من يوم ما اتجوزت يا جدو والمصايب نازله فوق دماغي أنا باينلي اتحسدت
عقب نوح قائلًا:
-معلش يا حبيبتي ابقى ارقيها يا يوسف
كان يوسف يتابع حركتها وكلامها مصدومًا من حركاتها وعقب بسخريه:
-حاضر يا نوح هرقيها حاضر
رن هاتف والدتها فصوبته تجاه فرح قائله:
-خدي كلمي خالتك عايزه تطمن عليكِ
رمقتها فرح بطرف عينيها قائله:
-هي خالتي كمان عرفت يا نبع الحنان
أومأت شهناز رأسها بابتسامه فهتفت فرح بهمس وهي تأخذ الهاتف:
-مكنتيش تتعبي نفسك ونادي في ميكرڤون الجامع يا شاهيناز
وبعد أن انهت المكالمه سحبتها والدتها للمطبخ وهي تقول:
-قومي نجيب حاجه للجماعه يشربوها
وقفت فرح جوار والدتها بالمطبخ تقشر اللب وتأكله رمقتها والدتها بغيظ ولكزتها في ذراعها قائله:
-دا منظر عروسه مكملتش اسبوع جواز
مضغت ما بفمها قائله:
-ماله منظري ما أنا لابسه من الهدوم الجديده
زمت والدتها شفتيها قائله:
-رابطه دماغك ولا إلي عندها عيلين بتجري عليهم كدا ليه
لمست شهناز شعرها وهي تقول ساخره:
-ودا منظر شعر عروسه قولتلك افرديه يا بت زي العرايس
ردت وهي تقشر حبة اللب:
-يا ماما بقا أنا بحبه على طبيعته… لو سمحتِ بلاش تنمر
قاطعتهما صفاء التي دخلت المطبخ قائله:
-متزعليش نفسك يا فروحه فداكِ يحببتي
ادعت فرح الحزن وارتمت بحضن صفاء قائله:
-الحمد لله على كل حال يا ماما
ربتت صفاء على ظهرها بحنان فسحبتها شهناز من حضن صفاء قائله:
-بطلي كُهن يختي وامشي قدامي نطلع العصير دا ربنا يصبره عليكِ
ضحكت صفاء قائله:
-فعلًا ربنا يعوض عليك يبني
_____________________
وبعد فتره ودعهما الجميع ولكن قبل مغادرة شاهيناز مسكت ذراع فرح لتنبهها قائله بهمس:
-سرحي شعرك واخلعي القرف الي على راسك ده
هزت راسها بنفاذ صبر قائله:
-حاضر يا ماما
وبعد مغادرة الجميع دخلت فرح غرفتها لتبدل ثيابها وتتزين كما أوصتها والدتها، رفعت شعرها لأعلى وشذبته بطريقة رائعة ابتسم حينما رأها تقبل نحوه وتجلس مقابله على الأريكة لتشاهد التلفاز فقام وجلس جوارها قائلًا بهُيام:
-إيه القمر ده
ابتسمت بخجل قائله:
↚
-شكرًا
قبلها من رأسها فتقبلت الموضوع بهدوء لا تريد أن تشحن الجو بينهما مجددًا، ظل يتأملها ثم مسك يدها قائلًا بحب:
-بحبك أوي يا فرح
أزاح خصلة شعرها عن وجهها وقال وهو يتأمل ملامحها:
-بحبك بكل جنانك
أردف يوسف بهُيام:
-إنتِ إحتليتِ قلبي دا إسرائيل محتلتش فلسطين كدا!
ابتسمت على غزله اللطيف ولتهرب من نظراته هتفت:
-أعملك قهوه؟!
هز رأسه معترضًا وهو يقول:
-لأ مش هتهربي مني الليله!
ازدردت ريقها بتوتر قائله:
-طيب أنا هقوم أشرب وأجي
غمز بعينيه قائلًا:
-وأنا هاخد شاور وأجيلك
ابتسمت له بتصنع ودخلت للمطبخ وقفت حائره وضربت يدها على سطح الرخام قائله:
-يالهوي دا شكله ناوي على قلة أدب
اتسعت ابتسامتها حين خطرت لها تلك الفكره الشيطانيه وهي تقول:
-سامحني يارب
كان في الحمام فنادته قائله:
-تحب أجهزلك البيجامه على ما تخرج
ابتسم قائلًا:
-ياريت يا فرح
اتسعت ابتسامتها وقالت بخبث:
-من عنيا الجوز
فتحت تلك الورقه وبدأت تضع منها على ملابسه وهي تقول بأسى:
-أنا آسفه يا دكتور
تركتها على السرير وخرجت، فدخل يوسف للغرفه وهو يغني وهي تتابعه بتوجس، وقف أمام المرآه يضع عطره المميز، لكن فجاه شعر بحكة شديده بدأ يفرك جسده بقوه وهو يقول:
-البيجامه دي شكلها فيها حاجه!
كانت تراقبه وتكتم ضحكاتها، دخلت الغرفه وسألته:
-مالك يا دكتور
– مش عارف أنا جالي حساسيه ولا إيه!!
دخل يوسف مرة أخرى ليغسل جسده الذي بدأت الحكه تشتعل به، وفرح تراقبه بخبث، وبعد أن خرج وارتدى ثياب أخرى دخل للمطبخ ليشرب المياه لكن تلك الحكه أشتعلت بجسده مجددًا، بدأ يحك جسده ويفرك بانحاءه بطريقة مضحكه، فضحكت فرح وهي تقول:
-تحب أساعدك لو عاوزيني اهرشلك عادي قول متتكسفش الناس لبعضها
رمقها بغيظ ودخل الحمام مجددًا ليغسل جسده، ابتسمت بخبث فقد رتبت جيدًا وأغلقت مقبض المياه لينقطع وصولها للحمام، ناداها:
-شغلي الماتور يا فرح
ابتسمت بمكر وهي تجيب:
-دا المايه قطعت يا دكتور
نفخ بحنق قائلًا:
-طيب شوفيلي اي مايه عندك بسرعه
كبحت ضحكتها وهي تقول:
-مفيش مايه انزل أجيبلك شوية تراب تتيمم
ضحكت بقوه، وهنا شك يوسف بأنه مقلب من مقابلها فاتجه للمقبض المتحكم بالمياه وفتحه فنزلت المياه، انتهى سريعًا و ارتدى المنشفه “البرنص” وهو يشتعل غضبًا من تصرفها الطفولي، خرج مسرعًا ليبحث عن ملابس أخرى بغرفة النوم فلفت نظره ورقه مكتوب عليها “بودرة العفريت” اشتغلت نيران الغضب بداخله، وحمل منفضة السجاد بيد وبالأخرى الورقه وخرج إليها.
كانت تشاهد مسلسل بالابتوب الخاص به باستمتاع وكأنها لم تفعل شيئًا، قذف الورقه في وجهها وضغط على أسنانه قائلًا بنبرة حاده:
-بودرة عفريت يا فرح!
هبت واقفه واتسعت حدقتيها وهي تبدل نظرها بينه وبين الورقه قائله بخوف:
-وحد الله ومتخليش غضبك يسيطر عليك
هز العصا وهو يقول:
-وربي وما أعبد لازم تاخدي علقه
صعدت على الأريكه تقف عليها قائله:
-اعقل يا دكتور اعقل ومتضحكش الناس علينا
ضرب بالعصا على الأريكه فأصدرت ضجيجًا وهتف:
-لأ أنا عايزهم يضحكوا
نزلت عن الأريكه تركض وهو يركض خلفها بتلك العصا ويضرب أي شيء يقابله بها وهي تصرخ وقفت أعلى السرير وهي تقول بخوف:
-طيب سماح المره دي والله ما هعمل حاجه تاني
قفز نحوها واستطاع مسكها من ذراعها قائلًا بنبرة حاده:
-جيبالي بودرة عفاريت يا فرح؟
صرخت:
-والمصحف ما كانت ليك بس إنت إلي اضطريتني أعمل كده!
ضربها على ظهرها فصرخت وهي تلمس مكانها:
-اااه والله بتوجع
عقب قائلًا:
-ما أنا عارف إنها بتوجع وأنا عايزها توجع
ضربها مرة أخرى فصرخت بقوه وهي تنادي:
-الحقيني يا ماما صفاء ابنك اتجنن
وضع يده على فمها ليكم صراخها
-مسمعش نفس يا بت وإلا هنفخك ضرب
تركها وهو يدفعها قائلًا:
-اختفي من قدامي حالًا
وبمجرد أن أفلتها ركضت للغرفة الأخرى وأغلقت الباب عليها وقفت تتحسس مكان الضربه متاوهة ثم قالت:
-بجد عصبي ومجنون
________________________________
مرت الأيام وفرح تراقب حنان وضعت بودرة العفريت في حذائها وكانت تراقبها باستمتاع شديد حين تضع قدميها تحت المياه كلما لبست حذائها، وفي تلك الفتره ابتعد عنها يوسف ليعاقبها عما فعلته، وهي تأبى أن تحدثه حفاظًا على كرامتها وكبريائها لكن طالت الفتره فقد مر إسبوعان على تلك الحاله وهو يحدثها برسمية وجمود، وفي هذا اليوم بعدما صلت فريضة العصر، قررت التنازل عن كبريائها لتمزح معه، بحثت عنه فوجدته يجلس على الأريكة يحدق بشاشة اللابتوب، فاتجهت نحوه ووقفت أمامه قائله بمرح:
-اضربني بسرعه عايزه أعيط
لم يرفع عينه عن الجهاز وقال بجديه:
-إمشي يا فرح أنا مش فايق لهبلك
وضعت يدها حول خصرها قائله بمزاح:
↚
-بس أنا مش هبله علفكره!
ابتسم بسخرية قائلًا:
-وهي دي تصرفات واحده عاقله!
أنزلت يدها لتستقر جوار جسدها وقالت بجديه:
-هو إنت مش عاجبك تصرفاتي؟
رد بنفس الجديه:
-الصراحه لأ… أعقلي شويه يا فرح إنتِ مش صغيره
صمتت ووقفت تحدق به فنظر لها وسألها:
-سكتي ليه؟!
ردت بعبوس:
-بفكر في كلامك
اومأ رأسه قائلًا بجديه:
-أيوه ياريت تفكري كويس جدًا دا لو بتعرفي تفكري يعني
شعرت بغصه في حلقها فسألته بتعجب:
-هو حضرتك بتستهزأ بيا؟!
عقب بجمود:
-فرح أنا مشغول وإنتِ معطلاني!
تقوس فمها لأسفل كانت على وشك البكاء لكن قررت أن تتصرف مع ما تبقى من كرامتها فهتفت:
-ماشي أنا أسفه لحضرتك
استدارت لتغادر لكن تعرقلت قدمها في طرف السجاده ووقعت، فابتسم بسخريه قائلًا:
-اهو ده من ضمن الهبل برده! ركزي شويه يا فرح
وقفت مرة أخرى وسألت الدموع على وجهها قائله:
-علفكره أنا مش هبله…
شهقت ورفعت كتفها لأعلى قائله باستنكار:
– أنا بس متوتره من كل حاجه بتحصل حوليا
أغلق الابتوب فهو ضعيف تجاه تلك الدموع وذالك الحزن الذي يطعن قلبه قبل قلبها، أما هي فاحتل قلبها حزن العالم تتسائل لمَ أصبح باردًا لتلك الدرجه، هل قل حبها في قلبه أم أنها لم يحبها من الأساس ويريد إشباع رغبته منها لا أكثر! اقترب منها وحاول ضمها فانفلتت منه قائله ببكاء:
– أنا فجأه لقيت نفسي متجوزه… معرفش إزاي دا أنا كنت لسه طفله امبارح!
ابتسمت بألم من خلف دموعها قائله:
-هي المسؤوليه كدا بتخدعك وتكون خفيفه أوي لحد ما تشيلها وتفضل تزيد على كتفك لحد ما تنحني
جلست على المقعد خلفها قائله بحزن:
-إنت بتضغط عليا طول الوقت مبتفكرش إلا في حاجه واحده وعايز توصلها… مش مهم بقا أحبك محبكش هو كدا وخلاص… إجبار
انحنى أمامها ونظر لعينيها قائلًا:
-يعني إنتِ معندكيش أي مشاعر من ناحيتي يا فرح؟!
حاولت أن ترد له صفعته بتركه لها اسبوعين بلا كلام فردت بكل غباء:
-انا مش قادره اتقبل وجودك في حياتي
تجهمت ملامحه ووقف قائلًا بتحدي:
-بس إنتِ مجبره تتقبلي وجودي وتحبيني يا فرح ومتحلميش إني ممكن أسيبك
قال جملته وغادر تاركًا الشقه بأكملها، فمسحت دموعها وهي تبتسم على جملته الأخيره، فهي تحبه وتعشق وجوده، نظرت لاثره بحب وقالت بهُيام:
-اه لو تعرف إلي في قلبي…
مر الوقت وأذنت العشاء ولم يعود للبيت أو هكذا ظنت! خرجت من غرفتها لتعد كوبًا من القهوه يدفئها فقد بدأت ليالي الشتاء الكئيبه التي تنشر سلبياتها بقلبها، زفرت بقوه وجلست على أرضية المطبخ مربعة رجليها ووضعت يدها في وضع اليوغا ثمأغلقت عينيها قائله:
-أيتها الروح المرحه أبوس إيدك عودي
وصل لمسمعها صوت تلك الأغنيه التي في الغالب شغلها سائق التوكتوك، قامت على الفور وأخذت السكينه من جوارها لتتراقص وهي تغني معها:
-مسيطره… همشيك مسطره هخليك لو شوفت في شارع بنت ترد لورا أيوه انا مسيطره
انسجمت مع الأغنيه وهي تتمايل بطريقة مضحكة، كانت تركض بالشقه كالمجنونه وبيدها السكينه تظن أن هذا رقص لكنه لا يمت للرقص بصله، وقفت على سريرها وهي تتمايل يمينًا ويسارًا وترفع قدميها لأعلى وتحرك يدها بالسكينه وتغني:
-أيوه أنا مسيطره… مس مس مس مسيطره
وحين نظرت تجاه الباب وجدته يضع يده على وجهه ومنفجرًا بالضحك فصرخت…..
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
“أيوه أنا مسيطره…. مس مس مس مسيطره”
وحين نظرت تجاه الباب وجدته يضع يده على وجهه منفجرًا بالضحك فصرخت وازدردت لعابها بتوتر وكادت أن تنزل عن السرير لكن فلتت قدمها فوقعت على وجهها مفترشة الأرض ويديها أمامها تقبض بإحداهن على السكين، كتم ضحكاته واقترب منها ليأخذ تلك السكين من يدها قائلًا بجديه:
-هاتي يا مسيطره
قامت عن الأرض بخجل وهي تنظر ارضًا،
وضع السكين على الكومود أردف قائلًا:
-عارفه لو وقعتي على دي أنا إلي كنت هطلع أجري على السكك
هز رأسه بإستنكار قائلًا:
-ربنا يهديكِ يا فرح
شعرت بحراره تخرج من كامل جسدها الذي بدأ يتعرق من شدة الخجل وقررت أن تفر من أمامه لتهرب من تلك النظرات فتعرقلت قدميها في الاشيء وزادت حدة الموقف حين أخذته بطريقها ووقعت عليه، تأوهت وهي تملس على جبينها الذي اصطدم بجبهته فانفجر بالضحك قائلًا:
-لأ مسيطره مسيطره مفيش كلام
هبت واقفه ووضعت يدها على فمها قائله بتلعثم:
-أنا آسفه
ركضت للغرفه الأخرى وأوصدتها من الداخل وضعت يدها على قلبها تهدئ دقاته من اقترابها منه بهذا الشكل وقالت:
-ياربي على الإحراج مش هقدر أبص في وشه تاني
رقدت على سريرها تفرك به لا تستطيع النوم بعد ذالك الموقف المحرج لم تنم بسهوله لكن غلبها النعاس بنهاية الأمر…
________________________________
صباح جديد يبدأ مع إشراقة الشمس وشعاعها الخافت الذي لا يكاد يلمس الأجساد بسبب برودة الجو إنه نهار الشتاء في مصر جو هادئ وطريق خالٍ من الناس، سارت جواره وهي ترمقه بطرف عينيها كان يسير جوارها بجديه شديده، نظرت أمامها وهي تفكر فهذا أخر يوم بامتحانات الميدترم وسترتاح أعصابها قليلًا قبل بداية إمتحانات منتصف العام، وقفا ينتظران سيارة أجره، نظرت نحوه مجددًا وشردت بهيئته الجذابه أخرجها من شرودها صوته ولمسة يده وهو يسحبها نحوه قائلًا بتحذير:
-حاسبي يا فرح!! ركزي العربيه كانت هتخبطك
اومأت رأسها بدون كلمة كانت شاردة الذهن تفكر به، فمد يده نحو يدها ليقبض عليها بتملك كأنه يريد القول أنها خاصته وحده، ابتسمت وهي تمسك يده بإطمئنان هتف قائلًا:
-امتحانك هيبدأ الساعه ١٠ مش عارف ليه صممتي تطلعي من ٨ ونص
عقبت قائله:
-عشان مش عايزه أمشي لوحدي هزاكر شويه في الكليه…. أصلًا مبعرفش أزاكر في الشقه
انفجر بالضحك حين تذكرها بالأمس ورمقها بطرف عينه قائلًا لها بخفوت:
– بتعرفي ترقصي بس؟!
أجاب نفسه وهو يكبح ضحكته: لا والله ولا بتعرفي ترقصي ولا نيله
لم ترد عليه فقطب حاجبيه وهو ينظر لها ليسالها:
– فرح هو إنتِ بتعرفي تعملي ايه؟!
ابتسمت بخجل وقالت بمزاح:
-انا بعرف أعمل حاجات كتشير أوي مثلًا بعرف أكل وبعرف أستحمى لوحدي وبسرح شعري لوحدي برده وبعمل قهوه بوش لوحدي و..
قاطعها متنهدًا بقوه وهو يقول:
– عوض عليا عوض الصابرين يارب
↚
تركت يده ولم تعقب فنظر لها مردفًا:
-بس كويس إنك جيتِ معايا أصل حد يثبتك تاني ويسرقك أنا عارف المصايب بتجري وراكِ
رمقها بطرف عينه قائلًا بضحكه:
-أو إنتِ إلي بتجري وراها محدش عارف
عقبت فرح بنزق:
-ياريت تسكت بقا كفايه سخريه
ابتسم قائلًا:
-لا البت عندها دم وبتحس أوي
نفخت بحنق فأردف بنفس السخريه:
-ربنا يهديكِ يا مدام فرح ولا أقول فهيمه
-يوووه بقا إنت يا جدع إنت مصمم تنكد على نفسك على الصبح ليه!
ارتدى نظارته وقال بغرور:
-أنا بعون الله مفيش حاجه تقدر تنكد عليا
رمقته بسخرية وهي تبتسم بتصنع، وصلت السيارة وركبا معًا، وصلا للكليه وعند مدخلها نظرت فتاه ليوسف قائله بمياعه:
-ازيك يا دكتور يوسف
رد بابتسامه:
-الحمد لله
رد على الفتاه ليغيظ تلك الواقفه جواره ويشغل غيرتها، برزت عيناها خارجًا وهي تقول:
-مين دي بقا إن شاء الله؟!
عقب بهدوء استفزها:
-طالبه عندي
قالت بسخريه وهي تقلد صوت الفتاه:
-والله! وبتقولك ازيك يا دكتور يوسف
عقد جبينه قائلًا بمكر:
-أومال عايزاه تقولي إيه… يا قلبي ولا يا حبيبي الي مبسمعهاش من مراتي
تلعثمت متجاهله كلامه وهي تبرر:
-قصدي نبرة صوتها مايعه كدا!
ربت على ظهرها قائلًا:
-روحي زاكري… روحي زاكري عشان ألحق محاضرتي
عقبت بمياعه مقلده صوت الفتاه:
-ماشي يا دكتور يوسف
ابتسم قائلًا:
-الغيره هتطق مع عينيكِ
أخرجت لسانها وهي تغادر المكان وتدخل المدرج الفارغ لتجلس وحدها وتءاكر
_________________________________
وفي المدرج انشغلت بالمذاكره حتى قاطعها صوت ذالك الشاب الذي جلس أمامها:
-ممكن أذاكر معاكِ؟
رمقته سريعًا وغضت بصرها قائله:
-لأ ولو سمحت قوم
تحدث الشاب قائلًا:
-أنا الصراحه حابب أتعرف عليكِ كزمايل مش أكتر
نفخت بحنق وهي تنظر بكتابتها:
-وأنا مبتعرفش لو سمحت سيبني أذاكر
عقب بمكر:
-طيب دا أنا معايا ورق مش هيخرج منه الامتحان جربي بس نذاكر سوا
ألقى الورق أمامها فأخذته لتلقي به نظره واضطىت أن تذاكر معها فهي لا تعلم شيئًا عن تلك الماده، مر عليها أكثر من ساعه وهو يختلس النظر إليها بكثير من المكر معلنًا أن تلك هي البدايه، حدق بها قائلًا:
-هي دي عينك بجد!
نظرت للورق بإحراج وتلعثمت:
-ياريت تركز في الورق مش في عيني
عقب الشاب بهُيام مصطنع:
-أصل عينك حلوه أوي…. الصراحه إنتِ كلك زي القمر
نفخت بحنق وهي تلملم أشيائها قائله:
-أنا أصلًا غلطانه إني وافقت أزاكر معاك عن إذنك
-لأ لا لا استني بس أنا آسف والله
نهضت واقفه لكن تلك الدوخه مجددًا، حاوطت رأسها بكلتا يديها فاقترب منها ليسندها لكنها صرخت به:
-ابعد عني متلمسنيش
↚
كان يحاول إسنادها وهو يقول:
-إنتِ شكلك دايخه وهتقعي
ابتعدت عنه ومازالت تشعر بالدوار كانت تتخبط لا تستطيع الإتزان وهي تقول:
-متلمسنيش
فهي لا تتقبل لمسة أي رجل غير زوجها، جلست مرة أخرى وسندت رأسها للأمام، نظر إليها الشاب بخيبة أمل فمن الواضح أنها صعبة المنال لكنها تستحق المحاوله مرة أخرى، طالت مدة الدوار بل أن الأسوأ هو ازدياد ضربات قلبها بشكل غير طبيعي، أدمعت عيناها بتعب فقد حان وقت الإمتحان وهي على حالتها بل تزداد حالتها سوء، ناداها الشاب قائلًا:
-فرح إنتِ كويسه؟!
حين سمعت اسمها من بين شفتيه امتعضت ملامحها وازداد حزنها، فهي أخطئت حين جالسته واعتبرها خيانة لزوجها، ذرفت الدموع بصمت وهي تصرخ بصوت متحشرج دون أن ترفع رأسها:
-امشي امشي من جنبي أمشي
اقترب الشاب قائلًا:
-مش هقدر أمشي إلا لما أطمن عليكِ
صرخت مرة أخرى:
-قولتلك أمشي إنت مبتفهمش!
حين صرخت خشى أن يلفت الأنظار إليهما فقام من جوارها وابتعد عنها، وجلست هي تكمل بكاء….
__________________________
انهى يوسف المحاضره وقرر اللحاق بمجنونته ليطمئن أنها لم ترتكب المزيد من الكوارث، ابتسم حين تذكرها فقد أصبح عقله وقلبه مشغولًا بها ولا يطيق بعدها عن نظره، بحث عنها حتى عرفها من ملابسها وهي تجلس داخل المدرج لحالها وتسند رأسها للأمام، شعر أنها تبكي أو بها شيء فركض نحوها وسط نظرات الطلاب، وقف أمامها وناداها:
-فرح!
اطمئنت حين سمعت صوته، لم ترفع رأسها وأغلقت عينيها بتعب لتفيض الدموع من مقلتيها، جلس جوارها وربت على ظهرها بحنو:
-فرح! إنتِ كويسه؟
ازدادت شهقاتها فهي تظن أنها خانته حين وافقت على المزاكره مع هذا الشاب الذي كان يتابعهما بكثير من الحقد، ربت على ظهرها بحنو قائلًا بخوف:
-فرح ممكن تبصيلي؟!
رفعت رأسها لكن مازالت عيناها تفيض بالدموع، حاول تهدئتها فلم يستطع وبدأت العيون ترمقهما منهم من يستائل عن علاقة الدكتور بطالبته ومنهم من يحقد عليهما ومنهم من يتمنى أن يلامسه ذاك الشعور، حين دخل الدكتور الأخر بأوراق الأسئله استدار يوسف نحوها وحاوطها بكلتا يديه قائلًا:
– فيكِ إيه يا فرح متقلقنيش؟!
في هذا الوقت هدأت ضربات قلبها وخف دوار رأسها لكن كل ما يشغل تفكيرها هو أنها خائنه لا تستحق منه تلك المعامله، نظرت لعينيه وحدقت به للحظات ثم قالت:
-أنا دايخه شويه
عقبت بإشفاق:
-الدوخه دي تاني إحنا لازم نكشف
زفر بقوه وهو ينظر إليها قائلًا:
-اهدي وخدي نفس عميق وأنا هجيبلك عصير وأجي تمام؟!
جففت دموعها وأومات رأسها بتفهم فاستدار ليغادر لكن أوقفه صوتها قائله:
-بقولك
التفت اليها فقالت:
-هاتلي راني مانجا عشان مبحبش الجوافه
ابتسم ولكزها في ذراعها قائلًا:
-يا شيخه خضتيني عليكِ
ابتسمت وهي تومئ رأسها لتطمئنه قائله:
-متقلقش أنا كويسه
___________________________________
وصلا للبيت وبعد تناول الغداء نظرت لبشرة وجهها التي أهملتها مؤخرًا، ابتسمت حين خطرت لها تلك الفكره، رفعت شعرها لأعلى برابطة الشعر وأخذت القهوه وعسل النحل بمقدار تحسبه جيدًا وخلطتهما معًا ثم وضعت الماسك على وجهها، جلست تشاهد التلفزيون وتناست تمامًا أمر الماسك، خرج من غرفته يبحث عنها ويناديها:
-فرح… فرح
استدارت لترد عليه قائله:
-أنا هنا عند التلفزيون
جلس جوارها دون النظر لوجهها وحين التفتت إليه والتفت إليها بنفس اللحظه صرخ وهب واقفًا بهلع، ونهضت هي الأخرى تلتفت بهلع صارخه:
– فيه إيه… صورصار ولا فار؟
حدق بوجهها قائلًا بقلق:
-إنتِ إيه إلي حصلك ؟!
عقبت بملامح مرتعبه:
-إيه فيه إيه؟!
لمس وجهها بسبابته وسألها:
-إيه إلي على وشك ده؟!
وضعت يدها على وجهها وأومأت رأسها بتذكر فقد تذكرت ذالك الماسك الآن قائله:
-الماسك والله نسيته كويس إنك فكرتني
-ماسك! يا شيخه أنا قولت البت اتحرقت ولا حاجه
أردف وهو يجلس على الأريكه:
-حرام عليكِ أنا قطعت الخلف
↚
ضحكت قائله:
-معلش بكره تتعود دا لسه فيه ماسك زبادي وخيار وترمس مطحون ونشا ولبن حاجات كتشير أوي
ابتسم قائلًا بسخرية:
-يا بت الحاجات دي بتتاكل مش بتتحط على الوش لوحت بيدها وهي تغادر متمتمه:
-اسكت إنت مش فاهم حاجه
-لأ يا بت إنتِ إلي فاهمه كل حاجه!
تبعها وهي تغسل وجهها، ثم تبعها مرة أخرى بصمت يتابعها وهي تضع الزبادي على وجهها فرمقته بطرف عينيها قائله:
-مالك بتبصلي كدا ليه؟
ضحك وهو ينظر لها بعد أن لونت وجهها بالكامل بالزبادي وقال:
-شكلك يضحك موت
خرجت من المطبخ ترمقه بحنق، وهو منفجرًا بالضحك، نظرت له بنزق وكادت أن تتحدث لولا افلات قدمه ووقوعه عليها، حدق بوجهها ومازال يضحك وهو يضع سبابته على وجهها ثم تذوقه قائلًا:
-أصل أنا بحب الزبادي من صغري
ضحكت هي الأخرى على ضحكاته، سرعان ما تحولت نظراتهما إلى الشغف حدق بعينيها، ومسح وجهها بيديه ليقبلها، انتبهت لما يفعل ودفعته قائله:
-اوعى كدا بوظت الماسك
نهضت واقفه وهرولت من أمامه لتدخل للحمام وتمكث به فتره طويله حتى تهدأ تمامًا، أما هو فابتسم قائلًا: الصبر يا فرح الصبر
_____________________________
وفي وقت المغرب خرج يوسف للصلاة في المسجد ونزلت فرح لحنان لتكمل تنفيذ خطتها فلن تكتفي ببودرة العفريت، جلست مع حنان تبتسم لها بتصنع قائله:
-متعمليلنا كوبيتين شاي ولا قهوه كدا عشان ندردش سوا شويه
تهلل وجه حنان فأخيرًا ستسنح لها الفرصه بوضع المخدرات في مشروبها، هتفت بسعاده:
-حالًا يا فروحه استنيني
ابتسمت فرح بمكر وهي تخرج ذالك المسحوق من حقيبتها استعدادًا لتضعه في مشروب حنان وهي تهمس بخبث:
-وحياة أمك لأوريكِ عايزه تعمليلي أنا فخ!
سرعان ما خرجت حنان بالقهوه وجلست على الطاوله ثم قدمت القهوه لفرح و ضعت الأخرى أمامها، تظاهرت فرح أنها تشرب وفجأه وضعت يدها على فمها وقالت متظاهرة بالتأوه:
-درسي بيوجعني اوي معلش لو هتعبك بس عايزه كوباية مايه
ابتسمت حنان ودخلت للمطبخ فوضعت فرح المسحوق بالكوب الخاص بها سريعًا وسكبت مشروبها أرضًا دون أن تلاحظ حنان، وضعت حنان قنينة المياه أمامها وبدأت تشرب قهوتها سألتها فرح:
-صحتك عامله ايه دلوقتي كنت سمعت انك تعبانه؟!
تظاهرت بالمرض قائله:
-أيوه والله يا فرح تعبانه قوي
سألتها فرح قائله:
-خير عندك ايه؟
تلعثمت حنان قائله:
-عندي المرض الخبيث
لاحظت فرح الكذب بعينيها وقالت تتصنع الإشفاق:
-الف سلامه عليكِ طيب فين بالظبط
قالت ما حضر على لسانها متلعثمه:
-في.. في الدم
أومات فرح رأسها قائله:
-ربنا يشفيكِ يا طنط… طيب أنا هقوم بقا عايزه حاجه
تاكدت حنان من فروغ كوب القهوه الخاص بفرح وابتسمت بخبث قائله:
-سلامتك يا حببتي بس هستنا أقعد معاكِ تاني ونشرب قهوه مع بعض
تصنعت فرح الإبتسامه قائله:
-أكيد طبعا
ابتسمت فرح بسخريه وهي تغادر قائله بابتسامه:
-حقيره! مبروك عليكِ الإسهال
بصقت على الأرض وصعدت إلى شقتة صفاء لتقضي معها بعض الوقت لحين مجيء يوسف..
__________________________
وفي المساء وقفت أمامه وهو يمسك هاتفه وقالت:
-جيب موبايلك أكلم ماما؟
أعطاها الهاتف فأخذته ودخلت الغرفه، تسلل خلفها ووقف على باب الغرفه يستمع لما تقول:
-ماما أنا نفسي أكل سمك زهقت من اللحمه…
-حاضر يا حببتي هجيبلك بكره
-ماشي هستناكِ تجيبيه بكره…
وبعد أن أنهت المكالمه خرجت تعطيه الهاتف، كان يجلس على الأريكه، رمقها بغيظ قائلًا:
-فرح إنتِ كنتِ بتطلبي من مامتك إيه؟!
تلعثمت قائله:
-گ…كنت بطلب منها سمك
عقب قائلًا:
-افهمي يا فرح إنتِ دلوقتي مسؤوله مني ومتطلبيش حاجه إلا مني
كان يخاطبها بنبرة حادة بعض الشيء، فردت عليه بابتسامة ماكره:
-يعني اطلب أي حاجه… أي حاجه!
هز رأسه معقبًا بتأيد:
-أي حاجه يا فرح حتى الشيبسي والحاجات التافهه دي تطلبيها مني برده مش من مامتك
أخذت نفسًا عميقًا وأخرجته ثم قالت متخابثه:
-بصراحه كلامك دا شجعني أتجرأ وأطلب منك حاجه محتاجاها
حدق بها قائلًا بنبرة هادئة:
↚
-محتاجه ايه؟
نهضت واقفه وهي تحرك يديها متظاهرة بالإرتباك وقالت:
-بصراحه كدا أنا عايزه أيفون 12 بروماكس
حدجها بنظرة متعجبه وقال مازحًا:
-علفكره عادي تطلبي من مامتك أنا بس الي اتحمقت شويه
جلست مقابله تحدق به وهي ترفع إحدى حاجبيها ساخره، وليهرب من تلك النظره تنحنح قائلًا بالخطأ:
-قومي اعملي فرح يا قهوه
لم يلاحظ ما قاله ولكنها انفجرت بالضحك وهي تردد:
-أعملك فرح يا قهوه ازاي؟
قطب حاجبيه وسألها متعجبًا:
-انا قولت كده؟!
أومات رأسها ضاحكه فشاركها الضحك، اقتربت منه وربتت على ظهره قائله بمزاح:
-أنا مقدره الصدمه إلي إنت فيها بس روق روق أنا بهزر معاك
ضحك قائلًا:
-ما أنا كمان بهزر معاكِ بس متقلقيش أنا ناوي أجيبلك أحلى موبايل نوكيا
تجهمت ملامحها ورفعت شفتها لأعلى مردده بصدمه:
-نوكيا!
اومأ رأسه مبتسمًا بسماجه وهو يردد مؤكدًا:
-نوكيا
عقبت بنزق:
-مش عايزه منك حاجه هخلي جدي حبيبي يجيبهولي
لوح بيده بلامبالاه قائلًا:
-اعمليلي قهوه يا بت أجري واكويلي هدوم الشغل
وضعت يدها حول خصرها قائله:
-أيوه ما أنا الفلبينيه إلي امك جابتهالك
قال متعجبًا:
-أمك!! قصري لسانك يا بت
صاحب بنبرة مرتفعه:
-إسمي فرح مش بت
عقب بابتسامه مستفزه:
-مزعلاكِ بت طيب يا بت يا بت يا بت يا بت
نفخت بحنق ودبدبت بقدميها في الأرض وهي تتوجه للمطبخ…
__________________________
شعرت حنان بتوعك شديد في معدتها مجددًا وركضت نحو الحمام للمرة الخامسه، وبعد أن خرجت وهي تتنهد بارتياح قائله بوهن:
-أنا أكلت حاجه متلوثه ولا إيه!
حملت هاتفها وسجلت بصوتها في بحث جوجل:
-علاج الإسهال
بحثت كتيرًا ثم هتفت بنزق:
-يختاااي أنا مش فاهمه حاچه!
لم تكد تكمل جملتها ووضعت يدها على بطنها وهي تركض للحمام مجددًا، انتهت وهي تخرج مستنده على جدار الغرفه قائله:
-أنا عرفت العلاج مفيش غيره النشا على الليمون الي بحطه للفراخ والكتاكيت…. ما كلنا نعتبر واحد!
مصمصت شفتيها وهي تقول: اي والله كلنا واحد
اتجهت نحو المطبخ لتلتهم النشا بالليمون علها ترتاح….
_________________________________
وقفت في المطبخ تُعد القهوه تذكرت ما فعلته بحنان وضحكت قائله:
– زمانها قاعده في الحمام… والله تستاهل بنت ال….
ابتسم بسخرية وهو يبحث عن قنينة المياه ويقول:
-ما شاء الله بتكلمي نفسك
صوبت نظرها خلفه قائله:
-لأ بكلم إلي واقفه وراك دي
نظر خلفه فضحكت وهي تتابع القهوه قائله:
-بتبص على إيه هو أي حد يقولك حاجه تصدقها!
ضحك قائلًا:
-جننتيني يا فرح
رمقته بطرف عينيها وابتسمت قائله:
-متقلقش هعلاجك
اقترب منها وحدق بعينيها قائلًا بهُيام:
-أنا فعلًا علاجي عندك يا فرح… مش ناويه تحني على قلبي بقا
ارتبكت من نظراته لكن هربت حين أوشكت القهوه على الفوران:
-اوعى بسرعه القهوه
زم شفتيه قائلًا:
-مش ملاحظه إنك بتشربي قهوه كتير
-أيوه ملاحظه عشان بحبها عشان طول عمرها بوش واحد مش زي ناس كدا بوشين
ضحك وهو يخرج من المطبخ قائلًا:
-هاتي القهوه وتعالي ورايا يا كارثة حياتي وابتلائي
ابتسمت وهي تنظر إليه وهو يغادر المطبخ، فلا يريد أن يضغط عليها يكفي أنه بدأ يلاحظ لينها لمشاعره وانجذابها نحوه، قرر أن يتمهل ولن يمل من انتظارها حتى تحبه كما أحبها….
جلست جواره لأول مرة تفعلها فدائمًا تكون مقابله، كانت متوتره تريد قول شيء لكنه يقف على طرف لسانها فشعر بارتباكها وسألها:
-عايزه تقولي إيه متخافيش مش هضربك
-عايزاك تسامحني..
-خير عملتِ إيه؟
-بقولك بس بالله عليك بلاش تتعصب عليا
-مش هتعصب قولي
-النهارده الواد السمج ده جه المدرج وقعد جنبي
لف كامل جسده لها وسألها متلهفًا:
-الولد الي كان بيقولك أنسه فرح
أومات رأسها مؤيده وازدردت ريقها بتوتر فحثها لتكمل قائلًا بإنتباه:
-وبعدين!
نظرت له بتوجس وهي تقول:
-عرض عليا نزاكر مع بعض
اعتدل في جلسته قائلًا بثقه:
-طبعًا رفضتِ
تلعثمت مبرره:
-كان معاه ورق مهم… وأنا.. وأنا اضطريت أوافق
جحظت عيناه ونظر لها قائلًا بحده:
-نعم يختي!!!
خافت من رد فعله لكن أكملت قائله:
-زاكرت معاه ساعه لكن لما لقيته بدأ يعاكس قومت علطول والله
لم يعقب لكنه استشاط غضبًا تكرمشت ملامحه قائلًا ببرود:
-وإنتِ عايزه إيه دلوقتي!
عندما شعرت بتغير ملامحه ونبرة صوته، اقتربت منه بتلقائية كما اعتادت أن تفعل مع والدها وأخيها ومسكت يده تهزها برجاء قائله بنبرة نادمة:
↚
-أنا آسفه والله عارفه إني غلطت ومش هكررها
انبسطت ملامحه وهو يبتسم لقربها منه بتلك الدرجه دون انتفاضة جسدها التي كان يشعر بها كل مره، هتفت قائله بنبرة هادئه:
-هتسامحني؟
رفع سبابته محذرًا:
-بس متتكررش تاني والواد ده أنا هتصرف معاه
تهللت ملامحها بفرحه وأومات رأسها قائله:
-حاضر
مرت الأيام سريعة كعادتها وتبقى إسبوع واحد على حفل زفاف نوح ومريم، أما عن فرح فازدادت مشاعرها ليوسف واتضحت رؤيتها فهي تحبه منذ لقائهما الثاني كادت أن تعترف له بحبها في كثير من الأحيان لكن يتلجم لسانها عند أخر لحظه، وفي هذا اليوم خرجت من غرفتها على صوته بعد أن دخل الشقه وأغلق الباب خلف ظهره:
-فرح… فروحه… فرولاه
رمقته بتعجب وهو يبتسم بسعاده قائله:
-فرولاه أول مره حد يقولي الدلع ده
غمز بعينه قائلًا:
-عشان أنا بحب الفراوله وإنتي الفراوله حقي
ابتسمت بخجل وتخبط نظرها بكل اتجاه بحياء فأردف قائلًا وهو يمد يده نحوها بشيء:
-جبتلك الأيفون 12 بروماكس
أخذته من يده في سرعه متهلله ودون أن تتفحصه ضمت يوسف وقبلته من إحدى وجنتيه قائله:
-شكرًا بجد شكرًا أوي ربنا ميحرمنيش منك أبدًا
كان مصدومًا من كلامها ورد فعلها الذي لم يتوقعه على الإطلاق، انتبهت لما فعلت وتنحنحت قائله بخجل:
-أنا آسفه مقصدتش أصلي كنت متعوده أعمل كدا مع بابا ونوح
ابتسم قائلًا بتعجب:
-أسفه! إنتِ هبله يا بت! دا أنا هجيبلك كل يوم تلفون عشان الحضن ده
غمز بعينه ثم قال:
-بقولك إيه يلا نكرره ينوبك في قلبي ثواب
تجاهلت كلامه وأخرجته من الحقيبه ليتجهم وجهها فجأه قائله بسخريه:
-ريدمي 10
حك عنقه قائلًا:
-مفرقتش كتير يعني يا فرولتي ريدمي من أيفون مش فارقه
أردف قائلًا بمكر:
-خلينا في المهم يلا نبدأ من الأول أنا هدخل واديكِ الموبايل وانتِ تديني الحضن
ابتسمت بخجل قائله جملتها التي تكررها كلما أحرجها بكلامه رددت بتلقائيه:
-أعملك قهوه؟!
عقب وهو يضع يده على بطنه:
-قهوة إيه أنا عايز أتعشى عندنا اكل ايه؟
عقبت وهي تعد على أصابع يدها:
-عندنا فراخ في الفريزر ولحمه وبشاميل وكباب بس كله في الفريزر تحب أطلعلك ايه؟
غمز بعينه قائلًا ببسمه:
-لأ متطلعيش حاجه… يلا البسي عشان نخرج نتعشى بره
تهلل وجهها بسعاده قائله:
– وهتجيبلي بيتزا
عقب بحب مبتسمًا:
-هجيبلك احلى بيتزا
عقبت بابتسامه وهي ترفع سباتها:
-مارجريتا
-هجيبلك كل الي تتطلبيه بس البسي بسرعه
قفزت في فرحه كالأطفال وقالت بعفويه:
-أنا بحبك أوي بحبك أوي بجد
عضت لسانها حين انتبهت لما قالته للتو، وركضت من أمامه لغرفتها دون النظر لوجهه مرة أخرى، ارتسمت الإبتسامه على ثغره وردد بفرحة:
-دا باينله يوم حظي ولا إيه
___________________________________
خرجت حنان من عند الطبيب هائمه يتردد في أذنها صدى صوت الطبيب “للأسف زي ما توقعت لوكميا سرطان الدم”
فاصت الدموع من مقلتيها ونظرت للسماء بحسره قائله:
-أنا كنت بلعب عليهم يارب.. اللعبه اتقلبت عليا أنا…
شهقت بالبكاء قائله:
-طيب هقابلك ازاي يارب… هطلب من العايش يسامحني ولا من إلي ماتوا… يا ويلي.. يا ويلك يا حنان… يا ويلك
جففت دموعها وسارت قاصدة بيتها لتستعد للمعركه التي ستخوضها ورحلة علاجها، تمارضت لتمكر بهم لكن مكر الله أمبر وعقابه أشد “والله شديد العقاب”….
__________________________
وفي المطعم كان يجلس مقابلها وبعد الإنتهاء من تناول الطعام سألها:
-فرح مبسوطه معايا
أومات رأسها بابتسامه فسألها:
-يعني موافقه تكملي حياتك معايا يا فرولتي
أومات رأسها في حياء ولم تنظر إليه فسألها مجددًا:
-بتحبيني يا فرح؟!
كان يتفحص ملامحها ويدقق النظر إليها ليقرأ ما بقلبها، فركت يدها بتوتر قائله:
-وأنا هكرهك ليه إنت إنسان حنين وجدع ومحترم
أكملت بابتسامه مراوغه:
– مش محترم أوي بس ماشي الحال
ضحك على جملتها قائلًا:
-ماشي يا فرولاه يعني أفهم من كدا إنك بتحبيني
ابتسمت بمكر قائله:
-ما أنا قولتلك هكرهك ليه!
ابتسم قائلًا باستفزاز:
-طيب تمام قوليلي بقا بحبك يا يوسف
رمقته بطرف عينيها وشبكت يديها معًا قائله:
-اطلبلي قهوه
ضحك قائلًا:
-يادي القهوه عارفه أنا بقيت أشرب قهوه كام مره في اليوم بسببك
عقبت بسخريه:
-تلت اربع خمس مرات مش قضيه يعني
ابتسم ونهض واقفًا قائلًا:
-مفيش قهوه ويلا عشان نروح
-أحسن برده
_____________________________
وفي المنزل كان يجلس خلفها على السرير وهي تضع ذالك المرطب الليلي على وجهها، رمقته بطرف عينيها وابتسمت قائله:
-بتبصلي كدا ليه؟
ابتسم قائلًا بجديه:
-عايز أتكلم معاكي شويه
استدارت لتنظر إليه قائله:
-اتكلم سمعاك
وبمجرد إنتهاء كلمتها انقطع الضوء، واتسعت حدقة عينيها قائله بخوف:
-إنت روحت فين؟
أضاء هاتفه ومسك يدها ليهمس بجانب أذنها:
-متقلقيش أنا جانبك
بحث يوسف عن المصباح وأضاءه، ثم عاد لغرفة النوم جلس جوارها ونظر لملامحها في ضوء السراج الخافت وتأملها قائلًا بحب:
-بحبك يا فراولتي
اقترب منها ليقبلها لكنها دفعه وهبت واقفه وهي تقول بسرعه:
-لو سمحت يا دكتور أنا…
قاطعها قائلًا:
-ليه يا فرح مصممه تبني حواجر بينا ليه؟!
ازداد تنفسها وهي تصيح بنبرة حاده:
-إنت مش هتتغير وهتفضل مبتفكرش إلا في حاجه واحده
لا يريد خوض تلك الجدال مجددًا، تجاهلها وفرد ظهره على السرير قائلًا:
-تصبحي على خير أنا هنام جنبك النهارده عشان النور قاطع
سحب الغطاء عليه واغلق عينيه لينام، أما هي فنظرت نحوه متعجبه من تجاهله لكلامها، ونامت جواره ثم أغلقت عينيها لتفكر به حتى سحبها النوم، استيقظ في منتصف الليل أثر لكزتها له بقوه، فتح عينيه بنعاس ينظر نحوها ليجدها حاوطته بيدها وهي تقول:
-بحبك يا يوسف متزعلش مني أنا مقدرش أعيش من غيرك
فتح عينيه في ذهول حين انتبه لما قالته وهزها قائلًا:
-فرح…
دفنت رأسها بصدره، قائله بصوت مكتوم:
-بحبك
ابتسم وهو يدقق النظر إليها ليكتشف أنها تغط في سبات عميق، وتتحدث وهي نائمه! ها قد كشفها قلبها حينما تحدث بكل شيء، قبلها من رأسها قائلًا:
-بحبك يا فراولتي
أكمل نومه وهو في قمة الرضا فأخيرًا علم بمشاعرها نحوه….
_____________________________________
وفي اليوم التالي فتحت عينيها لتجد حالها على السرير وحدها، قامت تبحث عنه بالمنزل لكنه غادر لعمله فقد تأخرت في النوم هذا اليوم مطت ذراعيها أثر النوم وقامت بتشغيل قرآن بصوت الشيخ المنشاوي ورفعت الصوت عاليًا، ليمر الوقت وهي ترتب شقتها، وبعد انتهائها دخلت مطبخها أخذت تصب البيبسي وتضعه في الكوب وهي تبتسم، حملت الكوب وارتشفت منه ثم بدأت تترنح كمن شرب خمرًا أخذت الكوب وخرجت من المطبخ تتصرف كالسكران وهي تقول:
-في صحتي…
بدأت تتظاهر بالفواق “الزغطه” وتترنح وهي تسير مطمئنه أنها بالبيت لحالها، أغلقت عينيها وهي تقطع صالة شقتها مترنحه، ليتفاجئ هؤلاء الذين يقفون أمامها ينظرون نحوها بذهول، نظرت شاهيناز لصفاء ثم ليوسف وأخيرًا لإبنتها التي مازالت تترنح مغمضة العينين حتى وقعت أرضًا وانسكب باقي البيبسى على وجهها فتحت فرح عينيها على صوت ضحكاتهم، مسحت وجهها وهي ترقد أرضًا وتنظر إليهم بخجل وهم يقفون أمامها ويحدقون بها منفجرين بالضحك ….
يتبع…..
متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب اضغط هنا
↚
“في صحتي… ”
بدأت تتظاهر بالفواق “الزغطه” وتترنح وهي تسير مطمئنه أنها بالبيت لحالها، أغلقت عينيها وهي تقطع صالة شقتها مترنحه، ليتفاجئ هؤلاء الذين يقفون أمامها ينظرون نحوها بذهول، نظرت شاهيناز لصفاء ثم ليوسف وأخيرًا لإبنتها التي مازالت تترنح مغمضة العينين حتى وقعت أرضًا وانسكب باقي البيبسى على وجهها فتحت فرح عينيها على صوت ضحكاتهم، مسحت وجهها وهي ترقد أرضًا وتنظر إليهم بخجل وهم يقفون أمامها ويحدقون بها منفجرين بالضحك ….
“أصبلك كاس تاني يا حببتي”
هكذا هتفت والدتها بسخرية شديده، نهضت فرح واقفه منكسة رأسها بخجل ثم رفعت رأسها ببطئ لتبدل نظرها بين ثلاثتهم وهم يضحكون على فعلها، لاحظ يوسف إحراجها وأشفق عليها فحاول لفت انتباههم لشيء أخر قائلًا بجدية:
-انتوا بقا لازم تتغدوا معانا النهارده ولا إيه يا فرح؟!
أومات فرح رأسها وهي تبتسم بحياء:
-أيوه طبعًا!
عقبت صفاء:
-لأ أنا جايه أسلم على فرح وهنزل علطول
اقتربت من فرح تضمها وبادلتها فرح التحيه، كانت شاهيناز ترفع إحدى حاجبيها وتنظر نحو ابنتها بخيبة أمل وعقبت قائله:
-بس مراتك تأكلك إنت يا يوسف ملكش دعوه بينا
مصمصت شفتيها قائله:
-الله يبني إنت صعبان عليا حاسه إني ظلمتك بجوازك من البت الهبله دي
شهقت فرح ووضعت يدها حول خصرها قائله بعفويه:
-الهبله دي تربيتك يا شاهيناز يا مرات أبويا
هتفت شاهيناز بغيظ:
-معرفتش اربي يا بت للأسف ملحقتش اربيكِ
رفعت فرح رأسها بلامبالاه وهي تقول:
-يبقا دي غلطتك أنا مليش ذنب يا شوشو
عقبت شاهيناز بنبره مرتفعه:
-صح يا بت.. أنا إلي غلطانه!… إنتِ صح
كان يوسف وصفاء يبدلان النظر بين كلاهما ليتابعان الحوار، وفي حركة سريعه شمرت شاهيناز ساعديها وهي تقول:
-بس ملحوقه يا بنت جوزي تعالي
اندفعت شاهيناز نحوها لتمسكها من شعرها، فغر يوسف فاه من هول المفاجأه فلم يتوقع رد فعل شاهيناز، تأوهت فرح قائله:
-سيبي شعري يا شاهيناز
تركت شعرها ومسكتها من ملابسها تهزها بطريقة مضحكه وتقول:
-دا منظر شعر عروسه يا بت
عقبت فرح بتحدي:
-ماله شعري عاجب جوزي بتتدخلي ليه يا ست إنتِ
تركتها شاهيناز ووجهت نظرها ليوسف لتسأله وهي تكرمش وجهها وبنبرة حادة:
-إنت عاجبك شعرها ده!
أوما رأسه مبتسمًا باستفزاز، يكبح ضحكاته على انهيار شاهيناز، نظرت له بغضب فقد خذلها، وقف خلف ظهر والدته خوفًا منها، ضحكت فرح وأخرجت لسانها لوالدتها قائله:
-كسفك يا شوشو
صفقت بيدها وهي تنظر ليوسف قائله:
الله عليك يا قرة عيني
ضغطت شاهيناز على أسنانها بغيظ وهي تبدل نظرها بينهما، ويوسف يحدق بها مترقبًا رد الفعل التالي، أما هي فلم تنطق بحرف أخر وهرولت للمطبخ وهي تقول:
-ماشي يا فرح
جحظت عيني فرح وهي تهرول خلفها قائله:
-لأ لا لا يا ماما اهدي وأنا هعمل إلي إنت عايزاه
بدأت شاهيناز بإخراج الأواني من المطبخ وهي تقول:
-جربي بقا الإحساس ده
وكلما حاولت فرح إمساكها انفلتت شاهيناز منها لتخرج باقي الأواني وتقذفها أرضًا، كان يوسف وصفاء يتابعان الموقف بصدمه همست صفاء ليوسف:
-هي حماتك بتعاني من مرض نفسي؟!
اومأ رأسه ضاحكًا وهو يقول:
-شكلها كدا
وبعد دقائق كانت فرح تجلس بين الأواني بالمطبخ تضع كفيها على وجنتيها وتنظر الأواني الملقاه على أرضية المطبخ، وشاهيناز تضرب كفًا بالأخر كأنها تزيل أثر التراب عن كفيها تنحنحت ثم نظرت ليوسف وصفاء قائله بابتسامه عذبه وكأنها لم تفعل أي شيء:
↚
-إن شاء الله بكره عزال نوح وأنا كنت جايه أعزمكم
كانوا ينظرون لها بذهول فأردفت بنفس الإبتسامه:
-أستأذن أنا بقا عشان ورايا شغل كتير
نظرت لفرح التي ترمقها بطرف عينيها بغيظ وقالت:
-هستناكِ بكره بدري يا فروحه
خرجت من الشقه وسط نظراتهم المصدومه، هتفت صفاء قائلة وهي تغادر:
-أنا ماشيه
غادرت صفاء، ووقف يوسف وهو يضرب كفًا بالأخر بتعجب:
-دا باينلها وراثه ولا إيه؟!
اقترب يوسف وربت على كتف فرح لتفرفع رأسها إليه وهي مازالت على حالتها فيقول بابتسامه:
-يلا هنرتبهم مع بعض
زفرت بقوه وهي تنهض وتقول بابتسامه:
-الست دي أمي عارف لو مش أمي كنت مديت إيدي عليها اه والله
اومأ رأسه ليقول ساخرًا:
-مفهوم طبعًا
بدأ يرتب معها الأواني وهو يضحك كلما تذكر المشهد….
_____________________________________
انتهت من ترتيب الأواني وتناولت الغداء ثم جلست جواره تشاهد التلفاز، فجلس جوارها وهو يحدق بها قائلًا:
-عندي كلام كتير عايز أقولهولك
ارتبكت من نظرته وابتعدت عنه مسافه ليقطعها هو باقترابه منها مجددًا ليمسك يدها وينظر بعينيها ثم يخفض بصره ويتنهد بقوه قبل أن يقول بجديه:
-فرح أنا لما اتجوزتك كنت مجبر عليكِ… عمي أجبرني أتجوزك!
عقدت حاجبيها متعجبه وسالته:
-مش فاهمه ليه يعني يجبرك تتجوزني؟!
ترك يدها وتنهد بألم حين تذكر ما مضى وهو يقول:
-طبعًا انتي عارفه قصة عمك وعمتي الله يرحمهم
أومات رأسها قائله:
-الله يرحمهم ويغفر لهم
نظر لها بعمق يريد اكتشاف تأثير وقوع كلامه على ملامحها تلعثم قائلًا:
-أ… أ..بصي هو عمي كان عاوز ينتقم لعمتي الله يرحمها وعايزني أتجوزك فتره وأطلقك
ازدردت ريقها بتوتر حين قال جملته خوفًا أن يطلقها أو يتركها، فسألته بقلق:
-وإنت موافق على كدا!
هز رأسه بعنف وهو يقول:
-مكنش عندي حل تاني عمي كان ممضيني على شيكات ب ٥ مليون وتنازل عن كل ورثي من أبويا
تجمدت الدماء بعروقها تخاف من جملته القادمه سألته بخوف وهي تضغط على يده كأنها تريد الإطمئنان:
-وهتطلقني؟
ابتسم وهو يقبل يدها قائلًا بحنو:
– فرح لازم تعرفي إن أنا بحبك من قبل ما أعرف إن إنتِ مراتي!
لم تسمع جملته هي فقط تريد إجابة صريحه لسؤالها سالته مجددًا بتوتر وهي تزدرد لعابها:
– هو إنت هتطلقني عشان تاخد الشيكات والورث؟!
ترك يدها ونظر أمامه يحدق بالفراغ قائلًا:
-أنا سبق وقولتلك إني بحبك يا فرح ومش هسيبك
أغلقت عينيها تفكر فيما تود قوله، وعم الصمت بينهما لدقيقه مرت عليها كأنها سنة، عندما طال صمته هتفت وهي مغمضة العينين:
– يوسف
حدق بها وابتسم قائلًا بتعجب:
-إيه دا؟! دا إحنا شيلنا الألقاب؟!
لم تعقب لكن أكملت دون أن تفتح جفونها قائله:
-أنا بحبك
اتسعت ابتسامته واعتدال في جلسته وهو ينظر لها وهي تضغط جفونها حتى تهرب من نظراته أكملت قائله وهي تفتح عيونها:
-من تاني مره شوفتك فيها مكنتش بعرف أمنع نفسي من التفكير فيك
كان يحدق بملامحها بسعاده وهو يقول:
-فرح… قوليها تاني قلبي مشتاق يسمعها
استدارت تنظر نحوه قائله بهُيام:
-انا بحبك يا يوسف
ابتسم وهو يقبض على يدها قائلًا:
-كمان مره
ابتسمت وهي تضم وجهه بين كفيها وقالت وهي تضغط على كل حرف بالجمله:
-بحبك يا يوسف
ضمها بكثير من الحب ثم طبع قبلات متفرقة على وجهها فدفعته بقوه وهي تنهض لتتهرب منه قائله:
-تشرب قهوه
لم تنتظر رده وركضت من أمامه إلى المطبخ وهي تقول:
-أنا هعمل قهوه وهعملك معايا
اعتدل جالسًا وهتف ساخرًا:
-قهوه!!
نهض واقفًا وركض خلفها يقول:
-لأ يا فرح مش هتهربي مني انسي
صاحت قائله:
-ابعد عني وإلا هصوت وألم عليك الناس
قبض عليها يضمها بين ذراعيه قائلًا:
-إكتفى قلبي عناد وبعاد…
حملها بين ذراعيه قائلًا بهُيام: بحبك يا فرولتي
_____________________________________
صباح جديد في جو الشتاء البارد، نظر يوسف لتلك النائمة بجواره وطبع قبلة على رأسها قائلًا:
-اصحي يا فراولتي الساعه ١٠ هنروح لمامتك امته!
فتحت عينيها بنعاس ثم أغلقتها مجددًا وهي تدير له ظهرها وتسحب الغطاء عليها قائله بنزق:
-روح إنت وسيبني أنام
اعتدل جالسًا ليمسك هاتفه ويرى ٦ مكالمات فائته من عائلتها فيناديها مجددًا:
-يا فراولتي اتأخرنا زمان العزال وصل
نفخت بحنق وهي مغمضة العينين، هتف مجددًا بحايلها:
-يلا بقا عشان لسه هنفطر وابقي نامي الظهر
اعتدلت جالسة وعاقدة حاجبيها بضيق وهي تقول: حاضر قومت أهوه
مسك يدها ليقبلها قائلًا:
-صباح الزبادي يا محير فؤادي
ابتسمت ونظرت له بطرف عينيها قائله:
-يا صباح السعاده يا سكر زياده
ضحك على مداعبتها اللطيفه وقال:
-يلا عشان باباكِ رن عليا مرتين ونوح مرتين ومامتك مرتين
هتفت بنعاس:
-يعني كدا المجموع ٦
ابتسم قائلًا:
-الله ينور عليكِ
نهضت واقفه ثم اتجهت لخزانة الملابس لتفتحها وتخرج ثيابًا له قميص بلون السماء الصافيه وبنطلون من الجينز الأزرق وثيابًا لها فستان حمصي اللون وعليه حجاب أسود اللون، وضعتهم على السرير ثم قالت:
-هنلبس دول ماشي؟
ابتسم وهو ينهض قائلًا:
-تحت أمرك يا مولاتي
______________________________
جلست حنان على سريرها تبكي فستبدأ رحلة العلاج الكيماوي من الغد، مسحت دموعها تخاف أن تعترف لزوجها فيطلقها وإن طلقها أين ستذهب وكيف ستعيش بمرضها، تنفست بعمق وزفرت بألم بعد أن قررت ما ستفعله، لن تحكي لزوجها ستتركه لأخر المطاف لكن ستبدأ بساميه يحب أن ينفضح أمرها أمام عائلتة زوجها…..
_____________________________
وأثناء الطريق
“نفسي أجرب حاجه كدا هات إيدك”
قالتها فرح بابتسامه:
اتسعت حدقتيه وهو يسألها بقلق:
-ناويه تعملي إيه يا مجنونه مش وقته؟
مسكت يده وهي تصعد على سطح الترعه الرفيع وتقول:
-هات بس إيدك كدا بسسس
مد يده ليقبض على يدها بعنايه، بدأت تمشي متشبثة بيده ومبتسمه بسعاده سألها يوسف بابتسامه ماكره:
– واثقه فيا أوى كدا؟!
نظرت له قائله:
-إوعى تكون مش أهل للثقه!
ضحك وهو يهزها نحو الترعه متظاهرًا أنه سيدفعها، فصرخت بخفوت وقبضت على يده بقوه وهي تنزل عن سطحها قائله بضحكه:
-لا لا ملكش أمان
حملها وهو يقول:
-طيب استعدي بقا
صرخت قائله بخوف:
-إنت هتعمل إيه لا لا
صعد يوسف حاملًا فرح ليقف على سطح الترعه ويناكفها تشبثت به جيدًا لكن بلا فائدة فقد خانته قدماه حين انزلقت ونزل بها للمياه مسح الماء عن وجهه وهو يقول من بين ضحكاته:
-نسيت أقول صلي على رسول الله
أخرجت الكلام بصعوبه من بين ضحكاتها:
-أصلًا… م… ملحقتش…. الموضوع جه فجأه
حدق بضحكتها بهُيام قائلًا:
-بحبك أوي يا فرولتي
اخفضت بصرها في حياء مبتسمه، حدق بها مبتسمًا وشاردًا في ملامحها الطفوليه، ليقطع تلك اللحظه الرومانسيه صوت أحد الفلاحين صائحًا بنبره مرتفعه:
-إنتوا بتعملوا إيه هنه!
رد يوسف ساخرًا:
↚
-لأ مفيش كنا عطشانين ونزلنا نشرب وطالعين خلاص
عقب الرجل مصدقًا ما قاله يوسف:
-عطشانين! ليه بط إنتو ولا إيه؟!
ابتعد عنهم وهو يضرب كفًا بالأخر ويتمتم: مجانين دول ولا إيه؟
ضحك يوسف قائلًا:
-الراجل صدق ولا إيه؟
خرج يوسف من الماء منفجرًا بالضحك وساعدها لتخرج ارتعش جسدها وهتفت باستنكار:
-جيبتلنا الكلام وخلاص
ضحك يوسف قائلًا:
-يا ستي يعني هي أول مره ما إحنا متعودين
قاطعهما صوت الطبل الذي ياتي بالعزال نحوهم فضحك يوسف بقوه وقال:
-كدا بقا كملت يا روحي
قالت بقلق:
-هنعمل إيه؟!
مسح الماء عن زجاج نظارته الشمسيه بملابسه المبتله بالماء وهو يقول:
-اعملي زي ما هعمل بالظبط
ارتدى نظارته رافعًا رأسه بشموخ، ففعلت مثله وارتدت نظارتها الطبيه، وضع كلتا يديه بجيبي بنطاله، فهتفت:
-يوسف أنا معنديش جيوب!
تنحنح بجديه مصطنعه قائلًا:
-صقفي يحببتي
وقفت فرح تصفق بكل بلاهه مع الطبل، والناس يرمقونهما بذهول، كان عماتها الثلاثه يركبن السيارات ويصفقن، فهتفت إحداهن بنبرة مرتفعه مازحه:
-فرح…. هي مطرت عليكم ولا إيه؟
-اه يا عمتو مطرت شوفتي الهدوم
قالت جملتها وهي تعصر ذيل فستانها، ويوسف يضغط على شفتيه ليكبح ضحكاته، مرت سيارة أخرى وبها نوح الذي أوقف سيارته جوار قائلًا:
-إبه إلي حصل؟
رفعت فرح يدها نحو السماء وهي تلوي فمها لأسفل قائله:
-مطرت
رمقهما بتعجب قائلًا:
-مطرت ايه الشمس طالعه والجو ربيع أهوه
ضحك نوح وهو ينظر نحو الترعه قائلًا:
-تقريبًا أنا فهمت إلي حصل تعالوا اركبوا متمشوش كدا في البلد هتفضحونا
كان يوسف يراقب الحوار ويضغط على شفتيه كي لا ينفجر بالضحك، اتجه نحو السياره ومازال يضع كلتا يديه بجيبي بنطاله وهتف:
-مبروك يابو نسب
ضحك نوح وهو يقول:
-مبروك عليك إنت الجنان يا حبيبي فرح شكلها عملتها معاك
ركب يوسف السياره وانفجر بالضحك وقال: عقبال عندك يا حبيبي…
_____________________________________
وبعد أن وصلا للبيت سحبت فرح يوسف ليدخلا من الباب الخلفي ليبدلا ملابسهما ويرتدي يوسف من ثياب نوح، وترتدي فرح من ثيابها القديمه….
كان الجميع في حديقة المنزل بعد أن اوصلا جهاز العروس لشقتها، كان المنزل يعج بأفراد العائله، وقفت فرح في ركن بعيد عنهم مع يوسف تمازحه وتداعبه بيدها، فضحك قائلًا:
-“فرح بطلي هزار بقا”
مدت يدها مرة أخرى فقال وهو يكبح ضحكاته:
-إبعدي إيدك الناس هتاخد بالها
ابتسمت قائله بمكر:
-بس أنا مكنتش أعرف إنك بتركب الهوا
اقتربت منه مرة أخرى بمكر شديد ترمقه بخبث وهي تلتفت حولها لتتأكد أنها في بعد عن مرمى نظر الجميع، مدت يدها نحوه لتدغدغه، فابتعد عنها مسافه وهو يتأفف من تصرفها الطفولي، اقتربت مرة أخرى بمكر ومدت يدها نحوه لتدغدغه، حاول التظاهر بالجمود وضغط على شفتيه ليكبح ضحكاته حتى تيأس منه وتهدأ، لم يلبث هكذا كثيرًا وانفجر ضاحكًا، وضحكت هي أيضًا قائله بمرح:
-اركب الهوا
انتهى من نوبة الضحك قائلًا بهمس:
-ماشي يا فرح لينا بيت يلمنا وهعرفك الهوا بيتركب ازاي
ضحكت وهي ترجع بظهرها للخلف لتتجه نحو والدتها وهي تقول:
– أنا قاعده مع أمي حبيبتي لحد ما الفرح يخلص
كادت أن تقع فلحقها يوسف لتعتدل واقفه مسح يوسف وجهه ضاحكًا حين صاحت والدتها:
-خلي بالك يا فرح ركزي شويه مفيش حد بيمشي بظهره
همس لها قائلًا:
-جيبتِ لنفسك الكلام
أردف قائلًا بهمس:
-أنا الي بيجي عليا مبيكسبش أبدًا
اتجها ليجلسا مع الجميع ليهتف الجد موجهًا كلامه لشاب يبدو أنه بمنتصف العشرينات يجلس بجواره:
-الدور عليك بقا عاوزين نفرح بيك يا دكتور العيله
ابتسم الشاب قائلًا:
-إن شاء الله يا جدي شوفلي إنت العروسه وأنا جاهز
لتناديه والدته “والدة مريم” قائله:
-قوم كدا يا فؤش شغلنا حاجه تحسينا أننا في فرح
اومأ رأسه مبتسمًا وهو يقوم ليشغل أغنية، ارتفعت الزغاريد وبدا الجميع بالتصفيق متجاوبين مع الأغنيه…
«ودي سنة الحياه، نبعد نتوه ونمشي في مليون إتجاه، ودي سنة الحياه، الغالي بيفضل غالي وأنت بقلبك معاه»
كانت هذه كلمات الأغنيه التي صدعت عند وصول تلك الفتاه العشرينيه التي تدخل للبيت بحياء وتنظر حولها بارتباك وهي تعدل نظارتها التي تشبه نظارة فرح، فمن يراها لوهله يظنها أختًا لفرح من شدة اقتراب ملامحها وهيئتهما إلتفت ذلك الشاب إليها محدقًا بها فقد عرفها حتى بعد فراق كل تلك السنوات تلاقت أعينهما للحظات، فبعد غياب أعوام عن اللقاء، تفتحت تلك الزهره وأصبحت وردة جذابه تدفع من أمامها ليشم رائحة عطرها المخفاه، أيعقل أن يكون لسبع سنوات تأثير لتلك الدرجه! وكعادتها عندما ترتبك تتصرف بحماقه بل ببلاهه شديدة، تحركت خطوتين نحو جدها لكن قطعت باقي المسافه وهي تطير نحوه حتى وقعت رأسها بين فخذي جدها حين تعرقلت ساقها بسلة صغيرة أمامها رفعت رأسها لتنظر لجدها مبتسمة ببلاهه:
-وحشتني يا جدي
ضحك الجد وهو يضم وجهها بين كفيه ثم يقبلها من رأسها قائلًا:
-حبيبة قلب جدها إلي بنشوفها مره في السنه
↚
ضمت جدها بإشتياق ثم انتقلت للتسليم على الجميع دون أن تنظر نحو ذالك الشاب الذي يتابعها بطرف عينيه فقد عرفته منذ للوهلة الأولى مما سبب ارتباكها، جلست جوار جدها الذي ربت على ظهرها بحنو وسألها:
-غريبه يعني أبوك سابك تيچي الفرح
تلعثمت قائله: لا.. ما هو… ما هو أنا
نهضت واقفه وهي تبدل نظرها بينهم قائله بابتسامة فخر:
-جماعه أنا هربت
صفقت فرح بحراره وكأن الفتاه أنجزت شيئًا وقالت:
-عاش… عاش يبنتي والله
ابتسمت الفتاه وهي تعدل من ثيابها بفخر، وتومئ رأسها بحركة مسرحيه والجميع ينظر لها بذهول من جملتها، هتف والد فرح “خالها”:
-أبوك مش هيسكت يا وسام
عبست ملامحها وهي تمسك يد جدها وتنظر لعينيه برجاء وقالت:
-لو رجعتني للراجل ده ومراته تاني هموت نفسي يا جدي
شهقت شاهيناز قائله:
– بعد الشر عليكِ يحببتي
ربث الجد على يدها وتنهد قائلًا:
-نخلص فرحنا على خير ونشوف موضوعك ده
لا تدري لمَ سحبها نظرها لترمق ذالك الواقف على مقربة منها بوجهه مكفهر لا تدري أشفقة عليها أم مقتًا لما فعلت!
أخرجها من شرودها تلك السيده “حنان„ التي دخلت للحديقه قائله بنبرة قلقه: السلام عليكم يا جماعه
رد الجميع السلام ونظر لها يوسف متعجبًا، هتفت قائله: أنا عايزه أتكلم معاكم في موضوع بس ياريت ساميه تكون موجوده
هتف الجد: اتفضلي اقعدي… خير
عقبت حنان: خير إن شاء الله
_________________________________
وبعد فتره كانت الوجوه متجهمه والعيون ملتهبه والقبول محطمه مما سمعته هتفت حنان بنبرة نادمة:
-أنا كان لازم أقولكم كلكم قدامها عشان تعرفوا وساختها
هتفت ساميه بنظرات مرتعبه:
-إنتِ كذابه!
ردت حنان بنبرة حادة:
-لأ أنا مش كذابه أنا بحاول أتوب وراضيه بأي عقاب من ربنا عشان إلي عملته مش شويه
هتف الجد وهو ينهض واقفًا بغضب:
-وأنا مش فارق معايا أي حاجه لا إعترافك هيرجع الزمن ولا هيرجعلي إبني ولا هيرجع مرات ابني الله يرحمها
هتفت شاهيناز بغضب:
-حسبي الله ونعم الوكيل في أمثالكم إنتوا قلوبكم إيه حجر!
عقب نوح باشمئزاز:
-متظلميش الحجر يا ماما دا الحجر بيسبح ربنا وبيخشاه
لفت ساميه ظهرها لتغادر فهتفت عمة فرح “والدة مريم”:
-رايحه فين يا ساميه كلامنا لسه مخلصش!
نظرت لإبنها قائله:
-قوم يا فؤاد خد الرجاله وادخلوا جوه وإنتِ يا حنان اتفضلي من غير مطرود
نظر كل من وسام وفرح لبعضهماوجحظت أعينهم فقد فهما ما تنوي على فعله، سحب فؤاد يوسف ونوح قائلًا:
-يلا عشان أنا عارف النظره دي وراها إيه
اقتربت “والدة مريم” مع أخواتها الإثنتان من ساميه وبدأ يفرغان بها شحنة غضبهن بلكمها وضربها، وهي تصرخ تحت يديهم،
هتفت فرح: تستاهل والله بنت ال…..
وانتهين بدفعها لخارج البيت لتهتف والدة مريم:
-منشوفكيش هنا وإلا والله ما حد هيحبسك غيري
ضمت ساميه ابنها وصاحت وكأنها مظلومه:
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ربنا ياخدلي حقي منكم واحد واحد
قالت والدة مريم: يلا يا زباله منك لله ربنا ينتقم منك إنتِ يا شيخه
لتنظر ساميه لإبنها صاحب السبع أعوام قائله:
-بكره ابني يكبر ويجيبلي حقي منكم واحد واحد
كان الطفل يشاهد الحوار ويبكي لكن عمة فرح أغلقت الباب بوجه ساميه لتأخذ ساميه ابنها وتغادر…..
________________________________
وقفت فرح بالحديقه بجوار وسام وفجأه شعرت بدوار رأسها ووقعت أرضًا، صرخت وسام وهي تهزها بعنف، وهرول يوسف إليها على صوت وسام، هرولت وسام للداخل تنادي شاهيناز وهي تصيح:
-يا طنط … يا طنط فرح داخت ووقعت على الأرض
تهلل وجه شاهيناز وزرغدت بسعاده، لتنظر لها وسام قائله بصدمه:
-إيه يا طنط إنتِ فرحانه إن بنتك تعبانه ولا إيه!
ابتسمت شاهيناز قائله:
-تعبانه ايه يا هبله دي حامل
قالت جملتها وهي تهرول لإبنتها وتنادي على خالة فرح قائله:
-فرح حامل يا بسمه
حكت وسام رأسها وقطبت حاجبيها متعجبه وهي تكرر:
-حامل!!
سرعان ما تحول تعجبها لسعادة دقت ابواب قلبها وهرولت خلف شاهيناز مبتسمه، زغرودة أخرى من خالة فرح صدرت عاليًا وهي تربت على ظهر فرح بحنو قائله:
-مبروك يا حببتي ربنا يكملك على خير يارب
اعتدلت فرح جالسة لتسالهم بدهشه:
-فيه ايه؟
نظرت شاهيناز ليوسف بفرحه:
-مبروك يا حبيبي هتبقا أب
فغرت فرح فاها وجحظت عينيها بدهشه وعقد يوسف حاجبيه بصدمه وهو يشير لنفسه قائلًا:
-أنا!
مباركات كثيره من العائله تهافتت عليهم وأحضان أكثر، ويوسف وفرح يرمقونهما بصدمه ودهشه وذهول لتصيح فرح بنبره مرتفعه:
-باااااس أنا مش حامل
تجهم وجه الجميع منتبهين لفرح التي أردفت:
-جايبن الكلام ده منين؟
ضحكت وسام وهي تقول: طنط شاهيناز
نظرت لشاهيناز بغضب وهي تنهض واقفه ثم قالت:
-ماشي يا شاهيناز والله لأوريكِ
دخلت للبيت مسرعه، فاتسعت عيني شاهيناز وهي تقول ليوسف:
-إلحق بنت الهبله دي هتطلعلي المطبخ كله دلوقتي
جلس يوسف على المقعد ببرود قائلًا بضحكه:
-علفكره أنا لو روحت هساعدها
ضحك الجميع على شاهيناز التي تركض خلف ابنتها قائله:
-استني يا بت…. بت يا فرح… يا فهيمه….
زادت ضحكات وسام، كان فؤاد ينظر إلي ضحكتها فرحًا أنها تشعر بالسعاده حتى لو مؤقته، هرولت وسام خلف شاهيناز لكنه هرول خلفها وأوقفها مناديًا إياها بارتباك:
-و.. وسام
ازدردت ريقها بتوتر وهي تلتفت نحوه وتنظر أرضًا بارتباك، ابتسم هو الأخر قائلًا بمكر:
-إنتِ مش فاكراني؟
خانها لسانها قائله في سرعه بعفويه:
– عارفاك
عضت لسانها قائله بسذاجه:
-قصدي لأ مش عارفاك
ابتسم على ارتباكها ومسح شعره متوترًا هو الأخر قائلًا:
-لأ إنتِ عارفاني…
هربت منه قائله:
-طنط بتنادي عليا…
هتفت بارتباك وهي تغادر: أيوه يا طنط جايه
وقف ينظر لأثرها مبتسمًا وهو يقول:
-الظاهر إن حكايتنا هتبدأ يا وسام…
مش هقول النهايه لكن هقول